طهران تحذر دول المنطقة من السماح لواشنطن بشن ضربات داخل إيران عبرها
2024-02-01 07:59:03
عربيةDraw
كشف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ «الجريدة»، أن المجلس عقد اجتماعاً طارئاً بشأن تطورات المنطقة، مساء أمس الأول، تم خلاله إعطاء الأوامر لوزارة الخارجية الإيرانية، لإرسال رسائل تحذيرية «سرية ومستعجلة» إلى جميع دول المنطقة التي تحتضن قواعد أميركية، تحذرها من أن إيران ستستهدف أي قاعدة ينطلق منها أي هجوم ضد أراضيها، بغض النظر عن العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف المصدر أن الرسالة التي تقرر أن تبعث بها «الخارجية» صباح أمس، تتضمن تحذيراً من أنه إذا ما قامت أي جهة باستخدام أراضي أو أجواء تلك الدول أو مياهها الإقليمية لمهاجمة إيران، فستعتبره طهران عدواناً مباشراً عليها من تلك الدولة، مضيفة: «قد أعذر من أنذر».
وحسب المصدر، فإن القرار جاء بعد تلقي إيران رسالة جديدة من واشنطن أمس الأول، تؤكد مجدداً أن الولايات المتحدة لا تريد ولا تسعى إلى التصعيد في المنطقة، ولا تريد توسيع الحرب الدائرة في غزة، لكنها سترد على الهجوم الذي أودى بحياة جنود أميركيين في الأردن، وأن الرئيس الأميركي جو بايدن أصدر أوامره بالفعل بهذا الشأن. وذكر أن الرسالة الأميركية تضمنت ترحيب واشنطن بأي مسعى دبلوماسي لوقف التصعيد بين الجانبين، لكن بعد الرد على الهجوم الذي أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين.
ولم تتضمن الرسالة أي إشارة حول إذا ما كان بايدن قد قرر شن ضربات داخل إيران أو لا، وهو ما دفع طهران إلى إرسال رد عاجل لواشنطن، يتضمن تهديداً باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة، وأن الأمر هذه المرة لايمكن أن يقتصر على القواعد في العراق وسورية، إذا وقعت خسائر بشرية إيرانية، وهو ما سيُدخل المنطقة في دوامة من الردود المتبادلة، والأفضل أن تقوم واشنطن بإعلام الإيرانيين بمواقع الضربات لإخراج قواتها. وحذر الرد الإيراني واشنطن من الوقوع في «الفخ الإسرائيلي» وإدخال المنطقة في حرب شاملة، وأن السبيل الوحيد لإيقاف الهجمات ضد الأميركيين في العراق وسورية واليمن هو قيام الولايات المتحدة بإجبار إسرائيل على وقف الحرب في غزة.
وكان بايدن أعلن، أمس الأول، أنه اختار طبيعة الرد على الهجوم بطائرة مسيّرة الذي أصاب البرج 22 في الجانب الأردني من الحدود مع سورية، في المجال الذي تقع فيه قاعدة التنف بالبادية السورية في المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية. وفي خطوة غير متوقعة أعلنت «كتائب حزب الله» العراقية، التي تشكل العمود الفقري لائتلاف «المقاومة الإسلامية في العراق»، الذي أعلن مسؤوليته عن أكثر من 170 هجوماً ضد القوات الأميركية في العراق وسورية منذ 7 أكتوبر 2023، تعليق عملياتها العسكرية ضد الأميركيين لعدم إحراج الحكومة العراقية، مشددة على أن إيران لا علاقة لها بعملياتها ضد إسرائيل، بل إنها كانت تطلب منها خفض التصعيد. كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الحرس الثوري طلب من الفصائل الموالية له في سورية وقف العمليات ضد الأميركيين. وفي حين يتوقع الخبراء أن تشن واشنطن موجة هجمات متدرجة زمنياً ومكانياً ومتعددة المستويات تبدأ في الساعات القليلة المقبلة، تتجه الأنظار في المنطقة والعالم إلى كيفية تعامل إدارة بايدن مع التحدي المستحيل في تصميم رد لا يؤدي إلى توسيع الحرب بالشرق الأوسط وفي الوقت نفسه يكون قوياً لردع الميليشيات عن شن عمليات جديدة ضد قوات أميركية، إذ يمكن لـ «حزب الله» العراقي العمل في إطار اسم آخر وعدم تبني الهجمات، وهو تكتيك لجأت إليه الفصائل العراقية المسلحة مراراً وتكراراً.