الحصاد draw: صلاح حسن بابان- DARAJ "لو كنتم تمتلكون الشجاعة ردوا على مطلقي الصواريخ وليس على الصحافيين"... بتهم مختلفة، عادت السلطات الكردية لتزيد الخناق على حريّة العمل الصحافي في الإقليم الكردي المثقل بالفساد والديون المتراكمة وأزمة تأخر توزيع الرواتب... “والدي ليس مُذنباً، هم مذنبون، القاضي مُذنب، لا عدالة هنا، الله ياخذ حقّنا”. تبكي الطفلة يناز شفان سعيد (15 سنة) وهي تطلق هذه الصرخة اعتراضاً على مظلومية والدها الذي يمضي عقوبة بالسجن لمدة ست سنوات، مع خمسة نشطاء آخرين، في محافظة دهوك بتهمة “المساس بالأمن الوطني الكردستاني” وفقاً للمادة الأولى لقانون رقم 23 لسنة 2003، لتحوّل الفتاة الصغيرة اليأس في ما بعد إلى أملٍ وتخاطب أطفال كردستان قائلةً: “قرّرت أن أصبح محامية، وبعدها قاضية، لأحكم بالعدل”. بتهم مختلفة، عادت السلطات الكردية لتزيد الخناق على حريّة العمل الصحافي في الإقليم الكردي المثقل بالفساد والديون المتراكمة وأزمة تأخر توزيع الرواتب، إضافة إلى عدم التوصّل إلى حلول مقنعة مع العاصمة بغداد لحلحلة الأزمة المتعلقة بحصته من الموازنة العامة، بعد عشرات الزيارات الشكلية لوفد الحكومة الكردية الذي لم يستطع حتى الآن أن يقطف ثمار مفاوضاته مع العاصمة الإتحادية. “والله لو كان ابني فعلاً يُشكلُ خطراً على الإقليم، أو مُتهماً فعلاً بأيّ تهمةٍ لقتلتهُ بيديّ، لكن والله ابني بريء” قبل اعتقاله بأيّام، هدّد الناشط شيروان شيرواني المحكوم بالسجن ست سنوات “وكالة الحماية” الاستخباراتية التابعة لـ”الحزب الديموقراطي الكردستاني” ووسائل الإعلام التابعة للحزب المذكور بكشف ملفات خطيرة جداً تمسّ زعيم “الحزب الديموقراطي الكردستاني” السابق الراحل مصطفى بارزاني، والد الزعيم الحالي للحزب ورئيس الإقليم السابق مسعود بارزاني، إضافة الى رئيس الحكومة الحالي مسرور بارزاني، وقيادات أخرى من الحزب في رد منه على محاولات إسكات صوته، ليكون مصيره الاعتقال مع أربعة من رفاقه وهم هاريوان عيسى، أياز كرم، شفان سعيد، كوهدار زيباري، والحكم عليهم بست سنوات بالتهم المذكورة آنفاً. “والله لو كان ابني فعلاً يُشكلُ خطراً على الإقليم، أو مُتهماً فعلاً بأيّ تهمةٍ لقتلتهُ بيديّ، لكن والله ابني بريء، ولم يكن ذنبه سوى انتقاده الأوضاع الحالية”، هكذا يؤكد والد الناشط كوهدار زيباري براءة ابنه من تهمة “التجسس لمصلحة أطرافٍ خارجية”. هذا الحكم أثار ردود أفعال غاضبة، وشقّ الصف الكردي، وعمّق الخلافات أكثر بين رئيس الإقليم الحالي نيجيرفان بارزاني، وابن عمّه رئيس الحكومة مسرور بارزاني، مع إقرّار نيجيرفان بحق زيباري في الطعن بقرارات المحكمة: “من واجب محكمة التمييز إعادة النظر في القضية استناداً إلى احترام القانون وحقوق الإنسان وحقوق المدعى عليهم”. مع تأكيده على “سيادة القانون” واحترام استقلالية القضاء ومبادئ حقوق الإنسان. وأشار نيجيرفان بارزاني إلى أن “شعب كردستان لن يتنازل عن مبدأ الحرية أبداً، لكنه شدّد في الوقت ذاته على عدم السماح “باستغلال الحرية وإساءة استخدامها بهدف القضاء على الحرية ذاتها والنيل منها”. مؤكداً أن “حماية الحرية والديمقراطية وترسيخهما وتعزيزهما، تكمن في سيادة القانون واستقلالية القضاء وتحقيق العدالة”. “ما رأيته كان ظالماً جداً، وكان قراراً سياسياً، هؤلاء الناس لم يرتكبوا أي جريمة، لم يخططوا لارتكاب جرائم” وبعد تصريح رئيس الإقليم، اشتعلت الماكينات الإعلامية الرسمية والخفيّة التابعة لأولاد العمّ بحربٍ إعلامية شرسة، وتقاذفت التّهم بينهما، بعدما زرع حديث نيجيرفان الشك في عدم استقلالية القضاء وخضوعه للتأثيرات السياسية والحزبية، وهذا ما دفع مكتب منسق التوصيات الدولية في حكومة الإقليم للخروج بنشر بيان توضيحي يؤكد أن “هؤلاء المتهمين تمت محاكمتهم وفقاً للمادة الأولى لقانون رقم 23 لسنة 2003 استناداً إلى الأدلة التي قدمها المدعي العام بأنهم شكّلوا مجموعة في شبكات التواصل الاجتماعية ونسّقوا في ما بينهم لوضع الخطط بهدف تخريب الأمن والاستقرار في إقليم كردستان”. والأدلة التي استند إليها القضاء للحكم على النشطاء، تتضمن صوراً لعدد من الأماكن التي يمنع فيها التصوير، واتهامات بإعطاء المعلومات لمصدر خارجي مجهول بشأن تحركات القوات الأمنية، وكذلك معلومات بشأن المسؤولين الأمنيين والعسكريين وأماكنهم، و”تلقي مبالغ مالية من خارج الإقليم بهدف تبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن الأجهزة الأمنية”. كما أشار إلى أن أحد المتهمين “قام بتصوير مقاطع فيديو وجمع المعلومات عن تحركات البيشمركة في المناطق الحدودية ومراقبة تحركات ضباط الأجهزة الأمنية”. نافياً أن يكون المدانون صحافيين، إذ أشار مكتب منسق التوصيات الدولية إلى أن “هذه المجموعة قامت بعد جمع تلك المعلومات بارسالها إلى عدد من المنظمات والجهات غير المعروفة الخارجية، في إشارةٍ منه إلى “حزب العمال الكردستاني”. كما استغل المتهمون، بحسب المكتب، مهنة الصحافة لأغراض سياسية، في حين أنهم ليسوا أعضاء في نقابة صحفيي كردستان ولا يعملون في أي مؤسسة إعلامية معينة. إقرأوا أيضاً: صحافيون: حرية التعبير على حافة الانقراض في كردستان العراق كردستان: السليمانية المشاكسة تخطط للانفصال عن الإقليم المنفصل يأتي هذا فيما صرح وكيل الدفاع عن المحكومين الخمسة، المحامي آسو هاشم، في وقت سابق بأنّ موكليه أوقفوا على خلفية مشاركتهم في التظاهرات التي شهدها إقليم كردستان أواخر العام الماضي في محافظة دهوك. واتّهمت منظمات حقوقية محلية ودولية حكومة إقليم كردستان، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بـ”توقيف نشطاء المجتمع المدني وتقويض الحريات العامة” لكن رئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني، قال في حديثٍ له إن الموقوفين “يعملون جواسيس”. وتعقيباً على تلك الأحكام، قال ممثل “لجنة حماية الصحافيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، إغناتيو ميغيل ديلغادو، إنّ هذه الإدانة للصحافيين إضافة إلى أنها “مجحفة وغير متناسبة”، تثبت أن حكومة كردستان وضعت حدّاً لادعائها أنّها تحترم حرية الصحافة. مثل المرّات السابقة ومن دون أي اختلاف جوهري يُذكر، نُظمت تظاهرات واحتجاجات غاضبة للاتحادات والنقابات المعنية بالعمل الصحافي بمشاركة عشرات الصحافيين والنشطاء وأعضاء في برلمان الإقليم. وقال النائب عن “حركة التغيير” علي حمه صالح الذي حضر جلسة المحكمة: “ما رأيته كان ظالماً جداً، وكان قراراً سياسياً، هؤلاء الناس لم يرتكبوا أي جريمة، لم يخططوا لارتكاب جرائم، تبادلوا المعلومات في مجموعة ماسنجر بينهم، وإذا كان الأمر كذلك، تجب معاقبة الناس على مجموعة الماسنجر، ويجب أن أعاقب شخصياً كوني أتحدث عبر مجموعات ماسنجر في قضايا سياسية”. مثل بقيّة القطاعات والمجالات، ما زالت الأطراف السياسية تسجل حضورها الفعّال في تغيير مسار عمل الاتحادات والنقابات والمراكز المعنية بحقوق الإنسان والعمل الصحافي في كردستان الى حدٍ بعيد، وهذا ما يجعلها في موقف المتفرّج إزاء الإنتهاكات التي تطاول صحافيين. نقيب الصحافيين في الإقليم آزاد حمي ينفي أن يكون المحكوم عليهم صحفيين أو عاملين في هذا المجال: “هم مواطنون، باستثناء شخص واحد منهم ادعى العمل في الصحافة من دون تقديم أي دليلٍ على ذلك”. ليؤكد لـ”درج” أن ما يُنشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن اعتباره “عملاً صحفياً”، في إشارة منه إلى ما ينشره بعض الصحافيين والنشطاء من انتقادات للسلطات الكردية بإستمرار. الصحافية الكردية نياز عبدالله ترى أن هذه المحاكمات هي “جزء من الضغوط التي تُمارس في مناطق بادينان (دهوك)، ليقولوا لأبناء تلك المناطق، بإمكاننا أخذ أعزّائكم ومحاكمتهم في مكان آخر”. يؤيدها في ذلك سكرتير نقابة الصحافيين- فرع السليمانية كاروان أنور، منتقداً سلطات الإقليم لأنها تلجأ إلى مواد القانون العراقي رقم 156 المعدّل، بدلاً من القوانين الصادرة من برلمان كردستان والموقعة من رئيس الإقليم وهي قوانين خاصة بالصحافة منها قانون رقم 35 لعام 2007 وقانون حقّ الحصول إلى المعلومات رقم 11 لعام 2011: “إصدار هكذا أحكام قاسية على نشطاء دهوك ليس إلا لتخويف وترهيب من يكتب ويتظاهر وينتقد”. “لو كنتم تمتلكون الشجاعة ردوا على مطلقي الصواريخ وليس على الصحافيين” ويتخوّف أنور في حديثه لـ”درج” من استمرار التدخّل في عمل المحاكم: “الآن نحن أمام مفترق طرق خطير، لأنّ من ينتقد باستخدام مواقع التواصل بات يحاسب ويواجه أحكاماً قاسية”، سائلاً: “هل سيعود الإقليم واحة خضراء للصحافيين، أم سننحدر إلى العصور المظلمة التي تحاكم كلمة وتسجن أصحابها؟”، آملاً بأن تنصف محكمة التمييز المحكومين الخمسة بإطلاق سراحهم. تأتي هذه المحاكمات في وقتٍ كان يعتبر فيه، إقليم كردستان، طوال السنوات الماضية ملاذاً آمناً للصحافيين والنشطاء الذين يتعرّضون في أنحاء أخرى من العراق للتهديد وسوء المعاملة لا سيما بعد احتجاجات تشرين الأول/ أكتوبر 2019، والتي انطلقت في العاصمة بغداد والمحافظات الشيعية في جنوب البلاد. رجل الدين الكردي سيد أحمد البرزنجي انتقد السلطات الكردية في خطبة له قائلاً: “لو كنتم تمتلكون الشجاعة ردوا على مطلقي الصواريخ وليس على الصحافيين”، في إشارة منه إلى القصف الصاروخي الذي تعرّضت له مدينة أربيل ليل منتصف شهر شباط/ فبراير الماضي. محذراً من انهيار النظام القضائي في كردستان. في منتصف العام الماضي طلب معلّمون في القطاع التربوي، إجازة تنظيم تظاهرة في محافظة دهوك للمطالبة برواتبهم، لكن السلطات الإدارية في المحافظة رفضت طلبهم لتبرّر موقفها بالاستناد إلى الالتزام بالتعليمات الصحية التي تمنع أي تجمعات جماهيرية للحد من انتشار فايروس “کورونا”، ولكن في تحدٍ للتعليمات أصر المعلمون على التظاهرة، لذلك لجأت الجهات الأمنية إلى المادة 240 من قانون العقوبات العراقية رقم 111 لسنة 1969 وعاقبتهم لمخالفتهم تعليمات إدارية، وهو ما فسر بأنه تطويع للقانون لخدمة السلطة في قمع أي انتقادات توجّه لها في الشارع أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. استناداً الى المادة المذكورة يحق للجهات الادارية القيام بالإجراءات القانونية مع المخالفين في حالة انتهاك التعليمات الصادرة. تم توقيف ما يقارب 50-60 شخصاً من عملهم الإداري، وتم اعتقال 19 شخصاً قبل أن يفرج عنهم في وقت لاحق. ودائماً ما تؤكد السلطات في كردستان أن تعاملها مع الصحافيين والمؤسسات الإعلامية يكون بحسب قانون الصحافة في الإقليم المرقم 35 لسنة 2007، ولكن في حال توجيه تهمة للصحافي خارج إطار عمله، فيتم التعامل معه بحسب قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969، وهو ما يترك مجال الاستنسابية مفتوحاً أمام السلطة في تعاملها مع ما تراه خطراً على مصالحها.
الحصاد draw: قراءات مستقبلية – مركز الدراسات المستقبلية أولا: حول المسائل العامة للعراق: الملف الايراني الاميركي واحد من المتغيرات المؤثرة في السياسة الاميركية في عهد بايدن، فطبيعة التعامل الامريكي مع ايران ايجابا او سلبا سوف تؤثرفي سياسة امريكا ازاء العراق والمنطقة بشكل مباشر، فبالرجوع إلى تجربة بايدن (باستثناء المرحلة التي كان فيها سيناتورا ) اذ تم اللجوء الى سياسة التوازن ( نەشیش بسوتێ و نە کەباب )مع ايران منذ عام 2009، حين كان بايدن نائبا لاوباما ومسئولا عن الملف العراقي، وقد ادرك وقتها ان امريكا والحلفاء ليسوا المشاركين الوحيدين في ادارة العراق والمعادلات المعقدة فيها، إذ ثم شريك مفروض وهو ايران، وغريم منافس له وهو قاسم سليماني الذي تم توكيل ادارة ملف العراق اليه من قبل حكومته. ومنذ ذلك الوقت اخذ الجانبين بنوع من طرق الدبلوماسية السرية والواقعية، في ادارة الملفات العراقية عموديا وافقيا بدءا من تقسيم السلطات وحتى صعود الطائفية إلى الحكم، واستمرت هذه المنهجية المشتركة بين بايدن والسليماني الى حين مجئ ترامب الى البيت الابيض. ثمة تغيرات طرأت على العالم والعراق كما ان مرحلة ما بعد كورونا ستكون مختلفة عن سابقتها و تغيرت معها سياسة امريكا ايضا، اذ لن تتكرر سياسة السنوات الاربع السابقة. ان واشنطن وطهران لم ترغيا باللجوء الى المواجهة العسكرية المباشرة حتى في عهد ترامب وقاسم سليماني، ما يدل على ان العراق لا تزال تشكل الباحة الخلفية لكل من طهران و واشنطن، وان اي تقارب او تباعد بينهما سوف يؤثر في امن وسبادة وتطور العراق بجميع مكوناتها، كما ان الطرفين يلوحان بالاستمرار على استخدام ورقة العراق الناعمة والصلبة ضد بعضهما البعض. بايدن وعناصر ادارته المختصة بملفات العراق على دراية بقضايا العراق، الا ان سياسة بايدن الراهنة ازاء العراق غير واضحة، كما لم يشر خلال حملته الانتخابية بشكل صريح وعام الى سياسته تجاه العراق، ويبدو انه يدرك جيدا ان صياغة اية سياسة تجاه العراق قبل صياغة سياسته تجاه ايران ستبدو غير واقعية وغير عملية أيضا. ستؤثر ثلاثة عوامل جديدة-قديمة في تعامل ادارة بايدن مع العراق: 1- قضية الميليشيات القديمة-الجديدة التابعة لايران في العراق، فمنذ عهد اوباما بعد عام 2014 شكلت اعادة تنظيم الميليشيات “الايرانية” العراقية بذريعة التصدي لداعش عقبة لأدارة اوباما وفريقه. فان ايران وميليشياتها استطاعت عبر سياسة المد والجزر امام امريكا في منح ايران فرص اقتصادية وسياسية، عبر اعادة اميركا الى مسار التفاوض لإبرام اتفاقية 5+1. ثم ظهرت حديثا ميليشيات الحشد الولائي واتباعها كما ولدت ميليشيات جديدة من رحم هؤلاء (اصحاب الكهف، سرايا عشرين، اولياء الدم، ربع الله…الخ)، وتؤدي الأخيرة مهام الحشد الولائي في ضرب مصالح امريكا في المنطقة، وهي ايضا اداة تكتيكية لخليفة قاسم سليماني (قانافي) الذي يعرض عضلات ايران امام اميركا. لذلك لاتقتصر مهام بايدن على تقويض قدرة الحشد الولائي وارضاء مكونات العراق فحسب وانما التعامل مع الجيل الثاني من الحشد الولائي الجديد. 2- قضية اتفاقية (5+1): واحدة من القضايا التي ستؤثر بشكل مباشر على سياسة البيت الابيض الاقليمية وفي العراق ايضا، في مسألة العودة او عدم العودة الى اتفاقية عام 2015 (5+1) المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني. ففي حالة التقارب والتفاوض بشأن العودة للإلتزام بالاتفاقية سترفع العقوبات عن ايران مما ينعكس ايجابا على العراق، كما تقلل من ضغوطات ايران على بغداد واربيل في مسائل تبيض الاموال والمشاكل المصرفية والعملة والنفط وشراء الاحتياجات العسكرية والصناعية. أما في حالة عدم العودة الى الاتفاقية 5+1، وهي احتمالية واردة جدا (أو في الاقل عند تعديل الاتفاقية بالضرورة)، ستبدء ايران ضغوطاتها على امريكا من اراضي العراق والتي تعد ارضية مناسبة للتقليل من اثار العقوبات على ايران، كما ستعرض عضلاتها في العراق باللجوء الى اظهار قوتها الناعمة والصلبة في العراق وخلق المشاكل لإدارة بيت الابيض الجديدة. يبدو ان المشاكل الفنية والسياسية لاتفاقية (5+1) قد ظهرت منذ المرحلة الاخيرة لولاية اوباما، إذ انتقد الاصوليون داخل ايران الاتفاقية من جهه، فيما رأى الامريكيون من جهتهم ان الاتفاقية تفتقر الى العديد من النفاط المهمة، اذ كان من المفترض الحد من الصواريخ الايرانية البعيدة المدى والعابرة للقارات في الاتفاقية، لأن أيران استطاعت بتلك الصواريخ ان تعرض مصالح اميركا وحلفائها الى الخطر في لبنان واليمن وسوريا العراق قبل ان تمتلك الأسلحة النووية. ولم تمتنع ايران عن ارسال صواريخها الى الجماعات الموالية لها في تلك الدول فحسب، انما قامت بتفعيل وتنشيط صناعتها النووية وافرانها بنسة 20% مما يعد مخالفا لبنود الإتفاقية المبرمة. يتتبادل كل من البيت الابيض والباستور الاتهامات بخصوص انتهاك الاتفاقية ولا يرغب اي طرف منهما ابداء نوع من المرونة والمبادرة الى الانفتاح على الآخر، وفي آخر رد فعل صرح بايدن بشكل قاطع انه اذا لم ترجع ايران الى الدول (5+1) فانه ليس لديه أية رغبة بالعودة الى ايام مرحلة (5+1)، رغم انه فتح بابا امام ايران في مؤتمر ميونخ للامن مع الابقاء على تحفظات مسبقة. فيما ستكون لانتخابات ايران الرئاسية دور في اتساع او ردم الهوة بين طهران وواشنطن. 2- قضية الكورد في ايران والعراق: ستكون هذه القضية مرة اخرى متغيرا مؤثرا ومتاثرا في و بسياسة بايدن في المنطقة. رغم ان لبايدن تاريخ اطول في التعامل مع الكورد في العراق اكثر بكثير من تعامله مع القضية الكوردية في ايران، ففي حالة استمر البتعاد بين طهران و واشنطن فان اميركا ستستخدم قضية كورد ايران كورقة ضغط على طهران وكذلك ستكون مناطفق الكورد بالعراق المنطقة الامنة الاخيرة لجنود امريكا وسياستها ضد أيران واتباعها. ان العروض الاخيرة لايران واتباعها في كوردستان والعراق تبعث بانباء غير سعيدة للعراقيين، والتي تجسدت في قصف القواعد والمصالح الاميركية وحلفائها في كوردستان ووسط وجنوب العراق واستهداف السفارة الاميركية وضرب الاطراف السياسية القريبة من اميركا واغتيال الناشطين، وتشير كل هذا الى ان هناك طريق وعرة تنتظر العراقيين في ظل سياسة البلدين المعقدة. ثانيا: حول مسألة الجماعات المسلحة العراقية: يمكن قراءة السياسة الاميركية تجاه هذه الجماعات في ثلاث مستويات: المستوى الاول: مرهون بسياسة امريكا تجاه طهران وتحكمها بسلوك هذه الجماعات، إذ تنظر أمريكا إلى هذه الجماعات وتتعامل معها بوصفها ممثلة لايران. كانت هذه الجماعات المسلحة قبل انتهاء حرب داعش تشبه في قوتها وحجمها الرعيل الاول من النموذج اللبناني، التي ظلت اكثر تحفظا وخجلا واقل انصياعا لايران بخصوص وجود القوات الاميركية بالعراق، فيما دعت قسم منها قوات التحالف الدولي الى مساعدة العراق في الحرب على الارهاب. اما القسم الثاني فهو الرعيل الثاني من هذه المجموعات، التي تبدو اكثر وضوحا وتشددا في انتمائها، ولها اجندات صريحة تعد امريكا دولة محتلة. وقد وظهرت معظم هذه الجماعات وتشكلت بعد مقتل قاسم سليماني ومهدي المهندس وباتت تمتلك الثقل العسكري وقرار الحسم. المستوى الثاني: يرتبط بالتعامل الاميركي مع المفاوضات الاستراتيجية العراقية-الاميركية المعروفة بالمفاوضات الاستراتيجية، التي بدأت لبحث الملفات المهمة ومن ثم التوقيع عليها لاحقا كاتفاقيات استراتيجية، واحدى الملفات الحيوية في هذه المفاواضات هي الملف الامني وموضوع تخفيض عدد القوات الاميركية في العراق وخطر الارهاب وكيفية تقوية الجيش العراقي وتفكيك الجماعات والميليشيات المسلحة. المستوى الثالث: هو التعامل الاميركي مع اقليم كوردستان بشكل عام ومع ملف الامن في الاقليم بشكل خاص، الذي يتمحور حول اهمية اقليم كوردستان الاستراتيجية لدى الجانب الامريكي وموقع كوردستان في الاتفاقية الاستراتيجية. حول المستوى الاول: ان السياسة الخارجية الاميركية لا تقبل باستخدام القوة ضد ايران وتبحث عن متغيرات جديدة وبدائل سياسية حديثة، كما ترفض النموذج السعودي للتحالف مع العراق،لذلك فان الخطاب الرسمي الايراني واتباعها من الجماعات التي تمثلها يؤكد بصراحة الحفاظ على التوازن بين الضغط والعداء المباشر لامريكا، ويمثل هذا النموذج الرعيلين الاول والثاني الذين تم ذكرهما في المستوى الاول سابقا. حول المستوى الثاني: وهو التزام امريكا والعراق في الاستمرار بخطوات الحوار والتوصل الى اتفاقية استراتيجية عراقية – اميركية، فعندما نحلل الاساليب السياسية والمواقف في الصورة العامة لهذا المستوى، مثل اختيار ماككورك للشرق الاوسط، نستنتج بانه ثم توجه نحو سياسة غير ثابتة، وربما يكون الخيار فيها تخفيض القوات الاميركية مع تزايد دور الميليشيات. اما حول المستوى الثالث: اقليم كوردستان وامن كوردستان، فان رد الفعل الامريكي على الهجوم الصاروخي ليلة (14 شباط) على اربيل وتوجيه اصابع الاتهام الى المجموعات المسلحة الشيعية، التي وصفت نفسها بقوات المقاومة، كان فرصة وبداية جديدة لظهور دعم اميركي غير معلن للاقليم بعد اربع سنوات من سياسة المتفرج المنحاز للعراق على حساب اقليم كوردستان. يمكن الاشارة الى هدفيين اساسيين في هذا المنعطف، الهدف الاول جسد الضغوط التي يمكن ان تمارس ضد اربيل التي باتت غير محمية بالنسبة لامريكا. اما الهدف الثاني فجسد الفرصة التي مكنت امريكا من ان تعلن عن نفسها بوضوح وليس مستبعدا ان تستهدف الجماعات المسلحة قريبا. – قراءات مستقبلية (9) – الباحثون: د.يوسف گوران، د.ئوميد رفيق فتاح، د.عابد خالد رسول، د.هردي مهدي ميكة – مركز الدراسات المستقبلية- السليمانية – اقليم كوردستان – شباط 2021
الحصاد: المرصد الاورومتوسطي لحقوق الانسان جنيف- أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بشدة إصدار محكمة في أربيل حكمًا بالسجن على خمسة صحفيين وناشطين مدنيين بتهم تتعلق بنشاطهم الصحفي وممارستهم لحقهم في حرية الرأي والتعبير. سلطات إقليم كردستان العراق تهدف فيما يبدو من خلال هذه الأحكام القاسية إلى ترهيب الصحافة والنشاط المدني في البلاد، وإبلاغ المعارضين أنّ ثمن الانتقاد سيكون باهظًا جدًا عمر العجلوني، باحث قانوني لدى المرصد الأورومتوسطي وقال المرصد الحقوقي الدولي ومقره جنيف في بيانٍ صحفيٍ اليوم، إنّ محكمة الجنايات الثانية في أربيل حكمت بتاريخ 16 فبراير/شباط الجاري على الصحفيين والناشطين "شيروان سليمان" و"شفان عمر" و"هاريوان محمد" و"إياز رشيد" و"كدار عبد المجيد" بالسجن 6 سنوات استنادًا للمادة الأولى من قانون رقم (21) لسنة 2003 الصادر عن برلمان إقليم كردستان العراق، لافتًا إلى أنّ المحكمة أحالت ملف القضية الى محكمة التمييز، إذ ستصبح الأحكام قطعية في حال صدقت عليها. وفق المعلومات التي اطلع عليها المرصد الأورومتوسطي، وجّهت المحكمة تهمًا عديدة للمعتقلين الخمسة منها "تهديد الأمن القومي" و"التجسس لصالح جهات أجنبية"، ولم تسمح لفريق الدفاع بمقابلة المعتقلين سوى مرة واحدة ولفترة قصيرة لم تتجاوز 5 دقائق. كما لم يحصل فريق الدفاع سوى على ورقتين من ملف الدعوى الذي يتكون من 200 ورقة، ما أعاق أداءهم لمهمتهم في الدفاع عن موكليهم. وأوضح الأورومتوسطي أنّ قرار المحكمة يفتقر للأساس القانوني السليم، إذ أدان الصحفيين والناشطين بتهم خطيرة دون بيّنات مثبتة، كما أنّهم تعرّضوا للتعذيب والتهديد خلال التحقيق للاعتراف بالتهم الموجهة إليهم، ولم تتوفر خلال محاكتهم الشروط السليمة للمحاكمة العادلة. وأشار الأورومتوسطي إلى انتهاك السلطات لخصوصية المعتقلين، إذ اطلّعت على جميع المحتويات الخاصة بهم على هواتفهم وحواسيبهم المصادرة، كما أنّ فريق الادعاء العام قدّم محادثات خاصة بالمعتقلين عبر تطبيقي "ماسنجر و"واتساب" كدليل ضدهم، واستخدم صورة موجودة على جهاز الصحفي "شيروان سليمان" لمقر أحد الأحزاب، لاتهامه بالتجسس". وكانت قوات الأمن اعتقلت الصحفيين والنشطاء الخمسة تعسفيًا قبل نحو خمسة شهور، ووجّهت لهم حينها تهم التجسس والشغب ومحاولة الانقلاب. وقال محامي المعتقلين "بشور حسن" في مؤتمر صحفي عقده عقب الحكم إنّ "بعض القضاة لم يكونوا مع الأحكام الصادرة، وطلبنا إعادة فتح التحقيق بحضور المحامين، لكن طلبنا قوبل بالرفض (..) سنطعن بقرارات المحكمة خلال 30 يوما؛ لأنه لم تكن هناك جرائم ولا يوجد أي دليل على التهم الموجهة للمعتقلين". وورد في قرار العقوبة -حصل المرصد الأورومتوسطي على نسخة منه- أنّ المحكمة قررت وضع المعتقلين تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات بعد انقضاء محكوميتهم، فضلاً عن مصادرة هواتفهم وحواسيبهم الشخصية وكاميراتهم وإرسالها إلى وزارة المالية للتصرف بها وفق المادة (308) من قانون أصول المحاكمات الجزائية المُعدّل. وفيما يتعلّق بظروف الاحتجاز والمحاكمة، قالت الصحفية والناشطة الحقوقية "نياز عبد الله" لفريق المرصد الأورومتوسطي: "المعتقلون الخمسة أفادوا بتعرضهم للتعذيب في السجن، وأحد المعتقلين وهو "شيروان سليمان" أخبر القاضي أنّه تعرّض أثناء التحقيق للتعذيب والإهانة والتهديد باغتصاب زوجته، كما أجبروه على التوقيع على اعترافات بأفعال لم يرتكبها، ولكنّ القاضي لم يأخذ كل هذه الممارسات بعين الاعتبار. لاحظنا كذلك تردٍ في صحة المعتقلين، وانخفاض كبير في وزنهم. أحد المعتقلين وهو "شفان عمر" أغمي عليه أثناء المحاكمة أثناء قراءة القاضي اتهامات ضده بالتجسس والإرهاب". وقال الباحث القانوني لدى المرصد الأورومتوسطي "عمر العجلوني: "سلطات إقليم كردستان العراق تهدف فيما يبدو من خلال هذه الأحكام القاسية إلى ترهيب الصحافة والنشاط المدني في البلاد، وإبلاغ المعارضين أنّ ثمن الانتقاد سيكون باهظًا جدًا". وأضاف "العجلوني" أنّ سلطات إقليم كردستان العراق ملزمة باحترام معايير المحاكمة العادلة وعدم إجبار المعتقلين على الاعتراف بالتهم المنسوبة لهم، مبينًا أنّ إدانة الصحفيين والناشطين بناءً على مراسلات تتعلق بممارساتهم القانونية يضع شكوكًا حول وجود نوايا مسبّقة لاستهدافهم، خصوصًا أن عددًا منهم ينشط بشكلٍ كبير في مجال مكافحة الفساد في الإقليم". وأوضح أنّ العهود والمواثيق الدولية ذات العلاقة أكدت على ضرورة أن يمارس الصحفيون عملهم في إطار حماية كاملة من مختلف أنواع المضايقات التي تؤثر على أداء رسالتهم، إذ نصت المادة الثانية من إعلان "يونسكو" حول "إسهام وسائل الإعلام في دعم السلام العالمي والتفاهم الدولي وتعزيز حقوق الإنسان ومكافحة العنصرية والتحريض على الحرب" على ضرورة "أن يتمتع الصحفيون وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام الذين يمارسون أنشطتهم في بلادهم أو في خارجها بحماية تكفل لهم أفضل الظروف لممارسة مهنتهم". ودعا المرصد الأورومتوسطي سلطات إقليم كردستان إلى مراجعة الأحكام القضائية التعسفية بحق النشطاء والصحفيين الخمسة، والإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، والتقيّد بمعايير المحاكمة العادلة الواجب توافرها. وحث السلطات على احترام استقلالية القضاء، والكف عن استخدامه للضغط على المعارضين والنشطاء ومعاقبتهم، وتقييد ممارستهم لحقوقهم المكفولة في القوانين المحلية والدولية ذات العلاقة.
تقرير : محمد رؤوف - فاضل حمةرفعت ترجمة : ك.ق يبغي مسرور البارزاني ترسيخ اللامركزية الادارية والمالية للمحافظات في اطار ميزانية ٢٠٢١، من الممكن ان يوافق الإتحاد الوطني الكوردستاني على هذا، وقد اقدم الرئيسان المشتركان للاتحاد الوطني على توزيع السلطة المالية والسياسية فيما بينهما قبل تثبيت الميزانية. اللامركزية بين مسرور البارزاني وبافل الطالباني اللامركزية المالية والإدارية مطلب اليكيتي(الإتحاد الوطني الكوردستاني) من البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني)، وكان مسرور البارزاني رئيس الحكومة قد أعلن في السابق بأنهم لن يقبلوا بأي مشروع للامركزية من خارج الحكومة، وكان اليكيتي(الإتحاد الوطني الكوردستاني) قد هدد مرات عدة بإتخاذ خطوات احادية إن لم تُرسخ اللامركزية الادارية والمالية للمحافظات. قبل أيام اجتمع بافل الطالباني الرئيس المشترك للاتحاد الوطني مع قناصل وممثلي الدول في أربيل، وبحسب معلومات (الحصاد) فقد قال بافل الطالباني في ذلك الاجتماع : "مسرور البارزاني يقرر لوحده على المسائل المصيرية ولايحسب أي حساب للأطراف الأخرى، لذلك لا نحتمل هذه العقلية لرئيس الحكومة"، وتحدث الرئيس المشترك للاتحاد الوطني حول مسألة اللامركزية بالقول إن "الإتحاد الوطني مُصِرٌّ على مسألة اللامركزية ولا نريدها للسليمانية فقط، بل نريدها لمحافظات الإقليم كافة، ولسنا مع تشكيل ادارتين، لكننا مع تنزيل السلطات ومنحها للمحافظات. قصة اللامركزية دخلت الاطراف الأطراف الثلاثة المشتزكة في الحكومة (الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير) في العام الماضي وبطلب من الإتحاد الوطني في سلسة من الاجتماعات حول كيفية تنفيذ اللامركزية الادارية والمالية في المحافظات. قدمت كل طرف من الأطراف الثلاثة مشروعها الخاص للامركزية الى الحكومة، وكان مقرراً جمع المشاريع الثلاثة في مشروع موحد وعرضها على البرلمان للمصادقة عليه، لكن هذه الخطوة بائت بالفشل. في مرحلة اخرى، وفي إطار اجتماعاتهما مع الإتحاد الوطني، كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني على استعداد لمنح اللامركزية المالية للمحافظات في عدد من المجالات لكنه اشترط ان يبقى القرارات الخاصة بقطاعات (الزراعة، البلدية، والاستثمار) مركزياً وان يكون اربيل مصدر هذه القرارات، لكن الإتحاد لم يرض بهذا الشرط، وافاد ان تلك المجالات هي مجالات مهمة للتطوير والانتعاش والإعمار وينبغي ان تُدخل أيضاً ضمن اللامركزية، وهكذا توقفت الاجتماعات والمفاوضات على اللامركزية عند هذا الحد. اتفاق جديد وفقاً لما لدى (الحصاد) من معلومات، فقد أقدم الحزب الديمقراطي على عرض آخر لمراضاة الإتحاد الوطني، والعرض الجديد عبارة عن اقتراح بخصوص اللامركزية الادارية والمالية في المحافظات وهو كالآتي : 🔹إدخال اللامركزية الادارية كما جاءت في برنامج الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان حيز التنفيذ. 🔹تُنظم اللامركزية المالية في اطار مشروع موازنة عام ٢٠٢١ لاقليم كوردستان، كالآتي : توزع ميزانية ٢٠٢١ للاقليم على الميزانية التشغيلية والاستثمارية، وتكون الميزانية التشغيلية (الرواتب ومصاريف الوزارات) مركزية يتم تنظيمها في أطار مشروع قانون الموازنة. وكل ما له علاقة بمصاريف الاستثمار فستنفذ في اطار مشاريع تطوير المحافظات وتمنح بعض من اللامركزية المالية لصرف اموال المشاريع للمحافظات. اجتمع مسرور البارزاني وقوباد الطالباني في الآونة الاخيرة مع محافظي محافظات الإقليم وتم خلال الاجتماع تصديق المصاريف الاستثمارية لعام ٢٠٢١ والخاصة بقطاعات ( البلدية، الكهرباء، الصحة، الزراعة، التربية، والطرق)، وكانت هذه خطوة من الحكومة بإتجاه تنفيذ اللامركزية المالية. وخصصت الحكومة مبلغ (٣٤٩ مليار و٧٠٢ مليون) دينار لتطوير المحافظات، وتم توزيع المبلغ على المحافظات كالآتي : 🔹محافظة السليمانية : مئة واربعة عشر مليار وثلاث مئة وخمسين مليون دينار (١١٤٣٥٠٠٠٠٠٠٠) 🔹محافظة حلبجة : ثلاثون مليار دينار (٣٠٠٠٠٠٠٠) 🔹محافظة اربيل : مئة وثمانية وعشرين مليار وثلاث مئة واثنين وخمسين مليون دينار (١٢٨٣٥٢٠٠٠٠٠٠) 🔹محافظة دهوك : سبع وسبعين مليار دينار (٧٧٠٠٠٠٠٠٠٠٠) اظهر مسرور البارزاني عملياً البدء بتنفيذ هذا الاقتراح ولا يُعتقَد ان يمنح سلطات أكثر من هذه للمحافظات. إذا وافق الإتحاد الوطني على هذا المشروع الجديد الذي خطط له مسرور البارزاني وقوباد الطالباني داخل إطار الحكومة وخارج مفاوضات الحزبَين(الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني)، فسيصدُق قول مسرور البارزاني "لن نقبل بأي مشروع للامركزية من خارج الحكومة". الرئيسان المشتركان يوزعان السلطة في وقت لم يحسم فيه بعد مشروع اللامركزية المالية والإدارية رسمياً مابين الحزبين (الديمقراطي والإتحاد الوطني)، فقد بدء منذ ايام المسؤولون الكبار في الإتحاد الوطني إجتماعات مع المسؤولين الإداريين ومدراء الدوائر في حدود محافظة السليمانية. وفقاً لإستقصاءات (الحصاد)، اقدم بافل الطالباني ولاهور شيخ جنكي الرئيسان المشتركان للاتحاد الوطني على توزيع السلطات المالية والسياسية والأمنية فيما بينهما كالآتي : 🔹السلطة المالية لبافل الطالباني 🔹السلطة السياسية والامنية للاهور شيخ جنكي في اطار هذه التوزيعات الجديدة للسلطة، حسم لاهور شيخ جنكي منصب المدير العام لآسايش السليمانية لصالحه. في المقابل بدء بافل الطالباني بتحركات إقتصادية، وعَلِمَ (الحصاد) ان بافل الطالباني قد اعاد بعضاً من الكوادر السابقة للادارة العامة الى المجال المالي والتجاري، وكان البعض من هؤلاء قد اتُهموا سابقاً من قبل الرئيسين المشتركين بأنهم أخذوا من اموال الاتحاد الوطني، وقد استبعدوا عن العمل لذلك السبب، وهاهم قد اعيدوا الى الساحة ويقوم بافل الطالباني بتعريفهم عند اصحاب رؤوس الاموال والغرف التجارية كممثلين عنه في المجال الماي والتجاري. شَكَّل الرئيسان المشتركان للاتحاد الوطني في بداية عام ٢٠٢٠ وبُعَيد انتهاء المؤتمر الرابع للحزب لجنة مؤلفة من ثلاثة اعضاء لتجميع واردات الحزب(الإتحاد الوطني الكوردستاني)، هذه الواردات كانت قد تبعثرت وأَفلَتَ زمامها من أيدي ابناء العائلة الطالبانية بعد مرض "مام جلال" السكرتير الأول والتأريخي للحزب ورحيله فيما بعد، وهذه اللجنة مستمرة وتمارس عملها حتى الآن، لكن بحسب المعلومات التي حصل عليها (الحصاد) من عدد من المسؤولين الرفيعين في الاتحاد الوطني، ان اللجنة الثلاثية على حافة التفليش، لأن أعضائها قد توزعوا في ولائهم على الرئيسَين المشتَرَكَين، وإن احد أعضاء اللجنة يعمل لصالح بافل الطالباني وآخر يعمل لصالح لاهور شيخ جنكي، وحسم الشؤون المالية في الحزب لبافل الطالباني لم يبق اي دور للّجنة. كانت عمل هذه اللجنة من الاساس تجميع واردات الحزب، خصوصاً تلك الواردات التي كانت بحوزة الأعضاء السابقين لمكتب الادارة العامة للحزب، ولم تفلح اللجنة في هذه المهمة، لكنها نجحت في سد عجز المصاريف الشهرية للحزب، ولهذا انتعشت الأجهزة التابعة للحزب ويستلمون رواتبهم الشهرية في مواعيدها. تقوي اللامركزية المالية سلطة الإتحاد الوطني على اقتصاد منطقة السلمانية بشكل اكبر، لكن من غير الواضح ما اذا كان قادراً على النهوض بالوضع الاقتصادي المنهار والمتردي للسليمانية ام سيؤدي به من وضع منهار سيء الى حضيض اسوء.
عبَّرَت ثلاث منظمات دولية في مجال تطوير وسائل الاعلام عن قلقها إزاء قرار محكمة جنايات أربيل بسجن عدد من الصحفيين والناشطين لمدة ست سنوات و طالبت المسؤولين الكورد بدعم الدور المهم الذي يلعبه اتلصحفيون. وأكّدت المنظمات الثلاث؛ منظمة الصحافة الحرة غير المحدودة (Free Press Unlimited)، منظمة دعم الاعلام الدولي (IMS) ومنظمة وسائل الاعلام عبر التعاون والانتقال (MiCT)، في بيان مشترك نشرتها اليوم، الخميس، 25 شباط باللغة الانجليزية على أن " تجاوز السلطات القانونية سيؤدي الى تقليل رغبة الناس للمشاركة في النقاشات العامة." وكانت محكمة جنايات أربيل قد أصدرت في 16 شباط 2021 عقوبات بالسجن لست سنوات بحق خمسة صحفيين وناشطين مدنيين من دهوك وأربيل اعتُقِلوا قبل خمسة اشهر بتهمة "التجسس و الشغب ومحاولة الانقلاب". القرار أثار احتجاجات واسعة في صفوف الناشطين المدنيين، المحامين ونواب في البرلمان. نص البيان: منظمات تطوير وسائل الاعلام الدولية تعبر عن قلقها الكبير من كون حرية الصحافة في اقليم كوردستان العراق تحت تهديد متزايد قرار المحكمة الذي صدر في 16 شباط 2021 والذي قضى بسجن صحفيين وناشطين مدنيين لست سنوات بتهمة تقويض الأمن القومي، نتج عنه قلق كبير حول الفضاء المتاح للنقاش العام المفتوح في اقليم كوردستان العراق. كمنظمات دولية لتطوير الاعلام تعمل على دعم الصحافة الجيدة في اقليم كوردستان العراق، نعبر عن قلقنا إزاء المعيار الذي حدده هذا الحكم. الصحافة المستقلة تساهم في نقاشات عامة بَنّاءة. صحفيون محليون عبروا أيضاً عن خشيتهم من أن يكون لقرار المحكمة تأثير على عمل الصحفيين في المستقبل، "الهدف وراء هذا الحكم ليس فقط معاقبة هؤلاء الأشخاص الخمسة، بل لبعث رسالة لكل الصحفيين والناشطين بأنهم من الآن فصاعداً سيُحالون الى المحاكم بسبب كتابة تعليق، منشور على الفيسبوك أو التعبير عن رأي" (معاذ فرحان، صحفي مستقل). احترام سيادة القانون وحق الناس في حرية التعبير عناصر مهمة في الدول النابضة بالحياة. النقاشات العام المفتوح الذي يمكن فيها تبادل الآراء دون خوف من التعرض للاضطهاد هي من مؤشرات الحكومات القوية والصحية. تجاوز السلطات القانونية سيؤدي الى تقليل رغبة الناس للمشاركة في نقاش عام، والذي يعد مهماً لتحقيق الوحدة، السلام والاستقرار. حسب الكاتب والصحفي آسوس هردي "تقف كوردستان اليوم أمام لحظة مصيرية، وهي بحاجة الى دعم أحرار العالم أكثر من أي وقت مضى". نأمل بشدة أن تختار السلطات الكوردية دعم الدور المهم للصحفيين في مساهمتهم للمجتمع في اقليم كوردستان العراق في هذه اللحظة المحورية. منظمة الصحافة الحرة غير المحدودة (Free Press Unlimited) – IMS – MiCT
الحصاد : تُوزع الحكومة رواتب الموظفين لشهر شباط بحسب الواردات التي في جعبتها، ونسبة الاستقطاع من الرواتب ستكون ٢١٪ كالشهر السابق. تبدأ حكومة إقليم كوردستان ، يوم غدٍ الخميس بتوزيع رواتب الموظفين لشهر شباط للعام الحالي. اعلنت وزارة المالية قائمة مواعيد توزيع رواتب الوزارات، دون الإشارة الى نسبة الاستقطاعات من الرواتب لهذا الشهر. وفقاً لإستقصاءات (الحصاد) ، ان حكومة الإقليم لديها (٧٢٥ مليار) دينار من الواردات، ويردد مسرور البارزاني رئيس الحكومة بإستمرار "ستوزع الرواتب وفقاً لما لدى الحكومة من الواردات"، ما يعني ان نسبة الاستقطاعات ستُحَدَد بحسب مستوى واردات الحكومة. بحسب المعلومات التي حصل عليها (الحصاد) من عدد من المصادر من داخل وزارة المالية ، ان الواردات التي بحوزة الحكومة لهذا الشهر هي كالآتي : * الواردات النفطية (المبلغ المسترجع لوزارة المالية) : ٣٨٠ مليار دينار. * الواردات الداخلية : ٣٢٠ مليار دينار. مساعدات التحالف للبيشمركة : ٢٥ مليار دينار. وهكذا تبلغ الواردات المتواجدة لدى الحكومة لهذا الشهر (٧٢٥ مليار) دينار ، في حين تبلغ مجموع رواتب موظفي إقليم كوردستان دون استقطاع (٨٩٤ مليار) دينار. لهذا الشهر، ستقوم حكومة الاقليم بتوزيع الرواتب مع استقطاعاتبنسبة ٢١٪ وبهذا الشكل ستكون مجموع مصاريف الرواتب (٧١٠ مليار) للشهر الجاري.
الحصاد draw: الجزيرة الصحفيان الكرديان العراقيان شيروان شرواني وغهدار زيباري حكم عليهما بالسجن ستة أعوام في خطوة وصفتها لجنة حماية الصحفيين بأنها “غير عادلة وغير متناسبة”. واعتقل الرجال في المنطقة الكردية بالعراق في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي بعد تغطيتهم للاحتجاجات المناهضة للحكومة في محافظة دهوك التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم. يوم الثلاثاء ، أدانتهم محكمة جنائية في أربيل بتهمة تعريض الأمن القومي الكردي للخطر ، مستشهدة بمحادثات على وسائل التواصل الاجتماعي انتقد فيها الصحفيون الحكومة. وقال محامي شرواني للجنة حماية الصحفيين إن الأدلة “غير كافية ولا أساس لها”. أثارت الأحكام غضبًا في جميع أنحاء المنطقة الكردية ، حيث كانت حرية الصحافة في تراجع حاد منذ بعض الوقت. وأدانت معظم الأحزاب السياسية الكردية ، بما في ذلك الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة كوران ، الحكم. في عام 2020 ، تم ارتكاب ما لا يقل عن 385 انتهاكًا بحق 291 صحفيًا ومنفذًا إعلاميًا ، بحسب مجموعة حرية الصحافة الكردية مترو سنتر. قال إغناسيو ميغيل ديلجادو ، ممثل لجنة حماية الصحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لقناة الجزيرة: “بهذا الحكم ، ترسل السلطات الكردية رسالة واضحة: حرية الصحافة التي تدعي الدفاع عنها وتأييدها واحترامها لا تُحترم”. . كردستان العراق تزعم باستمرار أنها الديمقراطية الوحيدة [in the region] وقال ديلجادو: “إنها تفتخر بذلك”. “لكن ما شهدناه طوال عام 2020 وفي هذا العام الجديد هو عكس ذلك تمامًا ، على الأقل فيما يتعلق بحرية الصحافة.” عندما اندلعت الاحتجاجات في المنطقة الكردية في أغسطس من العام الماضي ، اتهمت قوات الأمن بضرب واحتجاز صحفيين يغطون الاضطرابات الاجتماعية. بعد شهرين ، تم القبض على شرواني وزيباري. “لم يخبرونا إلى أين يأخذونه” تم تنبيه زوجة شرواني ، روجيش جباري البالغة من العمر 37 عامًا ، إلى وجود غرباء داخل منزلها من قبل ابنها الذي يصرخ. اقتحم العشرات من الرجال الذين يرتدون الزي الرسمي واللباس المدني الباب الأمامي للأسرة في 7 أكتوبر / تشرين الأول من العام الماضي ، مطالبين برؤية الصحفي. وقال الجباري لقناة الجزيرة: “قاموا بتقييد يديه أمام أطفالي ووضعوا بنادقهم على رأسه”. “لقد استولوا على هاتف شيروان الذكي ، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة ، والدفاتر ، وكاميرات المراقبة الخاصة بنا”. راقبت جباري وأطفالها وهم يراقبون الرجال وهم يرافقون شرواني في سيارة ويقتادونه بعيدًا. “لم يخبرونا لماذا وأين يأخذونه. لم نكن نعرف مكانه لمدة 19 يومًا “. ومنذ ذلك الحين ، مُنحت جباري حق الوصول إلى زوجها مرة واحدة لمدة خمس دقائق. “أخبرني أنه احتُجز في الحبس لمدة 68 يومًا … كان في ظروف سيئة للغاية – ضعيف ونحيف ومتعب. قال الجبارى: “لاحظت بوضوح أنه تعرض للتعذيب”. عملية غامضة وقالت منظمة كردستان ووتش للرقابة الإعلامية إن المتهمين – ومنهم شرواني وزيباري وثلاثة نشطاء – تعرضوا لاكتظاظ زنزانات السجن والتعذيب وأشكال أخرى من الترهيب ، بالإضافة إلى حرمانهم من الاتصال بالمحامين بانتظام. قال محمود ياسين من كردستان ووتش إن العملية برمتها كانت غامضة. وقال ياسين لقناة الجزيرة “نعتقد أن المحاكمة كانت غير شفافة وغير عادلة”. وقالت عضوة البرلمان الكردي جولستان سعيد ، التي حضرت المحاكمة التي استمرت يومين ، إن عائلات السجناء مُنعت من التواجد فيها ، رغم كونها محاكمة علنية. “هو – هي [happened] في ظل وجود عسكري ضخم “. وفي بيان صدر يوم الخميس ، قال مكتب منسق المناصرة الدولية التابع للحكومة الكردية إن شروان وزيباري “أدينا بجمع معلومات سرية ونقلها سراً إلى جهات أجنبية مقابل مبالغ مالية كبيرة. هذه المعلومات تعرض للخطر حياة كبار المسؤولين الأكراد والأجانب في كردستان “. حكومة إقليم كردستان [KRG] تلتزم التزاما كاملا بسيادة القانون ، والإجراءات القانونية العادلة والنزيهة ، وحرية الإعلام. لكن بلقيس واللي من هيومن رايتس ووتش قالت إن الإدانات الأخيرة “تزيد من تعقيد مكانة إقليم كردستان كمكان يمكن فيه محاكمة الصحفيين لمجرد كتابة وانتقاد سياسات الحكومة التي يعترضون عليها”. وقال ويلي في إشارة إلى ادعاء رئيس الوزراء مسرور بارزاني غير المدعوم بأن الصحفيين المعتقلين كانوا جواسيس “الأمر الأكثر إثارة للقلق في هذه القضية هو التدخل غير الملائم من قبل رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان”. وقال والي لقناة الجزيرة “تعليقاته تكشف التدخل السياسي في حرية التعبير حتى على أعلى المستويات”. وتقول شخصيات معارضة في المنطقة الكردية إنهم يخشون من أن الحكم ، بناءً على عمليات التبادل على وسائل التواصل الاجتماعي ، سيمهد الطريق لمزيد من الإجراءات القمعية ضد حرية التعبير. وقالت عضوة البرلمان الكردي شيرين أمين ، التي قُتل زوجها الصحفي كاوا كرمياني في عام 2013 بعد تحقيقه في قضايا فساد: “ندرك جميعًا أن هذه الحكومة استخدمت القمع العنيف ضد جميع أنواع حرية التعبير”. أنا نفسي لا أستطيع تبادل الرسائل التي تحتوي على معلومات ضد الحكومة. أخشى أن يتجسسوا علي وسوف يتبع ذلك عواقب مروعة. ومن المتوقع أن يستأنف محامو المتهمين الأحكام ، بينما وجه 31 نائبا برسالة مفتوحة إلى محكمة استئناف الإقليم الكردي مطالبين بمراجعة الأحكام ، بحسب وسائل إعلام محلية. قال محمود ياسين من “كردستان ووتش”: “الإدانات ليست نهائية بعد ، يتعين على محكمة النقض في إقليم كردستان التصديق على الحكم ، لكن يمكنها أيضًا نقضه … سيعتمد ذلك على مقدار الضغط الذي ستواجهه حكومة إقليم كردستان لإطلاق سراحهم”. وقالت السفارة الأمريكية في بيان إنها تتابع القضية عن كثب. وقالت “الولايات المتحدة تشارك باستمرار في قضية حرية التعبير ، بما في ذلك لأعضاء الصحافة ، مع مسؤولي حكومة إقليم كردستان وستواصل القيام بذلك”. “المجتمعات الديمقراطية تحترم حرية التعبير وتدعم قدرة الصحفيين على الكتابة دون خوف من الانتقام”. وغرد رئيس الوزراء بارزاني في وقت لاحق: “إنني أحث الجميع بشدة على احترام النظام القضائي في إقليم كردستان والسماح له بأداء وظيفته بشكل مستقل ودون تدخل”.
تقرير : محمد رؤوف – فاضل حمةرفعت ترجمة : ك.ق يستعد الامريكيون للثأر من هجوم أربيل، الاسبوع المقبل سيكون اسبوعاً حاسماً، في هجوم أربيل، خُرِقَ البيشمركة والقوات الامنية لمسافة (40 كم) بحسب التحقيقات، وانها(التحقيقات) تبحث عن ايادي محلية، برهم صالح التقى بـ"أبو فدك" في بغداد وحذره من ان الامريكيين ينوون الهجوم، والكاظمي يريد إبعاد الحشد من حدود الاقليم، تفاصيل اكثر وأدق في هذا التقرير. تفاصيل الهجوم التحقيقات جارية ومستمرة حول الهجوم الصاروخي على اربيل مساء الإثنين الماضي، قوات اقليم كوردستان الامنية والحكومة العراقية والتحالف الدولي يعملون على مسارين لتحديد الجهة المقصرة والمسؤولة عن الهجوم : • الاتجاه الاول : العمل على الجماعة المنفذة للعملية، من هم هذه الجماعة؟ من يقف خلفهم ويساندهم؟ ما هدفهم من شن الهجوم في هذا الوقت؟ • الاتجاه الثاني : ما حدث في اربيل كان خرقاً امنـيـاً كـبيراً، وفقاً للتحقيقات تم نقل الصواريخ بعمق (40 كم) داخل مناطق قوات الاقليم الامنية وقوات البيشمركة ووصلت الى مقربة من اربيل، تبغي التحقيقات التأكد من وجود تورط اية قوة محلية في الهجوم ام ان ما حدث هو خرق امني فقط وان المسؤول عنه هي القوات الامنية التابعة للبارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني). الاماكن التي وُجِهَت منها الصواريخ نحو مقر الامريكيين في مطار اربيل تقع خلف قرى (قَريتاغ) و(توراق) على طريق اربيل – كوير واربيل – موصل. وفقاً لخارطة الامريكيين التي بحوزة (الحصاد)، ان موقع احدى السيارات التي اطلقت منها الصواريخ تبعد من موقع سقوط الصواريخ (5.5 كم) فقط، وهناك موقع لسيارة اخرى اطلقت منها الصواريخ وتبعد هذا الموقع ايضاً (8.1 كم) من مكان سقوط الصواريخ. وإن صح هذا فإن الصواريخ قد تم نقلها من منطقة (الكوير) الى مكان مقرب من مدينة اربيل، فيتبين ان الجماعة التي نفذت الهجوم قد تسللت وخرقت القوات المنية وقوات البيشمركة بعمق ما يقارب (40 كم)، لأن هذه المنطقة وحتي داخل (الكوير) ومياه الزاب تقع تحت سيطرة البيشمركة، وإن آخر نقطة لقوات البيشمركة تبعد من المنطقة التي اطلقت منها الصواريخ بمسافة تقرب من (40 كم). لكن مصادر اخرى تتحدث عن انه يمكن ان تكون الصواريخ قد نقلت من قرية (بَردَرَش) الواقعة في الطرف الآخر للزاب الى مكان قريب من اربيل. والبعض يعتقد انه من المحتمل ان تكون السيارة قد نقلت من الطرق الفرعية، كما يتحدث آخرون ان السيارة مرت من السيطرات بمساعدة ايديٍ محلية. اضافةً الى هذا وبحسب استقصاءات (الحصاد)، توجد مركز لقوات الآسايش(امن) للبارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) في قرية (توراق) لاتبعد عن موقع توجيه الصواريخ اكثر من كيلومتر واحد، ومركز آخر على بعد كيلومتر آخر ايضاً في (كاني قرزالَة)، مع تواجد فوج من قوات الـ(زيرَفاني) في المنطقة على بُعد كيلومترين من موقع توجيه الصواريخ. على طريق اربيل – الكوير بعد سيطرة (شَمشولان) حتى الكوير، تتواجد لواء من بيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة (جمال مورتكة) والمشرف على هذا المحور هو قائد محور الكوير لقوات البيشمركة (سيروان البارزاني). خارطة هجوم اربيل الصاروخي هجوم امريكا! الهجوم الصاروخي على اربيل اشغل بال المسؤولين الامريكيين والعراقيين ومسؤولي اقليم كوردستان ايضاً. يفكر الامريكيون بتوجية ضربة عسكرية ثأراً للهجوم الذي استهدف احدى مقراتهم في اربيل. وفقاً لمعلومة حصل عليها (الحصاد) من عدد من المصادر المطلعة، هناك احتمال قيام الامريكيين بضربة عسكرية داخل الاراضي العراقية. في بداية العام الماضي وفي حينما كان دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة الامريكية، قُتِلَ قاسم السليماني قائد فيلق القدس للحرس الثوري الايراني مع أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في هجوم امريكي بالقرب من مطار بغداد الدولي، وذلك ثأراً لمقتل متعاهد امريكي في هجوم صاروخي للجماعات المسلحة على كركوك، كان هذا في عهد سلطة الجمهوريين في امريكا، لكن السلطة الآن في امريكا في يد الديمقراطيين فهل يُقدِم جو بايدن على نفس خيار ترمب ام لا، وخصوصاً ان الايرانيين يطمحون في رد الروح الى جسد الاتفاق النووي والعودة مرةً اخرى الى طاولة المفاوضات مع الامريكيين في عهد بايدن. إبعاد الحشد من حدود الإقليم ترغب حكومة مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي اقناع الامريكيين بعدة خطوات لتقيَ نفسها من اية مواجهة عسكرية بحسب معلومة نشرها صحيفة (العربي الجديد) القطرية، ان مصطفى الكاظمي يريد ابعاد الجماعات المسلحة للحشد الشعبي من حدود اقليم كوردستان وينشر قوات الجيش العراقي في مواقعهم. لم تحدد التحقيقات والتحريات المشتركة الامريكية والعراقية واقليم كوردستان الطرف المسؤول عن الهجوم، والمعروف حتى الآن ان جماعةً تُسَمي نفسها "سرايا اولياء الدم" اعلنت مسؤوليتها عن الحادث، وتعتبر هذه الجماعة جماعة جديدة ومغمورة، ويقول الحشد الشعبي ان هذه الجماعة لا تنتمي له وليست جزء من قواتها، وعليه لا يقع على الحشد اية مسؤولية بهذا الخصوص. لكن البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) اتهم قبل ظهور نتائج التحقيقات والتحريات وعلى لسان ناطقه الرسمي الحشد الشعبي بأنه يقف وراء الهجوم. بعد يوم من وقوع هجوم اربيل وتحديداً في مساء الثلاثاء الماضي اتصل انطوني بلينكن وزير الخارجية الامريكي هاتفياً بمصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي، وبحسب المعلومات ان بلينكن ابلغ الكاظمي في ذلك الاتصال غضب امريكا حول هجوم اربيل. على اساس هذا الاتصال الهاتفي، بعث مصطفى الكاظمي وفداً عسكرياً من مكتب القائد العام للقوات المسلحة الى مخمور، واجتمع الوفد مع قادة عدد من الجماعات المسلحة للحشد الشعبي ووحدات الجيش. تقول الصحيفة القطرية على لسان مصدر مسؤول ان حكومة الكاظمي واقعة تحت ضغط التحالف الدولي واقليم كوردستان كي تقوم بسحب كافة الجماعات المسلحة للحشد الشعبي من على حدود اقليم كوردستان في محافظتي نينوى وكركوك وتضع محلها قوات من وحدات الجيش. يخاف الكاظمي من ردة فعل امريكا العسكرية، لذلك يريد وقاية نفسه من اية توترات عسكرية جديدة بين امريكا والحشد الشعبي وانصار ايران على الاراضي العراقية وذلك بإبعاد قوات الحشد الشعبي من المناطق الحدودية لإقليم كوردستان الى سنجار(شَنكال) ومخمور والزمار. يقول مسؤولوا الحشد الشعبي انهم مستعدون للإنسحاب من المناطق الحدودية لإقليم كوردستان بأمر من الكاظمي، لأنهم جزءٌ من الجيش العراقي وتحت إمرة مصطفى الكاظمي، لكنهم مع ذلك يعتقدون ان هجوم اربيل مؤامرة جديدة للنيل من مكانة الحشد في العراق. في هجوم مساء الاثنين على مركز للأمريكيين في مطار اربيل، الذي يعمل فيه عدة شركات خدمية، لقي متعهد امريكي مصرعه وجُرِحَ عدد من الامريكيين التابعين لقوات التحالف الدولي. تذهب كل الدلائل حالياً الى وجود خرق كبير وقوات الاقليم الامنية كانت على غفلة من امرها، لأنه تبين ان الهجوم لم ينفذ من خارج المناطق الخاضعة لسلطة حكومة الاقليم، بل نُفِذ بالقرب من اربيل. في ليلة هجوم اربيل حصل (الحصاد) على خارطة لقوات التحالف الدولي تُبَين ان الهجوم نُفِذَ بالقرب من اربيل، في كان المسؤولون الامنيون والمؤسسات الاعلامية للبارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) يتحدثون عن ان الهجوم تم توجيهه وتنفيذه من منطقة "الكوير" نحو اربيل. اجتماع برهم صالح وأبو فدك بعيداً عن عدسة الكاميرات اجتمع قبل ايام برهم صالح مع عبدالعزيز محمداوي المعروف بـ"أبو فَدَك" قائد كتائب حزب الله ورئيس اركان الحشد الشعبي. وفقاً لأقوال نائب برلماني عن تحالف فتح الذي ادلى بتصريح لصحيفة (العربي الجديد)، ان لقاء برهم صالح وأبو فدك لم يكن لقاءاً هادئاً ودون مشاكل، فقد ابلغ برهم صالح رسالة غضب الامريكيين ومسؤولي الاقليم بخصوص هجوم اربيل الى أبو فدك وتحدث عن احتمال توجيه الامريكيين ضربة صاروخية الى مقرات الحشد الشعبي. في المقابل نفى ابو فدك اية علاقة للحشد الشعبي بهجوم اربيل قائلاً نحن مستعدون لمساعة اي تحري او تحقيق يجرى حول الهجوم. هجوم أربيل وتداعياته تشير الدلائل الى ان احدى التداعيات البارزة الممكنة مستقبلاً، لهجوم مساء الاثنين على اربيل، هي اعادة انتشار القوات الامنية في المناطق المتنازع عليها مابين اقليم كوردستان وبغداد، وعودة البيشمركة الى البعض من تلك المناطق التي هي الخط الحدودي بين الاقليم والعراق في محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين وديالى. استعادت القوات العراقية في شهر تشرين الاول(اكتوبر) من عام 2017 هذه المناطق من قوات البيشمركة بالقتال واتفاقات امنية، وإن احتمال عودة البيشمركة الى هذه المناطق من الناحية السياسية احدثت مخاوف عند البعض من القوى الشيعية العراقية وتقول تلك القوى ان عودة البيشمركة يجب ان تكون بإتفاق، لا ان تُتَخَذَ هجوم اربيل ذريعة لذلك الامر.
الحضاد draw: BBC حصلت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وابنتها تشيلسي، على الحقوق الحصرية لتحويل كتاب "بنات كوباني" للكاتبة والصحفية الأمريكية غايل ليمّون إلى مسلسل تلفزيوني. ويسلط الكتاب الصادر يوم 16 فبراير/ شباط الحالي، الضوء على حياة المقاتلات الكرديات وسر إرادتهن القوية التي كانت وراء تأسيس وحدات عسكرية خاصة بالمرأة في عام 2012، تحت اسم "وحدات حماية المرأة"، التي لعبت دوراً بارزاً في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المتشددة الأخرى. وبعد أن انتشر خبر إعلان كلينتون عن حصول شركتها الحديثة العهد (هيدن لايت) على حق إنتاج هذا المسلسل، تفاعل مع الخبر الكثيرون بين مرحب ومعارض، وأثار ذلك جدلاً واسعاً في أوساط بعض الساسة الأتراك. وتنضوي "وحدات حماية المرأة" الكردية و"وحدات حماية الشعب" تحت مظلة "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من قبل الولايات المتحدة والتي تضم المقاتلين من جميع الخلفيات الدينية والقومية من عرب وأكراد وسريان وغيرهم من أبناء المنطقة. صدر الصورة،GETTY IMAGES التعليق على الصورة، تقول هيلاري كلينتون وتشيلسي إن "بنات كوباني" قصة غير عادية لنساء استثنائيات شجاعات مناضلات يكافحن من أجل حرية المرأة والعدالة والمساواة" لماذا "بنات كوباني"؟ تسعى هيلاري كلينتون وابنتها تشيلسي، من خلال شركتهما "هيدن لايت برودكشن" إلى التركيز على قضايا المرأة بالدرجة الأولى بهدف تمكين النساء حول العالم حسب قولها. وتسعى كلينتون إلى إطلاق مشروعها بقوة، فوقع اختيارها على تجربة المقاتلات الكرديات التي كانت بلادها تدعمهن بقوة في عام 2015 عندما كانت هي في منصب وزيرة خارجية بلادها. وقالت كلينتون إنها اختارت تجربة هؤلاء النساء " لأنها قصة شاملة تحكي عن تمردهن ضد الواقع غير المنصف لهن، وحاربن جنباً إلى جنب مع الرجال على جميع الجبهات للدفاع عن أرضهن ضد الجماعات المتشددة أمثال جبهة النصرة وتنظيم الدولة، من أجل حرية المرأة والمساواة والعدالة" التي تعدها تلك الوحدات، الهدف الرئيسي لوجودها. وبنات كوباني، لا يعني أن المقاتلات جميعهن ينحدرن من هذه المدينة، بل لأن الحرب في كوباني، كانت الأشرس على الإطلاق في تلك الفترة، حيث توجهت إلى هناك المقاتلات الكرديات ليس فقط من مدينة عفرين ومناطق الجزيرة في شمال شرق سوريا، بل انضمت إليهن النساء الكرد من العراق وإيران وتركيا وأوروبا، وانضمت لاحقاً إليهن شابات من جنسيات أوروبية أيضاً. وبرزت صورة المقاتلات بصورة استثنائية بين عامي 2014 و 2016، أثناء تغطية معظم القنوات والمحطات التلفزيونية العالمية للحرب الضارية التي جرت في كوباني ولاحقاً المناطق المحيطة بها، والتي ظهرت فيها النساء بقوة في خطوط المواجهة الأمامية وهنّ يتصدين للهجوم الضاري على المدينة. وزارت الكاتبة غايل ليمون، مرات عديدة شمال سوريا؛ مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية حالياً، وعاشت معهن وأجرت العديد من المقابلات مع كثيرات منهن حتى باتت ملمة بأدق تفاصيل حياتهن وتفكيرهن وسر قوتهن. وتقول ليمون: "بنات كوباني، هي نتاج مئات الساعات من المقابلات التي أجريتها مع المقاتلات ومع الشخصيات الخبيرة بتلك الوحدات التي درست نمط حياتهن بعمق عدا عن دراسات أخرى ذات صلة". مقاتلات كرديات في مواجهة تنظيم "الدولة الاسلامية" صدر الصورة،DELIL SOULEIMAN "مقاتلات استثنائيات" تقول هيلاري كلينتون عن سبب اختيارها مع ابنتها لهذه القصة: "تحكي قصة بنات كوباني، عن نساء استثنائيات شجاعات تحدين الصعاب وناضلن من أجل العدالة والمساواة بطريقة ألهمن فيها النساء ليس في تلك المنطقة فحسب بل في جميع أنحاء العالم". وتضيف: "قمنا بتأسيس شركة هيدن لايت مع برانسون، للاحتفاء بشجاعة هؤلاء البطلات وتسليط الضوء على تجربتهن حيث ذاع صيتهن حول العالم وأولئك المنسيات اللواتي لم ينتبه لشجاعتهن أحد. وإنه لمن دواعي سروري أن أشعر بأنني قادرة على تقديم قصص حقيقية وواقعية ملهمة ليس فقط للنساء بل لجميع المشاهدين في العالم". وتسعى شركة هيدن لايت، بالتعاون مع برانسون المعروف عالمياً، إلى إنتاج أفلام وثائقية وترفيهية للتلفزيون والسينما والانترنت. وستسلط هيدن لايت، الضوء على النساء اللواتي يتميزن بالجرأة حول العالم. ومسلسل بنات كوباني هو أول دراما مكتوبة ستنتجها في أقرب وقت ممكن. وقالت الكاتبة إليزابيث غيلبرت: "بنات كوباني هي قصة لا تُنسى وتكاد تكون أسطورية عن قوة المرأة وشجاعتها". "هذا الكتاب، الذي تم بحثه ببراعة وحظيت التقارير حولها باحترام عالمي، هو درس في البطولة والتضحية والمعنى الحقيقي لأخوة الشعوب". امتعاض تركي؟ في الوقت الذي نالت هذه الفكرة ثناء وإعجاب الكثيرين حول العالم، لم يرق ذلك لبعض القوميين الأتراك، ووصفوا المقاتلين الأكراد بالإرهابيين أينما كانوا، إذ علق فاتح أربكان - وهو نجل نجم الدين أربكان، رئيس وزراء تركيا الأسبق ورئيس حزب "الرفاه الجديد" التركي - ممتعضاً في كلمة مصورة نشرها على صفحته في تويتر : "انظروا، هذه هي طريقة تفكير شركائنا وحلفائنا الأمريكان، إنهم يخططون لإنتاج مسلسل عن مقاتلات في صفوف حزب العمال الكردستاني، المصنف لديهم كحزب إرهابي، ومن قبل أعلى الجهات والشخصيات في أمريكا". وأضاف: "هذا دليل على أن الولايات المتحدة لا تعتبر تركيا شريكاً استراتيجياً". وطالب آخرون الحكومة التركية بالتحرك بقوة: "يجب على تركيا تحريك اللوبي التركي بشكل أقوى للحيلولة دون تحقيق هكذا خطوة". ويُذكر أن تركيا ترى في جميع القوى العسكرية الكردية السورية (وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية) على أنها فرع لحزب العمال الكردستاني الذي يقود صراعاً مسلحاً منذ 40 عاماً، ضد الحكومة التركية من أجل الحصول على حقوق الأكراد في تركيا. أُجبرت على الاختيار بين طفلها المولود من خاطفها في "تنظيم الدولة"وبين عائلتها الإيزيدية صدر الصورة،MARIECLAIRE التعليق على الصورة، غايل ليمون تجري مقابلة مع كلارا ، إحدى قائدات وحدات حماية المرأة التي كانت تقود المعارك في الخطوط الأمامية في الرقة عام 2017. رحلة الكاتبة الملهمة أمضت الكاتبة ليمون، زميلة مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية أيضاً، وقتاً طويلاً مع المقاتلات لتنتهي بعد خمس سنوات من تأليف كتابها "بنات كوباني" الذي أصبح متاحاً على المتاجر الالكترونية مثل أمازون وبنغوين راندوم هاوس وغيرها. وتؤر خ الكاتبة من خلال كتابها، القصة المذهلة لهذه "القوة النسائية الخالصة، وكيف أن انتصارهن في ساحة المعركة لم يحمِ شعوب المنطقة فحسب، بل رسم مستقبلاً جديداً للنساء في جميع أنحاء العالم" كما تصف الكاتبة. وكانت ليمون قد قررت الابتعاد عن الكتابة حول الحرب تماماً حسب قولها، حتى جاء ذلك اليوم الذي تلقت فيه مكالمة هاتفية من رقم مجهول. كانت المكالمة من صديقتها كاسي، التي كانت عضوة في فريق العمليات الخاصة الأمريكية المنتشرة آنذاك في شمال شرق سوريا عام 2016، ضمن قوات التحالف الدولي. وتقول إن كاسي دعتها إلى زيارة شمال شرقي سوريا، لترى العجائب. "غايل، يجب أن تأتي إلى هنا لتري بأم عينيك ما يجري هنا، إنه حقاً أمرُ لا يصدق". وتتابع غايل سرد ما أخبرتها به كاسي: "أرى كل يوم نساء يقاتلن داعش على الخطوط الأمامية، بدأن ثورة من أجل حقوق المرأة ولديهن ميول يسارية ديمقراطية شعبية تتساوى فيها حقوق النساء مع الرجال، وقد أسسن وحدات عسكرية خاصة بهن تسمى واي بي جي، والغريب أنهن لا يواجهن قيوداً كتلك التي واجهتها النساء الأمريكيات عندما ذهبن إلى الحرب في أفغانستان وغيرها، وكيف أنهن يتولين جميع الوظائف السياسية والعسكرية وفي أعلى المراتب دون أن ينظر إليهن بطريقة أدنى من الرجال". وتضيف: "قالت لي كاسي، تعالي لتري كيف تخوض هذه المقاتلات المعارك في الخطوط الأمامية، لا بل يقدن الرجال في المعارك". صدر الصورة،DELIL SOULEIMAN التعليق على الصورة، تتراوح أعمار المقاتلات بين 18 و40 عاماً، وتضم الوحدات نساء من خلفيات دينية واجتماعية وقومية متنوعة وتقول كاسي: "بصراحة، أشعر بالغيرة منهن نوعاً ما، ليس للرجال مشكلة معهن أو مع أدوارهن على الإطلاق، إنه أمر غريب حقاً". وتقول غايل أنها بعد وصولها إلى سوريا ولقائها بالمقاتلات، علمت منهن "أن هدفهن لا يتمثل في حماية الشعب والأرض فحسب بل أن طموحهم هو أن يصبحن نموذجاً تحتذى به النساء في جميع أنحاء العالم من أجل مجتمع ديمقراطي عادل تسود فيه المساواة بين الجنسين، وأنه بدون الانتصارات العسكرية للمرأة، لا يمكن للتجربة السياسية أن تترسخ على الإطلاق". "كانت جميع المقاتلات مستعدات لمواجهة الموت ومحاربة داعش ليثبتن للنساء والعالم أجمع، بأن النساء قادرات على فعل أي شيء وأن قدراتهن تتجاوز الفكرة النمطية المأخوذة عن النساء، إذا تسلحن بالإيمان بأهدافهن".
الحصاد draw: مايكل نايتس - معهد واشنطن اتخذت الميليشيات المدعومة من إيران خطوة غير مسبوقة بقصف مدينة رئيسية وقاعدة أمريكية بالصواريخ في «إقليم كردستان العراق». بإمكان الولايات المتحدة استخدام قدراتها الاستخباراتية الداخلية لربط "جبهات" الحملة الدعائية، على غرار «سرايا أولياء الدم» و «أصحاب الكهف»، بتحركات إرهابية وميليشياوية كبرى، مثل «عصائب أهل الحق». يجب على إدارة بايدن أن تجد بسرعة صيغتها الخاصة لاستعادة الردع. في 15 شباط/فبراير، تعرّضت مدينة أربيل (عاصمة «إقليم كردستان العراق») لهجوم صاروخي عنيف أسفر عن مقتل مقاول يعمل لصالح التحالف بقيادة الولايات المتحدة في مطار أربيل، وجرح 5 آخرين من أفراد التحالف (بمن فيهم جندي أمريكي)، وجرح ما لا يقل عن ثلاثة مدنيين من السكان المحليين. وربما تمت محاولة إطلاق ما يصل إلى 28 صاروخاً، سقط أكثر من 12 منها في المدينة المكتظة بالسكان، في عملية قصف متهورة بشكل غير مسبوق لمركز سكاني مدني. وعلى الرغم من الجهود لتعكير الأجواء من خلال استخدام جماعات "واجهة" لكي تعلن مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أنه من المحتمل أن تكون الميليشيات المدعومة من إيران هي المسؤولة، نظراً إلى أنماطها في الإعلان عن الهجمات السابقة. وتُواجه إدارة بايدن الآن مهمة صعبة تتمثل بإعداد رد مدروس بل حازم، ويجب أن تتخذ بعض القرارات المهمة حول كيفية تصنيف وردع مثل هذه الهجمات التي تستهدف مواطنين أمريكيين وشركاء الولايات المتحدة في المستقبل. الهجوم الصاروخي على أربيل في تمام الساعة 21:15 (بتوقيت أربيل)، تمّ إطلاق وابل من الصواريخ من عيار 107 ملم من سيارة متسترة خارج سوق زراعي على بعد خمسة أميال جنوبي غربي أربيل. ويبدو أن السيارة دخلت إلى «إقليم كردستان العراق» من أرض زراعية في العراق الاتحادي، إما من سهل نينوى إلى الغرب أو من منطقة سرجران إلى الجنوب. وكانت حيلة التمويه المستخدمة بارعة، حيث أن العديد من الشاحنات الزراعية تدْخُل إلى «إقليم كردستان» من العراق الاتحادي محملةً بالمواد الغذائية إلى أربيل، وكانت هذه الشاحنة تحتوي على مجموعة مخفية من أنابيب الإطلاق "المنبثقة" تحت منطقة التحميل. ويُعتبر الهجوم الضربة الثانية التي تتلقاها أربيل في الآونة الأخيرة، علماً بأن الضربة الأولى كانت هجوماً بصاروخ بعيد المدى بالقرب من مطار أربيل في 30 أيلول/سبتمبر 2020، كان قد تمّ إطلاقه من خارج «إقليم كردستان» من قرية برطلة الخاضعة لسيطرة الميليشيات، شرقي الموصل. وتَعَقّب رادار التحالف إطلاق 14 صاروخاً باتجاه شمال غرب مدينة أربيل والمطار، الذي يضم قاعدة التحالف، رغم أن العدد الفعلي للصواريخ ربما كان 24 صاروخاً. ولم يتمّ تفعيل أي دفاعات جوية، ويعزى السبب على الأرجح إلى تجنب خطر ضرب أي مباني شاهقة (ناطحات سحاب) عن طريق الخطأ. وسقط صاروخان على مطار أربيل، مما أسفر عن مقتل مقاول أجنبي غير أمريكي وإصابة خمسة آخرين، بالإضافةً إلى جندي أمريكي. كما جُرح ما لا يقل عن ثلاثة مدنيين من السكان المحليين نتيجة سقوط أحد عشر صاروخاً كما يُعرف على المدينة، وهو عدد منخفض بأعجوبة نظراً إلى الشوارع المزدحمة. وتعرضت القنصلية الصينية للقصف، بينما سقطت صواريخ أخرى بالقرب من قنصلية "السلطة الفلسطينية". وإذا ما اشتعلت النيران في إحدى ناطحات السحاب في أربيل، لربما كان عدد القتلى في العشرات أو المئات. من هي الجماعة التي نفذت الهجوم؟ تبنّت جماعة تُعرف بـ «سرايا أولياء الدم» مسؤوليتها عن الهجوم في تمام الساعة 00.11 (بتوقيت أربيل). كما تبنت هذه الجماعة مسؤوليتها عن هجمات بين الحين والآخر: وفي الآونة الأخيرة، تبنت تفجيراً بقنبلة مزروعة على جانب الطريق في 25 كانون الثاني/يناير 2021 استهدفت سيارة مقاول يعمل لدى التحالف في جنوب العراق. تجدر الملاحظة أن هذه الجماعة ليست سوى علامة على وسائل التواصل - شعار وقناة تلغرام وبعض التغريدات. والأهم من ذلك هو (1) تسلسل التغطية الإعلامية للهجوم و(2) العلاقات المثبتة للجماعة بميليشيا واحدة على الأقل مدعومة من إيران، هي «عصائب أهل الحق»، التي صنفتها الولايات المتحدة "منظمة إرهابية أجنبية" في 3 كانون الثاني/يناير 2020. ووقع الهجوم في أربيل في نهاية اليوم، عندما ادّعت جبهة إعلامية أخرى تابعة لـ «عصائب أهل الحق» هي «أصحاب الكهف»، بإطلاق صاروخ بعيد المدى مركّب على شاحنة على قاعدة تركية في شمال العراق، في حادثة عكست الانتقاد الذي وجهته الميليشيات العراقية مؤخراً للعمليات العسكرية التركية الرامية إلى تقييد تحركات «حزب العمال الكردستاني» في «إقليم كردستان العراق» وسنجار. وانتهزت الميليشيات المدعومة من إيران مثل «عصائب أهل الحق» الفرصة لتبدو وكأنها "تدافع عن العراق" ضد تركيا، وتنتقد القيادة العراقية-الكردية، وتؤدي إلى تفاقم التوترات داخل «إقليم كردستان» بشأن قضايا «حزب العمال الكردستاني» وتركيا وسياسة الحزب العراقي الكردي. وفي استعراض للهجمات الصاروخية قبل 13 دقيقة من حصولها، انتقدت جماعة «أصحاب الكهف» عبر الإنترنت قيادة «إقليم كردستان العراق»، بإشارتها إلى أربيل في الساعة 21:02؛ ويبدو أن ذلك شكّل الأساس لوصف هجوم أربيل، من خلال الإشارة إلى جماهير الميليشيات الداخلية بأن «عصائب أهل الحق» على وشك شن هجوم ضد «الإقليم». وفي تمام الساعة 21:38، أي بعد مرور 23 دقيقة على الهجوم، تمّ نشر الصور الأولى من الحملة الدعائية للهجوم على قناة "صابرين" (وسيلة إعلامية ترتبط بـ «عصائب أهل الحق»)، حيث تولت «عصائب أهل الحق» التغطية بعد ذلك. وعندما تبنت «سرايا أولياء الدم» الهجوم، لم تعترض عليها الجماعات الأخرى ولم تتبنَ الهجوم بدورها، وهو واقع يشير إلى فض النزاعات بين الميليشيات الأخرى المدعومة من إيران (مثل «كتائب حزب الله») ويؤكد قيام «عصائب أهل الحق» بالهجوم. ويتضمن تبرير الهجوم وأوصافه مؤشرات مثيرة للاهتمام فيما يتعلق بالدافع. وتمّ تصوير الهجوم بشكل بعيد الاحتمال على أنه ضربة على "قاعدة حرير الجوية"، وهي منشأة تضمّ قوات أمريكية خاصة تقع على بعد ثلاثين ميلاً شمال شرق أربيل، والتي تتجاوز مدى الصواريخ بخمسة وعشرين ميلاً. وحيث أن هدفها على الأرجح هو إرضاء إيران، فإن بيان «سرايا أولياء الدم» بأنه "لا يوجد مكان آمن للقوات الأمريكية" في كردستان يعكس تبريرات الهجوم الصاروخي السابق الذي استهدف القوات الأمريكية في أيلول/سبتمبر 2020. كما يعزو البيان بصورة غير محتملة أي ضرر لحق بمدينة إربيل إلى أنظمة الاعتراض الأمريكية المضادة للصواريخ؛ وهذا أيضاً تبرير خاطئ بشكل واضح، حيث لم يتم تفعيل الدفاعات. إلا أن هذا الادعاء يؤكد رغبة الميليشيا في النأي بنفسها عن التعريض المتهوّر للمدنيين للخطر. وبشكل عام، يبدو أن الهجوم كان محاولة أخرى من قبل «عصائب أهل الحق» من أجل إظهار مكانتها باعتبارها فصيل المقاومة الرائد، في منافسة مع جماعات مثل «كتائب حزب الله» (التي يتردد أنها تعاني من انشقاقات داخلية وتركز بشكل أكبر على الأفعال التي لا تتطلب تحركات) و«حركة حزب الله النجباء» (التي تحاول تعزيز مكانتها ورصيدها مع إيران). ولطالما أظهرت «عصائب أهل الحق» نيتها في شن هجمات على القوات الأمريكية، تنطوي على مخاطر ملموسة بقتل أمريكيين. التداعيات على السياسة الأمريكية تميل المعلومات الاستخباراتية السرية الأمريكية إلى الكشف بسرعة كبيرة عن مدى ضلوع إيران، الأمر الذي سينير إدارة بايدن بشأن دور طهران في الحادثة. وسواء كانت إيران تعتزم إجراء مثل هذا الاختبار أم لا، فإن النتيجة واحدة - يتعين على إدارة بايدن الآن إما صياغة رد يبدو حازماً وقابلاً للردع، أو مواجهة فقدان مبكر لمصداقيتها في نظر الشركاء الإقليميين. وتواجه الحكومة الأمريكية أزمة دقيقة في العراق، الذي لطالما كان موقعاً محتملاً لاختبار مبكر لإدارة بايدن. وترغب الإدارة الأمريكية في ردع الهجمات على الأمريكيين وشركاء الولايات المتحدة، في وقت تنتهج فيه نبرة مختلفة عن لجوء إدارة ترامب المتكرر إلى التهديدات العسكرية، والانتقام القاتل في بعض الأحيان وفرض عقوبات جديدة. ومثل هذه الأهداف ترفع مستوى المعايير أمام الإدارة الأمريكية الجديدة، وستختبر من دون شك براعتها وقدرتها الإبداعية. وعليه، يجب أن تتمثل أولى أولويات الإدارة الأمريكية في مراقبة أعمال الميليشيات المدعومة من إيران عن كثب، من أجل تقديم أدلة يمكن مشاركتها علناً عن مصدر الهجمات مثل الضربة الصاروخية على أربيل. ويمكن للولايات المتحدة استخدام قدراتها الاستخباراتية الداخلية والمجتمع التحليلي النافذ المفتوح المصدر لربط "جبهات" الحملة الدعائية، على غرار «سرايا أولياء الدم» و «أصحاب الكهف»، بتحركات إرهابية وميليشياوية كبرى، مثل «عصائب أهل الحق». ويجدر بالإدارة الأمريكية أن تكشف علناً عن هذه الروابط بالشراكة مع دول التحالف الأخرى، والعراق، والأكراد، وربما حتى "مجلس الأمن الدولي". ولن يساهم هذا النوع من الكشف الواضح في إعلام الميليشيات بأن الولايات المتحدة تولي اهتماماً وتعرف أين تُوجّه ردودها الانتقامية فحسب، بل أيضاً في تحذير الميليشيات من التفكير في أفعالها. وعلى أقل تقدير، لا بدّ من مصادرة حسابات زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي - الذي صنفته الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب - على وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية وإغلاقها، بما فيها حسابه الذي لا يزال مفتوحاً على "تويتر". يجب أن تكون الأولوية الثانية للإدارة الأمريكية هي الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تحمّل إيران مسؤولية غير مباشرة عن حوادث مثل الهجوم الصاروخي على أربيل. ومن الضروري أن تحمّل واشنطن طهران المسؤولية بشكل خاص، سواء كان «الحرس الثوري الإسلامي» هو من أمر بتنفيذ الهجمات على أربيل، أو وضع الخطة وترك الأمر لـ «عصائب أهل الحق» لكي تقرر التوقيت، أو أنه قادر على نحو غير مضبوط على كبح هجمات تنفذها جماعات مثل «عصائب أهل الحق». والمغزى أن إيران قادرة على كبح هذه الجماعات. على إدارة بايدن الإشارة سراً إلى أن تخفيف العقوبات والمفاوضات مرهوناً بوقف أي اعتداءات جديدة من قبل الميليشيات المدعومة من إيران - ولا سيما هجمات الطائرات بدون طيار على الرياض من قبل «كتائب حزب الله»، والقصف الصاروخي للمدن الكبرى من قبل «عصائب أهل الحق»، ومساعي الحوثيين لقتل كافة أفراد الحكومة اليمنية والاستحواذ على مركز الطاقة الرئيسي في اليمن. ويمكن لإيران وعليها كبح جماح هذه الميليشيات، التي سلحتها وطورتها، كشرط ضروري قبل استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بحسن نية.
تقرير : فاضل حمةرفعت - محمد رؤوف ترجمة : ك.ق قضية معتَقَلي بادينان وضعت السلطة القضائية في إقليم كوردستان امام مسؤولية جديدة، لقد إختار المجلس القضائي الصمت امام قرار مسرور البارزاني المسبق ضد المعتقَلين، لكنه(المجلس القضائي) لم يلتزم الصمت تجاه حديث بعد حادث رئيس البرلمان ريواز فائق، من هي السلطة القضائية؟ كيف توزعت على الأحزاب؟ كيف تثبت حيادها في قضية معتقلي بادينان؟ تفاصيل اكثر وأدق ترونها في هذا التقرير. المحكمة مابين مسرور البارزاني وريواز فائق قبل ان تنطق المحكمة بقرارها بخصوص قضية معتقلي بادينان وتحسمها، فقد قال رئيس حكومة اقليم كوردستان في مؤتمر صحفي في العاشر من الشهر الجاري: "البعض من معتقلي بادينان ليسوا صحفيين، وإنما هم جواسيس حاولوا القيام بهجمات وتفجيرات". هذا الحديث لمسرور البارزاني اعتُبِر كتدخل مسبق في قرار المحكمة، لكن المجلس القضائي كونه يمثل سلطة مستقلة لم يصدر عنه اي رد فعل حول أقوال مسرور البارزاني. لكن يوم أصدرت المحكمة قرارها وفرضت عقوبات بالسجن لمدة (٦ سنوات) بحق (٥) أشخاص من معتقلي بادينان، ظهرت احتجاجات، وأحد الذين اعربوا عن احتجاجهم كان رئيس البرلمان (ريواز فائق)، وهذا ما أغضب المجلس القضائي و رد المجلس على رئيس البرلمان بعد يوم في بيان واتهمه بشكل غير مباشر بالتدخل في شؤون السلطة القضائية. لم تكن ريواز فائق هي الوحيدة الغير راضية عن قرار محكمة اربيل، فمعظم الناشطون المدنيين والأحزاب السياسية كانوا غير راضين عن القرار، والإتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير كطرفين رئيسيين مشاركين في الكابينة التاسعة لحكومة الإقليم كانا ضد القرار. قضية معتقلي بادينان الآن وضعت السلطة القضائية في اقليم كوردستان امام التسائلات مرةً اخرى، قضيةٌ ينظر البعض اليها كجزء من حرية التعبير عن الرأي والحزب الديمقراطي الكوردستاني صاحب السلطة في مناطق بادينان ينظر الى القضية كقضية أمنية وتهديد على امن وإستقرار إقليم كوردستان. احال مجلس القضاء مصير قضية معتقلي بادينان الى محكمة التمييز، وعلى هذه المحكمة ان تحسم قرارها في مدة (٣٠) يوماً القادمة حول صحة قرار محكمة اربيل ضد معتقلي بادينان، وإذا اعتبرت محكمة التمييز قرار محكمة اربيل صحيحة، فلا يتبقى اي خيار سوى ان يقوم نيجيرفان البارزاني رئيس الإقليم، بعد قرار المحكمة، بإخلاء سبيل اولئك الأشخاص عن طريق اصدار عفوٍ خاص، وهذا من اصعب الامور لأن نيجيرفان البارزاني لا يريد مواجهة ابن عمه مسرور البارزاني بسبب هذه القضية. في محكمة التمييز التي تقع على عاتقها القرار النهائي حول القضية، ينبغي وفقاً للقانون ان تكون المحكمة مكونة من (١٥) عضواً، لكن حالياً يتواجد (١٤) عضواً مستمرين في اداء وظائفهم، مناصفة بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني بحيث لكل منهم (٧) اعضاء، وفي هذه الحالة فإن في كل قضية تحال اليها سيكون البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) هو الفائز لأن رئيس المحكمة ينتمي البارتي ويكون في صف المؤيدين للبارتي، وأنه بحسب القانون في حال التصويت على اي قرار وتساوي الأصوات المؤيدة والمعارضة ستكون الغلبة للجانب الذي فيه رئيس المحكمة(المنتمي البارتي). حول السلطة القضائية مجلس القضاء يعتبر أعلى سلطة قضائية في إقليم كوردستان، انها السلطة الثالثة بجانب السلطة التشريعية(البرلمان) والسلطة التنفيذية(الحكومة). لم تكن هناك اية سلطة قضائية مستقلة في اقليم كوردستان حتى عام ١٩٩٢، وكانت اعمال كافة المحاكم تنظم وفقاً لقانون رقم (١٦٠) لعام (١٩٧٩) وكانت كل المحاكم تابعة لوزارة العدل في بغداد. بعد انتفاضة عام ١٩٩١ وإنسحاب نظام البعث من كوردستان، بقى الوضع على ما كان عليه، اي لم تؤسس سلطة قضائية مستقلة في اقليم كوردستان، لأن قانون السلطة القضائية المرقم (١٤) لعام ١٩٩٢ والصادر عن الدورة الاولى لبرلمان كوردستان، قد ربط المحاكم بوزارة العدل، بمعنى ان المحاكم كانت مربوطة مباشرةً بالسلطة التنفيذية(الحكومة) ولم تكن مستقلة. استمر الوضع القضائي هكذا في إقليم كوردستان حتى سقوط نظام البعثي في عام ٢٠٠٣، كتب العراق دستوراً جديداً في عام ٢٠٠٥، وتم في الدستور منح الأقاليم ممارسة سلطتهم القضائية داخل اقاليمهم، وعلى هذا الاساس اصدر برلمان كوردستان القانون رقم (٢٣) لعام ٢٠٠٧، وبعد هذا تم ولأول مرة فصل المحاكم من وزارة العدل والسلطة التنفيذية وأضيفوا الى مجلس القضاء كسلطة مستقلة بجانب السلطة التشريعية(البرلمان) والسلطة التنفيذية(الحكومة). وفقاً لقانون السلطة القضائية يعتبر رئيس محكمة التمييز رئيساً للسلطة القضائية في الوقت نفسه، الشخص الشاغل لهذا المنصب يكون منصبه معادلاً لمنصب رئيس البرلمان ورئيس الحكومة، لكن اللافت للنظر ووفقاً للمادة (٣٨) من القانون : "رئيس محكمة التمييز بدرجة الوزير وله راتب ومخصصات الوزير"، اي ان درجته الوظيفية لم ترقى الى مستوى رئاسات الإقليم الثلاث. ما ومن هي السلطة الثالثة؟ مجلس القضاء بمثابة السلطة الثالثة في إقليم كوردستان،وبحسب القانون الذي يعمل وفقه، ان اعضائه هم الاشخاص الشاغلين لهذه المناصب : - رئيس محكمة التمييز ونوابه - رؤساء محاكم الاستئناف في (اربيل-دهوك-السليمانية-كركوك/كرميان) - رئيس هيئة الاشراف القضائي (لم يصدر لها قانون حتى الآن) - رئيس الإدعاء العام فضلاً عن إستقلال هذا المجلس ووفقاً لقانونه ينبغي الا يكون اعضائه القضاة، حزبيين، ولكن على غرار كافة المؤسسات الاخرى فإن اعضائه موزعين على البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) واليكيتي(الإتحاد الوطني الكوردستاني). رئيس المجلس المدعو (بَنكين قاسم) ينتمي البارتي، ومعظم اعضائه الآخرين ميالين البارتي وإن اليكيتي ليس له في المجلس سوى ثلاثة أعضاء وهم رئيسا محكمتي الاستئناف في (السليمانية وكركوك/كرميان)، ونائب رئيس مجلس القضاء، ما يعني انه إضافةً الى رئاسة الإقليم ورئاسة الحكومة، فإن البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) يمسك بزمام السلطة الثالثة أيضاً والتي هي السلطة القضائية ويستطيع من خلالها تنفيذ سياساته. السؤال هو هل يكون للقضاة المقربين من اليكيتي(الإتحاد الوطني الكوردستاني) موقفٌ حول قضية مُعتَقَلي بادينان ام لا؟ خصوصاً ان المكتب السياسي اليكيتي قد انتقد رسمياً شكل وكيفية محاكمة اولئك الاشخاص. وفقاً لمعلومات (الحصاد)، إن القضاة المقربين من اليكيتي قد قاطعوا العمل في مجلس القضاء في الآونة الاخيرة بسبب حسم قضية تجارية، وإنهم باشروا بأعمالهم في المجلس مجدداً بوساطة من رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني. ميزانية السلطة الثالثة لمجلس القضاء بإعتباره السلطة الثالثة في اقليم كوردستان ميزانية خاصة به، وبحسب القانون المعمول به ان ميزانية هذه السلطة مستقلة ويتم اعدادها من قبل مجلس القضاء ويعرض على برلمان كوردستان لتصديقه كملحق للميزانية العامة السنوية لإقليم كوردستان. بحسب آخر مشروع لميزانية إقليم كوردستان والصادر عام ٢٠١٣، بلغت ميزانية مجلس القضاء لذلك العام (٤٦ مليار و٧٨٧ مليون) دينار، وبذلك حاز مجلس القضاء على نسبة (٤.٪) من المجموع الكلي لميزانية إقليم كوردستان. وفقاً لقانون ميزانية الإقليم لعام ٢٠١٣، كان لمجلس القضاء (٣ آلاف و٤٦٨) منتسب، يحتمل ان يكون هذا العدد قد ازداد، لكن لا تتوفر اية احصائية جديدة لدى (الحصاد) حول هذا الامر. لكن وفقاً لقائمة رواتب الشهر الماضي لوزارات حكومة الاقليم، بلغت مجموع رواتب مجلس القضاء (٣مليارات و٧٦٩ مليون) دينار عراقي.
الحصاد DRAW: صلاح حسن بابان - DARAJ توجّه أصابع الإتهام في كلّ حدث مشابه مباشرةً إلى الجهات المرتبطة أو القريبة من إيران، أبرزها "الولائية" إضافة إلى الحشد الشعبي الذي يُسيطر على مناطق سهل نينوى في محافظة نينوى المحاذية لأربيل... لم يكن في حسبان ح.س، وهو يلاعب أطفاله الثلاثة داخل شقّته في مجمع زكريا السكني في وسط إربيل أن تقلب الصواريخ ليل مدينتهم الهادئ إلى كابوسٍ دامٍ، وتزرع الخوف والقلق في أرجائها: “لم أشعر إلا باهتزاز شديد في أساسات المسكن، كان الأمر أشبه بقيامة الساعة”. ح.س، الذي فضّل عدم نشر اسمه كاملاً، أصيب بجروح لم تكن بليغة، ولم تستدع دخوله المستشفى. عولج بإسعافات أولية، لكن الصدمة كانت كبيرة، إذ إن احداً لم يكن ليتوقع هجوماً كهذا في منطقة “آمنة” نسبياً، مع أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها إربيل لهجوم صاروخي من الجماعات المسلّحة الخارجة عن القانون. ففي نهاية عام 2020 تعرّض محيط المطار لهجمة مماثلة، واليوم يتكرر السيناريو مع استهداف المناطق المأهولة في جوار مطار العاصمة الكردية، ليسفر الهجوم عن مقتل متقاعد أميركي، وإصابة 8 أشخاص بينهم أربعة مقاولين أميركيين في المطار، ومواطن كردي إضافة إلى ثلاثة آخرين في المدينة، فضلاً عن إلحاق أضرار مادية بعدد من المنازل والمؤسسات التجارية. بعد ساعات من الحادثة أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم “سرايا أولياء الدم”، مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي. في بيانٍ لها، قالت المجموعة إنها نجحت في تنفيذ عملية نوعية ضد “الاحتلال الأميركي” في كردستان العراق عبر اقتراب صواريخها من قاعدة الحرير العسكرية التي تضم قوات أميركية وأخرى للتحالف الدولي بمسافة 7 كيلومترات، ووجهت 24 صاروخاً نحو المدينة و”أصابت أهدافها بدقة بعدما فشلت منظومة CRAM الدفاعية في اعتراضها”، رافعة من سقف تهديداتها: “لن يكون الاحتلال الأميركي بمأمن من ضرباتنا في أي شبر من الوطن حتى في كردستان التي نعدكم بعمليات نوعية أخرى فيها”. وزارة الداخلية في كردستان أكدت أن الصواريخ التي استهدفت إربيل انطلقت من سيارة من طراز “كيا” بين إربيل وقضاء الكوير أحد أكبر أقضية محافظة نينوى. وقالت إن الهجوم “نُفّد بنفس الآلية والأسلوب والسلوك كما في الهجوم السابق على مطار أربيل الدولي” الذي وقع في نهاية 2020. لتتقاطع هذه المعومات مع ما كانت تنقلها طوال الساعات الماضية منصات ووسائل إعلامية تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، والتي كانت تؤكد انطلاق الصواريخ من مواقع قرب كركوك، وهذا ما يؤكد أن بيان “سرايا أولياء الدم” دقيق لجهة الإشارة الى الإقتراب من “القاعدة الأمريكية” لمسافة اقل من 7 كيلومترات. توجّه أصابع الإتهام في كلّ حدث مشابه مباشرةً إلى الجهات المرتبطة أو القريبة من إيران، أبرزها “الولائية” إضافة إلى الحشد الشعبي الذي يُسيطر على مناطق سهل نينوى في محافظة نينوى المحاذية لأربيل، ونجحت هذه المرّة مثل المرات السابقة بإرسال رسالتها إلى إربيل كما فعلت مع بغداد والهجوم على السفارة الأميركية سابقاً، لتؤكد سيطرتها على زمام الملف الأمني في العراق: “لن تستطيع حتى الحكومة الاتحادية فرض سيطرتها عليها في العاصمة بغداد وغيرها بعدما تمدّدت هذه الفصائل في المحافظات الشمالية كافة، ومنها نينوى وكركوك وصلاح الدين والأنبار وديالى، وهنا تكمن الخطورة الكبيرة”، يقول الخبير العسكري أعياد الطوفان لـ”درج”. تسعى هذه الفصائل من خلال قصفها إربيل إلى تعطيل الاتفاقية المبرمة بين كردستان والعراق حول قضاء سنجار والخاصة بتطبيع الأوضاع، بحسب طوفان، فقضاء سنجار يشكّل نقطة استراتيجية مهمّة لإيران لتضمن وصولها من مناطق عدة بنجاح إلى سوريا، في المقابل: “نجاح الاتفاقية يقصم ظهر إيران عسكرياً واقتصادياً”، يضيف الطوفان. على الفور وبعد وقوع الحادث، سارعت مصادر تابعة ومقرّبة من الحشد الشعبي لنفي مسؤولية الحشد عن هذه الهجمات. المتحدث باسم لواء 30 في “الحشد الشعبي” سعد القدو، ينفي صلة عناصر اللواء بالقصف الذي استهدف أربيل. ويؤكد أن “لواء 30 جهة رسمية مرتبطة بالقيادة العامة للقوات المسلحة، ولا تقوم بمثل هذه التصرفات التي تزعزع استقرار البلد، وهناك مسافة 10 كيلو متر بين مناطق البيشمركة والمناطق التي يتواجد بها الحشد”. “لم أشعر إلا باهتزاز شديد في أساسات المسكن، كان الأمر أشبه بقيامة الساعة”. مثل بقية الأحداث المشابهة، تكتفي الرئاسات العراقية الثلاث بإصدار بيانات إدانة وتشكيل لجان تحقيق من دون أن تسجل أي إنجاز على أرض الواقع. فدور الكاظمي اقتصر هذه المرّة أيضاً على تشكيل لجنة مشتركة مع الجهات المختصة في الإقليم لمعرفة الجهة التي تقف وراء الحادث. بينما تشابه بيان رئيس الجمهورية برهم صالح مع بيان رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، إذ اتفقا على اعتبار الهجوم “تصعيداً خطيراً وعملاً إرهابياً إجرامياً يستهدف الجهود الوطنية لحماية أمن البلاد وسلامة المواطنين”. أما رئيس مجلس الوزراء الأسبق، رئيس ائتلاف “الوطنية” إياد علاوي فوصف استهداف إربيل بأنه يحمل “رسالة سوداء”، تؤكد حجم التدخل الخارجي الذي يعصف بالعراق من جانب، وعجز السلطات عن حسم ملف السلاح المنفلت، ليؤكد عدم جدوى اللجان المشكلة: “نتمنى أن نرى هذه المرّة أفعالاً حقيقية إزاء هذا العمل الإجرامي، لا أن نكتفي بالإعلان عن تشكيل لجان، فقد سئمنا من التصريحات الإعلامية”. مثل الهجمات الأخرى، أغضبت هذه الصواريخ واشنطن كما يقول وزير خارجيتها بلينكن، متعهداً مثل المرّات السابقة بتقديم الدعم للتحقيقات، لتتبعه ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت بشجب الهجوم قائلة: “مثل هذه الأعمال الشنيعة المتهورة تشكل تهديدات خطيرة للاستقرار”. يوافق المحلل السياسي أحمد الخضر على أن خلفية الهجوم هو قضاء سنجار: “فالصراع على القضاء هو السبب الرئيس لاستهداف إربيل بالصواريخ”. في حين يُحذر الكاتب والأستاذ الجامعي الكردي عدالت عبدالله من تحوّل الإقليم إلى ساحة صراعات مفتوحة بين القوى العظمى صاحبة النفوذ إقليمياً ودولياً، لأن ذلك ستكون له تبعات كارثية: “يجب أن نتعامل بحكمة مع الحادثة”، يقول لـ”درج”. أما الكاتب والصحافي الكردي هفال زاخوي فيتوقع أن تتبع تحوّلات عميقة الهجوم على العاصمة الكردية :”الهجوم الإرهابي الجبان على إربيل ستتمخّض عنه تحوّلات مهمّة ومفاجآت وأحداث درامتيكية”.
الحصاد DRAW: BBC أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ، يوم 14 فبراير/ شباط الحالي أن القوات التركية عثرت على جثث ثلاثة عشر مدنيا تركياً كانوا محتجزين لدى حزب العمال الكردستاني في جبل غارا، في كردستان العراق. لكن، منذ ذلك الحين، ظهرت الكثير من المعلومات التي تخالف الرواية الحكومية التركية حول ما جرى وحول هوية هؤلاء "المدنيون". روايتان متناقضتان حسب الرواية التركية التي جاءت على لسان وزير الدفاع، الهدف من عملية "مخلب النسر 2" التي قامت بها القوات التركية في جبل غارا كان لتأمين الحدود والعثور على مواطنين مخطوفين، دون الإشارة إلى هوياتهم. في حين يقول الأكراد، إن الهدف كان تدمير الموقع في جبل غارا، وتحرير مجموعة من الجنود وعناصر الاستخبارات والشرطة الذين خطفهم الحزب في فترات متفاوتة منذ عام 2015 ومحاولة السيطرة على ذلك الجبل إن أمكن ذلك. وأصدر الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني بياناً قال فيه، إن الجيش التركي قصف موقعاً يعلم جيداً أن الأسرى موجودون فيه، فبعد أن فشلت عملية إنزال جوي قرب الموقع، قصفت القوات التركية بشكل عنيف ومكثف الموقع باستخدام سبع مروحيات ولمدة 3 أيام متواصلة، مما تسبب في مقتل المحتجزين جميعاً. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو، أن القتلى هم "مدنيون خطفهم حزب العمال الكردستاني وأعدمهم وسط صمت دولي". بيد أن العمال الكردستاني قال أن المحتجزين كانوا جنوداً وضباط استخبارات ورجال شرطة وليسوا مدنيين، وقتلوا بالمروحيات التركية. من هم القتلى؟ بعد يوم من تصريحات المسؤولين الأتراك الغاضبة عن القتلى أصدر آيدن باروش، حاكم ولاية ملاطيا، قائمة بأسماء القتلى الذين تم تشريح جثثهم في مركز ملاطيا للطب الشرعي، تضمنت القائمة أسماء عشرة من القتلى مع رتبهم العسكرية بينما لم يتم تحديد هوية الثلاثة الباقين. فيدات كايا، ضابط شرطة في قسم شرطة اسطنبول، خطف في بلدة لجة بديار بكر عام 2016. سادات يابالك، ضابط شرطة خطف في عام 2016. سميح اوزبي، رقيب أول في الدرك الوطني، خطف عام 2015. مولود قهوجي، رقيب مختص في الدرك، خطف على طريق هكاري جوكورجا عام 2016 عادل كافكالي، جندي مدفعية، تم خطفه على طريق تونجلي بولومور السريع عام 2015 . سليمان سونغور، جندي في الدرك الوطني خطف على طريق ديار بكر السريع في تركيا عام 2015 حسين ساري، رقيب في الدفاع الجوي، خطف في عام 2015. مسلم ألتين طاش، جندي مدفعية ثقيلة، خطف على طريق تونجلي بولومور عام 2015. محمد صالح كانجا، يقال إنه مدني أيدن كوسا، يقال إنه مدني شكوك في الرواية الرسمية وجه آيتون تشراي، النائب في حزب الخير عن مدينة أزمير وعضو لجنة الأمن والاستخبارات في البرلمان التركي، أسئلة محرجة لأكار بخصوص فشل العملية أثناء جلسة للبرلمان حيث تساءل: -لماذا استخدمت صفة "مدنيين" للإشارة إلى العسكريين والموظفين الذين عثرتم عليهم في الكهف؟ هل صّرحت بذلك لإخفاء فشلك في قيادة العملية؟ ولماذا أدلى حاكم ملاطية بتصريح عن العسكريين وليس أنت أو رئيس الأركان من فعل ذلك؟ -هل تعتقد أن هذه العملية أديرت بنجاح وحققت أهدافها؟ وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو ، في كلمة له أمام نواب الحزب في البرلمان التركي يوم 16 فبراير موجها كلامه لأردوغان: "ماذا فعلت خلال خمس سنوات ونصف السنة الماضية لانقاذ هؤلاء الجنود من قبضة حزب العمال الكردستاني عندما كنت رئيساً للوزراء أو رئيساً للجمهورية؟ من يتحمل المسؤولية عن فشل العملية ومقتل الأتراك الثلاثة عشر؟". وطالب النائب عن الحزب ولي أغبابا، من أخطأ في تنفيذ عملية الإنقاذ بتحمل مسؤولية أخطائه وأضاف أن "الحزب الحاكم يحاول أن يستغل ما حدث لتحقيق مكاسب سياسية كما يبدو من تصريحاته". وقال: "لو قتل 13 جنديا في أي مكان في العالم لتم تقديم المسؤولين عن ذلك إلى القضاء". وعيد وتهديد وبعد أن انسحب الجيش التركي من جبال غارا معلناً انتهاء العملية، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو على تويتر: "نعدكم أننا سنلقي القبض على مراد قره يلان، القيادي في حزب العمال الكردستاني، ونمزقه إرباً إرباً، وإن لم نحقق ذلك، فلتبصق الأمة جمعاء في وجوهنا". وقامت قوات الأمن التركية يوم الأثنين، بحملة اعتقالات جديدة واسعة طالت 718 عضواً من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في أربعين محافظة. وكذلك فتحت السلطات التركية تحقيقاً بحق نائبي الحزب، هدى كايا وعمر فاروق جرجرلي أوغلو، بسبب منشوراتهما حول العملية العسكرية على صفحاتهما في تويتر. فقد كتب النائب جرجرلي أوغلو مغرداً: "طلب مني أقارب الجنود الأسرى لدى حزب العمال الكردستاني منذ عامين ونصف المساعدة في إعادتهم بسلام". مضيفاً "ربما لم يكن ليُقتلوا هؤلاء لو كان هناك جو من السلام، لكن المسؤولين الحكوميين لم يفكروا قط في أي شيء من هذا القبيل". أما النائبة هدى كايا، فقالت في جلسة برلمانية: "إن عائلات هؤلاء الجنود طرقت باب البرلمان عدة مرات. لكنكم أغلقتم الباب في وجوههم، ولم تحرك الحكومة ساكناً بل سعت إلى إسكاتهم وأغلقت الأبواب في وجوههم، والآن يتاجرون بدماء أبنائهم".
الحصاد draw: الحرة يعيش الكاكائيون في العراق وإيران منذ آلاف السنين، ورغم ذلك يجهل كثيرون تفاصيل معتقداتهم وطقوسهم لأنها ديانة غير تبشيرية، اضطر أتباعها إلى إخفاء تفاصيلها إثر حملات الإبادة الجماعية التي تعرضت لها عبر التاريخ. والكاكائية أقلية دينية تعيش داخل إقليم كردستان العراق ومناطق أخرى تتوزع على محافظات نينوى وكركوك وديالى. أبرز ما يميز الكاكائيين، هو الشوارب البارزة، التي يحرمون حلاقتها لأسباب ثقافية ودينية، فيما لا يختلف زيهم التقليدي عن الزي الكردي السائد في المنطقة، وكذلك لغتهم. أصل الكاكائية يعود تاريخ ظهور الديانة الكاكائية إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، وفقا لرئيس منظمة "ميثرا للتنمية والثقافة اليارسانية"، رجب عاصي كاكائي. يقول عاصي لموقع "الحرة" إن "الكاكائيين يعتبرون جبرائيل هو نبيهم، ومع ذلك لدينا مصلحون ومحدثون وآخرهم سلطان إسحاق، الذي يعتبر أيضا بمثابة النبي أو المرجع الأبرز للديانة الكاكائية". يؤمن الكاكائيون بوجود خالق واحد، ولديهم طقوس عبادة خاصة بهم، ومنها الصوم والصلاة وضرورة أن يتحلى أتباع الديانة بـ"الطهارة والصدق والتواضع والقناعة". أثناء صومهم، يمتنع الكاكائيون عن الطعام والشراب لثلاثة أيام خلال النهار، ومن ثم يحتفلون بعدها بالعيد ليوم واحد، ويحصل ذلك في أيام معينة خلال فصل الشتاء. أما صلاتهم، فهي عباراة عن أدعية ومناجاة يقومون بها في الفجر والمغرب، وكذلك هم يحرمون تعدد الزوجات، إلا في حالات خاصة كالمرض المزمن الذي يتعذر معه المعاشرة الزوجية. وللموسيقى مساحة شاسعة في الثقافة الكاكائية، وبالأخص آلة الطنبور حيـث يتم إلقاء التراتيل الدينية على أنغـام ومقامـات خاصة بهم. وتقول ليلى طاهر شريف، وهي ناشطة كاكائية مختصة في مجال حقوق الأقليات، أن "الكاكائيين يؤمنون بوجود خالق واحد، وضرورة أن يتحلى أتباع الديانة بالطهارة والصدق والتواضع والقناعة". وعن طقوس العبادة لدي هذه الديانة، تقول شريف إنها تتمثل المجموعة من الأدعية والمناجاة، مضيفة "لدينا اجتماعات دينية تعقد مرة واحدة شهريا، تحتم على كل كاكائي تقديم نذر خلال هذه الاجتماعات، وهذا النذر يتمثل في تقديم الفواكه أو أي نوع آخر من الطعام، ويشمل الاجتماع الدعاء والمناجاة". ووفقا لدراسة أعدها عاصي ونشرتها شبكة تحالف الأقليات العراقية، ينظر الكاكائيون إلى مختلف الأديان والمذاهب نظرة متساوية دون تمييز، "فالأديان الإسلام والمسيحية واليهودية والزرادشتية، والبوذية والأيزيدية، لديها مكانة لدى أتباع الياراسانية، حسب الدراسة. وتقول الدراسة ذاتها إن للمرأة "مكانة دينية واجتماعية مهمة لدى مجتمع اليارسانية ولا يوجد تمييز في الحقوق والواجبات بين الجنسين كالميراث". ووفق شريف، فإن الديانة الكاكائية تحرم تعدد الزوجات "لأنها تعتبر الزواج رابطا إلهيا روحيا وهذا الرابط لا يلغى إلا بالموت أو في حالة الزنى لذلك تعدد الزوجات غير مسموح به حتى إذا لم تنجب الزوجة". تسميات مختلفة يطلق مصطلح الكاكائية على أتباع هذه الديانة الموجودين في العراق فقط، أما التسمية الرسمية للديانة فهي "اليارسانية" ومعناها "عشاق الخالق"، وهي مأخوذة من لغات قديمة كانت موجودة في الشرق الأوسط. في إيران، يطلق على أتباع الديانة اليارسانية "أصحاب الحق"، في حين يطلق عليهم في أفغانستان وباكستان "الزكرية" وفي الهند "سربستية" وفي تركيا "هلاويين". والكاكائية في العراق مشتقة من كلمة "كاكا" باللغة الكردية، وتعني الأخ الكبير أو العطوف. أماكن انتشارهم وفقا لآخر إحصائية غير رسمية لمنظمة ميثرا، يبلغ عدد أتباع الديانة الكاكائية في العراق أكثر من 120 ألف نسمة، يتوزعون على مناطق سهل نينوى والسليمانية وأربيل وحلبجة وخانقين وكركوك وديالى ومدن أخرى تقع ضمن هذا النطاق. وفي إيران تشير إحصاءات غير رسمية أيضا إلى أن عددهم يترواح بين مليونين وأربعة ملايين شخص، ينتشرون ضمن مناطق قزوين وأذربيجان وزنجان وشيراز زطهران وكرمنشاه وهمدان ومدن أخرى. أما شريف، فتقول إنه رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة وحديثة عن أعداد الكاكائيين في العراق، فإنه، وبحسب إحصائية أجراها الاتحاد الأوربي عام 2016 يبلغ عدد الكاكائيين في العراق نحو 200 ألف شخص. كذلك هناك أيضا تجمعات للكاكائية في مدن درسيم وسيواس في تركيا ويقدر أعدادهم بنحو 100 ألف نسمة، وأيضا أعداد غير معروفة في الهند وباكستان وأفغانستان وجورجيا وأرمينيا. ويقول رجب عاصي إن "أغلب الكاكائيين في العراق يعيشون في قرى صغيرة ويمتهنون الزراعة، منهم 20 ألف في سهل نينوى و3 آلاف في خانقين و4 آلاف في مناطق جنوب كركوك". ويضيف "لا توجد مناطق مغلقة على أتباع الديانة الكاكائية، هم فقط يعيشون مع السكان المحللين من باقي القوميات والأديان". غياب الحقوق يقول الكاكائيون إن اتباعهم يتعرضون للتهميش والاضطهاد في العراق ومناطق أخرى، وخاصة إيران. في العراق، لم يتم الاعتراف بهم كديانة قائمة، منذ إنشاء الدولة العراقية الحديثة في عام 1921. ويؤكد عاصي أن "الدستور العراقي في ذلك الوقت اعتبرهم مسلمين، لأنهم كانوا يعيشون جنبا إلى جنب مع السكان الأكراد، واستمر الحال بعدها على ذات المنوال". ويضيف "في مناطقنا وقرانا لاتوجد أية مساجد أو حسينيات أو معالم إسلامية فكيف يتم اعتبارنا مسلمين؟". وكذلك يشير إلى أن عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم تختلف عن المسلمين. أما في إقليم كردستان، فقد صدر قبل عدة سنوات قانون يعترف بالكاكائية كديانة، وأيضا لديهم كوتا في مجلس محافظة حلبجة. يبين عاصي أن "هناك تحركات يقومون بها حاليا للضغط على المشرعين العراقيين من أجل إدراج الكاكائية كمكون ديني حالها حال باقي الديانات كالإسلام والمسيحية والصابئة المندائية". وتؤكد شريف، من جانبها، أن الكاكائيين لم ينالوا حقوقهم في كردستان، وممثل الديانة في وزارة الأوقاف لا يمتلك أي صلاحيات، موضحة "عيد الكاكائيين لم يعترف به كعطلة رسمية في الإقليم كأعياد الديانات الأخرى، وليس لدينا أي مقعد في برلمان كردستان، لدينا فقط مقعد في مجلس محافظة حلبجة حسب نظام الكوتا". وأضافت أن حرمان الكاكائيين من حقوقهم وعدم الاعتراف بهم في العراق نوع من أنواع الاضطهاد التي يتعرض لها أتباع الديانة، مشيرة إلى أن مجموعة من الناشطين يحاولون الضغط على الحكومة العراقية للاعتراف بالديانة لكن هذه المهمة تواجهها عوائق إثر وجود محاولات من قبل الأطراف والجهات الشيعية لتشيع الكاكائيين. ويشير أتباع الديانة إلى أن هويتهم الدينية في خطر ومهددة بالزوال في العراق وحتى في مدن إقليم كردستان بدأت تتقلص، ولا يستطيع أطفال الديانة دراسة دينهم في المدارس ضمن مادة الدين. وتطالب الناشطة الحكومة العراقية بالاعتراف الرسمي بالديانة الكاكائية، وتدعو حكومة الإقليم إلى منح أتباع الديانة كافة حقوقهم المشروعة دستوريا وقانونيا واجتماعيا ودينيا في الإقليم. أما في إيران، فيعاني أتباع الديانة اليارسانية بشكل أكبر نتيجة قيام السلطات باضطهادهم والتقليل من شأنهم، وفي بعض الحالات مصادرة أملاكهم. ووفقا لمنظمة ميثرا فإن الأمر لا يقتصر فقط على عدم الاعتراف بهم كديانة بل تتم مضايقتهم وإهانة معتقداتهم والاستيلاء على أماكن عباداتهم وتحويلها لمساجد وحسينيات. وكذلك يتم في بعض الأحيان الحكم على الكاكائيين بأحكام غريبة لاتستند إلى نصوص قانونية، ومنها إجبارهم على حلق شواربهم. الإرهاب وداعش لم يسلم الكاكائيون من سطوة تنظيم داعش الذي احتل الكثير من مناطقهم خلال الفترة بين عامي 2014 و2016، وطردهم من قراهم وشن هجمات ضد المدنيين. والعام الماضي، أسفر هجوم يشتبه في أنه لتنظيم داعش عن مقتل سبعة من الرجال الكاكائيين على الأقل، بالقرب من الحدود الشمالية للعراق مع إيران. ويقول مسؤولون أكراد إن هجمات وأنشطة داعش المتزايدة في كركوك والمناطق القريبة تسببت في الأيام الأخيرة في نزوح العديد من الكاكائين من قراهم. وفقا لرجب عاصي فقد بلغ عدد ضحايا الهجمات الإرهابية وأعمال العنف من الكاكائيين 254 شخصا منذ عام 2003 ولغاية اليوم، وشمل ذلك مدن الموصل وكركوك وبغداد وخانقين. ويؤكد أن الكثير من الكاكائيين نزحوا من مناطقهم في جنوب كركوك وخانقين بسبب الأوضاع الأمنية والهجمات المتكررة لتنظيم داعش. تحذر الناشطة الكاكائية من أن المراقد المقدسة للكاكائيين تتعرض للدمار وتغير هويتها، فالعديد منها حولت إلى مراقد لأديان أخرى، "وغالبيتها تعرضت للتفجير في الموصل وكركوك وخانقين ومحيت آثارها". أما قبلة الكاكائيين الموجودة في إيران، فالنظام الإيراني يسيطر عليها وقد وضع القرآن فوق مرقد السلطان إسحاق، وفق شريف التي توضح قائلة "نحن نزور هذا المرقد ونحج إليه لكننا لا نستطيع أن نقول للسلطات الايرانية أن هذا الكتاب الموضوع في المرقد ليس كتابنا".
الحصاد draw: رستم محمود - سكای نیوز في مناطق حدودية عدة بسوريا، تبسط حكومة دمشق سيطرتها أو هكذا تقول، لكن معلومات عدة تفيدة بأن إيران وميليشياتها هي المسيطر فعليا، وهي تعيد إعادة انتشارها بتمويه خشية تعرض لضربات جوية. وتمتد هذه من المناطق من الحدود مع العراق إلى جنوبي سوريا وصولا إلى الحدود مع لبنان. وتفيد معلومات بأن ميليشيات حزب الله اللبناني وميليشيات أخرى مدعومة من إيران تسيطر على 20 بالمئة من حدود البلاد. ورغم أن سلطات الجمارك السورية هي المسؤولة رسمياً عن إدارة المعابر مع العراق (البوكمال)، والأردن (نصيب)، ولبنان (العريضة وجديدة يابوس وجوسية والدبوسية)، إلّا أن السيطرة الحقيقية تكمن في الواقع في أماكن أخرى. وتحتل ميليشيات حزب الله الحدود اللبنانية، وأقامت قواعدها على الجانب السوري وخاصة في الزبداني والقصير، التي يسيطر منها على منطقة القلمون الجبلية. وبالمثل، تدير الميليشيات العراقية الموالية لإيران كل من جانبي الحدود من البوكمال إلى التنف. وتمتد قبضة القوات الموالية لإيران أيضا إلى العديد من المطارات العسكرية السورية، والتي غالباً ما تكون بمثابة وسيلة لنقل الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى ميليشيات حزب الله في الجولان ولبنان. إعادة تموضع وفي السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الميليشيات الموالية لإيران في سوريا، عمدت مجددا إلى إعادة التموضع في ريف دير الزور الشرقي المتاخم للحدود مع العراق، عند الضفاف الغربية لنهر الفرات. وتأتي خطوة المليشيات في محاولة للتمويه لتفادي الاستهدافات المتصاعدة على مواقعها من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي. وقامت تلك المليشيات بنقل مقرات قديمة إلى مواقع جديدة ونقل سلاح وذخيرة إلى مستودعات جديدة في منطقتي البوكمال والميادين وأطراف مدينة دير الزور. التمويه وتعمد الميليشيات أيضا إلى التمويه بغطاء مدني خوفا من القصف المتكرر والذي تكبدت فيه خسائر بشرية ومادية في الآونة الأخيرة. وتأتي خطوة الميليشيات غداة تأكيد المرصد أن طائرة مسيرة استهدفت سيارة تحمل شحنة أسلحة قادمة من العراق، بالقرب من معبر عسكري غير شرعي بين العراق وسوريا، وهو معبر تستخدمه الميليشيات عادة للتنقل بين البلدين وإدخال التعزيزات العسكرية قرب مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي. وكانت هذه المنطقة قد شهدت عمليات استهداف كثيرة، أغلبها إسرائيلية، ضد مواقع عسكرية وقوافل للميليشيات. واندلعت الحرب في سوريا عام 2011، وتحولت من احتجاجات شعبية إلى اشتباكات مسلحة، وسرعان من تدخلت أطراف خارجية مثل إيران لدعم الرئيس السوري بشار الأسد. وبعد انحسار حدة القتال في الحرب في سوريا، خاصة مع تقهقر المعارضة إلى محافظة إدلب وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، أصبحت الميليشيات الإيرانية ذات نفوذ في مناطق عدة في البلاد، تستغله طهران لمصالحها في المنطقة. وتحاول إيران بكل قوة المحافظة على وجود لها على الحدود السورية العراقية، باعتبار ذلك نقطة رئيسية في خط إمداد ميليشيات حزب الله اللبناني، أبرز وكلائها في المنطقة. وينظر كل من التحالف الدولي وإسرائيل لوجود إلى وجود هذه الميليشيات على أنها خطر، وهذا ما قد يفسر تعرضها المتكرر لهجمات صاروخية، من دون الإعلان عن صريح عن الفاعل.