عربية Draw: صحيفة ميرر البريطانية: وزير اللقاحات السابق في الحكومة البريطانية ووزير التعليم العالي الحالي في بريطانيا، نديم الزهاوي جمع عن طريق مشروع مشترك مع سيروان بارزاني في احدى شركات النفط ثروة واموال طائلة. واشارت الصحيفة بأن،" الزهاوي الذي هو من اصول كردية حصل على 1.3 مليون باوند من احدى شركات النفط عندما كان عضوا في برلمان بريطانيا، واستطاع خلال هذه المدة اخفاء مايحصل عليه من اموال من عمله خارج البرلمان متخفيا بعمله النيابي" في عام 2015 عندما كان الزهاوي يعمل في شركة ( كالف كيستون) النفطية والتي كانت تستثمر في حقول نفط كردستان كان يحصل على 1000 باوند في الساعة الواحدة. انشأ زهاوي مع زوجته( لانه) شركة استشارية في شهر حزيران من عام 2010 اي بعد مدة قليلة من حصوله على مقعد في البرلمان البريطاني، وكان والد زهاوي شريكا مع سيروان بارزاني ابن اخ رئيس اقليم كردستان السابق بين اعوام 2005 – 2017، بحسب المعلومات المتوفرة قدمت شركة زهاوي استشارات لشركة تنمية مشاريع العراق من اعوام 2011 الى 2019 ، الا ان المعلومات حول الاموال والارباح التي حصلت عليها الشركة خلال هذه الفترة غير متوفرة. وليس هناك اي ادلة تؤكد تورط الزهاوي ووالده في عمليات فساد. في عام 2015 زار نديم الزهاوي مع وفد تجاري بريطاني اقليم كردستان وكان الوفد برئاسة بوريس جونسون وكان انذاك رئيسا لبلدية لندن، في بداية تلك السنة حددت صحفية ميرور زهاوي كثاني اغنى رجل في الحكومة البريطانية بعد المستشار ريشي سوناك. عندما اصبح زهاوي في عام 2018 وزيرا في الحكومة البريطانية ترك عمله كمدير في الشركة التي يمتلكها مع زوجتة واعطىها 50% من حصته في الشركة. كان جد الزهاوي من احد الساسة الكبار في العراق وبسبب معارضته لنظام صدام حسين ترك البلد مع عائلته في سبعينيات القرن الماضي، ويقول الزهاوي في احدى تصريحاته الصحفية،" انهم عندما وصلوا الى شواطيء الجزر البريطانية كانوا لايملكون سوى 50 باوندا".
عضو اللجنة المالية في برلمان اقليم كردستان عمر كولبي: من الصعب تحديد سبب واحد لظاهرة هجرة مواطني اقليم كردستان، هنالك جملة من الاسباب تدفعهم لذلك، منها ضيق الآفاق الاقتصادية والانفلات الأمني. لغة الارقام كفيلة للحصول على الاجوبة الحقيقية والاسباب التي دفعت مواطني و شباب كردستان الى ترك بلادهم. 8000000000 ثمانية مليارات دولار، اي اكثر من 11 تريليون دينار حجم الاموال المدخرة قسرا من رواتب موظفي اقليم كردستان منذعام 2015. حكومة الاقليم بدون اي سند قانوني، شرعي واخلاقي قامت بقطع مبالغ من رواتب موظفيها بحجة الازمة المالية، الى هذه اللحظة الحكومة ليست لديها اي خطة للاعادة تلك الاموال بالرغم من تحسن الوضع الاقتصادي. 500000 500 الف مواطن وغالبيتهم من الشباب بدون اي عمل ووظيفة منذ عام 2011 ،الحكومة ليست لديها اي خطط لتشغيلهم، هناك معوقات كثيرة تواجه القطاع الخاص في كردستان وبدلآ من توظيف الايادي العاملة المحلية توجه هذا القطاع الى تشغيل العمال الاجانب. 500 الف 500 الف مواطن، يشكلون قرابة 100 الف عائلة، يعيشون تحت خط الفقر، دخلهم الشهري اقل من 500 الف دينار والتي لاتكفي لسد حاجاتهم المعيشية. 70000 70 الف،عدد المواطنين الذين كانوا في السابق يتسلمون رواتب الاعانة الاجتماعية الا ان الحكومة ومنذ عام 2015 وبحجة الاصلاح الاقتصادي قطعت رواتبهم التي كانت 150 الف دينار و الفئة المستفيدة من هذا الراتب كانوا من كبار السن، الايتام ،الارامل وذوي الامراض المزمنة. 900 مليار دينار حكومة الاقليم لها في ذمة بعض التجار ورجال الاعمال مبالغ تقدر بـ 900 مليار دينار،انها لم تحاول استرجاع تلك الاموال، لانها اعطت تلك المبالغ بطرق غيرقانونية، بأمكان هذا المبلغ بناء 9 سدود ضخمة قادرة على معالجة شح المياه بشكل جذري في الاقليم، ويمكن ايضا بهذا المبلغ بناء 45 الف وحدة سكنية لمحدودي الدخل و الفقراء. 23 الف عدد موظفي العقود الذين لديهم خدمة فعلية لمدة (١٠ - ١٥) سنة، هؤلاء ينتظرون منذ سنوات طويلة تحويلهم الى الملاك الدائم ، بعضهم توفوا بعد 12 سنة من الخدمة كعقود وحرم اطفالهم من اي راتب تقاعدي. 27 الف عدد المدرسين الذين عينوا على ملاك وزارة التربية بصيغة العقود ويتسلمون رواتب غيرمجزية، ويطالبون منذ سنوات بتحويلهم على الملاك الدائم. 100 الف عددالعمال الذين يعملون في القطاع الخاص في ضروف قاسية و برواتب غيرمجزية لاتسد رمقهم . 8 سنوات منذ 8 سنوات و حكومة اقليم كردستان لاتمتلك اى قانون للموازنة، اي ان الحكومة ليست لديها اي برامج اقتصادية ومالية وتتصرف خارج الاطر القانونية في قضية العائدات والنفقات. أرقام غيرمعلنة وغيرواضحة. حكومة الاقليم وبشكل غيرقانوني اوقفت ترفيع موظفي القطاع العام منذ عدة سنوات، ليست لديها اي خطة واضحة للاعادة تلك المبالغ بعض الموظفين وبسبب هذا الاجراء التعسفي والغير قانوني يتسلمون شهريا رواتب اقل من استحقاقهم بـ 100 الف دينار. 30 الف عدد المواطنين الذين هم من ذوي الاحتياجات الخاصة وهم منذ 9 سنوات بأنتظارالحكومة ان تنصفهم وتعطيهم استحقاقهم القانوني 150 الف دينار، هؤلاء يعشيون في اوضاع اجتماعية واقتصادية سيئة جدا. 5 الاف عدد الطلاب الاوائل الذين تخرجوا من جامعات ومعاهد الاقليم، وهم منذ عام 2016 بأنتظار الحكومة ان تعينهم. 800 عدد الشركات العاملة في القطاع النفطي بالاقليم، هذه الشركات لاتدفع اي ضرائب للحكومة، في المقابل حكومة الاقليم تأخذ الضرائب من الكسبة واصحاب الاعمال الصغيرة، بالاضافة الى ذلك هناك عدد من الشركات العاملة في مجال شبكة الانترنت والاتصالات ولاتدفع للحكومة اي ضريبة في حين ان عائداتها تقدربملايين الدولارت سنويا. 200 الف عدد طلاب الجامعات والمعاهد، هؤلاء الطلبة لايحصلون على اي دعم من الحكومة منذ عام 2016، حكومة الاقليم اوقفت رواتبهم التي كانت تدفعه لهم وهي 60 الف دينار. 5 عدد السنوات التي رفعت فيها الحكومة الدعم عن المحروقات والمشتقات النفطية، اصبح المواطن بسبب ذلك فريسة لجشع التجار و الارتفاع المستمر للاسعار. 2000 عدد المشاريع المتوقفة منذ اكثر من 5 سنوات، الحكومة ليست لديها اي خطة للاستئناف العمل بتلك المشاريع . 46مليار دينار حجم الاموال التي استرجعتها الحكومة من مشاريع القروض الصغيرة للشباب، استولت الحكومة على تلك الاموال التي هي في الاساس مخصصة لدعم الشباب والمبلغ المرصود لهذا المشروع هي 76 مليار دينار. 100 الف 250 الف دينار قيمة الراتب التي كانت تدفعها الحكومة لذوي الاحتياجات الخاصة. الا ان الحكومة قلصت رواتبهم الى 150 الف دينار، في حين ان نسبة العجز لدى هؤلاء تصل الى 100% 10 الاف عدد الامهات العاملات الاتي وفق القانون على الحكومة ان تصرف لهم شهريا مبلغ 143 كراتب مقابل رعاية اطفالهن المعاقين، القانون صدر منذ عام 2011 الا ان الحكومة رفضت تنفيذها. 13 عدد الوجبات من السجناء السياسين الذين ينتظرون منذ 10 سنوات ان تصرف لهم الحكومة رواتبهم وفق القانون. 800 الف فرضت الحكومة 800 الف دينار كغرامة على المواطنين الذين لم يلتزموا بنصب مقياس الماء الذكي، في حين ان معظم المواطنين الذين رفظوا نصب المقياس يعانون في الاصل من شحة المياه، بالاضافة المقايس من النوع الرديء ومن مناشيء غير رصينة، الغرامة رفضت من قبل برلمان اقليم كردستان الا ان الحكومة تصرعلى تنفيذ الغرامة على المواطنين. 7 سنوات الحكومة الغت منذ 7 سنوات السلف التي كانت تدعم بها المواطنين كسلف الزواج ، العقار، الزراعي والمشاريع الصغيرة ". هذه الارقام تكشف وبشكل واضح وجلي مدى الظلم والتعسف التي تمارسها حكومة الاقليم بحق مواطنيها مما دفع الشباب لاختيار ما يسمونه طريق الموت للوصول إلى الحلم الأوربي، بعد يأسهم من تحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية. ويصمت المعنيون عن إيجاد حلول لهذه المشكلة رغم النداءات المتكررة.
عربية DRAW: العالم الجديد - نوزت شمدين في ساعة متأخرة من مساء 28 تشرين الاول اكتوبر 2021، لفظ كيلان دلير (25 عاما) الكردي القادم من اربيل انفاسه الاخيرة على الحدود البلاروسية البولندية، وهو يطارد حلمه بالعبور الى المانيا، فيما كان نحيب شقيقه وهو يحتضن جسده البارد يشق صمت الغابة الرطبة المبللة بالمطر في الظلام الذي احاط كل شيء. "لم استطع انقاذه، توسلت بحرس الحدود البولنديين ليساعدوه لكنهم لم يستمعوا لاستغاثتي، توسلت بالحرس البيلاروسيين السماح لنا بالعودة لأتمكن من انقاذه لكنهم رفضوا.. لقد علقنا مع الموت هنا، كنا جائعين وعطشى طوال أيام نقاوم على أمل العبور او تلقي المساعدة، لكن جسده لم يحتمل بسبب ارتفاع السكر لديه وحاجته لابرة انسولين" يقول شقيقه باكياً ثم يضيف "لقد تحول حلمنا الى كابوس". وصل كيلان، المصاب بالسكري، مع اثنين من أشقائه وشقيقته وزوجها وابنهما الصغير الى روسيا البيضاء في 14 من تشرن الأول/ اكتوبر، مثل آلاف آخرين من العراقيين الفارين من أوضاع بلادهم، وحاولوا طوال اسبوع العبور الى بولندا مع حقائب صغيرة ضمت اغذية بسيطة وادوية، لكن كل محاولاتهم فشلت أمام الأسلاك الشائكة وحرس الحدود الذين أوقفوا العائلة وأعادوا بالقوة بعضاً من افرادها الى روسيا البيضاء عدا شقيقة كيلان التي دفعت اصابة بالغة في قدمها وفقدانها للوعي الى ادخالها لمستشفى بولندي، فيما أعيد الآخرون بالقوة الى الحدود. قبل ذلك بنحو شهرين، وتحديدا في صباح يوم الأربعاء الرابع من آب/ أغسطس 2021 توفي جعفر حسين يوسف، وهو عراقيٌ في الأربعين من عمره من مدينة النجف، أمام عناصر من حرس حدود روسيا البيضاء في منطقة ميدينينكاي المتاخمة للحدود الليتوانية. وحسب إفادة سكان محليين عثروا على الرجل الذي لم تكن بحوزته أية أوراق ثبوتية، فإنه كان عائداً من الجانب الليتواني ومصاباً بجراح نازفة في إنحاء متفرقة من جسده. حادثة الوفاة حصلت بعد يوم واحدٍ فقط من اعادة ليتوانيا نحو أربعين مهاجراً بالقوة الى روسيا البيضاء بعد ساعات من عبورهم إلى الجانب الليتواني، معظمهم عراقيون بعد تعرضهم للضرب المبرح. تلك الرواية نقلتها وسائل إعلام بيلاروسية، فرد عليها وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوشاوسكاس بأنها "مسرحية دبرتها مينسك". مينسك هي عاصمة بيلاروسيا (روسيا البيضاء) والتي يتدفق إليها يوميا ومنذ أشهر عشرات العراقيين الطامحين للهجرة الى أوربا بطرق مختلفة بينها رحلات سياحية جوية قادمة من تركيا والامارات وسوريا، وقبلها من الأردن ومصر ولبنان والعراق. تقدر منظمات معنية بأوضاع اللاجئين وجود أكثر من 10 آلاف مهاجر في روسيا البيضاء يريدون العبور الى دول الاتحاد، معظمهم عالقون في غابات بمناطق حدودية محاطة بالاسلاك الشائكة بين روسيا البيضاء وبولندا. نحو نصف هؤلاء عراقيون، والجزء الاكبر منهم قادمون من اقليم كردستان. يردد نواب ونشطاء كرد رقم 4000 كمتوسط تقديري للكرد العالقين على الحدود البولندية بلا خيم ودون طعام أو ماء ويواجهون معركة حياة او موت مع البرد في ظل درجات حرارة تقترب من الصفر في ساعات الليل. هذا أكبر تدفق لللاجئين من روسيا البيضاء الى اوربا منذ زمن بعيد، فتلك الدولة لم تكن ميدانا للعبور لكنها اضحت منذ ربيع العام الحالي وبتشجيع من سلطات تلك الدولة نقطة عبور رئيسية. سجلت حدود البلدين الشرق أوربيين روسيا البيضاء وليتوانيا خلال سنة 2020 مرور 81 لاجئاً غير شرعي فقط، في حين أن أكثر من 4000 شخص اجتازوها في الأشهر الثمان الأولى من 2021، بحسب احصاءات رسمية، غالبيتهم عراقيو الجنسية. تلك هي الأرقام المسجلة فقط وهناك آلاف آخرون عبروا الحدود باتجاه بولندا وليتوانيا ومنها الى بقية دول الاتحاد الأوربي دون ان توقفهم السلطات، بحسب العديد من المهربين والمهاجرين الذين وصلوا فعلا عبر طرق مختلفة أيسرها كانت سيارات معدة سلفا من قبل مهربين بولنديين. دهوك وشيلادزي بكردستان في محافظة دهوك، لا حديث للشباب الكرد الا عن الهجرة لأوربا، فذلك حلم يجمع معظم الشباب في ظل ارتفاع نسبة البطالة في صفوفهم، إذ تعود آخر وجبة تعيينات حكومية الى ما قبل العام 2014 في حين لا تتوفر فرص عمل في القطاع الخاص الضعيف والمهمل. في بلدة شيلادزي على الحدود التركية، يقدر صحفيون مهتمون بملف الهجرة عدد الشباب المهاجرين خلال أربعة أشهر بنحو 500 فرد، حتى ان عائلات كاملة رحل جميع أبنائها الذكور. يقول بائع حقائب في البلدة غير المستقرة امنيا والتي تعاني من نسب بطالة عالية نتيجة تعرضها لهجمات جوية تركية متكررة توقع ضحايا في الغالب، ان عمله انتعش في بيع حقائب الظهر، فقد باع في وقت قصير عدة وجبات منها. ويضيف أعرف العديد منهم، هناك قريب لي اسمه حجي، رحل ابنه نور الدين ووصل الى المانيا عبر روسيا البيضاء، وشقيقه حسين وصل الى فرنسا. من جهته، يقول آري جلال مسؤول مؤسسة "لوتكه" لشؤون المهاجرين واللاجئين، ان الأشهر العشر الاولى من العام 2021 سجلت هجرة 37 الف شخص من العراق، معظمهم من اقليم كردستان، منبها الى ان الأرقام تتصاعد بنحو مقلق بسبب "عدم اكتراث حكومة الاقليم لمطالب الشباب وتوقف تعيين خريجي الجامعات وتوفير فرص عمل". ويضيف جلال انهم سجلوا خلال العام الحالي 10 حالات وفيات وهناك 12 مفقودا، فيما بلغ عدد الذين هاجروا من العراق خلال السنوات السبع الفائتة 633 ألفاً و273 شخصا، فقد 261 منهم حياته و185 مازالوا مفقودين. ويشير الى أن أعداد المهاجرين خلال العام الماضي كانت 34 الفاً، في حين بلغت خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي وحده بلغ ا 37 الف مهاجر. خارطة الرحلات اليومية لا يقتصر السفر الى روسيا البيضاء على الكرد العراقيين، بل شمل أيضا مئات العرب، يؤكد ذلك مدير مكتب للسياحة والسفر في وسط بغداد، مبيناً أن الإقبال زاد فجأةً وبنحو غريب على حجوزات تذاكر الطيران السياحية إلى روسيا البيضاء في شهر أيار/ مايو تحديدا. وأوضح ان سعر التذكرة اختلف بحسب عدد المحطات قبل الوصول وفترة الحجز ما قبل موعد الرحلة وهوية شركة الطيران، وهي تتراوح بين 800-1500 دولار للشخص الواحد. مدير المكتب الذي شدد على عدم ذكر اسمه، نفى علمه بوجود مهربين ينظمون عملية سفر العراقيين إلى روسيا البيضاء، قائلاً :"سيكون من الغباء ذلك، لأنه كان بوسع أي شخص حجز تذكرته والسفر إلى روسيا البيضاء، طبعا قبل الاجراءات الأخيرة بوقف الرحلات". ويستدرك "ربما هناك مهربون يعملون على نقلهم من بيلاروسيا الى دول الجوار". ويؤكد أن حجوزات السفر قبل صيف 2021 كانت تجري بنحو عادي للراغبين بالدراسة هناك أو السياحة، لكن مع شيوع الأخبار بشأن عبور الناس من هناك إلى ليتوانيا زادت اعداد طالبي السفر لتبلغ الرحلات من مطار بغداد وحده أربعة رحلات في الأسبوع "كان أمراً جيداً بالنسبة الينا". وعن توقف الرحلات المباشرة من العراق إلى روسيا البيضاء يقول: "هذا ليس مهماً بالنسبة لمن يريد الهجرة، فالرحلات قائمة بين بغداد وكل من دمشق ودبي وإسطنول ومن العواصم الثلاث إلى بيلاروسيا، فلامعنى لوقف الرحلات من بغداد!". "الأمر لا يتعلق بتغير مزاج المهاجرين غير الشرعيين دون محرك خفي، فباتوا يقصدون ليتوانيا عبر روسيا البيضاء بدلاً من معابر تركيا البحرية والبرية نحو أوربا" يقول مدير مكتب السياحة، مشيراً إلى أنه يتلقى كل يوم الكثير من الاستفسارات عن الرحلات المتوفرة إلى روسيا البيضاء "من الواضح أن جهة مؤثرة تروج للناس أن هذه الطريق سالكة لمن يريد الهجرة حتى لو أغلق معبر هنا وهناك". ويتابع مبتسماً كمن يحاول دفع تهمة عن نفسه: "بالتأكيد هذه الجهة ليست مكاتب السفر والسياحة!". ما يردده العاملون في مكاتب السياحة سراً، يعلنه مهاجرون فـ(ت. قاسم) الايزيدي العراقي الذي وصل الى روسيا البيضاء في آب الماضي وتوجه منها الى المانيا، قال ان رحلته كانت سهلة ولم تتطلب الا بضعة ايام قبل ان يتم تكثيف نشر الحراس على الحدود "ففي الجانب البلاروسي لا أحد يعترض طريقك الى الحدود، بل ان بعض رجال الأمن كانوا يدعمون ويرشدون اللاجئين الى أفضل الطرق للعبور". ترويج للهجرة أونلاين! طوال أشهر ظلت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تعلن عن الرحلات السياحية إلى روسيا البيضاء وطرق العبور من هناك إلى دول أخرى كألمانيا، منها حساب على الفيسبوك يحمل أسم (الهجرة من بيلاروسيا إلى أوربا) تنشر فيه وبنحو مستمر إعلانات مكاتب سياحية أغلبها سورية. يضم الإعلان في العادة مدة الحصول على الفيزا إلى روسيا البيضاء مع وعد بأنها لن تستغرق أكثر من أسبوعين وخطة رحلة تستغرق أسبوعاً واحدا ورحلة الطائرة والاستقبال في المطار والحجز الفندقي لأسبوع وكل ذلك بمبلغ يتراوح بين 2000- 2300 دولار للشخص الواحد. كاظم غليان مواطن من مدينة الناصرية جنوبي العراق، قال بأنه تواصل مع شخص عبر الفيسبوك في شهر أيار/مايو2021 كان قد نشر اعلاناً عن خدمات يقدمها للراغبين بالهجرة ووجهه لطريقة الحصول على تأشيرة سفر من بغداد وكيف انه استقبله في مينسك بروسيا البيضاء ورافقهُ إلى حدود ليتوانيا مقابل مبلغ قال أنه ليس بالكبير. كاظم كان في نهاية أيلول يتحدث من على الحدود بين روسيا البيضاء وليتوانيا بعد محاولتي عبور فاشلة تعرض في واحدة منها للضرب المبرح. لكنه يرفض مثل مئات آخرين غيره العودة إلى العراق بسبب ما قال أنها ميليشيات تستهدفه بسبب نشاطه المعارض للحكومة. لا يقتصر المهاجرون الذين ينتظرون فرصة العبور من روسيا البيضاء الى دول الاتحاد الاوربي، على أبناء مدن اقليم كردستان، فهناك المئات قدموا من جنوب العراق كمحافظة النجف التي ينافس مواطنون منها مواطني إقليم كردستان في نسبة قاصدي روسيا البيضاء. هؤلاء تدفقوا على مينسك مدفوعين بحلم الإقامة في أوربا بعد ان روج مهربون بمساعدة شركات سياحية امكانية تحقيق ذلك مقابل مبالغ لقاء "التنسيق" المزعوم لتسهيل المرور صوب الحدود الليتوانية. يقول حيدر مناف (38 سنة)، أنه أقدم فعلياً على دفع قسط أول من المبلغ المتفق عليه وهو 2000 دولار بضمنها تذكرة السفر، لإيصاله إلى أوربا "صديق لي هو من يتكفل بذلك". يتابع محاولاً بث ثقته المتزعزعة بخطة سفره بالكامل بعد سماعه قصص العالقين بين روسيا البيضاء وليتوانيا وأولئك المحتجزين في المخيمات بظروف معيشية صعبة "في النهاية هناك الكثيرون ممن وصلوا". تؤكد هذا جنان عبد الكاظم هادي السالمي (42 سنة) وهي من مدينة النجف أيضاً، محتجزة في مخيم للاجئين في الجانب الليتواني، تصف الوضع فيه بالمزري، مشيرةً إلى أن مستوى الخدمات سيء للغاية والخدمة الصحية أسوء بكثير. تقول باستياء "هم ينتظرون حتى تسوء حالة المرضى بدرجة كبيرة قبل أن يتدخلوا ويرسلوه للعلاج". جنان لديها ورقة مثبتة عليها صورتها ومعلومات شخصية عنها، تشير إلى أنها قد سجلت من قبل حرس الحدود الليتواني: "هذا كل ما لدي أنا وزوجي وأطفالنا الأربع" تقول بحيرة لكونها لا تعرف ماذا سيحدث في الأسابيع المقبلة أو كم سيطول مكوثهم في ذلك المخيم الذي هو بمثابة معتقل، حسب وصفها. "لكن علينا مواجهة الأمر أًيا كانت صعوبته، إنه أفضل من البقاء هناك، توجه يدها إلى اليسار كإشارة مفترضة إلى العراق. "زوجي ناشط مدني، تعرض إلى محاولتي إغتيال من قبل مجهولين، لذا توجب علينا الرحيل والبحث عن مكان آمن". البحث هذا كلف العائلة 5000 آلاف دولار أمريكي ثمناً لتذاكر الطيران لجميع أفراد العائلة وحال وصولهم إلى مينسك بطائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية أقلعت بهم من مطار بغداد الدولي، توجهوا إلى الحدود الليتوانية والقي القبض عليهم فور اجتيازهم لها. ترفض هي وغيرها من العراقيين المحتجزين في العديد من المخيمات المقامة في الجانب الحدودي من ليتوانيا العودة إلى العراق على الرغم من المحاولات الليتوانية لإقناعهم بتعويض يبلغ (300) يورو، وأجور تذاكر طيران العودة. وهي تشعر بالقلق حيال ما تسمعه باستمرار من امكانية قيام الليتوانيين بإعادتهم الى الجانب البيلاروسي مما سيعني في النهاية العودة إلى العراق. التزام عراقي بالعودة الطوعية إيفان فائق جابرو وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية، عبرت عن التزام العراق بالعودة الطوعية للعراقيين المهاجرين دون إجبار ووقوفه بالضد من منع أي مواطن من السفر إلى الخارج لكون ذلك "حرية شخصية". ووصفت جبرو ما ينجذب إليه المهاجرون من حلم اللجوء إلى أوربا عبر ليتوانيا وبولندا بالوعود الكاذبة، معبرةً عن أسفها لوقوع عراقيين فيما قالت أنها "شراك شبكات الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية وضحية الاستغلال المادي". إضافة إلى جعفر حسين الذي توفي على الحدود بين روسيا البيضاء وليتوانيا في شهر آب/أغسطس 2021، وكيلان دلير الذي توفي في المنطقة المحرمة على الحدود البلاروسية والبولندية، عثر حرس حدود روسيا البيضاء في الأول سبتمبر 2021 على جثة امرأة عراقية أيضا على حدود بولندا كان برفقتها ثلاثة أطفال صغار وزوجها اليائس الذي قال بأن جنوداً بولنديين أجبروهم على السير حفاةً والعودة إلى حدود روسيا البيضاء، أي من حيث دخلوا إلى بولندا. ويتناقل نشطاء ومهاجرون قصصا على ضحايا آخرين، من العراق وسوريا، هم يعدون مفقودين اليوم بعد ان تم دفعهم في أحد الأنهر بين روسيا البيضاء وبولندا. يقول أحد المهاجرين في فيديو: لقد رمونا في النهر بعضهم لم يستطع الخروج والعبور للضفة الاخرى "اعتقد انهم ماتوا كما مات آخرون في الغابات نتيجة الضرب أو المرض والجوع، ربما بعد أشهر سنسمع قصص العديد من المفقودين". توارد الأخبار في مطلع آب/اغسطس2021 بشأن تدفق عشرات اللاجئين العراقيين عبر الحدود الليتوانية والبولندية واللاتفية قادمين من روسيا البيضاء، دفع وزير خارجية الاتحاد الأوربي جوزيب بوريل إلى اتهام العراق بالسماح لاستخدام مطار بغداد " لنقل المهاجرين إلى- بيلاروسيا- والانتقال من هناك بواسطة حافلات إلى ليتوانيا بنحو غير قانوني". مستشارية الأمن القومي العراقي، أصدرت بياناً ردا على تصريحات بوريل، أكدت فيه أن هنالك "عصابات للهجرة غير الشرعية هي من تغري سياحاً عراقيين بالعبور نحو ليتوانيا، وان العراق لا يشجع مواطنيه على الهجرة مطلقاً". تابع البيان مكرراً تصريحات مسؤولين عراقيين في أوقات سابقةـ ان مطار بغداد الدولي مخصص للسفر الشرعي فقط وان "روسيا البيضاء تسمح شرعيا وقانونيا للسياح العراقيين بدخول أراضيها فلا يمكن للدولة العراقية أن تمنع مواطنيها من السفر الى دولة بشكل شرعي ولا تستطيع أي دولة في العالم أن تقوم بمنع مواطنيها من ذلك". وعلى الرغم من رفض العراق اتهامات الإتحاد الأوربي إلا أنه رضخ لتهديداته بفرض عقوبات ضده وعلقت الخطوط الجوية العراقية بدءاً من الرابع من آب/اغسطس 2021 رحلاتها الأسبوعية الأربع إلى روسيا البيضاء وسيرت فقط رحلات لإجلاء مواطنين عراقيين عالقين هناك وأعادت بالفعل نحو 300 واحداً منهم. د. مخلص عبد الوهاب، مختص بالقانون الدولي، ذكر بأن طلب الإتحاد الأوربي من العراق وقف رحلاته الجوية إلى روسيا البيضاء تدخل صارخ في شؤونه الداخلية وكان ينبغي عدم الإذعان لذلك. وأوضح أن العراق يمكن ان يوقف رحلاته الجوية إلى روسيا البيضاء في حالات عدة كرفض الأخيرة استقبال رحلات من العراق أو "صدور قرار دولي ملزم بذلك". وبخلاف ذلك يرى أن لا علاقة للعراق بالخلافات بين الإتحاد الأوربي وروسيا البيضاء وأن الأخيرة تستخدم المهاجرين كورقة ضغط أو تنتقم بهم من الاتحاد الأوربي بغض النظر عن جنسية هؤلاء المهاجرين عراقيين كانوا أم غير ذلك. الهجرة نحو المجهول بسبب الأحداث التي جرت في العراق خلال العقود الأخيرة كان طريق الهجرة إلى الخارج هو الحل الأخير المتاح أمام الكثير من العراقيين وكان للكرد منهم تحديداً نصيب الأسد ولاسيما بعد حرب 1973 وحملات الأنفال ضدهم في ثمانينيات القرن المنصرم وتدمير آلاف القرى الكردية وسياسة تعريب مناطقهم التي اتبعها نظام البعث الحاكم وقتها. وهو ما جعل الكرد يشكلون جاليات في مختلف دول العالم باتت لاحقاً فناراتٍ يهتدي بها الراغبون بالهجرة من إقليم كردستان حتى بعد تشكيل الاقليم في العام 1991 بارادة دولية نتيجة تدهور الاوضاع الاقتصادية في التسعينات وبعد غزو تنظيم داعش لمناطقهم في 2014 . فرهاد بامرني (38 سنة) احتاج إلى سبعين يوماً لكي يتمكن أخيراً من الوصول إلى ألمانيا بعد أن قطع طريقاً طويلة بدأها في شهر حزيران/يونيو2021 من مطار أسطنبول إلى مينسك ومن ثم عبر الحدود الليتوانية ومن هناك اجتاز عدة دول أخرى قبل بلوغه ألمانيا حيث يتواجد اثنان من أشقائه منذ نحو عشر سنوات. يقول ان الوضع الاقتصادي الصعب وانتشار الفساد في إقليم كردستان دفعه للهجرة، لأن عمله كسائق سيارة أجرة لم يكن كافياً لتأمين متطلبات عائلته في ظل عدم وجود أي رؤية حكومية لتصحيح الأوضاع : "قررت الهجرة رغم ان وضعي كان أفضل من الآخرين، خاصة الموظفين في دوائر الدولة حيث تتأخر رواتبهم أو يستقطع جزء منها دون سند قانوني ولا يمكنهم الاعتراض". ويلفت فرهاد إلى أن العديد من أصدقائه في روسيا البيضاء مازالوا حتى بعد نشر الآلاف من الحرس على حدود بولندا يحاولون إيجاد طريقة ليتجاوزوها ويلتحقوا به "كنت محظوظاً لكن الكثيرين لم يكونوا كذلك، أتمنى لهم النجاح في النهاية لأنهم لايريدون سوى العيش بأمان وكرامة لا أكثر". هجرة العراقيين العرب حديثة مقارنة بمواطنيهم الكرد، لكنها ومنذ 1991 ازدادت بسبب الحروب المتلاحقة وتدهور الوضع الاقتصادي في التسعينات نتيجة العقوبات الاقتصادية ولاحقا الانهيار الأمني والصراع الداخلي بعد سقوط نظام حزب البعث في نيسان/أبريل2003. لكن هجرة أخرى برزت في العامين الأخيرين بعد انطلاق احتجاجات تشرين الأول اكتوبر 2019 ضد النظام السياسي والقوى الحاكمة. محمد مجهول عبد العيساوي (45 سنة) الذي نشط في تظاهرات واعتصامات تشرين التي شهدتها بغداد ومحافظات الجنوب، تعرض الى محاولة اغتيال مطلع 2021، وهوجم منزله بقنابل صوتية، واضطر لأشهر العيش متخفيا من المليشيات. طغى الأسى على نبره صوته وهو يتحدث إلينا عبر "واتساب" من مخيم احتجاز ليتواني "قبلها خطفني عناصر من سرايا السلام في نيسان 2020 من مدينة النجف ونجوت باعجوبة". مع الخطر على حياته، اضطر العيساوي للسفر إلى روسيا البيضاء ومعه زوجته وأطفاله الخمس برحلة على متن الخطوط الجوية العراقية من مطار بغداد الدولي في 18 تموز/ يوليو 2021. "كان يجب أن أغادر.. هناك أنت لا تعرف في أي ساعة يمكن أن تختطف أو تتعرض للقتل" قال وهو يهز رأسه، مؤكداً إصراره على الهجرة ليأمن على نفسه وأفراد عائلته من "انتقام" الميليشيات التي قتلت نحو 600 محتجاً مثله وجرحت أكثر من 20 الفا. راح العيساوي، يسرد من ذاكرته تكاليف سفرته مجهولة النهاية "830 دولاراً أجور تذكرة سفر لكل شخص من مكتب للخطوط الجوية بمدينة الحلة، اضافة الى 55000 ألف دينار (37 دولارا) لكل شخص رسوم فحص طبي لـ كوفيد 19، فضلا عن أجور الاقامة الفندقية". ويضيف إلى ذلك مبلغ 150 دولار أجور سيارتي أجرة أقلتهما بعد يومين من وصولهما الى مينسك للحدود الليتوانية وكان ذلك تحديداً في صباح يوم 21 تموز/ يوليو2021. نافياً استعانتهم وعراقيين آخرين رافقوهم بأي مهرب كما فعل كثيرين ممن قابلهم لاحقاً. يقول العيساوي أنهم استخدموا تطبيق (Gps) للوصول إلى النقطة الحدودية التي أرادوها وبعد ترجلهم من سيارتي الأجرة مشوا على الأقدام برفقة مجموعة أخرى من العراقيين ومن جنسيات أخرى عرب وأفغان. وبعد ما يقرب من نصف ساعة أصبحوا على الحدود مباشرة ثم مشوا أربع ساعات أخرى في عمق غابة واسعة على أمل العثور على شارع ما ليستقلوا منه وسيلة نقل ما توصلهم إلى أقرب محطة قطار ويشقوا طريقهم منها إلى ألمانيا. "لكن بدلاً من عثورنا على الشارع، عثر علينا عناصر من الجيش الليتواني وأودعونا بمركز احتجاز". اجريت لهم في اليوم التالي الفحوصات الطبية الخاصة بفايروس كوفيد 19، ثم نقلوا إلى مخيم، هو عبارة عن مدرسة وأدخل كل 25 شخصاً في صف واحد. يواصل بينما ارتفعت نبرة صوته المتقطع "المكان غير صالح ونتلقى أسوء معاملة، الإنسانية التي كنت أسمع بأنها موجودة في أوربا يبدو أنها لم تصل إلى هنا". ويستدرك "اعرف اننا لسنا في أوربا الغربية، وهناك مشكلة عميقة مع بيلاروسيا، لكن لم اتوقع كل هذه المعاملة السيئة". المكان بحسب ما يصفه العيساوي "قذر بنحو متعمد" ولا يوجد اهتمام بالمرضى حتى الاطفال منهم، وقد عرضوا عليه وأفراد عائلته مبلغ 300 يورو لكل منهم وتذاكر سفر مجانية للعودة الى العراق، لكنه رفض وبشدة. ويستطرد بصوت حاد:"أخبرتهم اذا اردتم أعطيكم أنا أضعاف ما عرضتموه علينا فقط افسحوا لنا الطريق لكي نجد لنا بلداً أوربيا آخر يوفر لنا الحماية، فحياتي معرضة للخطر في العراق". سكت قليلاً ثم عد ليصرخ هذه المرة "عودتي تعني موتي المحقق إنهم لا يفهمون هذا". الكاتب المتخصص بالشأن السياسي عادل كمال، يشير إلى أن الظروف غير الطبيعية التي يعيشها الفرد العراقي سواءً في إقليم كردستان وغيرها من مناطق البلاد هي التي تدفعهم للإقدام على خوض مغامرة الهجرة. ويقول بأن "سوء المعاملة والاحتجاز وغيرها من الأمور التي يشكو منها المهاجرون الذين لم ينجحوا في عبور الأراضي الليتوانية والبولندية او اللاتفية تعد نزهة قصيرة مقارنة بالأهوال التي واجهها عراقيون سلكوا من قبل طريق البحر من تركيا إلى اليونان وللأسف غرق الكثير منهم". ويرى كمال بأن وقف الرحلات الجوية من بغداد إلى مينسك والضغط لعدم منح فيز للعراقيين، مجرد مجاملة للإتحاد الأوربي "وحل ترقيعي لجات اليه الحكومة بدل إيجاد حلول عملية جذرية تقنع العراقيين بالبقاء في بلدهم متنعمين بخيراته بدلاً من إهدار كراماتهم على حدود البلدان الأخرى". على الحدود بين روسيا البيضاء وليتوانيا تواصلنا مع شاكر شلاكة حسين الكلابي، وهو أربعيني من المشخاب التابعة لمحافظة النجف، مطلق ولديه ستة أطفال، سافر من مطار عالية في العاصمة الأردنية عمان عبر خطوط الملكية الأردنية إلى العاصمة التركية أنقرة ومن هناك إلى مينسك في روسيا البيضاء، بتكلفة إجمالية بلغت 2000 دولار. يقول بأن طليقته وأطفاله الست حصلوا عبر الامم المتحدة على لجوء انساني في كندا ولم يتم قبوله هو "سافروا في أواخر شهر تموز/يوليو 2021. حاولت وبشتى الطرق العبور الى أوربا لكي التحق بهم، ولكنني عالق هنا الآن ولا أعرف ماهو مصيري، هم لايخبروننا بشيء مطلقاً". يصر شاكر على أنه لم يستعن بأي مهرب وانه فضلاً عن رفاق آخرين ثلاثة، اعتمدوا على انفسهم وتوجهوا الى الحدود الليتوانية وقطعوا غابة واسعة مشيا على الاقدام قبل أن تعتقلهم عناصر من الجيش الليتواني في قصة تشبه نهايتها قصصاً عاشها مثله مئات آخرون من المهاجرين العراقيين العالقين هناك إيزيديون وكرد يائسون أكثر من 100 ألف إيزيدي مازالوا يعيشون في مخيمات النزوح المقامة لهم في إقليم كردستان منذ ما يزيد عن سبعة سنوات بعد أن تعذر عليهم العودة إلى مناطقهم في قضاء سنجار غربي محافظة نينوى والتي نزحوا منها في 3 آب/ أغسطس إثر هجوم شنه داعش عليهم وتسبب بمقتل وخطف الآلاف منهم. فصائل مسلحة متعددة الولاءات تتقاسم السيطرة على سنجار متسببة بمنع إعادة اعمارها وبالتالي اعاقة عودة الأهالي لمناطقهم، والبقاء بغالبيتهم في المخيمات وسط الفقر والإهمال على حد تعبير الشاب الإيزيدي مراد خدر (28 سنة). سافر هو و35 إيزيدياً آخرين معظمهم شبان، من دمشق إلى روسيا البيضاء. يقول بأنه يعرف جيداً أن الأوضاع هناك سيئة ومحاولته قد لا تنجح في العبور إلى ليتوانيا أو بولندا أو لاتفيا لكنه لا يجد امامه سوى التحمل والمحاولة ربما يحالفه الحظ في احدى المرات. "بقيت في مخيم النازحين أكثر من سبع سنوات، الدولة لن تفعل لنا نحن الايزديين شيئاً، كلها مجرد وعود لا يُنفذ منها شيء، في الأقل سأجرب حظي بدلاً من انتظار شيء لن يحدث ابداً في المخيم بدهوك". وتقدر منظمات ومؤسسات ايزيدية عدد الايزيديين الذين هاجروا بأكثر من 120 الف شخص منذ هجوم تنظيم داعش في آب/ أغسطس 2014. سرو (23 سنة) شاب إيزيديٌ آخر من منطقة شاريا في محافظة دهوك، سافر في العاشر من آب/ أغسطس2021 من مطار بغداد إلى دمشق ومن هناك إلى روسيا البيضاء، حاول مرات عديدة اجتياز الحدود الليتوانية لكن محاولاته لم تنجح، وبات الامر صعبا بعد غلق الحدود بالأسلاك الشائكة وتشديد رقابة عناصر الجيش. يقول بأن مئات الإيزيديين، بينهم نساء وأطفال، عالقون على الحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا يعانون من البرد والجوع "ربما العدد يقارب الألف، ولا أحد يمكن ان يلومنا، فنحن منذ سنوات بلا أمل ولا وطن". ويدعو "سرو" المنظمات الدولية للتدخل وفتح الحدود أمامهم لكي يعبروا صوب ألمانيا "نحن لا نريد البقاء في ليتوانيا او بولندا، ولا يمكننا البقاء في بلاورسيا .. ننام في الشوارع لأننا لا نستطيع دفع نحو 100 دولار ثمن المبيت في فندق". "سرو" الذي اكد ان مئات آخرين من الكرد بينهم عشرات الايزيديين في طريقهم للوصول الى روسيا البيضاء قادمين من تركيا وسوريا "بعضهم يعرف ظروفنا، وآخرون مخدوعون بكلام تجار البشر الذين يعِدون بايصالهم لألمانيا مقابل عشرة آلاف دولار للفرد الواحد". يؤكد متابعون للشأن الإيزيدي ان بين 30 إلى 40 شخصاً إيزيدياً يسافرون يومياً إلى روسيا البيضاء على أمل ايجاد طريق سالكة من هنالك نحو ألمانيا التي تضم أكبر جالية إيزيدية. يقول الصحفي والناشط المدني ميسر الأداني أن أبناء جلدته وبعد سبع سنوات من محاولة الابادة على أيدي عناصر تنظيم داعش في آب/أغسطس 2014 مازالوا يعيشون ظروفاً مأساوية في مخيمات النزوح "لو فتحت الطرق أمامهم لما بقي احد منهم في العراق". آلاف العائلات الإيزيدية بحسب الأداني هاجرت العراق بطرق شرعية أو غير شرعية إلى أوربا وأمريكا وكندا واستراليا، تاركة خلفها كل شيء من أجل البدء بحياة جديدة "النازحون الايزيديون منسيون لا برامج حقيقية لاعادتهم، والوضع في سنجار سيء جدا، فلا استقرار أمني ولا اعمار ولا خدمات ولا تعويضات والدمار قائم في كل مكان، كما أن غالبيتهم العظمى بلا عمل ويعيشون على المساعدات". يضيف: "حين تتجول في مخيمات النازحين بدهوك وزاخو ستكتشف سريعا ان كبار السن والنساء يشكلون غالبية المقيمين بعد ان رحل الشباب". يردف اداني بصوت خفيض :"ليس سرا ان غالبية الباقين هنا يفكرون بالهجرة، ربما ما يمنعهم هو عدم توفر المبلغ الكافي للسفر. جل أحاديث الشباب تدور عن خططهم المستقبلية للهجرة.. الحقيقة انهم اذا لم يهاجروا اليوم، فسيفعون ذلك غداً". يرجع النائب ببرلمان اقليم كردستان ريبوار بابكه يي، في تصريحات صحفية، أسباب هجرة الشبان الكرد الى البطالة والمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها مناطق مثل رانية بيشدر وزاخو وشيلادزي في دهوك، وليس لأسباب سياسية او أمنية. لكن ذلك يتقاطع مع المبالغ التي يدفعها المهاجرون للوصول الى هناك، فكلفة السفر تبلغ أكثر من عشرة آلاف دولار للشخص الواحد، واعلانات بعض مكاتب الحصول على الفيز تقول بان الرحلة متاحة الى مينسك بأسعار تترواح بين 3000 الى 4000 دولار حسب الطريق الذي سيتم اعتماده بعد وقف الرحلات عبر بغداد. ويقر بابكه يي الذي يترأس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، بازدياد سريع في عدد الذين يهاجرون خاصة من مناطق السليمانية، لكنه يؤكد في ذات الوقت "انهم بالآلاف وليس بعشرات الآلاف". ويحمل النائب جزء من المسؤولية لمكاتب "المهربين" الذين يروجون للهجرة ويقومون عبر شركاء باقتراح طرق عديدة مقابل مبالغ كبيرة "هذه المكاتب التي صار عددها كبيراً تعلن عن نفسها وخدماتهاعلى صفحات السوشيال ميديا، ويجب اغلاقها لأنها تساهم في الهجرة غير الشرعية وتقدم فرص تواصل مع المهربين داخليا وخارجياً". ويضيف ان هؤلاء ضحايا مهربين وصراع دول، هم عالقون ولا يستطيعون العودة، فبولندا ولتوانيا لاتسمحان لهم بالدخول و روسيا البيضاء لا تسمح لهم بالعودة "ما ان تقوم مجموعة بالعبور الى الغابات الحدودية حتى تسارع الشرطة البيلاروسية الى غلق طريق العودة أمامهم بالأسلاك الشائكة والاعتداء على من يحاول العودة بالضرب". خلال إعدادنا للتحقيق جرت عمليات ابعاد قسرية لطالبي لجوء من مخيمات في ليتوانيا إلى روسيا البيضاء. عدد من الذين تواصلنا معهم متواجدون حالياً في مخيم بالعاصمة مينسك وهو عبارة عن مستشفى قديم متهالك كان يحتجز بداخله في السابق مدمنو المخدرات وفقا لما ذكره مهاجرون. يذكر "سجاد علي" وهو من أهالي مدينة النجف أن عددهم كان 150 شخصاً، تبقى منهم فقط 60 بعد أن قرر الآخرون العودة الطوعية للعراق، مبيناً أن كل واحد منهم يحصل على مبلغ 3.5 يورو يوميا بينما الاتحاد الاوروبي خصص لكل لاجئ 10 يورو يوميا، في اشارة الى ان السلطات البلاروسية تستقطع مبالغ منهم. يضيف "رغم ذلك الخدمات سيئة جدا والتعامل الإنساني تعيس" على حد تعبيره. من خلال "تجربته المريرة" كما يقول سجاد، شهد وسمع بالعديد من عمليات النصب والاحتيال التي وقع فيها لاجئون على يد "مهربين أكراد" أخذوا مبالغ مادية تتجاوز العشرة آلاف دولار فقط لايصال أشخاص الى ليتوانيا لكنهم ألقوا بهم على الحدود. لم ينه وقف الرحلات الجوية من العراق إلى روسيا البيضاء، حلم الهجرة الذي يراود الكثير من العراقيين بمختلف انتماءاتهم "هرباً من اوضاعهم المعيشية ومن غياب العدالة والمساواة او ملاحقة المليشيات" كما يقول الناشط احمد حسن، بل شجعتهم روسيا البيضاء باستمرارها في فتح مطاراتها أمام تلك الأحلام مستخدمةً معاناة اللاجئين في حربها مع الإتحاد الأوربي. حربٌ يقول الباحث عادل كمال "تهدر فيها كرامة العراقيين الذين تفشل دولتهم كالعادة في صونها". في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 تحرك نحو 2000 مهاجر كردي بشكل جماعي الى الحدود البولندية تحت أنظار شرطة روسيا البيضاء، بعد دعوات على صفحات تواصل اجتماعي يستخدمها المهاجرون، لتشكيل ضغط على بولندا ودول الاتحاد الأوربي لفتح الحدود. بعد ساعات وصلت الجموع الى نقاط محددة على الحدود لكن الأجهزة الامنية البولندية كانت قد سبقتهم بتعزيز انتشارها على طول الحدود وتحت مراقبة جوية لمنع اي محاولة عبور. الجموع التي انتشرت في نقطة رئيسية وعدة نقاط اخرى صغيرة، لا تملك اليوم الا البقاء بعد ان قطعت روسيا البيضاء طريق العودة عليهم، عليهم خوض معركة البقاء هناك بدرجة حرارة تصل الى الصفر وفي ظل نقص الأغذية والماء مع عدم قدرة المنظمات الانسانية على الوصول للمنطقة المحرمة قانونيا. تقول سيدة اربعينية غطت جسدها ببطانية وهي تحتضن طفلتها التي لم تبلغ الثانية من عمرها وتعاني من ارتفاع في حرارتها :"الآن لا نملك خيارا غير البقاء هنا، نحن تحت رحمة الدول الأوربية ورحمة السماء.. سيموت الأطفال والكثير منا ان لم يكن من الجوع فمن البرد". تسكت السيدة بعد ان بدأت طفلتها بالبكاء. أكمل زوجها الذي كان واقفا الى جوارها "لسنا ضحية الحرب التي تشنها بيلاروسيا على الدول الاوربية فقط، ولا ضحية مهربين ومكاتب سفر تستغل ظروفنا، نحن ضحية حكومات فاسدة في بلدان لا تعرف قيمة الانسان". يردف الرجل، الذي بدا عليه النحول، بينما يضع المزيد من الحطب بيدين ملتهبتين على النار المشتعلة أمام زوجته "كل الخيارات مُرة أمامنا.. ربما أمرُها العودة الى بلد ينظر قادته الى أحلامنا ومعاناتنا كمغامرة مُستنكرة كونها تضر بسمعتهم".
عربية DRAW: عاد ملف التضييق على الحريات إلى تصدر المشهد العام في إقليم كردستان العراق الذي مثّل طوال السنوات الماضية ملاذاً للناشطين والصحافيين العراقيين الفارين من محافظات أخرى، بعدما باتت حكومة الإقليم تواجه انتقادات حادّة من المنظمات المعنيّة بحقوق الإنسان والمدافعة عن حرية التعبير، على إثر محاكمة مجموعة من الصحافيين والناشطين الفاعلين في ساحات الاحتجاج والتظاهر في محافظة دهوك، وإدانتهم بأحكامٍ مختلفة. كانت السلطات الأمنية في الإقليم قد اعتقلت خلال العامين الماضيين أكثر من 70 صحافياً وناشطاً، بتهم مختلفة، منها محاولات إسقاط الحكومة وزعزعة الأمن والاستقرار والتخريب وتلقي الدعم والمساعدة من أطرافٍ خارجية. وأصدر القضاء أحكاماً بالسجن لمدة ستّ سنوات على خمسة منهم مطلع العام الحالي، وهم شيروان شيرواني وكوهدار زيباري وشفان سعيد وأياز كرم وهريوان عيسى. والاثنين الماضي، أصدرت محكمة جنايات أربيل الثانية حكماً بالسجن فترات متفاوتة بحق أربعة من الناشطين والصحافيين، وهم مسعود علي وشيروان طه أمين وبندوار رشيد وكاركه عباس. تقارير عربية الجماعات الكردية التركية والإيرانية في كردستان: الخريطة الكاملة قال مصدر مقرّب من عائلة الصحافي المدان شيروان طه أمين، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الأمن الكردية في محافظة دهوك اعتقلته في 5 سبتمبر/أيلول 2020، وإن والدته حاولت رؤيته مرات عدة من دون جدوى إلى أن توفيت في سبتمبر/أيلول الماضي بجلطة دماغية. وأفاد المصدر نفسه بأن التهم الموجهة إلى شيروان طه أمين هي "التخطيط لتنفيذ هجوم" على مقرٍ لـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني"، و"التواصل مع السفارة الأميركية لطلب المساعدة في نقل احتجاجات أكتوبر/تشرين الأول من بغداد إلى منطقة بادينان في الإقليم"، وكذلك "التواصل" مع رئيس الجمهورية برهم أحمد صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. في مؤتمر صحافي أمام محكمة جنايات أربيل الاثنين، وصف محامي الدفاع عن المتهمين الأربعة، هريم شيرواني، الحكم بأنه "سياسي"، قائلاً إن المحكمة "استندت إلى أدلّة ضعيفة، ولا يحاكم المُتهم بها بهذه المدّة". وأكد شيرواني: "سنطعن بالحكم في محكمة التمييز". ويتّفق عضو برلمان كردستان عمر كولبي مع شيرواني بوصفه قرار المحكمة بـ"السياسي"، مشيراً إلى أن مراحل توجيه التهم وطريقة اعتقال الصحافيين والتحقيق معهم وإصدار الحكم ضدّهم لم تمرّ بالمراحل القانونية، إذ لم يُسمح لهم بتوكيل محامي دفاع عنهم، وعُين محامٍ لهم داخل قاعة المحكمة. وأضاف كولبي أن "تُهم التخريب وإحداث العنف وغيرها من التُهم الأخرى التي وجّهت لهم لم تُثبت عليهم حتى الآن بالدليل القاطع، ولم يحضر أي شاهد ضدّهم، وليست لهم سوابق سيئة في المحاكم". وقال كولبي، لـ"العربي الجديد"، إن محاكمة الأشخاص الأربعة وفق المادة الأولى من قانون رقم 21 لسنة 2003 "ظلم كبير"، مبيناً أن "أحكاماً سياسية" سبقت أحكام المحكمة لـ"إسكات الأفواه". وأشار إلى ضرورة إبقاء السلطة القضائية مستقلّة ومحايدة، وألا تُجامل أي طرفٍ أو جهةٍ سياسية. تقارير عربية قاآني يواصل لقاءاته في بغداد: يجب احترام نتائج الانتخابات العراقية وقال المحامي ريفينك ياسين الذي يتولى عن مجموعة من الصحافيين والناشطين الذين صدرت بحقهم أحكام مختلفة في دهوك إن الملف "سياسي بحت" مع عدم وجود أي دليل يثبت التُهم بحق الذين صدرت بحقهم أحكام مختلفة، مُحذراً من أنّ هذه الأحكام "تُزيد من الشكوك حول استقلالية القضاء وعمل المحاكم والقانون في كردستان". وأشار المحامي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن الهجرة اليومية التي يشهدها الإقليم حالياً جاءت "نتيجة الإحباط واليأس من القانون والقضاء" في كردستان.
دره و draw: بالمقارنة مع الايام التي سبقت الاحداث( الثامن من تموز) الداخلية للاتحاد الوطني الكردستاني، فأن عائدات المنافذ الحدودية في محافظة السليمانية قد انخفضت بنسبة (19%) والضرائب بنسبة (13%). مشكلة واردات السليمانية... منذ ايام وقضية الواردات المالية المتحققة لمحافظة السليمانية تظهر مرة اخرى على السطح، وزيرمالية الاقليم اوات شيخ جناب، قال في تصريح،" هناك مشكلة توفيرالسيولة النقدية في محافظتي السليمانية وحلبجة و الادارات التابعة، هذه المشكلة تتسبب في تأخيردفع مرتبات الموظفين وتأخر انجاز المشاريع الخدمية". قبل احداث(الثامن من تموز) صرح كبار مسؤولي البارتي لاكثر من مرة بأن الواردات المالية في المحافظة لن تصل بالكامل الى خزينة وزارة المالية وكانوا في وقتها يتهمون الرئيس المشترك للاتحاد لاهور شيخ جنكي بالاستيلاء على تلك الواردات، الا ان في الوقت الحالي الامور اختلفت، لان شيخ جنكي لايملك في الوقت الراهن اي سلطة داخل اليكيتي وادارة المنافذ الحدودية تحت اشراف نجلي الرئيس الراحل جلال طالباني( بافل وقوباد). العائدات قبل و بعد احداث الثامن من تموز. بحسب احصاءات دائرة الضرائب في اقليم كردستان، مجموع ما تحقق من ايرادات خلال 10 اشهر الماضية من دون واردات الكمارك قد بلغت(657 ملیارو 14 ملیون) دینار وهي كالآتي:. اربيل :(343 ملیارو 928 ملیون) دینار، النسبة (52%) وهي مجموع الواردات المتحققة من الضرائب . السليمانية:(164 ملیارو 918 ملیون) دینار، النسبة (25% ) دهوك: (148 ملیارو 168 ملیون) دینار بنسبة (23% ) هذه الارقام تظهر وبشكل واضح ان واردات محافظة السليمانية مقارنة مع اربيل قد انخفضت.اذبان تطور المشاكل بين الرئيسين المشتركين بافل طالباني و لاهور شيخ جنكي، سلم الاخير سلطاتة الى ابن عمه وكانت الواردات التي تحققت خلال ذلك الشهر قد وصل الى (68 ملیارو 106 ملیون) دینار، الواردات التي سلمت الى خزينة حكومة الاقليم بلغت(18 ملیارو 214 ملیون) دینار وقد شكل هذا المبلغ نسبة (27%) من المجموع الكلي لواردات الضرائب في اقليم كردستان، ولكن هذه الواردات انخفضت بشكل جلي خلال شهر تشرين الاول المنصرم اي بعد ثلاثة اشهرمن احداث تموز، مجموع الواردات التي تحققت من الضرائب في اقليم كردستان(63 ملیارو 848 ملیون) دینار وكانت حصة السليمانية من هذه الواردات (13 ملیارو 355 ملیون) دینار، اي ان واردات السليمانية قد شكلت مانسبته (21%) من المجموع الكلي من الواردات الضربية المتحققة في الاقليم، وبذلك يتبين بأن العائدات الضربية المتحصلة في السليمانية قد انخفضت بنسبة (6%) مقارنة مع الايام التي سبقت احداث الثامن من تموز. قائمة عائدات الضرائب قبل احداث تموز في السليمانية . شهر حزيران ( 6): (16 ملیارو 471 ملیون) دینار شهر تموز( 7): (18 ملیارو 214 ملیون) دینار شهر اب ( 8): (14 ملیارو 790 ملیون) دینار شهر ايلول( 9): (17 ملیارو 76 ملیۆن) دینار شهر تشرين الاول( 10): (13 ملیارو 355 ملیون) دینار. العائدات المتحققة في شهرحزيران اي قبل احداث تموز يظهربأنها اكثرمن (16 ملیار) دینار، لكن في شهر اب اي بعد شهر واحد من الاحداث انخفضت العائدات الى (14 ملیار) دینار النسبة (13%). العائدات المتحققة من الكمرك قبل وبعد احداث( الثامن من تموز)وفق المعلومات التي حصل عليها( درو) من خلال متابعات دقيقة تبين بأن الواردات المتحصلة من الكمارك وضمن الحدود الادارية لمحافظة السليمانية بعد احداث تموز قد انخفضت. عائدات كمرك منفذ باشماخ الحدودي. شهركانون الثاني: (22 ملیار 855 مليون) دینار شهر اذار: (22 ملیارو 47 ملیون) دینار شهر ايلول: (17 ملیار و 150 ملیون) دینار شهر تشرين الاول: (18 ملیارو 728 ملیون) دینار مقارنة مع عائدات شهر كانون الاول من هذا العام فان عائدات الكمرك في منفذ باشماخ انخفض بنسبة (19%). منفذ برويزخان شهركانون الاول: (22 ملیار 797 ملیون) دینار. شهراذار: (21 ملیارو 612 ملیون) دینار. شهر ايلول: (16 ملیار) دینار. شهرتشرين الاول (14 ملیار) دینار. وبحسب هذه الاحصاءات، فأن عائدات كمرك منفذ باشماخ مقارنة مع شهر كانون الاول هذا العام قد انخفضت بنسبة (39%)يعاني منفذ برويزخان منذ اسبوع من مشكلة حيث ان سائقي مركبات الحمل في المنفذ قد اضربوا عن العمل لذلك انخفضت اعداد المركبات الحمل التي كانت تدخل الى المنفذ من (1000) مركبة يوميا الى (250) مركبة، مسؤولو المنفذ يقولون:" انخفاض التعرفة الكمركية في منفذ( المنذرية) والتي تسيطر عليه الحكومة الاتحادية تدفع التجار الى ادخال بضائعهم من هناك وهذا ادى بدوره الى انخفاض الواردات المالية المتحصلة، لذلك لم يأخذ (درو) العائدات المتحققة في هذا المنفذ كمقياس.
عربية DRAW: صلاح حسن بابان - الجزيرة في مكان بعيد يستغرق الوصول إليه أكثر من 3 ساعات سيرًا على الأقدام، توجد حفرة عملاقة غامضة لا يوجد لها أي أثر يحدّد تاريخها في إحدى القرى بكردستان العراق، لكنّ ميزة واحدة وُجِدت فيها جعلتها مميّزة ومختلفة تمامًا عن بقية الحفر الغامضة الموجودة في العالم، وهي أنها تقوم بجمع الثلج على مدار الفصول الأربعة في السنة، وهذا ما دفع كثيرا من السائحين إلى قصدها في الفترة الأخيرة. ولا يوجد حتى الآن أي دليل أو أثر يُثبت أن الحفرة تكوّنت بفعل الطبيعة منذ خلق الكون أو من أحواض أو برك الماء التي قام بصنعها البشر، إلا أن الاحتمال الأوّل يمكن أن يكون أكثر منطقية نظرًا إلى الشكل الهندسي الغريب واللافت الذي تتميز به الحفرة التي عادة ما تحدث نتيجة متغيرات فصلية أو موسمية في الطبيعة. وتقع الحفرة في سلسلة جبال سكران ضمن قرية سكران إحدى القرى المعروفة التابعة لقضاء جومان بمحافظة أربيل في إقليم كردستان العراق، ويبلغ طول الحفرة نحو 350 مترًا وبارتفاع نحو 8 أمتار، كما يقول متحدث هيئة السياحة في الإقليم نادر روستي. حفرة الثلج تتميز بشكل هندسي غريب ولافت (الجزيرة) خزان ثلج وتقع الحفرة في منطقة جبلية وعرة يصعب الوصول إليها باستخدام وسائل النقل الحديثة، ويستغرق الوصول إليها من قرية سكران أكثر من 3 ساعات ونصف الساعة سيرًا على الأقدام، وعلى من يريد الوصول إلى الحفرة أن يتجهز بالمعدّات الضرورية للسير بين السلسلة الجبلية المعقدة. انحدار المنطقة عمومًا والسلسلة الجبلية تحديدًا يُساعد على انجراف الجليد من القمم الجبلية إلى داخل الحفرة -كما يقول روستي للجزيرة نت- بالإضافة إلى أن المنطقة لا تبلغها أشعة الشمس سوى ساعة واحدة تقريبًا على مدار اليوم، وهذا ما ساعدها على أن تخزن الثلج في داخلها على مدار السنة. تكوّن ينبوع من الماء على بُعد 600 متر من الحفرة نتيجة ذوبان الجليد المتكوّن من داخلها وحولها، إلا أنّ السمة الأبرز التي تتميز بها تُربة هذه المنطقة -حسب تأكيد روستي- أنها من النوع الذي يمتص الماء، وهذا ما ساعد على أن يتكوّن ينبوع من الماء ويستفيد منه سكان القرية في أعمالهم واحتياجاتهم اليومية. لقطة أخرى لحفرة الثلج (الجزيرة) وينصح متحدث هيئة السياحة في الإقليم الجهات الحكومية في كردستان العراق بتطوير هذه الحفرة والاهتمام بها أكثر لتُصبح موقع جذب سياحي على مستوى العراق والمنطقة، لكنّه يعود ويؤكد أن النقطة الوحيدة التي تقف عائقًا أمام جعل الحفرة منطقة سياحية مهمة أنه يتعذّر على أي وسيلة مواصلات الوصول إليها بأيّ شكل من الأشكال لأنها منحدرة وجبلية. ولمعالجة هذه المشكلة، يقترح روستي منح أحد المستثمرين موافقة استثمار لوضع تلفريك "قاطرة معلقة" -وهي وسيلة نقل تعمل بالكهرباء وتظهر أهميتها في المناطق الوعرة التي تكثر فيها الجبال والمرتفعات- وستُساعد على الوصول إلى الحفرة ومشاهدة المناظر الطبيعية حولها. توصيات بعمل تلفريك لمساعدة السائحين على الوصول إلى الحفرة ومشاهدة المناظر الطبيعية حولها (الجزيرة) استثمار سياحي ويتمتع الإقليم بامتلاكه العديد من المناطق السياحية الخلابة الرائدة على مستوى العراق والمنطقة، وتحديدًا تلك التي تقع بين السلاسل الجبلية والأنهر، ومع ذلك لا يبدو عضو لجنة السياحة في برلمان كردستان رزكار عيسى راضيًا كثيرًا عن واقع السياحة في الإقليم، ويؤكد أنها ليست بالمستوى المطلوب. وينتقد عيسى عدم استغلال قطاع السياحة لجعله مصدرًا مهمًّا في تأمين الورادات للحكومة، ويقرّ بوجود مباحثات بين الجهات الحكومية المعنية والبرلمان لإعداد قانون خاصّ بالسياحة من شأنه أن ينهض بالقطاع ويأخذه إلى واقع أفضل بكثير مما هو عليه الآن. ويتفاءل عيسى -في حديثه للجزيرة نت- بأن ينشط قطاع السياحة في كردستان العراق بسنّ القانون الجديد، ويجعلها من المصادر المُهمّة في تأمين الواردات الشهرية للحكومة، داعيًا إلى ضرورة الاهتمام بالمناطق السياحية وتحديدًا التي فيها أنهر وبحيرات لجذب أكبر عدد من السائحين سواء من داخل العراق أو خارجه. انحدار المنطقة والسلسلة الجبلية يساعد على انجراف الجليد من القمم الجبلية إلى داخل الحفرة (الجزيرة) أمّا الصحفي آمانج أحمد فيؤكد أن قضاء جومان فيه كثير من المناطق السياحية الرائدة على مستوى العراق والمنطقة عمومًا، لكن عدم اهتمام الجهات الحكومية فيه جعلها غائبة تمامًا عن السائحين. ويتفق أحمد وهو من أهالي القضاء -في حديثه مع الجزيرة نت- مع النائب في الإقليم رزكار عيسى على أن السياحة من الممكن أن تؤمّن دخلًا عاليًا للحكومة لو استطاعت أن تهتم بها أكثر وتطوّرها، لا سيما أن الإقليم أصبح في السنوات الأخيرة قبلة السياحة لمواطني وسط وجنوب العراق، لاعتدال جوّه فضلا عن المناطق الخلابة الساحرة فيه.
دره و DRAW: جدد المعلمون المحاضرون احتجاجاتهم في العديد من ومدن وقصبات اقلیم كردستان خلال الايام الماضية، مطالبين الحكومة بتعينهم على الملاك الدائم ومشددين على الاستمرار بتظاهراتهم لحين استجابة الجهات المعنية لمطاليبهم، من المؤمل ان تعقد جلسة برلمان الاقليم خلال الايام القادمة لبحث عدة قضايا وسيكون ملف هذه الشريحة من ضمن اولويات النواب تحت قبة البرلمان. يوجد في اقليم كردستان قرابة ( 20) الف من المعلمين المحاضرين، اذا ماوافقت الحكومة على تثبيتهم كعقود، فأنها ستكون بحاجة الى( 4) مليارات دينار شهريا لتمويل رواتبهم. من هم المعلمون المحاضرون؟ وكم يتقاضون من اجور؟ كيف ستعالج الحكومة مشاكلهم؟ معلومات اوفى في سياق هذا التقرير الذي اعده موقع (دروعربية) . حكومة الاقليم أمام تحديات جديدة. أكد المحاضرون المجانيون خلال احتجاجاتهم رفضهم للمبالغ المقدمة لهم كمكافئة مالية، مطالبين بتعيينهم على الملاك الدائم أو بصفة عقود، في إشارة على استمرار مقاطعتهم للصفوف الدراسية في المدارس والأوساط التعليمية الحكومية حتى تتم الاستجابة لمطالبهم وحذروا من "انهيار" القطاع التربوي في الاقليم وحملوا حكومة الاقليم مسؤولية ذلك مع اتهامهم لها بـ"إهمال" هذا القطاع. وطالبوا بتحويلهم كحد ادنى من محاضرين الى عقود، يبلغ اعداد هذه الشريحة (20 الف) محاضر.احتجاجات المعلمين المحاضرين دخلت اسبوعها الثاني وسط مقاطعة للدوام في المدارس، محملين في الوقت نفسه حكومة الاقليم مسؤولية حدوث الشلل في العملية التربوية وتظاهر العشرات منهم أمام مبنى مجلس وزراء ومبنى برلمان الاقليم مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم. تمنح وزارة التربية في حكومة الإقليم أموالا للمحاضرين مقابل القائهم عددا من المحاضرات في المدارس.انطلقت تظاهرات المعلمين المحاضرين ايضا خلال شهرايار الماضي وكانوا يطالبون بصرف مستحقاتهم المتأخرة لمدة خمسة اشهر، تظاهرات هذه الشريحة تكاد تكون معضلة للكابينة الحكومية التي تدار من قبل الاحزاب الرئيسية الثلاثة في الاقليم ( البارتي، اليكيتي و حركة التغيير). من هوالمعلم المحاضر؟. عينت حكومة اقليم كردستان العام الماضي اكثرمن( 6 الاف) معلم محاضرعلى الملاك الدائم، هؤلاء كانوا يدرسون في مدارس الاقليم لمدة طويلة بشكل مجاني. اضطرت الحكومة منذ عام 2013 و بسبب الازمة المالية و الاقتصادية التي عصفت بالاقليم، تعليق التعيينات، الا ان الحاجة الماسة والمتزايدة لوزارة التربية لهذه لشريحة، قامت بتعيين عدد منهم بصفة محاضرين ولهذه الاسباب: - تزايد اعداد الطلاب في المدارس. - اعداد من المعلمين الذين كانوا على الملاك الدائم وافتهم المنية واعداد اخرى احيلوا على التقاعد. - الاجازات الطويلة الامد وبدون( بدون راتب) بالاضافة الى هجرة اعداد اخرى منهم الى خارج البلاد. لملء هذا الفراغ اضطرت الحكومة الاستعانة بالمعلمين المحاضرين. وبحسب الاحصاءات المتوفرة لدى( درو عربية) بلغ اعداد المعلمين المحاضرين خلال عام 2019 قرابة ( 17 الف و 500) معلم محاضرفي المدارس التابعة لحكومة الاقليم، الا ان هذا العدد ارتفع ليصل في الوقت الحالي الى حوالى( 20 الف) محاضر.يبلغ العدد الاجمالي للتدريسيين في وزارة التربية قرابة (120 الف) تدريسي ويشكل المعلمين المحاضرين نسبة 20% منهم. المعلمون المحاضرون يتواجدون في معظم مدارس الاقليم، في احيان عديدة يشكلون الاكثرية في الهيئات التدريسة في بعض تلك المدارس، على سبيل المثال: في قضاء سيد صادق، يشكل المحاضرين، نسبة (40%) من المجموع الكلي للمعلمين البالغة اعدادهم( 1200) معلم، اي ان قرابة ( 490 )منهم هم من المعلمين المحاضرين الذين لم يثبتوا على الملاك الدائم. اما في تربية ( بردة رش) التابعة لمحافظة دهوك، فأن اعداد المحاضرين يفوق عدد المعلمين المثبتين على الملاك الدائم. كم يتقاضى المعلمين المحاضرين من اجور؟. يختلف رواتب المعلمين المحاضرين عن رواتب المعلمين المثبتين على الملاك الدائم و المعلمين المتعاقدين، كانوا يتقاضون في السابق اجورهم وفق نظام المحاضرات، اي ان المعلم الذي يحمل شهادة البكلوريوس كان يتقضى عن كل محاضرة ( 4 الاف) دينار و المعلم الذي يحمل شهادة الدبلوم كان يتقضى( 3 الاف دينار)، هذه الالية طرأت عليها التغيير خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة من العام الماضي، حكومة اقليم كردستان حولت اجور هذه الشريحة الى "النظام المقطوع" اي ان المعلم المحاضر الذي يحمل شهادة البكلوريوس بات يتقضى( 300 الف) دينار و المعلم الذي يحمل شهادة الدبلوم( 250 الف) دينار، بغض النظر عن عدد المحاضرات التي يلقيها. وفق هذه الالية الجديدة للرواتب،على حكومة اقليم كردستان توفير مامقداره (مليار 500 مليون) دينارلتمويل اجورهذه الشريحة البالغة اعدادهم ( 20 الف) محاضر. اذاماقررت الحكومة تحويل المعلمين المحاضرين الى عقود، فأنها ستكون بحاجة الى( 9 مليار و 500 مليون ) دينار، لان معلمي العقود ممن يحملون شهادة البكلوريوس يتقاضون ( 500الف) دينار ومعلمي العقود من حملة شهادة الدبلوم، يتقاضون( 450 الف) دينار وبذلك تضطر الحكومة على توفير (4 مليارات دينار) لتمويل رواتب و اجور هذه الشريحة. هل ستقرر الحكومة تحمل هذه التكاليف ؟. مالفرق بين المعلمين المحاضرين ومعلمي العقود؟. من الناحية القانونية، اذا ماقررت الحكومة تحويل المعلمين المحاضرين الى العقود، فأن ذلك يعني زيادة في رواتبهم، اضف الى ذلك فأنهم سيكونون على بعد خطوة من التعيين على الملاك الدائم، وفي احسن الاحوال، تدفع رواتبهم في مواعيدها دون تأخير. دخل احتجاجات المعلمين المحاضرين اسبوعها الثاني وهم يحلمون بتثبيتهم على الملاك الدائم، وبالرغم من ذلك هم راضون على تحويلهم معلمي العقود لهذه الاسباب: - المعلم المحاضر،غير مشمول بحساب سنوات الخدمة و المخصصات. - المعلم المحاضر،لايمكنه الانتقال من مدرسة الى اخرى. - المعلم المحاضر، غير مشمول بالاجازات ( الوضع او الامومة). - في حالة الوضع اوالولادة، يملء مكانه بمعلم محاضرأخر، دون الاخذ بنظرالاعتبار سنوات الخدمة. - بالرغم من الاجور القليلة، المعلم المحاضر، ليس له اي حقوق اخرى. - لايتقاضى المعلم المحاضر، اي رواتب اثناء العطلة الصيفية و العطل الاخرى. - يتقاضون رواتبهم خلال فترات متباعدة وبأليات مختلفة ومعقدة. رواتب وزارة التربية . تشكل رواتب معلمي وموظفي وزارة التربية نسبة (16.6%)من المجموع الكلي لرواتب جميع ممن يتقاضون الاجور في حكومة الاقليم، الحكومة بحاجة شهريا الى مامقداره(893 ملیارو 908 مليون) لتوفير الاجور والمرتبات، ويشكل رواتب المعلمين و الموظفين في وزارة التربية مامقداره (149 ملیارو 505 ملیون) دینار من هذا المبلغ. خلال موازنة عام 2013، عينت الحكومة ( 3 الاف و 350 ) شخص على ملاك وزارة التربية، وبذلك ارتفعت اعداد الموظفين المعينين على ملاك هذه الوزارة من (164 الف و216) موظف الى(167 الف و 566) موظف، ومنذ ذلك الحين توقفت التعيينات على الملاك الدائم في هذه الوزارة.
دره ر DRAW: تعرضت الأقليات الدينية والعرقية في العراق على مر التاريخ وخاصة خلال الأعوام التي أعقبت سقوط النظام العراقي السابق عام 2003، إلى حملات إبادة جماعية وتهجير نفذتها مجاميع مسلحة متطرفة والى الاهمال السياسي، الاجتماعي والثقافي، ولم يكن الحال بالنسبة لهم أفضل في اقليم كوردستان، حيث استغلت هذه الاقليات لغايات سياسية في العديد من المواقف. منح قانون الانتخابات العراقي الأقليات الدينية والسياسية في البلاد 9 مقاعد في البرلمان العراقي والتي تشكل نسبة (2.3%)من أصل 329 مقعدا، خصصت المقاعد لجزء من هذه المكونات وحرم أجزاء أخرى منهم من حق التمثيل النيابي، اما في اقليم كوردستان فخصصت لهم (10%) من مقاعد البرلمان. ترى الأقليات الدينية الرئيسية أن الكتل الكبيرة لا تزال تمارس نفس سياستها التي اتبعتها طوال السنوات الماضية لغرض الهيمنة على مقاعدها، وبالتالي مصادرة حقوق ناخبيها، بالاضافة الى ذلك فأن الايزيدين و الكاكائيين الذين يقطن الكثير منهم اقليم كوردستان ليس لديهم أي تمثيل نيابي في برلمان الاقليم. خارطة توزيع( الاقليات) المكونات في العراق التركمان. يشكل تركمان العراق ثالث أكبر جماعة عرقية في العراق. ووفقاً للإحصاء عام 1957 والذي يعتمد الى الان، فانهم كانوا يشكلون (2.3%) من نسبة سكان العراق في ذلك الوقت، يعود تاريخ تواجدهم في العراق الى القرن الاول الهجري، يسكن التركمان المدن والقصبات التي تقع في المناطق الفاصلة بين العرب والكورد وهي كركوك، ديالى،نينوى،شمال بغداد ومناطق جلولاء، سعدية، كفري، سليمان بيك،طوز، ينكجة، داقوق وتلعفر. المسحيين هناك طوائف مسيحية قديمة عديدة عاشت في العراق، يتراوح عدد أفرادها حاليا بين 250 ألف و500 ألف، بعد أن كان يقدر بنحو 1.5 مليون قبل الغزو الأميركي عام 2003، خلال استيلاء تنظيم داعش على الموصل ومساحات واسعة من الأراضي في العراق عام 2014، وتنفيذ حملة إبادة جماعية ضد الايزيديين والمسيحيين وأبناء الأقليات الأخرى، اضطر المسيحيين الي الهجرة الى خارج العراق ولقد ساعدتهم التسهيلات التي قدمتها دول العالم لهم للوصول الى مبتغاهم، هناك طوائف مسيحية معترف بها رسمياً في العراق. وتعيش الغالبية منها في العاصمة بغداد، وفي محافظة نينوى وفي إقليم كوردستان، (الكلدان) وهم يعتنقون المذهب الكاثوليكي،(الاشوريين النسطوريين)،(السريان) وينقسمون الى قسمين الكاثوليك والارثذوكس، (الارمن) كذلك ينقسمون الى الكاثوليك والارثذوكس أيضاً، وهناك مجموعات أخرى مسيحية صغيرة وهم (البروتستانت و الانجيليين). خُصص في البرلمان العراقي خمسة مقاعد كوتا للمكون المسيحي في كل من محافظات بغداد، نينوى، كركوك، أربيل ودهوك. وفي برلمان اقليم كوردستان يمتلكون خمسة مقاعد كوتا. الايزيديين نشأت العقيدة الايزيدية قبل أكثر من أربعة آلاف عام، وتعتبرمن احدى الديانات المغلقة والغير تبشيرية، إذ لا يمكن لأحد من خارجها أن يعتنقها، يعتبر الايزيديين أنفسهم من أقدم الأقوام التي سكنت بلاد مابين النهرين، تعتمد هذه الجماعة الناطقة باللغة الكوردية في الغالب، على الزراعة، وتقيم غالبيتها في سنجار، يعيش الغالبية العظمي من هذا المكون في مناطق سنجار، شيخان، القوش، بعشيقة ، زمار و مناطق في محافظة دهوك. ووفق احصاءات الحكومة العراقية كانت تقدر أعدادهم بين ( 500 الى 700) ألف شخص، الا ان بعد سيطرة تنظيم داعش على سنجار في آب 2014 تغيرهذا الرقم، بحسب إحصاءات المديرية العامة لشؤون الأيزيدية في حكومة إقليم كوردستان هجر ما يقارب ( 360) الف ايزيدي وهاجر (100) الف منهم الى خارج العراق. الكورد الفيليين تشيراحصاءات وزارة الداخلية ووزارة الهجرة والمهجرين الى ان عدد الكورد الفيليين الذين هجروا قسرا اذ بان النظام السابق هو 130 الف عائلة بين سنة 1980 وسنة 1990، وبحسب الاحصاءات غير الرسيمة تقدراعداد الفيليين حاليا بـ 800 الف شخص ويسكن معظمهم في مناطق ديالى، بغداد وواسط، خصص لهذا المكون مقعدا برلمانيا واحدا، ويعتبر الكورد الفيليين منحهم مقعدا واحدافي مجلس النواب اجحاف بحقهمولايتناسب والحجم السكاني وحجم تضحياتهموالمتمثلة بجريمة الابادة الجماعية التي اقرتها المحكمة الجنائية العراقية العليا في عام 2010، يطالب الفيليين بضمان تمثيل عادل في التوازن الوطني وتكافؤ الفرص المتساوية في سلطات الدولة وتولي المناصب السيادية والوزارية والحكومية دون إقصاء وتهميش. الصابئة المندائيين يعود أصل الصابئة المندائيين الى الآراميين، هاجروا الى المناطق الواقعة بين نهري الدجلة والفرات في وسط وجنوب العراق واستوطنوا فيها حوالي 100 عام قبل الميلاد، ووفق احصاء عام 1919 قدرأعدادهم بـ(8500) شخص، حالياً يقدرون بـ(200) ألف شخص منقسمين على محافظات بغداد، كركوك، كوت، ديالى، ديوانية، ناصرية، ميسان، بصرة، بالاضافة الى لغتهم الأم يتكلمون أيضاً اللغة العربية. تعرض المكون الصابئي مثل المكونات العراقية الأخرى للكثير من أساليب الاضطهاد والتعسف، مما أجبرهم للمغادرة البلاد، لدى المكون مقعداً واحدا تحت قبة البرلمان العراقي. الشبك بشكل عام يستقر شبك العراق في المناطق الكوردية، ويعود أصولهم - بحسب المصادر التاريخية- الى قبيلة (الشبك) الكوردية، لم يعرف عددهم بدقة لعدم وجود إحصاء سكاني منذ 4 عقود. الحكومات المتعاقبة في العراق قبل عام 2003 اعتبرتهم ايزيديين، وفق احصاء عام 1977 خمنت اعدادهم بـ (80) الف شخص، ويتكلمون لهجة كوردية تحتفظ بالكثير من الألفاظ القديمة، إضافة إلى تأثير المحيط الدولي المتمثل بوجود ألفاظ فارسية أو تركية أو عربية. لهجة الشبك خليط من اللهجة الكورانية، الكرمانجية، العربية والتركية، كان لتجاورهم مع جيرانهم العرب والتركمان في مناطق الموصل والكرمانج في مناطق بادينان بدهوك اثر فاعل على تكوين لغتهم. يستقر الشبك في مناطق عقرة، حمدانية، تلكيف، بعشيقة، كركوك، أربيل ومناطق في كرميان، ويقدر أعدادهم مابين (300 – 350) ألف في العراق، ويعيش قرابة (60) ألف منهم في المناطق المحيطة بمدينة الموصل. تعرض الشبكك كباقي المكونات والأقليات الأخرى الى الاضطهاد على يد النظام السابق وكان الصراع على الهوية من أشد أنواع الاساليب القمعية التي واجهتهم. هناك العديد من المكونات الأخرى في الطيف العراقي، الكاكائيين هم أقلية دينية تعيش داخل إقليم كوردستان العراق ومناطق أخرى تتوزع على محافظات نينوى، كركوك، ديالى، أربيل وحلبجة، -بحسب الاحصاءات غير الرسيمة- يقدر أعدادهم بـ (100) الف شخص. هناك ايضا اقليات اخرى كاليهود والبهائيين. تمثيل الأقليات في البرلمان العراقي الأحزاب السياسية الكبرى في العراق قبل اجراء الانتخابات تقوم بمناورات سياسية تفرض من خلالها سطوتها على الأقليات والمكونات، هذه المكونات تخضع في كل مرة بشكل وبأخر لهيمنة وسيطرة تلك الاحزاب، تأمل الاقليات أن تقوم الأحزاب الكبرى بالحد الادنى من واجبها وهي المحافظة على تمثيلها الحقيقي تحت قبة البرلمان، من مجموع 329 مقعدا يشكل المكونات نسبة ( 2.3)% من المجموع الكلي من مقاعد البرلمان وبحسب نظام الكوتا. خصصت 9 مقاعد فقط في بعض المحافظات، وهي كالاتي، 5 مقاعد للمسيحيين، اما المكون الايزيدي،الشبكي،الصابئي، الكردي الفيلي، لكل منهم مقعد واحد وبذلك يصبح مجموع مقاعد الكوتا 9 مقاعد، وخلال الانتخابات التشريعية التي جرت في عام 2018 حصل تنافس محموم بين أكثرمن 20 ائتلافا وقوائم فردية للحصول على مقاعد الكوتا، الاحزاب الكبيرة لجأت الى اقحام مرشحين من تلك المكونات في قوامها بهدف جمع أصوات جمهور تلك المكونات، أو اخذوا يتنافسون من خلال مرشحين لهم في تلك القوائم على مقاعد الكوتا خارج قوائمهم الرئيسية. تمثيل الأقليات في برلمان اقليم كردستان المكونات في اقليم كوردستان تنقسم الى قسمين رئيسيين وهما (قومي– ديني)، المكونات القومية تتمثل بـ(الكورد، التركمان، الكلدان، الاشوريين، السريان والارمن) هذه المكونات لها تمثيل نيابي تحت قبة برلمان اقليم كوردستان، اما الاقليات الدينية فتتمثل بـ(الاسلام، المسيحيين ،الائيزيدية، الكاكائية، الزاردشتية، البهائية، اليهودية والصابئة المندائية)، الا أن الأقليات الدينية ليست لها اي تمثيل نيابي داخل أروقة البرلمان، لان مسيحيي كوردستان ضمنوا لهم مقعد كوتا على أساس أنهم مكون قومي وليس ديني. اما الكورد الفيليين وهم يعتنقون المذهب الجعفري ينظر اليهم كشيعة داخل الاقليم ويعتبرون أكراداً داخل برلمان بغداد، لذلك ضيعت حقوقهم من كلا الطرفيين. اثناء الدورة الاولى للانتخابات التشريعة التي جرت باقليم كوردستان في 19 ايار من عام 1992 كان المجلس يتألف من 105 مقعداً وخصص من مجموع هذه المقاعد 5 مقاعد للكوتا، عندما بدأت العملية الانتخابية احتدم الصراع بين الاحزاب الكبيرة للظفر بمقاعد الكوتا، هيمن الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الشيوعي على العملية الانتخابية وحصل الممثل الحقيقي للمسحيين وهي الحركة الديمقراطية الاشورية على 4 مقاعد و القائمة التي دعمت من البارتي تمكنت من الحصول على مقعد واحد. مرشح البارتي الذي تمكن من الفوز بمقعد الكوتا، رشح لنيل منصب وكيل وزير المالية في حكومة الاقليم ومن ثم رشح لنيل منصب وزير المالية وبعدها تسنم منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في الاقليم. وفي الدورة النيابية الثانية، ارتفع عدد مقاعد الكوتا الى (11) مقعد، ومن الملاحظ انه ومنذ الانتخابات التشريعية التي جرت في 30 كانون الثاني من عام 2005 فان الحزب الديمقراطي الكردستاني ( البارتي) قد هيمن ومنذ ذلك الحين وحتى الان و بشكل قاطع على 9 مقاعد من مجموع المقاعد المخصصة للكوتا. كيف يمكن المحافظة على حقوق الاقليات في كوردستان؟. بحسب القانون رقم (5) لسنة 2015، قانون حماية حقوق الاقليات والمكونات الصادرمن قبل حكومة اقليم كوردستان، ضمنت جملة من الحقوق للمكونات، الا ان الشيء المهم في هذه القضية هي امكانية تطبيق هذا القانون على أرض الواقع. قدمت الكثير من الاقتراحات من قبل المراقبين لتدعيم العملية الديمقراطية في الاقليم كان الهدف منها اعطاء شعور للمكونات بأنهم مواطنيين حقيقيين لايختلفون عن باقي مواطني الاقليم بأي شي وهم من الدرجة الاولى. 1-اجراء تعداد عام، بحيث يتم احصاء المكونات بشكل منفرد. 2- تشكيل قائمة خاصة للمكونان من قبل مفوضية الانتخابات، لكي يتمكن ناخبي المكونات بالادلاء باصواتهم لمرشحي مقاعد الكوتا المخصصة لهم فقط. 3- بحسب (المادة الاولى البند الثاني) من قانون حماية حقوق المكونات، المكونات في اقليم كوردستان تنقسم الى قسمين رئيسيين وهي المجموعات القومية وهي كالاتي،( التركمان، الكلدان، السريان، الاشوريين، الارمن) و المجموعات الدينية والمذهبية وهي ( المسحيين، الائيزيديين، الصابئة المندائيين، الكاكائيين، الشبك، الفيليين، الزرادشتيين)، لذلك من الضروري تخصيص مقاعد لهذه الاقليات الدينية التي ليست لديها مقعد كوتا خاص بهم في البرلمان. 4-تأسيس مجلس أعلى للاقليات في اقليم كوردستان، مهمتها تكون استشارية و تقترح مشاريع قوانيين يمكن من خلالها معالجة المشاكل المتعلقة بقضايا الاقليات واشاركها في صياغة وسن القوانيين والمشاركة في رسم الخطط الطويلة الامد والتي من شأنها تحسين اوضاع المكونان والاقليات في اقليم كوردستان وتتيح لهم المشاركة الفاعلة في ادارة المفاصل المتعددة للحكومة. 5- على الاحزاب الكبيرة الابتعاد عن التدخل في تأسيس الاحزاب الموجهة والكارتونية داخل تلك المكونات، وترك الحرية لهم في اختيار الحياة السياسية. 6- اعطاء الفرصة للمكونات بالمشاركة الفاعلة والحقيقية في النظام السياسي و الاداري لحكومة الاقليم. 7- من الافضل للمكونات الابتعاد عن الصراعات السياسية، وعدم الخوض في أمور من الممكن ان تكون نتائجها سلبية عليهم، لذلك من الجيد ان يختاروا في بعض الأحيان ان يكونوا على حياد للحفاظ على مصالحهم.
عربية DRAW: صلاح حسن بابان -الجزيرة في خضم النزاع القائم إزاء نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية التي أجريت بالعاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يبرز الحديث عن أسماء الشخصيات المطروحة لشغل المناصب الرئاسية الثلاثة في البلاد. ووفقا للمحاصصة السياسية في البلاد المعتمدة منذ العام 2005، فإن منصب رئاسة الوزراء هو من حصة المكون الشيعي، ورئاسة الجمهورية للمكون الكردي، ورئاسة البرلمان للمكون السني. وتتنافس قوائم شيعية عدة للظفر بمنصب رئاسة الوزراء من خلال التحالف مع قوائم أخرى لضمان موافقة 165 نائبا في البرلمان الجديد لتسمية مرشحها لرئاسة الوزراء. ورغم عدم وجود مرشحين واضحين حتى الآن، لكن هناك تداول لعدة أسماء داخل البيت الشيعي لرئاسة الوزراء، أبرزهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ومحافظ البصرة الحالي أسعد العيداني، والوزير السابق محمد شياع السوداني، ومحافظ النجف السابق عدنان الزرفي، وحسن الكعبي نائب رئيس مجلس النواب السابق، وسفير العراق في لندن جعفر الصدر، والوزير السابق نصار الربيعي، إلى جانب رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي. وأمّا في البيت الكردي، فانحصرت الأسماء ما بين رئيس الجمهورية الحالي برهم صالح عن الاتحاد الوطني الكردستاني، ووزير الخارجية الحالي فؤاد حسين، ووزير الخارجية السابق هوشيار زيباري، بالإضافة إلى رئيس إقليم كردستان الحالي نيجيرفان البارزاني من الحزب الديمقراطي الكردستاني. وبالانتقال للبيت السُني، فلم يطرح أي منافس حتى الآن لرئيس مجلس النواب المنحل محمد الحلبوسي، وهو المرشح الأوفر حظا لشغل المنصب ذاته لولاية ثانية باعتبار كتلته جاءت بالمرتبة الأولى في عدد المقاعد بين الكتل السُنية. مرشح التيار الصدري يسعى التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر -والذي جاء في المرتبة الأولى بواقع 73 مقعدا بالبرلمان (وفقا للنتائج الأولية) من أصل 329 في الانتخابات الأخيرة- إلى تشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددا لتشكيل الحكومة الجديدة، لكنّ لم يتم الاتفاق حتى الآن على شخصية معيّنة لرئاسة الحكومة لأنّ ذلك يحتاج إلى توافق داخل البيت الشيعي. إلا أنّ النائب السابق عن تحالف سائرون في مجلس النواب علي اللامي يؤكد أنّ الشخصية الأفضل والأوفر حظا بالمرحلة الحالية لشغل رئاسة الوزراء داخل البيت الصدري هو جعفر الصدر في حال كان هناك توافق من الكتل الشيعية. حظوظ المالكي لا يخفي النائب الفائز في الانتخابات الأخيرة محمد الصيهود عن ائتلاف دولة القانون (حصل على 34 مقعدا) وجود حظوظ كبيرة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي بأن يكون مرشح القوى المحسوبة على الفصائل والحشد الشعبي المنضوية فيما بات يُسمى بـ"الإطار التنسيقي" وهو يسعى لتشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددا والإعلان عنها قريبا لتشكيل الحكومة الجديدة. ومع ذلك، يرى الصيهود -في حديثه للجزيرة نت- أنه من السابق لأوانه الحديث عن شخصية رئيس الوزراء القادم. ويؤكد أن الأهم في هذه المرحلة هو تشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددا، والتي يسعى إليها ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي. الصراع الكردي الكردي كرديا، يدور الصراع بين الحزبين الكرديين الكبيرين في العراق -الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني- على منصب رئاسة الجمهورية. وقد أشاد نصر الله سورجي -عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني (أُعلن فوزه بـ16 مقعدا في الانتخابات الأخيرة)- بدور حزبه في الحفاظ على العملية السياسية بالعراق من خلال وجوده في رئاسة الجمهورية. ويقول إنّ المهمة الأبرز لحزبه في بغداد تكمن بتأمين حقوق شعب كردستان من الميزانية ورواتب الموظفين وتطبيق المادة 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها بالدرجة الأساس. وأمّا توزيع المناصب -وخصوصا السيادية منها- فيعتمد على طبيعة التوافقات السياسية بين الأحزاب الكردية في الإقليم وخاصة الحزبين الكبيرين. ويضيف سورجي -للجزيرة نت- أن هناك اتفاقا سياسيا موقّعا بين حزبه والحزب الديمقراطي منذ العام 2005 يتضمن أن تكون رئاسة الإقليم من حصة الديمقراطي، ورئاسة الجمهورية من حصة حزب الاتحاد، موضحا أنه في حال رغب الحزب الديمقراطي الحصول على منصب رئاسة الجمهورية فعليه التنازل عن منصب رئاسة الإقليم. أما العضو البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام فيرى أن حصول حزبه على منصب رئاسة الجمهورية لا يتبعه تنازله عن منصب رئاسة الإقليم، مشيرا إلى أن حزبه فاز بـ33 مقعدا في الانتخابات الأخيرة. وأضاف سلام للجزيرة نت أن حزبه مرّر منصب رئاسة الجمهورية للاتحاد الوطني عام 2018 حتى لا يضيع على الكرد هذا الاستحقاق، ولكن المعادلة ستختلف هذه المرّة بعد تنازله عن كثير من المناصب والمقاعد منذ تمتّع كردستان بالحكم الذاتي عام 1991، ويُشير الى أن توزيع المناصب سيكون حسب الدرجات التي يحصل عليها كل حزب بالاعتماد على عدد مقاعده البرلمانية. يشار إلى أن حزب الاتحاد الوطني حاز منصب رئاسة الجمهورية خلال 4 دورات متتالية، ولكن في الدورة السابقة انشق الصف بين الأكراد وكان لهم مرشحَين؛ هما برهم صالح من الوطني الكردستاني، وفؤاد حسين من الديمقراطي الكردستاني، إلا أنّ البرلمان العراقي اختار برهم صالح وأصبح رئيسا لجمهورية العراق. واعتبر المحلل السياسي كوران قادر أن اختيار صالح لدورة ثانية يعتمد على أمرين، الأول باتفاق الأكراد فيما بينهم، وأما الثاني فيكون مرهونا بعمل حزبه وهو الاتحاد الوطني والاتفاق مع الأطراف العراقية في البرلمان لمنح ثقتهم بمرشح الحزب. ويضيف قادر -في حديث للجزيرة نت- أنه في حال ذهب المنصب إلى الحزب الديمقراطي، فالتوقعات في المقام الأول ستذهب لاختياره من عائلة البارزاني والأقرب لذلك هو نيجيرفان بارزاني. الحلبوسي ورئاسة البرلمان يقطع الدكتور سعود المشهداني -وهو قيادي بارز في تحالف "تقدّم" الذي يتزعمه الحلبوسي- الشك باليقين بتأكيده أنّ الأخير هو مرشحهم الوحيد لشغل إحدى الرئاستين الجمهورية أو البرلمان. ويقرّ بأن تحالفه سيحصل على إحداهما كاستحقاق، رغم وجود بعض الخلافات من أطراف سياسية على نتائج الانتخابات. أما المحلل السياسي علي البيدر فيرى أن الحلبوسي يمكن أن يعاد ثانية إلى رئاسة البرلمان، لكن يشترط لذلك إبقاء تحالف تقدّم (38 مقعدا) الذي يتزعمه متماسكا، ويضمن بذلك التمثيل الأكبر داخل المكون السُني. لكن البيدر لا يستبعد -في حديثه للجزيرة نت- أن يكون هناك "فيتو" على تولّي الحلبوسي الولاية الثانية من قبل خصومه الذين رفضوا قانون الانتخابات الأخير؛ خصوصا فقرة توزيع الدوائر الانتخابية التي أضعفت حظوظهم وقوّت حظوظ الحلبوسي. وعن احتمالية أن التبادل في منصبي رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان بين السنة والكرد، استبعد البيدر تنازل الكرد عن رئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن رئاسة البرلمان مسؤوليتها مشتركة وقرارها جمعي. الأوفر حظا يحسم الدكتور عصام الفيلي -أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية- الجدل حول رئاسة البرلمان ويقرّ بأنها شبه محسومة للحلبوسي. أما رئاسة الجمهورية فهناك مسار جدل بين الحزبين الكبيرين في كردستان، وكلاهما يسعى لفرض مرشحه، لكنه يشير الى أن مرشح الديمقراطي الكردستاني أكثر حظا، وذلك لحصول الحزب على المقاعد الأكثر في البرلمان بين الأحزاب الكردية في الانتخابات الأخيرة، بالإضافة إلى وجود مساحة واسعة لتبادل المناصب داخل البيت الكردي. ويرى الفيلي -في حديثه للجزيرة نت- أن هوشيار زيباري وفؤاد حسين ونيجيرفان البارزاني هم المرشحون الأوفر حظا لرئاسة الجمهورية عن الديمقراطي. وأما عن رئاسة الوزراء، فيشير إلى الكاظمي وجعفر الصدر بالإضافة إلى نصار الربيعي والنائب الفائز حاكم الزاملي مع احتمالية أن تكون هناك امرأة وهي النائب السابقة ماجدة التميمي لشغل المنصب.
draw العربية: RT المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف يتبع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في سياسته الخارجية، نهجاً مغروراً للغاية، متحديّاً دولاً أقوى من بلاده بكثير. يتشابه ذلك النهج مع التكتيكات التي اتبعها هتلر، قبيل هجومه على الاتحاد السوفيتي، وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، أي اللعب على التناقضات بين خصومه، أملاً في ألا يسمح كل منهم بتدميره، بغرض استخدامه ضد طرف ثالث. تتحول النواقص في هذه اللعبة جزئياً إلى إيجابيات، فمشكلات أنقرة مع واشنطن تثلج صدر موسكو، واشتباكات تركيا مع روسيا في سوريا وقرة باغ وأوكرانيا مفيدة لواشنطن، إلى آخره. في هذا النموذج، يضطر اللاعب إلى الحفاظ على حالة من التعاون والتنافس الشديدين مع الجميع في نفس الوقت. علاوة على ذلك، فمع دخول المزيد من اللاعبين المتضاربين الآخرين إلى الحلبة في مثل هذه العلاقة، يصبح من الأسهل الحفاظ على التوازن والمناورة. لذلك فلا عجب من أن الجميع يكرهون الرئيس أردوغان، إلا أن الكل يحتاجه لغرض ما.. ومع ذلك، فالعيب الكبير في هذه اللعبة، هو حاجتها إلى الكثير من الموارد. وتلك الموارد غير موجودة لدى تركيا. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن هناك موارد كافية منذ البداية، بينما انخرط الرئيس أردوغان في هذه اللعبة جزئياً، تحديداً للحصول على هذه الموارد، وعلى رأسها موارد الطاقة، حيث لا تملك تركيا نفطاً أو غازاً خاصاً بها، وتعاني من فجوة مالية هائلة في وارداتها، تزعزع استقرار البلاد وتهدّد النظام. المحصلة النهائية هي دوامة، تتطلب فيها كل جولة من النضال من أجل الموارد المزيد والمزيد من الموارد، حتى تنتهي لعبة الاقتصاد التركي الصغير نسبياً بالهزيمة على الأرجح عاجلاً لا آجلاً. فالوضع الاقتصادي في تركيا سيء للغاية، إلا أنه لا يزال حتى اللحظة تحت السيطرة. وقد بلغ العجز في موازنة الدولة التركية، في الفترة من يناير إلى يوليو، زهاء 9.8 مليار دولار، ومع أن الوضع الآن قد أصبح أفضل بكثير مما كان عليه إبان الحجر الصحي عام 2020، إلا أنه يشبه المقارنة بين الموت رمياً بالرصاص، أو جراء انفجار نووي. تتعدد الأسباب والموت واحد. والنتيجة هي إفلاس تركيا. وإذا كان لدى أكبر الدول الغربية، مؤقتاً، إمكانية طباعة نقود غير مغطّاة، فإن معضلة كيفية تمويل مغامرات السياسة الخارجية وعجز الموازنة بالنسبة لرجب طيب أردوغان حادة للغاية، لا سيما بالنظر إلى العلاقات الرديئة مع سيد النظام المالي العالمي، الولايات المتحدة الأمريكية. ومحاولةّ منه للعثور على المال، يصيب الرئيس أردوغان النظام المالي في مقتل، من خلال إجبار البنك المركزي للبلاد حرفياً على طباعة النقود غير المغطّاة، وخفض أسعار الفائدة إلى مستوى أقل من مؤشر التضخم، لتحفيز الاقتصاد. لقد زاد المعروض النقدي (M1) بنحو 18% في الفترة من أكتوبر 2020 وحتى سبتمبر 2021. قبل أسبوع، أقال الرئيس أردوغان ثلاثة من أعضاء لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي، ممن عارضوا خفضاً آخر في سعر الفائدة الأساسي إلى 18% في سبتمبر الماضي. دعوني أذكركم كذلك أنه خلال السنوات القليلة الماضية، قام الرئيس أردوغان بتغيير رؤساء البنك المركزي للبلاد عدة مرات. يوم أمس الخميس، خفّض البنك المركزي التركي سعر الفائدة مرة أخرى، هذه المرة إلى 16%. وعلى هذه الخلفية، تراجعت الليرة التركية بنسبة 2.7% إلى 9.46 للدولار الواحد، بانخفاض قدره 27% منذ الأول من يناير من العام الجاري. يحاول البنك المركزي في البلاد، دون جدوى، احتواء سقوط الليرة من خلال الإنفاق من احتياطيات البلاد. في أبريل من هذا العام، قال الرئيس أردوغان إن البنك المركزي في البلاد أنفق 165 مليار دولار من الاحتياطيات على مدار العامين الماضيين لتحقيق الاستقرار في الوضع. وفي ذلك الوقت كان صافي احتياطيات النقد الأجنبي للبنك المركزي التركي قد انخفض إلى 8 مليارات دولار من 41 مليار دولار في نهاية عام 2019، ولكن بحلول سبتمبر الماضي، عاد الى الارتفاع مرة أخرى حتى 27.9 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك تركيا ما قيمته 40 مليار دولار من الذهب، وحوالي 65 مليار دولار محفوظة في البنك المركزي كاحتياطيات للبنوك التجارية. ويعد المصدر الرئيسي لتجديد احتياطيات البنك المركزي هو توفير العملة الصعبة في إطار ما يسمى اتفاقيات تبادل العملات. وقد أعلن البنك المركزي التركي، في يونيو، عن محادثات مع 4 دول، أوشكت دولتان منها على إتمام الاتفاق. في يونيو أيضاً، أعلن الرئيس أردوغان عن موافقة الصين على زيادة خط المبادلة مع تركيا إلى 6 مليارات دولار. قبل ذلك قدّمت قطر لتركيا 15 مليار دولار. ومن المثير للاهتمام، إعلان البنك المركزي التركي، في يونيو، عن بدء التسويات باليوان كجزء من اتفاقية تبادل العملات مع الصين. إن سقوط الليرة أمر مؤلم وخطير للغاية بالنسبة لتركيا، لا سيما بالنظر إلى العجز المزمن والكبير الذي تعاني منه في ميزان التجارة الخارجية (4.26 مليار دولار في أغسطس 2021)، وكذلك العجز في الحساب الجاري Current account. نتيجة لذلك ليس من المستغرب أن يرتفع معدل التضخم خلال عام واحد من 11% إلى 19.58% من سبتمبر 2020 وحتى سبتمبر الماضي. في الوقت نفسه، يتجاوز التضخم المعدل الأساسي، ما يجعل أنشطة البنوك والودائع فيها غير مربحة. في مثل هذه الظروف، لا يمكن للنظام المالي أن يبقى على قيد الحياة لفترة طويلة. وحتى في البلدان التي تكون عملاتها عملات احتياطية عالمية أو إقليمية مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي واليابان، فيمكنها اتباع مثل هذه السياسة لفترة محدودة، ونتيجة لذلك، ينهار نظامها المالي. أما الدول العادية التي تتبع مثل هذه السياسة، فتتعرض لانهيار نظامها المالي والتضخم المفرط وما يصحبه من تداعيات الانهيار الاجتماعي اللاحق وأعمال الشغب في غضون عام أو عامين أو ثلاثة أعوام. في اللحظة الحالية، تتجمد البورصات العالمية في ذروتها، والتي قد يتبعها انهيار وذعر في الأسواق، يصاحبهما تدفق هائل لرؤوس الأموال من الدول النامية، ما سيوجه ضربة قوية لعملاتها. يعمل الرئيس أردوغان بإصرار ملفت على تقريب التضخم المفرط في بلاده، لكن ذلك لا يحدث بسرعة كبيرة حتى الآن، إلا أن الاضطرابات الجديدة في الأسواق يمكن أن تسرّع من هذه العملية على نحو كبير، وتحوّل تركيا إلى فنزويلا أخرى. رأيي المتواضع، أن الرئيس أردوغان يقترب من اللحظة التي تستنفد فيها فرصة متابعة سياسة خارجية نشطة ومستقلة نسبياً. فليس هناك يقين من أنه سيتمكن من إبقاء الوضع الداخلي تحت السيطرة. وسرعان ما سيتعين عليه الاختيار بين بيع دوره في الشؤون الدولية وبين زعزعة الاستقرار الداخلي نتيجة للأزمة الاقتصادية في البلاد، حيث سيكون المشتريان الأساسيان هما الولايات المتحدة الأمريكية والصين. أرجّح شخصياً أن تحظى الصين بفرص أكبر لشراء تركيا.
درةو: صلاح حسن بابان - العربي الجديد وسط تأكيدات برلمانية باستمرار تفاقم أزمات العراق الاقتصادية والخدمية، تسجل البلاد ارتفاعا متواصلا في عدد السكان الذي سيصل خلال أقل من 10 سنوات إلى 50 مليون نسمة، وفق تقديرات رسمية، في ظل انعدام الخطط الحكومية لمواجهة هذه الزيادة التي يقول مختصون إنها تحتاج إلى ملايين الوحدات السكنية الجديدة وآلاف المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية مع توسيع خدمات البنى التحتية الحالية. ويطرح مختصون بالاقتصاد الاستثمار كحل بديل لمواجهة أزمات العراق الخدمية تحديدا عبر بوابة النفط مقابل الإعمار، مع طرح عدة دول يمكن أن توفر مثل هذا الخيار للعراقيين أبرزها الصين وتركيا ومصر، لكن حتى الآن يبدو أن الصين هي الأقرب، بعد زيارة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي لبكين نهاية سبتمبر/ أيلول 2019 الماضي وتوقيعه مذكرة تفاهم أولية بشأن ذلك، على أساس الإعمار مقابل النفط العراقي للصين وعلى مدى يصل إلى 30 عاما. ومطلع الشهر الحالي، أشارت توقعات وزارة التخطيط العراقية إلى أن عدد سكان البلاد في العام 2030 سيصل إلى 50 مليون نسمة في ظل التقديرات السنوية للسكان الذين يزدادون، بمعدل 850 ألفاً إلى مليون نسمة في السنة الواحدة بنسبة نمو سنوية بالغة 2.6 في المائة، مع احتمالية أن يرتفع العدد إلى 80 مليون نسبة بحلول العام 2050. اقتصاد عربي نزيف الاقتصاد العراقي يتواصل: التوترات تخنق الأسواق ويؤكد المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية، عبد الزهرة الهنداوي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الزيادات السكانية تحتاج إلى سياسات تنموية بعيدة المدى لتحويلها من عبء تنموي إلى محاور دافعة ورافعة، وعلى أساس ذلك وُضِعت الوثيقة الوطنية للكثافة السكانية التي تتضمن مجموعة من المحاور الأساسية التي تُركز في مقدمتها على تمكين الشباب بالإضافة إلى تمكين المرأة في العديد من المجالات. ارتفاع نسبة الإنجاب في المناطق الفقيرة وأشارت تقديرات سابقة إلى أن نسب الإنجاب عالية جداً في المناطق النائية والفقيرة التي تُعاني من إشكاليات اقتصادية وصحية، ما أدى إلى ارتفاع معدل السكان بشكل كبير. وتأتي هذه الزيادة السكانية، بالتزامن مع أزمات عديدة يعاني منها البلد، أبرزها البطالة والفقر وارتفاع أسعار المواد الغذائية، فضلاً عن موازنات لم تتضمن أي تخصيصات لتعيينات جديدة، بالإضافة إلى تردي البنى التحتية. إحصائيات سابقة لوزارتي التخطيط والتجارة تؤكد أن عدد السكان في العراق ارتفع منذ عام 1990 إلى 2020 بنسبة عالية؛ ففي الوقت الذي كان فيه عدد السكان عام 1990 لا يزيد عن 18 مليوناً، ارتفع عددهم عام 2000 إلى 24 مليون نسمة، ما ساهم في زيادة عدد العاطلين عن العمل إلى حدود 42 في المائة من القوى العاملة وخاصة في ظل عدم وجود فرص عمل جديدة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية. وتضاعف معدل الفقر في العراق في عام 2020، حيث بات 40 في المائة من السكان البالغ عددهم 40 مليون نسمة، فقراء وفق البنك الدولي. اقتصاد عربي الاقتصاد العراقي يترقّب التعديل الوزاري..والآمال تتعلق بـ"التكنوقراط" مسؤول حكومي عراقي بارز في بغداد، أقر بحاجة البلاد الآنية إلى ما لا يقل عن 5 ملايين وحدة سكنية لفك أزمة السكن ولنحو 20 ألف مدرسة و400 مستشفى جديدة وأكثر من ألفي مركز صحي. وبيّن المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، أن العراق لم يبنِ خلال العام الماضي سوى 200 مدرسة فقط ومستشفى واحد و30 مركزا صحيا وهو ما يمكن اعتباره فشلا كبيرا في مواجهة الأزمات الخدمية في البلاد. ويضيف في حديث مع "العربي الجديد"، أن زيارة السكان تترتب عليها تحديات ضخمة من بينها مضاعفة عمليات البناء والتأهيل للبنى التحتية والخدمات وهو ما لا يتوفر حاليا، خاصة وأن أكثر من نصف موازنات البلاد تذهب كنفقات تشغيلية وهي عبارة عن مرتبات شهرية بواقع نحو 4.5 مليارات دولار شهريا فقط للمرتبات وبإجمالي سنوي يصل إلى نصف الموازنة أو أكثر من النصف". انخفاض مستوى الدخل وأدى ذلك، كما يرى الخبير الاقتصادي، عبد الرحمن الشيخلي، إلى "انخفاض مستوى دخل العراقي بحيث أصبح أكثر من 30 في المائة من السكان تحت خط الفقر، حسب إحصائيات منظمات المجتمع الدولي، كما أنّ هذه الزيادة السكانية غير المخطط لها من قبل حكومات ما بعد 2003 كانت لها نتائج عكسية كبيرة جداً، إضافة لما ذُكر فإن هذه الزيادة أوجدت حالة من النقص في الخدمات وظهور العشوائيات السكانية بغياب المجمعات السكنية التي يحتاجها البلد اليوم بما يقدره الخبراء بحدود 5 ملايين وحدة سكنية". وأضاف الشيخلي: "كما يؤدي ذلك إلى عدم كفاية خدمات البلدية من ماء وكهرباء ومحطات للصرف الصحي ومستوصفات صحية ومراكز للحمايات الأمنية وشبكة شوارع لتأمين وصول الطلبة إلى المدارس والجامعات والموظفين إلى أعمالهم وغيرها الكثير". وحسب حديث الخبير الاقتصادي لـ"العربي الجديد"، فإن نسبة عدد المهجرين من العراقيين تجاوزت الأربعة ملايين مهاجر خارج العراق، بالإضافة إلى عدد مهجري الداخل الذين تركوا مناطقهم ودورهم بعد أحداث سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة من البلد ولم يعودوا لها رغم تحرير تلك المناطق بسبب استمرار بسط النفوذ عليها إلى ما بعد التحرير، وهو ما يعني أن التقديرات السكانية الحالية تبقى قابلة للزيادة وغير نهائية.
دره و الجزء الأول: تحليل أظهر تحليل أجراه موقع "دره و" بالاستناد الى نتائج الانتخابات الدورة الخامسة لمجلس النواب العراقي التي أجريت في 10 أكتوبر من الشهر الجاري، تراجعاً ملحوظاً في عدد أصوات الأحزاب الكوردية التقليدية في محافظات الاقليم الثلاث، فتؤكد النتائج النهائية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أن هذه الأحزاب تعرّضت لخسارة كبيرة على يد ناخبيها، توزعت ما بين العزوف عن المشاركة في الانتخابات وعدم انتخابها. وارتفعت نسبة المشمولين بالاقتراع في انتخابات الدورة الثانية لمجلس النواب العراقي التي أجريت في 7/3/2010 في محافظات اقليم كوردستان الثلاث (أربيل، السليمانية، دهوك) من (2.590.274) ألف صوت الى (3.486.787 ) في انتخابات الدورة الخامسة التي أجريت في 10/10/2021، أي بزيادة بلغت (896.513) ألف صوت خلال السنوات الماضية. تظهر هذه المعادلة بأن أصوات الحزب الديمقراطي الكوردستاني شهدت تراجعاً كبيراً، فحصل الحزب المذكور في انتخابات 2010 في محافظت الاقليم الثلاث على (965،671)ألف صوت، وفي انتخابات 2014 على (730.14) ألف صوت، وفي انتخابات 2018 على (724.727)، إلا أنه - بحسب أحدث احصائية لنتائج الانتخابات الأخيرة- تراجعت أصواته الى (243،579)، وهذا يعني أنه خسر مقارنةً بانتخابات 2018 نحو (484،145) ألف صوتٍ في المحافظات الكوردية الثلاث. انتخابات الدورة الثانية لمجلس النواب العراقي في 7/3/2010 بلغت نسبة المشمولين بالتصويت في انتخابات الدورة الثانية لمجلس النواب العراقي (274،590،2)، وكانت نسبة المشاركة فيها -بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات- (754، 938،1)، أي بنسبة (74.8%)، فكانت نسبة الأصوات التي حصل عليها الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات المذكورة (965،671) ألف صوتٍ، بنسبة (34.7%). وكانت نسبة المشمولين بالانتخابات (917.685) ألف صوت، فشارك منهم (680.408) ألف صوت، بنسبة (74.1%)، حصل الديمقراطي الكوردستاني على نسبة (75.1%)، أي على (306.775) ألف صوت. واما في محافظة السليمانية، أكبر مدن الاقليم بعدد السُكان، كانت نسبة من يحق لهم التصويت في الانتخابات المذكورة (1.098.451)، شارك منهم (833.631)، بنسبة (75.9%)، فكانت نتائج الديمقراطي الكوردستاني هي (9.9%)، أي (82.121) ألف صوتٍ. وفي دهوك، فعدد المشمولين بالاقتراع كان (574138) ألف شخص، فشارك منهم (424715) ألف شخص، أي بنسبة ( 73.97%)، فحصل الديمقراطي الكوردستاني (%66.6) منها، أي على (283.69) ألف صوت. انتخابات الدورة الثالثة في 30/4/2014 بلغت نسبة من يحق لهم التصويت في انتخابات الدورة الثالثة لمجلس النواب العراقي التي أجريت في 30/4/2014 نحو (2.717.82) ألف شخص، شارك منهم (2.128.167)، بنسبة ( 78.3%). حصل الديمقراطي الكوردستاني في هذه الانتخابات على مستوى محافظات كوردستان الثلاث نسبة (37.1%)، أي بمعدل (789.122) ألف صوت. ففي أربيل، بلغت أعداد المشمولين بالتصويت (936.557)، صوّت منهم (744.489)، أي بنسبة (79%)، حصل الديمقراطي الكوردستاني فيها على (47.6%)، بمعدل (354.735) ألف صوت. وفي السليمانية، بلغت نسبة المشمولين بالتصويت (1.168.459)، شارك منهم (893.226) ألف شخص، بنسبة (76%)، وحصل الديمقراطي الكوردستاني على نسبة (%10.5) منها، أي بمعدل (93.410) ألف صوت. وفي محافظة دهوك، كانت نسبة المشمولين بالاقتراع هي (612.66) ألف شخص، صوّت منهم (490.452) ألف شخص، بنسبة (80%)، حصل الديمقراطي الكوردستاني على نسبة (%69.5) من أصواتها، أي بمعدل (340.977) ألف صوت. انتخابات الدورة الرابعة في 12/5/2018 اما في انتخابات الدورة الرابعة التي أجريت في 12/5/2018 في المحافظات الكوردية الثلاث، فقد بلغت نسبة من يحق لهم المشاركة في التصويت (1.795.686) ألف شخص. حصل الديمقراطي الكوردستاني على ما نسبته (40.4%)، أي بمعدل (724.728) ألف صوت. ففي أربيل، حصل الحزب المذكور على (321.920) ألف صوت من المجموع الكلي لعدد المشاركين الذي بلغ (642.232)، فأصبحت نسبة المشاركة الكلية (50.1%). واما في السليمانية، صوّت (664.146) ألف شخص في هذه الانتخابات، حصل الديمقراطي الكوردستاني على ما نسبته (7.3%)، بمعدّل (48.706) ألف صوت. وفي محافظة دهوك، شارك (489.308) ألف شخص في الانتخابات، حصل الديمقراطي الكوردستاني على نسبة (%72.4) منها، بمعدل (354.102) ألف صوت. انتخابات الدورة الخامسة 10/10/2021 بلغ عدد المشاركين في انتخابات الدورة الخامسة لمجلس النواب العراقي في محافظات الاقليم الثلاث (1.232.897) ألف شخص، بنسبة ( 35.4%). من مجموع (3.486.787 ) مِن مَن يحق لهم التصويت. حصل الديمقراطي الكوردستاني في المحافظات الكوردية الثلاث ما نسبته (47%)، بمعدّل (579.243) ألف صوت. وبلغ عدد الأصوات التي يحق لها التصويت في الانتخابات (1.238.379) ألف شخص، فصوّت منهم (444.253)، بنسبة (35.9%). حصل الديمقراطي الكوردستاني على ما نسبته (59.2%) منها، بمعدّل (262.800) ألف صوت. وفي محافظة السليمانية، وصل عدد الذين يحق لهم التصويت بشكل عام (1.425.705) ألف شخص، وشارك منهم (392.667)، بنسبة (%27.5). حصل الديمقراطي الكوردستاني على ما نسبتها (%14) من المجموع الكلي للأصوات المشاركة، بمعدل (54.891) ألف صوت. اما في دهوك، بلغ عدد الذين يحقّ لهم المشاركة في الانتخابات (822.703)، فشارك منهم (395.977) بنسبة وصلت الى (48.1%). حصل الديمقراطي الكوردستاني على ما نسبته (66.1%) من المجموع الكلي للأصوات، بمعدل (261.543) ألف صوت.
draw: صلاح حسن بابان- العربي الجديد على غرار ما تعرّضت له الأحزاب العراقية الكبيرة؛ هزّت نتائج الانتخابات التشريعية الخامسة منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 الأحزاب التقليدية في إقليم كردستان العراق بخسارتها لمئات الآلاف من أصوات ناخبيها. ورغم حفاظ البعض منها على عدد مقاعدها؛ فإن العزوف الكبير عن المشاركة في الانتخابات اعتبر بمثابة رسالة شعبية للأحزاب الرئيسة في الإقليم، التي سجلت أداءً سلبياً خلال السنوات الماضية فيما يتعلق بمحاربة الفساد وملف مرتبات الموظفين والمتقاعدين بالإضافة إلى التضييق على الحريات العامة واعتقال الناشطين والصحافيين. من حيث عدد المقاعد والأصوات؛ وقعت الخسارة الكبيرة أولاً، وفقاً للنتائج المعلنة، على حركة "التغيير"، التي تحالفت مع "الاتحاد الوطني الكردستاني" في قائمةٍ واحدة تحت عنوان "تحالف كردستان" ولم تحصل على أي مقعد في البرلمان فيما كان لها ستة مقاعد في انتخابات 2018. وجاءت الخسارة الأكبر من بين الأحزاب الكردية في عدد الناخبين من حصّة الحزب "الديمقراطي الكردستاني" رغم أنه جاء بالمرتبة الأولى بزيادة عدد مقاعده من 25 إلى 32 مقعداً، لكنّهُ خسر 304297 صوتاً بعد أن انخفض عدد ناخبيه من 724727 صوتاً في انتخابات 2018 إلى 420430 في انتخابات 2021. في المقابل، كان "الاتحاد الوطني الكردستاني" يُراهن على حصوله على رقم قياسي ورفع عدد مقاعده من 18 إلى أكثر من 30 مقعداً في الانتخابات الأخيرة بعد تحالفه مع حركة "التغيير"، إلا أن المشكلات الداخلية الأخيرة التي ضربت الحزب وأُبعد على أثرها رئيسه المشترك لاهور شيخ جنكي من المشهد السياسي؛ دفعته إلى أن يخسر الكثير من جماهيره رغم حصوله على 17 مقعداً، وخسر 214455 صوتاً من مؤيديه بعد أن تراجعت أعدادهم من 364638 في 2018 إلى 150155 في 2021. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات العراقية الأخيرة 41 بالمئة بمشاركة 9.77.779 ناخبٍ، سجلت منها محافظات الأقليم الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك نسبة مشاركة 46 و37 و54 بالمئة على التوالي. ووفق العضو البارز في "الاتحاد الوطني الكردستاني" غياث سورجي؛ فإن سبب تراجع شعبية الأحزاب التقليدية في الإقليم يعود إلى زيادة نسبة الوعي لدى الناخب الكردي كما العراقي، وهي تتجه نحو الزيادة في كل دورة انتخابية جديدة". ويرد على احتمالية أن يكون التراجع عقوبة من الناخبين لهذه الأحزاب أو بسبب العزوف عن المشاركة في الانتخابات، بالقول إنه "لو كانت عقوبة لكان يُفترض أن يُعاقب الحزب الحاكم في كردستان، وهو الديمقراطي الكردستاني، ومن ثم الاتحاد الوطني الكردستاني"، مؤكداً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "هناك توجها نحو الأحزاب الجديدة، وهذا ما دفع إلى خسارة الكثير من الشخصيات البارزة والأحزاب الكبيرة على مستوى العراق وكردستان مقاعدها في الانتخابات الأخيرة". ويعدّ حراك "الجيل الجديد"، في كردستان المفاجأة الأكبر في الانتخابات العراقية على مستوى إقليم كردستان، بزيادة عدد مقاعده من 3 في انتخابات 2018 إلى 9 مقاعد في الانتخابات الأخيرة. سروة عبد الواحد، وهي شقيقة رئيس حراك "الجيل الجديد"، وفازت بمقعد نيابي في الانتخابات التي أعلنت نتائجها الإثنين؛ ُتخالف سورجي وتعزو أسباب تراجع شعبية الأحزاب الكردية التقليدية إلى الفساد والأداء السياسي السيئ في السنوات الأخيرة تحت حُكم الحزبين الحاكمين، بالإضافة إلى مشكلات أخرى، وأبرزها الاعتقال الجماعي لناشطين وصحافيين ومحاسبتهم على كتابة تعليق أو تعبير عن الرأي. وتضيف لـ"العربي الجديد": خالفت هذه الأحزاب وعودها التي قدّمتها لناخبيها في كل دورة انتخابية فيما يتعلق بالرواتب والشفافية، ومنها أن الحكومة لم توزع رواتب الموظفين كاملة إلا قبل شهرين من إجراء الانتخابات، وترى أن "هذه العوامل خلقت عدم ثقة لدى الناخب بالانتخابات". وعمّقت النتائج المحبطة لحركة "التغيير" الخلافات فيها، ووصل الأمر إلى المشادات الكلامية بين قيادات منها مع المنسق العام للحركة عمر السيد علي، وفقاً لمصدر قيادي فيها، أكّد لـ"العربي الجديد" أن عدّة احتمالات وضعت على طاولة الخلية التنفيذية فيها، أبرزها الانسحاب من حكومة الإقليم واستقالة كاملة للمجلس العام والخلية التنفيذية، بالإضافة إلى إجراء تغييرات شاملة داخلياً على مستوى الحزب. ويُتابع المصدر حديثه قائلاً: إن مسؤولاً رفيع المستوى في رئاسة الإقليم تابعا لحركة "التغيير" يقفُ عائقاً أمام انسحاب الحركة من حكومة كردستان، لكنّه يعود ويؤكد أن هناك إجماعا عاما على ضرورة استقالة المنسق العام للحركة، وتحويل مُلكية المقرّ العام للحركة من ذّمة أولاد المنسق السابق الراحل نوشيروان مصطفى إلى جامعة السليمانية. أما العضو البارز في الحزب "الديمقراطي الكردستاني" ريبين سلام، فقد رأى أن تراجع الأحزاب التقليدية هو رسالة مُبطنة من الناخب لأحزاب السلطة، وهي لا تختلف كثيراً في مضمونها عن شبيهتها في باقي مناطق العراق لأحزاب السلطة ببغداد". مُضيفاً ان الشعب الكردي يُريد أن يرى الخدمات على أرض الواقع مع محاربة الفساد، وألا يبقى ذلك في إطار الدعاية فقط عند النزاعات حتى تُصغّر الفجوة بين المواطن والسلطة. ويُحذّر سلام في حديثه لـ"العربي الجديد"، الأحزاب الكردية بأنها أمام امتحان أصعب وهو انتخابات برلمان الإقليم التي من المقرّر أن تجرى العام المقبل، على عكس الأحزاب العراقية التقليدية التي بات أمامها أربعة أعوام أخرى لتُمتحن من الشعب مرّة أخرى. داعياً الأحزاب الكردية إلى أن تأخذ رسالة الناخب بجدّية وتترجمها بأفعال على أرض الواقع. كما شهدت "جماعة العدل الكردستانية"، "الجماعة الإسلامية" سابقاً، تراجعاً في موقعها بعد حصولها على مقعدٍ واحد في هذه الانتخابات بعد أن كان لها مقعدان في 2018، مقابل رفع "الاتحاد الإسلامي الكردستاني" مقاعده من اثنين في الانتخابات السابقة إلى أربعة مقاعد في هذه الانتخابات.
تقرير: دره و القسم الثالث: حركة التغيير ظهرت حركة التغيير في 25-7-2021 كقوة معارضة رائجة بزعامة نوشيروان مصطفى، وفي اول ظهور لها حصلت على 25 مقعدا في برلمان اقليم كوردستان، وبقي نوشيروان مصطفى زعيما للحركة لغاية وفاته في 19-5-2017 اي لمدة ثماني سنوات. وبعد وفاة نوشيروان مصطفى تم اختيار عمر سيد علي كالمنسق العام لحركة التغيير وبقي في منصبه بالرغم من انتهاء فترته القانونية في الـ 14 من شهر ايلول من هذا العام 2021 . حصلت حركة التغيير في اخر انتخابات البرلمان العراقي عام 2018 على خمسة مقاعد، في حين حصلت الحركة في انتخابات 2014 على تسعة مقاعد في البرلمان العراقي، ونسبة اعداد مقاعد حركة التغيير واصواتها تقل عاما بعد اخر، وحركة التغيير بعد وفاة زعيمها نوشيروان مصطفى تخطو من قوة رائجة الى قوة غير مؤثرة. حركة التغيير تدخل في الانتخابات البرلمانية العراقية ولديها في ان واحد اتفاقية مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني واتفاقية اخرى مع الاتحاد الوطني الكوردستاني. نقاط ضعف التغيير في الانتخابات • بالرغم من طرد حركة التغيير من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني من الكابينة الحكومية الثامنة، الا انها توصلت الى اتفاق سياسي مع الديمقراطي الكوردستاني وشاركت مجددا في حكومة اقليم كوردستان، وهذا أثر سلبا على ناخبي الحركة. • حركة التغيير اتهمت في اخر الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت عام 2018 ، حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني بالتورط في التزوير في المناطق التي تقع تحت سيطرته وبالتلاعب بنتائج الانتخابات،وتوتير العلاقات بين الاتحاد والتغيير وصل الى اطلاق النار على المقر الرئيسي لحركة التغيير في السليمانية وعلى صورة المرحوم نوشيروان مصطفى، بعد مرور ثلاث سنوات على هذه الاحداث، قامت حركة التغيير باتفاق سياسي مع الاتحاد الوطني الكوردستاني للانتخابات العراقية المبكرة ويشاركون فيها معا ضمن تسمية التحالف الكوردستاني. • كتلة التغيير في هذه الدورة البرلمانية والبالغة عددهم خمسة اشخاص ويرأسهم يوسف محمد صادق، قاطعوا الحركة وفي الفترة الاخيرة ومن خلال رسائل عدة الى المنسق العام لحركة التغيير، اتهموه باستلام مبلغ شهري من الحزب الديمقراطي الكوردستاني مما دفعت الحركة الى ان تكون متبعا لسياسات الديمقراطي الكوردستاني، وهؤلاء النواب مازالوا يتحدثون باسم حركة التغيير، الا انهم لايدعمون حركتهم وليسوا مشاركين في الدعاية الانتخابية لها، اضافة الى ذلك ينتقدون باستمرار الاداء السياسي لحركة التغيير. • قسمت كتلة التغيير على جبهتين، بعد تدخل المنسق العام لحركة التغيير في تسوية منصب رئيس كتلة التغيير في برلمان كوردستان في ايلول عام 2020 ، قسم يلتزم بسياسات الحركة والقسم الاخر ضدها ولايشارك في الاجتماعات الحزبية، وبالتحديد النائب علي محمد صالح وهو صوت مؤثر للتغيير في برلمان اقليم كوردستان. • تقع مسؤولية قطع رواتب موظفي اقليم كوردستان على عاتق حركة التغيير كونها مشاركة في تشكيل الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان وبالتحديد بسبب تسلمه منصب وزارة المالية، وبالاخص تمت الموافقة على استقطاع الرواتب داخل مجلس وزراء اقليم كوردستان بالاجماع. • الشعارات التي كانت ترفعها حركة التغيير منذ تأسيسها ضد غيرها، اصبحت محل المشاكل حاليا داخل صفوفها، ومنها مسألة الشفافية وحرية التعبير والرأي وتنظيم المؤتمر في وقته المحدد وغيرها من المسائل. • انكماش هيكلية حركة التغيير و الاستقالات المستمرة من قبل اعضائها واعلانها للراي العام. • عدم وجود اعلام مؤثر وقوي مثل فضائية كي ان ان التي اثرت مع بداية تأسيس الحركة ولمدة سنوات عدة وبشكل قوي على المنتخبين. • تورط عدد من مسؤولي حركة التغيير داخل حكومة اقليم كوردستان والحكومات المحلية في الاعمال غير القانونية والتهريب في المنافذ الحدودية والفساد والهدر وظهر عدد من ملفاتهم على الصفحات الالكترونية. • حركة التغيير كانت تحمل في بدايتها مجموعة من الرؤى المختلفة، الا انه ومع مرور الوقت بدل توسعة تلك الرؤى قامت بتكثيف مقارباتها مع القوى الاخرى، حيث ان جزء من منتخبيها يعتبرونها انها اصبحت مثل الجهات الاخرى. • كانت حركة التغيير تعمل سابقا للمستقبل، الا انها الان وكبقية القوى الاخرى تعيش على ذكرى ماضيها، وبالاخص مع نجاحات والانجازات السياسية للمرحوم نوشيروان مصطفى. • تأسيس قوى مثل حراك الجيل الجديد الذي يحمل خطاب زمن معارضة حركة التغيير، يؤثر سلبا على القاعدة الجماهيرية للتغيير . • تحالف حركة التغيير مع الاتحاد الوطني جاء في وقت تم تقسيم الاتحاد بسبب المشاكل بين الرئيسين المشتركين للحزب، مما شكل احراجا لقادة حركة التغيير وعلى مصير مرشحيها في الانتخابات. • تنازلت الحركة عن افكارها السياسية السابقة وخصصت اغلبية مفاوضاتها مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني للحصول على المناصب الحكومية والمحلية، ووصل الى حال وبالرغم من حملة الانتخابات والتحالف مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، شكا المنسق العام لحركة التغيير عمر سيد علي في مقال له خلال الايام السابقة من الاتحاد الوطني بشأن عدم املاء جميع المناصب الشاغرة للحركة. • عندما تدخل حركة التغيير في الانتخابات العراقية المبكرة، لديها في ان معا اتفاقية مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومع الاتحاد الوطني الكوردستاني، اي انها مشاركة في حكومة اقليم كوردستان، وهذا سيؤثر سلبا على الحركة، وخاصة على ناخبيها عندما كانت من القوى المعارضة. نقاط القوة لحركة التغيير في الانتخابات • اللذين كانوا ينتقدون الحركة في السنوات الماضية وتخلوا عنها، لم يستطعوا لغاية الان الانضمام الى قوى او حركة سياسية جديدة، وهذه الخطوة تأتي لصالح حركة التغيير. • بالرغم من الانتقادات الكثيرة التي توجه للحركة، الا انها قامت بتصفية الاصوات المنتقدة وبقيت في الحركة من يدعمون سياسات حركة التغيير، وهذه الخطوة شكلت نوعا من الاستقرار بين اعضائها. • شاركت حركة التغيير بشعار الاصلاح في الكابينة التاسعة في حكومة اقليم كوردستان، بالرغم ان الاصلاحات ليست بالمستوى المطلوب، الا ان الموافقة على قانون الاصلاح في هذه الكابينة من الرواتب ورواتب المتقاعدين من المناصب الخاصة، تعتبر انجازا لحركة التغيير، ان استطاعت اقناع ناخبيها من الناحية الاعلامية. الانتخابات وتأثيراتها بقي 11 يوما فقط لموعد اجراء الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة، والدعايات الانتخابية تبدو خاملة قياسا بالانتخابات السابقة الاخرى. وبشكل عام هناك مجموعة من المسائل بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي اجريت عام 2018 اثرت على مشاركة او عدم مشاركة المنتخبين في عملية الانتخابات المقبلة المقررة اجراؤها في العاشر من اكتوبر المقبل، كما اثرت على الجهات السياسية ايضا، ومنها: • سوء الاوضاع المالية لحكومة اقليم كوردستان وفرض الاستقطاع الاجباري على الموظفين في الكابينة التاسعة المشكلة من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير. • حدوث مشكلة لحصة اقليم كوردستان من الموازنة العامة وراوتب موظفيه من قبل بغداد، حيث تمت معالجتها اخيرا ضمن اتفاقية هزيلة اخرى بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لمدة سنة مالية اخرى (2021). • عدم وجود منافسة قوية بين الجهات، الحزب الديمقراطي الكوردستاني يشارك بوحده والاتحاد الوطني الكوردستاني يشارك مع حركة التغيير معا ضمن تحالف واحد في الانتخابات المقبلة، وجميعهم مشاركون في الكابينة الحكومية التاسعة ومشاركون مع بعضهم والمنتخبين ينظرون اليهم بعين المتنافسين مع بعضهم. • جهات المعارضة (جماعة العدالة-حراك الجيل الجديد-الاتحاد الاسلامي-الحزب الشيوعي-الحركة الاسلامية) مع الجهات الاخرى، كل منها دخلت بشكل منفرد في العملية الانتخابية ولم يكن باستطاعتهم تشكيل قوة معارضة قوية موحدة امام احزاب السلطة وان يكون لديهم تأثير قوي على الدعاية الانتخابية. • النظام الانتخابي الجديد الذي يتم تجربته لاول مرة بعد سقوط صدام وهو بشكل دوائر انتخابية متكاملة، أثر على الحملة الانتخابية، وقلل من حجم منافسة الجهات على المقاعد البرلمانية داخل الدوائر الانتخابية. دره و تنشر سلسلة من التقارير اليومية لتبين نقاط الضعف والقوة لدى الكتل السياسية لاقليم كوردستان للانتخابات المبكرة العراقية.
تقرير: دره و القسم الثاني: الاتحاد الوطني الكوردستاني سيدخل الانتخابات مع وجود مجموعة من المشاكل داخل عائلة طالباني، ويرفع شعارا مجربا للدعاية الانتخابية وهو وحدة الصف الكوردي في بغداد، فيما شتت الوحدة داخل حزبه، وبالرغم من ذلك مازال الحزب الحاكم داخل منطقته، دره و ستنشر يوميا سلسلة من التقارير لتبين نقاط ضعف وقوة الكتل السياسية في اقليم كوردستان للانتخابات العراقية المبكرة. الاتحاد الوطني الكوردستاني تأسس الاتحاد الوطني الكوردستاني في 1-6-1967، وهو ثاني اقدم حزب بعد الحزب الديمقراطي الكوردستاني في اقليم كوردستان وسكرتيره كان جلال طالباني منذ تأسيس الحزب ولغاية وفاته في 3-10-2017، اي ان طالباني قاد الاتحاد الوطني الكوردستاني لمدة 41 عاما. وانفك عام 2009 نوشيروان مصطفى عن الحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني والذي كان من احد مؤسسي الحزب وأسس حركة التغيير، ويعتبر هذا من اكبر تفكيك في تأريخ الاتحاد الوطني الكوردستاني، وتغلبت حركة التغيير على الاتحاد الوطني خلال اول انتخابات بعد تأسيسها، وهذا اثر سلبا على الاتحاد واضعف قاعدته في المناطق التي تقع تحت سيطرته. وبعد وفاة جلال طالباني ظل الاتحاد الوطني الكوردستاني يعاني من مشاكله الداخلية لمدة سنتين، وتم تقسيم السلطة بين اقطاب الحزب، حيث عندما كان يزور وفد اجنبي السليمانية كان يجب ان يعقد اجتماعات عدة مع مسؤولي الحزب من اجل التوصل الى افكار الاتحاد الوطني الكوردستاني. وعقد الاتحاد الوطني الكوردستاني في نهاية عام 2019 مؤتمره الاول بعد وفاة السكرتير التأريخي للحزب جلال طالباني، وكان المؤتمر الرابع في تأريخ الاتحاد الذي انهى السلطة القديمة للحزب، ومهدت الارضية لمسك عائلة طالباني بشقيها (ابناء طالباني واولاد شيخ جنكي) زمام سلطة الاتحاد، واصبح الاتحاد الوطني الكوردستاني من حزب سوشيال ديمقراطي الى حزب عائلي، ولتحقيق التوازن داخل عائلة طالباني تم في شباط 2020 تطبيق النظام الرئاسي، وتم اختيار لاهور شيخ جنكي وبافل طالباني من قبل الرئاسة المنتخبة في المؤتمر كرئيسين مشتركين للحزب، الا ان هذا النظام استمر لمدة سنة وخمسة اشهر فقط، وانفجرت الخلافات في تموز العام الحالي بين الرئيسين المشتركين، اتهم احدهم الاخر بمحاولة قتله عن طريق تسميمه بالسم، والاخر يتحدث عن الانقلاب، والخلافات مستمرة لغاية الان، واللجوء الى قوة السلاح على الطاولة باستمرار، الاتحاد الوطني الكوردستاني بهذه الاوضاع المشتتة سيدخل في الانتخابات العراقية المبكرة. نقاط ضعف الاتحاد الوطني الكوردستاني للانتخابات • في وقت يذهب الى الانتخابات وحزبه منقسم بين الرئيسين المشتركين للاتحاد الوطني الكوردستاني، جماهير لاهور شيخ جنكي كان قويا وتم ابعاده من حملة الدعاية الانتخابية ومن المتوقع ان يعلن جنكي عن دعمه في اللحظات الاخيرة من الدعاية الانتخابية لعدد من المرشحين. • الخلافات بين ابناء عمومة عائلة جلال طالباني اصبحت محطة جماهير الاتحاد الوطني الكوردستاني الكبير واثر سلبا على القاعدة الجماهيرية المثبتة من القوات الامنية والبيشمركة القدامى واهالي الشهداء. • الاتحاد الوطني الكوردستاني تحالف مع حركة التغيير للانتخابات العراقية المبكرة ، في وقت ان القاعدة الجماهيرية لحركة التغيير تتجه باستمرار نحو الانكماش بعد وفاة زعيمها نوشيروان مصطفى، والوقت اصبح متأخرا بالنسبة للاتحاد الوطني الكوردستاني، وحركة التغيير ليس باستطاعتها النهوض مجددا وتكتيم المشاكل الداخلية للاتحاد. • خطاب الاتحاد الوطني الكوردستاني يركز على مسألة توحيد الصفوف في بغداد، وهذا الشعار ليس بجديد ويتردد في جميع الانتخابات ولن يؤثر ايجابا على الناخبين، وبالاخص ان منطقة الاتحاد هي السليمانية والناخبين فيها تجاوزا هذا الشعار، والاتحاد الوطني الكوردستاني يدعو الى توحيد الصفوف الكوردي في بغداد، في حين تم تشتيت وحدة صفه. • الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير هما المشتركان الرئيسيان مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني داخل الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان، ويتحملان مسؤولية جميع الازمات التي حدثت في اقليم كوردستان بعد انتخابات البرلمان العراقي عام 2018، وبالتحديد رفع ازمة استقطاع رواتب الموظفين في منطقة السليمانية المعروفة بالاحتجاجات والتظاهرات. • الاتحاد الوطني الكوردستاني وبعد وفاة جلال طالباني، يتجه من حزب متطور و متجدد الى حزب عائلي، مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبالاخص بعد احداث 8 تموز وتسوية الحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني لصالح ابناء جلال طالباني. • التخبط في قرارات وسياسات الاتحاد الوطني في اغلبية احداث السنوات الثلاثة الماضية، جعله ان يبرز كمتبع لسياسات الحزب الديمقراطي الكوردستاني. • تورط جزء من قيادات الاتحاد الوطني الكوردستاني في الاتجار غير القانوني وملفات الفساد، وتوجيه الاتهامات بالتهريب وأخذ الاتاوات من التجار من قبل الرئيسين المشتركين للحزب، بعث عدم الامل لدى ناخبي الاتحاد الوطني. • التراجع المستمر بشأن تقديم الخدمات الاساسية في المناطق التي تقع تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكوردستاني، في وقت لدى الاتحاد منصب نائب رئيس حكومة اقليم كوردستان. • تكثيف المنافسات الانتخابية من قبل الجهات الاخرى في المناطق التي تقع تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكوردستان، بالاضافة الى جماعة العدالة والاتحاد الاسلامي، يسعى حراك الجيل الجديد لايصال مرشحيه الخمسة للبرلمان العراقي في تلك المناطق، وبالاخص وهو ينتظر مقاطعة الانتخابات من قبل القاعدة الجماهيرية للاتحاد الوطني الكوردستاني بسبب الخلافات بين الرئيسين المشتركين للحزب. • تم ترشيح اقوى المرشحين المستقلين للبرلمان العراقي في المناطق التي تقع تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكوردستاني، في حين ان مرشحي الاتحاد الوطني ليسوا معروفين حتى لدى قاعدته الجماهيرية. نقاط قوة الاتحاد الوطني الكوردستاني للانتخابات • مازال الاتحاد الوطني الكوردستاني القوة المتسلطة في المناطق التي تقع تحت سيطرته، وهذا سيؤثر كثيرا على المنتخبين في تلك المناطق. • قوة مصادره المالية مقارنة بمنافسيه في المناطق التي تقع تحت سيطرته. • بالرغم من خلافاته الداخلية، الا ان الاتحاد الوطني مازال صاحب التنظيم والمؤيدين والهيكلية المنظمة له. • مازال الاتحاد الوطني الكوردستاني صاحب قاعدته، ولديه مكانة على مستوى العراق ودول المنطقة. • عدم وجود قوة معارضة قوية مثل حركة التغيير في عام 2009، يوفر حظا قويا لاجتياز هذه المرحلة الصعبة دون وجود بديل له على المناطق التي تقع تحت سيطرته. • النظام الجديد للانتخابات في العراق والتوقعات بمقاطعة الكثيرين للانتخابات العراقية المبكرة يخدمان الاتحاد الوطني الكوردستاني، وبالاخص يسعى الاتحاد الى اجبار اعضائه ومؤيديه وقواته الامنية المشاركة في الانتخابات. الانتخابات وتأثيراتها بقي 11 يوما فقط لموعد اجراء الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة، والدعايات الانتخابية تبدو خاملة قياسا بالانتخابات السابقة الاخرى. وبشكل عام هناك مجموعة من المسائل بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي اجريت عام 2018 اثرت على مشاركة او عدم مشاركة المنتخبين في عملية الانتخابات المقبلة المقررة اجراؤها في العاشر من اكتوبر المقبل، كما اثرت على الجهات السياسية ايضا، ومنها: • سوء الاوضاع المالية لحكومة اقليم كوردستان وفرض الاستقطاع الاجباري على الموظفين في الكابينة التاسعة المشكلة من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير. • حدوث مشكلة لحصة اقليم كوردستان من الموازنة العامة وراوتب موظفيه من قبل بغداد، حيث تمت معالجتها اخيرا ضمن اتفاقية هزيلة اخرى بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لمدة سنة مالية اخرى (2021). • عدم وجود منافسة قوية بين الجهات، الحزب الديمقراطي الكوردستاني يشارك بوحده والاتحاد الوطني الكوردستاني يشارك مع حركة التغيير معا ضمن تحالف واحد في الانتخابات المقبلة، وجميعهم مشاركون في الكابينة الحكومية التاسعة ومشاركون مع بعضهم والمنتخبين ينظرون اليهم بعين المتنافسين مع بعضهم. • جهات المعارضة (جماعة العدالة-حراك الجيل الجديد-الاتحاد الاسلامي-الحزب الشيوعي-الحركة الاسلامية) مع الجهات الاخرى، كل منها دخلت بشكل منفرد في العملية الانتخابية ولم يكن باستطاعتهم تشكيل قوة معارضة قوية موحدة امام احزاب السلطة وان يكون لديهم تأثير قوي على الدعاية الانتخابية. • النظام الانتخابي الجديد الذي يتم تجربته لاول مرة بعد سقوط صدام وهو بشكل دوائر انتخابية متكاملة، أثر على الحملة الانتخابية، وقلل من حجم منافسة الجهات على المقاعد البرلمانية داخل الدوائر الانتخابية.