الحصاد draw: صلاح حسن بابان- الجزيرة نت دقائق قلائل كانت كافية لتكتب حياةً جديدة لزانا أحمد على عكس ما حصل مع أبيه وشقيقه الأكبر اللذين دُفنا في حفرةٍ كبيرة تحوّلت لمقبرة جماعية لم يعرف مكانها بعد، وتضم أشلاءً لـ1500 شخص من الشيوخ والنساء والأطفال أسكتتهم صواريخ الأسلحة الكيمائية عند الساعة 11:20 دقيقة من صباح يوم 16 مارس/آذار عام 1988 بمدينة حلبجة في إقليم كردستان العراق. زانا أحمد فقد والده وشقيقه في قصف حلبجة (الجزيرة) ابتسامة الوداع غادر زانا مدينته قبل قصفها برفقة خالته متوجها إلى السليمانية، لكنه لم يعرف بأنّ ابتسامته بوجه أبيه ستكون الأخيرة، ولن تبقى له من أخيه إلا ذكريات اللعب فوق السطح، "سمعنا أنه تم دفن أبي أحمد علي الذي كان عمره 46 عاما وشقيقي الأكبر جواد أحمد الذي كان عمره 16 عاما داخل حفرة كبيرة حفرها أحد الصواريخ الذي سقط بإحدى المناطق مع جثث 1500 شخص من الشيوخ والنساء والأطفال من قبل المسلحين الأكراد، إلا أننا لم نعثر على المقبرة حتى الآن". قتل القصف الكيميائي في الأشهر الأخيرة من الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988) أكثر من 5 آلاف شخص من أهالي المدينة، أغلبهم من الشيوخ والنساء والأطفال، وأصيب 7 آلاف – 10 آلاف آخرين، ومات آلاف من المدنيين في السنة التي تلت القصف نتيجة المضاعفات الصحية وبسبب الأمراض والعيوب الخلقية، وما يزال الكثير من عوائل الضحايا تحاول العثور على جثث أطفالها وشيوخها ورجالها الذين فقدوا أثناء القصف. واعتبر الهجوم الكيميائي بأنّه الأكبر الذي وُجّه ضد سكان مدنيين من عرقٍ واحد حتى اليوم، وهو أمر يتفق مع وصف الإبادة الجماعية في القانون الدولي والتي يجب أن تكون موجهة ضد جماعة أو عرق بعينه بقصد الانتقام أو العقوبة. آلاف الأكراد قتلوا في قصف حلبجة (رويترز) إبادة جماعية حكمت محكمة هولندية في 23 ديسمبر/كانون الأول عام 2005 على فرانس فان رجل الأعمال الذي اشترى المواد الكيميائية من السوق العالمية وقام ببيعها لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بالسجن 15 عاما. وقضت المحكمة الهولندية أن صدام ارتكب جريمة الإبادة الجماعية ضد سكان حلبجة، وكانت هذه المرة الأولى التي تصف محكمة هجوم حلبجة كفعل من أفعال الإبادة الجماعية. أما المحكمة العراقية الخاصة فوجهت اتهامات لصدام حسين وابن عمه علي حسن المجيد الذي قاد قوات الجيش العراقي في كردستان في تلك الفترة بتهمة جرائم ضد الإنسانية المتصلة بالأحداث التي وقعت في حلبجة. وقدّم المدعي العام العراقي أكثر من 500 وثيقة من الجرائم خلال نظام صدام حسين أثناء المحاكمة وكان منها مذكرة عام 1987 من المخابرات العسكرية للحصول على إذن من مكتب الرئيس باستخدام غاز الخردل وغاز السارين ضد الأكراد، ووثيقة ثانية ردا على ذلك أن صدام أمر المخابرات العسكرية دراسة إمكانية ضربة مفاجئة باستخدام هذه الأسلحة ضد القوات الإيرانية والكردية، ومذكرة داخلية كتبتها المخابرات العسكرية أنها قد حصلت على موافقة من مكتب رئاسة الجمهورية لضربة باستخدام الذخيرة الخاصة، وشددت على أن لا يتم إطلاقها دون إبلاغ صدام. بعد إدانته بتدبير مجزرة حلبجة، حُكم على علي حسن المجيد بالإعدام شنقا بمحكمة عراقية في يناير/كانون الثاني 2010. وحكم أولاً على المجيد بالإعدام شنقا في عام 2007 لدوره في حملة عسكرية عام 1988 ضد الأكراد، والتي يطلق عليها اسم "عملية الأنفال". وفي عام 2008 أيضا حكم مرتين بالإعدام على جرائمه ضد العراقيين في جنوب العراق، منها انتفاضة عام 1991، ومشاركته في أعمال القتل عام 1999 في منطقة مدينة الثورة (الصدر حاليا) ببغداد. وتم إعدامه يوم 25 يناير/كانون الثاني 2010. اعلان وكان صدام حسين أعدم أواخر عام 2006 بعد إدانته في ما يعرف بمجزرة الدجيل التي قتل فيها 148 شخصا. وانتهت بذلك الملاحقات ضده في ما يعرف بقضية الأنفال حيث كان يحاكم بتهمة الإبادة بحق الأكراد. معاناة عوائل ضحايا قصف حلبجة ما زالت مستمرة (غيتي) غور الجرح وفي كلمة له لإحياء الذكرى الـ33 لقصف حلبجة، دعا رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني الحكومة العراقية إلى تنفيذ واجباتها القانونية والأخلاقية تجاه حلبجة، وضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على منع استخدام أسلحة الدمار الشامل. وشبّه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ما حصل مع حلبجة في حديثٍ له بمناسبة ذكرى الهجوم، بـ"غور الجرح وفداحة البغي والظلم". وفي الأشهر الأخيرة للحرب، تمكنت القوات الإيرانية من اقتحام الحدود العراقية والوصول إلى حلبجة، ليوجه نظام صدام حسين اتهامات لسكان المدينة بتسهيل دخول الايرانيين. ولا تزال هذه الاتهامات تشكل جزءًا من جدل مستمر، بشأن حقيقتها فعلاً، وما إذا كان ثبوتها يبرّر للنظام العراقي استخدام السلاح الكيميائي. بسبب هذا الجدل، تعدّدت الروايات حول الجهة المسوؤلة عن القصف، ومن تلك الروايات أن القوات العراقية هي التي نفذت القصف الكيميائي في محاولة منها لاستعادة المدينة بعد دخول القوات الإيرانية إليها، بينما حمّلت رواية أخرى الطرف الإيراني مسؤولية الهجوم بعد اضطراره للانسحاب تحت ضغط القوات العراقية، مستندة في رأيها هذا على بعض الإصابات تعرّض لها جنود عراقيون بالسلاح الكيميائي. ريشاوي: نظام صدام لجأ للسلاح الكيميائي لعدم قدرة الجيش العراقي على إخراج القوات الإيرانية بالطرق التقليدية (الجزيرة) قرارات خاطئة ويؤكد زانا أحمد أن القوات الإيرانية كانت موجودة فعلا أثناء وقوع القصف الكيميائي داخل حلبجة لكنها كانت ترتدي الأقنعة، مؤيدا الرواية التي تحمّل القوات العراقية مسؤولية القصف، لكون أمه كانت شاهدة على الحادثة أثناء وقوعها، وهي من الناجيات التي كتبت لها الحياة عكس زوجها وابنها البكر. ويرى المحلل السياسي عبدالله ريشاوي أن صدام حسين تسرع كثيرا بإصداره قرار القصف بالأسلحة الكيميائية كما عُرف بقراراته العسكرية الخاطئة، لوقوعه تحت الأمر الواقع وقناعته التامّة بعدم قدرة الجيش العراقي آنذاك على إخراج القوات الإيرانية بالطرق التقليدية المتبعة في الحروب في وقتٍ كان الجيش الإيراني أكثر بأضعاف من حيث العدد. وفي رده على سؤالٍ للجزيرة نت في ما إذا كان التوغل الإيراني داخل حلبجة سببا رئيسا في إصدار قرار قصفها بالسلاح الكيميائي من قبل صدام أم لا؟ يؤكد ريشاوي أن وجود القوات الإيرانية داخل المدينة أرعب الجيش العراقي كثيرا بعد انسحابه من المعركة على الحدود، وهذا ما دفع لاستخدام السلاح الكيميائي لإيقاف التمدّد الإيراني وقطع الطريق عنه. ويستغرب ريشاوي من لجوء صدام لهذا الخيار بدلاً من الخيارات العسكرية المفتوحة، مثل طلب المدد العسكري واللوجستي من الدول العربية كما فعلها سابقا. الكناني يؤيد الرواية التي تحمّل صدام حسين مسؤولية القصف الكيميائي على حلبجة (الجزيرة) جدل المسؤولية ويؤيد الخبير العسكري عدنان الكناني الرواية التي تحمّل صدام حسين مسؤولية القصف الكيميائي على حلبجة الذي نفذه ابن عمه علي حسن المجيد، مؤكدا أن الأسلحة الكيميائية كانت تخضع حصرا لأمر صدام نفسه ضمن دائرة تسمى عسكريا بـ"صنف الكيماوي"، معزّزا رأيه باستفسار عن سبب عدم قيام النظام العراقي السابق برفع دعوى قضائية في المحاكم الدولية ضد إيران بتهمة قصف إحدى المدن العراقية بالسلاح الكيميائي لو كانت فعلاً هي التي نفذت الهجوم؟ ويتفق الكناني -الذي كان يحمل رتبة عميد في الحرس الجمهوري بنظام صدام حسين- مع ريشاوي بوصف قرارات صدام بأنها انفعالية وآنية ويشوبها الكثير من علامات الاستفهام والتعجب بل تكون في أحيان كثيرة متسرعة، أبرزها القرار المتعلق بقصف حلبجة بالسلاح الكيميائي. بدوره، يرى المحلل السياسي إدريس مال الله -وهو من الكوادر الإعلامية التي عملت مع حزب البعث المنحل- أن التركيز على نظام صدام واتهامه بضرب مدينة حلبجة تبرره الأهداف الأميركية في مارس/آذار 1988 وترويج المعلومة عبر تقارير للجهات الدولية لتشويه صورة النظام العراقي بسبب نزاعها معه حول حقوق الشعب الكردي وتقرير المصير. ويشير حديث مال الله للجزيرة نت إلى أن المتابع للمعلومات حول قضية حلبجة يُصاب بالدوار بعد كشف الوثائق السرية في أميركا والتي تتناقض والمواقف أو التقارير في حينه حول حلبجة والمجزرة الرهيبة للمدنيين المسالمين، مؤكدا أن الغازات السامة التي استخدمت في الضربة لم تكن لدى العراق القدرة على تصنيعها أو امتلاكها.
جيمس ستافريديس ربما تكون الحيرة التي تعتريك بشأن ما يجري مع العناصر الأرضية النادرة من الأمور المفهومة بصورة ما. لكن من جهة أخرى، تشير التقارير الإخبارية الواردة إلى أنَّ الصين قد تزيد من حصص إنتاج هذه المعادن خلال الربع الفصلي الجاري كبادرة من حسن النوايا إزاء الإدارة الأميركية الجديدة. غير أن هناك مصادر أخرى تفيد بأنَّ الحكومة الصينية قد تعتزم في نهاية الأمر فرض حظر التصدير على العناصر الأرضية النادرة بصفة كلية لاعتبارات ومخاوف «أمنية»، فما الذي يجري هنا في الحقيقة؟ تحتوي الطبيعة على 17 عنصراً نادراً، هي: لانثانوم، سيريوم، براسيوديميوم، نيوديميوم، بروميثيوم، سماريوم، يوروبيوم، جادولينيوم، تيربيوم، ديسبروسيوم، هولميوم، إربيوم، ثوليوم، إيتربيوم، لوتيتيوم، سكانديوم، وإيتريوم. وفي حين أن الكثير من هذه المعادن ليس نادراً في واقع الأمر من زاوية الرواسب العالمية، إلا أنَّ استخراجها عملية صعبة وباهظة التكاليف. وتستخدم تلك المعادن في الصناعات عالية التقنية، بما في ذلك الهواتف الذكية، والطائرات المقاتلة، والمكونات الداخلة في كافة الأجهزة الإلكترونية المتقدمة تقريباً. ومن الجدير بالذكر بصفة خاصة، أن تلك المعادن ضرورية للغاية في العديد من تقانات الطاقة النظيفة المتوقع ظهورها في المجال العام خلال العقد الحالي. بدأتُ الاهتمام بالعناصر الأرضية النادرة عندما كنت قائداً لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، والمعروفة إعلامياً باسم قوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف). وفي حين أنَّ الشعب الأفغاني يعيش في بلاد وظروف معيشية فقيرة للغاية، إلا أنَّ الدراسات قدرت أنَّ أفغانستان تستقر على مجموعة متنوعة من المعادن تتراوح قيمتها بين تريليون إلى 3 تريليونات دولار أميركي، بما في العناصر الأرضية النادرة. وتشير بعض التقديرات إلى أن مستويات العناصر الأرضية النادرة وحدها تقدر بنحو 1.4 مليون طن متري. ولكن، في كل مرة أحاول زيارة منشأة من منشآت التعدين في أفغانستان يأتيني الرد من فريق الأمن الخاص بي بأنه من الخطير للغاية الإقدام على هذه الزيارة. ومما يؤسف له، ورغم الجهود الهائلة التي تبذلها الولايات المتحدة رفقة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، فإنَّ التحديات الأمنية لا تزال قائمة، الأمر الذي يعيق تدفق استثمارات رأس المال الأجنبي الكبيرة اللازمة لتحقيق الأرباح وجني الثروات. وهذا يرجع بنا مرة أخرى إلى الصين. تسيطر الصين على ما يقرب من 80 في المائة من سوق العناصر الأرضية النادرة، ما بين ما تعمل على استخراجه بنفسها، أو العمليات الجارية على المواد الخام من أماكن أخرى حول العالم. وإذا ما قررت الحكومة الصينية الاستعانة بسلاح تقييد الإمدادات من هذه العناصر – الأمر الذي هدَّدت به بكين مراراً وتكراراً من قبل – فمن شأن ذلك أن يخلق تحديات هائلة أمام المصنعين، فضلاً عن المأزق الجيوسياسي أمام العالم الصناعي. وقد يحدث ذلك بالفعل. ففي عام 2010 هدَّدت الحكومة الصينية بقطع الصادرات إلى اليابان بشأن جزر «سينكاكو» المتنازع عليها بينهما. وقبل عامين، أفادت التقارير الواردة باعتزام الحكومة الصينية النظر في فرض قيود على الصادرات إلى الولايات المتحدة بصورة عامة، وأيضاً ضد عدد من الشركات الأميركية المعينة - مثل شركة الصناعات الدفاعية الأميركية العملاقة لوكهيد مارتن - والتي تعتبرها الصين تمثل انتهاكاً لسياساتها ضد مبيعات الأسلحة المتقدمة إلى تايوان. وكانت إدارة الرئيس السابق ترمب قد أصدرت أمراً تنفيذياً بشأن تحفيز إنتاج العناصر الأرضية النادرة في البلاد، كما أنشأت «مبادرة حوكمة موارد الطاقة» بهدف تعزيز عمليات التعدين الدولية. ويبذل الاتحاد الأوروبي رفقة اليابان، من بين بلدان أخرى، الجهود الحثيثة سعياً وراء العثور على مصادر جديدة للعناصر الأرضية النادرة. ومع اعتبار التوترات الراهنة، كان من المفاجئ بالنسبة لنا أن تعلن الصين عن زيادة حصص التعدين خلال الربع الفصلي الأول من العام الجاري بنسبة تبلغ 30 في المائة، الأمر الذي يعكس استمرار الطلب القوي والمرتفع على تلك العناصر. غير أن تلك الزيادة التعدينية المعلن عنها تقع في خضم حالة من عدم اليقين الظاهرة، إذ يعمل الحزب الشيوعي الصيني الحاكم على «مراجعة» سياساته ذات الصلة بالمبيعات المستقبلية للعناصر الأرضية النادرة. ومن كافة الزوايا، فإنَّ تكتيكات الزيادة التعدينية تعتبر مؤقتة، حيث تتناسب مع مجريات استراتيجية أوسع نطاقاً. من شأن الحكومة الصينية أن تبذل الجهود الكبيرة بغية إحكام السيطرة الكاملة على إمدادات موارد العناصر الأرضية النادرة على الصعيد العالمي. الأمر الذي يتفق تماماً مع المنهج الجغرافي الاقتصادي في مبادرة «حزام واحد وطريق واحد» الصينية، والتي تحاول الاستعانة بمجموعة متنوعة من الجزر والعصي - الاقتصادية، والتجارية، والدبلوماسية، والأمنية - في إنشاء مناطق النفوذ الجديدة على مستوى العالم. ومن زاوية العناصر الأرضية النادرة ذاتها، يبدو أنَّ الاستراتيجية الصينية تسمح بالوصول المحكم والمدروس بعناية إلى تلك العناصر، بدرجة تجعلها أقل جاذبية من الناحية الاقتصادية لدى المنافسين الساعين إلى الشروع في عمليات الاستكشاف والتعدين باهظة التكاليف. ويتماثل هذا الأمر مع استراتيجية أسواق النفط التي استخدمتها روسيا ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) خلال العقود الماضية. يعتقد بعض دعاة وأنصار السوق الحرة أنَّ الحكومة الصينية لن تتخذ الإجراءات الصارمة الخانقة للعرض، نظراً لأنَّ ذلك يعجل بالانتقام من جهات معنية أخرى أو يؤدي إلى الإسراع في البحث عن مصادر بديلة في الأسواق العالمية. غير أن الأمر المرجح عندي هو إجراء سلسلة من عمليات الإغلاق الموجهة ضد جهات وكيانات معينة، على غرار شركات الصناعات الدفاعية الأميركية، أو شركات صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية في اليابان، أو استهداف الشواغل الصناعية الأوروبية التي أغضبت الصين. الطريق إلى استقلال العناصر الأرضية النادرة بالنسبة للولايات المتحدة ينبغي أن يشتمل على ما يلي: ضمان سلاسل التوريد للعناصر الأرضية النادرة واللازمة لأغراض الأمن القومي، وتعزيز جهود استغلال تلك العناصر محلياً (مع إزالة العوائق الحائلة من دون تنفيذ ذلك بصورة مسؤولة)، تفويض مقاولي الدفاع وغيرهم من الجهات الأخرى المعنية بمشاريع البنية التحتية الحيوية للاعتماد على الذات والاستغناء عن العناصر الأرضية الصينية النادرة، ورعاية جهود البحث والتطوير للعثور على مواد بديلة، لا سيما لصالح تقنيات الطاقة النظيفة، وإنشاء مخزون كبير من هذه العناصر في حالة وقوع المقاطعة الصينية المحتملة. هذا من أجندات الأعمال المهمة لدى الحزبين الكبيرين. كما أنَّ التقييم الاستراتيجي الذي أجرته إدارة الرئيس السابق ترمب لما ينبغي اتخاذه من إجراءات (والذي يتجاوز العناصر الـ17 سالفة الذكر، ويشتمل على إجمالي 35 عنصراً من المعادن المهمة والحيوية) هو تقييم مهم ومدروس بعناية، وينبغي أن يشكل الأساس الذي تبني عليه إدارة الرئيس بايدن رفقة الكونغرس الأميركي. ومن شأن استراتيجية العناصر الأرضية الأميركية النادرة أن تشكل جزءاً واحداً فقط من الحسابات المعقدة لدى الإدارة الأميركية الحالية حال صياغتها لاستراتيجية شاملة معنية بالتعامل مع الصين. وربما يكون تأمين السلام الشامل والدائم في أفغانستان جزءاً من الحل، رغم أن آفاق المستقبل المنظور لا تعد بالكثير. * أميرال بحري متقاعد بالبحرية الأميركية وقائد عسكري سابق لحلف الناتو وعميد كلية فليتشر للحقوق والدبلوماسية بجامعة تافتس < بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
الحصاد draw: الحرة - واشنطن يعود سبب الخلاف بين إيران وتركيا في العراق لاعتبارات "توازن القوى" وسعي البلدين إلى "نفوذ أكبر" في المنطقة، بالتوازي مع "سباق اقتصادي محتدم"، وفق تحليل نشرته مجلة "ناشيونال إنترست". ويقول التحليل إن طهران تشعر بالقلق بشكل خاص من أن أنقرة التي قد تستخدم حملتها المناهضة للأكراد لتأسيس وجود عسكري طويل الأمد في سنجار، كما فعلت سابقا في شمال سوريا ومحافظة دهوك العراقية. وبالنظر إلى أن العراق وسوريا، المكونان الرئيسيان "لعمقها الاستراتيجي" فإن إيران لديها "مقاربة صفرية لهذه الدول"، وهذا يعني أن طهران غير راغبة في الأساس في مشاركة مجال نفوذها الاستراتيجي المتصور مع الخصوم. سباق اقتصادي إلى ذلك، تعتبر تركيا أيضا، المنافس الاقتصادي الرئيسي لإيران في السوق العراقية، وفق التحليل. ففي عام 2019، صدّرت تركيا ما قيمته 10.2 مليار دولار من البضائع إلى العراق، متجاوزة بشكل طفيف صادرات إيران البالغة 9.6 مليار دولار خلال نفس الفترة، وفق المجلة نفسها. كما استثمرت الشركات التركية حوالي 25 مليار دولار في 900 مشروع إنشائي وبنية تحتية - بما في ذلك الطاقة والمياه والصناعات البتروكيماوية - في مدن عراقية مختلفة. نقطة عسكرية على الحدود بين تركيا والعراق وهناك أيضا منافسة متزايدة بين طهران وأنقرة في إنتاج الكهرباء في العراق، والتي كانت تهيمن عليها الشركات الإيرانية في السابق. إلى جانب ذلك، تعتبر تركيا موقعها الجغرافي عند مفترق طرق أوروبا الشرقية وغرب آسيا ميزة جغرافية اقتصادية فريدة، وتسعى بشكل متزايد إلى احتكار طرق العبور في المناطق المجاورة. وعلى الرغم من أن القوتين الإقليميتين غير العربيتين حاولتا تاريخيا تحديد مصالحهما ومناطق نفوذهما في العالم العربي بطريقة تتجنب الاحتكاك والتنافس المباشر، لكن في أعقاب تصاعد المشاعر المعادية لإيران في العراق واغتيال جنرال الحرس الثوري، قاسم سليماني، ربما يكون القادة الأتراك قد خلصوا إلى أن الوقت قد حان لدحر النفوذ الإيراني في العراق واستعادة ما يعتبرونه دورا تاريخيا لتركيا في هذا البلد، وفق التحليل. مواجهة عسكرية؟ مع أن تركيا لا تسعى إلى مواجهة مع إيران في العراق، إلا أنها تتطلع إلى تعزيز نفوذها الاستراتيجي على جيرانها الجنوبيين على المدى الطويل، وفق التحليل. لكن مسار التنافس الحالي، ينطوي على مخاطر حدوث صدام غير مرغوب فيه، لأن المقاربات الإيرانية والتركية الصارمة تجاه مناطق نفوذهما الفعلية أو المتصورة، يمكن أن تؤدي بسهولة إلى التصعيد، إذا قرر أحد الطرفين تحدي مصالح الطرف الآخر. هددت حركتا عصائب أهل الحق والنجباء القوات التركية في شمال العراق في حالة "غزو سنجار" توتر سابق وفي فبراير 2020، كانت إيران وتركيا على وشك مواجهة مباشرة في إدلب، بعد انتشار الميليشيات المدعومة من إيران لأول مرة في محافظة شمال غرب سوريا للمشاركة في القتال ضد المتمردين المدعومين من تركيا. "وإذا أدت حملة تركية محتملة في سنجار إلى مواجهة بين تركيا وجماعات الحشد الشعبي العراقية المدعومة من إيران، فمن الصعب الافتراض أن إيران ستجلس مكتوفة الأيدي، وتدع الأتراك يمضون قدما كما يريدون" يقول التحليل. وعلى الرغم من أن طهران تشارك أنقرة مخاوفها بشأن التمرد الكردي في شمال العراق، إلا أن مخاوفها بشأن التداعيات طويلة المدى لحملة عسكرية تركية ممتدة قد وضعت الجانبين في خلاف بشأن الوضع في سنجار. وفي أعقاب تهديد أردوغان بغزو سنجار، نشرت قوات الحشد الشعبي العراقية القريبة من النظام الإيراني آلاف الجنود في ثلاثة ألوية في سنجار لمواجهة ما يرون أنه نية أنقرة لاحتلال أجزاء من بلادهم. واعتبرت وسائل إعلام تركية هذه الخطوة تدخلا من قوات الحشد الشعبي لإنقاذ حزب العمال الكردستاني، ومؤشرا على دعم إيران للمسلحين الأكراد. وفي 10 فبراير، نفذت أنقرة عملية عسكرية في جبال غارا بمحافظة دهوك العراقية لإطلاق سراح عدد من الرهائن الأتراك المحتجزين لدى حزب العمال الكردستاني. لقاءات دبلوماسية بين إيران وتركيا بالكاد تخفي صراعهما في العراق وبعد فشل العملية، ومقتل ثلاثة عشر رهينة، هدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأن تركيا ستوسع حملتها ضد حزب العمال الكردستاني إلى سنجار ، وهي منطقة استراتيجية تقع على حدود العراق مع سوريا. يأتي ذلك التوتر رغم أن طهران وأنقرة شنتا، في يونيو 2020، ضربات جوية ومدفعية متزامنة ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق، مما أثار تكهنات بأنها عمليات منسقة بين الطرفين. فما الذي تغير في أقل من عام؟ في الآونة الأخير بات لدى القادة الإيرانيين انطباع بأن نفوذهم في العراق آخذ في الانحسار، وأن الجو المعادي لإيران يسيطر على الدولة. وكانت الاحتجاجات الشعبية الواسعة النطاق في العراق في أواخر عام 2019 ضد الدور الإيراني أول علامة رئيسية على هذا التدهور، بينما وجه اغتيال سليماني أشد ضربة لنفوذ طهران في العراق. في مايو 2020، تم استبدال رئيس الوزراء المدعوم من إيران، عادل عبد المهدي، بمصطفى الكاظمي، وهو أكثر استقلالية يحاول الحفاظ على علاقة متوازنة مع إيران وجيران العراق الآخرين، بما في ذلك السعودية، ودول شبه الجزيرة العربية وتركيا. تراشق كلامي وقبل أسابيع ، انتقد السفير الإيراني لدى العراق، إيراج مسجدي، في 27 فبراير، التدخل العسكري التركي في العراق، داعيا أنقرة إلى سحب قواتها من هناك. وقال مسجدي في مقابلة مع قناة "روداو الكردية" إن إيران "لا تقبل التدخل في العراق عسكريا، سواء كانت تركيا أو أي دولة أخرى". ورد المبعوث التركي إلى العراق، فاتح يلدز، على تويتر، قائلا إن نظيره الإيراني "سيكون آخر شخص يلقي محاضرة على تركيا بشأن احترام حدود العراق". وفي أعقاب هذا الخلاف، استدعت طهران وأنقرة السفراء للتعبير رسميا عن غضبهما. في المقابل، طالب رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، باحترام سيادة بلاده، وعدم التدخل في شؤونه، في إشارة واضحة إلى التراشق الإعلامي بين السفيرين الإيراني والتركي لدى بغداد. وكتب الحلبوسي على تويتر: "ممثلو البعثات الدبلوماسية في العراق واجبهم تمثيل بلدانهم وتعزيز التعاون بين البلدين، فعلى بعض ممثلي تلك البعثات أن يعي جيدا واجباته، ولا يتدخل فيما لا يعنيه، ويحترم سيادة العراق لكي يُعامل بالمثل.
الحصاد draw: همبرفان كوسه- صحافي كردي سوري لا يمكن أن توجد دولتان اسماهما كردستان وتركيا، فإمّا أن تكون هناك كردستان، وبالتالي تصبح تركيا كياناً بلا مقومات، أو أن تكون هناك تركيا، وبالتالي تعيش وتتأسّس من مقوّمات كردستان. أعلنت وزارة الخارجيّة التركيّة، اعتراض تركيا على نيّة حكومة إقليم كردستان العراق، إصدار طوابع تذكاريّة لزيارة البابا الإقليم، تحمل خارطة كردستان الكبرى، التي تجد تركيا أنّها تشمل محافظات تركيّة. وطالبت الخارجيّة التركيّة، حكومة إقليم كردستان العراق، بتصحيح ما وصفته بـ”الخطأ الجسيم” بأسرع وقت ممكن. والحال أنّ الاعتراض التركيّ على خارطة كردستان الكبرى ليس حدثاً طارئاً، فسبق أن اعترضت تركيا على وجود خارطة كردستان ضمن خرائط “غوغل”، واعترضت على تدريس اليابان اللغة الكرديّة في جامعاتها، وندّدت بوجود درس عن الكرد في المنهاج التعليمي الفرنسيّ، ولاحقت كلّ ما يتعلّق بالكرد حول العالم. تبنّى الكيان التركيّ الحديث، منهج الاستيلاء على كلّ ما يملكه الشعب الكرديّ، وتحويله إلى الشعب التركيّ. وفي مطلق الأحوال، الخوف التركي ليس من صورة لخارطة كردستان وضعت على طوابع في إقليم كردستان العراق، فالخرائط موجودة، والوثائق المتعلّقة بالكرد موجودة، والجزء الأكبر منها محفوظ في سجلّات الوثائق العثمانيّة في اسطنبول، وإنّما الخوف هو من وجود الكرد ومن بقاء القوميّة الكرديّة ومن الحفاظ على اللغة الكرديّة ومن إحياء الفولكلور والتراث الشعبي الكرديّ، ومن المرويات والحكايات الكرديّة القديمة، لأن بقاء هذه الثقافة، يعني أن القوميّة التركيّة الّتي بنيت من خلال سلب القوميّة الكرديّة ونهبها، تعيش خطر الزّوال، وإن كان هذا الخطر غير ممكن، لا في الوقت الحالي، ولا في المستقبل. حتّى الآن، على رغم مرور قرون من الزمن، لم يتخلّص مؤسّسو “الأمّة التركيّة” من فكرة أنّها دخيلة على ثقافة المنطقة وتاريخها، وجاءت إليها على شكل قبائل متناثرة من شرق آسيا، وسكنت الخيم في كردستان والأناضول، ومنحها القدر فرصة أن تتحوّل إلى أمّة حاكمة بعدما استولت على أراضٍ وثقافة وهوية وتاريخ الكرد والعرب والسريان الآشوريين وغيرهم. هذا الخوف، خوف عدم امتلاك اللغة والأرض والتاريخ، يقود تركيا، بشكل مستمر، إلى طمس كلّ ما يتعلّق بالكرد، ومنعه، واعتبار ثقافة الشّعوب وتاريخها، ملكاً لها. تبنّى الكيان التركيّ الحديث، منهج الاستيلاء على كلّ ما يملكه الشعب الكرديّ، وتحويله إلى الشعب التركيّ؛ فبعد سقوط الدولة العثمانيّة، لم تعد تركيا تسيطر سوى على كردستان، ولم يملك الشعب التّركي مقوّمات الأمة التي سعى إلى ترسيخها مصطفى كمال أتاتورك، وبالتالي، كانت الإجراءات الكماليّة القمعيّة والدكتاتوريّة تجاه الكرد، جزءاً من سياسة بناء الأمّة التركيّة. حتّى اليوم، تعيش تركيا على موت كردستان. تعيش الثقافة التركيّة على موت الثقافة الكرديّة، لا يمكن فصل هذين الأمرين عن بعضهما، لأن جزءاً من الكيان التركي الحديث مبني على كردستان. خلال ذلك، استولت تركيا على الأراضي الكرديّة، وحاربت اللغة الكرديّة ومنعتها، واعتبرت غالبيّة مفرداتها مفردات تركيّة، واعتبرت القضيّة الكرديّة مجرد نزاعات عشائرية، وسرقت الموسيقى الكرديّة والأغاني والثقافة واعتبرتها جزءاً من الهوية التركيّة، وعمِلت على صهر الكرد في “الأمة التركيّة”. وحتّى اليوم، تعيش تركيا على موت كردستان. تعيش الثقافة التركيّة على موت الثقافة الكرديّة، لا يمكن فصل هذين الأمرين عن بعضهما، لأن جزءاً من الكيان التركي الحديث مبني على كردستان، ولأن غالبيّة الثقافة التركيّة الحاليّة هي ثقافة كرديّة؛ من اللغة إلى الموسيقى والأغاني والفولكلور إلى الحِكَم والأمثال الشّعبيّة، وحتّى القصص والأساطير. من المنهجيات الّتي اتبعتها السلطات التركيّة في محاولاتها المستمرة لصهر الكرد، كان ترجمة الروايات والكتب الّتي تتحدّث عن الكرد وكردستان، وتحويلها أثناء الترجمة إلى الترك وتركيا، فالكرد ضمن مفهوم الأمّة التركية، أتراك نسوا هويتهم القومية في الجبال. خلاصة القول؛ لا يمكن أن توجد دولتان اسماهما كردستان وتركيا، فإمّا أن تكون هناك كردستان، وبالتالي تصبح تركيا كياناً بلا مقومات، أو أن تكون هناك تركيا، وبالتالي تعيش وتتأسّس من مقوّمات كردستان. لأنّ اللغة والثّقافة والفولكلور وكلّ ما يتعلّق بهويّة الأمّة هي ذات مصدر واحد، وتعلم تركيا هذا جيداً، لذلك محاربة صوت يغنّي بالكردية في جنوب أفريقيا، سيكون جزءاً من الأمن القوميّ التركيّ.
الحصاد draw: وليد فارس الأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية: independentarabia أعادت زيارة البابا فرنسيس للعراق عموماً، وإقليم كردستان خصوصاً، النقاش حول وضع الأكراد في إقليمهم وعلاقتهم مع سائر مكونات البلاد وتموضعهم الخارجي، خصوصاً مع الولايات المتحدة والتحالف العربي وإيران. والأهم من ذلك، إلى أين يتجه إقليم كردستان في السنوات الأربع المقبلة خلال عهد إدارة جو بايدن؟ السيرة التاريخية الحديثة للأكراد في المنطقة عموماً وفي العراق خصوصاً، هي صعبة ومعقدة ودراماتيكية، وتحتاج لكتب لتبيان حقائقها. ولكن أية خلاصة لها تبين أن هذا المجتمع قد تعرض لمآسٍ خلال العقود الماضية بما فيها القمع والتعرض لهجمات كيماوية في حلبجة عام 1988 على يد نظام صدام حسين وقتها. ولكن لنترك هذه المسيرة الصعبة للمؤرخين، ونركز على المرحلة الحديثة التي بدأت مع الدخول العسكري الأميركي إلى العراق حتى سيطرة الميليشيات المرتبطة بإيران على معظم تلك البلاد، لنفهم ما هو مستقبل العلاقات الكردية - الأميركية، المنتقلة من عهد دونالد ترمب إلى رئاسة بايدن. عهد بوش منذ عام 2003، تغيرت الأوضاع القومية لأكراد العراق بشكل جذري بعد انسحاب القوات البعثية من مناطق كردستان في شمال البلاد، إثر التدخل الأميركي، الذي كان بمثابة الفرصة الذهبية للأهالي الأكراد من دهوك إلى أربيل فالسليمانية، لإقامة منطقة لهم في إطار الدولة العراقية. إلا أن أمرين سابقين سمحا بذلك. الأول هو استمرار شكل من أشكال المقاومة الإثنية في الجبال الوعرة منذ ضم مناطقهم إلى دولتي سوريا والعراق الحديثتين مع سايكس بيكو، وبرزت هذه الحركة خصوصاً مع قيادة الملا مصطفى البرزاني في السبعينيات. والأمر الآخر هو إقامة منطقة حظر جوي أميركي - بريطاني عام 1991 لحوالى 12 سنة، ما ساعد "البيشمركة" على الاستمرار حتى زلزال 2003. عهد جورج بوش كان له وقع إيجابي على "المنطقة الكردية" في العراق، إذ دخلت عبر التفاوض، إلى قلب المعادلات الدستورية والسياسية العراقية، إلى جانب المكونات الشيعية والسنية والأقليات المسيحية والإيزيدية. فحصلت "المنطقة" على حقوق دستورية في إطار اتحادي، قريب من الفيدراليات العالمية، وإقامة "حكومة إقليمية"، والمشاركة في الحكومة الوطنية العراقية، والوصول إلى مركز رئاسة البلاد، ولو كان رمزياً. إبان تلك المرحلة "الذهبية" بين 2003 و2011، توصف العلاقات الكردية - الأميركية بأنها "الأكثر غزارة"، إذ حصلت حكومة كردستان العراق على أفضل ما يمكن الحصول عليه عملياً، وانتشرت صورة إيجابية لدى الرأي العام الأميركي عن "الحلفاء الأكراد". أوباما خلال سنوات رئاسة باراك أوباما، حافظت حكومة كردستان الإقليمية على حقوقها المنصوص عليها وعلى مساحتها، على الرغم من انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية 2011، وحافظت على مشاركتها في السلطة المركزية على الرغم من تعاظم النفوذ الإيراني منذ 2012، إلا أن تطوّرين خلطا الأوراق ووضعا أربيل في وضع حرج. الأول كان بانتشار الميليشيات المؤيدة لإيران في المناطق الشيعية، ودخولها إلى المناطق السنية، ووصولها إلى تخوم كردستان. ولو لم تكن البيشمركة موجودة، لاخترقت الميليشيات الإقليم. مع إن القوى الحليفة لإيران لم تدخل مناطق الأكراد مباشرة، إلا أنها افتعلت أحداثاً داخل كردستان، وصولاً إلى محاولات شق الصفوف داخل مختلف أنحاء الإقليم، ما هدد الوحدة الداخلية لسنوات. الأزمة الأخطر أتت مع "داعش" الذي اجتاح معظم مناطق السنة، ووصل إلى تخوم المناطق الشيعية، وابتلع البلدات والقرى المسيحية والإيزيدية، وصولاً إلى جبل سنجار. حُوصرت كردستان وباتت أربيل على مرمى مدفعية "داعش"، وهرع مئات آلاف النازحين من الموصل وسهل نينوى وسنجار. ووقفت البيشمركة على الجبهات، وارفعت الخسائر. وبعد تأخر ملحوظ، تدخلت إدارة أوباما وأمرت الطيران بالتدخل لوقف زحف "الدواعش". وما بين صيف 2014 وبداية 2017، شاركت القوات الكردية مع القوات العراقية، المدعومة من التحالف الأميركي في حرب استرجاع الأرض من الإرهابيين. حصلت حكومة الإقليم على دعم واشنطن وعلى امتنان بغداد. لكن إدارة أوباما غضت النظر عن "عودة" ميليشيات إيران تحت اسم "الحشد الشعبي"، إرضاءً للوبي الذي هندس الاتفاق النووي. كذلك صعّدت حكومة المالكي الحليفة لإيران ضد كردستان مالياً، فقطعت بعض الإمدادات وخففت السيولة عن أربيل. ما دفع بقيادة الإقليم للبدء في آلية "تقرير المصير" والاستفتاء. ترمب المرشح ترمب كان الأكثر حماسة "لتسليح الأكراد" بوجه الإرهابيين، واعتبارهم شركاء في المنطقة خلال الحملة. وبالفعل تم دعم الإقليم من قبل البنتاغون وتعزيز وجود العسكر الأميركي في جوار أربيل. وفي مرحلة إنهاء القاعدة الجغرافية لـ"داعش" بين 2017 إلى 2019، توسّع نطاق عمليات البيشمركة في شمال العراق تحت قيادة التحالف الدولي، في سباق مع تقدم "الحشد" في مناطق أخرى. ونظمت حكومة الإقليم بقيادة مسعود البرزاني استفتاءً شعبياً في سبتمبر (أيلول) 2017، نتيجته كانت لصالح الانفصال، وكان التوقع أن إدارة ترمب التي حالفت الأكراد ضد "داعش"، ستدعم هذا الاتجاه. إلا أن عاملين رئيسين عطّلا دعم البيت الأبيض للاستقلال التام لكردستان العراق. الأول كان الأزمة الداخلية في واشنطن جرّاء "تحقيق مولر" الذي شلّ السياسة الخارجية لترمب إلى حد ما. والثاني كان ضغط اللوبيين الإيراني والإخواني لمنع إقامة كيان كهذا يقف بوجه مشاريعهما في المنطقة. أزمة كركوك على أثر استفتاء سبتمبر، حاصرت حكومة حيدر العبادي القريبة من طهران كل حدود إقليم كردستان، وأرسلت قواتها لانتزاع مدينة كركوك من أيدي البيشمركة. وسيطرت ميليشيات "الحشد" على المدينة بعد انسحاب القوات الكردية منها، بعد أن تخلت إدارة ترمب عن مساندة أربيل في مشروعها الاستقلالي. هل كان ذلك خطأً في حسابات فريق البرزاني أم إرباكاً داخل فريق ترمب؟ المؤرخون سيحكمون. ولكن أزمة كركوك كشفت نوايا كل الأطراف، بما فيها واشنطن. النظام الإيراني يهدف إلى السيطرة على كردستان العراق وانتزاعها من المحور الأميركي. إدارة أوباما كان همها الاتفاق النووي وكان دعمها للإقليم في حده الأدنى، بينما إدارة ترمب وصل دعمها إلى الحد الأقصى، ما دون الوصول إلى الوقوف إلى جانب الانفصال. وحكومة رجب طيب أردوغان لا ترى خيراً في أي كيان كردي في المنطقة، بينما إسرائيل يهمها ابتعاد المحور الإيراني عن حدودها. بايدن المعروف عن الرئيس بايدن عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ خلال الاحتلال الأميركي أنه أيّد فكرة إقامة ثلاث دول في العراق: شيعية وسنية وكردية. طبعاً الفكرة لم تلقَ تأييداً في واشنطن، بسبب تمسك المؤسسات السياسية بالحدود الدولية القائمة في المنطقة. إلا أن فكر بايدن "القديم"، أي إبان خدمته كسيناتور، كان مؤيداً لمشروع كيان كردي، ولكن من ضمن دولة العراق. وعطفُ بايدن القديم على الأكراد عامة كان تجاه ما اعتبره أزمة تاريخية مع تركيا، وليس إيران. وهذا صحيح أيضاً بالنسبة لأكراد سوريا. إلا أن فكر بايدن "القديم" يصطدم بأجندة إدارته الجديدة، المستوحاة من مشاركته في إدارة أوباما. فهذه الأخيرة وضعت الاتفاق النووي فوق كل اعتبار، إلى حد أنها تخلت عملياً عن الدول العربية ومعارضات المنطقة وحتى إسرائيل. وفي 2021، عادت سياسة أوباما إلى البيت الأبيض وسيّده الجديد. لذا فأي استشراف لما ينتظر حلفاء أميركا الكبار، السعودية ومصر وإسرائيل، قد يخلص إلى أن علاقات إدارة بايدن مع هذه القوى الإقليمية ستستمر طبيعياً على الصعيد الثنائي، ولكن الأولويات ستتغير على الصعيد الإقليمي. وإذا كان هذا هو الوضع على صعيد "كبار" المنطقة، فكيف بالحري على صعيد القوى الأصغر؟ من المنتظر أن تستمر إدارة بايدن بالدعم التقليدي لإقليم كردستان، ولكن عبر حكومة بغداد. بالتالي ليس متوقعاً أن تزداد العلاقة العسكرية بمواجهة "داعش" لترتقي إلى مستوى علاقات استراتيجية مباشرة. والأهم أنه طالما هنالك تقدم باتجاه الاتفاق النووي، فلن تدعم واشنطن مشروعاً كردياً باتجاه الاستقلال التام، بل تدعم النظام الاتحادي المنصوص عنه في الدستور العراقي. الحاضر والمستقبل مما هو واضح أن كردستان العراق قد قطع مسافة طويلة بين مرحلة الملا مصطفى وقواته المتمترسة في أعالي الجبال، وابنه الذي كان يرأس كياناً ذا حكومة محلية معترف بها داخل العراق وتتمتع بعلاقات واسعة عالمياً. هذا تقدم كبير. إقليم ممثل في رئاسة الدولة وفي حقيبة وزارة خارجيتها لسنوات. كردستان بات واقعاً لا خلاف على وجوده في العراق. المسألة لم تعد وجوداً، بل حدوداً. بمعنى آخر إلى أي حد ستتطور العلاقات الدولية لهذا الإقليم؟ رياح متضاربة تعصف بالمنطقة، ولكن هنالك أملاً كبيراً بأن تطور كردستان العراق بعلاقاتها في كل الاتجاهات لمصلحة نموها وتفاعلها مع الجوار. وهذه أهم المحاور. علاقات أربيل ببغداد أساسية، وهي لا بأس بها على صعيد الحكومة الحالية. على الصعيد الشعبي، العلاقات المجتمعية بين مجتمع كردستان والمجتمع المدني العراقي في المناطق الشيعية، قد تطور إيجاباً، لا سيما منذ احتجاجات خريف 2019. فالطرفان، الأكراد والشيعة المعتدلان يواجهان الميليشيات "الإيرانية" معاً. من ناحية أخرى ينبغي على القيادة الكردية أن تهتم بالعلاقات مع الأقليات المسيحية والإيزيدية التي تعيش في المناطق نفسها وإلى جانبها. والمعلوم أن كردستان العراق استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين وأوتهم على أراضيها. وكثير منهم يثمنون هذه المساعدة. إلا أن هنالك أطرافاً داخل هذه الطوائف تنتقد حكومة الإقليم بسبب أحداث سابقة بين الطرفين. بالتالي فإن حواراً عميقاً بين كل تلك الأقليات في شمال العراق يستحق التركيز. أما التواصل مع المكوّن العربي السني، فهو أكثر من أساسي بالنسبة لأكراد العراق، وهو حاصل أساساً منذ سنوات، وله مساحة جغرافية وسياسية واسعة تمتد من الموصل إلى الأنبار إلى العمق السني في الوسط، حيث الشراكة متينة مع السنة المقاومين لـ"داعش"، والمعارضين لإيران. أما إقليمياً، وبمواجهة التهديد الإيراني شرقاً، والضغط الآتي من حكومة أردوغان شمالاً، فالمتنفس الطبيعي الأهم هو جنوباً عبر الانفتاح على التحالف العربي بقيادة السعودية، عبر حوارعربي - كردي يعزز التعايش داخل العراق ويمتّن التحالف ضد الإرهاب. وأخيراً وليس آخراً، فاهتمام الإقليم ولو شعبياً "بمعاهدة إبراهام" يأتي طبيعياً، إذ إن الأكراد من مشجعي السلام في المنطقة، وسيكونون في الصف الأمامي عندما ينضم العراق إلى منظومة السلام. في الخلاصة، وبغض النظر عن الفوارق في السياسات الأميركية، فإن علاقات إقليم كردستان العراق مع الأقليات المحيطة بها والمكونين السني والشيعي داخل العراق، والحكومة المركزية، والتحالف العربي، وكتلة إبراهام، هي المفاتيح الأساسية للترابط مع العمق القومي الأميركي، بالتالي حماية حرية هذا الشعب من المخاطر المحيطة، وجعل الإقليم عضواً في حلف الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.
تقرير : الحصاد ترجمة : ك.ق اعلنت وزارة التعليم العالي قبل سبعة اشهر ستة مناصب داخل جامعة السليمانية يتم شغلها عن طريق تقديم السيرة الذاتية، لكن تلك المناصب لم تملأ بسبب تدخلات اليكيتي(الإتحاد الوطني الكوردستاني)، والآن اعلنت الوزارة من جديد ستة مناصب اخرى في الجامعات الواقعة ضمن حدود سلطة البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني)، ماذا يدور في جامعات إقليم كوردستان؟ كيف يتم التحايل على القانون؟ اللجان العلمية هي التي تحسم ملأ المناصب أم اللجان الحزبية هي التي تمنح المناصب؟ تفاصيل أكثر وأدق في هذا التقرير. ملأ المناصب أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي منصب رئيس الجامعة لـ(6) جامعات مع منصب رئيس المجلس الأعلى للاختصاصات الطبية، وزعمت الوزارة أنها تريد ملأ هذه المناصب وفقاً للشروط القانونية وعن طريق إرسال السِيَر الذاتية(CV)، والمناصب هي : 1- رئيس جامعة صلاح الدين - اربيل 2- رئيس جامعة سوران 3- رئيس جامعة اربيل الطبية 4- رئيس جامعة دهوك 5- رئيس جامعة دهوك التقنية 6- رئيس جامعة زاخو 7- رئيس المجلس الأعلى للاختصاصات الطبية في كوردستان الشروط المحددة لمنصب رئيس الجامعة : 1- حاملاً لشهادة الدكتوراه. 2- لا يقل لقبه العلمي عن بروفيسور مساعد. 3- لا يقل خدمته الجامعية عن (10) سنوات. هذه المناصب التي اعلنتها الوزارة ليتم شغلها، بعضها شاغرة وبعضها الآخر يحالون على التقاعد وكلها تقع في حدود "المنطقة الصفراء" و ليس فيها منصب رئيس أية جامعة في "المنطقة الخضراء"، كما ان البعض من رؤساء الجامعات الواقعة ضمن منطقة سلطة الاتحاد الوطني قد اكملوا مدتهم القانونية التي هي (4) سنوات. المناصب الغير محسومة بعد! وفقاً لاستفتاءات (الحصاد)، ان وزارة التعليم العالي تعلن هذه المناصب شكلياً وتملأ السِيَر الذاتية، وبخلافه فإن هذه المناصب يتم ملئها من قِبَل الأحزاب و لهم الكلمة الاخيرة في ذلك، مثال على ذلك ان جميع رؤساء الجامعات ضمن "المنطقة الصفراء" ينتمون للحزب الديمقراطي، ونظرائهم ضمن "المنطقة الخضراء" هم منتمون للاتحاد الوطني. أعلنت وزارة التعليم العالي بتأريخ 10 آب من العام الماضي ملأ (6) مناصب في جامعة السليمانية، لكن لحد الآن لم يتم شغل هذه المناصب، وهي : 1- عميد كلية الطب 2- عميد كلية الطب البيطري 3- عميد كلية اللغات 4- عميد كلية العلوم الهندسية الزراعية 5- عميد كلية التجارة 6- عميد كلية الفنون الجميلة بحسب متابعات (الحصاد)، بسبب تداخلات الكتل المختلفة داخل الحزب، لم تستطع وزارة التعليم العالي وجامعة السليمانية من شغل تلك المناصب، لأن الذين هم اصحاب الحظوظ لتسلم هذه المناصب يجب ان يزكوا من قبل الحزب و يمنحوا الضوء الاخضر للمباشرة بالعمل في تلك المناصب من قبل المسؤولين الحزبيين. اللجنة العلمية واللجنة الحزبية توجد لجنة حزبية وراء اللجنة العلمية وهي التي تُقَيم المرشحين وتملك الإرادة الحقيقية لاختيار اي مرشح تراها مناسباً للمنصب، ومن جهة اخرى للمؤسسات الحزبية التابعة للحزبين تداخلات وتأثيرات مباشرة داخل الجامعات والمعاهد فيما يخص إختيار المرشحين وحسم المناصب وهم اشبه بالطيف الموجود وراء السلطات الموجودة داخل الجامعات. بعض مناصب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات تشكل مشكلة داخل الحزب والبعض الآخر يتم ابعاد سيرته الذاتية من المركز الاول ويُؤتى بالسيرة التي تعقبه، هذه اللعبة تُمارَس من قِبَل الكتل المتنفذة داخل الحزب. البعض من رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام مضى على بقائهم في مناصبهم اكثر من (6) سنوات، لأنهم في البداية يبقون في هذه المناصب لمدة سنوات بالوكالة وبعدها يشغلون هذه المناصب بصورة رسمية، من الامثلة على هذه الحالات رئيس جامعة السليمانية، رئيس جامعة السليمانية التقنية، ورئيس جامعة سوران. التحايل على القانون يتم التحايل على القانون في الجامعات حالياً بحيلة كبيرة على قانون وزارة التعليم العالي والبحث العلمي رقم (10) لسنة 2008، وقد حدد هذا القانون مدة رئيس الجامعة وعمداء الكليات بـ(4) سنوات ويجب ان يكون لقبهم العلمي بروفيسور مساعد. قسم من رؤساء الجامعات وعمداء الكليات القابهم العلمية مستثناة من القانون ولا تصل ألقابهم الى بروفيسور مساعد والبعض منهم يشغلون المناصب لمدة زمنية بصفة الوكالة حتى يصلون الى القابهم العلمية اللائقة بالمنصب قانوناً، وبعد ذلك تصبح مناصبهم رسمية، حينها يبقون مدة اطول في مناصبهم تلك. قسم من أولئك الرؤساء للجامعات وعمداء الكليات لا يملكون اللقب العلمي اللائق بالمنصب اي لم يصلوا ال لقب (بروفيسور مساعد)، وقد وضعوا في تلك المناصب بحجة عدم توفر الاختصاصات، في حين كوردستان مليئة بأشخاص من حملة نفس الالقاب العلمية من المتعينين وغير المتعينين، لكنهم وضعوا في تلك المناصب بسبب المحسوبية ودعم الحزب. تدخل الحزب في شؤون الجامعات وصلت إلى مستوى، يضعون مشرفين على بعض من تلك الأقسام والعمادات، لان الحزب لا يرغب ان تقع تلك المناصب في ايدي أشخاص غير حزبيين او غير تابعين لكتلة معينة داخل الحزب، لحين ايجاد شخص حزبي او شخص من كتلتهم وحينها يقومون بوضعهم في تلك المناصب. التكتلات والنزعات المناطقية تلعبان دوراً مهماً في تحديد رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ورؤساء الاقسام، ام تواجدت المناطقية في المجالات الاخرى فإن تواجدها في الجامعات والمعاهد منبوذ ومحرم، لأن هذه المناصب مرتبطة بالعلم والقدرة العلمية، ليس في القوانين النافذة فقرة تشير الى المناطقية في ملأ المناصب. المنتهية مدتهم وفقاً للفقرة الأولى من المادة (18) من قانون رقم (10) لسنة 2008 يجب الا تقل اللقب العلمي لرئيس القسم او عميد الكلية من لقب بروفيسور مساعد، لكن معظم رؤساء الأقسام وعمداء الكليات هم مستثنون من هذا الشرط العلمي وأغلب رؤساء الجامعات إنتهت مدتهم القانونية للبقاء في مناصبهم والتي حددها القانون بـ(4) سنوات. وفقاً للفقرة الثانية من المادة (18) من قانون رقم (10) لسنة 2008 يشترط لتكملة قسم علمي عدد من اعضاء الهيئة التدريسية لا تزيد على (14) ولا تقل عن (8) استاذاً ومن حملة شهادة الدكتوراه او من الذين وصلوا الى لقب بروفيسور مساعد ولديهم مدة (5) سنوات من الخدمة الجامعية، لكن أفتتحت العديد من الاقسام ليست لديهم لا بروفيسور مساعد ولا حملة شهادات الدكتوراه وليست لديهم ايضاً هيئة أكاديمية محددة. بحسب تقرير من (معهد بَي للتربية والتنمية) والتي اعتمدت على (المرشد الدراسي لسنة 2018) : * من مجموع (624) قسماً في جامعات إقليم كوردستان، تم وضع (407) من رؤساء هذه الاقسام بشكل غير قانوني وخارج القانون ما يبلغ نسبة (65%) من مجموع رؤساء الأقسام في كافة جامعات إقليم كوردستان. * من مجموع (107) قسم وفرع علمي في جامعة السليمانية، فإن (43) رئيس قسم او فرع تم تنصيبه خارج القانون وبشكل غير قانوني ما يبلغ نسبة (40%) منهم يحملون لقب استاذ او استاذ مساعد، في حين وفقاً للقانون ينبغي ان يكونوا من حملة لقب بروفيسور مساعد فما فوق. * من مجموع (33) قسماً في جامعة كرميان تم تنصيب (26) رئيس قسم بشكل غير قانوني ما يبلغ نسبة (79%). * من مجموع (28) قسماً في جامعة رابَرين تم تنصب (23) رئيس قسم بشكلٍ غير قانوني ما يبلغ نسبة (82%). * من مجموع (13) قسماً في جامعة حلبجة جميعهم نصبوا بشكلٍ غير قانوني أي بنسبة (100). * من مجموع (77) قسماً في جامعة السليمانية التقنية، تم تنصيب (51) من رؤساء الأقسام بشكل غير قانوني وخارج عن القانون المختص مايبلغ نسبة (66%). * من مجموع (48) قسماً في جامعة دهوك التقنية تم تنصيب (46) من رؤساء الأقسام بشكلٍ غير قانوني ما يبلغ نسبة (96%). * من مجموع (72) قسماً في جامعة اربيل التقنية تم تنصيب (62) من رؤساء الأقسام بشكلٍ غير قانوني ما يبلغ نسبة (86%). * من مجموع (78) قسماً في جامعة صلاح الدين تم تنصيب (41) من رؤساء الأقسام بشكلٍ غير قانوني ما يبلغ نسبة (52.7%). * من مجموع (27) قسماً في جامعة كوية تم تنصيب (11) من رؤساء الأقسام بشكلٍ غير قانوني ما يبلغ نسبة (40%). * من مجموع (12) قسماً في جَرمو تم تنصيب (11) من رؤساء الأقسام بشكلٍ غير قانوني ما يبلغ نسبة (91.6%). * من مجموع (80) قسماً في جامعة دهوك تم تنصيب (50) من رؤساء الأقسام بشكلٍ غير قانوني ما يبلغ نسبة (62.5%). * من مجموع (26) قسماً في جامعة زاخو تم تنصيب (10) من رؤساء الأقسام بشكلٍ غير قانوني ما يبلغ نسبة (38.4%). * من مجموع (23) قسماً في جامعة سوران تم تنصيب (20) من رؤساء الأقسام بشكلٍ غير قانوني ما يبلغ نسبة (87%). هذه الإحصائيات تعود لعام (2018) و من المحتمل حصول تغييرات فيها. الجامعات والمعاهد توجد في اقليم كوردستان (16) جامعة حكومية و(19) جامعة أهلية و(14) معهداً، كالآتي : أولاً / الجامعات الحكومية توجد في اقليم كوردستان حتى الآن (16) جامعة حكومية متوزعة على مدن الإقليم، كما توجد هيئتان ومجلس حكومي، تمارس اعمالها وفقاً لاختصاصاتها : قائمة بأسماء الجامعات والمؤسسات الحكومية لإقليم كوردستان ثانياً / الجامعات الأهلية على ضوء قانون الجامعات الأهلية المصادق عليه من قبل برلمان كوردستان، توجد حتى الآن (19) جامعة أهلية وفروع جامعية في مدن كوردستان، وهي : قائمة بأسماء الجامعات الأهلية في اقليم كوردستان: ثالثاً / المعاهد الأهلية بالاستفادة من قانون الجامعات الاهلية وفي ضوء تعليمات فتح المعاهد الأهلية، فتحت حتى اللحظة (14) معهداً اهلياً ابوابها في المدن والقصبات المختلفة في اقليم كوردستان وبإختصاصات مختلفة وفقاً لاقتضاء أسواق العمل، وهي : قائمة بأسماء المعاهد الاهلية في اقليم كوردستان:
الحصاد draw: حامد عبد الحسين الجبوري - مركز الفرات يلعب الاستبداد السياسي دوراً كبيراً في تحطيم الاقتصاد وتراجعه كونه يحرم الاقتصاد من اكتشاف الموارد وعدم استثمارها وتقويمها وفق المنطق الاقتصادي السليم. حيث يؤدي الاستبداد إلى حصر جميع الموارد بيده ولا يسمح لأحد باستثمارها وتقويمها فضلاً عن اكتشافها، فيحرم الاقتصاد منها بل ويتم هدرها بفعل تقويمها بعيداً عن التقويم الاقتصادي الدقيق لها. يلجأ الاستبداد السياسي دائماً لتبني النظام الاقتصادي القائم على الدولة بعيداً عن النظام القائم على القطاع الخاص، لان الاستبداد السياسي والاقتصاد القائم على الدولة يسيران بشكل طردي في حين يسير الاستبداد السياسي والاقتصاد القائم على القطاع الخاص بشكل عكسي. لان الأول يجعل الاقتصاد بيد الدولة وهذا ما يخلق مجالاً واسعاً أمام الاستبداد للتدخل والسيطرة على الموارد وتوجيه الاقتصاد وفقاً لما يراه هو لا وفقاً لما يراه أصحاب الخبرة والاختصاص، في حين لم يكن الأمر كذلك بالنسبة للثاني أي إن القطاع الخاص يرفض التحكم به وتوجيهه وفقاً لتوجهات الاستبداد السياسي. ما يخلق مجالاً واسعاً أمام الاستبداد للتدخل والسيطرة وتوجيه الاقتصاد هو الملكية العامة للموارد والتخطيط المركزي، بمعنى إن الدولة تمتلك الموارد ووسائل الإنتاج ويقوم التخطيط المركزي برسم السياسة الاقتصادية للبلد في إطار ما يتطلع إليه القابع على سدة الحكم، فتصبح حياة الاقتصاد وموته بيد السيد الرئيس! والعكس صحيح، أي إن ما يضيّق المجال أمام الاستبداد ويحجّم من تدخله ويحرمه من السيطرة وتوجيه الاقتصاد هو الملكية الخاصة والحرية الاقتصادية والربح، حيث يسعى القطاع الخاص لزيادة ملكيته الخاصة وزيادة أرباحه وكلهما لا يتحققان في ظل غياب الحرية الاقتصادية التي يخطفها الاستبداد من الوجود فيعمل القطاع الخاص للحد من الاستبداد وإيجاد الحرية الاقتصادية وزيادة ملكيته وأرباحه. وإذا ما أجرينا مسحاً عاماً للدول التي تتبنى الاستبداد السياسي وتدخل الدولة وتوجيهها للاقتصاد سنجد إن أغلب اقتصادات هذه الدول هي اقتصادات إمّا مُحطمة كاقتصادات الاتحاد السوفيتي وغيرها أو في طريقها للتحطُّم كالاقتصاد التركي والإيراني والسوري ورها. والعكس صحيح أي سنجد إن أغلب الدول التي تبتعد عن الاستبداد السياسي وتتبنى الديمقراطية السياسية وحياد الدولة وقيام القطاع الخاص بدور كبير في الاقتصاد سنجد إن اغلب اقتصادات هذه الدول هي اقتصادات متقدمة كالاقتصاد الأمريكي والألماني أو في طريقها للتقدم كاقتصادات جنوب شرق آسيا. العراق والاستبداد والاقتصاد أدى الاستبداد السياسي في العراق إلى توجيه الاقتصاد وفقاً لرغباته بعيداً عن مصلحة الاقتصاد والمجتمع فكانت النتيجة هي التراجع والتدهور وحتى التحطّم. إذ إن تعنت الاستبداد ورفضه للرأي والمناقشة والمشورة سياسياً واقتصادياً أدى لحرمان السياسة والاقتصاد في العراق من الأفكار السياسية والاقتصادية التي تسهم بلا شك في تحقيق مصلحة العراق. الأكثر ضرراً في الاستبداد آثاره، لأن استمرار الاستبداد لمدة طويلة يعني ولادة شعب جاهل التفكير وفوضوي السلوك لا يستطيع أن يحدد خارطة طريق لحياته بشكل سليم، بحيث لا يستطيع أن يُجمع رأيه على القرارات التي تصب في مصلحة شؤونه لاسيما السياسية والاقتصادية منها. فيظل يعاني التخبط والفوضوية وغياب الاستقرار ولا يستطيع النهوض بمستوى حياته بمستوى حياة الدول المتقدمة وهذا ما ينطبق على العراق تماماً، حيث دخل العراق بعد السقوط في صراع طائفي وإرهاب وأزمات متلاحقة وفوضى سياسية واقتصادية مستدامة انعكست سلباً على الواقع العراقي. يمكن القول، إن لجوء العراق في خمسينيات القرن الماضي لتبني نظام التخطيط هي الخطوة الأولى نحو الاستبداد اللاحق سياسياً واقتصادياً، لانه كما ذكرنا قبل قليل، إن الذي يفسح المجال واسعاً أمام الاستبداد للتدخل والسيطرة وتوجيه الاقتصاد هو الملكية العامة للموارد والتخطيط المركزي. إن امتلاك الدولة للموارد وقيامها برسم الخطة الاقتصادية اللازمة لتوظيف تلك الموارد وكذلك قيامها بتنفيذ تلك الخطة عبر وزاراتها المركزية وقطاعها العام أدى ذلك لاتساع دور الدولة في الاقتصاد شيئاً فشيئاً حتى استحكمت عليه بشكل كامل وما عزز قبضة الدولة على الاقتصاد هو دخول النفط على الخط في سبعينيات القرن الماضي. ونظراً لهيمنة الدولة على الاقتصاد بشكل كامل عن طريق الملكية العامة والتخطيط المركزي من جانب وهيمنة القائد على الحزب والأخير على الدولة ومؤسساتها بشكل كامل من جانب ثانٍ فإن الاقتصاد أصبح يخضع لقائد الحزب بشكل كامل ويتجه حيث ما يشاء وهذا ما حصل على أرض الواقع بالفعل. الاقتصاد العراقي ونفق الحروب بعد سنة من تولي صدام حسين إدارة البلاد أدخلها في نفق الحروب حيث ابتدأ بحرب الخليج الأولى التي دامت لثمان سنوات أنهك فيها العراق مادياً ومعنوياً مالياً وبشرياً، وبمجرد انتهاء الحرب أقحمه في غزو الكويت وجاءت التبعات الوخيمة المتمثلة في حرب الخليج الثانية وما تلاها من حصار اقتصادي حتى إسقاط النظام والدولة عام 2003 بشكل قسري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تزال تبعاتها سارية المفعول حتى الوقت الحاضر وستستمر حتى المستقبل. وتجب الإشارة إلى إن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل جزء من المسؤولية كونها لم تسقط النظام وحسب بل أسقطت الدولة برمتها بكل مؤسساتها، وإلا لو كانت تريد أن تسقط النظام دون الدولة فإنها لم تستهدف مؤسسات الأمن الداخلي والجيش الوطني والمصانع والبنى التحتية التي تخدم الشعب. لكن يبقى الجزء الأكبر من المسؤولية هو مسؤولية الإدارة الداخلية-الاستبداد-الذي دفع لتدخل الولايات المتحدة لإسقاط النظام والدولة بشكل كامل. إن إدخال العراق في نفق الحروب-لا لشيء إلا استجابةً لرغباته الذاتية بحجة القومية-يعني توجيه الاقتصاد نحو ما عُرف باقتصاد الحرب، لان الحرب تتطلب المزيد من التمويل لغرض إدامة الحرب، وإن إدامة الحرب وتسخير الموارد لإدامتها يعني استمرار هدر الموارد واستنزافها دون توظيفها بما يخدم الاقتصاد والشعب أخيراً. وإن التوجه نحو اقتصاد الحرب يعني تحطم الاقتصاد العراق من حيث ما هو قائم من موجودات ثابتة واستنزاف ما هو موجود في باطن الأرض من موارد معدنية ونفاد ما موجود من أموال سائلة في البنوك فضلاً عن زيادة المديونية. تخيّل لو كانت الإدارة في العراق لم تتسم بالاستبداد وتتحلى بالمشورة والمناقشة وتقبل النقد البنّاء وتبتعد عن تلبية الطموحات والرغبات الذاتية وتعمل وفقاً لمصلحة الاقتصاد السلمي والشعب. هل سيكون واقع الاقتصاد العراقي كما هو عليه الآن، من اقتصاد منهك يعاني الأحادية والتبعية والتذبذب والبطالة والفقر؟! بالتأكيد، سيكون الاقتصاد العراقي خالٍ من تلك المشاكل وسيكون من بين طلائع الاقتصاد المتقدمة لان العراق لديه القابلية على الطفرة وذلك لما يملكه من موارد طبيعية وبشرية هائلة تؤهله ليكون في ذلك الموقع إذا ما توفرت الإدارة السليمة بعيداً عن الاستبداد.
الحصاد draw: قراءات مستقبلية – مركز الدراسات المستقبلية أولا: حول المسائل العامة للعراق: الملف الايراني الاميركي واحد من المتغيرات المؤثرة في السياسة الاميركية في عهد بايدن، فطبيعة التعامل الامريكي مع ايران ايجابا او سلبا سوف تؤثرفي سياسة امريكا ازاء العراق والمنطقة بشكل مباشر، فبالرجوع إلى تجربة بايدن (باستثناء المرحلة التي كان فيها سيناتورا ) اذ تم اللجوء الى سياسة التوازن ( نەشیش بسوتێ و نە کەباب )مع ايران منذ عام 2009، حين كان بايدن نائبا لاوباما ومسئولا عن الملف العراقي، وقد ادرك وقتها ان امريكا والحلفاء ليسوا المشاركين الوحيدين في ادارة العراق والمعادلات المعقدة فيها، إذ ثم شريك مفروض وهو ايران، وغريم منافس له وهو قاسم سليماني الذي تم توكيل ادارة ملف العراق اليه من قبل حكومته. ومنذ ذلك الوقت اخذ الجانبين بنوع من طرق الدبلوماسية السرية والواقعية، في ادارة الملفات العراقية عموديا وافقيا بدءا من تقسيم السلطات وحتى صعود الطائفية إلى الحكم، واستمرت هذه المنهجية المشتركة بين بايدن والسليماني الى حين مجئ ترامب الى البيت الابيض. ثمة تغيرات طرأت على العالم والعراق كما ان مرحلة ما بعد كورونا ستكون مختلفة عن سابقتها و تغيرت معها سياسة امريكا ايضا، اذ لن تتكرر سياسة السنوات الاربع السابقة. ان واشنطن وطهران لم ترغيا باللجوء الى المواجهة العسكرية المباشرة حتى في عهد ترامب وقاسم سليماني، ما يدل على ان العراق لا تزال تشكل الباحة الخلفية لكل من طهران و واشنطن، وان اي تقارب او تباعد بينهما سوف يؤثر في امن وسبادة وتطور العراق بجميع مكوناتها، كما ان الطرفين يلوحان بالاستمرار على استخدام ورقة العراق الناعمة والصلبة ضد بعضهما البعض. بايدن وعناصر ادارته المختصة بملفات العراق على دراية بقضايا العراق، الا ان سياسة بايدن الراهنة ازاء العراق غير واضحة، كما لم يشر خلال حملته الانتخابية بشكل صريح وعام الى سياسته تجاه العراق، ويبدو انه يدرك جيدا ان صياغة اية سياسة تجاه العراق قبل صياغة سياسته تجاه ايران ستبدو غير واقعية وغير عملية أيضا. ستؤثر ثلاثة عوامل جديدة-قديمة في تعامل ادارة بايدن مع العراق: 1- قضية الميليشيات القديمة-الجديدة التابعة لايران في العراق، فمنذ عهد اوباما بعد عام 2014 شكلت اعادة تنظيم الميليشيات “الايرانية” العراقية بذريعة التصدي لداعش عقبة لأدارة اوباما وفريقه. فان ايران وميليشياتها استطاعت عبر سياسة المد والجزر امام امريكا في منح ايران فرص اقتصادية وسياسية، عبر اعادة اميركا الى مسار التفاوض لإبرام اتفاقية 5+1. ثم ظهرت حديثا ميليشيات الحشد الولائي واتباعها كما ولدت ميليشيات جديدة من رحم هؤلاء (اصحاب الكهف، سرايا عشرين، اولياء الدم، ربع الله…الخ)، وتؤدي الأخيرة مهام الحشد الولائي في ضرب مصالح امريكا في المنطقة، وهي ايضا اداة تكتيكية لخليفة قاسم سليماني (قانافي) الذي يعرض عضلات ايران امام اميركا. لذلك لاتقتصر مهام بايدن على تقويض قدرة الحشد الولائي وارضاء مكونات العراق فحسب وانما التعامل مع الجيل الثاني من الحشد الولائي الجديد. 2- قضية اتفاقية (5+1): واحدة من القضايا التي ستؤثر بشكل مباشر على سياسة البيت الابيض الاقليمية وفي العراق ايضا، في مسألة العودة او عدم العودة الى اتفاقية عام 2015 (5+1) المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني. ففي حالة التقارب والتفاوض بشأن العودة للإلتزام بالاتفاقية سترفع العقوبات عن ايران مما ينعكس ايجابا على العراق، كما تقلل من ضغوطات ايران على بغداد واربيل في مسائل تبيض الاموال والمشاكل المصرفية والعملة والنفط وشراء الاحتياجات العسكرية والصناعية. أما في حالة عدم العودة الى الاتفاقية 5+1، وهي احتمالية واردة جدا (أو في الاقل عند تعديل الاتفاقية بالضرورة)، ستبدء ايران ضغوطاتها على امريكا من اراضي العراق والتي تعد ارضية مناسبة للتقليل من اثار العقوبات على ايران، كما ستعرض عضلاتها في العراق باللجوء الى اظهار قوتها الناعمة والصلبة في العراق وخلق المشاكل لإدارة بيت الابيض الجديدة. يبدو ان المشاكل الفنية والسياسية لاتفاقية (5+1) قد ظهرت منذ المرحلة الاخيرة لولاية اوباما، إذ انتقد الاصوليون داخل ايران الاتفاقية من جهه، فيما رأى الامريكيون من جهتهم ان الاتفاقية تفتقر الى العديد من النفاط المهمة، اذ كان من المفترض الحد من الصواريخ الايرانية البعيدة المدى والعابرة للقارات في الاتفاقية، لأن أيران استطاعت بتلك الصواريخ ان تعرض مصالح اميركا وحلفائها الى الخطر في لبنان واليمن وسوريا العراق قبل ان تمتلك الأسلحة النووية. ولم تمتنع ايران عن ارسال صواريخها الى الجماعات الموالية لها في تلك الدول فحسب، انما قامت بتفعيل وتنشيط صناعتها النووية وافرانها بنسة 20% مما يعد مخالفا لبنود الإتفاقية المبرمة. يتتبادل كل من البيت الابيض والباستور الاتهامات بخصوص انتهاك الاتفاقية ولا يرغب اي طرف منهما ابداء نوع من المرونة والمبادرة الى الانفتاح على الآخر، وفي آخر رد فعل صرح بايدن بشكل قاطع انه اذا لم ترجع ايران الى الدول (5+1) فانه ليس لديه أية رغبة بالعودة الى ايام مرحلة (5+1)، رغم انه فتح بابا امام ايران في مؤتمر ميونخ للامن مع الابقاء على تحفظات مسبقة. فيما ستكون لانتخابات ايران الرئاسية دور في اتساع او ردم الهوة بين طهران وواشنطن. 2- قضية الكورد في ايران والعراق: ستكون هذه القضية مرة اخرى متغيرا مؤثرا ومتاثرا في و بسياسة بايدن في المنطقة. رغم ان لبايدن تاريخ اطول في التعامل مع الكورد في العراق اكثر بكثير من تعامله مع القضية الكوردية في ايران، ففي حالة استمر البتعاد بين طهران و واشنطن فان اميركا ستستخدم قضية كورد ايران كورقة ضغط على طهران وكذلك ستكون مناطفق الكورد بالعراق المنطقة الامنة الاخيرة لجنود امريكا وسياستها ضد أيران واتباعها. ان العروض الاخيرة لايران واتباعها في كوردستان والعراق تبعث بانباء غير سعيدة للعراقيين، والتي تجسدت في قصف القواعد والمصالح الاميركية وحلفائها في كوردستان ووسط وجنوب العراق واستهداف السفارة الاميركية وضرب الاطراف السياسية القريبة من اميركا واغتيال الناشطين، وتشير كل هذا الى ان هناك طريق وعرة تنتظر العراقيين في ظل سياسة البلدين المعقدة. ثانيا: حول مسألة الجماعات المسلحة العراقية: يمكن قراءة السياسة الاميركية تجاه هذه الجماعات في ثلاث مستويات: المستوى الاول: مرهون بسياسة امريكا تجاه طهران وتحكمها بسلوك هذه الجماعات، إذ تنظر أمريكا إلى هذه الجماعات وتتعامل معها بوصفها ممثلة لايران. كانت هذه الجماعات المسلحة قبل انتهاء حرب داعش تشبه في قوتها وحجمها الرعيل الاول من النموذج اللبناني، التي ظلت اكثر تحفظا وخجلا واقل انصياعا لايران بخصوص وجود القوات الاميركية بالعراق، فيما دعت قسم منها قوات التحالف الدولي الى مساعدة العراق في الحرب على الارهاب. اما القسم الثاني فهو الرعيل الثاني من هذه المجموعات، التي تبدو اكثر وضوحا وتشددا في انتمائها، ولها اجندات صريحة تعد امريكا دولة محتلة. وقد وظهرت معظم هذه الجماعات وتشكلت بعد مقتل قاسم سليماني ومهدي المهندس وباتت تمتلك الثقل العسكري وقرار الحسم. المستوى الثاني: يرتبط بالتعامل الاميركي مع المفاوضات الاستراتيجية العراقية-الاميركية المعروفة بالمفاوضات الاستراتيجية، التي بدأت لبحث الملفات المهمة ومن ثم التوقيع عليها لاحقا كاتفاقيات استراتيجية، واحدى الملفات الحيوية في هذه المفاواضات هي الملف الامني وموضوع تخفيض عدد القوات الاميركية في العراق وخطر الارهاب وكيفية تقوية الجيش العراقي وتفكيك الجماعات والميليشيات المسلحة. المستوى الثالث: هو التعامل الاميركي مع اقليم كوردستان بشكل عام ومع ملف الامن في الاقليم بشكل خاص، الذي يتمحور حول اهمية اقليم كوردستان الاستراتيجية لدى الجانب الامريكي وموقع كوردستان في الاتفاقية الاستراتيجية. حول المستوى الاول: ان السياسة الخارجية الاميركية لا تقبل باستخدام القوة ضد ايران وتبحث عن متغيرات جديدة وبدائل سياسية حديثة، كما ترفض النموذج السعودي للتحالف مع العراق،لذلك فان الخطاب الرسمي الايراني واتباعها من الجماعات التي تمثلها يؤكد بصراحة الحفاظ على التوازن بين الضغط والعداء المباشر لامريكا، ويمثل هذا النموذج الرعيلين الاول والثاني الذين تم ذكرهما في المستوى الاول سابقا. حول المستوى الثاني: وهو التزام امريكا والعراق في الاستمرار بخطوات الحوار والتوصل الى اتفاقية استراتيجية عراقية – اميركية، فعندما نحلل الاساليب السياسية والمواقف في الصورة العامة لهذا المستوى، مثل اختيار ماككورك للشرق الاوسط، نستنتج بانه ثم توجه نحو سياسة غير ثابتة، وربما يكون الخيار فيها تخفيض القوات الاميركية مع تزايد دور الميليشيات. اما حول المستوى الثالث: اقليم كوردستان وامن كوردستان، فان رد الفعل الامريكي على الهجوم الصاروخي ليلة (14 شباط) على اربيل وتوجيه اصابع الاتهام الى المجموعات المسلحة الشيعية، التي وصفت نفسها بقوات المقاومة، كان فرصة وبداية جديدة لظهور دعم اميركي غير معلن للاقليم بعد اربع سنوات من سياسة المتفرج المنحاز للعراق على حساب اقليم كوردستان. يمكن الاشارة الى هدفيين اساسيين في هذا المنعطف، الهدف الاول جسد الضغوط التي يمكن ان تمارس ضد اربيل التي باتت غير محمية بالنسبة لامريكا. اما الهدف الثاني فجسد الفرصة التي مكنت امريكا من ان تعلن عن نفسها بوضوح وليس مستبعدا ان تستهدف الجماعات المسلحة قريبا. – قراءات مستقبلية (9) – الباحثون: د.يوسف گوران، د.ئوميد رفيق فتاح، د.عابد خالد رسول، د.هردي مهدي ميكة – مركز الدراسات المستقبلية- السليمانية – اقليم كوردستان – شباط 2021
الحصاد DRAW: يمثل صدور تقرير المخابرات الأمريكية الذي رفعت عنه السرية بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ضربة للسلطة والهيبة والمكانة الدولية لواحد من أقوى الرجال في الشرق الأوسط ألا وهو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وقد يكون لتلك الخطوة تداعيات على تعامل الغرب مع المملكة العربية السعودية لعقود قادمة. وبعد الآن فإن تأكيد دور ولي العهد، المعروف بالأحرف الأولى من اسمه إم بي إس، في تلك الجريمة البشعة التي جرت وقائعها في عام 2018، سيجعل من الصعب أكثر من أي وقت مضى إقامة القادة الغربيين صلات علنية به كفرد. العلاقة السعودية-الأمريكية تدخل مرحلة إعادة الضبط ومع ذلك، ففي ظل الوضع الحالي يبدو أن ولي العهد محمد بن سلمان سيكون القوة المهيمنة على العرش السعودي لفترة طويلة جداً. يبلغ محمد بن سلمان من العمر 35 عاما فقط ويتمتع بشعبية واسعة داخل المملكة وخاصة في أوساط الشباب، ويعود ذلك في جانب منه للوطنية وفي جانب آخر للتضييق الشديد على الحريات المدنية حيث أن انتقاد ولي العهد حتى الآن علناً أمر نادر. من هو جمال خاشقجي الذي شغل اختفاؤه العالم؟ توبيخ جو بايدن العلني لمحمد بن سلمان "مقامرة" - التايمز وقد أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أنه يريد التعامل مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وليس نجله ولي العهد محمد بن سلمان، لكن الملك وابنه يعملان بشكل متناغم وثيق للغاية، لذلك فإن هذا التمييز لا معنى له عملياً إلى حد بعيد. ويبلغ الملك سلمان بن عبد العزيز من العمر 85 عاما، وهو في حالة صحية سيئة، وقد سلم بالفعل معظم سلطاته إلى نجله. شريط تقشعر له الأبدان لطالما كانت صلة ولي العهد بمقتل خاشقجي معروفة لمعظم وكالات المخابرات الغربية، ولكن لم يتم فقط الإعلان عن تلك الصلة. وكانت جينا هاسبل، التي رأست وكالة المخابرات المركزية الأمريكية منذ عام 2018 حتى وقت سابق من هذا العام، قد سافرت إلى العاصمة التركية أنقرة حيث استمعت هناك إلى الشريط الصوتي المرعب الذي كان بحوزة المخابرات التركية، والذي يظهر لحظات الرعب التي مر بها خاشقجي داخل القنصلية السعودية حيث تمت السيطرة عليه جسدياً وخنقه من قبل عملاء أرسلوا من الرياض. كما قدمت تركيا التسجيلات الصوتية السرية التي بجوزتها عما جرى داخل القنصلية السعودية إلى أجهزة الاستخبارات الغربية، رغم أن التجسس على الهيئات الدبلوماسية أمر مخالف للأعراف المتبعة لكن تم تجاهل ذلك إلى حد كبير. التعليق على الفيديو، جمال خاشقجي: تسجيلات سرية تكشف تفاصيل عن مقتل الصحفي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول وقال مسؤولون أمريكيون إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية خلصت "بدرجة متوسطة إلى عالية من اليقين"إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان كان متواطئاً. ماهي ملفات بن سلمان الشائكة التي ينتظر موقف بايدن منها؟ لكن خلال وجود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض ظل تقرير المخابرات الأمريكية طي الكتمان حتى لا يحرج حليفه المقرب في الرياض، لكن اختفى الآن ذلك الغطاء الذي وفره ترامب. لم يكن المفضل لدى واشنطن لم يكن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الخيار المفضل لواشنطن ليصبح الملك القادم. كان الرجل المفضل لدى واشنطن هو الأمير محمد بن نايف الذي كان الشخص التالي في ترتيب ولاية العرش حتى أطاح به محمد بن سلمان في عام 2017. صدر الصورة،AFP التعليق على الصورة، كان الأمير محمد بن نايف هو المفضل لدى واشنطن وكما هو معروف فإن محمد بن نايف قيد الاعتقال حاليا بتهم الفساد والتآمر ضد ولي العهد، وهو ما تنفيه أسرته. من هو محمد بن نايف ولي العهد السعودي المعزول؟ نيويورك تايمز: الليلة التي لم ينم فيها محمد بن نايف وكان محمد بن نايف، لسنوات عديدة، أهم حليف لأمريكا داخل العائلة المالكة السعودية. وكان محمد بن نايف يتولى منصب وزير الداخلية لسنوات عديدة وقضى بنجاح على نشاط القاعدة في السعودية وأقام علاقات وثيقة مع وكالة المخابرات المركزية من خلال رئيس استخباراته سعد الجبري الذي يعيش الآن في منفاه في كندا. ورفع جبري مؤخراً أمام القضاء دعوى ضد محمد بن سلمان تتهمه بإرسال فرقة اغتيال لقتله. سعد الجبري: لماذا تسعى السعودية إلى إعادته؟ من هو محمد بن نايف ولي العهد السعودي المعزول؟ محمد بن سلمان ينفي إرسال فريق اغتيال إلى كندا لتصفية مسؤول سعودي سابق إذن فإن لولي العهد الحالي سجل حافل لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. لا تزال الولايات المتحدة بحاجة إلى علاقة عمل جيدة مع الديوان الملكي السعودي نظراً للتهديد المستمر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية والإرهاب الذي يعد تنظيم القاعدة مصدر إلهام له، لكنها تفضل كثيرا التعامل مع شخصية موثوقة ومستقرة مثل محمد بن نايف بدلاً من شخصية لا يمكن التنبؤ بها مثل محمد بن سلمان. هدية لإيران ويعد أي أمر يقوض الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية بمثابة هدية لإيران، منافس السعودية الإقليمي. صدر الصورة،REUTERS التعليق على الصورة، وجد محمد بن سلمان في دونالد ترامب حليفاً بينما جو بايدن لا يحبذ التعامل معه فعلى الرغم من سنوات من العقوبات خلص الخبراء مؤخرا إلى أن إيران باتت صاحبة اليد العليا في الشرق الأوسط حيث وسعت نفوذها الاستراتيجي من خلال الميليشيات التي تعمل بالوكالة عنها في لبنان وسوريا والعراق واليمن، تاركة السعوديين محاصرين. وعندما أعلن الرئيس بايدن عن تعليق مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية التي تقود حربا في اليمن، سارع المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران إلى الاستفادة من ذلك، فقد تقدموا على عدة جبهات منذ ذلك الحين مدركين أن حظر الأسلحة يحد من قدرة عدوهم. كل ما تريد معرفته عن مقتل جمال خاشقجي الولايات المتحدة: ولي العهد السعودي وافق على قتل خاشقجي كيف أثر مقتل خاشقجي في صورة محمد بن سلمان؟ إدارة بايدن تستعد لنشر تقرير سري حول مقتل جمال خاشقجي ومن المرجح أن يدفع كل ذلك القيادة السعودية، على المدى الطويل، نحو تنويع شراكاتها في مجال الدفاع والأمن وربما فتح أبواب جديدة أمام لروسيا والصين. وقد تدفع أيضا بالرياض إلى بناء علاقات أوثق مع إسرائيل التي تشاركها المخاوف من التوسع الإيراني والانتشار النووي.
الحصاد: المرصد الاورومتوسطي لحقوق الانسان جنيف- أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بشدة إصدار محكمة في أربيل حكمًا بالسجن على خمسة صحفيين وناشطين مدنيين بتهم تتعلق بنشاطهم الصحفي وممارستهم لحقهم في حرية الرأي والتعبير. سلطات إقليم كردستان العراق تهدف فيما يبدو من خلال هذه الأحكام القاسية إلى ترهيب الصحافة والنشاط المدني في البلاد، وإبلاغ المعارضين أنّ ثمن الانتقاد سيكون باهظًا جدًا عمر العجلوني، باحث قانوني لدى المرصد الأورومتوسطي وقال المرصد الحقوقي الدولي ومقره جنيف في بيانٍ صحفيٍ اليوم، إنّ محكمة الجنايات الثانية في أربيل حكمت بتاريخ 16 فبراير/شباط الجاري على الصحفيين والناشطين "شيروان سليمان" و"شفان عمر" و"هاريوان محمد" و"إياز رشيد" و"كدار عبد المجيد" بالسجن 6 سنوات استنادًا للمادة الأولى من قانون رقم (21) لسنة 2003 الصادر عن برلمان إقليم كردستان العراق، لافتًا إلى أنّ المحكمة أحالت ملف القضية الى محكمة التمييز، إذ ستصبح الأحكام قطعية في حال صدقت عليها. وفق المعلومات التي اطلع عليها المرصد الأورومتوسطي، وجّهت المحكمة تهمًا عديدة للمعتقلين الخمسة منها "تهديد الأمن القومي" و"التجسس لصالح جهات أجنبية"، ولم تسمح لفريق الدفاع بمقابلة المعتقلين سوى مرة واحدة ولفترة قصيرة لم تتجاوز 5 دقائق. كما لم يحصل فريق الدفاع سوى على ورقتين من ملف الدعوى الذي يتكون من 200 ورقة، ما أعاق أداءهم لمهمتهم في الدفاع عن موكليهم. وأوضح الأورومتوسطي أنّ قرار المحكمة يفتقر للأساس القانوني السليم، إذ أدان الصحفيين والناشطين بتهم خطيرة دون بيّنات مثبتة، كما أنّهم تعرّضوا للتعذيب والتهديد خلال التحقيق للاعتراف بالتهم الموجهة إليهم، ولم تتوفر خلال محاكتهم الشروط السليمة للمحاكمة العادلة. وأشار الأورومتوسطي إلى انتهاك السلطات لخصوصية المعتقلين، إذ اطلّعت على جميع المحتويات الخاصة بهم على هواتفهم وحواسيبهم المصادرة، كما أنّ فريق الادعاء العام قدّم محادثات خاصة بالمعتقلين عبر تطبيقي "ماسنجر و"واتساب" كدليل ضدهم، واستخدم صورة موجودة على جهاز الصحفي "شيروان سليمان" لمقر أحد الأحزاب، لاتهامه بالتجسس". وكانت قوات الأمن اعتقلت الصحفيين والنشطاء الخمسة تعسفيًا قبل نحو خمسة شهور، ووجّهت لهم حينها تهم التجسس والشغب ومحاولة الانقلاب. وقال محامي المعتقلين "بشور حسن" في مؤتمر صحفي عقده عقب الحكم إنّ "بعض القضاة لم يكونوا مع الأحكام الصادرة، وطلبنا إعادة فتح التحقيق بحضور المحامين، لكن طلبنا قوبل بالرفض (..) سنطعن بقرارات المحكمة خلال 30 يوما؛ لأنه لم تكن هناك جرائم ولا يوجد أي دليل على التهم الموجهة للمعتقلين". وورد في قرار العقوبة -حصل المرصد الأورومتوسطي على نسخة منه- أنّ المحكمة قررت وضع المعتقلين تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات بعد انقضاء محكوميتهم، فضلاً عن مصادرة هواتفهم وحواسيبهم الشخصية وكاميراتهم وإرسالها إلى وزارة المالية للتصرف بها وفق المادة (308) من قانون أصول المحاكمات الجزائية المُعدّل. وفيما يتعلّق بظروف الاحتجاز والمحاكمة، قالت الصحفية والناشطة الحقوقية "نياز عبد الله" لفريق المرصد الأورومتوسطي: "المعتقلون الخمسة أفادوا بتعرضهم للتعذيب في السجن، وأحد المعتقلين وهو "شيروان سليمان" أخبر القاضي أنّه تعرّض أثناء التحقيق للتعذيب والإهانة والتهديد باغتصاب زوجته، كما أجبروه على التوقيع على اعترافات بأفعال لم يرتكبها، ولكنّ القاضي لم يأخذ كل هذه الممارسات بعين الاعتبار. لاحظنا كذلك تردٍ في صحة المعتقلين، وانخفاض كبير في وزنهم. أحد المعتقلين وهو "شفان عمر" أغمي عليه أثناء المحاكمة أثناء قراءة القاضي اتهامات ضده بالتجسس والإرهاب". وقال الباحث القانوني لدى المرصد الأورومتوسطي "عمر العجلوني: "سلطات إقليم كردستان العراق تهدف فيما يبدو من خلال هذه الأحكام القاسية إلى ترهيب الصحافة والنشاط المدني في البلاد، وإبلاغ المعارضين أنّ ثمن الانتقاد سيكون باهظًا جدًا". وأضاف "العجلوني" أنّ سلطات إقليم كردستان العراق ملزمة باحترام معايير المحاكمة العادلة وعدم إجبار المعتقلين على الاعتراف بالتهم المنسوبة لهم، مبينًا أنّ إدانة الصحفيين والناشطين بناءً على مراسلات تتعلق بممارساتهم القانونية يضع شكوكًا حول وجود نوايا مسبّقة لاستهدافهم، خصوصًا أن عددًا منهم ينشط بشكلٍ كبير في مجال مكافحة الفساد في الإقليم". وأوضح أنّ العهود والمواثيق الدولية ذات العلاقة أكدت على ضرورة أن يمارس الصحفيون عملهم في إطار حماية كاملة من مختلف أنواع المضايقات التي تؤثر على أداء رسالتهم، إذ نصت المادة الثانية من إعلان "يونسكو" حول "إسهام وسائل الإعلام في دعم السلام العالمي والتفاهم الدولي وتعزيز حقوق الإنسان ومكافحة العنصرية والتحريض على الحرب" على ضرورة "أن يتمتع الصحفيون وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام الذين يمارسون أنشطتهم في بلادهم أو في خارجها بحماية تكفل لهم أفضل الظروف لممارسة مهنتهم". ودعا المرصد الأورومتوسطي سلطات إقليم كردستان إلى مراجعة الأحكام القضائية التعسفية بحق النشطاء والصحفيين الخمسة، والإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، والتقيّد بمعايير المحاكمة العادلة الواجب توافرها. وحث السلطات على احترام استقلالية القضاء، والكف عن استخدامه للضغط على المعارضين والنشطاء ومعاقبتهم، وتقييد ممارستهم لحقوقهم المكفولة في القوانين المحلية والدولية ذات العلاقة.
تقرير : محمد رؤوف - فاضل حمةرفعت ترجمة : ك.ق يبغي مسرور البارزاني ترسيخ اللامركزية الادارية والمالية للمحافظات في اطار ميزانية ٢٠٢١، من الممكن ان يوافق الإتحاد الوطني الكوردستاني على هذا، وقد اقدم الرئيسان المشتركان للاتحاد الوطني على توزيع السلطة المالية والسياسية فيما بينهما قبل تثبيت الميزانية. اللامركزية بين مسرور البارزاني وبافل الطالباني اللامركزية المالية والإدارية مطلب اليكيتي(الإتحاد الوطني الكوردستاني) من البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني)، وكان مسرور البارزاني رئيس الحكومة قد أعلن في السابق بأنهم لن يقبلوا بأي مشروع للامركزية من خارج الحكومة، وكان اليكيتي(الإتحاد الوطني الكوردستاني) قد هدد مرات عدة بإتخاذ خطوات احادية إن لم تُرسخ اللامركزية الادارية والمالية للمحافظات. قبل أيام اجتمع بافل الطالباني الرئيس المشترك للاتحاد الوطني مع قناصل وممثلي الدول في أربيل، وبحسب معلومات (الحصاد) فقد قال بافل الطالباني في ذلك الاجتماع : "مسرور البارزاني يقرر لوحده على المسائل المصيرية ولايحسب أي حساب للأطراف الأخرى، لذلك لا نحتمل هذه العقلية لرئيس الحكومة"، وتحدث الرئيس المشترك للاتحاد الوطني حول مسألة اللامركزية بالقول إن "الإتحاد الوطني مُصِرٌّ على مسألة اللامركزية ولا نريدها للسليمانية فقط، بل نريدها لمحافظات الإقليم كافة، ولسنا مع تشكيل ادارتين، لكننا مع تنزيل السلطات ومنحها للمحافظات. قصة اللامركزية دخلت الاطراف الأطراف الثلاثة المشتزكة في الحكومة (الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير) في العام الماضي وبطلب من الإتحاد الوطني في سلسة من الاجتماعات حول كيفية تنفيذ اللامركزية الادارية والمالية في المحافظات. قدمت كل طرف من الأطراف الثلاثة مشروعها الخاص للامركزية الى الحكومة، وكان مقرراً جمع المشاريع الثلاثة في مشروع موحد وعرضها على البرلمان للمصادقة عليه، لكن هذه الخطوة بائت بالفشل. في مرحلة اخرى، وفي إطار اجتماعاتهما مع الإتحاد الوطني، كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني على استعداد لمنح اللامركزية المالية للمحافظات في عدد من المجالات لكنه اشترط ان يبقى القرارات الخاصة بقطاعات (الزراعة، البلدية، والاستثمار) مركزياً وان يكون اربيل مصدر هذه القرارات، لكن الإتحاد لم يرض بهذا الشرط، وافاد ان تلك المجالات هي مجالات مهمة للتطوير والانتعاش والإعمار وينبغي ان تُدخل أيضاً ضمن اللامركزية، وهكذا توقفت الاجتماعات والمفاوضات على اللامركزية عند هذا الحد. اتفاق جديد وفقاً لما لدى (الحصاد) من معلومات، فقد أقدم الحزب الديمقراطي على عرض آخر لمراضاة الإتحاد الوطني، والعرض الجديد عبارة عن اقتراح بخصوص اللامركزية الادارية والمالية في المحافظات وهو كالآتي : 🔹إدخال اللامركزية الادارية كما جاءت في برنامج الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان حيز التنفيذ. 🔹تُنظم اللامركزية المالية في اطار مشروع موازنة عام ٢٠٢١ لاقليم كوردستان، كالآتي : توزع ميزانية ٢٠٢١ للاقليم على الميزانية التشغيلية والاستثمارية، وتكون الميزانية التشغيلية (الرواتب ومصاريف الوزارات) مركزية يتم تنظيمها في أطار مشروع قانون الموازنة. وكل ما له علاقة بمصاريف الاستثمار فستنفذ في اطار مشاريع تطوير المحافظات وتمنح بعض من اللامركزية المالية لصرف اموال المشاريع للمحافظات. اجتمع مسرور البارزاني وقوباد الطالباني في الآونة الاخيرة مع محافظي محافظات الإقليم وتم خلال الاجتماع تصديق المصاريف الاستثمارية لعام ٢٠٢١ والخاصة بقطاعات ( البلدية، الكهرباء، الصحة، الزراعة، التربية، والطرق)، وكانت هذه خطوة من الحكومة بإتجاه تنفيذ اللامركزية المالية. وخصصت الحكومة مبلغ (٣٤٩ مليار و٧٠٢ مليون) دينار لتطوير المحافظات، وتم توزيع المبلغ على المحافظات كالآتي : 🔹محافظة السليمانية : مئة واربعة عشر مليار وثلاث مئة وخمسين مليون دينار (١١٤٣٥٠٠٠٠٠٠٠) 🔹محافظة حلبجة : ثلاثون مليار دينار (٣٠٠٠٠٠٠٠) 🔹محافظة اربيل : مئة وثمانية وعشرين مليار وثلاث مئة واثنين وخمسين مليون دينار (١٢٨٣٥٢٠٠٠٠٠٠) 🔹محافظة دهوك : سبع وسبعين مليار دينار (٧٧٠٠٠٠٠٠٠٠٠) اظهر مسرور البارزاني عملياً البدء بتنفيذ هذا الاقتراح ولا يُعتقَد ان يمنح سلطات أكثر من هذه للمحافظات. إذا وافق الإتحاد الوطني على هذا المشروع الجديد الذي خطط له مسرور البارزاني وقوباد الطالباني داخل إطار الحكومة وخارج مفاوضات الحزبَين(الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني)، فسيصدُق قول مسرور البارزاني "لن نقبل بأي مشروع للامركزية من خارج الحكومة". الرئيسان المشتركان يوزعان السلطة في وقت لم يحسم فيه بعد مشروع اللامركزية المالية والإدارية رسمياً مابين الحزبين (الديمقراطي والإتحاد الوطني)، فقد بدء منذ ايام المسؤولون الكبار في الإتحاد الوطني إجتماعات مع المسؤولين الإداريين ومدراء الدوائر في حدود محافظة السليمانية. وفقاً لإستقصاءات (الحصاد)، اقدم بافل الطالباني ولاهور شيخ جنكي الرئيسان المشتركان للاتحاد الوطني على توزيع السلطات المالية والسياسية والأمنية فيما بينهما كالآتي : 🔹السلطة المالية لبافل الطالباني 🔹السلطة السياسية والامنية للاهور شيخ جنكي في اطار هذه التوزيعات الجديدة للسلطة، حسم لاهور شيخ جنكي منصب المدير العام لآسايش السليمانية لصالحه. في المقابل بدء بافل الطالباني بتحركات إقتصادية، وعَلِمَ (الحصاد) ان بافل الطالباني قد اعاد بعضاً من الكوادر السابقة للادارة العامة الى المجال المالي والتجاري، وكان البعض من هؤلاء قد اتُهموا سابقاً من قبل الرئيسين المشتركين بأنهم أخذوا من اموال الاتحاد الوطني، وقد استبعدوا عن العمل لذلك السبب، وهاهم قد اعيدوا الى الساحة ويقوم بافل الطالباني بتعريفهم عند اصحاب رؤوس الاموال والغرف التجارية كممثلين عنه في المجال الماي والتجاري. شَكَّل الرئيسان المشتركان للاتحاد الوطني في بداية عام ٢٠٢٠ وبُعَيد انتهاء المؤتمر الرابع للحزب لجنة مؤلفة من ثلاثة اعضاء لتجميع واردات الحزب(الإتحاد الوطني الكوردستاني)، هذه الواردات كانت قد تبعثرت وأَفلَتَ زمامها من أيدي ابناء العائلة الطالبانية بعد مرض "مام جلال" السكرتير الأول والتأريخي للحزب ورحيله فيما بعد، وهذه اللجنة مستمرة وتمارس عملها حتى الآن، لكن بحسب المعلومات التي حصل عليها (الحصاد) من عدد من المسؤولين الرفيعين في الاتحاد الوطني، ان اللجنة الثلاثية على حافة التفليش، لأن أعضائها قد توزعوا في ولائهم على الرئيسَين المشتَرَكَين، وإن احد أعضاء اللجنة يعمل لصالح بافل الطالباني وآخر يعمل لصالح لاهور شيخ جنكي، وحسم الشؤون المالية في الحزب لبافل الطالباني لم يبق اي دور للّجنة. كانت عمل هذه اللجنة من الاساس تجميع واردات الحزب، خصوصاً تلك الواردات التي كانت بحوزة الأعضاء السابقين لمكتب الادارة العامة للحزب، ولم تفلح اللجنة في هذه المهمة، لكنها نجحت في سد عجز المصاريف الشهرية للحزب، ولهذا انتعشت الأجهزة التابعة للحزب ويستلمون رواتبهم الشهرية في مواعيدها. تقوي اللامركزية المالية سلطة الإتحاد الوطني على اقتصاد منطقة السلمانية بشكل اكبر، لكن من غير الواضح ما اذا كان قادراً على النهوض بالوضع الاقتصادي المنهار والمتردي للسليمانية ام سيؤدي به من وضع منهار سيء الى حضيض اسوء.
الحصاد DRAW: د. حسين أحمد السرحان- مركز الفرات منذ ان تسلم الرئيس الاميركي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة في 20 كانون الثاني 2021، يلاحظ تزايد الاستهداف ضد المصالح الاميركية في العراق وأبرزها كانت استهداف ارتال الدعم اللوجستي واستهداف القواعد العسكرية الي تضم قوات اميركية بالقرب من مطار بغداد الدولي، وآخرها كان استهداف القاعدة العسكرية الاميركية بالقرب من مطار اربيل الدولي الاسبوع الماضي، في خط موازٍ للتصعيد ضد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة كما في الاستهدافات الصاروخية لحركة أنصار الله الحوثي ضد المملكة العربية السعودية. وعقب الاستهداف الصاروخي الاخير في اربيل، اكدت الخارجية الاميركية " ستكون محاسبة للجهة المسؤولة عن الهجوم الصاروخي الاخير على القاعدة العسكرية الاميركية قرب مطار اربيل". فيما اعلنت سرايا اولياء الدم مسؤوليتها عن الهجوم والتي تصف على انها ميليشيا ايرانية. في ظل هذا التصعيد الايراني، ماذا تريد إيران في هذه المرحلة؟ وكيف ستقابلها واشنطن؟ وكيف تنظر كل من طهران وواشنطن للعراق في ظل هذا التصعيد؟ رسائل طهران الى واشنطن مرتبطة بأمرين وكلاهما يؤثر ويتأثر بالآخر: الاول، البرنامج النووي، والثاني: نفوذها في المنطقة. وكما هو معروف، ان الادارة الاميركية الجديدة اعلنت تأييدها إعادة الحياة للاتفاق النووي بين إيران من جهة ومجموعة ال(5+1) عام 2015. ولكن طالما كررت واشنطن امرين: الاول، انها تريد توسيع الاتفاق ليشمل برنامج الصواريخ الايراني، والثاني، ان يكون اتفاق طويل الامد. وطهران تدرك موقف الادارة الاميركية الجديدة من الاتفاق الذي أفصح عنه خلال المرحلة الانتخابية الاميركية. وهنا توظف طهران دورها في مناطق نفوذها والتي أطلق عليها المرشد الاعلى انها اوراق لدى طهران، ويقصد الدول الاربع: العراق، سوريا، لبنان، واليمن عبر تجديد اوراق التفاوض هذه، والتي وظفتها سابقا وحصدت نتاج طيبة مع ادارة الريس الاسبق باراك اوباما في التوصل الى الاتفاق النووي عام 2015. ومضمون الرسالة ان تكتسب طهران اوراق قوية على الارض لتتمكن الضغط على واشنطن للتخلي عن هدف شمول البرنامج الصاروخي ضمن الاتفاق الجديد الذي تريده واشنطن. فالبرنامج الصاروخي لإيران وأذرعها في المنطقة هو اهم عناصر قوة طهران وهو العنصر القائد لنفوذها في المنطقة. وهذه الرسالة تستدعي زيادة واستمرارية في تلك الهجمات على المصالح الاميركية في العراق. العامل الآخر الذي يدفع طهران للتصعيد هو خسارتها الورقة السورية لصالح اسرائيل، اذ شهد العام 2020 تعرض المصالح الايرانية في سوريا الى أكثر من 50 استهداف أسفر عنها مقتل العشرات من المقاتلين الايرانيين وعناصر من المليشيات التابعة لطهران في سوريا، كما شهدت الاشهر الاولى من العام 2021 العديد من الاستهدافات المشابهة نجم عنها العديد من الخسائر في المقاتلين والذخائر العسكرية. وعلى الرغم من عدم اعلان الحكومة الاسرائيلية مسؤوليتها عن الهجمات، الا ان الجيش والاعلام الاسرائيليين عادة ما يؤكدوا بشكل مباشر او غير مباشر مسؤولية بلادهم عن تلك الهجمات. ولهذا باتت التحركات الايرانية في سوريا محط مراقبه من قبل اسرائيل وهي اهداف مباشرة بالنسبة لتل ابيب. وبالتالي سيشهد العراق المزيد من الهجمات تعويضا عن الشلل الحاصل للجانب الايراني في الساحة السورية. من جانبها اكدت الخارجية الاميركية ان الجهة المسؤولة عن الهجمات على اربيل ستحاسب. فيما أكد بيان للبيت الابيض عقب الاتصال بين جو بايدن ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان الرئيس الاميركي أكد لنتنياهو على عدم امتلاك إيران للأسلحة النووية، وانه ملتزم بضمان أمن اسرائيل على المدى الطويل. فيما اعلنت الخارجية الاميركية ان وزير الخارجية بلينكن سيجري محادثات مع نظرائه الالماني والفرنسي والبريطاني بشأن امن الشرق الاوسط والملف النووي الايراني خلال الايام القادمة. وهذا يرجح الخيار الدبلوماسي للتعامل مع إيران، وهذا لا ينفي ان تشن ضربة محدودة تستهدف الجهة المسؤولة عن الهجوم في اربيل والتي ادت الى مقتل متعاقد مدني واصابة اربعة آخرين وسيظهر هذا الرد على انه منفصل عن الجهود الدبلوماسية. تبقى واشنطن وطهران تنظران الى العراق على انه ساحة لتعاملها مع طهران من جانبين: الاول، عبر معادلة الحكم في العراق. اذ يتم التوافق بين واشنطن وطهران على من يتولى رئاسة الحكومة العراقية عقب كل انتخابات، وفي احيان يكون التأثير أكبر كما جرى عام 2010 عندما منحت واشنطن طهران دعما حيث تدخل الرئيس الاميركي الحالي بايدن وغير ارادة الناخبين العراقيين لصالح إيران ومنحت رئاسة الحكومة الى حزب الدعوة الاسلامية صاحب العلاقات الراسخة مع طهران. من جانب آخر، اعلان امين عام حلف الناتو ينس ستولتنبيرغ يوم 18/ شباط/ 2021 توسيع الحلف لمهامه في العراق خلال المرحلة المقبلة وبموافقة الحكومة العراقية، وتأكيده على ان اعتداء اربيل شكل حافز مهم للحلف لتوسيع مهامه في العراق لتضم البعثة 5000 عنصر بدلا من 400 عنصر، ينبغي ان يستثمر امنيا – على الرغم من ان مهامه تدريبية - من قبل الحكومة العراقية باتجاه تحييد طرفي الصراع في الساحة العراقية عبر ضمان امن سلامة الاماكن التي سيشغلها مقاتلي الحلف في العراق من الاستهداف اولا، ومن ثم ردع الجهات التي تخطط وتشن هجمات على قوات الحلف. ويبدوا من هذا الاعلان ان الحلف سيكون أحد اهم قنوات التعامل الاميركي مع النفوذ الايراني في العراق. ومن جانب آخر لا بد ان تتوافر الحكومة العراقية على الارادة اللازمة لضمان امن القواعد العسكرية التي تضم قوات اجنبية واهمها عناصر الحلف وغيرها.
الحصاد DRAW: إيلي عبدو - DARAJ حاولت قناة "العربية" ، بما تمثل، استثمار رغد في صراعها مع إيران، ومنحتها منبراً لانتقاد الساسة الجدد في العراق وعدم ولائهم للوطن، فيما حاولت رغد استثمار القناة، لتمجيد والدها وجعله "بطلا". في مقابلات تلفزيونية متتالية على قناة “العربية”، تظهر رغد صدام حسين، لتسرد تفاصيل ومواقف وحوادث عن علاقتها بوالدها، خلال الطفولة والصبا والحرب مع إيران والحصار والتدخل الأمريكي، فترسم صورة عن الدكتاتور السابق للعراق، تتراوح بين “البطل الوطني” الذي دافع عن بلاده حتى الموت وبين “الأب الحنون” الذي لم يستخدم العنف مع بناته ولو لمرة واحدة. فرغد ترفض طرح مستضيفها أن والدها وُجد في حفرة ثم اُعتقل، مستدركة بسرعة، أن المكان، هو ملجأ حيث يختبأ المقاتلون مؤقتاً ليعودوا لاحقاً إلى المعركة، فيما الحفرة، بطبيعة الحال، مكان الخائفين والهاربين، واستدراك رغد هذا، كان واحداً من استدراكات كثيرة، أرادت منها، ترميم أي جانب من الضعف الإنساني قد يعتري صورة “الوالد”، فهو “إنساني” كأب لم يعاقبها حيث أيقظته، مع عدي وقصي، من قيلولته، واكتفى بتأديب الذكور، وهو “الإنساني” لأنه تقصد العيش بـ”تقشف” أيام الحصار، ليتماهى مع مأساة شعبه. الفصل بين الضعف و”الإنساني”، في وعي رغد، مرده، جعل “الإنساني”، وظيفة، أكثر منها حالات وأمزجة وطبائع ومشاعر متضاربة، هي تجرّد “الوالد”، من حالات الضعف البشري، وتستدخل “إنسانيته” المزعومة، في أدوار الأبوة، مرة مع العائلة وأخرى مع الشعب، فتبقيه في مرتبة “البطل”، الذي يعيش ضمن أدوار ومواقف ملحمية حاسمة، لا تتسع للهشاشة والخوف والتردد. وكأنها تتبع وصفة أدولف هتلر الذي أنّب أحد جنرالاته لوقوعه في علاقة غرامية، قائلا له “نحن وجدنا لنعيش أدواراً تاريخية وننقذ الشعب”. الفصل بين الضعف و”الإنساني”، في وعي رغد، مرده، جعل “الإنساني”، وظيفة، أكثر منها حالات وأمزجة وطبائع ومشاعر متضاربة. لكن صدام يفوق قدرة ابنته على تركيب صورة مزجية عنه تراوح بين “البطولة” و”الإنسانية”، فحين قُتل زوجها حسين كامل بعد عودته إلى النظام الذي انشق عنه منتصف التسعينيات، حزنت رغد، ولم تقبل أي ترضية من صدام، وهي إذ تفصح عن تفاصيل حميمية في علاقتها مع كامل، حيث عاشت قصة حب قصيرة، ولحظات غيرة على الرجل الذي “سطع نجمه” كما تقول، فإنها تعود إلى لعبة الاستدراكات سريعاً، لترميم صورة “الوالد”، ملخصة قتل زوجها بعبارة “من يخطاً يعاقب”، وكي تستكمل نزع صدام من صفة القاتل، وتعيده إلى صفة “البطل”، تجيب عن استفسار حول محاولتها رفع المسؤولية عن “الوالد” في جريمة كامل، بالقول “الرئيس صدام لا يحتاج أن نرفع عن كاهله المسؤولية”. و”البطولة” لا تقبل التردد، إذ إن رئيس البلاد يجب أن يملك شجاعة اتخاذ القرارات، التي إن احتملت الخطأ، فإن هذا الخطأ، ينسحب على الخصم أيضاً، مثل احتلال الكويت، التي تصفه رغد بالخطأ المزدوج من الطرفين، محيلة الأطماع ببلد مجاور إلى خصومة بين الأخوة، الذين يتشاجرون ثم يتصالحون. وصورة “البطولة” التي أرادت رغد تلفيقها لـ”الوالد”، جرى تصعيدها درامياً في مشاهد الاعتقال والمحاكمة والشنق، فتحول الدكتاتور من “بطل” سلوك ومواقف، إلى بطل تراجيدي “يموت من أجل شعبه”. ورغم مواصلة رغد رفضها وضع والدها، الذي كان يطلب السيجار خلال اعتقاله، موضع الضعيف وفاء لصورة “البطل”، فإن القناة، عمدت إلى تحويل دراما المحاكمة والشنق إلى مظلومية، عبر تمرير مشاهد مطعمة بموسيقى حزينة، تظهر صدام تارة يجادل قاضي المحكمة، وطوراً يصرخ باسم العراق فيما حبل المشنقة يلتف حول عنقه. وإمعاناً في صنع المظلومية، يتجنب المحاور، صهيب شراير، سؤال رغد عن ضحايا والدها الذي قتلوا في السجون وفي قمع الانتفاضات وبالقصف وبالكيماوي، كما يتجنب إحراجها في أي سؤال أو تحديها بمعلومات تكذب ما تقوله عن والدها، فهو جزء من آلة صنع المظلومية، التي تريد تصوير صدّام، كرئيس عربي استفادت إيران، من إسقاطه بواسطة الأميركيين، لتتمدد في العراق ودول الإقليم، وعليه، فلا مكان لذكر سنوات الديكتاتورية، التي هي، على ما تقول رغد، “أسطوانة مشروخة” حيث “العالم كله دكتاتوري وأميركا نفسها بدليل احتلال العراق”. صدّام لا يزال يمتلك شعبية في أوساط السنّة العراقيين والعرب، لأسباب تتعلق بعدم تطوير الساسة السنّة صيغ للتفاهم مع الجماعات. حاولت القناة، بما تمثل، استثمار رغد في صراعها مع إيران، ومنحتها منبراً لانتقاد الساسة الجدد في العراق وعدم ولائهم للوطن، فيما حاولت رغد استثمار القناة، لتمجيد والدها وجعله “بطلا”. وهنا تناقض الطرفان في قراءة ضعف صدام، فلفقته رغد في سياق “بطولي” يتجنب الإنساني إلا بوصفه دوراً، واستخدمته القناة كمظلومية، تستثير مشاهد عدد من العراقيين والعرب. الشيء الصحيح الوحيد الذي قالته رغد في مقابلاتها حتى الآن، أن والدها يتمتع بشعبية في العراق والعالم العربي، صحة هذا الطرح بقدر من تستدعي من أسف، فإنها تحيل إلى سوء أداء، الحكام الذي سيطروا على السلطة بعد سقوط صدام إذ قدموا نموذجاً سيئاً للغاية، يمزج بين الطائفية والفساد والولاء لإيران وتقديس المليشيات، كما تحيل إلى عدم وجود حساسية ضد الدكتاتورية في بلادنا، ذاك أن الأخيرة، لا تنتهي بزوال نظام الحكم، طالما أنها مرتبطة بالصراعات الطائفية والإثنية، وعليه، فإن صدّام لا يزال يمتلك شعبية في أوساط السنّة العراقيين والعرب، لأسباب تتعلق بعدم تطوير الساسة السنّة صيغ للتفاهم مع الجماعات، انطلاقاً من نبذ وهم الخلافة وتمظهراتها الحديثة من قومية وسواها، ولأسباب تتعلق بالجماعات الأخرى لاسيما الشيعة الذين افتقر ساستهم لنموذج للحكم يقفز فوق الانتقام، ويرتب لعقد اجتماعي جديد، وفضّلوا الارتماء في حضن ولاية الفقيه الإيرانية واستراتيجياتها التوسعية. رغد تستغل هذا الفشل المزدوج، فتظهر لتسويق “بطولة” مزعومة لدكتاتور ألغى وطناً بكامله، وقتل وعذب وشرّد عشرات الآلاف، متبجحة بالقول لـ”الوالد” شعبية واسعة، وذلك عبر قناة من يقف ورائها، ربما يريد، الاستثمار سياسياً بابنة الرئيس السابق، التي أجابت على سؤال حول إمكانية ممارسة دور سياسي، بالقول “كل شيء وارد”.
الحصاد draw: الجزيرة الصحفيان الكرديان العراقيان شيروان شرواني وغهدار زيباري حكم عليهما بالسجن ستة أعوام في خطوة وصفتها لجنة حماية الصحفيين بأنها “غير عادلة وغير متناسبة”. واعتقل الرجال في المنطقة الكردية بالعراق في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي بعد تغطيتهم للاحتجاجات المناهضة للحكومة في محافظة دهوك التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم. يوم الثلاثاء ، أدانتهم محكمة جنائية في أربيل بتهمة تعريض الأمن القومي الكردي للخطر ، مستشهدة بمحادثات على وسائل التواصل الاجتماعي انتقد فيها الصحفيون الحكومة. وقال محامي شرواني للجنة حماية الصحفيين إن الأدلة “غير كافية ولا أساس لها”. أثارت الأحكام غضبًا في جميع أنحاء المنطقة الكردية ، حيث كانت حرية الصحافة في تراجع حاد منذ بعض الوقت. وأدانت معظم الأحزاب السياسية الكردية ، بما في ذلك الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة كوران ، الحكم. في عام 2020 ، تم ارتكاب ما لا يقل عن 385 انتهاكًا بحق 291 صحفيًا ومنفذًا إعلاميًا ، بحسب مجموعة حرية الصحافة الكردية مترو سنتر. قال إغناسيو ميغيل ديلجادو ، ممثل لجنة حماية الصحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لقناة الجزيرة: “بهذا الحكم ، ترسل السلطات الكردية رسالة واضحة: حرية الصحافة التي تدعي الدفاع عنها وتأييدها واحترامها لا تُحترم”. . كردستان العراق تزعم باستمرار أنها الديمقراطية الوحيدة [in the region] وقال ديلجادو: “إنها تفتخر بذلك”. “لكن ما شهدناه طوال عام 2020 وفي هذا العام الجديد هو عكس ذلك تمامًا ، على الأقل فيما يتعلق بحرية الصحافة.” عندما اندلعت الاحتجاجات في المنطقة الكردية في أغسطس من العام الماضي ، اتهمت قوات الأمن بضرب واحتجاز صحفيين يغطون الاضطرابات الاجتماعية. بعد شهرين ، تم القبض على شرواني وزيباري. “لم يخبرونا إلى أين يأخذونه” تم تنبيه زوجة شرواني ، روجيش جباري البالغة من العمر 37 عامًا ، إلى وجود غرباء داخل منزلها من قبل ابنها الذي يصرخ. اقتحم العشرات من الرجال الذين يرتدون الزي الرسمي واللباس المدني الباب الأمامي للأسرة في 7 أكتوبر / تشرين الأول من العام الماضي ، مطالبين برؤية الصحفي. وقال الجباري لقناة الجزيرة: “قاموا بتقييد يديه أمام أطفالي ووضعوا بنادقهم على رأسه”. “لقد استولوا على هاتف شيروان الذكي ، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة ، والدفاتر ، وكاميرات المراقبة الخاصة بنا”. راقبت جباري وأطفالها وهم يراقبون الرجال وهم يرافقون شرواني في سيارة ويقتادونه بعيدًا. “لم يخبرونا لماذا وأين يأخذونه. لم نكن نعرف مكانه لمدة 19 يومًا “. ومنذ ذلك الحين ، مُنحت جباري حق الوصول إلى زوجها مرة واحدة لمدة خمس دقائق. “أخبرني أنه احتُجز في الحبس لمدة 68 يومًا … كان في ظروف سيئة للغاية – ضعيف ونحيف ومتعب. قال الجبارى: “لاحظت بوضوح أنه تعرض للتعذيب”. عملية غامضة وقالت منظمة كردستان ووتش للرقابة الإعلامية إن المتهمين – ومنهم شرواني وزيباري وثلاثة نشطاء – تعرضوا لاكتظاظ زنزانات السجن والتعذيب وأشكال أخرى من الترهيب ، بالإضافة إلى حرمانهم من الاتصال بالمحامين بانتظام. قال محمود ياسين من كردستان ووتش إن العملية برمتها كانت غامضة. وقال ياسين لقناة الجزيرة “نعتقد أن المحاكمة كانت غير شفافة وغير عادلة”. وقالت عضوة البرلمان الكردي جولستان سعيد ، التي حضرت المحاكمة التي استمرت يومين ، إن عائلات السجناء مُنعت من التواجد فيها ، رغم كونها محاكمة علنية. “هو – هي [happened] في ظل وجود عسكري ضخم “. وفي بيان صدر يوم الخميس ، قال مكتب منسق المناصرة الدولية التابع للحكومة الكردية إن شروان وزيباري “أدينا بجمع معلومات سرية ونقلها سراً إلى جهات أجنبية مقابل مبالغ مالية كبيرة. هذه المعلومات تعرض للخطر حياة كبار المسؤولين الأكراد والأجانب في كردستان “. حكومة إقليم كردستان [KRG] تلتزم التزاما كاملا بسيادة القانون ، والإجراءات القانونية العادلة والنزيهة ، وحرية الإعلام. لكن بلقيس واللي من هيومن رايتس ووتش قالت إن الإدانات الأخيرة “تزيد من تعقيد مكانة إقليم كردستان كمكان يمكن فيه محاكمة الصحفيين لمجرد كتابة وانتقاد سياسات الحكومة التي يعترضون عليها”. وقال ويلي في إشارة إلى ادعاء رئيس الوزراء مسرور بارزاني غير المدعوم بأن الصحفيين المعتقلين كانوا جواسيس “الأمر الأكثر إثارة للقلق في هذه القضية هو التدخل غير الملائم من قبل رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان”. وقال والي لقناة الجزيرة “تعليقاته تكشف التدخل السياسي في حرية التعبير حتى على أعلى المستويات”. وتقول شخصيات معارضة في المنطقة الكردية إنهم يخشون من أن الحكم ، بناءً على عمليات التبادل على وسائل التواصل الاجتماعي ، سيمهد الطريق لمزيد من الإجراءات القمعية ضد حرية التعبير. وقالت عضوة البرلمان الكردي شيرين أمين ، التي قُتل زوجها الصحفي كاوا كرمياني في عام 2013 بعد تحقيقه في قضايا فساد: “ندرك جميعًا أن هذه الحكومة استخدمت القمع العنيف ضد جميع أنواع حرية التعبير”. أنا نفسي لا أستطيع تبادل الرسائل التي تحتوي على معلومات ضد الحكومة. أخشى أن يتجسسوا علي وسوف يتبع ذلك عواقب مروعة. ومن المتوقع أن يستأنف محامو المتهمين الأحكام ، بينما وجه 31 نائبا برسالة مفتوحة إلى محكمة استئناف الإقليم الكردي مطالبين بمراجعة الأحكام ، بحسب وسائل إعلام محلية. قال محمود ياسين من “كردستان ووتش”: “الإدانات ليست نهائية بعد ، يتعين على محكمة النقض في إقليم كردستان التصديق على الحكم ، لكن يمكنها أيضًا نقضه … سيعتمد ذلك على مقدار الضغط الذي ستواجهه حكومة إقليم كردستان لإطلاق سراحهم”. وقالت السفارة الأمريكية في بيان إنها تتابع القضية عن كثب. وقالت “الولايات المتحدة تشارك باستمرار في قضية حرية التعبير ، بما في ذلك لأعضاء الصحافة ، مع مسؤولي حكومة إقليم كردستان وستواصل القيام بذلك”. “المجتمعات الديمقراطية تحترم حرية التعبير وتدعم قدرة الصحفيين على الكتابة دون خوف من الانتقام”. وغرد رئيس الوزراء بارزاني في وقت لاحق: “إنني أحث الجميع بشدة على احترام النظام القضائي في إقليم كردستان والسماح له بأداء وظيفته بشكل مستقل ودون تدخل”.
تقرير : محمد رؤوف – فاضل حمةرفعت ترجمة : ك.ق يستعد الامريكيون للثأر من هجوم أربيل، الاسبوع المقبل سيكون اسبوعاً حاسماً، في هجوم أربيل، خُرِقَ البيشمركة والقوات الامنية لمسافة (40 كم) بحسب التحقيقات، وانها(التحقيقات) تبحث عن ايادي محلية، برهم صالح التقى بـ"أبو فدك" في بغداد وحذره من ان الامريكيين ينوون الهجوم، والكاظمي يريد إبعاد الحشد من حدود الاقليم، تفاصيل اكثر وأدق في هذا التقرير. تفاصيل الهجوم التحقيقات جارية ومستمرة حول الهجوم الصاروخي على اربيل مساء الإثنين الماضي، قوات اقليم كوردستان الامنية والحكومة العراقية والتحالف الدولي يعملون على مسارين لتحديد الجهة المقصرة والمسؤولة عن الهجوم : • الاتجاه الاول : العمل على الجماعة المنفذة للعملية، من هم هذه الجماعة؟ من يقف خلفهم ويساندهم؟ ما هدفهم من شن الهجوم في هذا الوقت؟ • الاتجاه الثاني : ما حدث في اربيل كان خرقاً امنـيـاً كـبيراً، وفقاً للتحقيقات تم نقل الصواريخ بعمق (40 كم) داخل مناطق قوات الاقليم الامنية وقوات البيشمركة ووصلت الى مقربة من اربيل، تبغي التحقيقات التأكد من وجود تورط اية قوة محلية في الهجوم ام ان ما حدث هو خرق امني فقط وان المسؤول عنه هي القوات الامنية التابعة للبارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني). الاماكن التي وُجِهَت منها الصواريخ نحو مقر الامريكيين في مطار اربيل تقع خلف قرى (قَريتاغ) و(توراق) على طريق اربيل – كوير واربيل – موصل. وفقاً لخارطة الامريكيين التي بحوزة (الحصاد)، ان موقع احدى السيارات التي اطلقت منها الصواريخ تبعد من موقع سقوط الصواريخ (5.5 كم) فقط، وهناك موقع لسيارة اخرى اطلقت منها الصواريخ وتبعد هذا الموقع ايضاً (8.1 كم) من مكان سقوط الصواريخ. وإن صح هذا فإن الصواريخ قد تم نقلها من منطقة (الكوير) الى مكان مقرب من مدينة اربيل، فيتبين ان الجماعة التي نفذت الهجوم قد تسللت وخرقت القوات المنية وقوات البيشمركة بعمق ما يقارب (40 كم)، لأن هذه المنطقة وحتي داخل (الكوير) ومياه الزاب تقع تحت سيطرة البيشمركة، وإن آخر نقطة لقوات البيشمركة تبعد من المنطقة التي اطلقت منها الصواريخ بمسافة تقرب من (40 كم). لكن مصادر اخرى تتحدث عن انه يمكن ان تكون الصواريخ قد نقلت من قرية (بَردَرَش) الواقعة في الطرف الآخر للزاب الى مكان قريب من اربيل. والبعض يعتقد انه من المحتمل ان تكون السيارة قد نقلت من الطرق الفرعية، كما يتحدث آخرون ان السيارة مرت من السيطرات بمساعدة ايديٍ محلية. اضافةً الى هذا وبحسب استقصاءات (الحصاد)، توجد مركز لقوات الآسايش(امن) للبارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) في قرية (توراق) لاتبعد عن موقع توجيه الصواريخ اكثر من كيلومتر واحد، ومركز آخر على بعد كيلومتر آخر ايضاً في (كاني قرزالَة)، مع تواجد فوج من قوات الـ(زيرَفاني) في المنطقة على بُعد كيلومترين من موقع توجيه الصواريخ. على طريق اربيل – الكوير بعد سيطرة (شَمشولان) حتى الكوير، تتواجد لواء من بيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة (جمال مورتكة) والمشرف على هذا المحور هو قائد محور الكوير لقوات البيشمركة (سيروان البارزاني). خارطة هجوم اربيل الصاروخي هجوم امريكا! الهجوم الصاروخي على اربيل اشغل بال المسؤولين الامريكيين والعراقيين ومسؤولي اقليم كوردستان ايضاً. يفكر الامريكيون بتوجية ضربة عسكرية ثأراً للهجوم الذي استهدف احدى مقراتهم في اربيل. وفقاً لمعلومة حصل عليها (الحصاد) من عدد من المصادر المطلعة، هناك احتمال قيام الامريكيين بضربة عسكرية داخل الاراضي العراقية. في بداية العام الماضي وفي حينما كان دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة الامريكية، قُتِلَ قاسم السليماني قائد فيلق القدس للحرس الثوري الايراني مع أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في هجوم امريكي بالقرب من مطار بغداد الدولي، وذلك ثأراً لمقتل متعاهد امريكي في هجوم صاروخي للجماعات المسلحة على كركوك، كان هذا في عهد سلطة الجمهوريين في امريكا، لكن السلطة الآن في امريكا في يد الديمقراطيين فهل يُقدِم جو بايدن على نفس خيار ترمب ام لا، وخصوصاً ان الايرانيين يطمحون في رد الروح الى جسد الاتفاق النووي والعودة مرةً اخرى الى طاولة المفاوضات مع الامريكيين في عهد بايدن. إبعاد الحشد من حدود الإقليم ترغب حكومة مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي اقناع الامريكيين بعدة خطوات لتقيَ نفسها من اية مواجهة عسكرية بحسب معلومة نشرها صحيفة (العربي الجديد) القطرية، ان مصطفى الكاظمي يريد ابعاد الجماعات المسلحة للحشد الشعبي من حدود اقليم كوردستان وينشر قوات الجيش العراقي في مواقعهم. لم تحدد التحقيقات والتحريات المشتركة الامريكية والعراقية واقليم كوردستان الطرف المسؤول عن الهجوم، والمعروف حتى الآن ان جماعةً تُسَمي نفسها "سرايا اولياء الدم" اعلنت مسؤوليتها عن الحادث، وتعتبر هذه الجماعة جماعة جديدة ومغمورة، ويقول الحشد الشعبي ان هذه الجماعة لا تنتمي له وليست جزء من قواتها، وعليه لا يقع على الحشد اية مسؤولية بهذا الخصوص. لكن البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) اتهم قبل ظهور نتائج التحقيقات والتحريات وعلى لسان ناطقه الرسمي الحشد الشعبي بأنه يقف وراء الهجوم. بعد يوم من وقوع هجوم اربيل وتحديداً في مساء الثلاثاء الماضي اتصل انطوني بلينكن وزير الخارجية الامريكي هاتفياً بمصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي، وبحسب المعلومات ان بلينكن ابلغ الكاظمي في ذلك الاتصال غضب امريكا حول هجوم اربيل. على اساس هذا الاتصال الهاتفي، بعث مصطفى الكاظمي وفداً عسكرياً من مكتب القائد العام للقوات المسلحة الى مخمور، واجتمع الوفد مع قادة عدد من الجماعات المسلحة للحشد الشعبي ووحدات الجيش. تقول الصحيفة القطرية على لسان مصدر مسؤول ان حكومة الكاظمي واقعة تحت ضغط التحالف الدولي واقليم كوردستان كي تقوم بسحب كافة الجماعات المسلحة للحشد الشعبي من على حدود اقليم كوردستان في محافظتي نينوى وكركوك وتضع محلها قوات من وحدات الجيش. يخاف الكاظمي من ردة فعل امريكا العسكرية، لذلك يريد وقاية نفسه من اية توترات عسكرية جديدة بين امريكا والحشد الشعبي وانصار ايران على الاراضي العراقية وذلك بإبعاد قوات الحشد الشعبي من المناطق الحدودية لإقليم كوردستان الى سنجار(شَنكال) ومخمور والزمار. يقول مسؤولوا الحشد الشعبي انهم مستعدون للإنسحاب من المناطق الحدودية لإقليم كوردستان بأمر من الكاظمي، لأنهم جزءٌ من الجيش العراقي وتحت إمرة مصطفى الكاظمي، لكنهم مع ذلك يعتقدون ان هجوم اربيل مؤامرة جديدة للنيل من مكانة الحشد في العراق. في هجوم مساء الاثنين على مركز للأمريكيين في مطار اربيل، الذي يعمل فيه عدة شركات خدمية، لقي متعهد امريكي مصرعه وجُرِحَ عدد من الامريكيين التابعين لقوات التحالف الدولي. تذهب كل الدلائل حالياً الى وجود خرق كبير وقوات الاقليم الامنية كانت على غفلة من امرها، لأنه تبين ان الهجوم لم ينفذ من خارج المناطق الخاضعة لسلطة حكومة الاقليم، بل نُفِذ بالقرب من اربيل. في ليلة هجوم اربيل حصل (الحصاد) على خارطة لقوات التحالف الدولي تُبَين ان الهجوم نُفِذَ بالقرب من اربيل، في كان المسؤولون الامنيون والمؤسسات الاعلامية للبارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) يتحدثون عن ان الهجوم تم توجيهه وتنفيذه من منطقة "الكوير" نحو اربيل. اجتماع برهم صالح وأبو فدك بعيداً عن عدسة الكاميرات اجتمع قبل ايام برهم صالح مع عبدالعزيز محمداوي المعروف بـ"أبو فَدَك" قائد كتائب حزب الله ورئيس اركان الحشد الشعبي. وفقاً لأقوال نائب برلماني عن تحالف فتح الذي ادلى بتصريح لصحيفة (العربي الجديد)، ان لقاء برهم صالح وأبو فدك لم يكن لقاءاً هادئاً ودون مشاكل، فقد ابلغ برهم صالح رسالة غضب الامريكيين ومسؤولي الاقليم بخصوص هجوم اربيل الى أبو فدك وتحدث عن احتمال توجيه الامريكيين ضربة صاروخية الى مقرات الحشد الشعبي. في المقابل نفى ابو فدك اية علاقة للحشد الشعبي بهجوم اربيل قائلاً نحن مستعدون لمساعة اي تحري او تحقيق يجرى حول الهجوم. هجوم أربيل وتداعياته تشير الدلائل الى ان احدى التداعيات البارزة الممكنة مستقبلاً، لهجوم مساء الاثنين على اربيل، هي اعادة انتشار القوات الامنية في المناطق المتنازع عليها مابين اقليم كوردستان وبغداد، وعودة البيشمركة الى البعض من تلك المناطق التي هي الخط الحدودي بين الاقليم والعراق في محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين وديالى. استعادت القوات العراقية في شهر تشرين الاول(اكتوبر) من عام 2017 هذه المناطق من قوات البيشمركة بالقتال واتفاقات امنية، وإن احتمال عودة البيشمركة الى هذه المناطق من الناحية السياسية احدثت مخاوف عند البعض من القوى الشيعية العراقية وتقول تلك القوى ان عودة البيشمركة يجب ان تكون بإتفاق، لا ان تُتَخَذَ هجوم اربيل ذريعة لذلك الامر.