مستحقات اقليم كوردستان وكميات ومبالغ تصدير النفط من 2005 الى 2019 تقرير لدائرة البحوث والدراسات النيابية مكتب بحوث الموازنة التابعة لمجلس النواب العراقي يكشف مستحقات اقليم كوردستان و كميات و مبالغ تصدير النفط خارج اطار شركة سومو و مدى تأثيرها على الموازنة الأتحادية للمدة 2005- 2019. التقرير الذي اعدها الباحثة ابتسام عبداللطيف محمد بناء على طلب النائب هدى سجاد يكشف بأن الحكومة المركزية قامت بتمويل مبالغ من الموازنة العامة الاتحادية الى حكومة اقليم كوردستان العراق للمدة 2005- 2019 يصل الى ما يقارب ( 96196503) ستة وتسعون تريليون ومائة وستة وتسعون مليار وخمسمائة وثالثة مليون دينار.
الحصاد draw: هدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان بشن بلاده عملية عسكرية في منطقة سنجار العراقية المحاذية لسوريا، في الوقت الذي لم تمض أيام على الزيارة التي أجراها وزير دفاعه خلوصي آكار إلى العاصمة العراقية بغداد وأربيل عاصمة إقليم كردستان. تهديد إردوغان جاء في تصريحات له للصحفيين عقب صلاة الجمعة، وقال: "بخصوص إخراج الإرهابيين من سنجار: لدي وعد دائم يمكننا أن نأتي فجأة ذات ليلة". وأضاف الرئيس التركي: "نحن مستعدون دائما للقيام بعمليات مشتركة، لكن هذه العمليات لا تتم بالكشف عنها"، مؤكدا: "يمكن أن نأت ذات ليلة". ومصطلح "سنأتي ذات ليلة" سبق وأن استخدمه إردوغان في الأيام التي استبقت العمليات العسكرية التي شنها الجيش التركي في مناطق بسوريا، وخاصة في منطقة عفرين بعملية "غصن الزيتون"، مطلع عام 2018، والمنطقة الواصلة بين تل أبيض ورأس العين السورية بعملية "نبع السلام"، في أواخر عام 2019. ما سبق يأتي بعد أيام قليلة من زيارة أجراها وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار برفقة رئيس الأركان يشار غولر إلى العاصمة العراقية بغداد وعاصمة كردستان العراق أربيل، وحسب ما قالت وسائل الإعلام التركية فإن ملف منطقة سنجار كان "على الطاولة". رواج غير مسبوق للعملية ومنذ الاثنين الماضي شهدت الأوساط السياسية التركية ترويجا لعمل عسكري مرتقب في سنجار، من أجل إبعاد خطر "حزب العمال الكردستاني" من المنطقة، وفي ذات الوقت قطع طرق الإمداد عن الحزب في مناطق انتشاره بشمال وشرق سوريا. وعقب انتهاءه من زيارة العراق كان خلوصي آكار قد أعلن التوصل إلى "تفاهمات" مع العراق ضد حزب "العمال الكردستاني"، بينما توقعت مصادر تركية تنفيذ عملية مشتركة بين أنقرة وبغداد وإدارة إقليم كردستان في النصف الثاني من مارس المقبل تستهدف قواعد الحزب في شمال العراق. ونقلت وسائل إعلام تركية عن مصادر مسؤولة لم تسمِّها أن "هناك احتمالات أن يكون قد تم الاتفاق خلال زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار رفقة رئيس أركان الجيش الجنرال يشار غولر إلى بغداد وأربيل مع المسؤولين في حكومتي العراق وكردستان، على تنفيذ عملية عسكرية مشتركة تستهدف (العمال الكردستاني)". في المقابل لم يصدر أي تعليق من الجانب العراقي عن إمكانية بدء أي عملية عسكرية في سنجار، والتي يعتبر ملفها شائكا، ولا يقتصر الحديث فيه عن "حزب العمال" بل أيضا عن فصائل "الحشد الشعبي"، التي تدعمها طهران. ويحكّم ملف سنجار اتفاق كانت بغداد وأربيل قد أعلنتا التوصل إليه، في أكتوبر الماضي، ووصف آنذاك بـ"التاريخي". ومن أبرز بنود الاتفاق تشكيل إدارة مشتركة بالتعاون بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان وإلغاء الترتيبات التي وضعت بعد عام 2017. مع تكليف الشرطة الاتحادية بتولي مهام الأمن في المنطقة بالتعاون مع إقليم كردستان. أما البند الثالث، فيشمل الخدمات، وتتم أيضا بالتعاون بين الطرفين لإعادة إعمار سنجار التي تضررت بنسبة ثمانين في المئة بسبب احتلالها من قبل داعش، كما نص الاتفاق على إخراج عناصر حزب "العمال الكردستاني" وفصائل "الحشد الشعبي" منها، لأجل إعادة النازحين. من ثلاث مراحل في سياق ما سبق وضمن الترويج التركي لعمل عسكري قريب في سنجار، كان موقع "خبر تورك" قد كشف الأربعاء عن خطة تركية من ثلاث مراحل تدرسها أنقرة، لحل ملف سنجار. المرحلة الأولى حسب الموقع التركي، هي التوجه إلى إنهاء وتقييد أنشطة "حزب العمال الكردستاني" (pkk) في منطقة سنجار المحاذية لسوريا، مشيرا إلى أنه "بهذه الطريقة، فإن الرأي السائد هو أن علاقة التنظيم بسوريا ستنقطع بطريقة مشابهة لجبال قنديل في غضون عامين". أما المرحلة الثانية ستتجه أنقرة فيها إلى قتال "الفرع السوري لحزب العمال" في الداخل السوري، لكن هذا الأمر سيصطدم بموقف الولايات المتحدة الأميركية، والذي لايزال غير واضحا حتى الآن. وذكر الموقع: "المرحلة الثالثة تتضمن عملية الترميم والعودة إلى الوضع الطبيعي، وضمنها سيتم تعزيز التواصل مع الكرد على خط المفاوضات بين أنقرة وموسكو". وأشار الموقع إلى أنه"تم تقديم توقعين مهمين خلال زيارة الوزير آكار إلى بغداد، حيث اقترحت أنقرة عملية مشتركة بدعم من إدارتي بغداد وأربيل، على أن يتم التحرك فيها في النصف الثاني من مارس المقبل، وانطلاقا من 9 نقاط مختلفة". الملف بيد العراق على الرغم من التهديد والوعيد التركي بشن عملية عسكرية في سنجار لطرد "حزب العمال"، إلا أن مراقبون يرون أن ملف المنطقة بيد بغداد أكثر من أنقرة، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، والتي لم تتضح سياسة إدارتها الجديدة بشأن ملفات الشرق الأوسط حتى الآن. وفي تصريحات سابقة لموقع "الحرة" اعتبر المحلل السياسي العراقي، عمر عبد الستار أن زيارة المسؤولين الأتراك إلى بغداد وأربيل في الأيام الماضية لا يمكن إخراجها من إطار "العسكرة"، نظرا للشخصيات العسكرية التي تصدرتها، مشيرا إلى أن اتفاق سنجار الذي لم ينفذ إلا شكليا حتى الآن كان أساس النقاشات. ويقول عبد الستار إن الإشكالية في الوقت الحالي لا تكمن في تركيا بل في العراق، حيث تعجز بغداد حتى الآن عن التعامل مع ملفي "الحشد الشعبي" و"العمال الكردستاني" في منطقة سنجار. وبالتالي هناك صعوبات كبيرة تواجهها بغداد فيما يخص منطقة سنجار، كون الكلمة الأولى فيها لإيران، من خلال قوات "الحشد الشعبي" التي تدعمها والمنتشرة فيها، إلى جانب "العمال الكردستاني"، والذي يتلقى دعما منها أيضا بشكل أو بآخر. ومن جانب آخر ربما تحاول تركيا من خلال الزيارة السابقة، حسب المحلل العراقي بأن تتخذ خطوات استباقية قبل وصول الإدارة الأميركية الجديدة إلى البيت الأبيض. ويوضح: "التحركات التركية في الوقت الحالي مهمة بالنسبة لأنقرة، في مواجهة مرحلة بايدن، لأن الأخير سيركّز على الشأن الإقليمي، وربما سينفتح بطريقة جديدة". الحرة
الحصاد draw: الشرق الاوسط أعلن وزير التخطيط في حكومة إقليم كردستان العراق دارا رشيد أن وفدين رفيعي المستوى من الإقليم، أحدهما حكومي والآخر سياسي، سيزوران العاصمة بغداد الأسبوع المقبل للتباحث حول حصة الإقليم في الموازنة الاتحادية للعام الحالي. وقال رشيد خلال مؤتمر صحافي في أربيل، أمس، إن «الوفد الحكومي سيتوجه إلى بغداد السبت المقبل، على أن تتبعه زيارة أخرى لوفد سياسي رفيع المستوى يضم ممثلي الأحزاب الرئيسية في كردستان». وأضاف أن «الوفد السياسي من المقرر أن يرأسه رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بصفته نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، وكذلك قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني وآخر من حركة التغيير، وللأحزاب الأخرى المشاركة، إن رغبت». وأكد أن «حكومة إقليم كردستان تأمل بأن تصل إلى اتفاق مع الحكومة العراقية مفاده التزام حكومة الإقليم بإرسال 250 ألف برميل نفط يومياً من حقول كردستان، إضافة إلى 50 في المائة من واردات المعابر الحدودية، على أن تكفل الحكومة الاتحادية حصة الإقليم بالنسبة المتفق عليها في مسودة الميزانية (12.6 في المائة). وإذا لم نصل إلى اتفاق مع الحكومة الاتحادية حول نسبة الإقليم في موازنة 2021 فسنعمل وقتها بالاعتماد على وارداتنا الداخلية وسنقوم بإدراج واردات النفط في قانون موازنة الإقليم». وقال مصدر قريب من رئاسة الوزراء العراقية لـ«الشرق الأوسط» إن لقاءات وفد حكومة إقليم كردستان المزمع وصوله لبغداد خلال أيام ستكون مع الكتل السياسية واللجان النيابية، «إذ إنه لا يوجد خلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان حول موازنة 2021. بل على العكس هناك اتفاق مسبق حول هذا الموضوع والإقليم أعلن بشكل واضح قبوله مشروع الموازنة المعد من قبل الحكومة الاتحادية». وعن تفاصيل الزيارة، قال وزير شؤون الحكومة الاتحادية في حكومة إقليم كردستان خالد شواني لـ«الشرق الأوسط» إن «نسبة إقليم كردستان في الموازنة الاتحادية لعام 2012 تم الاتفاق عليها مع الحكومة الاتحادية سابقاً وهي مضمونة في مشروع قانون الموازنة المطروح أمام مجلس النواب، ووفد حكومة الإقليم الذي سيزور بغداد الأسبوع المقبل سيلتقي اللجنة المالية النيابية واللجان الأخرى ذات الصلة بالموازنة إضافة إلى الكتل البرلمانية والنواب، لنوضح لهم حقائق عن الوضع المالي في مشروع قانون الموازنة والعلاقة المالية بين بغداد وأربيل.
الحصاد draw : ترجمة : ك.ق إرتفعت الواردات الداخلية لحكومة اقليم كوردستان حالياً بنسبة (١٥٠٪) وازدادت من (١٥٠ مليار) دينار الى (٣٧٠ مليار) دينار شهرياً ما يعني ان حكومة الإقليم قادرة على صرف الرواتب الشهرية للموظفين كل (٣٠) يوماً. وفقاً لاستقصاء (الحصاد)، ان الواردات الداخلية لحكومة اقليم كوردستان قد ارتفعت الى اكثر من (٢٦٠ مليون) دولار شهرياً وهذا المبلغ يساوي ما قدره (٣٧٠ مليار) دينار عراقي شهرياً. في السابق وفي بدايات انتشار فايروس كورونا المستجد، وحينما اعلنت حكومة الاقليم حظر التجوال والحجر الصحي، سجلت الواردات الداخلية أدنى مستوياتها حيث وصلت الى (٣٠ مليار) دينار، وبعدها أرتفعت هذه الواردات في الآونة الاخيرة لتصل الى (١٥٠ مليار) دينار. تحصل الحكومة على الواردات الداخلية من العديد من المصادر، منها (المنافذ الحدودية، الجمارك، الضرائب، الرسومات، المطارات، ضرائب العقارات، ...). تحصل حكومة الاقليم على الضرائب والرسومات بـ(٤١٧) سبيلاً وطريقة مختلفة وهذه الضرائب والرسومات تصبح من واردات الحكومة. ارتفاع الواردات الداخلية للحكومة كانت بسبب انتعاش المنافذ الحدودية ورفع نِسَب الضرائب واتخاذ عدد من الاجراءات من قبل الحكومة، فضلاً عن هذا فهنالك العديد من إشكال الهدر في المال العام والتغاضي عن آخذ الضرائب، التي من شأنها إيصال الواردات الداخلية الى أكثر من (٥٠٠ مليار) دينار ، منها هذه المجالات : - لايزال التهريب مستمراً في المنافذ الحدودية. - تعمل (٨٠٠) شركة (اجنبية ومحلية) في المجال النفطي ولم تُجْرَ فيها الإصلاحات حتى الآن. - تعمل (٢١) شركة في المنافذ الحدودية ولم تُجْرَ فيها الإصلاحات حتى الآن. - لم توضَع حتى الآن الضرائب على الشركات الكبرى. بزيادة الواردات الداخلية تكون مجموع الواردات المتوفرة بين ايدي حكومة الإقليم بدون بغداد بالشكل التالي : - الواردات الداخلية (٢٦٠ مليون) دولار اي ما يقابل (٣٧٠ مليار) دينار. - واردات النفط (٢٤٠ مليون) دولار اي ما يقابل (٣٤٥ مليار) دينار. - اموال(مساعدات) التحالف (١٧ مليون) دولار اي ما يقابل (٢٥ مليار) دينار. - المجموع العام (٧٤٠ مليار) دينار. تبلغ مجموع رواتب موظفي حكومة إقليم كوردستان (٨٩٤ مليار) دينار شهرياً، وبسبب فرض نسبة من الاستقطاعات على رواتب عدد من الشرائح، تصل مجموع الرواتب الكلية لشهر واحد ما يقارب (٨٨٥ مليار) دينار. في حال إستمرار الحكومة على تطبيق الاستقطاعات من الرواتب بنسبة (٢١٪)، فإنها ستكون بحاجة الى مبلغ (٧٠٠ مليار) دينار شهرياً. وهذا يعني ان الواردات الحالية لحكومة الإقليم البالغة (٧٤٠ مليار) تكفي لتأمين الرواتب الشهرية للموظفين مع استقطاع نسبة (٢١٪) وبشكل يتم صرفها بإنتظام كل (٣٠) يوماً.
تقرير : فاضل حمە رفعت و محمد رؤوف ترجمة : عباس س المندلاوي في خطوة تثير الاستغراب رفع برلمانيون ينتمون لمختلف الكتل في برلمان اقليم كوردستان مذكرة الى رئاسة البرلمان يطالبون فيها بتسديد ديونهم المترتبة على شراء سيارات خاصة لهم ودفع اجور الخدمات المقدمة لمساكنهم من ميزانية البرلمان ، فيما يفترض ان يكونوا رقباء على المال العام ومصاريف مؤسسات الحكومة التي تعلن مرارا انها غير قادرة على دفع مستحقات ورواتب منتسبيها ( الشهرية ) في مواعيدها ومقاديرها المحددة قانونا ، يذكر ان معظم اعضاء البرلمان قد ابتاعوا سيارات فارهة بموجب السداد بأقساط و دفعات شهرية اعتمادا على رواتبهم . في هذا التقرير نسلط الضوء على هذا الامر : - برلمانيون في أزمة ..! بالرغم من أنهم يتقاضون رواتب الدرجات الخاصة ضمن سلم الرواتب ، الا ان معظم اعضاء برلمان كوردستان مَدينون بمبالغ مالية ويطالبون رئاستهم بسداد ديونهم من ميزانية البرلمان . علما بانهم يتقاضون رواتب معادلة لراتب الوزراء حسب السلم الوظيفي عندما يكونون في الخدمة ( 8 ملايين و 84 الف دينار ) ولكن رواتبهم خفظت الى النصف ( 4 ملايين و 42 الف دينار ) بقرار صادر من مجلس الوزراء العام الماضي على خلفية الازمة المالية التي يعاني منها الاقليم منذ سنوات . هذا وكان موظفوا الاقليم قد استلموا رواتب الشهر الثاني (2 ) من عام 2020 في الشهر 7 منه ليقفز جدول توزيع الرواتب الشهر التاسع (9) التي استلموه في الشهر العاشر ، فيما استلموا العاشر في شهر كانون الاول ( 12) اما شهري 11 و 12 فلا خبر عنهما ... وفي هذا الوضع المزري بدلا ان يحمل البرلماني وممثل الشعب هموم ومعاناة المواطن في ظل الازمة المالية ؛ ينشغل بنفسه وكيفية دفع اقساط سيارته الفارهة من اموال الشعب !!.. ديون خدمات السكن المجاني ..؟! في كل دورة برلمانية جديدة على برلمان كوردستان تأمين السكن ل ( 111) نائبا في مدينة اربيل حيث مقر البرلمان ، الذي يمتلك وحدات سكنية على شكل شقق و بيوت في مجمع ( ناز ستي ) و منازل في مجمع ( القرية الايطالية ) في المدينة ، حيث يتم توزيعها على البرلمانيين الجدد لاشغالها خلال مدة دورتهم البرلمانية مجانا ولكن تتقاضى الشركة المسؤولة عن المجمعين اجور الخدمات والحراسة من الشاغلين ( البرلمانيين ) ، الذين يطالبون رئاسة البرلمان بسداد تلك الاجور المتأخرة عنهم للشهور المنصرمة من عام 2020 الماضي . وحسب المعلومات التي حصل عليها ( الحصاد DRAW ) من مصادر مطلعة من داخل البرلمان ، ان (61) برلمانيا ممن يشلغون شققا في مجمع ( ناز ستي ) السكني يطالبون رئاسة برلمان اقليم كوردستان بتسديد الديون المترتبة عليهم جراء عجزهم عن دفع اجور الخدمات لخمسة اشهر من العام الماضي ، والبالغة ( 390) الف دينار شهريا لكل شقة سكنية ، والتي يبلغ مجموعها ( مليون و 950 الف دينار ) عن كل برلماني للشهور الخمسة . ويطالب البرلمانيون تخفيض تلك الاجور حسب تعليمات هيئة استثمار الاقليم وسدادها من قبل رئاسة البرلمان ، التي عليها تسديد ( 113 مليون دينار ) للشركة المشرفة على المجمع . ويتهم عدد من البرلمانيين رئاستهم بمحاباة الشركة المشرفة لانها مملوكة لاحد مسؤولي الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي يترأسه مسعود البرزاني رئيس الاقليم السابق و ينتمي له ابن اخيه وصهره نيجيرفان البرزاني ( رئيس الاقليم الحالي ) ونجله الاكبر رئيس الوزراء مسرور البرزاني . تأتي مطالب البرلمانيين وممثلي شعب كوردستان بسداد ديونهم ، في وقت يعاني المواطن البسيط من ضنك المعيشة والحرمان ، سيما منتسبوا الحكومة الذين حرموا من رواتبهم ومستحقاتهم لشهور عديدة العام الماضي والسنوات المنصرمة التي اعقبت ظهور داعش في العراق واحتلالها عددا من المدن العراقية . أقساط السيارات ... البرلمانيون من مهامهم مراقبة وتقييم أداء الحكومة ومؤسساتها وأجهزتها لم يتمكنوا هذه الدورة من مراقبة مداخيلهم و مؤامتها مع مصاريفهم وعجزوا عن تقييم الحالة الاقتصادية للاقليم وتوقع ما يحدث من أزمات مالية ، لكنهم هرعوا الى سحب سيارات فارهة وباهضة الثمن من شركات استيراد وبيع السيارات بأقساط مالية مرهقة فور إعلان فوزهم بمقاعد برلمانية ، مما يشكل الان هاجسا مؤرقا لهم في ظل تقاعس الحكومة عن صرف الرواتب الشهرية في مواعيدها ومبالغها المحددة حسب القانون . وتؤكد معلومات ( الحصاد DRAW ) ان ( 72) برلمانيا من مجموع اعضاء برلمان كوردستان ال ( 111) قد اشتروا سيارات فارهة وباهضة الثمن ؛ ومنهم من باع تلك السيارات عقب شرائها بنظام الاقساط الشهرية ، لشراء عقارات واراضي . وتضيف المعلومات ان ( 58) من البرلمانيين تراكمت عليهم ديون أقساط السيارات ، التي تختلف مبالغها حسب نوع وطراز السيارة ، فمنها ما يبلغ قسطها الشهري ( مليونان و 160 الف دينار ) يتم اقتطاعها من الرواتب الشهرية للبرلمانيين كنظيرتها اجور الخدمات ، وتخلف اولئك البرلمانيين عن سداد ديونهم البالغة ( 10 ملايين و 800 الف دينار ) مما حدا بالشركات الى المطالبة بمبالغ الاقساط المتأخرة على اعضاء البرلمان عن خمسة اشهرمن العام الماضي لم يتسلم البرلمانيون رواتبهم فيها . رواتب البرلمانيين بعد استقطاع الديون تبلغ رواتب اعضاء برلمان اقليم كوردستان بعد استقطاع نسبة(50% ) منها بموجب تعليمات مجلس الوزراء ، اربعة ملايين و (42) الف دينار وسيتم استقطاع المبالغ الاتية منها : • ( 390 الف دينار) عن اجور خدمات شققهم السكنية . • ( مليونان و 160 الف دينار ) من رواتب البرلمانيين الذين اشتروا سيارات باهضة الثمن ؛ وحسب معلومات ( الحصاد DRAW ) يبلغ سعر تلك السيارات الفارهة حوالي 85 الف دولار اميركي ( ثمانية دفاتر ونصف الدفتر- حسب لغة السوق العراقية ) • ان ما يتبقى من الراتب الشهري للبرلماني المديون بعد استقطاع مبالغ الخدمات السكنية وأقساط السيارات البالغة ( 2 مليون و550 الف دينار ) هو ( مليون و 492 الف دينار ) . • لكن بقية البرلمانيين الذين ليس عليهم أقساط لشركات السيارات سيتقاضون مبلغ ( 3 ملايين و 652 الف دينار ) بعد استقطاع اجور الخدمات السكنية من رواتبهم الشهرية . • هذا الاستقطاع لا يشمل البرلمانيين المتقاعدين الذين يتقاضون راتبا تقاعديا يبلغ ( 3 ملايين و250 الف دينار ) بعد شمولهم بقرار استقطاع نسبة ( 50% ) من رواتبهم الاصلية ( 6 ملايين و 560 الف دينار ) . ماهي اجراءات رئاسة البرلمان ؟ وتقول معلومات ( الحصاد DRAW ) ان البرلمانيين المديونيين يمارسون ضغوطا كبيرة على رئاسة برلمان الاقليم مساعدتهم على تسديد الديون المتراكمة عليهم على خلفية عجز الحكومة عن صرف رواتب شهور عديدة من العام المنصرم . لكن رئاسة البرلمان دعت البرلمانيين الى تقديم مذكراتهم عبر كتلهم البرلمانية لرصد مبلغ من ميزانية البرلمان لتسديد تلك الديون . واضافت المعلومات ان الرئاسة تنوي تسديد الديون المترتبة على البرلمانيين عن اجور خدمات السكن والبالغة ( 113 مليون دينار ) ، فيما قررت تعميم منح جميع البرلمانيين مبلغ مليوني دينار بعد اعتراض مجموعة من البرلمانيين على اقتصارالمنحة على البرلمانيين المديونيين عن شراء سيارات . اعضاء برلمان كوردستان بدرجة وزير حسب السلم الوظيفي للدرجات الخاصة ، يقولون ان حكومة الاقليم خصصت لكل وزير دارين وسيارتين فلا يجوز ان يكون البرلمانيين مديونيين فيما الوزراء متنعمون ...
الحصاد draw: kirkuknow "كركوك أكبر نقطة تحول باتجاه تصاعد العنف..."، هذا ما قاله جو بايدن الرئيس المنتخب للولايات المتحدة قبل أحد عشر عاماً خلال زيارة قام بها الى محافظة كركوك و بعد اجتماعه مع كافة مكونات المحافظة. متحدثاً بشأن الانقسام بين مكونات المحافظة، قال جو بايدن "نحن سنغادر العراق، حينذاك ان تولى الحكم دكتاتور أسوء من صدام حسين، لن نتدخل، ما دمتم لا تملكون مشروعاً للتعايش." بايدن الذي زار كركوك أيضاً لتقديم النصح للقوميات والأديان المتعددة، غادر المحافظة مستاءً، عندما شعر بأن توجهات المكونات بخصوص مستقبل المحافظة غير متقاربة. خلال الاجتماع، طلب منهم بايدن أن "يتفقوا على مشروع واحد ويعيدوا الكبرياء لأهالي كركوك"، لكي يستطيع هو ايضاً التحدث مع بغداد بهذا الشأن. الاجتماع عُقِد في 13 كانون الثاني 2009 في مطار كركوك، حينما كان عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي و مرشحاً لمنصب نائب الرئيس الأمريكي (باراك أوباما)، الاجتماع تزامن مع التجاذبات المتعلقة بانتخابات مجالس المحافظات في العراق، من ضمنها محافظة كركوك، والذي كان مقرراً اجراؤها نهاية ذلك الشهر، لكن النزاع الأكبر كان بين بغداد و أربيل بشأن آلية مشاركة كركوك في تلك الانتخابات. الاجتماع تزامن أيضاً مع خلافات حادة بين رئيس الوزراء العراقي في ذلك الوقت، نوري المالكي و الرئيس السابق لإقليم كوردستان مسعور البارزاني، والذي تمحور حول كركوك. كركوك/ 13 كانون الثاني 2009/ وصول جو بايدن الى مطار كركوك، (على يمين الصورة كل من أحمد عسكري و محمد كمال، أعضاء مجلس محافظة كركوك في حينها) لم يتبين فيما ان كانت تلك الزيارة الأولى لـ(جو بايدن) الى كركوك أم لا، لكن أحمد عسكري، عضو مجلس محافظة كركوك المنحلّ والذي شارك في الاجتماع قال لـ(كركوك ناو) "كان جو بايدن أحد القادة الأمريكيين الذي قام بعدة زيارات بعدها الى العراق وكركوك، وهو يملك قراءة دقيقة فيما يخص الوضع في المنطقة و كان يحظى بعلاقات خاصة مع شخصيات معروفة من الكورد، العرب و التركمان." أحمد عسكري، الذي تحدث عن قرب مع جو بايدن قال "بايدن و رفقائه لعبوا دور ناصحين و تحدثوا عن الأهمية الجغرافية لكركوك، وأشاروا الى أن حكومة البعث حاولت طوال أعوام زرع التفرقة بين قوميات كركوك." جو بايدن، الذي أصبح مطلع هذا الشهر الرئيس الجديد للولايات المتحدة قال في الاجتماع الذي عُقِد قبل أحد عشر عاماً "نطلب منكم أن تعودوا الى ماضيكم حيث كنتم تعيشون معاً في وئام، نريد أن نعيد هذا الكبرياء الى أهالي كركوك. نريدكم أن تفقوا على برنامج بخصوص كركوك و نحن سنتحدث مع الحكومة العراقية و نكون عوناً لكم"، حسبما قال أحمد عسكري. شارك في ذلك الاجتماع كل من محافظ كركوك الأسبق عبدالرحمن مصطفى، نائب المحافظ راكان سعيد، نائب رئيس مجلس محافظة كركوك ريبوار الطالباني، اضافة الى أحمد عسكري و محمد كمال كممثلين عن الكورد، فيما ناب عن العرب في الاجتماع كل من عبدالله سامي عاصي و جواد الجنابي، أما الجبهة التركمانية فكان يمثلهم كل من تحسين ساري كهية و حسن توران، فيما مثل سلفانا بويا المكون المسيحي. الى جانب هؤلاء، حضر الاجتماع كل من قائد شرطة كركوك جمال طاهر و عدد من القادة والمسؤولين الآخرين للمحافظة. حسب مصادر (كركوك ناو)، مضامين البرامج الذي قدّمها ممثلو مكونات كركوك لـ(جو بايدن) كانت بعيدة عن بعضها، فالكورد كانوا يطالبون بضم كركوك الى اقليم كوردستان، و العرب شددوا على عراقية كركوك وطالبوا ببقائها كما هي، فيما طالب التركمان بتحويل المحافظة الى اقليم مستقل. يقول أحمد عسكري –حالياً عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكوردستاني- "خلال الاجتماع، كانت جميع المكونات تروّج لبرامج حملاتها الانتخابية." من جانبه، قال محمد كمال، عضو مجلس محافظة كركوك المنحل و عضو المجلس القيادي للحزب الديمقراطي الكوردستاني قال لـ(كركوك ناو) "قبل مجيء بايدن، كنا ندرك بأن الحوار هو الحل، لذا قمنا كقائمة التآخي –غالبيتهم من الكورد- بإعداد مذكرة رسمية مسبقاً و قدمناها له... عندما طلب بايدن من المكونات أن يتبنوا مشروعاً موحداً أبدينا استعدادنا لذلك، لكن ذلك لم يحدث لاحقاً." كركوك/ 13 كانون الثاني 2009/ اجتماع جو بايدن مع مكونات كركوك و أشار محمد كمال الى أن "بايدن كان مستاءً من عدم توافق مكونات كركوك"، مضيفاً "قال بايدن نحن سنغادر العراق، حينذاك ان تولى الحكم دكتاتور أسوء من صدام حسين، لن نتدخل، ما دمتم لا تملكون مشروعاً للتعايش." في ختام الاجتماع قال راكان سعيد، محافظ كركوك وكالةً –نائب المحافظ في حينها- لـ(جو بايدن) "ألست ذلك الشخص الذي يملك مشروعاَ باسم مشروع بايدن؟"، جواباً على ذلك قال بايدن "ذلك ما يقوله الاعلام عني، لكن ذلك المشروع لم يعد مشروعي بل مشروعاً أمريكياً موجود على رفوف مجس الشيوخ الأمريكي باسمي و قد نال 75 صوتاً من مجموع 100 صوت... ذلك المشروع كان حلاً ناجعاً للعراق"، بحسب محمد كمال الذي سرد المحادثة التي جرت بين راكان سعيد و جو بايدن لـ(كركوك ناو). راكان سعيد، سأل بايدن ألست ذلك الشخص الذي يملك مشروعاَ باسم مشروع بايدن؟ المشروع يهدف الى تقسيم العراق الى ثلاثة مناطق كوردية، شيعية و سنية. وفقاً لتقرير نُشِر في صحيفة (نيويورك تايمز) في 24 تشرين الثاني 2009، الهدف الرئيس وراء زيارة جو بايدن الى كركوك كان السعي لحل الخلافات المتعلقة بالانتخابات و الوقوف على اسباب حدة الخلافات حول محافظة كركوك. و جاء في التقرير "الزيارة كانت للاطلاع عن قرب على الوضع في كركوك بين مساعي الرئيس السابق لإقليم كوردستان مسعود البارزاني لإجراء الاستفتاء و رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي الذي كان يعارض تلك المساعي." أثناء زيارة جو بايدن الى العراق في عام 2009، كان مسعود البارزاني يحاول استغلال الخلافات حول الانتخابات كفرصة لإجراء الاستفتاء الذي كان يشمل كركوك ايضاً، لكن العرب في كركوك أعاقوا مساعيه واحتجوا عليها، متذرعين بسجلات الناخبين واحصائية سكان كركوك لردع تلك المحاولات. وهذا من الأسباب التي زار بايدن من أجلها كركوك. كما لفت التقرير الى أن زيارة بايدن الى كركوك تزامنت مع تصاعد التوتر بين العرب والكورد. "لم تكن هناك اي اشارة تدل على تحسن الوضع في كركوك الذي كان الكورد يعتبرونها جزءاً لا يتجزأ من هويتهم، في حين كان عدد كبير من العرب والتركمان يدّعون ملكيتها. وكتبت نيويورك تايمز "احتياطي كركوك من النفط البالغ 8.5 مليار برميل جعل هذه المدينة تصبح جائزة لا يتراجع عن حصدها أو يتنازل عنها أحد." حسب المعلومات التي تمت الاشارة اليها في نفس التقرير، كان المسؤولون العراقيون يفضلون تدخل جو بايدن كوسيط أو طرف ثالث لحل القضية، التي كانت كركوك نقطة الخلاف الرئيسية فيها. رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي طالب بايدن بممارسة الضغط على مسعود البارزاني لتأجيل خطط الاستفتاء في دستور اقليم كوردستان. في الـ20 من نفس الشهر، بعد اسبوع من زيارته الى العراق و الاجتماع الذي جرى في كركوك، تولى جو بايدن رسمياً منصب نائب رئيس الولايات المتحدة. قنوات الاعلام الأمريكية، من ضمنها "سي ان ان"، أشارت الى أن بايدن، بعد عودته الى واشنطن، لم يخف خشيته من ازدياد التوتر والخلافات في كركوك بسبب الصراعات بين الاقليم و بغداد. بعد عودته الى واشنطن، لم يخف بايدن خشيته من ازدياد التوتر والخلافات في كركوك بسبب الصراعات بين الاقليم و بغداد لذا أجرى بايدن عقب الزيارة اتصالا تلفونياً مع كل من كرستوفر هيل، سفير الولايات المتحدة الأسبق في العراق و الجنرال أودرينو، قائد القوات الأمريكية. كما كان في تواصل دائم مع المالكي و البارزاني و الشخصيات الحاكمة الأخرى. "ضغط بايدن على المالكي لكي يسير وفقاً للخطط و يزور اقليم كوردستان، كما مارس الضغط على البارزاني لتأجيل الاستفتاء و طلب من كليهما التوقف عن وصف أحدهما الآخر بعدو السلام"، حسب صحيفة نيويورك تايمز. قوباد الطالباني، الذي كان حينها ممثل حكومة اقليم كوردستان في الولايات المتحدة الأمريكية صرح لصحيفة نيويورك تايمز بأن بايدن أخبر مسعود البارزاني بأن اعلان الكورد الاستقلال في ذلك التوقيت "لا جدوى له"، لأن الأمر سيشعل غضب العرب ضد الكورد في كركوك وسيؤدي الى نشوء الصراعات وأعمال العنف. بعد مرور اشهر على زيارته الى كركوك و بالتحديد في الثاني من حزيران 2009، قال جو بايدن في مقابلة أجرتها معه وكالة (أي بي سي)، ردّاً على سؤال الصحفي جورج ابولوس "الأمم المتحدة أطلقت مشروعاً للتعامل مع المناطق المتنازع عليها في العراق، يمكن لكركوك أن تصبح نقطة تحول باتجاه تزايد العنف...القادة العراقيون أنفسهم طلبوا مني التحدث مع القيادة الكوردية وأخبرهم بأن اقرار دستورهم في برلمان كوردستان لن يساعدهم كثيراً، كما طلبوا مني الحؤول دون تزايد الصراعات." وفقاً لقنوات الاعلام الأمريكية، نجح بايدن حينها في حث بغداد و الاقليم على التوصل الى اتفاق و إجراء انتخابات مجالس المحافظات في 31 كانون الثاني 2009، لكن كركوك استُثنيَت من تلك الانتخابات. عقب تلك الزيارة التي قام بها في 2009، زار جو بايدن العراق مرة أخرى ، لكن أحمد عسكري قال بأنه لم تصلهم أية رسائل خاصة بشأن كركوك عقب زيارة 2009. تمكن جو بايدن، مرشح الديمقراطيين مطلع هذا الشهر من التفوق على منافسه الجمهوري دونالَد ترمب، و اصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية. يقول أحمد عسكري "نأمل بأن يكون تولي جو بايدن منصب الرئاسة عاملاً مساعداً في تحسن الأوضاع في كركوك و حل المشاكل بين بغداد و الاقليم. و اضاف "عندما زار كركوك في وقتها، كان بايدن عضواً في مجلس الشيوخ، ثم أصبح نائباً للرئيس، ربما لم تكن قراراته في حينها نافذة، لكنه الآن رئيس الولايات المتحدة، و كلنا نعلم ما هي صلاحيات الرئيس، ربما يكون باستطاعته حل المشاكل." https://www.dvidshub.net/video/52872/vice-president-elect-biden-kirkuk
الحصاد draw: ترعى العراقية الكردية دلبند رواندوزي داخل خيمتها الزراعية نباتات صغيرة ستصبح قريبا أشجار بلوط باسقة، آملة في أن تسهم بإعادة الحياة إلى غابات إقليم كردستان في شمال العراق حيث تبددت نصف الثروة الحرجية بفعل الحروب والحرائق وعمليات القطع غير القانونية. وتسعى هذه الشابة البالغة من العمر 26 عاما والمولعة بالتسلق الجبلي والنزهات في الطبيعة، إلى إعادة الحياة لغابات الإقليم عبر زرع مليون شجرة بلوط خلال السنوات الخمس المقبلة. البذور تزرعها دلبند داخل خيمتين زراعيتين تمولهما مؤسسة تعليمية خاصة في أربيل وهي اختارت البلوط لقدرة هذه الأشجار على مقاومة درجات الحرارة المنخفضة ولجذورها التي تمتد بعمق داخل الأرض ما يساعدها على مقاومة الجفاف ولعمرها المديد الذي قد يستمر قرونا. وتقول دلبند لوكالة فرانس برس إن "أول تجربة لنا كانت في خريف 2020، وزرعنا خلاله ألفي شجرة بلوط ". وبدا الرضى جليا على هذه الشابة المتحدرة من بلدة رواندوز شمال مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ العام 1991. ولتحقيق هدفها الأكبر وزراعة أشجار البلوط التي تكسو أغلب غابات العراق، حشدت دلبند مؤيدين كثيرين لها. الهدف هو خلق عادات جديدة في المجتمع من خلال غرس الأشجار من أجل الوصول إلى مناخ أفضل وتبدأ المهمة على يد رعاة ومتنزهين محليين ينقلون البذور خلال رحلاتهم عبر الجبال لتزرعها دلبند داخل خيمتين زراعيتين تمولهما مؤسسة تعليمية خاصة في أربيل. بعدها تحدد لها وزارة الزراعة في الإقليم المواقع التي يمكن زرعها مجددا عند كل خريف. وبعد غرس تلك الشتلات في المنطقة التي يؤمل تحويلها إلى غابة، تنتقل رعاية كل منها إلى أحد المراقبين مقابل ألف دينار (0,70 دولار). وتوضح دلبند أن الهدف هو "خلق عادات جديدة في المجتمع من خلال غرس الأشجار من أجل الوصول إلى مناخ أفضل، لأن التغير المناخي تهديد كبير ويجب ألا يقتصر عملنا على زراعة الأشجار". وأصبح إقليم كردستان على مر السنوات ملاذا رئيسيا لأكراد من العراق ودول أخرى خصوصا بعد الصراعات التي مزقت الشرق الأوسط. وشهدت التشيكية أنتيرا تيبسيتاويوات (50 عاما) من خلال جولاتها المتكررة في جبال كردستان، على ما لحق من أضرار على طبيعة الإقليم. وهي تقول لوكالة فرانس برس "قررت رعاية 500 شجرة، وهي مساهمة صغيرة من أجل الطبيعة في كردستان". وفقد الإقليم 20% من نباتاته منذ 2014، وتصل هذه النسبة إلى 47% في حال مقارنتها بإحصاءات تعود للعام 1999، وفقا لسلطات الإقليم. مساحة الغابات في العراق لم تعد تتجاوز 8250 كيلومترا مربعا وانعكس ذلك من خلال زوال الكثير من الغابات الطبيعية أو المزروعة على يد البشر وتآكل التربة وفقدان المياه، وفقا لمنظمة "فاو" للأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. ويعزى هذا الوضع إلى الغارات وقطع الأشجار غير القانوني على يد عائلات فقيرة طلبا للحطب من أجل التدفئة، أو إلى أطماع حطابين أو الرعي الجائر، إضافة إلى التمدد السكاني العشوائي الذي يتحدى الطبيعة في مناطق كثيرة. وخلال الصيف الماضي الذي تعرض خلاله إقليم كردستان إلى غارات متكررة من سلاح الجو التركي، جرى القضاء على 20 ألف هكتار من الأراضي "نصفها تقع في مناطق محمية غنية بالتنوع الحيوي" خصوصا الغابات، وفق منظمة "باكس" غير الحكومية استنادا إلى صور أقمار صناعية. وتشير منظمة "فاو" إلى أن مساحة الغابات في العراق لم تعد تتجاوز 8250 كيلومترا مربعا، ما يمثل 2% من المساحة الإجمالية، وتنتشر أغلب غابات هذا البلد الذي تغطي الصحارى نصف مساحته في إقليم كردستان على طول الحدود الشمالية مع تركيا وفي سلسلة جبال زاغروس على الحدود مع إيران. فرانس برس
الحصاد ( DRAW ): على رغم التفاؤل الذي بثه المشروع في أولى خطواته لدى سكان المدينة، إنما يمكن اعتباره صعب المنال في الظروف الحالية لغياب الدعم السياسي والحزبي والمالي، الذي يُفشل أي مشروع مشابه في كردستان ويعرقل نجاحه... غيّرت السليمانيّة أسلوب تهديداتها لأربيل القابضة على المال والسياسة والاقتصاد هذه المرّة بتغيير تكتيك الضغوط، من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية الغاضبة ضد أحزاب السلطة والدوائر الحكومية وحرقها، إلى مطالبات جماهيرية وشعبية بتحويل السليمانية إلى “إقليم مستقلّ”، وانضمامها إلى جبهة العاصمة العراقية بغداد، وجعل جميع وارداتها تحت سيطرة الحكومة الاتحادية، شريطة أن تدفع العاصمة مستحقات موظفيها الذين باتوا في أسوأ أوضاعهم المعيشية والحياتية، بسبب أزمة الرواتب وتأخر صرفها الذي يصل الى نحو 50 يوماً كل مرّة، مع العمل بنظام ادخار الرواتب الإجباري الذي يقضي باستقطاع ما نسبته 21 في المئة منها. منذ استقلال إقليم كردستان عام 1991، وتمتّعه بالحكم الذاتي، كانت السليمانية الشوكة المزعجة في حنجرة السلطة في أربيل، فمنها غالباً تنطلق معظم الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية المعارضة والمشاكسة والمنددة بالفساد المستشري في مؤسسات الإقليم الكردي، إضافةً إلى تحوّلها فضاءً واسعاً وحرّاً للصحافيين والنشطاء والسياسيين المعارضين، والأفكار المنفتحة، واحتوائها مقرّات الأحزاب الكردية السورية والتركية والإيرانية المعارضة على عكس عاصمة الإقليم التي تضيّق الخناق على هؤلاء باستمرار، وتمنع أي مزاولة مشابهة. شهدت المدينة المشاكسة تظاهرات واحتجاجات غاضبة لمرّات عدّة، خلال السنوات العشر الأخيرة ضدّ الأحزاب المتربعة على عرش الحكم والسلطة المسنودة بفضائياتها وقنواتها وماكناتها الإعلامية المموّلة من ميزانيات النفط الضخمة، على عكس محافظتي أربيل ودهوك الواقعتين تحت سلطة الديمقراطي الكردستاني والقابض عليهما أمنيّاً وسياسيّاً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً، الى أن وصل الحال بها إلى العجز عن دفع رواتب موظفيها حتى بعد تأخرها لأكثر من 50 يوماً واستقطاع نسب متفاوتة منها. السلطة الكردية خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وتحديداً بعد حقبة استقلالها عن نظام صدام حسين وانتفاضة 1991، ما زالت عاجزة عن بناء سياسة اقتصادية قوية صحيحة، تؤهلها لمواجهة المصاعب، لا سيما بعد خطوة الانفصال عن بغداد باستفتاء أجرته عام 2017. لكن سرعان ما جمّدت نتائجه لقناعتها التامّة بفشلها وعدم انسجامها مع تطورات المرحلة، وما زال الشعب يدفعُ ضريبة تلك الخطوة حتى الآن. هذا الفشل دفع بمجموعة من الصحافيين والنشطاء والشخصيات الثقافية والاجتماعية إلى محاولة إخراج السليمانية من عباءة أربيل، عبر مشروع أطلقوا عليه تسمية “إقليم السّليمانية”، يطالب بتمتّع المدينة بحكم ذاتي يفصل قرارها عن الإقليم الذي يتمتع بدوره بحكم ذاتي. وذلك بعدما باتت المحافظة ضحية احتكار السلطة وتراجع المشاريع الاقتصادية والعمرانية والخدمية فيها، معتمدين على قدرة المدينة على تأمين نسب عالية من واردت كردستان الشهرية والسّنوية، سواء من بيع النفط أو المعابر والمنافذ الحدودية، فضلاً عن موقعها في منطقة جغرافية استراتيجية على مستوى المنطقة. تباينت مواقف التيارات الكردية إزاء مشروع “أقلمة السليمانية” بين رافضٍ ومؤيد. الجبهة الرافضة تتبع “الحزب الديموقراطي الكردستاني”، والأخير اتهم أطرافاً إقليمية بدعم هذه الخطوة، في إشارة واضحة منه إلى إيران والأطراف الشيعية الموالية لها في العراق، في حين يرى المشرف على مشروع “إقليم السليمانية” بيار عمر أن هذا الخيار هو “الأفضل ويؤمّن الخدمات الكافية للمحافظة بعيداً من الأجندات الإقليمية والدولية”، على غرار نماذج في دول متقدّمة مثل أميركا وألمانيا وغيرهما، منتقداً من وصفهم بـ”محتكري السلطة” لاعتبارهم هذه الخطوة بأنّها تأتي ترجمة لأجندات خارجية. ما يزيد من قُبح هذا المشروع لدى الأحزاب الكردية التقليدية أنه جاء رافضاً للسلطة، متمسّكاً بقرار الشعب، وتحديداً أبناء السليمانية، ويحقّق الاستقلالية الإدارية والاقتصادية للمدينة. ويعتبر عمر أن النظام المركزي الحالي المعمول به في الإقليم يعرقل خطوات قيام الدولة الكردية، والشعب يتوجه نحو التفكيك والصراعات الداخلية يوماً بعد يوم، مضيفاً: “الدولة الكردية لا تُبنى بالخطابات والشعارات الرنانة عبر وسائل الإعلام، بل من خلال بناء أسس اقتصادية متينة وإدارة المحافظات ذاتياً”، في إشارة منه إلى أحزاب السلطة التي تعتمد على فضائيات وقنوات ومؤسسات إعلامية ضخمة تمولها شهرياً بملايين الدولارات لدعم أجنداتها الحزبية، بعد تراجع شعبيتها لدى الشعب الكردي لا سيما في ما يتعلق بقضية استفتاء الانفصال وأزمة الرواتب الأخيرة وانعكاستها السياسية والاقتصادية على كردستان. على أرض الواقع، بدأت فعلياً الخطوات الأولية لتنفيذ مشروع “أقلمة السليمانية” من خلال جمع تواقيع 30 ألف مواطن من المدينة، يمثلون ما نسبته 2 في المئة من مجموع السكان البالغ عددهم نحو مليون ونصف المليون مواطن، بالاعتماد على الدستور العراقي الذي يحتم جمع تواقيع ما نسبته 2 في المئة من سكان المدينة، ومن ثم رفعها رسمياً الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، لإجراء استفتاء الانفصال رسمياً على أن يحصل المشروع على موافقة ما نسبته 50 زائد واحد من سكان المحافظة لتستقل السليمانية رسمياً على أرض الواقع. في حال نجح المشروع، سيضم “إقليم السليمانية” في إدارته الجديدة كل من محافظتي السليمانية وحلبجة وجميع الأقضية والنواحي التابعة لهما، إضافةً الى إدارتي كرميان ورابرين. وعموماً تؤمّن هذه المناطق النسبة الأعلى من واردات الإقليم الكردي الشهرية والسنوية، خصوصاً أنها تضم معابر ومنافذ حدودية، وتحتوي آبار نفط عملاقة، وهذا ما يزيد من تمسّك أربيل برفضها هذا المشروع جملةً وتفصيلاً. على رغم التفاؤل الذي بثه المشروع في أولى خطواته لدى سكان المدينة، إنما يمكن اعتباره صعب المنال في الظروف الحالية لغياب الدعم السياسي والحزبي والمالي، الذي يُفشل أي مشروع مشابه في كردستان ويعرقل نجاحه، كما يرى المراقب السياسي كوران قادر، واصفاً المشروع بـ”الأكثر جرأة” حتى الآن، إذ إن السليمانية قد تُحقق لنفسها استقلالاً سياسياً واقتصادياً ونموّاً عمرانياً على الأصعدة المختلفة، وستخرج من دوّامة الأزمات الحالية بشكل موقت، ولكن ستعود بعدها لتعيش أوضاعاً أصعب من الآن بكثير، كون المحيط العام لن يسمح بانفتاحها السياسي والاقتصادي. صلاح حسن بابان- صحافي كردي/ DARAJ
مریوان وریا قانع - آراس فتاح زاوية اسبوعية يكتبها ل( الحصاد DRAW ) : - ترجمة : عباس س المندلاوي عندما إقتحم انصار ومؤيدو الرئيس الاميركي المنصرف دونالد ترامب مجلس النواب الاميركي وأنهوا الجلسة الخاصة بالمصادقة على انتخاب الرئيس الجديد جو بايدن كالرئيس ال (46) للولايات المتحدة الاميركية ، ظهر الى السطح مرة اخرى مسألة جدوى الديمقراطية والتمثيل النيابي ومساؤيها وفوائدها للمجتمعات ، والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة في هذه الظروف هو من اين أتى هؤلاء المحتجين والعنيفين داخل النظام الديمقراطي ؟ أبسط تعريف للديمقراطية هو سيادة او حكم الشعب لنفسه ، وحتى القرن الثامن عشر كان يُفهم من مصطلح الديمقراطية إنه الديمقراطية المباشرة ؛ اي كان نفس المفهوم الذي كان متداولا في عهد اليونانيين القدماء ( الاغريق ) . والقصد من ذلك الفهم للديمقراطية حكم الجميع للجميع ، وهذا النوع من الديمقراطية واجه العديد من العراقيل والعقبات والحدود عند التطبيق . ولكن في العهد الحديث والمدنية وتزايد عدد السكان بكثير عما كان عليه في المدن اليونانية ؛ يطبق نوع اخر من الديمقراطية وهي الديمقراطية غير المباشرة . والديمقراطية الراهنة هي عبارة عن تلك الديمقراطية غير المباشرة والمسماة الديمقراطية التمثيلية – النيابية( البرلمانية ) ؛ في هذا النوع لا يحكم الشعب مباشرة بل عبر نوابه في البرلمان او ممثليه المنتخبين ، ويقال لهذا النوع من الحكم " دولة القانون" أي دولة تدار بموجب دستور ديمقراطي يؤمن به معظم افراد المجتمع وجعلوه عقدا اجتماعيا للادارة الذاتية ، ويحدد بموجبه الحقوق والواجبات كما انه يصون حريات الافراد . كما السلطات فصلت الى ثلاثة اعمدة مستقلة عن بعضها وهي السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ، يتم اجراء انتخابات دورية كل اربع او خمس سنوات لا ختيار ممثلي الشعب والحكومة و انتقال سلمي وسلس للسلطة ، ويحق لمجلس النواب ( البرلمان ) عزل الحكومة عبر سحب الثقة منها واللجوء الى اجراء انتخابات مبكرة ، هذا النظام الديمقراطي النيابي ( برلماني ) قائم منذ عدة قرون . ومانراه اليوم هو حدوث ازمة التمثيل ( النيابي ) في هذا النظام الديمقراطي ؛ أزمة تصيب صميم الديمقراطية بارباك كبير و متعدد ، هنالك شعور بالتهميش وعدم التمثيل في قطاع ملحوظ من شرائح المجتمعات الغربية من الطبقة المتوسطة والطبقات الدنيا ، بمعنى آخر يعتقد هؤلاء ان الانتخابات الحرة كآلية رئيسة للنظام البرلماني لا تستطيع ايصال اصواتهم الى مراكز القرار والمشاركة الفعلية ؛ أي أن الانتخابات لن تكون الوسيلة الانجع لخلق نظام سياسي مناسب وملائم للتمثيل ، اضافة الى ان عملية الاقتراع تُجرى مرة كل عدة سنوات والناس تطمح لوسيلة وسبيل اسرع لاسماع اصواتهم ويكونوا على اتصال بالصعيد السياسي وفاعلين فيه . ويشير المحللون والخبراء في مجال الانتخابات والسياسة ان الأوضاع السياسية خلال العقود الثلاث او الاربع المنصرمة جعلت عدد كبير من المواطنيين يشعرون بعدم وجود فروق بين الاحزاب السياسية او صراع العقائدي فلم تبق حدود بين اليساريين واليمينيين ؛ فلا مماحكات او تمايزات بين البرامج السياسية للقوى السياسية التي اصبحت متقاربة ومستقرة في مركز الصعيد السياسي لا يسارية ولا يمينية ، وهذه الاوضاع افرزت نخبة سياسية متشابهة ومتماثلة وهلامية ومعظمهم يتعاملون وفق اسس واصول في نظام الليبرالية الجديدة وينتهجون نفس السبيل ويتجهون للافق ذاته ، لذلك لا اهمية او معنى للتصويت لهذا الحزب او ذاك او برنامجه الانتخابي . وفي هذا الوضع يشعر كثير من المواطنين بعدم جدوى الاقتراع او الانتخاب اذ إن جميع القوى السياسية تتشابه وتضاءلت الحدود التي تميزها عن بعضها ؛ فلم تبق التمايزات العقدية والفكرية او حتى على صعيد الخطوط العامة للعمل السياسي او المميزات الكبيرة في برامجها السياسية ، فلا تجد اي اختلافات جوهرية حقيقية بين الاحزاب ونظرائها في المعارضة ؛ فخلق هذا وضعا يتحول المقترع ( الناخب ) من اقصى اليسار الى اقصى اليمين دون ان يلمس اي خلاف او مشكلة او اختلاف . المشكلة لا تقتصر على تشابه وتطابق الاحزاب السياسية فقط ، بل ما يعمق اشكالية التمثيل ( النيابي ) عدم وجود النقابات او اضمحلالها ؛ سيما النقابات العمالية التي كانت تضم ملايين العمال وتشكل ثقلا سياسيا و ومؤثرة على القرارات السياسية و برامج وعمال الحكومات والشركات .وعندما تتشابه الاحزاب وبرامجها فلا يبقى شيء يذكر بينها حتى يختاره فئات وشرائح المجتمع ، فيُهمش النقابات ويضعف دورها ويتناقص عدد اعضائها ومؤيديها بشكل كبير؛ وبذلك يتم تفريغ المؤسسات والاوساط خارج الاحزاب والتي تمثل العمال والشرائح الدنيا داخل المؤسسات السياسية تفرغ من محتواها وجدواها وتصبح على الهامش وتضعف كليا . الاوضاع تنحدر وأزمة التمثيل تتفاقم عندما لا تتمكن الانتخابات من تحقيق غايتها في طرح قوى سياسية مختلفة للمجتمع فضلا عن ضعف النقابات ، مما يخلق شعورا بعدم تمثيلهم في الصعيد السياسي بل ولا يحسون بالإنتماء للدولة او المجتمع ، ويسيطر خيبة الامل والاحباط والشعور بالتهميش والدونية عليهم ويفتقدون للوسيلة والسبيل الذي يوصل اصواتهم للاوساط السياسية ومراكز القرار، مما يجعلهم لنبذ السياسة والتشكيك فيها ومقاطعة الانتخابات . وكان هذه المقاطعة من المشاكل الرئيسة لنظام التمثيل النيابي الذي افرزته الديمقراطية خلال العقدين الماضيين ؛ عميات المقاطعة بلغت حدا خطيرا جعلت بعض الاحزاب السياسية في اوربا طرح فكرة تشريع إلزامية المشاركة في الانتخابات . الحركات الشعبوية في العالم تعمل اليوم على تلك الاصوات الرافضة التي تشعر بالتهميش وفقدان الهوية والوحدة وعدم التمثيل ؛ الشعبويون يعرضون انفسهم كممثلين لاولئك المهمشين وغير المُمَثَلَين على الصعيد السياسي ،و يطلقون عليهم اسم الناس او الشعب او حتى الامة ، ويدعي الشعبويون انهم سيعالجون تلك القطيعة والمسافة بين النظام السياسي والمجتمع وردم الثغرة الحاصلة بين السلطات والشعب والامة . ويقولون انهم سيعيدون السياسة والدولة والمجتمع للشعب ، وإستعادة الهوية الحقيقية لابناء بلدهم الاصليين ، فضلا عن حل أزمة التمثيل ومسألة السيادة القومية؛ استعادة أميركا للاميركيين وبريطانيا للبريطانيين ( الاصليين ) وإخراج الغرباء واستعادة الاعمال من أيديهم . أناس مثل ترامب ولۆپین و أوربان و کاچینسکی وغيرهم يتحدثون بلسان الناس الذين يعتقدون انهم منسيون ومهمشون وغير ممثلين ، أُناس يقال ان النخب السياسية الحاكمة لاتراهم وهمشتهم . القوى والحركات الشعبوية يبشرون الافراد والمجموعات المهمشة في المجتمع بتمثيلهم وايصال اصواتهم ، ويصورون النخب السياسية الحاكمة كطبقة سياسية فاسدة ومنقطعة عن المجتمع . وهناك نقطة اساسية أخرى فاقمت وعمقت أزمة التمثيل في عالم اليوم وهي ظهور الاعلام الرقمي – الالكتروني (Digital media ) سيما شبكات التواصل الاجتماعي ( social media) ، الاعلام الحديث أحدثت تغييرات كبيرة في مفهوم التمثيل ، فقبل ذلك كان الفرد يُمَثَل من قبل المنظمات والاحزاب السياسية والنقابات والكنيسة والاوساط الاخرى فقط ، وتلك الاوساط كانت تتحدث باسم اعضائها ومؤيديها ومنحتهم الهوية . ولكن في عصر الاعلام الرقمي – دجيتال خفت الحاجة الى تلك الاوساط ( الجماعية ) لتمثيل الافراد وفي كثير من الاحيان انتفت الحاجة اليها ، فالأفراد الان يمثلون أنفسهم مباشرة ويلتقون بأشخاص آخرين مثلهم في نفس المساحة والفضاء الالكتروني .في الوقت الراهن اصبح هناك مجتمع يمثل نفسه عبر الاعلام الرقمي باستمرار ويعبر عن نفسه دون الحاجة الى وسيط غيره . وهذا التمثيل الشخصي ( الفردي ) خلق وضعا جديدا ن يستطيع فيه الفرد تمثيل نفسه شخصيا داخل النظام السياسي وليس كعضوٍ في هذه الشريحة الاجتماعية او تلك أو المجموعة ( الجماعة ) الخاصة ؛ الافراد يرون ويَعْرِضون أنفسهم ككيان سياسي مستقل ويطالبون بمعاملة خاصة لهم ولمشاكلهم ومطالبهم ، ويطالبون أو على الاقل ينتظرون تمثيل أنفسهم ومطالبهم بأنفسهم وان يكونوا جزءا من الخطاب والقرار السياسي . وهكذا سيُخْلَق وضع مختلف عما كان عليه قبل ظهور الاعلام الرقمي – دجيتال ميديا ، حيث كان التمثيل مقيدا بالانظمام ( عضوية ) لهذا الوسط الجماعي او ذاك او تلك المنظمة . وهذا الوضع الجديد يصعب مسألة التمثل بل يقربها من المحال ؛ بشكل يضخم شعور التمثيل لدى اولئك الافراد فتستغل القوى الشعبوية ذلك في تقوية نفسها . هناك بعض منظري العلوم السياسية يتحدثون عن نهاية ديمقراطية الحزب “ party democracy” واحلال ”ديمقراطية المشاهدين – المتفرجين “ “audience democracy" محلها . في الاولى يتم الوصول الى السلطة بالصراع والتنافس بين البرامج ولافكار والعقائد المختلفة ، ولكن في الثانية تكون الاهمية والتأثير والمحك هي الشخصية واسلوب التحدث والخطاب و تحرك الشخصية السياسية واللغة والمنطق الذي يتحدث به الشخص . تغريدات الرئيس الاميركي المنصرف دونالد ترامب و مقاطع الفيديو والمنشورات والرسائل والتعليقات التي ينشرها ويستلمها الساسة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ( فيس بوك و واتس آب وتويتر ..الخ ) تصبح نموذجا لتلك العلاقة التي تصنعها " ديمقراطية المشاهدين – المتفرجين . كل ذلك خلق تغييرا هائلا في مسألة التمثيل . في الحقيقة تعتبر الشعبوية احدى افرازات أزمة التمثيل هذه والتطورات والمتغيرات التي ظهرت مطلع الثمانينات من القرن المنصرم ، ويعد ظهور الشعبوية ردفعل عللي ومرضي على تلك التغييرات .و بالطبع تتعلق تلك المشاكل بشكل مباشر بسيطرة السياسات الليبرالية الجديدة ؛ وتدخل الدولة السافر في الاسواق واقتصاد البلاد بالتزامن مع تفشي جائحة كورونا ، وكذلك تصاعد حدة الصراعات العقائدية والحزبية وتشكيل او ظهور حركات اجتماعية جديدة واجهت تحديات كبيرة .وبمعنى اننا ربما سنشهد في العقد المقبل شيء من انتعاش الحياة الحزبية والنقابية وتشكيل حركات اجتماعية جديدة ونوع جديد من المشاركة السياسية ،من شأنه معالجة بعض افرازات وتداعيات أزمة التمثيل ، ولكن كل ما يتعلق بتغيير المجتمعات و بعملية أعلمة العلاقات والخطابات و ما يتعلق بظاهرة التمثيل الفردي وتعميم الوضع الفردي ؛ فهو بحاجة الى معالجات ابداعية ونظام جديد للمشاركة المدنية للمواطنين في السياسة والحكم .الاوضاع الراهنة في العالم اتاحت للناس مجالات وسبل مختلفة وعديدة للمشاركة والظهور والتحدث و الاعتراض والرفض والغضب غير التصويت والانتماء للاحزاب السياسية والنقابات .ان معالجة ازمة التمثيل المهولة هي التحدي الرئيس الذي يواجه الديمقراطية اليوم . فالشعبوية هي الرد الخاطيء والخطير لجميع المشاكل والتحديات الجديدة في قرن ال (21) ، ترامب وامثاله آخر من يستطيع معالجة هذه الاشكاليات .
الحصاد draw: أعلن المجلس الإقليمي لشؤون النفط والغاز التابع لحكومة إقليم كوردستان يوم الجمعة تحقيق أكثر من ثلاثة مليارات دولار امريكي من بيع النفط الخام خلال تسعة أشهر من العام الماضي. جاء ذلك وفقا لما نشره المجلس لتقرير صادر عن شركة "ديلويت" الذي احتوى إحصاءات تم التحقق منها تغطي صادرات الاقليم من النفط واستهلاكه وعائداته للفترة من ١ كانون الثاني ٢٠٢٠ إلى ٣٠ أيلول ٢٠٢٠. وبحسب الاحصاءات فإن صادرات الاقليم خلال تلك الاشهر بلغت 124 مليونا، و798 الفا، و921 برميلا من النفط الخام خلال تلك المدة. وحقق اقليم كوردستان إيرادات مالية بلغت ثلاثة مليارات، و176 مليونا، و136 الفا، و721 دولارا من مبيعات النفط. وبعد استقطاع المستحقات المالية للشركات النفطية العاملة في الاقليم عن استخراجها للنفط فإن صافي المبلغ المتبقي لحكومة كوردستان هو مليار، و831 مليونا، و781 الفا، و964 دولارا امريكيا. ويمكن الاطلاع على النص الكامل لتقرير ديلويت بصيغة الـ(PDF) ويحتوي على مراجعة التصدير والاستخدام والعائدات ومصاريف النفط والغاز في إقليم كوردستان للفترة من ١ كانون الثاني ٢٠٢٠ إلى ٣٠ أيلول ٢٠٢٠ باللغات الكوردية والعربية والإنجليزية. وتستطيعون بصيغة الـ(PDF) قراءة كتيب مرفق باللغات الكوردية والعربية والإنجليزية والمتضمن توضيح وتسهيل الفقرات التي نشرت في تقرير ديلويت. إنتاج النفط وتصديره ومصاريفه وعائداته للفترة من ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٠ إلى ٣١ آذار (مارس) ٢٠٢٠ إنتاج النفط وتصديره ومصاريفه وعائداته للفترة من ١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٠ إلى ٣٠ حزيران (يونيو) ٢٠٢٠ إنتاج النفط وتصديره ومصاريفه وعائداته للفترة من ١ تموز (يوليو) ٢٠٢٠ إلى ٣٠ (أيلول) سبتمبر ٢٠٢٠
الحصاد draw: عمار عزيز - كركوك ناو مع انقطاع الكهرباء خَيَّم الظلام على الخيمة، دخلت احلام خيرو البالغة من العمر (15) سنة الحمام وأغلقت الباب على نفسها ولم تخرج بعدها على أقدامها، بل انضمت الى القصص التراجيدية الت تتكرر في مخيمات النازحين منذ ست سنوات. عُثِر على جثة أحلام خيرو مشنوقة داخل حمام بيتها الواقع في مجمع شاريا بمحافظة دهوك في 4 كانون الثاني الجاري، لتصبح رابع فتاة وامرأة تلقى حتفها "شنقاً". صادق خيرو، شقيق أحلام الذي تناول معها العشاء في مساء الحادث قال بأن "الجميع في البيت كانوا سعداء" واضاف "لم تظهر أي من علامات الاكتئاب على شقيقتي، بعد العشاء انقطعت الكهرباء و بعد ربع ساعة دخلت الحمام ولم تخرج." "أول من نادى أحلام كانت والدتي، وهي التي فتحت باب الحمام و رأت أحلام مشنوقة بحبل في رقبتها"، وتابع صادق "شعرنا جميعنا بالصدمة، للآن لا أصدق بأن أحلام قد شنقت نفسها." أسمهان (20 سنة) على يمين الصورة، و أحلام خيرو (15 سنة) على يسار الصورة شرطة دهوك أخذت هاتف أحلام الجوال معها لغرض التحقيق ولم تعط أي توضيح حول نتائج التحقيقات. وفقاً لإحصائية أجرتها قائممقامية قضاء سنجار –مقرها في دهوك- منذ هجوم داعش على سنجار في 3 آب 2014 لحد الآن لقي 250 ايزيدياً في مخيمات النازحين حتفهم بالرصاص أو شنقاً، أغلبهم كانوا من الإناث. لكن الأرقام التي سُجِّلَت منذ بداية هذا العام تبدو مرعبة، حيث قضى خمسة اشخاص شنقاً أو بالرصاص أربعة منهم إناث، حسب احصائية لمنظمة داك للتنمية التي تعمل داخل المخيمات. حول الحادث الذي ألَمَّ بهم قال صادق خيرو "ربما يقول البعض بأن ذوي أحلام يخفون معلومات، لكنني أقسم بأننا لا نعرف شيئاً ونشعر بالخجل داخل المجتمع." وأضاف "قبل شهر، أغلقت أحلام حسابها على فيسبوك، لكنها لم تقل شيئاً حول سبب قيامها بذلك و هاتفها الجوال لا يزال عند الشرطة... نحن بانتظار صدور التقرير النهائي لشرطة دهوك." برهان الحاج علي، إداريّ في قائممقامية سنجار قال لـ(كركوك ناو) "أوضاع النازحين تسوء من كل النواحي و احصائيات حالات القتل و الانتحار كثيرة داخل المخيمات، لذا من الضروري أن تقوم المنظمات و الجهات المعنية بمعالجة هذه المشكلة بأسرع وقت." "لمعالجة هذه المشكلة يجب توفير فرص عمل للنازحين و فتح بعض مراكز العلاج النفسي داخل المخيمات من أجل معالجة الأشخاص الذين يعانون من اعتلالات نفسية، أو الذين يلجؤون للانتحار لأسباب مختلفة"، حسبما قال برهان الحاج علي. دهوك/ 2019/ مخيم كبرتوو الذي تسكنه غالبية ايزيدية من سنجار تصوير: عمار عزيز لا يزال أكثر من 200 ألف نازح ايزيدي أغلبهم يعيشون في المخيمات الواقعة في محافظة دهوك مترددين في العودة الى مناطقهم الأصلية لأسباب عديدة من بينها الظروف الأمنية، وجود ادارتين في القضاء و نقص الخدمات. سوزان سفر، مديرة منظمة داك للتنمية قالت لـ(كركوك ناو) "شبكات التواصل الاجتماعي و المؤسسات الاعلامية تلعب دوراً سلبياً في ازدياد تلك الحالات، فهي تنشر الحوادث مرفقة بالصور والمعلومات الأمر الذي يصبح عامل تشجيع للذين لديهم نوايا الانتحار، كلما استجدت حالة من هذا القبيل نعرف بأنه ستتبعها حالات أخرى." في نهاية عام 2020 أغلقت الحكومة العراقية معظم المخيمات، باستثناء تلك الواقعة في محافظات اقليم كوردستان بموجب اتفاق بين الاقليم و بغداد. وترى سوزان سفر بأن قرار الحكومة العراقية بإغلاق المخيمات كانت "خطوة سيئة" وأدّت الى "تفاقم حالات الانتحار" داخل المخيمات. "بسبب قرار الحكومة العراقية، انسحبت غالبية المنظمات الدولية من مخيمات محافظة دهوك و أوقفت مساعداتها، فيما أهملت الحكومة المخيمات و لم تتبق مراكز خاصة بالدعم النفسي في أغلب المخيمات، بعد أن كان كل مخيم يحوي على ثلاثة أو أربعة مراكز خاصة بالدعم النفسي"، كما تقول سوزان سفر. وتضيف سوزان "أكّدنا مراراً بأن الوضع في سنجار يختلف عن المناطق الأخرى وأن النازحين الايزيديين غير قادرين على العودة الى ديارهم.... من الضروري تأمين الخدمات للنازحين و التفكير في كيفية توفير فرص العمل."
الحصاد DRAW: قالت منظمة متخصصة بتوثيق أوضاع الأيزيديين، الأحد، إن حالات الانتحار الأخيرة التي شهدتها المخيمات الأيزيدية في العراق هي "حالات منفصلة وغير مترابطة"، على الرغم من التقارب الزمني بينها وكون ثلاثا منها راح ضحيتها نساء شابات. وتوفيت ثلاث فتيات، اثنان منهن بعمر 15 عاما، وشاب إيزيدي انتحارا – كما أعلن – خلال يومين، فيما قالت المنظمة إن اثنتين منهن تعرضتا "للابتزاز الإلكتروني". والفتيات الثلاث هن من مخيمات شاريا وإيسيان وبيرسفي في محافظة دهوك. وقال مدير فرع سنجار في "المنظمة الأيزيدية للتوثيق"، خيري علي إبراهيم، لموقع "الحرة"، إن فتاتين تبلغان من العمر 15 سنة، تعرضتا للابتزاز الإلكتروني من قبل أشخاص مجهولين مما دفعهما للانتحار "خوفا من الفضيحة". وقال إبراهيم إن الفتاة الثالثة انتحرت بعد مشاكل عائلية وزوجية وتعقيدات مع عائلتها. وبحسب مصدر من داخل مخيم شاريا فإن "الفتيات في المخيم يتعرضن أحيانا للاستغلال من قبل متنفذين". ونجا أفراد الديانة الأيزيدية الذين استقروا في مخيمات هربا من مذبحة جماعية قام بها عناصر داعش تجاه الآلاف من أبناء الديانة في سنجار، فيما اختطفت أكثر من 5 آلاف امرأة، بحسب إحصائيات مختلفة، لم يتم تحرير سوى القليل منهن. وقال الصحفي الأيزيدي، سامان داود، لموقع "الحرة" إن حالات الانتحار موجودة بكثرة، بعد 2014، والابادة التي حصلت للأيزيديين جراء اجتياح داعش لمناطقهم ولدت حالة نفسية سيئة لدى الجميع دون استثناء". لكن إبراهيم قال إن المعلومات لديه تشير إلى أن "الفتيات الثلاث لم ينتحرن بسبب مرتبط بالإبادة الجماعية، حيث كن صغيرات العمر حينما حصلت". مع هذا يعترف إبراهيم أن "تداعيات النزوح والعيش في مخيمات سببت مشاكل اجتماعية لم تكن معروفة لدى الأيزيديين، ومنها الاستخدام غير الحذر للإنترنت". وكانت بعثة الأمم المتحدة في العراق حذرت، في تقرير الشهر الماضي، من تزايد حالات الانتحار على مدى السنوات الماضية. وتوفي أكثر من 590 شخصا في العراق، في عام 2019، بسبب الانتحار، وحاول 1,112 شخصا آخر الانتحار، 80 في المئة منهم من النساء، وفقا أرقام المنظمة الدولية. وعلى مدى سنوات عديدة، عانت العديد من العائلات العراقية من مشكلات في الصحة العقلية سببتها النزاعات السابقة والأوضاع الاقتصادية. وقال الصحفي داود إن "تداعيات النزوح والإبادة ستستمر لأن أوضاع الأيزيديين لا تزال سيئة سواء في المخيمات أو في مناطقهم، حيث الوضع المعيشي سيء وفرص العمل معدومة، كما زاد انتشار فيروس كورونا من معاناتهم التي طالت بعد نزوح مستمر لست سنوات. ولا تزال نسبة كبيرة من النازحين الأيزيديين تعيش في خيم كان يفترض أن تكون مؤقتة وأن يتم نقلهم بعدها إلى "كرافانات" أو مبان حجرية. وقال المصدر من داخل مخيم شاريا إن "الأوضاع سيئة للغاية في المخيم، والحالة النفسية والاجتماعية فيه تتردى بشكل كبير" ولم يستبعد "حدوث مزيد من المآسي". الحرة
مریوان وریا قانع - آراس فتاح زاوية اسبوعية يكتبها ل( الحصاد DRAW ) : ترجمة : عباس المندلاوي انتعشت واتسعت سلطة ونفوذ الطرق الدينية ( الصوفية) في مناطق كوردستان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على خلفية الفراغ السياسي الكبير ، عقب تتابع اسقاط الامارات الكوردية في ذلك القرن وخلق فراغ في السلطة ؛ ليملأ شيوخ و تكايا تلك الطرق الصوفية الفراغ في السلطة فيمارسون السطة السياسية الى جانب نفوذهم وسلطتهم الدينية . ولكسب ولاءهم تلجأ السطات الدولة العثمانية لتمليك بعض من ممتلكات الامارات الكوردية البائدة باسم اولئك الشيوخ الذين اصبحوا بذلك يستحوذون على السلطات الدينية والسياسية والاقتصادية في كوردستان ، فتجميع وتركيز السلطات الاساسية الثلاث في المجتمع بيد شيوخ الطرق الصوفية خلق انقلابا اجتماعيا جذريا في الساحة الكوردستانية آنذاك ، و لم ان تم تجميع السلطات الثلاث بيد اي شخصية اجتماعية يحدث قبل ذلك. تمتُعْ شيوخ الطرق الصوفية – الدينية بتلك السلطات المطلقة والواسعة لم يدم طويلا ؛ فقد تم تقييد وتحديد نفوذهم وسلطاتهم مع هبوب رياح التغييرات السياسية والاجتماعية القادمة من الغرب على صورة الحركات السياسية - الدولة القومية بجميع تنظيماتها البيروقراطية وتصبح الفاعلة المؤثرة الاولى في المجالين السياسي والاقتصادي ، فضلا عن الموجة الثقافية والمعرفية والتعليمية والعلمية والادبية التي سحبت بساط المعرفة والتعليم من تحت اقدام الشيوخ وتكاياهم وحُجَرِهم التي كانت المنفذ الوحيد لتعلم القراءة والكتابة في فترة من الفترات ، هذا الى جانب تشكيل الاحزاب والجمعيات السياسية التي اصبحت البديل والمنافس لحضور التكايا والجوامع السياسي والتنظيمي في المجتمع ، وبشكل عام صار الشيوخ والتكايا مجرد رقم مؤثر ضمن الارقام الاخرى في القرن العشرين ، بل يصبحون في الصف الثاني او الثالث من حيث التأثير على الساحة ويعملون في ظل الشخصيات السياسية الحضرية ( المدنية ) . ومرة اخرى يتم تحديد نفوذ وسلطة ( الدينية والسياسية ) شيوخ الطرق الصوفية في النصف الثاني من القرن الماضي عقب ظهور الاسلام السياسي وتشكيل المنظمات الدينية و انتشارها ويكون هذا التحديد اكثر خطورة واشد تأثيراً لان المنافسة ظهرت من الصعيد الديني ذاته ، لان تلك العناصر المنافسة الدينية السياسية التي صنعتها ماكنة الاسلام آتية من نظام تربوي وتعليمي مدني حديث وليس من الجوامع والتكايا وحُجَرْ الطرق الصوفية والدينية ، وفي معظم الاحيان وعلى كثير من المستويات كانت العلاقة بين العناصر الدينية الجديدة والعناصر والشخوص الدينية التقليدية في الطرق الصوفية بضمنها شيوخها علاقة ندية وتنافسية ؛ ففي معظم الاحيان كان الاسلام السياسي مهمشا للبعد السياسي الصوفي . كل تلك التغييرات والمستجدات افرزت ظاهرةً مثل نهرو الكسنزاني ؛ في حين كان من الصعب بروزه في القرن الماضي ؛ واي ظهور له لم يكن ليتعدى دوراً كنجلٍ او وريثٍ لاحد شيوخ الطرق الصوفية ، على الصعيد الديني المزدحم بالمنافسات والصراعات . ولكن ماهي تلك الظروف والمستجدات الراهنة التي انتجت ظاهرة ” نهرو الكسنزاني “ بهذا الشكل ، وكيف ندرك كُنه هذه الظاهرة وملابساتها ؟ شخصية نهرو الكسنزاني لم تتبلور وتتكون مثل الشيوخ التقليديين للطرق الصوفية –الدينية ولم يتلقى اية علوم دينية او فقهية من اي حوزات او اوساط والمدارس دينية او علماء او شيوخ الطرق الصوفية ولم يكن صاحب اجتهاد ديني ؛بل على عكس ذلك فهذا ” الشيخ “ الشاب والجديد درس في المدارس والجامعات العلمانية وحصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ من الجامعات البريطانية ، اي انه ليس شخصا دينيا ولم ينبثق من الوسط والتراث الديني . ومن الناحية السياسية كان شخصية نشطة ، فقد كان يترأس ( تحالف الوحدة الوطنية ) و أمين عاما ل( تجمع الوحدة الوطنية العراقي ) وهو مقرب من الاتحاد الوطني الكوردستاني ؛ ومن هذا المنظور فهو نتاج العلمانية تربية وتعليما والحالة السياسية الكوردية ؛ عالم ما بعد الانتفاضة . فليس له اي صلة كيفية او نوعية ( حيثية ) بعالم الطرق الصوفية – الدينية التقليدية في القرنين التاسع عشر والعشرين المنصرمين ، وهذا الشيخ بقدر ما يسعى لموقع سياسي لا يهمه اي موقع ديني ؛ وهو كما يقول ”أخذ على عاتقه مشكلة الشعب الكوردي “ وكذلك ” التواصل مع المرجعيات الاخرى لايجاد حل لمشكلة الشعب الكوردي“ أي انه لايخفي طموحه السياسي الكبير ، وهو مدرك لاهمية الموقع والقاعدة الدينية ( الصوفية ) لعائلته لمساعيه الرامية لتحقيق طموحاته السياسية الكبيرة ومن تعزيزها والحفاظ عليها ، ومن هذه الناحية هذا الشيخ (الحديث) لا يختلف عن نظرائه من عوائل البرزاني والطالباني و نوشيروان ، فهو مثل اولاد تلك العوائل السياسية ؛ ورث تركة وإرثا وسلطة دينية من أبيه دون عناء ، وهو يسعى لتحويل تلك السلطة والقاعدة الدينية الى سلطة سياسية واقتصادية . من يشاهد المقطع الفيديوي القصير الذي يتحدث فيه هذا الشيخ الجديد ،لن يشك ولو للحظة في أنه طامح في ان يكون مرجعا سياسيا في كوردستان ؛ويحلم في تحويل مرجعيته الدينية – الصوفية الى مرجعية سياسية ، أ ن يتحول من شيخ ل( لطريقة صوفية – دينية ) الى شيخ سياسي . فهو يتحدث بجلاء بوصول قدرات السلطات السياسية في الاقليم الى نهايتها ، وهو يعتقد ان القضية الكوردية ومعها أزمة رواتب منتسبي الحكومة خارج نطاق قدرات السلطة السياسية لاقليم كوردستان ، وبامكان السلطة الدينية معالجتها ؛ وهو بالتأكيد لا يقصد بذلك قوى الاسلام السياسي الموجودة على الساحة الكوردستانية بل يلمح الى سلطة طريقته الدينية المتوثبة للتحول الى سلطة سياسية حاكمة . عندما يتحدث هذا ”الشيخ“ الجديد عن رؤاه لاُسس الحكم والسلطة السياسية ، يتغافل عن شيء اسمه ”الارادة العامة “ وأن المجتمع والامة والشعب مصدر السلطات والشرعية ، بل يتحدث ان شرعية ”المرجعية الكسنزانية “ التي يدعي ان عديد شيوخها و(دراويشها) ومريديها بين الكورد وبقية الامم يناهز ( 200) مليون نسمة ، بمعنى ان مرجعيته الدينية – الصوفية التي هي مصدر مرجعيته السياسية ؛ مرجعيةٌ عابرةٌ للقومية والوطنية ”ترانس ناشنال “ Trans national. . ولكن في انظمة ( الدولة – القومية ) السائدة في المنطقة والعالم لا يُنظَر الى هذه المرجعية الكسنزانية العابرة للقومية والوطنية الا بمنظار شركة متعددة الجنسيات والمساهمة المشتركة ، ولا تستطيع العمل و الظهور بمظهر وقالب سياسي ، ونجد خلف هذه الرؤية منطق الشركة المساهمة داخل اقتصاد محتكر . ويعتقد هذا الشيخ ان بامكان اتباع طريقته ال ( 200 مليون ) انقاذ مدينة السليمانية من أزماتها العويصة وتحويلها الى عاصمة التصوف العالمي وكذلك تأمين رواتب موظفي الاقليم كافة ، وبذلك وكما يقول هو ( يتم إنهاء الاحباط واليأس ) . واذا تحدثنا عن رؤى ومنطق نهرو الكسنزاني بلغة ومنطق الاقتصاد ، يُمْكِنْ القول انه يسعى الى تغيير اقتصاد النفط ، المحتكر بشكل كامل ولا مكان لرجال اعمال اصحاب رساميل اخرين فيه ،الى إقتصاد السياحة الدينية البعيدة حاليا عن اي احتكار وهو مازال في استهلاله وبداياته الاولى في اقليم كوردستان ، فبدلا من شركات النفط والامن او مشاريع مثل (چاڤی لاند ) والوحدات السكنية والعقارات ، هذا الشيخ سيفتتح مراكز الذكر والتهليل و اسواق التصوف ويستقدم لها السياح الدينيين من أنحاء العالم وبهذا سيتمكن من انهاء الازمة الاقتصادية واعادة الأمل والبسمة الى جيوب و شفاه اهالي اقليم كوردستان الفقراء . المرء ليس بحاجة الى خبرة في مجالي الاقتصاد والسياسة لكي يدرك ماهية الطموحات والمرامي الكامنة وراء طرح مشروع عاصمة التصوف ، فالشيخ نهرو الكسنزاني سيسير في نفس طرق وينتهج نفس سبل السياسة في الاقليم ويتَبِعْ نفس القوانين ؛ قوانين ربط السياسة مع التجارة ، وتحويل الشخصيات السياسية الى رجال اعمال وتجارة وتكديس الاموال والثروات من خلال السيطرة على السلطة السياسية . عدم اقتناع هذا الشيخ الشاب بالسلطة الدينية لوحدها والجلوس على رأس هرم طريقته الصوفية الدينية و بغيته من السياسة و حافزه ليس ، بالطبع حل ”المشكلة الكوردية “ كما يقول ، لان ”المشكلة الكوردية “ لن تجد طريقها للحل بجعل السليمانية عاصمة للتصوف في العالم او احلال المرجعية الكسنزانية محل المرجعية السياسية للناس.ان الذي يحفزه للتوجه نحو السياسة - الى جانب حدوث الفراغ السياسي الكبير الراهن ، الذي يماثل الفراغ الذي حدث في القرن التاسع عشر من عدة اوجه - هو تلك الحقيقة البسيطة مفادها ؛ بدون السيطرة على السلطة السياسية الاقليم لن تكون بقية السلطات محمية ، اذا اردت ان تدشن مشاريعك في السياحة الدينية الى جانب اقتصاد النفط فعليك الحصول على حصة من السلطة السياسة على الاقل لحماية هذا الباب من الاقتصاد وتحتكره. واي اقتصاد في ظل منطق سياسي مبني على مزج السلطتين السياسة و والاقتصادية ، ليس الا اقتصاد السلب والنهب . وتطل ظاهرة ” نهرو الكسنزاني “ الجديدة برأسها عقب فشل لاعبين رئيسين على الصعيد السياسي في الاقليم ، اولهما العوائل السياسية الحاكمة في الاقليم والثاني المعارضة بجناحيها العلماني والاسلامي ؛ والتي فشلت في جمع الاصوات المعارضة تحت خيمتها و وقفت عاجزة عن ممارسة اي ضغط فعلي على الحكم السلطاني العائلي في الاقليم . وفي ظل حالة اليأس وفقدان الثقة بجميع القوى السياسية الفاعلة على الساحة السياسية من قبل الغالبية العظمى من الجماهير ؛ يدخل هذا الشيخ لشغل الفراغ السياسي ويطرح نفسه كبديل جديد على الصعيد السياسي . الشيخ نهرو يسعى لاستثمار إرثه الديني كثروة رمزية ومعنوية و بشرية كنظرائه في الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني وحركة التغيير لخوض المضمار السياسي ومن هناك يمازج اقتصاد السياحة الدينية مع السلطة السياسية . وهو يمخر عباب بحر السياسة ببشرى اقتصاد جديد ، هو لا يبشر بصنع معجزة اقتصادية فقط بل يبشر بإنقاذ هذا الشعب من هذه الطامة الكبرى التي يعيش فيها .
تقرير : محمد رؤوف – فاضل حمةرفعت ترجمة : ك. ق زمن آشتي هورامي انتهى الاسبوع الماضي، الرجل الذي كان يمسك زمام ملف نفط وغاز اقليم كوردستان ويحمله بشكل غير شفاف داخل حقيبته لأكثر من (14) سنة. يمنح برلمان كوردستان يوم الاربعاء بـ(كمال الأتروشي)، بعد آشتي هورامي، يُعَدَ ثاني وزير للموارد الطبيعية في تأريخ اقليم كوردستان، هل نشهد نهاية حقبة آشتي هورامي؟ هل يرجع ملف النفط من لندن الى اربيل؟ هل بإستطاعة مسرور البارزاني اخذ زمام الملف النفطي تماماً من نيجيرفان البارزاني؟ من هو بديل آشتي هورامي؟ كمال الأتروشي، مرشح مسرور البارزاني لمنصب وزير الموارد الطبيعية، سيرة حافلة مليئة ببالدراسة والعمل في المجال النفطي، فضلاً عن هذا كله وبحسب معلومات (الحصاد)، إن مسعود البارزاني رئيس البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) يسانده. أي ان له خبرة وتجربة في المجال النفطي من جهة، كما لديه مساندة سياسية من جهة اخرى، لكن السؤال المطروح هل يقدر الاتروشي مع هذه المساندة القوية اخراج نفط الاقليم من المشاكل وعدم الشفافية ويجعلها على مسار مناسب بحيث تكون وارداته في خدمة شعب كوردستان وانقاذه من هيمنة المتنفدين؟ ولد الاتروشي سنة 1955، حصل على شهادة البكالوريوس في الجيولوجيا من كلية العلوم في جامعة بغداد، بعد اكمال الدراسة بدء بمزاولة العمل في مجال الـ(جيوفيزياء)، وعمل للشركة النفطية الوطنية العراقية. سافر للدراسة الى خارج الوطن، درس في الدراسات العليا وحصل على شهادة الماجستير في مجال (جيوفيزياء اكتشاف وتنقيب النفط) من جامعة (بوردو) الفرنسية عام 1987، ثم نال شهادة الدكتوراه من نفس الجامعة في مجال (جيوفيزياء النفط – اكتشاف وانتاج) عام 1991. بعد الدكتوراه، باشر كمال الاتروشي باابحث العلمي في المعهد الفرنسي للنفط، يمتلك خبرة (35 سنة) في مجال جيوفيزياء النفط، كما عمل مع العديد من المؤسسات والشركات الكبرى، منها : • شركات (Elf) الفرنسية. • الوكالة الدولية الكندية. • باحث ومحاضر في جامعتي (مكغيل) و(كارلتون) الكنديتين. • شركة نفط الكويت (KOC) لتنقيب وانتاج النفط. • شركة (بتروناس) الماليزية. • شركة (توتال) الفرنسية. ما الذي يغيره الاتروشي؟ مباشرة كمال الاتروشي في منصب وزير النفط، وإن لم يجرِ تغييراً كبيراً في البنية التحتية التي عمل عليها آشتي هورامي في الـ(14) عاماً السابقة ولا يفهمها الاّ هو، وهذا ما يجبر مسرور البارزاني على اجراء عدد من التغييرات في وزارة الموارد الطبيعية منذ البداية. احد ابرز التغييرات الموجبة على مسرور البارزاني اجرائها مع مباشرة الاتروشي، هو إلغاء ثلاثة كتب الذي اصدره بنفسه بخصوص الملف النفطي بعد مباشرته رئيساً لمجلس وزراء الاقليم. باشر مسرور البارزاني رسمياً في منصب رئاسة الوزراء بتأريخ 15 تموز 2019، وأول عمل قام به في ذلك اليوم كان اصدار امرٍ تحت رقم (4). جعل مسرور البارزاني بهذا الامر (آشتي هورامي) معاوناً له لشؤون الطاقة، وبذلك استحدث هذا المنصب في سابقة من نوعها في مجلس الوزراء، لأنه لا يوجد في الاقليم اي قانون خاص بمعاون رئيس الوزراء، وكذلك لم يتم ذكر هكذا منصب لا في قانون مجلس الوزراء ولا في النظام الداخلي للحكومة ولا حتى في قانون النفط والغاز. منح مسرور البارزاني عدداً من السلطات والصلاحيات في الامر رقم (4) لآشتي هورامي كمعاون له لشؤون الطاقة، منها : • تنفيذ المهام الخاصة التي يكلف بها من قبل رئيس الوزراء في مجال الطاقة. • الحضور في اجتماعات مجلس النفط والغاز وصياغة برامج الاجتماعات. ادّى مسرور البارزاني اليمين القانوني كرئيس للوزراء امام برلمان كوردستان، وليس كوزير للموارد الطبيعية، يقول بعض القانونيين ان مسرور البارزاني ليس بمقدوره منح سلطة وزارة ليست بحوزته الى شخص آخر، بمعنى ان مسرور البارزاني قد منح بأمره المرقم (4) سلطةً ليست له. ما يثير الانتباه، بعد اصداره للأمر رقم (4) في اول يوم من مباشرته، فبعد يومين وفي (17) من تموز، اصدر مسرور البارزاني امراً آخر تحت رقم (9) وبنفس مضمون الامر رقم (4)، مانحاً نفس السلطات والصلاحيات الى آشتي هورامي. تم نشر المر رقم (4) والأمر رقم (9) في صحيفة وقائع كوردستان، ولا يعرف لماذا اصدر رئيس الوزراء امرين تحت رقمين مختلفين في غضون يومين لآشتي هورامي، ولكن بنفس المضمون. اصدر مسرور البارزاني يوم 24 تموز 2019، اي بعد مضي تسعة ايام على مباشرته، الامر الثالث لآشتي هورامي تحت رقم (12)، يوجد هذا الامر باللغة الانكليزية فقط وهو موجه الى المحاكم والشركات النفطية، واللافت للنظر ان هذا الامر لم ينشر حتى الآن في صحيفة وقائع كوردستان. يمكن النظر الى الامر رقم (12) لمسرور البارزاني كأمر سري خلف ظهر مؤسسة الحكم في اقليم كوردستان، الامر الخاص بملف النفط، وسرية هذا الامر يؤكد مرة اخرى تلك الحقيقة بأن ملف نفط الاقليم يدار بشكل غير شفاف. حصل (الحصاد) على نص ذلك الكتاب السري من عدد من الشركات العاملة في المجال النفطي من اوروبا، و وفقاً للامر رقم (12)، فقد وضع مسرور البارزاني نفسه محل وزير الموارد الطبيعية ومنح كافة سلطات تلك الوزارة لنفسه ومن ثم نقل السلطات من نفسه الى آشتي هورامي. في الامر رقم (12)، منح مسرور البارزاني هذه الصلاحيات والسلطات الى الهورامي : • يعتبر آشتي هورامي كوزير للموارد الطبيعية. • خُوِّلَ آشتي هورامي ومُنِحَ كافة صلاحيات وسلطات وزير الموارد الطبيعية. • مُنِحَ آشتي هورامي حق المشاركة في اجتماعات مجلس نفط وغاز اقليم كوردستان وتقديم الاستشارات والتعليمات، كما خُوِّلَ استخدام صوت وموقع وزير الموارد الطبيعية. • خُوِّلَ آشتي هورامي ان يصدر التعليمات والاوامر في مجال النفط والغاز، التصفية، نقل الوقود، العقود، وتحليل العقود، وسياسة الغاز. • جمع وقبض الاموال من الشركات النفطية العاملة في مجال نفط وغاز اقليم كوردستان. •إعطاء المستحقات المالية لشركات النفط مثل اموال عقود نقل وبيع النفط. • اجراء المفاوضات وتوقيع العقود مع الشركات الناقلة للوقود، المنتجات النفطية، التصفية، بيع المنتجات النفطية والعقود المماثلة. • اتخاذ القرارات بخصوص المشاكل مع الشركات النفطية، اجراء المفاوضات وعقد الاتفاقات وحسم مشاكل العقود. • تقديم التعليمات، التوجيهات، القرار على توحيد الحقول النفطية، التنمية المشتركة. • صلاحيات ايقاف وصرف اموال المستشارين والخبراء والمستشارين القانونيين والمدققين والمحاسبين والمستشارين الآخرين بالشكل الذي يراه مساعد رئيس الوزراء (آشتي هورامي) مناسباً. • آشتي هورامي له جميع السلطات والصلاحيات لصرف الاموال للحاكمين ومصاريف المحاكم واية مبالغ يطلبه لجنة التحكيم والمحاكم. قبل منح الثقة بـ(كمال الاتروشي) في البرلمان، ينبغي على مسرور البارزاني الغاء كتبه الثلاثة تلك التي اصدره بعد مباشرته لآشتي هورامي، فبدون ذلك تكون سلطات وصلاحيات كمال الاتروشي ناقصة وغير كاملة. نفط داخل حقيبة! في هذه الأيام التي يمر بها اقليم كوردستان بأزمة مالية خانقة بسبب انخفاض اسعار النفط وعدم الاتفاق مع بغداد، تملأ كابينة مسرور البارزاني منصب وزير الموارد الطبيعية. إسْتُحْدِثَ منصب وزير الموارد المالية في اقليم كوردستان منذ عام ٢٠٠٥، منذ ذلك الحين الى الآن كانت هذه الوزارة في عهدة البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني)، وبقت هذه الوزارة في الكابينة التاسعة التي يرأسها مسرور البارزاني حالياً في عهدة البارتي ايضا. منذ ان تم استحداث وزارة الموارد الطبيعية في السنوات (١٥) الماضية، شغل رجل واحد هذا المنصب ألا وهو آشتي هورامي، في البداية اسْتُرْجِعَ الهورامي من لندن من قبل برهم صالح الى اقليم كوردستان واُخْتِيرَ لتسلم منصب وزارة الموارد الطبيعية، لكنه فيما بعد اصبح احد المقربين من نيجيرفان البارزاني(رئيس الوزراء للكابينات الحكومية المتوالية لمدة ١٧ عاماً). بقاء الهورامي لمدة (١٤) سنة في منصب الموارد الطبيعية جعله يسيطر تماماً على القطاع النفطي في اقليم كوردستان واصبحت ادراة هذه الوزارة بدونه شبه مستحيلة، ولعل هذا هو السبب الذي جعل مسرور البارزاني مضطراً لإسناد منصب جديد خارج القوانين النافذة الى الهورامي الذي تم استبعاده من وزارة الموارد الطبيعية في الكابينة التاسعة، وفضلاً عن هذا كله اضطر البارزاني مسرور ان يصدر في حقه في مدة اقل من اسبوعين ثلاثة اوامر منحه فيها السلطات والصلاحيات. لكن السؤال هو هل ان مباشرة كمال الاتروشي في منصب وزير الموارد الطبيعية ستنهي عهد آشتي هورامي نهائياً؟ هناك اكثر من سبب ليكون لـ(آشتي هورامي) كلمة في قطاع نفط الاقليم لعدة سنوات اخرى وبقائه في الساحة، خصوصاً لأنه معاون مسرور البارزاني لشؤون الطاقة في هذه الكابينة الحالية. فضلاً عن هذا، هنالك عدد من القضايا القانونية على حكومة الاقليم في المحاكم وقد وجهت هذه القضايا الى آشتي هورامي، وهذا ما يجعل من هورامي ان يكون له كلمته لسنوات اخرى في مجال النفط، من هذه القضايا : • وزارة الموارد الطبيعية عليها شكوى قضائية في محكمة عراقية بسبب بيعها للنفط دون موافقة الحكومة العراقية، وفي هذا ايضاً فإن الهدف هو آشتي هورامي. • شكوى قانونية لشركة (دايناستي بترليوم) على آشتي هورامي في المحكمة الملكية في لندن، هذه الشكوى تخص وزارة الموارد الطبيعية ويتم اصدار القرار النهائي بخصوصها في شهر شباط من العام الحالي، في حالة خسارة آشتي هورامي، فستضاف مبلغ (مليار و٦٨٠ مليون) دولار الى قائمة ديون حكومة الاقليم البالغة (28 مليار) دولار. • كان آشتي هورامي طيلة بقائه في وزارة الموارد الطبيعية لمدة ١٤ عاماً يحمل وزارته داخل حقيبته، لم تكن وزارته تملك اية بناية او مقر معين في كوردستان، حتى يتسنى لنواب البرلمان والمؤسسات الرقابية الاخرى زيارته والتدقيق في كيفية ادارة ملف النفط، مسرور البارزاني وكابينته يحتاجون دائماً لحقيبة آشتي وهذا ما يجعل فرصة بقاء هورامي في الساحة متوفراً. • الاتفاق النصف قرني (50 سنة) في مجال الطاقة بين حكومة اقليم كوردستان وتركيا ابرم بعِلْم آشتي هورامي وهذا ما ادخل الهورامي الى الملفات السرية للحكومة ويمنحه فرصة البقاء. النفط .. من لندن الى اربيل آشتي هورامي موجود في لندن، ويزاول اعماله في بناية بجوار سفارة اسرائيل في منطقة خلف قصر (بكينكهام)، وهو حتى الآن يتعامل مع ملف النفط، كما يتواجد في البناية التي يداوم فيها الهورامي عدد من منتسبي وزارة الموارد الطبيعية بالاضافة الى مستشار اسمه (مايكل هاورد) الذي يقبض شهرياً راتباً قدره (٤٠ الف) دولار. يتحدث آشتي هورامي هاتفياً مع المسؤولين الحكوميين، وكان قد شارك مرة في اجتماع حكومي عن طريق الانترنيت"اونلاين". في الآونة الاخيرة وفي نهاية عهد رئاسة نيجيرفان البارزاني للحكومة والتي استمرت لمدة ١٧ عاماً، امتلكت وزارة الموارد الطبيعية اول بناية خاصة بها، تقع البناية بالقرب من مصرف كوردستان في اربيل، لكن حينما ترك نيجيرفان البارزاني منصب رئيس الوزراء، جعل من تلك بناية مقرا لرئاسة الاقليم وجعل وزارة الموارد الطبيعية من دون مأوى من جديد. تملك وزارة الموارد الطبيعية الآن بناية مقابل مجلس الوزراء ويعمل فيها عدد من المسؤولين والمنتسبين، وبمباشرة كمال الاتروشي، يرجع ملف النفط من لندن الى اربيل وتنقل السيطرة على زمام ملف النفط من يد نيجيرفان البارزاني الى يد مسرور البارزاني.
الحصاد draw: صلاح حسن بابان - DARAJ يبدأ الاقليم الكردي العام الجديد مثقلاً بتداعيات العام الماضي من احتجاجات وأزمات ومحاولات تضييق. شهد العام 2020 تعمّقاً للصراع الدائر بين اقليم كردستان والعاصمة الإتحادية بغداد فيما يتعلّق بالرواتب والمستحقات المالية والملفات الخاصّة بالنفط والمعابر والمنافذ الحدودية. هذا الواقع أجبر الإقليم إلى اعلان استعداده الخضوع لقرارات العاصمة فقط من أجل دفع رواتب موظفيه، وهو يواجه يوماً تلو الآخر أزماتٍ متعددة منذ ست سنوات على المستويات الداخلية والسياسية والإقتصادية وحتى الإجتماعية بعد الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية وانخفاض أسعار النفط وتحمّله تبعات حلم الانفصال الذي تحقق باستفتاء في العام 2017. شهد الإقليم أزماتٍ واحتجاجات شعبية غاضبة خلال السنوات العشر الأخيرة، إلا أن عام 2020 كان “الأصعب” على السلطة الحاكمة، مع استمرار التحدّيات والمصاعب الاقتصادية والسياسية وعجز الحكومة عن دفع رواتب موظفيها حتى بعد العمل بنظام ادخار الرواتب الذي يقضي باستقطاع ما نسبته 21% من رواتب الموظفين كل 50 يوماً تقريباً. يضاف إلى ذلك تأثيرات تفشّي فيروس كورونا، وتراجع حجم الواردات المتحققة واستمرار رقعة الفساد بالتوسع. من التحدّيات التي وضعت الإقليم في دائرة الخوف والقلق في العام 2020 محاولات الحكومة الاتحادية في العاصمة بغداد السيطرة على ملف النفط والإستحواذ عليه وهذا بحد ذاته يعتبر تهديداً خطيراً لإقليم كردستان الذي احتكر بيع نفطه منفرداً لسنوات عدة. حرية الصحافة في الإقليم باتت مقيّدة وأصبحت ضمن حدود معينة، كما أن حياة من يحاول كسر تلك القيود أو تجاوزها تكون في خطر مع استمرار التهديدات والاعتداءات والانتهاكات ضدهم. وعلى الرغم من تمتّعه بحكم ذاتي منذ العام 1990 بعد تحريره من هيمنة حكم نظام صدام حسين، إلا أن إقليم كردستان لم ينفصل عن محيطه العام، فهو بقي يتأثر بالتغيرات السياسية في الشرق الأوسط، وهذا ما يجعل الإحتجاجات والتظاهرات الجماهيرية الغاضبة التي شهدتها محافظة السليمانية والأقضية والنواحي التابعة لها مع نهاية العام وأسفرت عن حرق مبانٍ ومقرّات حزبية ودوائر حكومية، تلتقي في نقاط عدّة مع موجات “الربيع العربي” الذي انطلق قبل عشرة أعوام. للإحتجاجات الكردية بعض الخصوصية كما يرى المحلل السياسي لوند آغا، منها أنّ المتظاهرين لم يطلبوا في بداية احتجاجاتهم رحيل السلطة السياسية، بل انحصرت مطالبهم بدفع الرواتب وتقديم الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء التي يعاني الإقليم من انقطاعها منذ ثلاثة عقودٍ من الزمن، بغياب آذانٌ صاغية تسمعهم، ما جعل الإحتجاجات تتطوّر وتنتقل للمطالبة بإنفتاح النظام السياسي، وهو بحدّ ذاته تغيير في نوعية المطالب، مع ضروة تحسين النظام السياسي والنزاهة في الانتخابات والشفافية في ادارة الموارد الاقتصادية. أكثر ما أثار الشكوك والقلق في 2020 هو تراجع مساحة الصحافة وحرية الرأي وحقوق الإنسان مقارنةً مع الأعوام السابقة، وتغييرات في أسلوب حجب الحرية الصحفية، وانتقاله الى أساليب أكثر قسوة تضمن اعتقال صحفيين وناشطين من دون مذكرات قضائية، منهم شيروان شيرواني الذي احتجز لأيام بعد اعتقاله من منزله في وسط أربيل عاصمة الإقليم الكردي. شيرواني من الصحفيين الذين كتبوا تحقيقات وتقارير كشفوا فيها مكامن الفساد، كما واجه زملاء له المصير نفسه، ابرزهم بدل برواري الذي يُعتبر من أبرز الناشطين في الحراك المدني بإحتجاجات دهوك، المحصنّة عسكرياً من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، والتي خرج ابناؤها في تظاهرات غاضبة وكسروا الصمت مطالبين بصرف الرواتب وعدم تأخرها وانهاء مظاهر الفساد. يقول محمد فاتح ان حرية الصحافة في الإقليم باتت مقيّدة وأصبحت ضمن حدود معينة، كما أن حياة من يحاول كسر تلك القيود أو تجاوزها تكون في خطر مع استمرار التهديدات والاعتداءات والانتهاكات ضدهم. وبحسب أرقام غير رسمية جرى تسجيل 125 حالة انتهاك ضد الصحافة والصحافيين في العام 2020، أغلبها في محافظتي اربيل ودهوك، ومنها حالات اقفال مؤسسات إعلامية لعدة أشهر. سجل الشهر الأخير من السنة 15 حالة انتهاك ضد صحافيين ومؤسسات إعلامية في مدينة السليمانية. وهذه المدينة شكّلت في السنوات الماضية ملاذاً للصحافيين العراقيين الهاربين من الملاحقة في بغداد والبصرة وغيرها من المناطق العراقية، وسميت في العام الماضي بـ”منطقة خضراء” صحافية. ولكن مع نهاية العام ما كان كثيرون يظنونه ابتسامة، تبيّن انه أنياب بارزة للسلطة التي انقضّت على كل ما وجدته تهديداً لوجودها حتى ولو كان من الصحافيين. ولا يختلف سلوك السلطة مع الصحافيين عن سلوكها مع عامة مواطنيها مع فرض اقتطاع على الرواتب بشكل غير قانوني وغير منصف، فضلاً عن رفضها صرف رواتب الموظفين لشهور عدّة، وهو ما يصنف ضمن انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها السلطة الكردية ضد شعبها. وسجلت المراصد والاتحادات والمنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان والصحفيين حالات انتهاك ضد المدنيين مع بدء التظاهرات في مناطق مختلفة من الإقليم مع استخدام قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين واعتقال العديد منهم، وصلت إلى حد وقوع قتلى وجرحى بين صفوف المحتجين المدنيين. بدورها وثّقت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في كردستان العديد من حالات انتهاك ضد حقوق الإنسان في عموم مناطق الإقليم، عازيةً سبب تكرار هذه الانتهاكات بالدرجة الأساس الى قانون التظاهر الذي يرى حقوقيون أن هناك حاجة ماسة إلى إجراء تعديلات جذرية عليه، اذ يشوبه الكثير من الخلل وهذا ما يمهّد لخروج الكثير من الأشخاص الى الشارع والتظاهر بعيداً عن السياقات القانونية، بحسب الهيئة. وفي العام 2020 جرى تسجيل اعتقال ما يزيد على 305 أشخاص بتهم تنظيم تظاهرات خارج أصول “قانون التظاهر” في الإقليم. في هذا السياق، ينتقد رئيس الهيئة ضياء بطرس خروج بعض الإحتجاجات عن سياقاتها المدنية وتطوّرها واندفاعها نحو استخدام العنف. ويرى بطرس ان القوات الأمنية الكردية لا تتعامل بمسؤولية مع المتظاهرين ولا تمارس دورها في الحفاظ على امنهم وحياتهم، وهذا يعود إلى نقص في التدريب والتثقيف والتمرس في التعامل مع المتظاهرين بطريقة حضارية، واستيعاب حقهم في التعبير والغضب. والأرقام تشير بوضوح إلى استخدام الشرطة الكردية رصاصاً حياً وأسلحة قاتلة ضد المتظاهرين، فحصيلة المواجهات التي اندلعت في الشهر الأخير من العام رست على 10 قتلى من المتظاهرين المدنيين، وقتيلان من الشرطة.