الحصاد draw: يعيش موظفو الحكومة في الدول التي تعاني من الحروب والاضطرابات الأمنية أوضاعاً صعبة، في ظل انقطاع رواتبهم، أو على أقل تقدير عدم زيادتها، وارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية واستخدام حكومات هذه الدول الأجور كورقة في الصراعَين العسكري والسياسي الدائرَين ببلادهم. وكان الموظفون في كل من اليمن وسورية والعراق، من أكثر الموظفين العرب تضررا بالأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي لحقت ببلادهم. ومع انقضاء شهر نوفمبر/تشرين الثاني يكون قد مر 40 شهرا على توقف رواتب الموظفين المدنيين في اليمن الذي يعيش على وقع حرب طاحنة للعام السادس على التوالي، إذ أصبحت رواتب الموظفين ورقة رئيسية في الصراع الدائر بين الحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين. موظفو اليمن بلا رواتب: الأزمة تدخل عامها الخامس اليمن: توقف الصرف توقف صرف رواتب الموظفين في اليمن امتدت آثاره لتشمل بقية الفئات المجتمعية، من خلال تعثر مرافق ومؤسسات الدولة الاجتماعية والخدمية بما فيها التعليم والصحة والمياه نتيجة غياب الموظفين. ويأتي ذلك إضافة إلى ظهور سلسلة مديونية في المجتمع، حيث وجد وفق نتائج التقييم الطارئ للأمن الغذائي أن أكثر من 80% من اليمنيين مدينون لمؤجري المساكن وملاك المحال التجارية وغيرهم، ما أثر سلباً كذلك على الطلب الكلي وتعميق الانكماش الاقتصادي واتساع أزمة البطالة وظاهرة الفقر. ورغم إعادة الحكومة اليمنية صرف رواتب الموظفين المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لا يزال أكثر من 600 ألف موظف في مناطق سيطرة الحوثيين، بدون رواتب في معاناة قاسية مع انقطاع السبل بهم لعدم وجود أي مصادر دخل أخرى تعينهم على قضاء احتياجاتهم المعيشية، إذ يعيلون أسراً يقدر عدد أفرادها بنحو 5 ملايين فرد. في السياق، أكد مسؤول في وزارة المالية، رفض الكشف عن هويته، أن حل أزمة رواتب الموظفين المدنيين بيد جماعة الحوثي التي تصر وفق حديثه على تعقيد الأزمة برفض العملة الجديدة المطبوعة والاستيلاء على الإيرادات العامة، خصوصاً الضريبة الجمركية للمشتقات النفطية التي شملها اتفاق استوكهولم، وألزم توريدها إلى حساب خاص بالموظفين في فرع البنك المركزي بمحافظة الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة. وقال المسؤول لـ"العربي الجديد"، إن رواتب الموظفين في عموم المحافظات اليمنية ستتصدر أولويات الحكومة الجديدة التي يتم التفاوض على تشكيلها في الرياض. الغلاء يقهر السوريين... ونظام الأسد يضخ الأموال في الحرب سورية: أجور في مهبّ الريح يعد موظفو سورية أكبر المتضررين على مستوى المنطقة بسبب الحرب الطاحنة منذ عدة سنوات، ما أدى إلى تراجع الموارد المالية والإيرادات العامة للدولة، بعد الدمار الذي لحق بكل شيء وشلل السياحة وعجز الميزان التجاري. لتأتي تداعيات إغلاقات كورونا والعقوبات الاقتصادية الأوروبية والأميركية، وما سببته من آثار على تراجع الإنتاج والصادرات وتدهور سعر العملة من 50 ليرة مقابل الدولار عام 2011 إلى نحو 2800 ليرة حاليا، ليزيد نظام بشار الأسد من التمويل بالعجز الذي بدأه منذ مطلع الحرب، عبر طبع العملة في روسيا بعد العقوبات الأوروبية وتوقف الشركة السويسرية عن طبع الأوراق النقدية لسورية، بحسب الخبير الاقتصادي والمالي، إبراهيم محمد، من مدينة إدلب لـ"العربي الجديد". وحول انعكاس تأزم حكومة الأسد المالي على الموظفين وخاصة بمحافظة إدلب، يبيّن الخبير السوري أن الموظفين بسورية جميعهم، تحت خط الفقر، لأن متوسط الأجور 50 ألف ليرة، في حين تبلغ نفقات الأسرة وبالحد الأدنى 600 ألف ليرة. وأضاف: "لم يتوقف منح الأجور للعاملين بمناطق النظام ولكن جلّ الموظفين والعاملين لدى الدولة بالمناطق المحررة، تم فصلهم منذ سبع سنوات". نهاية أزمة الرواتب في العراق بتصويت البرلمان على قانون الاقتراض العراق: الاقتراض هو الحل يبرز تحدي تأمين مرتبات الموظفين والمتقاعدين في العراق، والذي يُعَدّ أبرز ما تواجهه حكومة مصطفى الكاظمي، إذ شهدت الأشهر الثلاثة الماضية تعثرا واضحا في سداد المرتبات والنفقات التشغيلية التي تبلغ شهريا نحو 4 مليارات دولار، وذلك بفعل تراجع إيرادات الموارد النفطية للعراق إلى أقل من 3 مليارات دولار شهريا، بسبب تراجع أسعار النفط وتحديد منظمة أوبك العراق بسقف تصدير ثابت. وفي سياق هذا الموضوع، قال مسؤول بوزارة المالية العراقية في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن الدولة تدرس عدة خيارات لتأمين المرتبات لعام 2021؛ أولها الاقتراض الداخلي وإصدار سندات بنكية، وبيع أملاك عامة وطرح أخرى للاستثمار، مع مساعٍ للاتفاق مع عدة دول آسيوية لتلقي دفعات مقدمة من أموال النفط المتفق على تصديره خلال عام 2021 لتلك الدول". ومن جهتها، قالت الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم، لـ"العربي الجديد" إن "أزمة الإيرادات المالية باتت عالمية تأثرت بها أغلب دول العالم لا سيما البلدان النفطية، نتيجة لتفشي جائحة كورونا". العربي الجديد
تقرير: محمد رؤوف- فاضل حەمە ڕفعت ترجمة : عباس س المندلاوي من المقرر ان تناقش حكومة اقليم كوردستان هذا الاسبوع مسالة توزيع رواتب موظفي الاقليم لشهر( 10) تشرين الاول المنصرم ، علما ان حكومة بغداد لم تخطر الاقليم فيما اذا كانت سترسل المبلغ المقرر من قبلها ( 320 مليار دينار ) ، وفي حال عدم ارسال المبلغ الى اربيل فان حكومة الاقليم امام ثلاثة خيارات لحل مسالة الرواتب المستحقة عليها لمنتسبيها ، اقربها هو اللجو الى الاقتراض لدفع الرواتب مع استقطاع نسبة 18 % منها ، للمزيد من التفاصيل اعد ( الحصاد DRAW ) هذا التقرير : الحلول المطروحة لصرف رواتب الشهر الماضي وهذا هو الشهر الاخير من سنة 2020 قد دنت ايامه وحكومة الاقليم لما تناقش كيفية صرف رواتب الشهر العاشر ، فيما تسلم الموظفون رواتب شهر التاسع قبل اكثر من اربعين يوما ، وكانت وزارة مالية الاقليم قد صرفت رواتب الشهر الثالث قبل ذلك بنحو شهرين ، ولكنها اعلنت بعد ذلك انها لن تتحمل اعباء تأخير التشكيلة الحكومية السابقة( حكومة نيجيرفان برزاني ) لصرف الرواتب فقررت القفز الى الشهر التاسع عابرة شهور ( 4 و 5 و6 و 7 و 8 ) بجرة قلم في تنصل واضح لواجباتها تجاه منتسبيها دون اي كلمة او استدعاء من برلمان الاقليم الذي يسيطر عليه حزب رئيس الوزراء وحلفاؤه . لماذا تأخر صرف الرواتب ؟! يُرجع البعض سبب تاخير حكومة الاقليم لصرف رواتب منتسبيها للشهر العاشر الى تأخر مجلس النواب العراقي في المصادقة على قانون سد العجز في الميزانية الاتحادية او ما يسمى قانون الاقتراض الاتحادي ،والذي تمت المصادقة عليه قبل نحو اسبوعين ، على عكس من اتفاق شهر اب الماضي بين حكومتي بغداد برئاسة مصطفى الكاظمي واربيل برئاسة مسرور البرزاني ، القاضي بتسليم الاخيرة كمية معينة من النفط المستخرج من الاقليم لشركة سومو الاتحادية الخاصة بتسويق النفط العراقي في الاسواق العالمية . وحتى اعداد هذا التقرير لم ترسل حكومة الكاظمي مبلغ ( 320 مليار دينار) الشهري و المتفق عليه مع حكومة الاقليم في شهر اب والساري حتى نهاية العام الحالي ( لحين المصادقة على ميزانية عام 2021 ) من اجل صرف رواتب موظفي الاقليم ،و كان رئيس الوزراء العراقي قد اكد عبر متحدثه الرسمي في وقت سابق بان ارسال المبلغ المذكور سيستمرو لن يواجه مشاكل او عقبات على خلفية السجالات التي كانت دائرة قبل المصادقة على قانون الاقتراض الاتحادي ، لكن ذلك المبلغ الذي خصم منه قيمة واردات نفط الاقليم المتفق على تسليمه لشركة سومو لم يرسل الى الاقليم لحد الان . وزارة مالية في بغداد قد اتممت صرف رواتب موظفي الحكومة الاتحادية للشهر العاشر وهي مستمرة في صرف رواتب الشهر ( 11) المشرف على النهاية ، وقد ترتيب الاقليم الثالث ضمن جدول صرف الرواتب في المالية الاتحادية للشهر العاشر ولكنها لم ترسل رواتب موظفي الاقليم كما كان مدرجا ، لكن حكومة اربيل لحد الان اي وفد عنها لبغداد لاستبيان ومناقشة سبب امتناع المالية الاتحادية عن ارسال المبلغ المتفق عليه الى الاقليم ، بالرغم من الاتصالات بين مسؤولي الاتحادية والاقليم . الى ذلك يقول بعض المصادر ان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد ذكر في الاونة الاخيرة انه يبحث عن تخريجة سياسية وقانونية مناسبة لمواصلة ارسال رواتب موظفي الاقليم . ماذا ستفعل حكومة الاقليم لتأمين الرواتب ؟ وتقول المعلومات التي حصل عليها ( الحصاد DRAW ) ، ان حكومة اقليم كوردستان برئاسة مسرور البرزاني ستعقد جلساتها لمناقشة سبل ايجاد مخارج من ازمة الرواتب المستمرة ، سيما راتب شهر (10) تشرين الاول المنصرم والبدء باجراء اتصالاتها مع الحكومة الاتحادية لمعرفة مصير المبلغ المتفق على ارساله الى الاقليم . وبهذا الصدد قال المتحدث الرسمي باسم حكومة اربيل جوتيار عادل ل ( الحصاد DRAW ): " نحن ننتظر ارسال مبلغ ( 320 مليار دينار ) من الحكومة الاتحادية ، وبخلاف ذلك امامنا ثلاث خيارات" ( وعلم ( الحصاد ) ان حكومة الاقليم تمتلك الان حوالي مبلغ ( 370 مليار دولار ) اي حوالي ( 450 ) مليار دينار من اجمالي المبلغ اللازم لرواتب منتسبيها للشهر العاشر مع استقطاع نسبة 18% من رواتب الموظفين اي بعجز مقداره ( 280مليار دينار ) . كيفية سد العجز ؟ يتم اتخاذ اي قرار حيال رواتب الموظفين بالاجماع من قبل الوزراء الممثلين للاطراف والاحزاب المشاركة في االحكومة لقطع الطريق امامها للتنصل من مسؤولياتها في اتخاذ القرارات او اللجوء الى المزايدات السياسية . وتقول مصادر ( الحصاد DRAW ) ان مجلس وزراء الاقليم سيبحث عدة خيارات مطروحة لتحديد كيفية صرف رواتب الموظفين للشهر العاشر ومن ثم التصويت عليها ، سيتم خلال جلسة المجلس طرح ثلاثة خيارات في حال امتناع بغداد عن ارسال مبلغ ( 320 مليار دينار ) الى اربيل وهي : • الخيار الاول : رفع نسبة الاستقطاع من رواتب الموظفين من 18 % الى 50% اعتمادا على المبلغ المتوفر لدى وزارة المالية في حكومة الاقليم وهو ( 450 مليار دينار) من اجمالي المبلغ اللازم تأمينه للرواتب شهريا وهو ( 894 مليار دينار ، وهذا خيار صعب جدا من المستبعد ان تلجأ اليه حكومة الاقليم . • الخيار الثاني : اللجوء الى الاقتراض لسد العجز الحاصل في رواتب موظفي الاقليم ، اذ ان حكومة الاقليم تقول ان لديها مبلغ (450 مليار دينار ) فاذا قررت صرف الرواتب مع استقطاع نسبة 18% منها فانها بحاجة الى اقتراض مبلغ ( 280 مليار دينار ) لاستكمال المبلغ الكلي للرواتب للشهر العاشر والبالغة ( 730 مليار دينار ) على غرار حكومة بغداد ، ولكن هناك سؤوال يطرح نفسه هل تسعى حكومة اربيل الى اقتراض كامل مبلغ العجز ام انها ستلجأ الى زيادة نسبة الاستقطاع من 18% الى الى 39% وهذه خطوة ربما ستكون لها ردود فعل رافضة من قبل الموظفين . • الخيار الثالث : هو اللجوء الى صرف الرواتب كل 60 يوما بدل 30 يوما كما فعلت حكومة القليم سابقا اي تخفيض الرواتب الى النصف او اكثر فعليا ،وهذا يناقض وعود رئيس مجلس الوزراء مسرور البرزاني بعد توليه منصب رئاسة الوزراء بصرف الرواتب كل 30 يوما ، بعد تنصلها من المبالغ المدخرة من رواتب الموظفين على مدى سنوات في التشكيلة الوزارية السابقة برئاسة ابن عمه نيجيرفان البرزاني والقفز الى الامام والتخلص من رواتب من شهور (4 و 5 و6 و 7 و 8 ) ، بذريعة ان تلك الرواتب المتاخرة والمدخرة كانت من شأن التشكيلة السابقة ( في سابقة نادرة ) ، فبدأت وزارة المالية في صرف رواتب الشهر التاسع في العاشر واعدا بتوزيع الرواتب شهريا في مواعيدها اعتمادا على المبلغ ( 320مليار دينار ) الذي سترسله بغداد .
الحصاد DRAW: العربي الجديد "عطور، حلويات، power bank، مواقد شواء، حقائب ظهر ودفاتر وأقلام،.. وغيرها" من الهدايا التي تنتشر صورها على صفحات "الفيسبوك" الخاصة بصحافيين بعد أن تلقوها في مناسبات مختلفة، من شركات ومؤسسات متنوعة، إضافة إلى هدايا أخرى لا يتم نشر صورها مثل تذاكر السفر وحجوزات الفنادق وتذاكر الحفلات والوجبات في المطاعم و"التي نادرا ما ينظر لها بعين اللامهنية في ظل غياب كامل لوضع معايير واضحة ترفضها أو تقننها"، وفق ما تؤكده دراسة السياسات التحريرية في الصحافة الفلسطينية الصادرة عام 2018 عن مركز تطوير الإعلام التابع لجامعة بيرزيت، ضمن سلسلة أبحاث وسياسات الإعلام، للصحافية والباحثة نائلة خليل. الظاهرة منتشرة عربيا غير أنها مسكوت عنها ولم تطرح إعلاميا بشكل تحقيقي جاد نظرا للعلاقة المتشابكة وحتى تضارب المصالح بين الصحافي والمصادر والتي تسيطر على غرف الأخبار في العديد من العالم العربي دون تقنين لها عبر متابعات قانونية داخلية أو نقابية، وهو ما دفع معد المادة إلى التساؤل حول الأهداف التي تسعى الشركات والمؤسسات إليها عبر تقديم مثل هذه الهدايا للصحافيين، وما هي وجهة نظر المؤيدين والشركات والرافصين؟ وهل يأتي ذلك في إطار الشراكة والامتنان، أم الاحتواء؟ ومدى تأثير تلك الهدايا على المهنية؟ وهل يتنافى تلقيها مع أخلاقيات العمل الصحافي؟ وكيف يتم التعامل مع تلك الظاهرة في وسائل الإعلام العالمية ؟ صحافيو مصر.. أزمات متلاحقة تهدد بموت المهنة وجهة نظر المؤيدين الصحافي سلام الأطرش من رام الله، نشر من خلال حسابه على الفيسبوك، في شهر أغسطس/آب من العام الماضي صورة موقد شواء، قال إنه هدية وصلته من شركة الاتصالات الفلسطينية (Paltel))، سأله معد المادة عن سبب تلقيه لهذه الهدية فقال: "هي نتاج العلاقة الاستراتيجية للمؤسسة الصحافية الإذاعية التي أعمل بها مع الشركة، وهناك هدايا متبادلة ما بين الطرفين لتعميق وتوطيد هذه العلاقة، علما أن ذات الهدية أعرف أنها وصلت إلى صحافيين آخرين. ومن وجهة نظري، فإن معظم الشركات الكبيرة تقدم هدايا للناس المؤثرين في محيطهم، سواء أكانوا رجال أعمال أم مؤسسات وشركات تجارية إعلامية أم إعلانية شريكة، (وليس فقط للصحافيين)، رغبة منها في عكس صورة إيجابية عن تلك الشركات وعملها". ولا تعد الهدايا المقدمة للصحافيين ثمينة بل رمزية، كما يقول الأطرش، "حين نقول هدايا لا نتحدث عن هدايا تبلغ قيمتها آلاف الشواقل مثلا، فقد تكون الهدية عبارة عن كتاب أو دفتر أو طبق معمول أو شوكولاتة، شركات المحمول على سبيل المثال تقدم الهدايا للعاملات المؤثرات في مجتمعاتهن في مناسبات كعيد الأم أو يوم المرأة، تلقت زوجتي "موبايل" بصفتها الصحافية، ومن الأمثلة على ذلك أيضا عندما فعّلت شركات الهاتف المحمول خدمة الـ 3G ، إذ قامت بإعطاء عدد كبير من مشتركيها المؤثرين( بمن فيهم الصحافيون) هذه الخدمة بشكل مجاني لفترة معينة، للتأكد من جودة الخدمة قبل إطلاقها". الصورة لكن، وبغض النظر عن قيمة الهدية، ألا يعتبر ذلك عملية إغواء للصحافي، وقد يكون هدفه التأثير على مهنيته كما يرى البعض؟ يجيب: "أنا ضد وصف الإغواء، فهدية زوجتي كمثال كانت تقديرا لها فقط وليس لشراء صمتها، إذ إنه ومن واقع التجربة لم يمنعها ذلك من تناول قطاع الاتصالات بالنقد كلما تطلب الأمر ذلك من خلال برنامجها، بالتالي لا نقبل ولا يمكن أن يكون هناك أي نوع من التأثير على عملنا ومهنيته". يتفق معه الإعلامي ومقدم البرامج الإذاعية، والقائم على مشاريع ريادية سائد كرزون من رام الله، والذي تلقى هو الآخر الهدايا من إحدى الشركات، وجرى توزيعها على المتدربين ضمن أحد المشاريع التي يعمل عليها، وفق ما نشره عبر حسابه (الفيسبوك) إذ يقول: "الهدايا التي قدمت لرياديي (مشروع الجبل) لم تتعد كونها أقلاماً ودفاتر وشنط ظهر خفيفة، أما في (مشروع باص السوشال ميديا) مثلا فقد كانت الهدايا عبارة عن power bank (شاحن خارجي) وحقائب بسيطة، بالتالي كل الهدايا هي رمزية ومتواضعة". وعن أسباب تقديم تلك الهدايا للصحافيين قال كرزون: "العلاقات العامة وتبادل الهدايا ما بين الشركات وما بين الأفراد أمر طبيعي ويحدث في كل العالم، وهدفه الوحيد تعزيز العلاقة الثنائية، علما أنني ومن واقع تجربتي، لا آخذ هدايا من جهة تختلف معي من ناحية القيم، والأهم من ذلك أن تلقي الهدايا من جهة أو مؤسسة لا يؤثر على مهنيتي كصحافي". وحول وجود سياسة لدى المؤسسات تهدف إلى إغواء أو احتواء الصحافيين قال كرزون: " قبل بضعة أعوام ولأننا كنا في بداية انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، فقد كان هذا التهافت من قبل الشركات والمؤسسات قائما، لكن الأمر اختلف الآن، نظرا لأن بعض الصحافيين أنفسهم أصبحوا يتهافتون على الشركات والمؤسسات، ومثال ذلك أن تجد أحيانا صحافيين مدعوين لحضور أمسية تنظمها شركة ما وصحافي آخر غير مدعو، الأمر الذي يدفع الصحافي غير المدعو لانتقاد الشركة أو المؤسسة وانتقاد حتى الصحافي الذي حضر الأمسية!! غير أنه يتوقف عن ذلك النقد إذا ما تمت دعوته لاحقا، لأن ذلك يشعره بأنه مهم". حرب المعلومات الكاذبة...ترويج إلكتروني سعودي ــ إماراتي لحفتر لماذا تمنح الشركات الهدايا للصحافيين؟ ما هي وجهة نظر الشركات التي تمنح الهدايا للصحافيين؟ بالنسبة إلى شركة النبالي والفارس للعقارات في رام الله، تقول مديرة التسويق، شهد خلّه: "لا تخصيص لهدايا معينة لفئة الصحافيين، وإنما حالهم كحال الموردين والجهات الأخرى التي نتعامل معها"، موضحة أنه لدى الشركة قوائم بأسماء تلك الجهات، سواء كانوا موردين أو شركاء أو صحافيين، حيث تقدم لهم الهدايا الرمزية في المناسبات والأعياد بنفس الطريقة والوقت تعبيرا عن الشكر والامتنان، وهو ما يعني أن الهدايا نفسها تقدم للجميع". لكن من وجهة نظر مديرة التسويق، هل تلك الهدايا هي رسالة تقدير واحترام أم أنها بهدف الاحتواء والتأثير عليهم كما يقول منتقدين؟ تجيب خلة قائلة: "القصة غير مرتبطة بشخص نستهدفه لكي يسوق للشركة، والصحافي المهني عليه أن يقوم بعمله بغض النظر إنْ تلقى هدية أم لم يتلق، فمن واجبه أن لا يتأثر عمله نتيجة تلقيه الهدايا، ولو وصلته هدية من شركة ما وتبين له أن هناك ملاحظات على عملهم، عليه أن يُعلي صوته، وإن كان هناك أي نوع من أنواع التأثر، فهو في حالات فردية لصحافيين، بالتالي فإن الأمر يرجع للشخص نفسه". من جهتها، قالت مجموعة الاتصالات الفلسطينية على لسان مدير دائرة الإعلام والاتصال أحمد أبوعليا: "يجب التفريق ما بين الهدايا التسويقية التي تقدم للمشتركين، في إطار المنافسة التجارية، والمعمول بها في مختلف دول العالم، والتي تأتي ضمن حملات الترويج التي تقوم بها الشركات من أجل الحفاظ على مشتركيها، واستقطاب مشتركين جدد، وما بين المواد المستخدمة في العلاقات العامة ما بين شركات المجموعة والشركات الأخرى أو ما يعرف بقطاع الأعمال بمختلف تصنيفاتهم ومسمياتهم". وفي معرض رده حول إن كان الاستهداف يقتصر على فئة الصحافيين عبر تلك الهدايا، قال: "بالنسبة للزملاء الصحافيين، فإنهم جزء أصيل من أبناء شعبنا، يسري عليهم ما يسري على مختلف المشتركين والمستفيدين من الخدمات التي تقدمها شركاتنا، ولا توجد مخصصات لدى هذه الشركات لغرض تقديم الهدايا للصحافيين، ولكن في بعض المناسبات الوطنية أو الدينية، يكون هناك بعض اللفتات التكريمية من قبل إدارات الشركات، ومن باب العلاقات العامة، وتشمل كافة قطاعات الأعمال، وتكون هذه اللفتات رمزية تحمل قيمة معنوية أكثر من قيمتها المادية". إعلام النظام السوري... التنكيل بالجميع موالاة ومعارضة وجهة نظر الرافضين مع ذلك، تساءل الصحافي جهاد القواسمي من الخليل جنوب الضفة الغربية، عما إذا كان متلقي الهدية سيحصل عليها لو لم يكن صحافيا؟ "لهذا أعتقد أن بعض الشركات والمؤسسات تلجأ لهذا الشكل من العلاقة مع المؤسسة الإعلامية أو الصحافيين لتتم تغطية أعمالها من جهة، ولخشيتها من انتقاد أعمالها في حال كانت لديها تجاوزات ما من جهة أخرى، بالتالي فإن الهدية من وجهة نظري بمثابة ثمن غض الطرف، ولهذا أنا ضد تلقي الصحافي( أو المؤسسة الصحافية) مثل هذه الهدايا بغض النظر عن قيمتها، لأن ذلك قد يحرفه عن طبيعة عمله ومهنيته في تبني قضايا الناس إذا ما ارتبطت بالمؤسسة التي منحته الهدايا". الصحافي القواسمي قال إن هناك ما هو أخطر من ذلك "في بعض الحالات تكون لدى الصحافي قضية على شركة أو مؤسسة ما، فيلجأ إلى استثمار ما لديه، الأمر الذي يدفعها لأن تعطيه هدية قيّمة وثمينة، وقد يصل الأمر أحيانا حتى لدفع المال، أضف لذلك أن من المآخذ على بعض الصحافيين والمؤسسات الإعلامية، أن شركات تحتكر الأسواق في قطاعات معينة، عليها الكثير من الملاحظات والانتقادات لعملها أو ما تقدمه للمستهلكين، لكن إعلاناتها هي لدى تلك المؤسسات الإعلامية، أو لكون المؤسسة الإعلامية تلقت هدايا من تلك الجهات، ما يؤدي إلى التغاضي أو غض الطرف عن تلك الانتقادات، الأمر الذي يجعل تلك الجهة الإعلامية أو الصحافي مجرد بوق لمثل تلك المؤسسات أو الشركات". الضغط عبر الإعلانات يحذر مدير دائرة الاقتصاد في صحيفة الحياة الجديدة، ومنسق شبكة الصحافيين الاقتصاديين أيهم أبوغوش من أن الهدايا غالبا ما تكون على شكل إعلانات من قبل الشركات الكبرى لدى المؤسسة الإعلامية لا على شكل هدايا فردية، وتناول كيف رفضت صحيفته المساومة والتأثير على القرار التحريري مقابل استمرار الإعلان فيها من قبل إحدى الشركات المعلنة، قائلا: "قبل بضع سنوات نفذت مع زميل لي تحقيقا صحافيا مرتبطا بإحدى الشركات التي تسيطر على قطاع خدماتي كبير، وقبل أن نقوم بعملية النشر اتصلت الشركة بمسؤولي الجريدة وحاولوا ممارسة الضغط من أجل منع نشر التحقيق مقابل حملة إعلانية تتلقاها الصحيفة، لكن قرار المسؤولين في الصحيفة كان مهنيا بفصل العملية الصحافية عن قسم التسويق فيها، وبالتالي تقرر النشر وهذا ما حصل، وبهذا تغلبت المهنية على المساومة التي عرضت على الصحيفة والفوائد المالية التي من الممكن أن تجنيها مقابل ثنينا عن نشر التحقيق، ورغم أن الشركة حجبت لاحقا إعلاناتها ولفترة طويلة عن الصحيفة، إلا أن هذا المثال يؤكد تعرض المؤسسات الإعلامية لضغط دائم خاصة من كبار المعلنين لتجنب الخوض في مواضيع تمس الشركات، وأحيانا يلقى الأمر تجاوبا عند المؤسسات الإعلامية نتيجة الظروف المالية الصعبة بكل أسف". ويرى مدير دائرة الاقتصاد في صحيفة الحياة الجديدة، أن لا ضير في أن يتلقى الصحافي بعلم مؤسسته هدايا زهيدة غير مشروطة لتوجيه التغطية الصحافية، "مثل تلك الهدايا تجيزها كبريات المؤسسات الإعلامية في العالم ولكن ضمن ضوابط مثل تحديد قيمة هذه الهدية ودون أن تكون هناك شروط، وتلك الهدايا تأتي في سياق تنظيم فعاليات اقتصادية معنية، أو إذا كان هناك افتتاح مؤسسة، أو ذكرى تأسيس شركة، وتكون عبارة عن (معدات مكتبية أو أجندات أو حتى فلاشات كمبيوتر ) تقدم للمدعوين سواء أكانوا صحافيين أم غير صحافيين، بمعنى أنها غير موجهة لفئة دون أخرى، وقد سبق لصحافيين أن تلقوا مثل تلك الهدايا (وبعلم مؤسساتهم غالبا)، غير أن الخطورة تكمن في الهدايا القيّمة المرهونة بطبيعة تغطية معينة تُمليها الشركات على الصحافيين، فهذا النوع بالتأكيد يدخل في نطاق الرشوة ويُخل بالعمل المهني، وعليه فإن موضوع الهدايا برمته يحتاج إلى مدونة سلوك مهني أو ميثاق شرف مهني يضبط عمل الصحافيين الاقتصاديين، وتبيان ما هو مسموح وما هو مُخل بالمهنية، وذلك ما نعمل عليه حاليا بالتعاون مع نقابة الصحافيين الفلسطينيين، الإطار الناظم والحاضن للشبكة". انقلابات الناصريين.. من معاداة إسرائيل إلى التحريض على المقاومة ماذا تفعل وسائل الإعلام الدولية؟ الصحافي محمد دراغمه والذي يعمل في إحدى وسائل الإعلام الأجنبية شدد على أنه يُحظر على الصحافي تلقي الهدايا من أي جهة كانت، لأنه قد يكون لها تأثير على القرار التحريري والتغطية الصحافية، قائلا: "الصحافي المستقل لا يشرب حتى فنجان قهوة على حساب أي جهة، مع ضرورة الإشارة إلى أن جميع وسائل الإعلام الدولية المهنية، مثل الوكالة الفرنسية أو الأسوشييتد برس وغيرهما لديها لوائح وقواعد سلوك داخلية لأخلاقيات التغطية الصحافية تسمى (Code of Conduct) وهذه القواعد تحظر على الصحافي تلقي أي خدمات نقدية أو عينية أو تذاكر سفر، ولو سافر هؤلاء الصحافيون كمراسلين على متن طائرة الرئيس مثلا، فيجب عليهم دفع ثمن التذكرة، وحتى إن لم يكن معمولا بهذا النظام، يتم التبرع بقيمة التذكرة لمدرسة أو جهة ما". ويوافقه الرأي مدير مشاريع "بي بي سي ميديا أكشن" سابقا والمتخصص في أخلاقيات الإعلام وليد بطراوي، قائلا: "تنص اللوائح الداخلية في الكثير من المؤسسات الإعلامية الدولية ومنها الـ"بي بي سي" على أنه إذا تلقيت هدية ما، فعليك أن تصرح بذلك، كي لا يتهمك أحد بأنك أخذت أي نوع من الرشوة. وفق ذلك وبمجرد أن تصلنا أي هدية، وحتى لو كانت رمزية كالحلويات التي تصل في مناسبات معينة، نقوم بتعبئة نموذج تصريح، نورد فيه كل التفاصيل المتعلقة بالهدية ومناسبتها وقيمتها والجهة التي قدمتها، وفي حال لم نقم بذلك فسنتعرض للمساءلة. وقد سبق لي أن تلقيت هدية كانت عبارة عن جهاز هاتف ذكي، وبطبيعة الحال قمت بالتصريح عن هذه الهدية ومناسبتها، وبمجرد أن تركت منصبي قمت بتسليم الجهاز للمؤسسة، لأنني استلمت الهدية كمدير للمؤسسة وليس لي بشكل شخصي، غير أني وبإذن من المؤسسة احتفظت بالرقم لأنه أصبح رقمي المتداول". وحتى وإن افترضنا أن الهدف من تلك الهدايا الرمزية أو غير الرمزية الدعاية والإعلان، يضيف بطراوي قائلا إن على الصحافيين أن يطوروا في وسائل الإعلام التي يعملون فيها مبادئ حول هذا الموضوع، بحيث تكون هناك مدونات سلوك ولوائح داخلية تحكم هذا العمل، خاصة مع احتمال تأثير تلك الهدايا على القرار التحريري لدى بعض الصحافيين في بعض المؤسسات الإعلامية المحلية". ما يؤكده المصادر السابقة يتفق مع نتائج دراسة السياسات التحريرية في الصحافة الفلسطينية الميدانية والتي شملت 30 مؤسسة من وسائل الإعلام الفلسطينية في الضفة المحتلة وقطاع غزة المحاصر والشتات، واستهدفت العينة 50 مراسلا ومذيعا ومعد أخبار ومحررا، وفي محور تضارب المصالح والقبول بهدايا من مصادر الأخبار تؤكد الباحثة خليل، أن تلقي الهدايا أو الخصومات سواء من السفارات أو القناصل أو الشركات لم يحظ بأي نقاش جدي في غرف الأخبار في وسائل الإعلام الفلسطينية اليومية، أو بين مجموعات الصحافيين، وحتى في حال حظي بنقاش مهني فإنه لم يخرج بأي مخرجات ملموسة. وعلى سبيل المثال، من المألوف أن توزع شركات فلسطينية على الصحافيين أجهزة الحاسوب أو أجهزة الهاتف المحمول، أو أن يحظوا بخصومات وعروض خاصة بسبب كونهم صحافيين، ولا يختلف الأمر مع البنوك وغيرها من المؤسسات التي تغدق على الصحافيين سواء عبر السفر المغطى التكاليف أو عبر حفلات الاستقبال أو الإفطارات في شهر رمضان الكريم. وبينت الدراسة من خلال استطلاعات الرأي للصحافيين والمحررين أن 90% من فئة مراسل /مقدم/مذيع لا وجود لملاحظات في مؤسساتهم حول تلبية دعوات الولائم والأمسيات من المصادر، بينما قال 95% من المحررين إنه لا توجد ملاحظات أيضا. وردا على سؤال هل توجد في وسيلتك الإعلامية أي تعليمات مكتوبة أو شفوية حول تلقي المراسل أو المحرر للهدايا من الشركات أو وسائل الإعلام؟ أجاب 86% من المراسلين ومقدمي البرامج والمذيعين بعدم وجود أي تعليمات، و13.6% منهم أجابوا بأنه توجد تعليمات شفوية، أما المحررون، فإن 57.9% منهم أجابوا بأنه لا توجد أي تعليمات و31.6% قالوا إنه توجد تعليمات شفوية و10.5% أجابوا بأنه توجد تعليمات مكتوبة. أما سؤال: هل توجد أي تعليمات في وسيلتك الإعلامية حول تلقيك دعوة سفر تكون نفقتها على حساب الداعي من شركات أو مؤسسات أو أحزاب أو قنصليات أو سفارات؟ فأجاب 90% من مقدمي البرامج والمراسلين والمذيعين عليه بأنه لا توجد أي تعليمات. وتصل الدراسة إلى نتيجة حول محور الهدايا وتؤكد أنها "تعكس تضارب المصالح وعدم وجود معايير ملزمة تبحث في هذا الأمر، ولعل أحاديث غرفة التحرير والمراسلين عن أهمية العلاقات العامة لخلق أفق لأعمال جزئية للمراسلين والمحررين من جهة، والمحافظة على تدفق الإعلانات من جهة أخرى، تبرر لماذا لم يتخذ الإعلام الفلسطيني أي معايير حازمة حول كل هذه الممارسات التي تعكس حقيقة تضارب المصالح بشكل سافر". أين الدور النقابي؟ أين دور النقابة؟ يرد رئيس لجنة أخلاقيات وقواعد المهنة في نقابة الصحافيين حسام عز الدين، قائلا: "ما نعلمه أن بعض الصحافيين يتلقون هدايا من مؤسسات مختلفة، ولكن غالبية هذه الهدايا ليست ثمينة، وتأتي في سياق حملات ترويجية لهذه المؤسسات (كقميص يحمل شعار المؤسسة، أو دفاتر مذكرات، أو يو بي س) ولا يكون الصحافيون مستهدفين بالدرجة الأولى من قبل المؤسسات، وقد تكون نظرة الشركة للصحافي في هذه الحالة على أنه زبون ليس أكثر، أما الهدايا غير عينية نظير نشر تقارير صحافية عن مؤسسات بعينها فليس لدي تأكيدات حولها، كما لا علم لدينا أيضا إنكانت هناك هدايا قيّمة تقدم لصحافيين بشكل خفي". وشدد عزالدين، على وجوب رفض الصحافي الهدايا بغض النظر عن قيمتها "لأنها حين تقدم لا تُعرف الغاية من ورائها، هل هي ترويج أم أنها بهدف إغواء الصحافي، وفي كلتا الحالتين فإن رفضها يهدف إلى إبعاد الصحافي حتى عن الشبهات، وخوفا من أن يتأثر القرار التحريري بالهدية على اعتبار أن التقرير يبدأ من عند الصحافي، وبالتالي يدفع الثمن في لحظة ما، بحيث يمتنع عن نشر الحقيقة في حال كان يجري تحقيقا أو تقريرا صحافيا عن تلك المؤسسة، وذلك على حساب حق الرأي العام في الحصول على الحقيقة". الصورة وعلى الرغم من أن مدونة السلوك التي اعتمدتها نقابة الصحافيين قبل أكثر من عامين ووزعت عبر مختلف وسائل الإعلام، وحثت الصحافيين في المادة 18 على الابتعاد عن الشركات المعلنة، وترك هذه الأمور لموظفي الإعلانات في المؤسسات الإعلامية، لأن عمل الصحافي في الجانب الإعلاني يتنافى مع أخلاقيات وقواعد مهنة الإعلام، ونصت في المادة 19 بشكل واضح على (رفض أي هدايا من المؤسسات والشخصيات السياسية) وتجنب قبول الهدايا حتى ولو كانت الهدية بسيطة جدا، إلا أن رئيس لجنة أخلاقيات وقواعد المهنة في نقابة الصحافيين قال صراحة إنه لا توجد ضمانات لكي يقوم الصحافي بالإفصاح عن الهدايا التي تلقاها بالتالي، قد يمضي المحتوى كما هو بعيدا عن الحقيقة حتى يأتي صحافي آخر للكشف عنه. وحول دور النقابة في المحاسبة، طالما أن المدونة لا تحمل صفة الإلزام يقول عزالدين: "رفض الهدايا يقع بداية على الصحافي نفسه أولا، وعلى الصحافيين الالتزام بأخلاقيات وقواعد الإعلامي المحترف علما أن هذا الالتزام بأخلاقيات المهنة نسبي لدى الصحافيين، أما في ما يخص المحاسبة، وطالما أننا نتحدث عن التزامات أخلاقية، فإننا لغاية الآن لم نصل إلى مستوى محاسبة الصحافي على خرق هذه الأخلاقيات، غير أن هناك محاولات في هذ الصدد". لكنه أشار إلى مسؤولية المؤسسة الإعلامية، وعلى رئيس التحرير التي يعمل فيها الصحافي أن يعمل على تحذير العاملين لديه من هذه القضية، واتخاذ تدابير عقابية بحق من يقبل الهدية ولا يفصح عنها، وتابع: "حتى أن المؤسسة الصحافية نفسها من المفروض أن تلتزم هي أولا بقواعد أخلاقيات المهنة ورفض الهدايا إذا أرادت أن تحافظ على مصداقيتها، لكن للأسف فإن غالبية المؤسسات الإعلامية لا أعتقد أنها وصلت إلى أدنى المستويات لرفض الهدايا، بل إن غالبيتها ما زالت خاضعة للشركات المعلنة". الصورة علاقة الهدايا بالرواتب يرى بعض الصحافيين أن المؤسسات الإعلامية لا تنصف الصحافي ماليا، فيصبح مهتما بالحصول على هدايا من هنا وهناك، وهنا يقول حسام عزالدين: "قد يكون ذلك صحيحا، ولكن هذا الأمر لا يبرر للصحافي الوقوع في المحظور". في ذات الإطار اعتبر مدير عام المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) موسى الريماوي أن مسألة الرواتب والأجور للصحافيين تؤثر على الصحافي قائلا: "قلة الرواتب قد تجعله يوافق على قبول هذه الهدايا، بالتالي فإن هذا يقتضي أن ترفع المؤسسات الإعلامية سقف الرواتب للصحافيين لكي يكونوا قادرين على العيش بكرامة، ولكي يكونوا فعلا محصنين ضد أخذ الهدايا أو الرشوة، ليتمكنوا بذلك من ممارسة دورهم الرقابي، وأن يتناولوا المواضيع بالنقد، كما أن أخلاقيات العمل الصحافي تلزم الصحافي برفض تلقي أو تقبل الهدايا،كي يخرج من هذه الظلال أو الشبهة". بات واضحا، يقول مدير عام مدى، أن الشركات الخاصة، (والكبيرة منها) تستهدف الصحافيين عبر تقديم الهدايا لهم، في محاولة منها لتلميع صورتها قدر الإمكان، وتخفيض النقد الموجه لها في القضايا التي تهم المواطن والتي لها علاقة بالمستهلكين بشكل عام، وأضاف: "ما يزيد الطين بلة هنا، أن المؤسسة الإعلامية في هذه الحالة تصبح رقيبة على نفسها وتمارس الرقابة الذاتية على الصحافيين لديها بخصوص القضايا التي تخص هذه الشركة أو المؤسسة الخاصة، قبل أن يكون الصحافي رقيبا على نفسه، خاصة إذا ما علمنا أن درجة الرقابة الذاتية لدى الصحافيين تصل أحيانا إلى حوالي 90%، ولا تأتي فقط خوفا من الأجهزة الأمنية أو السلطات بشكل عام، وإنما في جزء منها للشركات نفسها".
الحصاد draw: كامران قره داغي - كاتب كردي بدأت أغرب مقابلة أجريتها مع مسؤول خلال عملي في الصحافة. رئيس دولة يتبادل الأدوار مع الصحافي! كان عام 1990 حافلاً بأحداث وتطورات تاريخية في المنطقة غيّرت سياسات الشرق الأوسط، الذي ما زال يواجه تداعياتها حتى اليوم. وكان طبيعياً أن تؤثر تلك الاحداث والتطورات مباشرة في الوضع الكردي، تحديداً في العراق وتركيا. الحدث الأبرز كان طبعاً الغزو العراقي للكويت في الثاني من آب/ أغسطس 1990. لكن حتى قبل الغزو بأشهر كانت تصريحات صدام حسين النارية تصعّد التوترات في المنطقة، خصوصاً إعلانه في نيسان/ أبريل أنه قادر على إحراق نصف اسرائيل. جاء ذلك بعد اعتقال مراسل صحيفة “ابزورفر” البريطاني من أصول إيرانية فرزاد بازوفت، الذي كان يقوم بمهمة صحافية وإعدامه في 15 آذار/ مارس بتهمة التجسس. لكن القوى الإقليمية والدولية لم تكن تتوقع أن تصل الأمور بصدام إلى حد غزو دولة عربية جارة. وحدهما الكردي جلال طالباني والعربي أحمد الجلبي، حذّرا علناً في لندن من أن صدام لن يتورع عن غزو الكويت. في أيار/ مايو من عام الغزو العراقي للكويت دُعي طالباني إلى إلقاء كلمة في المعهد الملكي لشؤون السياسة الدولية “تشاتهام هاوس” تحدث فيها عن العراق والوضع الكردي واعتبر أن صدام يفكر بغزو الكويت، الأمر الذي قوبل بإنكار من الحاضرين حتى أن ديفيد غوربوث (توفي في 2004) وكان وقتها مسؤولاً عن دائرة الشرق الاوسط في الخارجية البريطانية وكان بين الحاضرين ويعرف طالباني شخصياً، رد عليه بأن ما قاله مبالغة لا أساس لها. غوربوث لم يكن المسؤول الغربي الوحيد الذي اعتبر كلام طالباني مبالغاً فيه. إذ لم يختلف موقفه عن مواقف مسؤولين أميركيين كانوا يعتبرون أن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع العراق، على أساس أنه بقيادته يمكن أن يلعب دور شرطي المنطقة لضمان تدفق النفط، من دون عراقيل، شرط أن يدرك حجمه وحدود قدراته. كنت أعرف الباحث الخبير في الشؤون التركية والشرق الأوسط آلان ماكوفسكي الذي كان وقتها ديبلوماسياً في قسم التخطيط السياسي في وزارة الخارجية. لاحقاً أصبح ماكوفسكي أحد المسؤولين عن تنفيذ عملية “بروفايد كومفورت” لإنشاء ملاذات آمنة لكرد العراق في 1991 والتقيته في تركيا أيضاً. فوجئت بأن قسم الشرق الأوسط ومكتب العراق الذي كان عملياً يديره ماكوفسكي، لم يكن فيهما أحد يعرف اللغة العربية. وعندما طلبت من ماكوفسكي أن يرتب لي لقاء مع مسؤول متخصص في الشأن العراقي، قال بإحباط واضح إن قسم الشرق الأوسط في الوزارة لا يوجد فيه أي خبير في هذا الشأن، وأن الوحيد الذي يمكن أن يفيدني هو آرون ديفيد ميلر ،الذي كان نائباً لرئيس قسم التخطيط السياسي. معروف أن ميلر ورئيس قسمه آنذاك دينس روس كانا متخصصين في النزاع الإسرائيلي– الفلسطيني. وكما توقعت اقتصر حديث ميلر معي على العموميات في ما يتعلق بالوضع العراقي. في نهاية المطاف، كل الذين تحدثت معهم في واشنطن من مسؤولين وخبراء، أجمعوا على أن الولايات المتحدة ماضية في التعامل مع صدام حسين، واعتبروا أنه يمكن أن يكون شريكاً قوياً لأميركا، قادراً على توفير الأمن في المنطقة وضمان تدفق النفط، خصوصاً أنه خرج منتصراً من الحرب مع إيران. ولم يمر سوى شهر ونيف حتى انهارت تلك التوقعات والآمال الأميركية بين عشية وضحاها. غير غزو الكويت جذرياً تعامل وسائل الإعلام العالمية والعربية مع النظام العراقي، فقد زالت جميع المحرمات التي كانت تمنع (أو تقيّد) الحديث عن الجرائم الفظيعة التي كان يرتكبها النظام البعثي في العراق. غير غزو الكويت جذرياً تعامل وسائل الإعلام العالمية والعربية مع النظام العراقي، فقد زالت جميع المحرمات التي كانت تمنع (أو تقيّد) الحديث عن الجرائم الفظيعة التي كان يرتكبها النظام البعثي في العراق. بين ليلة وضحاها صارت أنظمة ووسائل إعلام عربية توجه الاتهام مباشرة إلى صدام حسين وابن عمه علي حسن المجيد “الكيماوي”، بأن الأول أمر والثاني نفذ عمليات الأنفال سيئة الصيت واستخدما الأسلحة الكيماوية ضد الكرد. ومنذ ذلك الحين وإلى سنوات لاحقة كان العراق بأحواله وأهواله يتصدر أخبار وسائل الإعلام العربية. هذه التطورات جعلتني وبتشجيع من رئاسة التحرير أركز اهتمامي على الشؤون العراقية والكردية، ما فتح المجال للتواصل مع المعارضين العراقيين ونقل آرائهم ومعلوماتهم. هل ينسحب صدام؟ طوال أشهر بعد غزو الكويت كان اللغز الرئيسي الذي حيّر الرأي العام والسياسيين والخبراء يتركز على السؤال، هل سينسحب صدام من الكويت وهل ستشن أميركا حرباً على العراق في حال رفض الانسحاب؟ في الإطار ذاته، كانت محطات التلفزيون والإذاعات العربية والغربية غالباً ما تستضيف محررين في “الحياة” للحديث عن التطورات. وإذ كان الاتحاد السوفياتي آنذاك ما زال يعتبر القوة العظمى الثانية في العالم، فإن موقفه في حال وقعت الحرب كان جزءاً من اللغز، الأمر الذي استدعى عقد قمة أميركية– سوفياتية في 7 أيلول/ سبتمبر من ذلك العام في العاصمة الفنلندية هلسكني، بين الرئيسين جورج بوش وميخائيل غورباتشوف، فأوفدتني “الحياة” لتغطية وقائعها. القمة انتهت إلى الإعلان عملياً عن نهاية الحرب الباردة واعتراف الاتحاد السوفياتي ضمناً بأن الولايات المتحدة أصبحت القوة العظمى الوحيدة في العالم. هكذا استنتج المراقبون أن موسكو لن تكون في وضع يجعلها قادرة على رفض استخدام القوة العسكرية ضد العراق أو منعها، على رغم إعلانها أنها ستستمر في جهودها لإقناع العراق بالانسحاب سلمياً من الكويت. معروف أن غورباتشوف كلف وقتها مبعوثه يفغيني بريماكوف بالسفر إلى بغداد أكثر من مرة لإقناع صدام حسين بالانسحاب، لكنه فشل في مهمته. في 17 كانون الثاني/ يناير 1991 لم يعد الأمر لغزاً، إذ بدأت عمليات القصف التي شنتها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد العراق، استعداداً لحرب تحرير الكويت في ما عرف بـ”حرب الخليج الثانية”. حشد القوات والاستعدادات لتحرير الكويت بدأ في 7 آب/ أغسطس 1990 تحت مسمى “درع الصحراء”. وأطلقت تسمية “عاصفة الصحراء” على المرحلة الثانية، بعد استكمال تحرير الكويت، وتمثلت في مطاردة القوات العراقية المنهزمة إلى داخل العراق واحتلال أجزاء من جنوبه. هذه المرحلة الأخيرة استمرت من 17 كانون الثاني حتى 28 شباط/ فبراير 1991. في صباح اليوم الذي بدأ فيه القصف، ما أن وصلت إلى مكتب “الحياة”، حتى جاءني المدير العام روبيرت جريديني وأبلغني بأن رئاسة التحرير قررت أن أسافر فوراً إلى تركيا. في اليوم التالي كنت في طريقي جواً إلى أنقرة، ومنها إلى دياربكر والحدود التركية – العراقية حيث أمضيت أكثر من شهر قبل أن أسافر إلى اسطنبول لاجراء مقابلة “تارخية” مع الرئيس أوزال والعودة إلى لندن. كان على المراسلين الأجانب التوجه إلى دياربكر حيث أقيم مكتب إعلامي لحلف الأطلسي رأسه ضابط تركي اسمه الكولونيل خليل. لماذا ديار بكر؟ لأن قاعدة جوية تركية كانت موجودة فيها وتستخدمها طائرات تابعة للأطلسي، إضافة إلى قربها من الحدود العراقية. الكولونيل رتّب للمراسلين الأجانب زيارة إلى القاعدة الجوية، حيث أمضينا بضع ساعات تناولنا خلالها طعام الغداء على مائدة مضيفنا، شاركنا فيها ضباط أتراك توزعوا معنا على الموائد. قبل الغداء سمحوا لنا بمشاهدة عملية انطلاق مقاتلات تركيا من القاعدة، قيل لنا إنها في إطار عمليات تدريبية. خلال الغداء حاولنا أن نعرف من الضباط الذين كانوا يشاركوننا الغداء إن كانت الطائرات انطلقت فعلاً للتدريب أم للمشاركة في قصف القوات العراقية، لكن الضباط كانوا يردون على أسئلتنا بالابتسامات ويسألوننا في المقابل إن أعجبنا الطعام التركي. إلى ذلك شاهدنا منصات لصواريخ “باتريوت” منتشرة في أطراف القاعدة، فيما كانت طائرات نقل أميركية وغربية عملاقة تهبط على أرض القاعدة فيقوم الجنود باخراج معدات حربية منها وينقلونها إلى العنابر. عدا ذلك ومع مرور الوقت أدركنا أننا لن نشهد أي حدث مثير في القاعدة. لكن فجأة ونحن نتمشى قرب مدارج الطائرات في انتظار سيارات عسكرية تقلنا إلى فنادقنا حدث ما لم نتوقعه: طائرة شحن عملاقة تختلف في شكلها عن طائرات الشحن الأميركية بدأت الهبوط على أحد المدارج، وعندما هبطت وبدأت تتحرك ببطء قبل توقفها، شاهدنا على جانبها شعار شركة الخطوط الجوية السوفياتية المشهورة “آيروفلوت”. وما أن توقفت حتى هرع إليها الجنود وبدأوا إخراج معدات حربية منها. أذكر أنني أرسلت في ذلك اليوم تقريري إلى “الحياة”، مشيراً فيه إلى أن انتظارنا في القاعدة الجوية لم يكن عبثاً، بعدما انتهى بمفاجأة “آيروفلوت”. التقرير نشر في الصفحة الأولى. الكولونيل خليل كان المراسلون الأجانب والأتراك يلتقون يومياً في مقر حلف الأطلسي، بحثاً عن أخبار ومعلومات محددة في شأن التطورات العسكرية، لكن الكولونيل خليل كان يكتفي بابتسامة، رداً على أي سؤال حول مشاركة محتملة للقوات التركية في الحرب على العراق، أو ما اذا كانت الطائرات الحربية التركية التي تنطلق يومياً من قاعدة ديار بكر كانت تشارك في عمليات القصف على أهداف عراقية. في الأثناء، كانت لي قصة مع الكولونيل خليل. كان على المراسلين الأجانب أن يحصلوا على بطاقة صحافية من مقر الأطلسي تسمح له بالتنقل في المنطقة. الإجراءات كانت تستدعي ترك جوازات سفرنا لدى مكتب الاستقبال في المقر الذي كان يعيده لحامليه مع البطاقة الصحافية وعادة لم يكن يستغرق الأمر يوماً أو يومان. لكن مضت ثلاثة أيام بعد تقديمي جواز سفري العراقي وقتها من دون إنجاز معاملتي، وكان موظف الاستقبال يجيب عن استفساري بأن القضية عند الكولونيل خليل. في اليوم الثالث أو الرابع التقيت الكولونيل خليل وجهاً إلى وجه في حمام المقر. سلمت عليه وسألته، هل هناك مشكلة تمنعك من إصدار البطاقة الصحافية لي؟ لم يبتسم كعادته، لكنه سألني عابساً، أي منطقة تنتمي إليها في العراق؟ أدركت من سؤاله أن التأخير لم يكن إجراءً إدارياً بحتاً بل كان لمعرفته بأنني كردي ما يجعلني مشتبهاً به. لم أجبه عن سؤاله لكنني فاجأته بقولي، بلغة تركية بسيطة، أنني من كركوك التي درست فيها في طفولتي عندما كان والدي والياً (محافظا) عليها في العهد الملكي. لم ينتظر الكولونيل أن أكمل كلامي، علت وجهه ابتسامة عريضة وقال: “لماذا لم تقل منذ البداية إنك تركماني؟”. ثم طلب أن ارافقه فوراً إلى مكتبه لإصدار بطاقة الاعتماد! منذ ذلك الوقت أصبحت العلاقة بيننا ودية للغاية، وكان يحرص على تلبية طلباتي ويبحث عن مكان جلوسي خلال مؤتمراته الصحافية اليومية. بعد الزيارة التي قام بها المراسون إلى قاعدة ديار بكر ولشح المعلومات في مقر الأطلسي كنا نسعى إلى زيارة بلدات وقرى قريبة من الحدود العراقية. بعضه كان ينظمه لنا مرافقونا من مديرية الاعلام التابعة لرئاسة الوزراء لكننا كنا نسعى أيضاً إلى التنقل من دون رقابتهم. إحدى الزيارات التي نظمها لنا المرافقون كانت إلى مدينة حكاري عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، وهي منطقة جبلية تقع في أقصى الجنوب الشرقي، وتتاخم محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق. كانت تركيا تراقب حدودها مع العراق مترقبة تدفق لاجئين عراقيين، هرباً من الحرب، إلى حد أن الهلال الأحمر التركي أقام مخيمات في بعض المناطق. وكان بلغنا أن لاجئين عبروا الحدود بالفعل إلى حكاري. توجهت مجموعة من المراسلين، كنت من بينهم في باص، إلى هناك، وكان البرد يشتد كلما ازداد اقترابنا من وجهتنا، حتى أن الثلوج بدأت تتساقط بعد منتصف الطريق، فتوقفنا أمام مقر لحراس القرى على جانب الطريق (الصورة)، طلباً للراحة، وبعد احتساء الشاي واصلنا السفر. قبل أن ننطلق مجدداً، سألنا شرطياً كان أمام المقر إن كان يعتقد أن تركيا ستدخل الحرب، فأجاب بالتركية: “ستدخلها يواش يواش”! من حكاري أرسلت إلى “الحياة” تقريراً نشرته تحت عنوان “تركيا ستدخل الحرب يواش يواش”. حكاري بلدة خضراء جميلة تحيطها الجبال، وكانت تغطيها الثلوج عندما وصلنا إليها. التقينا في مبنى مؤلف من طبقات عدة، بضع عائلات مسيحية لجأت إلى حكاري من قرى حدودية في كردستان العراق. ردوا على أسئلتنا بأنهم فروا خوفاً من قصف محتمل لمناطقهم، وأنهم خاطروا بحياتهم بالسير مسافات طويلة وسط الثلوج، قبل أن يعبروا الحدود إلى تركيا وطلبوا اللجوء فنقلتهم السلطات المحلية إلى هذه البناية، ووفرت لهم بعض وسائل الراحة والدفء والطعام، لكنهم لا يعرفون ماذا سيحدث لهم مستقبلاً. بعد تجوال في المدينة ذهبنا إلى دائرة البريد الرئيسة، وسط المدينة ومنها أرسلنا تقاريرنا بالفاكس ومن هناك تحركنا مجدداً عائدين إلى ديار بكر. عندما جلست إلى جانب أوزال كان يمسك بيده الريموت كونترول ويشاهد مباراة لكرة القدم بين فريقين تركيين. وكان يُعرف عنه حبه لكرة القدم ومتابعته مبارياتها. واصلت عملي في تركيا لأكثر من شهر، متنقلاً بين ديار بكر وجزري ووان وماردين وأطرافها، من قرى كان بعضها مدمراً وبعضها الآخر هجره سكانه إلى المدن قسراً أو طوعاً، بسبب المعارك بين الجندرمة الركية والـ”غوريلا” الكردية. وطوال ذلك الوقت كنت أواصل ارسال التقارير إلى “الحياة”. أخيراً وافق رئيس التحرير على أن مهمتي انتهت وأستطيع العودة إلى لندن. لكنني قبل مغادرة ديار بكر أرسلت بالفاكس طلباً إلى كايا توبيري المستشار الإعلامية للرئيس تورغوت أوزال، لإجراء مقابلة صحافية مع الرئيس فأجابني بفاكس خلال ساعات، بأنه تم تحديد موعد للمقابلة في الثاني من شباط في مقر إقامة أوزال في النادي العسكري في اسطنبول مع ذكر الوقت. سررت بالخبر مع أنني استغربت سرعة الرد بالموافقة. في اليوم التالي، سافرت إلى اسطنبول وبعد يوم آخر اتصلت بتوبيري فاقترح أن التقيه صباحاً في نادي الجيش قبل موعدي مع أوزال مساء. كان النادي يقع قبالة فندق هيلتون التابع له، والمسافة بينهما لا تستغرق سوى بضع دقائق مشياً. استقبلني توبيري بحرارة وسألني عن زيارتي ديار بكر والمناطق الأخرى ومشاهداتي وانطباعاتي، وكان في أثناء ذلك يدون كلامي في دفتر ملاحظاته، ما أثار المزيد من استغرابي. أخيراً ودعني على أمل اللقاء مجدداً مساء لإجراء المقابلة مع رئيسه. تورغوت اوزال كان أوزال اتخذ موقفاً قوياً ضد النظام العراقي، وما أن صدر قرار مجلس الأمن بإدانه غزو الكويت، حتى أمر أوزال فوراً بإغلاق أنبوب النفط العراقي المار بالأراضي التركية. فوق ذلك، كان يحث المؤسسة العسكرية على الانضمام إلى التحالف الدولي والمشاركة في الحرب، في حال شنها التحالف، حتى إنه صرح مرة بأن الجيش التركي نسي كيف يقاتل لأنه لم يشارك في حرب منذ الحرب الكورية في منتصف الخمسينات. وعندما أعلن رئيس هيئة الاركان وقتها الجنرال الفريق أول نجيب طورومطاي في تحد واضح لأوزال، أن المؤسسة العسكرية ترفض المشاركة في أي قتال إلى جانب قوات التحالف الدولي، رد عليه أوزال في تصريح علني أن السياسة الخارجية وفقاً للدستور يقررها رئيس الجمهورية وأن أي مسؤول عسكري أو مدني لا يتفق معه يمكنه أن يتخلى عن وظيفته. ولم تمر أيام حتى أعلن طورومطاي استقالته واختارت رئاسة الأركان الفريق أول دوغان غيوريس خلفاً له. كانت تلك المرة الأولى التي يخضع فيها رئيس الأركان لرئيس دولة مدني. عزز ذلك سلطة أوزال وجعل المراسلين الأجانب يلحون على توبيري لترتيب لقاءات مع رئيسه. توبيري، الذي كان يلازم أوزال في حله وترحاله كان ودوداً مع المراسلين فزادت شعبيته بينهم، وكان يبذل جهده لتلبية طلباتهم. كان أوزال يقيم عادة في جناح واسع خاص في الطبقة 21 في نادي الجيش، خلال وجوده في اسطنبول، حيث كان يواصل مهماته الرسمية. وكان لتوبيري مكتب صغير في الجناح أيضاً. رحب بي أوزال بالتركية فرددت على تحيته بالتركية أيضا ودعاني إلى أن أجلس على مقعد جنبه، فيما جلس توبيري على مقعد يقابله. أسرعت بتهيئة جهاز التسجيل كي لا أضيع الوقت، إذ كان هناك طابور من المراسلين الأجانب ينتظرون أدوارهم خارج الجناح، خصوصاً أن توبيري حدد 20 دقيقة فقط لكل مراسل. لكنني فوجئت بأوزال يطلب أن أقفل جهاز التسجيل لأنه يريدني أن أجيب على أسئلته قبل أن يجيب عن أسئلتي الصحافية. هكذا بدأت أغرب مقابلة أجريتها مع مسؤول خلال عملي في الصحافة. رئيس دولة يتبادل الأدوار مع الصحافي! عندما جلست إلى جانب أوزال كان يمسك بيده الريموت كونترول ويشاهد مباراة لكرة القدم بين فريقين تركيين. وكان يُعرف عنه حبه لكرة القدم ومتابعته مبارياتها. بدأ أوزال حديثه بأن لفت انتباهي إلى أن أرض الملعب يكسوها عشب طبيعي. أضاف أن جميع ملاعب كرة القدم في تركيا مكسوة بعشب طبيعي، موضحاً أنه أمر بذلك عندما كان رئيساً للوزراء وتم ذلك بالفعل. بعد ذلك فقط أقفل جهاز التلفزيون وانتقل مباشرة إلى الحديث عن الوضع الكردي في العراق، فأدركت أن اسئلة توبيري لي في الصباح لم تكن مصادفة. تابع أوزال بأنه يعلم بأنني كردي وأن لي علاقات مباشرة مع الزعماء الكرد ويهمه أن أجيبه عن أسئلته بصراحة، مشدداً على أن هذا الجزء من حديثنا يجب أن يبقى بيننا وهو ليس للنشر. استجوبني أوزال لساعة كاملة ولم يقتصر الحديث بيننا على أسئلة وأجوبة، بل كان أحيانا يتحول إلى حوار عن الوضع الكردي في العراق وتركيا. استغرق هذا الجزء من الحديث ساعة كاملة، ما أثار قلق توبيري الذي ظل بين فترة وأخرى يشير إلى ساعة يده تنبيهاً إلى أن الحديث طال، وأن هناك مراسلين آخرين ينتظرون دورهم. أخيراً أعلن أوزال أنه جاهز للرد على أسئلتي للنشر. سجلت الحديث الذي استغرق عشرين دقيقة. ودعني أوزال مبتسماً بمودة فخرجت من جناحه وتوجهت إلى حيث المصعد وسط نظرات استغراب واستفسار من المراسلين الذين كانوا ينتظرون في القاعة. وأنا في انتظار المصعد لحقني توبيري وصافحني قائلاً إن الرئيس “عاملك كأخ وهو مسرور جداً بالحديث معك”. لم يكن يدور في خلدي أن لقائي الصحافي مع أوزال سيؤدي إلى أن ألعب دوراً في إقامة علاقات مباشرة بين القيادة الكردية في العراق والدولة التركية على مستوى رئيسهاـ وتداعيات ذلك لسنوات لاحقة بالنسبة إلى الوضع الكردي في تركيا و”العمال الكردستاني”، بما في ذلك لقاءات مع أوجلان في سوريا ولبنان. كانت تلك بداية لإقامة علاقات مباشرة استمرت عملياً حتى 2010، بيني وبين كبار المسؤولين الأتراك بمن فيهم وزيران للخارجية ورئيس للجمهورية ورئيسان لجهاز المخابرات المشهور MIT وجنرال في مجلس الأمن القومي وسفراء ومسؤولون في الخارجية عن العلاقات التركية– العراقية والتركية– الكردية، ناهيك بعلاقات عمل وصداقات مع شخصيات سياسية وإعلامية تركية وكردية. لكن ماذا دار بيني وبين أوزال خلال الحديث الخاص؟ هذا ما سأرويه بالتفصيل في الحلقة المقبلة. DARAJ
الحصاد draw: الشرق الاوسط يسابق المسؤولون عن الاقتصاد التركي الزمن للتخلص من السياسات التدخلية التي قادها بيرات ألبيراق صهر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ووزير ماليته السابق، لكن العودة إلى سياسات اقتصادية تحترم قواعد السوق الحرة قد تعني المزيد من تذبذب سعر العملة التركية الليرة، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء. فمنذ الإطاحة بمحافظ البنك المركزي التركي واستقالة ألبيراق من وزارة المالية في وقت سابق من الشهر الحالي، بدأت تركيا رفع القيود التي تمنع المضاربين من خفض قيمة الليرة، كما ألغت قاعدة تمنع المقترضين من تمديد قروضهم ودفع أعلى معدل للفائدة خلال عامين، وفقا لما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية» عن «بلومبرغ». ورحب المستثمرون بالعودة إلى مبادئ السوق، مع رفضهم لتأكيدات إردوغان أن الفائدة المرتفعة تغذي معدل التضخم. ويقول المحللون إن الخطوة التالية المنطقية، ستكون تخفيفاً أكثر للقيود على مبادلات العملة وتعاملات المشتقات المالية، التي يمكن للبنوك المحلية القيام بها مع البنوك الأجنبية، والتي كانت قد جعلت الحصول على الليرة التركية في الخارج أمراً مكلفاً للغاية. ويرى المحللون أن هذه الخطوة لن تساعد كثيراً في إعادة بناء احتياطي النقد الأجنبي لتركيا، في حين يمكن أن تزيد الضغوط على العملة المحلية، على الأقل في البداية. ونقلت «بلومبرغ» عن هاكان كارا كبير خبراء الاقتصاد في البنك المركزي التركي منذ 2003 حتى الإطاحة به من منصبه في العام الماضي القول إن «رفع القيود على مبادلات العملة، قد يؤدي إلى تذبذب في احتياطات النقد الأجنبي لدى (البنك المركزي)، وتذبذب أسعار العملة، وهو ما يمكن أن يؤثر سلباً على ثقة الأسواق». وتابع: «على السلطات وضع خطة عمل بالتنسيق مع البنوك لتخفيف القيود على المعاملات الدولية تدريجياً، وفي الوقت نفسه تنظيم مشتريات البنك المركزي من العملات الأجنبي لكي تحل محل المبادلات». وفي إطار جهود إعادة بناء احتياطي النقد الأجنبي المستنزف، تدرس السلطات التركية إعادة تنظيم مزايدات لشراء الدولار بالليرة لأول مرة منذ 2011. بحسب ما نقلته «بلومبرغ» عن مصدر مطلع. وفي حين يمكن أن تؤدي هذه الآلية إلى خلق ضغوط جديدة على الليرة المتراجعة بالفعل، يقول خبراء الاقتصاد إن المسؤولين قد يختارون في البداية طرح سندات دولية في محاولة لزيادة احتياطي النقد الأجنبي، وتأجيل تنظيم مزايدات شراء الدولار حتى تعود أسعار الصرف في السوق إلى المستويات الطبيعية. وجاء الإعلان عن أول طرح للسندات الدولية التركية، في أعقاب إعلان هيئة الرقابة المصرفية التركية يوم الثلاثاء الماضي اعتزامها إلغاء ما تسمى «قاعدة معدل الأصول».
الحصاد draw: صلاح حسن بابان- الجزيرة نت ما زالت الكثير من الشكوك تدور حول العادات والتقاليد الاجتماعية والشعائر الدينية المثيرة لدى الإيزيديين، وهي أقلية عرقية اتخذت من المناطق الشمالية في العراق، خصوصا محافظتي نينوى ودهوك، موطنا لها منذ مئات السنين، مع تشابك الروايات التاريخية حول عبادتهم للشيطان أو الشمس بوجود ملك مقدّس لديهم يدعى "الملك طاووس"، وافتقارهم لزيّ خاص بهم مثل الأقوام الأخرى بجمعهم الزيّ الكردي والعربي في زيّهم الرسمي. معبد لالش في نينوى يعد مقر المجلس الروحاني للديانة الإيزيدية في العالم (الجزيرة نت) تعدد الروايات تعدّدت الروايات التاريخية حول تاريخ وجود دينهم، حيث يعتقد البعض أن الإيزيديين ودينهم وجدا منذ آلاف السنيين، في حين تذهب روايات أخرى إلى أنهم انبثقوا عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، في تناقض للرواية الإسلامية وغيرها بأن الإيزيدية هي ديانة منشقة ومنحرفة عن الإسلام، في ظل وجود رأي آخر يفيد بأنها خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزاردشتية والمانوية، أو امتداد للديانة الميثرائية، حسب الباحث والمؤرخ الإيزيدي خليل جندي. وتعود مفردة الإيزيدية إلى كلمة يزدان التي تعني عبدة الله الذين يمشون على الطريق القويم، حسب تعريف جندي، الذي يقول إن الإيزيدية من الديانات الهندوإيرانية القديمة قبل الديانة الزاردشتية، التي تعرف تاريخيا بديانات الخصب التي ترتبط فلسفتها وطقوسها بالطبيعة ومع اكتشاف الزراعة وبدء التحضر، مع وجود بصمات واضحة من ديانات وادي الرافدين القديمة كالسومرية والبابلية والآشورية والميتانية. جندي أوضح أن الإيزيدية من الديانات الهندوإيرانية القديمة التي ترتبط فلسفتها وطقوسها بالطبيعة (الجزيرة نت) تقديس الظواهر الطبيعية ومن السمات التي تجعل الإيزيدية على خلاف الديانات الإبراهيمية هي النظرة الفلسفية للتكوين والخليقة، والموقف من قوة الخير والشرّ، وكلاهما متلازمان في وحدة جدلية لا انفصال بينهما، كما يقول جندي، و"بهذا لا يوجد مفهوم العصيان (الشيطان) لدى الإيزيدية بل القول بأن الخير والشر يأتيان من عند باب الله"! ويُقدّس الإيزيديون الظواهر الطبيعية من شمس وقمر ونار وتراب وماء وغيرها باعتبارها تجليات الخالق -حسب جندي- مع وحدة الوجود لوحدانيتها في عبادة الله، إضافة إلى الله الكلي القدرة فإن "هناك عددا غير قليل من الأرباب (خودان) موكل إليهم شأن من شؤون الدنيا، بمعنى ربط سلطة وحكم السماء بالأرض". وتختلف الإيزيدية عن الأديان الأخرى بأنها غير تبشيرية ولا تقبل بانضمام جدد إليها إلا من يولد من أب وأم إيزيديين. مع وجود نظام الزواج الطبقي الداخلي المغلق بين الإيزيدية، كما يؤكد جندي، حيث هناك 6 طبقات زواج مختلفة، كل واحدة تتزاوج فيما بينها ولا يجوز لها الزواج من خارج طبقتها، وتلك الطبقات هي: الآدانية، والشمسانية، والقاتانية، وأبيار حسن ممان، وبقية 39 سلالة من الأبيار، والمريدون. وليس للإيزيدية نبي أو رسول مثل الديانات الأخرى، ويرتبط الإنسان بربه مباشرةً في علاقته به، وليس في طقوسها صلاة جماعية، وإنما يصلي الإيزيدي لوحده في مكان منزوٍ متوجها لحركة الشمس في شروقها وغروبها، حسب جندي، الذي أكد أن "الإيزيدية من ذرية آدم فقط من دون حواء". خدم معبد لالش أثناء وقت راحتهم هل يعبدون الشيطان والشمس؟ وفيما إذا كان الإيزيديون يعبدون الشيطان أو الشمس، يقول جندي إن هذه إشكالية كبيرة وغير صحيحة مطلقا، واصفا إياها بـ"اتهام مجحف وقاس"، متسائلا: كيف يكون هناك إله للشرّ اسمه الشيطان إذ لم تكن هناك أصلا فكرة العصيان للخالق عند الإيزيدية؟ ويعتبر "طاووس ملك"، حسب الديانة الإيزيدية، اسما من بين الـ3003 أسماء لله، وهو إحدى سيماء الألوهية، ويأخذ "طاووس ملك" مرة دور إله السماء "بابا دياوس" عند الإيرانيين القدامى، و"آنو" عند السومريين، و"فارونا" عند الهندوس، وقرص الشمس هو عيونه، ولهذا يقدس الإيزيديون الشمس لحد الآن. وإذا كان "طاووس ملك" قبلة للعبادة عند الإيزيدية -حسب جندي- فإن الشمس هي قبلة للتقديس لديهم. أما نفورهم من كلمة الشيطان فقد أتت نتيجة مقاطعة اللعن ليس إلاّ. ويوضح جندي أسباب عدم امتلاك الإيزيديين كتابا مقدسا بالقول: كان للإيزيديين كتابان مقدسان، الأول باسم "مصحف رش" (الكتاب الأسود)، والثاني باسم "الجلوة"، لكنهما ضاعا في لجة الإبادات التي تعرض له الإيزيديون خلال عهد الدولة العثمانية. خلافات بابا شيخ وبالانتقال من الجانب الديني إلى السياسي، فقد أثارت آلية اختيار "بابا شيخ" -وهو أعلى مرتبة دينية ويعتبر الزعيم الروحي للإيزيديين وفقا لعدد من الشروط والإجراءات الخاصة التي تتم بالتشاور بين المجلس الروحاني مع أمير الإيزيديين وعدد من الشخصيات الدينية- ضجة واسعة بين الإيزيديين، وتسببت في انشطار بينهم بعد اتهامات بتدخل أحد الأطراف السياسية الكردية في عملية الانتخاب، مما أدى إلى نشوب خلافات واعتراضات حادة بينهم، وإعلان البعض منهم عدم اعترافهم بـ"البابا شيخ" الجديد. واتهم الناشط المدني الإيزيدي الدكتور ميرزا دنايي بعض المسؤولين المحليين في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني بالهيمنة السياسية على القرار في المرجعية الدينية الإيزيدية، معتبرا هذا التطور "سابقة خطيرة جدا" بحق الإيزيدية والأقليات، ولم تُمارس مثل هذه "العنجهية" والأسلوب حتى في نظام صدام حسين رغم قسوته حسب وصفه، متسائلا: كيف تقوم بذلك أحزاب تدعي أنها ديمقراطية؟ ولم يصل ما حدث إلى مستوى الانشقاق الديني بين الإيزيديين كما يتصوّر البعض، لكن يمكن اعتباره استغلالا للسلطة من قبل البعض من أجل إهمال صوت الشرائح والفئات الأخرى في المجتمع، حسب رد دنايي على سؤال للجزيرة نت بشأن ما إذا كان التطور الأخير بمثابة انشقاق ديني، مستذكرا رفض الإيزيديين للخطوة نفسها عندما قام بها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 1995 عندما سعى لتنصيب بابا شيخ للإيزيديين مقرّب من السلطة بعيدا عن الرغبات الجماهيرية، إلا أنه جوبه بالرفض من قبل شيوخ وعشائر الإيزيديين، فخضع نظام صدام لرغبة الجماهير. واستغرب الناشط الإيزيدي النظر إليهم كأنهم مواطنون من الدرجة الثالثة، متهما الأطراف القابضة على السلطة، سواء السياسية منها أو الحزبية، بمحاولة فرض الوصاية عليهم، ومستفسرا عن أسباب غياب دعم الدولة لهم، وهو ما تسبب في ضعف الإيزيديين في العراق. اعلان وباتت القضية الإيزيدية مسيسة بتنازع أطراف عدة عليها لتحصد ثمار الكارثة التي حلت بهم أثناء اجتياح مناطقهم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014، حسب دنايي، عازيا السبب إلى غياب الدولة كمؤسسة فشلت في فرض هيبتها القانونية والسيادية، مما انعكس سلبا على العيش المشترك بين الطوائف والأقليات. الحديثي: الإسلام كفل حياة طيبة للإيزيديين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى (الجزيرة نت) نظرة الإسلام للإيزيدية وحول نظرة الإسلام للإيزيدية، يقول أستاذ الشريعة في جامعة الأنبار الشيخ الدكتور مازن مزهر الحديثي إن الإسلام كفل حياةً طيبة لهذه الفئات عملاً بنصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وحق التعايش لأهل الذمة، مستندا للآية التي خاطب فيها الله تعالى الرسول محمد صل الله عليه وسم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]، وشملت هذه الرحمة العالمين جميعا وليس المسلمين فقط. وينفي الحديثي بآية (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) [البقرة: 256] ما يُشاع حول فرض الإسلام عقيدته على من يخالفه في الدين تحت التهديد وباستخدام القوة، مضيفا أن الإيزيديين يعتبرون من أهل الذمة لدى الإسلام مثل غيرهم، لهم من الحقوق مثل ما عليهم من الواجبات، وكفل لهم الإسلام حرية ممارسة شعارئهم الدينية وأن تكون دماؤهم معصومة وأموالهم محفوظة وأعراضهم مصانة. واستغرب الحديثي عادات وتقاليد موجودة لدى بعض الأديان منها الإيزيدية، التي ترفض قبول الطفل من أب أو أم غير إيزيدي، كما الحال عند بعض الطوائف اليهودية التي لا تقبل من يتهوّد معهم، مستغربا العمل بهذه العادات والتقاليد التي يقول إنها قائمة على أهواء الأشخاص، واصفا إياها بـ"العنصرية والشوفينية" والتعالي على الآخر. وختم الحديثي حديثه للجزيرة نت قائلا: إنه واجب على الإيزيديين وغيرهم من الديانات الأخرى وأهل الذمّة الامتثال والالتزام بما شرّع المشرّع في الدولة التي يعيشون فيها وعدم مخالفتها. المصدر : الجزيرة
الحصاد draw: آنا بورشفسكايا - معهد واشنطن استمرت المعارك الدامية بين القوات الأرمنية والأذربيجانية بلا هوادة منذ أكثر من شهر بسبب النزاع على منطقة ناغورنو كاراباخ. فما يسمّى بـ "الصراع المجمّد" عند الحدود الروسية لم يكن يوماً مجمّداً بالفعل، بل ظلّت الشكاوى من كلا الجانبين بلا معالَجة وبقيت تتقرّح لقرابة ثلاثة عقودٍ تخلّلتها مناوشاتٌ أصغر بصورة دورية. لكن القتال هذه المرة تطوّر ليصبح أكبر اشتباكات دموية بين الطرفين، إلى درجة أنه امتد إلى إيران المجاورة. وقد كان للدعم الذي قدّمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأذربيجان دورٌ حاسم في رفع السقف وقلب الموازين لصالح أذربيجان. ويثير التدخل التركي تساؤلات حول دور موسكو وتوقعاتها، والعلاقة الأوسع بين روسيا وتركيا. أولاً، من المفيد أن نفهم سبب أهمية النزاع على كاراباخ بالنسبة لموسكو. فبالإضافة إلى الحفاظ على ما تعتبره موسكو نفوذها "المتميز" على الساحة ما بعد الاتحاد السوفياتي، والذي يبقي هذه الساحة غير مستقرة ويمنع الدول من الانضمام إلى الغرب، تشكل كاراباخ ورقة مساومة مع الغرب في إطار مسعى موسكو الأوسع نطاقاً لمعادلة الربح بالخسارة في النفوذ على تلك المنطقة. وقد لمّح وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف إلى هذه النقطة، على سبيل المثال، في أيلول/سبتمبر 2017، حيث قال إذا وافق الغرب على إطار العمل الأمني الذي اقترحته موسكو في أوروبا، "لكانت العديد من النزاعات المستبقاة في أوروبا قد تمت تسويتها منذ فترة طويلة... ولما كانت الأزمة الأوكرانية لتحدث على الإطلاق". وكان يشير إلى اقتراح موسكو في حزيران/يونيو 2008 بشأن اتفاقية أمنية أوروبية جديدة من شأنها، وفقاً للخبراء في ذلك الوقت، أن تضعف "حلف شمال الأطلسي" ("الناتو") و"منظمة الأمن والتعاون في أوروبا". ولإعطاء مثال آخر، قال مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيرجي جلازييف، في أواخر عام 2017، "إذا كنا نريد السلام في القوقاز، فنحن بحاجة إلى دمج القوقاز بأكمله في الاتحاد الأوراسي". ومن المؤكد، كما أشار محللون آخرون، من بين جميع النزاعات المجمّدة في الساحة ما بعد الاتحاد السوفياتي، غالباً ما ينحصر النفوذ الروسي بجنوب القوقاز حيث تتمتع الجهات المحلية بقدرة أكبر على التحرك، إلا أن هذا الأمر يعتبر إلى حدٍّ ما بعيداً عن الموضوع المطروح. فموسكو، بخلاف تركيا، بإمكانها التحدث إلى جميع الأطراف الموجودة هنا. ومن المؤكد أن علاقة روسيا بأرمينيا كانت دائماً أعمق من علاقتها بأذربيجان. كما أن أرمينيا بقيت منعزلة ومعتمدة بدرجة كبيرة على روسيا لضمان أمنها (وبدرجة أقل على علاقة جيدة بشكل عام مع إيران). ومع ذلك، عمدت موسكو على مر السنين إلى تزويد كل من أرمينيا وأذربيجان بالأسلحة. وتُعد روسيا أيضاً الشريك التجاري الأكبر لأذربيجان في "رابطة الدول المستقلة" وبحر قزوين وثالث أكبر شريك تجاري عالمي بعد إيطاليا وتركيا. ومع أن المسؤولين الروس لن يقرّوا بذلك، إلا أن أذربيجان، بمواردها الهائلة من الطاقة وسياستها الخارجية الأكثر تنوعاً، تشكّل جائزةً أكبر بالنسبة لموسكو. بالإضافة إلى ذلك أن الثورة المخملية السلمية لمكافحة الفساد التي نشبت عام 2018 في أرمينيا شكلت مفاجأة غير سارة لروسيا، فتقرّبت في أعقابها مباشرةً من أذربيجان، حتى مع احتفاظها بعلاقات وطيدة مع أرمينيا. وحالياً، قد يكون التأخير في رد الفعل الروسي ناتجاً جزئياً عن الرغبة في معاقبة رئيس الوزراء الأرميني الحالي نيكول باشينيان الذي قاد الثورة المخملية. من المعبّر إذاً أن يكون بوتين قد حرص خلال الأزمة الراهنة على التشديد على علاقات روسيا الجيدة مع كلا الجانبين. ففي مقابلة بثّتها قناة تلفزيونية ممولة من روسيا في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وصف بوتين الوضع بأنه مأساة وأشار إلى أن مليونَي أذربيجاني وأكثر من مليونَي أرميني يعيشون في روسيا، وتربط بينهم في غالب الأحيان علاقات صداقة وروابط عائلية. وخلال منتدى فالداي السنوي في 22 تشرين الأول/أكتوبر، رداً على سلسلة من الأسئلة من الصحفي البارز المؤيد للكرملين فيودور لوكيانوف، قال بوتين، "دعونا نبدأ من البداية، مع ناغورنو كاراباخ ومن ندعم. قلتم إن لروسيا علاقات خاصة مع أرمينيا. لكن كانت لدينا دائما علاقات خاصة مع أذربيجان". والمشكلة الأكبر هي أن التصعيد الدموي الحالي يشكّل على الأرجح مفاجأةً أخرى غير مرحَّب بها لموسكو، التي تريد احتدام الصراع على نار هادئة وعدم غليانه. كما أن تدخّل تركيا يعقّد موقف موسكو أكثر من أي شيء آخر. وخلال التصعيد الكبير الأخير بين أرمينيا وأذربيجان في نيسان/أبريل 2016، لعبت موسكو دوراً أكثر حسماً. وعلى خلفية عدم الاهتمام الأمريكي، اتخذت موسكو زمام المبادرة في محادثات السلام وتوسطت في وقف إطلاق النار، بينما تمكنت إيران، لأول مرة، من إدراج نفسها في المثلث الدبلوماسي مع روسيا وأذربيجان. وهذه المرة، توسّطت موسكو لاتفاقَين لوقف إطلاق النار، وفشل كلاهما. والأمر المعبّر في هذا السياق هو أن موسكو أشارت إلى عدم اهتمامها بتدخّل الجيش الروسي - على الأقل بشكل علني - لمساعدة أرمينيا. وتجدر الإشارة إلى أن أرمينيا عضو في "منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، وهي تحالف عسكري مع روسيا وجمهوريات آسيا الوسطى. ووفقاً للسكرتير الصحفي لبوتين، دميتري بيسكوف، فإن قواعد "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" تُلزم روسيا بالتدخل عسكرياً إذا وصل القتال إلى الأراضي الأرمينية، ولكن ليس إلى ناغورنو كاراباخ. وبالتالي تتشبث موسكو رسمياً بتفصيل تقني - علماً بأنه لم يكن لدى موسكو أي هواجس بشأن التورط في صراعات أخرى عندما تناسب مصالحها. وعلى الأرجح، لا يرغب بوتين ببساطة في صدام مع تركيا. لكن هذا لا يعني أن موسكو غير نشطة. والمسار الأسهل والأرخص أمامها هو الضغط على تركيا في مسارح أخرى. وفي ظل هذه الخلفية، لا ينبغي الاستغراب من انتهاك موسكو لاتفاق آخر لوقف إطلاق النار في سوريا، حيث تسببت الغارات الجوية الروسية بمقتل عشرات المقاتلين المدعومين من تركيا في إدلب التي تسيطر عليها المعارضة، على الحدود التركية. وعلى الصعيد المحلي، تتعرض تركيا بشكل خاص لتدفقات اللاجئين من سوريا، وهذه نقطة تصبّ لصالح بوتين الذي يحمل عمومًا بين يديه أوراقًا أكثر من أردوغان. وفي المقابل، فإن أردوغان غير مهتم أيضاً بصراع مباشر مع روسيا. وفي الواقع، في ظل القتال الدائر في جنوب القوقاز، لم يكن أمامه خيار سوى المضي قدمًا في اختبار منظومة "أس-400" الروسية الصنع، وهي عملية شراء سابقة وضعت تركيا في خلاف كبير مع الأعضاء الآخرين في حلف "الناتو". وبالتالي، فإن إحدى تبعات الصراع الدائر على ناغورنو كاراباخ هي أن المنافسة الروسية التركية مهيّأة للتصعيد على مسارح أخرى، بما في ذلك ليس فقط في سوريا ولكن أيضاً في ليبيا، من خلال الحرب بالوكالة. ومن المرجح أن دعم تركيا الحالي لأذربيجان يساعد أردوغان على تسجيل بعض النقاط محلياً وتحقيق درجة من المصداقية الإقليمية من خلال نشر القوة الصلبة على الأرض لمساعدة حليفٍ له ووضع روسيا في موقف أكثر تعقيداً مما كانت عليه في السابق. كما أنه يُظهر روسيا إلى حدٍّ ما في المنطقة بصورة الدولة التي تساعد أصدقاءها في الأيام الجيدة فحسب، على الرغم من أن موسكو لم تغب قط عن هذا المسرح. وفي الآونة الأخيرة، تشير تقارير غير مؤكدة إلى أن موسكو أقامت موقعاً عسكرياً صغيراً على الحدود الأرمينية لمساعدة البلاد. والمشكلة هي أن جميع القوى الكبرى، وليس روسيا وحدها، مشتتة الانتباه في الوقت الحاضر. وليس اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا هو الوحيد الذي فشل. وثمة مشكلة أكبر هي أن الآلية الدبلوماسية الحالية الوحيدة لحل نزاع كاراباخ، وهي "مجموعة مينسك" التابعة لـ "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا"، التي تشارك في رئاستها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، قد عفا عليها الزمن. وقد تولّت روسيا لسنواتٍ قيادة هذه العملية، لكن موسكو لا تريد حلاً حقيقياً للنزاع. ففي النهج القائم على حصيلة الصفر والذي تتبعه موسكو في المجال الدبلوماسي، وبحكم تعريفه، تُعتبر أي زيادة في النفوذ الروسي خسارةً للتأثير الأمريكي. وإذا استولت أذربيجان في الأيام المقبلة على أراضٍ استراتيجية، مثل ممرات النقل، فسيؤدي ذلك إلى تغيير جذري في ميزان القوى فيما يتعلق بالمفاوضات المستقبلية بين الجانبين. لكن لا موسكو ولا أنقرة مهتمتان بسلام حقيقي. بل إنهما تستخدمان المنطقة لتحقيق مآربهما الخاصة، وفي نهاية المطاف ستبقى موسكو اللاعب الوحيد الذي يمكنه التحدث إلى جميع الأطراف. وفي الآونة الأخيرة، قال أردوغان إنّ بوسعه مع بوتين معالجة المشكلة الحالية. لكن في الواقع، مهما كانت نتيجة الأعمال العدائية الحالية، سيستمر هذان الزعيمان في دفع أرمينيا وأذربيجان بعيداً عن الغرب - وهذه وصفة لعدم الاستقرار على المدى الطويل - بينما ستستمر المنافسة بين تركيا وروسيا في الظهور خارج جنوب القوقاز.
مریوان وریا قانع - آراس فتاح ترجمة عباس س المندلاوي العراق كدولة او كمجتمع صنيعة سياسية وتاريخية خاصة ، لا يتجاوز عمرها بالسنوات قرنا وهي تحمل جملة من المشاكل البنيوية العويصة التي تعتبر تحديات كبيرة ومتشعبة ، وهنالك تحرك رافض واسع في القسم الشيعي من البلاد تتلخص مطالبه الرئيسة " نريد وطنا " وتغيير السكان الى شعب او امة متكونة من مواطنين متساوين ؛ وهذه الحركة الاجتماعية النشطة والجديدة افرزت افكارا جديدة لبدايات جديدة لاعادة تشكيل هذا البلد من مساحة جغرافية حبلى بالمشاكل والصراعات الاثنية و الدينية – الطائفية الى وطن مشترك وشعب باسم شعب العراق . بالرغم من الامال المعلقة على هذه البدايات الجديدة المهمة والمبشرة بالخير لكنها ليست محل ارتياح او توقعات كبيرة ، لسببين مهمين على الاقل ؛ الاول لعدم مشاركة مكونين رئيسين فيها هما السنة العرب والكورد في ذلك التحرك او على اقل تقدير انعدام العمل المشترك و البرامج المشتركة بين المكونات الرئيسة للبلاد ، والثاني تصادم الجركة الجديدة مع مجموعة من الاطراف والقوى الداخلية والخارجية ( الاقليمية ) التي ان تتخلى بسهولة عن عقليةِ و اسلوبِ حكمٍ او ادارةٍ نحًتْ فكرة ان يكون العراق لمواطنيه وسكانه شعبا او امة متآلفة ومتشاركة وباعتقادنا اذا كان يراد ان يكون لهذه ”البداية الجديدة “ معنىًبتلك وقيمة عليها ان تضع تلك المشاكل والتحديات البنيوية نصب عينيها والبحث عن الحلول الواقعية والمناسبة لها . اولا : العراقُ (كدولة) في النصف الثاني من قرن العشرين كغيره من دول المحتلة من الاستعمار سابقا ( والمبنية من قبله ) ، له تاريخ حافل بالمشاكل والازمات في صياغة علاقة صحية بين الدولة والمجتمع ، والسمات البارزة لتلك العلاقة المتأزمة تتلخص في تداخل فقدان الثقة على ثلاثة صعد اوله خشية الفئات من الدولة والثاني خشية الدولة من الفئات المكونة للمجتمع والثالث ازمة الثقة بين الفئات ( المكونات ) انفسهم . ثانيا: ان الذي ربط فيما بين اطراف الكيان العراقي وفرض سيطرته، رغم تلك الازمات وفقدان الثقة المتبادلة هو عنف الدولة وسياسة شراء الولاءات وصناعة وانتاج الخوف او الرعب ، خارج ذلك الواقع لم تكن هناك شيء باسم دولة المواطنة المتساوية او سياسية ضمان حقوق الانسان او توزيع عادل وعقلاني للسلطة و حفظ كرامة المواطن او الفئات. ثالثا: هدف الانظمة العراقية المتعاقبة على حكم العراق يتلخص في احكام القبضة الامنية والسياسية على المناطق المتعددة الاثنيات والطوائف لخلق سيادة القومية ، عبر اللجوء الى استخدام العنف والقمع . كانت الدولة العراقية ترى حاجتها الى القوة المفرطة لحفظ الامن الداخلي و حماية حدودها واراضيها ، لذلك جعلت العلاقة بين الدولة والمجتمع والمناطق المختلفة تسير في محور ودائرة العنف والقمع . رابعا : ان ذلك التاريخ المحمل بسجل مليء بالعنف والقمع خلق ثقافة سياسية تمنح دورا مهما للقوات المسلحة في المشهد السياسي ؛ اذ ان تسيس الجيش والقوات الامنية واستخدامهما في الصراعات السياسية وقمع المعارضين اصبح جزءا ملازما من التاريخ والتغييرات السياسة لهذه البلاد ، مما جعلها تفشل في توشح بالمدنية خلال مرحلة مابعد الاستعمار ، بحيث ان الذين تولوا السلطة اما كانوا ضباطا في الجيش او شخصيات تحكموا بقوة عسكرية مسيسة او متحزبة . ففي مرحلة حكم البعث كان تحزيب وتسيس الجيش وقوات الامن والمخابرات ممارسة ممنهجة ، فيما شهدت البلاد بعد سقوط نظام صدام ولادة وتشكيل مجموعات مسلحة خارج سلطة الدولة ( مليشيات ) واستخدامها في الصراعات السياسية .كل ذلك يفضي الى افراغ السياسية من محتواها المدني والانتقال والتداول السلمي السلس للسلطة في ابسط صوره واشكالها ،فمصير الشارع السياسي المعارض في البلاد مقيد بكيفية وشكل رد فعل تلك المجموعات المسلحة في الداخل واوامر مراجعها في الخارج . خامسا: دولة مابعد الاستعمار في العراق كيان متضخم ومترهلة من الناحية الروتينية (البيروقراطية ) .في عملية التضخم والترهل البيروقراطي تتخذ هذه الدولة طابعا شموليا و تتدخل في معظم المجالات والصعد في الحياة الاجتماعية بالعراق.ويتم اشغال هذا الهيكل المتضخم بمهام ووظائف ليست ضمن واجبات و مهام الدولة لذلك تواجه الفشلفي تنفيذها او انجازها . منذ سنوات طوال تمارس الدولة العراقية دورا سياسيا ابويا متسلطا آخذة على عاتقها وظيفة التربية والتنمية للمجتمع والتحكم بالاقتصاد، وادلجة المجتمع وتوجيه الاعلام و السيطرة على القضاء ونشاطات وتفكيرالافراد والتدخل في عمل المجتمع المدني ( المنظمات ) ، هذا ما جعل العراق يخضع لسلطة شمولية مستبدة في عهد حزب البعث. وكان الثمن اهضا اذ فقدت الدولة التعددية والمشاركة في صنع القرار سيما التعددية السياسية والثقافية في المجتمع وفرض الانتماء السياسي للبعث على الافراد سادسا: ينبغي مراعاة النقاط الخمس الانفة الذكر عند التفكير في بناء عراق اخر ومختلف عن العراق السابق والحالي ، وعراق اليوم والمستقبل بحاجة الى فهم جديد ومختلف لمفاهيم المواطنة والتعايش الاجتماعي والهوية المشتركة والاطار الوطني وتوزيع السلطات والامة و الدولة والاقتصاد وموقع الدين ...الخ .ينبغي بناء اسس و قواعد دولة المواطنة الحقيقية في العراق حيث لاوجود لها على ارض الواقع . سابعا: اننا نعتقد ان هذا الفهم الجديد كفيل بزرع وتكوين انتماء جديد لمكونات وفئات المجتمع لعراق مختلف كليا عن العراق الذي بني بموجب مشروع استعماري ؛ يحافظ عليه باستخدام العنف من قبل الاجهزة الامنية والمخابراتية عبر الاعتماد على اموال النفط.عندما كان الانتماء للمعتقد( الفكر ) والحزب والولاء المطلق للرئيس كما كان الوضع ابان حكم حزب البعث بقيادة صدام ، لذا نحن الان بحاجة ماسة لمفاهيم سياسية واجتماعية تجعل الانتماء الاكبر لوطن وشعب باسم العراق الى جانب الانتماءات الثانوية الاخرى ، ثامنا: مما لا شك فيه ان العلاقة بين الدولة والمجتمع طرأ عليها تغييرات عما كان عليه قبل 17 عاما ، لكن تلك التغييرات لم تنحو باتجاه وضع حلول جذرية بنيوية للمشاكل والنقاط الانفة الذكر ، المجتمع العراقي هو نموذج لمجتمعات مابعد الحرب وتتوفر فيه شروط الانحدار والفشل والتراجع ويصنف العراق ك(الدولة الفاشلة) الاقصائية .المجتمع العراقي يعاني الان من الصراعات والافكار الاقصائية المنغلقة القمعية ، وهو غارق في فساد ممنهج نادر يعيق خلق المفاهيم الاساسية وفق عقلية جديدة مثل الشعب والوطن والولاء للوطن . الدولة العرقية تجد نفسها في مواجهة مع قوة المجموعات المسلحة والقوات المتأهبة للدول المجاورة والاقليمية والحلفاء المحليين ، فليس باستطاعتها حماية سيادتها وحدودها وغير قادرة على فرض سيادتها على اراضيها ومواطنيها على الاقل ،وهي لا تستطيع استخدام القوة الشرعية او حتى استصدار قرارات عامة تنفذ في عموم البلاد فضلا عن تقاعسها عن تأمين الخدمات الاساسية بشكل ملحوظ ، فعراق الان يعد ارضية مناسبة لعشرات الامارات والمشيخات المحلية وللاطماع السلطوية الحزبية الضيقة و معسكرات محلية واقليمية ، وابعد عن دولة ومجتمع طبيعي . تاسعا: لم يتمكن العراق الجديد حتى اليوم من ابعاد القوات المسلحة والمجموعات المسلحة عن عملية اعادة بناء الدولة والامة العراقية ، وهذا الخطأ الاستراتيجي لايمكن تداركه او اصلاحه عبر خلق او صنع دكتاتور جديد ، ولايمكن تكوين و ضمان ولاءات غير دينية او غير قومية و غير مؤدلجة ضرورية للعراق ، عبر اضفاء الصفة الرسمية على المجموعات المسلحة خارج سلطة الدولة عاشرا: لقد كان سقوط نظام البعث اهم فرصة سياسة في العراق ، لاعادة بناء علاقة صحية بين المجتمع والدولة على انقاض العلاقة المريضة السابقة ؛ الدولة والاقتصاد ، الدولة والدين ،الدولة والجيش .وكان يمكن استغلال هذا الحدث التاريخي لبدء حوار بنَاء يهدف لاعادة بناء الدولة والمجتمع ( الشعب ) على اساس المواطنة ، لكن حنى الان لا نرى في العراق سوى حركة احتجاجية محدودة ومحاصرة ، فليس هناك اية قوة سياسية جديدة ذات ثقل وعابرة للحدود الجغرافية والمذهبية والقومية ، لتصبح قوة سياسية تضم عراقيين من جميع الخلفيات الاثنية والدينية المذهبية والمناطقية . و لا يُتوقع في المستقبل القريب رؤية ولادة مثل هذا الحزب او الحركة ، فليس هناك اي مشروع لخلق هوية عراقية ، خارج الهويات المناطقية والدينية والعرقية ... حتى لا وجود لمشروع عراق اخر ؛ عراق " دولة المواطنة ... الحكم و كورونا واقتصاد الفرهود https://drawmedia.net/ar/page_detail?smart-id=7122
الحصاد draw: وصف موقع ميدل إيست آي (Middle East Eye) الإخباري البريطاني أنتوني بلينكن مرشح إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لشغل منصب وزير الخارجية بأنه "مؤيد للدبلوماسية مع إيران" و"داعم قوي لإسرائيل"، وستكون على عاتقه مسؤولية التعاطي مع مشهد جيوسياسي معقد بشكل متزايد في الشرق الأوسط. وأكد الموقع أن اختيار بلينكن مساعد بايدن للسياسة الخارجية ومستشار الأمن القومي السابق لهذا المنصب "تعيين تقليدي" يشير إلى رغبة الرئيس المنتخب الجديد في العودة مجددا لمعايير واشنطن التي خرقها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب. ويرى أن بلينكن -الذي عمل مع جو بايدن لسنوات وكان بمثابة "المتحدث الرسمي" باسم حملته الرئاسية في الشؤون الخارجية خلال الأشهر القليلة الماضية- يمتلك هو وبايدن رؤية متطابقة بشأن ملفات السياسة الخارجية. وترتكز هذه الرؤية -يضيف الموقع- على مبادئ، منها إعطاء الأولوية للتحالفات الدولية، والعودة للاتفاق النووي مع إيران، والانخراط مجددا في المعاهدات والمنظمات المتعددة الأطراف والدعم القوي لإسرائيل. الموقع وصف رؤية بلينكن وبايدن لملفات السياسة الخارجية بأنها "متطابقة" (رويترز) الخبرة السياسية أنتوني بلينكن سياسي مخضرم في مؤسستي الأمن القومي والسياسة الخارجية، تعود بداية خبرته الحكومية إلى العام 1994، حيث عمل حينها في مجلس الأمن القومي التابع لإدارة الرئيس بيل كلينتون في البيت الأبيض. كما عمل في الكونغرس كبيرا للموظفين الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بين عامي 2002 و2008. وخلال سنوات حكم الرئيس باراك أوباما عمل في العديد من المناصب الرئيسية، بما في ذلك مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس آنذاك بايدن، ونائب مستشار الأمن القومي ونائب وزير الخارجية. وباعتباره "وسطيا" من داخل المؤسسة وبعيدا عن المواقف المتشددة لبعض المرشحين الآخرين الذين أعلن عن أسمائهم لشغل المنصب، فإنه من غير المرجح -بحسب الموقع- أن يواجه تعيين بلينكن وزيرا للخارجية معارضة كبيرة من قبل الديمقراطيين التقدميين. ويرى "ميدل إيست آي" أن بلينكن بوصفه أرفع دبلوماسي في الإدارة المقبلة سيواجه تحديات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد 4 سنوات من عقيدة ترامب التي قامت على سياسة "الضغوط القصوى" ضد إيران ودعم سياسي غير مسبوق لحلفاء واشنطن بالمنطقة، إسرائيل ودول الخليج. اعلان ويؤكد الموقع أن بلينكن يشارك نفس وجهة نظر الرئيس المنتخب بأن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل غير قابل للنقاش، ويجب عدم استخدامه وسيلة للتأثير على سياسات الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. ففي العام 2016 غرد على تويتر قائلا "إذا نظرنا للسنوات الثماني الماضية أشعر بالفخر لخدمة رئيس (باراك أوباما) قدمت إدارته لأمن إسرائيل أكثر من أي وقت مضى". كما أعلن في مايو/أيار الماضي أمام مجموعة مرتبطة بلجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "إيه آي بي إيه سي" (AIPAC) -وهي أقوى مجموعات الضغط الموالية لإسرائيل في أميركا- أن بايدن ملتزم بتقديم مساعدة عسكرية "غير مشروطة" إلى تل أبيب. كما تعهد بلينكن -في تصريحات سابقة- بعدم إظهار الخلافات بين إدارة الرئيس المنتخب الجديد بايدن وإسرائيل إلى العلن، مما يؤشر -بحسب الموقع- على عكس نهج الرئيس أوباما الذي كان يندد صراحة بالتوسع الاستيطاني الإسرائيلي. بلينكن (الثاني يمين) خلال توليه منصب نائب مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس باراك أوباما (رويترز) الملف الإيراني يرى الموقع البريطاني أن الإبقاء على الخلافات مع إسرائيل سرا سيكون بمثابة تحد لوزير الخارجية الأميركي المقبل، خاصة أنه مؤيد صريح للاتفاق النووي مع إيران الذي تصوره حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنه "تهديد خطير" للمنطقة. فقد كان بلينكن جزءا من الإدارة التي توسطت وفاوضت من أجل التوصل إلى اتفاق مع إيران، وتعهدت بموجبه طهران بتقليص برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. من ناحية أخرى، يرى الموقع أن إحدى ركائز نهج بلينكن في وزارة الخارجية ستكون تغيير علاقات واشنطن مع "الحكام المستبدين" في المنطقة، حيث إنه انتقد مرارا خلال حملة بايدن الرئاسية علاقات ترامب الوثيقة مع منتهكي حقوق الإنسان، وتحديدا في مصر والخليج. وفي يوليو/تموز الماضي قال لمناصرين عرب للحزب الديمقراطي إن بايدن سيدعم "مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية" في التعامل مع الحكومات بالمنطقة، كما أكد أنه "عندما يصف ترامب الرئيس المصري (عبد الفتاح) السيسي بأنه دكتاتوره المفضل فإن لذلك تأثيرا كبيرا يقوض موقفنا الأخلاقي عالميا وقدرتنا على القيادة". كما نقل عنه قوله إن إدارة بايدن المقبلة "ستراجع علاقات واشنطن مع الحكومة السعودية التي منحها الرئيس ترامب شيكا على بياض لمتابعة سياساتها الكارثية، بما في ذلك حرب اليمن وقمع المعارضة في الداخل وقتل الصحفي جمال خاشقجي". المصدر : ميدل إيست آي
الحصاد: جرت مراسم تنصيب زعيم روحي جديد لأتباع الديانة الإيزيدية حول العالم في معبد لالش، وبات رجل الدين علي الياس يحمل لقب "بابا الشيخ" بشكل رسمي. وتم تنصيب الياس رسمياً في حفل ديني جرى في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني بحضور حوالي 5000 إيزيدي، من مختلف أنحاء إقليم كردستان والعراق. وأدى الزعيم الجديد اليمين رغم بعض الإعتراضات على تعيينه من قبل بعض الإيزيديين بينهم عدد من القادة العسكريين والشخصيات الدينية. وجرت تزكية الشيخ علي إلياس لشغل هذا المنصب من قبل أمير الإيزيديين مير حازم تحسين بك، في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، بعد أكثر من شهر على وفاة سلفه خرتو حاجي إسماعيل، الذي توفي عن عمر ناهز 87 عاماً. من هو بابا الشيخ علي الياس؟ ولد الشيخ إلياس في مدينة شيخان في محافظة دهوك بإقليم كردستان عام 1979. شغل والده منصب الزعيم الروحي للديانة الإيزيدية للفترة الواقعة بين 1978 - 1995. ، عارضت بعض الشخصيات المؤثرة في المجتمع الإيزيدي بينهم قادة عسكريون وشخصيات دينية تعيين الزعيم الروحي الجديد ، بسبب عدم استشارتهم في هذه المسألة. وقال الشيخ شمّو، رئيس اللجنة العليا لمعبد لالش في تصريح لـ بي بي سي إنه "لا ينبغي تسييس الموضوع"، داعياً المجتمع الإيزيدي بأسره إلى احترام القرار "لأن قرارات المير حازم لا يجب إبطالها". وصرح بابا شيخ لوسائل الإعلام المحلية بعد تنصيبه إن أولوياته هي استرجاع آلاف الإيزيديات المخطوفات لدى تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية منذ عام 2014. وقال: "إن المخطوفات بمثابة القديسات وسأحمل رسالتهن أينما ذهبت". وتشمل بعض مسؤوليات القائد الروحي حضور جميع المناسبات الدينية، والصوم في أول 40 يوماً من الشتاء والصيف، وزيارة كل قرية إيزيدية مرة واحدة على الأقل في كل عام. وكان سلفه خرتو اسماعيل، قد رحّب بعودة النساء والفتيات الإيزيديات اللواتي تم خطفهن من قبل تنظيم الدولة وعوملن معاملة الجواري، حيث تم بيعهن وشراءهن من أجل الجنس وخدمات أخرى. وتحظر الديانة الإيزيدية الزواج من غير الإيزيديين ويتم نبذ من يخرج على هذه التقاليد. وكان قرار بابا الشيخ السابق باستقبال الأسيرات اللواتي تزوجهن عناصر التنظيم، خطوة غير مسبوقة في المجتمع الإيزيدي. من هم الأيزيديون؟ بسبب المعتقدات غير المألوفة للإيزيديين ، غالبا ما ينعتون خطأ بأنهم "عبدة الشيطان"مما اضطرهم إلى عزل أنفسهم في مجتمعات صغيرة انتشرت في مناطق متفرقة في شمال غربي العراق، وشمال غربي سوريا، والمناطق الواقعة جنوب غربي تركيا. ومن الصعب تقدير أعدادهم حالياً، فهي تتراوح ما بين 70 ألفا و 500 ألف. ومع ما يواجهونه من مخاوف واضطهاد وتشويه لصورتهم، فإنه ما من شك أن أعدادهم تناقصت بصورة كبيرة على مدار القرن الماضي. وكما هو الحال مع ديانات الأقليات الأخرى في المنطقة، كالدروز والعلويين، لا يعتنق الديانة الإيزيدية إلا من ولد عليها، ولا يمكن اعتناقها دون ذلك. أما ما يواجهونه من اضطهاد مستمر في المنطقة التي يعيشون فيها في جبال سنجار غرب الموصل، فيرجع في الأساس إلى الفهم المغلوط لحقيقة تسميتهم، حيث يعتقد المتشددون من السنة، أمثال تنظيم الدولة الإسلامية، أن هذا الاسم يرجع إلى يزيد بن معاوية، ثاني حكام الدولة الأموية (647-683 ميلادية). إلا أن دراسة حديثة أظهرت أن هذه التسمية لا علاقة لها بهذا الخليفة الأموي، أو حتى بمدينة يزد في فارس، بل هي مشتقة من الكلمة الفارسية "إيزيد" والتي تعني الملاك أو الإله. لذا فإن اسم الأيزيديين ببساطة يعني "عبدة الرب"، وهو ما يعمد الإيزيدييون من خلاله إلى وصف أنفسهم.
تقرير : محمد رؤوف – فاضل حمةرفعت بعد مضي (7 سنوات) على ابرامه، مازال برلمان كوردستان والرأي العام في الاقليم يسعون لمعرفة مضمون الاتفاقية النصف قرنية ما بين نيجيرفان البارزاني وأردوغان، هذه الاتفاقية ليست غامضة للكورد فقط، ففي تركيا ايضاً لا يعلمه الا "شخص ونَيِّف" بحسب قول جنكيز جاندار، ما هذا التقرير إلاَ محاولة لتقصي ما في مضمون هذه الاتفاقية التي يطالب نواب الكتل المختلفة في برلمان كوردستان بإستثناء نواب البارتي وحراك الجيل الجديد، بالكشف عنه. الاتفاقية في اجتماع الرئاسات الثلاث صبيحة يوم 12 من شهر تشرين الثاني الجاري و في وقت كان اهل العراق والاقليم غارقون في النوم، صادق البرلمان العراقي على قانون سد العجز المالي الذي يسميه البعض بقانون "الاقتراض". تم تمرير فقرة في هذا القانون بأصوات نواب الشيعة والسنة، والتي تجبر اقليم كوردستان على تسليم جزء من نفطه الى الحكومة الاتحادية مقابل استلام حصته من واردات العراق. اجتمعت الرئاسات الثلاث لإقليم كوردستان(رئاسة البرلمان، رئاسة الاقليم، رئاسة الحكومة) بعد مضي ثلاثة ايام على تمرير القانون في البرلمان العراقي، كان الاجتماع لمعرفة كيفية التعامل مع القانون، وإن لم ترسل الاقليم جزءاً من نفطه وفقاً للقانون، هل ستستمر حكومة الكاظمي على تزويد الاقليم بمبلغ (320 مليار) دينار شهرياً لرواتب موظفي الاقليم. بحسب المعلومات التي حصل عليه (الحصاد) من عدد من المصادر المشاركة في ذلك الاجتماع، نظر المشاركون في الاجتماع الى القانون بإيجابية وإرتأوا ان القانون مازال يحتفظ بفرصة يتفق فيه حكومة بغداد مع حكومة اربيل وتَسْلَمَ رواتب موظفي الاقليم من الضرر. اثارت ريواز فائق رئيسة برلمان كوردستان سؤالاً مهماً في الاجتماع حول مسألة النفط في اقليم كوردستان، حيث توجهت بسؤالها الى نيجيرفان البارزاني قائلة هل "تشكل الاتفاقية المبرمة بين الاقليم وتركيا لمدة نصف قرن في مجال الطاقة اي عائق امام اقليم كوردستان لتسليم جزء من نفطه الى الحكومة الاتحادية؟". "اؤكد لكم ان الاتفاقية المبرمة لمدة خمسين عاماً لا يشكل اي عائق امام الاقليم لتسليم جزء من نفطه الى بغداد"، هذا كان جواب نيجيرفان البارزاني عراب هذه الاتفاقية ومهندس ابرامها بين الاقليم وتركيا وسؤال ريواز فائق هذا يعتبر من الاسئلة الرئيسية لحزبه(الاتحاد الوطني الكوردستاني) في هذه الاحيان، حيث يقول المسؤلين في هذا الحزب انهم ليسوا مطلعين على تفاصيل هذه الاتفاقية، ويريدون اتهام البارتي(الحزب الديموقراطي الكوردستاني) بهذا القول بأنه ليس شفافاً مع اليكيتي(الاتحاد الوطني الكوردستاني) داخل الحكومة ويخفي عنه المعلومات. الاتفاقية النصف قرنية ليست غامضة لدى اليكيتي وحسب، بل ان الاحزاب الاخرى في اقليم كوردستان لايعرفون عنه اي شيء يذكر، وإن نص هذه الاتفاقية لم يَرَ النور بعد. حول الاتفافیة وُقِعَت هذه الاتفاقية في عام 2013 من قبل نيجيرفان البارزاني رئيس الوزراء السابق لاقليم كوردستان ورجب طيب اردوغان رئيس الوزراء السابق ورئيس الجمهورية الحالي لتركيا، وكان أشتي هورامي الوزير السابق للموارد الطبيعية والمساعد الحالي لمسرور البارزاني رئيس الوزراء الحالي لحكومة الاقليم حاضراً حين توقيع الاتفاقية. لايعرف احد بتفاصيل هذه الاتفاقية غير نيجيرفان البارزاني وآشتي هورامي، ولم تعرض هذه الاتفاقية لحد اللحظة امام البرلمان والرأي العام، حتى ان اليكيتي الذي كان الشريك الاساسي للبارتي في الحكومة في عام 2013 ليس مطلعاً على تفاصيل الاتفاقية، وكان عماد احمد نائباً لرئيس الوزراء على حصة اليكيتي، وصرح عدد من المسؤولين الكبار في اليكيتي وقتها لن حزبهم ليس على دراية بأمر هذه الاتفاقية. تجدد الحديث مرة اخرى حول مضمون التفاقية بعد مرور (7سنوات) على توقيعها، حيث وَقَّعَ 32 نائباً من جميع الكتل البرلمانية بإستثناء نواب البارتي وحراك الجيل الجديد على طلب وقاموا بتوجيهها الى رئاسة البرلمان مطالبين فيه الجهة المعنية في حكومة الاقليم بالمثول امام البرلمان وتقديم المعلومات للبرلمان حول الاتفاقية النصف قرنية. بحسب تقصيات (الحصاد)، في الدورة البرلمانية السابقة لبرلمان كوردستان وعد نيجيرفان البارزاني الذي كان رئيساً للوزراء حينها رئاسة البرلمان بالحديث عن مضمون تلك الاتفاقية مابين الاقليم وتركيا في اجتماع مع رؤساء الكتل البرلمانية، لكن واقعة اغلاق البرلمان ضَيَّعَ معها ذلم السر حتى الآن. ماذا يُعْرَف حول الاتفاقية؟ الاتفاق النفطي يبرم لمدة 25 او 50 عاماً، لان ذلك يعتبر من المشاريع الطويلة الامد، والذي ابرمه نيجيرفان البارزاني مع اردوغان هو لمدة نصف قرن(50 عام) وعلاوةً عن بعده الاقتصادي له ابعاد سياسية كبيرة. وفقاً للمعلومات التي حصل عليها (الحصاد) من عدة مصادر مطلعة ان الذي يعرف حول مضمون الاتفاقية حتى الآن هو على الشكل الآتي : • للشركات التركية العاملة في اقليم كورددستان الاولوية في المجال النفطي. • لتركيا مبلغ دولار واحد من كل برميل من نفط الاقليم لمدة 50 سنة قادمة. • يودع اموال نفط اقليم كوردستان في مصرف (هلك بنك) التركي ويتم التعامل به. • تتم حراسة خط انابيب نفط الاقيم من قبل تركيا وتدفع اجرة الحراسة من اموال نفط الاقليم. • تؤجر (7) خزانات كبيرة للنفط في ميناء جيهان التركي لحكومة الاقليم وتدفع مبالغ اليجار من اموال نفط الاقليم. • هناك مصادر اخرى تتحدث عن ان الاتفاقية ترغم الاقليم في المستقبل ان يقوم بإرسال الغاز الطبيعي في حالة انتاجه عن طريق تركيا حصراً، فتركيا تشتري الغاز من روسيا في الوقت الراهن، وسعر ذلك الغاز يكلف تركيا كثيراً والمسؤولين الاتراك في انقرة يبحثون عن مصادر اخرى غير روسيا، لكن بعض المصادر تنفي هذه المعلومة وتقول ان الاتفاقية خاصة بالنفط فقط. • يقال ان الاتفاقية قد رسمت الاطار لعلاقات اقليم كوردستان من الناحية الامنية مع غرب كوردستان وحزب العمال الكوردستاني(PKK). • يقول المنتقدون للاتفاقية ان البعد السياسي لهذه الاتفاقية النصف قرنية هو للحفاظ على سلطة البارتي(الحزب الديموقراطي الكوردستاني) واستمرار حكم قيادلته في اقليم كوردستان بمساندة انقرة. • تتحدث المعلومات الغير رسمية ان عائلة اردوغان هي المستفيدة الاكبر من عائدات هذه الاتفاقية في تركيا. شخص ونصف شخص كما يقول جاندار في خضم متابعتنا لجمع المعلومات حول الاتفاقية النصف قرنية مابين الاقليم وتركيا، اخبرنا مسؤول رفيع في اقليم كوردستان، ان لب ومضمون تلك الاتفاقية باقية قيد الغموض ليس قفط في اقليم كوردستان، وانما داخل تركيا ايضاً لايُعْرَف عنه شيء. وأردف ذلك المسؤول انه تحدث مرة مع الكاتب والصحفي التركي المعروف (جنكيز جاندار) وسأله هل انتم في تركيا تعرفون اي شيء حول الاتفاقية النصف قرنية، رَدَّ جاندار قائلاً : "في تركيا لا يعرف احد اي شيء حول الاتفاقية النصف قرنية إلاّ شخص ونَيِّف، الشخص هو اردوغان والنصف شخص هو تنر يلدز وزير الطاقة التركي السابق". نفس تعبير جنكيز جاندار مع تغيير طفيف ينطبق على اقليم كوردستان كذلك، فالذي يعرف كل شيء هو نيجيرفان البارزاني، وآشتي هورامي مثله كمثل النيف التركي على علم ببعض الاشياء حول الاتفاقية، ولكن لايظهر ان نيجيرفان البارزاني اخفى تفاصيل الاتفاقية على عمه مسعود البارزاني، مثلما اخفاه على البرلمان. حصة تركيا من نفط الاقليم بلغ الايراد النفطي لإقليم كوردستان العام الماضي ما قدره (8 مليارات و438 مليون) دولار، وذهب من هذا المبلغ (مليار و104 مليون) دولار الى تركيا وبقى لوزارة مالية الاقليم (ملياران و647 مليون) دولار فقط لتأمين الرواتب الشهرية لموظفي الاقليم. بمعنى ان نسبة (70%) من الايرادات النفطية لاقليم كوردستان تذهب الى مصاريف وقروض الشركات ولا يتبقى سوى نسبة (30%) لخزينة حكومة الاقليم. وفقاً لتقرير شركة "ديلويت" لتدقيق الاتناج والتصدير والايراد والمصاريف النفطية لاقليم كوردستان لعام 2019 : • من مجموع الايراد النفطي للاقليم البالغة (8مليارات و438 مليون) دولار ذهبت (5 مليارات و791 مليون) دولار لمصاريف وقروض الشركات وبقي ما قدره (ملياران و647 مليون) دولار فقط لتدخل خزينة حكومة الاقليم. • (610 مليون) دولار من ايراد نفط الاقليم ذهبت لتسديد قروض الشركة النفطية الدولية التركية. • (494 مليون) دولار لشركة الطاقة التركية لإيجار الانابيب. لا يقع اقليم كوردستان على الممرات المائية ولذلك ليس بمقدوره ايصال نفطه الى الشارين مباشرةً، وعليهفهو ممضطر ان يقوم بتصدير نفطه عن طريق العراق او تركيا او ايران، وقد اختارت حكومة الاقليم تركيا لهذه العملية، والحدود التركية متاخمة مع المناطق الخاضعة لإدارة البارتي(الحزب الديموقراطي الكوردستاني)، انشأت حكومة الاقليم في هذه المناطق شبكة انابيب تمتد الى الحدود التركية، هذه الشبكة من الانابيب الواقعة داخل اراضي الاقليم تعود ملكيتها ال شركة (كار) بنسبة (40%) ونسبة (60%) من ملكيتها عائدة الى شركة (روز نفط) الروسية، وتدفع حكومة الاقليم لهاتين الشركتين مبلغ (644 مليون) دولار سنوياً مقابل مرور النفط بالانابيب المملوكة للشركتين المذكورتين، وتحصل تركيا من حكومة الاقليم على مبلغ (494 مليون) دولار مقابل مرور نفط الاقليم بالانابيب التركية من الحدود الى ميناء جيهان، وهذا يثبت ان اجرة مرور نفط الاقليم بالانابيب الواقعة داخل الاقليم وعلى اراضيها تكلف حكومة الاقليم اجوراً اكثر من اجور مرور نفطه داخل الانابيب التركية خارج حدود الاقليم. انشأت شبكة انابيب مرور نفط الاقليم الى تركيا عام 2013، وقبل ذلك كان نفط الاقليم تنقل الى ايران وتركيا عن طريق الصهاريج، كانت هناك محاولة لنقل نفط الاقليم الى ايران، لكن العقوبات الامريكية المفروضة على ايران اجهضت هذه المحاولة، لذا فإن نفط الاقليم واقع حالياً في قبضة تركيا. قبضت العام الماضي شركة الطاقة التركية (Turkish Energy Company) مبلغ (3.117) دولاراً مقابل نقل برميل واحد من نفط الاقليم، وبذلك قبضت هذه الشركة التركية اكثر من (494 مليون) دولار من حكومة الاقليم في ذلك العام. فضلاً عن هذا كله، اعادت حكومة الاقليم في العام الماضي فقط ديوناً بلغت (610 مليون) دولار الى الشركتين التركيتين ادناه : • شركة الطاقة التركية • الشركة النفطية الدولية التركية هذه هي الاموال التي اقرضتها الكابينة الثامنة لحكومة الاقليم في زمن الازمة المالية لتأمين رواتب الموظفين من تلكما الشركتين التركيتين وهي في قائمة رسمية في حوزة (الحصاد)، ويبلغ مقدار القروض الخارجية على حكومة الاقليم ومعظمها تركية مبلغ (4 مليارات و288 مليون) دولار، هذا في الوقت الذي صُرِفَت نسبة (16%) من الايراد العام لنفط الاقليم لتسديد هذه القروض. استفادت شركة الطاقة التركية من واردات نفط الاقليم بطريقتين، الاولى اجور مرور نفط الاقليم ونقله من خلال الانابيب والثانية هي القروض التي منحتها لحكومة الاقليم وتحصل على مبالغ منها شهرياً من حكومة الاقليم. نفط الاقليم بين بغداد وانقرة نظراً للواردات الهائلة التي تحصل عليها تركيا من نفط الاقليم ما جعل البعض يظنون ان نفط الاقليم اصبح رهينة تركيا وان تسليمه الى الحكومة العراقية في المستقبل القريب امر صعب جداً. لكن المسؤولون في حكومة الاقليم يتحدثون عن لستعدادهم لتسليم ملف النفط بالكامل الى الحكومة العراقية شريطة ان تحسم الحكومة العراقية امرها من ملف قروض الشركات ولا تبقى مصاريفها على عاتق حكومة الاقليم. بحسب معلومات (الحصاد)، في اجتماع الرئاسات الثلاث لاقليم كوردستان منتصف الشهر الجاري، لبدى مسؤولوا حكومة الاقليم استعدادهم لتسليم الواردات النفطية كلياً الى بغداد مقابل ارسال بغداد حصة الاقليم من الميزانية دون استقطاع والبالغة قرابة (900 مليار) دينار شهرياً، وغرض مسؤولي حكومة الاقليم من تسليم الواردات النفطية هو ذلك المبلغ المتبقي من الواردات لوزارة مالية الاقليم بعد استقطاع اجور الانتاج والنقل وقروض الشركات، اي ان حكومة الاقليم لا تستطيع الامنتناع عن تسديد القروض التركية وتريد من الحكومة العراقية ان تضمن تسديد تلك الاموال. مختصر مفيد، ان حكومة الاقليم ترغب اعطاء مبلغ (270 مليار) دينار الى بغداد كمجموع الواردات المحلية شهرياً وتحصل بالمقابل على مبلغ (900 مليار) دينار شهرياً، هذا اقتراح من الصعب قبوله من قبل حكومة الكاظمي في الوقت الحالي، خصوصاً ان كابينة مصطفى الكاظمي الحكومية هي نفسها تعاني من ازمة مالية وهي إلتجأت الى الاقتراض الداخلي والخارجي لسد العجز المالي، ومن المنتظر ان تستمر حكومة الكاظمي بإرسال مبلغ (320 مليار) دينار شهرياً لتأمين رواتب موظفي اقليم كوردستان لحين تصديق ميزانية 2021، لكن حكومة الاقليم ستواجه نفس المشكلة حين تصل ميزانية 2021 الى البرلمان العراقي. تأمل الحكومة التركية ابرام اتفاقية جديدة مع الحكومة العراقية حول مشكلة نفط الاقليم، وهي مستعدة لإنهاء معاملتها مع اقليم كوردستان في اطار تلك الاتفاقية الجديدة. كانت الحكومة العراقية قد رفعت دعوى قضائية على تركيا بخصوص قضية بيع نفط اقليم كوردستان دون موافقة بغداد، وتطالب بتعويضات من تركيا بمبلغ (26 مليار) دولار، وبات حسم الملف في القضاء قريباً، اوقف عادل عبدالمهدي قرار محكمة باريس عندما تسلم منصب رئاسة الوزراء العراقية و منح بذلك تركيا واقليم كوردستان فرصة جديدة، لكن القضية لم تغلق بعد وتشكل تهديداً على تركيا، وإن المسوؤلين الاتراك يريدون ربط اي قرار حول نفط اقليم كوردستان بحل تلك القضية مع العراق، في مقابل تسليم نفط اقليم كوردستان الى بغداد، تريد تركيا من الحكومة العراقية ان تقوم بسحب دعواها ضد تركيا في المحكمة الدولية في باريس في اطار اتفاقية جديدة، وكذلك ان يتم ابرام اتفاقية واسعة مابين الطرفين تتضمن قضية حزب العمال الكوردستاني(PKK) والعديد من الملفات الاخرى بين البلدين.
الحصاد draw: كشفت مصادر مطلعة لـCNN عن استعداد الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن لترشيح أنتوني بلينكن لمنصب وزير الخارجية، وفيما يلي نستعرض لكم نبذة سريعة عن مواقفة ولآرائه حول عدد من القضايا: ناتو عربي قال بلينكن في تصريحات لـCNN العام 2017: ""ما لا نريد (أمريكا) القيام به في الوقت الحالي هو كما يلي، الرئيس ترامب كان يتحدث عن انشاء حلف ناتو عربي عندما كان في السعودية، والآن (مع الأزمة القطرية) نرى مدى صعوبة ذلك، لأن هناك دول لديها مصالح مختلفة." وتابع قائلا: "حلف ناتو عربي يعني بالنسبة لنا جبهة موحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إلا أن المملكة العربية السعودية تراه جبهة ضد إيران وسيسحبوننا (أمريكا) إلى الانقسام السني الشيعي ويجبروننا على الوقوف بأحد الصفوف، وهذا ليس مكانا جيدا لنتواجد به الآن." ولفت بلينكن إلى أن "على ما يبدو، زيارة ترامب للسعودية وابداء الدعم غير المشروط للمملكة، شجعتهم على اتخاذ هذه الخطوة (قطع العلاقات مع قطر) وتتالت بعدها تصريحات مسؤولين أمريكيين يدعمون موقف ترامب، إلا أننا نخاطر بقاعدة عسكرية أساسية (بقطر) نستخدمها بشكل يومي في قتال داعش." نووي إيران: قال بلينكن لـCNN نهاية العام 2017 إن قرار ترامب حول ملف البرنامج النووي الإيراني يفتح الباب لفرضة وقوع مشاكل كبيرة خلال الأيام الـ60 المقبلة (الأيام التي منحها ترامب للكونغرس حتى يجد بديلا للاتفاق النووي الحالي مع إيران) وأوضح بلينكن حينها: "إيران ستقوم بالضبط بما تريد القيام به، وهو ابعادنا عن شركائنا الأوروبيين، عداك عن الروس والصينيين واليابانيين وغيرهم، هذا (قرار ترامب) عمل ليس له داع من وجهة نظري." وأضاف بلينكن أنه وفي حال ألغي الاتفاق النووي مع طهران فإن "إيران ستبدأ مجددا ببناء وتطوير ترسانة نووية محتملة، وسيضطر الرئيس الأمريكي المقبل إلى بذل جهود كبيرة لتوحيد صف المجتمع الدولي في سبيل مواجهة هذا الأمر، نحن الآن في هذا الوضع وسحب الثقة من الاتفاق النووي سينهي أي وحدة في الصف الدولي بعد جهود مضنية بذلناها للتوصل لذلك." "هدية لبوتين": قال بلنكين في مقابلة مع CNN العام 2019 إن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى المبرمة مع روسيا يعتبر "هدية" للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وتابع المسؤول الأمريكي السابق قائلا: "إذا قام أحد بخرق القانون فأنت لا تمزق القانون كرد بل تعززه، وهذا (الانسحاب سيكون هدية لفلاديمير بوتين وروسيا، حيث يزيل أي عوائق قانونية تقيد الطريقة التي تتعامل بها روسيا صوب هذا النوع من الصواريخ، وعلى الصعيد الآخر نحن من سيكون ملاما عوضا عنهم (روسيا) ومن المرجح أنه سيبعدنا عن حلفائنا ويدفع نحو سباق للتسلح". وأردف: "هذا غير ضروري بتاتا، هناك العديد من الخطوات التي كان بإمكاننا القيام بها دون الانسحاب من المعاهدة وكانت ستضع ضغطا على روسيا للانصياع، وفي نهاية اليوم لدينا تاريخ طويل من هذا النوع من الاتفاقات ابتداء من جون كينيدي إلى كل رئيس حتى أوباما تفاوضوا مع روسيا وتمكنا من تقليص أعداد الرؤوس النووية من نحو 65 ألفا بين الدولتين في الثمانينيات إلى نحو 8 آلاف اليوم، وعليه العالم أكثر أمانا واستقرارا.."
الحصاد draw: على الرغم من أجواء التشكيك السياسي بإمكانية إجراء الانتخابات العراقية المبكرة في موعدها المقرر في السادس من يونيو/ حزيران المقبل، إلا أن التحشيد المبكر بدا واضحاً في الأيام الماضية في بغداد. وتجلّى ذلك في عودة الزيارات الميدانية للسياسيين والنواب وزعماء الكتل إلى الأحياء الفقيرة والعشوائيات، وتجدد خطب مغازلة الشارع وتكرار وعود الخدمات والوظائف. وبدا واضحاً تحشيد "التيار الصدري" أكثر من غيره من الكتل في هذه الأنشطة، لا سيما بعد إعلان قيادات فيه عزم التيار الحصول على رئاسة الحكومة المقبلة. يهدف التيار الصدري لحصد أكثر من 100 نائب في الانتخابات في السياق، كشف قيادي بارز في "التيار الصدري" بزعامة مقتدى الصدر لـ"العربي الجديد"، عن بدء التحضير شعبياً للانتخابات التي يسعى التيار للحصول فيها على ما لا يقل عن 100 مقعد في البرلمان، بشكل يمنحه حق تشكيل الحكومة. ولفت إلى أن "الحكومة المقبلة ستكون من حصة التيار الصدري"، معتبراً أن "زمن حزب الدعوة والمجلس الأعلى انتهى، بسبب تراجع شعبيتهم وفشلهم في إدارة الحكومات السابقة". ولفت إلى أن "التيار الصدري" سيدخل الانتخابات منفرداً بقائمة واحدة، بعد تجربة غير ناجحة مع الحزب الشيوعي العراقي والمدنيين. وقال إن هناك بوادر حول تحالف الشيوعيين مع تيارات مدنية وأخرى ولدت من ساحات التظاهر في هذه الانتخابات، والتنافس في معاقل الإسلاميين في كربلاء والنجف ومناطق أخرى، لذا من غير الوارد التحالف معهم بل سيكونون خصوماً انتخابيين. وحول كيفية تعامل الحكومة المقبلة مع الأميركيين، في ظل رفع التيار شعار مقاطعة واشنطن ووصف نفسه بـ"التيار الممانع والمقاوم"، أفاد القيادي أنه "ليس شرطاً في أن يكون رئيس الحكومة المقبل من التيار الصدري، بل مكلفاً منه. وعلى الأغلب سيكون من خارج المنتمين للتيار". وأضاف أن "الصدر يخطط للحصول على الأغلبية في البرلمان الجديد كي يستطيع اختيار رئيس الوزراء شخصياً، من دون أن تكون هذه الشخصية صدرية، بل قريبة منه، وتحظى بعلاقات مع كافة الأطراف السياسية، بالإضافة إلى الدعم الإيراني ـ الأميركي. الصدر يدرك أنه من الصعب تقديم أي شخصية غير متفق عليها بين الأميركيين والإيرانيين". وذكر أن "العمل جار لاختيار وجوه جديدة كمرشحين للتيار، إضافة إلى عدد من النواب السابقين لكتلة الأحرار وبعض النواب الحاليين. وتعمل الهيئة السياسية للتيار حالياً على اختيار الاسم الجديد للقائمة، وكذلك اختيار المرشحين بعد إجراء لقاءات معهم". من جهته، اعتبر رئيس مركز التفكير السياسي في بغداد، إحسان الشمري، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "التيار الصدري" يعوّل على الجمهور العقائدي الذي يتبع زعيم التيار مقتدى الصدر، لأن غالبية القوى السياسية، تحديداً الشيعية منها، فقدت تأثيرها على جمهورها. ورأى أن "الصدريين يمكنهم تحقيق الأغلبية على باقي القوى الشيعية الأخرى في الانتخابات المقبلة. من هنا يتم طرح أو ترويج قضية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، لكننا نتوقع أن لا تكون الحكومة المقبلة حكومة أغلبية، إذ يمكن للتيار الحصول على ما بين 70 و80 مقعداً نيابياً. بالتالي ستكون الحكومة العتيدة ائتلافية". وتوقع الشمري ألا يختار الصدر شخصية من "التيار الصدري" لرئاسة الوزراء، حتى مع حصوله على مقاعد أكثر من باقي الكتل، كونه لا يرغب في تحميل التيار أي مسؤولية فشل حكومي، لهذا سيستمر صانعاً للحكومات. ورجح أن يسيطر "التيار الصدري" على الأكثرية الوزارية في الحكومة الجديدة، خصوصاً الحقائب المخصصة للقوى الشيعية. وهو ما يفضله الصدر أكثر من فكرة تسلّم تياره رئاسة الحكومة بشكل مباشر. الشارع العراقي ينتقد الإسلاميين بمختلف عناوينهم ومسمياتهم بدوره، اعتبر عقيل الرديني، النائب في ائتلاف "النصر" بقيادة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، حديث "التيار الصدري" بشأن إمكانية الحصول على 100 مقعد في الانتخابات المقبلة وتشكيل الحكومة الجديد، بأنها "دعاية انتخابية مبكرة". ولفت في تصريح صحافي إلى أن "جمهور التيار ثابت وواضح جداً منذ أول عملية انتخابية جرت في البلاد بعد عام 2003 وليومنا هذا، فلم يحصل التيار الصدري على أكثر من 40 مقعداً نيابياً في كل العمليات الانتخابية السابقة. بالتالي إن حصته من الانتخابات المقبلة لن تتجاوز الـ50 مقعداً، لأن المنافسة ستكون شديدة في ظل رغبة الشارع بالتغيير وظهور أحزاب سياسية جديدة تدعو للحكم المدني في البلاد". ولفت إلى أن "الشارع العراقي ينتقد الإسلاميين بمختلف عناوينهم ومسمياتهم، وهذا ما يجعل حصول الصدريين على 100 مقعد في الانتخابات المقبلة محالاً. فقضية اختيار رئيس الوزراء أو تشكيل الحكومة بصورة عامة، يخضع إلى توافقات وتحالفات ما بعد الانتخابات، ولا يمكن حصر هذا الأمر بيد جهة معينة". في المقابل، شدّد القيادي في "التيار الصدري" حاكم الزاملي، على إمكانية حصولهم على 100 مقعد في البرلمان المقبل، مشيراً، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إلى أن المؤشرات والمعطيات، خصوصاً مع قانون الانتخابات الجديد، تؤكد أن التيار الصدري سيحقق الأغلبية الكبيرة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، قد تصل إلى 100 نائب أو حتى أكثر. وأضاف أن "رئيس الوزراء المقبل سيكون من التيار الصدري، ولدينا عدد كبير جداً من الشخصيات لشغل هذا المنصب". مع العلم أن حكومات ما بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، بدأت مع حكومة إياد علاوي، بين عامي 2004 و2005، بتكليف أميركي للحكومة المؤقتة آنذاك. ثمّ، ظلّ منصب رئاسة الحكومة حكراً على القوى الإسلامية التقليدية، أبرزها حزب "الدعوة" لأربع حكومات متتالية. وفي عام 2018، تسلّم عادل عبد المهدي الآتي من تنظيمات المجلس الإسلامي، رئاسة الحكومة، قبل استقالته إثر اندلاع الاحتجاجات الشعبية في البلاد نهاية العام الماضي. وفي العام الحالي، تم التوافق على تكليف مصطفى الكاظمي لحكومة مؤقتة تنتهي مهامها بعد إجراء انتخابات يونيو المقبل. العربي الجديد
الحصاد draw: صلاح حسن بابان- الجزيرة نت تعددت الآراء والتساؤلات حول أهمية وضرورة وجود مراقبة دولية وأممية على الانتخابات العراقية المبكرة، مع اقتراب موعدها المقرر في يونيو/حزيران المقبل، وعن دورها في الحفاظ على نزاهتها وشفافيتها، في ظل التعقيدات الأمنية والاقتصادية والسياسية الدائرة في البلاد؛ ومع انتشار السلاح، واستمرار الاحتجاجات الجماهيرية الغاضبة، وزيادة حدّة التنافس بين الأحزاب القابضة على السلطة منذ 17 عاما. لم يخل أي لقاء للمسؤولين العراقيين مع هينيس بلاسخارت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة من التأكيد على ضرورة إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية على الانتخابات المقبلة، في خطوة وضعها مراقبون في خانة التخوّف من تغيير واقع النتائج، أو تحريف مسارها تحت تهديد السلاح والتدخلات الخارجية. وكان رئيس الجمهورية برهم صالح صادق -في وقت سابق من الشهر الجاري- على قانون الانتخابات الجديد بعد تصويت البرلمان عليه، حيث قسّم المحافظات إلى دوائر انتخابية على أساس الأقضية والمدن، ولكل 100 ألف نسمة في تلك المدن مقعد برلماني، وفي حال قلّ عدد سكان القضاء عن 100 ألف يندمج مع قضاء مجاور لتلافي تلك المشكلة. وتأتي هذه التطورات في وقتٍ يعيش فيه العراق أزمةً قانونية بعد اختلال نصاب المحكمة الاتحادية العليا، وهي أعلى هيئة قانونية في البلاد مختصة بالفصل بين النزاعات القانونية بين السلطات والتصديق على نتائج الانتخابات. ولاقت المطالبة بالمراقبة الدولية على الانتخابات العراقية ترحيبا واسعا منعا للتزوير، خاصة في المناطق التي تخضع لسيطرة المليشيات والمجاميع المسلحة التابعة لبعض الأطراف السياسية، وتعجز الحكومة عن صدّها أو منع توسعها، مع دعوات إلغاء بطاقة الناخب القديمة، والاعتماد على الجديدة المحدثة "بايومتريا"، وتضم بيانات حيوية تساعد في التعرف على الهوية؛ كبصمات العيون والأصابع، وتوجب على حاملها الحضور شخصيا إلى المركز الانتخابي للإدلاء بصوته، على عكس القديمة التي لا يُطلب حضور حاملها. رمضان اعتبر أن الرقابة الدولية تساعد على تحقق نزاهة الانتخابات من خلال إشرافها على سير العملية (الجزيرة نت) تعريف ومنع الخروق وتُعرف الرقابة الدولية بأنها اطلاع المجتمع الدولي على سير العملية الديمقراطية في الدول التي تطلب ذلك؛ للوقوف على مدى اتفاقها مع المعايير الدولية للديمقراطية، ومدى تعبيرها عن إرادة الشعوب، كما أنها تُعرف بالإجراءات التي تتسم بالموضوعية والحياد من قبل أشخاص تم تكليفهم بشكل رسمي بممارسة أعمال المتابعة والرقابة وتقصي الحقائق حول صحة إجراء وسير العملية الانتخابية، والتحقق من الدعاوى التي تشير إلى حدوث أية انتهاكات، على أن يتم ذلك وفق اللوائح والقوانين المعمول بها، وذلك حسب تعريف القاضي والخبير القانوني عبد الستار رمضان. وتُحقق الرقابة الدولية النزاهة للانتخابات من خلال البعثات المختلفة للإشراف على سير العملية الانتخابية، ومتابعة تفاصيل تلك العمليات في الدول المختلفة، وبطلب منها، كما يقول رمضان في رده على سؤال للجزيرة نت حول تأثير المراقبة الدولية على نزاهة الانتخابات من عدمها. وقال إن تلك العمليات تقوّم الانتخابات وتضفي عليها صفة النزاهة والحرية من خلال التقارير الصادرة عنها، ويتم أيضا بيان النواحي الإيجابية والسلبية للعملية الانتخابية، واصفا إياها بأبرز المهام التي تبناها المجتمع الدولي لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة. ويمنع وجود مراقبين يمثلون جهات دولية بارزة كمنظمة الأمم المتحدة أو المنظمات الأخرى أو حتى المنظمات غير الحكومية حصولَ الخروق والتجاوزات أو التقليل منها على الأقل، ويمنح الثقة -حسب رمضان- في شرعية الانتخابات، ويعد عاملا مساعدا في دعم جمهور المقترعين، وكذلك الجهات القائمة على الانتخابات والسلطة الرسمية في الدولة. الجنابي اشترط وجود طرف موثوق فيه من القوى الدولية للرقابة على الانتخابات لطمأنة الشعب العراقي (الجزيرة نت) شروط تمثيل الشعب وتسهم الرقابة الدولية في تأسيس نظام حكم ديمقراطي من خلال الاهتمام الذي يبديه المجتمع الدولي من أجل ترسيخ وتعزيز المبادئ الديمقراطية بتحقيق مجموعة من المبادئ؛ لعل أبرزها وأهمها مبدأ احترام حقوق الإنسان، بالإضافة إلى تعزيز مبدأ حكم القانون واحترام الإرادة السياسية، كما يقول الخبير القانوني، مؤكدًا ضرورة أن تؤدي الرقابة الدولية مهمتها في تقييم العملية الانتخابية وفقًا للمبادئ الدولية المرعية في الانتخابات الديمقراطية وفي القوانين الوطنية. وبعد التطورات الأخيرة التي شهدها العراق على المستويين السياسي والاقتصادي، باتت شرعية النظام السياسي الحالي متوقفة على الانتخابات المبكرة، ونسبة العدالة التي ستضمنها الحكومة، وتحقيقها تمثيلا حقيقيا لأبناء الشعب العراقي بعد كل الأزمات والمشاكل التي واجهها، حسب المحلل السياسي والأكاديمي مهند الجنابي، الذي اتهم القوى السياسية العراقية بتفصيل قانون الانتخابات حسب رغباتها، بعد أن فقدت كثير منها شرعيتها لدى الشعب. اعلان واشترط الجنابي وجود طرف موثوق فيه من القوى الدولية أو الأمم المتحدة للإشراف والرقابة على الانتخابات؛ من أجل ضمان مصداقيتها، وإيصال رسالة للشعب العراقي بأن الانتخابات المبكرة ستُحقق ما يريده من العدالة والتمثيل، حتى وإن كانت بنسبة متواضعة للغاية. السلاح المنفلت وتشترك عدة عناصر مرتبطة ببعضها البعض في نزاهة الانتخابات من عدمها، وليس وجود الرقابة والإشراف الدوليين فحسب، بل نزع السلاح المنفلت، ومحاولة تحييده وعدم جعله يؤثر على قرار الناخب العراقي على الأقل، مع ملحقات تشريعية أخرى؛ أبرزها قانون الأحزاب السياسية، حسب رد الجنابي على سؤال للجزيرة نت حول تأثير السلاح المنفلت على العملية الانتخابية. وانتقد الجنابي قانون الانتخابات الجديد، الذي لم يحدد بعدُ آلية الانتخاب: هل ستكون عبر البطاقة القديمة أم البايومترية؟ إضافةً إلى المبالغ الواجب دفعها من المرشحين والكيانات الجديدة بغياب المال السياسي لدى كثير منهم، على عكس ما تمتلكه القوى التقليدية، بالتزامن مع تغيير خارطة الانتخابات بعد أن أصبحت فردية، وليست على أساس القوائم. السعيدي اعتبر أن وجود الرقابة الأممية من شأنه كبح تدخل الدول الإقليمية في الانتخابات العراقية (الجزيرة نت) الاستغلال الخارجي وعن احتمالية أن تستغل دول إقليمية وخارجية مؤثرة في الشأن العراقي الرقابة الدولية على اتجاه الانتخابات، يقول ناجي السعيدي -وهو نائب في البرلمان العراقي عن كتلة "سائرون" بزعامة مقتدى الصدر- إن الوجود الأممي – لا سيما الأمم المتحدة والمنظمات الدولية- يكبح مطامع الدول الإقليمية والتدخلات الخارجية وتأثيراتها من أجل تحريف نتائج الانتخابات في العراق. ويرى السعيدي -في حديثه للجزيرة نت- أن وجود الأمم المتحدة وإشرافها على الانتخابات العراقية يسهم في تثبيت تفاصيلها الإيجابية، ويعزز شفافيتها لنقل الصورة الحقيقية عن الانتخابات العراقية للعالم.
تقرير: محمد رؤوف - فاضل حمە رفعت ترجمة : عباس المندلاوي مرة اخرى تصبح اراضي اقليم كوردستان العراق ساحة للقتال بين قوات الجيش التركي ومقاتلي حزب العمال الكوردستاني –PKK ، فقبل 25 عاما شنت القوات التركية بمساندة مقاتلين من الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( الذي يترأسه مسعود البرزاني ) حملة عسكرية واسعة على مواقع الحزب الكوردي – التركي المعارض بمنطقة ( هفتانين التابعة لقضاء زاخو بدهوك ) شارك فيه 30 الف عسكري تركي لكنها لم تحقق مقاصدها فانسحبت بعد 45 يوما من القتال . في هذا التقرير يسلط ( الحصاد – DRAW ) الضوء على تاريخ الحملات العسكرية التركية ضد PKK داخل اراض اقليم كوردستان العراق ومواقع الطرفين ومعسكراتهما ومقراتهما هناك . هاكان فيدان في بغداد ؟!.. رصدت المصادر تواجد هاكان فيدان رئيس جهاز المخابرات التركي ( ميت ) في العاصمة العراقية بغداد الاسبوع الفائت في زيارة سرية لم تعرف تفاصليها حتى الان ، لكن القوات التركية شنت عملية جديدة على مواقع حزب العمال الكوردستاني بمنطقة ( سيدكان )داخل الحدود العراقية ..وكانت السفارة التركية لدى بغداد قد اعلنت عام 2018 غقب شن عملية مماثلة ان التحرك العسكري جرى في اطار اتفاق مع الحكومة العراقية ، ولا يعرف هل الحملة الجديدة جرت بالتفاق مع بغداد واربيل كسابقتها ام لا ، رغم ان الخارجية العراقية استدعت السفير التركي مرتين وسلمته مذكرة احتجاج . الدفاع التركية تبث في وسائل الاعلام التركية مقاطع عن حملتها العسكرية التي اطلقت عليها ( مخالب الصقر ) في ( هفتانين بحافظة دهوك )و المسنودة من قبل الديمقراطي الكوردستاني في ظل صمت حكومتي بغداد واربيل ، وتدير القوات التركية حملتها الجديدة من مقراتها على حدود اقليم كوردستان العراق . والتي تفقدها وزير الدفاع التركي نهاية الاسبوع الفائت ، ويتوقع المراقبون لشؤون المنطقة ان تستغرق الحملة مدة اطول . الحملات العسكرية التركية داخل اراضي الاقليم ليست بجديدة ، اذ دخلت القوات التركية في شهر اذار عام 2018 اراضي الاقليم بعمق 15 كيلومترا في منطقة ( سيدكان ) وفي الشهر ذاته قصفت الطائرات الحربية التركية منطقة ( باليان ) مما اسفر عن مقتل اربعة مدنيين من سكان المنطقة ، فولد ذلك غضبا شعبيا هاجم السكان على اثره مقرات الجيش التركي في منطقة شيلادزى واحرقوا عدة دبابات واليات ومعدات عسكرية ، فاعتقلت القوات الامنية التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني عددا كبيرا من المتظاهرين . و تشن الطائرات الحربية التركية عمليات قصف مستمرة وبانتظام على مواقع ومقرات مقاتلي حزب العمال الكوردستاني الذين يتخذون من جبال قنديل الوعرة منذ انطلاق معارضتها المسلحة ضد القوات التركية للمطلبة بحقوق الشعب الكوردي في تركيا . واشار الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة الاقليم جبار ياور في تصريحات صحفية له في 27 من كانون الثاني 2019 الى ان الجيش التركي شن ( 398 ) هجوما و( 425 ) عملية قصف بالمدافع على اراضي الاقليم خلال فترة اربعة اعوام ، مضيفان بەپێی لێدوانێكی جەبار یاوەر ئەمینداری گشتی وەزارەتی پێشمەرگە لە هەرێمی كوردستان كە لە رۆژی 27ی كانونی دووەمی 2019دا داویەتی، ژمارەی هێرشە ئاسمانییەكانی توركیا بۆسەر ناوچەكانی هەرێمی كوردستان لە ان تلك الهجمات اسفرت عن مصرع اكثر من ( 20) مدنيا وتدمير مشافي ومدارس و طرق وجسور والحاق اضرار فادحة بالقرى ومنازل القرويين وممتلكاتهم . تاريخ العمليات العسكرية التركية يرجع تاريخ العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكوردستاني على اراضي اقليم كوردستان العراق الى عام 2007 لكن تاريخ تلك العليات خارج الاقليم يرجع الى الثمانينات من القرن الماضي ؛ حيث تشن القوات التركية بشتى صنوفها حملات عسكرية ضد مقاتلي PKKداخل وخارج تركيا منذ شهر آيار 1983 :- • شنت القوات التركية اولى هجماتها العسكرية في شهر ايار 1983 خارج حدودها الدولية بعد الاتفاق مع نظام صدام ، بمشاركة آلاف الجنود الاتراك • وشنت تركيا حملتين عسكريتين في شهري تشرين الاول عام 1984 و اب عام 1986 ، لكنهما لم تسفرا عن اية نتائج ملحوظة . • وبعد فترة من السكون العسكري ، شنت القوات التركية حملتها الرابعة عام و1991التي اطلقت عليها اسم ( العصا ) .، بالتزامن مع ازدياد مواقع ومعسكرات في عموم المحافظات الكوردية . • وفي عام 1992 حدث تطور لافت للنظر على صعيد القضية الكوردية في تركيا ، حيث وجه رئيس الوزراء التركي الاسبق ( الراحل ) رسالة الى زعيم حزب العمال الكوردستاني عبد الله أُجلان ( المعتقل حاليا لدى تركيا منذ 1999) طالبه فيها بتهدئة الاوضاع مع الجي التركي كبادرة حسن نية و بداية للشروع في المفاوضات بين الجانبين ، ولكن تلك المحاولة لم تجد طريقها الى النجاح . • وفي العام نفسه ( 1992 ) نفذت القوات التركية عملية عسكرية بمشاركة 15 الف عسكري وباستخدام الدبابات والمدافع الثقيلة والطائرات الحربية ولم تلاقي العملية التي استمرت( 20 يوما ) نجاحا يذكر . وشهدت اعوام 1993و 1994 و 1995 عدة عمليات عسكرية بمشاركة عشرات الالاف من العسكريين الاتراك ، وفي اخر عملية على منطقة هفتانين في محافظة دهوك شارك فيها قوات من الحزب الديمقراطي الكوردستاني الى جانب ( 30 الفا ) من القوات التركية انسحبت القوات التركية بعد 45 يوما من القتال الضاري دون تحقيق اهدافها . • وبلغ عدد العمليات العسكرية التي شنتها القوات التركية حتى عام 1999 ( 24 عملية عسكرية ) وكانت نتائجها الفشل في تحقيق نجاح يذكر ، رغم ذلك لم يتوقف الجيش التركي عن تنفيذ عملياته وهجماته عسكرية ضد حزب العمال الكوردستاني ، فشهدت اعوام 2000 و 2007 و 2008 عمليات اخرى لم تختلف عواقبها عن سابقاتها . حزب العمال PKK في اقليم كوردستان تتخذ الحكومات التركية وجود حزب العمال الكوردستاني (الذي تأسس عام 1978 و اعلن الكفاح المسلح عام 1984 ) على اراضي اقليم كوردستان ، ذريعة لتجاوز الحدود الدولية وانتهاك السيادة العراقية ، ومنذ اعلن الكفاح المسلح يتواجد مقاتلون من الحزب في المناطق الجبلية من الاقليم ، الذي اضطرت قواته الامنية عام 1993الى الدخول في مواجهات عسكرية مع مقاتلي حزب العمال الكوردستاني رضوخا للضغوط التركية ، القوات الامنية للاقليم فشلت في اخراج مقاتلي الحزب من مناطقها . تتواجد معسكرات ومقار حزب العمال الكوردستاني في جميع مناطق الاقليم سيما الجبلية الوعرة ، وتغطي نشاطات الحزب السياسية والمدنية مناطق شاسعة ، لكن مقارها الرئيسية متواجدة في جبال قنديل الوعرة والممتدة بين ايران والاقليم في اقضية ( قلعة دزة ورانية وجومان ورواندوزو سؤران ) حيث تقع ( 62 ) قرية ضمن حدود سيطرته ونشاطه الحزبي والعسكري . وتقول صحيفة (روداو) المقربة من رئيس الاقليم نيجيرفان البرزاني ، في تحقيق لها ان اكثر من ( 658 ) قرية تقع ضمن مناطق سيطرة حزب العمال الكوردستاني ، مشيرة الى انه يسيطر على اكثر من 34% من مساحة محافظة دهوك . واوسع نطاق لسيطرة حزب العمال يقع في قضاء العمادية بمحافظة دهوك ، حيث يسيطر على 250 قرية ، وكذلك يتواجد غالبية مقار ومعسكرات القوات التركية في القضاء نفسه ومنها ( معسكرات بامرني و وديرلوك وكاني ماسي ) ، في مواجهة خطر سيطرة ونفوذ مقاتلي حزب العمال ، الذين يسيطرون على (2700) كيلومتر مربع من مساحة القضاء بنسبة 70% من اجمالي مساحته الكلية. ويأتي قضاء زاخو بعد العمادية من حيث المساحة الجغرافية التي يسيطر عليها الحزب، اذ تقع 120 قرية ضمن نفوذ وسيطرته اي بنسبة 35% من مجموع مساحة القضاء ، فيما تتضاءل المساحة التي يسيطر عليها في قضاء عقرة الى ( 20) قرية . نستشف من ذلك ان حزب العمال يمتلك اكبر قاعدة حزبية ويسيطر على اكبر مساحة من الاراضي في مناطق دهوك ، والتي تقدر من 30% الى 36 % من المساحة الكلية للمحافظة . كم يسيطر مقاتلوا الحزب على 150 قرية في قضاء ميركسور( نواحي برزان و بيران وشيروان ) التابع لمحافظة اربيل،حيث يسيطر على اكثر من 200 قرية من عموم المحافظة فضلا عن مخيم لعوائل مؤيدي حزب العمال في قضاء مخمور ، ويمتد نفوذ الحزب وسيطرته الى عشرات القرى في مناطق قضاء سنجار، ومما سبق نلاحظ معظم مقار ومواقع حزب العمال الكوردستاني تقع في مناطق نفوذ غريمه( حزب الديمقراطي الكوردستاني ) ويمكننا القول انه مناطق نفوذ الاول تحيط بمناطق نفوذ الثاني . تركيا في اقليم كوردستان تمتلك تركيا عشرات المواقع والمعسكرات العسكرية والمقار الاستخبارية على اراضي اقليم كوردستان في اطار التحشيدات والعمليات العسكرية المستمرة داخل حدود الاقليم ، وتبرر كثافة تواجدها العسكري والاستخباري بملاحقة مقاتلي حزب العمال كما تذرعت سابقا بالمشاركة في حملات القضاء على تنظيم داعش الارهابي ، اذ ارسلت قوة كبيرة مكونة من ( 900 جندي و 16 دبابة و20 مدرعة ) الى منطقة بعشيقة ؛ لكن لم تستهدف في هجماتها التي بلغت 300 هجوما في عام 2015، داعش الا في ثلاث هجمات في مقابل 297 هجوما استهدف مقاتلي حزب العمال الكوردستاني اي بنسبة 99 % من مجموع هجماتها . الى ذلك كانت تركيا قد اتخذت معسكرات لقواتها في الاقليم بعد الاقتتال الداخلي عام 1997 وبموافقة الحزب الديمقراطي تحت مسمى قوات حفظ السلام ، سيما في منطقة بامرني ضمن قضاء العمادية الذي ضم معسكرا كبيرا شمل مطارا عسكريا ودبابات و(738 ) عسكريا ، وفي العام نفسه اقامت تركيا ثلاثة معسكرات اخرى في ناحية ديرلوك في القضاء نفسه ن فضلا عن معسكر اخر في ناحية (كاني ماسي) و كذلك اقامت معسكرا في قرية سيرسي شمال مدينة زاخو ، وتقع معظم معسكرات والمواقع التركية بين مناطق نفوذ حزبي العمال والديمقراطي الكوردستانيين . وحسب تقرير لشبكة المعارضين في الجنوب نشر في عام 2015 ، يبلغ عديد القوات التركية في اقليم كوردستان ( 3235 ) عسكريا مزودين بمختلف انواع الاسلحة والاعتدة ( 58 دبابة و 27 مصفحة و 31 مدفعا و 26 مدفع هاون و 17 قاذفة RPG و 10دوشكات و 40 عجلة عسكرية ، متوزعة على 13 موقعا ومعسكرا ( تضم فرقا و شعبا استخبارية ) في مناطق محافظة دهوك . * واكبر قاعدة عسكرية تركية في الاقليم من حيث العدد تتواجد في ناحية ( كاني ماسي ) اذ تضم 580 جنديا و 91 ضابطا و240 عنصرا من قوات الجندرمة و340 فردا من القوة . * وتعد قاعدة بامرني العسكرية التركية الاكبر لوجستيا في الاقليم وتضم اكبر وحدة استخبارات عسكرية فضلا عن 30 دبابة و 8 عربات مصفحة و6 عجلات عسكرية ... واجهزة تنصت تستخدم في المهام التجسسية . * معسكر باطوفا وتضم سرية استخبارات في قضاء زاخو .وتعتبر الاكبر استخباريا وتضم 400 عسكريا و 6 دبابات و 21 عجلة مصفحة و14 عجلة عسكرية ومعدات عسكرية اخرى * وتضم قاعدة ( كريبي ) العسكرية في قضاء زاخو (٤١٤) عسكريا ، (٦) دبابات ،) ١٥ آر بي جي ( ، (٢) دوشكە، (٦) مصفحات ، (١١) مدفع ، (١٤) عجلة عسكرية ، والعديد من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة . * معسكر سينكي تضم 80 عسكريا و مدفع 120 ملم . * ويضم معسكر ( سيري ) في قضاء العمادية 75 عسكريا و6 دبابات و3 دوشكات و4 عربات مصفحة . * معسكر ( كوبكي ) في قضاء العمادية ويضم 130 عسكريا ودبابتين واسلحة متوسطة وخفيفة . * موقع ( قومري ) العسكري في منطقة متينا وفيه 70 عسكريا مع معداتهم وعجلاتهم العسكرية * موقع ( كوخي سبي ) مع معداتهم وعجلاتهم وعرباتهم العسكرية . * موقع ( دري داواتيا ) في منطقة هفتانين وفيه 70 عسكريا مع عدتهم و اسلحتهم * موقع (سری زیری)، يضم (٦٠) عسكريا . * موقع ( گلی زاخۆ) (34) عسكريا. * موقع ( عمادية ) وفيه (٤٥) عسكريا مع معداتهم العسكرية واسلحتهم . * مقر جهاز المخابرات التركية ( میت ) في مركز قضاء العمادية . * مقر جهاز المخابرات التركية ( میت ) في مركز ناحیة باطوفا . * مقر جهاز المخابرات التركية ( میت ) في مركز قضاء زاخۆ في حي بێداری. * مقر جهاز المخابرات التركية ( میت ) في مركز قضاء دهۆك لە حي گرێباسی. * موقع بعشيقة العسكري التركي . ان نشر القوات التركية على اراضي كوردستان ترمي الى حماية المصالح التركية وضرب مناهضي الحكومة التركية سيما حزب العمال الكورستاني – التركي المعارض ولجمع المعلومات الاستخبارية في المنطقة ، تواجد المعسكرات والمواقع العسكرية التركية لا يعود على اقليم كوردستان وشعبه باي فائدة من اي نوع ، وعلى سبيل المثال عندما احتلت عناصر مناطق قضاء مخمور وتوجهت منها صوب مدينة اربيل لم تحرك القوات التركية المدعومة بالطائرات الحربية ساكنا رغم مناشدة مسؤولي الحزب الديمقراطي للحكومة التركية التدخل لصد الهجوم ومنع احتلال المدينة . وتشيرشبكة اخبار ال (BBC ) الى ان القوات التركية تمتلك ( 27 ) موقعا ومعسكرا على اراضي الاقليم ، فيما تذهب بعض المصادر الى وجود ( 32 ) معسكرا تركيا في اقليم كوردستان . والهدف الرئيس من نشر تلك القوات التحضير والاستعداد لشن حملات عسكرية ضد حزب العمال ، سيما مواقعها العسكرية في باتوفا و بامرني و العمادية المواجهة لمنطقتي هفتانين و متينا الاستراتيجيتين والمهمتين للعمليات العسكرية الرامية لمحاصرة قوات الحزب المعارض . اتفاقيات تجاوز الحدود الدولية رغم دخول القوات التركية الى داخل الاراضي العراقية وانتهاك سيادته الا ان الحكومة العراقية اتخذت الصمت سلوكا دون اتخاذ اية اجراءات عملية باستثناء بعض الاصوات الرافضة لانتهاك حرمة الاراضي العراقية في مناطق الاقليم ، بذريعة الالتزام باتفاقية ثنائية موقعة في عام 1982 تسمح للطرفين بملاحقة المعارضين لهما داخل اراضي الاخر بعمق 20كيلومترا بحجة حماية حدودهما ، وكان الهدف الحقيقي لابرام الاتفاقية من جانب تركيا هو ضرب حزب العمال الكوردستاني وضرب الثورة الكوردية في الاقليم من جانب نظام صدام . وفي عام 1995 ابرمت الحكومة التركية اتفاقية اخرى مع نظام صدام ، تم تجديدها في عام 2007 عندما هوشيار زيباري وزيرا لخارجية العراق ، بدلا من الغائها تمت زيادة عمق الدخول من 20كيلومترا الى 25 كيلومترا! ، جدير بالذكر ان تلك الاتفاقيات ابرمت بطلب من تركيا و لممارسة الضغوط على العراق بغية اخراج مقاتلي واعضاء حزب العمال من العراق . اغتيال اعضاء المجلس ! اتخذت الحكومة التركية شتى الاجراءات للقضاء على اعضاء حزب العمال وقياداته فضلا عن الحملات والعمليات العسكرية خارج حدودها منها عمليات الاغتيال عبر اجهزتها الاستخبارية : - في 15 من شهر اب عام 2018، اغتالت اجهزة الاستخبارات التركية زكی شنگالی احد القيادات البارزة في حزب العمال الكوردستاني وعضو المجلس القيادي التنفيذي للحزب في استهداف طائرة بدون طيار - في 21 من اذار 2019، تم اغتيال سرحد ڤارتۆ (ئەمروڵڵا دورسون) عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس القيادي للحزب في عملية نفذتها طائرة بدون طيار . - في 5 من شهر تموز 2019، اغتالت طائرة بدون طيار دیار غریب عضو المجلس القيادي لحزب العمال في جبال قنديل . - في 15 من تشرين الاول 2019، تم اغتيال دمهات عگید مسؤول لجنة العلاقات الخارجية في المجلس القيادي في جبل أزمر بمحافظة السليمانية في هجوم بطائرة بدون طيار . - في 15 من تشرين الاول عام 2019،اغتيل جمیل آمد (المجلس القيادي ) في جبل أزمر المطل على مدينة السليمانية في عملية نفذتها طائرة بدون طيار . • هذا وقد وقعت عدة حوادث في مناطق الاقليم رُبطت بالحرب بين القوات التركية ومقاتلي حزب العمال الكوردستاني ، منها - في الثالث من شهرب اب عام 2017 نفذت مجموعة من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني عملية اختطاف لضابطين من جهاز المخابرات التركية ( ميت ) في قضاء دوكان التابع للسليمانية ،وقد اشارت مصادر الحزب الى ان الضابطين المختطفين كانا مكلفين باغتيال جميل بايك الرئيس المشارك لحزب العمال الكوردستاني . وكان لعملية اختطاف الضابطين التركيين في مناطق نفوذ الاتحاد الوطني الكوردستاني تداعيات وردود فعل داخلية في تركيا اولها طرد ممثل الاتحاد في تركيا من البلاد و ايقاف جميع الرحلات الجوية التركية... من والى السليمانية . - اغتيال دبلوماسي تركي ( فيما تقول المصادر انه ضابط مخابرات ) في احد مطاعم مدينة اربيل في 17 من شهر تموز عام 2019 ، الاجهزة الامنية في اربيل اعتقلت عدة اشخاص قالت انهم منفذون لعملية الاغتيال واتهمت حزب العمال بالوقوف وراء العملية ،لكن الحزب نفى ضلوعه ،وقال رئيسه المشارك جمیل بایك ان العملية مرتبطة بالمنافسة بين ايران وتركيا .