عربية:Draw قررت وزارة النفط العراقية رفع دعوى قضائية ضد حكومة إقليم كوردستان بشأن عقود نفط وغاز جديدة مع شركات أميركية، حسبما نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر ووثيقة اطلعت عليها. وذكرت المصادر، أن التحدي القانوني الجديد يُعقّد جهود إعادة تشغيل خط أنابيب النفط العراقي التركي. مخالفة الدستور أكدت وزارة النفط العراقية في بيان يوم الجمعة، أن تعامل الشركات الأميركية مع الإقليم بمعزل عن الحكومة الاتحادية أمر مخالف للدستور. وأضاف بيان للوزارة أن "وزارة النفط ترحب وتسعى دائماً للعمل مع الشركات الأميركية لتطوير الحقول النفطية والغازية من خلال العلاقة والتعاقدات المباشرة حسب ما أقره الدستور العراقي وقرارات المحكمة الاتحادية بهذا الشأن". وتابع البيان: "تعاقدات وزارة النفط مستمرة مع الشركات الأميركية في القطاعات النفطية الأخرى، كحفر الآبار والخدمات النفطية المصاحبة والخدمات الاستشارية، ولا يوجد لدى الوزارة أي مانع أو تحفظ من التعامل مع هذه الشركات بقدر كون التعامل المباشر مع حكومة الإقليم بمعزل عن الحكومة الاتحادية وقنواتها الرسمية هو أمر مخالف للدستور العراقي والقوانين النافذة". بدوره، قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت الخميس، إن الفرص واعدة لتعاون الولايات المتحدة في تطوير النفط والغاز في كوردستان العراق، على الرغم من معارضة الحكومة الاتحادية في بغداد لاتفاقات وقعتها شركات أميركية مع الإقليم. وأضاف رايت في مؤتمر بواشنطن «أرى فرصة كبيرة للتعاون الأمريكي هناك، كما يتضح من توقيع هذين الاتفاقين، ونتطلع إلى نمو هذه العلاقة التجارية وازدهارها». اتفاقيات النفط من جهتها، قالت مستشارة رئيس وزراء إقليم كوردستان العراق مسرور بارزاني، بيان سامي عبد الرحمن، الاثنين الماضي، إن بارزاني سيشهد توقيع اتفاقيتين في مجال الطاقة بقيمة إجمالية تبلغ 110 مليارات دولار مع شركتي «إتش.كيه.إن إنرجي» و«ويسترن زاغروس» الأميركيتين. ووفقاً لما ذكرته المستشارة الكبيرة لبارزاني في منشور على منصة إكس، ستطور شركة «إتش.كيه.إن» حقل ميران للغاز، الذي يُقدّر احتياطيه بثمانية تريليونات قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي. وأضافت أن شركة «ويسترن زاغروس» ستطور منطقتي توبخانة وكوردمير، اللتين تحتويان على خمسة تريليونات قدم مكعبة قياسية من الغاز و900 مليون برميل من النفط، وهو ما يكفي لتزويد ملايين السكان في جميع أنحاء إقليم كردستان والعراق بالطاقة، بحسب وكالة «فرانس برس».
عربية:Draw كشفت مصادر في العراق عن قرب انطلاق جولة تفاوضية جديدة بين اللجان العسكرية والفنية العراقية والأميركية بخصوص مستقبل وجود قوات التحالف الدولي في البلاد، هي الأولى منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وكانت بغداد وواشنطن قد توصلتا، نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى موعد رسمي لا يتجاوز نهاية سبتمبر/ أيلول 2025 لإنهاء مهمة التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في البلاد، بعد جولات حوار امتدت لأشهر بين الجانبين، على إثر تصاعد مطالب الفصائل المسلحة والقوى العراقية الحليفة لإيران بإنهاء وجود التحالف. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، النائب إسكندر وتوت،إن جولة تفاوضية جديدة ستنطلق في الأسبوعين المقبلين بين اللجان العسكرية والفنية العراقية والأميركية لبحث مستقبل التحالف الدولي والوجود الأميركي، مشيراً إلى أن "التغييرات الأخيرة في المنطقة، وخصوصاً في الساحة السورية، وتصاعد نفوذ تنظيم داعش الإرهابي، قد تطرح إمكانية تمديد وجود التحالف الدولي، خصوصاً ونحن مقبلون على عملية انتخابية ولا نريد أي خروقات وأحداث تربك المشهد الأمني والاستقرار الحاصل". وأضاف أن "القوات العراقية قادرة ومستعدة لأي طارئ، لكن في الوقت نفسه ما زال العراق بحاجة إلى الدعم الأمني والاستخباراتي لتطوير القدرات القتالية والاستخباراتية، ولهذا ستكون الجولة المقبلة مهمة، وستحدد مستقبل الوجود الأميركي، وكذلك مهام التحالف الدولي". من جهته، رأى المستشار العسكري السابق اللواء المتقاعد صفاء الأعسم، أن "المعلومات والمعطيات تؤكد أن القوات الأميركية لن تنسحب من العراق قريباً، خصوصاً بعد الانسحاب من العمق السوري وتعزيز النفوذ داخل الأراضي العراقية"، مرجحاً بقاء التحالف لفترة طويلة الأمد. وأضاف أن "العراق بعد المتغيرات الأمنية، خصوصاً في الساحة السورية، أدرك جيداً خطورة الوضع، وسيبحث عما يعزز أمنه واستقراره من خلال وجود التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن". وتوقع أن "الجولة التفاوضية الجديدة لن تطرح إنهاء وجود التحالف الدولي، بل ستبحث كيفية مواجهة خطر الإرهاب في العراق وسورية وعموم المنطقة". وأشار الأعسم إلى أن "الأطراف التي كانت تنادي بإخراج القوات الأميركية من العراق خلال الفترة الماضية تراجعت عن هذه المطالب بسبب متغيرات الأوضاع في المنطقة"، مستبعداً أي تصعيد إن تقرر تمديد بقاء القوات الأميركية لفترة أطول. في المقابل، قال علي الفتلاوي، القيادي في تحالف الفتح، الجناح السياسي لعدد من الفصائل المسلحة، إن "المطالب بإخراج كامل القوات الأجنبية من العراق ما زالت مستمرة، ولا تراجع عن ذلك، وهذا الأمر ملزم للحكومة العراقية بقرار من مجلس النواب، والحكومة أكدت ذلك خلال برنامجها". وبين الفتلاوي أن "كل الأطراف السياسية، وكذلك الفصائل، منحت فرصة للحكومة العراقية من أجل إنهاء هذا الوجود عبر الأطر الدبلوماسية والقانونية، وكانت جولات التفاوض السابقة بلا نتائج ملموسة، ولهذا نحن نترقب الجولة المقبلة، ولا نرى هناك أي ضرورة لتمديد الوجود الأميركي في ظل تطوير القدرات العراقية القتالية البرية والجوية". وأضاف: "لا توجد أي هدنة مع الأميركيين، وإنما هناك فرصة منحت للحكومة لحسم هذا الملف، وأي تسويف في هذا الأمر سيدفع الفصائل المسلحة إلى موقف جديد من الوجود الأميركي". ويوجد نحو 2500 عسكري أميركي في العراق ضمن التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن منذ سبتمبر 2014، ويتوزع الجنود على ثلاثة مواقع رئيسية، هي قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة حرير في أربيل، ومعسكر فيكتوريا الملاصق لمطار بغداد الدولي، وليست جميع هذه القوات أميركية، إذ توجد أيضاً قوات فرنسية وأسترالية وبريطانية تعمل ضمن قوات التحالف، وأخرى ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العراق. المصدر: العربي الجديد
عربية:Draw أفادت مصادر عراقية مطلعة بأن مفاوضات إطلاق سراح باحثة إسرائيلية روسية محتجزة في العراق منذ 2023 وصلت إلى مرحلة متقدمة. وقالت المصادر التي طلبت عدم كشف هويتها لحساسية الملف إن المفاوضات التي تجري بوساطة أذربيجان تتضمن اتفاقًا يشمل الإفراج عن معتقل إيراني وستة آخرين محتجزين في العراق، كجزء من صفقة متكاملة يُجرى التفاوض بشأنها منذ أسابيع لإطلاق سراح الباحثة إليزابيث تسوركوف. وأشارت إلى أن المفاوضات بين الأطراف المعنية وصلت إلى مراحل متقدمة، وسط ضغوط دبلوماسية دولية متزايدة من جانب روسيا وإسرائيل لتأمين إطلاق سراح تسوركوف، التي جرى اختطافها في بغداد بعد دخولها العراق بجواز سفر روسي تحت غطاء أكاديمي. وقالت المصادر إن "الخارجية العراقية استضافت خلال الأيام الماضية مباحثات سرية في مقرها ببغداد، بحضور مسؤول من جمهورية أذربيجان بشأن التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح إليزابيث تسوركوف". وبحسب المصادر، فإن "الباحثة الإسرائيلية الروسية موجودة بيد قوة خاصة من كتائب حزب الله العراق (إحدى المليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني)". وأضافت المصادر أن "كتائب حزب الله العراق طلبت من الخارجية العراقية الإفراج عن محمد رضا نوري، أحد عناصر قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري، المعتقل في 23 من مارس/آذار 2023". وأكدت المصادر أن "جولة جديدة من المحادثات سوف تُعقد في بغداد أو العاصمة الأذربيجانية باكو لمتابعة التوصل إلى صفقة بشأن الباحثة الإسرائيلية الروسية"، مبينةً أن "المعتقلين في العراق متهمون بتنفيذ هجمات على المصالح الأمريكية، وأن عملية إطلاق سراحهم مقابل الإسرائيلية لن تتجاوز أسبوعًا إلى 10 أيام" وكانت طهران قد أعلنت في مارس/آذار 2023 أن قوات أمريكية وأحد الأجهزة الأمنية العراقية في بغداد اعتقلت محمد رضا نوري، وهو عقيد في فيلق القدس الإيراني. وجاء اعتقال العقيد نوري بتهمة تورطه في قضية مقتل مواطن أمريكي يُدعى "ستيفن ترول" في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، بعد فشل محاولة اختطافه. وتتهم كتائب حزب الله العراق تسوركوف بأنها دخلت العراق بـ"مهام تجسسية" لصالح جهة أجنبية داخل العراق وخارجه. وإليزابيث تسوركوف، الباحثة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، كانت قد دخلت العراق في عام 2023، قبل أن تُعلن عائلتها عن اختفائها، وتؤكد لاحقًا أنها مختطفة لدى فصيل مسلح. ولا تزال التفاصيل الدقيقة حول ظروف احتجازها ومكان وجودها مجهولة. المصدر: العين الإخبارية / وكالات
عربية:Draw كشف "المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق" (غير حكومي)، اليوم الخميس، أنّ 8 ملايين ناخب عراقي لم يحدّثوا بياناتهم الانتخابية حتى اليوم، ما يؤشر على إمكانية ضعف المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. واعتمدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، أخيراً فرقاً جوالة لتحديث بيانات الناخبين في منازلهم ودوائرهم الحكومية، بالإضافة إلى اعتمادها على مراكز التحديث المنتشرة في عموم مناطق البلاد، في خطوة تسعى من خلالها لرفع نسب المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة. ووفقاً لبيان لنائب رئيس المركز، حازم الرديني، فإنّ "عدد الناخبين الكلي بلغ 29 مليوناً بعد إضافة مواليد 2005 و2006، في حين أن عدد المسجلين بايومترياً حتى الآن لا يتجاوز 21 مليون ناخب، ما يعني أن أكثر من 8 ملايين لم يسجلوا بعد"، مبيناً أن "الموعد السابق لتحديث البيانات كان مقرراً أن ينتهي في 23 مايو/ أيار الجاري، قبل أن تصدر المفوضية قراراً بالتمديد حتى 15 من يونيو/ حزيران المقبل، ما يمنح فرصة إضافية للناخبين لاستكمال تسجيلهم وعدم التفريط بحقهم في التصويت". وأضاف الرديني أنّ "قانون الانتخابات نص على مشاركة الناخبين من حاملي البطاقة الانتخابية البايومترية حصراً، ما يعني حرمان غير المسجلين التصويت في الانتخابات البرلمانية المقبلة"، داعياً الحكومة والمفوضية إلى "تنفيذ حملات إعلامية مكثفة لحث الناخبين على التسجيل والمشاركة في الانتخابات". من جهته، أكد مدير إعلام أحد مكاتب المفوضية، رزاق الأسدي، في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الخميس، أنّ "فرق المفوضية تركز على تسجيل مواليد 2007 فما دون، إضافة إلى إجراء التصحيحات والنقل وتحديث حالات الوفاة، بما يضمن إدراج بيانات دقيقة في البطاقة البايومترية، التي تعتمد على البصمات والصور الحية والمستمسكات الرسمية". كذلك أكد مسؤول إحدى الفرق الجوالة التابعة لمفوضية الانتخابات في بغداد، أن "نسب تحديث بيانات الناخبين ما زالت ضعيفة حتى الآن، وأن المفوضية تبذل جهدها بحملاتها الدعائية وخططها لتحديث البيانات، إلا أن التحديث بالنسبة إلى المواطنين لم يزل دون مستوى الطموح". وقال في تصريح لـ"العربي الجديد"، شرط عدم ذكر اسمه، إن "التمديد الحالي لفترة التحديث مهم، ومن غير المستبعد تمديده لفترة أخرى في حال ضعف الإقبال على التحديث"، مؤكداً أن "التمديد لن يؤثر بالخطط الفنية للمفوضية لإجراء الانتخابات بموعدها المقرر". من جانبها، تحث قيادات تحالف "الإطار التنسيقي" المواطنين على أهمية المشاركة في الانتخابات المقبلة، وقال زعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم، اليوم الخميس، إن الانتخابات المقبلة تعتبر "مرحلة فاصلة بين حالة اللااستقرار والاستقرار المستدام". وأضاف في بيان له أنّ "الانتخابات القادمة تشبه إلى حد كبير انتخابات عام 2005، التي أسست للنظام السياسي الحالي". وكان مراقبون عراقيون قد توقعوا تدنياً في نسب المشاركة بالانتخابات المقبلة إلى دون الـ20%، وعزوا ذلك إلى استمرار القوى والأحزاب التقليدية في التحكم والهيمنة على المشهد السياسي في البلاد. ويعتبر تحديث بيانات الناخبين من أهم مؤشرات المشاركة في الانتخابات، فمن دونه لا يمكن للمواطن ممن لم يحدّث سجله سابقاً المشاركة والإدلاء بصوته. وتحاول الحكومة طمأنة القوى السياسية والعراقيين بشأن تأمين أجواء الانتخابات المقبلة، محاولة تبديد المخاوف بشأن نزاهتها وعدم التأثير بالنتائج من قبل أطراف معينة، سعياً لتأمين مشاركة أوسع. وسبق أن طرحت قوى عراقية مشروع قانون تحت مسمى "الحوافز الانتخابية" يحصل بموجبه المشاركون في الاقتراع على امتيازات مالية ومعنوية، في خطوة تأتي لتلافي تدني نسب المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، نتيجة لاستياء المواطنين بشكل عام من العملية السياسية وعدم ثقتهم بالقوى السياسية ووعودها؛ وهو ما يدفع باتجاه العزوف عن التصويت. المصدر: العربي الجديد
عربية:Draw أبدت الحكومة الاتحادية العراقية تحفظاتها على اتفاقيات الطاقة التي وقّعها إقليم كردستان مع شركات نفطية أميركية، مؤكدة مخالفتها للقانون. وكان عقدان أبرمتهما حكومة كردستان العراق قيمتهما 110 مليارات دولار مع شركتي «إتش كَي إن إنرجي» و«وسترن زاغروس» الأميركيتين في واشنطن، فجرا أزمة جديدة بين أربيل وبغداد التي أعلنت «بطلان» الصفقتين، مع إصرارها على عدم إمكانية المضي قدماً فيهما دون موافقة الحكومة المركزية. من جهتها، كتبت وزارة الخارجية الأميركية على موقعها على منصة «إكس»: «يسعدنا أن نرى العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وإقليم كردستان العراق تتوسع بتوقيع اتفاقيات مع شركات أميركية. ستعزز هذه الشراكات إنتاج الغاز في العراق، وستعود بالنفع على شعبينا». كشف رئيس الوزراء كردستان العراق مسرور بارزاني خلال زيارته لواشنطن عن هذه الصفقات، وتعهد بالإشراف الشخصي عليها. وفي حين روّجت حكومة إقليم كردستان لهذه الصفقات باعتبارها ضرورية لتلبية احتياجات كردستان من الطاقة، اعتبرتها وزارة النفط العراقية تجاوزاً صارخاً. وقال وزير النفط العراقي حيان عبد الغني إن الحكومة الاتحادية لديها تحفظات على اتفاقيات الطاقة. وأضاف في لقاء مع مجموعة من وكالات الأنباء المحلية والخارجية، أن «مثل هذه العقود والاتفاقيات يجب أن تُبرم من قبل الحكومة الاتحادية حصراً؛ كون ملف إدارة الثروات النفطية من صلاحياتها». وكانت وزارة النفط، أعلنت الثلاثاء، رفضها «للإجراءات الخاصة بتعاقد وزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان لاستثمار حقل (ميران) وحقل (توبخانة - كردمير) في محافظة السليمانية». وأضافت أن «هذه الإجراءات مخالفة للقرارات الصادرة من محكمة التمييز الاتحادية، التي أشارت إلى عدم شرعية العقود المبرمة بعد صدور قرار المحكمة الاتحادية العليا في الدعوى المرقمة (59 - اتحادية 2012 وموحدتها 110 - اتحادية 2019)". وشددت على أنه «رغم حاجة العراق لتعظيم استثمار الغاز وسد الحاجة المحلية لتشغيل محطات توليد الكهرباء في البلاد، فإن الإجراءات المتخذة من قبل حكومة الإقليم تعد مخالفة صريحة للقانون العراقي»، مؤكدة «بطلان هذه العقود» استناداً لدستور جمهورية العراق وقرارات المحكمة الاتحادية. وتعليقاً على بيانات الحكومة وعقود كردستان الجديدة، يقول مسؤول نفطي سابق: «يبدو أن بغداد تقوم بإصدار بيانات الرفض وغير قادرة فعلاً على إيقاف تعاقدات الإقليم". ويرى المسؤول، الذي يفضل عدم الإشارة إلى اسمه، أن «الخلافات مع الإقليم ستظل قائمة مع عدم إقرار قانون واضح للنفط، في ظل استمرار الخلافات السياسية وحالة العجز التي رافقت معظم الحكومات العراقية". ويعتقد المسؤول أن «العقود الجديدة التي أبرمها الإقليم مخصصة ربما لسد العجز الداخلي، خاصة فيما يتعلق بالغاز الذي تشتد حاجة البلاد إليه، وغير مخصصة للتصدير خارج البلاد، ومع ذلك الأمر بحاجة فعلية لاتفاقات واضحة وشفافة بين بغداد وأربيل، وهذا ما لم يحدث حتى الآن". ورغم الحديث عن إجمالي الخسائر الذي يصل إلى نحو 15 مليار دولار التي تكبدها العراق جراء إيقاف تصدير النفط من كركوك وحقول الإقليم عبر ميناء جيهان التركي منذ نحو عامين، ما زالت عملية التوقف مستمرة رغم البيانات العديدة التي أعلنتها وزارة النفط الاتحادية في وقت سابق حول قرب استئناف عمليات التصدير. ويشير المسؤول النفطي إلى أنه «من مصلحة العراق المالية إيقاف تصدير النفط الكردي عبر جيهان؛ بالنظر لتكلفته العالية بالقياس إلى أسعار النفط في الحقول الجنوبية للبلاد». ويستبعد «اتفاق بغداد وأربيل على صيغة للتفاهم وعودة استئناف النفط خلال عمر الحكومة الحالية التي توشك على الانتهاء، والمرجح أن المشكلة سترحل إلى الحكومة المقبلة، مثلما جرت العادة مع الحكومات السابقة بالنظر للظروف المعقدة والشائكة المرتبطة بهذا الملف". وأضاف أن «المحاكم العراقية سبق أن أقرت بمشروعيتهما وقانونيتهما، ولا تشوبهما أي شائبة قانونية، وما طرأ من تغيير اقتصر فقط على الشركة المشغلة لهذه العقود التي جرى التعاقد معها وفقاً للإجراءات القانونية والتعاقدية المنصوص عليها في الاتفاقيات الموقعة سابقاً". وذكر أن الشركتين الأميركيتين الموقع معهما «تعملان على تطوير الاستثمارات في قطاع النفط والغاز منذ سنوات عدة، وهما من المنتجين الرئيسيين للنفط في إقليم كردستان، وليستا من المستثمرين الجديد". وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن «الهدف من هذه الاتفاقيات والعقود يتمثل في تلبية الاحتياجات المحلية عبر زيادة إنتاج الغاز الطبيعي لتزويد محطات توليد الطاقة الكهربائية بالوقود، وذلك بغية ضمان استمرارية تأمين الكهرباء لجميع أنحاء العراق". لكن وزير الثروات الطبيعية في إقليم كردستان كمال محمد، أعلن، أول من أمس، من العاصمة الأميركية واشنطن، توقيع عدة عقود مع شركات أميركية في مجال النفط والغاز، تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار.
عربية:Draw أفادت شبكة "سي.إن.إن" الأميركية، الثلاثاء، نقلا عن مسؤولين أميركيين مُطلعين، بأن معلومات استخبارات جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن إسرائيل تُجهز لضرب منشآت نووية إيرانية. وأضافت الشبكة نقلا عن المسؤولين أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارا نهائيا. ويأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى إبرام صفقة دبلوماسية مع طهران، حسبما أفاد عدة مسؤولين أميركيين مطلعين على أحدث المعلومات لشبكة "سي.إن.إن". وقال المسؤولون الأميركيون إن مثل هذه الضربة ستكون خروجًا صارخًا عن سياسة الرئيس دونالد ترامب، كما يمكن أن تؤدي إلى اندلاع صراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط وهو ما تحاول الولايات المتحدة تجنبه منذ أن أثارت الحرب في غزة التوترات في 2023. وحذر المسؤولون من أنه ليس من الواضح ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارًا نهائيًا، وأن هناك خلافات عميقة داخل الحكومة الأميركية بشأن احتمال قيام إسرائيل بالتحرك في نهاية المطاف. ومن المرجح أن يعتمد توقيت وطريقة الضربة الإسرائيلية على تقييم إسرائيل للمفاوضات الأميركية مع طهران بشأن برنامجها النووي. وقال شخص آخر مطلع على المعلومات الأميركية بشأن القضية: "ارتفعت فرص الضربة الإسرائيلية على منشأة نووية إيرانية بشكل كبير في الأشهر الأخيرة". وأضاف: "احتمالية التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران برعاية ترامب لا يزيل كل اليورانيوم الإيراني تجعل احتمال الضربة أكبر" وترجع المخاوف المتزايدة ليس فقط إلى الرسائل العلنية والخاصة من كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين يدرسون مثل هذه الخطوة، بل وأيضًا إلى الاتصالات الإسرائيلية التي تم اعتراضها ومراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي التي قد توحي بضربة وشيكة، وفقًا لعدة مصادر مطلعة على المعلومات الاستخباراتية. ومن بين التحضيرات العسكرية التي رصدتها الولايات المتحدة، حركة ذخائر جوية وإنهاء تمرين جوي، حسبما قال مصدران. لكن هذه المؤشرات نفسها قد تكون ببساطة محاولة إسرائيل للضغط على إيران للتخلي عن نقاط رئيسية في برنامجها النووي من خلال إرسال إشارة بالعواقب في حال عدم التراجع، مما يبرز التعقيدات المتغيرة التي تواجهها إدارة البيت الأبيض. مهلة ترامب وقد هدد ترامب علنًا باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران إذا فشلت جهود إدارته في التفاوض على اتفاق نووي جديد للحد من أو القضاء على البرنامج النووي الإيراني، لكنه وضع أيضًا حدًا زمنيًا لمدة المفاوضات الدبلوماسية. وفي رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي في منتصف مارس، حدد ترامب مهلة 60 يومًا لنجاح تلك الجهود، حسب مصدر مطلع على الرسالة. والآن مرت أكثر من 60 يومًا منذ تسليم الرسالة، و38 يومًا منذ بدء الجولة الأولى من المحادثات. وقال دبلوماسي غربي رفيع التقى بالرئيس في وقت سابق من هذا الشهر إن ترامب أوضح أن الولايات المتحدة ستمنح هذه المفاوضات بضعة أسابيع فقط قبل اللجوء إلى ضربات عسكرية، لكن حتى الآن، سياسة البيت الأبيض هي الدبلوماسية. وضع إسرائيل وقال جوناثان بانكوف، مسؤول استخباراتي سابق متخصص في المنطقة: "هذا وضع إسرائيل بين المطرقة والسندان". وتابع: "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط لتجنب اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران لا يعتبره مرضيًا، وفي نفس الوقت عدم إغضاب ترامب، الذي سبق وأن اختلف مع نتنياهو في قضايا أمنية رئيسية في المنطقة". وأضاف بانكوف: "في نهاية المطاف، سيكون قرار إسرائيل مبنيًا على تحديدات السياسة الأميركية والإجراءات، وعلى ما يوافق عليه أو لا يوافق عليه الرئيس ترامب مع إيران". وأوضح أنه لا يعتقد أن نتنياهو سيكون مستعدًا لخوض مخاطرة بتفكيك العلاقة مع الولايات المتحدة تمامًا عبر شن ضربة دون موافقة ضمنية على الأقل من واشنطن.
عربيةDraw 🔻بدأ إقليم كوردستان الأستثمار في قطاع الغاز منذ حوالي 18 عاما، لكنه لم يتمكن بعد من تلبية الاحتياجات المحلية، خاصة في إمدادات الكهرباء، لذلك تريد حكومة الإقليم أن تكون قادرة على القيام بذلك. 🔹على المدى القصير، من المتوقع أن يلبي احتياجات السكان المحليين ويزيد من إنتاج الكهرباء. 🔹هناك خطط لتلبية احتياجات العراق من الغاز والكهرباء، لأن العراق من احد المشترين الرئيسيين للكهرباء من إيران، وإيران تعاني حاليا من أزمة كبيرة في ظل العقوبات الأمريكية، وهذه فرصة كبيرة لإيجاد حلول للمشاكل المالية والاقتصادية بينهما. 🔹ربما تكثف حكومة إقليم كوردستان جهودها لتسويق الغاز الطبيعي. تشير بعض المصادر إلى أن إقليم كوردستان يمتلك (3٪) من احتياطيات الغاز في العالم، وتقدر احتياطياته الغازية بنحو (100-200 تريليون قدم مكعب)، أي ما يقارب 2.8-5.7 تريليون متر مكعب، يتركز معظمها في وسط وجنوب إقليم كوردستان، أكبرها وأبرزها حقلي غاز (خورملة وكورمور). وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، يمتلك إقليم كوردستان أكثر من ( 60 تريليون قدم مكعب) من الغاز الطبيعي. وقال توني هيوارد، رئيس شركة جينيل إنرجي التركية، في عام 2015 إن احتياطي الغاز في إقليم كوردستان يقدر بنحو( 5 تريليونات متر مكعب)، أي حوالي (177 تريليون قدم مكعب). هذه النسبة من احتياطيات الغاز الطبيعي في إقليم كوردستان أعلى من نسبة بعض الدول المستثمرة الرئيسية التي تزود الاتحاد الأوروبي بالغاز، على سبيل المثال (النرويج 61 وليبيا 51 وأذربيجان 47 وهولندا 23) لديها تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز، وفقا لبيانات عام 2017. وفقا لبيانات شركة دانة للغاز الإماراتية في عام 2015 ، تقدر احتياطيات الغاز الطبيعي في حقلي (كورمور وجمجمال) وحدهما بنحو (75 تريليون قدم مكعب). ووفقا لتقاريرالطاقة الأمريكية وشركة " و(Gaffney Cline Associates)"، تبلغ احتياطيات الغازالمؤكدة في إقليم كوردستان (25 تريليون) قدم مكعب، وتقدر احتياطيات الغاز غير المؤكدة بنحو (200 تريليون) قدم مكعب. ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، فإن إقليم كوردستان قادر على زيادة استثماراته في قطاع الغاز بمقدار(29 مليار متر مكعب) سنويا بحلول عام 2035، وزيادة طاقته الاستيعابية بنسبة(14٪ من 4 مليارات متر مكعب) سنويا. كل هذه الإحصائيات تثبت حقيقة أن إقليم كوردستان يمتلك كمية كبيرة من الغاز الطبيعي ويستحق الاعتماد عليه. أهمية الغاز الطبيعي في إقليم كردستان أدى تحقيق هذا المورد الطبيعي الهائل إلى إنشاء مشروع غاز كوردستان في عام 2007، عندما أبرمت حكومة إقليم كوردستان اتفاقية مع شركتي (دانة غازوالهلال) لمنح حقوق التسعير لتطوير وإنتاج وتسويق وبيع الهيدروكربونات في حقلي كورمور وجمجمال). حاليا، ينقل خط أنابيب بطول(176 كيلومترا ) الغاز من حقل كورمور إلى محطات توليد الكهرباء في أربيل والسليمانية وإلى خورملة. تم الانتهاء من خط أنابيب الغاز بطول(50 كيلومترا) من حقل سيميل إلى محطة كهرباء دهوك في عام 2013 ويقوم بنقل الغاز إلى محطة كهرباء دهوك منذ أوائل عام 2014. كان من المقررحينها أن تبدأ حكومة إقليم كوردستان في تصدير الغاز إلى تركيا في عام 2020 عبر خط أنابيب الغاز الطبيعي في إقليم كوردستان بحجم (10مليارات متر مكعب) سنويا، لكن العملية لم تبدأ بعد. وتؤكد المعلومات أعلاه أن إقليم كوردستان يستثمر في قطاع الغاز الطبيعي منذ نحو 15 عاما، لكنه لم يتمكن بعد من تلبية الاحتياجات المحلية، خاصة في إمدادات الكهرباء، لذلك تريد حكومة إقليم كردستان أن تكون قادرة على ذلك. 1. التخطيط لتلبية الاحتياجات المحلية على المدى القصير وزيادة معدل توليد الكهرباء. 2. هناك خطة لتلبية احتياجات العراق من الغاز والكهرباء، لأن العراق نفسه هو من احد المشتريين الرئيسيين للكهرباء من إيران، وإيران حاليا في أزمة كبيرة في ظل العقوبات الأمريكية، وهذه فرصة كبيرة لإيجاد حلول للمشاكل المالية والاقتصادية بينهما. 3. قد تكثف حكومة إقليم كوردستان جهودها لتسويق الغاز الطبيعي للأسباب التالية: مستقبل السوق العالمية هو في صناعة الغاز، وتتمتع حكومة إقليم كوردستان بما يقرب من 10 سنوات من الخبرة في قطاع النفط، وهو ما يعد عونا كبيرا لتمكينها من إدارة الغاز الطبيعي بنجاح أكبر وتصديره إلى الأسواق العالمية. إذا تمكن إقليم كوردستان من تنفيذ هذه الاستراتيجية، فسيكون للإقليم القدرة على تصدير ما لا يقل عن ( 30 مليون متر مكعب) من الغاز يوميا إلى تركيا وأوروبا. يبقى أن يقال إن الخطوات التي يجب اتخاذها في مجال قطاع الطاقة من قبل إقليم كوردستان لن تخلو من المشاكل والتحديات، بل ستواجه العديد من التهديدات المحلية والإقليمية والدولية.
عربية:Draw رئيس منظمة رونبين لشفافية عمليات النفط والغاز، يادگار صديق گلالي وقع رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الموارد الطبيعية بالوكالة أمس 19 ايار 2025 في واشنطن العاصمة عددا من العقود الاستراتيجية في مجال الطاقة، على الرغم من قولهما إنهما لم يتشاورا أو ينسقا مع الحكومة الاتحادية رغم عدم حل المشاكل المتراكمة في قطاع النفط والغاز مع بغداد، لكن هل يحق لحكومة تصريف الأعمال (بغض النظر عما إذا كانت العقود جيدة أم لا) توقيع عقود استراتيجية؟ حكومة تصريف الأعمال في العراق هي حكومة مؤقتة تشكلت بعد انتهاء ولاية الحكومة المنتخبة أو سحب الثقة. وتتمثل مهمته الرئيسية في إدارة الشؤون اليومية للدولة حتى يتم تشكيل حكومة جديدة. ووفقا للدستور العراقي والقوانين ذات الصلة، فإن صلاحيات حكومة تصريف الأعمال محدودة للغاية ولا تشمل اتخاذ القرارات الاستراتيجية أو إبرام الاتفاقيات والاتفاقيات الاستراتيجية. يمكن لحكومة تصريف الأعمال اتخاذ قرارات عاجلة تتعلق بإدارة الشؤون اليومية، مثل دفع الرواتب أو ضمان استمرارية الخدمات العامة. لكن هذا لا يشمل الاتفاقيات الاستراتيجية التي لها تأثير على الاقتصاد الوطني أو الأمن القومي. الإطار القانوني: تخضع حكومة تصريف الأعمال للمادة 64 من الدستور العراقي لعام 2005، التي تنص على أن تستمر الحكومة في أداء مهامها مؤقتا بعد حل البرلمان أو انتهاء ولايته، ولكن دون ممارسة سلطاتها التشريعية أو التنفيذية الكبرى. وبحسب تفسيرات المحكمة الاتحادية العليا في العراق، لا يحق لحكومة تصريف الأعمال الدخول في اتفاقيات دولية أو اتفاقيات استراتيجية، لأن هذه القرارات تتطلب موافقة مجلس النواب وتقع خارج نطاق "الإدارة اليومية". الاتفاقيات الاستراتيجية: تتطلب الاتفاقيات الاستراتيجية، مثل تلك المتعلقة بالأمن القومي أو الاقتصادي أو العلاقات الدولية، موافقة مجلس النواب العراقي وفقا للمادة 61 من الدستور، التي تفوض سلطة التصديق على المعاهدات والاتفاقيات الدولية. يجب أن تتخذ الاتفاقيات شكل معاهدات ثنائية تحمي حقوق العراق ويجب أن تخضع للتصويت البرلماني، وإلا فقد تكون لاغية وباطلة إذا تم إبرامها من قبل حكومة بالنيابة. إلغاء الاتفاقيات: ويقول خبراء قانونيون إن للحكومة المنتخبة حديثا الحق في مراجعة وإلغاء معظم العقود والاتفاقيات التي أبرمتها حكومة تصريف الأعمال خاصة إذا كانت تتضمن بندا جزائيا أو وعود طويلة الأجل. وهذا يعني أن أي اتفاق استراتيجي تبرمه حكومة تصريف الأعمال يمكن أن يواجه طعنا قانونيا في المحكمة الفيدرالية أو تلغيه الحكومة الجديدة. على سبيل المثال، في عام 2021، بعد أن أصبحت حكومة الكاظمي حكومة تصريف أعمال، اتخذ عددا من القرارات، لكن المحكمة الاتحادية ألغتها. باختصار: لا يحق لحكومة تصريف الأعمال في العراق الدخول في اتفاقيات وعقود استراتيجية، حيث تقتصر صلاحياتها على الإدارة اليومية لشؤونها. يمكن اعتبار أي اتفاق يتم إبرامه خلال هذه الفترة غير قانوني ويمكن إلغاؤه من قبل الحكومة أو البرلمان الجديد أو إلغاؤه في المحكمة الاتحادية. هل يمكن إبطال وإلغاء هذه الاتفاقيات التي وقعتها حكومة تصريف الأعمال من قبل المحكمة الاتحادية ؟
عربية:Draw عقب توقيع اتفاقيتين في قطاع الطاقة بين شركتي النفط الأمريكيتين "HKN Energy" و"Western Zagros" ووزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كوردستان، أعرب رئيس حكومةإ قليم كوردستان مسرور بارزاني عن شكره وتقديره لغرفة التجارة الأمريكية. وفي كلمته، قال رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني: "شكراً لكم على هذا الاستعداد لتوقيع عقدين مهمين مع شركتين أمريكيتين بارزتين". وأشار مسرور بارزاني إلى أن هاتين الاتفاقيتين، التي تبلغ قيمتهما عشرات المليارات من الدولارات، تؤكد التزام إقليم كوردستان بالسلام والتنمية الاقتصادية في المنطقة. وأضاف: "يسعدني كثيراً أن أكون هنا في واشنطن مرة أخرى للإشراف على توقيع هاتين الاتفاقيتين الهامتين". وتابع بالقول إن هاتين الشركتين عملتا في إقليم كوردستان لسنوات طويلة، ولعبتا دوراً فعالاً ومؤثراً لصالح الإقليم وشعبه، وكذلك لصالح العراق، إلى جانب تحقيق مصالحهما ومصالح دولتيهما. وأوضح رئيس الوزراء أن هذا الاستثمار الجديد له أهمية كبيرة في دفع تنمية إقليم كوردستان بشكل عام، مشيراً إلى أن حكومة الإقليم لم تدخر جهداً وأظهرت التزاماً كبيراً بتطوير قطاع الطاقة، خاصة مع برنامج الإصلاح الذي يمثل خطوة نحو توفير الكهرباء على مدار الساعة في جميع مناطق الإقليم، مع الأمل في توسيع هذه الخدمة لتشمل مناطق أخرى من العراق. ووجه مسرور بارزاني التهاني لشعب كوردستان والعراق على هذا الإنجاز الكبير، وبارك للشركتين الأمريكيتين لكونهما جزءاً من هذه الشراكة المهمة، معبراً عن قناعته بأن هذه الاتفاقيات تمثل بداية مرحلة جديدة في مسيرة تنمية الإقليم. وأكد أن علاقات إقليم كوردستان مع الولايات المتحدة تعود إلى سنوات طويلة، حينما تعاون الطرفان في محاربة الدكتاتورية والإرهاب، مما ساهم في تحقيق الأمن والاستقرار. وختم بالقول إن هناك العديد من الأهداف المشتركة التي ما زالت قائمة، مشدداً على أن الشراكة بين الطرفين تتجاوز مكافحة الإرهاب والنشاط العسكري، لأنها تستند إلى إيمان مشترك بأهمية تعميق وتوسيع وتعزيز التنمية الاقتصادية والاستثمار في قطاع الطاقة. وتحت رعاية رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، جرت مراسم توقيع اتفاقيتين في مجال الطاقة بين شركتي النفط الأمريكيتين "HKN Energy" و"Western Zagros" ووزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كوردستان. وتهدف هاتان الاتفاقيتان، اللتان تُقدر قيمتهما الإجمالية بعشرات المليارات من الدولارات،إلى تطويرحقلي (كوردمير وطوبخانة) النفطيين في منطقة كرميان - تقوم شركة HKN Energy بتطويركتلة (كوردمير النفطية)، وهي كتلة(K-44) النفطية الواقعة جنوب ناحية سنكاو وشمال قضاء كلار، تحتوي على 3.6 تريليون قدم مكعب من الغاز. -حصلت شركة (ويسترن زاغروس)على العمليات النفطية في كتلة (طوبخانة) وهي كتلة نفط (K-39) الواقعة في حقل نفط طوبخانة شرق ناحية قادركرم ومنطقة جبارة، التي تحتوي على 7.8 تريليون قدم مكعب من الغاز. في 14 آب 2019، رفعت شركة Dynasty التي كانت مملوكة لشاب كوردي من السليمانية يدعى (هيوا أوات علي)، دعوى قضائية في المحكمة الملكية البريطانية في لندن ضد أشتي هورامي، وزير الموارد الطبيعية السابق في إقليم كوردستان، طالبة تعويضا قدره 1.6 مليار دولار من حكومة إقليم كوردستان، بحجة أن وزارة الموارد الطبيعية أضرت بالشركة. بعد ثلاث جلسات استماع إلى حجج محاميي الجانبين، أصدرت محكمة لندن حكمها النهائي في 23 نيسان 2021، في حكم من 54 صفحة بشأن الشكوى الذي قدمتها شركة ( Dynasty بتروليوم) ضد وزير الموارد الطبيعية السابق في إقليم كوردستان أشتي هورامي. وقال قاضي محكمة لندن الذي يدعى (باوتشر) في ذلك الوقت: "تتمتع حكومة إقليم كوردستان بالسيادة عبر بغداد ويمكنها التعامل مع النفط والغاز، ويمكن للمحكمة الاتحادية أوالحكومة العراقية تحديد ما إذا كانت قد منحت إقليم كوردستان هذا الحق في التعامل مع النفط والغاز".
عربية:Draw أكدت مصادر سياسية عراقية مطلعة أن العام الحالي، على الأقل، لن يشهد أي انسحاب للوجود العسكري التركي في شمال العراق أو حتى تخفيفه رغم إعلان حزب العمال الكردستاني حل نفسه وإلقاء سلاحه، وكان وجود قواعد للحزب هو الغطاء الذي من خلاله تبرر أنقرة توغلها عسكرياً في المدن والبلدات الحدودية العراقية. وأعلن حزب العمال الكردستاني التركي، الأسبوع الماضي، حلّ نفسه وإنهاء الصراع المسلح مع أنقرة، في تطور اعتبرته بغداد مفصلياً في المشهد الأمني والسياسي والاجتماعي في مناطق شمال العراق التي تشمل إقليم كردستان وأجزاء من نينوى الحدودية مع الحسكة السورية. وأكد الأمين العام السابق لوزارة البشمركة في إقليم كردستان جبار ياور، وجود "تنسيق حالياً بين بغداد وأربيل في ملف تسلم سلاح حزب العمال الكردستاني، وكذلك في ملف خروج القوات التركية من الأراضي العراقية بعد ذلك"، معتبراً أنه "لم يعد هناك مبرر لوجود هذه القوات بعد انتهاء العمل المسلح للحزب وحل نفسه" مشيراً إلى أن "هذا الأمر يتطلب جهوداً دبلوماسية كبيرة لحسم الملف بين بغداد وأنقرة" مشدداً على أن "أربيل ستكون جزءاً مهماً ورئيسياً من تلك المفاوضات المرتقبة". ويستبعد ياور أن "يكون هناك أي انسحاب تركي قريب من الأراضي العراقية"، مضيفاً أن "القوات التركية ما زالت داخل الأراضي العراقية عبر مقاتلين وآليات عسكرية مختلفة، من دون أي انسحاب أو تحرك لتقليل هذا الوجود لغاية الساعة"، وأشار إلى أن "القواعد التركية العسكرية داخل الأراضي العراقية عددها يتجاوز 80 قاعدة، وعدد الجنود الأتراك يتجاوز 5 آلاف جندي، مع آليات عسكرية مختلفة وأسلحة مختلفة، وكل هذه الأمور ما زالت موجودة ولم يتغير منها أي شيء بعد إعلان حزب العمال الكردستاني حل نفسه بشكل رسمي". مؤكداً ضرورة انتشار القوات العراقية النظامية لأن بقاء تلك المناطق فارغة بعد انسحاب مسلحي الكردستاني منها "يهدد بعودة الصراع خلال المستقبل، سواء القريب أو البعيد، ويجب وضع خطط لهذا الملف المهم والحساس بالتنسيق بين بغداد وأربيل". في السياق، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي علاوي البنداوي، إن "العراق يترقب خطوة الانسحاب العسكري التركي خلال المرحلة المقبلة. فلا مبرر متبقياً لهذا الوجود داخل الأراضي العراقية بعد إعلان حزب العمال الكردستاني حل نفسه". وبين أن "المعطيات الحالية لدينا تؤكد أن أنقرة لا تخطط للانسحاب من الأراضي العراقية خلال الفترة المقبلة، فهي تريد بقاء قواتها مع تعزيز وجودهم من دون أي انسحاب تحسباً لأي طارئ قد يحدث على عملية السلام ما بين تركيا وحزب العمال، ولهذا لا نتوقع أن يكون هناك انسحاب قريب للقوات التركية رغم عمل بغداد على ذلك، وهذا الملف كان من أبرز النقاط التي طرحها السوداني خلال زيارته الأخيرة إلى أنقرة". وأضاف البنداوي أن "العراق يريد المحافظة على علاقاته مع تركيا ولا يريد أي تصعيد معها بشأن وجودها العسكري داخل الأراضي العراقية، لكنه يبذل في الوقت نفسه جهوداً سياسية ودبلوماسية لحسم هذا الملف المعقد والحساس، لكن لا نرى رغبة تركية حقيقية في الانسحاب، وربما يُعيد هذا الوجود الصراع العسكري مع حزب العمال في المستقبل، وهذا ما يتخوف منه العراق"، وقال إن "بغداد تعمل مع أربيل على وضع خطة عسكرية عاجلة للسيطرة على المناطق التي كانت تحت سيطرة نفوذ حزب العمال الكردستاني لضمان منع عودة المسلحين إليها، وهذا يعطي رسائل لطمأنة أنقرة من أجل دفعها نحو سحب وجودها العسكري في شمال العراق". في المقابل، استبعد الخبير في الشأن العسكري العراقي أحمد الشريفي، أي انسحاب قريب للقوات التركية من العراق، ورأى أن ذلك مرده إلى "عدم ثقة أنقرة بخطوات الحزب، ومنها تسليم السلاح، فحتى الآن عناصر الحزب ما زالوا يمتلكون الأسلحة المختلفة والمتنوعة وما زالوا في المقار نفسها في المناطق الجبلية وغيرها". وأكد أن "الانسحاب العسكري التركي من العراق متوقف على نزع سلاح حزب العمال الكردستاني بشكل حقيقي، وكذلك فرض القوات العراقية سيطرتها على كامل المناطق التي تحت نفوذ عناصر الحزب، من دون ذلك، لن يكون هناك أي انسحاب تركي قريب، ونعتقد أن قضية نزع السلاح والسيطرة على المناطق تحتاج إلى وقت طويل، فيجب وضع الخطط والآليات لذلك بين كل من بغداد وأربيل". وأضاف أن "القوات التركية ربما تعزز نفوذها العسكري بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة بدل الانسحاب مستغلة بذلك تراجع نفوذ عناصر حزب العمال الكردستاني في بعض المناطق والقرى الحدودية". وتوجد جيوب لحزب العمّال الكردستاني داخل العراق منذ عام 1984، وتحديداً في سلسلة جبال قنديل الواقعة في المثلث الحدودي العراقي الإيراني التركي، لكنه زاد وجوده بعد الغزو العراقي للكويت في 1990، وخروج المحافظات ذات الغالبية الكردية (أربيل ودهوك والسليمانية) عن سيطرة بغداد عام 1991. وبعد الغزو الأميركي للعراق في 2003، تحولت مدن ومناطق كاملة في شمال العراق إلى معاقل رئيسية لـ"الكردستاني"، وهو ما دفع الجيش التركي إلى التوغل في العمق العراقي وإنشاء أكثر من 30 موقعاً عسكرياً دائماً له في الأراضي العراقية حتى عام 2013. وبعد اجتياح تنظيم داعش مساحات واسعة في العراق في 2014، توسع الحزب إلى سنجار ومخمور وزمار وكركوك تحت عنوان حماية الإيزيديين والأكراد، لتبلغ مساحة الأراضي التي يسيطر عليها أو ينشط فيها "الكردستاني" أكثر من أربعة آلاف كيلومتر مربع. ومن أبرز معاقل الحزب في شمال العراق: سلسلة جبال قنديل، مناطق سيدكان وسوران، الزاب، زاخو، العمادية، كاني ماسي، حفتانين، كارا، متين، زمار ومخمور، سنوني وفيشخابور، في محافظات دهوك وأربيل والسليمانية ونينوى. المصدر: العربي الجديد
عربية:Draw قبل ستة أشهر من انتقال حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى حكومة "تصريف أعمال"، بفعل انتهاء ولايتها مع إجراء الانتخابات العراقية العامة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يتصدر الجدل السياسي منذ أيام بالعراق، حول ما حققته الحكومة وما أخفقت به ضمن البرنامج الذي تعهدت بتنفيذه، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2022. وأول من أمس الخميس، نشرت صحيفة الصباح الحكومية، حزمة مما قالت إنه إنجازات للحكومة العراقية، ذكرت أن أبرزها نمو الناتج المحلي، وزيادة الإيرادات غير النفطية، ورفع الإنتاج النفطي إلى نحو أربعة ملايين برميل يومياً، وزيادة عدد المستشفيات، إلى 550 مستشفى، وعدد المدارس إلى 30 ألف مدرسة، وخلق وظائف بواقع مليون وظيفة بالقطاع الحكومي. غير أن التقرير في المقابل، عدّد ما تعثرت الحكومة بتنفيذه، بما يتعلق بالملفات الإنسانية والحقوقية والحريات وتغول نفوذ الفصائل و"السلاح المنفلت"، الذي بات يُطلق عليه بالعراق "سلاح اللا دولة". وستكون الانتخابات العراقية المقبلة السادسة من نوعها منذ الغزو الأميركي للعراق في عام 2023. مرحلة ما بعد الانتخابات العراقية لعام 2021 ويمكن القول إن حكومة السوداني قبل إجراء الانتخابات العراقية قد نجحت في إحداث فرق لاحظه سكان بغداد وبقية المحافظات، وتحديداً فيما يتعلق بالجسور والطرق الجديدة ضمن خطط فك الاختناقات، بالإضافة إلى افتتاح مساحات خضراء في مراكز المدن وعلى أطرافها، والوظائف وتراجع معدلات البطالة والفقر بمختلف مدن البلاد. لكنها تعثرت في ملفات أخرى بينها حصر السلاح بيد الدولة، وإنهاء احتلال 13 منطقة ومدينة من قبل الفصائل المسلحة التي ترفض الانسحاب منها وإعادة أهلها، مثل جرف الصخر، والعوجة (مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين) والعويسات، ويثرب، ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها. كذلك، تعثر إغلاق ملف النزوح الداخلي، مع فشل الحكومة في التعهد بالتوازن داخل مؤسسات الدولة، التي تقول القوى العربية السنية والكردية إنها تعاني خللاً طائفياً كبيراً من خلال احتكارها من قبل القوى الشيعية، وأبرزها وزارت الداخلية والمخابرات والأمن الوطني والمالية والنفط. وفي ملف تطوير العلاقات الخارجية، تحديداً العربية منها، لم يظهر أي تقدم من جهة الحكومة العراقية إن لم تكن تراجعت في بعضها. مرّ عامان ونصف العام على عُمر حكومة السوداني، التي مُنحت الثقة من خلال البرلمان في 27 أكتوبر 2022، إثر الانتخابات العراقية التي أُجريت في عام 2021 وانسحاب التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر من العمل السياسي في صيف 2022، مما منح القوى المناوئة له فرصة تشكيل الحكومة. وتضمنت ورقة الاتفاق السياسي، التي تمثل البرنامج الحكومي وأبرمت بين الأحزاب والسوداني، 23 فقرة، معظمها لم يُطبّق بسبب الالتفاف السياسي حول بنودها بعد تشكيل الحكومة. ومن أبرز تلك التفاهمات، التي عُدت شروطاً لقاء التصويت في البرلمان لصالح منح الحكومة الثقة، إنهاء وجود الفصائل والمليشيات المسلحة في المدن والأحياء السكنية، وإطلاق برنامج حصر السلاح بيد الدولة، وإنهاء ظاهرة المدن "منزوعة السكان" التي تسيطر عليها بعض الفصائل المسلحة، وتشكيل محكمة مستقلة لملفات الفساد بأثر رجعي منذ عام 2006. وتم تشريع قانون العفو العام عبر البرلمان العراقي، بعد مماطلة وتدخلات حزبية أسهمت في إفراغ الكثير من محتواه المطلوب شعبياً، إذ كان يستهدف بالدرجة الأولى أولئك الذين انتزعت منهم اعترافات تحت التعذيب أو بوشاية المخبر السري. كما لم تنجح حكومة السوداني في تعويض المتضررين من العمليات الإرهابية والأخطاء العسكرية، ولم تكشف عن مصير المختطفين والمغيبين خلال العمليات العسكرية التي خاضتها القوات العراقية والحشد الشعبي ضد تنظيم "داعش". وشملت ورقة البرنامج الحكومي فقرة تتعلق بمعالجة أزمة السكن، وإطلاق استراتيجية مكافحة الفقر والبطالة، وتعهدات أخرى مرتبطة بإجراء إصلاحات في القطاعات الاقتصادية والمالية والخدمية، وإلغاء هيئة "المساءلة والعدالة"، فضلاً عن إنصاف الأقليات العراقية المتضررة من سنوات العنف والإرهاب، وإلغاء التدقيق الأمني لسكان مدن شمال وغرب العراق، وإعادة النظر في التوازن داخل مؤسسات الدولة، خصوصاً الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى. كذلك شملت الورقة تقديم قتلة المتظاهرين والناشطين للقضاء، وتطبيق اتفاق تطبيع الأوضاع في مدينة سنجار شمالي العراق (بين أربيل وبغداد عام 2020 بهدف إخراج الجماعات المسلحة غير العراقية من سنجار تمهيداً لعودة نازحيها)، وكل هذه الملفات لم تتحقق رغم أنها كانت جزءا من وعود حملة الانتخابات العراقية للسوداني. والأسبوع الماضي، شدد السوداني ورئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، على ضرورة توحيد جهود السلطتين التشريعية والتنفيذية لإكمال تنفيذ فقرات البرنامج الحكومي قبل إجراء الانتخابات العراقية في نوفمبر المقبل، في مختلف القطاعات. جاء ذلك في لقاء جمعهما في بغداد، وذكر بيان حكومي، إن "السوداني أكد على أهمية المضيّ بتحقيق المشاريع التنموية والخدمية في البلاد". في السياق، أشار مستشار رئيس الحكومة العراقية عائد الهلالي، إلى أن "حكومة السوداني أسهمت بتغييرات كبيرة على مشهد الخدمات في البلاد، وحققت نسبا متقدمة من شعارها الأساسي الذي رفعته وعملت على تحقيقه، رغم الهجمات الإعلامية والتحولات السياسية والمشكلات المرتبطة بالمال والتوافق، ورغم التقليل من أهمية المشاريع التي أنجزت في بغداد والبصرة وأغلبية المحافظات، عبر الحملات الإعلامية المدفوعة، لكن المواطن العراقي لاحظ الفرق الكبير". وأوضح الهلالي في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "هناك مشكلات متراكمة في العراق، ولا تتحملها حكومة السوداني لوحدها، مثل البنى التحتية وقضية الكهرباء، ومع ذلك، فإن التقدم واضح". وفيما يتعلق بالسلاح المنفلت، بيّن الهلالي أن "الحكومة أطلقت مبادرات عدة لحصر السلاح بيد الدولة، كما أطلقت بالتنسيق مع الجهات الأمنية والقضائية لأجل شراء وسحب السلاح من أيدي المواطنين، وهناك من يربط سلاح الحشد الشعبي بالسلاح المنفلت، وهذا غير صحيح لأن الحشد مؤسسة حكومية وتخضع لأوامر القائد العام للقوات المسلحة، لكن بالفعل هناك حاجة لمواصلة العمل للتمكن من السلاح الذي تملكه بعض الجماعات الخارجة عن القانون وعصابات الجريمة المنظمة"، معتبراً أن "حكومة السوداني نجحت أيضاً في محاربة الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة". مشاريع حكومة السوداني في أكتوبر الماضي، قال السوداني، إن "حكومته أنجزت خلال عامين ما نسبته 62% من المشاريع في مختلف القطاعات، ونجحت في ملفات بارزة ومهمة.. كما ركزت على مشاريع البنى التحتية، ومحطات معالجة الصرف الصحي والشبكات، وتوفير مياه الشرب". وأكد أنه "في مجال الكهرباء حققنا أعلى إنتاج للطاقة الكهربائية بالوصول الى 27 ألف ميغاواط، وبدأنا بمشاريع جديدة، وافتتحنا مشاريع لفك الاختناقات بالشبكة، وأخرى تتعلق بالدورة المركبة والمغذيات الجديدة، وفي محور مكافحة الفقر، تم شمول 962 ألف أسرة بالحماية الاجتماعية بنسبة زيادة 85%، ما يعني شمول 7.6 ملايين بالحماية الاجتماعية". من جهته، قال الناشط السياسي من محافظة النجف، علي الحجيمي، إن "الحكومة الحالية تعتبر مشاريع فك الاختناقات وتأهيل المستشفيات والطرق والجسور وشمول أعداد كبيرة بالرعاية الاجتماعية وتحميل ميزانية الدولة أعباء مئات الآلاف من الموظفين الجدد، إنجازات، وهذه كارثة بحق فكرة الدولة الحديثة". وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "حكومة السوداني أرهقت مالية الدولة، لدرجة أن مسؤولين ونوابا مهمين يقرّون بعدم وجود سيولة مالية وأن رواتب الموظفين في خطر". ولفت الحجيمي، إلى أن "الانجازات الحقيقية للدولة هي السيادة وحصر السلاح وتقوية القضاء وخلق دولة مؤسسات حقيقية وليست دولة أحزاب، وإنهاء طريقة المحاصصة في توزيع المناصب والوزارات وإبعاد الفاسدين والمتهمين بقتل العراقيين وتهديم منازلهم وتهجيرهم"، مستكملاً حديثه أن "العراق لا يزال يعتمد على النفط، ولم تتمكن حكومة السوداني ولا الحكومات التي كانت قبلها من صناعة بدائل عن النفط، وما تزال الصناعة متعثرة والزراعة في أدنى مستوياتها في العراق، فأين الانجازات والنجاحات؟". المصدر: العربي الجديد
عربية:Draw مصدر مطلع يكشف لـCNN عن "محادثات مباشرة" بين إسرائيل وسوريا في الآونة الأخيرة، وفقا لمصدر إسرائيلي مطلع على الأمر ، وهو مؤشر على تحول الديناميكيات بين العدوين السابقين مع توسيع إسرائيل لوجودها العسكري في البلاد. وقال المصدر إن المحادثات جرت في أذربيجان وحضرها رئيس مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي اللواء عوديد باسيوك، مضيفا أن باسيوك التقى بممثلي الحكومة السورية بحضور مسؤولين أتراك. وقال الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، الأسبوع الماضي، إن حكومته تجري محادثات غير مباشرة مع إسرائيل لإنهاء هجماتها على بلاده "حتى لا تصل الأمور إلى مرحلة يفقد فيها الجانبان السيطرة". ولم يصدر أي تعليق من دمشق حول المحادثات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي. ولم يكشف المصدر عن المواضيع التي جرت مناقشتها في اللقاء، ولا عن الوسيط. وكانت القناة 12 الإسرائيلية أول من أورد خبر الخبر. والتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالشرع في المملكة العربية السعودية، هذا الأسبوع. وتعهد ترامب برفع العقوبات المُرهقة المفروضة على نظام بشار الأسد الذي أُطيح به في عملية عسكرية قادها الشرع، وهرب من سوريا في ديسمبر/كانون الأول. وقال البيت الأبيض إن ترامب حث الشرع على اتخاذ سلسلة من الإجراءات، بما في ذلك التطبيع مع إسرائيل، وطرد "الإرهابيين" الأجانب والفلسطينيين، ومساعدة الولايات المتحدة في منع عودة ظهور تنظيم داعش. ومنذ سقوط نظام الأسد، سيطرت إسرائيل على مزيد من الأراضي في سوريا وشنت هجمات متعددة تقول إنها تهدف إلى منع إعادة بناء القدرات العسكرية واستئصال التشدد الذي قد يهدد أمنها. ووُصفت الخطوة الإسرائيلية داخل الأراضي السورية في البداية بأنها مؤقتة، لكن مسؤولين قالوا منذ ذلك الحين إن الجيش سيبقى هناك إلى أجل غير مسمى. وأعلنت إسرائيل أيضًا عن إقامة منطقة عازلة في جنوب سوريا بهدف معلن هو حماية الأقلية الدرزية في سوريا. كما أنها تحتل مرتفعات الجولان التي استولت عليها من سوريا في حرب عام 1967 ثم ضمتها إليها فيما بعد. احتمال عودة العقوبات كل 6 أشهر قالت وزارة الخزانة الأمريكية، الخميس، إنها تعمل بناء على توجيهات ترامب بشأن العقوبات على سوريا، وتهدف إلى تنفيذ "التفويضات اللازمة التي ستكون حاسمة لجلب استثمارات جديدة إلى سوريا". وأضافت في منشور على منصة "إكس"، تويتر سابقا، أن "إجراءات وزارة الخزانة يمكن أن تساعد في إعادة بناء الاقتصاد السوري والقطاع المالي والبنية التحتية ويمكن أن تضع البلاد على مسار مستقبل مشرق ومزدهر ومستقر". وأوضح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة ستصدر إعفاءات من العقوبات المفروضة على سوريا ولا تنوي إلغاءها بشكل كامل في الوقت الراهن. وقال روبيو في أنطاليا بتركيا: "مع إحرازنا تقدما، نأمل أن نكون في وضع يسمح لنا قريبا، أو يوما ما، بالذهاب إلى الكونغرس وطلب رفع العقوبات بشكل دائم"، مضيفا أن إدارة ترامب تأمل في إلغاء الإعفاءات في نهاية المطاف لأن احتمال عودة العقوبات كل ستة أشهر يشكل رادعًا للاستثمار. وقال مسؤول إسرائيلي لشبكة CNN في وقت سابق إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من ترامب عدم رفع العقوبات عن سوريا، قائلا إنه يخشى أن يؤدي ذلك إلى تكرار أحداث 7 أكتوبر 2023، عندما هاجم مسلحون بقيادة حماس إسرائيل.
عربية:Draw ريبين فتاح على طريق ترابي وعر مليء بالحفر والمطبات يمتد من ناحية (ديكلة) إلى القرى الواقعة جنوب غربي قضاء كويسنجق (70 كلم شرق اربيل) تعبر مئات السيارات يوميا كما الشاحنات المحملة بالنفط المستخرج من حقل طقطق شرقي اقليم كردستان العراق. على جانبي الطريق تتوزع القليل من الأشجار، بعضها تحيط بباحات المنازل المنتشرة على الطريق، والتي يعاني سكانها من سحابات أدخنة حقول النفط التي تلوث الهواء والتربة وحتى المياه. تعاني المنطقة التي تشكل حدود حقل (طقطق) النفطي، الذي يمثل أول مشروع استثماري وقعت حكومة اقليم عقده مع شركة اجنبية وكان ذلك في سنة 2002، من قلة الخدمات المتعلقة بالبنية التحتية كما تفتقر الى أي غطاء نباتي يخفف من مشكلة التلوث. نظم مزارعون هناك خلال السنوات القليلة الفائتة، عدة إحتجاجات بسبب تلوث بيئة المنطقة وجفاف مصادر المياه المعتمدة، والذي أثر على حياتهم ومصدر دخلهم الأساسي المتمثل بالزراعة. يتحدث مزارعون ان الحفر المستمر لآبار النفط، أضر بمصادر المياه المتوفرة من ينابيع وقنوات مائية وأدى الى جفافها، وما بقي منها أصبحت مياهها مالحة نتيجة إستخدام كميات كبيرة من المواد الكيمياوية بما فيها الاملاح غير العضوية أثناء عمليات الحفر النفطية. يقول المزارع “شكرالله حمد أمين” ان مساحات واسعة من الأراضي ماتت، وبات الهواء الذي نستنشقه ملوثا والتربة غير صالحة “في النهاية سيتوقف انتاج المحاصيل وتنتهي الزراعة بالكامل في المنطقة”. وأجبر تراجع مصادر المياه في القرى المتاخمة لحقل (طقطق) وأهمال الحكومة لمشاريع مياه الشرب، السكان للبحث عن حلول بديلة بأنفسهم فلجأوا الى حفر آبار سطحية تعرف بـ(بايل) أو البئر السوري، رغم أنها محظورة بقرار من حكومة كردستان. الخبير الجيولوجي ريباز أنور، ينبه الى مخاطر اللجوء لمثل هذه الآبار “لأن مياهها غير صالحة للشرب، فالحفر بتلك الأعماق لا يسمح بالوصول الى المياه الجوفية، بل الى مياه قريبة من سطح الأرض وتكون على الأرجح ملوثة، وهي تضر بالتركيب الجيولوجي للتربة، ولذلك فان حفرها ممنوع”. ويؤكد بأن اعتماد السكان على هذه النوعية من الآبار “يعرضهم إلى مخاطر صحية جسيمة، خاصة ان المشاريع النفطية القريبة تقوم بالتخلص من نفاياتها بطرق بدائية، مما يؤدي إلى تلويث مصادر المياه خاصة القريبة من سطح الأرض".. مشكلتا استنفاد الموارد المائية وتلويث البيئة من هواء وتربة ومياه، هما من أبرز الآثار السلبية للعمليات النفطية التي باتت تهدد بيئة المناطق القريبة من الحقول وبمستويات مختلفة، خاصة في ظل عدم الالتزام بالمتطلبات البيئية وعدم تنفيذ مشاريع تحسين البيئة كما هو وارد في العقود النفطية التي وقعتها شركات أجنبية مع اقليم كردستان. صندوق البيئة وقعت حكومة اقليم كردستان، أول عقد نفطي استثماري، في 17 تموز/يوليو2002، وكان مع شركة (جنيل إنرجي) واستهدف تطوير حقل (طقطق) النفطي. وفي العام 2006 والسنوات اللاحقة، خاصة عقب صدور قانون وزارة الموارد الطبيعية رقم 21 لسنة 2007 وقانون النفط والغاز الكردستاني رقم 22 لسنة 2007، قامت حكومة إقليم كردستان بتوقيع أكثر من خمسين عقد “مشاركة في الانتاج” مع شركات نفط عالمية. تضمنت تلك العقود النفطية الموقعة بين حكومة إقليم كردستان والشركات النفطية، ووفق مادة محددة بالرقم 23 وضع تخصيصات لـ”صندوق البيئة” في كردستان. وألزمت المادة الشركات بدفع مبلغ مالي سنوي بغرض دعم البيئة. ويتكرر جوهر البند في معظم العقود، بما يلزم الشركات بإيداع (150,000 دولار) أمريكي لكل سنة تعاقدية خلال الإنتاج الأول في منطقة العقد (فترة الاستكشاف) و( 300,000 دولار) أمريكي لكل سنة تعاقد خلال فترة التطوير، في صندوق البيئة. ومثال على ذلك اتفاقية حقل (عين سفني) الموقعة في ايلول/سبتمبر 2007 بين حكومة الإقليم وكل من شركتي(هانت أويل وإمبلس إنرجي). وتلزم عقود 42 حقلأ نفطيا في إقليم كردستان، اعتمد عليها هذا التحقيق، الشركات بدفع مبلغ مالي سنوي لدعم البيئة. ينطبق ذلك على عقود حقل (طاوكي) النفطي الموقعة مع شركة (دي إن أو) في عام 2008، وحقل (ميران) الموقع عام 2007، وحقل (عقرة-بجيل)، وحقل (سرنك) الموقع مع شركة (ايج كي أين) في عام 2007، وحقل(أتروش) مع شركة (سترلنج إنرجي). لكن وعلى الرغم من تضمن العقود النفطية بنودا تفرض حماية البيئة، إلا أن الدخان المنبعث من الحقول النفطية، والتخلص غير السليم من المخلفات النفطية، وتجريف الغطاء الأرضي ونقص الغطاء النباتي في مواقع الحقول النفطية وفي محيطها، تشير بالمجمل إلى عدم تجسيد مضمون القوانين والعقود النفطية في إقليم كردستان وبما يضمن حماية البيئة. ويلاحظ انه في عدد من العقود، تم تخفيض المبلغ المحدد لدعم البيئة إلى (100,000 دولار) سنويا أثناء الاستكشاف و( 200,000 دولار) سنويا أثناء التطوير، مثل عقد حقل (شيخان) النفطي الموقع مع (غلف كيستون بتروليوم) وشركائها في عام 2007، وعقد حقل (سنكاو) مع شركة (ستيرلنج إنرجي) في عام 2007. بينما في عقود أخرى، مثل عقود كل من حقلي (روفيا وسارتا)، والتي تم توقيعهما لأول مرة في 22 كانون الثاني/يناير 2006 ، بين حكومة الإقليم وشركة (reliance exploration) و (production dmcc)، تم تخفيض المبلغ إلى (75,000 دولار) سنويا خلال الاكتشاف الأول و( 150,000 دولار) سنويا خلال فترة التطوير. وتلزم العقود الأخرى، بما في ذلك تلك الخاصة بكل من حقول (ملا أومر وشورش)، الموقعة مع شركة (أو إم في) في عام 2007، بنفس المبلغ من المدفوعات السنوية (75,000 دولار) سنويا لفترة الاستكشاف و(150,000 دولار) سنويا لفترة التطوير. في عقد حقل (بنباوي) الموقع في عام 2007 بين حكومة إقليم كردستان وشركة (أي تي بترليوم وأربيل إنرجي)، وعقد حقل (شاكل) النفطي الذي تم توقيعه في 25 شباط 2007 بين حكومة إقليم كردستان وشركتي( بيت أويل و تريلاكس) تم تحديد رسوم الدعم البيئي بمبلغ (50,000 دولار) سنويا لفترة الاستكشاف و( 75,000 دولار) سنويا لمرحلة التطوير، ولكن بعد تعديل العقد في عام 2008 تم زيادة المبلغ إلى (150,000 دولار) سنويا و ( 300,000 دولار) سنويا خلال فترة التطوير. وعلى الرغم من كل هذه التخصيصات، بقي الوضع البيئي في مناطق تلك الحقول النفطية بإقليم كردستان، مقلقا ولا يتوافق مع المعايير البيئية الجيدة، ولم تشهد الكثير من تلك المواقع مشاريعا فاعلة لدعم البيئة. ضمن حدود حقلي (بيرمام وبنباوي) النفطيين،على بعد 35 كيلومترا من وسط أربيل، نظم القرويون في السنوات الماضية عدة مظاهرات ومسيرات احتجاجا على طريقة عمل شركات النفط وعدم مراعاتها للإجراءات البيئية، لكن كما يقول محسن كنابي، وهو أحد المزارعين من المنطقة :”تلك الاحتجاجات كانت دون جدوى”. ويضيف:”لا يقتصر الأمر على عدم وجود مشاريع داعمة للبيئة من قبل الشركات النفطية فحسب، بل تضررت الكثير من البساتين والحقول بسبب نشاط الشركات، وتراجعت كميات المحاصيل الزراعية المنتجة كإنعكاس مباشر للأضرار الحاصلة". أين تذهب تخصيصات البيئة بالعودة الى حقل طقطق النفطي جنوب شرقي أربيل، فأن اهالي القرى القريبة منه المعتمدين على مياه آبار “بايل” حاليا في الزراعة والشرب، رغم مواصفاتها الصحية السيئة، يأملون أن يؤدي الانتهاء من انشاء سد (غوماسبان) الذي بدأ العمل به قبل سنوات، إلى حل مشكلة نقص المياه في منطقتهم. انشاء السد، وفق مزارعين، يمثل مرتكز الخلاص من مشكلة شح المياه وتلوثها، فلا أحد يتوقع ان تقوم الشركة العاملة في الحقل، بتنفيذ مشاريع تنقذ بيئة المنطقة من التدهور، وتعيد الحياة الى الأراضي المتضررة. وهو ما يفرض سؤال بديهي: “أين تذهب الأموال النفطية المخصصة للبيئة؟. عند تدقيق عقد طقطق النفطي، نجد انه في العام 2008 بينما كان الحقل في مرحلة التطوير، التزمت الشركة وبنحو مباشر بدفع ( 300,000 دولار) سنويا. ويتبين من مراجعة العقود للشركات المختلفة، أن المبلغ الإجمالي كان يحدد عموما بـ (150,000 دولار) سنويا خلال فترة الاستكشاف و (300,000 دولار) سنويا خلال فترة التطوير. ومع وجود أكثر من 40 حقلا مستثمرا، وبافتراض احتساب الحد الأدنى من المبالغ المستحصلة من كل شركة (150 الف دولار)، فان الشركات العاملة في قطاع النفط في الإقليم، كانت ملزمة بدفع أكثر من ستة ملايين دولار سنويا الى حكومة إقليم كردستان “لدعم البيئة” منذ العام 2006، لكن على الأرض لم يكن السكان يرون مشاريعا فاعلة لدعم البيئة مباشرة او دعم البنية التحتية والخدمية لتلك المناطق. تدهور بيئي وصحي يقول العديد من الخبراء والمختصين في مجال البيئة، الذين تواصلنا معهم، ان نمو الأنشطة المرتبطة بصناعة النفط والغاز في كردستان، أدى الى تدهور الوضع البيئي والصحي في الإقليم. هؤلاء الذين وثقوا أرتفاع نسب التلوث في الهواء والتربة والمياه يربطونها بالأنشطة النفطية إما في مرحلة الإنتاج أو في مرحلة التكرير والعمليات الأخرى ذات الصلة بصناعة النفط بما فيها انتاج المشتقات كوقود مولدات الكهرباء والبنزين. كل صباح طوال العام 2024 والأشهر الأولى من العام 2025، يقوم عامل التنظيف في منزل الموظف المتقاعد (ح.س) الكائن في أحد مناطق أربيل الراقية، بغسل ارضية باحة المنزل التي تتراكم عليها طبقة خفيفة من أدخنة تطلقها في الهواء المنشآت النفطية. يقول (ح.س) وهو يمسح بيده طاولة كبيرة تتوسط حديقة منزله، ثم يفتح كفه لتبرز عوالق سوداء ورمادية، قبل ان يقول وهو ينظر للسماء: “الهواء ملوث، كل من في أربيل يعرف ذلك، تتحسن الأوضاع بين فترة وأخرى ثم تعود للتدهور. لا يوجد غطاء نباتي كثيف حول اربيل او حول المناطق الصناعية يمنع وصول هذه السموم لنا". ويعد تلوث الهواء في أربيل عاصمة إقليم كردستان من اكثر القضايا التي شغلت الرأي العام في السنوات الأخيرة، إذ تغطي سماء المدينة باستمرار طبقة من اللونين الرمادي والبني، ويتفاقم الأمر في الأحياء التي تقع في مركز المدينة والجهة الغربية منها. ويرجع مسؤلون ونشطاء ومتخصصون، السبب إلى عمل مصافي ومنشآت نفط بدائية (بعضها لم يكن مرخصا وتعرض للاغلاق في شهري شباط وآذار 2025) الى جانب العديد من حقول ومشاريع النفط غرب المدينة، بما في ذلك حقلي (خورملة وأربيل) النفطيين. يتزامن الوضع البيئي الحرج الذي تعلنه بين فترة وأخرى تقارير رصد بيئية، مع انخفاض نسب المساحات الخضراء والغطاء النباتي في المدينة، على الرغم من أن مسؤولي هيئة حماية البيئة والجهات ذات العلاقة في الحكومة، يتحدثون عن وصول نسب المساحات الخضراء في مدينة أربيل إلى( 19.5%) ، بينما المعدل القياسي العالمي للمساحات الخضراء للمدن هو (15%). وتنفي منظمات مراقبة للبيئة، صحة النسبة الرسمية المعلنة، وذلك لأن المساحات المغطاة بالعشب وبعض الزهور أعتبرت ضمن هذه النسبة، في حين أنه في المعدل القياسي العالمي يتم احتساب المساحات المغطاة بالأشجار فقط. وفي هذا الصدد، ووفقا لبيانات مؤسسة (هسار) التي تعمل في مجال البيئة، فإن المساحة الخضراء في أربيل تبلغ (2.07٪) فقط. ويحمل الوضع البيئي الحالي، أثار خطيرة على صحة المواطنين في اقليم كردستان، لعل أحد انعكاساته تتمثل في الزيادة السنوية الموثقة لحالات الإصابة بالسرطان والتي تتجاوز معدلات الزيادة الطبيعية للسكان، وهي زيادة مقلقة بحسب مختصين، على الرغم من أن وزارة الصحة في الإقليم تؤكد في بياناتها على أن معدل الإصابة بالسرطان مازال أقل من معدل الإصابات الدولية. الطبيب الا ختصاص خالص قادر، يقول أنه وفقا للمعايير العالمية، هناك (190) مريضا بالسرطان لكل (100,000) شخص سنوياً، بينما سجل في إقليم كردستان (151) مريضا بالسرطان سنوياً لكل (100,000) شخص. ويستدرك:”لكن المشكلة أن معدلات الإصابة بالسرطان في إقليم كردستان يتزايد بسرعة”. ويضرب مثالاً على ذلك:”وفقا لإحصاءات عامي 2016 و2017 كان المعدل السنوي لتسجيل مرضى السرطان في الإقليم لكل (100,000) شخص أقل من (100) شخص. لكن في العامين الأخيرين (2024. 2025)، ارتفع المعدل إلى (151 ) إصابة لكل ( 100,000) شخص". وتوقع وفقاً لذلك ان تتجاوز معدلات الاصابة بالسرطان في كردستان خلال السنوات المقبلة المعدل العالمي الحالي وهو (190) مريضا بالسرطان لكل (100,000) شخص سنوياً. الأموال المفقودة! هيئة حماية البيئة وتحسينها في إقليم كردستان، وهي منظمة حكومية أنشأت وفقا للقانون رقم 8 لسنة 2008 وتتمثل مهمتها في منح الموافقات للمشاريع المختلفة التي يتم انشاؤها، ومراقبة التزام الشركات المنفذة لها بمتطلبات حماية البيئة، وتقييم الآثار البيئية للمشاريع المختلفة، وبالتالي رفض تراخيص المشروعات المخالفة، وتوجيه العقوبات للشركات غير الملتزمة باللوائح البيئية. يقول رزاق خيلاني، الذي شغل منصب المدير الفني لهيئة البيئة لسنوات طويلة وكان المتحدث باسمها قبل ان يحال الى التقاعد مطلع العام 2025، تعليقا على الأموال المخصصة لدعم البيئة ضمن المشاريع النفطية: “نحن نعلم أن هناك أموال مخصصة للدعم البيئي تم تلقيها من شركات النفط، لكن ليس لدينا أية معلومات حول حجم الأموال أو كيفية صرفها”. ويضيف خيلاني، أن الهيئة حققت في الأموال التي تم تلقيها من شركات النفط باسم الدعم البيئي، وتوصلت إلى أن تلك الأموال أودعت في حساب مصرفي خاص “لكننا لا نعرف كيف تم إنفاقها، ولم نتلق سنتا واحدا من تلك الأموال.” وتمتلك هيئة حماية وتحسين البيئة نفسها صندوقاً بيئياً، تتشكل إيراداته من التخصيصات المالية الحكومية ومن إعانات ومنح ورسوم وغرامات مالية تفرض على الشركات والمشاريع المخالفة للبيئة، هذا عدا صندوق البيئة الذي تم إنشاؤه خلال سير العمليات النفطية وفقا لقوانين وعقود النفط. لكن خيلاني يقول:”لم تضع الحكومة أي مخصصات مالية في صندوق البيئة، والإيرادات جاءت من الأموال المتأتية من التأجير والرسوم والغرامات المالية التي تفرض على الشركات المخالفة، لقوانين البيئة”. ويكشف عن ان هيئة البيئة في إقليم كردستان “ليس فقط لم تصلها أموال دعم البيئة المخصصة من قبل الشركات النفطية، بل هي لا تملك حتى سلطة استخدام وصرف الأموال الموجودة في صندوق البيئة التابع للهيئة نفسها، وهي لا تملك أية معلومات بشأن كيفية صرف تلك الأموال من قبل الحكومة”. ويقدر خيلاني الأموال في صندوق الهيئة، بأكثر من مليار دينار، مؤكداً:”لم نسحب منها دينارا واحدا، فلا صلاحية لدينا لاستخدام هذه الأموال وإنفاقها”. وفق ذلك فان هيئة البيئة، لا تعرف مصير الأموال الخاصة بدعم البيئة من العقود النفطية، ولا تعلم اذا كانت الحكومة قد أنفقت أموال صندوق البيئة أم لا، لأنها ومنذ تأسيس الهيئة في العام 2008 لم تستطيع سحب أية أموال من الحساب المصرفي الخاص به. ويوضح مدير الاعلام أن هنالك مشكلة قانونية في سلطة إنفاق الأموال، تتعلق بقانون هيئة البيئة:” قمنا بصياغة مشروع قانون التعديل في عام 2015 ، ولكن بسبب الخلافات السياسية التي وصلت حينها الى منع رئيس البرلمان من دخول مبنى البرلمان، تم تعليق العمل وظل المشروع كما هو”. القانون الذي أشار إليه خيلاني، هو قانون حماية البيئة وتحسينها، الذي تم سنه في عام 2008 وبعد أكثر من 18 عاماً، لم يتمكن من معالجة مشكلة كيفية استخدام الإيرادات البيئية أو كيفية إدارة الإيرادات البيئية، ولا يظهر مساع جادة لحل المشكلة خاصة ان البرلمان الكردستاني معطل منذ اكثر من عامين ولا يعقد جلساته حتى بعد آخر انتخابات برلمانية جرت في اكتوبر 2024. كما ينفي المتحدث السابق باسم هيئة حماية البيئة وتحسينها، علمه بتنفيذ أي مشروع بيئي من قبل وزارة الموارد الطبيعية:”لم يبلغونا بأي مشروع، ولم يتشاوروا مع هيئة البيئة على الإطلاق". لم تنفذ أية مشاريع بيئية على الرغم من أن الشركات النفطية ملزمة بدفع مبلغ مالي سنوي باسم الدعم البيئي، إلا أنه منذ تأسيس وزارة الموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان عام 2006، لم يتم تنفيذ أية مشاريع بيئية بأموال صندوق البيئة. الجهات التي تم التواصل معها، نفت علمها بوجود مشاريع خاصة لدعم البيئة تم تنفيذها من أموال صندوق دعم البيئة، ولم تقدم وزارة الموارد الطبيعية في حكومة كردستان منذ تأسيسها في العام 2006 أي توضحيات بشأن تلك الأموال وكيفية صرفها. من جانبها تؤكد منظمة (رونبين) للشفافية في العمليات النفطية التي تنشر تقارير الرصد والتقييم لعمليات النفط والغاز في إقليم كردستان:”غياب الشفافية فيما يتعلق بأموال الصندوق البيئي". ويقول د. يادكار صديق، الخبير النفطي ورئيس المنظمة:”لاتوجد سوى المعلومات التي تفيد بأن الشركات ملزمة بموجب قانون النفط والعقود النفطية بدفع تكاليف الدعم البيئي وكذلك التعويض عن الأضرار البيئية الناجمة عن العمليات النفطية”، ويستدرك:”لا توجد معلومات تثبت أن الأموال المستحصلة أنفقت على حماية البيئة". في السنوات 2014-2023، وقبل تعطل عمله بشكل كامل، مر برلمان كردستان بظروف استثنائية في ظل الحرب مع تنظيم داعش والخلافات السياسية الحادة بين القوى الرئيسية الممثلة فيه، فلم يتم تمرير أي قانون للموازنة منذ العام 2013، مما خلق مزيدا من الغموض في مجمل الإيرادات والنفقات، بما في ذلك عائدات النفط. وعلى الرغم من ذلك:”علقت أمال كبيرة على هيئة حماية البيئة للقيام بواجباتها، لكن يبدو أنها لا ترقى إلى مستوى التوقعات” يقول د.يادكمار. ويتابع:”على هيئة حماية البيئة وتحسينها أن تكون مسؤولة عن مراقبة العمليات النفطية من وجهة نظر بيئية، لكنها لم تقم بعد بواجبها في مراقبة البيئة خلال العمليات النفطية وطريقة التعامل مع النفايات في الصناعة النفطية، في حين أن تأثير الانبعاثات النفطية على العناصر الرئيسية للبيئة مثل الماء والتربة والهواء مفرط". مشاريع المسؤولية الاجتماعية بعيدا عن تخصيصات صندوق البيئة، تظهر تقارير بعض الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز في إقليم كردستان، أن شركات قامت ببعض المشاريع البيئية في نطاق تراخيصها أو ضمن حدود أنشطتها، في إطار ما تعرف بـ”مخصصات المسؤولية الاجتماعية” للشركات، وهذه لا علاقة لها بصندوق البيئة وتخصيصات الدعم البيئي، وفق متابعين للملف. تؤكد بيانات وزارة الموارد الطبيعية نفسها وعبر موقعها الرسمي، بإلزام شركات النفط بالتبرع بالمال لدعم البيئة. ونص ما ادرجته هو: “بموجب عقود المشاركة في الإنتاج، تلتزم الشركات بالمساهمة في صندوق البيئة كل عام ويجب أن تفي بالمعايير الدولية لتشغيل صناعة النفط وأن تمتثل لقوانين إقليم كردستان من أجل منع التلوث وحماية البيئة. ويشمل ذلك حماية النباتات والممتلكات ومناطق الزراعة وتربية الأسماك. وتشمل الالتزامات الأخرى المنصوص عليها في العقود حظر إلحاق الضرر بالبيئة أثناء بناء خطوط الأنابيب وإلغاء منطقة العقد أوتسليمها وفقا للمعايير الدولية". لكن الجهات التي تواصلنا معها، لم تستطع تأكيد التزام الشركات بما تطالب به وزارة المواد الطبيعية من متطلبات ومعايير دولية لمنع التلوث وحماية البيئة ومنع تدهورها. على الأرض تبدو الصورة مختلفة، ففي إطار مشروع لمراقبة التزام شركات النفط في إقليم كردستان بمبادئ المسؤولية الاجتماعية، بما في ذلك مبدأ حماية البيئة، توصلت منظمتان أحداهما محلية والاخرى دولية، هما (المسلة العراقية و أن بي أي النرويجية) سنة 2013، إلى أن شركات النفط في بلوك(شقلاوة – حرير) النفطي ، دمرت خلال مرحلة التنقيب والبحث عن النفط ما لا يقل عن (7000) شجرة وألحقت أضرارا بحوالي ( 14000) شجرة أخرى. بعد إماطة اللثام عن هذه الأضرار البيئية، بدأت شركة (هيسي) الأمريكية في إنشاء “منطقة غابات كسنزان” شرق مدينة أربيل، كمساهمة منها في دعم البيئة أو للتعويض عن الأضرار البيئية التي تسببت بها. لكن اي انفاق في هذا المجال هو غير مرتبط بأموال دعم البيئة الملزمة للشركات النفطية، حيث تفرض عقودها ان تدفع الأموال للحكومة. وتشير وزارة الموارد الطبيعية في موقعها إلى نشاطين بيئيين فقط قامت بهما شركتان نفطيتان هما: (تاليسمان إنرجي) التي جمعت ما يقرب من مليون زجاجة شرب بلاستيكية في أماكن عملها منذ تموز 2012، وشركة (ماراثون أويل) التي ساعدت في توفير مياه الشرب للقرويين من خلال حفر بئر مياه في قرية (بيستانة) كما شكلت فرق لجمع النفايات من القرى المجاورة في منطقة عمل الشركة بقضاء حرير (٧٠کم شمال شرق أربيل). ونوهت الوزارة إلى أن شركة (ماراثون اويل) تقوم بتحسين بيئة المدينة من خلال برنامج زراعة الأشجار. وتذكر الوزارة ايضاً قيام الشركة المشغلة لحقل طقطق النفطي (TT OPCO) بجمع النفايات من قرى المنطقة. غير أن هذه الأنشطة محدودة جدا مقارنة بتبعات الصناعة النفطية على البيئة ولا تتعلق بالأموال المخصصة للدعم البيئي، وهي مسؤولية أخرى لشركات النفط وفقا للعقود التي وقعتها. المراقبة البيئية لحقول النفط على مسافة 30 كلم جنوب غربي اربيل، يقع أحد أكبر حقول إنتاج النفط في إقليم كردستان، وهو حقل (خورملة)، وتعد هذه المنطقة الأكثر تضررا من الناحية البيئة في الإقليم. فهي تكاد تخلو من الغطاء النباتي، وباتت أرضا جرداء تنتشر فيها عشرات من مصافي ومنشآت النفط غير المرخصة والملوثة. في منتصف نيسان 2025 أعلن مسؤولون محليون في اربيل، وبعد قرار حكومي باغلاق المنشآت النفطية غير المرخصة وتلك التي تخالف المعايير البيئية، عن اغلاق 59 مصفا ملوثا للبيئة في اربيل، مؤكدين ان باقي المصافي يجب أن تلتزم بالإرشادات البيئية الصادرة عام 2020 والا سيتم إغلاقها أيضاً. لكن نشطاء متابعين لعمل تلك المصافي، يخشون ان يكون الاغلاق مؤقتاً ومحدوداً، وان تعود غالبية تلك المصافي للعمل مجددا بعد فترة، كما حصل في عدة مرات سابقة طوال السنوات العشر الماضية. يقول عبد القادر زندين، وهو أحد مزارعي المنطقة: “تشكل الشركات النفطية والمصافي خطرا كبيرا على سكان المنطقة، الدخان المستمر وتراكم النفايات النفطية يزعج الجميع ويزيد من مصاعب حياتنا، في بعض المناطق يصعب الحصول على مياه الشرب”، يقول ذلك وهو يشير بيده الى سحابة رمادية تغطي المكان، قبل أن يضيف وهو يضرب كفيه ببعضهما “على الرغم من ذلك، لا يوجد مشروع بيئي في منطقتنا.. لا توجد جهود لتحسين حياتنا". ويضيف: “أصحاب المشاريع النفطية لم يكتفوا بتلويث البيئة، بل لم يكونوا مستعدين في بعض المناطق حتى لتقديم تعويض مجزي للمزارعين الذين أخذت أراضيهم”. تذكر وزارة الموارد الطبيعية عبر موقعها الرسمي، ان البيئة في إقليم كردستان مدعومة بعدة قوانين لحمايتها، هي: قانون حماية البيئة وإعادة تأهيلها، قانون النفط والغاز، الى جانب عقود المشاركة في الإنتاج. وتؤكد الوزارة انه يتوجب على الشركات قبل الانخراط في أي مشروع وضع دراسة لتقييم الآثار البيئية المترتبة على المنطقة، والأخذ بنظر الاعتبار تعويض الأهالي عن الأضرار الناجمة عن ذلك. على أرض الواقع وبعد سنوات عدّة من بدء المشروعات النفطية ومن تأثيراتها السلبية المتراكمة، أصدرت وزارة الموارد الطبيعية لأول مرة، التوجيه رَقَم 1 لسنة 2015 بشأن تقييم الآثار البيئية للعمليات النفطية في كردستان. الزمت الوزارة من خلاله شركات النفط بتقديم تقارير عن تقييمات الأثر البيئي للأنشطة النفطية، لكن لم يتم الكشف عن محتوى أي تقرير إلى الآن. من جانبها أصدرت هيئة البيئة، عددا من التعليمات بشأن رصد العناصر البيئية ومنع الانتهاكات البيئية ومكافحتها. وتشمل هذه التعليمات التوجيه رقم 2 لحماية وصيانة الهواء لعام 2021 وتوجيه تتبع ومنع الانتهاكات البيئية رقم 2 لعام 2023. ومع ذلك، لم يذكر أي من التعليمات مراقبة عمليات التنقيب عن النفط وإنتاجه، بينما انصب التركيز على مصافي النفط والمولدات والمشاريع الزراعية والبلديات. "ليست لدينا سلطة متابعة ومراقبة عمليات إنتاج النفط”، يقول المسؤول السابق في الهيئة رزاق خيلاني مبررا، ويضيف:”لدى هيئة البيئة فريق رصد يراقب الجوانب البيئية لمختلف المشاريع والمؤسسات، لكنها لم تتابع بعد أياً من الحقول النفطية". ويرجع خيلاني السبب في عدم رصدهم للحقول النفطية: “نعلم أن هناك عقبات في ذلك، وبالتالي لم تذهب فرقنا إلى الحقول النفطية منذ البداية”. تؤكد مختلف المصادر التي تواصلنا معها بينها مصادر بيئية وأخرى صحفية، ان الأراضي التي تحيط بالحقول النفطية مطوقة من قبل القوات الأمنية التابعة للحكومة وعناصر من الشركات الأمنية الخاصة، وأن الوصول الى هذه الحقول غير متاح للإعلام ولا يمكن للصحافيين ووسائل الإعلام الإقتراب من حدودها. يقول الصحافي بلال سعيد: “لا يمكن للصحافيين إجراء تحقيقات صحافية ميدانية في حقول النفط والغاز، لأن إجراءات أمنية وأخرى ادارية مشددة تعيق ذلك”. مع أن هيئة البيئة هي المنظمة البيئية الحكومية الوحيدة في إقليم كردستان، والقوانين تمنحها صلاحيات واسعة، إلا أنها في الممارسة العملية يبدو انه لا علاقة لها بعمل شركات النفط ولم تتمكن من إجراء المراقبة البيئية في الحقول النفطية. يلفت رزاق خيلاني، أن الهيئة “لها علاقة فقط بشركات الخدمات النفطية، وبشكل أساسي من جهة منح الموافقات ومراقبة استيراد واستخدام المواد المشعة”. ويعلق الخبير النفطي د. يادكار صديق، عل ذلك بالقول :”يجب إعطاء هيئة البيئة دورا أكبر في مراقبة البيئة ضمن مناطق المشاريع النفطية وإصدار تقارير مستمرة للرأي العام بما يوضح مستوى التزام الشركات بالمعايير البيئية في ممارسة العمليات النفطية”. مع الوضع البيئي الذي شهد تراجعا مقلقاً في السنوات الأخيرة في العديد من مناطق كردستان من ناحية جودة الهواء والمياه، بحسب نشطاء بيئيين، فان وقف التدهور البيئي بانعكاساته الصحية والمعيشية الخطيرة، بات أولوية قصوى، تضع الحكومة أمام مسؤولياتها. يقول الناشط البيئي آسو كانبي، ان اجراءات تقليل التلوث التي اعتمدتها الحكومة في الفترة الأخيرة عبر اغلاق بعض المصافي غير المرخصة، هي خطوات أولية يجب ان تتبعها انتهاج سياسة رصينة لإحياء البيئة، من خلال صرف التخصيصات الخاصة بالبيئة في محلها، وبشكل خاص تلك الواردة في عقود الشركات النفطية التي تجني ملايين الدولارات، وإلزامها بتعويض الأضرار التي تتسبب بها، والاستجابة بجدية لمواجهة التلوث وتغير المناخ. المصدر: موقع نيريج
عربية:Draw بعد ظهور تقارير إعلامية تفيد بتقديم قطر طائرة "بوينغ" فاخرة لتستخدم كطائرة رئاسية، دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد عن خططه لقبولها كـ"هدية"، فيما نفت قطر أن تكون الطائرة "هدية" أو أنه تم اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن. ورجحت شبكة "آيه بي سي نيوز" التي كانت أول من أذاع النبأ أن تكون طائرة البوينغ 8-747 جامبو أثمن هدية تتلقاها الحكومة الأميركية على الإطلاق، حيث وصفتها بأنها "قصر طائر" ويحظر الدستور الأميركي تحت بند المكافآت، على المسؤولين الحكوميين قبول هدايا "من أي ملك أو أمير أو دولة أجنبية". وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، شنّ ترامب هجوما حادا مدعيا أن الطائرة "هدية" مؤقتة ستذهب إلى وزارة الدفاع وستحل مكان طائرة عمرها اربعة عقود. وأضاف ترامب إن العملية "شفافة"، موجها سهام النقد إلى الديمقراطيين الذين يرغبون في إنفاق المال على طائرة رئاسية جديدة دون داع. من جانبه، قال علي الأنصاري، الملحق الإعلامي في سفارة قطر في واشنطن "إن النقل المحتمل لطائرة للاستخدام المؤقت كطائرة رئاسية قيد الدراسة حاليا بين وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع الأميركية"، مؤكدا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد. واعتبر البيت الأبيض ووزارة العدل أن الهدية قانونية لأنه لم يتم منحها مقابل أي خدمة أو إجراء معين، ما يعني بالتالي أنها ليست رشوة، وفق ما أبلغت مصادر شبكة "آيه بي سي". كما أن الخطوة غير منافية للدستور، على حد قولهما، لأن سلاح الجو الأميركي سيتسلمها أولا قبل تسليمها إلى مكتبة ترامب الرئاسية، وبالتالي لن تُمنح لأي شخص. وذكرت تقارير أن ترامب تفقّد الطائرة التي تملكها قطر في فبراير عندما كانت رابضة في مطار بالم بيتش الدولي. ومن المقرر الإعلان عن الأمر بالتزامن مع جولة ترامب الشرق أوسطية هذا الأسبوع والتي تشمل قطر، وفقا لما ذكرته شبكة "آيه بي سي" وصحيفة "نيويورك تايمز". والرئيس الأميركي غير راض منذ فترة طويلة عن طائرتي الرئاسة أدخلت عليهما تعديلات بشكل كبير. وأعلن في وقت سابق من هذا العام أن إدارته "تبحث عن بدائل" لشركة بوينغ بعد تأخرها في تسليم طائرتين جديدتين. وكانت شركة الطيران الأميركية العملاقة قد وافقت عام 2018 على تسليم طائرتين رئاسيتين من طراز 747-8 بحلول نهاية عام 2024 مقابل 3.9 مليار دولار. لكن إفلاس أحد المتعهدين وتعطل الانتاج بسبب وباء كورونا أجبرا شركة بوينغ على تأجيل التسليم إلى عامي 2027 و2028. ورغم أن الطائرة التي يعرضها القطريون يقال إنها عمرها أكثر من عشر سنوات، إلا أن طائرة بوينغ 747-8 الجديدة يبلغ ثمنها نحو 400 مليون دولار، بحسب خبراء. ويتعين أيضا تجهيز الطائرة بوسائل اتصالات وتحديثات أمنية واسعة النطاق قبل أن تصبح طائرة رئاسية.
عربيةDraw البرنامج النووي الإيراني هو محور التوتر مع إسرائيل، إذ تعتبره تل أبيب تهديدًا وجوديًا، بينما تراه طهران ضمانة رئيسية. وينبع العداء بين إيران وإسرائيل من أسباب مُختلفة مثل توازن القوى والطموح للهيمنة والنفوذ الإقليميين وهناك البُعد الأيديولوجي والديني، في حين يصور البعض الصراع على أنه ثقافي ويُجادل آخرون بأنه أداة لصرف الانتباه أو كسب رصيد سياسي على الساحتين المحلية والإقليمية لكلٍّ من إيران وإسرائيل. وساهم تضافر هذه العناصر وتطورها على مر السنين في ترسيخ التنافس، لكن العامل الحاسم اليوم هو البرنامج النووي الإيراني الذي ازداد دوره المحوري، مع تراجع نقاط الاحتكاك الأخرى عقب إضعاف حزب الله في لبنان، وإسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، والانسحاب العسكري الإيراني منها، وذلك وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي الذي أرجع عدم وقوع مواجهات مباشرة بين البلدين خلال الأشهر الأخيرة إلى تغيير الإدارة الأمريكية. ولا يدور النقاش حول ما إذا كان ينبغي منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، بل حول كيفية القيام بذلك وهو ما يمكن النظر إليه من خلال 3 سيناريوهات رئيسية. اتفاق جزئي إذا استمرت الاتجاهات الحالية على الساحتين الدولية والمحلية، فإن السيناريو الأكثر ترجيحًا خلال الأشهر القادمة هو التوصل إلى اتفاقات جزئية أو مؤقتة توفر قيودًا نووية محدودة، لكنها لا ترقى إلى اتفاق 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الأولى عام 2018. فرغم الضغوط الداخلية والانتكاسات الإقليمية، وانعدام ثقتها بالولايات المتحدة، فقد أظهرت إيران صمودًا ولم تظهر أي استعداد لتقديم تنازلات كبيرة في المجال النووي، مع قبول المفاوضات لتخفيف الضغوط. وبموافقة المرشد الإيراني علي خامنئي والدعم المحلي لاتفاق جديد، من المرجح أن تواصل طهران التفاوض بطريقة مدروسة، بحيث تحافظ على مزيج من العروض والتهديدات بهدف تخفيف مخاطر الهجوم العسكري والترحيب باتفاقيات جزئية تحافظ على قدرتها على المناورة وتساعد في تهدئة التحديات الداخلية والخارجية. وقد تؤدي عوامل أخرى إلى الاتفاق الجزئي، مثل الضغوط الغربية لإبرام اتفاق قبل أكتوبر/تشرين الأول 2025، وهو تاريخ انتهاء صلاحية الآلية الدولية لإعادة فرض العقوبات على إيران، وهناك أيضا القضايا العالمية الأخرى مثل حرب أوكرانيا بالإضافة إلى نفاد صبر ترامب. وقد يُحقق هذا الاتفاق فوائد مؤقتة، مثل وقف التصعيد المباشر بين إيران وإسرائيل التي قد تتجنب تقويض ما يمكن اعتباره "انتصارًا دبلوماسيًا لترامب". ومع ذلك، فإن ترك القضايا الغامضة أو غير المحسومة ضمن الإطار النووي يخلق آلية كامنة لاستئناف المواجهة، وقد يبرر أي نشاط إيراني تعتبره إسرائيل تعزيزًا لطموحاتها النووية، ردود فعل سرية أو علنية. اتفاق شامل ويُعدّ التوصل إلى اتفاق نووي شامل، أفضل من اتفاق 2015 السيناريو الأقل ترجيحًا فرغم ضيق الوقت، هناك فجوة كبيرة بين مطالب الولايات المتحدة والتنازلات التي ترغب إيران في قبولها. ومع ذلك، فإن نهج ترامب قد يزيد من احتمالية التوصل إلى اتفاق أكثر شمولًا فقد تحصل طهران على ضمانات وحوافز إيجابية بفضل مرونة الرئيس الأمريكي الذي يرغب في إنهاء حرب أوكرانيا، وكسب الدعم الروسي للضغط على إيران قد يساعد في التوصل إلى اتفاق شامل جديد. وقد يُؤدي تزايد الضغط الاقتصادي من خلال فرض عقوبات على المصافي الصينية المُشاركة في معالجة النفط الإيراني وأسطول النفط الخام الإيراني إلى خفض صادرات طهران من النفط الخام. كما يعكس النشاط العسكري الأمريكي المتزايد في الشرق الأوسط، وما تبعه من تهديد مباشر لإيران والتعزيزات العسكرية في المنطقة خيارات ترامب المستقبلية. ورغم محدودية الفرص، فإن اتفاقًا نوويًا جديدًا يمدد الجداول الزمنية لإنتاج اليورانيوم العسكري، ويفرض قيودًا دائمة جديدة على التقدم في مجال التسلح، ويعيد التفتيش الدولي، سيوفر فوائد كبيرة للأمن العالمي، ويقلل من خطر الانتشار والصراعات النووية. وقد يكون الاتفاق وسيلة فعالة لتخفيف التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران ويعيد قواعد الاشتباك الأكثر اعتدالًا التي كانت قائمة بين البلدين قبل بضع سنوات فقط. هجوم إسرائيلي في ظل غياب أي حل للقضية النووية، يزداد احتمال توجيه ضربة إسرائيلية مستقلة لإيران، وتظهر هجمات إسرائيل السابقة على البرامج النووية في العراق عام 1981 وسوريا عام 2007 موقف تل أبيب المتصلب وقدرتها على تحمل المخاطر العالية. ويفضل ترامب الحل الدبلوماسي مع الحفاظ على الخيارات العسكرية، بما في ذلك هجوم إسرائيلي، وتقبل إسرائيل السعي إلى اتفاق يفكك البرنامج النووي الإيراني، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبعض التيارات تدعو إلى توجيه ضربة عسكرية إذا تعثرت المفاوضات. وقد تدفع النجاحات الإسرائيلية الأخيرة ضد حزب الله وحماس نحو هذا الهجوم، كما أن الحكومة اليمينية الإسرائيلية الحالية، التي تواجه استنكارًا شعبيًا كبيرًا، قد تفضل إطالة أمد الأزمة الأمنية لتعزيز قبضتها على السلطة. لكن هناك بعض الاعتبارات التي قد تحد من الإطار الزمني للتحرك الإسرائيلي مثل المخاوف من اختراق نووي سريع وسري، واحتمال إنشاء منشآت تخصيب جديدة تحت الأرض، وإعادة بناء أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، التي تدهورت بشدة خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير، واحتمال استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) ضد العمل العسكري بسبب التغيرات في الديناميكيات السياسية والدولية والإقليمية. ويجب أن تعتمد الاستراتيجية الهجومية على عدة عوامل حاسمة خاصة وأن الدعم الاستخباراتي والسياسي عرضة للتعطيل بسبب التطورات غير المتوقعة والديناميكيات الجيوسياسية المتغيرة كما أن الاستعداد العملياتي والتنفيذ الدقيق يخضعان لقيود الوقت والأخطاء البشرية. وفي حين يعتمد التأثير المادي للضربة على نطاقها وهدفها، إلا أن عواقبها الأوسع على الأمن الإقليمي والعالمي ستتشكل أيضًا من خلال إعادة تقييم طهران لموقفها الاستراتيجي، فإذا كان الدعم الخارجي محدودًا والبدائل العملياتية مقيدة، قد تتحول حساباتها نحو سلوك أكثر تحفظًا. المصدر: موقع العين الاخبارية