هه‌واڵ / جیهان

جيمس ستافريديس ربما تكون الحيرة التي تعتريك بشأن ما يجري مع العناصر الأرضية النادرة من الأمور المفهومة بصورة ما. لكن من جهة أخرى، تشير التقارير الإخبارية الواردة إلى أنَّ الصين قد تزيد من حصص إنتاج هذه المعادن خلال الربع الفصلي الجاري كبادرة من حسن النوايا إزاء الإدارة الأميركية الجديدة. غير أن هناك مصادر أخرى تفيد بأنَّ الحكومة الصينية قد تعتزم في نهاية الأمر فرض حظر التصدير على العناصر الأرضية النادرة بصفة كلية لاعتبارات ومخاوف «أمنية»، فما الذي يجري هنا في الحقيقة؟ تحتوي الطبيعة على 17 عنصراً نادراً، هي: لانثانوم، سيريوم، براسيوديميوم، نيوديميوم، بروميثيوم، سماريوم، يوروبيوم، جادولينيوم، تيربيوم، ديسبروسيوم، هولميوم، إربيوم، ثوليوم، إيتربيوم، لوتيتيوم، سكانديوم، وإيتريوم. وفي حين أن الكثير من هذه المعادن ليس نادراً في واقع الأمر من زاوية الرواسب العالمية، إلا أنَّ استخراجها عملية صعبة وباهظة التكاليف. وتستخدم تلك المعادن في الصناعات عالية التقنية، بما في ذلك الهواتف الذكية، والطائرات المقاتلة، والمكونات الداخلة في كافة الأجهزة الإلكترونية المتقدمة تقريباً. ومن الجدير بالذكر بصفة خاصة، أن تلك المعادن ضرورية للغاية في العديد من تقانات الطاقة النظيفة المتوقع ظهورها في المجال العام خلال العقد الحالي. بدأتُ الاهتمام بالعناصر الأرضية النادرة عندما كنت قائداً لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، والمعروفة إعلامياً باسم قوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف). وفي حين أنَّ الشعب الأفغاني يعيش في بلاد وظروف معيشية فقيرة للغاية، إلا أنَّ الدراسات قدرت أنَّ أفغانستان تستقر على مجموعة متنوعة من المعادن تتراوح قيمتها بين تريليون إلى 3 تريليونات دولار أميركي، بما في العناصر الأرضية النادرة. وتشير بعض التقديرات إلى أن مستويات العناصر الأرضية النادرة وحدها تقدر بنحو 1.4 مليون طن متري. ولكن، في كل مرة أحاول زيارة منشأة من منشآت التعدين في أفغانستان يأتيني الرد من فريق الأمن الخاص بي بأنه من الخطير للغاية الإقدام على هذه الزيارة. ومما يؤسف له، ورغم الجهود الهائلة التي تبذلها الولايات المتحدة رفقة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، فإنَّ التحديات الأمنية لا تزال قائمة، الأمر الذي يعيق تدفق استثمارات رأس المال الأجنبي الكبيرة اللازمة لتحقيق الأرباح وجني الثروات. وهذا يرجع بنا مرة أخرى إلى الصين. تسيطر الصين على ما يقرب من 80 في المائة من سوق العناصر الأرضية النادرة، ما بين ما تعمل على استخراجه بنفسها، أو العمليات الجارية على المواد الخام من أماكن أخرى حول العالم. وإذا ما قررت الحكومة الصينية الاستعانة بسلاح تقييد الإمدادات من هذه العناصر – الأمر الذي هدَّدت به بكين مراراً وتكراراً من قبل – فمن شأن ذلك أن يخلق تحديات هائلة أمام المصنعين، فضلاً عن المأزق الجيوسياسي أمام العالم الصناعي. وقد يحدث ذلك بالفعل. ففي عام 2010 هدَّدت الحكومة الصينية بقطع الصادرات إلى اليابان بشأن جزر «سينكاكو» المتنازع عليها بينهما. وقبل عامين، أفادت التقارير الواردة باعتزام الحكومة الصينية النظر في فرض قيود على الصادرات إلى الولايات المتحدة بصورة عامة، وأيضاً ضد عدد من الشركات الأميركية المعينة - مثل شركة الصناعات الدفاعية الأميركية العملاقة لوكهيد مارتن - والتي تعتبرها الصين تمثل انتهاكاً لسياساتها ضد مبيعات الأسلحة المتقدمة إلى تايوان.   وكانت إدارة الرئيس السابق ترمب قد أصدرت أمراً تنفيذياً بشأن تحفيز إنتاج العناصر الأرضية النادرة في البلاد، كما أنشأت «مبادرة حوكمة موارد الطاقة» بهدف تعزيز عمليات التعدين الدولية. ويبذل الاتحاد الأوروبي رفقة اليابان، من بين بلدان أخرى، الجهود الحثيثة سعياً وراء العثور على مصادر جديدة للعناصر الأرضية النادرة. ومع اعتبار التوترات الراهنة، كان من المفاجئ بالنسبة لنا أن تعلن الصين عن زيادة حصص التعدين خلال الربع الفصلي الأول من العام الجاري بنسبة تبلغ 30 في المائة، الأمر الذي يعكس استمرار الطلب القوي والمرتفع على تلك العناصر. غير أن تلك الزيادة التعدينية المعلن عنها تقع في خضم حالة من عدم اليقين الظاهرة، إذ يعمل الحزب الشيوعي الصيني الحاكم على «مراجعة» سياساته ذات الصلة بالمبيعات المستقبلية للعناصر الأرضية النادرة. ومن كافة الزوايا، فإنَّ تكتيكات الزيادة التعدينية تعتبر مؤقتة، حيث تتناسب مع مجريات استراتيجية أوسع نطاقاً. من شأن الحكومة الصينية أن تبذل الجهود الكبيرة بغية إحكام السيطرة الكاملة على إمدادات موارد العناصر الأرضية النادرة على الصعيد العالمي. الأمر الذي يتفق تماماً مع المنهج الجغرافي الاقتصادي في مبادرة «حزام واحد وطريق واحد» الصينية، والتي تحاول الاستعانة بمجموعة متنوعة من الجزر والعصي - الاقتصادية، والتجارية، والدبلوماسية، والأمنية - في إنشاء مناطق النفوذ الجديدة على مستوى العالم. ومن زاوية العناصر الأرضية النادرة ذاتها، يبدو أنَّ الاستراتيجية الصينية تسمح بالوصول المحكم والمدروس بعناية إلى تلك العناصر، بدرجة تجعلها أقل جاذبية من الناحية الاقتصادية لدى المنافسين الساعين إلى الشروع في عمليات الاستكشاف والتعدين باهظة التكاليف. ويتماثل هذا الأمر مع استراتيجية أسواق النفط التي استخدمتها روسيا ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) خلال العقود الماضية. يعتقد بعض دعاة وأنصار السوق الحرة أنَّ الحكومة الصينية لن تتخذ الإجراءات الصارمة الخانقة للعرض، نظراً لأنَّ ذلك يعجل بالانتقام من جهات معنية أخرى أو يؤدي إلى الإسراع في البحث عن مصادر بديلة في الأسواق العالمية. غير أن الأمر المرجح عندي هو إجراء سلسلة من عمليات الإغلاق الموجهة ضد جهات وكيانات معينة، على غرار شركات الصناعات الدفاعية الأميركية، أو شركات صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية في اليابان، أو استهداف الشواغل الصناعية الأوروبية التي أغضبت الصين. الطريق إلى استقلال العناصر الأرضية النادرة بالنسبة للولايات المتحدة ينبغي أن يشتمل على ما يلي: ضمان سلاسل التوريد للعناصر الأرضية النادرة واللازمة لأغراض الأمن القومي، وتعزيز جهود استغلال تلك العناصر محلياً (مع إزالة العوائق الحائلة من دون تنفيذ ذلك بصورة مسؤولة)، تفويض مقاولي الدفاع وغيرهم من الجهات الأخرى المعنية بمشاريع البنية التحتية الحيوية للاعتماد على الذات والاستغناء عن العناصر الأرضية الصينية النادرة، ورعاية جهود البحث والتطوير للعثور على مواد بديلة، لا سيما لصالح تقنيات الطاقة النظيفة، وإنشاء مخزون كبير من هذه العناصر في حالة وقوع المقاطعة الصينية المحتملة. هذا من أجندات الأعمال المهمة لدى الحزبين الكبيرين. كما أنَّ التقييم الاستراتيجي الذي أجرته إدارة الرئيس السابق ترمب لما ينبغي اتخاذه من إجراءات (والذي يتجاوز العناصر الـ17 سالفة الذكر، ويشتمل على إجمالي 35 عنصراً من المعادن المهمة والحيوية) هو تقييم مهم ومدروس بعناية، وينبغي أن يشكل الأساس الذي تبني عليه إدارة الرئيس بايدن رفقة الكونغرس الأميركي. ومن شأن استراتيجية العناصر الأرضية الأميركية النادرة أن تشكل جزءاً واحداً فقط من الحسابات المعقدة لدى الإدارة الأميركية الحالية حال صياغتها لاستراتيجية شاملة معنية بالتعامل مع الصين. وربما يكون تأمين السلام الشامل والدائم في أفغانستان جزءاً من الحل، رغم أن آفاق المستقبل المنظور لا تعد بالكثير.   * أميرال بحري متقاعد بالبحرية الأميركية وقائد عسكري سابق لحلف الناتو وعميد كلية فليتشر للحقوق والدبلوماسية بجامعة تافتس < بالاتفاق مع «بلومبيرغ»


الحصاد DRAW: يمثل صدور تقرير المخابرات الأمريكية الذي رفعت عنه السرية بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ضربة للسلطة والهيبة والمكانة الدولية لواحد من أقوى الرجال في الشرق الأوسط ألا وهو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وقد يكون لتلك الخطوة تداعيات على تعامل الغرب مع المملكة العربية السعودية لعقود قادمة. وبعد الآن فإن تأكيد دور ولي العهد، المعروف بالأحرف الأولى من اسمه إم بي إس، في تلك الجريمة البشعة التي جرت وقائعها في عام 2018، سيجعل من الصعب أكثر من أي وقت مضى إقامة القادة الغربيين صلات علنية به كفرد. العلاقة السعودية-الأمريكية تدخل مرحلة إعادة الضبط ومع ذلك، ففي ظل الوضع الحالي يبدو أن ولي العهد محمد بن سلمان سيكون القوة المهيمنة على العرش السعودي لفترة طويلة جداً. يبلغ محمد بن سلمان من العمر 35 عاما فقط ويتمتع بشعبية واسعة داخل المملكة وخاصة في أوساط الشباب، ويعود ذلك في جانب منه للوطنية وفي جانب آخر للتضييق الشديد على الحريات المدنية حيث أن انتقاد ولي العهد حتى الآن علناً أمر نادر. من هو جمال خاشقجي الذي شغل اختفاؤه العالم؟ توبيخ جو بايدن العلني لمحمد بن سلمان "مقامرة" - التايمز وقد أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أنه يريد التعامل مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وليس نجله ولي العهد محمد بن سلمان، لكن الملك وابنه يعملان بشكل متناغم وثيق للغاية، لذلك فإن هذا التمييز لا معنى له عملياً إلى حد بعيد. ويبلغ الملك سلمان بن عبد العزيز من العمر 85 عاما، وهو في حالة صحية سيئة، وقد سلم بالفعل معظم سلطاته إلى نجله. شريط تقشعر له الأبدان لطالما كانت صلة ولي العهد بمقتل خاشقجي معروفة لمعظم وكالات المخابرات الغربية، ولكن لم يتم فقط الإعلان عن تلك الصلة. وكانت جينا هاسبل، التي رأست وكالة المخابرات المركزية الأمريكية منذ عام 2018 حتى وقت سابق من هذا العام، قد سافرت إلى العاصمة التركية أنقرة حيث استمعت هناك إلى الشريط الصوتي المرعب الذي كان بحوزة المخابرات التركية، والذي يظهر لحظات الرعب التي مر بها خاشقجي داخل القنصلية السعودية حيث تمت السيطرة عليه جسدياً وخنقه من قبل عملاء أرسلوا من الرياض. كما قدمت تركيا التسجيلات الصوتية السرية التي بجوزتها عما جرى داخل القنصلية السعودية إلى أجهزة الاستخبارات الغربية، رغم أن التجسس على الهيئات الدبلوماسية أمر مخالف للأعراف المتبعة لكن تم تجاهل ذلك إلى حد كبير. التعليق على الفيديو، جمال خاشقجي: تسجيلات سرية تكشف تفاصيل عن مقتل الصحفي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول وقال مسؤولون أمريكيون إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية خلصت "بدرجة متوسطة إلى عالية من اليقين"إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان كان متواطئاً. ماهي ملفات بن سلمان الشائكة التي ينتظر موقف بايدن منها؟ لكن خلال وجود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض ظل تقرير المخابرات الأمريكية طي الكتمان حتى لا يحرج حليفه المقرب في الرياض، لكن اختفى الآن ذلك الغطاء الذي وفره ترامب. لم يكن المفضل لدى واشنطن لم يكن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الخيار المفضل لواشنطن ليصبح الملك القادم. كان الرجل المفضل لدى واشنطن هو الأمير محمد بن نايف الذي كان الشخص التالي في ترتيب ولاية العرش حتى أطاح به محمد بن سلمان في عام 2017. صدر الصورة،AFP التعليق على الصورة، كان الأمير محمد بن نايف هو المفضل لدى واشنطن وكما هو معروف فإن محمد بن نايف قيد الاعتقال حاليا بتهم الفساد والتآمر ضد ولي العهد، وهو ما تنفيه أسرته. من هو محمد بن نايف ولي العهد السعودي المعزول؟ نيويورك تايمز: الليلة التي لم ينم فيها محمد بن نايف وكان محمد بن نايف، لسنوات عديدة، أهم حليف لأمريكا داخل العائلة المالكة السعودية. وكان محمد بن نايف يتولى منصب وزير الداخلية لسنوات عديدة وقضى بنجاح على نشاط القاعدة في السعودية وأقام علاقات وثيقة مع وكالة المخابرات المركزية من خلال رئيس استخباراته سعد الجبري الذي يعيش الآن في منفاه في كندا. ورفع جبري مؤخراً أمام القضاء دعوى ضد محمد بن سلمان تتهمه بإرسال فرقة اغتيال لقتله. سعد الجبري: لماذا تسعى السعودية إلى إعادته؟ من هو محمد بن نايف ولي العهد السعودي المعزول؟ محمد بن سلمان ينفي إرسال فريق اغتيال إلى كندا لتصفية مسؤول سعودي سابق إذن فإن لولي العهد الحالي سجل حافل لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. لا تزال الولايات المتحدة بحاجة إلى علاقة عمل جيدة مع الديوان الملكي السعودي نظراً للتهديد المستمر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية والإرهاب الذي يعد تنظيم القاعدة مصدر إلهام له، لكنها تفضل كثيرا التعامل مع شخصية موثوقة ومستقرة مثل محمد بن نايف بدلاً من شخصية لا يمكن التنبؤ بها مثل محمد بن سلمان. هدية لإيران ويعد أي أمر يقوض الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية بمثابة هدية لإيران، منافس السعودية الإقليمي. صدر الصورة،REUTERS التعليق على الصورة، وجد محمد بن سلمان في دونالد ترامب حليفاً بينما جو بايدن لا يحبذ التعامل معه فعلى الرغم من سنوات من العقوبات خلص الخبراء مؤخرا إلى أن إيران باتت صاحبة اليد العليا في الشرق الأوسط حيث وسعت نفوذها الاستراتيجي من خلال الميليشيات التي تعمل بالوكالة عنها في لبنان وسوريا والعراق واليمن، تاركة السعوديين محاصرين. وعندما أعلن الرئيس بايدن عن تعليق مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية التي تقود حربا في اليمن، سارع المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران إلى الاستفادة من ذلك، فقد تقدموا على عدة جبهات منذ ذلك الحين مدركين أن حظر الأسلحة يحد من قدرة عدوهم. كل ما تريد معرفته عن مقتل جمال خاشقجي الولايات المتحدة: ولي العهد السعودي وافق على قتل خاشقجي كيف أثر مقتل خاشقجي في صورة محمد بن سلمان؟ إدارة بايدن تستعد لنشر تقرير سري حول مقتل جمال خاشقجي ومن المرجح أن يدفع كل ذلك القيادة السعودية، على المدى الطويل، نحو تنويع شراكاتها في مجال الدفاع والأمن وربما فتح أبواب جديدة أمام لروسيا والصين. وقد تدفع أيضا بالرياض إلى بناء علاقات أوثق مع إسرائيل التي تشاركها المخاوف من التوسع الإيراني والانتشار النووي.


الحصاد draw: سكاي نيوز بعد مرور ستة أشهر على انفجار مرفأ بيروت المدمر، لم تتمكن السلطات اللبنانية من كشف كل ملابسات الكارثة التي أودت بحياة العشرات ودمرت أحياء بكاملها، بل إنها أقصت القاضي المسؤول عن القضية. وأفاد مراسلنا في بيروت، الخميس، بأن محكمة لبنانية، استبعدت القاضي المشرف على التحقيقات في انفجار المرفأ، فادي صوان في خطوة ستؤدي إلى تأخير التحقيق في الكارثة، الذي يعاني من بطء أصلا. ووافقت محكمة التمييز على طلب الوزيرين السابقين المنتميان إلى حركة أمل غازي زعيتر وعلي حسن خليل نقل ملف انفجار مرفأ بيروت من القاضي فادي صوات إلى قاض آخر. وسيترتب على هذا القرار، تعليق التحقيقات في الانفجار المدمر، إلى حين تعيين قاض جديد. وقال مسؤول قضائي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام، إن مكتب المدعي العام تلقى نسخة من القرار، مشيرا إلى أن جميع الاستدعاءات الآن متوقفة منذ أن طُلب من صوان التنحي، وفق "فرانس برس". أخبار ذات صلة ومن المقرر أن تقترح وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم اسم قاض جديد ليستلم، ثم سيتم طرح الاسم على المجلس الأعلى للدفاع للموافقة عليه. وكان زعيتر وخليل تقدما بمذكرة أمام النيابة العامة التمييزية لنقل الدعوى من صوان إلى قاض آخر، بعد اتهامه بتجاوز صلاحياته وخرق الدستور بالادعاء عليهما ونائبين في البرلمان بتهمة الإهمال والتسبب بانفجار مرفأ بيروت. ووجه صوان أيضا اتهاما إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، بالإهمال على خلفية الانفجار المدمر. وما زال اللبنانيون ينتظرون إجابات بعد مرور أكثر من ستة أشهر على انفجار كمية من نترات الأمونيوم كانت مخزنة بالمرفأ لسنوات في وضع لا يضمن السلامة مما أدى لمقتل 200 شخص وإصابة الآلاف وتدمير أحياء بأكملها. وطالبت القوى الدولية مثل الولايات المتحدة وفرنسا بالإسراع في التحقيق في الكارثة، مع بطء خطوات السلطات اللبنانية في هذا الاتجاه. ويواجه التحقيق في الكارثة معارضة سياسية شرسة، على ما تنقل وكالة "رويترز"، مشيرة إلى رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، وميليشيات حزب الله. وقال وليام نون وهو شقيق رجل إطفاء لقي حتفه في الانفجار "لمابلش (لما بدأ) القاضي يدق فيهن (يحقق معهم) شالوا دغري ( أزاحوه)". وقالت هيومن رايتس ووتش إن استبعاد القاضي بناء على شكوى من سياسيين "إهانة" للضحايا. كان الانفجار الذي اعتبر أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ، واحدا من أكثر تجارب لبنان صدمة وترويعا.  


الحصاد draw: فابريس بالونش - معهد واشنطن لم يتغيّر الوضع كثيراً على الحدود السورية خلال العامين الماضيين. وتعارض روسيا وشركاؤها في "عملية أستانا"، وإيران وتركيا، أي جهود رسمية لتقسيم البلاد أو ترسيخ وجود كيان كردي منفصل في الشمال. وحتى لو انسحبت القوات الأمريكية بالكامل من الشرق، فستبقى البلاد في أيدي "ثلاثية أستانا"، لذلك ليس أمام الأسد خيار في هذا الشأن. بالمعنى الرسمي، على الأقل، بالكاد تغيّر الوضع على الحدود السورية خلال العامين الماضيين. فما زالت الأجندة الغربية تستبعد أي حل دولي، مماثل لما تم التوصل إليه في "اتفاق دايتون" المبرم في دول يوغسلافيا السابقة. وتعارض روسيا وشركاؤها في "عملية أستانا"، وإيران وتركيا، أي جهود رسمية لتقسيم البلاد أو ترسيخ وجود كيان كردي منفصل في الشمال. علاوة على ذلك، تسببت المشاكل الناتجة عن تقسيم السودان بنشوء شكوك جدية لدى صناع السياسة الغربيين حول جدوى مثل هذا الحل لسوريا. ومع ذلك، لم تمنع أي من هذه الاحتمالات الدولية المجهضة القوى الخارجية من تقسيم البلاد بشكل غير رسمي إلى مناطق نفوذ متعددة والسيطرة من جانب واحد على معظم حدودها، وبالتالي حرمان نظام الأسد من أداة رئيسية للسيادة. Open image الحدود تُخبِر قصة السيادة الحقيقية من المؤكد أن استراتيجية النظام السوري لمكافحة التمرد قد أتت بثمارها داخل البلاد. فقوات بشار الأسد تسيطر الآن على ثلثي الأراضي السورية، من بينها جميع المدن الرئيسية الست (دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس ودرعا ودير الزور)، بالإضافة إلى 12 مليون نسمة من أصل عدد السكان الإجمالي المقدر بـ 17 مليون (ما زال 7 ملايين سوري يعيشون في الخارج كلاجئين). وهذا تحوّل كامل عن وضع النظام السيئ في ربيع 2013 عندما كانت قوات الأسد تسيطر على خُمس مساحة البلاد فقط. ومع ذلك، تُعتبر الحدود رمز السيادة بلا منازع، ولا يزال سجل أداء النظام خالياً تقريباً على هذا الصعيد. ويسيطر الجيش السوري على 15 في المائة فقط من الحدود البرية الدولية للبلاد، في حين تتقاسم جهات فاعلة أجنبية الحدود المتبقية. الغرب والجنوب: سيطرة وهمية للنظام يسيطر حالياً «حزب الله» وميليشيات شيعية أخرى مدعومة من إيران على حوالي 20 في المائة من حدود البلاد. وعلى الرغم من أن سلطات الجمارك السورية هي المسؤولة رسمياً عن إدارة المعابر مع العراق (البوكمال)، والأردن (نصيب)، ولبنان (العريضة وجديدة يابوس وجوسية والدبوسية)، إلّا أن السيطرة الحقيقية تكمن في الواقع في أماكن أخرى. ويحتل «حزب الله» الحدود اللبنانية، وأقام قواعده على الجانب السوري (الزبداني والقصير) التي يسيطر منها على منطقة القلمون الجبلية. وبالمثل، تدير الميليشيات الشيعية العراقية كلا جانبي الحدود من البوكمال إلى التنف. وتمتد قبضة القوات الموالية لإيران أيضاً إلى العديد من المطارات العسكرية السورية، والتي غالباً ما تكون بمثابة وسيلة لنقل الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى «حزب الله» وخط المواجهة مع إسرائيل في مرتفعات الجولان. ويكشف هذا الوضع عن اندماج سوريا الكامل في المحور الإيراني. Open image   بعد استعادة الجيش السوري سيطرته على الجنوب في حزيران/يونيو 2018، عاد إلى الحدود الأردنية وأعاد فتح معبر "نصيب" في جو احتفالي كبير. لكن حركة المرور لا تزال محدودة جداً حالياً، ووجود الجيش في محافظة درعا سطحي. ولإخماد المقاومة المتنامية في المنطقة بسرعة، اضطر النظام إلى توقيع اتفاقيات مصالحة بوساطة روسية، تاركاً الفصائل المتمردة المحلية تتمتع باستقلالية مؤقتة وحق الاحتفاظ بأسلحة خفيفة. وحافظ المتمردون السابقون أيضاً على روابط قوية عبر الحدود عن طريق الحدود الأردنية، مما يمنحهم مصدراً محتملاً للدعم اللوجستي في حالة نشوب صراع جديد (وفي غضون ذلك الحصول على دخل مربح للغاية من عمليات التهريب). الشمال: وكلاء الأتراك والقوات الروسية في عام 2013، بدأت تركيا في بناء جدار حدودي في منطقة القامشلي، معقل الأكراد السوريين. ومنذ ذلك الحين وسّعت هذا الحاجز على طول الحدود الشمالية بأكملها. وكان أحد الأهداف منع التسلل: أولاً من قبل «حزب العمال الكردستاني»، وهي جماعة تعتبرها أنقرة عدوّها الداخلي الرئيسي والمنظمة الأم للفصائل الكردية التي تسيطر على أجزاء كبيرة من شمال سوريا؛ ولاحقاً من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية»، بعد موجة من الهجمات الإرهابية الجهادية التي هزت تركيا في عام 2015. وكان الهدف الآخر هو منع تدفق المزيد من اللاجئين السوريين إلى تركيا، التي تستضيف بالفعل 3.6 مليون لاجئ. ولا يزال العبور الفردي ممكناً عبر السلالم والأنفاق، لكن الشرطة التركية توقف معظم هؤلاء المهاجرين وتعيدهم بعنف إلى سوريا. وفي الواقع، إن الجزء الوحيد من الحدود الشمالية الخاضعة لسيطرة الأسد هو معبر "كسب" شمال اللاذقية، وحتى هذا المعبر تم إغلاقه من الجانب التركي منذ عام 2012. ومن "كسب" إلى أقصى الحدود الشرقية، يتم السيطرة على الجانب السوري من الحدود تباعاً على النحو التالي: المناطق حتى خربة الجوز من قبل الثوار التركمان الموالين لتركيا المناطق بين جسر الشغور وباب الهوى من قبل الجماعة الجهادية العربية السنية «هيئة تحرير الشام» المناطق حتى نهر الفرات من قبل الثوار الموالين لتركيا المعروفين بـ «الجيش الوطني السوري» المناطق حول كوباني من قبل الجيش الروسي و«قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد المناطق بين تل أبيض ورأس العين من قبل «الجيش الوطني السوري» المناطق من رأس العين حتى نهر دجلة من قبل الجيش الروسي و«قوات سوريا الديمقراطية» في تشرين الأول/أكتوبر 2019، شنت تركيا هجوماً عبر الحدود في الشمال، مما دفع القوات الأمريكية إلى الانسحاب من معظم الأراضي في "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" التي يسيطر عليها الأكراد. وبعد ذلك، سيطرت روسيا على مناطق الاتصال بين «قوات سوريا الديمقراطية» وتركيا ومناصريها في «الجيش الوطني السوري» وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في سوتشي في ذلك الشهر نفسه. وحلّت الدوريات الروسية-التركية محل الدوريات الأمريكية-التركية على خطوط التماس هذه لضمان انسحاب «قوات سوريا الديمقراطية» من منطقة الحدود التركية. وعلى الرغم من أنه قد طُلب من قوات الأسد نشر بضع مئات من الجنود على طول تلك الحدود، إلّا أن وجود هذه القوات رمزياً فقط. ومنذ ذلك الحين، انطلقت الدوريات الروسية باتجاه الشرق، في محاولة لإقامة موقع في مدينة المالكية (ديريك باللغة الكردية) والسيطرة على المعبر مع العراق في سيمالكا/فيشخابور، وهو طريق الإمداد البري الوحيد المتاح للقوات الأمريكية في شمال شرق سوريا. معبر حدودي واحد لا تزال كافة المعابر الشمالية إلى تركيا مغلقة، كما يمنع الجدار الحدودي أنشطة التهريب. وهذا الأمر يجعل معبر سيمالكا/فيشخابور النافذة الدولية الوحيدة أمام "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا". وعلى الجانب العراقي من الحدود الشرقية لسوريا، كانت الميليشيات الشيعية مسؤولة عن معظم المناطق منذ خريف 2017، عندما فقدت «حكومة إقليم كردستان» سيطرتها على الأراضي المتنازع عليها بين كركوك وسنجار. ولكن الأهم من ذلك، لم تشمل هذه الأراضي المفقودة فيشخابور. وتسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» على الجانب السوري من الحدود بدعم من القوات الأمريكية، لكن الوكلاء الإيرانيين منعوها ومنعوا غيرها من الجهات الفاعلة من استخدام أي معابر أخرى، وذلك جزئياً بمساعدة التعاون الدبلوماسي الروسي. على سبيل المثال، تم إغلاق معبر اليعربية الحدودي الرسمي أمام المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة منذ أن استخدمت روسيا حق النقض ضد تجديدها في مجلس الأمن الدولي في كانون الأول/ديسمبر 2019. ومن بين التداعيات الأخرى لهذا القرار هو أنه يجب أولاً إرسال جميع مساعدات الأمم المتحدة إلى "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" بالكامل، إلى دمشق قبل أن يتم نقلها إلى الشمال الشرقي من البلاد. لذلك يُعتبر معبر سيمالكا/فيشخابور أمراً حيوياً للبقاء السياسي والاقتصادي للمنطقة التي تتمتع بالحكم الذاتي، حيث يمثل نقطة الدخول الوحيدة للمنظمات غير الحكومية العديدة التي تعمل فيها وتوفر دعماً أساسياً للسكان المحليين. ومع ذلك، لا تزال الحكومة السورية تَعتبر الدخول عبر هذا المعبر جريمة يُعاقب عليها بالسجن لفترة تصل إلى خمس سنوات، لذلك يجب أن تحرص المنظمات غير الحكومية التي تدخل منطقة "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" من العراق على أن لا تقوم بأي أنشطة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. فأي منظمة غير حكومية تتقدم بطلب للحصول على تفويض من "الهلال الأحمر العربي" السوري من أجل العمل في مناطق النظام، عليها أن تتعهد بعدم تنفيذ أي أنشطة تتضمن العبور إلى "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" من الدول المجاورة. ومن المحتمل أن يكون تعنّت النظام بشأن القضايا الإنسانية هو طريقة الأسد لمحاولة إعادة تأكيد سيطرته على جانب واحد على الأقل من السيادة الحدودية. في غضون ذلك، لا تزال الدوريات الروسية تحاول الوصول إلى سيمالكا واختبار مقاومة «قوات سوريا الديمقراطية»، وقد هددت الميليشيات العراقية مراراً وتكراراً بالاستيلاء على فيشخابور.   مستقبل السيادة المحدودة فشل نظام الأسد في إعادة بسط سيطرته على سماء سوريا ومياهها الإقليمية، بالإضافة إلى تنازله عن معظم حدوده البرية لروسيا وتركيا وإيران والولايات المتحدة. وتخضع المناطق البحرية للبلاد للمراقبة من قبل قوات من القاعدة الروسية في طرطوس، ويتم التحكم في معظم مجالها الجوي من القاعدة الروسية في حميميم. وتعتمد إيران على الأصول الجوية الروسية للحماية من الضربات الإسرائيلية - وهي ضمانة محدودة في أحسن الأحوال، لأن روسيا لا تحمي عمليات طهران الأكثر استفزازاً مثل نقل الصواريخ إلى «حزب الله» أو تعزيز مواقعه في الجولان. ومن جانبها، تحتفظ الولايات المتحدة بممر جوي بين نهر الخابور والحدود العراقية، حيث تتواجد آخر قواتها البرية. وعلى الرغم من التصريحات العلنية التي تدلي بها دمشق بين الحين والآخر حول استعادة سيطرتها على كافة الأراضي السورية، إلّا أنها تبدو راضية في الخضوع لهذه اللعبة من القوى الأجنبية وبسط سيادتها المحدودة على عدد أقل من الأراضي على الأمد الطويل. وحتى لو انسحبت القوات الأمريكية بالكامل من الشرق، فستبقى البلاد في أيدي "ثلاثية أستانا"، لذلك ليس أمام الأسد خيار في هذا الشأن.  


الحصاد draw: أسامة أبو ارشيد - العربي الجديد في زمن الإعلام الرقميّ، ترى اليوم العجب العجاب. مهرّجون تحولوا مشاهير ومرجعيات. وهرطقات سخيفة يقتبسها كثيرون على أنها معلومات مُوَثَّقَةٌ وتحليلات رصينة. وجماهير تعد بعشرات الألوف، بل مئاتهم. والأدهى أن يناطح رُوَيْبِضَةٌ قامات علمية أو فكرية أو أكاديمية باسقة، محاججاً إياهم، بل وزاعماً نقض أفكارهم وطروحاتهم ونتاج خبراتهم. الرويبضة هو تعبير نَبَوِيٌّ جاء في حديث شريف، يُوَصِّفُ الحال السابق الذي قدمنا به، وفيه: "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصَدَّقُ فيها الكاذب وَيُكَذَّبُ فيها الصادق، وَيُؤتَمَنُ فيها الخائن وَيُخَوَّنُ فيها الأمين، وَيَنْطِقُ فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة" (الإمام أحمد). إذا لم يكن هذا توصيفاً لواقع الحال، فماذا يكون؟ من حق كل إنسان أن يكون له رأيه وتحيزه الإيديولوجي والسياسي الخاص. كما من حق كل شخصٍ أن يعبر بحرية عمَّا يؤمن به ويتبناه. لكن أن يزعم المرء أنه متخصّص في أمر لا يفقه فيه شيئاً، ويحاكم أصحاب التخصص والخبرة، في سياق من التفاهة وسلاطة اللسان والوقاحة، فذلك أمر آخر. أكبر من ذلك أن ترى هؤلاء السخفاء يَهيمونَ في كل علم وتخصّص، لا يفرق عندهم أن يكون موضوعاً دينياً أو علمياً أو فلسفياً أو لغوياً أو فكرياً أو سياسياً معقداً. وهم فوق ذلك لهم أتباع ومؤيدون لا يحصون. أما ثالثة الأثافي فهي أن تجد بين معجبي هؤلاء المهرّجين أشخاصاً كنت تحسبهم مثقفين واعين، يروّجونهم، ويحيلون في معلوماتهم إليهم، ويعتمدون في تحليلاتهم عليهم. إذا كان هؤلاء المهرّجون يدخلون في سياق "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة"، فكيف لنا أن نصف أولئك الذين يعدّون أنفسهم نخباً وهم يتبعون تفهة جُهَّالاً؟ مهرّجون تحولوا مشاهير ومرجعيات. وهرطقات سخيفة يقتبسها كثيرون على أنها معلومات مُوَثَّقَةٌ وتحليلات رصينة كثيراً ما تقف مشدوهاً وأنت تتابع بعض تلك النماذج من الرويبضات يسرحون ويمرحون في فضاءات وسياقات تكاد تختنق حسرة وكمداً على عِلْمٍ يُهان وأخلاق تداس. ذاك يحاكم كتاباً لمفكر معروف يشهد له أصالة نتاجه وعميق طرحه، وينتهي إلى أن عملاً من أعماله منتحل! هكذا وبزفرة واحدة تجد عشرات الآلاف من المعجبين والمؤيدين لجريمة اغتيال معنوي. وآخر يَخْتَلِقُ أحداثاً وسيناريوهات خيالية في تحليل حدث سياسي خطير، بحيث تشعر وكأنك أمام فيلم رديء الإنتاج والحبكة الدرامية. أما إذا انتقدت شطحاته فالتهمة جاهزة: أنت تغار منه! وثالث يقدّمه بعض الإعلام الذي كنت تحسبه جادّاً ورصيناً، على أنه "خبير" في الشؤون الفلانية والفلانية، حتى وإن كان يتحدّث من مرحاض دكانه! المشكلة أن ما يقدّمه من "معلومات" و"تحليلات" هي الخَبَلُ ذاته، إذ إنها تقوم على معطيات خاطئة وفرضيات غير صحيحة. ورابع يصرّ على لازمة "خبير استراتيجي"، من دون أن يتجرأ أحد أن يسأل خبيرا استراتيجيا في ماذا؟ وخامس ينتحل صفة تدريس في جامعة أو درجة الدكتوراة، أو أنه يصمت تواطؤاً وهو يُعَرَّفُ بهما صباح مساء من دون أن يحاول تصحيح الأمر، هذا إذا افترضنا جدلاً أن الخطأ هو من الجهة المُسْتَضيفَةِ. وسادس يظن أن شهادة في الطب العام أو غيره تؤهله أن يكون خبيراً في الأوبئة والأمراض المعدية وعلم اللقاحات، ومن ثمَّ تراه يَتَجاسَرُ، أو إن شئت الدقة فقل يَتَواقَحُ، وهو يصول ويجول في الحديث عن نظريات المؤامرة في وباء كورونا واللقاحات المعروضة. لا أجزم بسلامة اللقاحات وعدم وجود أعراض جانبية لها، ولكني لست أهلاً للحديث في الأمر بحكم التخصّص. درجة الدكتوراة أو الموقع الوظيفي لا يصنعان وحدهما قيمة المرء وما يطرح، بل قيمة الطرح، بالدرجة الأولى، تكون في عمقه ورصانته ما سبق ليس مبالغات ولا تهيؤات، بل هي حقائق صادمة وَمُرَّةٌ نعيش معها كل يوم، ولولا مخافة إثارة حزازات لسميت أسماء بعينها. وكما سبق القول، فإن المسؤولية لا تنحصر في الرويبضات، بل في من يُمَكِّنُ لهم ويروج سفاهاتهم، خصوصاً في بعض وسائل الإعلام التي يظنها الناس جادّة ورصينة، وبالتالي تكون متواطئة في خداع الناس وتجهيلهم. وجدت نفسي غير مرة في برامج تلفزيونية مشتركة مع أشخاصٍ عرب من هذا الطراز. أحدهم يُقَدَّمُ دائماً على أنه أستاذ قانون في جامعة أميركية عريقة وعضو في أحد المجالس الاستشارية للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب. تقصّيت عن الرجل بعد أن فوجئت بمستوى "تحليله" الضعيف، فلم أجد له ذكراً لا في الجامعة المعنية، ولا غيرها، ولا في أي مجلس استشاري رئاسي. اللافت أني وجدت أن صحافياً أميركياً يعمل في موقع غير مشهور كان قد واجهه يوماً بهذا الانتحال، فما كان منه إلا أن أجابه بأنه لم يزعم صفة الاستشارية، وأن هذا خطأ من يقدمونه. المشكلة هنا أنه لم يحاول يوماً أن يصحّح ذلك "الخطأ"، بل يبدو دوماً مز�وّاً به. أما المصيبة الأكبر فهي إني عندما حاولت أن أنبه بعض المحطات التلفزيونية التي تربطني بها علاقة وثيقة إلى هذا الخلل، قيل لي من بعض العاملين فيها إنهم مضطرون إلى مسايرة هذا الدجل، حتى يظهروا بمظهر من استقطب شخصية رفيعة في الإدارة الأميركية! قس على المنوال السابق ذلك الشخص الذي كثيراً ما يزعم أنه التقى مسؤولين أميركيين كباراً وناقش معهم قضية بلاده، على الرغم من أنه لا يتكلم الإنجليزية أصلاً. وفي أحيان أخرى، أشار إلى مُحاججات وقعت بينه وبين مسؤولين آخرين في لقاءات، كنت فيها، وشاركنا جميعاً عبر تقنية الفيديو كونفرانس بسبب كورونا، وأقسم أنه لم ينبس ببنت شفة! المسؤولية لا تنحصر في الرويبضات، بل في من يُمَكِّنُ لهم ويروج سفاهاتهم، خصوصاً في وسائل إعلام يظنها الناس جادّة درجة الدكتوراة أو الموقع الوظيفي لا يصنعان وحدهما قيمة المرء وما يطرح، بل قيمة الطرح، بالدرجة الأولى، تكون في عمقه ورصانته. وما دام فينا من ما زال يقتنع بخزعبلات التافهين من الناس وحماقاتهم وتدليسهم ودجلهم، وما دام بقي فينا من يروّجهم إعلامياً وعلى مستوى من يفترض أنهم من النخب، فإننا سنبقى ندور في دائرة الجهل والتخلف. وبالمناسبة، هذه ليست مشكلة حصرية عند العرب، وواحدة من الأمور التي تعلمناها من سنوات ترامب الرئاسية الأربع، وما زلنا، أن الرويبضات موجودون في كل ثقافة ومجتمع. كلمة أخيرة، لا يعيب المرء إن لم يكن تلقى تعليماً عالياً، أو إن لم يكن من أهل الاختصاص والرأي والمكانة، لكن ما يعيبه أن يزعم ذلك لنفسه وهو مجرد خواء. أيضاً، يعيب بعض أصحاب التخصصات المحدّدة أن يُنَصِّبوا أنفسهم مراجع في كل أمر وشأن، على الرغم من أن نتاجهم في مجالاتهم يدخل في سياق سَقَطِ المَتاع.  


الحصاد draw: سكاي نيوز قال أطباء إن الأشخاص يمكن أن يصابوا بفيروس كورونا، المسبب لوباء كوفيد-19، مرتين، وأنهم يمكن أن يعانوا من نوبتين منفصلتين تماما من المرض، وذلك في غضون 4 أشهر فقط. ويأتي التحذير بعد ظهور أدلة على رجل أصيب بالفيروس مرتين خلال 4 أشهر، دون ظهور أعراض واختبارات سلبية متسلسلة للفيروس. ويقول الأطباء إن العدوى الأولى الحادة بفيروس كورونا قد تتبعها أعراض أكثر اعتدالا في المرة الثانية. الجدير بالذكر أنه تم الإبلاغ عن عدد قليل جدا من حالات الإصابة بالفيروس مرتين، وفقا لما ذكره موقع سكاي نيوز البريطاني. وأشارت دراسات سابقة إلى إمكانية الإصابة مرة أخرى بالعدوى، لكنها تميل إلى الإشارة إلى حصول الناس بشكل عام على بعض المناعة لأكثر من 4 أشهر. ويقول الخبراء، الذين سلطوا الضوء على الحالة في مجلة "بي أم جاي كايس ريبورتس"، إنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان هذا يمثل في الواقع استمرار للإصابة الأولى بالفيروس، بدلا من الإصابة الجديدة بالعدوى الحقيقية. ويقول مؤلفو الدراسة التي تمت مراجعتها من قبل نظراء: "مع تطور وباء كوفيد-19، أظهرت التقارير الناشئة أن عودة الإصابة بفيروس كورونا الجديد ممكنة". وشددوا على أهمية إجراء مزيد من الدراسات، مشيرين إلى أنه ومن المؤكد أن الملاحظات المستقبلية ستلقي مزيدا من الضوء على هذا، إذا ثبتت صحة هذه الفرضية. وأشار الخبراء إلى أنه "لم يتم تحديد دور وجود أو عدم وجود الأجسام المضادة بعد الإصابة الأولية لدى الناجين من الإصابة بالفيروس، ودورها في التخفيف من خطر الإصابة مرة أخرى بكوفيد-19. ومع ذلك، فمن المعقول أن هذا التراجع في المناعة أو عدم وجود الأجسام المضادة بعد النوبة الأولى من عدوى كورونا قد تجعل الشخص أكثر عرضة للعدوى مرة أخرى".    حالة دراسية وتتضمن الحالة التي أبرزها المؤلفون رجلا في الأربعينيات من عمره تم إدخاله إلى المستشفى مصابا بعدوى خفيفة من كوفيد-19، بعد 4 أشهر من نوبة أولية شديدة من المرض في أبريل 2020. وكان المريض يعاني من داء السكري من النوع 2 يتم التحكم فيه جيدا، بالإضافة إلى معاناته من غدة درقية غير نشطة، إلى جانب السمنة، وهي عوامل الخطر المعروفة للإصابة الشديدة بكوفيد-19. وعندما أصيب لأول مرة، تم نقله إلى المستشفى بسبب صعوبات في التنفس وأزيز حاد ناجم عن تعطل تدفق الهواء إلى الرئتين. وأصيب بفشل في الجهاز التنفسي، وتطلب تهوية ميكانيكية بواسطة جهاز التنفس الصناعي، بالإضافة إلى مميعات الدم، إلى جانب العديد من الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج كوفيد-19. وخلال إقامته في المستشفى لمدة شهرين، أصيب بمجموعة من المضاعفات الخطيرة قبل أن تستقر حالته ويخرج إلى مرفق رعاية الحالات الحادة لإعادة تأهيله. وفي الحالة الثانية في أغسطس 2020، أثبتت إصابته بفيروس كورونا، بعد 4 اختبارات سلبية خلال الأشهر الثلاثة السابقة، وبقي في المستشفى ليوم واحد فقط. ثم نُقل إلى المستشفى مرة أخرى بعد أسبوعين، وبقي فيه لمدة أسبوع آخر.    إصابة ثانية أم استمرار المرض؟ واقترح المؤلفون أن نتائج الاختبار الإيجابية التي تفصل بينها عدة أشهر قد تكون بسبب الإصابة مرة أخرى بالفيروس، لكنهم أضافوا أن الأعراض الأكثر اعتدالا في المرة الثانية يمكن أن تكون نتيجة المناعة المتبقية من العدوى الشديدة الأولى. وقال داني التمان، أستاذ علم المناعة في إمبريال كوليدج لندن، لشبكة سكاي نيوز إنه بينما لم يكن هناك سوى 100 حالة مؤكدة في جميع أنحاء العالم من الإصابة مرة أخرى، فإن محادثاته مع الأطباء تشير إلى أنها "أكثر شيوعا مما كنا نتخيل". وأضاف: "يمكن أن تحدث إعادة العدوى إلى حد ما". وأوضح ألتمان أنه على الرغم من أن النوبات الثانية من المرض قد تكون أقل حدة، بسبب الأجسام المضادة المتبقية، إلا أن دراسة جديدة أجريت في البرازيل قدمت أدلة مقلقة على عكس ذلك. وقال إن البحث وجد أن 30 من العاملين في مجال الرعاية الصحية في نفس المركز أصيبوا بالفيروس للمرة الثانية، وهو ما يمثل معدل الإصابة بنسبة 7 في المئة، وأنهم كانوا يعانون من أعراض أسوأ مما كانت عليه أثناء الإصابة الأولى.      وقال: "واحد ممن أصيبوا بالفيروس بشكل معتدل في المرة الأولى، توفي في المرة الثانية". وأضاف أنه كان من الصعب معرفة ما إذا كانت مثل هذه الحالات نتيجة لمتغيرات متحولة للمرض، أو أن المصابين في المرة الأولى لم يطوروا أجساما مضادة. وأظهر تقرير صادر عن هيئة الصحة العامة في إنجلترا، نُشر في يناير، أن الأجسام المضادة من عدوى فيروس كورونا السابقة توفر حماية بنسبة 83 في المئة لمدة 5 أشهر على الأقل. ومع ذلك، وجد الباحثون 44 إصابة محتملة بكوفيد-19 بين 6614 مشاركا أظهروا دليلا على الإصابة السابقة.  وأشارت دراسة أخرى، شملت 1700 شخص، إلى أن ما يصل إلى 88 في المئة من الأشخاص لا تزال لديهم أجسام مضادة في دمائهم لمكافحة فيروس كورونا بعد 6 أشهر من الإصابة بالفيروس. وقالت كبيرة علماء البنك الحيوي الإنجليزي، نعومي ألين: "رغم أننا لا نستطيع أن نكون متأكدين من كيفية ارتباط وجود الأجسام المضادة بالمناعة، إلا أن النتائج تشير إلى أنه يمكن حماية الناس من العدوى اللاحقة لمدة 6 أشهر، على الأقل، بعد الإصابة الطبيعية".


الحصاد draw: أعلن الجيش في ميانمار فجر اليوم حالة الطوارئ وتولي قائده السلطة في البلاد لمدة عام، وذلك بعد أن اعتقل قيادات حزب "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" الحاكم، وعلى رأسهم زعيمته أونغ سان سو تشي ورئيس البلاد وين مينت ومسؤولون آخرون كبار. وقال التلفزيون الرسمي إن الجيش أعلن الطوارئ لمدة عام وإن قائده الجنرال مين أونغ هلينغ سيتولى السلطة، مضيفا أن الاعتقالات التي تمت في صفوف الحزب الحاكم جاءت "ردا على تزوير الانتخابات" التشريعية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. أونغ سان سوتشي تم اعتقالها فجر اليوم رفقة قيادات من الحزب الحاكم (غيتي) تهديد أميركي وقد طالبت الولايات المتحدة بالإفراج عن المسؤولين المعتقلين في ميانمار. وحذرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قادة الانقلاب العسكري من عواقبه. وقالت ساكي في بيان إن الولايات المتحدة "تعارض أي محاولة لإفساد الانتقال الديمقراطي في البلاد والالتفاف على نتائج الانتخابات الأخيرة"، وهددت بأن واشنطن "ستتخذ إجراءات ضد المسؤولين عن الانقلاب إن لم يتراجعوا عنه وإذا لم يطلقوا سراح المعتقلين". وأضافت أنه تمت إحاطة الرئيس جو بايدن بالانقلاب الذي وقع في ميانمار وبالوضعية المستجدة هناك. وفي وقت سابق أعلن المتحدث باسم الحزب الحاكم في ميانمار اعتقال الجيش لمستشارة الدولة أونغ سان سو تشي ورئيس البلاد وين مينت ومسؤولين كبار آخرين في الحزب خلال مداهمة فجر اليوم. ودعا المتحدث باسم الحزب شعب ميانمار إلى "عدم الرد بتهور وبالعمل وفقا للقانون"، في حين أفادت رويترز بتعطل شبكات الإنترنت وخدمات الهاتف في يانغون كبرى مدن ميانمار، وتم نشر جنود قرب مقر إدارة المدينة، بعد ساعات من اعتقال قيادات الحزب الحاكم. كما أعلن تلفزيون ميانمار الرسمي عبر حسابه في فيسبوك تعذر استمرار البث نتيجة ما قال إنها "أعطال فنية". أونغ سان سو تشي في المحكمة الجنائية الدولية أواخر 2019 حيث تمت مساءلتها عن جرائم بلادها بحق مسلمي الروهينغا (رويترز) توتر متصاعد وتأتي تلك التطورات بعد أيام من توتر متصاعد بين الحكومة المدنية والجيش، وهو ما أثار مخاوف من استيلاء العسكر على السلطة في أعقاب انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي التي فاز فيها الحزب الحاكم بأغلبية ساحقة، لكن الجيش قال إنها مزورة وشابتها مخالفات. وقد دعت الأمم المتحدة وسفارات غربية في ميانمار في وقت سابق جميع الأطراف إلى احترام الديمقراطية. اعلان وتأتي هذه الاعتقالات في وقت كان مقررا أن يعقد مجلس النواب المنبثق عن الانتخابات التشريعية الأخيرة، أولى جلساته خلال ساعات. وقد تعهد الجيش السبت بالالتزام بدستور البلاد، في ما اعتبره مراقبون تراجعا عن تهديد سابق بإبطاله ألمح إليه قائد الجيش، وهو ما أثار مخاوف دولية من حصول انقلاب عسكري. وتزايدت هذه المخاوف الأربعاء الماضي بعدما قال قائد الجيش الجنرال مين أونغ هلينغ إن إبطال الدستور الذي أقر عام 2008 قد يكون "ضروريا" في ظل ظروف معينة. وأصدر الجيش بيانا السبت اعتبر فيه أنه أسيء فهم تصريحات قائده، لكنه لم يدحض بشكل واضح احتمال وقوع انقلاب وشيك. وجاء في البيان أن "منظمات ووسائل إعلام أساءت تأويل خطاب قائد الجيش… من دون احترام النص الكامل للخطاب". وأضاف أن الجيش "ملتزم بالدستور النافذ (…) وسينفذ مهامه في حدود القانون ومع الحفاظ عليه". وألغي دستور البلاد آخر مرة عام 1988، عندما أعاد الجيش الإمساك بالحكم إثر انتفاضة شعبية. أونغ سان سو تشي مع قيادات من الجيش في مناسبة سابقة (رويترز) سجال التزوير وأثارت تصريحات قائد الجيش حول الدستور قلق سفارات أكثر من 10 دول، إضافة إلى الأمم المتحدة، في حين دعت أحزاب سياسية في البلاد إلى تسوية بين سو تشي والجيش. وقاد الخلاف إلى تدخل أعلى سلطة روحية بوذية في البلاد، إذ أصدر رهبان بارزون في المجمع الرسمي للديانة بيانا مساء الجمعة دعوا فيه إلى إجراء مفاوضات "عوض السجالات الحادة". ويتحدث الجيش عن وجود 10 ملايين حالة تزوير في الانتخابات التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ويريد التحقيق في الأمر، وقد طالب مفوضية الانتخابات بالكشف عن لوائح التصويت للتحقق منها. ولاقت مطالبته تأييدا من أنصار الجيش الذين تجمع مئات منهم السبت أمام معبد شويداغون الشهير قرب يانغون، للتنديد بمفوضية الانتخابات، وانضم إليهم رهبان قوميون حملوا لافتات ترفض "التدخل من دول أجنبية". وفي الأثناء، شهدت بعض الأحياء في يانغون رفع الأعلام الحمراء المميزة للرابطة الوطنية للديمقراطية على النوافذ كما زينت واجهات المتاجر، في دعم واضح لحكومة أونغ سان سو تشي. ونفت المفوضية الخميس مزاعم التزوير وأكدت أن الاقتراع كان "حرا ونزيها وذا مصداقية"، لكنها أقرت بوجود "ثغرة" في قوائم الناخبين. المصدر : الجزيرة 


الحصاد draw: سكاي نيوز نفذ عدد من التونسيين، صباح الأحد، وقفة مساندة للرئيس قيس سعيد أمام منزله بمنطقة المنيهلة بالعاصمة، حيث رفعوا لافتات للتضامن مع الرئيس، في مواجهة "حملة التشويه" ومحاولة التسميم، وأيضا تصريحات رئيس البرلمان راشد الغنوشي التي هاجمه فيها. وكان راشد الغنوشي قد قال في حوار مع عدد من أنصاره عبر تطبيق "زوم"، إن "تحفظات الرئيس قيس سعيد على التحوير الوزاري تعد من باب المكائد، وهدفها إسقاط التحوير". كما تحدث الغنوشي عن توزيع السلطات في البلاد، قائلا: "إن الدستور فرض توزيع السلطات بين السلطة التنفيذية والتشريعية، وإن السلطة التنفيذية بيد حركة النهضة في نظام برلماني، وإن اعتقاد سعيد بأن له الحق في قبول أو رفض بعض الوزراء يطرح إشكالية". وأضاف في ذات السياق، أن موضوع الحكم ورئيس الوزراء "يعود إلى حزبه، وأن تونس تعيش اليوم صعوبة المزج بين النظام الرئاسي والبرلماني.. والدرس الذي ستصل إليه هو الذهاب إلى نظام برلماني بالكامل". تصريحات أثارت موجة من الغضب والاستياء لدى الساسة والنشطاء، فأشارت أصابع الاتهام للغنوشي بمحاولة الالتفاف على الديمقراطية التونسية، وتغيير شكل النظام لصالح حزبه. وتعمقت الأزمة السياسية بعد تصريحات الغنوشي، الذي خرج لأول مرة عن مناوراته ووجه السهام بشكل مباشر لرئيس الجمهورية، بعد أشهر من التصريحات التي نفى فيها توتر علاقته به. أزمة قال عنها الصحفي والمحلل السياسي، جمال العرفاوي، إنها "كشفت المواجهة التي كانت مخفية بين الغنوشي وسعيد، لتصبح الخصومة بين الرجلين دون أقنعة".       الغنوشي: دور رئيس الجمهورية رمزي واعتبر العرفاوي في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الغنوشي يحاول عبر تصريحاته "إرباك رئيس الجمهورية"، مضيفا: "أما السيناريو الذي يطرحه بالاتجاه نحو النظام البرلماني، فهو دليل آخر على أن الغنوشي أبعد ما يكون عن اهتمامات الشعب التونسي وتوجهاته؛ حيث تبرز آخر استطلاعات الرأي أن 94 بالمئة من التونسيين يرفضون استمرار البرلمان لأنه يضم فاسدين". العرفاوي يقرأ أيضا تصريحات الغنوشي كنوع من مراوغاته المستمرة، التي تهدف لقطع الطريق أمام صعود الحزب الدستوري الحر بقيادة عبير موسي، التي تشير كل المؤشرات إلى تصاعد شعبيته. حتى أنه لا يرجح استمرار حركة النهضة في المطالبة بتعديل القانون الانتخابي، خوفا من استفادة موسي من ذلك. ورأى العرفاوي أن الغنوشي يسعى أيضا "لقطع الطريق أمام سعيد وتحجيم سلطته"، إذ يبدو جليا اليوم أن سعيد سيبقى رئيسا لتونس حتى بعد الانتخابات المقبلة، كما تؤكد استطلاعات الرأي. من جانبه، قال المحلل السياسي باسل الترجمان، إن "الغنوشي في تصريحاته الأخيرة بدا عليه التوتر وعدم الاهتمام بصورته الخارجية التي رسمها ما بعد سنة 2010، وجاءت تعبيراته عن موقفه عنيفة وفيها تهجما على رئيس الجمهورية". واعتبر الترجمان في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الغنوشي أعلن "نهاية مشروع النظام البرلماني المعدل الذي يحكم تونس، الذي يقضي بتقاسم السلطات بين الرئيس والبرلمان، وهذا اعتراف ضمني منه بفشل المنظومة التي جاءت بها حركة النهضة بعد الثورة". وتابع: "أما حديث الغنوشي عن دور ثانوي للرئيس، فهو مخالف لدستور 2014 ومجانب للمنطق، حيث انتخب الرئيس سعيد وحده في الانتخابات الماضية ثلاثة ملايين تونسي، بينما حظي البرلمان برمته بأصوات أقل من مليوني ناخب، مما يؤكد أن طرح الغنوشي بلا معنى وغير قانوني ومخالف للدستور". وأكد المحلل السياسي أن ما يجري يعبر عن حجم الأزمة التي تفاقمت في تونس، مع تلويح الغنوشي بالانقلاب على الدستور والنظام السياسي، رغم أن تغيير نظام الحكم أو الدستور لا يمكن أن يحدث خارج آليات الاستفتاء والتعديل المضبوطة بالقانون. وعن سيناريوهات الصراع القائم بين الرئاسات الثلاث، أكد المحلل السياسي محمد صالح العبيدي أن "أزمة اليمين الدستورية تبدو مفتعلة من الحزام الحاضن لحكومة المشيشي، والمتكون من النهضة وحلفائها، حيث أن الدستور لا يلزم المشيشي بالذهاب إلى البرلمان وإلى الرئيس في حال التعديل الحكومي". واستطرد قائلا: "لرئيس الحكومة مطلق الصلاحيات لإجراء التعديل على حكومته؛ أما ذهابه إلى البرلمان فهو بدعة فيما يعتبر أداء القسم أمام رئيس الجمهورية مجرد بروتوكول؛ وبالتالي فإن الحكومة بتعديلاتها يمكنها المرور للإنجاز والعمل؛ أما افتعال أزمة اليمين الدستورية فيأتي في سياق محاولات إحراج سعيد، لإخراجه كعنصر تعطيل في المشهد السياسي، وهي معركة سياسية دون مضمون واقعي". ووصف العبيدي تصريحات الغنوشي بـ"إعلان حرب ظلت خفية في المنصات الإلكترونية طيلة عام كامل، لأول مرة يدفع بها زعيم النهضة للعلن، في محاولة منه لتقزيم رئيس الجمهورية وإظهاره دون وزن سياسي، وأنه (الغنوشي) يتحكم في اللعبة السياسية". واعتبر العبيدي أن الغنوشي "بدا كأنه يحتفي بانتصار سياسي ضيق، خاصة بعد أن أسقط التحوير الوزاري الأخير كل الوزراء المقربين من سعيد".     وقدّر المحلل السياسي موقف الغنوشي "بالاستهداف المباشر للرئيس، ومحاولة رد الاعتبار بعد تقزيمه في مجلس الأمن القومي الأخير من قبل سعيد". وأضاف: "يبدو أن الغنوشي خرج بخصومته مع سعيد من العقلانية إلى حيز التصورات الذاتية والمجالات الغرائزية الضيقة". وفي سياق التجاذبات نفسها، أكد رئيس مرصد الشفافية والحوكمة الرشيدة، العربي الباجي، أن المرصد قدم شكاية جزائية لدى وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس، ضد رئيس مجلس نواب الشعب على خلفية "تسجيل خروقات شكلية" في المراسلة التي وجهها لرئيس الجمهورية بعد المصادقة على التحوير. من جانبها، ردت عدد من الأحزاب السياسية بقوة على تصريحات الغنوشي، إذ اتهم رئيس حركة مشروع تونس، محسن مرزوق، الغنوشي بـ"التفكير في الانقلاب". واعتبر مرزوق في تدوينة نشرها على صفحته بموقع فيسبوك، أن "ما قاله الغنوشي عن دور رئيس الجمهورية، بغض النظر عن شخص رئيس الجمهورية، هو تعبير صادق عن فكره الانقلابي العميق". وأضاف: "ما قاله عن ضرورة إرساء النظام البرلماني الكامل، هو تعبير أصدق عن رغبة الإخوان في هذا النظام"، على اعتبار أنه "يفكك الدولة الوطنية التي يكرهونها". بدوره، وصف رئيس حركة "تونس إلى الأمام" عبيد البريكي، دعوة رئيس البرلمان لتحويل النظام الحالي بالبلاد إلى نظام برلماني كامل، بـ"الانقلاب". وقال البريكي في تدوينة على "فيسبوك"، إن "الغنوشي الذي انتخبه بضع آلاف وبمال فاسد وفق محكمة المحاسبات، يدعو إلى انقلاب على رئيس انتخبه 3 ملايين ناخب". فيما اعتبر النائب عن حركة الشعب، حاتم البوبكري، أن الغنوشي "أعلن بتصريحاته عن دكتاتورية الحزب الحاكم والبرلمان المعادي للشعب".  


الحصاد draw: الشرق الأوسط   قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لم يبدِ اهتماماً بالانضمام إلى ما يعرف بـ«نادي رؤساء الولايات المتحدة الأميركية السابقين»، وهو نادٍ فخم ويقتصر حصرياً على الرؤساء الأحياء الذين انتهت فتراتهم الرئاسية، حيث ينحون خلافاتهم السياسية جانباً، بل إنهم قد ينضمون معاً خلف قضية مشتركة. وذكرت الصحيفة أن كيت أندرسن بروير، التي أجرت مقابلة مع ترمب في عام 2019 عن كتابها «فريق الخمسة: نادي الرؤساء في عصر ترمب»، قال إن ترمب «ضحك من فكرة أنه سيتم قبوله في نادي الرؤساء قائلاً: لا أعتقد أنه سيتم قبولي». وأضافت بروير: «قد يكون لدى ترمب الوقت لبناء علاقته مع أسلافه، يمكن أن يرى نفسه ودوداً مع بيل كلينتون مرة أخرى»، مشيرة إلى أنهما اعتادا لعب الغولف معاً. ولكنها استبعدت احتمالات أن يصبح ترمب رئيساً تقليدياً بعد التقاعد، حيث إنه لم يكن كذلك أثناء توليه منصبه، وقالت بروير: «أعتقد أن ترمب قد تجاوز الأمر كثيراً، ولا أعتقد أن هؤلاء الرؤساء السابقين سيرحبون به في أي وقت». وقالت «إندبندنت» من الواضح أيضاً أن أعضاء النادي الآخرين لا يريدونه كثيراً على الأقل في الوقت الحالي. وذكر جيفري إنجل مدير المؤسس لمركز التاريخ الرئاسي في جامعة ساوثرن ميثوديست في دالاس، أن ترمب ليس مناسباً للانضمام لنادي الرؤساء السابقين، «لأنه مختلف سلوكياً عنهم، لأن أعضاء النادي تاريخياً كانوا يحظون باحترام الرؤساء التالين». وأوضح إنجل أن «حتى ريتشارد نيكسون كان يحظى باحترام بيل كلينتون ورونالد ريغان وما إلى ذلك، بسبب سياسته الخارجية، ولست متأكداً من أنني أرى كثيراً من الأشخاص يطلبون من ترمب نصائحه الاستراتيجية».     وقالت الصحيفة إن أعضاء النادي بالفعل نادراً ما ينتقد بعضهم بعضاً ويميلون إلى استعمال كلمات قليلة القسوة عن خلفائهم في البيت الأبيض ومع ذلك، مثل كثير من التقاليد الرئاسية الأخرى، يبدو أن هذا أمر من المرجح أن يستهين به ترمب بعدما ترك منصبه. ولفتت إلى أن الرؤساء باراك أوباما وبوش الابن وبيل كلينتون سجلوا مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق من مقبرة أرلينغتون الوطنية بعد تنصيب جو بايدن أشادوا فيه بتسليم السلطة سلمياً باعتباره جوهر الديمقراطية الأميركية ولم يتضمن الفيديو أي ذكر لترمب بالاسم، لكنه كان بمثابة توبيخ لسلوكه منذ خسارة الانتخابات الرئاسية. وقد قال بوش الابن: «أعتقد أن وقوفنا نحن الثلاثة هنا نتحدث عن انتقال سلمي للسلطة، يدل على التكامل المؤسسي لبلدنا»، فيما وصف أوباما التنصيب بأنه «تذكير بأنه يمكن أن تكون لدينا خلافات شديدة ومع ذلك نعترف بالإنسانية المشتركة لبعضنا، وأننا كأميركيين لدينا قواسم مشتركة أكثر مما يفرقنا». وكان ترمب أمضى شهوراً في تقديم مزاعم لا أساس لها من أن الانتخابات الرئاسية قد سرقت منه عن طريق الاحتيال، وهو ما ساعد في التحريض على اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس (الكابيتول)، وقد غادر البيت الأبيض دون أن يحضر أداء بايدن اليمين الدستورية، وهو بذلك أول رئيس يتخلف عن تنصيب خليفته منذ 152 عاماً. وقالت الصحيفة إن انفصال ترمب عن التقاليد بدأ حتى قبل رئاسته فبعد فوزه في انتخابات 2016، استضافه أوباما في البيت الأبيض ووعد بـ«بذل كل ما في وسعه لمساعدته في النجاح»، وأجابه ترمب: «أتطلع إلى أن أكون معك عدة مرات في المستقبل»، لكن هذا لم يحدث أبداً، وبدلاً من ذلك، اتهم ترمب أوباما زوراً بالتنصت عليه وأمضى سنوات حكمه في تحطم إرث سلفه. وذكرت «إندبندنت» أمثلة لتعاون مشترك بين الرؤساء مثل بوش الابن وكلينتون في عام 2005 من أجل إطلاق حملة تحث الأميركيين على مساعدة ضحايا إعصار كاترينا، حيث دعا بوش الابن سلفه كلينتون لجمع التبرعات. وكذلك اختار أوباما كلينتون وبوش الابن لتعزيز جهود جمع التبرعات لهايتي بعد زلزال عام 2010 المدمر، وأصبح بوش الابن صديقاً مقرباً للسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما. وكذلك عندما توفي بوش الأب في عام 2018، وصف كلينتون صداقته بأنها «إحدى أعظم هدايا حياتي»، رغم أن كلينتون أطاح ببوش الأب من البيت الأبيض وجعله الرئيس صاحب الولاية الوحيدة في العقود الثلاثة الماضية باستثناء ترمب. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن بعض الرؤساء انتقد بعضهم بعضاً مثل انتقاد جيمي كارتر لسياسات الإدارات الجمهورية التي تبعته، وكذلك وبخ أوباما ترمب أثناء حملته الانتخابية لبايدن وحاول ثيودور روزفلت إقالة خليفته، الجمهوري ويليام هوارد تافت، من خلال تأسيس حزب والترشح للرئاسة مرة أخرى ضده.


الحصاد DRAW: صبغة الله صابر - كابول - العربي الجديد يتراجع ترتيب أفغانستان بشكل سنوي، على مؤشر مدركات الفساد المستشري في قطاعات حيوية منها الجمارك، التي يفترض أن تشكل العمود الفقري للإيرادات الحكومية لاعتماد الدولة الحبيسة على استيراد احتياجاتها من دول الجوار -أدت تحركات عضو البرلمان الأفغاني، عبد القادر قلات وال، إلى توجيه مكتب المدعي العام أمرا باعتقال المتورطين في إقامة نقطة جمركية غير قانونية وسط مدينة قلات الواقعة على امتداد الطريق الرئيسي بين العاصمة الأفغانية كابول وإقليم قندهار جنوبي البلاد، بعدما تأكد النائب وال، من إدارة جمارك كابول، في مايو/أيار الماضي، من أن لا علاقة لها بالحاجز الجمركي الذي عمل منذ نهاية فبراير/شباط الماضي واستمر 5 أشهر في جمع المال باسم الحكومة، لتكشف تحقيقات القضية أن رحمت الله يارمل الحاكم السابق لإقليم زابل جنوب أفغانستان، متواطئ مع المتورطين في إدارة الجمرك المزيف، الذي جمع 276 مليون أفغانية (3 ملايين و537 ألف دولار أميركي) بدون وجه حق من شاحنات البضائع القادمة من أقاليم فراه ونيمروز، وهرات، وفق ما وثقه النائب قلات وال عبر إحصاء تقديري للشاحنات والرسوم، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن كل شاحنة محملة بالبضائع مرت على الجمرك المزيف دفعت 10 آلاف أفغانية (129 دولارا) خلال الأشهر الثلاثة لعمله.    لكن الحاكم يارمل الذي تم تعيينه لاحقا في ذات المنصب بإقليم لغمان شرق البلاد، ينفي تواطؤه في نصب الجمرك، قائلا: إنه مجرد اتهام، لم يثبت في المحاكم". ولا تعد تلك النقطة الجمركية غير القانونية حادثة فردية، إذ يوثق التحقيق انتشار الظاهرة وصورا متعددة لها رغم وعود حكومية متكررة بحل المشكلة.      الفساد في أفغانستان...جامعيون منقطعون عن الدراسة يتخرجون مقابل المال تورط نافذين حكوميين  يقيم مسؤولون حكوميون نافذون، وأفراد من حركة طالبان، بالإضافة إلى مسلحين قبليين منافذ جمركية غير قانونية، على الطرق الرئيسية الرابطة بين الأقاليم الأفغانية، وفق ما رصده نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة الأفغانية، خان جان الكوزاي، والذي أوضح أن عدد المنافذ الجمركية الحكومية يبلغ 17 منفذا فقط، أشهرها "طورخم، وسبين بولدك، وغلام خان" جنوبا على الحدود مع باكستان، ومنفذ إسلام قلا الحدودي مع إيران، والباقي لا صفة له.  وتعتمد منظومة الفساد في الجمارك الأفغانية على المخلصين الجمركيين المعروفين بالسماسرة وموظفي الجمارك، وتتعدد طرق الفساد التي وثقها معد التحقيق عبر إفاداتهم، منها نقل التجار لبضائعهم غالية الثمن، كالدواء وأجهزة الحاسوب، مع سائقين لديهم علاقات بالسماسرة وموظفي الجمارك، والذين يحصلون على المال لأنفسهم، في مقابل عدم دفع التاجر لرسوم الجمارك المستحقة، وهو ما يؤكده تاجر الأدوية السابق محمد داوود، والذي يعترف باستيراد "كميات قليلة" من الأدوية عبر باكستان وإرسالها إلى أفغانستان ضمن شاحنات نقل فواكه دون دفع الرسوم الجمركية، مؤكدا على أنه كان يدفع 500 أفغانية (6 دولارات) للسمسار، وألف أفغانية (12 دولارا) لموظف الجمارك في مقابل كمية محددة، كما يقول لـ"العربي الجديد". ويبدو حجم الفساد الكبير في ما رصده حاكم إقليم هرات، وحيد الله قتالي، خلال العام الماضي، إذ وثق مرور حوالي 4 آلاف شاحنة محملة بأنواع مختلفة من البضائع عبر جمرك إسلام قلا. فيما رصد مرور 1500 شاحنة، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني وحتى يوليو/تموز الماضي، دون دفع الرسوم الجمركية، كما يقول لـ"العربي الجديد"، مضيفا أنه في ليلة واحدة مرت 64 شاحنة محملة ببضائع ثمينة، كأجهزة الحاسوب، ومعدات إلكترونية أخرى، لكنها دفعت رسوما جمركية عن بضائع رخيصة مثل الدقيق، وتابع أن الكل يعلم أن الفساد الجمركي يحدث من خلال وضع مواد ثمينة ضمن حمولة الشاحنات رخيصة الثمن واستغلال أوراقها من أجل عدم دفع الرسوم الجمركية الأصلية.  وتعمل عصابات الجمارك المزيفة بالتنسيق مع من يصفهم حاكم هرات بـ"أولي القوة ونافذين من داخل الحكومة المركزية"، مؤكدا أن أمراء الحرب ومسؤولين حكوميين نافذين لهم يد في تعيين موظفين بالجمارك، لأنهم يدفعون لهم جزءا من المال الذي يحصلون عليه ويطلق عليه شيريني وهو اسم متداول في أفغانستان للرشى المقدمة للموظفين، بشكل يومي أو شهري، كما يقول.  اتهامات قتالي، تقر بها الحكومة الأفغانية، التي أصدرت قرارا في الـ 12 من يونيو/حزيران الماضي، يمنع 66 مسؤولا في وزارة المالية، بينهم مسؤولون في الجمارك، من السفر إلى الخارج، بشبهة ضلوعهم بالفساد واختلاس الأموال، وضمت قائمة الممنوعين من السفر التي اطلع عليها معد التحقيق رؤساء كل من إدارة جمرك كابول وهاب همت، وجمرك هرات، حمد الله همدرد، وجمرك ننجرهار، نصر الله صاحبزاده، وجمرك قندهار جاويد منغل، ورئيس جمرك بلخ عبد الله بيان، ورئيس جمرك قندوز محجوب خان. لكن إنعام الله رحماني الباحث في جامعة سلام الخاصة في كابول، يقول لـ"العربي الجديد" إن معظم من صدر قرار بمنعهم من السفر إلى الخارج، مستمرون في وظائفهم، رغم ضلوعهم في الفساد.  تتذرع الحكومة الأفغانية بأن انشغالها بالوضع الأمني يعوق مكافحة الفساد ويرد الناطق باسم الرئاسة الأفغانية صديق صديقي، على ذلك بالقول: "مكتب المدعي العام يجري التحقيق في القضية، ولا يمكن تنحيتهم من مناصبهم قبل ظهور نتائج التحقيقات". ولا تبدو هذه الإجراءات كافية بنظر نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة الأفغانية، لأن كبح الفساد المستشري في الجمارك يتطلب إجراءات حكومية وموقفا صارما، وهو ما يؤكده تقرير صادر في سبتمبر/أيلول 2015 عن مركز الدراسات الاستراتيجية والإقليمية في كابول.                   داعش أفغانستان... "ولاية خراسان" تتمدد شرقاً على حساب طالبان خسائر سنوية بملايين الدولارات  يقوم مستوردون من باكستان أو إيران، بالتلاعب في أوراق البضائع، كأن يقوم أحدهم باستيراد أجهزة الحاسوب، وكميات قليلة من الدقيق، وعند وصول شاحنته إلى الحدود يبرز أوراق الدقيق، من أجل دفع رسوم جمركية أقل، وفق تأكيد التاجرين محمد ضمير ومحمد داوود، والموظف السابق في جمرك ننجرهار، محمد حفيظ، والذين أوضحوا أن الرسوم الجمركية التي تدفع على الشاحنة المحملة بـ 25 طنا، من البضائع الثمينة، مثل أجهزة الحاسوب تصل إلى 3 ملايين أفغانية (39.011 دولارا)، بينما رسوم جمارك القمح أو الدقيق لنفس الحمولة تبلغ 50 ألف أفغانية (650 دولارا).  25 مليون دولار خسائر بسبب الفساد في موقع جمركي واحد وتقر الجهات الدولية الفاعلة في أفغانستان بفساد الجمارك، إذ يكشف تقرير بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما)، الصادر في إبريل/نيسان 2017 بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2344، عن حالات تواطؤ بين السماسرة ومسؤولين في الجمارك للتلاعب بنظام أسيكودا (نظام عالمي لحوسبة العمليات الخاصة بالإدارات الجمركية)، من أجل التهرب من دفع الإيرادات الصحيحة على السلع المستوردة، ويحذر التقرير من تراجع الامتثال للوائح الجمركية عبر مخلصين جمركيين يتلاعبون بتقدير قيمة الشحنات، نيابة عن التجار. ويضيف أن الضوابط المؤسسية الضعيفة، سمحت بتحويل تدفقات الإيرادات الحيوية إلى أهداف فاسدة، رغم أن الحكومة أعلنت عن التزامها بمجموعة من الإصلاحات الإدارية التي تهدف إلى الحد من الروتين، وتبسيط المعالجة، وإدخال آليات جديدة للدفع والمراقبة الإلكترونية.  وأدت الشكوك في البيانات الجمركية، إلى عدم دقة ووضوح عائدات الجمارك، كمصدر دخل ثابت للحكومة الأفغانية، بحسب تقرير مكتب المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، وهو هيئة مراقبة تابعة للكونغرس الأميركي حول "عائدات الجمارك كمصدر مستدام للدخل في أفغانستان"، والصادر في عام 2014، ويشير التقرير إلى أن الشبكات الإجرامية الناشطة في أفغانستان تستخدم الإرهاب لتهريب السلع، ما أدى إلى خسائر سنوية لواردات القمح والأرز في موقع جمركي واحد تصل إلى 25 مليون دولار، مشيرا إلى رصد ضياع مبالغ تصل إلى 60 مليون دولار سنويًا بسبب التهريب التجاري.  ويمكن رفع إيرادات الجمارك بنسبة تزيد عن 20% في منفذ كابول مثلا، والذي قدرت إيراداته خلال الفترة من فبراير/شباط 2019 وفبراير الماضي، بـ 718 مليونا و802 ألف أفغانية (9 ملايين و347 ألف دولار) في حال تطبيق الآليات واللوائح بشفافية ونزاهة، وفق ما يقوله رئيس إدارة التقييم بالجمارك الأفغانية في كابول، محمد نعيم فريد لـ"العربي الجديد". بينما يرى المستشار السابق في وزارة الاقتصاد الأفغانية، والخبير الاقتصادي محمد صادق صديق، أن تطبيق اللوائح بشفافية، سيرفع إيرادات الرسوم الجمركية بنسبة تتراوح من 60% إلى 70%، لأن الجزء الأكبر من إيرادات الجمارك يضيع بسبب الفساد، حسب ما يقوله لـ"العربي الجديد".     الفساد في أفغانستان... وظائف حكومية للبيع في مقابل الـ"شيريني" إجراءات حكومية فاشلة  يتراجع ترتيب أفغانستان بشكل سنوي، على مؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، إذ كانت في المرتبة 173 من بين 180 دولة في عام 2019، بينما كانت في عام 2018 في المرتبة 172، وفي عام 2017، كانت في المرتبة 169. وبينما تستمر الوعود الحكومية بمواجهة ظاهرة الفساد ونتائجها في مختلف القطاعات، لكن غياب الإرادة السياسية الجادة يعوق تلك المواجهة، إذ أقر الرئيس الأفغاني في أغسطس/آب 2015، ضمن كلمته في مؤتمر دور العلماء في مكافحة الفساد الإداري، بأن خصما يتراوح بين 50% أو 60% يجري على بضائع "أصحاب القوى" في الجمارك وهو إحدى صور الفساد، لكن حتى اليوم لم يجرِ حل المشكلة، ويقر المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، طارق آرين، باستمرار الفساد الجمركي، لكنه يقول لـ"العربي الجديد": "الحكومة منشغلة بالوضع الأمني الذي لا يتيح لها فرصة القضاء على الفساد، فضلا عن أن بعض المناطق خارجة عن سيطرتها". وهو أمر يدحضه نائب رئيس غرفة التجارة قائلا: "رجال الشرطة أنفسهم متورطون في ذلك".


الحصاد draw: أعلن البيت الأبيض، موعد مغادرة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب إلى مقره الجديد في فلوريدا. وذكر بيان أن ترامب وميلانيا سيغادران البيت الأبيض الساعة الثامنة صباحا بتوقيت واشنطن (الخامسة مساء بتوقيت الشرق الاوسط). ويأتي ذلك بعد أن أشاد ترامب في خطاب وداعي نشر الثلاثاء بما حققه خلال ولايته وتمنى التوفيق للإدارة الجديدة للرئيس المنتخب جو بايدن، ولكن دون الاعتراف بخليفته بالاسم. ورفض الجمهوري ترامب الإقرار الكامل بهزيمته أمام الديمقراطي بايدن الذي فاز بانتخابات الثالث من نوفمبر بأغلبية 306 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 232 صوتا لترامب.  ومن المقرر تنصيب بايدن الساعة 12:00 ظهرا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (17:00 بتوقيت غرينتش) الأربعاء.   أين يعيش ترامب بعد مغادرة البيت الأبيض؟   كشف موقع أمريكي عن أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب سيسافر لولاية فلوريدا للعيش فيها بعد مغادرة البيت الأبيض. وأضاف موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي أن إدارة الطيران الفيدرالية أصدرت قيودًا على الرحلات الجوية في سماء بالم بيتش بولاية فلوريدا، يوم غد الأربعاء، ما يشير إلى أن ترامب سيتجه جنوبًا في آخر أيامه بالمنصب. وسيتخطى ترامب بذلك وداع الكابيتول التقليدي، كما لن يحضر حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بادين كالمعهود بين الرؤساء الأمريكيين. وفي بالم بيتش يوجد نادي ترامب الخاص "مارالاجو"، ومع تكرار رحلاته هناك خلال توليه الرئاسة، أصبح بمثابة "البيت الأبيض الشتوي". وبصفته رئيسًا، أمضى ترامب 133 يومًا بالنادي، وعقد عدة  قمم مع قادة العالم، من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينج، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي استقال العام الماضي. ملامح خطاب تنصيب بايدن.. يتجاهل ترامب ورسالة لتوحيد الأمريكيين وغير ترامب عنوان مكتبه إلى بالم بيتش في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، بحسب ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز"، ويقال إنه يخطط للانتقال إلى هناك بصورة دائمة بعد فترة رئاسته. وطبقًا لـ"بيزنس إنسايدر"، لم يرد البيت الأبيض على طلبات تأكيد خطط الرئيس. لكن تصدر إدارة الطيران الفيدرالية ما تسميه قيود مؤقتة على رحلات الطيران عندما يغادر الرئيس أو نائبه واشنطن. وفي العادة، ليس مسموحًا للطيران التحليق في نطاق بضعة أميال من موقع الرئيس بدون تصريح عند إعلان تلك القيود. وتبدأ القيود الجديدة في الساعة 10:45 صباح يوم الأربعاء، عندما لن يكون الطيارين قادرين على التحليق في نطاق 10 أميال بحرية أو 18 ألف قدم من مطار بالم بيتش الدولي، وتنتهي القيود عند الظهر مع انتهاء عهد ترامب. وأصدرت قيود منفصلة على الطيران في السماء فوق مارالاجو مباشرة، لكنها أقل صرامة. ومن الساعة 11:30 صباح الأربعاء وحتى 12:30 ظهر الخميس، لن يكون الطيارون قادرين على التحليق في نطاق ثلاثة أميال بحرية أو 3 آلاف قدم من النادي. وفي سياق متصل، ذكر موقع "بيزنس إنسايدر" أن وكيلة عقارات من ولاية تكساس، كانت قد سافرت على متن طائرة خاصة للمشاركة فيما المظاهرات التي تحولت لأعمال شغب داخل الكابيتول، تقول إنها تواجه عقوبة السجن وتأمل أن يمنحها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب "عفوًا". في الخامس من يناير/كانون الثاني، نشرت جينا ريان صورًا عبر الشبكات الاجتماعية تظهر فيها هي وأصدقائها على متن طائرة خاصة متجهين إلى العاصمة واشنطن للمشاركة في مسيرة لترامب، ثم نشرت عدة صور ومقاطع فيديو بعدما تحولت الاحتجاجات إلى أعمال شغب. وبعد ذلك، ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" القبض عليها بتهمة الدخول أو البقاء عن عمد في أي مبنى أو أرض محظورة بدون تصريح قانوني والسلوك المخل بالنظام في الكابيتول. وقالت ريان عند عودتها إلى تكساس، الجمعة، إنها لم تشارك في أي عنف، وفقط كانت تتصرف بناء على أوامر الرئيس. لكن الشكوى الجنائية لـ"إف بي آي" ضد ريان تقول إنه تم تصويرها في عدة منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي ومقاطع فيديو وهي تحرض مثيري الشغب، مشيرة إلى أن "إف بي آي" راجع مقطع فيديو بثته رايان عبر "فيسبوك"، حذفته لاحقًا، يمكن رؤيتها فيه وهي تحاول الدخول إلى الكابيتول وتقول: "الحياة أو الموت، لا تفرق. ها نحن ذا." وأشار مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أنهم التقطوا ريان عبر فيديو لكاميرات المراقبة أثناء دخول الكابيتول. ونظرًا لأنها تواجه السجن، قالت: "أعتقد أننا جميعًا نستحق عفوًا. أواجه عقوبة السجن. لا أعتقد أنني أستحق ذلك، ومما أفهمه سجرى اعتقال كل شخص كان هناك. لذا، أعتقد أن الجميع يستحقون عفوًا. سأطلب من رئيس الولايات المتحدة أن يمنحني عفوا".


الحصاد draw: تعهدت أفريل هاينس، مرشحة الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، لرئاسة الاستخبارات الوطنية بأمريكا، بالكشف عن الملف الاستخباراتي غير السري الذي رفض ترامب كشفه حول مقتل الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول. جاء ذلك في جلسة استماع للمصادقة على تعيينها أمام الكونغرس، الثلاثاء، حيث أكدت هاينس في كلمتها على أنها تنوي "قول الحقيقة للسلطة" إن تم المصادقة على تعيينها. ويذكر أن هانيس واجهت انتقادات عديدة حول عدة مسائل كدورها في برنامج الطائرات دون طيار (درون) بإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما الذي ووفقا لمنظمات حقوقية كان مسؤولا عن قتل المئات من المدنيين بالإضافة على اتهامها بالضلوع بعمليات تعذيب عقب أحداث 11 سبتمبر. على الصعيد الآخر قال عدد من زملاء هانيس ممن عملةا معها سابقا في الاستخبارات لـCNN إنها كانت دوما تتحدث بلا قيود خلال مسيرتها المهنية بما في ذلك خلال الفترة التي قضتها بأعلى منصب لدى وكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA" ومنصبها كنائب مستشار أوباما لشؤون الأمن القومي.   (CNN)


        حفلت مراسم تنصيب رؤساء الولايات المتحدة على مر التاريخ بأحداث ولقطات استثنائية، وأحيانا مفاجآت سجلتها الكاميرات أو كتب المؤرخين. التقرير التالي يعرض لحظات طبعت في الذاكرة خلال تلك الاحتفالات. 4 مرات بدون رئيس منتهية ولايته:   عام 1801، تجاهل الرئيس الأميركي الثاني جون آدامز حفل تنصيب خليفته توماس جيفرسون، وبعد هزيمته قام بتقويض سمعة خليفته وغادر البيت الأبيض فجر 4 مارس/ آذار يوم التنصيب. فاز نجله جون كوينسي آدامز في انتخابات العام 1824 في ظروف تم الاحتجاج عليها في مواجهة أندرو جاكسون الذي ندد بسرقة الانتخابات.، ولكن بعد 4 سنوات وبعد حملة عنيفة، تمكن جاكسون من الثأر، لم يلتق الرجلان وغادر آدامز عشية الحفل. عام 1841، ولأسباب ظلت غامضة غاب الديمقراطي مارتن فان بورين عن حفل تنصيب وليام هنري هاريسون. في 4 مارس/آذار 1869، بقي أندرو جونسون في البيت الأبيض أثناء تنصيب خليفته يوليسيس غرانت الذي رفض مشاركة عربته معه للتوجه إلى مبنى الكابيتول. لينكولن وقاتله: في 4 مارس/آذار 1865، وبعد ساعات من أدائه اليمين لولايته الثانية، لم يكن يعلم الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن أن جون ويلكس بوث الرجل الذي سيغتاله بعد 41 يوما كان إلى جانبه على أدراج الكابيتول. بوث اعترف بعد اعتقاله أنه ندم على عدم حمل مسدس في ذلك اليوم قائلا "كان لدي فرصة ممتازة لقتل الرئيس لو أردت ذلك". حريق على المنصة: أدى ماس كهربائي في محرك لاشتعال المنصة التي كان سيؤدي عليها الرئيس جون كينيدي اليمين في 20 يناير/كانون الثاني 1961، وظن عناصر الأمن أن الأمر ناجم عن اعتداء وصعدوا المنصة فيما بقي كينيدي هادئا. اعلان تنصيب جونسون في طائرة: بعد ساعات على اغتيال كينيدي في دالاس في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1963، تم تنصيب نائبه ليندون جونسون بشكل طارئ رئيسا في الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" أثناء توقفها في المطار. حفل تنصيب الرئيس السابق أوباما (رويترز) أوباما أدى اليمين مرتين: عام 2009، حصل خطأ أثناء أداء الرئيس السابق باراك أوباما اليمين في حفل كان يتابعه حوالي مليوني شخص، وتقع المسؤولية على عاتق رئيس المحكمة العليا الذي أخطأ في ترتيب كلمات القسم الدستوري. وعلى سبيل الاحتياط، أدى الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة مرة جديدة اليمين في اليوم التالي بالبيت الأبيض. موجة برد: اعتبارا من العام 1937، حدد موعد يوم التنصيب في 20 يناير/كانون الثاني في أوج فصل الشتاء. وفي يناير/كانون الثاني 1961، أذاب الجيش طبقة من الثلج بلغت سماكتها 20 سنتيمترا على الجادة التي يجري فيها العرض العسكري التقليدي بين الكابيتول والبيت الأبيض، وألقى كينيدي خطابه فيما كانت درجة الحرارة 5 تحت الصفر. عام 1985 لجأ رونالد ريغان (73 عاما) إلى داخل الكابيتول لأداء اليمين تاركا الحشد وحوالي 140 ألف مدعو ينتظرون في الخارج حيث كانت الحرارة 13 درجة تحت الصفر. خطابات الرؤساء: تعهد دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني 2017 بأن يعيد للشعب السلطة التي سرقتها منه المؤسسات في واشنطن، قائلا إن هذا الأمر "يتوقف هنا والآن". في حفل تنصيبه الثاني عام 1793، ألقى جورج واشنطن أقصر خطاب: 135 كلمة فقط مقارنة مع خطاب استمر لأكثر من ساعتين ألقاه الرئيس وليام إتش هاريسون عام 1941، الذي وصل على حصان بدون معطف ولا قبعة وسط الصقيع، وقد توفي بعد شهر لإصابته بالتهاب رئوي.   المصدر : الجزيرة


الحصاد draw:   على الرغم من معارضته لنتائج الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها  جو بايدن ، يخطط الرئيس دونالد ترامب لمغادرة البيت الأبيض صباح يوم 20 يناير، سائرا على خطى كل أسلافه. ولم يرفض أي رئيس في التاريخ الأميركي الخروج من البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته، ولكن موقع "فويس أوف أميركا"، طرح تساؤلا ماذا سيحدث إذا فعل الرئيس ذلك؟  للرئيس الأميركي ولاية مدتها أربع سنوات أوضح الأستاذ في كلية القانون بجامعة ولاية ميشيغان، بريان كالت، أنّ "الهدف الأساسي من شكل النظام لدينا في الولايات المتحدة، أنّ لا يكون لأحد فترة حكم غير محددة"، مضيفاً أنّ "للرئيس ولاية مدتها أربع سنوات، وإذا أعيد انتخابه، فهذا جيّد، وإن خسر ذلك، فسيذهب". وأشار كالت إلى أنّ "التعديل العشرين للدستور ينص على أنّ فترة الولاية تنتهي ظهر يوم 20 يناير، على أنّ يؤدي الرئيس الجديد اليمين ويصبح رئيساً ظهر اليوم نفسه، فالشخص الذي كان رئيساً لم يعد كذلك بعد الظهر، وبالتالي انتهت مرحلة رئاسته". ورداً على سؤال الموقع حول "ماذا يحدث إذا رفض الرئيس مغادرة البيت الأبيض؟"، أجاب المؤرخ بروس كوكليك أنّه "بعد تنصيب الرئيس الجديد، يرافق الجيش الرئيس المنتهية ولايته إلى خارج البيت الأبيض، وهذا ما سيحصل". ووصف كوكليك بقاء الرئيس بعد انتهاء ولايته في  البيت الأبيض بـ"الاحتلال"، وقال: "هذا لا يجعله رئيساً"، لافتاً إلى أنّ "ثقل الثقافة السياسية والرأي العام، وليس الكلمات المحددة في الدستور فقط، يمنع الرؤساء من تجاوز فترتهم". وشدد المؤرخ على أنّ "التقاليد الديمقراطية مثل الانتخابات الحرة والنزيهة والتداول السلمي للسلطة جزء لا يتجزأ من نظرة الأميركيين لأنفسهم، وهذه المواثيق لا يمكن التخلي عنها بسهولة". وكذلك، أكّدت أستاذة التاريخ المشاركة في جامعة نورث وسترن، كيت ماسور، أنّ "ما يجعلك رئيساً هو التنصيب الذي يأتي نتيجة لعملية تحديد الفائز في الانتخابات، ولا يوجد أي شيء في الدستور ينص على أن الشخص المتواجد في البيت الأبيض هو الرئيس الفعلي للبلاد".  وكانت قد ألقت السيدة الأولى ميلانيا ترامب،  أمس الاثنين، خطاباً ضمنته رسالة وداع مدتها سبع دقائق تقريباً حثت فيها الأميركيين على اختيار "الحب على الكراهية" و "السلام على العنف".   وقالت ميلانيا "بينما أختم أنا ودونالد وقتنا في البيت الأبيض، أفكر في كل الأشخاص وقصصهم الرائعة عن الحب والوطنية والتفاني".   الحرة


الحصاد DRAW: يزور أكثر من نصف مليون أميركي يوميا موقع مؤسسة مركز الدستور الوطني (National Constitution Center) على الإنترنت، وهو من أكثر المراكز المتخصصة في الشؤون الدستورية احتراما؛ كي يستعلموا عن إمكانية عزل الرئيس دونالد ترامب، أو فرض حظر على توليه مناصب حكومية مستقبلية. وأيد 232 نائبا في مجلس النواب -بينهم 10 جمهوريين- تشريع مساءلة ترامب، مقابل 197 نائبا أعلنوا رفضهم، وبذلك يصبح ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يواجه الاتهامات الداعية للعزل مرتين. واعتبر مشروع القرار أن ترامب حرّض أنصاره على اقتحام الكونغرس، وممارسة النهب والدمار والقتل فيه، وأظهر بذلك أنه "سيكون مصدر تهديد للأمن القومي والديمقراطية والدستور في حال السماح له بالبقاء في منصبه". وعقب موافقة مجلس النواب، أصبح السؤال الشاغل في دوائر واشنطن يتعلق بدستورية الإقدام على محاكمة رئيس بعد انتهاء فترة حكمه رسميا.   معضلة غياب سوابق تاريخية من جانبه، ترك زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل الباب مفتوحا أمام إمكانية محاكمة الرئيس، وذكر أنه سينظر في التصويت، لكن ليس قبل عودة المجلس للانعقاد يوم 19 من الشهر الجاري، أي قبل يوم واحد من تنصيب جو بايدن رئيسا جديدا. ويعتقد السيناتور الجمهوري من ولاية أركانس توم كوتون أن مجلس الشيوخ يفتقر إلى سلطة محاكمة رئيس عقب انتهاء ولايته، كما جاء في بيان على موقعه الإلكتروني. وتعتقد خبيرة قانونية -رفضت ذكر اسمها بسبب قيود وظيفية- أنه "لا يمكن لمجلس الشيوخ إجراء محاكمة العزل بمجرد أن يترك الرئيس منصبه، لأنه لا يمكن عزله من منصبه، كما ينص على ذلك بند العزل في المادة الثانية، القسم الرابع". وهناك رأي قانوني مخالف يرى أن المحاكمة لا تتعلق فقط بالعزل، بل الأهم في هذه الحالة بالنسبة لرئيس سابق تمت إدانته في مجلس النواب ألا يكون قادرا على تجنب عقوبة عدم الأهلية، التي تمنعه من تولي منصب في المستقبل. اعلان وهناك سابقة تاريخية تتعلق بمحاكمة مجلس الشيوخ لوزير الدفاع السابق وليام بيلكناب عام 1876 بعد استقالته من منصبه قبل تصويت مجلس النواب بإدانته. وبرّأ مجلس الشيوخ بيلكناب، لكن المحاكمة خلصت إلى القول إنه "يمكن محاكمته على أفعال قام بها كوزير للحرب، رغم استقالته من منصبه المذكور". المحكمة الدستورية العليا ولا تلعب المحكمة العليا دورا في عمليات العزل والمحاكمات التشريعية، لأن المادة 3 من الدستور تنص على أن "مجلس الشيوخ ستكون له السلطة الوحيدة لمحاكمة جميع حالات العزل". ويمكن للمحكمة التدخل في 3 حالات فقط تتعلق بانتهاك مجلس الشيوخ القواعد المنظمة للمحاكمة، كما جاء في الدستور، وهي: أن يقوم أعضاء مجلس الشيوخ بأداء اليمين قبل بدء المحاكمة. أن يتم التصويت بالإدانة بأغلبية الثلثين. أن يدير إجراءات المحاكمة رئيس المحكمة العليا الدستورية. هل يقدم ترامب على تعيين مايك بنس نائبه رئيسا بالإنابة حتى يعفو عنه وعما قد يتعرض له بعد خروجه من البيت الأبيض؟ (رويترز) بديل العزل لا ترتبط معضلة النصوص الدستورية فقط "بعزل ترامب"، ويرى بعض أساتذة القانون الدستوري أن القسم الثالث من التعديل 14 غامض؛ إذ يقدم أساسًا أسلم من محاكمة العزل، يتمثل في استبعاد ترامب من تولي مناصب حكومية في المستقبل، بما فيها منصب الرئاسة. وجاء في نص القسم 3، والذي استعان به قرار اتهام مجلس النواب، أنه "لا يجوز لأي شخص أن يشغل أي منصب، مدني أو عسكري، يكون قد انخرط في تمرد أو انقلاب". ويقول خبراء إن المادة الثالثة يمكن تطبيقها ضد ترامب بأغلبية بسيطة من قبل كل مجلسي النواب والشيوخ، في حين أن العزل يتطلب تصويت الثلثين في مجلس الشيوخ، ويمكن لترامب الطعن في عدم أهليته إذا أقره مجلسا النواب والشيوخ الديمقراطيان الجديدان بأغلبية بسيطة. ويعني ذلك أنه يمكن للكونغرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون أن يتصرف من جانب واحد لمنع ترامب من تولي مناصب حكومية في المستقبل، وهذا يعني أيضًا أنه إذا رفض مجلس الشيوخ إدانة ترامب في محاكمة العزل، فإن مصيره قد يحدده الكونغرس بعيدا عن فكرة العزل. ولكن في كلتا الحالتين من غير المرجح -مرة أخرى- أن تتدخل المحكمة العليا، بل تعتبرها مسألة سياسية يمكن للكونغرس وحده أن يقررها. هل يمكن لترامب العفو عن نفسه؟ لم يسبق لأي رئيس أميركي العفو عن نفسه، وهناك انقسام واسع بين خبراء القانون الدستوري بشأن أحقية الرئيس في ممارسة هذا الحق. وكرر ترامب في خضم تحقيقات التدخل الروسي منتصف عام 2018 تأكيد أن لديه "الحق المطلق" في القيام بذلك طبقا للدستور. ويميل مؤيدو الرأي القائل إن الرئيس قد يعفو عن نفسه إلى تأكيد عدم وجود قيود أمام ذلك في نص الدستور، فضلاً عن بعض الآراء والتصريحات التاريخية للمحكمة العليا في ما يتعلق باتساع سلطة الرئيس في إصدار العفو عموما. وعلى النقيض من ذلك، فإن الذين يؤكدون أن الرئيس يفتقر إلى سلطة العفو الذاتي يثيرون حججا قانونية مفادها أن العفو الذاتي لا يتفق مع الأحكام الدستورية الأخرى. ومع عدم وضوح دستورية حق الرئيس في العفو عن نفسه، يبقى السؤال: هل يقدم ترامب على تعيين مايك بنس نائبه رئيسا بالإنابة حتى يعفو عنه وعما قد يتعرض له بعد خروجه من البيت الأبيض؟ أم سيتم ترك تلك المهمة للرئيس المنتحب الديمقراطي جو بايدن كي يتخذ هذه الخطوة التي قد تساعده في ردم الهوة الكبيرة مع الجمهوريين؟ أسئلة كثيرة ستجاوب عنها الأيام المقبلة. المصدر : الجزيرة


حقوق النشر محفوظة للموقع (DRAWMEDIA)
Developed by Smarthand