الحصاد: قال وزير المالية السعودي إن المملكة قد توفر 200 مليار دولار على مدى العشر سنوات المقبلة من خلال استبدال الوقود السائل المستخدم محليا بالغاز ومصادر الطاقة المتجددة، وسط مساع لخفض التكاليف من أجل تمويل استثمارات. وشرعت أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم في خطة إصلاحات طموح خلال السنوات الأخيرة لتحديث الاقتصاد وتوفير فرص العمل والحد من الاعتماد على إيرادات النفط. وقال الوزير مجمد الجدعان "إحدى المبادرات التي نحن بصدد الانتهاء منها استبدال السوائل. "هذا البرنامج سيوفر للحكومة حوالي 800 مليار ريال (213.34 مليار دولار) على مدار السنوات العشر المقبلة يمكن استغلالها في الاستثمار". وقعت السعودية الشهر الجاري اتفاقات لشراء الكهرباء مع سبع مشروعات للطاقة الشمسية في إطار خطة لتحقيق أقصى استغلال لمزيج الطاقة المستخدم في توليد الكهرباء. وقال الجدعان "بدلا من شراء الوقود من الأسواق العالمية بستين دولارا ثم بيعه إلى المرافق السعودية بستة دولارات، أو استخدام جزء من حصتنا في أوبك للبيع بستة دولارات، سنستبدل فعليا ما لا يقل عن مليون برميل من المكافئ النفطي في السنوات العشر المقبلة ونحل محلها الغاز والطاقة المتجددة". وتضررت السعودية ضررا شديدا من انخفاض أسعار النفط وأزمة فيروس كورونا العام الماضي، وقد أعلنت حديثا عن خطة لتسريع الاستثمار الداخلي ضمن برنامج لإنفاق تريليونات الدولارات تقوده شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو وصندوق الثروة السيادي الضخم، صندوق الاستثمارات العامة، البالغ حجمه 400 مليار دولار. وفي محاولة لرفع عبء تمويل بعض الاستثمارات عن كاهل الخزانة، طُلب من بعض الشركات تقليص التوزيعات التي تُصرف للحكومة وتعزيز إنفاقها الرأسمالي. وقال الجدعان "من الآن وحتى 2025، وربما حتى 2030، سنعطي أولوية للاستدامة المالية. نرى أنه لكي نحقق جميع الأهداف التي وضعتها رؤية 2030، نحتاج لصيانة الاستدامة المالية والسيطرة على الإنفاق الحكومي". ورؤية 2030 هي خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتطوير السعودية عن طريق الحد من اعتماد الاقتصاد على النفط وبناء صناعات ومشروعات ضخمة جديدة بالتعاون مع القطاع الخاص لتوفير ملايين الوظائف. وفي نهاية 2020، انخفض معدل البطالة إلى 12.6 بالمئة من مستوى قياسي مرتفع عند 15.4 بالمئة في الربع الثاني من العام الماضي حين كان الاقتصاد يعاني بسبب الجائحة، لكنه يظل أعلى كثيرا من السبعة بالمئة التي تستهدفها المملكة. وقال الجدعان "لم نغير هدف البطالة للعام 2030، لكن لأننا لم نتجاوز مرحلة الخطر بعد فمن الصعب جدا أن نتوقع معدل البطالة للعام 2021. "هدفنا خفض الرقم بحيث ننهي العام عند مستوى أقل مما كان عليه في 2019، قبل كوفيد، لكن لا يمكن أن أقول إنه سيحدث بكل تأكيد".
الحصاد: أحمد القاضي - القاهرة - سكاي نيوز عربية وثيقة تاريخية عمرها يتجاوز 112 عاما تحمل فتوى أصدرها شيخ الأزهر سليم البشري عام 1909، بتحريم قتل الأرمن على يد الأتراك، لتؤكد أن تلك الممارسات "تلحق العار بالإسلام"، وتشهد بأن مصر كانت سبّاقة في إدانة تلك المذابح. ويعود إصدار هذه الفتوى إلى ما شهدته منطقة "أضنة" التركية من اعتداءات من قِبل بعض العثمانيين على الأرمن المسيحيين، حين كان الأرمن يسيطرون على الحياة الاقتصادية للمنطقة وقتها، ما تسبب في مقتل الآلاف. وقال شيخ الأزهر في الوثيقة "طالعتنا الصحف المحلية بأخبار محزنة وشائعات سيئة عن مسلمي بعض ولايات الأناضول من المماليك العثمانية، وهى أن بعضهم يعتدون على المسيحيين فيقتلونهم بغيا وعدوانا، فكدنا لا نصدق ما وقع إلينا من هذه الشائعات ورجونا أن تكون باطلة، لأن الإسلام ينهى عن كل عدوان ويحرم البغي وسفك الدماء والإضرار بالناس كافة، المسلم والمسيحي واليهودي في ذلك سواء، فيا أيها المسلمون في تلكم البقاع وغيرها احذروا ما نهى الله عنه في شريعته الغراء، واحقنوا الدماء التي حرم الله إهراقها ولا تعتدوا على أحد من الناس فإن الله لا يحب المعتدين". معاناة كبيرة لنازحي الأرمن بعد المذابح وحذر شيخ الأزهر المسلمين في تلك المنطقة من مخالفة الشرع، قائلا: "يا أيها المسلمون الله الله في دينكم وإياكم وما حظر عليكم ربكم في كتابه وسنة رسوله، والفسوق عن أمره والنزول على ما فيه غضبه وسخطه، إن الذين عاهدوكم والمستأمنين لكم والذين جاوروكم من أهل الذمة بينكم حقا من الله تعالى في رقابكم أن تستقيموا لهم ما استقاموا لكم، وأن تمنعوهم مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم وأن تجعلوا لهم من بأسكم قوة لهم، ومن قوتكم عزة ورخاء، وأن تكفوا عن أديرتهم وكنائسهم وبيعهم ما تكفون عن مساجدكم ومعابدكم". وأكمل الشيخ سليم البشري: "لا والله ما داس امرؤ حريمهم ووضع السيف فيهم وبنى عليهم، إلا كان ناقضا لما أخذ الله على المسلمين من عهد وأوجب عليهم من أمر، فيا أيها المسلمون لا تجعلوا للعصبيات الجنسية سلطانًا عليكم". كما استشهد الشيخ البشرى فى نهاية فتواه بالحديث الشريف: "من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة 40 عاماً". وثيقة الأزهر التاريخية مواقف تاريخية يقول الباحث التاريخي والمتخصص في الدراسات الأرمنية، علي ثابت، لـسكاي نيوز عربية، إن مصر كانت في طليعة الدول التي نددت بالجرائم التي ارتكبت بحق الأرمن، والتي جرى تنفيذها عبر برنامج مُمنهج لإبادتهم عبر ثلاث مراحل دموية، الأولى جاءت في عصر السلطان عبد الحميد الثاني وراح ضحيتها حوالي 100 ألف أرمني، والثانية في أضنة عام 1909 والتي تعرّض فيها الأرمن لهجمات مسلحة على يد العوام الذين تم تحريضهم وإثارتهم، وكذلك القوات النظامية. وبحسب ثابت، فإن ما لفت الانتباه في هذه المرحلة من الإبادة للأرمن هو إثارة الأكراد والأتراك باسم الإسلام ضد المسيحية استغلالا لجهل الناس بأحكام دينهم الصحيح، وعند هذا الحد وقف الأزهر لنفي هذه التهمة الشنعاء، وصدرت فتوى الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر في 26 أبريل 1909، والتي حرّم بمقتضاها إراقة دماء المسيحيين في إقليم أضنة. وأوضح أنه تم ترجمة الفتوى إلى اللغة التركية، وطبع منها المحامي المصري حسن باشا صبري 25 ألف نسخة، وأرسلها لبر الأناضول بالتلغراف على نفقته الخاصة غيرة منه على الإسلام. الأرمن عانوا من التشريد بعد مذبحة الأتراك العثمانيين بحقهم وشدد على أن فتوى الأزهر تعد أول وأكبر اعترافً من أكبر مؤسسة دينية في العالم، والتي سبقت إدانة الكنيسة المصرية لهذه الجرائم. وأكد أن الصحافة المصرية وثقت بدقة منذ عام 1915، ما قامت به السلطات العثمانية بتنفيذ خطة التخلص من الأرمن نهائياً مستغلين انشغال العالم بالحرب العالمية الأولى، ويحمل الأرشيف المصري جرائم القتل والاغتصاب مما تسبب في إخضاع الجماعة الأرمنية لظروف قسرية أودت لإبادتها، وجعلها الجريمة النموذج، والتي على أساسها تم صياغة قانون منع إبادة الجنس البشري عام 1948. نزوح الأرمن بحرا وقال الباحث في الدراسات الأرمينية إن مصر استقبلت اللاجئين الأرمن وأحسن ضيافتهم واعتبرتهم من أهل البلد وليست ضيوفًا، كما استقبل سعد باشا زغلول الأطفال اللاجئين من الأرمن بحوالي ألف لاجئ. ولفت إلى أن مصر شهدت طباعة أول كتاب يصدر عن الإبادة الأرمينية باللغة العربية لمحامٍ سوري اسمه فايز الغصين تحت عنوان المذابح في أرمينيا، ونشر على حلقات في جريدة المقطم القاهرية، ثم تجميعه في كتاب. استقابل نازحي الأرمن في بورسعيد حديثا، قال ثابت إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان أول رئيس عربي يندد بما حدث للأرمن، خلال مشاركته بالجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونيخ للأمن عام 2019. وحينها قال الرئيس السيسي إن مصر استضافت قبل 100 سنة الأرمن، بعد المذابح التي تعرضوا لها، "ووجدوا الأمن والسلام والاستقرار لدينا".
الحصاد: BBC في تطور جديد يتعلق بملف ما يسمى "مذابح الأرمن"، نسبت وكالة رويترز للأنباء لمصادر القول إنه من المتوقع أن يعترف بها الرئيس الأمريكي جو بايدن رسمياً. ولطالما نفت تركيا المزاعم بارتكاب مذبحة بحق الأرمن خلال الأعوام الأخيرة من عمر الإمبراطورية العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى والتي تعتبرها عدة دول غربية عملاً من أعمال الإبادة الجماعية. وينتظر أن تثير الخطوة الأمريكية حنق تركيا وتفاقم توتر العلاقات بين الدولتين. فقد قالت ثلاث مصادر مطلعة إنه من المرجح أن يستخدم بايدن عبارة "إبادة جماعية" في بيان يوم 24 أبريل/ نيسان عندما تُنظم فعاليات سنوية لإحياء ذكرى الضحايا في مختلف أنحاء العالم. ولكن المصادر حذرت من أن بايدن قد يؤثر في اللحظة الأخيرة عدم استخدام هذا التعبير في ضوء أهمية العلاقات الثنائية مع تركيا. وكان بايدن قد أحيا قبل عام، عندما كان لا يزال مرشحا رئاسيا، ذكرى "مليون ونصف مليون أرمني من الرجال والنساء والأطفال الذين فقدوا أرواحهم في الأيام الأخيرة للإمبراطورية العثمانية"، وقال إنه سيدعم مساعي وصف عمليات القتل تلك بالإبادة الجماعية. ومرر مجلس الشيوخ الأمريكي في 2019 قراراً غير ملزم يعترف بعمليات القتل بصفتها إبادة جماعية في خطوة تاريخية زادت وقتها من غضب تركيا. وأرسل عضو الكونغرس البارز عن الحزب الديمقراطي آدم شيف ومجموعة من نحو 100 من النواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي خطابا لبايدن مؤخرا طالبين منه الوفاء بتعهده الانتخابي. صدر الصورة،GETTY IMAGES وتقول تركيا أن كثيرين من الأرمن الذين كانوا يعيشون في الإمبراطورية العثمانية قُتلوا في اشتباكات مع القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، لكنها تشكك في أعداد من قُتلوا وتنفي أن تكون أعمال القتل مدبرة على نحو ممنهج ترقى الى الإبادة جماعية. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوويش أوغلو إن من شأن أي تحرك من قبل بايدن لوصف أعمال القتل بالإبادة الجماعية أن يلحق ضرراً أكبر بالعلاقات المتوترة أصلاً بين الدولتين. يذكر أن إجراءات كانت تهدف للاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن قد تعطلت لعقود في الكونغرس الأمريكي، وأحجم الرؤساء الأمريكيون عن وصفها بذلك خشية تأثر العلاقات مع تركيا سلبا وبفضل اللوبي الكبير الذي جندته تركيا في الولايات المتحدة ضد تلك الإجراءات. فما هي الحكاية؟ تقول دائرة المعارف البريطانية إن "المذابح" التي تعرض لها الأرمن تمت من خلال عمليات تهجير قسري وقتل جماعي نفذتها حكومة حزب تركيا الفتاة التي كانت تحكم الدولة العثمانية ضد الرعايا الأرمن في الإمبراطورية خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918). ويقول الأرمن إن تلك الحملة كانت محاولة متعمدة لإبادتهم وبالتالي تعد عملاً من أعمال الإبادة الجماعية، وقد قاومت الحكومات التركية المتعاقبة الدعوات للاعتراف بها على هذا النحو معتبرة أنه على الرغم من الفظائع التي حدثت فإنه لم تكن هناك سياسة إبادة رسمية تنفذ ضد الشعب الأرمني. الأرمن في شرق الأناضول كانت الهضبة الجبلية العظيمة في شرق الأناضول، وهي في شرق تركيا حاليا، مأهولة لعدة قرون بشكل أساسي من قبل الأرمن المسيحيين الذين تقاسموا المنطقة مع الأكراد المسلمين، بحسب دائرة المعارف البريطانية. وحكمت المنطقة في العصور القديمة والوسطى سلسلة من الأسر الأرمنية على الرغم من أنها غالبا ما واجهت توغلات من قبل قوى خارجية. وانتهى الاستقلال السياسي الأرمني إلى حد كبير نتيجة سلسلة من الغزوات والهجرات من قبل الشعوب الناطقة بالتركية بداية من القرن الحادي عشر، وفي القرنين الخامس عشر والسادس عشر تم بسط سيطرة الأتراك تماما على تلك المناطق ودمجها في الإمبراطورية العثمانية الشاسعة. وقد احتفظ الأرمن بشعور قوي بالهوية القومية تجسد في اللغة الأرمنية والكنيسة الأرمنية، وتعزز هذا الشعور بفضل نظام الملل العثماني الذي منح الأقليات غير المسلمة استقلالية إدارية واجتماعية كبيرة. صدر الصورة،AFP وفي بداية القرن العشرين كان هناك حوالي 2.5 مليون أرمني يعيشون في الإمبراطورية العثمانية تركز معظمهم في شرق الأناضول. كما عاش عدد كبير من الأرمن خارج الحدود الشرقية للإمبراطورية العثمانية في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا. وكانت حياة القرويين وسكان المدن الأرمن في الإمبراطورية العثمانية صعبة حيث كانوا غالبا ما يتعرضون لمعاملة قاسية من قبل الأكراد المهيمنين على المنطقة، كما كانت المحاكم المحلية والقضاة يحابون المسلمين في كثير من الأحيان في أي نزاع، ولم يكن للأرمن ملاذ يُذكر عندما يقعون ضحايا للعنف أو عندما يتم الاستيلاء على أراضيهم أو مواشيهم أو ممتلكاتهم بحسب دائرة المعارف البريطانية. وكانت الغالبية العظمى من الأرمن مزارعين فقراء، لكن القليل منهم حقق النجاح كتجار وحرفيين، وقد أدت مشاركة الأرمن في التجارة الدولية في القرنين السابع عشر والثامن عشر إلى إنشاء تجمعات أرمنية مهمة في إسطنبول ومدن الموانئ العثمانية وفي مناطق بعيدة مثل الهند وأوروبا. وعلى الرغم من سيطرة المسلمين على المجتمع العثماني، إلا أن عددا قليلا من العائلات الأرمنية تمكنت من الوصول إلى مناصب بارزة في البنوك والتجارة والحكومة. فعلى سبيل المثال، كان كبار مهندسي البلاط العثماني، لعدة أجيال في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، من عائلة البليان الأرمنية. ورغم ذلك، أدى بروز وتعاظم نفوذ النخبة الأرمنية المتعلمة والعالمية إلى إثارة الشك والاستياء بين المسلمين، وفي القرن التاسع عشر، كافح الأرمن ضد فكرة أنهم عنصر أجنبي داخل الإمبراطورية العثمانية وأنهم سيخونونها في النهاية ليشكلوا دولتهم المستقلة. وكان النشطاء الأرمن الشباب، وكثيرون منهم من القوقاز في روسيا، قد سعوا إلى حماية بني جلدتهم من خلال التحريض على إقامة دولة مستقلة، فشكلوا حزبين ثوريين هما هينشاك وداشناكتسوتيون في عامي 1887 و 1890. ولم يكتسب أي من الحزبين دعماً واسعاً بين الأرمن في شرق الأناضول، الذين ظلوا إلى حد كبير موالين للدولة العثمانية، وكانوا يأملون بدلا من ذلك في أن يضغط المتعاطفون معهم في أوروبا على الإمبراطورية العثمانية لتنفيذ إصلاحات وضمان الحماية للأرمن، لكن نشاط الثوار الأرمن أجج الخوف والقلق بين المسلمين. المشاعر المعادية للأرمن وتقول دائرة المعارف البريطانية إن المشاعر المعادية للأرمن تحولت إلى أعمال عنف جماعية عدة مرات في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. صدر الصورة،GETTY IMAGES التعليق على الصورة، رسم لمذبحة ضد الأرمن في القرن التاسع عشر فعندما رفض الأرمن في منطقة ساسون في عام 1894 دفع ضريبة جائرة قتلت القوات العثمانية آلاف الأرمن في المنطقة. وبدأت سلسلة أخرى من عمليات القتل الجماعي في خريف عام 1895 عندما تحول قمع السلطات العثمانية لمظاهرة للأرمن في اسطنبول إلى مذبحة. وإجمالا، قُتل مئات الآلاف من الأرمن في مذابح بين عامي 1894 و 1896، والتي عُرفت فيما بعد بمذابح الحميدية. وقُتل حوالي 20 ألف أرمني آخر في أعمال عنف ومذابح في أضنة في عام 1909. تركيا الفتاة والحرب العالمية الأولى وصلت مجموعة صغيرة من الثوار العثمانيينمن جمعية الاتحاد والترقي وهي مجموعة داخل حزب تركيا الفتاة الأوسع، إلى السلطة في عام 1908. وقد رحب الأرمن بإعادة العمل بالدستور العثماني، وقد دفع التعهد بإجراء انتخابات خاصة بالأرمن وغيرهم من غير الأتراك داخل الإمبراطورية للتعاون مع النظام السياسي الجديد. ومع ذلك، أصبحت طموحات تركيا الفتاة أكثر تشدداً وأقل تسامحاً مع غير الأتراك بمرور الوقت، وازدادت شكوكهم تجاه رعاياهم الأرمن الذين ينظرون إليهم باعتبارهم متعاونين مع قوى أجنبية. وأخذت تركيا الفتاة تستبد بالسلطة وتهمش خصومها الأكثر ليبرالية على نحو متزايد، وفي يناير/ كانون الثاني من عام 1913 وصل الأعضاء الأكثر تشددا في الحزب وهم أنور باشا وطلعت باشا إلى السلطة في انقلاب. صدر الصورة،GETTY IMAGES التعليق على الصورة، لاجئون أرمن في عام 1915 وقد ازدادت الكراهية تجاه المسيحيين عندما تعرضت الإمبراطورية العثمانية لهزيمة مذلة في حرب البلقان الأولى (1912-1913) مما أدى إلى خسارة ما تبقى من أراضيها في أوروبا، وألقى قادة تركيا الفتاة باللوم في الهزيمة على خيانة المسيحيين في البلقان. وعلاوة على ذلك، أدى الصراع إلى تدفق مئات الآلاف من اللاجئين المسلمين شرقاً إلى الأناضول مما أدى إلى تصعيد النزاع بين المزارعين المسلمين والمسيحيين على الأرض. واستفاد الأرمن الخائفون من هزيمة العثمانيين للضغط من أجل إدخال إصلاحات، وناشدوا القوى الأوروبية إجبار تركيا الفتاة على قبول درجة من الحكم الذاتي في المناطق ذات الغالبية الأرمنية. وفرضت القوى الأوروبية في عام 1914 إصلاحاً كبيراً على العثمانيين تضمن إشرافاً من قبل مفتشين في المنطقة الشرقية، وقد اعتبرت تركيا الفتاة هذا الترتيب دليلا آخر على تواطؤ الأرمن مع أوروبا لتقويض سيادة الإمبراطورية العثمانية. وعندما بدأت الحرب العالمية الأولى في صيف عام 1914 انضمت حكومة تركيا الفتاة إلى ألمانيا والنمسا والمجر ضد الحلف الثلاثي الذي ضم بريطانيا وفرنسا وروسيا. ولأن الأرمن والآشوريين عاشوا على طول الجبهة الروسية العثمانية فقد حاول كل من الروس والعثمانيين تجنيد المسيحيين المحليين في حملاتهم ضد أعدائهم. وقد اقترحت تركيا الفتاة على حزب داشناكتسوتيون، الذي كان آنذاك الحزب السياسي الأرمني الرائد، إقناع الأرمن الروس وكذلك الأرمن في الأراضي العثمانية بالقتال من أجل الإمبراطورية العثمانية، فأجاب الحزب بأن الرعايا الأرمن سيظلون موالين للإمبراطورية التي يعيشون فيها، وقد اعتبرت حكومة تركيا الفتاة ذلك الرد بمثابة خيانة. صدر الصورة،AFP وقد قاتل الأرمن في الإمبراطورية العثمانية إلى جانب العثمانيين، بينما قاتلت وحدات المتطوعين الأرمن المكونة من رعايا روس مع الجانب الروسي. "مذابح الأرمن" حاول أنور باشا صد الروس في معركة ساري قاميش في يناير/ كانون الثاني من عام 1915 إلا أن العثمانيين منوا بأسوأ هزيمة في الحرب. وعلى الرغم من أن سوء الإدارة العامة والظروف الجوية القاسية كانت الأسباب الرئيسية للهزيمة فقد سعت حكومة تركيا الفتاة إلى تبرير هزيمتها بـ "الخيانة الأرمنية" فتم تسريح الجنود الأرمن وغيرهم من غير المسلمين في الجيش ونقلهم إلى كتائب عمالية، وتم بعد ذلك قتل الجنود الأرمن المنزوع سلاحهم بشكل منهجي على يد القوات العثمانية، وهم كانوا أول ضحايا ما سيصبح لاحقاً مذابح الأرمن، وذلك بحسب دائرة المعارف البريطانية. وفي نفس الوقت تقريباً، بدأت القوات غير النظامية تنفيذ عمليات قتل جماعي في القرى الأرمنية بالقرب من الحدود الروسية. وقد وفرت المقاومة الأرمنية ذريعة للسلطات لاستخدام إجراءات أشد قسوة، ففي أبريل/ نيسان من عام 1915 تحصن الأرمن في مدينة وان في الحي الأرمني بالمدينة، وقاتلوا ضد القوات العثمانية، وفي 24 أبريل/ نيسان أمر طلعت باشا باعتقال ما يقرب من 250 من المفكرين والمثقفين والسياسيين الأرمن في اسطنبول، بينهم عدد من النواب في البرلمان العثماني، وقد قُتل معظم الرجال الذين تم اعتقالهم في الأشهر التالية، وذلك بحسب دائرة المعارف البريطانية نقلا عن مصادر المقاومة الأرمينية. صدر الصورة،GETTY IMAGES التعليق على الصورة، أمر طلعت باشا باعتقال ما يقرب من 250 من المفكرين والسياسيين الأرمن في اسطنبول وبعد فترة وجيزة من الهزيمة في ساري قاميش، بدأت الحكومة العثمانية في تهجير الأرمن من شرق الأناضول على أساس أن وجودهم بالقرب من الخطوط الأمامية يشكل تهديداً للأمن القومي. وفي مايو / أيار من ذلك العام أصدر البرلمان العثماني تشريعاً يسمح رسمياً بالتهجير القسري، وطوال صيف وخريف عام 1915 نُقل المدنيون الأرمن من منازلهم وساروا عبر الوديان والجبال في شرق الأناضول نحو معسكرات الاعتقال الصحراوية. وقد رافق التهجير القسري، الذي أشرف عليه مسؤولون مدنيون وعسكريون، حملة قتل جماعي ممنهجة نفذتها القوات غير النظامية، وعندما وصل الناجون إلى صحراء سوريا عانوا في معسكرات الاعتقال حيث مات الكثيرون منهم جوعاً. وحسب التقديرات المحافظة فإن ما بين 600 ألف إلى أكثر من مليون أرمني قتلوا أو ماتوا خلال عمليات التهجير. وقد شهد أحداث 1915-1916 عدد من الصحفيين والمبشرين والدبلوماسيين وضباط الجيش الأجانب الذين أرسلوا تقارير حول مسيرات الموت وحقول القتل. صدر الصورة،GETTY IMAGES التعليق على الصورة، تم تهجير النساء والأطفال فيما عرف بمسيرات الموت ويقول موقع الأرشيف الوطني البريطاني إن شهود عيان، من المبشرين الألمان و المسؤولين القنصليين من الفاتيكان وإيطاليا واليونان، كشفوا عن وقوع أعمال مروعة في جميع أنحاء الأناضول خلال الفترة المتبقية من عام 1915. ولم يكن مصير أولئك الذين نجوا من القتل الجماعي أفضل حيث لم ينج ما يقدر بنحو 400 ألف من المهجرين جنوبا حيث حصد الجوع والمرض المزيد من الأرواح، وذلك بحسب موقع الأرشيف الوطني البريطاني. أسباب ونتائج مهدت تلك المذابح الطريق للدولة القومية الأكثر تجانساً، والتي أصبحت في النهاية جمهورية تركيا الحالية. وبحلول نهاية الحرب، غاب أثر أكثر من 90 في المئة من الأرمن في الإمبراطورية العثمانية وتم محو العديد من آثار وجودهم السابق، وتم منح منازل وممتلكات الأرمن المهجورة في شرق الأناضول للاجئين المسلمين، وكثيرا ما أُجبر الناجون من النساء والأطفال على التخلي عن هوياتهم الأرمنية واعتناق الإسلام، ومع ذلك، وجد عشرات الآلاف من الأيتام بعض الملاذ في حماية المبشرين الأجانب. وذلك بحسب دائرة المعارف البريطانية. وكان للإبادة الجماعية للأرمن أسباب قصيرة وأخرى طويلة الأمد، فعلى الرغم من أن طرد وقتل مئات الآلاف من الأرمن في 1915-1916 كان استجابة فورية لأزمة الحرب العالمية الأولى ولم يكن نتيجة لخطة طويلة الأمد للقضاء على الشعب الأرمني، إلا أن أسبابه العميقة تعود إلى الاستياء من النجاحات الاقتصادية والسياسية للأرمن مما أدى إلى انعكاس التسلسل الهرمي الاجتماعي العثماني التقليدي الذي كان المسلمون متفوقون فيه على غير المسلمين، والشعور المتزايد من جانب قادة تركيا الفتاة والمسلمين العاديين بأن الأرمن عنصر غريب وخطير في داخل المجتمع. صدر الصورة،GETTY IMAGES وقد دأبت تركيا على رفض الاعتراف بأن أحداث 1915-1916 تشكل إبادة جماعية، على الرغم من أن معظم المؤرخين قد خلصوا إلى أن عمليات الترحيل والمذابح تتناسب مع تعريف الإبادة الجماعية وهي القتل المتعمد لمجموعة عرقية أو دينية. "مذبحة الأرمن" التي تحييها فرنسا وتنكرها تركيا ماذا تعرف عن "مذابح الأرمن" التي يُتهم العثمانيون بارتكابها؟ وقد اعترفت الحكومة التركية بحدوث عمليات تهجير قسري إلا أنها أكدت أن الأرمن كانوا عنصراً متمرداً كان يجب ضبطه خلال مرحلة كانت البلاد تواجه فيها خطراَ على أمنها القومي، وقد أقرت بحدوث بعض عمليات القتل، لكنها تؤكد أنها لم تكن بمبادرة من الحكومة أو بتوجيه منها. كما رفضت الدول الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، وصف الأحداث بأنها إبادة جماعية من أجل تجنب الإضرار بعلاقاتها مع تركيا. وقدم المسؤولون الحكوميون في تركيا في عام 2014 تعازيهم للضحايا الأرمن، لكن الأرمن يطالبون تركيا بالإعتراف بأن جرائم القتل خلال الحرب العالمية الأولىكانت إبادة جماعية.
الحصاد: د. وحيد انعام الكاكائي تعد جغرافية اقليم كوردستان العراق، واحدة من أهم المناطق الهيدروكربونية الواعدة في العالم، لما تمتلكه من احتياطيات ضخمة من الموارد النفطية والغازية، دفعت حكومة إقليم كوردستان الى وضع سياسة لتطوير صناعة النفط والغاز، جذبت ٤٥ شركة عالمية للطاقة، وأكثر من ١٠ مليارات دولار من الاستثمارات الأجنبية. التي قد تجعل من إقليم كوردستان سوق مهم لموارد الطاقة . مع ،ذلك هناك بعض التحديات الجيوسياسية التي تواجه قطاع الطاقة في اقليم كوردستان، التي قد تؤثر على مستقبل هذه الصناعة، منها عدم وجود سياسة مشتركة بين حكومة الاقليم والحكومة المركزية في بغداد فيما يخص إدارة موارد النفط والغاز الطبيعي، وسياسة حكومة الإقليم يران. كما تناولت الدراسة الحسابات السياسية للفواعل الإقليمية، والمصالح الاستراتيجية ٕ تجاه تركيا وا للقوى الكبرى في صناعة الطاقة في إقليم كوردستان. مقدمة: شهد العقد الماضي، تنامي دور النفط والغاز في المسرح الجيوسياسي لإقليم كوردستان العراق، باعتبارها إحدى عناصر القوة الوطنية، حيث الإمكانات الضخمة التي يتمتع بها إقليم كوردستان ٤٥ مليار برميل من النفط، و ٧,٥ تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، الذي قد يشكل سوقاً مهماً ومصدرا وبالتنسيق مع الحكومة ً جذاباً للاستثمار الأجنبي، إذا ما تم استغلالها بالشكل الأمثل المركزية في بغداد. اتخذت حكومة إقليم كوردستان مجموعة خطوات متسارعة لتطوير صناعة الطاقة، منها تشريع قانون النفط والغاز عام ٢٠٠٧ ،وتوقيع اتفاقيات وفق عقود "المشاركة في الإنتاج" التي استقطبت كبريات شركات الطاقة العالمية، مثل شيفرون واكسون موبيل، وتوتال، وروسنفت. هذه السياسة اعتبرتها حكومة بغداد فرض إرادة من قبل حكومة إقليم كوردستان، لأنها سبقت إقرار قانون النفط والغاز الاتحادي، لا سيما وان إقليم كوردستان جزء من العراق الاتحادي. نتيجة لذلك، استطاع الإقليم ولأول مرة عام ٢٠١٤ ،من تصدير النفط الى الأسواق الدولية عن طريق خط انابيب كوردستان - تركيا. أما الغاز الطبيعي الذي يتركز ٨٠ %منه في جنوب الإقليم، فلم يستثمر لحد الان بشكل اقتصادي، بسبب افتقار الاقليم الى بنية تحتية. ٢ رغم ذلك، واجهة سياسة الطاقة في الإقليم جملة من التحديات الجيوسياسية، منها الحرب على داعش وتداعياتها الأمنية والاقتصادية، وعدم حل الخلافات العالقة بين بغداد وأربيل حول تقاسم السلطة وتوزيع الثروات منذ ٢٠٠٣ ،كما أظهرت الدراسة دور العامل الإقليمي والدولي في صناعة الطاقة في إقليم، الذين تفاوت ادوارهم بحسب دوافعهم واولوياتهم> تطور صناعة النفط والغاز في اقليم كوردستان العراق أولا - التوزيع الجغرافي لاحتياطيات وانتاج النفط والغاز الطبيعي في اقليم كوردستان تعد منطقة اقليم كوردسـتان العراق واحدة من أكثر مناطق العالم نشـاطاً في اسـتكشـاف النفط والغاز الطبيعي على مدى السنوات الــــــ ١٢ الماضية. ولم تحظى هذه المنطقة باهتمام جيولوجي في العقود الماضية. خريطة يمتلك اقليم كوردســــتان احتياطيات نفطية ضــــخمة، ربما تصــــل الى ثلث اجمالي الاحتياطي ٣ العراقي (١٤٩ مليار م )، حسب بيانات حكومة اقليم كوردستان، على الرغم من عدم وضوح الية ( احتسابها، وهل تضم الموارد في المناطق المتنازع عليها * ( ؟ ينظر (ملحق )١ يكتسب النفط والغاز في اقليم كوردستان أهمية خاصة، لاعتبارات عدة: -١ غزارة الاحتيــاطي، ٤٥ مليــار برميــل من نفط و١٠٠ - ٢٠٠ تريليون قــدم مكعــب ( ٥ تريليون م ) من احتياطي الغاز الطبيعي، بعد اضافة الحقول الجديدة. -٢ الاعتبارات الاقتصادية، لقرب اقليم كوردستان من الاسواق الاوربية، اذ يقع الاقليم في نصف المسافة بين اوروبا والخليج العربي (ما يقارب ٧٠٠٠ كم). -٣ دخول شــركات النفط العملاقة الى ســوق الطاقة في اقليم كوردســتان مثل، شــيفرون، إكســون موبيل، غازبروم، روسنفت، حيث البيئة السياسية المستقرة التي تجذب المستثمرين الاجانب. -٤ عدم اســتغلال الحكومات الســابقة موارد الطاقة في الاقليم، بســبب عدم الاســتقرار الســياســي والامني. هناك تناقض واضـح بين الارقام بخصـوص الاحتياطي النفطي في اقليم كوردسـتان، فحسـب بيانات وزارة الموارد الطبيعية في حكومة اقليم كوردســـــتان، تقدر احتياطي النفط غير المؤكدة في )٢ )اقليم كوردستان بـــــــ ٤٥ مليار برميل ( ما يقارب احتياطي ليبيا ٤٨ .( بينما قدرت وكالة الطاقة )٣ )الدولية عام ٢٠١٢ ،احتياطيات الاقليم المؤكدة بـــــــــــــ ٤ مليارات برميل . و نتيجة لتوسيع رقعة الموارد المكتشــــفة خلال الســــنوات الســــابقة ، قد يفوق احتياطي النفط المؤكد في الاقليم احتياطي ٤ بعض الـدول الاعضــــــــاء في أوبـك، مثـل الاكوادور ٨ )مليـارات برميـل)، وأذربيجـان ٧ )مليـارات برميل). ينظر الى جدول ( أمـا هيئـة المســـــــح الجيولوجي الامريكي(USGS ( لعـام ٢٠٠٠ ،قـدرت الموارد النفطيـة غير المكتشفة في حزام طيات زاكروس في اقليم كوردستان العراق بــ ٤١ مليار برميل من النفط، و ٥٤ تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. في عام ٢٠١٤ ،اســـتطاع الاقليم ولأول مرة انتاج ١١٤ مليون برميل من النفط، تم تصـــدير ٣٧ مليون برميــل منهــا عبر خط انـابيـب كوردســـــــتــان - تركيــا، و ١٣ مليون برميــل عن طريق الشــــــاحنات، و ٦٤ مليون برميل للاســــــتهلاك المحلي ومصــــــافي التكرير . عام ٢٠١٥ ارتفع الانتاج الى ٢١١ مليون برميل (نصــفه من حقل خورمال)، بمعدل ٥٧٧ ألف برميل في اليوم، تم تصدير ٦٦ % منها عبر خط انابيب كوردستان - تركيا . وفقاً لبيانات شــــركة ديلويت Deloitte العالمية*، بلغ انتاج النفط في اقليم كوردســــتان ٢٠٢ مليون برميل عام ٢٠١٧ ،صـدر منها ١٨٠ مليون برميل، والمتبقي للاسـتهلاك المحلي ومصـافي التكرير . وهذا يعد نجاح كبير لاســـــتراتيجية انتاج وتســـــويق النفط، لان صـــــادرات الاقليم عام ٢٠١٧ ،تجاوزت صادرات كل من (الغابون ٢٠٠ ألف، والكونغو ٢٩١ ألف برميل/يوم) مجتمعةً، وهي دول أعضاء في منظمة أوبك منذ سنوات. هكذا، بلغ انتاج النفط في الربع الاول والثاني والثالث والرابع من عام ٢٠١٨ ، أكثر من ١٣٩ مليون برميل، كان اجمالي الصـــــادرات عبر الانابيب ٤,١٣٤ مليون برميل. ومن المتوقع ان يرتفع انتاج النفط في اقليم كوردستان الى أكثر من ٥,١ مليون برميل/ يوم بحلول عام ٢٠٢٥ ،باستثناء كر كوك. (الشكل ) أما الغاز الطبيعي، يتركز في الاقســام الوســطى والجنوبية من اقليم كوردســتان، ومن أبرزها (حقل خورمور وجمجمال). ويقدر احتياطي حكومة اقليم كوردستان بـــ ١٠٠ - ٢٠٠ تريليون قدم مكعب (2.8 - 5.7 ) تريليون متر مكعب، ما نسبته ٣ % من مجموع الاحتياطي العالمي. اسـتنادا إلى دراسـة أجرتها هيئة المسـح الجيولوجي الأمريكية، يقع إقليم كوردسـتان فوق ٦٠ تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي ، وفي نوفمبر ٢٠١٥ ،أكد " توني هيوارد" رئيس شركة Energy Genel ا012345 للطاقة، امتلاك إقليم كردســـــــتان ما يقدر بنحو ٥ تريليون متر مكعب (١٧٧ تريليون قـدم مكعـب) من الغـاز في أراضـــــــيهـا . هـذه الاحتيـاطيـات تفوق بعض كبـار موردي الغاز المســــــــال الى الاتحاد الأوربي مثل (النرويج ٦١ ،ليبيا ٥١ ،اذربيجان ٤٧ ،هولندا ٢٣ تريليون قدم مكعب عام ٢٠١٧. بلغ انتاج الاقليم عام ٢٠١٨ ،من الغاز الطبيعي ٤٠٠ مليون قدم مكعب/ يوم، و١٥الف برميل/ يوم من النفط، من حقل خورمور العملاق، بعد ان كان ٣٠٠ مليون قدم مكعب/يوم عام ٢٠١٧ ،وتسـتهلك هذه الكميات للسـوق المحلية، وتمتلك كونسـورتيوم بيرل بتروليوم (ائتلاف تقوده شــــــركتا نفط دانة غاز ونفط الهلال) كامل الحقوق في حقل خور مور، وحقق الائتلاف زيادة في الطاقة الانتاجية بلغت ٣٠ % خلال ١٠ أعوام. بالإضـــــــافة الى التطورات في مجال تطوير واكتشـــــــاف موارد الطاقة، قامت حكومة اقليم كوردستان بتطوير وتوسيع قدراتها التكريرية، من خلال منشأتين رئيسيتين هما: ١- مصــفى بازيان في الســليمانية، وتدار من قبل القطاع الخاص ( Group Qaiwan ) وتنتج حالياً الف٤٠ برميل يومياً، وهناك توسيع لزيادة طاقتها الى أكثر من١٢٥ الف برميل يومياً. ٢ - مصــــــفى كلك: يقع في اربيل، ويدار من قبل Group KAR ،بقدرة ١٠٠ الف برميل يومياً، وهناك خطط لتوسيع القدرة الى ٢٠٠ الف برميل يومياً. نص التقرير https://portal.arid.my/Publications/6e75af02-7f62-4c6d-8778-3c215ea66565.pdf
تقرير: الحصاد ترجمة : ك.ق بالرغم من الدوافع والعوامل والأساليب الكثيرة للتزوير في الانتخابات، نسبة مشاركة مواطني إقليم كوردستان في الانتخابات في انخفاض مستمر. في الدورة الاولى لإنتخابات اقليم كوردستان شارك أهالي الاقليم بنسبة فاقت (87%) وأدلوا بأصواتهم وفي آخر دورة للانتخابات وفضلاً عن حدوث تزويرات فاضحة انخفضت هذه النسبة الى (59%)، وهذا الأمر صحيح لإنتخابات مجلس النواب العراقي أيضاً. هذا النَفَس الحالي لحكام الإقليم يعمق اليأس وعدم الثقة لدى مواطني الإقليم، التملص من اجراء الاصلاحات الجدية والحقيقية المتكاملة يجعل من الانتخابات كارتونية ويقلل من اهميتها اكثر فأكثر ويحرفها عن مسار الديمقراطية. الانتخابات في اقليم كوردستان منذ تأسيس الكيان السياسي لاقليم كوردستان وفي العقود الثلاثة الماضية شارك مواطنوا الاقليم عشرات المرات في الانتخابات العامة وقصدوا صناديق الاقتراع لتحديد ممثليهم في المجالس المنتخبةوالقضايا المصيرية مثل الدستور واستفتاء الاستقلال، ومن هذه الانتخابات: أولاً: انتخابات برلمان كوردستان 1. الدورة الاولى في 1992/5/19، ونسبة المشاركة كانت (87.4%) 2. الدورة الثانية في 2005/1/30، ونسبة المشاركة كانت (75.6%) 3. الدورة الثالثة في 2009/7/25، ونسبة المشاركة كانت (74.5%) 4. الدورة الرابعة في 2013/9/21، ونسبة المشاركة كانت (73.9%) 5. الدورة الخامسة في 2018/9/30، ونسبة المشاركة كانت (59.8%) مرةً بعد مرة تتجه ثقة المواطنين ومستوى مشاركتهم نحو الانخفاض، لو نأخذ نسبة مشاركة المواطنين في انتخابات برلمان كوردستان كمثال (أنظر الجدول رقم(1)) الجدول رقم (1) ثانياً: رئاسة اقليم كوردستان 1. زعيم الحركة التحررية الكوردية في 1992/5/19 2. الدورة الثانية لرئاسة إقليم كوردستان في 2009/7/25 ثالتاً: انتخابات مجالس محافظات وأقضية ونواحي إقليم كوردستان 1. الدورة الاولى في 2005/1/30 2. الدورة الثانية في 2014/4/30 رابعاً: الاستفتاء العام 1. الدستور العراقي النافذ في 2005/1/30 2. استقلال كوردستان في 2017/9/25 خامساً: انتخابات مجلس النواب العراقي 1. الدورة الاولى في 2005/1/30، نسبة المشاركة كانت (79.6%) 2. الدورة الثانية في 2010/3/7، نسبة المشاركة كانت (60%) 3. الدورة الثالثة في 2014/4/30، نسبة المشاركة (62.4%) 4. الدورة الرابعة في 2018/5/12، نسبة المشاركة كانت (44.5) 5. الدورة الخامسة (المقررة اجرائها في 2021/10/10) وهذا الانخفاض في نسبة مشاركة المواطنين يصح لإنتخابات مجلس النواب العراقي أيضاً، قد أوضحنا ذلك بالتفصيل الدقيق في تقرير سابق لـ(الحصاد)، الناخبين وإحصائيات محافظات إقليم كوردستان للانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة نقترب خطوة خطوة من الانتخابات المبكرة لمجلس النواب العراقي والمقرر إجرائها 2021/10/10، مع ان مشاركة المواطنين بشكل عام لها أهميتها وخاصة إنتخابات مجلس النواب العراقي مهمة للمكون الكوردي، لكن هذه القضية لم تصبح قضية جدية وساخنة لدى مواطني الإقليم مثلما كانت في الانتخابات السابقة. فمثلاً على سبيل المثال، أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق منشغلة حالياً بالاستعدادات لتكملة إجراءات الانتخابات، ومن بينها تجديد السجل البايومتري للناخبين والذي انتهت مدتها مؤخراً في 2021/4/15، وبحسب آخر الإحصاءات والمعلنة من قبل المفوضية في 2020/4/8 فقد كانت نتائج تجديد السجلات في محافظات الإقليم كالآتي: 1. محافظة اربيل: تأتي بعد محافظتَي السليمانية ودهوك، وتبلغ اعداد من يحق لهم التصويت فيها (1228030) مليون ومئتين وثمانية وعشرون الف وثلاثون ناخباً، ومن هذا العدد قام (741534) سبعمئة وواحد واربعون الف وخمسمائة وأربعة وثلاثين شخصاً بتجديد بيانات سجلهم البايومتري، وهذا يشكل نسبة (60%) من مجموع الناخبين، ومنهم من استلموا بطاقاتهم الانتخابية وعددهم بلغ (594735) خمسمائة وأربعة وتسعون آلف وسبعمئة وخمسة وثلاثين شخصاً، فيما لم يستلم (80323) ثمانين ألف وثلاثمائة وثلاثة وعشرون شخصاً بطاقاتهم الانتخابية بعد، ولم يقم (486496) أربعمائة وستة وثمانين الف واربعمائة وستة وستين شخصاً بتجديد السجل البايومتري، وتصل نسبتهم نحو(40%) من مجموع الناخبين. 2. محافظة السليمانية: تبلغ اعداد من يحق لهم التصويت فيها (1361971) مليون وثلاثمائة وواحد وستون الف وتسعمائة وواحد وسبعون ناخباً، ومن هذا العدد قام (913199) تسعمائة وثلاثة عشر الف ومئة وتسعة وتسعون شخصاً بتجديد بيانات سجلهم البايومتري، وهذا يشكل نسبة (67%) من مجموع الناخبين، ومنهم من استلموا بطاقاتهم الانتخابية وعددهم بلغ (640078) ستمائة واربعون الف وثمانية وسبعين شخصاً، فيما لم يستلم (3017) ثلاثة آلاف وسبعة عشر شخصاً بطاقاتهم الانتخابية بعد، ولم يقم (448772) أربعمئة وثمانية وأربعين ألف وسبعمئة واثنين وسبعين شخصاً بتجديد السجل البايومتري، وتصل نسبتهم نحو(33%) من مجموع الناخبين. 3. محافظة دهوك: تبلغ اعداد من يحق لهم التصويت في هذه المحافظة نحو (827658) ثمانمئة وسبع وعشرون إلف وستمائة وثمانية وخمسين ناخباً، ومن هذا العدد قام (583216) خمسمئة وثلاثة وثمانين الف ومئتين وستة عشر شخصاً بتجديد بيانات سجلهم البايومتري، وهذا يشكل نسبة (70%) من مجموع الناخبين، ومنهم من استلموا بطاقاتهم الانتخابية وعددهم بلغ (448947) أربعمئة وثمانية وأربعين ألف وتسعمئة وسبعة واربعين شخصاً، فيما لم يستلم (46282) ستة واربعون الف ومئتين وإثنين وثمانين شخصاً بطاقاتهم الانتخابية بعد، ولم يقم (244442) مئتان وأربعة واربعون الف واربعمئة وأثنين وأربعين شخصاً بتجديد السجل البايومتري، وتصل نسبتهم نحو(30%) من مجموع الناخبين. اليأس من الانتخابات ان الإحصائيات اعلاه تظهر حقيقة وجود تراجع كبير في نسبة مشاركة مواطني إقليم كوردستان، لكن حتى هذه الإحصائيات نفسها محل شك وريب، فقد تم رفع هذه النسب بالعديد من المحاولات الغير ديمقراطية واصبحت جزءاً من مصادر اليأس من التصويت والاقتراع والمشاركة فيها، ومن هذه المصادر: أولاً : القيام بالتزويرات في كافة الانتخابات تشكل الجزء الاكبر من هذه النسب، والتزوير كان باستمرار جزءاً من الكوابيس الانتخابية، وطرق القيام بالتزويرات كثيرة، منها : 1. زيادة نسبة المشاركة بشكلٍ مباشر والتلاعب بنتائج الانتخابات. 2. قسم من كوادر الأحزاب السياسية صوتوا لأكثر من مرة وكيفما استطاعوا وفي احيانٍ عدة كانوا يصوتون تكراراً بالمجاميع. 3. استخدام الضغط والتهديدات المختلفة لتغيير مسار التصويت لدى الناخبين. 4. معاقبة الناخب سياسياً. 5. شراء الاصوات والذمم بواسطة منح المال والسلاح والوظائف والمناصب. 6. استخدام الممتلكات والمعدات والاموال والمناصب والمؤسسات العامة في اقليم كوردستان لغرض الدعاية الانتخابية. 7. استخدام وتوريط قوات إقليم كوردستان المسلحة للمصلح الشخصية الخاصة والمصالح الحزبية. ثانياً : جمود النظام السياسي والتبادل المزيف للسلطة السياسية. ثالثاً : عدم الإيفاء بالوعود والتملص من البرامج والشعارات من قِبَل المرشحين والاحزاب السياسية، إستثراء الأحزاب السياسية والمرشحين المنتخبين بفضل الميزانية العامة. رابعاً : تحويل المؤسسات والمجالس المنتخبة في إقليم كوردستان الى مؤسسات ومجالس كارتونية وعديمة التأثير والفاعلية، وهيمنة سلطة الحزب والعائلة والافراد على المؤسسات الرسمية. خامساً : اجهاض المصلحة العامة والحرص العام وقيام الأحزاب السياسية بمنح الاولوية لمصالحها الخاصة، ومن ثَمَ مصالح كوادرها. سادساً : تَرَدي الخدمات البدائية وانخفاض مستوياتها، مثل (الرواتب، ماء الشرب، الكهرباء، الطرق، الصحة، والتربية...). سابعاً : تقليص مجالات الحقوق والحريات العامة وخرق سيادة القانون. ثامناً : استمرار تفشي الفساد وازدياد حجمه بالإضافة الى عدم وجود الشفافية في الايرادات والمصاريف في اقليم كوردستان. تاسعاً : الادامة بالازمات المستمرة وتركها من كابينة حكومية الى التي تليها، والتملص من حلها وتوجيه الاتهامات المتبادلة من البعض الى البعض الآخر بالتقصير وعدم الاكتراث. عاشراً : عدم اجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة، على سبيل المثال فقد اجريت في العقود الثلاثة الماضية من الزمن إنتخابات مجالس المحافظات مرتين فقط، ومن عام (1992-2005) أجريت الانتخابات لبرلمان كوردستان مرة واحدة فقط.
الحصاد draw: بيل ترو - إندبندنت في بلد نشأ شبابه وسط الحروب وباتوا يواجهون البطالة الجماعية من دون أن يحصلوا على أي دعم كان، ملأت عصابات المخدرات الفراغ. انطلاقاً من العاصمة ووصولاً إلى مدينة البصرة الجنوبية، وقعت بيل ترو على أعداد متزايدة من المدمنين ونظام يكافح لمعالجة الوضع. لم يدرك علي سوى بعد محاولته بيع أنبوبة غاز الطهي التي سرقها من موقد والديه أن المخدرات هي التي تستهلكه [تستنفد قواه] - وليس العكس. كان الشاب العراقي البالغ من العمر 27 عاماً قد باع بالفعل هاتفه المحمول والكراسي والسرير، ووصل به الأمر حتى إلى بيع الفراش الذي ينام عليه من أجل شراء بضعة غرامات إضافية فقط من مخدر الكريستال ميثامفيتامين (الكريستال ميث). ولم يتبق سوى أنبوبة الغاز القديمة هذه، لكنها لم تكفِ لسد ثمن الجرعة. وبعد إصابته بالحمى وبداية معاناته من أعراض انسحاب المخدر من جسمه، أوقف الشاب عند نقطة تفتيش في حي فقير في بغداد. لا يذكر الشاب النحيل الذي تظهر الثقوب بوضوح على جلده ما حدث بعدها جيداً، ما عدا معاناته من آثار توقيف المخدر فجأة وانسحابه من جسده داخل السجن. وقال لـ"اندبندنت" من داخل مركز شرطة القناة في شرقي بغداد حيث يقضي حكماً بالسجن أربعة أشهر لحيازته المخدرات "كنت في عالم آخر، كما حال الجميع، وأردنا الهروب من حياتنا التعيسة". كان علي يعاني من صعوبة في التركيز بينما عيناه تبدوان أشبه بالآبار المحفورة. وقال "ترك أثراً هائلاً على محيطي الاجتماعي. عندنا كثير من الأشخاص المعدمين ومن توفوا بسببه. لكن الحياة شاقة". يعد علي (اسم مستعار) واحداً من بين آلاف المدمنين على الكريستال ميثامفيتامين في العراق، هذا البلد الذي لم يكن قد عانى سوى في وقت قريب نسبياً من انتشار موجة الإدمان على المخدرات، حتى فيما كان الأفيون والهيروين يغرقان بلداناً مثل إيران وأفغانستان. بتمويل من المساهمات التي يتلقاها برنامج الداعم الذي تديره "اندبندنت"، تحدثت الصحيفة مع العاملين في مجال الصحة في العراق الذين يطلقون على هذه الموجة المتنامية من تعاطي الكريستال ميث وصف جائحة خفية- ويحذرون من أنها أصبحت أخطر منذ ظهور فيروس كورونا. اقرأ المزيد موجة فيروس كورونا الأكثر فتكاً في العراق بدأت للتو المخدرات المهربة إلى الداخل العراقي تفتك بشبابه وقال قاسم ورش، كبير الممرضين في مستشفى ابن رشد، مركز إعادة التأهيل الرئيس في العراق أثناء قيامه بجولته "يقضي الميث على دفاعات الجسم ويؤدي إلى عوارض منها خسارة الوزن فيجعل [المتعاطين] عرضة للإصابة بكافة أنواع الأمراض بما فيها كوفيد-19 طبعاً". "لا يعود الناس يبالون بشيء بسببه، ويكونون أقل ميلاً إلى التزام ممارسات من قبيل التباعد الاجتماعي". يتسبب هذا المنشط الذي صنعه الإنسان بالإدمان الشديد وقد طور في اليابان واستخدم خلال الحرب العالمية الثانية لكي يبقى الجنود متيقظين، وهو يجتاح جهاز المناعة في الجسم ويمكن أن تنتج عنه آثار جانبية تشكل خطراً على الحياة بما فيها فشل القلب والفشل الكلوي فضلاً عن خسارة هائلة في الوزن. غير أن الخطر الإضافي المتمثل في التقاط عدوى كوفيد-19 لا يردع المتعاطين. وقال علي بطريقة حالمة "لا يفكر [يحتسب] المرء في المخاطر. أنا عامل زراعي. بدأنا جميعاً بتعاطيه لأن حياتنا صعبة". "فالمخدر ينقلك إلى عالم آخر، أفضل. فلا تعود تبالي بشيء". "لا مفر" يلجأ عدد متزايد من العراقيين إلى تعاطي الكريستال ميث هرباً من الواقع الصعب حيث البطالة مرتفعة جداً والفساد يجتاح الاقتصاد والبنية التحتية متهالكة في بلد انتقل من حرب إلى أخرى منذ الاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003. وفقاً لتقرير نشره مجلس الأطلسي في فبراير (شباط)، نحو 60 في المئة من سكان العراق هم من فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، فيما يقدر معدل البطالة في أوساطهم في العراق بـ36 في المئة. يقول مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إن الكريستال ميث أصبح المخدر الأساسي الذي يستدعي القلق في البلاد وحذر في تقرير أصدره في فبراير من أن المخدر الذي كان يجري تهريبه من إيران المجاورة سابقاً بات يصنع الآن في مختبرات داخل العراق. وتقع مراكز انتشاره الرئيسة في المحافظات الحدودية الجنوبية مثل البصرة وميسان. هناك، درجت عصابات قوية من تجار المخدرات منذ زمن على تهريبه داخل البلاد، كما قال أحد سكان البصرة المحليين المطلع على هذا القطاع لكنه رفض ذكر اسمه بسبب مخاوف أمنية. وأضاف المصدر أنه يجري غالباً استخدام النساء لتهريب المخدرات لأنهن أقل عرضة للتفتيش. والكمية التي تشترى بمبلغ قد لا يتعدى خمسة آلاف دينار (2.5 جنيه إسترليني) لقاء الغرام الواحد قد تباع بأربعة أو خمسة أضعاف السعر الأصلي، مما يدر مكاسب كبيرة على التجار. قاسم ورش، كبير الممرضين في مركز إعادة التأهيل الرئيسي في العراق يقول إن جائحة كريستال الميثامفيتامين تجعل الشباب أكثر عرضة للإصابة بكوفيد-19 (بيل ترو) والحق أن العراق ما عاد مجرد معبر للمخدرات في طريقها إلى تركيا، بل أصبح وجهة في حد ذاته خلال السنوات القليلة الماضية مع ارتفاع معدلات العنف والفقر. وشكلت البصرة لقمة سائغة، وليس وراء ذلك موقعها الجغرافي فحسب. فالمدينة الجنوبية التي عرفت في الماضي باسم "بندقية الشرق" شهدت ارتفاعاً جنونياً في معدلات البطالة خلال السنوات القليلة الماضية في غياب البنى التحتية الأساسية، بما فيها توفر المياه النظيفة. وقال الرجل الذي يقطن البصرة "هنا في البصرة، ليس لدينا متنزهات ولا نواد ولا حتى سينما. لا يوجد أي مرفق يمكن للشباب ارتياده حرفياً وليس لديهم ما يفعلونه". "عايش الشباب عدة حروب. يقول لي المدمنون الذين أتحدث إليهم إنهم لا يملكون وظيفة ولا هواية ولا سبيلاً آخر للهروب [نسيان واقع الحال]". لقد أنهك إدمان الميث النظام الجنائي العراقي الذي يرزح تحت ضغط كبير أساساً. وأعلنت فرق مكافحة المخدرات في سجن القناة حيث يحتجز علي، أنها استنفدت طاقتها الاستيعابية بعد اعتقال 217 مدمناً وتاجراً للكريستال ميث، وحشرهم جنباً إلى جنب داخل الزنازين. وقال الضباط، إن الأرقام الرسمية قد ارتفعت بشكل هائل منذ عام 2017 مع تردي اقتصاد البلاد كما أسعار الكريستال ميث. وأبلغ الرائد يابار حيدر "اندبندنت" أن "عدد المدمنين ارتفع 40 في المئة في هذه المديرية منذ عام 2017 وسجلت زيادة 30 في المئة في أعداد التجار". و"يعود ذلك إلى زيادة في وفرة كريستال ميث مما يخفض سعره". وقال إنه في عام 2017 كان الغرام الواحد يكلف نحو 100 دولار أميركي، بينما قد لا يتجاوز سعره الآن في بعض المناطق 20 ألف دينار عراقي- أي 10 جنيهات إسترلينية فقط. لا يعلم مدى انتشار المخدر على وجه التحديد بسبب شح المعطيات. لكن الرائد حيدر قال، إنه قبض على أكثر من 6 آلاف شخص العام الماضي بتهم مرتبطة بالمخدرات في جميع أنحاء البلاد، فيما صادرت السلطات أكثر من 120 كيلوغراماً من الكريستال ميث. تنشر "المديرية العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية" في العراق تحديثات منتظمة على صفحتها على موقع "فيسبوك" حول عمليات ضبط المخدرات، وقد بدأت عدداً من حملات التوعية لتشجيع السكان على مشاركتها معلومات حول التجار وهذا القطاع. وفي هذه الأثناء، صرح وزير الصحة العراقي بأن الكريستال ميث أصبح ثاني أكثر المخدرات تعاطياً بعد الكحول. وكشفت آخر البيانات عن وجود 813 مدمناً في مراكز إعادة التأهيل الحكومية، وهو ما يفوق بكثير عدد مدمني أي مادة أخرى. سلب مني حياتي ومن هؤلاء المرضى أحمد، 32 عاماً، أجير زراعي عاطل عن العمل، دخل بنفسه إلى مستشفى ابن رشد في بغداد بعد أن وصل الحال بعائلته إلى طرده من المنزل. ويعتبر مستشفى ابن رشد أحد المستشفيين النفسيين الحكوميين ضمن النظام الفيدرالي العراقي؛ كما أنه الأكبر. هناك، خصص 13 سريراً لمرضى مثل أحمد يتعافون من الإدمان على المواد المخدرة. وقال أحمد، إن الرجال والنساء يتعاطون على حد سواء، مع أن عدد النساء اللاتي يفصحن عن إدمانهن أقل بسبب الوصمة الاجتماعية. وتابع، أن تجار المخدرات يلجأون إلى طرق أكثر ابتكاراً من أجل استقطاب زبائن جدد. وبدل المخاطرة ببيع بضاعتهم في الشارع، بدأ التجار في توزيع كميات صغيرة من الكريستال ميث خفية بالمجان على من يعيشون في مجتمعات هشة. ثم ينتظر التجار أن يعلق زبائنهم الجدد بالمادة فتأتي إليهم موجة جديدة من المدمنين تتوسلهم الحصول على مزيد من المخدر. وقال لـ"اندبندنت" من سريره في المستشفى "عندما يتملكك اليأس يطلب منك بعض التجار أن تسرق بعض الأغراض مثل الدراجات النارية وخلافها، لدفع ثمن المخدرات". "ويتزايد عدد المتعاطين الذين يتحولون أنفسهم إلى تجار صغار من أجل تمويل تعاطيهم وتتواصل هذه الدورة لقاء ثمن باهظ. لولا الكريستال ميث لكنت متزوجاً ولدي وظيفة- سلب مني حياتي". باع أحمد كل ممتلكاته ودفع كل قرش من مدخوله الضئيل في سبيل التعاطي، فأقصى نفسه بسرعة عن عائلته وأصدقائه الذين قالوا له إنه لا يمكنه العودة إلى المنزل قبل شفائه. عند تلك المرحلة، قال الشاب إنه كان يعاني من هلوسات مخيفة ويسمع أصواتاً. كما أن جهازه الهضمي دمر وأتلفت ذاكرته. وأضاف "عانيت لثلاثة أيام على الأقل من عوارض انسحاب المخدر من جسمي. كنت متكوراً على نفسي كما لو أنني رجل تسعيني". كان العراق يحكم في ما مضى بالإعدام على المتعاطين وتجار المخدرات لكنه أقر قانوناً في عام 2017 يمكن للقضاة بموجبه أن يحكموا على المدمنين بإعادة التأهيل أو بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. ومن حسن حظ أحمد أنه يتعافى في مركز إعادة تأهيل. ففي المناطق العراقية حيث لا تتوفر هذه المراكز، يسجن العديد من مدمني المخدرات. مستشفى ابن راشد أكبر منشآت إعادة التأهيل التي تديرها الحكومة في العراق (بيل ترو) قال الطاقم الطبي في ابن رشد، إن هناك حاجة لتخصيص مزيد من الوحدات وبناء مستشفيات المخصصة في جميع أرجاء البلاد بسبب تزايد عدد المدمنين، فاعتقالهم ليس حلاً. وقال الدكتور أرجان طوقاتلي لـ"اندبندنت" "نحتاج آلاف الأسرة غير المتوفرة في كافة أرجاء العراق. خذوا مثلاً كركوك التي أتحدر منها. ليس في المنطقة بأسرها سوى ثمانية أسرة". بالنسبة لعلي وأحمد، ليست المشكلة مسألة حياتهما أو موتهما فقط بل حياة وموت جيلهما بكامله. وقال أحمد وهو جالس في حديقة مستشفى ابن رشد "هذا المخدر لا يهدد بتدمير الشباب. بل إن الكريستال ميث قد قضى علينا بالفعل". يمول برنامج الداعم في "اندبندنت" التقارير الخاصة من غرفة أخبار حائزة على جوائز يمكنكم الوثوق بها. نرجو أن تفكروا في المساهمة فيه.
الحصاد draw: (بيروت) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن محكمة في إقليم كردستان العراق حكمت في 16 فبراير/شباط 2021 على ثلاثة صحفيين وناشطَيْن بالسجن ستّ سنوات في محاكمة معيبة للغاية. تواصل السلطات احتجاز شخصَيْن آخرَيْن رغم قرار المحكمة بعدم كفاية الأدلة لمحاكمتهما. تنشر هيومن رايتس ووتش أبحاثها حول المحاكمات اليوم بسبب قرب موعد قرارات الاستئناف. لى محاكم الاستئناف النظر في المخالفات السافرة شابت الإجراءات في محكمة أربيل الجنائية انتهاكات خطيرة لمعايير المحاكمة العادلة، بالإضافة إلى تدخل سياسي عالي المستوى. على السلطات المشاركة في الاستئناف أن تأخذ هذه الانتهاكات في الحسبان عندما تُقرَر ما إذا كانت ستعارض الاستئناف. اعتقلت السلطات في أربيل ودهوك في إقليم كردستان العراق اثنين من الرجال في أغسطس/آب 2020 والخمسة الباقين في أكتوبر/تشرين الأول بسبب تنظيم تظاهرات غير مرخصة، كما تزعم. من مايو/أيار إلى أكتوبر/تشرين الأول، نظّم نشطاء ومعلّمون في منطقة دهوك مظاهرات تُطالب بسداد الرواتب الحكومية التي أخّرتها السلطات. قالت بلقيس والي، باحثة أولى بشأن الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش: "المحاكمات المعيبة في إقليم كردستان ليست بالأمر الجديد. لكن التباهي بأبسط مبادئ العدالة لمعاقبة أشخاص يُزعم أنهم يخططون لتظاهرة هو مستوى جديد من الانحطاط". قدّم محامٍ، وقريب أحد المحتجزين، ومصدر مستقل آخر كان حاضرا خلال المحاكمة معلومات تفصيلية حول المخاوف بشأن المحاكمة العادلة. الصحفيون المدانون هم آياز كرم بروشكي، وكوهدار محمد زيباري، وشيروان أمين شيرواني. أما الاثنان الآخران، شفان سعيد عمر بروشكي وهاريوان عيسى أحمد، فهما ناشطان ينتقدان ممارسات الحكومة دائما ويدعوان إلى الإصلاحات. حُكم على الرجال الخمسة في محاكمة مشتركة بموجب المواد 47 و48 و49 من قانون العقوبات العراقي والمادة 1 من القانون رقم 21 لعام 2003 المعدِّل للمادة 156 من قانون العقوبات، التي تجرم الأفعال التي يُقصد بها المساس بأمن المؤسسات الحكومية واستقرارها وسيادتها. استُؤنِفت الأحكام. قالت المصادر الثلاثة أيضا إن الحكومة لم تقدم أدلة كافية لاتهام الرجلَيْن الآخرَيْن، وهما الناشط بدل برواري والصحفي أميد حاجي، وأعادت القضية إلى قاضي التحقيق. إلا أن السلطات رفضت الإفراج عنهما في انتظار أدلة إضافية من النيابة العامة. قالت المصادر إن شيرواني، الذي اعتُقل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، احتُجِز بمعزل عن العالم الخارجي مدة أسبوع. قال قريب شفان بروشكي إن بعدما اعتقلته القوى الأمنية في منزله في 22 أكتوبر/تشرين الأول حاولت الأسرة مدة شهرين معرفة مكانه. سُمح له بالاتصال بزوجته وإخبارها أنه لدى "الأشايس" – القوى الأمنية التابعة لحكومة إقليم كردستان – في أربيل. قالت المصادر الثلاثة إن الرجال السبعة احتُجزوا لأشهر بدون التمكّن من التواصل مع محامٍ، بما في ذلك خلال التحقيقات وجلسات الاستجواب. في مارس/آذار، بعدما أصدرت "لجنة حماية الصحفيين" تقريرا يثير مخاوف بشأن محاكمة اثنين من الرجال، أجاب ديندار زيباري، منسق حكومة إقليم كردستان للمناصرة الدولية في رسالة إلكترونية في 14 مارس/آذار أنه قال لـ هيومن رايتس ووتش "إنهما [زيباري وشيرواني] كان لديهما تواصل مع محاميهما أثناء انتظارهما للمحاكمة". غير أن المصادر الثلاثة نفت هذا الادعاء وقالت إن السلطات سمحت للمحامين بالتكلم معهم للمرة الأولى لدقائق قليلة قبل جلسات المحكمة في 15 و16 فبراير/شباط. قالت إن تواصل المحتجزين مع أُسرهم كان محدودا أيضا وإنهم لم يلتقوا أُسرهم إلا لبضع دقائق منذ احتجازهم. قال قريب شفان بروشكي إن والده سُمح له بزيارته مرة واحدة مدة خمس دقائق في يناير/كانون الثاني، وكان عناصر الأسايش حاضرين في الغرفة. قال المحامي إنه والمحامين الآخرين المدافعين عن الرجال حاولوا الوصول إلى ملفات القضية قبل بدء المحاكمة إلا أن الأسايش، الذين كانوا يحتفظون بالملفات، رفضوا تسليمهم إياها رغم رسائل من المحكمة تأذن لهم بذلك. قال إنهم علموا بمواعيد المحاكمات قبل سبعة أيام فقط من انعقادها. قال/ "قيل لنا إن القاضي مريض وإن علينا توقّع تأجيلات، لكن أعلِن عن المحكمة فجأة ولم يكن أي منا مستعدا". قال قريب بروشكي إن أسرته لم تتمكن من حضور المحاكمة بسبب المهلة القصيرة. قال القريب إن زوجة بروشكي وأطفاله رأوا عناصر القوى الأمنية يضربونه عند اعتقاله. قال المحامي إن شيرواني لم يتمكن من الوقوف خلال المحكمة، على ما يبدو بسبب إصابة. قال إنه أخبر القاضي إن عناصر الأمن هددوه وهددوا أيضا باغتصاب زوجته ووالدته إن لم يوقع على الاعتراف، وقال "لم يتأثر القاضي بهذه الادعاءات، علما أنه لم يتمكن من الوقوف". قال المحامي والمصدر المستقل إن القاضي والمدعي العام ذكروا مرارا معلومات من "مخبرين سريين" لم يمثلوا أمام المحكمة، تفيد بأن المتهمين جواسيس. بما أنهم لم يمثلوا في المحكمة لم يكن هناك فرصة أمام الدفاع لاستجوابهم. قال المصدران اللذان كانا حاضرين في المحكمة إن عنصرا من الأسايش، لم يكن جزءا من فريق الادعاء، كان يقف من وقت لآخر رافعا يده فيسمح له القاضي بتقديم دليل جديد لم يكن الدفاع مطلعا عليه من قبل. لم يسمح القاضي للدفاع باستجوابه. أثارت المصادر الثلاثة مخاوف حول أساس التهم ضد الرجال. مثلا، قال المصدران اللذان كانا حاضرين خلال المحاكمة إن عنصر الأسايش قدّم صورة كان شيرواني قد نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي معلقا عليها إن الرحلات للجوية بين تركيا وإقليم كردستان العراق، التي عُلِقت لبعض الوقت، قد استؤنِفت وقال أن ذلك كان دليلا على أن شيرواني جاسوس. قال الثلاثة إن الدليل الذي قدمه الادعاء وممثل مجلس أمن كردستان العراق خلال المحاكمة كان دليلا ظرفيا ولم يُسمح للمحامين بمراجعته. هذه الإدانات الأخيرة لا تُؤدي إلا إلى تفاقم تدهور سمعة إقليم كردستان العراق أثارت رئيسة برلمان إقليم كردستان مخاوف حول المحاكمات في 16 أبريل/نيسان. قال الصحفي البارز والناشط الحقوقي آسوس هاردي إنه يعتقد أن الرجال السبعة يحاكَمون فقط بسبب محاولتهم الاحتجاج ضد الحكومة الإقليمية: "هناك قانون يحمي الحق في التظاهر، وإذا خالفوا هذا القانون يجب أن يحاكَموا بموجبه. أما إذا خالفوا قانون الصحافة كصحفيين، فيجب محاكمتهم بموجبه. ليس هناك أي مبرر لاتهامهم بمحاولة زعزعة أمن المنطقة بدعم من أطراف أجنبية. لم يقدم الادعاء أي دليل فعلي على ذلك. تُظهر هذه المحاكمة مدى تدني مستوى حماية حرية التعبير في إقليم كردستان العراق". أثارت المصادر الثلاثة أيضا مخاوف حول التدخل السياسي. قال زيباري في رسالته الإلكترونية في مارس/آذار إن المحكمة مستقلة عن الحكومة وغير مسيَّسة وإن حكومة إقليم كردستان العراق لم تتدخل بأي شكل من الأشكال في المحاكمة. لكن مسرور برزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، أعلن في مؤتمر صحفي، قبل المحاكمة بأسبوع، أن المحتجزين "ليسوا ناشطين أو صحفيين. بعضهم جواسيس، يتجسسون لحساب دول أخرى... وبعضهم مخربون". قالت هيومن رايتس ووتش إن هذا البيان المتحيّز الصادر قبل قليل من المحاكمة هو تدخل سياسي عالي المستوى في القضايا وينتهك مبدأ افتراض البراءة. قال المحامي إن فريقه ينتظر رد محكمة الاستئناف على استئنافه. على السلطات الحكومية المشارِكة في الاستئناف أن تأخذ في الحسبان الانتهاكات الخطيرة لإجراءات المحاكمة العادلة عندما تُقرّر إذا كانت ستدعم قرار المحكمة الابتدائية في محكمة الاستئناف أم لا. قالت والي: "هذه الإدانات الأخيرة لا تُؤدي إلا إلى تفاقم تدهور سمعة إقليم كردستان العراق كمكان يواجه فيه الناس محاكمات جنائية غير عادلة لمجرد انتقاد السياسات الحكومية التي يعترضون عليها، أو التعبير عن مخاوفهم من النخب السياسية".
الحصاد: منذر سليمان - جعفر الجعفري / الميادين نت تشير بيانات البنتاغون إلى تواجد 3،500 جندي نظامي في أفغانستان منذ مطلع العام الجاري، فيما تشير سجلات الخارجية الأميركية إلى تواجد إضافي لنحو 18،000 متعاقد. دخل يوم 30 نيسان/أبريل 1975 التاريخ الإنساني، منصفاً الشعوب المكافحة، ومعلناً هزيمة الولايات المتحدة في فيتنام. الأول من أيار/مايو 2021، "وَعَدت" الولايات المتحدة بأن يكون يوم بدء سحب قواتها "النظامية المقاتلة" من أفغانستان، ضمن منظومة ترتيبات وتدابير تتيح لها البقاء فيها بمسميات وعناوين مختلفة. بعد مرور 46 عاماً على أكبر هزيمة تلقَّتها واشنطن في العصر الراهن، لا يلمس المرء استفادة الأخيرة من الدروس القاسية لتدخلاتها العسكرية وقهر الشعوب. حظي إعلان الرئيس جو بايدن (14 نيسان/أبريل الجاري) انسحاب 3،500 جندي من أفغانستان بمزيج من مشاعر الارتياح الشعبي وتشكيك بعض مراكز القوى ومعارضة كبار القادة العسكريين، رافقه إعلان البنتاغون على الفور أنَّ "قوات إضافية سيتم إرسالها إلى أفغانستان" لضمان أمن القوات المنسحبة وسلامتها. تشير البيانات الرسمية للبنتاغون إلى تواجد "3،500 جندي نظامي في أفغانستان" منذ مطلع العام الجاري، وهم الذين يدور الحديث حولهم. أما سجلات وزارة الخارجية الأميركية، فتشير إلى تواجد إضافي لنحو "18،000 متعاقد أميركي وأفغاني، وآخرين من دول أخرى" في أفغانستان، "جلّهم من المرتزقة"، ولديهم كفاءات عسكرية واستخباراتية، وآخرين من القوات الخاصة، أي ما يعادل 7 أضعاف القوات النظامية. وقد أوضح رئيس هيئة الأركان المشتركة، مارك ميللي، رؤية البنتاغون ببقاء الوجود العسكري هناك، قائلاً أمام "معهد بروكينغز" إنَّ بلاده ستحتفظ بقاعدتين عسكريتين في أفغانستان بعد الانسحاب الرسمي، وستبقي أيضاً على "عدد من القواعد العسكرية المنتشرة" داخل الأراضي الأفغانية وخارجها (أسبوعية "يو أس نيوز آند وورلد ريبورت"، 2 كانون الأول/ديسمبر 2020). كما تعهّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمام لقاء لحلف الناتو في 15 نيسان/أبريل الجاري، باستمرار "الولايات المتحدة بتمويل قدرات مهمة لأفغانستان" بعد الانسحاب الأميركي، "مثل سلاح الجو الأفغاني والقوات الخاصة، والاستمرار بدفع رواتب قوات الأمن الأفغانية". وأضاف في مؤتمر صحافي للحلف أنَّ بلاده "قد تحافظ على تواجد أميركي لمكافحة الإرهاب في المنطقة". السّؤال المركزي في إعلان الرئيس بايدن عن الانسحاب يتمحور حول حقيقة قرار "مغادرة" أفغانستان وصدقيّته، بصرف النظر عن الجدل اليومي المرافق له. وحذرت يومية "نيويورك تايمز" مراكز صنع القرار من أن الولايات المتحدة "لا يمكنها كسب حرب في أي بلد، فحلفاؤها يعانون ضعف القوة العسكرية، بينما استطاع خصومها التأقلم مع المتغيرات وراكموا قدرات عسكرية" متطورة (9 نيسان/أبريل 2021). وتتالت النصائح والتحذيرات تباعاً من أنصار الرئيس بايدن، وخصوصاً ضمن النخب السياسية والفكرية، عن ضرورة تجاوز مسألة خسارة "الحرب الأطول" والانتقال إلى مواجهة التحديات الدولية الأخرى. وقد أوضحت نشرة "فورين بوليسي" الرصينة أنَّ إعلان الانسحاب يشكّل "إقراراً، ولو متأخراً، بعدم تحقيق الولايات المتحدة نصراً" (14 نيسان/أبريل 2021). وذكّرت النشرة مراكز صنع القرار بالتجربة الأميركية المرهقة، قائلة: "بعد انقضاء 20 عاماً من الحرب التي حصدت آلاف الضحايا، يعترف المسؤولون الأميركيون بأن (حركة) طالبان أضحت أقوى عسكرياً وكثّفت هجماتها بشكل ملحوظ على مدى السنة الماضية". نشير في هذا الصدد إلى دراسة أجرتها وزارة الطاقة الأميركية في العام 2007 تخصّ أفغانستان وترصد ما في جوفها من موارد طبيعية مهمة تثير نهم سيطرة القوى الغربية. وقد قدرت قيمتها بنحو "تريليون دولار" من المعادن الثمينة، وخصوصاً الذهب والنحاس والكوبالت والليثيوم. وفي مذكرة داخلية للبنتاغون، علّقت على الدراسة بالقول إنّ أفغانستان "قد تحتلّ مركز الصدارة في معدن الليثيوم بشكل يوازي موقع السعودية" بالنفط. أيضاً، غزت الولايات المتحدة أفغانستان في العام 2001، استناداً إلى قرار رئاسي أصدره الرئيس جورج بوش الابن في 18 أيلول/سبتمبر 2001، وإرساله وحدات من القوات الخاصّة بعد بضعة أيام من الحادثة. جاء ذلك في سياق صراع سيطرة القطب الواحد على الموارد العالميّة، ولقربها من الصين وإيران وروسيا وما يمثّله ذلك من ثقل جيوستراتيجي لواشنطن، ولدورها المحوري في مرور خطوط أنابيب النفط والغاز المتجهة إلى أوروبا، وما ينتظرها من دور متعاظم في استراتيجية الصين المعروفة بـ"الحزام والطريق". وقد تموضعت القوات والقواعد العسكرية الأميركية قرب حدود خصومها الدوليين. من بين رهانات واشنطن التي أثبتت خطلها الذريع، مراهنتها على "استقطاب" فيتنام ضد الصين وتقديمها شتى العروض المغرية لقاء السماح للبنتاغون بإنشاء "قواعد صاروخية على أراضيها" (2018). واتساقاً مع توجهات واشنطن التاريخية بازدراء القوى الأخرى، تعمدت الأخيرة القفز على كل المؤشرات التي ساقتها فيتنام، وربما تجاهلتها، للدلالة على عدم رغبتها في الدخول في صراع ضد الصين، وهي التي حافظت حتى الآن على مسافة واحدة في صراع البلدين. قرار الانسحاب جاء كمحصّلة لمواقف وأولويات استراتيجية أميركية متجدّدة، حتى إنه تباين مع السردية الرسمية التي حافظت عليها المؤسَّسة الحاكمة بفرعيها العسكري والاستخباراتي، في اتهامها لروسيا بعرض مكافآت مالية على مقاتلي طالبان لقاء مقتل جنود أميركيين (2019)، وارتأى البيت الأبيض الكشف عنها، محمّلاً مسؤولية ترويجها "للأجهزة الاستخباراتية" المختلفة، بعد توصله إلى قناعة بأن مدى اليقين من تلك التهمة كان "متدنياً إلى متوسط"، ما ترجم إلى فقدان المصداقية وشروط الإسناد (بيانات البيت الأبيض 15 نيسان/أبريل الجاري). اللافت في كشف البيت الأبيض عن خطل اتهامات روسيا ونشرها عبر أبرز المنابر الإعلامية المعروفة بعدائها الشديد لها، تسريب لصحيفة "واشنطن بوست" (13 نيسان) ونشرة "ذي ديلي بيست" الإلكترونية (15 نيسان/أبريل)، معزّزة تبريرها بأنَّ أجهزة الاستخبارات الأميركية "استندت إلى اعترافات موقوفين لدى السلطات الأفغانية انتزعت خلال التعذيب، وأحدهم يُدعى ابن الشيخ الليبي". تحميل البيت الأبيض القادة العسكريين والأجهزة الاستخباراتية مسؤولية تقديمهم النصائح لمركز صنع القرار وتملصه من حقيقة تصعيد العداء لروسيا والصين، مع جملة تهديدات عسكرية ضد روسيا وإرسال قطع بحرية أميركية إلى البحر الأسود، ومن ثم انسحابها على عجل بعد توعد موسكو بحماية أراضيها، يشير إلى "اضطرار" الرئيس بايدن معارضة قرار القيادات العسكرية في المرحلة الراهنة وفي ملف محدّد على الأقل. إنَّ ما يعزّز الاستنتاج أعلاه هو خطاب الرئيس بايدن الذي بدى عليه الإعياء، وظهر كأنه ضاق ذرعاً بمماطلة القادة العسكريين وطلب منحهم المزيد من الفرص الزمنية لحسم المعركة عسكرياً، وخصوصاً لتساؤله: "إذاً، متى ستكون الفرصة مؤاتية للانسحاب؟ هل هي سنة أخرى أو سنتان أو 10 سنوات؟". كما دلّ خطابه على تجنيب البنتاغون تكرار هزيمة بلاده في فيتنام والمشهد المحفور في الذاكرة الجمعية بهروب السفير الأميركي هناك عبر طائرة مروحية وسقوطها في رحلة أخرى عن سقف مقر السفارة الأميركية في سايغون سابقاً (مدينة هوشي منه حالياً). ينقل المقرّبون إلى الرئيس جو بايدن ثبات معارضته لاستمرار التدخل في أفغانستان، بالإشارة إلى مذكّرة قدمها بخط يده للرئيس الأسبق باراك أوباما في العام 2009، يناشده فيها رفض توجه القيادات العسكرية لحشد المزيد من القوات الإضافية في أفغانستان، وخسارته أمام إصرار أوباما على التكامل مع قرار البنتاغون (أسبوعية "ذي نيو يوركر"، 14 نيسان/أبريل 2021). وأوضحت المجلَّة أنَّ الرئيس بايدن في خطابه بالانسحاب ذكّر الشعب الأميركي بأن الرئيس أوباما انتدبه في العام 2008 للسفر إلى أفغانستان والتوقّف على الأوضاع هناك مباشرة وتقديم تقييمه بذلك، وبأنه توصل إلى نتيجة مشابهة آنذاك لما أعلنه مؤخراً، مفادها أن "العملية الأميركية، كما يجري تطبيقها، مصيرها الفشل، نظراً إلى أن الوجود العسكري الأميركي اللامتناهي لن يستطيع إنشاء حكومة أفغانية قابلة للحياة أو المحافظة عليها". للدلالة على معارضة القيادات العسكرية السابقة والراهنة لخفض مستوى الوجود العسكري الأميركي، لا لإنهائه، نسوق تصريحاً للمستشار الأسبق للأمن القومي الجنرال إتش آر مكماستر، قال فيه: "قرار الولايات المتحدة الانسحاب من أفغانستان بينما تستمر طالبان في شن هجماتها الدموية ضد المدنيين والقوات الأمنية الأفغانية يشكّل استسخافاً أخلاقياً وكارثة استراتيجية" (15 نيسان/إبريل 2021). وتحفل الأدبيات الإعلامية الأميركية المختلفة بتصريحات شبيهة معظمها من المقربين من البنتاغون والأجهزة الاستخباراتية، أبرزهم القائد الأسبق للقوات الأميركية في أفغانستان ديفيد بيترايوس، ومدير الاستخبارات الوطنية الأسبق جيمس كلابر، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأسبق جون برينان... في هذه الأثناء، أصدرت الأجهزة الاستخباراتية الأميركية تقريرها السنوي حول "التهديدات العالمية" التي تواجهها الولايات المتحدة في 9 نيسان/أبريل الجاري، وفحواه رسم صورة قاتمة لمستقبل التواجد الأميركي في أفغانستان، وبأن "آفاق التوصل لتسوية سلمية ستبقى متدنية، نظراً إلى يقين قيادات طالبان بقدرتها على تحقيق انتصار". تعاظم دور تلك الأجهزة بمختلف مسمياتها في الحياة اليومية للأميركيين الَّذين "تتجسَّس" عليهم بشكل دوري ومفتوح منذ تداعيات هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001. كانت أفعالها في التجسّس الداخلي غير منشورة أو متداولة لحين ذاك التاريخ، وأضحت الحواجز الأمنية والتحقيقات على الموانئ والمطارات أمراً مألوفاً ومقبولاً بعض الشيء، إذ يضطر المسافر عبر القطارات والطائرات وحافلات الباصات الداخلية إلى إبراز بطاقات هوية "رسمية" والتعرض أيضاً لتفتيش شخصي، وهي إجراءات كانت محصورة بـ"النظم الديكتاتورية" في الماضي القريب. مهّد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن غزو بلاده لأفغانستان بتحذير الشعب الأميركي من ترقّب "حملة عسكرية طويلة الأمد، وعلى نطاق لم تشهده البلاد في أي وقت مضى"، وربما ستستمر لنحو 50 عاماً، تحت مسمّى مخادع هو "الحرب على الإرهاب". وتطورت "المهمة الأميركية" إلى التصدي لتنامي القوة العسكرية لكل من الصين وروسيا ومحاصرتها، على قاعدة صراع الدول الكبرى. صوت الحكمة أتى على لسان أحد أبرز رموز العداء لروسيا والصين، وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، محذّراً مراكز صنع القرار في واشنطن من تداعيات "استفزاز روسيا والصين"، إذ يتعيّن عليها إما القبول بالمتغيرات الجارية على النظام العالمي، وإما الإيغال في تصعيد منسوب التوتر الّذي "سيؤدي إلى مواجهة مشابهة لما شهده العالم عشية الحرب العالمية الأولى". توجّه كيسنجر(1 نيسان/أبريل 2021) إلى قيادات بلاده السياسية والعسكرية والاستخباراتية، محذراً: "إن لم نستطع التوصل إلى تفاهم عملي مع الصين، فسنكون أمام وضع شبيه بما شهدناه قبل اندلاع الحرب العالمية والأولى". وكان أشدّ وضوحاً في تحذير صقور الحرب في بلاده، قائلاً: "إن كان لديكم تصور بأن العالم سيلزم نفسه بدخول صراع مفتوح الأجل، استناداً إلى بسط الهيمنة من قبل الطرف الأقوى راهناً، فإن زعزعة النظام الراهن ستكون حتمية، وتداعياته ستكون كارثية".
الحصاد: تنشغل الاحزاب السياسية سراً بتوزيع المقاعد البرلمانية العراقية في إقليم كوردستان، فالحزب الديمقراطي يطمع في الحصول على (20) مقعداً في أربيل ودهوك من اصل (25)مقعداً، ويرغب الإتحاد الوطني في السليمانية بحسم المقاعد المخصصة للمحافظة بالإتفاق مع الأحزاب السياسية، بهذا الشكل (10 للاتحاد، 4 لحركة التغيير، 2 لجماعة العدالة). كان مقرراً ان يكون يوم 17 من شهر نيسان الجاري آخر موعد لتسجيل التحالفات للانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة، لكن المفوضية مددت مدة تسجيل التحالفات حتى الاول من آيار المقبل. الاتحاد يتعامل بالمقاعد الـ(18) المخصصة لمحافظة السليمانية، ويريد توزيع تلك المقاعد في اطار تحالف، كالآتي: ٭ (10) مقاعد للاتحاد الوطني الكوردستاني ٭ (4) مقاعد لحركة التغيير ٭ (2) مقعدان لجماعة العدالة التحالفات في السليمانية منذ ايام تجتمع الاحزاب خلسةً لتكوين وتأسيس تحالفات بتحركاتها خلف الكواليس، وخصوصاً بين الإتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير وجماعة العدالة الكوردستانية، وكل ذلك للتحالف على المقاعد البرلمانية الـ(18) الخاصة بمحافظة السليمانية. يرغب الإتحاد الوطني الدخول الى الانتخابات العراقية المبكرة متحالفاً مع حركة التغيير وجماعة العدالة الكوردستانية. ينوي الاتحاد الوطني في حال تحالفه مع الاطراف الاخرى الاحتفاظ بـ(10) مقاعد برلمانية في محافظة السليمانية ومنح الـ(8) مقاعد الاخرى للآخرين. بحسب معلومات (الحصاد)، فقد وعد الإتحاد الوطني ان يضمن (4) مقاعد لحركة التغيير من مجموع المقاعد البرلمانية الخاصة بمحافظة السليمانية والبالغة عددها (18) مقعداً، وفي الوقت نفسه وعد بمنح مقعدين اثنين بجماعة العدالة الكوردستانية. في هذه الحالة ستبقى مقعدين اثنين فقط، وفي حال اتفق الاتحاد الوطني مع الاتحاد الاسلامي الكوردستاني فسيمنح مقعداً للاتحاد الاسلامي ويتبقى مقعد وحيد الاحزاب الاخرى والذين يدخلون الانتخابات بصفتهم مرشحين مستقلين. حراك الجيل الجديد لا يريد الدخول في تحالف مع الاتحاد الوطني، لكنه لن يرفض التحالف مع الاتحاد الإسلامي وجماعة العدالة، وحتى حركة التغيير. يطمع حراك الجيل الجديد بالحصول على (3 أو 4) مقاعد في محافظة السليمانية، لكن في حال اتفاق الاطراف وحدوث تزويرات، يحتمل حصوله على مقعد واحد أو مقعدَين. أما تحالف الأمل الكوردستاني والمحتجين الغير راضين، سيكون الفوز بالمقاعد امراً صعباً عليهم دون امتلاك مؤسسة اعلامية قوية ودعم ومساندة مادية ومعنوية، لكن اذا رشح نواب هذا التحاف انفسهم في دوائر كَرميان ورانية، فيحتمل ان يقلبوا الوضع ويُعرقلوا اتفاق الاتحاد الوطني وحركة التغيير ويجعلوا منه هباءً منثورا. التحالفات في اربيل ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني لم يبرم اي اتفاق مع الاحزاب الاخرى، لا على المقاعد الخاصة بمحافظة اربيل البالغة (14) مقعداً، ولا على المقاعد الخاصة بمحافظة دهوك والمحددة بـ(11) مقعداً. في حال عدم اتفاقه، ينوي الحزب الديمقراطي الفوز بـ(8-10) مقعداً في اربيل، وكافة مقاعد محافظة دهوك وعددها (11) مقعداً. في حال ابرام الحزب الديمقراطي اتفاقاً، بخصوص محافظة اربيل هناك مفاوضات خفية وغير معلنة للحزب الديمقراطي مع حركة التغيير هدفه ضمان حصول الحركة على مقعدَين في تلك المحافظة، و إن لم يُبرَم هذا الاتفاق فسيكون الوضع لصالح الإتحاد الوطني وحراك الجيل الجديد. يضع الإتحاد الوطني الكوردستاني الفوز بـ(4) مقاعد في محافظة اربيل، لأنه حاز على (79 الف و745) صوتاً في الانتخابات السابقة، كما حاز تحالف الديمقراطية والعدالة على (50 الف و537)، وبهذا يكون مجموع أصوات الاتحاد الوطني وتحالف الديمقراطية والعدالة (130 الف و282) صوتاً، وبهذا يحتمل الحصول على (2 أو 3) مقاعد، وبما إن الإتحاد كان قد حاز في الانتخابات السابقة في حدود دائرة كوية(كويسنجق)-سهل اربيل(دَشتي هَولير) على (37 الف و631) صوتاً، لكن الحزب الديمقراطي كان قد حصل على (23 الف و987) صوتاً، لهذا فالاتحاد الوطني يطمع بمقعدَين اثنين من المقاعد الـ(4) في تلك الدائرة. في الدائرة (1) في محافظة اربيل والتي تشمل مناطق جومان ورواندوز وشقلاوة، كان الاتحاد الوطني قد حصل في الانتخابات السابقة في تلك الدائرة على (25 الف) صوت والحزب الديمقراطي الكوردستاني على (34 الف و753) صوتاً، لذلك فإن الفوز بمقعد من قِبَل الاتحاد ليس صعباً. اما حراك الجيل الجديد الطامع في مقعدَين من مقاعد محافظة اربيل، فإنه كان قد حاز في الانتخابات السابقة على (70 الف و833) صوتاً، وفاز بمقعدَين، لكن الآن وفق القانون الجديد سوف تتوزع اصواته على اربع دوائر، وتقع اغلب اصواته في الدائرة الرابعة لأربيل وبلغت (19 الف و949) صوتاً، تليها الدائرة الثانية وكانت اصوات الحراك فيها (15 الف و24) صوتاً. وإذا امتعض الحزب الديمقراطي بإتفاق حركة التغيير مع الإتحاد الوطني في محافظة السليمانية، فليس من الوارد آن تحصل حركة التغيير على اي مقعد في محافظة اربيل، اما بخصوص جماعة العدالة والإتحاد الاسلامي فمن الصعب حصولهما على اي مقعد إن لم يُرَكِزا على مرشح واحد ودائرة واحدة. مقاعد دهوك من مجموع المقاعد الـ(11) في محافظة دهوك، والتي كان الاتحاد الاسلامي حاصلاً فيها على مقعد واحد في الانتخابات السابقة، فإن تكرار هذا في الانتخابات المقبلة يعتبر صعباً ومن الاحتمالات الضعيفة، لأن الإتحاد الاسلامي قد فاز بمقعد واحد جراء حصوله على (43 الف و525) صوتاً من مجموع اصوات المحافظة، وبحسب قانون الانتخابات الجديد تتوزع اصوات الإتحاد الاسلامي على ثلاثة دوائر، وهذا ما يضعف احتمال تكرار حصول الاتحاد الإسلامي على مقعد له في محافظة دهوك. لم يستطع الاتحاد الوطني الفوز بأي مقعد في الانتخابات السابقة على الرغم من حصوله على (25 الف و515) صوتاً، وكان تحالف الديمقراطية والعدالة قد حاز على المركز الثالث من حيث عدد الأصوات التي حصل عليها وبلغت (25 الف و664) صوتاً، ويبلغ مجموع اصوات الاتحاد الوطني مع تحالف الديمقراطية والعدالة (51 الف و179) صوتاً، وتتوزع هذه الأصوات على ثلاث دوائر انتخابية، وعليه فإن الاتحاد يطمع بالحصول على مقعد واحد في تلك المحافظة. حصل حراك الجيل الجديد في الانتخابات السابقة في محافظة دهوك على (18 الف و52)صوتاً، وهذه الاصوات ايضاً ستتوزع على ثلاث دوائر انتخابية، وبهذا يصعب الحصول على مقعد واحد بنفس بنسبة اصواته في الانتخابات السابقة. فرص المستقلين على الرغم من ان القانون الجديد للانتخابات في العراق تم المصادقة عليه بهدف اتاحة الفرص للأشخاص المستقلين والمرشحين من خارج الاحزاب، لكن من غير الوارد اتاحة وتحقيق هذه الفرصة، خصوصاً وأن المؤسسات والغرف الانتخابية للأحزاب تجري قراءاتها ومنشغلة بإيجاد ثغرات داخل القانون لكي يحسموا الوضع لصالحهم.
الحصاد draw: سوامنثان ناتاراجان BBC صدر الصورة،TAIMOUR ABDULLAH AHMED التعليق على الصورة، تيمور عبد الله أحمد هو الشخص الوحيد الذي يقال إنه نجا من مذبحة عام 1988 "لقد رأيت أمي تقتل أمام عيني. لم أستطع حمايتها. بعد ذلك رأيت شقيقتيَّ تقتلان أمام عيني". يتذكر تيمور عبد الله أحمد مساء أحد الأيام، في شهر مايو/ أيار 1988، عندما كان يبلغ من العمر 12 عاما، حين أُرغم هو وعشرات من الأطفال والنساء الآخرين، على النزول في حفرة صحراوية وأطلق الجنود العراقيون النار عليهم. وكانت جريمة هؤلاء أنهم أكراد في عراق صدام حسين. ويقول أحمد: "مات قلبي مع أمي و شقيقتيَّ، في ذلك القبر". ويتذكر أحمد، البالغ من العمر 43 عاما، بالتفاصيل الدقيقة كيف قتل الرصاص والدته واثنتين من أخواته، ويقول: "أتذكر هذه اللحظة مرارا. أفكر في الأمر عندما أذهب للنوم". ويعتقد أن أخته الأخرى قتلت بالرصاص في حفرة مجاورة. ويسعى أحمد الآن لتطبيق العدالة على من قتلوا أسرته. صدر الصورة،GETTY IMAGES التعليق على الصورة، لا تزال مقتنيات بعض القتلى موجودة في موقع المقبرة الجماعية. كانت عمليات القتل تلك جزءا من حملة للعقاب الجماعي، عرفت باسم "الأنفال" من قبل الحكومة العراقية ضد الشعب الكردي. وزعمت السلطات أنها كانت تخمد تمردا، بحجة وقوف بعض الأكراد مع الجانب الإيراني خلال الحرب الإيرانية العراقية، بين عامي 1980 و 1988. وتقول هيومن رايتس ووتش إن ما يصل إلى 100 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، لقوا حتفهم في عمليات تطهير عرقي ممنهجة، والتي تضمنت استخدام أسلحة كيميائية. وتقدر مصادر كردية عدد الضحايا بأكثر من 180 ألف قتيل. في ذلك الوقت، كان أحمد ووالدته وأخواته يعيشون في كولاجو، وهي قرية صغيرة نائية كان يقطنها نحو 110 أشخاص، وجميعهم من نفس العائلة الكبيرة. ويقول أحمد لبي بي سي: "كان من الصعب العثور على قريتنا"، لكنه يقول إن الأكراد، الذين كانوا يتعاونون مع نظام صدام حسين، أرشدوا القوات العراقية إلى هناك، في أبريل/ نيسان عام 1988". ألقي القبض على سكان القرية، وقادتهم القوات العراقية إلى معسكر للجيش، حيث تم فصل الرجال عن النساء والأطفال. كانت تلك آخر مرة يرى أحمد فيها والده. صدر الصورة،TAIMOUR ABDULLA AHMED التعليق على الصورة، كان والد أحمد، عبد الله أحمد، يعمل في الزراعة مثل معظم أقرانه القرويين كان والد أحمد، عبد الله أحمد، يعمل في الزراعة مثل معظم أقرانه القرويين. وبعد شهر، وُضع أحمد وآخرون في شاحنات ونقلوا إلى الجنوب. ويقول: "عندما فتحت الأبواب، رأيت ثلاث حفر بجانب بعضها. رأيت جنديين عراقيين مسلحين ببنادق كلاشينكوف". وأُجبر النساء والأطفال، وبعضهم من بين ذراعي أمهاتهم، على الخروج من الشاحنات إلى الحفر. "فجأة بدأ الجنود يطلقون النار علينا". صدر الصورة،TAIMOUR ABDULLA AHMED التعليق على الصورة، تم علاج جروح أحمد من قبل معالجين بدو تقليديين. وأصابت رصاصة أحمد في ذراعه الأيسر. يقول: "أطلقوا الرصاص بالقرب من رأسي وكتفيَّ وساقيَّ. كانت الأرض بأكملها تهتز. كان المكان ممتلأ بالدماء. تلقيت رصاصتين أخريين في ظهري. كنت أنتظر موتي". نجا أحمد بأعجوبة، وتظاهر بأنه ميت حتى غادر الجنود. ثم تمكن من الخروج من بين الجثث، والهروب في جنح الليل. في النهاية وصل أحمد إلى خيمة عائلة بدوية اعتنت به، وبقي معهم لمدة ثلاث سنوات، حتى تواصل مع أحد أقاربه الباقين على قيد الحياة وعاد إلى كردستان، حيث كان لا يزال يتعين عليه الاختباء من السلطات. في عام 1996 حصل على حق اللجوء في الولايات المتحدة، حيث يعيش الآن. صدر الصورة،TAIMOUR ABDULLA AHMED التعليق على الصورة، يقول أحمد (على اليسار) أن العائلة البدوية خاطرت بحياتها من أجل الاعتناء به وفي عام 2009، بعد الإطاحة بصدام حسين، عاد أحمد إلى العراق وعثر على موقع المذبحة. ويقول: "عندما رأيت القبور كنت أرتجف. كنت أبكي". "لقد اتصلت بالحكومة العراقية، وقلت لهم إنني أرغب بإبلاغي بأي قرار يتعلق بالمقابر". لكن في يونيو/ حزيران من العام الجاري، بدأوا في حفر موقع المقبرة دون إخطاره. وتخطط السلطات لإعادة دفن الجثث في اقليم كردستان. وحين علم أحمد من أصدقاء له بما كان يحدث، سافر للعراق جوا من الولايات المتحدة. تم بالفعل انتشال أكثر من 170 جثة من الموقع، لكن أحمد يقول إن الأشخاص الذين أجروا عمليات استخراج الرفات، تركوا بعض عظام ومقتنيات الضحايا في الموقع. صدر الصورة،GETTY IMAGES التعليق على الصورة، تحتوي المقابر الجماعية في العراق على رفات العديد من الأكراد، الذين أعدمهم نظام صدام حسين وينخرط أحمد الآن في مواجهة مع السلطات العراقية، واتخذ إجراءات قانونية لمنعهم من نبش القبر، الذي يعتقد أنه يحتوي على جثث والدته وشقيقتيه. ويقول إنه فقط عندما يوافقون على القيام بالعمل بشكل صحيح و"باحترام"، وتلبية المطالب الأخرى، مثل محاكمة المسؤولين عن المذبحة، فإن عمليات استخراج الجثث حينها يجب أن تمضي قدما. ويريد أحمد لفت انتباه العالم إلى المذبحة. ويقول: "أريد أن تظهر الكاميرات جثث الأطفال الأبرياء، الذين كانوا يمسكون بأمهاتهم قبل إطلاق النار عليهم". ويضيف: "ليس لدي حتى صورة لأمي وأخواتي. أريد التقاط صورة مع رفاتهم". صدر الصورة،TAIMOUR ABDULLA AHMED التعليق على الصورة، يدير أحمد متجرا لبيع قطع غيار السيارات في الولايات المتحدة ويقول المسؤولون العراقيون إن الأمر متروك لسلطات اقليم كردستان، للاتصال بأقارب الضحايا. ويقول فؤاد عثمان طه، المتحدث باسم حكومة الإقليم، إنه يتعين فحص الرفات وإيجاد علامات على الهوية، قبل الاتصال بالأقارب. ويضيف السيد طه: "نجمع الأدلة ونرسلها إلى المحكمة الخاصة، المسؤولة عن محاكمة المذنبين". ويعتزم أحمد البقاء بالقرب من الموقع، حتى تُلبى مطالبه. ويقول: "أشعر أن الله أبقاني على قيد الحياة لسبب ما. لقد أوكل الله إلي مهمة كبيرة، وهي التحدث عن هؤلاء الأبرياء، الذين لم يعد بإمكانهم التحدث".
الحصادdraw: غازي حسن عمليات الأنفال أو حملة الأنفال وهي إحدى عمليات الإبادة الجماعية التي قام بها النظام العراقي السابق برئاسة الرئيس صدام حسين سنة 1988 ضد الأكراد في إقليم كردستان شمالي العراق وقد أوكلت قيادة الحملة إلى علي حسن المجيد الذي كان يشغل منصب أمين سر مكتب الشمال لحزب البعث العربي الاشتراكي وبمثابة الحاكم العسكري للمنطقة وكان وزير الدفاع العراقي الأسبق سلطان هاشم كان القائد العسكري للحملة وقد اعتبرت الحكومة العراقية أنذاك الأكراد مصدر تهديد لها وقد سميت الحملة بالأنفال نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم. و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة. استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 قام بتنفيذتلك الحملة بقوات الفيلقين الأول والخامس في كركوك وأربيل مع قوات منتخبة من الحرس الجمهوري بالإضافة إلى قوات الجيش الشعبي وأفواج مايسمى بالدفاع الوطني التي شكلهاالنظام العراقي أنذاك لمحاربة أبناء جلدتهم وقد تضمنت العملية ستة مراحل. المرحلة الأولى: ابتدأت بالهجوم على منطقة سركلو وبركلو وقد استغرقت هذه المرحلة 3 اسابيع. المرحلة الثانية: ابتدأت هذه المرحلة عندما قام النظام العراقي (في عهد صدام حسين) بشن هجوم على منطقة قره داغ واستمرت هذه العملية من 22 اذار إلى 30 أذار من سنة 1988. المرحلة الثالثة: ابتدأت بالهجوم على منطقة كرميان في محافظة كركوك. المرحلة الرابعة: ابتدأت عندما قام النظام العراقي السابق بشن هجوم على منطقة حوض الزاب الصغير. المرحلة الخامسة: حيث قام النظام العراقي بشن هجوم على المناطق الجبلية لمحافظة أربيل وتم تدمير القرى الكردية هناك. المرحلة السادسة: وهي أخر مراحل عمليات الأنفال ابتدأت هذه العملية في 25 من شهر آب \ اغسطس سنة 1988 وقد شملت منطقة بهدنان وقد استمرت هذه العملية حتى 6 من ايلول \ سبتمبر من نفس العام. نتائج الحملة: وقامت الحكومة العراقية أنذاك بتدمير مايقارب من 2000 قرية وقتل الألاف من المواطنين الاكراد في مناطق إقليم كردستان أثناء عمليات الأنفال وإجبار قرابة نصف مليون مواطن كردي على الأقامة في قرى أقامتها الحكومة العراقية أنذاك خصيصا كي يسهل السيطرة عليهم وجرى القاء القبض على اكثر عدد من حملات الأنفال كانت قد تم التخطيط لها مسبقا , وكان الحكومة العراقية قد قامو بزيارات لتلك المناطق و جمع المعلومات المطلوبة التي تساعدهم في وضع الخطط لحملات الأنفال.و عمليات الأنفال مرت بثمانية مراحل والتي كانت بالشكل الاتي - المرحلى الأولى او الأنفال الاولى:- (أنفال منطقة جافايتي) بعد أن قامت الحكومة العراقية في (17 تشرين الاول 1987)باجراء إحصاء شامل للسكان في العراق وبعد أربع أشهر قام باول عمليات الأنفال في كوردستان بتاريخ (23 شباط 1988)في منطقة جافايتي الذي شملت هذة المناطق (دوكان,بنكرد,جوارتا,قةلاجولان,سةرجنار,سورداش,زيي بجوك ,ئةزمر,سوسى,ماوةت,سةركةلؤ, بةركةلؤ)و انتهت بتاريخ 18\3\1988. - المرحلة الثانية او الأنفال الثانية :- أنفال مناطق قرداغ في 22 اذار 1988 الى 1 نيسان 1988 و شملت هذه المناطق (جبال كلةزةردة , بازيان ,قةرةداخ ,دةربةنديخان ,زةراية,عةربةت ) - المرحلة الثالثة او الانفال الثالثة :- أنفال في مناطق كرميان في 7 نيسان 1988 الى 20 نيسان 1988. كانت هذة المرحلة من أكثرالحملات دماراً و إخافتاً و أشد ضررا على الصعيدين المادي و الإنساني لأنه (70-80) الف انسان كوردي فقدوا فيها وشملت هذه المناطق (دوزخورماتو,كفري,كلار,دةربةنديخان,سلسلة جبال قةرةداغ, تةكية,جمجمال, قةرةهةنجيرة,قادركرم,سنكاو,تيلةكؤ,بيباز, ئاغجةلةر). - المرحلة الرابعة او الأنفال الرابعة :- أنفال النهر الاصغر في 3-8مايس 1988 التي شملت منطقة واسعة من الطريق عام التي تصل بين مدينة كركوك و مدينة سليمانية ,من جنوب طريق بي نكوية و بحيرة دوكان التي شملت كل من مناطق (شوان,شيخ بزيني,كوب تةبة,عةسكةر,ديكةلة,ئالتونكؤبري). - الأنفال الخامسة و السادسة و السابعة:- من 15 مايس الى 26 اب 1988 و التي شملت منخفضات الواقعة بين جبال شقلاوة و رواندوز التي فيها قام النظام بقصف بالقنابل الكمياوية كل من القرى (باليسان , بالوكاوة, خةتى)و دمر اكثر من 52 قرية في مناطق( خليفان , خوشناوةتي ,رةواندوز, مناطق جؤمان , جبل قنديل , رانية , جوارقورنة ,و هيزوب , جبال باواجي ) - الأنفال الاخير:- أنفال منطقة بادينان من 25 آب إلى 6 ايلول 1988 الذي تم القصف بالأسلحة الكميائية عل مناطق (زيرةكاني) قرب الحدود عراقية التركية و التي شملت هذه المناطق (دهوك,زاخو,كاني ماسي,زيوة,ديرةلؤك, ئتروش ,زاويته). نتائج عمليات الانفال و تاثيراته:- 1- قتل آلاف الاشخاص بسبب القصف او الأسلحة الكمياوية او قصف الطائرات و السمتيات او الإعدام من الشباب و الشيوخ و نساء و أطفال و بشكل اساسي وعلى الأغلب الذكور. 2- القصف الكميائي لقرى و مناطق مثل(كوب تةبة , بةركةلو, سةركةلو, سيوسينان , قادركةرم)الخ ....بأسلحة كميائية من نوع ( خردل و سيانيد و غاز الأعصاب). 3- تدمير و تنسيف الألوف من القرى في مناطق الأنفال و التي جائت في الأدلة العسكرية للحكومة البعثية بمايلي تم (حرق) و (تخريب) و( تسوية بالارض) و(تطهير المنطقة) و قد تم تطبيق هذة العمليات ايضا بعشرات من المدن الصغيرة و الأقضية و النواحي . 4- بسبب تطبيق سياسة الارض المحروقة وتدمير الغابات و الحدائق و المزارع التي تم حرقها و تدمير عيون الماء و تم تعيين هذه المناطق كمناطق محرمة و اي شخص يدخل هذة المناطق يلقى حتفه إما بالاعدام او رميا بالرصاص . 5- إباحة سرقة في مناطق عمليات الأنفال من ثروات مادية زراعية و ممتلكات حيوانات .... الخ من قبل جيوش الأنفال او (جاش) الكورد بائعي ضمائرهم للبعث. 6- اختفاء عشرات الألاف من شيوخ و شباب و أطفال و نساء بعد ان تم ترحيلهم لمجمعات (طوبزاوة و نوكرةسلمان و ....الخ)و تم تقسيمهم حسب الجنس و العمر و لقد تم ذكرفي تقرير دائرة الأمن أن عدد من بنات المؤنفلين التي تتراوح اعمارهم (19-29) سنة قد سلموو للحكومة المصريةالذين نجوا من عمليات الانفال بسبب فقدانهم لأفراد عائلاتهم ومامرو به من مشاكل اجتماعية مالية نفسية صعبة أو عانو من أمراض مستعصية العلاج نتيجة الأسلحة الكمياوية التي تعرضوا له . 8- ترحيل أصحاب المناطق المؤنفله .مثلا في أنفال منطقة جافايتي الكثير من الأشخاص تم ترحيلهم إلى دولة ايران و الكثير منهم لاقوا حتفهم نتيجة البرد و الصعيق و القصف بالراجمات البعثية . مع أن الحكومة البعثية استعملت تسمية حملات الانفال في 1988,الا أنه منذ استلامه لزمام الحكم رسميا قام بعمليات الأنفال الأكراد فمثلا في نيسان 1980 اكثر من مليون كوردي فيلي تم ترحيلهم و لحد الآن أكثر من (4) آلاف شاب كردي فيلي مجهول المحل.و في 31 تموز 1983 (8) الآلاف من عشيرة البارزاني تم انفالهم هذا ماعدى قبل و بعد انتفاضة 1991 المئات من الشباب الكورد تم قتلهم ودفنهم في مقابر جماعية غير معروفة . من الجدير بالذكر بعد عملية تحرير العراق و سقوط الحكومة البعثية في 9\4\2003 و مجرمي و منفذي عمليات الانفال تم اصدار حكم الاعدام بحقهم.
تقرير : الحصاد الجزء الثاني يأتي اقليم كوردستان في مجال احتياطي الغاز الطبيعي في المرتبة (10) الاوائل على المستوى العالمي، لذلك بإستطاعته اجراء تغييرات في السياسات الاقتصادية وأسواق الطاقة العالمية. تفاعلات وتحديات قطاع الغاز الطبيعي لإقليم كوردستان أولاً : على المستوى الداخلي 1. التحدي الاقتصادي إقليم كوردستان واقعٌ تحت ديون متراكمة تبلغ اكثر من (28) مليار دولار، ديون حكومة الاقليم هذه الناجمة عن نوع من فشل الاقتصاد المستقل أوقعت الإقليم في وضع لم يستطع فيه الاهتمام بقطاع الغاز الطبيعي كما يجب كما لم يستطع الاستثمار في هذا القطاع بالشكل المناسب، ولانجاز هذا فإن الاقليم بحاجة الى جذب شركات ضخمة وعملاقة في مجال قطاع الغاز الطبيعي. 2. منافسة الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي للسيطرة على الطاقة والغاز الطبيعي في اقليم كوردستان كتحدٍ سياسي : لم تكن منافسة الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي منافسة سياسية وإدارية وجغرافية واعلامية فقط في إقليم كوردستان ولن تكون كذلك، بل ان القطاع الاقتصادي وبضمنها قطاع الطاقة، قد شغلت مجالاً واسعاً بينهما، لأن كلاهما قد ايقن تلك الحقيقة "اي طرف يستحوذ على قطاع الطاقة في الاقليم، يسيطر مباشرةً على القطاع الاقتصادي فيه، ومَن يسيطر على القطاع الاقتصادي في الإقليم، فإنه سيسيطر ولو بشكلٍ نسبي على دفة الحكم داخل الإقليم وخارجه". في الفترة الماضية سيطر الحزب الديمقراطي الكوردستاني الى حد كبير على قطاع نفط الإقليم، وبهذا تمكن وحتى مستوً عالٍ من السيطرة على اقتصاد الإقليم وكذلك علاقات الإقليم السياسية والدبلوماسية في الخارج، والإبقاء على مركزه قوياً في الداخل مقارنةً بالقوى الأخرى. لذلك لا يريد الإتحاد الوطني تكرار الخطأ الذي مرَّ عليه في مجال القطاع النفطي، مِن ان يتكرر في استثمار قطاع الغاز في الإقليم ، ويسيطر عليه الحزب الديمقراطي مثلما سيطر على الملف النفطي، لأن معظم احتياطي الغاز في الاقليم، تقع حقوله الكبيرة في حدود المنطقة التي تسمى المنطقة الخضراء. وان الحزب الديمقراطي اقام أقل استثماراته النفطية في هذه المنطقة(الخضراء) واغلب عقوده النفطية تخص الأماكن الواقعة داخل حدود المنطقة الصفراء. 3. الخلافات بين الإقليم والحكومة الفدرالية(الإتحادية) : بإستثمار الغاز الطبيعي في إقليم كوردستان وتصديره خارج سلطة الحكومة الفدرالية تُزيد المشاكل اكثر تعقيداً وصعوبةً، وخصوصاً انها(الحكومة الفدرالية) تعتقد ان تصدير نفط الإقليم وغازه دون الرجوع إليها(الحكومة الفدرالية) امرٌ معاكس للمادة (111) والمادة (112) من الدستور العراقي، لذلك وبسبب القيام بالاستثمار في قطاع الغاز الطبيعي في إقليم كوردستان من دون الحكومة الفدرالية، يحتمل ان تقوم الحكومة الإتحادية بخطوات اكثر تشديداً وخطورة. ثانياً : على المستوى الإقليمي 1. تركيا : تعتبر تركيا البوابة الوحيدة الرئيسية لتصدير الغاز الطبيعي في الاقليم على غرار بيع نفطه عن طريق خط انابيب نفط كوردستان - جيهان التركي. لأن تركيا لديها حدود مشتركة مع إقليم كوردستان بطول (352) كيلومتراً، واتفقت حكومة الإقليم مع تركيا حول بيع غاز كوردستان في عام 2013، ثم وصّت حكومة الاقليم شركة (كَنَل إنرجي) وبشكل عقد انتاج مشترك ان تقوم بتطوير حقول (بنَباوي وميران) وان تنتج فيها الغاز وتنقله الى تركيا. وكان من المقرر ان يكون الامر هكذا في كافة الحقول المنتجة للغاز في كوردستان، لكي ترسل حكومة الإقليم الغاز بنسب كبيرة عن طريق الأنابيب مثلما يفعل في النفط، لكن هذه الخطة لم تنجح لاسباب كامنة وغير واضحة، كما ان اعمال شركة (كَنَل إنرجي) قد اوقفت في كلا الحقلين. 2. إيران : ان تطوير قطاع الغاز في الاقليم والمتاجرة به مع تركيا سيكون تحدياً كبيراً لإيران وسيضر قطاع الغاز الطبيعي فيها، وذلك لأن : أ. اقليم كوردستان سيكون بديلاً لإيران في بيع الغاز الطبيعي لتركيا، لأن الكلفة ستكون اقل لتركيا. ب. ان الغاز الطبيعي في إقليم كوردستان اقل كلفة ليس لتركيا وحسب بل لأوروبا كذلك، وبهذا يصبح غاز إقليم كوردستان منافساً بارزاً لقطاع الغاز الطبيعي في إيران، وبدورها فإن إيران ترى وتعتبر هذا الامر بمثابة تهديد على اقتصادها الواقع حالياً تحت وطأة حصار وضغط شديد. ج. ان حقول الغاز في إقليم كوردستان هي الاقرب جغرافياً لتركيا وأوروبا مستقبلاً، وبهذا تقل كلفة النقل وتزيد من سرعته، ويمكن ان يكون حمايته أسهل من الناحية الأمنية مقارنةً بما لدى ايران. د. ان غاز إقليم كوردستان لن يصبح بديلاً للغاز الايراني لتركيا وأوروبا فقط، بل بمقدوره ان يغطي كافة الاحتياجات الداخلية العراقية للصناعات ولانتاج الطاقة الكهربائية، وإن العراق يشتري الغاز والكهرباء من ايران حالياً. ثالثاً : على المستوى الدولي 1. روسيا : دخلت روسيا سوق الطاقة في اقليم كوردستان في الشهر الثامن من عام 2012 عن طريق شركتَي (لوك أويل وغاز بروم) بعد ابرام عقدين لحفر وانتاج النفط في حقول كَرميان وحلبجة. في الاول من حزيران عام 2017 واثناء (منتدى سانت بيترسبورغ الاقتصادي العالمي)، ابرمت حكومة إقليم كوردستان مع شركة روز نفط الروسية عقداً لمدة (20) عاماً للتعاون في مجال البحث والتنقيب واستثمار الموارد الهايدروكربونية، وتم توسيع العقد في شهر تشرين الاول من نفس العام ليشمل التعاون في مد خط انابيب لنقل الغاز الطبيعي وقادر على نقل (30) مليار متر مكعب من الغاز سنوياً ويُنقَل ويُصَدَرعن طريقه الغاز الطبيعي لاقليم كوردستان إلى الاسواق العالمية. في الثامن من شهر اكتوبر عام 2017 وافق وزير الطاقة الروسي (الكسندر نوفاك) على ربط خط النفط والغاز لاقليم كوردستان بالبحر الاسود، وفي 19 أكتوبر من 2017 وبعد ثلاثة ايام فقط من احداث 16 اكتوبر و (هجوم الحكومة العراقية على المناطق المتنازع عليها) قامت روسيا بشراء نسبة (60%) من ملكية خط انابيب نفط كوردستان- جيهان بقيمة (8 مليارات و 100 مليون) دولار، فضلاً عن هذا منحت شركة روز نفط الروسية قرضاً بقيمة (ملياران و 100 مليون) دولار لإقليم كوردستان. 2. الولايات المتحدة الامريكية للشركات الامريكية الكبرى من امثال (أكسون موبيل وشيفرون) دور مهم في قطاع الطاقة العراقي بشكل عام وإقليم بشكل خاص، ففي شهر اكتوبر من عام 2011 وقَّعت شركة اكسون موبيل اول عقد مع حكومة الاقليم بخصوص الحفر واستخراج النفط، وشملت عمليات البحث والتنقيب ست مناطق في إقليم كوردستان هن (القوش، بعشيقة، بيرمام، بيتواتة، شرق عربت، وقَرةهَنجير)، في حين تقع جزء من هذه المناطق في حدود المناطق المتنازع عليها. رغماً عن ذلك تنظر امريكا بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي الى دعم ومساندة قطاع غاز الإقليم وتصدير غازه الى أوروبا للضغط على روسيا ومنافسة الغاز الروسي، من خلال إشراك إقليم كوردستان في مشروع خط (الناب) وهو مشروع لنصب خط انابيب وتصدير الغاز عن طريق أناضول التركية، وتمت المباشرة بتنفيذ هذا المشروع في 17 تشرين الثاني عام 2011، والذي يربط البحر الاسود بالبحر المتوسط.
تقرير : الحصاد الجزء الأول لدى إقليم كوردستان مخزون واحتياطي هائل جداً من الغاز الطبيعي بحيث اذا تم تطويره بشكل صحيح من ومنظم دون التورط في الفساد ولا يُصيبه ما اصاب ملف النفط، حينئذ يكون بمقدوره لوحده تغطية وتأمين كافة الاحتياجات الاقتصادية لإقليم كوردستان وبضمنها رواتب الموظفين، دون الحاجة الى حصته من الميزانية الاتحادية او اية مصادر اخرى للواردات. أهمية الغاز الطبيعي في العالم الغاز الطبيعي اهمية خاصة للدول عموماً والدول الصناعية خصوصاً، لأن للغاز الطبيعي مجموعة من الخصائص المهمة واصبح من الاحتياجات اليومية للانسان. فضلاً عن دورها الكبير في الصناعات البتروكيماوية، وعلى العكس من النفط والفحم، فإن الغاز لا ينتج عنه اي مخلفات ويُبقي على البيئة والطبيعة نظيفةً، وانه مصدر مهم لتوليد الطاقة الكهربائية، وتحاول الدول المنتجة للسيارات ان يجعلوا منه بديلاً للبنزين (بشكل مباشر او غير مباشر عن طريق السيارات الكهربائية)، ورغماً عن هذا كله فقد اصبح الغاز حاجة رئيسية للمنازل والبيوت للتدفئة والطبخ والعديد من الامور الاخرى. إحتياطي الغاز الطبيعي في اقليم كوردستان رغماً عن ان غاز إقليم كوردستان لا يقل اهمية من النفط إلا ان حكومة إقليم كوردستان لم تتمكن او لم تُرِد ان تُطَوِرَ قطاع الغاز، في حين تشير بعض المصادر الى أن اقليم كوردستان يمتلك نسبة (3%) من احتياطي الغاز في العالم والمقدر بـ(100-200) ترليون قَدَم مكعب ما يساوي (2.8 الى 5.7) ترليون متر مكعب، ويقع الجزء الاكبر من هذه الكمية في وسط وجنوب إقليم كوردستان، واكبر واشهَر حقول الغاز هما حَقول (خورمَلة) و(كورمور) الغازي. توجد إحصائيات مختلفة تثبت حقيقة أن اقليم كوردستان يمتلك هذه الكمية الوافرة من الغاز، بحسب بحث مُعَد من معهد أوكسفورد لابحاث الطاقة والمنشور في شهر كانون الثاني من عام 2016، وأشار الى حجم الغاز وقسم من حقول الغاز الطبيعي في اقليم كوردستان. وتزامن بحث لهيئة المسح الجيولوجي الامريكي يفيد ان اقليم كوردستان يمتلك اكثر من (60) ترليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. كما اعلن (توني هيوارد) رئيس شركة كَنَل إنرجي التركية في عام 2015، يمكن تقدير ان اقليم كوردستان يمتلك (5) ترليونات متر مكعب من الغاز الطبيعي ما يساوي قرابة (177) ترليون قَدَم مكعب. نسبة احتياطي الغاز الطبيعي الموجودة في اقليم كوردستان اكثر من النسبة التي لدى الدول الكبيرة المنتجة للغاز والتي تؤَمن الغاز للاتحاد الأوروبي، مثلاً لدى (النرويج 61، ليبيا 51، آذربيجان 47، هولندا 23) ترليون قَدَم مكعب من احتياطي الغاز وفقاً لمعلومات عام 2017. وبحسب معلومات شركة دانة غاز الاماراتية في العام 2015، ان احتياطي الغاز الطبيعي في حقول (كورمور وجمجمال) تخمن بـ(75) ترليون قَدَم مكعب. اما بحسب (تقارير الطاقة الامريكية) تبلغ الاحتياطي المثبت للغاز الطبيعي لإقليم كوردستان العراق (25) ترليون قَدَم مكعب، والاحتياطي الغير مثبت للغاز الطبيعي يُخمن بـ(200) ترليون قَدَم مكعب. و وفقاً لتخمينات منظمة الطاقة العالمية (IEA)، فإن إقليم كوردستان بمقدوره تطوير انتاجه في قطاع الغاز الطبيعي حتى عام 2035 لتصل الى حجم (29) مليار متر مكعب سنوياً، وان يرفع سقف قدرته بنسبة (14%) لتبلغ (4) مليارات متر مكعب سنوياً. بالاستناد الى أن اقليم كوردستان يمتلك مخزوناً هائلاً من الغاز الطبيعي مع النفط، ويخمن احتياطي النفط الموجود في إقليم كوردستان بـ(45) مليار برميل، واحتياطي الغاز الطبيعي يخمن بـ(5.7) متر مكعب، ويعتبر هذا مصدراً مهماً ولافتاً للنظر في قطاعَي التجارة والاستثمار وجذب الشركات الاجنبية. أهمية الغاز الطبيعي في اقليم كوردستان تأسس (مشروع غاز كوردستان) عام 2007، حينما عقدت حكومة اقليم كوردستان عقداً مع شركتَي (دانة غاز وكريشنا بتروليوم) معاً لمنح حق التسعيرة، تطوير، انتاج، تسويق وبيع الهايدروكاربونات في حقلَي (جمجمال وكورمور) وذلك في اطار شركة (بيرل بتروليوم). وبحسب التقارير فإن كمية الاحتياطي الموجود في كلا الحقلَين هي كالآتي : (4.4) ترليون قَدَم من الغاز الطبيعي (136) مليون برميل من كونسينديت (13.3) مليون طن من الغاز السائل(الغاز المستعمل في البيوتوالمنازل) (18) مليون برميل من النفط وأسست دانة غاز وكريسنت بتروليوم (180) كيلومتراً من الانابيب الناقلة من كورمور الى اربيل، وباشروا ببيع انتاج الغاز من تلكما الحقلَين الى حكومة اقليم كوردستان، واستخدمتها حكومة الاقليم بدورها لانتاج الطاقة الكهربائية ومستمرة في ذلك الى الآن. اي ان انتاج هذا الغاز كان للاستهلاك المحلي فقط. وحالياً فإن خطأً من الأنابيب بطول (176) كيلومتراً قيد التأسيس لنقل الغاز من حقل كورمور الى المحطات الكهربائية في اربيل والسليمانية والى خورمَلة. كما ان خطاً من الأنابيب الناقلة بطول (50) كيلومتراً من حقل سيميل الى محطة كهرباء دهوك قد انتهى تأسيسه ومستمر بنقل الغاز الى محطة كهرباء دهوك منذ بداية 2014 وهذه المحطة كانت تعمل بالكازوايل سابقاً. كان مقرراً ان تباشر حكومة اقليم كوردستان عام 2020 بتصدير الغاز إلى تركيا بحجم (10) مليار متر مكعب سنوياً عن طريق خط انابيب الغاز الطبيعي لاقليم كوردستان، لكن هذه العملية لم تبدأ حتى الآن. إذا تمكن إقليم كوردستان من تنفيذ هذه الإستراتيجية، فسيكون باستطاعة الاقليم تصدير كمية (30) مليون متر مكعب من الغاز الى تركيا وأوروبا كحدٍ ادنى يومياً، وإذا باع الاقليم متراً مكعباً من الغاز بسعر دولارين( والسعر اكثر من هذا المبلغ حالياً)، فستكون واردات الإقليم (60) مليون دولار لليوم الواحد، وشهرياً تبلغ واردته (1.8) مليار دولار. والكمية التي عثرت عليها حتى الآن تكفي لقرنين قادمين اي لـ(200) سنة المقبلة.
الحصاد draw: حامد عبد الحسين الجبوري - مركز الفرات تسعى أغلب الدول، سواء كانت متقدمة أو نامية، لبناء علاقات خارجية متينة مع دول اقليمية أو دولية، لاعتبارها النافذة التي تمكن الدول من تحقيق أهدافها الخارجية أو الداخلية أو كلاهما معاً. اختلاف أهداف العلاقات الخارجية ونظراً لتجاوز الدول المتقدمة أو على الأقل إنها قطعت شوطاً كبيراً في تحقيق الأهداف الداخلية، فهي تسعى في الغالب لوضع أهداف خارجية كعولمة ثقافتها أو محاربة الإرهاب وتعمل على تحقيقها من خلال بناء علاقات خارجية مع الدول التي تصب في مصلحتها وتحقيق تلك الأهداف. فعلى سبيل المثال سعت أمريكا ولا تزال في بناء علاقات خارجية مع كثير من دول العالم-دول أوربية، دول أسيوية، دول شرق أوسطية-من أجل عولمة ثقافتها السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو من أجل محاربة الإرهاب لضمان سلامة مصالحها الإستراتيجية في تلك الدول. في حين لم يكن الأمر كذلك بالنسبة للدول النامية، فهي لا تزال تعاني من التواضع في تحقيق الأهداف الداخلية، ولا يتسنى لها وضع أهداف خارجية وبناء علاقات لتحقيقها، لان الأولى بها أن تعمل على بناء علاقات خارجية من أجل تحقيق الأهداف الداخلية التي لا تزال متواضعة كالأمن والاقتصاد والخدمات. عقبات انعكاس العلاقات الخارجية على الداخل وما سعي الحكومات العراقية بعد عام 2003 باتجاه العلاقات الخارجية الإقليمية والدولية إلا لتحقيق الاستقرار الأمني وتحسين الاقتصاد وتقديم الخدمات، ولكن أغلب الجولات الخارجية لم تنعكس على الوضع الداخلي العراقي بشكل ملموس. بمعنى إن هناك عقبات كانت تحول دون انعكاس العلاقات الخارجية التي تقوم بها الحكومة العراقية على الوضع الداخلي، وهي عقبات مترابطة فيما بينها ومن أبرزها هي غياب الاستقلال وضعف الاستقرار، إذ لا استقرار بلا استقلال. حيث اتجه العراق نحو نافذة العلاقات الخارجية بعد 2003 وبالخصوص في زمن حكومة العبادي بعد تحرير الموصل من تنظيم داعش الإرهابي الذي أسقطها في نهاية حكومة المالكي، كان ذلك الاتجاه بمثابة دعوة تلك الدول للوقف لجانب العراق ودعمه لمحاربة الإرهاب وإعادة الأعمار. ثم جاءت حكومة الكاظمي وسارت على نفس الوتيرة، لتكمل ما انتهت إليه حكومة العبادي، رغم إن الأولوية التي جاءت من أجلها هي تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات، ومع هذه الأولوية عملت على فتح نافذة العلاقات الخارجية وزارت العديد من الدول كان آخرها السعودية والإمارات وزيادة عدد الاتفاقيات مع الدول في مجالات مختلفة وعلى رأسها المجال الاقتصادي، من أجل دعم الاقتصاد العراقي وتحسين الأوضاع الداخلية. اختلاف أولويات الحكومات المتعاقبة بشأن العلاقات الخارجية وبالتأكيد، ثمة اختلاف ما بشأن الهدف من فتح نافذة العلاقات الخارجية ما بين الحكومتين، حيث ركزت حكومة العبادي على العلاقات الخارجية من أجل محاربة الإرهاب وإعادة الأعمار، في حين ركزت حكومي الكاظمي على دعم الاقتصاد وتحسين الأوضاع الداخلية من خلال زيارة الدول ودعوتها للاستثمار في العراق. يبدو إن مسيرة الحكومتين كانتا تسيران بنفس الرؤية وبنفس الاتجاه، ونظراً لاختلاف الأحداث على أرض الواقع وما ينبغي على الحكومة أن تتخذه، أصبح لكل حكومة أولويات تختلف عن الأخرى وذلك بما ينسجم مع الحدث الذي وقع، فكانت أولوية حكومة العبادي هي محاربة الإرهاب بالدرجة الأولى وإعادة الأعمار وأولوية حكومة الكاظمي هي دعم الاقتصاد وتحسين الأوضاع الداخلية. التقييم ومن حيث التقييم، يمكن القول، إن حكومة العبادي نجحت في محاربة الإرهاب رغم الوضع المتهالك مالياً واقتصادياً الذي ورثه من حكومة المالكي. تحقق ذلك النجاح بفعل تكاتف الجهود الداخلية من مرجعية وشعب من جانب واستثمار العلاقات الخارجية من جانب آخر. وبالتأكيد إن الدول التي استجابة لحكومة العبادي في محاربة الإرهاب كانت هي أيضاً راغبة وبشكل كبير في محاربة الإرهاب لحماية مصالحها في العراق من جانب وتحقيق الأمن والسلم الدوليين من جانب ثانٍ لان تحقيقهما يعني ضمان حماية بلدانها من انتقال الإرهاب لها. أما على مستوى إعادة الأعمار، فكانت النتائج متواضعة، إذ بلغ حجم التعهدات التي تعهد بها المشاركون في مؤتمر الكويت لإعادة أعمار العراق 30 مليار دولار في عام 2018 في حين كان المطلوب هو88 مليار دولار حسب وزارة التخطيط للإيفاء بإعادة أعمار المناطق المتضررة سواء بفعل الإرهاب أو بفعل عمليات التحرير. يمكن إيعاز انخفاض حجم المشاركة في إعادة أعمار المناطق المتضررة للعقبات التي تم ذكرها آنفاً وهي غياب الاستقلال وضعف الاستقرار، إذ ترى كثير من الدول إن القرار العراقي لا يزال يخضع للإرادة الخارجية، إضافة لضعف سلطة إنفاذ القانون وانتشار السلاح خارج القانون، لذا يرى البعض، أن الالتفاف على إعادة الأعمار أو تسويفها أو سوء إدارتها بالشكل الأمثل هو التحليل الأكثر واقعيةً، فكانت المشاركة متواضعة. أما بالنسبة لحكومة الكاظمي فقد عملت على الورقة الاقتصادية في العلاقات الخارجية الإقليمية والدولية من خلال زيارة أمريكا وطهران وتركيا الأردن والسعودية والإمارات، وإجراء العديد من الاتفاقات الاقتصادية معها، وأبرزها اتفاقية الربط الكهربائي مع الأردن ومصر والسعودية، وإنشاء صندوق عراقي سعودي مشترك، يقدر رأس ماله بثلاثة مليارات دولار، وكذلك أعلنت دولة الإمارات عن استثمارها مبلغ ثلاثة مليارات دولار في العراق وغيرها الكثير من الاتفاقات. لا تقييم بلا وقت كافي ولا يمكن تقييم أداء الحكومة الحالية بشكل دقيق في الوقت الحاضر في مدى قدرة الحكومة على تذليل العقبات وتحييد أثارها وجعل العلاقات الخارجية تنعكس بشكل ايجابي ومباشر على واقع الاقتصاد العراقي ما لم يتم إعطاء الوقت الكافي لظهور النتائج ومن ثم اتخاذ قرار بشأن التقييم ما إذا كانت جيدة أم لا؟ ولذا يبقى السؤال المطروح، هل ستنجح حكومة الكاظمي في ترجمة تلك الاتفاقات على ارض الواقع العراقي وبما يخدم الاقتصاد العراقي؟ إذا ما استطاعت حكومة السيد الكاظمي تذليل تلك العقبات والعمل على جعل القرار العراقي مستقل بعيداً عن الاملاءات الخارجية والعمل وفق مبادئ التعاون والمصالح المشتركة من جانب، واستطاعت أن تعمل، أيضاً؛ على تقوية سلطة إنفاذ القانون وحصر السلاح بيد الدولة الذي من شأنه تحقيق الاستقرار من جانب ثانٍ، كلا الأمرين سيكونان كفيلان بانعكاس العلاقات الخارجية إيجابياً على الاقتصاد العراقي والعكس صحيح. وتبدو بعض المؤشرات إن حكومة الكاظمي تسير إلى حد ما بالشكل المطلوب داخلياً وخارجياً سياسياً واقتصادياً، سينعكس هذا السير بشكل ملموس على ارض الواقع إن عاجلاً أو آجلاً ومع ذلك سيبقى هذا السير محفوفاً بالمخاطر، مما يتطلب الحذر دائماً لأي محاولات تريد الانزلاق به نحو الهاوية.
الحصاد DRAW: independent - ظلت كردستان إيران (غرب البلاد) مسرحاً لعمليات القمع طيلة السنوات الـ41 السابقة، أي منذ إعلان تأسيس نظام "الجمهورية الإسلامية في إيران"، رغم أنهم انخرطوا في الثورة ضد الشاه ودخلوا في مفاوضات مع النظام الجديد للحصول على حقوقهم القومية. ومع سيطرة الخميني على مفاصل البلاد مطلع الثمانينيات - حينما طالب عبر الإذاعة الرسمية الجيش بالتوجه نحو سنندج (عاصمة المحافظة الـ31) لقمع من وصفهم بالأشرار- حتى يومنا هذا، ما زال مسلسل مواجهة النشطاء الأكراد مستمر. ويعاني الإقليم أيضاً من أعلى نسبة بطالة بين الإيرانيين وفق الإحصائيات الرسمية، ويحرم الأكراد من تعلم اللغة الكردية على الرغم مما ينص عليه الدستور الإيراني في المادتين 15 و19. مقاتلون أكراد من أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في نقطة حدودية بين إيران والعراق (غيتي) "اندبندنت عربية" حاورت مصطفى هجري، المسؤول التنفيذي للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، للإجابة على تساؤلات عدة ولتفسير عدد من القضايا الملحة في مقدمتها رؤيته للمشهد الأمني في الإقليم ومستقبل الأحزاب الكردية في مواجهة النظام الإيراني، فضلاً عن وضع كورونا داخل إيران وتطلعاتهم مع إدارة أميركية جديدة برئاسة جو بايدن. قمع بدايات الثورة في البداية، كان هناك توصيف من هجري للفرق بين ما وصفه بـ "القمع" الذي شهده الأكراد منذ بداية الثورة الإيرانية والمواجهات التي يشهدونها في الوقت الراهن، قائلاً، "بعد أوامر الخميني، غزا عشرات الآلاف من القوات القمعية للنظام وعدد كبير من المتطرفين الدينيين التابعين للخميني كردستان وقتلوا مئات الأكراد العزل. منذ ذلك الحين، استمر الهجوم بأشكال مختلفة، باستثناء أنه في السنوات الأخيرة لم يتمّ قتل الشعب الكردي في شكل غزو ظاهر أولي ولكن بأبعاد أكثر خطورة وتدميراً." وتقول السلطات الإيرانية إن عملياتها في كردستان بالتزامن مع انتصار الثورة كانت لإخماد تمرد انفصالي في الإقليم الواقع على الحدود مع العراق وتنفي وقوع مجازر فيه. التهمة "محاربة الله" وأضاف، "ويمكن أن نعطي أمثلة على ما يمكن وصفه بفقر وبؤس شعب كوردستان في ظل نظام الجمهورية الإسلامية والشكل الجديد للعدوان المستمر الذي قدمته سياسات النظام لأهالي تلك المنطقة، ففي عام 2018، بلغ عدد السجناء السياسيين من الأكراد نحو 467 سجيناً كردياً من إجمالي 1152 سجيناً سياسياً، 93 سجيناً كردياً اتهموا بمحاربة الله وأعدم 63 منهم". إن تهمة "محاربة الله" بحسب ما يصفها القضاء الإيراني هي عقوبة لمن يقاتلون الله في تعريف نظام الجمهورية الإسلامية ويعاقب مرتكبها بالإعدام، لكن التقارير الحقوقية تتحدث أن ما تصفه إيران "بمحاربة الله" هي تهمة تستخدمها طهران لدغدغة المشاعر الدينية بهدف القضاء على كل من يعارضها. خيرات كردستان إيران تقع كردستان غرب إيران وتبلغ مساحتها 28 ألفاً و200 كليومتر مربع، وتمتلك غطاء نباتياً متنوعاً وينابيع كثيرة جارية في مدن المحافظة الغربية والتي تفصلها كيلومترات عدة مع العراق، ونشّطت إيران السياحة الداخلية والخارجية هناك خلال السنوات الماضية. لكن على عكس الصورة التي ترسمها إيران عبر وسائل الإعلام الرسمية عن سحر كردستان وروتين الحياة الطبيعية، يقول هجري، "يتم استخراج الموارد الوفيرة بما في ذلك النفط والذهب والأحجار الكريمة، من قبل عملاء النظام، ويتم إرسالها إلى طهران ومدن أخرى خارج كردستان لتصنيعها، وحتى السكان الأصليين لا يُسمح لهم بالعمل في المناجم كعمال، فضلاً عن استغلال المياه الوفيرة في كردستان عن طريق الأنفاق والقنوات الطويلة لاستخدامها خارج كردستان، في حين أن أجزاء من الأراضي الزراعية لا تُزرع بسبب نقص المياه، وفي كثير من مدن كردستان يعاني الناس من نقص في مياه الشرب". وتابع، "عشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية في المناطق الحدودية لكردستان، احتلها الجيش ولغمت خلال حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق، ما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص في هذه المناطق سنوياً. يقتل المزارعون ومربو الماشية أو يشوهون بسبب الألغام الأرضية". المعارضة داخل الإقليم سألنا هجري عن وضع المعارضة داخل الإقليم، فأجاب، "على الرغم من كل العواقب المؤسفة لسياسات النظام في كردستان، لم يغادر كردستان سوى قيادات المعارضة الكردية البارزة، لكن أعضاء وأنصار أحزاب المعارضة، خصوصاً الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، موجودون داخل كردستان. لديهم حضور فاعل ويقاومون سياسات النظام المناهضة للشعب، وهذه المقاومة ثابتة ومنظمة وشجاعة للغاية، وبعض السياسات القمعية القاسية للنظام ضد الشعب الكردي تعود إلى مقاومة الشعب الذي يقف بعناد ضد اضطهاد النظام ولا يستسلم له". الدستور الإيراني وحقوق الأقليات تنص المادة 15 من الدستور الإيراني على أن "اللغة والكتابة الرسمية والمشتركة لشعب إيران هي الفارسية. ويجب أن تكون الوثائق والمراسلات والنصوص الرسمية والكتب الدراسية بهذه اللغة والكتابة، ولكن يجوز استعمال اللغات المحلية والقومية الأخرى في مجال الصحافة ووسائل الإعلام العامة، وتدريس آدابها في المدارس إلى جانب اللغة الفارسية"، لكن المسؤول التنفيذي للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني نفى تطبيق مواد الدستور ما انعكس على حقوق الأكراد بقوله، "لم يتم تطبيق المادتين 15 و19 من الدستور بشأن التعليم باللغة الأم في المدارس، وبعد أربعة عقود من الجمهورية الإسلامية، لا يزال التعليم في المدارس إلزامياً باللغة الفارسية". كما تنص المادة 19 من الدستور الإيراني على أن "يتمتع أفراد الشعب الإيراني، من أية قومية أو قبيلة كانوا، بالمساواة في الحقوق، ولا يمنح اللون أو العنصر أو اللغة أو ما شابه ذلك أي امتياز". أما عن المساواة وحقوقهم في الداخل الإيراني فأشار إلى أنه "وفقاً للإحصاءات الإيرانية الرسمية، فإن إقليم كردستان لديه أعلى معدل بطالة. وفي عام 2019 أعلن محافظ سنندج أن نسبة البطالة في هذه المحافظة بلغت 28 في المئة، لكن أحد ممثلي المحافظة في مجلس الشورى الإسلامي أعلن أن نسبة البطالة بلغت 45 في المئة، لكن الجمهورية الإسلامية لا تقدم إحصائيات دقيقة، وعادة ما تكون الإحصائيات في هذه الحالات أعلى بكثير من الإحصائيات المعلنة من قبل النظام"، إلا أنه أضاف، "يجب النظر إلى أسباب سوء الوضع في كردستان والسبب وراء انتهاج هذه السياسات بحق سكان الإقليم، واعتقد أنه من جملة تلك الأسباب هو أن جزء كبيراً من شعب كردستان من أتباع "المذهب السني، ولا يعتبرهم النظام الإيراني مسلمين"، ونحن نتعرض "للقمع والتمييز" مثل الأقليات غير المسلمة وغير الشيعية داخل إيران، ويرجع ذلك جزئياً إلى مقاومة الشعب الكردي الملحوظة لقمع النظام ورفضهم الانصياع لسياسات الجمهورية الإسلامية". وتابع، "نتيجة هذا الوضع وعدم وجود فرص عمل في محافظات كردستان، فإن الفقر في هذه المناطق في أعلى مستوياته مقارنة بمناطق أخرى في إيران، بينما نسبة الانتحار في محافظة إيلام، إحدى محافظات كردستان، هي الأعلى في كل أنحاء إيران". العلاقات الإيرانية - العراقية ويفرض سؤال نفسه في حوارنا مع هجري وهو، هل العلاقة بين حكومتي إيران والعراق من أهم عوامل الحرية النسبية أو القمع الشديد بالنسبة للفصائل الكردية؟ ولماذا؟ فقال، "بعد حكم صدام حسين وتشكيل إقليم كردستان العراق في البلاد، ازداد قلق النظام الإيراني من الأكراد، قلق النظام من أن يقاتل الأكراد الإيرانيين تحت تأثير حكومة إقليم كردستان العراق. بالتالي يصبحون أكثر قوة ويتمكن أكراد إيران من إقامة حكومة محلية لأنفسهم في كردستان إيران"، إلا أنه أضاف، "هذا القلق هو أحد أسباب تصاعد العنف ضد الشعب الكردي في إيران وعزلته، ومع هذا الوضع المؤلم، أصبح الأكراد لا يفكرون إلا في الخبز وليس الحرية وإقامة حكومة". ويرى هجري أن إيران من خلال نفوذها في العراق وتوسيع سياساتها المعادية للأكراد في كردستان العراق، خلقت الكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية لكردستان العراق، مشيراً إلى أن الضغط الذي تمارسه حكومة بغداد في الوقت الحالي على حكومة إقليم كردستان العراق يرجع إلى نفوذ النظام الإيراني وتدخله في حكومة بغداد وبرلمانها، وكذلك الميليشيات العراقية الخاضعة لقيادة إيران، إلا أنه أكد أن إيران تعتبر منح أي حقوق سياسية للإيرانيين من غير الفرس هو بداية تفكيك إيران، لذلك هي ترد بقوة على ذلك. مستقبل الأحزاب الكردستانية في المقابل، هل هناك أي محاولة لتوحيد الخطاب الكردي في إيران والتوصل إلى اتفاق بين الأحزاب الكردية هناك؟، أجاب، "اتحدت الأحزاب الكردية الأربعة المعروفة تحت مظلة واحدة، وهي مركز التعاون والتنسيق المشترك بين قوى المعارضة الكردية الرئيسة، وذلك قبل سنوات، وتوحدت الأهداف ضد النظام الإيراني، ويواصل المركز برامجه بشكل منسق، يتمثل كفاح المركز في إقامة إيران ديمقراطية وفيدرالية تكون فيها لكل القوميات التي تعيش في إيران حكومة داخلية خاصة بها، ووفقاً للقانون، يكونون شركاء في إدارة إيران على نطاقهم الخاص". حرية الصحافة منذ قيام النظام الإيراني تحدثت تقارير حقوقية وإعلامية متعددة عن قمع طهران للصحافيين وغلق العديد من الصحف، ومع مطلع ديسمبر (كانون الأول) نهاية عام 2020، تم سجن 15 صحافياً في إيران، وفي منتصف ديسمبر 2020، أعدمت الحكومة الإيرانية روح الله زم وهو أحد الصحافيين الذي اتهمتهم بالتجسس ونشر الأكاذيب وإهانة مقدسات الإسلام. لكن كيف يتابع المسؤول التنفيذي للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني تعامل إيران مع الصحافة والصحافيين؟ يجيب هجري، "يشعر النظام الإيراني بقلق بالغ إزاء الانعكاس الحقيقي والصحيح لما يحدث في هذه الحكومة وهذا البلد. لهذا السبب يقوم دائماً بترتيب الأحداث والإحصائيات وتقديمها كما يشاء وليس كما هي". وتابع، "بالتالي، فإن النظام الإيراني "يقمع" بشدة حرية التعبير بشكل عام وكذلك "يقمع" الصحافيين الذين يقدمون معلومات دقيقة، والصحافيون الذين يتصرفون بشكل مخالف لسياسات النظام يحكم عليهم بمثل هذه الجرائم الخطيرة في محاكمه الخاصة، ليس هذا فقط، فقد كانت نتيجة سياسة النظام في هذا الصدد غلق صحيفة آزادي (الحرية) داخل إيران، كما يتعرض أهالي الصحافيين الإيرانيين الموجودين خارج البلاد للتهديد والمضايقات، وإذا تمكنوا من الوصول إليهم، يتم إعدامهم أو الحكم عليهم بالسجن لمدة طويلة، وكان زم أحد هؤلاء الصحافيين الذين وقعوا في فخ النظام الإيراني وأعدموا". جو بايدن والأكراد وأسفرت نتائج الانتخابات الأميركية عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن ليتم تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، وسألنا هجري عما ينتظره الشعب الكردي من الرئيس الأميركي الجديد؟ فأجاب، "الشعب الكردي الإيراني مثل جميع الإيرانيين يتطلع للحرية من أيدي النظام الإيراني، مستمرون في نضالهم ويرغبون في إقامة حكومة ديمقراطية يمكن للناس أن يعيشوا أحراراً في ظلالها، وكذلك يريدون إنفاق دخل وخيرات البلاد على رفاهيتهم وازدهارهم وليس على جيوب الجماعات الإرهابية حول العالم". الانتخابات الإيرانية وفي ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة والتي تنطلق في يونيو (حزيران) من عام 2021 قال هجري، "الشعب الكردي ومعظم الشعب الإيراني غير مهتمين بالانتخابات الرئاسية وبقية الانتخابات داخل إيران، وعلى مدى العقود الأربعة الماضية شاهد الناس بشكل متكرر ما يسمى بسيناريوهات الانتخابات، الانتخابات الأخيرة أوضحت للجميع أن مشاركتهم في الانتخابات ليس لها تأثير في النتيجة". واستطرد، "قوانين الانتخابات في الجمهورية الإسلامية تنظم بطريقة تجعل من يذهبون إلى صناديق الاقتراع ممثلين منتخبين للنظام وليس الشعب، ولهذا السبب فإن عدد المشاركين في ما يسمى بانتخابات النظام يتناقص يوماً بعد يوم، ولهذه الأسباب، لا نتوقع شيئاً جيداً من هؤلاء الممثلين لأنهم لا يمثلون الشعب". كورونا في إيران وحول الوضع الوبائي في إيران في ظل انتشار فيروس كورونا وإعلان إيران عن وصول السلالة الجديدة إلى أراضيها، وأنها قد تتسبب في أضرار جسيمة، أوضح هجري أن النظام الصحي في إيران من أكثر النظم الصحية عجزاً في العالم، وقال، "ظهر هذا العجز والضعف بشكل كبير خلال الموجة الأولى من فيروس كورونا، بالطبع هذا أمر طبيعي داخل إيران، كما لم يقدم المسؤولون الحكوميون ووسائل الإعلام الرسمية حتى الآن معلومات دقيقة حول ما حدث للناس من جراء كورونا، معظم نصائحهم للناس هي أخذ الدواء التقليدي وزيارة الأضرحة والدعاء"، مضيفاً، "في إيران، أصبحت كل الأمور المتعلقة بالصحة والعلاج والتعليم، وحتى الحياة الخاصة للناس أيديولوجية، أيديولوجية الإسلام الفقهي الشيعي، يتم النظر إلى كل البرامج الحكومية من منظور تصدير الثورة الإسلامية إلى الدول الأخرى، والنتيجة هي إيران الحالية بكل ثروتها الباطنية والسطحية، يعيش فيها معظم الناس تحت خط الفقر ويكافحون عشرات الأمراض الجسدية والعقلية والاكتئاب والأمراض الاجتماعية". يذكر أن وزارة الصحة الإيرانية تعقد مؤتمرات صحافية بشكل دوري لبيان عدد الإصابات بفيروس كورونا والإجراءات التي تتخذها في هذا الشأن، لكن المعارضين يشككون في الأرقام التي تعلنها السلطات بشأن الإصابات وضحايا كورونا. عمرو أحمد صحافي وباحث