الانتخابات في اقليم كوردستان.. اسباب انخفاض مستوى المشاركة
2021-04-23 12:57:55
تقرير: الحصاد
ترجمة : ك.ق
بالرغم من الدوافع والعوامل والأساليب الكثيرة للتزوير في الانتخابات، نسبة مشاركة مواطني إقليم كوردستان في الانتخابات في انخفاض مستمر.
في الدورة الاولى لإنتخابات اقليم كوردستان شارك أهالي الاقليم بنسبة فاقت (87%) وأدلوا بأصواتهم وفي آخر دورة للانتخابات وفضلاً عن حدوث تزويرات فاضحة انخفضت هذه النسبة الى (59%)، وهذا الأمر صحيح لإنتخابات مجلس النواب العراقي أيضاً.
هذا النَفَس الحالي لحكام الإقليم يعمق اليأس وعدم الثقة لدى مواطني الإقليم، التملص من اجراء الاصلاحات الجدية والحقيقية المتكاملة يجعل من الانتخابات كارتونية ويقلل من اهميتها اكثر فأكثر ويحرفها عن مسار الديمقراطية.
الانتخابات في اقليم كوردستان
منذ تأسيس الكيان السياسي لاقليم كوردستان وفي العقود الثلاثة الماضية شارك مواطنوا الاقليم عشرات المرات في الانتخابات العامة وقصدوا صناديق الاقتراع لتحديد ممثليهم في المجالس المنتخبةوالقضايا المصيرية مثل الدستور واستفتاء الاستقلال، ومن هذه الانتخابات:
أولاً: انتخابات برلمان كوردستان
1. الدورة الاولى في 1992/5/19، ونسبة المشاركة كانت (87.4%)
2. الدورة الثانية في 2005/1/30، ونسبة المشاركة كانت (75.6%)
3. الدورة الثالثة في 2009/7/25، ونسبة المشاركة كانت (74.5%)
4. الدورة الرابعة في 2013/9/21، ونسبة المشاركة كانت (73.9%)
5. الدورة الخامسة في 2018/9/30، ونسبة المشاركة كانت (59.8%)
مرةً بعد مرة تتجه ثقة المواطنين ومستوى مشاركتهم نحو الانخفاض، لو نأخذ نسبة مشاركة المواطنين في انتخابات برلمان كوردستان كمثال (أنظر الجدول رقم(1))
الجدول رقم (1)
ثانياً: رئاسة اقليم كوردستان
1. زعيم الحركة التحررية الكوردية في 1992/5/19
2. الدورة الثانية لرئاسة إقليم كوردستان في 2009/7/25
ثالتاً: انتخابات مجالس محافظات وأقضية ونواحي إقليم كوردستان
1. الدورة الاولى في 2005/1/30
2. الدورة الثانية في 2014/4/30
رابعاً: الاستفتاء العام
1. الدستور العراقي النافذ في 2005/1/30
2. استقلال كوردستان في 2017/9/25
خامساً: انتخابات مجلس النواب العراقي
1. الدورة الاولى في 2005/1/30، نسبة المشاركة كانت (79.6%)
2. الدورة الثانية في 2010/3/7، نسبة المشاركة كانت (60%)
3. الدورة الثالثة في 2014/4/30، نسبة المشاركة (62.4%)
4. الدورة الرابعة في 2018/5/12، نسبة المشاركة كانت (44.5)
5. الدورة الخامسة (المقررة اجرائها في 2021/10/10)
وهذا الانخفاض في نسبة مشاركة المواطنين يصح لإنتخابات مجلس النواب العراقي أيضاً، قد أوضحنا ذلك بالتفصيل الدقيق في تقرير سابق لـ(الحصاد)،
الناخبين وإحصائيات محافظات إقليم كوردستان للانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة
نقترب خطوة خطوة من الانتخابات المبكرة لمجلس النواب العراقي والمقرر إجرائها 2021/10/10، مع ان مشاركة المواطنين بشكل عام لها أهميتها وخاصة إنتخابات مجلس النواب العراقي مهمة للمكون الكوردي، لكن هذه القضية لم تصبح قضية جدية وساخنة لدى مواطني الإقليم مثلما كانت في الانتخابات السابقة.
فمثلاً على سبيل المثال، أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق منشغلة حالياً بالاستعدادات لتكملة إجراءات الانتخابات، ومن بينها تجديد السجل البايومتري للناخبين والذي انتهت مدتها مؤخراً في 2021/4/15، وبحسب آخر الإحصاءات والمعلنة من قبل المفوضية في 2020/4/8 فقد كانت نتائج تجديد السجلات في محافظات الإقليم كالآتي:
1. محافظة اربيل: تأتي بعد محافظتَي السليمانية ودهوك، وتبلغ اعداد من يحق لهم التصويت فيها (1228030) مليون ومئتين وثمانية وعشرون الف وثلاثون ناخباً، ومن هذا العدد قام (741534) سبعمئة وواحد واربعون الف وخمسمائة وأربعة وثلاثين شخصاً بتجديد بيانات سجلهم البايومتري، وهذا يشكل نسبة (60%) من مجموع الناخبين، ومنهم من استلموا بطاقاتهم الانتخابية وعددهم بلغ (594735) خمسمائة وأربعة وتسعون آلف وسبعمئة وخمسة وثلاثين شخصاً، فيما لم يستلم (80323) ثمانين ألف وثلاثمائة وثلاثة وعشرون شخصاً بطاقاتهم الانتخابية بعد، ولم يقم (486496) أربعمائة وستة وثمانين الف واربعمائة وستة وستين شخصاً بتجديد السجل البايومتري، وتصل نسبتهم نحو(40%) من مجموع الناخبين.
2. محافظة السليمانية: تبلغ اعداد من يحق لهم التصويت فيها (1361971) مليون وثلاثمائة وواحد وستون الف وتسعمائة وواحد وسبعون ناخباً، ومن هذا العدد قام (913199) تسعمائة وثلاثة عشر الف ومئة وتسعة وتسعون شخصاً بتجديد بيانات سجلهم البايومتري، وهذا يشكل نسبة (67%) من مجموع الناخبين، ومنهم من استلموا بطاقاتهم الانتخابية وعددهم بلغ (640078) ستمائة واربعون الف وثمانية وسبعين شخصاً، فيما لم يستلم (3017) ثلاثة آلاف وسبعة عشر شخصاً بطاقاتهم الانتخابية بعد، ولم يقم (448772) أربعمئة وثمانية وأربعين ألف وسبعمئة واثنين وسبعين شخصاً بتجديد السجل البايومتري، وتصل نسبتهم نحو(33%) من مجموع الناخبين.
3. محافظة دهوك: تبلغ اعداد من يحق لهم التصويت في هذه المحافظة نحو (827658) ثمانمئة وسبع وعشرون إلف وستمائة وثمانية وخمسين ناخباً، ومن هذا العدد قام (583216) خمسمئة وثلاثة وثمانين الف ومئتين وستة عشر شخصاً بتجديد بيانات سجلهم البايومتري، وهذا يشكل نسبة (70%) من مجموع الناخبين، ومنهم من استلموا بطاقاتهم الانتخابية وعددهم بلغ (448947) أربعمئة وثمانية وأربعين ألف وتسعمئة وسبعة واربعين شخصاً، فيما لم يستلم (46282) ستة واربعون الف ومئتين وإثنين وثمانين شخصاً بطاقاتهم الانتخابية بعد، ولم يقم (244442) مئتان وأربعة واربعون الف واربعمئة وأثنين وأربعين شخصاً بتجديد السجل البايومتري، وتصل نسبتهم نحو(30%) من مجموع الناخبين.
اليأس من الانتخابات
ان الإحصائيات اعلاه تظهر حقيقة وجود تراجع كبير في نسبة مشاركة مواطني إقليم كوردستان، لكن حتى هذه الإحصائيات نفسها محل شك وريب، فقد تم رفع هذه النسب بالعديد من المحاولات الغير ديمقراطية واصبحت جزءاً من مصادر اليأس من التصويت والاقتراع والمشاركة فيها، ومن هذه المصادر:
أولاً : القيام بالتزويرات في كافة الانتخابات تشكل الجزء الاكبر من هذه النسب، والتزوير كان باستمرار جزءاً من الكوابيس الانتخابية، وطرق القيام بالتزويرات كثيرة، منها :
1. زيادة نسبة المشاركة بشكلٍ مباشر والتلاعب بنتائج الانتخابات.
2. قسم من كوادر الأحزاب السياسية صوتوا لأكثر من مرة وكيفما استطاعوا وفي احيانٍ عدة كانوا يصوتون تكراراً بالمجاميع.
3. استخدام الضغط والتهديدات المختلفة لتغيير مسار التصويت لدى الناخبين.
4. معاقبة الناخب سياسياً.
5. شراء الاصوات والذمم بواسطة منح المال والسلاح والوظائف والمناصب.
6. استخدام الممتلكات والمعدات والاموال والمناصب والمؤسسات العامة في اقليم كوردستان لغرض الدعاية الانتخابية.
7. استخدام وتوريط قوات إقليم كوردستان المسلحة للمصلح الشخصية الخاصة والمصالح الحزبية.
ثانياً : جمود النظام السياسي والتبادل المزيف للسلطة السياسية.
ثالثاً : عدم الإيفاء بالوعود والتملص من البرامج والشعارات من قِبَل المرشحين والاحزاب السياسية، إستثراء الأحزاب السياسية والمرشحين المنتخبين بفضل الميزانية العامة.
رابعاً : تحويل المؤسسات والمجالس المنتخبة في إقليم كوردستان الى مؤسسات ومجالس كارتونية وعديمة التأثير والفاعلية، وهيمنة سلطة الحزب والعائلة والافراد على المؤسسات الرسمية.
خامساً : اجهاض المصلحة العامة والحرص العام وقيام الأحزاب السياسية بمنح الاولوية لمصالحها الخاصة، ومن ثَمَ مصالح كوادرها.
سادساً : تَرَدي الخدمات البدائية وانخفاض مستوياتها، مثل (الرواتب، ماء الشرب، الكهرباء، الطرق، الصحة، والتربية...).
سابعاً : تقليص مجالات الحقوق والحريات العامة وخرق سيادة القانون.
ثامناً : استمرار تفشي الفساد وازدياد حجمه بالإضافة الى عدم وجود الشفافية في الايرادات والمصاريف في اقليم كوردستان.
تاسعاً : الادامة بالازمات المستمرة وتركها من كابينة حكومية الى التي تليها، والتملص من حلها وتوجيه الاتهامات المتبادلة من البعض الى البعض الآخر بالتقصير وعدم الاكتراث.
عاشراً : عدم اجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة، على سبيل المثال فقد اجريت في العقود الثلاثة الماضية من الزمن إنتخابات مجالس المحافظات مرتين فقط، ومن عام (1992-2005) أجريت الانتخابات لبرلمان كوردستان مرة واحدة فقط.