عربية: Draw قد تكون تسجيلات نوري المالكي الصوتية قد سربت من جهاز المخابرات العراقية الذي ما زال يعمل تحت إشراف رئيسه السابق مصطفى الكاظمي، ومن ثم وصلت للأمريكيين الذين ترتبط أجهزتهم الأمنية بعلاقات وثيقة مع جهاز المخابرات العراقية والكاظمي تحديدا، وعلى عكس المتداول أن هناك من سجل بهاتفه الاجتماع، ومن ثم أوصله للناشط العراقي المقيم في أمريكا علي فاضل، فإن قناعتي تميل إلى أن التسجيل حصل من خلال جهاز تنصت أو لاقطة صوتية مزروعة في مكان اللقاء، والجهة التي زرعتها هي المخابرات العراقية المرتبطة للآن بالكاظمي، ولما وجد الكاظمي أن فرصه في البقاء كرئيس للوزراء تتداعى، وخصومه في الإطار ازدادوا قوة، وقد يمارسون تصفية حسابات معه بعد إبعاده من رئاسة الحكومة وانسحاب حليفه الأهم الصدر، عندما وجد الكاظمي كل هذه التطورات، قد يكون لجأ إلى البحث في «دفاتره العتيقة» أمنيا، واستخدام ما تبقى لديه من أوراق، ليس لمصلحته وحسب، بل لمصلحة حليفه مقتدى الصدر، الذي سانده أمام الإطار الشيعي طوال ترؤسه الحكومة، والذي يعتقد أن تسجيل كهذا يمكن أن يحرج المالكي ويضعف فرصه في تولي منصب رئاسة الوزراء، سواء الان أو في الانتخابات المقبلة.إذ جاءت التسجيلات الصوتية للمالكي مباشرة بعد انسحاب التيار الصدري من البرلمان، وبناء على هذه المعطيات التي اجتمعت لدى الجهاز الاستخباراتي، الذي امتلك التسجيل، والذي نرجح أنه المخابرات العراقية كما قلنا، كان اختيار ناشط غير محسوب على الأطراف الشيعية ومقيم في أمريكا الأقرب للكاظمي، لكي تبعد الأنظار عن نشاط المخابرات العراقية في التجسس على زعماء الإطار التنسيقي الشيعي. التسريبات الصوتية للمالكي، التي هاجم فيها بشكل حاد الصدريين، تبدو كعلامة تأزم كبير ومواجهة جديدة بين تيار المالكي، بما يضم من قوى شيعية منضوية في الإطار التنسيقي من طرف، والصدر وحليفه الكاظمي ومن يدعمهم من قوى دولية، تحديدا الأمريكيين وما يعرف بـ»محور الاعتدال العربي»، ترى في الصدر والكاظمي أفضل الخيارات في مواجهة حلفاء إيران في العراق، وأخطر ما في هذه المرحلة أن هناك طرفا (الصدر/الكاظمي)، لم يعد لديه شيء يخسره، بعد أن أوشك المالكي وإطاره على تشكيل حكومة، وأمسى الصدر وحلفاؤه خارج البرلمان العراقي، متكئين على إذكاء حالة التظاهرات وهي ورقة قوية للصدر المتمترس خلف جمهور فقير في أحياء بغداد الشعبية الفقيرة، ولكنها عودة لمنطق «الشارع» وما قد يحمله من فوضى ودماء، بعد أن فشلت التظاهرات التشرينية الأولى في إبعاد القوى الشيعية الرئيسية عن المشهد، على الرغم من أنها حققت للصدر نجاحا ملحوظا، لكن لا يمكن إدراجه ضمن أهداف حراك تشرين «غير واضحة المعالم أصلا» والتي كانت تدور حول غايتين: إسقاط الأحزاب التقليدية الشيعية الحاكمة، وإيصال ما يعرف بـ»القوى المدنية» للبرلمان، وهو ما لم يحصل. من استمع للتسجيلات المسربة لرئيس الوزراء العراقي السابق المالكي، سيلحظ على الفور أنها بصوته وليست مفبركة كما ادعى مكتب المالكي، في محاولة منه للتنصل من كلماته الجارحة تجاه التيار الصدري، ودرءا للإحراج من مواقف «غير دبلوماسية» حادة أطلقها ضد خصومه من القوى الشيعية وصولا إلى السنة، الذين وصفهم بأن أكثرهم من «الحاقدين»، وكل هذه العبارات والتوصيفات لا تعتبر مفاجأة لمن يعرف مواقف المالكي وآراءه، سواء المعلن منها بصيغة ملطفة، كما وصفه لمظاهرات الحراك السني بـ»الفقاعة»، أو في الجلسات غير المعلنة، عندما يصف الموصل وأهلها بالقومجية المتطرفة سنيا، كما نقل عنه مسؤول كردي في إحدى الجلسات. كما يمكننا أن نلاحظ أن المالكي وهو رئيس حكومة عراقية سابق، كان يدور في حديثه حول محور الطائفية، من باب حماية الشيعة من مشروع سني لاستعادة الحكم بدعم بريطاني كما يقول، وهو تكرار لاسطوانة التآمر وربط الخصوم الداخليين بالخارج، متلازمة يستخدمها كل الأطراف في الشرق الاوسط بالقالب نفسه تماما، كما كان من المفارقات أن نستمع للمالكي رئيس الحكومة السابق وهو يقول إنه سيعتمد على عشيرته «بنو مالك» حال احتاج الحماية، ويعني ذلك أن رئيس القوات المسلحة العراقية لثماني سنوات يدرك جيدا أنه هو نفسه لن يحظى بحماية من «الدولة» بل من العشيرة! وبين الطائفة والعشيرة يبقى مفهوم «الدولة» الحديثة طارئا في بلاد العرب!    


عربية  :Draw هل تم خرق الدستورأو خرق المدة المنصوص عليها في المادة 72 ثانيا (ب) من الدستور التي حددت 30 يوما .. كموعد أقصى لانتخاب رئيس الجمهورية من تاريخ اول انعقاد لمجلس النواب؟ ....لابد من التوضيح ان هذه المدة هي مدة تنظيمية لايعني تجاوزها سقوط تطبيق الحق خارج امدها اي بمعنى ان هذا الحق أي انتخاب رئيس الجمهورية باق رغم عبور مدة الـ (30) يوما ولم يسقط أصل الحق بتجاوزها ويمكن معاودة تحديد موعد جديد لانتخاب رئيس الجمهورية من قبل رئاسة البرلمان...فلا يوجد أي خرق للدستور في هذا الموضوع ..كما ان تفسير المحكمة الاتحادية 24 لسنة 2022 الخاصة باستمرار رئيس الجمهورية في عملة وأداء مهامه حتى بعد انتهاء مدة الـ( 30)  يوما وهو تفسير اتسق مع القيم الدستورية والمصلحة العامة واستمرار عمل المرافق العامة وهي نظرية جديدة للمحكمة الاتحادية حافظت في هذا القرار على المدد الدستورية وعدم تجاوزها . يستوجب في جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية ان تفتتح الجلسة بوجود ثلثي مجموع العدد الكلي للبرلمان اي لايقل عدد الحضور عن 220 نائب في افتتاح الجلسة وعند البدء بالتصويت وفق القرار 16 لسنة 2022 للمحكمة الاتحادية التفسيري للمادة 70من الدستور. يكون التصويت بالاقتراع السري المباشر عن طريق صناديق الاقتراع بأن يقدم رئيس البرلمان المرشحين الذين تمت المصادقة عليهم واحدا واحدا وان يعرفو البرلمان بأسمائهم ثم يتم فرز الأصوات والكتابة على اللوحات كما حصل عام 2018 و2014 والذي يحصل من بين المرشحين على أغلبية ثلثي مجموع العدد الكلي للبرلمان يكون هو رئيس الجمهورية ويؤدي اليمين الدستورية أمام البرلمان وبحضور رئيس المحكمة الاتحادية وفق المواد 70 من الدستور والقانون 8 لسنة 2012 الخاص بانتخاب رئيس الجمهورية.. وفي حالة عدم حصول اي من المرشحين على أغلبية ثلثي مجموع العدد الكلي للبرلمان وهو متوقع يتم صعود أعلى الفائزين الاثنين اي الأول والثاني ليتنافسوا في المرحلة الثانية وايا منهم يحصل على أعلى المصوتين يكون رئيس الجمهورية..وهنا ..أي مقدار من الأصوات..مثلا .يحصل الأول على 100 صوت والثاني على 70 يكون صاحب الـ (100 ) صوت هو الرئيس.. لم يذكر قرار المحكمة الاتحادية أعلاه النصاب القانوني المطلوب في الجولة الثانية هل هو ذات النصاب القانوني الأول اي أغلبية ثلثي مجموع العدد الكلي للبرلمان ام نعود للمبادي العامة في المادة 59 دستور اي يكون النصاب نصف العدد الكلي زائد واحد..أرى...ان يكون النصاب في الجولة الثانية بالعودة إلى المادة 59 من الدستور.. وبعد انتخاب رئيس الجمهورية وادائه اليمين الدستورية الواردة في المادة 50 من الدستور العراقي أمامه 15 يوما حتى يكلف مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا وفق المادة 76 من الدستور العراقي بتفاصيلها.  


 عربية Draw: عادة ما يحظى التلاسن بين السياسيين الذي قد يصل إلى حدّ المناكفة، وحتى التنمّر، باهتمام الناس، وتحفل وسائل الإعلام ومواقع التواصل في أيامنا هذه بعيّنات من تلك الوقائع التي قد يكون القصد منها السخرية والاستهزاء، خصوصاً إذا ما جرت بين سياسيين بينهم خصومة صريحة أو مستترة. ويجد الهواة من المتابعين الفرصة لفبركة ملاسنات أو مناكفات على ألسنة سياسيين، بهدف النَّيْل منهم، أو حتى لمجرّد النكتة، كما قد يجهد بعض رسامي الكاريكاتير أنفسهم في اختلاق مناكفات بين سياسيين، وعرضها في رسوم تثير السخرية والضحك.ومن بين مناكفات اليوم، ما جرى في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مدريد، أخيراً، حين كان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، منهمكاً بتدوين ملاحظاته على ورقة أمامه، وفاجأه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن ربّت كتفه، ولم يرُق ذلك جونسون الذي انتفض واقفاً، وحاول تنحية ذراع الرئيس التركي عنه. ولتخفيف حدّة الموقف، ألقى بالتحية على أردوغان باللغة التركية، إلّا أنّه أخطأ اللفظ، ما دفع أردوغان إلى تصحيح اللفظ، قائلاً: "إنّه يخذلنا" في غمزةٍ تشير إلى أصول جونسون التركية. عند ذاك، تغيرت ملامح جونسون، وبدا عليه الغضب، وهو يرفع إصبعه نحو أردوغان، وكادت الواقعة أن تربك أعمال القمة لولا تدخل الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي سارع لاحتواء الموقف، ممسكاً بذراع جونسون قائلاً: "هذه مزحة... هذه مزحة، يا بوريس" وفي مأدبة العشاء التي أعقبت اجتماع قادة مجموعة الدول الصناعية السبع في بافاريا بألمانيا، تساءل أحدهم عمّا إذا كان عليهم خلع ستراتهم، أجابه جونسون الذي "عادة ما يطلق نكاتاً فظّة ووقحة" بوصف أحد قراء صحيفة الديلي ميل، قائلاً: "علينا أن نظهر عضلات صدورنا لنكون أكثر برودة من بوتين". وعندما وصل خبر الواقعة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عقّب: "لم أفهم ما يقصدونه من خلع ملابسهم، هل يقصدون فوق الخصر أم تحت الخصر، وفي كلا الحالين، سيكون المشهد مقزّزاً"..مرة أخرى مع مناكفات جونسون وبوتين، حين صرّح الأول للصحافيين بأنّه لو كانت امرأة هي التي تحكم روسيا لما فكّرت بشنّ حرب على أوكرانيا، ووصف حرب بوتين بأنّها "تعبير عن فحولة سامّة" وردّ بوتين مذكراً إياه بأنّ مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، هي التي شنّت حرباً على الأرجنتين من أجل جزر فوكلاند. ولم ينتهِ رد الفعل عند هذا الحد، إذ يبدو أنّه استفزّ أيضاً وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، التي أعربت عن اعتقادها أنّ لدى المرأة قدرة الرجل نفسها على صنع الشرّ.في العراق أيضاً، وصلت التلاسنات والمناكفات بين أطراف "العملية السياسية" إلى حدّ جعلها تخرج عن المألوف، وتضمّن بعضها شتائم مفضوحة واتهامات بالكذب والفساد، لكنّ الملاحظ أنّ كثيراً ما كان المتناكفون يعودون إلى سابق علاقتهم من ودّ وقبول أحدهم بالآخر، بل والتحالف معه، ويعزو بعض الخبثاء سلوكاً كهذا إلى أنّه "من موجبات التفاهم على الصفقات والعقود التي تدرّ الربح على الجميع، خصوصاً بعد زيادة وارادات النفط أكثر من 11 مليار دولار شهرياً". من المناكفات التي شاهدها العراقيون، دخول زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى اجتماع ضمّ أطراف "العملية السياسية"، وكان خصمه اللدود زعيم حزب الدعوة، نوري المالكي، قد سبقه في الحضور، ولم يسلّم الصدر على المالكي الذي نهض للترحيب به في ما يبدو، الأمر الذي أثار المالكي، ودفعه انفضاض الاجتماع إلى القول إنّه "لا يفقه في السياسة ولا في الدستور"، وردّ الصدر في تغريدة له بأنّ خصومه "وحوش كاسرة"، وقال عن المالكي، من دون أن يسميه: "كلامه منقوص، وعليه تدارك ما ضاع وأضاع، نصيحة مني قربة إلى الله تعالى". وفي عهد الملوك، كثيراً ما كانت تجري بين السياسيين حالات تلاسُن ومناكفة، لكنها لم تتعدّ قواعد الاحترام والتعامل النظيف. ولا تزال بعض وقائع تلك المناكفات تتردّد كلما ذكرت مآثر رجال النخبة السياسية الذين حكموا العراق آنذاك، ومن بين ما يُروى أنّ نوري السعيد الذي ترأس رئاسة الوزراء 14 مرة فوجئ، في جلسة لمجلس الأعيان، بعضو المجلس الشيخ محمد رضا الشبيبي، وهو يصرخ بوجهه: "أنت ديكتاتور" ولم يغضب السعيد، بل ردّ عليه: "إذا أنا رحلت، وجاء من بعدي آخرون لحكم البلاد سوف تعرف من هو الديكتاتور". وأردف: "اسمع، يا شيخ، لا تتصوّر أنّني جالس على كرسي رئاسة الوزراء، إنّما أنا جالس على غطاء بالوعة كبيرة، إذا ما ذهبتُ وجاء غيري، فسترى كيف تطفح هذه البالوعة بالمياه الآسنة وتغمركم".


عربية :Draw فشلت في التجربة، أو هكذا أقول وقد أكون مخطئا ونادرا ماسيقتنع بماأقول كثير   من الناس، يولد الإنسان حرا، لكنه يختار طريقة يرتاح معها، وتطمئن نفسه به كعبد ذليل لزعيم، أو رئيس، أو سلطان، أو إمبراطور، أو لرجل دين، أو لوزير، أو لوكيل وزير، أو لمستشار وزير، أو لمدير عام، أو لرئيس قسم، أو لبلطجي، أو لتاجر، أو لرجل أعمال أو لمدير دائرة أو شركة، أو صاحب مال، أو زعيم قبيلة، أو لصاحب نفوذ ووجاه ومال، أو لطائفة، أو لقومية، أو لدين، أو لمدينة، أو لقرية، أو لشيء يستلذ معه بالعبودية، ويرفض الحرية. خلق الله الإنسان حرا، وجعل سر حريته في عبوديته لله، كن عبدا مخلصا لله، نقي السريرة طاهر الوجدان والضمير، تتملكك الرحمة والإنسان حينها ستنطلق في فضاء حريتك، فليس هناك أفضل منك، ولست أفضل من أحد ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) (ولقد كرمنا بني آدم فحملناهم في البر والبحر ) وكثير من الآيات تتحدث عن الحرية التي منحت للإنسان بعيدا عن الفوضى.حريتك لاتعني أن تكون مستقلا عن ولاء وإنتماء. ويمكنك تجاوز هذه الإشكالية من خلال الموضوعية والهدوء، وعدم الإنفعال، ومراجعة نفسك وذاكرتك، في عملك وولائك وعلاقاتك وصلتك بالحاكمين والمتنفذين الذين يظلمون ويتجبرون ويذلون الناس، ورغم ذلك تدافع عنهم، وتبرر لهم، وتقارن بينهم وآخرين ربما كانوا أسوأ منهم، فتخسر علاقتك بالرب لأنه يعلم السرائر، وماتخفي الضمائر، وهو عليم وخبير بأحوال الحاكمين والظالمين، وفي كل زمان ظالم وفاسد ومتجبر، وحتى لو قللت في حجم مايرتكب من فساد وجرائم وإعتقالات تعسفية وإعدامات غير قانونية وباطلة، فإن ذلك لايخفف من تركيز الجريمة ووحشيتها، وكأننا نتسابق لنسابق الظالمين في ظلمهم  حتى كأننا نضع أنفسنا في مقدمة الركب الى جهنم، وإليها نتجه مختارين.اقترح تأسيس كروبات للطائفيين والحزبيين والمنتمين لأحزاب وإتجاهات، وهم مصرون على أن الحقيقة معهم، ثم إنهم لايتحملون بعضهم في الحوار، ويلجأون الى التسقيط والتشهير، بل ويتلذذون بذلك، ويعدونه بطولة مطلقة لفلم سخيف، ولمجرد أن يرضى هذا الزعيم، أو ذاك على حساب الحقيقة والمسؤولية والضمير، ويعملون وفق مبدأ عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا إخترت أن أكون حزب نفسي، وطائفة نفسي، ودين نفسي، والناس كلهم ابنائي وأهلي، أعاملهم بالرحمة والمودة والعطف والشفقة بحسب إبتلاءاتهم وعذاباتهم، ومايعانون من متاعب، وحين تطمئن نفسي الى إنهم كلهم مسؤوليتي.. قيل إن البشر قد وصلوا الى منتهى الطغيان والجبروت والرذيلة والإنحطاط القيمي والأخلاقي، وأناموا الضمير على سرير الشهوة، ولم يتراحموا، وعاثوا في الأرض فسادا، فنادت الجبال والسماء والبحار والأرضين رب السماء ليطبقوا على البشر كسفا وخسفا وهزات وفيضانات وزلازل وبلاءات. فقال لهم الرب: لو خلقتموهم لرحمتموهم..فإهدأوا لأن من تتقاتلون في سبيلهم، وتتنابزون بالألقاب لاجلهم، وتشتمون، وتسقطون لن يكافئوكم يوم القيامة. فكل نفسا بما كسبت رهينة. ولماذا ترهنون أنفسكم لغيركم، فيستعبدونكم دون أن يشفعوا لكم هناك.


عربية :Draw وأسوأ ما في الأمر حين تضطر إلى متابعة أحدهم من على شاشة فضائياتهم الممولة من (جيوب المواطنين!)، وهو يتحدث عن (نجاح!) حكومة الإقليم في تجاوز الأزمات الاقتصادية، و(قدرتها!) على تحقيق (الأهداف الاستراتيجية!)، وكيف أن هذه الحكومة (استطاعت) أن تستقبل (آلاف السياح!) القادمين من وسط العراق وجنوبه، وتوفر (14) ساعة من الطاقة الكهربائية، وأن تخفض ثمن فحص الكورونا على الحدود من (60) ألف إلى (25) ألف دينار!! وتظل تسمع وتسمع، وتتابع وتتابع، حتى تصل إلى مرحلة يخيل إليك أنك ربما تعيش في كوكب آخر، وهؤلاء (المحللون العباقرة!) يتحدثون – بالتأكيد - عن كوكب آخر! وأنك تحتاج إلى مراجعة في رؤيتك (المتشائمة!) للأوضاع، وأن المنافسة الاقتصادية والعمرانية الآن ليست بيننا وبين بغداد والبصرة (كما يخيل إليك)، بل السباق الآن جار بيننا وبين دبي وسنغافورة وبكين!! وبالتأكيد، فإن ادعاءاتهم بالرفاهية المعيشية! والسياسات الاقتصادية الناجحة! والطفرة العمرانية الهائلة! صحيحة ولا غبار عليها، فهم يتحدثون عن (كوكبهم) هم، لا (كوكبنا) نحن، فكوكبهم لا تشهد فيه (أزمة سكن)، و(أزمة معيشة)، و(أزمة وقود).. السفر من (كوكبهم) إلى (تايوان) و(برلين) متوفر على مدار الساعة، والتأشيرات وبطاقات السفر تصلك إلى باب بيتك بمجرد اتصال تلفوني!.. في كوكبهم ولى زمن (المبردات)، وبراميل وقود التدفئة المنزلية، وغيرها من الوسائل التي عفا عليها الزمن!.. بخلاف كوكبنا (المتخلف!)، الذي لا يريد أن (يتطور!)، ولا تنتهي فيه أزمة حتى تبدأ أخرى، وما زال المواطنون فيه يقفون في طوابير لاستلام رواتبهم في أكياس ورقية ونايلونية! كوكبهم فيه جيش من المرتزقة والمطبلين، الذين لا يعرفون للتعب معنى، ولا مكانة عندهم لما يسمى في كوكبنا بـ(المصداقية، والقيم، والعدالة)، وغيرها من (المسميات البالية!).. فكوكبنا (صادع للرؤوس!)، (مخيب للآمال!)، (متشائم إلى أبعد الحدود)!!، أما (كوكبهم) هم، فمشـرق وضاء! ولا مكان فيه (للبطالة)، أو عدم الحصول على عمل مشرف! فمكتب عملك جاهز حتى قبل أن تتخرج من الكلية، وشهادتك الجامعية مضمونة من الجامعات (الخاصة)، الموجودة بكثرة في (كوكبهم!).. والأب في (كوكبهم) (حريص!) أشد الحرص على مستقبل ابنه، فمبجرد تجاوزه سن البلوغ تراه مسؤولاً عن منظمة (كوكبية!)، ومشرفاً على إنشاء مجمع سكني، وله رؤى سياسية للتقريب بين (موسكو) و(كييف)! ففي (كوكبه) لا مجال لراتب مستقطع، أو ترخيص مسيس!، بخلاف الآباء في (كوكبنا)، الذين لا همّ لهم سوى انتظار الإعلان عن قائمة جدول الرواتب، والعروج على أصحاب المحلات التجارية لتسديد الأقساط الشهرية!  فبالله عليكم هل هناك وجه مقارنة بين (كوكبنا) و(كوكبهم)؟! فهم في مجرة ونحن هنا في مجرة أخرى، فلم اللوم والتشكي؟!. فنحن (هنا) وهم (هناااااااااااااك!! (      


 عربية : Draw على الرغم من قراره سحب كتلته الفائزة في انتخابات العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وتقديم استقالاتهم، يبدو أنّ مقتدى الصدر ما زال قادراً على أن يلعب بإعدادات العملية السياسية في العراق كما يشاء ووقت ما يشاء، فهو يمتلك أكبر قاعدة جماهيرية، ليس من ناحية الكم العددي فحسب، إنّما لكونها قاعدة مطيعة، ويمكنها أن تفعل ما يريده منهم زعيمهم من دون أي نقاش أو جدال، وهو ما تجسّد في استقالة نواب الكتلة الصدرية من البرلمان بسرعة كبيرة، بمجرّد أن طلب منهم الصدر ذلك، فما بالك بحشود جماهيرية شعبية ترى فيه القائد والمُصلح والزعيم الديني والروحي؟اعتقد بعضهم أنّ انسحاب الصدر من البرلمان بمثابة هزيمة له ولتياره، بعدما فشل ثمانية أشهر من تحقيق النصاب القانوني، هو وحلفاؤه السُنة والأكراد، لتمرير حكومتهم "حكومة الأغلبية الوطنية"، غير أنّ واقع الحال يؤكّد أنّ انسحاب الصدر من البرلمان، وترك الساحة السياسية أمام قوى "الإطار التنسيقي" لتشكيل الحكومة، سيكونان بمثابة إعادة ترتيب أوراق العملية السياسية، وإعادة ترتيب مقاعد القوى السياسية بطريقة مختلفةٍ ربما عمّا مضى.لا يبدو أنّ قوى الإطار التنسيقي قادرة على الخروج من النفق الذي حفره لهم الصدر، فعلى الرغم من انسحاب الكتلة الصدرية، وتعويض مقاعدها بأخرى مقرّبة منه أو من المستقلين، فإنّ مفاوضات تشكيل الحكومة الإطارية، إن صح التعبير، ما زالت تراوح مكانها، ناهيك عمّا يتسرّب من أنباء عن خلافات بين قوى هذا الإطار. طوال ثمانية أشهر من المفاوضات والجدل السياسي، ظهر خلالها مقتدى الصدر وتياره خياراً وطنياً إصلاحياً ليس لجمهوره فحسب إنّما لجمهور عراقي أوسع، فقد كان يدافع عن فكرة حكومة إصلاحية ذات أغلبية وطنية، وليس حكومة توافقية كما جرت العادة. وفي المقابل، ظهر الطرف الشيعي الآخر (الإطار التنسيقي) وكأنّه معارض لفكرة الإصلاح ومعارض لفكرة تشكيل حكومة أغلبية وطنية، مع ما يمتاز به هذا الطرف من قرب غير مخفيّ من إيران التي باتت اليوم، في نظر غالبية الشعب العراقي، جارة شرّيرة، يجب خلع أنيابها في العراق.على وقع هذا المشهد، جاء انسحاب الصدر من البرلمان، ليؤلّب الشارع الصدري خصوصاً، والعراقي عموماً، على قوى الإطار التنسيقي، ما يعني أنّ هذا الشارع سيكون جاهزاً لأيّ قرار يتخذه الصدر حيال الحكومة الإطارية المقبلة. ومعنى ذلك أيضا أن خيار الخروج إلى الشارع وتحريكه سيبقى ورقة ضغط قوية بيد مقتدى الصدر، يستعملها متى ما شاء، أو قد يهدّد بها وصولاً إلى ما يريد.لكن، ما الذي يريده الصدر؟ يجيب بشكل واضح، أنّه يريد شراكة مع قوى سنية وكردية وبعض القوى الشيعية التي يسهل التعامل معها، لا يريد شراكةً مع من يعتقدون أنّهم أندادٌ شيعة له كرئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، أو زعيم "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي. يريد الصدر زعامة شيعة العراق بلا منازع وبلا أي ندٍّ نوعي. يعتقد أنه الوحيد المؤهل لذلك، بما يمتلكه من جماهيرية واسعة ومطيعة، وهو ما تخشاه القوى الشيعية الأخرى التي تتخوّف من هذا الاستفراد، وما يمكن أن يجرّه عليها من مشكلات، خصوصاً إذا ما قرّرت حكومة صدرية فتح ملفات الجرائم والفساد، التي ستشمل غالبية الطبقة السياسية منذ 2003. تتوارد أنباء عن خلافات داخل قوى الإطار التنسيقي. هناك شعور جارف لدى بعضها أنّ الصدر ربما حفر لهم قبراً، أضيق من نفق بكثير، فهو اليوم لا يمتلك شارعاً مطيعاً فحسب، إنّما هو شارع حانق، شارع كان يعتقد أنّ فوز نوابه بالكتلة الأكبر سيسرّع في تقديم ملفات خدمية كبيرة وكثيرة لهم، لكنّهم فجأة وجدوا أنفسهم خارج إطار هذه اللعبة، ولك أن تتخيّل ما يمكن أن يفعله هذا الشارع، إذا ما طلب منه مقتدى الصدر أن يتظاهر مطالباً بحقوقه.غير أنّ قوى إطارية أخرى ترى أنّ بالإمكان تسريع تشكيل حكومة خدمية تستفيد من الفائض المالي الذي وصل إلى نحو 70 مليار دولار بحسب وزير المالية العراقي، علي علاوي، وما يمكن أن تحققه هذه الأموال من توفير خدماتٍ سريعةٍ وعاجلةٍ لإسكات الشارع الغاضب، وأيضا لسحب البساط من تحت أقدام مقتدى الصدر، وتقديم حكومة قادرة على أن تفعل ما عجزت عنه حكومات سابقة. لكنّ حكومة خدمة وطنية وإنجاز نهضة اقتصادية وبناء واستثمار، كما تحدّث عنها نوري المالكي، ستصطدم بنظام فاسد وعصاباتٍ على شكل أحزاب سياسية ومليشيات مسلحة متغلغلة في جسد الدولة العراقية، ما يعني أن هذه الأحاديث تبقى أحلاما لا مكان لها في عراق مزّقته سكاكين الطائفية والفساد والمحاصصة.الشارع هو كلمة السر التي قد يكتبها مقتدى الصدر ذات تغريدة، ويفتح من خلالها نافذةً من نار جهنم على قوى الإطار التنسيقي، وصولا إلى إجراء انتخابات مبكّرة، يعرف قادة هذا الإطار، قبل غيرهم، أنها إذا ما جرت فيعني أنّ تربّع مقتدى الصدر على زعامة البيت الشيعي العراقي آتٍ لا محالة... حينها تبدأ مرحلة أخرى من تصفية الحسابات، ليس بين الصدر وخصومه في الإطار التنسيقي، وإنّما بين دول إقليمية وأبعد منها، وضعت كلٌّ منها بيضها في هذه السلّة أو تلك.


عربية   :Draw توقعات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) بزيادة الطلب على محصول الرز من قبل العراق يطرح الكثير من التساؤلات حول إستعدادات البلاد ومخزونه من هذا المحصول المهم والحيوي في ظل أزمة القمح العالمية مبينةً بأن إستهلاك الفرد الواحد من الرز يبلغ 37 كيلو غرام سنوياً خلال 2023-2022 أي ما يعادل أكثر من 3 كيلو غرام شهرياً. منظمة (الفاو) أكدت أنه من المتوقع أن يستورد العراق 1.8 مليون طن من الرز لتغطية حاجته المحلية خلال العام الحالي 2022 مرتفعاً من 900 ألف طن خلال العام الماضي 2021 فيما أستورد 1.1مليون طن من الرز خلال العام 2020”.لايمكن معرفة كمية إنتاج العراق من الرز خلال العام الحالي لعدم وجود بيانات كافية حول مساحة الأرض المزروعة وقد تراجعت مساحات زراعة الرز بفعل الأزمة المائية خلال السنوات الماضية.المحاصيل الرئيسية (القمح الحنطة والسكر) دخلت دائرة الإكتفاء في الدول المصدرة وبسبب الحروب وتوالي الأزمات الإقتصادية إمتنعت الهند عن تصدير القمح بعد الأزمة الأوكرانية وفرضت قيود على تصدير السكر.إيقاف التصدير من الدول المنتجة سيرفع الطلب العالمي وقد لاتكون هناك عروض أصلاً مما يعني أن الدول التي تمتلك المال لن تجد شيء لشرائه . هذه الأرقام والمعطيات يجب أن تكون ضمن منهاج وخطة عمل الحكومة وأن تضع في حسبانها أن العالم مقبل على أزمة ويجب الإتفاق مبكراً مع الدول المصدرة وحجز الكميات الكافية قبل أن ترتفع الأسعار العالمية مجدداً.    


عربية   :Draw أين تمضي بنا قوانين التريند، العراقيّ والعربيّ، وربّما العالمي؟ هذا سؤال يرتسمُ أمام ذهن كلّ مَن يسحب هاتفه النقّال، متثاقلاً صباحاً، ليتابعَ الإشعارات وما علّق فلان، وما كتبته فلانة، وما انتشر على أرض الفيسبوك وتويتر الزرقاوين، أو في الكواكب المجاورة المسترخية: الانستغرام والسناب شات والتيك توك. أنتَ موظّف لدى هذه الإشعارات، تتابعها كما تُرمى كرة صوف لقطّة، تركضُ لترى الإشعار الفلاني، ثم الإشعار العلاّني، بعملية تشبه تماماً الذين يظهرون في اليوتيوب وهم يأكلون وجبات عملاقة من الطعام، لدرجة المعاناة! لكن هذه الإشعارات، والتواجد في هذه البرامج، ليست المشكلة الأساسية، وإن كانت تسبّب إدماناً بطريقة ما، وتشعر حين تترك هاتفك، أن كلّ شيء مهم في الخليقة قد فاتك، الإشكال الأكبر هو الخِداع الذي يُمارس في هذه البرامج، من العالم المثاليّ، المليء بالإنجازات، الخالي من الإخفاقات. تستيقظُ شابة ما، أو شاب ما، لنشر أغنية مبهجة، ثمّ صورة ستوري لفنجان قهوة مصحوبة بأغنية، ثمّ سيلفي خالٍ من العيوب، تهبطُ عليه الفلاتر من كلّ حدب وصوب، فنحن شعبٌ كامل لا يمتلك حبّة شباب أو ثؤلولاً على وجهه، وحتى الازدحام والكوارث الأخرى اليوميّة التي تنهشُ الصبر والأعصاب يتمّ ترطيبها. لا يوجد في السوشيال ميديا بالغالب مَن يظهر مرضه، أو مشاكله العائلية، أو ضائقته المالية، أو اكتئابه، أو أيّة سلبية أخرى، نحن مهووسون بنشر ما يُعصم منا من الخطأ، كلّنا سوبر مان وسوبر وومان، مرّةً لخداع أنفسنا، خصوصاً مع المكافآت الوقتيّة، التعليقات واللايكات وري أكشن القبلة وغير ذلك، ومرّة لخداع الآخرين، لكن الأمر مضى حتى نسينا الواقع الفعليّ، وتربّت أجيال جديدة وهي منهكة، إذ أنها لا تستطيع اللحاق بقصص النجاح المفبركة المنشورة في السوشيال ميديا، وهذا الكم الهائل من التميّز الشخصي الذي تحيط البروفايلات به نفسها، دون إظهار الجانب الأسود، المُتعِب، المُنهِك من حيواتِنا. قليلون مَن تتطابق حيواتهم مع صفحاتهم، لي أصدقاء وصديقات كذلك، يتحدث بذات الطريقة في العالمين، غير مهتم بالصورة الفوتوغرافية المثالية، ربما يشتم كما يشتم في الشارع، ويبكي ويضحك كما يفعل بالمقهى، وهؤلاء قليلون، على مَن يهمّه الأمر أن يضعهم في محميّة طبيعية: الذين يعيشون بلا مرايا خادعة.  هذه المرايا، تخفي بالغالب نقيضاً لا يشبه أبداً الذي نراه في فيسبوك، أو تويتر، خصوصاً في السياقات السياسية والإعلامية وحتى الأخلاقية، وغالباً ما نرى أن فلاناً القاتل حين يُلقى عليه القبض، فإن صفحته الشخصية ملأى بالقصص الأخلاقية والإنسانية، وأن فلانة التي تكتب عن أبيض الأشياء لا يمرّ الوقت حتى يفتضح أسودها. تدريجياً، سيمضي الأمر إلى واقعه، سيملّ الإنسان التمثيل، سينكسر أمام الملأ كما التمع كذباً أمامهم، سيظهر خوفه وانكساره واكتئابه وفقده، سيشعر تدريجياً بأنه ليس هذا، وأن البروفايل لا يشبه إلاّ ما يصبو إليه، لكنه ليس ذلك. كلّ مَن في السوشيال ميديا صادقون، أمناء، محبّون، "عيبي الوحيد طيبة قلبي" كما يقول كثيرون، والأمر هذا لا يشبه الغابة التي نعيش بها، الغابة التي تحتاج إلى كسر مرايا التريند الخادعة، غير المؤثّرة، لرؤيتها!  


 عربية :Draw  لماذا نصدق الأكاذيب ونلوكها كالجياع الذين يتوهمون شيئاً يحسبونه طعاماً يقيهم جوعاً ويقوي أجسامهم؟ في اليوم الثلاثين من يونيو يحتفل العراقيون بذكرى ثورة العشرين ــ أو هكذا يسمونها التي واجهت بها العشائر تمدد القوات البريطانية المحتلة في مناطقهم وخاصة في الريف وأطراف المدن ، فهي إنتفاضة عشائر وليست ثورة شعب ، وفي الوقت الذي كان الشيخ عبد الرحمن النقيب يؤسس لدولة فردية مع ممثلة حكومة صاحبة الجلالة . كان شيوخ العشائر يحملون بنادقهم العتيقة المصنعة أصلاً في المملكة المتحدة ويستحثون رعاياهم على مهاجمة الثكنات البريطانية وربما دمروا  قطاراً يعرفه العراق للمرة الأولى في تاريخه.كان النقيب يتفق مع المس بيل بينما العشائر تدفع الثمن ، وبينما تأسست حكومة الملك فيصل الأول كان شيوخ العشائر محاصرين ومنفيين وبعيدين عن المدينة التي كانت تظهر في المدينة وينتفع منها الأفندية والباشوات ، وبينما كان علماء النجف وكربلاء منفيين الى إيران ، وكان بعض الثوار مطاردين في سراديب النجف ، كان البعض في بغداد يحقق المكاسب تلو المكاسب بالإتفاق مع حكومة الإحتلال .هي إنتفاضة عشائر أو لنقل ثورة عشائر عاضدها علماء دين وبعض المثقفين الذين كان في البلاد منهم القليل حينها ، وقد قمعت بشدة وكان من نتائجها تكريس الإحتلال البريطاني الذي أدى الى بعض المنجزات نحو صناعة المدينة وتأسيس لأحزاب وصحافة وتعبيد لطرق وبناء شبكة إتصالات ، وقطارات لم تكن معروفة من قبل إستمرت حتى إنقلاب العسكر الحمقى 1958 حين دمرت الحياة الدستورية بالكامل وبدأنا مرحلة الإنقلابات والفوضى والحزبية المقيتة والمستمرة الى هذه اللحظة .لم تكن تلك الإنتفاضة شعبية كاملة ولم تشترك فيها قطاعات الشعب بالكامل في بلد لم تعرف فيه حركة ثقافية وفكر حديث وكان يرزح تحت سلطة الإحتلال العثماني القبيح الذي قسم العراق الى ثلاث ولايات تابعة للباب العالي ولا إرادة لها ، رغم أن السلطان العثماني كان نائباً لله بينما كان الأنجليز (كفاراً) أسسوا لحكومة عند أول دخولهم المقيت لبلد الحضارات (الخسارات) هي ثورة عشائر معها بعض المتدينين والوجهاء وإنتهت بإنكسار وخديعة ونفي وإنتقام.من عادة العراقيين أن يتحدثوا عن العزة والشموخ والرفعة والقوة والهيبة والخشم العالي . لكنهم يتجاهلون إنهم ليسوا بحاجة الى هذه العناوين التي يتبجحون بها ،بل هم بحاجة ماسة لتحقيقها واقعاً من خلال توفير الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية وتقديم الخدمات العامة . فالغرب الأوربي يصنع العزة والشموخ والكرامة والرفعة من خلال القانون ، وإحترامه والإلتزام الكامل به والإفادة من الموارد والبرامج والخطط البعيدة ، بينما نصنع تلك المسميات في الهواء وتلوكها الألسن كذباً وزوراً ولا يتحقق منها في الواقع شيء أبداً.


عربية : Draw  أجبر المشهد السياسي الراهن في العراق معظم القوى والأطراف العراقية على إعادة النظر في رهاناتهم وافتراضاتهم. كان هناك العديد من السيناريوهات التي وضعت ليَمُر بها البلاد، لكن التيار الصدري جاء وقلب كل شيء رأساً على عقب بالطبع من المبكر الحديث عن نتائج التحول الدراماتيكي الذي شهده المشهد السياسي، ومازال مبكراً أن يحكم المرء على السيناريوهات المستقبلية ، لاسيما أن الموقف الصادر عن التيار الصدري ليس إنفعالاً سياسياً، ولا من باب الوطنية أو حباً بالمواطن، فضلاً عن أنه لايعني أيضاً إنعدام الخبرة أو التجربة كما يتهم بها جزافاً هذا التيار، ما يحدث هو أكبر مما يمكن توقعه، صحيح أنه غالبا ما تُبث خيبات أمل سياسية ، أو تشاؤمات كبيرة حول مستقبل البلاد ، ويُؤوَّل حاله بتقديرات وتوقعات غير حسنة، إلا إن هذه المرة بالذات لا تُقاس الظروف القائمة في البلد بهذه المقاربات السايكولوجية. بأوضح معنى للكلمة ، ما سيأتي هو قريب مما يمكن تسميته نظريًا: بمحاولة خلق الفوضى الخلاقة Creative Chaos ، التي تعني، باختصار، أنَّه عندما يصل المجتمع إلى أقصى درجات الفوضى المتمثلة في العنف الهائل وإراقة الدماء، وإشاعة أكبر قدر ممكن من الخوف لدى الجماهير، فإنَّه يُصبح من الممكن بناؤه من جديد بهوية جديدة تخدم مصالح الجميع. بناءاً على العديد من المؤشرات، بات العراق اليوم موضوعاً فعلاً على وعاء يغلي ويُحّضَر لأجل تحدث فيه هذه الفوضى الخلاقة، فالصدريين حينما يرفضون القبول بالمسؤوليات السياسية لا في الحكومة ولا حتى في مجلس النواب العراقي ويقدمون أنفسهم - وبمئة ألف عنصر مسلح!- كجزء من المعارضة الشعبية، إنما يريدون أن يصبحوا مهندسي غليان الظروف تلك، وعراب إثارة الفوضى الخلاقة، وفي النهاية المراهنة على أن يتحكمون هم وحدهم لا غيرهم بزمام أمور البلاد والعباد.هذه المقاربة لمستقبل العراق ليست بلغة التنجيم والعراف إزاء نوايا التيار الصدري، إنها، بسطر واحد، قراءة موضوعية لخيار التيار الممكن حالياً لمرحلة ما بعد إنسحابه من العملية السياسية والذي بات بمثابة السبيل الوحيد لإعادة الفاعلية لهذا التيار، فالصدريين مثلما كانوا يعرفون تماماً بأنهم لا يستطيعون تشكيل الحكومة، ولا أن يكونوا معارضة مسموعة في مجلس النواب، يعرفون أيضاً بأنهم لن يخرجوا من هذه المعادلة الصعبة بأمان ومن دون تضحية، وأنما سيُستَهدفون دون أدنى شك، خصوصاً إذا ما حسموا أمرهم كمعارضة شعبية ولعبوا على وتر الغضب الشعبي وإستثماره سياسياً، بل أسوأ من ذلك ربما ستُعتَقَل قياداتهم ونشطائهم ويُمنع عليهم ممارسة النشاط السياسي. ولِمَ لا ؟ فإذا كان الشبان المتظاهرين المدنيين قد ألتخطت أجسادهم الطاهرة  بالدماء في أزمان حكومات العبادي وعبدالمهدي وحتى الكاظمي، فما المانع أن يُستهدف أيضاً كل أعضاء وناشطي هذا التيار بمسوغات أمنية؟، وعليه يتضح لنا هنا وبجملة، أن الخيار المذكور للتيار هو فعلاً بات بمثابة خيار مصيري، بل ربما متوقف عليه في النهاية حدوث مآلان لا ثالث لهما: إما الوصول الى نهاية مميتة، أو النهوض مجدداً وسحق المنافسين.


عربية   :Draw فعلاً...تستحقون هذه الرواتب الضئيلة وهذه الدنانير البائسة لأنكم سُرّاق أيُها المتقاعدون...إنكم كذلك فقد سرقتم  سنوات من أعماركم وضاعتْ أحلى أيامكم في خدمة وطن وتربة، تعلمون حق اليقين أنه وطن لايعيش فيه سوى السُرّاق ولايحيا على أرضه إلا الفاسدين واللصوص فماذا بقي لكم في الوطن؟ أنتم اللصوص والفاسدين أيُها المتقاعدون عندما ذبُلتْ زهرة شبابكم في سنواتٍ عِجاف وأنتم تنشدون بناء الوطن وتسعَون لخدمته لتنتهي رحلتكم براتب تقاعدي لايكفي مناديل ورقية لإبن أو حفيد المسؤول الذي تتظاهرون أمام قصره في المنطقة الخضراء.ماذا كُنتم تعتقدون أن تُحيطكم الرعاية الأبوية من لَدُن الحكومة كما إحتضنتْ رئيس جمهورية العراق (المتقاعد) غازي عجيل الياور براتب تقاعدي لايقل عن (60) مليون دينار شهرياً (مايقارب 40 ألف دولار) عن خدمة جهادية لم تستغرق سوى بضعة أشهر قضاها بين قصور المنطقة الخضراء لخدمة العراق؟.هل كنتم تظنون أن الحكومة ستنظر لكم بنفس العين التي نظرتْ إلى هذا الرئيس المتقاعد؟ حقاً أنتم لستم بكامل وعيكم. هكذا يتم تكريم من أفنى حياته في خدمة العراق، وبعد كل ذلك تريدون الإنصاف من شرذمة لاتعرف معنى العدالة والحقوق، وتبحثون عن حقوقكم عند من سرقكم وأضاع حياتكم؟. كم أنتم ساذجون وطيبون..وإسمحوا لي أن أقول أنكم مغفلون، فهولاء لن ينحنوا أمامكم ولن يعترفوا لكم بحقوق لما فيها خيركم، ببساطة أتعلمون لماذا؟ لأنهم أولئك اللصوص والسُرّاق وعناوين الفساد الذين سرقوا منكم ماتتظاهرون من اجل المطالبة به.حقاً أيُها المتقاعدون لاتُدركون حجم اللعبة والخدعة التي تعيشون فيها، لأنكم لو كنتم عكس ذلك لأدركتم أن البلد الذي يُقتل فيه الرأي الحر والنزيه والمثقف لن يعطي حقوقاً للمتقاعد، حياتكم وأحوالكم ستظل بائسة مادام صوتكم معلقاً بين السماء والأرض، لأنكم رقم بسيط لايؤثر في المعادلة السياسية أو لأنكم صوت غير مسموع عند من صُمّتْ آذانه عن سماعكم أو لأنكم فئة لايُستفاد منكم إلا في وقت وأيام الإنتخابات عندما تكون أصواتكم مهمة بالنسبة لهم وليتهم يشعرون بالإمتنان لذلك؟، إنكم ساذجون عندما إعتقدتم إن كفاحكم وعملكم الدؤوب وأيامكم التي ضاعت في خدمة هذا البلد ستشفع لكم بنهايات مفرحة وخواتيم سعيدة، لكنكم كنتم مخطئين فالعراق لايعيش فيه ولاينعم به إلا اللصوص والسُرّاق والقتلة، أما أنتم يافقراء الله على الأرض فمن المؤكد أنكم كُنتم في المكان والزمان الخطأ، أقولها لكم أيُها المتقاعدون كما قالوها لإخوة يوسف (أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) وهم يعلمون أنهم بَراءٌ من السرقة، فلله دَرّكم لأنكم مساكين تعيشون في بلد يُسمى العراق.


  محمد محمود بشار*    احترقت الورقة الأخيرة في مشروع إعادة احياء داعش في نهاية الشهر الأول من العام الحالي، عندما اصطدم مقاتلوا التنظيم بحائط قوات سوريا الديمقراطية، التي هزمت داعش مرة أخرة بعد الهزيمة التي الحقتها القوات بالتنظيم في الباغوز قبل عدة سنوات، فكانت معركة سجن الصناعة في مدينة الحسكة، النهاية الفعلية لاندثار حلم عودة داعش كقوة تسيطر على الأراضي.   حيث افرزت معركة سجن الحسكة واقعا ملموسا ألا و هو أن داعش بات محصوراً في الحالة (العصاباتية) أي أن سقف ما يستطيع أن يفعله التنظيم، هو تنشيط للبعض من خلاياه و مهاجمة سيارة على طريق مهجور أو تفجير دراجة نارية داخل قرية أو مدينة سورية.    - عفرين و الطريق إلى القدس  مع ارتفاع درجات الحرارة في شهر حزيران، ارتفعت حدة المواجهات المسلحة بين الفصائل العسكرية التي ترعاها الدولة التركية داخل مناطق سورية مختلفة، أبرز تلك المناطق عفرين و الباب و اعزاز و جرابلس.  جبهة النصرة التي تعمل تحت اسم هيئة تحرير الشام حالياً، تدخلت في هذه المعركة لدعم الفصائل و القيادات العسكرية المبايعة لأميرها أبو محمد الجولاني، فكانت كلمة الحسم في هذه التطورات الأخيرة مربوطة بفوهات بنادق انغماسيي النصرة، حيث كانت لهم الغلبة.  في المحصلة ازداد نفوذ النصرة و باتت الفصائل التي بايعت الجولاني تمتلك مساحة أوسع من الأراضي و حيز أكبر من النفوذ و اتخاذ القرارات الحاسمة.  طبعا الجيش التركي لم يتدخل بقواته، و لم يكتفي بمهمة مراقبة الأوضاع، بل كان يشرف على المعركة عن قرب.  أحد أنصار فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا كتب في تغريدة له: (الطريق إلى القدس يمر من عفرين لأن الطريق مزفت) وذلك كتعبير عن استياء مناصري تلك الفصائل ضد تحرك النصرة.  وبمجرد العودة إلى الخلف أي لبدايات الاجتياح التركي لمدينة عفرين و احتلالها، يظهر بوضوح مدى تأثير الخطاب الديني الجهادي المتزمت على تلك الفصائل، عندما تم نعت وحدات حماية الشعب ذات الاغلبية الكردية و التي تشكل ابرز تشكيلات قوات سوريا الديمقراطية بالكفر و الالحاد و التصهين، مما استوجب قتالها شرعاً – بحسب تفسيراتهم المختلفة للشرع و الدين - و رفع راية الجهاد، هذه الراية التي سيدفع جميع العالم ضريبتها في الفترة القادمة.    - من البغدادي إلى الجولاني.. النصرة بديل داعش  من خلال التغطية على التحرك الأخير للنصرة في المنطقتين التي تمت تسميتهما من قبل تركيا بـ(غصن الزيتون) و (درع الفرات)، يبعث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسائله الجديدة إلى العالم الغربي و الرأي العام الاسلامي.  تلك الرسائل تقول، انتهى خطر داعش و لكن الخطر الذي تشكله النصرة أكبر، لأن النصرة ترتبط بعلاقات خفية و معقدة بتنظيم القاعدة لا يعلمها إلا الأمراء و السلاطين.   و مازالت آثار الهجمات الانتحارية التي نفذتها القاعدة في الولايات المتحدة الامريكية و بقايا الدول الغربية عالقة في ذاكرة الساسة و القادة الغربيين والرأي العام العالمي.  اردوغان يقولها بكل وضوح، بأن مفاتيح بيت النصرة مخبأة في قصره بأنقرة، وهو يستطيع أن يُحَرّكَ (الانغماسيين) في النصرة متي ما أراد و يوجههم أينما شاء.  احترقت ورقة داعش، و اهترأت ورقة المساومة على ثلاثة ملايين لاجئ سوري، فتوجهت أنقرة إلى استخدام البديل الأهم و الأخطر، وهذا البديل هو هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني.  عندما تم قتل خليفة داعش أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019 وذلك في قرية على الحدود السورية التركية ضمن محافظة إدلب، كان حديث العامة آنذاك ماذا يفعل البغدادي في تلك البقعة و كيف وصل إليها.   و لكن عندما تم قتل الخليفة الثاني لداعش أبو ابراهيم القرشي و ايضا بالقرب من الحدود السورية التركية داخل محافظة إدلب. حينها انفكت بعض الألغاز التي كانت عصية على الفهم، و بات الجزء الأكبر من هذه الحقيقة واضحاً، و هو أن (بلاد النصرة) و من خلفها تركيا بقيادة أدروغان، هي أكثر الملاذات الآمنة لأكثر الحركات الارهابية عنفاً و تطرفاً.  وهنا تكمن كلمة سر قوة أدروغان الخفية.  *كاتب سوري   


باقر جبر الزبيدي وصلت الأزمة السياسية إلى نهايتها بإختيار الكتلة الصدرية الإستقالة وإن كنا نعتقد بأن مشاركة التيار الصدري ضرورية وأساسية. عملية إعادة التحالفات من قبل باقي الكتل السياسية يجب أن لا تخضع للمزايدات وأن يعي الجميع حجم المخاطر المحدقة بوحدة الوطن وحجم الأزمات الداخلية والخارجية. أما خيار إعادة الإنتخابات فقد حذرنا منه سابقاً وهو لن ينتج حكومة توافقية مادامت أسباب الإختلاف موجودة والخوف كل الخوف الذهاب نحو هذا الخيار الذي سيدخل العراق تحت وصاية إقليمية ودولية ! تحركات البعض المريبة خصوصاً الذين لهم إرتباطات والممولين خارجياً تكشف أن هذه الجهات لاتبحث عن حل بقدر بحثها عن أزمة داخل المكون الواحد مهما كان الثمن. مايحصل الهدف منه تدمير العملية السياسية وهو حلم لدى بعض القوى لن يتحقق مهما كان الثمن. "عقارب الساعة لن تعود الى الوراء أبداً" ١٣ حزيران ٢٠٢٢


محمد جعفر الصدر   فَإِذا أَدَّتِ الرَّعِيَّةُ إِلَى الْوَالِي حَقَّهُ، وَأَدَّى الْوَالِي إِلَيْهَا حَقَّهَا، عَزَّ الْحَقُّ بَيْنَهُمْ، وَقَامَتْ مَنَاهِجُ الدِّينِ، وَاعْتَدَلَتْ مَعَالِمُ الْعَدْلِ، وَجَرَتْ عَلَى أَذْلاَلِهَا السُّنَنُ فَصَلَحَ بِذلِكَ الزَّمَانُ، وَطُمِعَ فِي بَقَاءِ الدَّوْلَةِ، وَيَئِسَتْ مَطَامِعُ الْأَعْدَاءِ.  (الإمام علي بن أبي طالب) يواجهنا، بعد كل انتخاباتٍ، استحقاقان: الأول: هو إكمال مشروع بناء الدولة الذي لم ينجز بعد، ببعديه: القانوني والسياسي، إذ لم تطبّق مواد الدستور، ولم يتفق على أيِّ دولةٍ نبني، وكيف؟ والثاني: هو انتخاب الرئاسات الثلاث من جهةٍ، وإعداد البرنامج الحكومي من جهةٍ أخرى، أي: إدارة الدولة. وفي كل مرّةٍ يغفل الاستحقاق الأهم، وننشغل بالاستحقاق الثاني: اهتماماً، وحواراً للتوصل إلى توافق على حكومةٍ لا يتجاوز عمرها الأربع سنوات، ونترك العمل على التوافق على مشروع بناء الدولة المؤجّل دوماً. فهل حانت الفرصة ومن خلال الأغلبية الوطنية وتحالف إنقاذ وطنٍ أن نبدأ؟   إنَّ للاستحقاق الأول والأكبر؛ وهو إكمال مشروع بناء الدولة، "بُعدين" كما سيأتي، وله شرط وجودي: هو مشاركة جميع أبناء الوطن فيه، بجميع أطيافه وقواه المدنية وفاعلياته المختلفة، وفي ضمنها الأحزاب، أي: المجتمع المدني.    البعد الأول: قانوني وهي صياغة وثيقة دستور البلاد، والتي تحدّد ماهية الدولة، وفلسفة الحكم، ونوع النظام، والحقوق والواجبات بين الحاكم والمحكوم، وبين سلطات الحكم المختلفة. ثم تبدأ مرحلة تطبيق الدستور بعد إقراره، من خلال نفس القوى مجتمعةً، والتي ينبغي أن تستمرَّ في عملية البناء والتطوير والتعديل، بل التغيير إذا لزم الأمر مراعاة لمصالح البلد العليا، وتكيّفاً مع المتغيّرات.   البعد الثاني: مجتمعي فلهذه القوى الحقّ في المشاركة الفاعلة لرسم السياسات المصيرية، والعالية الأهمية للبلد، من خلال الحوار والتواصل، وعبر المؤسسات الرسمية والشعبية المختلفة، حتى يشعر الجميع بدورهم بل واجبهم في بناء بلدهم، وتحديد خياراته، ورسم مستقبله. وأما الاستحقاق الثاني؛ وهو برنامج لإدارة الدولة عبر مؤسساتها المختلفة: التشريعية والقضائية، وصولاً إلى السلطة التنفيذية، والتي عُهد إليها إدارة الحكومة، وفقاً لبرنامج زمني محدد، فيجب أن يستلهم من ستراتيجية بناء الدولة التي حُدّدت في المرحلة الأولى، في بعديها: القانوني والمجتمعي، مع حفظ الاختلافات والاجتهادات داخل هذا التحديد. وهنا يظهر الحراك السياسي، متمثّلاً بالأحزاب والقوى السياسية، المنخرطة في العمل السياسي برامج ورؤى، والمتواجدة في المؤسسات الدستورية كالبرلمان، والمعبرة عن شريحة من أبناء الشعب.  فيتوجب العمل مع هذه القوى ضمن القواعد الدستورية، والعمل السياسي كالأغلبية والمعارضة  والتحالفات وأمثاله. ونحن اليوم إذ ندعو إلى تحقيق هذين الاستحقاقين، لا يمكننا أن نكتفي ببرنامج الحكومة المرتقبة وحسب، وذلك من خلال التفاهمات أو التحالفات بين القوى السياسية؛ بل حري بنا أن نعود أيضاً وبشكل جدي إلى أصل مشروع بناء الدولة، والتي كتبنا دستورها بمباركة مرجعيتنا الرشيدة، وقبول أغلبية الشعب به عن طريق جمعية منتخبة. وحري بنا أيضاً أن نُجري حواراً جاداً بين أبناء شعبنا حول ما الذي نريده لعراقنا؟ ولكنّنا، ويا للأسف، لا نزال نتعثر في تطبيقه بالشكل الكامل والصحيح، الأمر الذي جرّ إلى استصعاب ملء فجواته أو تغيير بعض موادّه التي يشوبها الغموض، مع أنّه الوثيقة التي تتضمن كلَّ المفاهيم التي يجب أن يسير عليها بناء البلد. فهل سنمتلك الجرأة على تطبيق الدستور ليتسنى لنا القول إنّنا شرعنا في الخطوة الأولى بالاتجاه الصحيح؟ وأن نكفَّ عن تضييع الوقت، والقفز على الاستحقاقات، والتمسك بمطالب فئوية ضيقة، ومحاولة التهرب من استحقاق الالتزام الكامل به؟ هل كتب الدستور بتضحيات شعبنا، ودعوات مرجعيتنا ليكون حبراً على ورق؟  أقول هذا لأنَّ هذه الوثيقة ترسم لنا معالم الدولة: سياسياً، واجتماعياً، واقتصادياً، وأمنياً، والحقوق والواجبات، وتنظيم السلطات، وغير ذلك. ما زلنا، مع الأسف، مشغولين في مواده الإجرائية والشكلية دون المضمون والمحتوى، لأنّنا لم ننتقل بعدُ "من مرحلة السلطة وإدارتها إلى مرحلة الدولة وبنائها". فلا بد من وقفة لحمل أمانة الشعب، وتطبيق الدستور بكل موادّه، والمضي قدماً في بناء الدولة. إنّنا بحاجة وبشكل جادّ ومستمرٍّ إلى حوارٍ مجتمعيٍّ بين جميع القوى المجتمعية، أحزاباً، وأعلاماً، ومثقفين، وواجهات اجتماعية، ودينية، ومنظمات غير حكومية، ومختلف النقابات العمالية والطلابية والمهنية، وجمعيات الأسرة والمرأة، والحوزات العلمية، والمؤسسات الدينية الأخرى، لنعمل على بلورة رؤًى مشتركة ومتفق عليها لما يحتاجه البلد، مع حفظ الاختلافات، بما لا يعرقل مسيرة بناء الدولة. وأنا أعلم مقدار الاختلافات، وتباين وجهات النظر، ولكنّ كل ذلك يمكن أن يُعالج إذا صدقتِ النوايا، وأخلصتِ التوجّهات. وينبغي الحذر الشديد من إبعاد الشعب عن بناء بلده، فمن أجل نهضة أمةٍ نحتاج إلى: مشاركة أبناء الشعب جميعهم في بناء هذا البلد؛ وإلى الشعور بالمسؤولية وتحمل الأمانة؛ وإلى تضحياتٍ وصبرٍ وعملٍ وجهدٍ؛ فكما استطعنا تقديم دمائنا لتثبيت هذه التجربة، فنحن أولى أن نبذل عَرَقنا ووقتنا وجهدنا لبنائها. لذلك ومن دون هذه المشاركة الفاعلة، فلن يتحقّق أي شيء. ونحتاج بالمقابل إلى وضوحٍ، ونزاهةٍ وتفانٍ من القائمين على الحكومة وأصحاب القرار. ولا بدّ لنا من معالجة الاستحقاق الثاني: برنامج إدارة الدولة. فإدارة الدولة لا تتكفل بها السلطة التنفيذية وحدها، فللسلطتين: التشريعية والقضائية دورٌ فاعلٌ ومهمٌ فيها. فأيّ برنامج حكومي سيحتاج إلى البرلمان لتشريع المطلوب من القوانين التي أشار إليها الدستور، أو التي تحتاج إليها الدولة في سياق عملها. وأي مخالفة للقانون أو برنامج مكافحة الفساد، سيحتاج إلى سلطة قضائية نزيهة وكفوءة للقيام بأعباء ذلك. ولا بدّ من وقوف البرلمان؛ عند صياغة أي برنامج حكومي، جنباً إلى جنب مع الحكومة، لتوفير الدعم والغطاء التشريعي، لإنجاز المهمة. ولا بدّ أن يكون القضاء حاضراً بقوةٍ عند عدم تطبيق إجراءاتها ومحاسبة المخالفين.   الاخوات والإخوة الأعزاء إذا أردنا بناء الدولة، واستناداً إلى الدستور، فلا بدّ لنا من الحوار المجتمعي والاتفاق على ما يلي: أن يكون قرارنا عراقياً مستقلاً، لا تابعاً. فيجب أن نقرر: هل نحن دولة سيدة أو تابعة؟ وأنّ العراق هو المصلحة العليا، وأن نبتعد عن سياسة المحاور.  العراق دولة اتحادية، ينظم الدستور فيها العلاقة بين المركز والإقليم. ومن الضروري التوافق المجتمعي وبالحوار والثقة المتبادلة على ما يعترض تطبيق الدستور من مشكلات ومعوقات، وإخراج هذا الملف من المساومات السياسية الضيقة.  ملف النظام الإداري اللامركزي للمحافظات. أن نتخلى عن أي مرجعية خارج البلد، فمرجعيتنا هي الدولة، نحميها، وتحمينا، بشعبها ودستورها ومؤسساتها. لتكون مرجعيتنا وطنية. أن يُطبّق القانون على الجميع دون استثناء. حصر السلاح بيد الدولة «العنف المشروع»، وأن يكون السلاح لخدمة الوطن، وخضوع القوات الأمنية بكل مسمياتها لسلطة الدولة، وائتمارها بأوامر القائد العام، وتحديد صلاحياتها وإعادة هيكلتها وتطويرها. محاربة الفساد، وإيقافه عبر آليات متخصصة. وأن نختار ما بين الحكم الرشيد أو المؤسسات والبيروقراطية الفاسدة. العدالة الاجتماعية، وتقليل الفوارق بين أبناء الشعب الواحد بكل الوسائل المتاحة.  وأن نقرر: ما هو شكل النظام الاقتصادي للبلاد؟ وأن نضع خطة اقتصادية متكاملة لبناء قطاعٍ خاصٍّ فعال وشريك للقطاع العام، وإصلاح النظام الإداري والمالي والنقدي للدولة. الموارد الطبيعية ملك الشعب عبر أجياله المتعاقبة، وعلينا أن نحسن الاستفادة منها وإدارتها؛ بما يحقق النمو والازدهار لنا وللأجيال اللاحقة. إلى غير ذلك مما يقع في سياق بناء الدولة. وجميع ذلك يحتاج إلى توافق مجتمعيٍّ لا سياسيٍّ. في الختام وفي ضوء ما تقدم نستطيع الإجابة عن السؤال الذي طرحناه في البدء: من الضروري جداً أن يكون البرنامج واضحاً محدداً وعملياً، وأن تتولى جهة معينة تطبيقه، وتحمّل مسؤوليته، وأن يخضع للتقييم والمراجعة. وهذا الأمر لا يحصل إلّا إذا كانت الجهة محددة، آخذة على عاتقها هذا البرنامج، لتستطيع تطبيقه وتحمّل مسؤولياته. لذلك فإنّ طرح الأغلبية الوطنية هو الآلية الأنسب لنجاح البرنامج الحكومي، والطريق الأمثل لإدارة الدولة. وأنوّه بأنَّ هذا الحل في مجال الاستحقاق الثاني، أي: إدارة الدولة، لحصوله على الأغلبية البرلمانية، وانفراده بتشكيل الحكومة، مما يحقق امتياز اتخاذ القرارات وتحمل مسؤولياتها، وليس في مجال الاستحقاق الأول، أي: بناء الدولة؛ فبناء الدولة يتطلب مساهمة الجميع، حكومة وشعباً، وكما مرّ أعلاه، فمشكلة بناء الدولة والبلد هي الحوار والتوافق. بينما مشكلة إدارة  البلد هي القرار. صدّر حمورابي قوانينه بقوله: «عندما أمرني مردوخ أن أهيئ العدل لشعب الأرض فيفوز بحكم خيّر، قمت بإحقاق الحق والعدل في أرجاء الأرض، وقمت بإسعاد الشعب». فقد كانت بلاد الرافدين وأرض السواد، مهد الحضارة وموطن الرسالات، وبلد القوانين والتشريعات،  ولن تحيد - بإذن الله عز وجل - عن إرثها العظيم؛ بهمّة وجهود أبناء هذا الوطن، وإخلاصهم وعشقهم لهذه الأرض الطاهرة التي لا يصح فيها إلّا الحق والعدل والقانون، لنكون خير  خلفٍ لخير سلفٍ.


د.محمد أمين علي خلقت الحرب في أوكرانيا وجهات نظر سياسية واقتصادية جديدة حول العالم ، لا تقل عن نشوء شركات وتحالفات جديدة على كل من الجانب الروسي والجانب الغربي. مع استمرار الحرب في أوكرانيا ، فإن آثارها ايضا تمتد في جميع الجوانب على المستويين الإقليمي والدولي ، فيما يتعلق بالرؤية الجديدة للمصلحة الوطنية والعلاقات الدولية. في هذا الصدد ، من المرجح أن تتعرض الدول المرتبطة بروسيا أو الغرب ارتباطًا عسكريًا أو اقتصاديًا أو أمنيًا لضغوط من اجل الانحياز الى الجانب الذي تنتمي إليه.   الحرب في أوكرانيا هي الحرب الوحيدة في التاريخ التي استخدمت فيها وسائل الحرب الاقتصادية أيضًا كسلاح وكجزء من الهدف ، وهنا تحديداً النفط والغاز ،الذي يحاول كلا من اطراف الصراغ استخدامه ضد بعضهما البعض.يحاول الجانب الغربي قطع النفط والغاز الروسي عن السوق الأوروبية وأيضًا الأسواق الأخرى في العالم إذا كان بإمكانه ذلك، وذلك كوسيلة للوصول على ما يبدو إلى جزء من الهدف ، التحكم في مصادر الطاقة في العالم بشكل مستقل عن إمدادات الطاقة الروسية من اجل اضغاف روسيا واستسلامها للشروط الغربيه . ومن جانبها, تستخدم روسيا النفط والغاز كسلاح ضد الدول التي تتحرك ضد مصالحها ، على سبيل المثال قطع إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا من قبل روسيا ، وأيضًا تهديدها للدول التي تحاول استخدام النفط الأوروبي كبديل للنفط والغاز الروسي. تعتبر أيضًا وسيلة من وسائل الحرب.مع استخدام النفط والغاز كوسيلة وسلاح فى الحرب سيزيد من الأزمة الاقتصادية في أوروبا والعالم , وسيتبعها أيضًا أزمة مالية ، لا سيما بعدما ان قرر الروس ، أن يكون الدفع مقابل شراء الغاز بالروبل . ومن الجدير بالذكر أن الحرب في أوكرانيا لم تقتصر على المعارك العسكرية فحسب ، بل سوف تمتد معها خلال الوقت لتشمل أنواعًا أكثر من الحروب مثل الحروب الاقتصادية ، المالية ،السياسية و الديموغرافية وليس أقلها الحروب الثقافية الدينية والحضارية ،وليس فقط في أوروبا لكنها ستمتد إلى مناطق أوسع في العالم خاصةً في الشرق الأوسط نظرًا لقربها من منطقة الحرب فى اوكرانيا بكل أبعادها.   ثلاث قوى إقليمية رئيسية في الشرق الأوسط هي إسرائيل التي لديها تحالف قوي وتقليدي مع الغرب ، وإيران مع روسيا ، وتركيا حيث ترتبط من حيث المبدأ بحلف شمال الأطلسي وإسرائيل لكنها تحاول تكتيكيًا التعامل مع الروس. ثلاث قوى إقليمية رئيسية في الشرق الأوسط هي إسرائيل التي لديها تحالف قوي وتقليدي مع الغرب ، وإيران مع روسيا ، وتركيا التي ترتبط من حيث المبدأ بحلف شمال الأطلسي وإسرائيل ، لكنها تحاول تكتيكيًا التعامل مع الروس واستخدام علاقتها مع روسيا ضد حزب العمال الكردستاني. وهذا هو السبب الوحيد لعلاقة تركيا بروسيا. كما ذكرت أعلاه ، مع استمرار الحرب في أوكرانيا ، تتعرض الدول القريبة من روسيا ، بما في ذلك دول الشرق الأوسط ، لضغوط لاختيار حليفها ، وليس لديها فرصة للمناورة بين المحاور. لذلك ، أعلنت إسرائيل من قبل وزارة الشؤون خارجيتها ، أن إسرائيل تدعم الولايات المتحدة في الحرب في أوكرانيا ، كما أظهرت تركيا بوضوح دعمها لإسرائيل والغرب من خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا ، وأغلقت موانئها وسماءها أمام البحرية الروسية والرحلات الجوية ، وكذلك من خلال دعم القوات الأوكرانية بطائرات بدون طيار. وعلى عكس إسرائيل وتركيا ، أعلنت إيران بوضوح دعمها لروسيا ، وأكثر من ذلك فإن إيران هي عبارة عن ذراع روسية في الشرق الأوسط للسيطرة على دول الخليج وأيضًا للتحكم في إمدادات مصادر الطاقة وفقًا للمصالح الروسية. قسمت الحرب في أوكرانيا دول الشرق الأوسط إلى جبهتين ، من جهة ، الجبهة الأمريكية / الإسرائيلية ، التي تضم غالبية السنة من العرب وتركيا وحكومة إقليم كردستان. حركة دبلوماسية تركية جديدة لإعادة العلاقات مع الدول العربية التي تدهورت بعد الربيع العربي بسبب دعمها للإخوان المسلمين وحماس ، وبعد اغتيال الصحفي السعودي خاشقجي في تركيا ، حيث اتهمت تركيا الحكومة السعودية بالوقوف وراء الاغتيال. وزيارة أوردوغان إلى السعودية والإمارات لإعادة العلاقات معهما وايضا مع مصر التي كانت معادية لها بشدة بعد الانقلاب العسكري الذي قام به السيسي ضد مرسي / رئيس من جماعة الإخوان ، وكذلك الإجراءات التركية ضد الجماعات الاسلام السياسي السني مثل الإخوان وحماس ، تعتبر جزءا من تشكيل الجبهة السنية وترسيخها ضد الروس. ومن جهة أخرى الجبهة الروسية التي تضم الغالبية العظمى من الشيعة بقيادة إيران وسوريا وحلفاؤهما من المقاومة. في فلسطين والعراق واليمن. استهداف محطات النفط السعودية وأربيل عاصمة إقليم كردستان بالصواريخ يُنظر إليه على أنه ردود فعل ضد تشكيل التحالف السني وخطة استبدال الوقود الروسي بالسوق الأوروبية بالنفط والغاز الكردستاني والعربي. إن تصاعد تداعيات حرب أوكرانيا في الشرق الأوسط على جميع المستويات سيؤدي إلى تغيرات في الوضع الاجتماعي والسياسي. الدول العربية السنية التقليدية التي كانت ولا تزال حليفًا للولايات المتحدة الأمريكية ، مع تطور التأثير الروسي في الشرق الأوسط ، يمكنها تغيير مسارها وعدم البقاء في مواجهة السنة الحالية أمام روسيا على سبيل المثال ، يعمل التأثير الروسي على جماعة الحوثي الشيعية في اليمن على تغيير موقف ومواقف السعوديين واليمن ليكونواحذرين بشأن موقعهم في دورهم في الجبهة السنية الأمامية الحالية ضد الروس ، وربما قد يغيرون الحلف من الولايات المتحدة إلى روسيا إذا رأوا أن الولايات المتحدة في حالة التراجع في الحرب أمام روسيا٠ الولايات المتحدة وأوروبا منشغلتان بالحرب في أوكرانيا ، ومن الواضح أن الشرق الأوسط لم يعد أولويتهما الأولى ، لذا فإن الطريق لروسيا عبر إيران مفتوح لممارسة سيادتها وتحقيق حلم بطرس الاكبر للوصول لوضع قدم روس في المياه الدافئة في الخليج لا شك أنه مع استمرار الحرب الأوكرانية ، ستمتد أكثر فأكثر إلى أجزاء أخرى حول العالم وستغير بنية الهياكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الشرق الأوسط. ولكن مسألة ما هو دور الجماهير في الظروف القادمة ، هو سؤال حيوي، فهل ستتبع الجماهير مصالح السلطات وطاعتها وترتيبها كما حدث في المائة عام الماضية أم ستحدد مصيرها من خلال تقديم شكل جديد للحياة في مجال الاقتصاد والسياسة والمسائل الاجتماعية, فضلا عن الثقافة ورؤية جديدة للحياة؟ ستتبلور الإجابة على هذا السؤال والعديد من الأسئلة الأخرى في الأسابيع والأشهرالقادمة . د.محمد أمين علي كاتب وأكاديمي من كوردستان العراق  


حقوق النشر محفوظة للموقع (DRAWMEDIA)
Developed by Smarthand