نقاط ضعف وقوة الاتحاد الوطني للانتخابات
2021-10-04 10:42:01
تقرير: دره و
القسم الثاني:
الاتحاد الوطني الكوردستاني سيدخل الانتخابات مع وجود مجموعة من المشاكل داخل عائلة طالباني، ويرفع شعارا مجربا للدعاية الانتخابية وهو وحدة الصف الكوردي في بغداد، فيما شتت الوحدة داخل حزبه، وبالرغم من ذلك مازال الحزب الحاكم داخل منطقته، دره و ستنشر يوميا سلسلة من التقارير لتبين نقاط ضعف وقوة الكتل السياسية في اقليم كوردستان للانتخابات العراقية المبكرة.
الاتحاد الوطني الكوردستاني
تأسس الاتحاد الوطني الكوردستاني في 1-6-1967، وهو ثاني اقدم حزب بعد الحزب الديمقراطي الكوردستاني في اقليم كوردستان وسكرتيره كان جلال طالباني منذ تأسيس الحزب ولغاية وفاته في 3-10-2017، اي ان طالباني قاد الاتحاد الوطني الكوردستاني لمدة 41 عاما.
وانفك عام 2009 نوشيروان مصطفى عن الحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني والذي كان من احد مؤسسي الحزب وأسس حركة التغيير، ويعتبر هذا من اكبر تفكيك في تأريخ الاتحاد الوطني الكوردستاني، وتغلبت حركة التغيير على الاتحاد الوطني خلال اول انتخابات بعد تأسيسها، وهذا اثر سلبا على الاتحاد واضعف قاعدته في المناطق التي تقع تحت سيطرته.
وبعد وفاة جلال طالباني ظل الاتحاد الوطني الكوردستاني يعاني من مشاكله الداخلية لمدة سنتين، وتم تقسيم السلطة بين اقطاب الحزب، حيث عندما كان يزور وفد اجنبي السليمانية كان يجب ان يعقد اجتماعات عدة مع مسؤولي الحزب من اجل التوصل الى افكار الاتحاد الوطني الكوردستاني.
وعقد الاتحاد الوطني الكوردستاني في نهاية عام 2019 مؤتمره الاول بعد وفاة السكرتير التأريخي للحزب جلال طالباني، وكان المؤتمر الرابع في تأريخ الاتحاد الذي انهى السلطة القديمة للحزب، ومهدت الارضية لمسك عائلة طالباني بشقيها (ابناء طالباني واولاد شيخ جنكي) زمام سلطة الاتحاد، واصبح الاتحاد الوطني الكوردستاني من حزب سوشيال ديمقراطي الى حزب عائلي، ولتحقيق التوازن داخل عائلة طالباني تم في شباط 2020 تطبيق النظام الرئاسي، وتم اختيار لاهور شيخ جنكي وبافل طالباني من قبل الرئاسة المنتخبة في المؤتمر كرئيسين مشتركين للحزب، الا ان هذا النظام استمر لمدة سنة وخمسة اشهر فقط، وانفجرت الخلافات في تموز العام الحالي بين الرئيسين المشتركين، اتهم احدهم الاخر بمحاولة قتله عن طريق تسميمه بالسم، والاخر يتحدث عن الانقلاب، والخلافات مستمرة لغاية الان، واللجوء الى قوة السلاح على الطاولة باستمرار، الاتحاد الوطني الكوردستاني بهذه الاوضاع المشتتة سيدخل في الانتخابات العراقية المبكرة.
نقاط ضعف الاتحاد الوطني الكوردستاني للانتخابات
• في وقت يذهب الى الانتخابات وحزبه منقسم بين الرئيسين المشتركين للاتحاد الوطني الكوردستاني، جماهير لاهور شيخ جنكي كان قويا وتم ابعاده من حملة الدعاية الانتخابية ومن المتوقع ان يعلن جنكي عن دعمه في اللحظات الاخيرة من الدعاية الانتخابية لعدد من المرشحين.
• الخلافات بين ابناء عمومة عائلة جلال طالباني اصبحت محطة جماهير الاتحاد الوطني الكوردستاني الكبير واثر سلبا على القاعدة الجماهيرية المثبتة من القوات الامنية والبيشمركة القدامى واهالي الشهداء.
• الاتحاد الوطني الكوردستاني تحالف مع حركة التغيير للانتخابات العراقية المبكرة ، في وقت ان القاعدة الجماهيرية لحركة التغيير تتجه باستمرار نحو الانكماش بعد وفاة زعيمها نوشيروان مصطفى، والوقت اصبح متأخرا بالنسبة للاتحاد الوطني الكوردستاني، وحركة التغيير ليس باستطاعتها النهوض مجددا وتكتيم المشاكل الداخلية للاتحاد.
• خطاب الاتحاد الوطني الكوردستاني يركز على مسألة توحيد الصفوف في بغداد، وهذا الشعار ليس بجديد ويتردد في جميع الانتخابات ولن يؤثر ايجابا على الناخبين، وبالاخص ان منطقة الاتحاد هي السليمانية والناخبين فيها تجاوزا هذا الشعار، والاتحاد الوطني الكوردستاني يدعو الى توحيد الصفوف الكوردي في بغداد، في حين تم تشتيت وحدة صفه.
• الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير هما المشتركان الرئيسيان مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني داخل الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان، ويتحملان مسؤولية جميع الازمات التي حدثت في اقليم كوردستان بعد انتخابات البرلمان العراقي عام 2018، وبالتحديد رفع ازمة استقطاع رواتب الموظفين في منطقة السليمانية المعروفة بالاحتجاجات والتظاهرات.
• الاتحاد الوطني الكوردستاني وبعد وفاة جلال طالباني، يتجه من حزب متطور و متجدد الى حزب عائلي، مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبالاخص بعد احداث 8 تموز وتسوية الحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني لصالح ابناء جلال طالباني.
• التخبط في قرارات وسياسات الاتحاد الوطني في اغلبية احداث السنوات الثلاثة الماضية، جعله ان يبرز كمتبع لسياسات الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
• تورط جزء من قيادات الاتحاد الوطني الكوردستاني في الاتجار غير القانوني وملفات الفساد، وتوجيه الاتهامات بالتهريب وأخذ الاتاوات من التجار من قبل الرئيسين المشتركين للحزب، بعث عدم الامل لدى ناخبي الاتحاد الوطني.
• التراجع المستمر بشأن تقديم الخدمات الاساسية في المناطق التي تقع تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكوردستاني، في وقت لدى الاتحاد منصب نائب رئيس حكومة اقليم كوردستان.
• تكثيف المنافسات الانتخابية من قبل الجهات الاخرى في المناطق التي تقع تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكوردستان، بالاضافة الى جماعة العدالة والاتحاد الاسلامي، يسعى حراك الجيل الجديد لايصال مرشحيه الخمسة للبرلمان العراقي في تلك المناطق، وبالاخص وهو ينتظر مقاطعة الانتخابات من قبل القاعدة الجماهيرية للاتحاد الوطني الكوردستاني بسبب الخلافات بين الرئيسين المشتركين للحزب.
• تم ترشيح اقوى المرشحين المستقلين للبرلمان العراقي في المناطق التي تقع تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكوردستاني، في حين ان مرشحي الاتحاد الوطني ليسوا معروفين حتى لدى قاعدته الجماهيرية.
نقاط قوة الاتحاد الوطني الكوردستاني للانتخابات
• مازال الاتحاد الوطني الكوردستاني القوة المتسلطة في المناطق التي تقع تحت سيطرته، وهذا سيؤثر كثيرا على المنتخبين في تلك المناطق.
• قوة مصادره المالية مقارنة بمنافسيه في المناطق التي تقع تحت سيطرته.
• بالرغم من خلافاته الداخلية، الا ان الاتحاد الوطني مازال صاحب التنظيم والمؤيدين والهيكلية المنظمة له.
• مازال الاتحاد الوطني الكوردستاني صاحب قاعدته، ولديه مكانة على مستوى العراق ودول المنطقة.
• عدم وجود قوة معارضة قوية مثل حركة التغيير في عام 2009، يوفر حظا قويا لاجتياز هذه المرحلة الصعبة دون وجود بديل له على المناطق التي تقع تحت سيطرته.
• النظام الجديد للانتخابات في العراق والتوقعات بمقاطعة الكثيرين للانتخابات العراقية المبكرة يخدمان الاتحاد الوطني الكوردستاني، وبالاخص يسعى الاتحاد الى اجبار اعضائه ومؤيديه وقواته الامنية المشاركة في الانتخابات.
الانتخابات وتأثيراتها
بقي 11 يوما فقط لموعد اجراء الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة، والدعايات الانتخابية تبدو خاملة قياسا بالانتخابات السابقة الاخرى.
وبشكل عام هناك مجموعة من المسائل بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي اجريت عام 2018 اثرت على مشاركة او عدم مشاركة المنتخبين في عملية الانتخابات المقبلة المقررة اجراؤها في العاشر من اكتوبر المقبل، كما اثرت على الجهات السياسية ايضا، ومنها:
• سوء الاوضاع المالية لحكومة اقليم كوردستان وفرض الاستقطاع الاجباري على الموظفين في الكابينة التاسعة المشكلة من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير.
• حدوث مشكلة لحصة اقليم كوردستان من الموازنة العامة وراوتب موظفيه من قبل بغداد، حيث تمت معالجتها اخيرا ضمن اتفاقية هزيلة اخرى بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لمدة سنة مالية اخرى (2021).
• عدم وجود منافسة قوية بين الجهات، الحزب الديمقراطي الكوردستاني يشارك بوحده والاتحاد الوطني الكوردستاني يشارك مع حركة التغيير معا ضمن تحالف واحد في الانتخابات المقبلة، وجميعهم مشاركون في الكابينة الحكومية التاسعة ومشاركون مع بعضهم والمنتخبين ينظرون اليهم بعين المتنافسين مع بعضهم.
• جهات المعارضة (جماعة العدالة-حراك الجيل الجديد-الاتحاد الاسلامي-الحزب الشيوعي-الحركة الاسلامية) مع الجهات الاخرى، كل منها دخلت بشكل منفرد في العملية الانتخابية ولم يكن باستطاعتهم تشكيل قوة معارضة قوية موحدة امام احزاب السلطة وان يكون لديهم تأثير قوي على الدعاية الانتخابية.
• النظام الانتخابي الجديد الذي يتم تجربته لاول مرة بعد سقوط صدام وهو بشكل دوائر انتخابية متكاملة، أثر على الحملة الانتخابية، وقلل من حجم منافسة الجهات على المقاعد البرلمانية داخل الدوائر الانتخابية.