الحصاد draw: عمار عزيز - كركوك ناو   مع انقطاع الكهرباء خَيَّم الظلام على الخيمة، دخلت احلام خيرو البالغة من العمر (15) سنة الحمام وأغلقت الباب على نفسها ولم تخرج بعدها على أقدامها، بل انضمت الى القصص التراجيدية الت تتكرر في مخيمات النازحين منذ ست سنوات. عُثِر على جثة أحلام خيرو مشنوقة داخل حمام بيتها الواقع في مجمع شاريا بمحافظة دهوك في 4 كانون الثاني الجاري، لتصبح رابع فتاة وامرأة تلقى حتفها "شنقاً".  صادق خيرو، شقيق أحلام الذي تناول معها العشاء في مساء الحادث قال بأن "الجميع في البيت كانوا سعداء" واضاف "لم تظهر أي من علامات الاكتئاب على شقيقتي، بعد العشاء انقطعت الكهرباء و بعد ربع ساعة دخلت الحمام ولم تخرج." "أول من نادى أحلام كانت والدتي، وهي التي فتحت باب الحمام و رأت أحلام مشنوقة بحبل في رقبتها"، وتابع صادق "شعرنا جميعنا بالصدمة، للآن لا أصدق بأن أحلام قد شنقت نفسها." أسمهان (20 سنة) على يمين الصورة، و أحلام خيرو (15 سنة) على يسار الصورة شرطة دهوك أخذت هاتف أحلام الجوال معها لغرض التحقيق ولم تعط أي توضيح حول نتائج التحقيقات. وفقاً لإحصائية أجرتها قائممقامية قضاء سنجار –مقرها في دهوك- منذ هجوم داعش على سنجار في 3 آب 2014 لحد الآن لقي 250 ايزيدياً في مخيمات النازحين حتفهم بالرصاص أو شنقاً، أغلبهم كانوا من الإناث. لكن الأرقام التي سُجِّلَت منذ بداية هذا العام تبدو مرعبة، حيث قضى خمسة اشخاص شنقاً أو بالرصاص أربعة منهم إناث، حسب احصائية لمنظمة داك للتنمية التي تعمل داخل المخيمات. حول الحادث الذي ألَمَّ بهم قال صادق خيرو "ربما يقول البعض بأن ذوي أحلام يخفون معلومات، لكنني أقسم بأننا لا نعرف شيئاً ونشعر بالخجل داخل المجتمع." وأضاف "قبل شهر، أغلقت أحلام حسابها على فيسبوك، لكنها لم تقل شيئاً حول سبب قيامها بذلك و هاتفها الجوال لا يزال عند الشرطة... نحن بانتظار صدور التقرير النهائي لشرطة دهوك." برهان الحاج علي، إداريّ في قائممقامية سنجار قال لـ(كركوك ناو) "أوضاع النازحين تسوء من كل النواحي و احصائيات حالات القتل و الانتحار كثيرة داخل المخيمات، لذا من الضروري أن تقوم المنظمات و الجهات المعنية بمعالجة هذه المشكلة بأسرع وقت." "لمعالجة هذه المشكلة يجب توفير فرص عمل للنازحين و فتح بعض مراكز العلاج النفسي داخل المخيمات من أجل معالجة الأشخاص الذين يعانون من اعتلالات نفسية، أو الذين يلجؤون للانتحار لأسباب مختلفة"، حسبما قال برهان الحاج علي. دهوك/ 2019/ مخيم كبرتوو الذي تسكنه غالبية ايزيدية من سنجار    تصوير: عمار عزيز  لا يزال أكثر من 200 ألف نازح ايزيدي أغلبهم يعيشون في المخيمات الواقعة في محافظة دهوك مترددين في العودة الى مناطقهم الأصلية لأسباب عديدة من بينها الظروف الأمنية، وجود ادارتين في القضاء و نقص الخدمات. سوزان سفر، مديرة منظمة داك للتنمية قالت لـ(كركوك ناو) "شبكات التواصل الاجتماعي و المؤسسات الاعلامية تلعب دوراً سلبياً في ازدياد تلك الحالات، فهي تنشر الحوادث مرفقة بالصور والمعلومات الأمر الذي يصبح عامل تشجيع للذين لديهم نوايا الانتحار، كلما استجدت حالة من هذا القبيل نعرف بأنه ستتبعها حالات أخرى." في نهاية عام 2020 أغلقت الحكومة العراقية معظم المخيمات، باستثناء تلك الواقعة في محافظات اقليم كوردستان بموجب اتفاق بين الاقليم و بغداد. وترى سوزان سفر بأن قرار الحكومة العراقية بإغلاق المخيمات كانت "خطوة سيئة"  وأدّت الى "تفاقم حالات الانتحار" داخل المخيمات. "بسبب قرار الحكومة العراقية، انسحبت غالبية المنظمات الدولية من مخيمات محافظة دهوك و أوقفت مساعداتها، فيما أهملت الحكومة المخيمات و لم تتبق مراكز خاصة بالدعم النفسي في أغلب المخيمات، بعد أن كان كل مخيم يحوي على ثلاثة أو أربعة مراكز خاصة بالدعم النفسي"، كما تقول سوزان سفر. وتضيف سوزان "أكّدنا مراراً بأن الوضع في سنجار يختلف عن المناطق الأخرى وأن النازحين الايزيديين غير قادرين على العودة الى ديارهم.... من الضروري تأمين الخدمات للنازحين و التفكير في كيفية توفير فرص العمل."


الحصاد DRAW: قالت منظمة متخصصة بتوثيق أوضاع الأيزيديين، الأحد، إن حالات الانتحار الأخيرة التي شهدتها المخيمات الأيزيدية في العراق هي "حالات منفصلة وغير مترابطة"، على الرغم من التقارب الزمني بينها وكون ثلاثا منها راح ضحيتها نساء شابات. وتوفيت ثلاث فتيات، اثنان منهن بعمر 15 عاما، وشاب إيزيدي انتحارا – كما أعلن – خلال يومين، فيما قالت المنظمة إن اثنتين منهن تعرضتا "للابتزاز الإلكتروني". والفتيات الثلاث هن من مخيمات شاريا وإيسيان وبيرسفي في محافظة دهوك. وقال مدير فرع سنجار في "المنظمة الأيزيدية للتوثيق"، خيري علي إبراهيم، لموقع "الحرة"، إن فتاتين تبلغان من العمر 15 سنة، تعرضتا للابتزاز الإلكتروني من قبل أشخاص مجهولين مما دفعهما للانتحار "خوفا من الفضيحة". وقال إبراهيم إن الفتاة الثالثة انتحرت بعد مشاكل عائلية وزوجية وتعقيدات مع عائلتها.  وبحسب مصدر من داخل مخيم شاريا فإن "الفتيات في المخيم يتعرضن أحيانا للاستغلال من قبل متنفذين". ونجا أفراد الديانة الأيزيدية الذين استقروا في مخيمات هربا من مذبحة جماعية قام بها عناصر داعش تجاه الآلاف من أبناء الديانة في سنجار، فيما اختطفت أكثر من 5 آلاف امرأة، بحسب إحصائيات مختلفة، لم يتم تحرير سوى القليل منهن. وقال الصحفي الأيزيدي، سامان داود، لموقع "الحرة" إن حالات الانتحار موجودة بكثرة، بعد 2014، والابادة التي حصلت للأيزيديين جراء اجتياح داعش لمناطقهم ولدت حالة نفسية سيئة لدى الجميع دون استثناء". لكن إبراهيم قال إن المعلومات لديه تشير إلى أن "الفتيات الثلاث لم ينتحرن بسبب مرتبط بالإبادة الجماعية، حيث كن صغيرات العمر حينما حصلت". مع هذا يعترف إبراهيم أن "تداعيات النزوح والعيش في مخيمات سببت مشاكل اجتماعية لم تكن معروفة لدى الأيزيديين، ومنها الاستخدام غير الحذر للإنترنت". وكانت بعثة الأمم المتحدة في العراق حذرت، في تقرير الشهر الماضي، من تزايد حالات الانتحار على مدى السنوات الماضية. وتوفي أكثر من 590 شخصا في العراق، في عام 2019، بسبب الانتحار، وحاول 1,112 شخصا آخر الانتحار، 80 في المئة منهم من النساء، وفقا أرقام المنظمة الدولية. وعلى مدى سنوات عديدة، عانت العديد من العائلات العراقية من مشكلات في الصحة العقلية سببتها النزاعات السابقة والأوضاع الاقتصادية. وقال الصحفي داود إن "تداعيات النزوح والإبادة ستستمر لأن أوضاع الأيزيديين لا تزال سيئة سواء في المخيمات أو في مناطقهم، حيث الوضع المعيشي سيء وفرص العمل معدومة، كما زاد انتشار فيروس كورونا من معاناتهم التي طالت بعد نزوح مستمر لست سنوات. ولا تزال نسبة كبيرة من النازحين الأيزيديين تعيش في خيم كان يفترض أن تكون مؤقتة وأن يتم نقلهم بعدها إلى "كرافانات" أو مبان حجرية. وقال المصدر من داخل مخيم شاريا إن "الأوضاع سيئة للغاية في المخيم، والحالة النفسية والاجتماعية فيه تتردى بشكل كبير" ولم يستبعد "حدوث مزيد من المآسي". الحرة


الحصاد draw:   بعد أيام قليلة من إعلان المفوضية العليا للانتخابات في العراق، فتح باب التسجيل للأحزاب والتحالفات السياسية الراغبة في خوض الانتخابات المبكرة، المقرر إجراؤها في السادس من يونيو/حزيران المقبل، كشفت مصادر من داخل مجلس الأمناء في المفوضية، اليوم الأحد، لـ"العربي الجديد"، عن دخول عدة قوى سياسية بارزة بأسماء وعناوين جديدة، بينها أحزاب وكتل دينية نافذة في البلاد، الأمر الذي أثار مخاوف من أن تكون الانتخابات المقبلة عبارة عن تدوير للوجوه ذاتها التي حكمت البلاد. وعلى الرغم من أن الانتخابات المبكرة التي يتجه نحوها العراق جاءت بضغط شعبي، وتظاهرات ذهب ضحيتها أكثر من 700 قتيل وأكثر من 27 ألف جريح، إلا أن سياسيين رأوا أن الانتخابات في حال أجريت فعلاً بموعدها المقرر، فإنها ستكون مخيبة لطموحات الشعب، كما أنها ستنطوي على مخاطر وأزمات جديدة، في سعي القوى المتنفذة بكل الطرق للوصول إلى سدة الحكم. ووفقاً لعضو في مفوضية الانتخابات، فإن "أغلب القوى السياسية، الحالية التي تقدمت للتسجيل لخوض الانتخابات المبكرة، غيّرت أسماءها بأسماء جديدة، لخوض الانتخابات"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "تحالف عراقيون بزعامة عمار الحكيم، أصبح اسمه (تصحيح)، واستبدل رئيس هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض اسم كتلته إلى (حقوقيون)، وأن النائب السابق والقيادي بالمجلس الإسلامي الأعلى، بيان جبر صولاغ، شكل كتلة باسم (إنجاز)، أما القيادي بحزب "الدعوة" والوزير السابق، محمد شياع السوداني، فقد شكل كتلة (الفراتين)، وشكل النائب السابق عبد الحسين عبطان كتلة (وعي)، بينما شكل أعضاء في "تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم كتلة أطلق عليها "المستقبل". ولفت إلى أن "تحالفات المالكي والعامري والصدر، بصدد تحديد أسماء جديدة لها"، مبيناً أن "أغلب القوى ترفض خوض الانتخابات بأسمائها السابقة". وأشار إلى أن "المفوضية تتعاطى مع التسميات الجديدة بشكل اعتيادي، لا سيما أنها لا تنطوي على أية مخالفة قانونية، أما الجدل السياسي بشأن تلك التسميات فلا يدخل ضمن عمل المفوضية". وتطوي الأسماء الجديدة على أسماء ومصطلحات من الواضح أنها تحاكي أو تقارب  مطالب الشارع العراقي بعد تظاهرات أكتوبر/تشرين الأول الداعية للدولة المدنية، والمساواة واستبدال الوجوه التي فشلت طيلة السنوات السبع عشر الماضية في انتشال العراق من مآسيه اليومية. النائب السابق، حامد المطلك، عد خطوة تلك القوى، عملية تزوير جديدة وتحايلاً على إرادة الشعب، من خلال تغيير الأسماء، وقال المطلك لـ"العربي الجديد"، إن "الفساد والتزوير شعار هذه الجهات، وهي تتخذ كل الأساليب لأجل البقاء في المشهد السياسي العراقي ومفاصل الدولة، يسرقون كما يريدون وينفذون أجنداتهم ومشاريعهم الشخصية ويستخدمون كل الأساليب التي يمكن استخدامها، والتي منها تغيير الأسماء، والنزول بالمشروع الواحد، وأن يحتالوا على مطالب الشعب العراقي من خلال ذلك، ليغلقوا الطريق أمام إمكانية وصول حكومة ينتخبها الشعب". وعبّر عن خشيته أيضاً، من "أن يتجاوز هؤلاء حدود ذلك، وأن يتلاعبوا أيضاً بصناديق الاقتراع، بالتزوير وفرض الإرادات"، معبراً عن خيبة أمله بأن "يكون هناك تغيير في شكل العملية السياسية العراقية. ستكون الانتخابات عبارة عن تدوير وجوه لا غير، لاسيما أن هناك عقبات كثيرة أمام إجراء الانتخابات، منها عقبات قانونية كقانون المحكمة الاتحادية الذي لم يقر بعد". وشدد على أن "تغيير الوجوه التي أضرت بالعراق هو أمر مهم للغاية، لكنّه صعب التحقيق في ظل هذا التحايل، هناك الكثير من المزورين، ومن أصحاب الشهادات المزورة، وغيرهم من الفاسدين لم تتم محاسبتهم، وهؤلاء بالتأكيد سيخوضون الانتخابات مجدداً في ظل هذه الظروف"، معبراً عن أسفه لأن "دماء المتظاهرين ستذهب سدى". النائبة عن الاتحاد الوطني الكردستاني، آلا طالباني، عبرت عن إحباطها إزاء ذلك، وقالت لـ"العربي الجديد"، إن "التغيير المنشود في الانتخابات المقبلة أمر صعب التحقيق، وأنه يحتاج الى إرادة قوية"، مبينة أن "دخول تلك القوى السياسية بعناوين ومسميات جديدة، هو أمر طبيعي، لا سيما أن تلك القوى خسرت قاعدتها الشعبية، وأيقنت أنها ستخسر في الانتخابات، ما دفعها إلى تغيير أسمائها". وأشارت إلى أن "الاحتجاجات التي طالبت بالإصلاح لم تحقق أكثر من تغيير قانون الانتخابات، وقانون مفوضية الانتخابات، ودفعت باتجاه الانتخابات المبكرة، هي أمور إيجابيةـ لكنّ التغيير والإصلاح لم يتحققا، وهذا لا يأتي بخطوة واحدة"، وتابعت: "نحتاج إلى أن تكون إدارة الدولة بيد ناس ذوي كفاءة ويسعون لصالح الشعب، أما تكرار وتدوير الوجوه فإنه سيكون سلبياً على العراق". وأشارت إلى أن "القوى الخارجية لها تأثير كبير على العراق، من خلال دعمها القوى الداخلية في الوصول مجدداً إلى سدة الحكم في البلاد، وهذا أمر واضح وموجود في العراق"، مبينة أن "كيانات كثيرة ستسجل لخوض الانتخابات وبأسماء وعناوين مختلفة". إصرار تلك القوى المتنفذة في البلاد، على خوض الانتخابات، واستخدام كافة وسائلها لتحقيق هذا الهدف، فتح الباب أمام كثير من الاحتمالات الواردة بشأن انعكاس ذلك على الملف الأمني والسياسي في البلاد. وقالت النائبة عن محافظة نينوى، إخلاص الدليمي، إن "نتائج الانتخابات إذا أجريت فستكون أسوأ من انتخابات 2018"، مبينة في تصريح صحافي، أن "نينوى قد تشهد اقتتالاً بين الأحزاب في حال شهدت إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، لا سيما مع عدم تنفيذ الحكومة لبرنامجها الحكومي، وعدم سيطرتها على ملف السلاح المنفلت وإبعاد تأثيره على صناديق الاقتراع، فضلاً عن عدم إعادة النازحين إلى مناطقهم". ووفقاً لمصادر غير رسمية، فإن عدد الأحزاب والتكتلات السياسية المسجلة التي قدمت أوراق تسجيلها بشكل وإشهارها رسمياً للمشاركة أكثر من 400 حزب وتكتل سياسي تم ترخيص نحو 250 منها، بينما لا تزال الإجراءات القانونية جارية لاستكمال تسجيل المتبقي منها، إذ تستعد جميعاً للتسجيل في قائمة التكتلات الراغبة بخوض الانتخابات، ليصبح نحو ضعف ما تم تسجيله في انتخابات عام 2018، والتي شهدت مشاركة 204 أحزاب وتكتلات سياسية.   العربي الجديد


مریوان وریا قانع  -  آراس فتاح زاوية اسبوعية يكتبها  ل(  الحصاد DRAW ) :  ترجمة : عباس  المندلاوي  انتعشت واتسعت سلطة ونفوذ الطرق الدينية ( الصوفية) في مناطق كوردستان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على خلفية الفراغ السياسي الكبير ، عقب تتابع اسقاط الامارات الكوردية في ذلك القرن وخلق فراغ في السلطة ؛ ليملأ شيوخ و تكايا تلك الطرق الصوفية الفراغ في السلطة فيمارسون السطة السياسية الى جانب نفوذهم وسلطتهم الدينية .  ولكسب ولاءهم تلجأ السطات الدولة العثمانية لتمليك بعض من ممتلكات الامارات الكوردية البائدة باسم اولئك الشيوخ الذين اصبحوا بذلك يستحوذون على السلطات الدينية والسياسية والاقتصادية في كوردستان ، فتجميع وتركيز السلطات الاساسية الثلاث في المجتمع بيد شيوخ الطرق الصوفية خلق انقلابا  اجتماعيا جذريا في الساحة الكوردستانية آنذاك ، و لم ان تم تجميع السلطات الثلاث بيد اي شخصية اجتماعية يحدث قبل ذلك. تمتُعْ شيوخ الطرق الصوفية – الدينية بتلك السلطات المطلقة والواسعة لم يدم طويلا ؛ فقد تم تقييد وتحديد نفوذهم وسلطاتهم  مع هبوب رياح التغييرات السياسية والاجتماعية القادمة من الغرب على صورة  الحركات السياسية - الدولة القومية بجميع تنظيماتها البيروقراطية وتصبح الفاعلة المؤثرة الاولى في المجالين السياسي والاقتصادي ، فضلا عن الموجة الثقافية والمعرفية والتعليمية والعلمية والادبية التي سحبت بساط المعرفة والتعليم من تحت اقدام الشيوخ وتكاياهم وحُجَرِهم التي كانت المنفذ الوحيد لتعلم القراءة والكتابة في فترة من الفترات ، هذا الى جانب تشكيل الاحزاب والجمعيات السياسية التي اصبحت البديل والمنافس لحضور التكايا والجوامع السياسي والتنظيمي في المجتمع ، وبشكل عام صار الشيوخ والتكايا مجرد رقم مؤثر ضمن الارقام الاخرى في القرن العشرين ، بل يصبحون في الصف الثاني او الثالث من حيث التأثير على الساحة ويعملون في ظل الشخصيات السياسية الحضرية ( المدنية ) .     ومرة اخرى يتم تحديد نفوذ وسلطة ( الدينية والسياسية ) شيوخ الطرق الصوفية  في النصف الثاني من القرن الماضي عقب ظهور الاسلام السياسي وتشكيل المنظمات الدينية و انتشارها ويكون هذا التحديد اكثر خطورة واشد تأثيراً لان المنافسة ظهرت من الصعيد  الديني ذاته ، لان تلك العناصر المنافسة الدينية السياسية التي صنعتها ماكنة الاسلام  آتية من  نظام تربوي وتعليمي مدني حديث وليس من الجوامع والتكايا وحُجَرْ الطرق الصوفية والدينية ، وفي معظم الاحيان وعلى كثير من المستويات  كانت العلاقة بين العناصر الدينية الجديدة والعناصر والشخوص الدينية التقليدية في الطرق الصوفية بضمنها شيوخها علاقة ندية وتنافسية ؛ ففي معظم الاحيان كان الاسلام السياسي مهمشا للبعد السياسي الصوفي . كل تلك التغييرات والمستجدات افرزت ظاهرةً  مثل نهرو الكسنزاني  ؛ في حين كان من الصعب بروزه في القرن الماضي ؛ واي ظهور له لم يكن ليتعدى دوراً كنجلٍ او وريثٍ لاحد شيوخ الطرق الصوفية  ، على الصعيد الديني المزدحم بالمنافسات والصراعات . ولكن ماهي تلك الظروف والمستجدات الراهنة التي انتجت ظاهرة ” نهرو الكسنزاني “ بهذا الشكل ، وكيف ندرك كُنه هذه الظاهرة وملابساتها ؟ شخصية نهرو الكسنزاني لم تتبلور وتتكون مثل الشيوخ  التقليديين للطرق الصوفية –الدينية ولم يتلقى اية علوم دينية او فقهية من اي حوزات او اوساط  والمدارس دينية او علماء او شيوخ الطرق الصوفية ولم يكن صاحب اجتهاد ديني ؛بل على عكس ذلك  فهذا ” الشيخ “ الشاب والجديد درس في المدارس والجامعات العلمانية  وحصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ  من الجامعات البريطانية ، اي انه ليس شخصا دينيا ولم ينبثق من الوسط والتراث الديني . ومن الناحية السياسية كان شخصية نشطة ، فقد كان يترأس ( تحالف الوحدة الوطنية ) و أمين عاما ل( تجمع الوحدة الوطنية العراقي )  وهو مقرب من الاتحاد الوطني الكوردستاني ؛ ومن هذا المنظور فهو نتاج العلمانية تربية وتعليما والحالة السياسية الكوردية ؛ عالم ما بعد الانتفاضة . فليس له اي صلة كيفية او نوعية ( حيثية ) بعالم الطرق الصوفية – الدينية التقليدية في القرنين التاسع عشر والعشرين المنصرمين ، وهذا الشيخ بقدر ما يسعى لموقع سياسي لا يهمه اي موقع ديني ؛ وهو كما يقول ”أخذ على عاتقه مشكلة الشعب الكوردي “ وكذلك ” التواصل مع المرجعيات الاخرى لايجاد حل لمشكلة الشعب الكوردي“  أي انه لايخفي طموحه السياسي الكبير ، وهو مدرك لاهمية الموقع والقاعدة الدينية ( الصوفية ) لعائلته لمساعيه الرامية لتحقيق طموحاته السياسية الكبيرة ومن تعزيزها والحفاظ عليها ، ومن هذه الناحية هذا الشيخ (الحديث) لا يختلف عن نظرائه من عوائل البرزاني والطالباني و نوشيروان ، فهو مثل اولاد تلك العوائل السياسية ؛ ورث تركة وإرثا  وسلطة دينية من أبيه دون عناء ، وهو يسعى لتحويل تلك السلطة والقاعدة الدينية الى سلطة سياسية واقتصادية . من يشاهد المقطع الفيديوي القصير الذي يتحدث فيه هذا الشيخ الجديد  ،لن يشك ولو للحظة في أنه طامح في ان يكون مرجعا سياسيا في كوردستان ؛ويحلم في تحويل مرجعيته الدينية – الصوفية الى مرجعية سياسية ، أ ن يتحول من شيخ ل( لطريقة صوفية – دينية )  الى شيخ سياسي . فهو يتحدث بجلاء بوصول قدرات السلطات السياسية في الاقليم الى نهايتها ، وهو يعتقد ان القضية الكوردية ومعها أزمة رواتب منتسبي الحكومة خارج نطاق قدرات السلطة السياسية لاقليم كوردستان ، وبامكان السلطة الدينية معالجتها ؛ وهو بالتأكيد لا يقصد بذلك قوى الاسلام السياسي الموجودة على الساحة الكوردستانية بل يلمح الى سلطة طريقته الدينية المتوثبة للتحول الى سلطة سياسية حاكمة . عندما يتحدث هذا ”الشيخ“ الجديد عن رؤاه لاُسس الحكم والسلطة السياسية ، يتغافل عن شيء اسمه ”الارادة العامة “ وأن المجتمع والامة والشعب مصدر السلطات والشرعية ، بل يتحدث ان شرعية ”المرجعية الكسنزانية “ التي يدعي ان عديد  شيوخها و(دراويشها) ومريديها بين الكورد وبقية الامم  يناهز  ( 200) مليون نسمة ، بمعنى ان مرجعيته الدينية – الصوفية التي هي مصدر مرجعيته السياسية ؛ مرجعيةٌ عابرةٌ للقومية والوطنية ”ترانس ناشنال “ Trans national. . ولكن في انظمة ( الدولة – القومية ) السائدة في المنطقة والعالم لا يُنظَر الى هذه المرجعية الكسنزانية العابرة للقومية والوطنية الا بمنظار شركة متعددة الجنسيات والمساهمة المشتركة ، ولا تستطيع العمل و الظهور بمظهر وقالب سياسي ، ونجد خلف هذه الرؤية منطق الشركة المساهمة داخل اقتصاد محتكر . ويعتقد هذا الشيخ ان بامكان اتباع طريقته ال ( 200 مليون ) انقاذ مدينة السليمانية من أزماتها العويصة وتحويلها الى عاصمة التصوف العالمي وكذلك تأمين رواتب موظفي الاقليم كافة ، وبذلك وكما يقول هو ( يتم إنهاء الاحباط واليأس ) . واذا تحدثنا عن رؤى ومنطق نهرو الكسنزاني بلغة ومنطق الاقتصاد ، يُمْكِنْ القول انه يسعى الى تغيير اقتصاد النفط ، المحتكر بشكل كامل ولا مكان لرجال اعمال اصحاب رساميل اخرين فيه ،الى إقتصاد السياحة الدينية البعيدة حاليا عن اي احتكار وهو مازال في استهلاله وبداياته الاولى في اقليم كوردستان ،    فبدلا من شركات النفط والامن او مشاريع مثل (چاڤی لاند ) والوحدات السكنية والعقارات ، هذا الشيخ سيفتتح مراكز الذكر والتهليل و اسواق التصوف ويستقدم لها السياح الدينيين من أنحاء العالم وبهذا سيتمكن من انهاء الازمة الاقتصادية واعادة الأمل والبسمة   الى جيوب و شفاه اهالي اقليم كوردستان الفقراء .                         المرء ليس بحاجة الى خبرة في مجالي الاقتصاد والسياسة لكي يدرك ماهية الطموحات والمرامي الكامنة  وراء طرح مشروع عاصمة التصوف ، فالشيخ نهرو الكسنزاني سيسير في نفس طرق وينتهج نفس سبل السياسة في الاقليم ويتَبِعْ نفس القوانين ؛ قوانين ربط السياسة مع التجارة ، وتحويل الشخصيات السياسية الى رجال اعمال وتجارة وتكديس الاموال والثروات من خلال السيطرة على السلطة السياسية .   عدم اقتناع هذا الشيخ الشاب  بالسلطة الدينية لوحدها والجلوس على رأس هرم طريقته الصوفية الدينية و بغيته  من السياسة و حافزه ليس  ، بالطبع حل  ”المشكلة الكوردية “ كما يقول ، لان  ”المشكلة الكوردية “ لن تجد طريقها للحل بجعل السليمانية عاصمة للتصوف في العالم او احلال المرجعية الكسنزانية محل المرجعية السياسية للناس.ان الذي يحفزه للتوجه نحو السياسة - الى جانب حدوث الفراغ السياسي الكبير الراهن ، الذي يماثل الفراغ الذي حدث في القرن التاسع عشر من عدة اوجه -  هو تلك الحقيقة البسيطة مفادها ؛ بدون السيطرة على السلطة السياسية الاقليم  لن تكون بقية السلطات محمية ، اذا اردت ان تدشن مشاريعك في السياحة الدينية الى جانب اقتصاد النفط فعليك الحصول على حصة من السلطة السياسة على الاقل لحماية هذا الباب من الاقتصاد وتحتكره. واي اقتصاد في ظل منطق سياسي مبني على مزج السلطتين  السياسة و والاقتصادية ، ليس الا اقتصاد السلب والنهب . وتطل ظاهرة ” نهرو الكسنزاني  “ الجديدة برأسها عقب فشل لاعبين رئيسين على الصعيد السياسي في الاقليم ، اولهما العوائل السياسية الحاكمة في الاقليم والثاني المعارضة بجناحيها العلماني والاسلامي ؛ والتي فشلت في جمع  الاصوات المعارضة تحت خيمتها و وقفت عاجزة عن ممارسة اي ضغط فعلي على الحكم السلطاني العائلي في الاقليم . وفي ظل حالة اليأس وفقدان الثقة  بجميع القوى السياسية الفاعلة على الساحة السياسية من قبل الغالبية العظمى من الجماهير ؛ يدخل هذا الشيخ لشغل الفراغ السياسي ويطرح نفسه كبديل جديد على الصعيد السياسي .  الشيخ نهرو يسعى لاستثمار إرثه الديني كثروة رمزية ومعنوية و بشرية كنظرائه في الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني وحركة التغيير لخوض المضمار السياسي ومن هناك يمازج اقتصاد السياحة الدينية مع السلطة السياسية  . وهو يمخر عباب بحر السياسة  ببشرى اقتصاد جديد ، هو لا يبشر بصنع معجزة اقتصادية فقط بل يبشر بإنقاذ  هذا الشعب من هذه الطامة الكبرى التي يعيش فيها  .    


الحصاد draw: مركز الفرات  من المعروف، بديهياً ومنطقياً؛ إن الفرد أو البلد الذي يعاني من أزمة مالية سيعمل على ضغط نفقاته أكثر ما يمكن مقابل زيادة إيراداته أكثر ما يمكن أيضاً لمواجهة تلك الأزمة. ولكن يبدو الأمر مُختلف تماماً، عن تلك البديهية والمنطقية؛ في العراق وبالخصوص في موازنة 2021 التي تم وصفها بـ"الموازنة الإصلاحية" حيث تم التوجه نحو زيادة النفقات مقابل تخفيض الإيرادات عند مقارنتها بموازنة 2019! بمعنى إن الإصلاح المالي في العراق يسير بالاتجاه المعاكس.  حيث قُدرت النفقات العامة 133 تريليون دينار مقابل 105 تريليون كإيرادات عامة في موازنة 2019، ليصبح العجز ما يُقارب 28 تريليون دينار، والسبب انخفاض الإيرادات النفطية مقابل زيادة النفقات العامة وبالخصوص النفقات الجارية.  وعند النظر لمشروع قانون موازنة 2021، نجد إن النفقات العامة قُدرت بـ 150 تريليون دينار مقابل أكثر من 91 تريليون دينار كتقدير للإيرادات العامة، ليكون العجز 58 تريليون دينار، مما يعني إن موازنة 2021 هي أكبر موازنة في تاريخ العراق. حيث ارتفعت النفقات العامة بنسبة 12% في مشروع موازنة 2021 عن نفقات عام 2019، وفي المقابل انخفضت الإيرادات العامة بنسبة 13% في موازنة 2021 عن إيرادات عام 2019، وارتفع العجز بنسبة 107% في موازنة 2021 عن عجز عام 2019. بماذا يُفسر رفع النفقات وخفض الإيرادات وزيادة العجز بشكل مضاعف؟! إنه التناقض بعينه. إن موازنات الإصلاح المالي العام تتطلب، في العادة والبديهة كما ذكرنا في المقدمة؛ خفض النفقات العامة ورفع الإيرادات العامة، ونظراً لنسب نمو النفقات العامة والإيرادات العامة والعجز أعلاه، يتضح إن موازنة 2021 هي ليست موازنة للإصلاح المالي بقدر ما هي استمرار للنمط السابق وكأن العراق يعيش مرحلة الانتعاش النفطي! وفي الوقت الذي شكلت النفقات الجارية ما نسبته 75% من النفقات العامة شكلت النفقات الاستثمارية ما نسبته 25% من النفقات العامة عام 2019. وبالمُقابل في مشروع موازنة الإصلاح، موازنة 2021؛ شكلت النفقات الجارية ما يُقارب 82% وفي الوقت ذاته شكلت النفقات الاستثمارية ما نسبته 18% من النفقات العامة. هذا يعني إن النفقات الجارية ارتفعت بنسبة 23% عن النفقات الجارية لعام 2019، وفي المقابل انخفضت النفقات الاستثمارية بنسبة 18% عن النفقات الاستثمارية لعام 2019. فهل زيادة الإنفاق الاستهلاكي وخفض الإنفاق الاستثماري هو إصلاح مالي؟! يبدو من خلال هذه النسب إن موازنة 2021 تم تصميمها دون النظر للموازنة السابقة، لان نسبها مرتفعة مقارنة بنسب موازنة 2019 وهي لا تدلل على الإصلاح بقدر ما تدلل على استمرار النمط الانفاقي الاستهلاكي. حيث شكلت الإيرادات النفطية ما نسبته 88.8% من الإيرادات العامة وفي الوقت ذاته شكلت الإيرادات غير النفطية 11.2% منها في عام 2019. أما في عام 2020 فقد شكلت الإيرادات النفطية 79.5% من الإيرادات العامة بينما شكلت الإيرادات غير النفطية 20.5% منها. وإذا ما نظرنا لنسب الزيادة سنجد أيهما اتجه نحو الارتفاع وأيهما اتجه نحو الانخفاض، سنجد إن الإيرادات النفطية انخفضت بنسبة 10.5% في مشروع موازنة 2021 عن الإيرادات النفطية في موازنة 2019. كما وإن الإيرادات غير النفطية ارتفعت بنسبة 83% في موازنة 2021 عن الإيرادات غير النفطية في موازنة 2019. والحق يُقال، إن هذه النسب تُدلل على تحسن جانب الإيرادات وبالخصوص غير النفطية وذلك لزيادة الضرائب المباشرة، على الدخول والثروات؛ وارتفاع الرسوم والإيرادات الرأسمالية، مُقابل انخفاض الإيرادات النفطية بسبب انخفاض أسعار النفط وانخفاض الصادرات النفطية نتيجة لانتشار جائحة كورونا واتفاق أوبك بلص القاضي بتخفيض الإنتاج على أمل إنعاش أسعار النفط. أبرز النفقات المتضخمة تجدر الإشارة إلى أبرز الأبواب التي زادت نفقاتها ودفعت لزيادة حجم العجز في الموازنة بشكل كبير جداً عن حجم العجز في عام 2019، وكما في الآتي: اولاً: المالية، في عام 2019 بلغت الأموال المخصصة لوزارة المالية 29800 مليار دينار لكنها تضخمت بشكل كبير في مسودة موازنة 2021 لتبلغ 45969 مليار دينار من نفقاتها العامة. أي إن نمو النفقات العامة على وزارة المالية كان بنسبة 54% وهذه نسبة كبيرة جداً، وما دفع لارتفاع المبلغ والنمو فقرة المديونية التي بلغت 14 تريليون دينار عراقي. ثانياً: العمل والشؤون الاجتماعية، حيث بلغت الأموال المخصصة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية 3235 مليار دينار عام 2019، وارتفعت لتبلغ 5802 مليار دينار عام 2020، وبهذه المبالغ شكلت نسبة الزيادة 76.5% وهذه نسبة كبيرة جداً، ويمكن تبريرها بزيادة أعداد الذين تهتم بهم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بسبب جائحة كورونا.  ثالثاً: الكهرباء، بلغت الأموال المخصصة لوزارة الكهرباء 10056 مليار دينار عام 2019 وارتفعت إلى 16377 مليار دينار في مسودة عام 2021، لتشكل الزيادة نسبة 62.8%، ويعود ارتفاع هذه المبالغ لارتفاع الإنفاق التشغيلي بسبب الفساد لا الإنفاق الاستثماري لان الأخير بالأساس انخفض من 4 تريليون إلى 2 تريليون. ربعاً: إقليم كوردستان، بلغت الأموال المخصصة للإقليم 9783 مليار دينار عام 2019، ثم ارتفعت تلك التخصيصات بنسبة 26.7% لتبلغ 12489 مليار دينار في عام 2021 حسب مسودة موازنة 2021. خامساً: القوى العاملة، بالإضافة إلى البطالة المقنعة المترهلة في وزارات الدولة، تم زيادة عدد القوى العاملة إلى 3250 ألف موظف حسب مسودة 2021 بعد إن كان عدد القوى العاملة هو 2941 ألف موظف في عام 2019، هذا ما أسهم في زيادة حجم النفقات الجارية. ونظراً للالتزامات المالية المترتبة في ذمة وزارة المالية، وزيادة المستفيدين من خدمات العمل والشؤون الاجتماعية بحكم جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط وإيراداته، وزيادة التعيينات في وزارة الكهرباء بفعل الفساد، وزيادة مخصصات إقليم حكومة كوردستان دون الإيفاء بالالتزامات المترتبة في ذمته تجاه المركز، كل هذه الأسباب وغيرها دفعت لزيادة النفقات العامة وتفاقم العجز. خلاصة القول: إن زيادة النفقات العامة من 133 تريليون دينار في عام 2019 إلى 150 تريليون دينار في عام 2021، مقابل انخفاض الإيرادات من 105 تريليون دينار من عام 2019 إلى 91 تريليون دينار في عام 2021، هذا هو الإصلاح المالي بالاتجاه المعاكس بحكم تضخم العجز من 28 تريليون دينار عام 2019 إلى 58 تريليون دينار عام 2021. لذا، ومن أجل تحقيق الإصلاح المالي بالاتجاه الصحيح في العراق بعيداً عن الاتجاه المعاكس لا بُد من العمل وفق بديهية الإصلاح المالي التي تم الابتداء بها، أي العمل على تخفيض النفقات العامة أكثر ما يمكن والاقتصار على الضروريات فقط وزيادة الإيرادات العامة أكبر ما يمكن على أن لا تؤدي هذه الزيادة إلى آثار عكسية تضر بذات الإصلاح المالي كما في حال زيادة الضرائب بنسبة 100% تؤدي إلى تخفيض الحصيلة الضريبية إلى الصفر (منحنى لافر).


الحصاد draw: مايكل نايتس - معهد واشنطون في 8 كانون الثاني/يناير، أعلن "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عن فرض عقوبات ضد فالح الفياض رئيس «هيئة الحشد الشعبي» في العراق بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان والفساد. على إدارة بايدن أن تتبنى العقوبات الجديدة ضد الفياض، لأن القرار مدعوم بأدلة قوية على انتهاكات حقوق الإنسان ويمكن أن يساعد في محاسبة المنتهكين الآخرين. في 8 كانون الثاني/يناير، أعلن "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عن فرض عقوبات ضد فالح الفياض رئيس «هيئة الحشد الشعبي» في العراق، وهي الكيان المتطوع شبه العسكري الذي اندمج كخدمة مسلحة جديدة مدعومة من الحكومة في حزيران/يونيو 2014. وقد تم إدراج الفياض على القائمة السوداء بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان والفساد بموجب "الأمر التنفيذي 13818"، الذي نفذ "قانون ماغنيتسكي العالمي لحقوق الإنسان والمساءلة" ويجمّد ممتلكات الأفراد المتورطين في تلك الانتهاكات. وفي 28 كانون الأول/ديسمبر، غرد مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد جيك سوليفان قائلاً، "ستقف إدارة بايدن - هاريس ضد انتهاكات حقوق الإنسان أينما وقعت". وتصرفات فياض هي أكثر من أن تناسب مشروع القانون - فقد تم إدراجه على القائمة السوداء لدوره في إطلاق النار الجماعي والاحتجاز غير القانوني للمحتجين خلال مظاهرات تشرين الأول/أكتوبر 2019 في العراق. ووفقاً لما وثقته "منظمة العفو الدولية" و"منظمة مراقبة حقوق الإنسان" ("هيومن رايتس ووتش")، قُتل [في تلك الاحتجاجات] حوالي 500 متظاهر، وجُرح الآلاف، واعتقل المئات بشكل غير قانوني وتعرضوا لمعاملة سيئة. وأيّد فياض السياسة التي أدت إلى قيام قناصة الميليشيات باستخدام الذخيرة الحية ضد المدنيين، وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع مباشرة على رؤوس المتظاهرين، وهو ما خلق أبشع صور المظاهرات وأكثرها رهبة في 2019. من هو فالح الفياض؟ فياض هو حرباء سياسية ذات غريزة بقاء قوية جعل من نفسه ذا قيمة لخمسة رؤساء وزراء عراقيين متعاقبين. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2019، تمت دعوته إلى واشنطن في محاولة لإبعاده عن علاقاته الوثيقة مع الميليشيات المدعومة من إيران، لكنه أحرج مناصريه في الولايات المتحدة من خلال إسراعه بالعودة لتأدية دور قيادي في العصابة التي دبرت الفظائع المذكورة أعلاه. وفي ذلك الوقت، عمل كرئيس مدني لـ "جهاز الأمن الوطني" بالإضافة إلى منصبه في «هيئة الحشد الشعبي»، وكان للجهازين دور فعال في الهجمات على المتظاهرين المدنيين. إن دوره في أعمال القتل مفهوم جيداً بين أعضاء الحكومة العراقية وداخل حركة الاحتجاج. وفي 4 تموز/يوليو 2020، أقالته حكومة الكاظمي من اثنين من مناصبه الثلاثة (مستشار الأمن القومي ورئيس "جهاز الأمن الوطني")، وتركته في دور صوري كرئيس لـ «هيئة الحشد الشعبي»، وهي قوة قوامها 160 ألف عنصر بميزانية قدرها 2.6 مليار دولار. وهو أيضاً الشيخ الجليل لكتلة مكونة من ثمانية أعضاء في البرلمان المنقسم وأكبر ممثل سياسي لكتلة عشائرية كبيرة في ديالى وبابل هي عشائر "البو عامر". وهذه المؤهلات تجعله السياسي الشيعي الأكثر أقدمية الذي أدرجته الولايات المتحدة على القائمة السوداء حتى الآن. التداعيات على السياسة الأمريكية عملت "وزارة الخزانة" الأمريكية والوكالات الأخرى لفترة طويلة لجمع الأدلة والتحقق منها حول دور فياض في انتهاكات حقوق الإنسان والفساد والتواطؤ مع المنظمات الإرهابية المدرجة على القائمة السوداء مثل «كتائب حزب الله» و «عصائب أهل الحق». وهكذا، في حين أن قرار إدراجه على هذه القائمة يأتي في نهاية فترة الإدارة الأمريكية الحالية، إلّا أنه ليس بأي حال من الأحوال عملاً متسرعاً. والأهم من ذلك، يجب ألا ينسى فريق بايدن القادم أن المحتجين الشجعان في العراق يستحقون الحماية والإشادة إلى جانب أولئك المتظاهرين في هونغ كونغ وروسيا ولبنان وتايلاند وتشيلي وأماكن أخرى. ويُظهر إدراج فياض على القائمة السوداء أن الحكومة الأمريكية تراقب عن كثب وتقف إلى جانب الشعب العراقي ضد الميليشيات المتمردة التي تحاول تقويض ديمقراطيته، وغالباً ما يكون ذلك بناءً على طلب من طهران. وتأتي هذه الرسالة في الوقت المناسب بشكل خاص مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية في النصف الثاني من عام 2021، مما قد يمنح العراقيين الأمل في أن تعمل الولايات المتحدة مع جهات فاعلة دولية أخرى لضمان تصويت حر ونزيه. وفي الواقع، إن الهدف الأساسي من إدراج فياض على القائمة السوداء ليس لتغيير سلوكه، بل الإظهار للسياسيين العراقيين الآخرين وقادة قوات الأمن أن هناك تكلفة لدعم انتهاكات حقوق الإنسان والفساد الشبيه بالمافيا على أعلى مستويات الدولة. ومع ذلك، ففي الوقت نفسه، من الضروري أن تعمل الولايات المتحدة بجدية أكبر لضمان أن يكون لعقوبات "ماغنيتسكي العالمية" تأثير حقيقي على المُدرجين على القائمة السوداء مثل فياض. وكان للجولتين السابقتين من عقوبات ماغنيتسكي ضد العراقيين (تموز/يوليو وكانون الأول/ديسمبر 2019) تأثير مخيّب للآمال بالتأكيد على سفرهم وأنشطتهم المصرفية الدولية. يجب أن تضمن واشنطن أيضاً أن العراقيين والشركاء الدوليين العاملين في البلاد يفهمون أن إدراج فياض على القائمة السوداء هو التركيز على حقوق الإنسان وأن أنواع الأدلة التي تم جمعها هي لإظهار أنه كان متواطئاً في مثل هذه الانتهاكات. ومن ناحية الممارسة العملية، يعني ذلك أنه يجب على السلطات منع أي شخص أو كيان أمريكي - بما في ذلك المسؤولين الحكوميين ووكالات الإغاثة - من الاجتماع مع فياض. يجب عليهم أيضاً التأكد من أن شركاء الولايات المتحدة في دول الخليج وتركيا وأوروبا لا يقدّمون أي عون له أو يسمحون الوصول إليه أو لأمواله وخطط أعماله الواسعة خارج العراق. يجب أن تخضع مشاركته في أي مشاريع مصرفية إلى تدقيق أمريكي علني من خلال بعث رسائل إلى أي متعاونين مشتبه بهم. وفي الوقت نفسه، ينبغي على واشنطن أن تواصل الضغط بشكل خاص على الحكومة العراقية لإبعاد منتهكي حقوق الإنسان من قيادة «قوات الحشد الشعبي»، ولا سيما منظّمين ومنسقين آخرين لأعمال القتل التي حدثت في عام 2019. ومن بين هؤلاء: • أبو تراب (الاسم الحقيقي ثامر محمد إسماعيل)، ناشط في «منظمة بدر» وقائد "قوات الرد السريع" بوزارة الداخلية، وبصفته هذه أمر القوات بإطلاق النار على المتظاهرين. • أبو منتظر الحسيني، قيادي آخر في «منظمة بدر» إن أفضل طريقة لتسهيل هذه العملية هي بدء الإصلاح من القمة، من خلال عزل فياض ونائبه في قسم العمليات، أبو فدك (عبد العزيز المحمداوي)، أحد قادة «كتائب حزب الله» الذي لم يصادق رئيس الوزراء على تعيينه كما يقتضي القانون. وأحد الخيارات هو استبدالهما بقادة مدعومين من آية الله العظمى علي السيستاني والمؤسسة الدينية الشيعية. ويمكن أن تؤدي المساع الأمريكية الغير علنية وراء الكواليس إلى زيادة الضغط من أجل إجراء مثل هذه التغييرات في قيادة «قوات الحشد الشعبي».


الحصاد draw: يرى أغلب خبراء القانون الدستوري استحالة ترجمة ما يُطالب به قادة الحزب الديمقراطي وبعض الجمهوريين من ضرورة إزاحة الرئيس دونالد ترامب من منصبه قبل انتهاء فترة حكمه في العشرين من الشهر الجاري. ولم تنجح محاولات ترامب في تهدئة المخاوف عقب اقتحام المئات من أنصاره لمبنى الكونغرس أثناء جلسة التصديق على نتائج الانتخابات، كما لم يفلح اعترافه المتأخر بأنه خسر الانتخابات الرئاسية، وأن تركيزه بات منصبا على "انتقال منظم وسلس للسلطة"، في تهدئة المخاوف المتعلقة بسلوكه. ومثلت مفاجأة ترامب الأخيرة التي صدرت صباح الجمعة 8 يناير/كانون الثاني في تغريدات، على منصة تويتر قبل حظر حسابه، أشار فيها إلى أن المقتحمين "وطنيون صوّتوا لصالحه" صدمة جديدة، وأعقبت ذلك تغريدة أخرى تؤكد أنه لن يحضر حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. وعقب تزايد دعوات عزله أو محاكمته، نعرض هنا كيف يمكن للفصل الأخير من رئاسة ترامب أن ينتهي تبدو الخيارات محدودة في تأثيرها، ولا سيما من خلال طبيعة الجدول الزمني اللازم لعزل ترامب من منصبه، وهو ما يجعل هذه السيناريوهات أمرا صعبا، إن لم يكن مستحيلا خلال 11 يوما متبقية من فترة حكمه. وهناك خياران قانونيان لعزل الرئيس -التعديل الـ25 والإقالة- وهناك سيناريو بديل من خلال دعوات لمسؤولي الإدارة الأميركية وقادة الجيش بعدم اتباع الأوامر الرئاسية. لكن الواقع أكثر تعقيدا من تلك الدعوات التي انضم إليها بعض الجمهوريين خشية التأثيرات السلبية لاستمرار ترامب في الحكم على مستقبل حزبهم السياسي. استحالة سيناريو العزل تسمح المادة 4 من التعديل الـ25 للدستور بعزل الرئيس الذي "لا يمكنه أداء صلاحيات وواجبات منصبه"، ومع ذلك، يبدو من غير المرجح أن يتم التذرع بهذه المادة، لأن ذلك يتطلب من نائب الرئيس، وأغلبية أعضاء مجلس الوزراء، وثلثي أعضاء الكونغرس التصويت على عزل الرئيس من منصبه. وتطالب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي تشاك شومر، نائب الرئيس مايك بنس باللجوء إلى هذا الخيار. اعلان لكنّ هذا السيناريو سيصطدم برفض ترامب، وتحديه له، كما يبدو كذلك أن مايك بنس نائب الرئيس ليست لديه نية للمضي قدما في ذلك. بيلوسي توجهت لقادة الجيش الأميركي للتأكيد على عدم تنفيذ أوامر الرئيس إذا قرر شن حرب خارجية (غيتي) محاكمة لن تكتمل ويعد سيناريو عزل ترامب عن طريق المحاكمة البرلمانية بديلا ثانيا، ويمكن لمجلس النواب التحرك بسرعة لتقديم مواد العزل والتصويت عليها وإرسالها إلى مجلس الشيوخ، وعندئذ سيتعين على مجلس الشيوخ تناولها على الفور حيث إن قضايا المحاكمات البرلمانية لها الأسبقية على أي عمل تشريعي آخر. لكن المشكلة هنا تكمن في أن مجلس الشيوخ في عطلة حتى يوم 19 يناير/كانون الثاني الجاري، أي قبل يوم واحد من تنصيب بايدن رئيسا جديدا. وخلال مؤتمره الصحفي يوم الجمعة، تجنب بايدن التطرق لرغبة قادة حزبه الديمقراطي في عزل ترامب، وقال إن العزل "قرار يتخذه الكونغرس"، وأضاف أن "أسرع" طريقة لإخراج ترامب من منصبه هي أن يؤدي هو ونائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس اليمين الدستورية لبدء العمل. وتستهدف رغبة الديمقراطيين في بدء محاكمة ترامب منعه من تبوؤ أي منصب سياسي في المستقبل، إذ ينص الدستور على أن "الحكم في حالات العزل لا يجوز أن يمتد إلى أبعد من العزل من منصبه، وعدم الأهلية للتولي والتمتع بأي منصب حكومي"، لكن لا يمكن لمجلس النواب محاكمة الرئيس دون أغلبية ثلثي مجلس الشيوخ. في المقابل، حذّر السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام من ولاية كارولينا الجنوبية، من أن "الضرر الذي سيحدث حال محاولة عزل ترامب سيكون كبيرا، وأنه لن ينجح". عدم اتباع أوامر الرئيس وأمام صعوبة تحقيق السيناريوهين السابقين، اتجهت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي لقادة الجيش الأميركي للتأكيد على عدم تنفيذ أوامر الرئيس إذا قرر شن حرب خارجية. وقالت بيلوسي في بيان صحفي يوم الجمعة، "تحدثت هذا الصباح مع رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي لمناقشة الاحتياطات المتاحة لمنع رئيس غير مستقر من بدء أعمال عدائية عسكرية أو الوصول إلى الحقيبة النووية والأمر بضربة نووية". وهذه ليست المرة الأولى التي يطلب من قادة الجيش عدم إطاعة أوامر الرئيس التي يحددها الدستور. ففي ظل أزمة ووترغيت في أوائل سبعينيات القرن الماضي، وقبل توجه الكونغرس لمحاكمة الرئيس نيكسون (استقال قبل بدئها)، وجّه وزير الدفاع آنذاك جيم شلينزجر تعليماته لقادة الجيوش الأميركية بعدم إطاعة أي أوامر رئاسية تتعلق باستخدام أسلحة نووية قبل الرجوع إليه وإلى وزير الخارجية هنري كيسنجر. ولكن عدم اتباع أوامر الرئيس يعد عملا غير قانوني، إلا أن بعض خبراء القانون الدستوري يعتقدون أنه يمكن رفض الأوامر الرئاسية لو كانت غير دستورية، وهذا يخضع للحسابات والظروف السياسية المحيطة. المصدر : الجزيرة


تقرير : محمد رؤوف – فاضل حمةرفعت ترجمة : ك. ق زمن آشتي هورامي انتهى الاسبوع الماضي، الرجل الذي كان يمسك زمام ملف نفط وغاز اقليم كوردستان ويحمله بشكل غير شفاف داخل حقيبته لأكثر من (14) سنة.  يمنح برلمان كوردستان يوم الاربعاء بـ(كمال الأتروشي)، بعد آشتي هورامي، يُعَدَ ثاني وزير للموارد  الطبيعية في تأريخ اقليم كوردستان، هل نشهد نهاية حقبة آشتي هورامي؟ هل يرجع ملف النفط من لندن الى اربيل؟ هل بإستطاعة مسرور البارزاني اخذ زمام الملف النفطي تماماً من نيجيرفان البارزاني؟ من هو بديل آشتي هورامي؟ كمال الأتروشي، مرشح مسرور البارزاني لمنصب وزير  الموارد الطبيعية، سيرة حافلة مليئة ببالدراسة والعمل في المجال النفطي، فضلاً عن هذا كله وبحسب معلومات (الحصاد)، إن مسعود البارزاني رئيس البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) يسانده. أي ان له خبرة وتجربة في المجال النفطي من جهة، كما لديه مساندة سياسية من جهة اخرى، لكن السؤال المطروح هل يقدر الاتروشي مع هذه المساندة القوية اخراج نفط الاقليم من المشاكل وعدم الشفافية ويجعلها على مسار مناسب بحيث تكون وارداته في خدمة شعب كوردستان وانقاذه من هيمنة المتنفدين؟ ولد الاتروشي سنة 1955، حصل على شهادة البكالوريوس في الجيولوجيا من كلية العلوم في جامعة بغداد، بعد اكمال الدراسة بدء بمزاولة العمل في مجال الـ(جيوفيزياء)، وعمل للشركة النفطية الوطنية العراقية.  سافر للدراسة الى خارج الوطن، درس في الدراسات العليا وحصل على شهادة الماجستير في مجال (جيوفيزياء اكتشاف وتنقيب النفط) من جامعة (بوردو) الفرنسية عام 1987، ثم نال شهادة الدكتوراه من نفس الجامعة في مجال (جيوفيزياء النفط – اكتشاف وانتاج) عام 1991. بعد الدكتوراه، باشر كمال الاتروشي باابحث العلمي في المعهد الفرنسي للنفط، يمتلك خبرة (35 سنة) في مجال جيوفيزياء النفط، كما عمل مع العديد من المؤسسات والشركات الكبرى، منها : •    شركات (Elf) الفرنسية. •   الوكالة الدولية الكندية. •   باحث ومحاضر في جامعتي (مكغيل) و(كارلتون) الكنديتين. •   شركة نفط الكويت (KOC) لتنقيب وانتاج النفط. • شركة (بتروناس) الماليزية. • شركة (توتال) الفرنسية. ما الذي يغيره الاتروشي؟ مباشرة كمال الاتروشي في منصب وزير النفط، وإن لم يجرِ تغييراً كبيراً في البنية التحتية التي عمل عليها آشتي هورامي في الـ(14) عاماً السابقة ولا يفهمها الاّ هو، وهذا ما يجبر مسرور البارزاني على اجراء عدد من التغييرات في وزارة الموارد الطبيعية منذ البداية. احد ابرز التغييرات الموجبة على مسرور البارزاني اجرائها مع مباشرة الاتروشي، هو إلغاء ثلاثة كتب الذي اصدره بنفسه بخصوص الملف النفطي بعد مباشرته رئيساً لمجلس وزراء الاقليم. باشر مسرور البارزاني رسمياً في منصب رئاسة الوزراء بتأريخ 15 تموز 2019، وأول عمل قام به في ذلك اليوم كان اصدار امرٍ تحت رقم (4). جعل مسرور البارزاني بهذا الامر (آشتي هورامي) معاوناً له لشؤون الطاقة، وبذلك استحدث هذا المنصب في سابقة من نوعها في مجلس الوزراء، لأنه لا يوجد في الاقليم اي قانون خاص بمعاون رئيس الوزراء، وكذلك لم يتم ذكر هكذا منصب لا في قانون مجلس الوزراء ولا في النظام الداخلي للحكومة ولا حتى في قانون النفط والغاز. منح مسرور البارزاني عدداً من السلطات والصلاحيات في الامر رقم (4) لآشتي هورامي كمعاون له لشؤون الطاقة، منها : •     تنفيذ المهام الخاصة التي يكلف بها من قبل رئيس الوزراء في مجال الطاقة. •     الحضور في اجتماعات مجلس النفط والغاز وصياغة برامج الاجتماعات. ادّى مسرور البارزاني اليمين القانوني كرئيس للوزراء امام برلمان كوردستان، وليس كوزير للموارد الطبيعية، يقول بعض القانونيين ان مسرور البارزاني ليس بمقدوره منح سلطة وزارة ليست بحوزته الى شخص آخر، بمعنى ان مسرور البارزاني قد منح بأمره المرقم (4) سلطةً ليست له. ما يثير الانتباه، بعد اصداره للأمر رقم (4) في اول يوم من مباشرته، فبعد يومين وفي (17) من تموز، اصدر مسرور البارزاني امراً آخر تحت رقم (9) وبنفس مضمون الامر رقم (4)، مانحاً نفس السلطات والصلاحيات الى آشتي هورامي. تم نشر المر رقم (4) والأمر رقم (9) في صحيفة وقائع كوردستان، ولا يعرف لماذا اصدر رئيس الوزراء امرين تحت رقمين مختلفين في غضون يومين لآشتي هورامي، ولكن بنفس المضمون. اصدر مسرور البارزاني يوم 24 تموز 2019، اي بعد مضي تسعة ايام على مباشرته، الامر الثالث لآشتي هورامي تحت رقم (12)، يوجد هذا الامر باللغة الانكليزية فقط وهو موجه الى المحاكم والشركات النفطية، واللافت للنظر ان هذا الامر لم ينشر حتى الآن في صحيفة وقائع كوردستان. يمكن النظر الى الامر رقم (12) لمسرور البارزاني كأمر سري خلف  ظهر مؤسسة الحكم في اقليم كوردستان، الامر الخاص بملف النفط، وسرية هذا الامر يؤكد مرة اخرى تلك الحقيقة بأن ملف نفط الاقليم يدار بشكل غير شفاف. حصل (الحصاد) على نص ذلك الكتاب السري من عدد من الشركات العاملة في المجال النفطي من اوروبا، و وفقاً للامر رقم (12)، فقد وضع مسرور البارزاني نفسه محل وزير الموارد الطبيعية ومنح كافة سلطات تلك الوزارة لنفسه ومن ثم نقل السلطات من نفسه الى آشتي هورامي. في الامر رقم (12)، منح مسرور البارزاني هذه الصلاحيات والسلطات الى الهورامي  : •  يعتبر آشتي هورامي كوزير للموارد الطبيعية. • خُوِّلَ آشتي هورامي ومُنِحَ كافة صلاحيات وسلطات وزير الموارد الطبيعية. • مُنِحَ آشتي هورامي حق المشاركة في اجتماعات مجلس نفط وغاز اقليم كوردستان وتقديم الاستشارات والتعليمات، كما خُوِّلَ استخدام صوت وموقع وزير الموارد الطبيعية. • خُوِّلَ آشتي هورامي ان يصدر التعليمات والاوامر في مجال النفط والغاز، التصفية، نقل الوقود، العقود، وتحليل العقود، وسياسة الغاز. • جمع وقبض الاموال من الشركات النفطية العاملة في مجال نفط وغاز اقليم كوردستان. •إعطاء المستحقات المالية لشركات النفط مثل اموال عقود نقل وبيع النفط. • اجراء المفاوضات وتوقيع العقود مع الشركات الناقلة للوقود، المنتجات النفطية، التصفية، بيع المنتجات النفطية والعقود المماثلة. • اتخاذ القرارات بخصوص المشاكل مع الشركات النفطية، اجراء المفاوضات وعقد الاتفاقات وحسم مشاكل العقود. • تقديم التعليمات، التوجيهات، القرار على توحيد الحقول النفطية، التنمية المشتركة.  • صلاحيات ايقاف وصرف اموال المستشارين والخبراء والمستشارين القانونيين والمدققين والمحاسبين والمستشارين الآخرين بالشكل الذي يراه مساعد رئيس الوزراء (آشتي هورامي) مناسباً. • آشتي هورامي له جميع السلطات والصلاحيات لصرف الاموال للحاكمين ومصاريف المحاكم واية مبالغ يطلبه لجنة التحكيم والمحاكم. قبل منح الثقة بـ(كمال الاتروشي) في البرلمان، ينبغي على مسرور البارزاني الغاء كتبه الثلاثة تلك التي اصدره بعد مباشرته لآشتي هورامي، فبدون ذلك تكون سلطات وصلاحيات كمال الاتروشي ناقصة وغير كاملة. نفط داخل حقيبة! في هذه الأيام التي يمر بها اقليم كوردستان بأزمة مالية خانقة بسبب انخفاض اسعار النفط وعدم الاتفاق مع بغداد، تملأ كابينة مسرور البارزاني منصب وزير الموارد الطبيعية. إسْتُحْدِثَ منصب وزير الموارد المالية في اقليم كوردستان منذ عام ٢٠٠٥، منذ ذلك الحين الى الآن كانت هذه الوزارة في عهدة البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني)، وبقت هذه الوزارة في الكابينة التاسعة التي يرأسها مسرور البارزاني حالياً في عهدة البارتي ايضا. منذ ان تم استحداث وزارة الموارد الطبيعية في السنوات (١٥) الماضية، شغل رجل واحد هذا المنصب ألا وهو آشتي هورامي، في البداية اسْتُرْجِعَ الهورامي من لندن من قبل برهم صالح الى اقليم كوردستان واُخْتِيرَ لتسلم منصب وزارة الموارد الطبيعية، لكنه فيما بعد اصبح احد المقربين من نيجيرفان البارزاني(رئيس الوزراء للكابينات الحكومية المتوالية لمدة ١٧ عاماً).  بقاء الهورامي لمدة (١٤) سنة في منصب الموارد الطبيعية جعله يسيطر تماماً على القطاع النفطي في اقليم كوردستان واصبحت ادراة هذه الوزارة بدونه شبه مستحيلة، ولعل هذا هو السبب الذي جعل مسرور البارزاني مضطراً لإسناد منصب جديد خارج القوانين النافذة الى الهورامي الذي تم استبعاده من وزارة الموارد الطبيعية في الكابينة التاسعة، وفضلاً عن هذا كله اضطر البارزاني مسرور ان يصدر في حقه في مدة اقل من اسبوعين ثلاثة اوامر منحه فيها السلطات والصلاحيات. لكن السؤال هو هل ان مباشرة كمال الاتروشي في منصب وزير الموارد الطبيعية ستنهي عهد آشتي هورامي نهائياً؟ هناك اكثر من سبب ليكون لـ(آشتي هورامي) كلمة في قطاع نفط الاقليم لعدة سنوات اخرى وبقائه في الساحة، خصوصاً لأنه معاون مسرور البارزاني لشؤون الطاقة في هذه الكابينة الحالية. فضلاً عن هذا، هنالك عدد من القضايا القانونية على حكومة الاقليم في المحاكم وقد وجهت هذه القضايا الى آشتي هورامي، وهذا ما يجعل من هورامي ان يكون له كلمته لسنوات اخرى في مجال النفط، من هذه القضايا : •   وزارة الموارد الطبيعية عليها شكوى قضائية في محكمة عراقية بسبب بيعها للنفط دون موافقة الحكومة العراقية، وفي هذا ايضاً فإن الهدف هو آشتي هورامي. •  شكوى قانونية لشركة (دايناستي بترليوم) على آشتي هورامي في المحكمة الملكية في لندن، هذه الشكوى تخص وزارة الموارد الطبيعية  ويتم اصدار القرار النهائي بخصوصها في شهر شباط من العام الحالي، في حالة خسارة آشتي هورامي، فستضاف مبلغ (مليار و٦٨٠ مليون) دولار الى قائمة ديون  حكومة الاقليم البالغة (28 مليار) دولار. • كان آشتي هورامي طيلة بقائه في وزارة الموارد الطبيعية لمدة ١٤ عاماً يحمل وزارته داخل حقيبته، لم تكن وزارته تملك اية بناية او مقر معين في كوردستان، حتى يتسنى لنواب البرلمان والمؤسسات الرقابية الاخرى زيارته والتدقيق في كيفية ادارة ملف النفط، مسرور البارزاني وكابينته يحتاجون دائماً لحقيبة آشتي وهذا ما يجعل فرصة بقاء هورامي في الساحة متوفراً. • الاتفاق النصف قرني (50 سنة) في مجال الطاقة بين حكومة اقليم كوردستان وتركيا ابرم بعِلْم آشتي هورامي وهذا ما ادخل الهورامي الى الملفات السرية للحكومة ويمنحه فرصة البقاء. النفط .. من لندن الى اربيل آشتي هورامي موجود في لندن، ويزاول اعماله في بناية بجوار سفارة اسرائيل في منطقة خلف قصر (بكينكهام)، وهو حتى الآن يتعامل مع ملف النفط، كما يتواجد في البناية التي يداوم فيها الهورامي عدد من منتسبي وزارة الموارد الطبيعية بالاضافة الى مستشار اسمه (مايكل هاورد) الذي يقبض شهرياً راتباً قدره (٤٠ الف) دولار.  يتحدث آشتي هورامي هاتفياً مع المسؤولين الحكوميين، وكان قد شارك مرة في اجتماع حكومي عن طريق الانترنيت"اونلاين". في الآونة الاخيرة وفي نهاية عهد رئاسة نيجيرفان البارزاني للحكومة والتي استمرت لمدة ١٧ عاماً، امتلكت وزارة الموارد الطبيعية اول بناية خاصة بها، تقع البناية بالقرب من مصرف كوردستان في اربيل، لكن حينما ترك نيجيرفان البارزاني منصب رئيس الوزراء، جعل من تلك بناية مقرا لرئاسة الاقليم وجعل وزارة الموارد الطبيعية من دون مأوى من جديد. تملك وزارة الموارد الطبيعية الآن بناية مقابل مجلس الوزراء ويعمل فيها عدد من المسؤولين والمنتسبين، وبمباشرة كمال الاتروشي، يرجع ملف النفط من لندن الى اربيل وتنقل السيطرة على زمام ملف النفط من يد نيجيرفان البارزاني الى يد مسرور البارزاني.  


الحصاد draw: BBC يقول علي: "أشعر بالخوف، من خطر ما يحدق بي؛ من أن يقوم أحدهم في يوم ما بركل باب منزلي ويطلق خمس إطلاقات نارية، واحدة عليّ وأخرى على زوجتي وثلاث رصاصات على بناتي الثلاث". يخشى علي (اسم مستعار) من أن تستهدفه الميليشيات؛ هو وأسرته، لأنه عمل مترجماً لدى الجيش البريطاني ضمن قوات التحالف في العراق. كان يعلم أنها ستكون وظيفة محفوفة بالمخاطر، لكنه يقول إنه سعيد بما يقوم به من منطلق شعوره بالوطنية. لكن عندما اغتالت الولايات المتحدة، القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني، وكذلك أحد كبار قادة الميليشيات العراقية، أبو مهدي المهندس، أصبح عمل علي فجأة أكثر خطورة. ولم يعد علي يعمل الآن لدى قوات التحالف، لكنه يشعر بأنه يترك ليواجه مصيره وحده مع انسحابهم من العراق. التقيت بعلي وزميله أحمد (ليس اسمه الحقيقي أيضاً) في فندق آمن في بغداد، وفضلا عدم الكشف عن هويتيهما حفاظاً على سلامتهما... كانا يبدوان خائفين. يقول علي: "لم نكن نعرف إلى أين نذهب أو إلى من نلجأ. فجئنا إلى بي بي سي، وكل ما نريده هو أن يسمع الشعب البريطاني وحكومة المملكة المتحدة أصواتنا وقصتنا". "عائلة كبيرة واحدة" عندما بدآ العمل مع الجيش البريطاني في العراق قبل عامين، قيل لهما إنهما بمثابة أفراد في عائلة كبيرة واحدة. كان ذلك كافيا بالنسبة لهما ليشعرا بالتزام عميق تجاه شركائهما الأجانب. كان الإثنان جزءاً من مجموعة مكونة من ثمانية مترجمين فوريين، عملوا مع القوات البريطانية الخاصة التي جاءت إلى العراق كجزء من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم بالدولة الإسلامية. كتائب حزب الله في العراق: ما طبيعتها ومن يقف وراءها؟ قاسم سليماني: لماذا استهدفته الولايات المتحدة؟ إيران "توسع شبكة نفوذها" لمواجهة خصومها في الشرق الأوسط التعليق على الصورة، قوات الأمن العراقية أثناء التدريب وتقول وزارة الدفاع البريطانية إنه على مدى ست سنوات، ساعدت القوات البريطانية في تدريب أكثر من 120 ألف جندي عراقي وكردي. كان المترجمون يساعدون المستشارين البريطانيين الذين تم نشرهم في إحدى القواعد الرئيسية للتحالف لتوفير التدريب للقوات العراقية الخاصة. ولكن كانوا أحياناً يقومون بأكثر من مجرد وظيفة الترجمة، كما يقول أحمد. وأخبرني أنه كان يُطلب منه ومن المترجمين أحياناً أن يقوموا باستطلاع حول محيط المعسكر عندما كان الجنود البريطانيون يشعرون بالقلق حيال سلامة المعسكر، للتحقق من عدم وجود أي خطر قد يهددهم. ويضيف أحمد: "كنت أفتخر لقيامي بتلك المهمة، كانوا يخبروننا بأن لا نعرض حياتنا للخطر، لكننا كنا نقول لهم إنهم إخواننا ونريد أن نحافظ على سلامتهم". ويتابع أحمد: "نحن نحب بلدنا العراق وقد أتوا لمساعدتنا، لذلك كان لي الشرف أن أعمل معهم". "أهداف" فجأة تغير كل شيء في يناير/كانون الثاني من هذا العام ، فقد اغتيل أقوى قائد عسكري إيراني، قاسم سليماني وحليفه العراقي أبو مهدي المهندس، نائب رئيس قوات الحشد الشعبي في بغداد، بناءً على أوامر من دونالد ترامب، مما أثار غضب القوات شبه العسكرية القوية المدعومة من إيران. وأصبحت القوات الغربية والعراقيون الذين عملوا معها -الذين وُصفوا بالخونة- أهدافاً لتلك القوات. ويقول علي: "أصبحت الأجواء متوترة للغاية. حتى أن بعض القوات العراقية التي كان يتم تدريبها من قبل التحالف بدأت في معاملتنا كعدو. لا أعرف، ربما لأنهم كانوا موالين لدولة أخرى غير العراق". وباتت قواعد قوات التحالف الآن تتعرض لهجمات صاروخية منتظم، تدعي مجموعات ميليشيات غير المعروفة مسؤوليتها عنه. ويعتقد العديد من الخبراء أن هذه الجماعات الجديدة هي مجرد واجهة لميليشيات شيعية قوية ومعروفة أصلاً مثل كتائب حزب الله، وأنها تستخدم أسماء أخرى من أجل العمل بمزيد من الحرية. التعليق على الصورة، أبو مهدي المهندس (يسار) وقاسم سليماني (يمين) قتلا في غارة أمريكية في يناير/كانون الثاني 2020. وقال لي مسؤول أمريكي: "لدينا دليل على أن هذه الجماعات هي مجرد واجهات وأسماء جديدة لنفس الميليشيا الأساسية المناهضة للغرب المدعومة من إيران. إنهم يعلمون أن مطاردة الأشباح غير ممكنة، لذا يستخدمون هذه الاستراتيجية لترهيب العراقيين وقوات التحالف، وفي الوقت نفسه، تتمكن الميليشيا الرئيسية من إلقاء المسؤولية على تلك المجموعات وستدعي أنها لا تعلم شيئاً عنهم وتفلت من المسؤولية". مضيفاً إن هذه المجموعات المجهولة تركز الآن على العراقيين الذين يعملون مع التحالف بدلاً من قوات التحالف نفسها. "ميليشيات شبيحة" وأصدرت عدة ميليشيات غير معروفة تحذيرات متعددة تطلب من العراقيين الذين يعملون مع قوات التحالف ترك وظائفهم فوراً. و أطلقت إحدى تلك الميلشيات على نفسها اسم "أصحاب الكهف" أو "رفاق الكهف"، وأعلنت مسؤوليتها عن العديد من الهجمات الصاروخية على قواعد التحالف والسفارة الأمريكية في بغداد. صدر الصورة،AFP التعليق على الصورة، مقاتلو كتائب حزب الله ينعون مقتل المهندس وسليماني ونشرت الجماعة بيانا على موقع التواصل الاجتماعي، تلغرام، تعرض فيه أموالا على مترجمين عراقيين يعملون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وجاء في البيان "اليوم نصدر العفو عمن أساءوا إلى أنفسهم وبلدهم من خلال خدمة الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم من أعداء العراق، كما أننا سنوفر لكم الأمان ورواتب شهرية إذا اتصلتم بنا". وتبدأ الرواتب المعروضة في البيان، من 3000 دولار للمترجمين وقد تصل إلى 50 ألف دولار لمساعدي المخابرات الأمريكية والبريطانية. ويقول أحمد: "كان البيان يحمل رسالة مبطنة، مفادها إن لم تتعاونوا معنا، فسنعتبركم أعداءً، وقالوا "إن الفرق بيننا وبين التحالف هو أنهم يضربونهم بصواريخ الكاتيوشا، لكننا سيقتلوننا برصاصة". هجمات وقد ترجمت هذه الكلمات إلى أفعال - فمنذ اغتيال سليماني، تعرض العديد من القوافل الإمدادات اللوجستية التي تنقل حمولات التحالف في العراق إلى هجمات بالعبوات الناسفة. ونشرت "ميليشيات الشبيحة" مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الهجمات، وهي تعلن مسؤوليتها عن استهداف "قافلة للجيش الأمريكي" بسرور. وواقع الحال إن من يدير هذه القوافل فعليا هم متعاقدون خارجيون مع الجيش الأمريكي، كما أن سائقيها من العراقيين أيضاً، ولا يرافقهم أشخاص أمريكيين أو غيرهم من التحالف. وقال لي أحمد: "بإمكاننا أن نرى الآن أنهم بدأوا في تنفيذ تهديداتهم". وعلى الرغم من ذلك، واصل المترجمون العمل مع قوات التحالف. لقد كانت مهمة خطيرة لكنهم شعروا أن لديهم مستوى معين من الحماية. وقد أكد التحالف لهم أن بياناتهم ومعلوماتهم الشخصية لن يعلم بها أحد خارج التحالف. ويقول علي: "لا أحد يعلم طبيعة عملي أو مكاني، حتى أولادي باستثناء زوجتي، وحتى هي لا تعلم تفاصيل ما أقوم به بالضبط، وقد وعدنا التحالف أن تظل معلوماتنا الشخصية سرية". عاطل عن العمل ومعرض للخطر ولكن عاصفة أخرى عصفت بالبلاد لم تكن في الحسبان؛ كوفيد 19، الذي ما أن تفشى في العراق، حتى دخلت البلاد في حالة إغلاق كامل. ويجب على أي شخص يحتاج إلى السفر أن يكون على قائمة تصاريح خاصة صادرة عن الحكومة العراقية، والتي يتم إرسالها إلى جميع نقاط التفتيش في جميع أنحاء العراق. صدر الصورة،AFP التعليق على الصورة، يخشى المترجمون أن تكون معلوماتهم الشخصية قد سقطت في أيدي ميليشيات مدعومة من إيران والقائمة التي اطلعت عليها بي بي سي، توزعها قوات الأمن العراقية. وتضمنت الأسماء الكاملة والمسميات الوظيفية وأرقام الهوية وأرقام السيارات لجميع المترجمين الفوريين الثمانية في مجموعة علي وأحمد. وأُبلغ الثمانية بالبريد الإلكتروني أن هذه القائمة قد أرسلت إلى نقاط التفتيش العراقية "لتسهيل حركتهم". وكانت هذه الأنباء مرعبة بالنسبة لهم. ففي العراق، يتم إدارة نقاط التفتيش بشكل مشترك من قبل وحدات أمنية مختلفة، بما في ذلك قوات الحشد الشعبي التي تضم مجموعات مسلحة شيعية قوية مناهضة للولايات المتحدة. يقول أحمد: "هذا يعني أن الميليشيات لديها الآن معلوماتنا الشخصية". وأوقفت قوات التحالف فعلياً معظم برامج التدريب، وبدأت عملية تسليم القواعد للعراقيين بشكل جدي بعد تفشي فيروس كورونا واستمرار الهجمات الصاروخية على قوات التحالف. واعتباراً من منتصف مارس/آذار 2020 ، سلم التحالف ثماني قواعد عسكرية للعراقيين، وقلّص عدد قواته الموجودة في العراق بشكل كبير. وكانت إحدى القواعد هي تلك التي كان يعمل فيها أحمد وعلي. ومع بدء الانسحاب، غادرت القوات البريطانية الخاصة التي عملوا معها العراق في وقت أبكر مما هو مخطط له. والآن أصبح أحمد وعلي ورفاقهم الستة عاطلين عن العمل، ويشعرون بأنهم غير آمنين ومعرضين للخطر. وأجبرهم هذا الوضع الجديد على الاختباء ونقل عائلاتهم إلى عناوين مختلفة، لكن هذا ليس سوى حل مؤقت. ويخشى علي أن تلحق الميليشيات بهم في وقت ما. ويقول علي: "يخيل إلي أنني أحمل قلبي في جرة مليئة بالدماء، وإذا تعثرت وسقطت أرضاً، ستنكسر الجرة وأموت". التعليق على الصورة، نفى الميجر جنرال كيف كوبسي إشراك أي جهة في الاطلاع على البيانات الشخصية للمترجمين بيانات شخصية نقلت مشكلتهم إلى نائب قائد قوات التحالف، الميجر جنرال البريطاني، كيف كوبسي، لكنه نفى كليا اشراك أي جهة أخرى في الاطلاع على معلومات شخصية تخص المترجمين العراقيين. وقال: "كأي شخص نعمل معه، يوفر لنا المترجمون الفوريون اتصالاً حيوياً يمكّننا من القيام بعملنا هنا، لذلك نحمي بياناتهم الشخصية ولا نقوم بتمريرها إلى جهات أخرى، بما في ذلك الأمن أو القوات أو الحكومة العراقية". لكن عندما أخبرته أننا رأينا الوثيقة وأنها بدت أصلية، وعدنا بأنه سيتابع القضية قائلاً: "أرى أنها قضية مثيرة للاهتمام بغض النظر عن صحتها أم لا، وسأضطر إلى إجراء المزيد من البحث في هذه المسألة". وأكدت وزارة الدفاع البريطانية استمرار تحقيقاتها. وجاء في بيان الوزارة: "على الرغم من أننا لا نوظف مترجمين فوريين في العراق بشكل مباشر، فإننا نتعامل مع أي انتهاك للأمن الشخصي على محمل الجد، ونلزم مقاولينا باتباع أعلى المعايير ونحقق حالياً في هذه المزاعم". التعليق على الصورة، الاتصال بين قوات التحالف والحكومة العراقية يتم من خلال السفارة الأمريكية في بغداد وكانت الوثيقة تحمل عنوان السفارة الأمريكية في بغداد. ويوضح أحمد أنه نظراً لقيادة الولايات المتحدة للتحالف، فإن أي مراسلات إدارية مع السلطات العراقية تأتي من السفارة الأمريكية. اتصلنا بالسفارة الأمريكية وسألناهم عن هذه الوثيقة. أجاب متحدث باسم السفارة: "عموماً لا نعلق على مراسلاتنا الدبلوماسية الخاصة مع حكومة العراق. ولكن، تنسيق التحركات اللوجستية مع حكومة العراق هو إجراء نظامي معتاد لضمان سلامة وأمن البعثة الأمريكية والولايات المتحدة". وللتهديدات التي يتعرض لها المترجمون العراقيون تاريخ طويل. فمنذ سقوط صدام حسين، قتل ما لا يقل عن 40 شخصاً ممن عملوا مع الجيش البريطاني على أيدي جماعات الميليشيات المسلحة. وعلى الرغم من التهديدات المستمرة في السنوات التي أعقبت غزو العراق، الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 ، رفضت المملكة المتحدة تقديم برنامج تأشيرة شامل يغطي جميع المترجمين الفوريين العاملين مع الجيش البريطاني. وقال تقرير نُشر في فبراير/شباط 2019 على موقع وزارة الداخلية تحدث عن "ما يعد تعاونا" في العراق، إن مستوى الخطر على حياة المترجمين العراقيين منخفض الآن، بالنظر إلى حقيقة أن معظم الميليشيات المعادية للغرب المدعومة من إيران مشغولة بصراعاتها الداخلية وكذلك القتال ضد داعش. ومن المؤكد أنه خلال الحملة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، شهدت الكثير من التعاون غير المباشر بين الجماعات الموالية لإيران والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. لكن الوضع تغير بشكل واضح منذ مقتل سليماني والمهندس. لم يعد يستطيع كل من أحمد وعلي الشعور بالأمان. فهما قلقان من أن يُضاف اسماهما أيضاً إلى القائمة الطويلة للمترجمين الذين قُتلوا في العراق.


الحصاد draw: أعلنت القيادة المركزية الأميركية، الأربعاء، تحليق قاذفات "بي 52" والتي تعرف باسم "ستراتوفورترس" في سماء الشرق الأوسط بهدف ردع أي عدوان.  وأضافت في بيان أن نشر القاذفتين يوجه رسالة واضحة ورادعة إلى كل من ينوي إلحاق الأذى بالأميركيين أو مصالحهم. وقال قائد القيادة المركزية الأميركية، فرانك ماكنزي، إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع، ولكن لا يجوز لأحد أن يقلل من القدرات الدفاعية لها. وإنطلقت قاذفات القنابل العملاقة من قاعدة مينوت في ولاية نورث داكوتا، وهي مهمة الردع الثالثة التي تجري خلال 45 يوما. مزايا قاذقة B-52 الأميركية والمهمة الأطول: B-52 تاريخ وقدرات خارقة * لقاذفات B-52 تاريخ حافل في سلاج الجو الأميركي، إذ صمم الجيل الأول من الطائرة عبر شركة بوينغ في أربعينيات القرن الماضي * دخلت أولها للخدمة وهي B-52 A، في الخامس من أغسطس 1954. *أنتجت الشركة المزيد من هذه الطائرات على اختلاف فئاتها ومميزاتها، ليصل عددها إلى 744 في الفترة ما بين الأعوام 1952 و1962، وفق موقع بوينغ. *وتعتبر طائرات B-52 سترارتو فورترس، الأخيرة من الطراز نفسه، والهدف منها القيام بمهام متعددة، وهي قادرة على التحليق على ارتفاعات تصل إلى 50 ألف قدم وتستطيع حمل الذخائر النووية أو الذخائر التقليدية الموجهة بدقة.  * في مايو 2014، كشف سلاح الجو الأميركي عن أول B-52 تم تحديثها بنظام اتصالات متطور. وأضاف النظام الجديد العديد من روابط بيانات الاتصالات، وشاشات LCD مع نقل مباشر للمعلومات الاستخباراتية التي تظهر على خرائط متحركة، وشبكة حاسوب متطورة، فضلا عن القدرة على إعادة توجيه السلاح في الجو. * في ذلك العام كان سلاح الجو يشغل 76 طائرة من طراز B-52 مع التخطيط لتحديثها جميعا، وفق موقع بوينغ. أما اليوم فتوجد 58 قاذفة في الخدمة، و18 احتياطية، وفق موقع القوات الجوية الأميركية.  * يبلغ طول B-52 سترارتو فورترس 48 مترا وارتفاعها 12.4 مترا، وتزن 83 ألفا و250 كيلوغراما، لديها ثمانية محركات، فيما تصل سرعتها القصوى إلى 1046 كيلومترا في الساعة، وهي قادرة على التحليق على علو يصل إلى 50 ألف قدم. سعر القاذفة الواحدة إلى 83 مليون دولار. * تتميز B-52 بقدرتها على حمل مجموعة كبيرة من الذخائر فضلا عن قدرتها على التحليق لمسافات طويلة عبر القارات من دون توقف، وتستطيع إعادة التزود بالوقود في الجو. * شاركت الطائرة في عمليات خلال الحرب الباردة، وخلال عملية عاصفة الصحراء في عام 1990. * سجلت أطول رحلة لـB-52 في مهمة قتالية يومي 2 و3 سبتمبر 1996. وقامت حينها برحلة ذهاب وإياب من لويزيانا إلى بغداد مدتها 34 ساعة وقطعت خلالها 16 ألف ميل من دون توقف، وقصفت باستخدام صواريخ كروز، محطات الكهرباء في العاصمة العراقية ومنشآت للاتصالات. * كان للقاذفة دور في "عملية تحرير العراق" وأطلقت حوالي 100 صاروخ كروز CALCMs، خلال مهمة ليلية في 21 مارس 2003.   * في 2016، عادت B-52 إلى منطقة القيادة المركزية للمرة الأولى خلال عقد وقامت بحوالي 1800 طلعة ضد داعش في سوريا والعراق ما ساهم في تراجع التنظيم في المنطقة.  * شارك عدد من قاذفات B-52 في هجمات على قوات موالية للنظام السوري في السابع من فبراير 2018. *يتوقع سلاح الجو الأميركي أن B-52 ستظل في الخدمة حتى عام 2050. * تستطيع B-52 حمل نحو 12 من قنابل الهجوم المباشر المشترك (JDAM) والتي يتم توجيهها من قبل القمر الصناعي، وتزن بين 226 إلى 900 كيلوغرام. * قاذفات B-52 قادرة على حمل أسلحة نووية وذخائر قوية أخرى. * بإمكان الطائرة الضخمة حمل قنابل "بايفواي" الذكية الموجهة بالليزر، كما أنها مزودة بحجرات قناصة. * تكمن إحدى أهم ميزات B-52 في حملها قاصفة صواريخ روتاري التي يمكنها إطلاق 20 صاروخ كروز من طراز JASSM. * تستطيع الطائرة إطلاق 12 صاروخا مثبتة على أجنحتها، وثمانية صواريخ مخزنة داخلها. * تحمل الطائرة صواريخ من طراز AGM-158 JASSM، التي يصل مداها إلى 250 ميلا، وتحمل رأسا شديد التفجير يصل وزنه إلى 450 كيلوغراما.


الحصاد draw: صلاح حسن بابان- الجزيرة نت   لم ينحصر هول مفاجأة العراقيين بداية الألفية الثالثة برؤيتهم الدّبابة الأميركية وسط العاصمة بغداد في غزو قادته الولايات المتحدة لبلادهم عام 2003، أطاحت من خلاله بنظام الرئيس الراحل صدام حسين فحسب، بل سرعان ما وسّعت هذه البداية سقف المفاجآت بمشاهدة صدّام نفسه على منصّة الإعدام وقد لُفّ حبل المشنقة حول عنقه صبيحة 30 ديسمبر/كانون الأوّل 2006، والذي وافق أول أيام عيد الأضحى المبارك وقتذاك. مرّ 14 عاما على هذا الحدث، إلا أنّه ما زال يحملُ تفسيرات وتأويلات متباينة إلى حدٍ ما، مع جملة من الخفايا والأسرار ما زالت ترافقه دون إجابة واضحة عليها، أبرزها يدور حول نية أطراف خارجية تهريب صدام، إضافةً إلى أسباب اختيار هذا التوقيت تحديدا لتنفيذ الحكم. حداد أكد أن إعدام صدام كان قضائيا بحتا ونفى فرضية الانتقام منه على خلفية طائفية (الجزيرة) طموح سياسي واتُّهم صدام بارتكاب عدّة جرائم قيل إنها ضد الإنسانية على مدى ربع قرن من حكمه للعراق (1979-2003)، إلى أن أطيح به بالغزو الأميركي للبلاد، إلا أن هذا كله لا يعني عدم وجود أجندات ونوايا خلف إعدامه، أهمها الطموح السياسي والشرف التاريخي الذي طمع به رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي بجعل حدث إعدام صدام في عهده، كما يقول القاضي منير حداد نائب رئيس المحكمة الجنائية العليا، ونائب رئيس محكمة التمييز، والمشرف على عملية الإعدام. وما زالت ذاكرة حداد تحتفظ بتفاصيل المشاهد الأخيرة من حياة صدام قبيل إعدامه، وهو الذي أشرف بشكل مباشر على تنفيذ الحكم بعد اتفاقه مع المالكي على اختيار هذا اليوم بالتحديد، نافيا نفيا قاطعا وبغضب -في رده على سؤالٍ للجزيرة نت- وقوف أجنداتٍ خارجية وراء اختيار أول أيام عيد الأضحى المبارك لتنفيذ الحكم انتقاما منه على خلفية طائفية، مضيفا "لم يكن صدام سنيّا ولا شيعيا، بل دكتاتورا قتل من السُنّة أكثر من الشيعة"، مؤكدا أن ملف الإعدام كان قضائيا بحتا. بماذا تنبأ القذافي؟ وما يمكن اعتبارها الزاوية الأكثر استغرابا وإثارة في إعدام صدام حسين -كما يؤكد حداد- هو تخصيص الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي 5 مليارات دولار أميركي لتهريبه من السجن، لكن محاولاته وخططه باءت بالفشل، وأكدت المعارضة الليبية هذا الأمر بعد الإطاحة به، وكذلك تنبأ القذافي في خطابه أمام إحدى القمم العربية بأن يكون مصير رؤساء العرب مشابها لمصير صدام.   ورغم أن القضاء العراقي اتهم صدام بتنفيذ جرائم بشعة ضد الإنسانية، ولا سيما المجازر التي ارتكبها بحقّ الأكراد والشيعة، فإن محاولة اغتياله عام 1982 بقضاء الدجيل هي التي أوصلته الى حبل المشنقة. فقد وقعت مجزرة الدجيل مطلع ثمانينيات القرن الماضي في بلدة تحمل هذا الاسم شمال بغداد، بعد هجوم على موكب الرئيس الراحل. وقتل في المجزرة 143 شخصا من سكان البلدة، ودمّرت ممتلكات عديدة. العلوي اعتبر أن توقيت إعدام صدام خدعة أميركية ذكية لتشويه المناسبات الدينية للمسلمين (الجزيرة) فخ أميركي ولم يخلُ بقاء صدام حسين على قيد الحياة خلف الستار من تحقيق مصالح متضاربة لأطراف أرادت الاستفادة منه ومن معلوماته المتعلّقة بأحداثٍ مهمة وحساسة وبارزة، عكس جهاتٍ أخرى أسرعت في تنفيذ الإعدام خشيةً من احتمالية عودة حزب البعث ثانيةً، أو سعي قوى معيّنة لاستخدام وجوده لإثارة الكثير من القضايا وإخضاع العراق لمساومات هو في غنى عنها، وهذا ما دفع المالكي إلى حسم الأمر وتنفيذ حُكم الإعدام. ولم يكن إيصال صدّام حسين إلى منصة الإعدام سهلا ما لم تشترك عدّة دول خارجية وأطراف داخلية في هذا الأمر، بحسب ما يرى أستاذ التاريخ السياسي في الجامعة المستنصرية الدكتور صالح العلوي، عازيا السبب إلى ظروف ضاغطة داخلية وخارجية. وفي رده على سؤال للجزيرة نت عما إذا كانت أميركا أوقعت الطبقة السياسية العراقية في فخها بتحديد هذا التاريخ لتنفيذ حكم الإعدام أم لا، يؤكد العلوي تدخل أميركا في هذا الأمر بل إنها عملت على تقريبه، في خطوة يفسرها بأنها خدعة ذكية لتجعل عند المسلمين لغطا وتفسيرا وتشويها لمناسباتهم، مستذكرا حادثة في التاريخ الإسلامي مشابهة لما حصل مع صدام، بقيام أحد الخلفاء العباسيين بتنفيذ حُكم الإعدام بحقّ جماعة معارضة انقلبت عليه، وكان ابن له من بينهم، رافضا الانصياع لمناشدة زوجته بإطلاق سراح ابنيهما، ونفذ فيهم حُكم الإعدام في أحد أعياد الأضحى المبارك. ويشير العلوي الى إحدى ألاعيب أميركا التي أوهمت فيه الطبقة السياسية من خلال الضغط عليها لإخراج صدام حسين من السجن في الظاهر، إلا أن نيتها في الباطن كانت لدفعهم للاستعجال بتنفيذ الإعدام، ونجحت في ذلك، وأوقعت كل السياسيين في هذا الفخ. الحياني رأى أن ساسيي العراق لم يجرؤوا على إعدام صدام لولا وجود ضوء أخضر أميركي لذلك (الجزيرة) استفزاز وضوء أخضر بدوره، يوافق أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد الحياني على رأي العلوي بنجاح أميركا في إيقاع السياسيين العراقيين بفخها من خلال إعدام صدام حسين بهذه الطريقة، مقللا من قدرة الطبقة السياسية التي جاءت بعد 2003 على إعدامه ما لم تحصل على ضوءٍ أخضر من أميركا. اعلان واتهم الحياني الطبقة السياسية باستفزاز الشعب العراقي من خلال تنفيذ حكم الإعدام صبيحة عيد الأضحى المبارك، مستبعدا فكرة تهريب صدام أو استخراجه بطريقةٍ أو بأخرى أو عدم إعدامه، وهو المتهم بملفات جنائية كثيرة وحُكم عليه بالإعدام على إثر ذلك. واستغرب من خلو مراسم تنفيذ حُكم الإعدام من الأسس الإسلامية والبُعدين الإنساني والأخلاقي، إضافةً إلى المبادئ العربية، ولا سيما أن صدام حسين كان رئيسا للعراق وحكمه لنحو 25 عاما. المصدر : الجزيرة


الحصاد draw: شبكة "نيريج" للصحافة الاستقصائية في العراق آلاف المعاملات المزورة تسنزف أموال المتقاعدين العراقيين وتحرمهم من مستحقاتهم. هذا التحقيق يكشف كيف يحصل ذلك.   فوجئ مراجعو “هيئة التقاعد العامة في بغداد” صباح يوم 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، بعناصر أمن مدججين بالسلاح، يقودون رتلاً من الموظفين مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين إلى خارج المبنى، ليكتشفوا لاحقاً أنهم كانوا شهوداً في قضية تفكيك شبكة تزوير كبرى كانت تنهب 30 مليار دينار شهرياً (ما يعادل عشرين مليون دولار) من المال العام. وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية التابعة لوزارة الداخلية، أعلنت بعد ساعات في بيان لها اختراقها (وتفكيكها) شبكة تزوير في هيئة التقاعد الوطنية، مؤلفة من 29 متهماً بينهم 17 موظفاً رسمياً. جاء البيان بعد أكثر من شهرين على اعتقال أحمد السعدي الرئيس السابق لهيئة التقاعد في منطقة الوثبة وسط العاصمة بغداد، والذي اعتقل يوم الثلاثاء 15 أيلول/ سبتمبر بتهمة الفساد. يقول صباح الكناني رئيس مؤسسة الإصلاح والتغيير المعنية بتتبع قضايا الفساد إن “ظاهرة التحايل على حقوق المتقاعدين ليست وليدة اليوم، بل هي متأصلة منذ زمن بعيد ويديرها موظفون فاسدون معروفون للقاصي والداني”. الكناني المطلع عن كثب على ملف القضية، ذكر بأن الشبكة التي قُبض على أفرادها مسؤولة عن ترويج آلاف المعاملات التقاعدية المزورة بينها 4500 معاملة في محافظة الأنبار وحدها. وجميع المستفيدين منها لا تنطبق عليهم الشروط القانونية، مقدراً المبالغ التي كانوا يستحوذون عليها بأكثر من ثلاثين مليار دينار شهرياً. مبنى هيئة التقاعد كتاب رسمي يستعلم عن اموال الساعدي مسؤولون كبار وراء التزوير بحسب الكناني فإن “شبكة التزوير كانت تعمل بتواطؤ من رئيس الهيئة أحمد الساعدي المعتقل حالياً، والذي يخضع مع مدير فرع الهيئة في محافظة الأنبار للتحقيق”، مبيناً أن “أفراد الشبكة روجوا معاملات تقاعدية لعناصر في تنظيم داعش بعد قيامهم بالتلاعب في أوراقهم الرسمية واعتبارهم من ضحايا العمليات العسكرية التي وقعت في الأنبار عام 2016”. ووفقاً للكناني فإن “مجموع المعاملات المزورة التي تم ترويجها ومنحت بطاقات هوية تقاعدية بموجبها بلغت نحو 9000 معاملة، بينها 4500 في محافظة الانبار و700 في محافظة ميسان و1500 في محافظة صلاح الدين و2600 في محافظة البصرة. المتقاعدون الذين يربو عددهم على ثلاثة ملايين و800 ألف بين مدنيين وعسكريين يحملون رئيس الهيئة السابق، من خلال الشبكة التي كان يديرها، مسؤولية سرقة حقوقهم من صندوق التقاعد ومنح بعضها لأفراد في تنظيم “داعش”. ماذا حصل في هيئة التقاعد؟ حاول معد التقرير التواصل مع إداريين في هيئة التقاعد الوطنية، لكنهم رفضوا الإدلاء بأي تفاصيل بشأن عمليات التزوير التي كنت تحصل، في ظل تعليمات تمنع الموظفين من التصريح، إلا أن أحد الموظفين وافق على شرح جوانب ما يحصل من دون ذكر اسمه، مؤكداً أن “عمليات التزوير اتخذت صوراً وأشكالاً متعددة، بدأت بالتلاعب بملفات المتقاعدين وتغيير جهة الإحالة من وزارة إلى أخرى وزيادة عدد سنوات الخدمة وجعله مستحقاً مكافأة نهاية الخدمة التي تصرف لمن تبلغ خدمته من موظفي الدولة أكثر من 30 سنة”. وعن كيفية حصول الموظفين المتورطين بهذه الأعمال على مبالغ مالية، يوضح الموظف أن “المزورين يحصلون على مكافأة نهاية الخدمة كأجر أو أتعاب، وهو مبلغ كبير يتقاسمونه، بينما يحصل الشخص المستفيد على الراتب التقاعدي”. ويكشف أن المتهمين “قاموا بعد انتهاء عمليات تحرير مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار من داعش في حزيران/ يونيو 2016 بإدراج أسماء أشخاص متوفين لأسباب طبيعية داخل بيوتهم واعتبارهم من ضحايا الأعمال الحربية عبر التنسيق مع موظفين في لجان التعويضات الموجودة في المحافظة. وتم لاحقاً ترويج المعاملات التقاعدية لهم بتنظيم محاضر أرسلت إلى هيئة التقاعد لصرف الرواتب التقاعدية”.  الخبير القانوني عبد السلام حيدر يشرح أن المتلاعبين يقومون بعملية تبييض سير عناصر من “داعش” أو متهمين بالولاء للتنظيم، ويتم ذلك بمجرد حصولهم على أوراق رسمية تفيد بوضع قانوني معين، كحالة الوفاة الطبيعية، وبالاستناد إلى شهادة الوفاة المزورة، يتجنب ذوو الشخص الملاحقة ويستندون إليها في ترتيب أوضاع قانونية لمصلحتهم كالراتب التقاعدي وحتى التعويض المحتمل عن الأضرار خلال الأعمال الحربية. لكن هذا الأمر يقتصر بحسب حيدر على حالات محددة و”ليست ظاهرة عامة وتتعلق غالباً بأشخاص موالين للتنظيم أو يشتبه في أنهم كانوا موالين له”.  مجموع المعاملات المزورة التي تم ترويجها ومنحت بطاقات هوية تقاعدية بموجبها بلغت نحو 9000 معاملة رواتب تقاعدية لمقاتلين في “داعش”! تابع معد التقرير، اعترافات لمتهمين ألقي القبض عليهم في هيئة التقاعد وبثتها قناة “العراقية الفضائية”، كشفوا فيها عن جوانب من عمليات التزوير والتلاعب، طابقت وبنحو كبير ما أفاد به الموظف الذي زودنا بالمعطيات. أحد المتهمين كان بوسعهِ، وبحكم وظيفته، إصدار أوامر تعيين حكومية مزورة لأي شخص وينسب للوزارة التي يرغب بها ثم يحال إلى التقاعد بأوراق مزورة أيضا وتصرف له رواتب وحقوق تقاعدية كأنه موظف حقيقي متقاعد. وبشأن الكيفية التي تم بها تزوير بطاقات هوية تقاعد لأشخاص بلا صفة وظيفية، يقول المتهم: “أصدرنا هويات تقاعدية لمقتولين من عناصر تنظيم داعش بحجة أنهم من ضحايا الإرهاب، وزورنا لهم أوراقاً رسمية ثم خصصنا لهم في ضوئها رواتب تقاعدية”. ويشير إلى أن أفراد مجموعته “تقاضوا مبالغ مالية جراء هذه العمليات وصلت بالمجمل إلى 600 ألف دولار”. في 27 آب/ أغسطس 2020 أصدر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أمراً ديوانياً شكّل بموجبه لجنة دائمة للتحقيق في قضايا الفساد برئاسة الفريق الحقوقي في وزارة الداخلية أحمد طه هاشم أبو رغيف، وعضوية ممثلين عن جهازي المخابرات والأمن الوطني وهيـئة النزاهة، كما كلف قوات جهاز مكافحة الإرهاب بتنفيذ القرارات الصادرة عن قضاة التحقيق أو المحاكم المختصة المتعقلة بقضايا الفساد.


 تقرير : فـاضـل حـمه رفعت  ترجمة : عباس س المندلاوي  مسألة نقل السفارة الاميركية من بغداد الى اربيل كانت محل البحث والنقاش في لقاءات خليفة قاسم سليماني مع الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في العاصمة بغداد     ، هناك خشية ايرانية من نية  مبيتة لدى الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية لها قبيل انتهاء ولاية الرئيس الاميركي دونالد ترامب ، وهذا التطور العسكري من شأنه فرض ضغوط ايرانية على اقليم كوردستان وتوتير الاوضاع فيه . المزيد من التفاصيل حول الموضوع في هذا التقرير : هجوم في ذكرى مقتل "الحاج قاسم"  لا يبدو ان الايام الاخيرة لهذا العام ستكون جيدة بالنسبة للعراق ، فالايام الاولى من سنة 2020 شهدت مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني وابو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق مما جعل ايام عطلة رأس السنة ايام حرب مفاجئة ، ومع اقتراب ذكرى مقتل سليماني ورفيقه ؛ واثناء الاستعدادات للاحتفال باعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية ؛ تعرضت المنطقة الخضراء في بغداد حيث مقر الحكومة العراقية ومقر السفارة الاميركية ، لهجوم صاروخي خرق هدوء ليلة الاحد . وبهذا الصدد ذكرت مصادر الجيش العراقي ان المنطقة الخضراء تعرضت لثمان صواريخ اطلقت من منطقة معسكر الرشيد ، محملة المجموعات الخارجة على القانون مسؤولية الهجوم ، لكن مسؤولا اميركيا اكد ان 21 صاروخا استهدف المنطقة الخضراء وألحقت اضرارا بعدة مبان ، يذكران السفارة الاميركية في المنطقة الخضراء محمية بنظام مضاد للصواريخ من طراز  "C-RAM" . الجيش الاميركي يهدد ويتزامن الهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء مع اقتراب الذكرى السنوية الاولى لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ، لذلك يشير المسؤولون الاميركيون باصابع الاتهام الى الايرانيين ، من جانبها اكدت القيادة الوسطى للجيش الاميركي ان الجماعات الخارجة على القانون المدعومة من ايران تقف وراء الهجوم ، نافية اصابة اي مواطن اميركي في الهجوم ، محذرة تلك الجماعات من مغبة وقوع ضحايا في صفوف الاميركين في العراق . خيارات ترامب  الرئيس الاميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب هدد في تغريدة له على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي  "تويتر"  ايران من مغبة تعرض المواطنين الاميركيين لاي هجمات وعليها التفكير مليا قبل الاقدام على اي عمل يهدد حياة الاميركيين ،واضاف ترامب سنسمع كلاما اخر اذا شنت هجمات اخرى تستهدف الاميركيين ، هذا ونشر الرئيس الاميركي المنصرف صورة  ثلاثة صواريخ غير منفجرة  مقرونة بتغريدته . الى ذلك ذكرت وكالة انباء رويترز نقلا عن مصادر مطلعة ، ان مسؤولي الامن القومي قد اجتمعوا في البيت الابيض للتداول حول عدد من الخيارات المطروحة لكيفية التعامل مع ايران ، واضافت المصادر ان وزيري الخارجية والدفاع ومستشار الامن القومي وعدد اخر من المسؤولين الاميركيين قد شاركوا في الاجتماع للخروج بعدد من الاقتراحات لمواجهة ايران وعرضها على الرئيس الاميركي لاتخاذ القرار النهائي بشأنها . ترامب الذي سيغادر البيت الابيض في العشرين من الشهر المقبل ، سيخلف وراه كماً هائلا من المشاكل والازمات السياسية  لخلفه جو بايدن ،من جهتها تأمل طهران تلافي اي مواجهة مسلحة مع واشنطن وتنتظر إحياء الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة مرة اخرى عند تولي بايدن مهامه في المكتب البيضاوي  ، وكذلك انعاش اقتصادها المنهك بفعل العقوبات الاقتصادية الاميركية  . السفير من بغداد الى اربيل  ! وفي هذه الاثناء عادت مسألة اغلاق ابواب السفارة الاميركية في المنطقة الخضراء في بغداد الى الواجهة بُعَيد الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة  ، ونقلت موقع "ئەكسیوس"  عن مسؤولَين اميركيًين ان الخارجية الاميركية تنوي اغلاق سفارتها في بغداد كأحد الخيارات المطروحة لمواجهة خطر الجماعات الموالية لايران التي يصفها ترامب بدولة راعية للارهاب ، مشيرا الى الحكومة الاميركية ستنقل سفيرها ماسيو تويلر الى مدينة اربيل او قاعدة عين الاسد في محافظة الانبار غربي العراق اذا قررت اغلاق سفارتها . اقليم كوردستان بين طهران و واشنطن  تشير وسائل الاعلام العالمية الى احتمال نقل السفارة الاميركية  من بغداد الى اربيل عن الحديث عن قرار اغلاق السفارة ، مما يضع الاقليم في مواجهة الضغوط الايرانية ، وكانت الكتل البرلمانية الشيعية قد صوتت في جلسة طارئة لمجلس النواب العراقي العام الماضي عقب مقتل قاسم سليماني و ابو مهدي المهندس ، قد صوتت على اخراج القوات الاميركية من العراق . وجدير بالذكر ان الكتل البرلمانية الكوردية  والسنية لم تحضر جلسة مجلس النواب حينها ، فقرر البرلمان باصوات الكتل الشيعية فقط ، اخراج القوات الميركية من البلاد و فض الاتفاقية الامنية المبرمة بين العراق والولايات  . مسألة إخراج القوات الاميركية من العراق اصبحت المهمة الرئيسة للسياسة الايرانية في العراق بعد مقتل قاسم سليماني،  واعتبر المسؤولون الايرانيين هذا الامر كأعظم انتقام ، لذلك كثفوا من ضغوطهم على القوى والاحزاب السياسية العراقية . لكن الامر اختلف في اقليم كوردستان ، حيث اكدت الرئاسات الثلاث ( رئاسة البرلمان والحكومة والاقليم  ) عقب اجتماع  لها ضرورة بقاء قوات التحالف برئاسة الولايات المتحدة في العراق لمواجهة خطر داعش ، وفي السياق ذاته زار عادل عبدالمهدي رئيس الوزراء العراقي ( تصريف الاعمال ) آنذاك الاقليم وعقد سلسلة اجتماعات مع مسعود برزاني و نيجيرفان برزاني ومسرور برزاني وكوسرةت رسول علي نائب امين عام الاتحاد الوطني الكوردستاني . وفي تلك الاثناء تناقلت وسائل الاعلام مسألة نقل القوات الاميركية الى مناطق اقليم كوردستان ، ابلغ مصدر رفيع في حكومة الاقليم ( الحصاد DRAW ) ان الحكومة الايرانية ابلغت رسالة شديدة لرئيسي الاقليم والحكومة  ونائبه ؛ نيجيرفان برزاني ومسرور برزاني  وقوباد طالباني عبر ممثل حكومة الاقليم في طهران مفادها ضرورة  التزام الاقليم بقرار مجلس النواب الاتحادي الخاص باخراج القوات الاميركية من العراق ، الرسالة الايرانية شددت على  :  •     ان اقليم كوردستان يشترك مع العراق في الجغرافية السياسية والعسكرية . •     عدم منح ملاذ او مقرات للقوات الاميركية في مناطق الاقليم بعد اخراجها من العراق . "لا اتوقع الحرب " بالرغم من التهديدات و واحتدام الاجواء بين واشنطن وطهران مجددا ، الا  ان قائد القيادة الاميركية الوسطى كينيس ماكنزي استبعد وقوع صدام عسكري بين قواته والقوات الايرانية ، واضاف في مقابلة مع شبكة  (ABC) الاخبارية هناك مخاطر كبيرة من استهداف ايراني للمصالح الاميركية في الشرق الاوسط مع اقتراب الذكرى السنوية الاولى لمقتل قاسم سليماني . وقال ماكنزي ان اجهزة الاستخبارات الاميركية تتوقع وقوع هجمات ضد المصالح الاميركية في العراق من قبل ايران و الجماعات المسلحة الموالية لها ، لكن بلاده لا تريد توتير الاجواء مع ايران ولا يعتقد ان ايران تسعى لاشعال الحرب مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن .  وفي تصريح مختلف له لصحيفة " وول ستريت جورنال" اعتبر قائد القيادة الاميركية الوسطى الهجوم الصاروخي الاخير اكبر هجوم على المنطقة الخضراء منذ 2010 .  القاآني في بغداد   وفي زيارة له الى العاصمة العراقية بغداد ، التقى الجنرال اسمعيل قاآني قائد فيلق القدس وخليفة قاسم سليماني بكل من الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وعدد اخر من المسؤولين العراقيين ، ودون الكشف عن تفاصيل ما دار في تلك الاجتماعات ، الا ان موقع روسيا اليوم الالكتروني ذكر نقلا عن مصدر عراقي قوله ان الجنرال قاآني ابلغ المسؤولين العراقيين ان بلاده ترفض الهجوم الصاروخي الذي استهدف مقر السفارة الاميركية في المنطقة الخضراء ، واشار المصدر ذاته ان القوات الامنية العراقية القت القبض على احد الضالعين الهجوم وهو امر القوة الصاروخية في احد الفصائل المسلحة . "عمل اخرق"  رفضت وزارة الخارجية الايرانية في بيان لها اتهامات دونالد ترامب بضلوع ايران في الهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء في بغداد ، محملة واشنطن تبعات اي عمل غير حكيم قد تنفذع في هذه المرحلة  ، ومضيفة ان اتهامات الادارة الاميركية لإيران مكررة ولا اساس لها من الصحة  ومختلقة من البيت الابيض ، الى ذلك كتب محمد جواد ظريف وزير الخارجية الايرانية في تغريدة له على موقع تويتر الاجتماعي " ان تعريض حياة  المواطنين الاميركيين للخطر في خارج بلادهم لن يحول التركيزو الانظار عن فشل ادارة الرئيس ترامب على الصعيد الداخلي " ، وعرض ظريف افي منشوره على تويتر صورا لبعض تغريدات ترامب السابقة وحذر من تكرار محاولات الرئيس السابق لاشعال فتيل الحرب ضد ايران في مسعى لاعادة انتخابه .  


الحصاد draw: كمال بن يونس - الشرق الاوسط صادق البرلمان التونسي أخيراً على قانون المالية لعام 2021 بعد جدل طويل، فجنّب تونس «سيناريو» الفراغ السياسي والدستوري، وأزمة خانقة مع النقابات والمعارضة، ومزيداً من التوتر في علاقات رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والسلطة التشريعية. إلا أن نسق الإضرابات والاحتجاجات في عموم البلاد على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ارتفع، كما تعاقبت صيحات الفزع خلال مهرجانات إحياء الذكرى العاشرة لانتفاضة إسقاط حكم زين العابدين بن علي. وفي الوقت نفسه، تعاقبت مبادرات أنصار «النظام السابق» ووزراء مرحلة بن علي، وتنوعت انتقاداتهم لـ«الثورة التونسية والثورات العربية» التي يتهمون مفجّريها بـ«الانقلاب على السلطات الشرعية السابقة بدعم من جهات خارجية». وهذا أمر يطرح عدة تساؤلات عن مسار تونس، ومآل غضب الشباب الغاضب والعاطلين والفقراء والمهمَّشين، وانعكاسات الأزمة الحادة الحالية على المشهد السياسي، في ظل تزايد تأثير «الورقة الدولية» والسفارات الأجنبية. تتباين التقييمات لموجة الإضرابات وأعمال العنف التي شلّت في تونس أخيراً قطاعات كثيرة، من بينها القضاء. وبينما فسّرها البعض بالصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، اتهم فريق آخر «أعداء الثورة» بتحريكها بمناسبة الاحتفالات بالذكرى العاشرة لاندلاع الثورة التونسية والثورات العربية. كذلك، تبادل الرئيس التونسي قيس سعيّد، ورئيس الحكومة هشام المشيشي، وزعماء النقابات والأحزاب وأنصارهم، الاتهامات بالدفع نحو «انهيار الدولة» و«تخريب الاستثناء الديمقراطي» التونسي خدمة لقوى «الثورة المضادة» و«لوبيات الفساد والاستبداد في الداخل والخارج». في الواقع، تعمقت الهوة بين صناع القرار الاقتصادي والسياسي في البلاد بعد التحذيرات من احتمال إفلاس الدولة واستفحال عجز موازناتها. وصدرت هذه التحذيرات أخيراً بصيغ مختلفة عن البرلمانيين، وأيضاً عن الرئيس سعيّد، ومحافظ البنك المركزي مروان العباسي، وسمير ماجول رئيس نقابات رجال الأعمال الصناعيين والتجار، ونور الدين الطبوبي أمين عام نقابات العمال، وعبد المجيد الزار رئيس نقابة الفلاحين. - انتفاضات «كارثية» في هذا المناخ، يتابع «الأوفياء لثورة يناير (كانون الثاني)» تنويههم «بإنجازاتها» خاصة في مجال الحريات، مقابل ارتفاع أصوات خصومهم الذين يعتبرون أن حصيلتها كانت «كارثية» على كل المستويات. وهو ما يراه أصحاب مبادرة «الراية الوطنية» التي أطلقها أخيراً عشرات السياسيين، بينهم عدد من كبار المسؤولين السابقين في الدولة، قبل انتفاضة يناير 2011 بزعامة مبروك كورشيد البرلماني والوزير السابق، وأحمد عياض الودرني الوزير ومدير الديوان الرئاسي في عهد بن علي. ويساير هذا التقييم النقدي مستقلون، بينهم الباحث في السياسة الدولية أيمن البوغانمي الذي أصدر أخيراً كتاباً عن «الشعبوية السياسية الجديدة» وتزايد تأثيرها خلال الأعوام الماضية على الخطاب السياسي في تونس وفي أوروبا والعالم. واعتبر البوغانمي، في تصريح لـ«لشرق الأوسط»، أن السياسيين في تونس والدول العربية مطالبون بالقطع مع مرحلة الدفاع عن الثورات و«الفكر الثوري» ومنطق «القطيعة والصدام» مع المنظومات القديمة. واعتبر أن «الأنجع والأسلم هو الانخراط في مسار المطالبة بالإصلاح والتغيير الديمقراطي الهادئ للواقع، بعيداً عن الشعارات الثورية الجوفاء» التي ثبت فشلها في دول كثيرة قبل عقود، وتورطت النخب التونسية والعربية في تبنيها مجدداً منذ 10 سنوات. وفي الاتجاه نفسه، حذّر نقيب المحامين التونسيين إبراهيم بودربالة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من «الأضرار الفادحة التي لحقت بالمجتمع والدولة بسبب الثورجية – حسب تعبيره – والإضرابات العشوائية في البلاد عامة، وفي قطاع القضاء خاصة». بل ذهب النقيب السابق للمحامين وزعيم التيار القومي العربي البشير الصيد إلى أبعد من ذلك، فحذر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من إمكانية «دفع تونس نحو سيناريوهات العنف والحرب الأهلية»، على غرار ما حصل في بقية بلدان ما سُمّي بـ«الربيع العربي» مثل ليبيا وسوريا واليمن. - قصر قرطاج والسفير الفرنسي ولعل أهم عنصر جديد في الأزمة السياسية الاجتماعية الاقتصادية في تونس كان إقحام السفير الفرنسي والسفراء الأجانب في المعركة بين الرؤساء الثلاثة (الجمهورية والحكومة والبرلمان). إذ اتهم محسن مرزوق زعيم حزب «المشروع» (يساري علماني)، الوزير والمستشار السياسي للرئيس السابق الباجي قائد السبسي، مقرّبين من الرئيس قيس سعيّد، بينهم كبيرة مستشاريه نادية عكاشا، «بالتشويش على عمل» رئيس الحكومة هشام المشيشي، وعلى وزير الخارجية المقرّب من القصر عثمان الجارندي، وبعقد اجتماعات من دون حضورهما أو حضور من يمثلهما، في قصر قرطاج مع سفير فرنسا في تونس أندريه باران، وعضو في الحكومة الفرنسية. وقد أصدر سفير فرنسا بلاغاً رسمياً لتفنيد هذه الاتهامات، غير أن مرزوق عاد إلى توجيه الاتهام في بلاغ مطوّل. وقدّم ما قال إنها تفاصيل عن اللقاء، ونشر صوراً تجمع الوزيرة المستشارة مديرة الديوان الرئاسي عكاشا بالسفير باران وكاتب الدولة الفرنسي، بغياب أي ممثل عن وزارة الخارجية وعن رئاسة الحكومة التونسيتين. ومن ثم، دعم هذه الرواية وزير الخارجية الأسبق والقيادي في حزب «حركة النهضة» الدكتور رفيق عبد السلام، الذي اتهم بدوره «قصر قرطاج» (مقر رئيس الجمهورية) بالتشويش على رئيس الحكومة المشيشي عشية زيارته الرسمية الأولى إلى باريس، وزيارة كانت مقررة إلى روما لكنها أجّلت «لأسباب صحية». - اتهامات بـ«الخيانة» أكثر من هذا، فإن رفيق عبد السلام كتب على صفحته الرسمية في «فيسبوك» أن «القصر (أي الرئيس سعيّد) اشتغل على إفشال زيارة هشام المشيشي إلى فرنسا، والمحيطون به ربطوا خيوطهم مع قرطاج لتحقيق نفس الهدف، ووزير الخارجية أغلق هاتفه واختفى عن الأنظار، ولم يعد لعمله إلا بعد انتهاء الزيارة». بيد أن مقرّبين من قصر قرطاج أوضحوا أن المسؤول الحكومي الفرنسي إنما جاء إلى تونس في سياق «التحضير للقمة العالمية للدول الفرنكوفونية» التي من المقرر عقدها عام 2021 في جزيرة جربة السياحية في الجنوب التونسي. كذلك، عقّب الرئيس سعيّد بطريقة غير مباشرة على الاتهامات التي وجّهها إليه وإلى مستشارته الوزيران السابقان مرزوق وعبد السلام وأنصارهما، متهماً خصومه بـ«الخيانة». واستخدم رئيس الجمهورية مصطلح «خائن» 3 مرات في كلمة توجه بها إلى الشعب بمناسبة ترؤسه اجتماع المجلس الأعلى للجيوش. لكن الباحث في العلوم السياسية والقانونية حمادي الرديسي، الذي أصدر بدوره في الآونة الأخيرة كتاباً عن «الشعبوية السياسية» في تونس وفي المنطقة، لا يوافق على كلام الرئيس سعيّد، ويردّ متهماً إياه ومجموعة من الساسة التونسيين بالمبالغة في «تخوين النخبة والخصوم السياسيين والإعلاميين». في حين يشير عالم الاجتماع ووزير الثقافة السابق المهدي مبروك إلى أن خطب الرئيس سعيّد اتهمت فيما لا يقل عن 10 مناسبات خصومه بالخيانة والتآمر... من دون الكشف عن الأسماء وتقديم أدلة. في أي حال، تطوّر هذا الجدل إلى حملات في وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية ضد الوزيرة عكاشا، كبيرة مستشاري قصر الرئاسة، واتهامها بممارسة ضغوط كبيرة على رئيس الحكومة هشام المشيشي منذ ترشيحه للمنصب، وذلك بسبب اعتراضه على بعض الوزراء الذين فرضتهم كبيرة المستشارين ضمن فريقه الحكومي، باسم رئاسة الجمهورية، خلافاً لما ينص عليه الدستور والقانون. - ورقة الفساد المالي في هذه الأثناء، التزم رئيس الحكومة هشام المشيشي الصمت إزاء هذه الأزمة. في حين بادرت قيادات الأحزاب التي صوتت لمصلحة حكومته في البرلمان بإعلان دعمها له، ولتزعمه عملية واسعة لـ«محاربة الفساد المالي والإداري» شملت وزير البيئة والحكم المحلي وعدداً من كبار المسؤولين عن قطاعات التوريد والقمارق (الجمرك)، جرى توقيفهم في انتظار توقيف بقية المتهمين. ولقد ردّ قصر قرطاج على بوادر تشكيل جبهة ضد الرئيس من قبل الائتلاف الحزبي المناصر لحكومة المشيشي عبر الإعلان عن استقبالات أجراها الرئيس سعيّد مع خصومهم، بزعامة أمين عام نقابات العمال نور الدين الطبوبي والوزير والزعيم السابق لحزب التيار الديمقراطي محمد عبو. وكان عبو قد أدلى أخيراً بسلسلة من التصريحات المساندة لرئيس الجمهورية، كما انتقد بقوة قيادات حزبي «حركة النهضة» و«قلب تونس» واتهمها بالفساد المالي والإداري وبتحمل مسؤولية «إجهاض مسار الثورة والتغيير والإصلاح». كذلك، طالب عبو بتوقيف «الفاسدين» من قيادات الحزبين «وإيداعها السجن». وهكذا، يشبّه مراقبون التنافس الحالي بين قصري قرطاج (مقر رئيس الجمهورية) والقصبة (مقر رئيس الحكومة) في استخدام ورقة محاربة الفساد المالي بالحملة التي قادها رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد، عام 2017. ضد عدد من المسؤولين ورجال الأعمال الذين أذن باعتقالهم واتهمهم بالفساد في سياق معركته مع الرئيس السابق الراحل الباجي قائد السبسي ونجله حافظ وبعض المقربين منهما. - انحياز السفراء إلى رئيس الحكومة في سياق متصل، كشفت مصادر من مفوضية الاتحاد الأوروبي لـ«الشرق الأوسط» عن أن سفراء دول الاتحاد الأوروبي في تونس تواصلوا خلال الفترة الأخيرة مع رئيسي الحكومة هشام المشيشي والبرلمان راشد الغنوشي، وأعلموهما باستعداد حكوماتهم لتطوير شراكاتها الاقتصادية والسياسية والأمنية مع تونس. وعُلم أنه زار عدد منهم رئيس البرلمان وعقدوا جلسات عمل علنية معه، ونظموا غداء عمل في أحد فنادق ضاحية قرطاج مع رئيس الحكومة، تعبيراً عن مساندتهم له. ونوه المشيشي، من جانبه، بالمبادرة فأدلى بتصريحات رحبت بها العواصم الأوروبية، لكون رئيس الحكومة قد أعلن عن موافقة رسمية - هي الأولى من نوعها - على ترحيل المهاجرين غير القانونيين والمتهمين بالضلوع في الإرهاب من أوروبا إلى تونس. وهنا قال عفيف البوني، الباحث في العلوم السياسية والمفكر القومي العربي، لـ«الشرق الأوسط» معلقاً أن «كبار صنّاع القرار في أميركا وفي الدول الأوروبية لا يمكن أن ينحازوا إلى الرئيس قيس سعيّد وفريقه في الصراع الحالي بينه وبين رئيسي الحكومة والبرلمان لأسباب كثيرة، من بينها اتهامه بـ(الخيانة) كل من دافع عن خيار التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، إلى جانب تماديه في الدفاع عن التنويه بما يسمى بالثورة التونسية والثورات العربية». وفي المنحى نفسه، حذر البشير الصيد، زعيم التيار الوحدوي القومي والعميد السابق للمحامين، من أن توظّف الأزمة السياسية والاقتصادية الاجتماعية الحالية لممارسة مزيد من الضغوط الخارجية على السلطات التونسية كي توافق على «تطبيع علاقاتها مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية وإعادة فتح مكتب علاقات إسرائيلي في تونس». - موت «الجمهورية الثانية» لكن الأزمة تبدو «أعمق بكثير» حسب الوزير السابق محسن مرزوق، الذي طالب كبار السياسيين بإعلان «موت الجمهورية الثانية» التي ولدت بعد المصادقة على «دستور يناير 2014» والاستعاضة عن النظام الرئاسي بـ«نظام برلماني معدل». ودعا مرزوق السياسيين التونسيين إلى الدفع في اتجاه إعلان قيام «الجمهورية الثالثة» وإعادة توزيع الصلاحيات بين السلطات. وأيضاً دعا الصادق شعبان، الخبير القانوني ووزير التعليم العالي والعدل الأسبق، الرئيس قيس سعيّد إلى تنظيم استفتاء شعبي بهدف تعديل الدستور وتغيير النظام السياسي المعتمد من نظام برلماني إلى نظام رئاسي، بحجة أنه «تبين أن تونس والبلدان النامية ليست مؤهلة بعد لنظام برلماني يؤدي إلى إضعاف السلطة التنفيذية لصالح البرلمان». ودعم مثل هذه الاقتراحات سياسيون بارزون، بينهم العميد الأسبق لكلية الحقوق الصادق بلعيد، والوزير السابق وزعيم حزب التيار الديمقراطي محمد عبو. هؤلاء طالبوا رئيس الجمهورية بتفعيل الفصل 80 من الدستور الذي يعتبر أن «البلاد تواجه خطراً داهماً» ما يسمح له بإعلان إجراءات استثنائية، من بينها «تشريك الجيش في إنقاذ البلاد». لكن الدعوات إلى «العسكرة» لقيت معارضة من قبل قيادات معظم الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم، بل من قبل بعض قيادات المؤسسة العسكرية، بينهم الجنرال مختار بن نصر رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب سابقاً. ولقد عارضها أيضاً وزير الدفاع إبراهيم البرتاجي الذي أعلن في كلمة أمام البرلمان أن «الجيش التونسي يلتزم الحياد، وليس طرفاً في الصراعات السياسية». وأخيراً، دعا عدد من السياسيين المحسوبين على النظام السابق، بينهم عبير موسى، زعيمة الحزب الدستوري الحر، والوزير أحمد عياض الودرني، إلى الرد على «غلطات» السياسيين والحكومات المتعاقبة منذ 10 سنوات عبر تشكيل جبهة سياسية وطنية «تنقذ البلاد من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية»، وتضع حداً «للمأزق العام في البلاد... وهيمنة قوى الإسلام السياسي وجماعات (الإخوان المسلمين)» على المشهد السياسي. - قصة طويلة لدور السفراء في تونس > لعب السفراء والقناصل الأجانب دوراً كبيراً في شؤون تونس منذ القرن الميلادي الثامن عشر. ولقد تراوح دورهم بين تسهيل حصول السلطات على قروض مالية، وبين فرض شروط سياسية تعجيزية عليها. ومن هذه الأخيرة تغيير الوزراء ورؤساء الحكومات، كما وقع عشية احتلال فرنسا لتونس في مايو (أيار) 1881 عندما أجبر الملك على استبعاد عدد من وزرائه المتهمين بـ«الفساد». ثم أجبر على توقيع معاهدة «الحماية الفرنسية للمملكة» بحجة عجزه عن تسديد الديون المتراكمة. وبعد استقلال تونس عن فرنسا عام 1956 لعب بعض السفراء، وخاصة سفراء فرنسا والولايات المتحدة والجزائر، دوراً كبيراً في التأثير في قرارات قصري الرئاسة والحكومة ووزارات الخارجية والتعاون الدولي والدفاع والداخلية والتربية والتعليم. وحصل ذلك بـ«ضوء أخضر» من الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي. ثم بعد ثورة يناير 2011 تزايد دور السفارات الأميركية والألمانية والبريطانية في تونس، التي تضاعف عدد دبلوماسييها وموظفيها عدة مرات. وأيضاً ازداد الدور السياسي لسفارة ألمانيا، لأن السلطات الألمانية قدّمت طوال العقد الماضي أكبر دعم مالي ولوجيستي لعملية «الانتقال الديمقراطي» في تونس. بعدها، إبان الأزمة السياسية الخانقة التي مرّت بها تونس في 2013 لعبت سفارتا ألمانيا وفرنسا ومفوضية الاتحاد الأوروبي دوراً مهماً في اختيار وزير الصناعة - آنذاك - المهدي جمعة، لترؤس الحكومة، في أعقاب استقالة «حكومة الترويكا» برئاسة علي العريّض القيادي في حزب حركة النهضة. وبالفعل، نشرت الصحف صوراً للمهدي جمعة بصدد تناول غداء في مطعم شعبي لمشاوي اللحم خارج العاصمة تونس مع السفير الألماني. وتحدثت وسائل الإعلام، في حينه، عن «دبلوماسية المشوي» التي نجحت في إنهاء الأزمة السياسية واختيار «رئيس حكومة تكنوقراط سبق أن عمل مهندساً في مؤسسات ألمانية وفرنسية». هذا، وأحدث سفراء الاتحاد الأوروبي، تحديداً «آلية غير رسمية للتنسيق والتشاور» في تونس خلال السنوات الماضية، ساهمت في ترشيح المهدي جمعة رئيساً للحكومة المؤقتة عام 2014. ثم في دعم حكومة يوسف الشاهد ما بين أواسط 2016 ومطلع 2020 بحجة «دعم الاستقرار».


الحصاد draw: أ.م.د سلطان جاسم النصراوي - مركز الفرات    في خضم أزمات متوالية ومتعددة مصدرها تقلبات أسعار النفط في الأسواق العالمية يُعاني الاقتصاد العراقي منذ 4 عقود من حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وهو يواجه حالة من الهشاشة لا مثيل لها. وعلى ما يبدو فإن الاقتصاد العراقي قد تجاوز مسألة الصدمة المنفردة والتي كانت دوماً تتعلق بانخفاض أسعار النفط لينتقل الى الصدمات والأزمات المزدوجة والمركبة المُعقدة. اذ تعرض في منتصف 2014 ولغاية 2017 لأزمة خانقة أطلق عليها أسم الأزمة أو الصدمة المزدوجة (احتلال داعش الارهابي لثلث مساحة العراق وانخفاض اسعار النفط) وقد كانت لها تداعيات سلبية وكبيرة على الاقتصاد، إلا إن عودة أسعار النفط في نهاية 2017 خفف من حدة الأزمة وسمحت للحكومة السابقة بالتوسع في الانفاق الجاري، لتستنزف موازنة 2019 الفوائض المتحققة من موازنة عام 2018، الى جانب إضافة نحو 0.5 مليون موظف، الأمر الذي رفع من الانفاق الحكومي الى نحو%67  في موازنة عام.2020  وفي تشرين الثاني من عام 2019 بدأت مظاهرات واحتجاجات شعبية واسعة النطاق بسب سوء الاوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة وارتفاع معدلات الفقر أدت الى إجبار الحكومة السابقة على الاستقالة لتندلع بعدها أزمة صحية بسبب تفشي فيروس كورونا والتي سرعان ما تحولت الى أزمة اقتصادية بسبب توقف أغلب الانشطة الاقتصادية، وإجراءات التباعد الاجتماعي لتنخفض اسعار النفط (المورد الوحيد لتمويل الموازنة) الى أكثر من 50% في بداية الأزمة، لتتكون أزمة جديدة مركبة ومعقدة ذات ابعاد (صحية واقتصادية وسياسية)، وقد فرضت هذه الأزمة ضغوطات مالية قوية وتصاعد ملحوظ في مستويات الدين العام وعدم استقرار اقتصادي سرعان ما ألقت بضلالها السلبية على الاقتصاد العراقي، فالإيرادات النفطية اصبحت غير قادرة على تغطية النفقات التشغيلية بسبب انخفاض اسعار النفط واتفاق (اوبك+) والذي خفض نحو مليون برميل من صادرات العراق، ناهيك عن تراجع معظم القطاعات الاقتصادية الاخرى لا سيما النقل والخدمات والمصارف والسياحة والتي تشكل قرابة نصف الناتج غير النفطي. وقد فاقمت تبعات جائحة كوفيد-19 والانخفاض الحادّ في أسعار النفط وفي حجم الإنتاج النفطي مواطن الضعف في الاقتصاد العراقي، ومن المتوقع أن ينخفض نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنحو 11% في عام 2020، وسيؤدي الانخفاض الحاد في الإيرادات النفطية الى زيادة العجز في المالية العامة والحساب الجاري الخارجي إلى 20% و16% من الناتج المحلي الإجمالي على التوالي ( ). وما بين ازمة كورونا وما خلفته من تداعيات وانخفاض أسعار النفط يعاني الاقتصاد العراقي من ظروف اقتصادية خطرة ومعقدة للغاية، وفي هذا الإطار، اعلنت حكومة مصطفى الكاظمي عن تبني ورقة للإصلاح المالي أطلق عليها اسم الورقة البيضاء للإصلاح المالي والتي اثارت جدلاً واسعاً ما بين مؤيد ومعارض لها. وفي منتصف شهر 12 سربت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مسودة قانون الموازنة العامة لعام 2021 (تم التصويت عليها في مجلس الوزراء بتاريخ 21/12/2020) وقد تضمنت جملة من الإجراءات منها تثبيت تخفيض قيمة العملة مقابل الدولار عند 1450 دينار للدولار الواحد، وفرض ضرائب جديدة، وتخفيض رواتب الموظفين ... الخ.  وقد تم تبني وبشكل رسمي سعر الصرف الجديد مما شكل صدمة قوية في الأسواق والبورصة. وقد أعلنت الحكومة أن موازنة عام 2021 هي موازنة إصلاحية وهي بداية للإصلاح الاقتصادي الحقيقي في العراق. وهنا نتساءل هل الإصلاح الاقتصادي يكون عن طريق تخفيض قيمة العملة وتخفيض الرواتب سويةً وفرض ضرائب ورسوم الى جانب الإجراءات الأخرى التي تؤثر على الفرد والمجتمع والاقتصاد لعراقي؟ او عن طريق اتخاذ إجراءات للتخفيف من أثر الازمة ومن ثم التفكير باتخاذ إجراءات للإصلاح الاقتصادي طويلة الأمد بعد زوال الجائحة؟    تجدر الإشارة هنا قبل الإجابة على التساؤلات أعلاه الى إن جُل ما يمكن ان يضيفه تخفيض قيمة العملة هو ما يقارب 10 ترليون دينار فقط، الا ان التكلفة الاجتماعية لهذا التخفيض كبيرة جداً وستتحمل الطبقات الفقيرة والمتوسطة وذوي الدخول المحدودة والثابتة تبعات هذا التخفيض.  من جانب آخر، تٌشير الوقائع والادبيات الاقتصادية الى إنه في أوقات الازمات والاضطرابات تقوم الدولة عن طريق السياسة المالية والتي تمثل خط الصد الأول في مواجه الازمات والجوائح بزيادة الانفاق والدعم الحكومي وزيادة الاعانات وتقليل الضرائب والرسوم لمواجهة الازمة والتخفيف من حدتها، وهو ما فعلته اغلب دول العالم لمواجه الجائحة من خلال ضخ نحو 12 ترليون دولار في الاقتصاد العالمي.  الا ان الملاحظ من موازنة 2021 هو عكس ما اتخذته اغلب دول العالم مما ولد صدمة قوية هذه المرة (اقتصادية– صحية – اجتماعية)، مما يعني ان الإجراءات المتبعة في العراق هي مسايرة للدورة الاقتصادية وليست مضادة لاتجاهاتها. وعليه، وللإجابة على التساؤل أعلاه، نشير الى إن استخدام أسلوب الصدمة أو تبني منهج عقيدة الصدمة في الاقتصاد العراقي وفي ظل أزمة معقدة ومركبة قد تزيد الأثرياء ثراءً وتحول الطبقة المتوسطة الى طبقة بائسة وفقيرة، كما ان اخضاع الاقتصاد لمصالح السياسيين دون الاخذ بنظر الاعتبار وجهة نظر الاقتصاديين سوف يقود الى الدمار والانهيار. وكان الاجدر بالحكومة اتباع سياسات واتخاذ إجراءات اقل كلفة واقل ضرراً من خلال معالجة مواطن الاختلالات التي تعاني منها السياسة المالية على المدى القصير من خلال البحث عن موارد مالية لمواجهة الازمة مثل تحصيل إيرادات شركات الاتصالات ومتابعة موضوع الدومين العام (أملاك الدولة) وغيرها.  وعلى المدى الطويل ينبغي التفكير جدياً بحلول واستراتيجيات (بأفكار اقتصادية عراقية خالصة وليست بوصفات جاهزة) لتحريك الاقتصاد، فالاقتصاد العراقي يمكن أن نطلق عليه أسم الاقتصاد الزومبي وهو اقتصاد مشوه ومختل هيكلياً ومصاب بمرض فريد من نوعه وبتطرف (حتى لا يشبه المرض الهولندي) وقد تخطى حتى مرحلة لعنة الموارد الى ما هو أبعد من ذلك، وجميع الأموال المتأتية من إيرادات النفط وغيرها لا تذهب الى مكانها الصحيح، وجميع القرارات التي يتم إصدارها لا تخدم سوى فئة خاصة من المجتمع وتعكس ميولاً خاصة ولا تخدم مصلحة الاقتصاد والمجتمع العراقي. وهنا ينبغي أن يتصدى صناع السياسات لمعالجة مواطن الضعف الهيكلي والاختلالات العميقة التي كشفتها الأزمات المتلاحقة التي اصابت الاقتصاد العراقي منذ اربعة عقود حتى يمكن الاستعداد بصورة أفضل للصدمات المستقبلية وبناء اقتصاد قوي ومتين ومتنوع، يتميز بتوفره على حيز مالي كافي لمواجهة أي ظرف طارئ، وهو ما يتطلب تنويع مصادر الطاقة وتفعيل دور الطاقة المتجددة، وتحقيق الشراكة بين القطاع العام والخاص Public- Private Partnership (PPP) ومحاربة الفساد المالي والاداري، والعمل على انشاء صندوق سيادي للبلد، وتنشيط وتفعيل السياحة وبخاصة السياحة الاسلامية (السياحة الصديقة للمسلمين). المصادر المعتمدة ( *) صندوق النقد الدولي، خبراء الصندوق يستكملون مشاورات المادة الرابعة لعام 2020 مع العراق للإصدار فوراً، متوفر على الرابط،   https://www.imf.org/ar/News/Articles/2020/12/13/pr20372-imf-staff-completes-2020-article-iv-mission-with-iraq   (*) للمزيد من التفصيلات حول اقتصاديات الزومبي، يُنظر في ذلك:  - Paul Krugman, Arguing with Zombies: Economics, Politics, and the Fight for a Better Future, New York: W. W. Norton & Company, 2020.


حقوق النشر محفوظة للموقع (DRAWMEDIA)
Developed by Smarthand