نقاط ضعف وقوة التغيير في الانتخابات
2021-10-04 10:45:13
تقرير: دره و
القسم الثالث:
حركة التغيير
ظهرت حركة التغيير في 25-7-2021 كقوة معارضة رائجة بزعامة نوشيروان مصطفى، وفي اول ظهور لها حصلت على 25 مقعدا في برلمان اقليم كوردستان، وبقي نوشيروان مصطفى زعيما للحركة لغاية وفاته في 19-5-2017 اي لمدة ثماني سنوات.
وبعد وفاة نوشيروان مصطفى تم اختيار عمر سيد علي كالمنسق العام لحركة التغيير وبقي في منصبه بالرغم من انتهاء فترته القانونية في الـ 14 من شهر ايلول من هذا العام 2021 .
حصلت حركة التغيير في اخر انتخابات البرلمان العراقي عام 2018 على خمسة مقاعد، في حين حصلت الحركة في انتخابات 2014 على تسعة مقاعد في البرلمان العراقي، ونسبة اعداد مقاعد حركة التغيير واصواتها تقل عاما بعد اخر، وحركة التغيير بعد وفاة زعيمها نوشيروان مصطفى تخطو من قوة رائجة الى قوة غير مؤثرة.
حركة التغيير تدخل في الانتخابات البرلمانية العراقية ولديها في ان واحد اتفاقية مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني واتفاقية اخرى مع الاتحاد الوطني الكوردستاني.
نقاط ضعف التغيير في الانتخابات
• بالرغم من طرد حركة التغيير من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني من الكابينة الحكومية الثامنة، الا انها توصلت الى اتفاق سياسي مع الديمقراطي الكوردستاني وشاركت مجددا في حكومة اقليم كوردستان، وهذا أثر سلبا على ناخبي الحركة.
• حركة التغيير اتهمت في اخر الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت عام 2018 ، حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني بالتورط في التزوير في المناطق التي تقع تحت سيطرته وبالتلاعب بنتائج الانتخابات،وتوتير العلاقات بين الاتحاد والتغيير وصل الى اطلاق النار على المقر الرئيسي لحركة التغيير في السليمانية وعلى صورة المرحوم نوشيروان مصطفى، بعد مرور ثلاث سنوات على هذه الاحداث، قامت حركة التغيير باتفاق سياسي مع الاتحاد الوطني الكوردستاني للانتخابات العراقية المبكرة ويشاركون فيها معا ضمن تسمية التحالف الكوردستاني.
• كتلة التغيير في هذه الدورة البرلمانية والبالغة عددهم خمسة اشخاص ويرأسهم يوسف محمد صادق، قاطعوا الحركة وفي الفترة الاخيرة ومن خلال رسائل عدة الى المنسق العام لحركة التغيير، اتهموه باستلام مبلغ شهري من الحزب الديمقراطي الكوردستاني مما دفعت الحركة الى ان تكون متبعا لسياسات الديمقراطي الكوردستاني، وهؤلاء النواب مازالوا يتحدثون باسم حركة التغيير، الا انهم لايدعمون حركتهم وليسوا مشاركين في الدعاية الانتخابية لها، اضافة الى ذلك ينتقدون باستمرار الاداء السياسي لحركة التغيير.
• قسمت كتلة التغيير على جبهتين، بعد تدخل المنسق العام لحركة التغيير في تسوية منصب رئيس كتلة التغيير في برلمان كوردستان في ايلول عام 2020 ، قسم يلتزم بسياسات الحركة والقسم الاخر ضدها ولايشارك في الاجتماعات الحزبية، وبالتحديد النائب علي محمد صالح وهو صوت مؤثر للتغيير في برلمان اقليم كوردستان.
• تقع مسؤولية قطع رواتب موظفي اقليم كوردستان على عاتق حركة التغيير كونها مشاركة في تشكيل الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان وبالتحديد بسبب تسلمه منصب وزارة المالية، وبالاخص تمت الموافقة على استقطاع الرواتب داخل مجلس وزراء اقليم كوردستان بالاجماع.
• الشعارات التي كانت ترفعها حركة التغيير منذ تأسيسها ضد غيرها، اصبحت محل المشاكل حاليا داخل صفوفها، ومنها مسألة الشفافية وحرية التعبير والرأي وتنظيم المؤتمر في وقته المحدد وغيرها من المسائل.
• انكماش هيكلية حركة التغيير و الاستقالات المستمرة من قبل اعضائها واعلانها للراي العام.
• عدم وجود اعلام مؤثر وقوي مثل فضائية كي ان ان التي اثرت مع بداية تأسيس الحركة ولمدة سنوات عدة وبشكل قوي على المنتخبين.
• تورط عدد من مسؤولي حركة التغيير داخل حكومة اقليم كوردستان والحكومات المحلية في الاعمال غير القانونية والتهريب في المنافذ الحدودية والفساد والهدر وظهر عدد من ملفاتهم على الصفحات الالكترونية.
• حركة التغيير كانت تحمل في بدايتها مجموعة من الرؤى المختلفة، الا انه ومع مرور الوقت بدل توسعة تلك الرؤى قامت بتكثيف مقارباتها مع القوى الاخرى، حيث ان جزء من منتخبيها يعتبرونها انها اصبحت مثل الجهات الاخرى.
• كانت حركة التغيير تعمل سابقا للمستقبل، الا انها الان وكبقية القوى الاخرى تعيش على ذكرى ماضيها، وبالاخص مع نجاحات والانجازات السياسية للمرحوم نوشيروان مصطفى.
• تأسيس قوى مثل حراك الجيل الجديد الذي يحمل خطاب زمن معارضة حركة التغيير، يؤثر سلبا على القاعدة الجماهيرية للتغيير .
• تحالف حركة التغيير مع الاتحاد الوطني جاء في وقت تم تقسيم الاتحاد بسبب المشاكل بين الرئيسين المشتركين للحزب، مما شكل احراجا لقادة حركة التغيير وعلى مصير مرشحيها في الانتخابات.
• تنازلت الحركة عن افكارها السياسية السابقة وخصصت اغلبية مفاوضاتها مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني للحصول على المناصب الحكومية والمحلية، ووصل الى حال وبالرغم من حملة الانتخابات والتحالف مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، شكا المنسق العام لحركة التغيير عمر سيد علي في مقال له خلال الايام السابقة من الاتحاد الوطني بشأن عدم املاء جميع المناصب الشاغرة للحركة.
• عندما تدخل حركة التغيير في الانتخابات العراقية المبكرة، لديها في ان معا اتفاقية مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومع الاتحاد الوطني الكوردستاني، اي انها مشاركة في حكومة اقليم كوردستان، وهذا سيؤثر سلبا على الحركة، وخاصة على ناخبيها عندما كانت من القوى المعارضة.
نقاط القوة لحركة التغيير في الانتخابات
• اللذين كانوا ينتقدون الحركة في السنوات الماضية وتخلوا عنها، لم يستطعوا لغاية الان الانضمام الى قوى او حركة سياسية جديدة، وهذه الخطوة تأتي لصالح حركة التغيير.
• بالرغم من الانتقادات الكثيرة التي توجه للحركة، الا انها قامت بتصفية الاصوات المنتقدة وبقيت في الحركة من يدعمون سياسات حركة التغيير، وهذه الخطوة شكلت نوعا من الاستقرار بين اعضائها.
• شاركت حركة التغيير بشعار الاصلاح في الكابينة التاسعة في حكومة اقليم كوردستان، بالرغم ان الاصلاحات ليست بالمستوى المطلوب، الا ان الموافقة على قانون الاصلاح في هذه الكابينة من الرواتب ورواتب المتقاعدين من المناصب الخاصة، تعتبر انجازا لحركة التغيير، ان استطاعت اقناع ناخبيها من الناحية الاعلامية.
الانتخابات وتأثيراتها
بقي 11 يوما فقط لموعد اجراء الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة، والدعايات الانتخابية تبدو خاملة قياسا بالانتخابات السابقة الاخرى.
وبشكل عام هناك مجموعة من المسائل بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي اجريت عام 2018 اثرت على مشاركة او عدم مشاركة المنتخبين في عملية الانتخابات المقبلة المقررة اجراؤها في العاشر من اكتوبر المقبل، كما اثرت على الجهات السياسية ايضا، ومنها:
• سوء الاوضاع المالية لحكومة اقليم كوردستان وفرض الاستقطاع الاجباري على الموظفين في الكابينة التاسعة المشكلة من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير.
• حدوث مشكلة لحصة اقليم كوردستان من الموازنة العامة وراوتب موظفيه من قبل بغداد، حيث تمت معالجتها اخيرا ضمن اتفاقية هزيلة اخرى بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لمدة سنة مالية اخرى (2021).
• عدم وجود منافسة قوية بين الجهات، الحزب الديمقراطي الكوردستاني يشارك بوحده والاتحاد الوطني الكوردستاني يشارك مع حركة التغيير معا ضمن تحالف واحد في الانتخابات المقبلة، وجميعهم مشاركون في الكابينة الحكومية التاسعة ومشاركون مع بعضهم والمنتخبين ينظرون اليهم بعين المتنافسين مع بعضهم.
• جهات المعارضة (جماعة العدالة-حراك الجيل الجديد-الاتحاد الاسلامي-الحزب الشيوعي-الحركة الاسلامية) مع الجهات الاخرى، كل منها دخلت بشكل منفرد في العملية الانتخابية ولم يكن باستطاعتهم تشكيل قوة معارضة قوية موحدة امام احزاب السلطة وان يكون لديهم تأثير قوي على الدعاية الانتخابية.
• النظام الانتخابي الجديد الذي يتم تجربته لاول مرة بعد سقوط صدام وهو بشكل دوائر انتخابية متكاملة، أثر على الحملة الانتخابية، وقلل من حجم منافسة الجهات على المقاعد البرلمانية داخل الدوائر الانتخابية.
دره و تنشر سلسلة من التقارير اليومية لتبين نقاط الضعف والقوة لدى الكتل السياسية لاقليم كوردستان للانتخابات المبكرة العراقية.