الحصاد draw: فابريس بالونش - معهد واشنطن لم يتغيّر الوضع كثيراً على الحدود السورية خلال العامين الماضيين. وتعارض روسيا وشركاؤها في "عملية أستانا"، وإيران وتركيا، أي جهود رسمية لتقسيم البلاد أو ترسيخ وجود كيان كردي منفصل في الشمال. وحتى لو انسحبت القوات الأمريكية بالكامل من الشرق، فستبقى البلاد في أيدي "ثلاثية أستانا"، لذلك ليس أمام الأسد خيار في هذا الشأن. بالمعنى الرسمي، على الأقل، بالكاد تغيّر الوضع على الحدود السورية خلال العامين الماضيين. فما زالت الأجندة الغربية تستبعد أي حل دولي، مماثل لما تم التوصل إليه في "اتفاق دايتون" المبرم في دول يوغسلافيا السابقة. وتعارض روسيا وشركاؤها في "عملية أستانا"، وإيران وتركيا، أي جهود رسمية لتقسيم البلاد أو ترسيخ وجود كيان كردي منفصل في الشمال. علاوة على ذلك، تسببت المشاكل الناتجة عن تقسيم السودان بنشوء شكوك جدية لدى صناع السياسة الغربيين حول جدوى مثل هذا الحل لسوريا. ومع ذلك، لم تمنع أي من هذه الاحتمالات الدولية المجهضة القوى الخارجية من تقسيم البلاد بشكل غير رسمي إلى مناطق نفوذ متعددة والسيطرة من جانب واحد على معظم حدودها، وبالتالي حرمان نظام الأسد من أداة رئيسية للسيادة. Open image الحدود تُخبِر قصة السيادة الحقيقية من المؤكد أن استراتيجية النظام السوري لمكافحة التمرد قد أتت بثمارها داخل البلاد. فقوات بشار الأسد تسيطر الآن على ثلثي الأراضي السورية، من بينها جميع المدن الرئيسية الست (دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس ودرعا ودير الزور)، بالإضافة إلى 12 مليون نسمة من أصل عدد السكان الإجمالي المقدر بـ 17 مليون (ما زال 7 ملايين سوري يعيشون في الخارج كلاجئين). وهذا تحوّل كامل عن وضع النظام السيئ في ربيع 2013 عندما كانت قوات الأسد تسيطر على خُمس مساحة البلاد فقط. ومع ذلك، تُعتبر الحدود رمز السيادة بلا منازع، ولا يزال سجل أداء النظام خالياً تقريباً على هذا الصعيد. ويسيطر الجيش السوري على 15 في المائة فقط من الحدود البرية الدولية للبلاد، في حين تتقاسم جهات فاعلة أجنبية الحدود المتبقية. الغرب والجنوب: سيطرة وهمية للنظام يسيطر حالياً «حزب الله» وميليشيات شيعية أخرى مدعومة من إيران على حوالي 20 في المائة من حدود البلاد. وعلى الرغم من أن سلطات الجمارك السورية هي المسؤولة رسمياً عن إدارة المعابر مع العراق (البوكمال)، والأردن (نصيب)، ولبنان (العريضة وجديدة يابوس وجوسية والدبوسية)، إلّا أن السيطرة الحقيقية تكمن في الواقع في أماكن أخرى. ويحتل «حزب الله» الحدود اللبنانية، وأقام قواعده على الجانب السوري (الزبداني والقصير) التي يسيطر منها على منطقة القلمون الجبلية. وبالمثل، تدير الميليشيات الشيعية العراقية كلا جانبي الحدود من البوكمال إلى التنف. وتمتد قبضة القوات الموالية لإيران أيضاً إلى العديد من المطارات العسكرية السورية، والتي غالباً ما تكون بمثابة وسيلة لنقل الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى «حزب الله» وخط المواجهة مع إسرائيل في مرتفعات الجولان. ويكشف هذا الوضع عن اندماج سوريا الكامل في المحور الإيراني. Open image بعد استعادة الجيش السوري سيطرته على الجنوب في حزيران/يونيو 2018، عاد إلى الحدود الأردنية وأعاد فتح معبر "نصيب" في جو احتفالي كبير. لكن حركة المرور لا تزال محدودة جداً حالياً، ووجود الجيش في محافظة درعا سطحي. ولإخماد المقاومة المتنامية في المنطقة بسرعة، اضطر النظام إلى توقيع اتفاقيات مصالحة بوساطة روسية، تاركاً الفصائل المتمردة المحلية تتمتع باستقلالية مؤقتة وحق الاحتفاظ بأسلحة خفيفة. وحافظ المتمردون السابقون أيضاً على روابط قوية عبر الحدود عن طريق الحدود الأردنية، مما يمنحهم مصدراً محتملاً للدعم اللوجستي في حالة نشوب صراع جديد (وفي غضون ذلك الحصول على دخل مربح للغاية من عمليات التهريب). الشمال: وكلاء الأتراك والقوات الروسية في عام 2013، بدأت تركيا في بناء جدار حدودي في منطقة القامشلي، معقل الأكراد السوريين. ومنذ ذلك الحين وسّعت هذا الحاجز على طول الحدود الشمالية بأكملها. وكان أحد الأهداف منع التسلل: أولاً من قبل «حزب العمال الكردستاني»، وهي جماعة تعتبرها أنقرة عدوّها الداخلي الرئيسي والمنظمة الأم للفصائل الكردية التي تسيطر على أجزاء كبيرة من شمال سوريا؛ ولاحقاً من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية»، بعد موجة من الهجمات الإرهابية الجهادية التي هزت تركيا في عام 2015. وكان الهدف الآخر هو منع تدفق المزيد من اللاجئين السوريين إلى تركيا، التي تستضيف بالفعل 3.6 مليون لاجئ. ولا يزال العبور الفردي ممكناً عبر السلالم والأنفاق، لكن الشرطة التركية توقف معظم هؤلاء المهاجرين وتعيدهم بعنف إلى سوريا. وفي الواقع، إن الجزء الوحيد من الحدود الشمالية الخاضعة لسيطرة الأسد هو معبر "كسب" شمال اللاذقية، وحتى هذا المعبر تم إغلاقه من الجانب التركي منذ عام 2012. ومن "كسب" إلى أقصى الحدود الشرقية، يتم السيطرة على الجانب السوري من الحدود تباعاً على النحو التالي: المناطق حتى خربة الجوز من قبل الثوار التركمان الموالين لتركيا المناطق بين جسر الشغور وباب الهوى من قبل الجماعة الجهادية العربية السنية «هيئة تحرير الشام» المناطق حتى نهر الفرات من قبل الثوار الموالين لتركيا المعروفين بـ «الجيش الوطني السوري» المناطق حول كوباني من قبل الجيش الروسي و«قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد المناطق بين تل أبيض ورأس العين من قبل «الجيش الوطني السوري» المناطق من رأس العين حتى نهر دجلة من قبل الجيش الروسي و«قوات سوريا الديمقراطية» في تشرين الأول/أكتوبر 2019، شنت تركيا هجوماً عبر الحدود في الشمال، مما دفع القوات الأمريكية إلى الانسحاب من معظم الأراضي في "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" التي يسيطر عليها الأكراد. وبعد ذلك، سيطرت روسيا على مناطق الاتصال بين «قوات سوريا الديمقراطية» وتركيا ومناصريها في «الجيش الوطني السوري» وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في سوتشي في ذلك الشهر نفسه. وحلّت الدوريات الروسية-التركية محل الدوريات الأمريكية-التركية على خطوط التماس هذه لضمان انسحاب «قوات سوريا الديمقراطية» من منطقة الحدود التركية. وعلى الرغم من أنه قد طُلب من قوات الأسد نشر بضع مئات من الجنود على طول تلك الحدود، إلّا أن وجود هذه القوات رمزياً فقط. ومنذ ذلك الحين، انطلقت الدوريات الروسية باتجاه الشرق، في محاولة لإقامة موقع في مدينة المالكية (ديريك باللغة الكردية) والسيطرة على المعبر مع العراق في سيمالكا/فيشخابور، وهو طريق الإمداد البري الوحيد المتاح للقوات الأمريكية في شمال شرق سوريا. معبر حدودي واحد لا تزال كافة المعابر الشمالية إلى تركيا مغلقة، كما يمنع الجدار الحدودي أنشطة التهريب. وهذا الأمر يجعل معبر سيمالكا/فيشخابور النافذة الدولية الوحيدة أمام "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا". وعلى الجانب العراقي من الحدود الشرقية لسوريا، كانت الميليشيات الشيعية مسؤولة عن معظم المناطق منذ خريف 2017، عندما فقدت «حكومة إقليم كردستان» سيطرتها على الأراضي المتنازع عليها بين كركوك وسنجار. ولكن الأهم من ذلك، لم تشمل هذه الأراضي المفقودة فيشخابور. وتسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» على الجانب السوري من الحدود بدعم من القوات الأمريكية، لكن الوكلاء الإيرانيين منعوها ومنعوا غيرها من الجهات الفاعلة من استخدام أي معابر أخرى، وذلك جزئياً بمساعدة التعاون الدبلوماسي الروسي. على سبيل المثال، تم إغلاق معبر اليعربية الحدودي الرسمي أمام المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة منذ أن استخدمت روسيا حق النقض ضد تجديدها في مجلس الأمن الدولي في كانون الأول/ديسمبر 2019. ومن بين التداعيات الأخرى لهذا القرار هو أنه يجب أولاً إرسال جميع مساعدات الأمم المتحدة إلى "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" بالكامل، إلى دمشق قبل أن يتم نقلها إلى الشمال الشرقي من البلاد. لذلك يُعتبر معبر سيمالكا/فيشخابور أمراً حيوياً للبقاء السياسي والاقتصادي للمنطقة التي تتمتع بالحكم الذاتي، حيث يمثل نقطة الدخول الوحيدة للمنظمات غير الحكومية العديدة التي تعمل فيها وتوفر دعماً أساسياً للسكان المحليين. ومع ذلك، لا تزال الحكومة السورية تَعتبر الدخول عبر هذا المعبر جريمة يُعاقب عليها بالسجن لفترة تصل إلى خمس سنوات، لذلك يجب أن تحرص المنظمات غير الحكومية التي تدخل منطقة "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" من العراق على أن لا تقوم بأي أنشطة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. فأي منظمة غير حكومية تتقدم بطلب للحصول على تفويض من "الهلال الأحمر العربي" السوري من أجل العمل في مناطق النظام، عليها أن تتعهد بعدم تنفيذ أي أنشطة تتضمن العبور إلى "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" من الدول المجاورة. ومن المحتمل أن يكون تعنّت النظام بشأن القضايا الإنسانية هو طريقة الأسد لمحاولة إعادة تأكيد سيطرته على جانب واحد على الأقل من السيادة الحدودية. في غضون ذلك، لا تزال الدوريات الروسية تحاول الوصول إلى سيمالكا واختبار مقاومة «قوات سوريا الديمقراطية»، وقد هددت الميليشيات العراقية مراراً وتكراراً بالاستيلاء على فيشخابور. مستقبل السيادة المحدودة فشل نظام الأسد في إعادة بسط سيطرته على سماء سوريا ومياهها الإقليمية، بالإضافة إلى تنازله عن معظم حدوده البرية لروسيا وتركيا وإيران والولايات المتحدة. وتخضع المناطق البحرية للبلاد للمراقبة من قبل قوات من القاعدة الروسية في طرطوس، ويتم التحكم في معظم مجالها الجوي من القاعدة الروسية في حميميم. وتعتمد إيران على الأصول الجوية الروسية للحماية من الضربات الإسرائيلية - وهي ضمانة محدودة في أحسن الأحوال، لأن روسيا لا تحمي عمليات طهران الأكثر استفزازاً مثل نقل الصواريخ إلى «حزب الله» أو تعزيز مواقعه في الجولان. ومن جانبها، تحتفظ الولايات المتحدة بممر جوي بين نهر الخابور والحدود العراقية، حيث تتواجد آخر قواتها البرية. وعلى الرغم من التصريحات العلنية التي تدلي بها دمشق بين الحين والآخر حول استعادة سيطرتها على كافة الأراضي السورية، إلّا أنها تبدو راضية في الخضوع لهذه اللعبة من القوى الأجنبية وبسط سيادتها المحدودة على عدد أقل من الأراضي على الأمد الطويل. وحتى لو انسحبت القوات الأمريكية بالكامل من الشرق، فستبقى البلاد في أيدي "ثلاثية أستانا"، لذلك ليس أمام الأسد خيار في هذا الشأن.
تقرير : محمد رؤوف – فاضل حمةرفعت ترجمة : ك.ق انهت محكمة لندن جلساتها بخصوص الدعوى المسجلة على آشتي هَورامي مِن قِبَل شركة (دايناستي)، ستعلن المحكمة حكمها في غضون الاسابيع الى الشهرين المقبلَين، بخسارة آشتي هَورامي للقضية ستفقد اقليم كوردستان سيادتها على نفطها فضلاً عن دفع تعويضات بمبلغ (مليار و600 مليون) دولار لشركة (دايناستي)، قَدَّم المحامون اثناء الجلسات عدداً من تقارير (الحصاد) كوثائق حول تفاصيل عملية نفط الاقليم الى المحكمة والحاكم، تفاصيل جلسات المحكمة تقرأونها في هذا التقرير. نفط الإقليم في لندن اختتمت الجلسة الاخيرة لمحكمة لندن بصدد دعوى شركة (دايناستي بترليوم) ضد آشتي هَورامي الوزير السابق للموارد الطبيعية لإقليم كوردستان. محكمة (آربيتريشن) مستمرة في عقد جلساتها بشكل افتراضي (اون لاين) منذ اربعة ايام حول هذه القضية، آشتي هَورامي لديه محاميان هما (جراهام دننج) و(كاثرين جنج)، في المقابل (شركة دايناستي) لديها محاميان ايضاً هما (ريجار والر) و(دانيال بينيديج). محاميوا آشتي هَورامي وشركة (دايناستي) أفادوا بما لديهم أمام الحاكم (بوجر)، وقد آن الأوان الآن كي يرفع الحاكم مطرقته ويصدر القرار النهائي حول القضية، من المقرر ان تصدر محكمة لندن حكمها النهائي في غضون الاسابيع الى الشهرين المقبلَين حول هذه القضية، حُكمٌ لايستبعد فيه ان يضع العملية النفطية في الاقليم على المستوى العالمي أمام اسئلة كبيرة واشكالية في بيعه وأن يحث الشركات الاخرى ان يرفعْنَ دعاوي مماثلة ضد حكومة الاقليم، وخصوصاً ان الدعوى ستحسم مسألة سيادة حكومة الاقليم على الملف النفطي من عدمها, سيادةٌ كانت منذ البداية تحوم حولها الشكوك بسبب احتجاجات وعدم الرضا من قِبَل الحكومة العراقية. في غضون الشهرَين المقبلَين ينبغي على الحاكم الاطلاع على اكثر من (22 الف) صفحة من الوثائق والأدلة لمحاميي آشتي هَورامي وشركة (دايناستي)، اضافةً الى دراسة وضع الاقليم ومسألة النفط والشفافية، وبناءً على هذه الاسس سيُصدِر حكمه النهائي حول القضية، وسيصبح الحُكم من الناحية القانونية تجديداً لملف نفط الاقليم في المحاكم البريطانية. شارك عدد من مسؤولي حكومة الاقليم في تلك الجلسات الافتراضية(اون لاين)، وقد ابلغ احد المشاركين (الحصاد) بأن المحامين قد أوردوا عدداً من التقارير السابقة لموقع (الحصاد) كأدلة ووثائق حول ملف نفط الاقليم وقدموها الى الحاكم. حال الإقليم أمام حاكم إنجليزي! تحدث موقع (LAW 360) البريطاني بالتفصيل عن عملية محاكمة آشتي هَورامي و(دايناستي). يقول الموقع، حاول (جراهام دننج) محامي آشتي هَورامي ان يبطل دعوى شركة (دايناستي) من الاساس في محكمة لندن، واهذا اشار بأن هذه الخلافات القانونية يجب ان يصاغ اليها ويُنظر فيها ويفاوض عليها في بلدهم أي في اقليم كوردستان وليست لندن، لأن اقليم كوردستان له سيادة عراقية في محاكم خارج البلد. في المقابل رَدَّ (ريجارد والر) محامي (دايناستي) بالقول : ان آشتي هَورامي ليس لديه اية حصانة في محكمة لندن، لأن حكومة الاقليم باشرت في العملية بإسمها وليس بإسم العراق، كما ان كوردستان لم يتم تعريفه كدولة في القانون الانجليزي، بل تم تعريفه كسلطة حكم ذاتي، وبعد تصديق ونفاذ الدستور العراقي بعد 2003 لم تبقَ هذه الساطة واصبحت منطقة فدرالية. في هذا الوقت وجه الحاكم سؤالاً الى محاميَي (دايناستي) لماذا لم يسجلا هذه الدعوى في محاكم اقليم كوردستان، وقال المحاميان في جوابهما ان المحاكم في كوردستان مسيسة، وذكرا اسم الحاكم (شيخ لطيف) الذي ترك العمل في المحاكم بسبب تسيس المحاكم، وذلك كمثال ودليل على جوابهما، وقدَّم المحاميان مثالاً آخر وهو إغلاق البرلمان من قِبَل البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) في عام 2015 وذلك عندما اثار البرلمان الشكوك حول ملف النفط والعقود النفطية. يتهم محاميا (دايناستي) كلاً من آشتي هَورامي وقوباد الطالباني بأنهما هددا مالك الشركة، لكن محامي آشتي هَورامي نفى ذلك أمام المحكمة وأعلن ان آشتي هَورامي لم يحاول اجبار (دايناستي) للتخلي عن تقديم عرضه، لأن الاقليم كان مستقلاً منذ ذلك الحين وحاول جذب انتباه الشركات والمستثمرين النفطيين نحوه وليس هنلك من دافع كي يشوه الاقليم سمعته. يقول محاميي (دايناستي) ان آشتي هَورامي بإسم الحكومة(حكومة الاقليم) كان عائقا امام شراء أسهم شركة ً(ريبسول) الاسبانية من قِبَل (دايناستي)، لكن محاميي آشتي هَورامي يقولان لم يكن الهَورامي عائقاً، بل ان وزارة الموارد الطبيعية لها عدد من المقاييس والشروط لتسليم حقول النفط الى اية شركة، ولم تكن لدى (دايناستي) هذه المقاييس، والمقاييس هي : أولاً : ان تكون لدى الشركة تجربة عملية في مجال النفط. ثانياً : ان تكون لدى الشركة قدرة مالية كافية (أي تكون لديها نصف مليار دولار كحدٍ ادنى). ثالثاً : ان تكون لدى الشركة قدرة فنية(تكنيكية). اجاب محاميا (دايناستي) على هذه الامور وبينوا للمحكمة بالأدلة ان الشركة كانت لديها كل المقاييس والشروط المطلوبة وكانت لديها الاموال الكافية لتنفيذ العمل، وأثبتا ذلك بتقديم الرقم الحسابي للشركة في البنك. يتحدث محاميا آشتي هَورامي عن ان شركة (دايناستي) لم تأخذ إذناً مسبقاً من وزارة الموارد الطبيعية عند شرائها لأسهم شركة (ريبسول) الاسبانية وأن مالك شركة (دايناستي) من المقربين من احد الاحزاب السياسية، لكن محاميا (دايناستي) يقولان نحن اشترينا الأسهم وان شركة (ريبسول) كانت لديها عقد مع وزارة الموارد الطبيعية، ان مشكلة (دايناستي) هي انها لم تدفع رشوة لـ(آشتي هَورامي). احد محاور الخلاف الاخرى هو لن محاميي حكومة الاقليم يقولون قبل ان تسجل (دايناستي) الدعوى التقى آشتي هَورامي بكلتا شركتَي (ريبسول) الاسبانية و(ويسترن زاكروس) الكندية الراغبتان بتنفيذ عقد تطوير حقول (طوبخانة) و(كوردَمير)، لكن محاميا (دايناستي) يقولان انهم باشروا في عقد شراء اسهم شركة (ريسبول) قبل اجتماع (ريبسول) و(ويسترن زاكروس) وانهم قد ابلغوا رسمياً في حينه وزارة الموارد الطبيعية ونيجيرفان البارزاني رئيس الوزراء السابق للحكومة. بصدد القضية هذه القضية التي تحكم محكمة لندن بصددها، لها علاقة بدعوى قانونية مسجلة من قِبَل شركة محلية تُدعى (دايناستي بترليوم) في محافظة السليمانية ضد آشتي هَورامي الوزير السابق للموارد الطبيعية. شركة (دايناستي) المملوكة لشاب كوردي من سكنة محافظة السليمانية يدعى (هيوا آوات علي)، وقد سجلت الشركة بتأريخ 14 آب 2019 دعوى قضائية لدى المحكمة المَلَكية البريطانية في لندن ضد آشتي هَورامي وتطالب بتعويضات قدرها (مليار و600 مليون) دولار من حكومة الاقليم وتقول الشركة انها تضررت بسبب وزارة الموارد الطبيعية للإقليم. (دايناستي بترليوم) شركة محلية في اقليم كوردستان، وهي محدودة النشاط في مجال النفط والغاز، وقد اشترت بتأريخ الاول من آذار 2019 في اطار اتفاق اسهم شركة (ريبسول) الاسبانية في حقلين نفطيين في الاقليم، والحقلان هما : • البلوك النفطي (K 39) الواقع في حقل (طوبخانة) النفطي شرق ناحية قادركرم ومنطقة جبارة. • البلوك النفطي (K 44) الواقع في حقل (كوردَمير) النفطي والغازي جنوب ناحية سَنكاو وشمال قضاء كلار. شركة (ريبسول) الاسبانية كانت تملك نسبة 60% من الاسهم في حقل (طوبخانة)، ونسبة 40% من الاسهم في حقل (كوردَمير)، قبل ان تقوم ببيع أسهمها لشركة (دايناستي). تلكما القطاعان(بلوكان) التي باعتهما الشركة الاسبانية لشركة (دايناستي)، كانت في السابق أسهماً لشركة كندية تدعى (تاليسمان)، اي ان الشركة الاسبانية كانت قد اشترت تلك الاسهم النفطية من الشركة الكندية وباعتها لعد ذلك لشركة (دايناستي) التي كانت شركة محلية. وفقاً للتحقيقات والابحاث، ان احتياطي النفط في حَقْلَي (طوبخانة) و(كوردَمير) تبلغ (ملياران و600 مليون) برميل، وتُقَدَر حجم الغاز الطبيعي فيهما بنحو (7 ترليونات و200 مليار) قدم مكعب، كما تبلغ مستوى الانتاج اليومي فيهما نحو (25 الف) برميلاً للنفط، وحجم الغاز الطبيعي المنتج فيهما تبلغ (600 مليون) قَدَم مكعب يومياً. وقعت شركة (دايناستي) عقداً مع شركة (ريبسول) الاسبانية واشترت اسهمها في حَقْلَي (طوبخانة) و(كوردَمير)، ولا يُعرَف قيمة الصفقة بالتحديد، لكنه يقال ان قيمةتها بلغت ملايين الدولارات. اصبحت شركة (دايناستي) مالكة لأسهم تلكما الحَقْلَين، لم ينفذ آشتي هَورامي الوزير السابق للموارد الطبيعية في حكومة الاقليم الاجراءات القانونية لنقل ملكية الاسهم من الشركة الاسبانية الى شركة (دايناستي). على الرغم من ان محاميي شركة (دايناستي) يعتقدان ان آشتي هَورامي قام بخرق القانون وشروط العقود مع الشركات النفطية، كما يتهمانه بأنه نفذ حملة حمل’ مستمرة وغير قانونية للنيل من سمعة شركتهم وتهديد مالكي كلتا شركتي (ريسبول) و(دايناستي)، المتعاقدان فيما بينهما، وبسبب تلك التهديدات توقفت عقد بيع وشراء اسهم القطاعَين(البلوكَين) النفطيَين (طوبخانة) و(كوردَمير)وعلاوة على ذلك اتُهِم آشتي هَورامي بأنه طلب "الرشوة" من الشركتين المذكورتين، وفي هذه القضية يَرِد اسم (قوباد الطالباني) نائب رئيس الوزراء بأنه قد هدد مالك شركة (دايناستي) ايضاً. بعد هذا العقد ومشاكله، اقدم آشتي هَورامي على إسترجاع حقلَي (طوبخانة) و(كوردَمير) من الشركة الاسبانية واعطاها الى شركتَي (روز نفط) الروسية وشركة (ويسترن زاكروس) الكندية، من المقرر ان تباشر هاتان الشركتان العمل في تلكما الحقلان في غضون الشهرين القادمين. بحسب معلومة من داخل الحكومة حصل عليها (الحصاد)، ان نيجيرفان البارزاني قام بمبادرة في الكابينة الحكومية السابقة، من اجل ان تسحب شركة (دايناستي) دعواها ضد آشتي هَورامي في محكمة لندن، ولهذا وعد بإحالة خدمات كلا الحقلين (طوبخانة) و(كوردَمير) الى شركة (دايناستي) والتي تقدر قيمتها بنحو (نصف مليار) دولار، لكن شركة (دايناستي) لم تقبل بالمبادرة ولم تسحب الدعوى.
الحصاد draw: العربي الجديد أثار تراجع الحوار بين حكومتي بغداد وأربيل، بشأن حصة إقليم كردستان من موازنة العام الحالي 2021 والملفات العالقة الأخرى؛ مخاوف القوى الكردية من عودة فترة التوتر السياسي في العلاقة بين الجانبين، في وقت لم يخفِ فيه سياسيون أكراد قلقهم، من مواقف متباينة للأحزاب الكردية، قد تؤثر على ما وصفوه بالإجماع السياسي الكردي في موقفه أمام بغداد. أول من أمس الأحد، أقرّ نائب رئيس حكومة الإقليم، رئيس الوفد الكردي المفاوض مع بغداد، قوباد الطالباني، بصعوبة الحوار مع بغداد، وقال في بيان له إن المشكلات بين الإقليم وبغداد لا تنحصر فقط في قضية رواتب موظفي الإقليم، بل بقضايا أخرى تتعلق بحقوق الإقليم، وإن الحوارات متواصلة بين الجانبين للوصول لاتفاق يضمن الالتزامات والاستحقاقات للإقليم. لكنّ نائباً كردياً أكّد، اليوم الثلاثاء، أن أغلب قنوات التفاهم قد أغلقت مع بغداد، وقال النائب عن الجماعة الإسلامية الكردية، سليم همزة، إن "المفاوضات بين الجانبين وصلت إلى طريق مسدود، كونها معقدة، وأن كل طرف ملتزم برأيه، وأن الموازنة قد تمرر بالأغلبية في البرلمان (أي بغياب الجانب الكردي)". وتتركز الخلافات الحالية حول حصة إقليم كردستان السنوية من الموازنة الاتحادية في الدولة، إذ طرح في السابق عدة خيارات، من بينها تسليم الإقليم 250 ألف برميل يومياً لبغداد، مقابل دفع كامل مستحقات الموازنة والبالغة 12.67 بالمائة من مجموع الموازنة العراقية العامة للبلاد، لكن قوى في بغداد، تصر الآن على جعل الملف النفطي بكامله بيد بغداد، مع فتح ملف واردات النفط السابقة التي باعها الإقليم خارج سقف التصدير العراقي للنفط في السنوات الماضية، كما تتضمن الخلافات ملف دفع مرتبات أفراد البشمركة، وإصرار بغداد أيضاً على تدقيق أرقام الموظفين في الإقليم، إذ تعتبرها مبالغاً بها. الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية من جهته بدا غير موافق على مجريات الحوار، ملوحاً بموقف خاص له في حال الفشل. وقال القيادي في الاتحاد، غياث السورجي، في تصريح صحافي، إن "ما طرح من إمكانية تعامل السليمانية بشكل مباشر مع بغداد، بمعزل عن أربيل (عاصمة الإقليم) وتسليم وارداتها النفطية والجمركية لها هو مطلب آلاف من المواطنين، وأيضاً مجموعة من الأحزاب والمنظمات والناشطين، ولكن لم يتبين بشكل رسمي بعد من قبل الاتحاد الوطني"، مشدداً أن حزبه "يؤيد المفاوضات مع بغداد حتى اللحظة الأخيرة من أجل التوصل لاتفاق يضمن تسلم المواطنين رواتبهم، لكن في حال فشل المفاوضات فستكون لنا مواقف بديلة، ولن نسكت أكثر على ما يجري من معاناة حقيقية لمواطنينا". ولم يستبعد النائب عن الاتحاد الوطني، ريبوار طه، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، تأثير فشل الحوار على الشارع في محافظات كردستان، وقال: "من الممكن أن تخرج تظاهرات في الإقليم في حال فشل الحوار، وهذا متوقع تماماً، لكن لا نأمل أن تصل الأمور إلى هذا الحد، وأن تكون هناك أذية للشعب في حال خروج التظاهرات"، مشدداً على أنّ "حق التظاهر مكفول دستورياً لكل مجموعة من الناس تريد أن تعبر عن رأيها". وشدد على أن "حكومة الإقليم هي الجهة الوحيدة التي تتفاوض مع بغداد بشأن هذا الملف، وأنه بيد الحكومة حصراً وليس بيد جهة وطرف معين"، معبراً عن أمله بأن "يكون هناك اتفاق في ما يخص النفط بالإقليم والتزام بغداد، لأجل مصلحة الشعب العراقي". وأكد "الالتزام بالمادة 10 و11 من الموازنة، والتي تنص على تسليم 250 ألف برميل من نفط الإقليم الى بغداد، وأن تلتزم بغداد بالالتزامات المالية المترتبة عليها للإقليم"، مؤكداً "أهمية استمرار التفاوض لبحث حل توافقي". وأجرى الاتحاد الوطني الكردستاني اجتماعاً منفرداً، يوم أمس مع رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، لبحث المتعلقات بين الطرفين، وإمكانية التواصل لتوافق بشأنها. وأثار ذلك قلق الحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب البارزاني) الذي يقود حكومة الإقليم، إذ لم يخفِ مخاوفه من تأثير ذلك على وحدة الأحزاب الكردية. وقال النائب عن الحزب، ديار برواري، لـ"العربي الجديد"، إن "الوفد الحكومي برئاسة الطالباني، وهو ممثل عن الاتحاد الوطني، ما يعني أن حكومة الإقليم ومواقفها ليست ممثلة بحزب واحد، وأن أي فشل بالحوار يجب ألا يحسب ضد حزب معين، بل يجب أن يحسب على الحكومة بشكل عام". واعتبر أن "أي خطوة للتفاوض من قبل أية محافظة من محافظات الإقليم، بشكل مباشر مع بغداد، أو إجراؤها حواراً مباشراً معها، سيكون حراكاً غير دستوري ولا قانوني، وهو محاولة للضغط على حكومة الإقليم، ولا يمثل مصلحة الإقليم"، مشدداً على أن "الملف والحوار يجب أن لا يحسبا على حزب البارزاني، فالحكومة مشكلة من الديموقراطي، والاتحاد الوطني، وكتلة التغيير، والحوار يتم بالتعاون والتنسيق المشترك بينهم". وأكد أن "حكومة الإقليم تتعرض لضغوطات واضحة من قبل الحكومة الاتحادية، ومن قبل بعض الجهات السياسية في الإقليم".
مریوان وریا قانع - آراس فتاح زاوية اسبوعية يكتبها ل( الحصاد DRAW ) : - ترجمة : عباس س المندلاوي يتحدث الكثير من المهتمين بالشؤون الاميركية عن حدوث انقسام كبير ومتعدد في المجتمع الاميركي ، ويعدون نهاية فترة رئاسة دونالد ترامب كبداية للمشاكل والازمات السياسية والاجتماعية الكبيرة تنجم عنها حرب داخلية جديدة تواجه المجتمع الاميركي ويطلق عليها ”حرب غير مدنية “. هذه الحرب تتجسد في ( حرب كونزِرفاتيف) و العنصريين ضد الديمقراطيين والليبراليين ، وحرب ذوي البشرة البيضاء ضد نظراءهم السود ، حرب السكان الاصليين ضد المهاجرين ، القرية ضد المدينة و مؤيدو الحمر ضد الزرق ...الخ . كانت هناك اشياء في الولايات المتحدة تعتبر من المسلمات ولكن ذلك تغيير بعد خسارة ترامب ، الذي يرفض الاعتراف بخسارته ويوصم خلفه بايدن بالرئيس غير الشرعي والمزيف ؛ بل ولم يحضر مراسم تسلم الرئيس الجديد لمهامه في البيت الابيض ولم يرحب هو زوجته بعائلة بايدن لاظهار رفضه خسارته ،وفي خطابه الاخير كرئيس للبلاد لم يهنيء بايدن بالفوز بل حتى انه لم يذكر اسمه ، مما احدث شرخا كبيرا في ثقافة تقبل الخسارة في الانتخابات ، والتي كانت من اعمدة الرئيسة والاساسية النظام الديمقراطي السائد في الولايات المتحدة الاميركية ، هذا الخروج لدونالد ترامب عن الاعراف الاميركية في تداول السلطة جعل يوم تسلم الرئيس الجديد سلطاته رسميا يوما عصيبا ورهيبا في تاريخ اميركا . الخشية من وقوع اعمال عنف و احتجاجات واعمال تخريبية والترهيب في يوم التنصيب في احد الانظمة الديمقراطية الشامخة ، حدا بالسلطات الامنية في الولايات المتحدة الى اتخاذ اقصى التدابير والاجراءات الامنية المشددة في العاصمة واشنطن ، حيث تم اغلاق عشرات الجسور والطرق والازقة و وضع الجدران والحواجز الكونكريتية ونشر 25 الف عسكري ، بالرغم من مرور المناسبة دون وقوع اية حوادث تذكر .ويعد دونالد ترامب اول رئيس اميركي يرفض الاعتراف بخسارته ويعرض القيم والاعراف الاساسية الديمقراطية الاميركية للتشكيك ويضعها في فوضى عارمة بشتى الاشكال ، ترامب لم يكن رئيسا طبيعيا ( عاديا ) ؛ لقد كان سياسيا متعصبا ( متشددا) وعنصريا وذكوريا خطيرا ن لقد كان شخصية نرجسية متكبرة ، شغل العالم كله بنفسه واكاذيبه و استهتاره لمدة اربع سنوات ، عمل خلالها على تقزيم وتشويه السياسة الاميركية الخارجية وجعل نفسه محورها ، وفي الداخل الاميركي عمد الى تخريب العلاقات الاجتماعية للمجتمع الاميركي المتعدد الثقافات والاطياف وقسم المجتمع على جبهتين متضادتين كما وحرض الجماعات والافراد الموتورين المعادين لقيم الديمقراطية على اقتحام مبنى الكونكرس الاميركي امام انظار العالم خروجا على المثل العليا الاميريكية في حدث لم تشهده الولايات المتحدة في تاريخها . وعندما تفشت جائحة كورونا صور دونالد ترامب نفسه كقائد ورئيس لحملة القضاء عليها بالرغم من انه لم يؤمن بخطورتها ولم يكن مستعدا في الاساس لاتخاذ اجراءات كافية وشاملة لمواجهة الفايروس الفتاك الذي كان هو وعدد من فريقه الرئاسي واكثر من 25 مليون اميركي من المصابين به وهي اعلى نسبة عالميا ، كما ذهب ضحيته اكثر من نصف مليون انسان اميركي ، وقد اراد اظهار نفسه امام الشعب الاميركي كمنقذ وقائد حقيقي له لمواجهة الاعداء الداخل والخارج ؛ فخارجيا وجد ترامب ضالته في الصين لتقديمها للمجتمع الاميركي كعدو لدود متهما اياها بالوقوف وراء نشر فايروس كوفيد 19 ، فكان ينعته في خطبه وتغريداته ب"الفايروس الصيني" . فضلا عن هذا خلق ترامب العديد من الازمات والحروب والصراعات الكبيرة والصغيرة خلال فترة ولايته ، والتي ستكلف السياسة والمجتمع الاميركي سنوات لتنظيف مخلفاتها السلبية والتدميرية . هذا ولم يكتف الرئيس الاميركي السابق بإستغلال حملة مواجهة جائحة كورونا وتنصيب نفسه قائدا لها ؛ بل قاد حربا أخرى غير معلنة داخل المجتمع الاميركي ، حرباً للعنصريين والمتشددين دينيا ضد النظام الديمقراطي وضد التعددية والتعايش السلمي والمساواة الانسانية وضد مساواة العناصر والاجناس المختلفة . ويؤكد الخبراء والمعنيين بالشأن الاميركي ان البلاد ستواجه تحديات ومشاكل وازمات وانقسامات حادة وكبيرة متعددة الجوانب والاتجاهات اذا لم يعمد الفريق الجديد في الرئاسة والمعنيون الى ايجاد حلول مناسبة وناجعة لتلك المشاكل والازمات التي خلفته سوء ادارة ترامب . وبهذا الصدد يشير الخبراء الى ان الخشية ليست من تحول المجاميع المسلحة داخل المجتمع الاميركي الى المزيد من التشدد وتبنيها عقائد مضادة للديمقراطية والليبرالية والتعددية ، بل هناك احتمال لعدم تقبل تلك الجماعات للحزب الجمهوري كموطن سياسي لها او معبر لطموحاتها وتوجهاتها ، مما يقود ذلك الى المزيد من الانقسامات الاجتماعية والسياسية وظهور جماعات اكثر تشددا في المشهد السياسي الاميركي ؛ واحد الاحتمالات والاسقاطات للوضع السياسي الراهن هو تأسيس حزب قومي انعزالي يميني متطرف شعبوي يترأسه ترامب نفسه . بالاختصار ؛ بالرغم من خسارته في الانتخابات الا ان ترامب نجح في تسفيه الانتخابات والحط من قيمتها وتعميق وتعزيز الانقسامات الشاقولية في المجتمع الاميركي المتعدد الطوائف والاعراق والتوجهات ، وخلف وراءه عالما يعج بالفوضى العارمة التي تحتاج سنوات طوال لعلاجها والقضاء على مسبباتها . في المقابل سمع الشعب الاميركي كلمة الرئيس الجديد جو بايدن خلال مراسيم تنصيبه رئيسا للبلاد ، اكد فيها على الحوار وتقبل الاخر وانهاء الانقسام الذي وصل الى مستوىً الخطير الذي احدثه ترامب خلال فترة ولايته ، واضاف ان التنافس والاختلافات والصراع جزء من طبيعة النظام الديمقراطي الحقيقي ولا ديمقراطية من دونه . ولكن وجود ذلك شيء وانقسام البلاد على جبهتين متضادتين شيء اخر ، والتباعد بين الجماعات والقوى الاجتماعية المختلفة عن بعضها عقب ترامب وفقدان الانسجام الراديكالي فيما بينها ظاهرة مختلفة عن وجود الاختلافات والتنافس والصراع الديمقراطي . النقطة الرئيسة في كلمة بايدن هي انهاء الانقسام والاتحاد مجددا في بوتقة واطار يسمى " الامة الاميركية" ، مفهوما الوطنية والامة الاميركية كانا المحور الاساسي لكلمة الرئيس بايدن ويرمزان الى الاطر العامة التي تضم وتجمع عدة مئات من الملايين الاميركيين معا ، بايدن شدد على اعادة بناء واحياء المفهومين واعتبر ذلك من اولى اولوياته ، وذلك قد يستغرق سنوات . ان اعادة بناء ثقافة التعايش واحترام متبادل ديمقراطي بالرغم من الاختلاف في التوجهات والاراء . انما سيشغل المجتمع الاميركي والعديد من المجتمعات بضمنها مجتمعنا مستقبلا هو بنا امة تعددية ومختلفة الاطياف يجمعها اطار سياسي موحد استنادا الى احترام الاختلافات وضمان الحقوق ، وما يميز الولايات المتحدة عن دول وكيانات كالتي عندنا هو ان اميركا تمتلك طاقات وامكانات وعناصر سياسية فاعلة ونشطة وديمقراطية فضلا عن مؤسسات رئيسية مختصة وعريقة في ممارسة الديمقراطية والحفاظ عليها مثل القضاء المستقل والجيش والاعلام والمجتمع المدني ، هذا فضلا عن ثقافة سياسية متينة الاسس تساند هذه عملية اعادة البناء تلك . لقد شُرِعَ في خطوات اعادة تشكيل تلك الامة التعددية الديمقراطية والنموذج الصحي من الوطنية ، منذ كلمة الرئيس الجديد اثناء مراسم التنصيب في البيت الابيض ، واختيار امرأة من ذوي البشرة السمراء كنائب لرئيس الولايات المتحدة لتكون رئيسة للبلاد في حال وفاة بايدن ؛ له دلالات ومعاني وذو قيمة رمزية عظيمة لان في حال حصول ذلك سنرى اول امرأة واول شخص من اصول مهاجرة تتربع على كرسي المكتب البيضاوي في تاريخ البلاد ، كما ان احد الوزراء من المتحولين جنسيا ”ترانس جيندر“ ، وهكذا تم توجيه لطمة( صفعة ) مؤلمة لعقيدة البيض الذكورية ووضع حد للسلطة الذكورية في السياسة الاميركية عبربدء عملية اعادة بناء مجتمع تعددي من حيث الثقافة والاراء و الجنس .ويُتوقع ان تنشغل الولايات المتحدة بنفسها عن مشاكل العالم واوروبا ، ولكن عملية اعادة بناء اعظم دولة في العالم لن تكون دون تأثيرات او نتائج على مسألة الديمقراطية في العالم وعلى المعادلات والعلاقات الدولية والنظام العالمي . المجتمع الاميركي والرئيس بايدن سيحتاجان في المستقبل الى اتمام مشروع الرئيس الاسبق باراك اوباما (غير المنجز ) والموسوم ب”بناء الامة من البيت Nation Building at Home “ والذي تمكن بواسطته من الفوز بولايته الرئاسية الثانية . لسنوات طوال كانت الولايات المتحدة منهمكة في بناء الامم في الدول التي تحتلها ، والتي كانت تشكل تهديدا لامنها القومي والنظام العالمي الجديد ، ولكن قوى عنصرية واصولية مسلحة في الداخل الاميركي تشكل تهديدا مباشرا للديمقراطية الاميركية ولثقافة التعددية والتعايش السلمي وقيم تقبل الاخرين في الوقت الراهن ، وعلى بايدن وفريقه الرئاسي قبول تحدي اتمام مشروع اوباما .
الحصاد draw: BBC هذه قصة الشاب مم والأميرة زين، التي لم تُبكِ حكايتهما المحبين والعشاق فحسب بل الكبار والصغار وحتى الفقهاء. الشاعر الفقيه كتب قصة مم وزين الشعرية، الأديب والشاعر الكردي، أحمد خاني، في القرن السابع عشر، وينحدر من جزيرة بوطان وعاش بنفسه تلك الصراعات الطبقية والاجتماعية والظروف الاقتصادية السيئة والحروب المستمرة على تلك المنطقة وخاصة بين العثمانيين والصفويين. ترجمها من اللغة الكردية إلى العربية، محمد سعيد رمضان البوطي، أحد أبرز الشخصيات الدينية في سوريا. وتعود أصوله هو أيضاً إلى جزيرة بوطان. وصورت القصة في مسلسل تلفزيوني باللغة الكردية وفيلم سينمائي بالتركية. كما ترجمت هذه الملحمة الشعرية إلى العديد من اللغات العالمية منها الإنجليزية والروسية والألمانية والتركية والإسبانية والأرمنية والفارسية. صدر الصورة،EKURD التعليق على الصورة، الأديب والشاعر الكردي ابن جزيرة بوطان أحمد خاني أين ومتى جرت أحداث هذه القصة؟ جرت أحداث القصة في عام 1393، في قصر الأمير الكردي، زين الدين، الذي كان يحكم منطقة جزيرة بوطان، المعروفة حالياً بجزرة أو كما يعرفها العرب بجزيرة ابن عمر، الواقعة على ضفاف نهر دجلة، و تقع حالياً ضمن حدود الدولة التركية. كانت جزرة وغيرها من الإمارات الكردية الأخرى، يحكمها أمراء أكراد لهم نفوذهم وجيوشهم الخاصة حتى أواسط المرحلة العثمانية إذ بدأت الصراعات على تلك المنطقة الخضراء بين الصفويين والعثمانيين. بطلا القصة هما الأميرة زين، الشقيقة الصغرى لأمير الجزيرة، زين الدين، ومم، الذي كان والده يعمل في ديوان الملك وكان صديقاً مقرباً لابن الوزير، تاج الدين لكنه كان ينحدر من طبقة اجتماعية فقيرة. بدأت الحكاية بحلم الأميرتين الجميلتين "ستي" وشقيقتها الصغرى "زين"، برؤية فارس الأحلام الذي لا يضاهيه رجل في أنحاء الإمارة، رجل يجعل قلب الأميرة ينبض بالحب والحياة وينتشلها من رتابة القصر وقوانينه وأعرافه الكثيرة. وبينما كان الجميع مشغولاً بترتيبات الاحتفال بعيد نوروز، قررت الأختان المشاركة في العيد بطريقة مختلفة واستغلال العيد لرؤية الفتيان والتقرب منهم، وكان ذلك مستحيلاً لو خرجتا كأميرات، لذا قررتا التنكر بزي الرجال. وفي صباح اليوم التالي، تباطأت زين وستي وتظاهرتا بأنهما ليستا على ما يرام، وما إن خلا القصر من معظم الحراس، حتى خرجتا متنكرتين وقد غطتا وجهيهما بوشاحين لا تظهر منهما سوى الأعين. وتجولتا بين الشبان والفتيان لكنهما لم تعثرا على شخص يليق بحبهما. وأثناء عودتهما حدث أمر غريب وظل لغزاً لأيام وليال قلب حياتهما رأساً على عقب. اللقاء الأول في طريق العودة رأتا جاريتين تسيران بخفة ورشاقة نحوهما، وما إن وقفتا وجهاً لوجه أمامهما والتقت الأعين، حتى غابت الجاريتان عن الوعي وسقطتا أرضاً دون أن تجد الأميرتان تفسيراً لذلك. كان وقع تلك النظرات المتبادلة بينهم قوياً، ولكن كان لا بد من الإسراع في العودة إلى القصر قبل وصول الأمير، لذا استبدلت الأختان خاتميهما المرصعين بالألماس مع خاتمي الفتاتين لتهتديا إليهما لاحقاً وتعرفا سر الفتاتين. سر الفتاتين في الواقع لم تكن الجاريتان سوى شابين وسيمين تنكرا بزي النساء أملا منهما برؤية الأميرتين اللتين ذاع صيتهما في أنحاء الإمارة. كان الأول هو ابن وزير ديوان الملك المعروف بشجاعته وفروسيته، ويدعى تاج الدين، والآخر هو صديقه الصدوق والمحارب المقدام مم، ابن كاتب الديوان، لكنه من طبقة اجتماعية أدنى. وبعد صحوتهما، لم يرَ تاج الدين ومم أحداً حولهما، فظنا أنهما كانا يحلمان، لكنهما سرعان ما رأيا خواتم لا تخصهما في أصبعيهما. كان اسم ستي محفوراً على الخاتم الذي في إصبع تاج الدين، واسم زين في خاتم مم، فعلم الاثنان أن القدر أراد لهما لقاء الأميرتين وأن ما مرا به لم يكن حلماً بل حقيقة. ولكن كيف السبيل للاتصال بالأميرتين؟ عجوز القصر هيلانة لكن سرعان ما تحول فرح الشابين إلى حزن وهم لأنه ما من سبيل للاتصال أو الاقتراب من الأميرتين، وخاصة بالنسبة لمم الذي كان يعي تماماً الفارق الاجتماعي الكبير بينه وبين الأميرة. ولم تكن الأميرتان أفضل حالاً، فقد انعزلتا وحزنتا دون أن تبوحا بأمر الجاريتين اللتين وقعتا مغشياً عليهما، وشعورهما الغريب تجاههما رغم أنهما كانتا فتاتين كما ظنتا. انتبهت العرافة العجوز هيلانة، صاحبة الذكاء والحكمة لأمر الأميرتين وتوسلت إليهما بغية الكشف عن سر عزلتهما وهدوئهما غير المعتاد. باحت الأميرتان بسرهما للعجوز علها تجد لهما تفسيراً، لكن العجوز ضحكت وقالت: "هل رأيتما يوماً زهرة تعجب بزهرة أو بلبلاً يغني فوق عش بلبل آخر، وهل هناك أجمل منكما في هذه المعمورة، لا بد أنكما كنتما تحلمان بذلك أو تتوهمان". لكن زين أقسمت بأن ذلك لم يكن حلماً ولا سحراً ولا مساً من الجن بل لديهما البرهان وهو الخاتمان. وهنا صدقت العجوز روايتهما عن جمال الفتاتين وقررت مساعدتهما في العثور عليهما. طلبت مهلة تجوب فيها أنحاء الجزيرة وتعود لهما بالخبر اليقين. التقت العجوز هيلانة بحكيم وسردت له الحكاية مدعية أن ولداها التقيا بجاريتين جميلتين وحدث ما حدث عن التقاء نظراتهم مع الولدين. لكن العجوز كان حكيما وخبيرا بمثل تلك الأمور فقال لها، فوالله إن ما تتحدثين عنه ليس إلا علامات العشق والهيام ولا بد أن أصحاب هذه الخواتم عاشقان يعانيان من الهوى، أنصحك بأن تجوبي الجزيرة على هيئة طبيبة روحانية علك تعثرين عليهما. الطبيبة المتجولة خرجت هيلانة تجوب أنحاء الجزيرة مدعية أنها تشفي الناس من المسّ وأمراض النفس والبدن، وذاع صيتها ووصل الخبر إلى المقربين من تاج الدين وصديقه مم، فاستدعوها لإلقاء نظرة على الشابين المهمومين اليائسين علها تصلح من حالهما ويعودان إلى سابق عهدهما. تمعنت العجوز في عينيهما في محاولة للتأكد من أن هذين الشابين هما الشخصان اللذان تبحث عنهما، فاستدرجتهما في الحديث أكثر ثم قالت لهما: "إن أشد أنواع الأمراض هي التي تسري من الألحاظ إلى الألحاظ، ثم تستقر في الفؤاد، تسبب رعدة في المشاعر وتسرع من دقات الصدور، وإذا نما وترعرع فهو برق يستعر في الأحشاء، ويشوي الأفئدة من غير جمر، وإذا استقر أكثر، يفتك بسويداء القلب ويجرحه وينزعه من مكانه". أخبر الشابان هيلانة بما رأت أعينهما يوم نوروز، وقصة خاتمي الأميرتين اللذين وجداهما في إصبعيهما بعد صحوتهما من غيبوبتهما. تأكدت العجوز أن الجاريتين ليستا سوى هذين الفارسين بعد أن شاهدت خاتم الأميرة ستي. حملها تاج الدين رسالة إلى الأميرة للتعريف عن نفسه وإخبارها بوقوعه في غرامها منذ أن رأى خاتمها في إصبعه. وتعهدت هيلانة أن تكون وسيطاً ومراسلاً بين العاشقين بعد أن رأت صدق مشاعرهما. بقايا روح لم يرضَ مم أن يرسل خاتم زين إليها وقال للعجوز: "أقسم لك بأن هذا الخاتم هو بقية روحي، ومن ذا الذي ينتزع روحه... لا يا سيدتي، أتشفع إليك بناري التي تذيب أحشائي وأقسم لك باسم زين أن تتركيه معي ليواسيني وقولي للأميرة زين، إنه مسكين من عامة الناس، لا يبلغ أن يكون كفؤاً لذوي الإمرة والسلطان، غير أن سهام الحب طائشة لم تفرق يوما بين فؤاد مسكين وأمير، وهو اليوم لا يتطاول إلى مركز ليس أهلاً له، ولكنه يتطلع إلى عطف من شأن الأمراء أن يشمل به عامة الناس، فحسبي أن تسألي فقط عن حالي بين الفينة والأخرى". تأثرت العجوز ببلاغة كلامه وصدقه، فتركت الخاتم في يده وحملت رسالة الشابين إلى الأميرتين. وعادت العجوز إلى القصر لتسر بالخبر اليقين للأميرتين. كانت اللحظة التي عادت العجوز إلى تاج الدين ومم، بمثابة لقائهما بالأميرتين اللتين سلبتا قلبيهما، كانت رسالة العجوز بلسماً لقلبيهما الجريحين. بشرتهما العجوز برسالة ستي وزين وحبهما للفارسين وبانتظار لقائهما. فخرج تاج الدين ومعه إخوته في موكب بهي يليق بالأمير من أجل طلب يد ستي، أما مم، فقد فضلت عائلة تاج الدين تأجيل مفاتحة الأمير ريثما يصبح صهراً له فتكون له مكانة وحظوة عندما يتقدم مم لخطبة زين. الفتنة كان بكو، حاجب ديوان الأمير، رجلاً خبيثاً ماكراً وفكر بحيلة للتخلص من تاج الدين لأن الأخير كان قد اكتشفه على حقيقته وحث الأمير على عزله واستبداله برجل مخلص يؤتمن على أسرار الديوان. فراح بكو يراقب تاج الدين ويرسم خططاً لخلق فتنة للتخلص من تاج الدين أو طرده من القصر على الأقل. فاكتشف أن صديق تاج الدين يعشق الأميرة زين، وأن تاج الدين يسعى إلى مساعدته للزواج من الأميرة. أخبر الأمير بذلك وقال له بأن تاج الدين يكثر من حلفائه ويخطط للاستيلاء على الإمارة ويورثها لأحفاده في المستقبل، وحتى أنه يخطط لتزويج الأميرة زين وكأنه ولي أمرها. وهنا ثارت ثائرة الأمير زين الدين وقال: "كنت أفكر في تزويج زين من مم، ولكن ها أنا أقسم الآن بأنني لن أدع لهذا الزواج سبيلاً حتى لو تقدم إلي بهذا الرجاء خيرة الأمم وسالت الدماء أنهاراً من حولي، فلن يتم هذا الزواج". لم يفهم أحد سبب رفض الأمير القاطع لمم وهو من خيرة الفرسان، وباتت زين رهينة حجرتها لا تفارق الدموع عينيها، وفقدت رونقها وجمالها الذي كان يضرب به المثل وعزفت عن الكلام وأصابها الوهن وباتت تلقي أشعاراً وتحدث الجدران والطيور والأشجار تبوح لهم بعشقها لمم الذي كتب عليهما الفراق إلى الأبد. أما مم، فخارت قواه، ولم يعد ذلك الفارس المقدام، بل مهلهلاً واهناً يسير على ضفاف نهر دجلة جيئة وإياباً، أو يسير نحو الجبال شارداً، ولم يعد يرى ما يستحق العيش من أجله في الحياة إن لم يحظ برؤية من سلبته قلبه. لقاء الحبيبين وبعد شهور من العزلة والوحدة في حجرتها، خرجت زين إلى حديقة القصر تتمشى وحيدة محدثة الأشجار والأزهار والطيور بعد أن خلا القصر من الحاشية التي رافقت الأمير إلى رحلة الصيد وخيم السكون عليه. وفي تلك الأثناء، كان مم يمشي قريبا من القصر وأصبح داخل أسوار حديقة القصر دون أن يعي ذلك، فقد كان شارد الذهن ومتعباً منذ أن رفض الأمير تزويجه أخته. لاح لزين خيال مم من بعيد.. أهو مم حقاً؟ أم خيال من خيالاتها المعتادة؟ أم معجزة من الله أم هدية السماء؟. راقبته زين عن بعد وهو يسير في الحديقة، كان يتحدث مع نفسه وقد أعياه التعب، فتارة يستند إلى جذع شجرة وتارة يقف أمام الأزهار في صمت وهدوء. وعندما اقترب مم ورأى وجه زين النحيل، سقط أرضاً وسقطت زين بجانبه من هول الحب والمفاجأة. وبعد مدة، استيقظت زين من غيبوبتها ورأت أن مم لا يزال ممدداً دون حراك، وراحت توقظه من غيبوبته برأفة وهدوء. ولأول مرة، بعد ذلك اليوم من لقائهما الأول في زي التنكر في نوروز، ألتقت عينا مم بعيني زين عن قرب، ورأى وجهها الباسم وعينيها السوداوين الدامعتين وشعرها المنسدل على جبينه، ورأسه على ركبتيها، أهو حلم أم شاء القدر أن يمنحه فسحة من الأمل؟ عقد لسانهما الحياء، وظلا ينظران إلى عيني بعضهما البعض لفترة دون التفوه بكلمة، ولم يُسمع في ذلك السكون سوى دقات القلب وخفقان الصدر. ثم نطق مم بأول كلمة وسألها "أأنت قلبي؟ أأنت حقاً زين أم تراني أحلم كعادتي؟". أخذت زين يده بيدها، وقالت بل أنا هي ونحن في قصرنا، ألا تذكر؟". كان صوتها بلسماً لآلام وعذابات ليال وشهور، شعر بقلبه يطير فرحاً لأنه حظي برؤيتها قبل موته، بل كان سخاءً إلهياً لأنه استطاع لأول مرة أن يسمع صوتها ويتحدث معها لساعات طويلة حتى أدركهما الوقت وانسدلت خيوط المساء، ووصل الأمير وحاشيته إلى حديقة القصر دون أن يشعرا بذلك. لم تستطع زين الهرب إلى الداخل، فاختبأت تحت عباءة مم، وجلس مم ولم ينهض عند وصول الأمير قائلاً له: أعتذر عن عدم نهوضي لتحيتك يا مولاي، ربما سمعت أن المرض أعياني فلست أستطيع الوقوف وقد أعياني تعب المشي حتى وجدت نفسي هنا في الحديقة دون أن أعلم أنني في قصركم". قبل الأمير عذره، وجلس الجميع ليرتاحوا في الحديقة، لكن تاج الدين علم أن هناك أمرا جللاً منع صديقه مم من النهوض، واستدركه بإشارة من عينيه عن السبب، فأراه مم طرفاً من ضفيرة زين من تحت عباءته. أدرك تاج الدين حجم الكارثة التي تنتظر صديقه، فهرع إلى قصره وأضرم النيران فيه، فعلت الأصوات وركض الجميع لإطفاء النيران، وكانت تلك فرصة ليتباطأ مم في النهوض وتختفي زين عن الأنظار بسرعة. لقد ضحى تاج الدين بقصره لإنقاذ صديقه، ولكن لم تنته المكائد التي كان يحيكها بكو، حاجب الديوان، للإيقاع بمم وتاج الدين. السجن أوغر بكو صدر الأمير ضد الصديقين عندما قال له بأن هناك قصة حب ملتهبة بين الأميرة زين ومم، وأن سيرة عشقهما على جميع ألسنة الإمارة. فطلب منه الأمير البرهان على قوله، فخطرت ببال بكو فتنة جديدة وراح يقول له أن يدعوه لمبارزته في لعبة الشطرنج في قصره بشرط أن يلبي الخاسر طلب الرابح، وأنه سيخطط ليجعل مم يخسر وهو المعروف بمهارته في لعبة الشطرنج. دعا الأمير مم إلى اللعبة وقال له بنبرة متحدية أن يبارزه في اللعبة شريطة أن يلبي الخاسر طلب الرابح مهما كان. فرح مم بهذه المبارزة وهو يعلم أنه من أمهر لاعبي الشطرنج، لكن بكو وبعد أن بدأت جميع الفتيات يتفرجن على اللعبة من النافذة المطلة على القاعة، طلب من مم أن يجلس في مقعد مقابل النافذة دون أن يدرك أحدهم السبب. وعندما بدأ اللعب وسط حضور كبير، وقعت عينا مم على زين فلم يعد قادراً على التركيز في اللعب بل بالأميرة وابتسامتها من بعيد. فخسر الرهان خمس مرات متتالية، فطلب منه الأمير باعتباره الرابح، أن يحدثه مم عن سر فتاة أحلامه التي تشغل باله. تفاجأ مم بالطلب وصمت دون أن يتفوه بكلمة، ثم أنطقه بكو مستفزاً إياه بقوله: "إنها جارية قبيحة لمحها ذات مرة وربما يخجل من الحديث عنها ووصفها". أجابه مم سريعاً، ناسياً وجود الأمير: "خسئت، فحبيبتي رفيعة المجد لا يضاهيها البدر، رائعة الجمال لا تبلغ الشمس أن تكون أختا لها، أصيلة النسب لا ينازعها أحد فهي أميرة الجزيرة". وما أن تفوه بذلك، حتى جنى بذلك على نفسه واقتيد إلى السجن، بسبب جرأته وتطاوله في وصف الأميرة أمام الجميع. مكث مم، عاماً في السجن، يقول الشعر في حبيبته للجدران القاتمة، ومرض حتى أكل المرض منه جسده، وظل الأمير رافضاً العفو عنه بعد كل الوساطات التي تدخلت بالأمر. وفي النهاية قرر تاج الدين أن يثور على الأمير وألا يخرج من القصر إلا ومعه صديقه مم السجين حتى لو أدى ذلك إلى نشوب حرب وسفك دماء. صدر الصورة،EKURD التعليق على الصورة، قبر مم وزين في جزيرة بوطان، جنوب شرقي تركيا ندم وبعد عام من السجن، قرر الأمير زيارة أخته زين في حجرتها والسؤال عن أحوالها ومن ثم التخطيط لحيلة توقع بصهره تاج الدين، بعد أن وسوس له مرة أخرى الحاجب بكو بقوله أن صهره تاج الدين سيتمرد عليه ويجلس مكانه. لكنه صدم بما رأت عيناه عندما التقى بزين، كانت مريضة هزيلة شاحبة وتحتضر، ولا تقوى على الكلام إلا بصعوبة، بل كانت تقذف دماً عند السعال. أصاب زين الدين الندم بعد أن رأى حال أخته، وقرر أن يعفو عن مم الذي كان على وشك الموت في سجنه، وفكر في سبب كل ذلك منذ البداية، فندم على ما فعله بمم وأخته. لكن كان الوقت قد تأخر كثيراً وكان مم يعيش ساعاته الأخيرة. كانت زين تحب أخاها رغم كل ما فعل بها، وكانت تدعو له بالخير والأمن والفرح وهي تحتضر. فحملها زين الدين إلى مم سريعا، عسى أن تعود إليها عافيتها برؤية الحبيب وأقسم أن يزوجهما حالما تقوى على المشي وتتعافى. نظر مم إلى باب السجن، وإذا بزين على الباب، ظن أنها شبح أو خيال، فراح يبتسم لها ويلقي الشعر عليها، كلمات أبكت كل من في القصر، لكنها اقتربت منه وتحدثا بصعوبة بالغة لبضع ساعات حتى فارق مم الحياة بين يديها وهو يبتسم واصفاً نفسه بأسعد إنسان لأن أمنيته في رؤية وجه حبيبته قد تحققت قبل أن يفارق الحياة. خرج تاج الدين ينوح على صديقه ويجوب القصر كالمجنون على فراق توأم روحه، فصادف بكو في طريقه وقد علم بما كان يفتن فأرداه قتيلاً. ولم يتحمل قلب زين المتعب أصلا موت حبيبها وفارقت الحياة في الليلة نفسها، ودفنا معاً في قبرين مجاورين لتخليد قصة حبهما التي نبتت في الأرض وأينعت في السماء، كما دُفن بكو الخوان تحت قدميهما ليلعنه كل من يزور قبر الحبيبين. وبات قبرا الحبيبين الواقعين في جزيرة بوطان مزاراً يقتاده العشاق.
المركز الخبري الوطني كشف نائب رئيس حكومة إقليم كردستان، قوباد طالباني، عن أبرز الاتفاقيات التي عقدت بين حكومتي بغداد وأربيل منذ عام 2014، وفيما أكد أن الكرد لم يسرقوا نفط محافظة البصرة، اشار الى أن الإقليم يطمح لإنضمام الكرد الى عضوية شركة تسويق النفط (سومو). • ما علاقة إقليم كردستان بنفط البصرة؟ وقال طالباني في مقابلة خاصة مع (المركز الخبري الوطني)، إن “القوى السياسية تتهم بصورة مستمرة الأكراد، بأنهم يستحوذون على نفط البصرة، ولكننا في الحقيقة غير مسؤولين، ودليل ذلك أن حصة الإقليم من الميزانية الكاملة للدولة، هي 5 بالمائة، ولكننا منذ عام 2014 وحتى عام 2018 لم نستلم أي مبالغ من الحكومة الاتحادية”، مبيناَ أنه “لو صرفت هذه المبالغ على مشاريع استثمارية في محافظة البصرة او ذي قار، لكنا سعداء، ولكن هذه المبالغ أختفت دون معرفة أين ذهبت؟!”. واضاف أنه “في الشهر الثامن من العام 2020، كان هناك اتفاقاً بين حكومتي بغداد وأربيل، حيث أبلغتنا الحكومة الأتحادية بأن وأردات النفط والواردات غير النفطية جميعها للإقليم، ويدفعوا لنا ايضاً 320 مليار دينار في الشهر، مقابل الموافقة على إرسال فريق فني لمراقبة المنافذ الحدودية في الإقليم”. وتابع أن “هذا الاتفاق لم يستمر طويلاً، حيث قامت الحكومة الاتحادية بإرسال المبلغ لمدة شهرين فقط، وبعد ذلك توقفت”، متسائلاً: “إين صرفت هذه المبالغ؟ هل تم صرفها على بغداد أو البصرة او صلاح الدين؟”. • ما علاقة كردستان بالمشاكل التي تعاني من الحكومة الاتحادية؟ وبين أن “اقليم كردستان اصبح (الشماعة) التي تعلق عليها ملفات الفساد والمشاكل”، مشيراً الى أن “مشكلة البصرة لو كانت تنحل بـاستحقاق الإقليم من الاموال المخصصة لها، لتنازلنا عن هذه الاستحقاق”. • هل سيفي الإقليم بالتزاماته مع الحكومة الاتحادية؟ وأكد طالباني، أن “اقليم كردستان مستعد لتنفيذ جميع الالتزامات مع الحكومة الاتحادية، سواء كانت حول النفط البالغ 250 ألف برميل يومياً، او حتى الموارد غير النفطية في منافذ الإقليم، وبحسب القوانين السارية ضمن الدستور، ولكن في المقابل يجب توفير حقوق الإقليم ايضاً”. • لماذا ترفض حكومة الإقليم تسليم شركة سومو النفط بالكامل؟ علق طالباني، على ذلك قائلاً: إن “مصدر الواردات الرئيسية في الإقليم هو النفط، وعن طريق هذه الواردات يتم تأمين اشكال عديدة من النفقات في الإقليم، وبالتالي فأنه اذا لم يكن لدينا مثل هذا المصدر الوحيد، فمعنى ذلك أنه لا توجد اي ضمانات بأن نحصل على نفقاتنا التي نستطيع من خلالها تسديد الديون التي تقع على عاتق الإقليم”. واضاف: أنه “اذا تكلمنا من نقطة فنية، فأن وزارة المالية الاتحادية لديها ارقام مسجلة بأن عدد موظفي اقليم كردستان، يبلغ 683 الف موظف، بينما يوجد أكثر من 751 ألف موظف في الأقليم، كيف نستطيع في وقتها دفع الرواتب للموظفين الذين لا توجد اسمائهم لدى المالية الاتحادية اذا لم يكن لدينا مصدر للدخل خاص بنا”، مؤكداً أن “هناك فرق باعداد الموظفين المسجلين لدى المالية الاتحادية والاقليم بنحو 70 ألف موظف”. وتابع: أننا نامل ببناء علاقة جديدة تتعلق بالنفط والمالية مع الحكومة المركزية، ولدينا ايمان بأن ذلك سيتحقق خطوة بخطوة، حتى نصل الى تأسيس شركة سومو جديدة فيها أعضاء كرد في مجلس الإدارة، لكننا ما زلنا في البداية وهذا يحتاج الى العمل أكثر لزيادة الثقة بين الطرفين”. • هل سيتم ربط جميع مصادر نفط إلاقليم الى إدارة واحدة تابعة للحكومة الاتحادية؟ وقال طالباني، إن “ما تحدث عنه وزير النفط الاتحادي، بشأن ربط جميع نفط إقليم كردستان الى إدارة واحدة تابعة للحكومة الاتحادية، هو طلب غير دستوري”. • ماهي الأسئلة التي طرحتها اللجنة المالية النيابية على قوباد طالباني؟ أوضح نائب رئيس حكومة الإقليم، أن “أغلبية الاسئلة كانت متعلقة بنفقات الاقليم، وعدد الموظفين والمصاريف، ولكنني أبلغتهم بأن يتركوا الحديث حول مصادر التمويل حالياً، لأن كل موازنة مكونة من عدة إجزاء تتضمن الواردات والمصاريف والعجز والديون”. واضاف أن “هناك انواع عديدة من النفقات التشغيلية والرواتب التقاعدية والرعاية الاجتماعية ومنح السجناء السياسيين والشهداء، إضافة الى تنمية الاقاليم والميزانية التشغيلية، فكل هذه تعتبر نفقات وديون وقروض، ولابد من صرفها بشكل شهري”. ونوه الى أن “هذه النفقات يتم تغطيتها عن طريق مصادر التمويل التي لدينا، وهي الحكومة المركزية، إضافة الى العائدات النفطية وغير النفطية التي لدينا، وبالتالي فأن الحديث مع اللجنة المالية يجب أن يكون عن النفقات من أي تاتي وكيف يتم تغطيتها، وليس عن الإيرادات فقط”. ولفت الى أن “الاقليم يريد حل المشاكل العالقة مع بغداد بأسرع طريقة حتى تكون قابلة للتنفيذ، فقد نكون لسنا سعداء 100% من ما قد يخرج من هذه الحوارات، ولكننا نعمل على الأٌقل خطوة بخطوة الى الأمام، فنحن مع اي نتيجة قد تكون قابلة للتنفيذ”، داعياً الجميع الى “الإبتعاد عن الاجواء الانتخابية والعاطفة والشعارات، والبحث عن الحلول المنطقة لهذه المرحلة”.
الحصاد draw: عمار عزیز – kirkuknow طلبت مئات العوائل العائدة الى قضاء سنجار من حكومة اقليم كوردستان السماح لها بالعودة الى مخيمات النازحين في محافظة دهوك، وذلك عقب تعقد الأوضاع داخل القضاء خصوصاً بعد التهديدات التي أطلقها رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان. وكان أردوغان قد قال في تصريح للصحفيين أدلى به في 22 كانون الثاني الماضي حول العمليات العسكرية المشتركة مع الحكومة العراقية ونشرته وكالة الأناضول التركية، "كنا ولا زلنا مستعدين لتنفيذ عمليات مشتركة"، وحول مغزى التصريح قال أردوغان "لدي مقولة هي أننا قد نأتي على حين غرة ذات ليلة، وهذا كل ما في الأمر". وكتبت وكالة الأناضول في عنوانها الرئيسي "أردوغان حول سنجار: قد نأتي ذات ليلة." يقول أكرم مشكو خدر، الذي غادر مخيم النازحين و عاد الى سنجار قبل ستة اشهر ، بأنه بعد أن قرأ تصريح الرئيس التركي في الاعلام و شبكات التواصل الاجتماعي، تقدم بطلب الى ادارة محافظة دهوك للسماح له بالعودة الى المخيمات. "نعيش في ظروف سيئة، نخشى من اندلاع الحرب، نخشى أن تهاجم تركيا سنجار و نتعرض للنزوح مرة أخرى." وفقاً لإحصائية كشفت عنها دائرة الهجرة والمهجرين العراقية/ فرع دهوك، عقب تصريحات الرئيس التركي طلب 100 شخص العودة الى المخيمات، فيما تقول وزارة الداخلية في حكومة اقليم كوردستان "وصل عدد الطلبات التي وردتنا الى أكثر من 200 طلب." دهوك/ مخيم للنازحين تعيش فيه غالبية من محافظة نينوى تصوير: كركوك ناو اسكندر محمد أمين، مدير فرع دهوك لدائرة الهجرة والمهجرين العراقية، قال في تصريح لـ(كركوك ناو) "هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم مائة شخص قدموا الطلبات الخاصة بالعودة بعد التهديدات التركية.. استقبال تلك العوائل من صلاحيات وزارة داخلية اقليم كوردستان، لأنها هي التي تشرف على المخيمات." وأضاف "النازحون الذين عادوا طوعاً الى مناطقهم الأصلية، قد أُغلِقَت ملفاتهم نهائياً، لن نوزع عليهم المساعدات الشهرية مثل السابق، الا في حالة واحدة وهي اذا هددتهم جهة معينة بالترحيل بصورة مباشرة." النازحون الذين عادوا طوعاً الى مناطقهم الأصلية، أُغلِقَت ملفاتهم نهائياً كاروان زكي، مدير اعلام مركز التنسيق المشترك للأزمات في حكومة الاقليم –تشرف بصورة مباشرة على المخيمات- قال لـ(كركوك ناو) "طلبت من خلالنا أكثر من 200 عائلة من سنجار العودة بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة في سنجار... لم نقرر شيئاً بصددهم بعد، لكن هناك اجتماعات و مشاورات حول هذه المسألة.. مع المنظمات و مع الجهات المعنية ايضاً." يمر قضاء سنجار في الوقت الحاضر بمرحلة صعبة بسبب الخلافات بين القوى والفصائل المسلحة المتواجدة في المنطقة من جهة، والنزاعات بين الحكومة العراقية و حكومة اقليم كوردستان من جهة اخرى، الأمر الذي مهّد لتدخل بعض الجهات خارجية، من بينها تركيا. من جانبها، تتذرع تركيا بوجود قوات مقربة من حزب العمال الكوردستاني، غالبيتهم من ايزيديي سنجار، لكي تهجم على المنطقة وقد أبدت استعدادها لتنفيذ "عمليات مشتركة" على حد قول أردوغان. خلال العامين السابقين، قصفت تركيا قضاء سنجار عدة مرات وذلك تحت ذريعة "ضرب المسلحين التابعين لحزب العمال الكوردستاني." سنجار/ تشرين الأول 2020/ تظاهرة لنساء وفتيات ايزيديات ضد الاتفاق الذي وُقِّع بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان بشأن سنجار تصوير: كركوك ناو ويأتي ذلك في الوقت الذي لم يدخل فيه اتفاق سنجار الذي أُبرِم بين الحكومة الاتحادية و حكومة اقليم كوردستان لتطبيع الأوضاع في سنجار حيز التنفيذ. ينص مضمون الاتفاق بين بغداد وأربيل على تنصيب قائممقام جديد لقضاء سنجار و ادارة الملف الأمني للقضاء بالتنسيق بين القوات التابعة للحكومة الاتحادية و القوات الأمنية التابعة لحكومة اقليم كوردستان. كما شدد الاتفاق على اخراج القوات الأخرى و عد اعطاء أي دور لحزب العمال الكوردستاني والفصائل المقربة من الحزب. هذه الأوضاع المتأزمة دفعت أكرم مشكو لطلب العودة الى المخيمات بعد ستة اشهر من عودته الى قرية كوهبل في سنجار. "ان رفضوا استقبالنا في المخيمات سأذهب الى دهوك وأسكن خارج المخيمات... لا أريد أن أعرّض حياة عائلتي للخطر." لا يزال أكثر من 200 ألف نازح ايزيدي أغلبهم يعيشون في المخيمات الواقعة في محافظة دهوك مترددين في العودة الى مناطقهم الأصلية لأسباب عديدة من بينها الظروف الأمنية، وجود ادارتين في القضاء و نقص الخدمات. بير علو كجل، مدير مخيم خانكي في دهوك –خاص بالنازحين الايزيديين- قال لـ(كركوك ناو) "تتصل بي يومياً ثلاث أو أربع عوائل من سنجار يطلبون منا استقبالهم في المخيم."
الحصاد draw: أسامة أبو ارشيد - العربي الجديد في زمن الإعلام الرقميّ، ترى اليوم العجب العجاب. مهرّجون تحولوا مشاهير ومرجعيات. وهرطقات سخيفة يقتبسها كثيرون على أنها معلومات مُوَثَّقَةٌ وتحليلات رصينة. وجماهير تعد بعشرات الألوف، بل مئاتهم. والأدهى أن يناطح رُوَيْبِضَةٌ قامات علمية أو فكرية أو أكاديمية باسقة، محاججاً إياهم، بل وزاعماً نقض أفكارهم وطروحاتهم ونتاج خبراتهم. الرويبضة هو تعبير نَبَوِيٌّ جاء في حديث شريف، يُوَصِّفُ الحال السابق الذي قدمنا به، وفيه: "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصَدَّقُ فيها الكاذب وَيُكَذَّبُ فيها الصادق، وَيُؤتَمَنُ فيها الخائن وَيُخَوَّنُ فيها الأمين، وَيَنْطِقُ فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة" (الإمام أحمد). إذا لم يكن هذا توصيفاً لواقع الحال، فماذا يكون؟ من حق كل إنسان أن يكون له رأيه وتحيزه الإيديولوجي والسياسي الخاص. كما من حق كل شخصٍ أن يعبر بحرية عمَّا يؤمن به ويتبناه. لكن أن يزعم المرء أنه متخصّص في أمر لا يفقه فيه شيئاً، ويحاكم أصحاب التخصص والخبرة، في سياق من التفاهة وسلاطة اللسان والوقاحة، فذلك أمر آخر. أكبر من ذلك أن ترى هؤلاء السخفاء يَهيمونَ في كل علم وتخصّص، لا يفرق عندهم أن يكون موضوعاً دينياً أو علمياً أو فلسفياً أو لغوياً أو فكرياً أو سياسياً معقداً. وهم فوق ذلك لهم أتباع ومؤيدون لا يحصون. أما ثالثة الأثافي فهي أن تجد بين معجبي هؤلاء المهرّجين أشخاصاً كنت تحسبهم مثقفين واعين، يروّجونهم، ويحيلون في معلوماتهم إليهم، ويعتمدون في تحليلاتهم عليهم. إذا كان هؤلاء المهرّجون يدخلون في سياق "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة"، فكيف لنا أن نصف أولئك الذين يعدّون أنفسهم نخباً وهم يتبعون تفهة جُهَّالاً؟ مهرّجون تحولوا مشاهير ومرجعيات. وهرطقات سخيفة يقتبسها كثيرون على أنها معلومات مُوَثَّقَةٌ وتحليلات رصينة كثيراً ما تقف مشدوهاً وأنت تتابع بعض تلك النماذج من الرويبضات يسرحون ويمرحون في فضاءات وسياقات تكاد تختنق حسرة وكمداً على عِلْمٍ يُهان وأخلاق تداس. ذاك يحاكم كتاباً لمفكر معروف يشهد له أصالة نتاجه وعميق طرحه، وينتهي إلى أن عملاً من أعماله منتحل! هكذا وبزفرة واحدة تجد عشرات الآلاف من المعجبين والمؤيدين لجريمة اغتيال معنوي. وآخر يَخْتَلِقُ أحداثاً وسيناريوهات خيالية في تحليل حدث سياسي خطير، بحيث تشعر وكأنك أمام فيلم رديء الإنتاج والحبكة الدرامية. أما إذا انتقدت شطحاته فالتهمة جاهزة: أنت تغار منه! وثالث يقدّمه بعض الإعلام الذي كنت تحسبه جادّاً ورصيناً، على أنه "خبير" في الشؤون الفلانية والفلانية، حتى وإن كان يتحدّث من مرحاض دكانه! المشكلة أن ما يقدّمه من "معلومات" و"تحليلات" هي الخَبَلُ ذاته، إذ إنها تقوم على معطيات خاطئة وفرضيات غير صحيحة. ورابع يصرّ على لازمة "خبير استراتيجي"، من دون أن يتجرأ أحد أن يسأل خبيرا استراتيجيا في ماذا؟ وخامس ينتحل صفة تدريس في جامعة أو درجة الدكتوراة، أو أنه يصمت تواطؤاً وهو يُعَرَّفُ بهما صباح مساء من دون أن يحاول تصحيح الأمر، هذا إذا افترضنا جدلاً أن الخطأ هو من الجهة المُسْتَضيفَةِ. وسادس يظن أن شهادة في الطب العام أو غيره تؤهله أن يكون خبيراً في الأوبئة والأمراض المعدية وعلم اللقاحات، ومن ثمَّ تراه يَتَجاسَرُ، أو إن شئت الدقة فقل يَتَواقَحُ، وهو يصول ويجول في الحديث عن نظريات المؤامرة في وباء كورونا واللقاحات المعروضة. لا أجزم بسلامة اللقاحات وعدم وجود أعراض جانبية لها، ولكني لست أهلاً للحديث في الأمر بحكم التخصّص. درجة الدكتوراة أو الموقع الوظيفي لا يصنعان وحدهما قيمة المرء وما يطرح، بل قيمة الطرح، بالدرجة الأولى، تكون في عمقه ورصانته ما سبق ليس مبالغات ولا تهيؤات، بل هي حقائق صادمة وَمُرَّةٌ نعيش معها كل يوم، ولولا مخافة إثارة حزازات لسميت أسماء بعينها. وكما سبق القول، فإن المسؤولية لا تنحصر في الرويبضات، بل في من يُمَكِّنُ لهم ويروج سفاهاتهم، خصوصاً في بعض وسائل الإعلام التي يظنها الناس جادّة ورصينة، وبالتالي تكون متواطئة في خداع الناس وتجهيلهم. وجدت نفسي غير مرة في برامج تلفزيونية مشتركة مع أشخاصٍ عرب من هذا الطراز. أحدهم يُقَدَّمُ دائماً على أنه أستاذ قانون في جامعة أميركية عريقة وعضو في أحد المجالس الاستشارية للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب. تقصّيت عن الرجل بعد أن فوجئت بمستوى "تحليله" الضعيف، فلم أجد له ذكراً لا في الجامعة المعنية، ولا غيرها، ولا في أي مجلس استشاري رئاسي. اللافت أني وجدت أن صحافياً أميركياً يعمل في موقع غير مشهور كان قد واجهه يوماً بهذا الانتحال، فما كان منه إلا أن أجابه بأنه لم يزعم صفة الاستشارية، وأن هذا خطأ من يقدمونه. المشكلة هنا أنه لم يحاول يوماً أن يصحّح ذلك "الخطأ"، بل يبدو دوماً مز�وّاً به. أما المصيبة الأكبر فهي إني عندما حاولت أن أنبه بعض المحطات التلفزيونية التي تربطني بها علاقة وثيقة إلى هذا الخلل، قيل لي من بعض العاملين فيها إنهم مضطرون إلى مسايرة هذا الدجل، حتى يظهروا بمظهر من استقطب شخصية رفيعة في الإدارة الأميركية! قس على المنوال السابق ذلك الشخص الذي كثيراً ما يزعم أنه التقى مسؤولين أميركيين كباراً وناقش معهم قضية بلاده، على الرغم من أنه لا يتكلم الإنجليزية أصلاً. وفي أحيان أخرى، أشار إلى مُحاججات وقعت بينه وبين مسؤولين آخرين في لقاءات، كنت فيها، وشاركنا جميعاً عبر تقنية الفيديو كونفرانس بسبب كورونا، وأقسم أنه لم ينبس ببنت شفة! المسؤولية لا تنحصر في الرويبضات، بل في من يُمَكِّنُ لهم ويروج سفاهاتهم، خصوصاً في وسائل إعلام يظنها الناس جادّة درجة الدكتوراة أو الموقع الوظيفي لا يصنعان وحدهما قيمة المرء وما يطرح، بل قيمة الطرح، بالدرجة الأولى، تكون في عمقه ورصانته. وما دام فينا من ما زال يقتنع بخزعبلات التافهين من الناس وحماقاتهم وتدليسهم ودجلهم، وما دام بقي فينا من يروّجهم إعلامياً وعلى مستوى من يفترض أنهم من النخب، فإننا سنبقى ندور في دائرة الجهل والتخلف. وبالمناسبة، هذه ليست مشكلة حصرية عند العرب، وواحدة من الأمور التي تعلمناها من سنوات ترامب الرئاسية الأربع، وما زلنا، أن الرويبضات موجودون في كل ثقافة ومجتمع. كلمة أخيرة، لا يعيب المرء إن لم يكن تلقى تعليماً عالياً، أو إن لم يكن من أهل الاختصاص والرأي والمكانة، لكن ما يعيبه أن يزعم ذلك لنفسه وهو مجرد خواء. أيضاً، يعيب بعض أصحاب التخصصات المحدّدة أن يُنَصِّبوا أنفسهم مراجع في كل أمر وشأن، على الرغم من أن نتاجهم في مجالاتهم يدخل في سياق سَقَطِ المَتاع.
الحصاد draw: سكاي نيوز قال أطباء إن الأشخاص يمكن أن يصابوا بفيروس كورونا، المسبب لوباء كوفيد-19، مرتين، وأنهم يمكن أن يعانوا من نوبتين منفصلتين تماما من المرض، وذلك في غضون 4 أشهر فقط. ويأتي التحذير بعد ظهور أدلة على رجل أصيب بالفيروس مرتين خلال 4 أشهر، دون ظهور أعراض واختبارات سلبية متسلسلة للفيروس. ويقول الأطباء إن العدوى الأولى الحادة بفيروس كورونا قد تتبعها أعراض أكثر اعتدالا في المرة الثانية. الجدير بالذكر أنه تم الإبلاغ عن عدد قليل جدا من حالات الإصابة بالفيروس مرتين، وفقا لما ذكره موقع سكاي نيوز البريطاني. وأشارت دراسات سابقة إلى إمكانية الإصابة مرة أخرى بالعدوى، لكنها تميل إلى الإشارة إلى حصول الناس بشكل عام على بعض المناعة لأكثر من 4 أشهر. ويقول الخبراء، الذين سلطوا الضوء على الحالة في مجلة "بي أم جاي كايس ريبورتس"، إنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان هذا يمثل في الواقع استمرار للإصابة الأولى بالفيروس، بدلا من الإصابة الجديدة بالعدوى الحقيقية. ويقول مؤلفو الدراسة التي تمت مراجعتها من قبل نظراء: "مع تطور وباء كوفيد-19، أظهرت التقارير الناشئة أن عودة الإصابة بفيروس كورونا الجديد ممكنة". وشددوا على أهمية إجراء مزيد من الدراسات، مشيرين إلى أنه ومن المؤكد أن الملاحظات المستقبلية ستلقي مزيدا من الضوء على هذا، إذا ثبتت صحة هذه الفرضية. وأشار الخبراء إلى أنه "لم يتم تحديد دور وجود أو عدم وجود الأجسام المضادة بعد الإصابة الأولية لدى الناجين من الإصابة بالفيروس، ودورها في التخفيف من خطر الإصابة مرة أخرى بكوفيد-19. ومع ذلك، فمن المعقول أن هذا التراجع في المناعة أو عدم وجود الأجسام المضادة بعد النوبة الأولى من عدوى كورونا قد تجعل الشخص أكثر عرضة للعدوى مرة أخرى". حالة دراسية وتتضمن الحالة التي أبرزها المؤلفون رجلا في الأربعينيات من عمره تم إدخاله إلى المستشفى مصابا بعدوى خفيفة من كوفيد-19، بعد 4 أشهر من نوبة أولية شديدة من المرض في أبريل 2020. وكان المريض يعاني من داء السكري من النوع 2 يتم التحكم فيه جيدا، بالإضافة إلى معاناته من غدة درقية غير نشطة، إلى جانب السمنة، وهي عوامل الخطر المعروفة للإصابة الشديدة بكوفيد-19. وعندما أصيب لأول مرة، تم نقله إلى المستشفى بسبب صعوبات في التنفس وأزيز حاد ناجم عن تعطل تدفق الهواء إلى الرئتين. وأصيب بفشل في الجهاز التنفسي، وتطلب تهوية ميكانيكية بواسطة جهاز التنفس الصناعي، بالإضافة إلى مميعات الدم، إلى جانب العديد من الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج كوفيد-19. وخلال إقامته في المستشفى لمدة شهرين، أصيب بمجموعة من المضاعفات الخطيرة قبل أن تستقر حالته ويخرج إلى مرفق رعاية الحالات الحادة لإعادة تأهيله. وفي الحالة الثانية في أغسطس 2020، أثبتت إصابته بفيروس كورونا، بعد 4 اختبارات سلبية خلال الأشهر الثلاثة السابقة، وبقي في المستشفى ليوم واحد فقط. ثم نُقل إلى المستشفى مرة أخرى بعد أسبوعين، وبقي فيه لمدة أسبوع آخر. إصابة ثانية أم استمرار المرض؟ واقترح المؤلفون أن نتائج الاختبار الإيجابية التي تفصل بينها عدة أشهر قد تكون بسبب الإصابة مرة أخرى بالفيروس، لكنهم أضافوا أن الأعراض الأكثر اعتدالا في المرة الثانية يمكن أن تكون نتيجة المناعة المتبقية من العدوى الشديدة الأولى. وقال داني التمان، أستاذ علم المناعة في إمبريال كوليدج لندن، لشبكة سكاي نيوز إنه بينما لم يكن هناك سوى 100 حالة مؤكدة في جميع أنحاء العالم من الإصابة مرة أخرى، فإن محادثاته مع الأطباء تشير إلى أنها "أكثر شيوعا مما كنا نتخيل". وأضاف: "يمكن أن تحدث إعادة العدوى إلى حد ما". وأوضح ألتمان أنه على الرغم من أن النوبات الثانية من المرض قد تكون أقل حدة، بسبب الأجسام المضادة المتبقية، إلا أن دراسة جديدة أجريت في البرازيل قدمت أدلة مقلقة على عكس ذلك. وقال إن البحث وجد أن 30 من العاملين في مجال الرعاية الصحية في نفس المركز أصيبوا بالفيروس للمرة الثانية، وهو ما يمثل معدل الإصابة بنسبة 7 في المئة، وأنهم كانوا يعانون من أعراض أسوأ مما كانت عليه أثناء الإصابة الأولى. وقال: "واحد ممن أصيبوا بالفيروس بشكل معتدل في المرة الأولى، توفي في المرة الثانية". وأضاف أنه كان من الصعب معرفة ما إذا كانت مثل هذه الحالات نتيجة لمتغيرات متحولة للمرض، أو أن المصابين في المرة الأولى لم يطوروا أجساما مضادة. وأظهر تقرير صادر عن هيئة الصحة العامة في إنجلترا، نُشر في يناير، أن الأجسام المضادة من عدوى فيروس كورونا السابقة توفر حماية بنسبة 83 في المئة لمدة 5 أشهر على الأقل. ومع ذلك، وجد الباحثون 44 إصابة محتملة بكوفيد-19 بين 6614 مشاركا أظهروا دليلا على الإصابة السابقة. وأشارت دراسة أخرى، شملت 1700 شخص، إلى أن ما يصل إلى 88 في المئة من الأشخاص لا تزال لديهم أجسام مضادة في دمائهم لمكافحة فيروس كورونا بعد 6 أشهر من الإصابة بالفيروس. وقالت كبيرة علماء البنك الحيوي الإنجليزي، نعومي ألين: "رغم أننا لا نستطيع أن نكون متأكدين من كيفية ارتباط وجود الأجسام المضادة بالمناعة، إلا أن النتائج تشير إلى أنه يمكن حماية الناس من العدوى اللاحقة لمدة 6 أشهر، على الأقل، بعد الإصابة الطبيعية".
الحصاد draw: تقرير : محمد رؤوف – فاضل حمةرفعت ترجمة : ك.ق يُشَبِّه البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) التسليم الكامل لملف النفط بالقضاء على كيان الاقليم، واليكيتي(الإتحاد الوطني الكوردستاني) دونما اتفاق مع بغداد، يُهدِّد بالإنفصال عن البارتي والتعامل المباشر مع بغداد، وإن لم يتوصل اربيل وبغداد الى اتفاق، فإن الاقليم سيقع مرةً اخرى أمام خطر تهديد الانقسام وتشكيل الإدارتين، تفاصيل اكثر نجدها في هذا التقرير. السليمانية، الى بغداد! محاولات اليكيتي للتعامل المباشر مع بغداد، خرجت من وراء الستار لتبصر النور، فقد اعلنت صحيفة (الصباح) لسان حال الحكومة العراقية، إن لم تتوصل حكومة اقليم كوردستان مع حكومة بغداد الى اي اتفاق بخصوص ملف النفط والميزانية، فإن محافظة السليمانية ستتعامل بشكل مباشر مع بغداد. قَبْلَ هذا الخبر المعلن من قِبَل صحيفة (الصباح)، قال هيثم الجبوري رئيس اللجنة المالية في البرلمان العراقي : "هناك مقترح، إن لم تتوصل حكومة اقليم كوردستان مع حكومة بغداد الى اي اتفاق، تُسَلم كل محافظة من محافظات الاقليم وارداتها الى المركز، من اجل ان يتسلم موظوا تلك المحافظة رواتبهم بشكل مباشر". هذه حصيلة محاولات واجتماعات مسؤولي اليكيتي في بغداد على مر عدة أشهر، وقد انفرد (الحصاد) من بين وسائل الاعلام الكوردية بنشره لتقرير قبل ايام احتوى تفاصيل محاولات اليكيتي تلك في بغداد. تذهب كل التوقعات الى انه في حال عدم توصل حكومة اقليم كوردستان مع حكومة بغداد الى اي اتفاق، فإن اليكيتي سيدخل منفرداً في اتفاقات اقتصادية وسياسية مع بغداد، ما يعني ان الرهان هو على اتفاق او عدم اتفاق اربيل مع بغداد. بغداد وأربيل يتفقان؟ من المقرر ان يتم التصويت في الايام المقيلة على مشروع قانون موازنة العراق لعام 2021 في البرلمان العراقي، وحتى الآن لم يتوصل وفد الاقليم مع الاطراف الاخرى والشيعة تحديداً حول حصة الاقليم الى اي اتفاق. لدى الاطراف الشيعية عدة مقترحات كي يتم تثبيت حصة الاقليم في موازنة 2021، وهناك اجماع داخل الاطراف الشيعية حول تسليم الاقليم ملفه النفطي بالكامل الى بغداد وفي المقابل يُأَمِن العراق حصة الاقليم باكامل، وبحسب قول هوشيار عبدالله، عضو اللجنة المالية النيابية العراقية، فقد "حدث تطور في مواقف بعض الاطراف الشيعية ويقولون : ليتسلم العراق في ميناء جيهان التركي كل النفط المصدر من الاقليم، ويعيد كمية من ذلك النفط الى الاقليم بهدف بيعه لتأمين مصاريف اجرة الشركات والنقل والمصاريف الاخرى". في المقابل يؤكد الاقليم علىتنفيذ مضمون قانون سد العجز المالي القائل : "تسليم الاقليم لواردات بيع 250 الف برميل من النفط يومياً بسعر شركة سومو"، وهذا هو نفس اتفاق الاعوام السابقة. هناك اقتراح ثالث بين هذين المقترحين، والذي يقول تسليم الاقليم ما قدره 450 الف برميل من النفط او قيمتها الى بغداد يومياً، وليس ملفه النفطي مع جميع عقوده. وإن الذي وافق عليه الاقليم حتى الآن هو تسليم 250 الف برميل من النفط يومياً بسعر شركة سومو، لكنه لا يريد تسليم النفط بل يريد خصم قيمة هذه الكمية من النفط من حصة الاقليم في الموازنة العراقية، على غرار الاعوام السابقة، وتعرف هذه العملية بـ"المَقاصَة". البارتي يسلم ملف النفط؟ وفقاً لمعلومات (الحصاد) ان حكومة الاقليم التي يترأسها البارتي الآن ليست مستعدة بأي شكل من الاشكال ان تسلم ملف النفط الى بغداد، لأنها تعتقد بمجرد تسليم النفط الى بغداد، لايبقى لحكومة الاقليم ما تقوم به من عمل وبهذا يقع كيان اقليم كوردستان ككيان دستوري في خطر وعلى الصعيد الخارجي ايضاً تفقد حكومة الاقليم ثقتها عند الشركات النفطية العالمية. بحسب استقصاءات (الحصاد) ان حكومة الاقليم التي يترأسها مسرور البارزاني تحاول منذ ايام على التعود بأنها لن تصل الى اتفاق مع بغداد، لذلك عليها ان تنظم مصاريفها بدون اموال بغداد، وهذا هو سبب رغبة حكومة الاقليم بإرسال ميزانيتها لعام 2021 الى برلمان كوردستان، كي تتمكن من تنظيم الواردات مع المصاريف بالقانون ولا تبقي على الذريعة التي تقول ان الاستقطاعات من رواتب الموظفين عمل غير قانوني. ارتفعت واردات الاقليم مؤخراً وبدون اموال بغداد في الآونة الاخيرة، وان الواردات الشهرية للحكومة هي كالآتي : • ارتفعت الواردات المحلية لتصل الى (350 مليار) دينار شهرياً. • واردات النفط بلغت اكثر من (350 مليار) دينار شهرياً. • مساعدات التحالف الدولي البالغة (25 مليار) دينار شهرياً. تحصل حكومة الاقليم بهذه الواردات وبدون اموال بغداد على مبلغ (725 مليار) دينار شهرياً، وتبلغ مجموع رواتب الموظفين شهرياً مع استقطاع نسبة (21%) نحو (730 مليار) دينار، اي مع نفس النسبة من الاستقطاعات وبدون ضمان وصول اموال بغداد، تستطيع حكومة الاقليم كما يقول المسؤ�لون الحكوميون تأمين رواتب الموظفين شهرياً، وإن ازدياد الواردات اصبح ورقة ثقة بِيَد حكومة الاقليم في مفاوضاتها مع بغداد. كيف يتعامل مسرور البارزاني مع اليكيتي(الاتحاد الوطني الكوردستاني)؟ مسرور البارزاني وحكومته ليسوا واقعين تحت الضغط في بغداد فقط, بل انهم في داخل الاقليم ايضاً واقعون تحت ضغط اليكيتي(الاتحاد الوطني الكوردستاني)، لأنه إن لم يتم التوصل الى اتفاق فإن اليكيتي يريد تثبيت فقرة داخل موازنة 2021 العراقية تتيح لأية محافظة بشكل مستقل تسليم وارداتها الى بغداد وتحصل على رواتب موظفيها من بغداد بشكل مباشر، دخول هكذا أمر الى حَيز التنفيذ لن يبقي أي دور لحكومة الاقليم كحكومة موحدة شاملة للاقليم ككل، حكومة هي محكومة من الاصل وبعد مضي 15 سنة من انتهاء وضع الادارتين، وهي حتى الآن لا تبسط سلطتها وسيطرتها على كافة مناطق اقليم كوردستان. عَلِمَ (الحصاد) ان المتنفدين داخل البارتي يعتقدون ان تسليم ملف النفط بالكامل الى الحكومة العراقية تعني الفناء الكامل والنهائي لكيان اقليم كوردستان، لذلك لا يرضخون لضغوط اليكيتي وإنهم اذا اختيروا بين ان يخسروا كيان الاقليم بالكامل او انفصال جزء منه، فإنهم سيختارون الإختيار الثاني ويسمحون لليكيتي ان يتعامل كيفما يشاء مع بغداد. في حال عدم الاتفاق مع بغداد، يريد البارتي وضع خيارين أمام اليكيتي : • الخيار الأول : ادارة المناطق الواقعة تحت سلطتكم وسيطرتكم من قِبَل انفسكم واتفقوا مع بغداد كما تريدون، ونحن ندير المناطق الواقعة تحت سلطتنا وسيطرتنا بوارداتنا وبأنفسنا. • الخيار الثاني : تحملوا المسؤولية وندير سوية اقليم كوردستان بالواردات التي تحصل عليها حكومة الاقليم بدون اموال بغداد. وبهذا تكون الكرة في ساحة اليكيتي ويجب عليه اختيار احد الخيارين مابين التعامل المباشر مع الحكومة العراقية أو البقاء داخل حكومة الاقليم وتحمل مسؤولية الوضع، وإن كلا الخياران ليس لهما ضمان تام للإستمرار. اذا اختار اليكيتي الخيار الأول أي الاتفاق مع بغداد، عليه تسليم واردات النفط والغاز الطبيعي والجمارك مباشرةً الى بغداد مقابل ضمان رواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لسلطته وسيطرته. وفقاً للمعلومات غير الرسمية، تبلغ مصاريف ادارة اليكيتي نحو (350 مليون) دولار، ومن هذا المبلغ تذهب ما قدره (315 مليون) دولار لرواتب الموظفين في تلك المناطق. الثروات الطبيعية بين البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) واليكيتي(الاتحاد الوطني الكوردستاني) بحسب المعلومات المتوفرة لدى (الحصاد) تتوزع الثروات الطبيعية حالياً بين البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) واليكيتي(الإتحاد الوطني الكوردستاني) كالآتي : • في المناطق الخاضعة لسلطة اليكيتي يتم انتاج (32 الف و580) برميل من النفط يومياً، وهذا يشكل نسبة (7.3%) من مجموع النفط المنتج في الاقليم يومياً. • في المناطق الخاضعة لسلطة البارتي يتم انتاج (413 الف و250) برميل من النفط يومياً، وهذا يشكل نسبة (92.7%) من مجموع النفط المنتج في الاقليم يومياً. يبلغ المجموع الكلي للنفط المنتج حالياً في الاقليم (445 الف و830) برميلاً يومياً. وتتوزع احتياطي النفط ايضاً بين المناطق الواقعة تحت سيطرة البارتي واليكيتي، كالآتي : • احتياطي النفط في مناطق البارتي تبلغ (6 مليارات) برميل. • احتياطي النفط في مناطق اليكيتي تبلغ (13 مليار) برميل. فيما يخص الغاز الطبيعي، وفقاً للموقع الرسمي لوزارة الثروات الطبيعية، لدى اقليم كوردستان احتياطي من الغاز الطبيعي يقدر بـ(200 تريليون) قدم مكعب مايعادل (5.7 تريليون) متر مكعب، وهذا يشكل نسبة 3% من مجموع احتياطي الغاز الطبيعي في العالم. لكن هذا هو الاحتياطي الغير المثبت، لأن النسبة المثبتة لاحتياطي الغاز الطبيعي في الاقليم بحسب تقارير الطاقة الامريكية، تصل فقط الى (25 تريليون) قدم مكعب. تحدثت مجلة (اويل برايز) التي هي مجلة خاصة بمجال الطاقة في العام الماضي حول ان من مجموع النسبة المثبتة والغير مثبتة للغاز الطبيعي في اقليم كوردستان، تم ايجاد (10 تريليون) قدم مكعب فقط والعمل فيه جارٍ حالياً، وهذه هي الكمية التي تتم انتاجها حالياً في مناطق اليكيتي وفي حقل (كورمور). الغاز الطبيعي لحقل (كورمور) في جمجمال والذي ينتجه شركة (دانة غاز)، قد بلغ انتاجه الحالي الى (430 مليون) قدم مكعب ما يعادل (الف و50) طن يومياً، وهذه النسبة كانت اقل من هذه في الاعوام الثلاثة الماضية وكانت (850) طناً، اي ان الشركة الاماراتية قد رفعت من مستوى اتناجها. يقع معظم احتياطي الغاز الطبيعي في اقليم كورستان في المناطق الخاضعة لسلطة وسيطرة اليكيتي، هذه هي ورقة الضغط التي يريد اليكيتي وضعها على طاولة المفاوضات مع بغداد، إن لم يتوصل البارتي وحكومة الاقليم الى اتفاق مع العراق. بشكل عام يتوزع الغاز الطبيعي جغرافياً بالشكل الآتي : الاحتياطي الموجود تحت سيطرة اليكيتي : • حقل كورمور : 8 تريليون و200 مليار قدم مكعب • حقل جمجمال : 4 تريليون و400 مليار قدم مكعب • حقل ميران : 3 تريليون و 46 مليار قدم مكعب الاحتياطي الموجود تحت سيطرة البارتي : • حقل بنَباوي : 7 تريليون و100 مليار قدم مكعب • حقل خورمَلَة : تريليونان و260 مليار قدم مكعب • حقل بَلكانَة : تريليون و600 مليار قدم مكعب • حقل شيخان : 900 مليار قدم مكعب • حقل بيرمام : 880 مليار قدم مكعب
تقرير : فاضل رفعت و محمد رؤوف ترجمة : عباس س المندلاوي الاتحاد الوطني الكوردستاني يختبر ورقة ضغط جديدة في مواجهة شريكه وغريمه حزب الديمقراطي الكوردستاني ؛ عبر ورقة الغاز الطبيعي الذي يكثر في مناطق نفوذه وسيطرته ، ويأمل الدخول في علاقات سياسية واقتصادية متينة مع بغداد بهذه الورقة الاقتصادية ، ويصدر غاز من قضاء جمجمال الخاضعة لنفوذ الاتحاد الوطني الى افغانستان عبر ايران ، المزيد من التفاصيل تجده في هذا التقرير : - الاتحاد يقرر.. ؟ سيناقش مجلس القيادة في الاتحاد الوطني الكوردستاي في اجتماعه اتخاذ موقف نهائي من علاقته مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني التي تكتنفها الشوائب والغموض في بعض جوانبه ، ويطالب الاتحاد تطبيق نظام لامركزية ادارية و اقتصادية للمحافظات لكن حكومة الاقليم برئاسة مسرور برزاني النجل الاكبر لمسعود برزاني رئيس الديمقراطي الكوردستاني لم تتخذ اي اجراءات باتجاه تطبيق اللامركزية رغم مشارفة الموعد ( نهاية شهر كانون الثاني ) الذي تم تحديده للبت في الامر على الانتهاء ، ويقول الاتحاد الوطني انه سيتخذ القرار المناسب في حال نكوص الحكومة عن تطبيق اللامركزية لمحافظتي السليمانية و هلبجة . قرار التحاد الوطني ! ازدادت تحركات الاتحاد الوطني على الصعيد العراقي في الاونة الاخيرة ، فلاهور شيخ جنكي الطالباني الرئيس المرادف( المشترك ) للاتحاد الوطني زار عدة مرات بغداد والتقى بالمسؤولين فيها على رأسهم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ، في محاولة للحصول على دعم بغداد لشكل من اللامركزية للمناطق الخاضعة لحزبه عبر ملف الغاز ، الذي تعتبر المناطق الخاضعة للاتحاد الوطني غنية به ويسعى لتقوية نفوذه وسلطته السياسية والاقتصادية امام غريمه الديمقراطي الكوردستاني ، الذي له سطوة في الامكانات النفطية في المناطق الخاضعة له . الى ذلك استخلصت متابعات ( الحصاد DRAW ) الى هناك اتجاها وفكرة لم تختمر خلاصتها تأسيس شركة تعنى بشؤون الغاز باسم ( السليمانية ) تكون مشاركة بين وزارة النفط العراقية ومحافظة السليمانية تدير جميع حقول النفط والغاز الموجودة في مناطق نفوذ الإتحاد الوطني ( طقطق و كورمور و حسيره و جيا سورخ ) وبضمنها حقول خانقين وكركوك . ويقول الخبراء في شؤون الطاقة داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني ان كميات الغاز المستخرجة من مناطق نفوذ حزبهم تكفي لسد الحاجة المحلية للعراق ، ولن يكون بحاجة لاستيراد الغاز من ايران بعد ذلك لتشغيل المحطات الكهربائية ، ومن ناحيتها تدعم واشنطن هذه الخطوة والاتحاد الوطني استحصل تطمينات من الجانب الاميركي بهذا الشأن ، ولكن مثل هذه الخطوة ستغضب الجارة الشرقية ايران لانها ستحرمها من مصدر للعملة الصعبة وستضر بدخلها القومي . وفضلا عن ذلك يأمل مسؤلو الاتحاد رفع انتاج حقولهم النفطية من 45 الف برميل يوميا الى 72 الف برميل يوميا بفضل الاتفاق المزمع مع وزارة النفط العراقية ، وكل ذلك مشروط بتأمين رواتب موظفي مناطق السليمانية ( المقصود مناطق نفوذ الاتحاد الوطني ككل ) والتعامل مباشرة بين بغداد والسليمانية وليس عن طريق اربيل التي يسيطر عليها الديمقراطي الكوردستاني ، وربما هذا ما اشار اليه مسرور برزاني رئيس حكومة الاقليم في كلمته امام برلمان كوردستان الذي لحزبه الاغلبية فيه ؛ اشار الى ان هنالك ملفات يؤدي فتحها الى اقتتال داخلي . ويستند الاتحاد الوطني في نيته تشكيل شركة مشتركة مع بغداد الى المادة 112 من الدستور العراقي القاضية بادارة ملف الغاز والنفط من قبل الاقليم او المحافظات مشاركة مع الحكومة الاتحادية . ويذكر ان هناك في منطقة كرميان الخاضعة للاتحاد الوطني حقول وابار غنية بالنفط والغاز ؛ منها حقلي ( توبخانه و كورده مير ) ، تسعى شركة ( داينستي بتروليوم ) المقربة من الاتحاد الوطني للفوز بعقود ادارتها واستثمارها عقب البت في قضية رفعتها الشركة ضد وزارة الثروات الطبيعية في المحاكم البريطانية ، واذا خسرت حكومة الاقليم في هذه القضية هذا الشهر ستتكبد خسائر اقتصادية كبيرة لان الحقلين تحويان احتياطيا كبيرا من النفط والغاز الطبيعي . ويأمل الاتحاد الوطني سحب الشركات التركية المختصة بالطاقة للاستثمار في غاز الحقلين بعد تطويرهما لرفع مستويات الانتاج فيهما ومن ثم توريده عبر تركيا ، ولكن ليس معلوما امكانية الوصول الى اتفاق مع الحكومة الاتحادية بالرغم من ترحيب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالفكرة ، لان العراق مقبل على انتخابات نيابية مبكرة هذا العام وليس مؤكدا فوز الكاظمي فيها . الغاز في اقليم كوردستان هذا ويمتلك اقليم كوردستان احتياطيا من الغاز الطبيعي يبلغ 200 ترليون قدم مكعب (5. 7 ترليون متر مكعب ) بنسبة 3% من الاحتياطي العالمي ، لكن هذه النسبة غير مثبتة بل هناك تقارير اميركية تشير الى احتياطي يبلغ 25 ترليون قدم مكعب فقط ، الى ذلك اشارت مجلة ( أويل برايز ) الاميريكية المعنية بشؤون الطاقة في تقرير لها العام المنصرم الى العثور على 10 ترليون قدم مكعب فقط في الاقليم في حقل كورمور بمناطق نفوذ الاتحاد الوطني . وكانت شركة دانا غاز الاماراتية التي تستثمر في حقل كورمور في قضاء جمجمال قد اشارت الى وصول مستويات الانتاج اليومية الى 430 مليون قدم مكعب ( الف و50 طن ) من الغاز الطبيعي بعد رفع الانتاج . من الملاحظ ان معظم احتياطي الغاز في الاقليم واقعة مناطق سيطرة الاتحاد الوطني ؛ وجغرافيا تتوزع مناطق حقول الغاز في الاقليم على الشكل الاتي : - احتياطيات الغاز في مناطق الاتحاد الوطني : • حقل كورمور ؛ 8 ترليون و200 مليار قدم مكعب . • حقل جمجمال ؛ 4 ترليون و 400مليار قدم مكعب • حقل ميران ؛ 3 ترليون و46 مليار قدم مكعب . احتياطيات الغاز في مناطق الديمقراطي الكوردستاني : • حقل بنَباوي : 7 ترليون 100 مليار قدم مكعب . • حقل خورمله : 2 ترليون و 260 مليار قدم مكعب . • حقل بلكانه : ترليون واحد و 600 مليار قدم مكعب . • حقل شيخان : 900 مليار قدم مكعب . • حقل بيرمام 880 مليار قدم مكعب . غاز الاقليم في افغانستان ! المعروف حتى الان ان الغاز الطبيعي في الاقليم يستخدم لسد الحاجة المحلية ، اي لوقود محطات توليد الطاقة الكهربائية وتأمين غاز المنازل ولا يصدر خارج البلاد ولكن استنادا الى معلومات حصل عليها ( الحصاد DRAW ) من معبر باشماخ ؛ هناك ( 7 – 10) صهاريج ( تانكرات ) تابعة للشركة المتعاقدة على شراء الغاز من الحقل ، تعبر المعبر مع ايران باتجاه افغانستان وهي تحمل الغاز الطبيعي ( السائل ) من حقل كورمور. الولايات المتحدة وغاز الاقليم نشر معهد واشنطن في تقرير له فحوى ندوة التأم بين مسؤولين من الاقليم و الولايات المتحدة ، حول مستقبل قطاع الغاز في اقليم كوردستان ، وكان ( ماسيو زايس ) النائب الاول لمساعد " مكتب الشؤون الدولية" في وزارة الطاقة الاميركية ، احد المتحدثين في الندوة اذ اشار الى قدرة اقليم كوردستان على رفع انتاجه من الغاز الى ( 40 مليار ) متر مكعب بحلول عام 2035 فيما يصل انتاج السنوي للاقليم من الغاز الطبيعي حاليا الى ( 5 مليار ) متر مكعب . واشار المسؤول الاميركي الى امكانية حصول تقارب بين الحكومة الاتحادية والاقليم للتنسيق حول انتاج الطاقة الكهربائية من المحطات التي تعمل بالغاز الطبيعي المنتج من حقول اقليم كوردستان ، مضيفا ان الامكانات الاقليم في مجال انتاج الغاز السائل ربما ستؤدي الى حل المشاكل بين الطرفين سيما المتعلقة منها بالميزانية الاتحادية وحصة الاقليم منها ؛ مما يخلق اجواءا مواتية لتحسين اوضاع العمل والاستثمار في الاقليم ويشجع الشركات العالمية على الاستثمار في قطاع النفط والغاز في اقليم كوردستان . وقال ( مایسۆ زایس ) في معرض حديثه خلال الندوة عن ملف الغاز في الاقليم ، ان انتاج الطاقة الكهربائية من محطات الاقليم العاملة بالغاز الطبيعي وتصديرها الى بقية العراق افضل من الخيارات الاخرى المطروحة لحل مشكلة الكهرباء في العراق ، ومنها ربط الشبكة الكهربائية بشبكات الطاقة الكهربائية لدول مجلس التعاون الخليجي او الاردن . ويتوقع المسؤول الاميركي ان يتم مد انابيب لتوصيل الغاز من الاقليم الى تركيا كما حصل في قطاع النفط ، مضيفا ان ايران تستخدم نفوذها تسعى لتحديد ازدهار قطاع الطاقة في العراق لمنعه من الاعتماد على نفسه ، مشيرا الى استخدام طهران مسالة امداد العراق بالطاقة في المسائل السياسية ؛ حسب المسؤول الاميركي الذي شدد على اهمية ايجاد المسؤولين العراقيين لوسائل وسبل تخرج بلادهم من هذه المعضلة . من ناحيته نوه( روب والر) القنصل الاميركي في اربيل خلال كلمته في الندوة ، ببحث اجري مؤخرا برعاية وزارة الطاقة الاميركية حول المجالات التي يمكن لحكومة الاقليم إجراء الاصلاحات فيها والاستفادة منها اقتصاديا ، وكان مجال الطاقة الكهربائية احد تلك المجالات ، التي يمكن لحكومتي بغداد واربيل التنسيق والتعاون فيها ،والتي يمكن اجراء اصلاحات وتطويرات فيها بالتوازي مع تطوير قطاع الغاز مما يخفض التكلفة مع رفع الانتاج ؛ عبر تحويل مولدات الطاقة الكهربائية ( توربينات ) الى من وقود الديزل الى الغاز الطبيعي . واكد القنصل الاميركي على ان استمرار التعاون بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني يعتبر من اولويات السياسة الاميركية من اجل تطوير قطاع الغاز في اقليم كوردستان ، وفيما يتعلق توتر الاجواء في الاقليم ؛ قال القنصل الاميركي في اربيل ان موجة الاحتجاجات الاخيرة اثبتت ان التعاون بين الحزبين سيؤدي الى انتعاش الاقليم . نوعية غاز الاقليم .. من جانبه سلط ( بروش عزيز ) المستشار الاقدم في وزارة الثروات الطبيعية خلال مشاركته في الندوة الاقتصادية التي نظمها معهد واشنطن المعني بشؤون الطاقة ، سلط الاضواء على العراقيل والعقبات التي تعترض تطوير قطاع الغاز في اقليم كوردستان العراق ، مشيرا الى احتواء الغاز على كمية كبيرة من مادة الكبريت مما يخلق مشكلة للاستثمار في حقول غاز الاقليم اضافة الى خطر داعش و تفشي جائحة كورونا . واوضح عزيز ان تطوير قطاع الغاز في الاقليم سيؤدي الى تحسين مستوى خدمات تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية والاستغناء عن مولدات الاحياء والمناطق السكنية في مدن الاقليم فضلا عن اتاحة فرص عمل للمواطنين في كوردستان . بالرغم من العراقيل التي تعترض سبيل تطوير قطاع الغاز في الاقليم الا ان مستشار وزارة الثروات الطبيعية في حكومة الاقليم اعرب عن تفاؤله بمستقبل الغاز قائلاً : حكومة الاقليم كانت في البداية تفتقر الى السيولة النقدية والخبرات اللازمة لتطوير قطاع النفط لكنها استطاعت من استقدام الشركات العالمية العاملة في قطاع النفط للاستثمار في نفط الاقليم وتمكنت من تحقيق انجازات كبيرة ، مؤكدا ان وزارته تمتلك من الخبرات و الامكانات ما يؤهلها لتكرار ما انجزتها في مجال النفط في تطوير قطاع الغاز.
الحصاد draw: أثارت تصريحات لرئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي عبر محطة تلفزيون إيرانية الأسبوع الماضي، بشأن عدم ممانعته تولي رئاسة الحكومة المقبلة، إن "سعت له"، جدلاً واسعاً في البلاد، وخصوصاً مع تأكيدات لمصادر سياسية في بغداد، بينها أعضاء في حزب "الدعوة" الذي يتزعمه المالكي، أن الأخير بدأ عملية تصفير مشاكل مع قوى سياسية عدة، بما فيها تلك الكردية في إقليم كردستان، مع بدء دعاية مبكرة للمالكي في هذا الإطار منذ عدة أيام عبر وسائل إعلام تابعة لحزب "الدعوة"، أبرزها التلفزيون الذي يملكه. وأطاحت الانتخابات البرلمانية عام 2014 نوري المالكي، بعد أن تولى ولايتين متعاقبتين بين 2006 و2014، شهدت فيها البلاد انتهاكات إنسانية واسعة بسبب سياسة طائفية انتهجها في حكمه، أدّت في النهاية إلى وقوع أكثر من ثلث مساحة العراق تحت احتلال تنظيم "داعش"، فضلاً عن عمليات فساد ضخمة كبّدت البلاد خسائر بنحو 250 مليار دولار، ما زالت الجهات القضائية عاجزة عن تحقيق تقدم بملفات الفساد المتعلقة بها بفعل ضغوط سياسية بهذا الخصوص. المالكي بدأ يحشد أنصاره بشأن عودته إلى رئاسة الوزراء أو عودة المنصب إلى حزب "الدعوة" مجدداً ووفقاً لمصادر سياسية عراقية في بغداد تحدثت لـ"العربي الجديد"، بدأ المالكي يحشد أنصاره بشأن عودته إلى رئاسة الوزراء أو عودة المنصب إلى حزب "الدعوة" مجدداً بعد خروجه منه منذ نهاية حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي. ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن المالكي (70 عاماً)، الذي يعوّل على الدعم الإيراني الكبير له، بدأ بتحركات مبكرة من أجل ترميم العلاقة بينه وبين عدة قوى سياسية، وخصوصاً الكردية. وقال قيادي بارز في تحالف "النصر"، الذي يتزعمه حيدر العبادي لـ"العربي الجديد"، إن المالكي يتحرك بصفته أميناً عاماً لحزب "الدعوة"، وأنه يسعى إلى عودة الحزب إلى رئاسة الحكومة، لكن الحقيقة أنه يسعى إلى العودة شخصياً إلى المنصب، مؤكداً أن لديه في هذا الإطار تحركاً باتجاه الإدارة الأميركية الجديدة، ولهذا خفّت وتيرة انتقاداته للأميركيين ولموضوع الوجود العسكري في البلاد. واعتبر أن تحرك المالكي الحالي يبقى محدوداً لوجود رفض قوي من قبل زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، فضلاً عن عدد من مراجع النجف، وأبرزهم علي السيستاني، الذي أيّد عام 2014 إخراجه من السلطة بسبب النتائج الكارثية لإدارته البلاد. وقال المالكي في لقاءٍ متلفزٍ مع قناة "العالم" الإيرانية، في 24 ديسمبر/كانون الأول 2020، معلقاً على الانتخابات المقبلة إن "الانتخابات لا تُحزر، ولكن تقديرنا أن نتائجنا ستكون أفضل من نتائج هذه المرحلة أو الدورة التي نحن فيها". وحول رئاسة الحكومة قال: "أنا لا أسعى لها، ولكن إذا هي سعت لي أنا سأقول أهلاً وسهلاً لكي أخدم، وليس لكي أعيش رئيس وزراء على الطريقة التي يريد أن يكون البعض رئيس وزراء كيفما يكن". ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يصرّح فيها المالكي عن رغبته في العودة إلى الحكومة، إذ سبق أن أعلن عدة مرات ذلك، بينها عبر شاشة محطة "بي بي سي" عام 2016، أعقبتها عدة تلميحات وإشارات منه في أحاديث لوسائل إعلام محلية عراقية وإيرانية. وتعليقاً على ذلك، قال القيادي في حزب "الدعوة الإسلامية" رسول راضي لـ"العربي الجديد"، إن "حزب الدعوة، من حقه كباقي القوى السياسية أن يسعى إلى الحصول على رئاسة الوزراء، خصوصاً أن هذا المنصب ليس حكراً على جهة أو شخص محدّد". وبيّن أن "نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، هي التي ستحدد أي كتلة ستكون المؤهلة للحصول على منصب رئاسة الحكومة، كذلك إن التحالفات السياسية، ستحسم هذا الأمر". وأضاف أن "المالكي تنطبق عليه الشروط والمواصفات كافة لرئيس وزراء ناجح، خصوصاً أنه حقق خلال فترة توليه هذا المنصب الكثير من الإنجازات على مستوى الأمن أو الاقتصاد والإعمار، على الرغم من وجود أطراف داخلية وخارجية، كانت دائماً ما تريد إفشال حكومته الأولى أو الثانية، وهي نفسها التي عملت على منع حصول الولاية الثالثة، لمنع استمرار الإنجازات المتحققة على الأرض، وكان من ضمن هذا المخطط، دخول تنظيم "داعش" الارهابي إلى العراق واحتلاله المدن"، وفقاً لقوله. وتولى نوري المالكي (70 عاماً) منصب رئاسة الحكومة عام 2006، بعد كل من إياد علاوي وإبراهيم الجعفري، واستمر بالحكم لدورتين انتخابيتين، حتى مع فوز غريمه التقليدي إياد علاوي عام 2010 في الانتخابات، إذ أدى قرار للمحكمة الاتحادية اعتُبر مسيَّساً يقضي بأن الفائز بالانتخابات ليس من يحصل على عدد أصوات فيها، بل من يشكل تحالفاً داخل البرلمان ينال فيه أغلبية مقاعد البرلمان، إلى تولي المالكي رئاسة الحكومة. وتميزت فترة حكم المالكي بالطائفية العالية في إدارة البلاد، وحملات إقصاء وتهميش هدّدت السلم الأهلي، خصوصاً بعد دعمه نظام بشار الأسد إبان الثورة السورية، والسماح بعبور قافلات المقاتلين والسلاح الإيراني عبر العراق إلى دمشق لغاية رحيله عن السلطة عام 2014. ولا تزال البلاد تعاني لغاية الآن من آثار حقبة المالكي التي تقدّر عدد الضحايا بعشرات الآلاف من المعتقلين والمختطفين، فضلاً عن نحو ربع مليون عراقي بين قتيل وجريح جراء اجتياح تنظيم "داعش" العراق وما خلّفه من مآسٍ. وحول ذلك، قال الكاتب والباحث بالشأن العراقي حسين دلي لـ"العربي الجديد"، إنه "على الرغم من كل تلك التطلعات الحالية للمالكي، فإنه يواجه صعوبات كبيرة ليس أولها نفرة الشركاء السياسيين من دوره السابق وتجربته التي توصف بالمريرة، في ظل إقصائه عدداً من شركائه في الحكم، فضلاً عن نهجه الطائفي، زد على ذلك أنّ تاريخه السيئ مع القوى السياسية في إقليم كردستان قد لا يمنحه فرصة لإعادة تكليفه، وكذلك سعي التيار الصدري إلى نيل هذا المنصب". وأضاف أن "المالكي قد يلعب على التناقضات الحالية، وإمكانية أن يلعب دوراً ضامناً لتحركات المليشيات ولجم سطوتها على الدولة، لكن تبقى مساعيه للعودة مرة أخرى صعبة جداً".
تقرير : محمد رؤوف – فاضل حمةرفعت ترجمة : ك.ق الكابينة الحكومية التاسعة مُشَكَّلَة من قبل ثلاثة اطراف، احدهم يهدد بالإنسحاب وآخر يتباحث الانسحاب من الحكومة، فحالياً حالات عدم الرضا والاعتراضات بين الاطراف المشاركة في الحكومة اكثر منها من اعتراضات المعارضة على الحكومة، والأكثرية البرلمانية التي لدى البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) في هذه الدورة، هي التي ابقت على كابينة مسرور البارزاني، نتعرف في هذا التقرير على الخارطة الحالية للسلطة والمعارضة : السلطة في اقليم كوردستان الحكومة التي تعتبر السلطة التنفيذية الاولى، تتشكل في اقليم كوردستان من ثلاثة اطراف رئيسية، وهُم كل من : • الحزب الديمقراطي الكوردستاني • الاتحاد الوطني الكوردستاني • حركة التغيير تشارك في الحكومة عدة اطراف اخرى بجانب الاطراف الرئيسية الثلاث، وهُم : • الاقليات (المكونات) • الحزب الاشتراكي الكوردستاني على الرغم من كثرة المشاركين فيها، تمر حكومة اقليم كوردستان الثلاثية التكوين بعد مضي عام ونيف على تشكيلها بوضع مضطرب ولاتريد الاطراف المشارِكة في كابينتها، تحمل مسؤولية كبواتها وفشلها. جبهة السلطة في اقليم كوردستان ضعيفة، والسبب الداعم لبقاء الكابينة الحكومية وعدم سقوطها، هو ضعف المعارضة من جهة، والاكثرية البرلمانية التي بحوزة البارتي في هذه الدورة مع حلفائه (المكونات او الاقليات اصحاب 11 مقعداً بالكوتا) من جهة اخرى. البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) والحكومة البارتي الذي هو الفائز الاول في الانتخابات والحاضن الرئيسي للحكومة، يقوم بالدفاع عن الكابينة الحكومية وسياساتها عن طريق المؤسسات الاعلامية المقربة من رئيس الوزراء مسرور البارزاني فقط، اما الاعلام المقرب من نيجيرفان البارزاني نائب رئيس البارتي (قناة روداو) تتعامل كطرف معارض خجول، اكثر منه مؤيد مع حكومة مسرور البارزاني. وصل الوضع الى حد حتى شخص مسرور بارزاني غير راض عن مستوى اعلام البارتي، وبحسب معلومات (الحصاد)، عاتب مسرور البارزاني في اجتماع معهم في الآونة الاخيرة، المؤسسات الاعلامية للبارتي، وكإشارة الى قناة (روداو) قال : يتعامل بعضكم مع الحكومة كمعارضة. اعضاء المكتب السياسي للبارتي، الذين كانوا مدافعين لدودين في زمن كابينة نيجيرفان البارزاني السابقة، هم الآن صامتون ولا يقومون بما يجب لكابينة مسرور البارزاني الحالية، يمكن ان يكون إبعاد تأثير هؤلاء على الحكومة من قِبَل مسرور البارزاني احد اسباب هذا الصمت، لكن يحتمل ان يطرأ تغيير على هذا الوضع في المؤتمر الـ(14) للبارتي، والمقرر عقده في شهر آيار المقبل وفقاً لمعلومات (الحصاد). المدافع العنيد عن الحكومة داخل البارتي حالياً هو الكتلة النيابة داخل برلمان كوردستان، هذا في حين ان وظيفة النواب هي مراقبة الحكومة وليس الدفاع عن سياساتها. اليكيتي(الاتحاد الوطني الكوردستاني) .. تارة هو السلطة وتارة اخرى هو المعارضة اليكيتي، هو المستحوذ على اكبر حصة من الوزارات والمناصب الحكومية بعد البارتي، يتعامل كطرف معارض مع الكابينة الحكومية التاسعة. وسائل اعلام اليكيتي يتحدثون عن اعمال وانشطة وزرائهم ومسؤوليهم داخل الحكومة، ولا يساندون السياسة العامة لكابينة مسرور البارزاني ويتعاملون في احيان كثيرة كوسائل إعلام المعارضة. الفرقة الحكومية الاولى لليكيتي في الحكومة، هم واقعون تحت الضغط القوي لقيادة حزبهم للانسحاب بإستمرار، بعد تشكيل الكابينة التاسعة، هدد اليكيتي اكثر من مرة بالانسحاب من الحكومة، وهذا أثَّرَ على الأداء الحكومة. حدد اليكيتي(الاتحاد الوطني الكوردستاني) نهاية عام 2020 كآخر موعد للحكومة إن لم ينفذ مسرور البارزاني رئيس الوزراء مطالبهم وأبرزها العمل بنظام اللامركزية الادارية والمالية للمحافظات، انتهت المدة، لكن الاتحاد لم ينسحب من الحكومة، وهاهو حالياً قد وضع مهلة اخرى امام مسرور البارزاني وأمهله حتى نهاية الشهر الجاري ويهدد بالانسحاب من جديد. في الوقت نفسه ان كتلة الاتحاد النيابية يريد ان يلعب دور كتلة معارضة في معظم الاحيان، في حين ان حزبه مشارك في الكابينة الحكومية، والشخص الذي حَمَّلَ على عاتق نفسه وحيداً داخل اليكيتي مسؤولية المشاركة في الحكومة، هو قوباد الطالباني نائب رئيس الوزراء، ويحاول جهد الامكان حل المشاكل والخلافات ما بين فريق اليكيتي والبارتي داخل الحكومة وخارجها، ومن اجل هذا يتحمل انتقادات الشارع وقيادة حزبه. يظهر ان مشكلة الاتحاد مع البارتي والحكومة، و التي تتكثف في موضوع اللامركزية الادارية والمالية، تتعلق في الاساس بخلافات لاهور شيخ جنكي الرئيس المشترك لليكيتي مع مسرور البارزاني، تلك الخلافات التي أربكت الكابينة الحكومية التاسعة لحكومة الاقليم وخلق لها حالة من عدم الاستقرار السياسي والاداري في زمن تَفَشّى فيه جائحة الكورورنا وهبط فيه اسعار النفط كمورد رئيسي لواردات الاقليم. كل هذه الامور تحدث في وقت الذي ينتظر العراق اجراء انتخابات مبكرة، والاطراف السياسية(من ضمنهم المشاركون في الحكومة) لا يرغبون ان يؤثر الوضع المالي السيء على مستوى اصواتهم في تلك الانتخابات، لذلك الكل يريدون ان يلعبوا دور المعارضة ويبدوا استيائهم من الوضع الحالي. حركة التغيير بين الخوف على ( الاصلاح) و(المناصب) حركة التغيير التي تأتي في المرتبة الثالثة بعد البارتي واليكيتي في الاستحواذ على حصة من كعكة الحكومة، وجدت نفسها عالقة بين خوض حرب اجراء الاصلاحات في الحكومة، وبين شغل مناصبها الشاغرة فيها. شعار اجراء الاصلاحات العمومية في امور الحكومة، والذي رفعه الحركة في بداية مشاركتها في هذه الكابينة، بدأت تتلاشى رويداً رويداً وتتحول الى سراب، وحالياً كثرت الاحاديث داخل المجلس الوطني لحركة التغيير الذي يعتبر اعلى سلطة لإتخاذ القرارات وفقاً للدستور الداخلي للحركة، حول "عدم قدرة الحكومة على اجراء الاصلاحات". وضعت المشاركة في كابينة مسرور البارزاني حركة التغيير امام انشقاق جديد، ففريق الحركة داخل الحكومة منشغلون بالمفاوضات لملأ مناصبهم الشاغرة والاستمرار في اتفاقهم مع البارتي، فيما تنشغل جماعة اخرى مكونة من نشطاء في الاجهزة والغرف المختلفة داخل الحركة بالعمل على إنهاء اتفاقهم مع البارتي والانسحاب من الحكومة، في هذا الوضع ليس في مقدور اعلام حركة التغيير سوى الدفاع عن الاعمال والانشطة التي يقوم بها وزراء ومسؤولي الحركة داخل الحكومة، ولا يقدر على الدفاع عن السياسة العامة للكابينة الحكومية، وبسبب هاتين الرؤيتين المختلفتين المتباعدتين، انقسمت الكتلة النيابية للحركة داخل برلمان كوردستان على جبهتين، تلعب احداهما دور المعارضة، فيما تلعب الاخرى دور كتلة حزب مشارك في السلطة. من ناحية اخرى فقد وقعت الحركة بين سندان البارتي ومطرقة اليكيتي بخصوص خلافاتهما، وهي غير قادرة على المحافظة على نفسها من تأثيرات تلك الخلافات، و ان تدافع عن سياستها الرئيسية داخل الحكومة وخارجها. المعارضة .. جبهة ضعيفة ومختلفة هناك انواع مما تسمى المعارضة في اقليم كوردستان، بعضهم عبارة عن الاحزاب التي لديهم مقاعد في برلمان كوردستان، لكنهم غير مشاركين في الحكومة واختاروا جبهة المعارضة، الى جانب هؤلاء هناك عدد من الاحزاب والجماعات السياسية الاخرى التي لاتملك اية منها مقاعد برلمانية، لكن هذه الاحزاب والجماعات تظهِر نفسها في ثوب المعارضة السياسية وتنتقد الاداء الحكومي. المعارضة البرلمانية تتكون من اربعة احزاب سياسية هي : • الجماعة الاسلامية الكوردستانية • الاتحاد الاسلامي الكوردستاني • حركة الجيل الجديد • النواب المستقلون (المنشقون عن حركة الجيل الجديد) • الحزب الشيوعي الكوردستاني ليست لدى هذه الاطراف نقاط جامعة سياسية مشتركة داخل برلمان كوردستان، فضلاً عن ان مجموع مقاعدهم سوية لا تشكل اغلبية نيابية، مما دفع كل طرف منهم للإكثار من محاولاتها في عرض نفسها في عروضها السياسية بدلاً من إحداث تغيير في سياسة الحكومة نحو الافضل عن طريق الضغط. تمارس هذه الاحزاب خارج العمل البرلماني، توجيه انتقاداتها لسياسات الحكومة بشكل مستمر عن طريق وسائل الاعلام، ولكن نظراً لتجرَبَة معظمهم في السابق كأحزاب وفاعلين سياسيين في الساحة، فإن خطاباتهم الشديدة ضد الحكومة لا تشكل اية تأثيرات يُذكر على الشارع الغاضب والغير راضي، وكل الأعين تبقى شاخصة على تشكيل قوى وتحالفات سياسية جديدة تكون قادرة على قيادة الشارع المحتج. اما فيما يتعلق بالمعارضة خارج البرلمان، فإن هذا الضرب من المعارضة قد تطورت وإزدادت في حدود المناطق الخاضعة لسلطة اليكيتي(الاتحاد الوطني الكوردستاني)، قسم من هذه المعارضة هي تلك الاطراف التي لا تملك مقاعد داخل برلمان كوردستان، مثل الحركطة الاسلامية وحزب الكادحين والمنشقين عن حركة التغيير والغير راضين عن سياساتها، بالاضافة الى شرائح من المواطنين الذين يأسوا منذ سنين من المشاركة السياسية ولا يشاركون في الانتخابات ولايدلون بأصواتهم في صناديق الاقتراع، هذه الجماعات السياسية تعبر عن وجهات نظرها في الغالب عن طريق شبكات التواصل الاجتماعية. هذه القوى والجماعات تحاول لملمة انفسها بغية المشاركة في الانتخابات العراقية المبكرة مستفيدين من القانون الانتخابي الجديد، والصعود بعدد من مرشحيهم في الدوائر الانتخابية المختلفة الى البرلمان العراقي، ويجعلوا من هذه الخطوة نقطة انطلاق لعودتهم الى المجال السياسي، لكن دون وجود نقاط جامعة مشتركة كثيرة وكبيرة، فضلاً عن عدم وجود قائد بارز لديهم في الساحة يكون بمقدوره جعلهم يلتفون حول برنامج سياسي مشترك. بين السلطة والمعارضة في هكذا حالة، يُرى الناس تائهين وعالقين بين سلطة لا يريد المشاركين فيها تحمل المسؤولية، وبين معارضة متشتتة غير قادرة على التصارع مع قوى السلطة. تذهب التوقعات في ظل اليأس الموجود حالياً من السلطة والمعارضة، وأسوة بالانتخابات السابقة، ان تزداد نسبة المقاطعة في الانتخابات العراقية المبكرة المرتقبة، مقاطعة من شأنها ان تضع العملية السياسية برمتها في اقليم كوردستان تحت علامة استفهام عملاقة. في المقابل يرى البعض الآخر ان ترتفع نسبة المشاركة في الانتخابات العراقية المبكرة المرتقبة بسبب القانون الانتخابي الجديد، الذي يسمح لاشخاص مستقلين بترشيح انفسهم في الدوائر الانتخابية.
الحصاد draw: د. حيدر حسين آل طعمة - شبكة النبا اعتمدت حكومة اقليم كوردستان مبدأ مقايضة الموقف السياسي بالمصالح الاقتصادية والمالية منذ العام 2003، وقد استغلت ضعف التوافق بين الفرقاء في حكومة بغداد لتوثيق علاقاتها بكتل واحزاب تشكل ثقلا في المشهد السياسي العراقي. مع ذلك، توترت علاقة حكومة الاقليم بحكومة بغداد مع نهاية حكم رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي وطيلة حكم رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي، بسبب انفراد حكومة الاقليم في التعاقد والاتفاق مع شركات نفط عالمية على انتاج وتصدير ونقل نفط الشمال خارج مظلة وزارة النفط الاتحادية، رغم استحواذ الاقليم على نسبة (17%) من الموازنة الاتحادية، تم منحها كمجاملة سياسية على حساب بقية محافظات العراق لسنوات طويلة. عام 2018، دعمت حكومة الاقليم رئيس الوزراء الاسبق عادل عبد المهدي لروابط تاريخية تجمع الاخير بالكورد منذ عقود، وقد تغاضت حكومة عادل عبد المهدي بإصرار عن تنصل حكومة الاقليم عن وعودها في تسليم الايرادات النفطية وغير النفطية للخزينة الاتحادية، واستمرت حكومة عبد المهدي في تمويل حصة الاقليم من الموازنة الاتحادية لعام 2019، رغم نص المادة (10/ ثانيا/أ) القاضية بتسليم الاقليم الحصة المتفق عليها والبالغة (250) ألف برميل يومياً الى شركة سومو ، وهو ما لم يحصل طيلة العام 2019، رغم استلام حكومة الاقليم كافة الحصة المقررة لها من الموازنة الاتحادية والبالغة اكثر من (9) ترليون دينار دون تسليم الايرادات النفطية وغير النفطية للإقليم. وقد تجاهلت الحكومة الاتحادية، آنذاك، نص المادة (10/ ثانيا/ج) في قانون الموازنة الاتحادية لسنة 2019 النافذ باستقطاع مبلغ الضرر الناجم عن امتناع اقليم كوردستان من تسليم الكمية المتفق عليها (250 برميل يوميا)، من حصة الإقليم المقررة في موازنة العام 2019. فضلا على مخالفة حكومة اقليم كوردستان نص المادة (10/ ثانيا/د) في قانون الموازنة الاتحادية لسنة 2019 النافذ، والقاضية بإلزام حكومة اقليم كوردستان عند حصول أي زيادة في الكميات النفطية المصدرة بإيداع الايرادات المتحققة فعلا لحساب الخزينة العامة للدولة، وقد تجاوزت صادرات الاقليم (500) الف برميل يوميا عام 2019 بحسب بيان وزارة النفط الاتحادية. وبعد حصول مصطفى الكاظمي على دعم الكورد في تشكيل حكومة جديدة، بادر الكاظمي فور استلامه الحكم في العراق في شهر ايار 2020 الى دفع مبلغ (400) مليار دينار الى حكومة اقليم كوردستان كبادرة حسن نية لاستئناف المفاوضات حول الخلافات القائمة، رغم صعوبة الوضع المالي الذي شهدته خزينة الدولة آنذاك، وفقدان العراق ثلثي ايراداته النفطية بسبب انهيار اسعار النفط في الاسواق العالمية. وقد اشترطت وزارة المالية في المادة (2) من كتاب التمويل المرسل للإقليم ضرورة التوصل لتسوية نهائية بين المركز والاقليم خلال موعد اقصاه (30) يوم من تاريخ ايداع مبلغ (400) مليار في حساب حكومة الاقليم. وقد قيمت وزارة المالية مطلع شهر اب من العام الماضي نتائج سير المفوضات بين الطرفين بجدية ووضوح، بالإشارة الى ان الدفعات المالية المرسلة الى وزارة مالية اقليم كوردستان لم تصل الى المستحقين، بالإضافة الى تلقيها طلبات موقعة من عشرات الالاف موظفي الاقليم لربط مرتباتهم عبر الآليات المصرفية بالحكومة الاتحادية بشكل مباشر. فضلا على امتناع حكومة اقليم كوردستان عن تقديم الايرادات المالية المتحصلة من المنافذ الكمركية وهي مخالفة لمبدأ الشراكة الوارد في المادة 114 (اولاً) من الدستور لتأمين الرقابة على المنافذ الحدودية في الاقليم. المفارقة ان بيان وزارة المالية المذكور حول سير المفاوضات مع اقليم كوردستان، حمل الاخير مسؤولية عرقلة التوصل الى اتفاق عادل بين الطرفين يتسق مع الدستور والقانون، رغم استلام الاقليم مبلغ (400) مليار دينار، قد قوبل بكتاب موجه من الامانة العامة لمجلس الوزراء يُلزم وزير المالية صرف مبلغ (320) مليار دينار لحساب حكومة اقليم كوردستان. ويفصح الكتاب المذكور عن جملة من التجليات اهمها ضعف التنسيق الحكومي المؤسسي، وهي ثغرة طالما استغلها الساسة الكورد. والاستجابة للضغوط السياسية على حساب المصلحة الوطنية. واستمرار استحواذ حكومة اقليم كوردستان على مبالغ ضخمة من الموازنة الاتحادية دون مقابل يذكر. قانون تمويل العجز المالي وتجميد تمويل الاقليم مطلع شهر تشرين الثاني من العام الماضي تم التصويت على قانون تمويل العجز المالي الحكومي كبديل عن الموازنة الاتحادية لعام 2020 ولتسيير الاوضاع المالية في البلد. القانون الجديد تضمن جملة من الفقرات الهادفة الى تعظيم الايرادات غير النفطية وضبط وترشيد النفقات الحكومية، وقد تضمن القانون وللمرة الاولى منذ عقدين، إلزام لحكومة اقليم كوردستان بتسليم النفط المصدر، وبحسب الكميات التي تحددها شركة سومو، وتسليم نصف الايرادات غير النفطية، كشرط مسبق لتمويل الاقليم من الخزينة الاتحادية. اذ نصت المادة (7) من القانون المذكور بـ " تحدد حصة اقليم كوردستان من مجموع الانفاق الفعلي (النفقات الجارية ونفقات المشاريع الاستثمارية) بعد استبعاد النفقات السيادية المحددة بقانون الموازنة العامة الاتحادية بشرط التزام اقليم كوردستان بتسديد أقيام النفط المصدر من الاقليم وبالكميات التي تحددها شركة تسويق النفط العراقية (سومو) حصرا والايرادات غير النفطية وبإشراف ديوان الرقابة المالية الاتحادية. وفي حالة عدم التزام الاقليم لا يجوز تسديد نفقات الاقليم ويتحمل المخالف لهذا النص المسؤولية القانونية". وقد قوضت المادة (7) في قانون تمويل العجز المالي مراهنات الساسة الكورد على العامل السياسي في تحقيق المكاسب المالية دون الالتزام بالدستور او القوانين العراقية النافذة، واثار ضجة سياسية في الاقليم انقسمت على اثرها الاحزاب الكوردية، مع اتهامات مباشرة للسلطة الحاكمة في الاقليم على تهريب نفط العراق الى جهات محددة وعدم وصول تمويل الحكومة المركزية الى الشعب الكوردي طيلة الشهور الماضية. مشروع قانون الموازنة الاتحادية لعام 2021 تداعيات قانون تمويل العجز المالي والتظاهرات الشعبية التي خرجت للمطالبة بحقوق الشعب الكوردي الزمت حكومة الاقليم البدء بحوار جدي مع لجنة تضم عدد كبير من الاطراف السياسية والنواب اشترطت اعتماد الشفافية والارقام لحلحلة المفاوضات والخروج بنتائج حاسمة تنصف الطرفين وتجنب الشعب الكوردي المأزق المالي الراهن نتيجة السياسات النفطية والمالية الغامضة لحكومة اقليم كوردستان طوال السنوات الماضية. مع ذلك، جاء صيغة مشروع قانون الموازنة الاتحادية لعام 2021 مخيبة للآمال بعد تضمين ذات النصوص الملغمة الى الموازنة الجديدة، بسبب صفقة سياسية بين قادة الكتل والرئاسات الثلاثة مطلع شهر كانون الاول الماضي. فقد تضمن مشروع موازنة العام 2021 العديد من البنود التي تعيد نفس المشهد المتأزم بين حكومة بغداد وحكومة الاقليم وتنذر باختناقات مستقبلية بين بغداد والاقليم اذا مُررت الموازنة بشكلها الحالي ومنها: 1- تشير مادة (11/ ثانيا/ج) الى " عند عدم قيام حكومة اقليم كوردستان بتسديد الايرادات الاتحادية المستحصلة الى الخزينة العامة الاتحادية او عدم تنفيذها لأحكام الفقرة (أ) بتسليم (250000) برميل يوميا، تقوم وزارة المالية الاتحادية بتطبيق احكام المادة (27-خامسا) من قانون الادارة المالية رقم 6 لسنة 2019 باستقطاع الحصة المحددة بموجب البندين اولا وثانيا (أ) من هذه المادة وتجري التسوية الحسابية لاحقا. وحقيقة الامر فان المادة المذكورة مطابقة لمضمون نص (المادة 10) من موازنة 2019، والتي استغلها الاقليم حين استلم كامل حصته في موازنة 2019 (اكثر من 9 ترليون) دون تسليم حكومة بغداد برميل نفط واحد ولم تجري التسوية لغاية الان. وينبغي لتفعيل نص (مادة 11/ثانيا/ج) اضافة كلمة شهريا الى نص المادة لتكون التسوية الحسابية مع الاقليم بشكل شهري وليس لاحقا كما ينص عليه مشروع الموازنة، لأجل تصفية الحسابات شهريا واستقطاع مبلغ الضرر الناجم عن عدم التزام الاقليم لشهر ما من التمويل المستحق للشهر الذي يليه. 2- من جانب اخر الزمت المادة (11/ ثالثا) من المشروع الموازنة الاتحادية 2021 على تسوية القروض والالتزامات المالية المترتبة على الاقليم من عام 2014 ولغاية العام 2019 رغم عدم وجود سند قانوني يسمح للإقليم بالاقتراض من الخارج لا سيما ان المادة (110) من الدستور منحت السلطات الاتحادية حصرا حق الاقتراض او التوقيع على الاتفاقيات. كما ان الاقليم لم يسلم بغداد الايرادات النفطية وغير النفطية خلال المدة المذكورة وكان يجدر بالحكومة الاتحادية مطالبة الإقليم بتسديد ما عليه من ديون الى بغداد نظرا لاستلامه مبالغ مالية ضخمة دون تسليم الخزينة الاتحادية الايرادات النفطية وغير النفطية كما نص عليه الدستور وقوانين الموازنات النافذة. ومن المفارقات المثيرة للاستغراب والجدل في ان واحد غياب اي ملاحظة بخصوص تفاصيل المادة (11) في توصيات تقرير اللجنة المالية النيابية حول مشروع الموازنة الاتحادية 2021، مما يشير الى احتمالية توصل قادة الكتل السياسية لاتفاق على تمرير الموازنة الاتحادية بسلة واحدة، مع اجراء بعض التعديلات الطفيفة التي لا تمس جوهر التناقضات والمخالفات التي اعترت نص مشروع الموازنة الاتحادية عام 2021، ومنها التسوية المالية مع اقليم كوردستان.
الحصاد draw: قراءات مستقبلية - مركز الدراسات المستقبلية توطئة إن العلاقات بين اربيل وبغداد، هي مفعمة بالصعبات والمشقات، تلك العلاقات بطبيعتها، وبسبب وجهات النظر المتطرفة والمتغيرة بين كلا الطرفين، من لاعبين محليين حتى يصل الامر الى لاعبين اقليميين ودوليين، لم يكن بالمقدور حلحلتها جذريا، ولم يصل الى مسك التلابيب بشكل عنيف ليتم حسم الموضوع في جو مقلق، ومن دفع الثمن أكثر في هذا الوضع غير المحسوم منذ عشرات السنين، هم مواطنو العراق وكوردستان. الان، تمر العلاقات بين الاقليم والعراق بوضع لم يحسم أمره بين الحلحلة والانفصال، وفي هذه الحال لا العراق بمقدوره تجاهل الاقليم ولا الاقليم يمكنه ان يتغافل عن الوضع، لذا توجد محاولة لدى كلا الطرفين لحسم ملف العلاقات المعقد، ولو أتت المحاولة بحل جزء من اشكاليات هذه العلاقات. في المراحل الاولى لتنظيم العلاقات بين اربيل وبغداد، فقد وجد الى حد ما، تفاهم بيِّن بين الوفدين المفاوضين للاقليم وبغداد، ومن المنتظر ان تلج حالة العلاقات مرحلة اخرى بعد المصادقة على ميزانية العراق لعام 2021 من قبل البرلمان، لذا خصصت قراءة العدد الثامن، للتباحث بشأن الخلفية ووجهات النظر السائدة المؤثرة، اطار الاشكالية، الاطراف المؤثرة داخل العملية وفي النهاية تم عرض السيناريوهات ومقترحات الباحثين المحور الاول: الخلفية التأريخية وطبيعة العلاقة لم يكن تطبيع علاقات اربيل مع بغداد وعدم تطبيعها، مرتبطا فقط بالحقائب الحكومية لكلا الطرفين حتى يمكن حلحلتها باستيلاء الفلان على كرسي الحكم او ترك الاخر له، بل في الحقيقة، طال تعقيد العلاقات وتراكم المعضلات واحيانا فقد تمت تغطية تلك المعضلات بشكل مؤقت او حاولوا تخديرها مؤقتا وفي الاخير ادت تلك الحلول مرة اخرى الى اسباب اضطراب تلك العلاقات المعقدة والمليئة بالازمات السابقة. يقترب تاريخ علاقات الحركة التحررية الكوردستانية مع العراق المليئة بالصعبات و المشقات، مئة عام، ولم يتم تثبيت بعض مطلب كوردستان حتى الان، في هذا العراق الذي حددت سوره بدون كوردستان منذ عام 1921، وكانت بغداد تتجاهلها رغم التحول السياسي والايديولوجي وانتهاء الانتداب والاستعمار وتغيير نمط النظام السياسي في العراق اربع مرات وباربع انماط مختلفة (الانتداب، الملكي، الجمهوري المركزي، والجمهوري الفدرالي). وقد استمرت تلك المطالب الكوردستانية الى الان، وبقي وريثو اعدائها السابقين في بغداد اذ لم تتناغم ايقاعات سياساتهم مع الحان حقوق الاقليم. وفي التاريخ الداني، رغم مرور ما يقارب 18 عاما على سقوط صدام، و16 عاما على صياغة دستور العراق، لكنه لم تستقر هوية النظام السياسي للعراق. على الرغم من ذكر دولة العراق ونظامها السياسي العراقي في المادة الاولى من الدستور كدولة فدرالية علناً، الا ان تجربة العراق المستغرقة 16 عاما بعد 2005 أظهرت أن الاطراف الرئيسة العراقية لم تتفق على نمط ادارة الدولة المسماة بالدولة الفدرالية أبداً. اذ تغيرت علاقات الكورد واقليم كوردستان والشيعة المخططين الرئيسين لعراق ما بعد 2003، بخلاف الماضي، صوب التعقيد والبروردة والاضطراب، حتى وصل الامر الى حد انها اصبحت خطرا على كوردستان والدولة الفدرالية ككيان فدرالي موحد. لذا فان مصدر المشكلات كما هو الان لا يتبلور في الرواتب وبعض المستحقات المادية، بل ان التوصل الى مثل هكذا علاقات لم يكن اصلا رغبة الحركة السياسية الكوردية ولا الاعتراف المقتنعة للاطراف العراقية، لكن قلق الطرفين وفزعهما وعدم اعترافهما بشكل صريح بكيفية وجودهما، جعلهما مضطرين للوصول الى هذا المستوى من العلاقة، بدل الوصول الى حل جذري بحيث يمنعهما من الرجوع الى الاطار نفسه، مرة اخرى. ان تاريخ محاولات تنظيم علاقات الاقليم مع العراق بعديها التنازلي والتصاعدي، طويل ومتعدد الانماط: الثنائية (الكورد والانكليز)، الثلاثية (الكورد، العراق والانكليز)، الثنائية العراقية (الكورد وجمهورية 1958، الكورد والجمهورية البعثية، اذار 1970)، المستوى الدولي (الكورد والتحالف في 1991، جعل اقليم كوردستان امرا واقعا)، وايضا الاطراف الثلاثة الجديدة (العراق، امريكا والكورد) حيث مثلت هذه العلاقة اكثر تاثيرا تحت مراقبة امريكا، وجعلت مسألة الفدرالية وحقوق كوردستان امرا دستوريا، بحيث أوجدت تفاهما عراقيا جديدا أدت الى خلق اطار موائم للاقليم والعراق، بين سنوات 2003 حتى 2014، رغم التصاعدات والانخفاضات التي حدثت عليها بين فينة واخرى، لكن منذ عام 2017 لم تتطور هذه العلاقة فحسب بل سببت في انخفاض مستويات العلاقات السياسية والامنية والمالية بين اربيل وبغداد، واقتصرت على الميزانية والقوانين القصيرة المدى كالقروض. الان، ما يهم الاقليم، هو الدستور العراقي ويرغب أن يكون الدستور أساس تنظيم العلاقات، لكن ثمة وجهة نظر عراقية مؤثرة، صادرة عن جهات سياسية مختلفة، تطالب بتعريف وتفسير وصياغة الدستور بحيث يؤدي الى مزيد من تحجيم الاقليم. مهما يكن من حال، ينبغي أن يكون مصدر توجيه التفكير والعلاقات بين اربيل وبغداد، هو التفكير في وضع خارطة الطريق الجذرية والانهاء والاعتراف بطبيعة المشكلات بدل التهرب وترك المعضلات لذاتها والحقب والاجيال اللاحقة، حيث يؤدي الى التلاشي البشري والمالي والانحطاط الاكثر وعدم الاستقرار لكلا الطرفين. إطار المشكلة بعد 2003: كتب دستور 2005 من وجهة نظر الشيعة والكورد الغالبة بشكل رئيس، إذ قام الكورد بتثبيت أحد اهدافهم الرئيسة وهو الفدرالية. رغم ذلك الانجاز، الا انه لم يستطع أن تحل بعض المشكلات منذ البدء بكتابة الدستور، أهمها هي كركوك والمناطق المتنازع عليها، وأيضا رغم الاعتراف غير المباشر بقوات البيشمركة وتمويلها من قبل بغداد، لكن لم توضح معضلة تمويل البيشمركة ولا حتى تمويل اقليم كوردستان ذاته في الدستور، وهكذا أصبحت، بعد عام 2003، مسألة المناطق المتنازع عليها والبيشمركة والميزانية، عناوين رئيسة للمعضلات الماثلة بين كلتا الجهتين، وبحسب الظروف السياسية فان بغداد واربيل تلجان في دائرة تدهور علاقاتهما. ومن جهة أخرى بعد بحث الاقليم عن النفط والغاز ومن ثم ايجاد كم هائل منهما وصدور قانون النفط والغاز من برلمان كوردستان عام 2007 وعدم موافقة الحكومة الفدرالية على صدوره قبل قانون الفدرالية، فقد أضحت معضلة النفط على رأس المعضلات الرئيسة الاخرى الماثلة بين اربيل وبغداد، وتلو استقطاع ميزانية الاقليم من قبل بغداد عام 2014، شرع الاقليم بتصدير النفط من جهته منفردا الى الاسواق العالمية. وبعد اجراء عملية الاستفتاء واستيلاء بغداد على المناطق المتنازع عليها مرة اخرى، ومن ثم 16 اوكتوبر عام 2017، فقد غطت حالة عدم وثوق تامة على طبيعة العلاقة الثنائية بين الطرفين. وكانت المعضلات الرئيسة مثل مصير كركوك والمناطق المتنازع الاخرى والبيشمركة والميزانية كلها عمَّقت مشكلات كلا الطرفين اكثر، لكن بسبب الازمة المالية وانخفاض قيمة النفط فقد أضحت المشكلة الاقتصادية ابرز مشكلات الطرفين، والتي تشمل: مسألة كمية وكيفية تسليم النفط واستفادة الطرفين منه، وكذلك مسألة المستحقات المالية للاقليم من حصته في ميزانية ونقد واقتراض العراق والفرص السياسية الاخرى التي يستفيد منها العراق الآن كدولة والاقليم محروم منها. ان اساس الاعتراضات واستقطاع حصة الاقليم من قبل بغداد، هو سياسة نفط الاقليم، وخصوصا تصديره وعدم اعادة وارداته الى خزينة الحكومة الفدرالية. رغم انه في المادتين 111 و 112 من الدستور ذُكِر ان النفط والغاز وملكيتهما يعود الى جميع العراقيين وتُدارُ تلك الحقول النفطية الان (اي عام 2005) من قبل الحكومة الفدرالية مع الاقاليم والمحافظات، الا أنه لم ترد تفاصيل ادارتها وخصوصا في حقول ما بعد عام 2005، والتي من المفروض أن ينظمها قانون خاص وفق المادة 112 من الدستور، ولكنه حتى الان لم تنظم. بالرغم من طرح مشروع قانون النفط والغاز على البرلمان العراقي في العامين 2007 و2011 الا ان البرلمان العراقي لم يستطع أن يُصدِر هذا القانون، والمانع الاساس هو عدم الاتفاق على صلاحيات وحقوق الاقليم والمحافظات المُنتِجة، وأخيراً اعتمد الاقليم على قانونه الخاص (عام 2007) في غياب قانون فدرالي، وقد ادار الاقليم نفطه وغازه، مما سبب في تعميق الخلافات بين الطرفين.. المحور الثاني: وجهات النظر السائدة والاطراف المؤثرة للعلاقة وجهات النظر السائدة: قبل تحديد الاطراف المؤثرة داخل المعضلات العريقة-الحديثة بين اربيل وبغداد، من المستحسن، على مستوى عام، كما برز في تاريخ العلاقات، أن نحدد وجهتي النظر السائدتين والمؤثرتين في التلاقي، اللتين لهما الحضور الدائم في تصاعد وانخفاض العلاقات بين الطرفين: اولا: وجهة النظر الاولى: هي وجهة نظر الاقليم التي تحاول، بالمرتبة الاولى، أن لا يُكوَّن عراقٌ مركزيٌ تحت أي وجهة قومية أو ايديولوجية أو مذهبية، وتأتي في المرتبة الثانية الحركة السياسية لكوردستان التي لم تكن لديها أي اشكالية، أساساً منذ 1918، في حدود كيانها المكون، الان، من اربع محافظات، بل ما هو موضع الاشكالية الرئيسة للحركة في أية مرحلة زمنية هو كركوك والمناطق المتنازع عليها، كلما جحد الانتداب البريطاني آنذاك والاطراف العراقية بعدهم، لتلك الحقوق، أدى الى قطع جميع أنماط العلاقات والتعاون بين الطرفين وعادوا الى المربع الاول. لقد اعتبرت الحركة السياسية للاقليم كلا الخطين المذكورين كسور أحمر، إذ إنه وصل، الى حد ما، مع ثلاثتهم الى نفس النتيجة، فأي نماء حدث وأي ازمة طرأت، أجهضت فيهما حقوق الاقليم على الاقل، وأي محاولة للاقليم، ولو كانت المحاولة دستوريا، من أجل تطبيع المناطق الكوردستانية الواقعة خارج الاقليم، فورا اعترضتها وجهات النظر الامنية والمركزية ومؤازروها الاقليميون أضعافا مضاعفة، ولم تتشابك علاقتهم فحسب بل وصل الامر الى الهجمات العسكرية وتحجيم سلطة اقليم كوردستان وحدوده. ثانيا: وجهة النظر الثانية: هي وجهة نظر العراق بحكومته وأغلبيته البرلمانية، تجول وجهة النظر هذه في دوامة فزع كابوس انقسام العراق، وتوسع الاقليم أكثر، وتخطو تحت تأثير هذا الكابوس وهو الذي جعل مستوى العلاقات بين بغداد والاقليم يرجع الى الوراء. على الرغم من أن هذا التصور يظهر في أشكال مختلفة، لكنه يملك تفسيراً خاصا به للفدرالية بدل التعريفات السائدة لتطاريز الفدرالية، بحيث يقومون بتفريغ الفدرالية من مسالخ دلالتها والنظر اليها فقط من زاوية تجاوز اربيل حتى رسم خارطة لإبقاء العراق موحداً. ومصدر هذا يعود الى ذلك التصور الذي بني على أساس الفزع والاستياء، بدل تنظيم العلاقات على مبدأ الواجبات والحقوق والتزام الطرفين، وتقسيم الثروات والصلاحيات على مبادئ الفدرالية. الأطراف المؤثرة: اولا: الحكومة الإتحادية من المعلوم ان الطرف الاساس في معضلات بغداد مع اربيل، هو مؤسسات الدولة الفدرالية (الحكومة والبرلمان). وكانت سلطات بغداد، وخصوصا بعد 2017، تبلور لديهم الركون الى توسيع دائرة السلطة المركزية على الاقليم والمحافظات الاخرى، رغم الاعلان عن أن سبب حلّ مجالس المحافظات هو من أجل مكافحة الفساد، الا انه الى جانب ذلك محاولة لتقليل سلطة الحكومات المحلية، توجد هذه الرغبة بشكل بارز لدى البرلمان والقادة الشباب وكثير من القيادات الحزبية. والمطرح الرئيس لوجهة النظر هذه، هو أنه يتم تأمين الامن والتنمية الاقتصادية من خلال اعادة تقوية السلطة المركزية فقط، وينتقدون، علنا، بعض فقرات الدستور الخاصة بصلاحيات الاقليم والمحافظات، ويحاولون تعديلها. ومن جهة أخرى، وبسبب ضعف موقع رئيس الوزراء الحالي، في البرلمان الفدرالي وحضور القوى الاقليمية والدولية في العراق، فلم يكن بمقدور الحكومة الحالية معالجة المعضلات، كما ان هذه الحقيقة هي واقعة لمعضلات وسط وجنوب العراق، بقدر ذلك واقعة في المناطق المتنازع عليها واقليم كوردستان أيضا. بهذا الشكل وبسبب اقتراب موعد الانتخابات واستيلاء القوى السياسية الشيعية الغالبة في البرلمان على الارادة السياسية للحكومة، ومثولة برلمان لم تكن في صالحه أن يكون هناك حكومة ورئيس وزراء سليط قبل الانتخابات، وبالنتيجة فان الفاعل الرئيس للمشكلة ليس بمقدوره ولا في مصلحته أن يعالج تلك المعضلات. وصار توجه تفكير الاطراف العراقية والفدرالية، على مسألة ادارة النفط مثل العقدة المشتبكة لتنظيم العلاقات، صادرا عن اربعة مناظر، وهي: أ- من منظور سيادة الدولة وفعالية السلطة، يعتقد العراقيون أن الحكومة الفدرالية ليكون بمقدروها السيطرة على جميع القوى المنافسة السيادية للدولة، وخصوصا تلك القوى التي برزت بعد انتفاضة 1991 والاوضح بعد أحداث 2003، ينبغي لها ان تستولي على جميع القرارات المالية، لتستطيع من خلالها قطع مصدر وارداتها لتلك القوى الخارجة-المركزية واستمرارها، لذا بان بعض العراقيين يرون ان تحويز اقتصاد الكورد وهو اداة تضعيف قوتهم (البيشمركه)، هو المحطة الاولى للسيطرة على تلك الجماعات والقوى المسلحة غير النظامية الاخرى، وان بقاء البيشمركة خارج سيطرة المركز هو التبرير لعدم خضوع القوى الاخرى. ب- من منظور التنمية، يرى بعض العراقيين أنه يطالب تجاوز المرحلة الانتقالية والانقاذ من سمات الدولة الهشة والفاشلة، ان تتبلور جميع الكفاءات والسلطات في قبضة السلطة المركزية، لذا فان بقاء ملف نفط كوردستان خارج سلطة المركز، هو أكبر عائق أمام هذه التنمية المطلوبة، ما جعل بالنتيجة، الشعب العراقي بأكمله والمكونات الاخرى ضحية مصالح الكورد. ج- من المنظور الاستراتيجي، ليس لتمزيق قدرة العراق المالية وتقسيم ارادة التعامل بملف النفط بين الكورد والحكومة المركزية، بعد واحد وهو خطة تضعيف موقع العراق الاستراتيجي، المتبع بعد حرب الخليج الثانية فحسب، بل هو عامل خارجي لمنع اعادة الموقع المتين الضائع للعراق في الماضي. د- من منظور الصراعات الداخلية: ان النفط ووارداته، كجُلِّ الموارد الاقتصادية والمالية الاخرى، هو مادة رئيسة للمعاملة غير المشروعة والفاسدة، التي تستخدم في صراعات داخل الاحزاب والتكتلات، بهدف تقوية الذات ولمِّ شمل الانصار والنفوذ، لذا فان رغبة بعض الاطراف العراقية في نزع ملف النفط من اربيل هي محور من محاور ذلك الصراع غير المشروع، وليس الهدف منها اعادة تقوية وتمتين اقتصاد العراق. ثانيا: إقليم كوردستان: اتبع اقليم كوردستان، طوال خمسة عشر عاماَ مضت، سياسة الاقتصاد المستقل، فهو يعتقد ان هذه السياسة التي اتبعها هي موائمة مع الدستور وخصوصا مع المواد 112 و 114 و 115، ومن الناحية السياسية، فقد فسر وجود اقتصاد شبه مستقل للاقليم لدى كثير من قادته كضمان لسياسة شبه مستقلة وعدم الولوج في ضغوطات بغداد، رغم أنه في البداية، لم تتفق الاحزاب السياسية على سياسة الاقتصاد المستقل، فقد اعتقد بعض أنها تؤدي الى نشوب اشكاليات مع بغداد، لكنها في الاخر، تغلبت هذه السياسة واضحت السياسة الرسمية لحكومة الاقليم. الان وخصوصا بعد استقطاع حصة الاقليم من الميزانية، فقد واجهت هذه السياسة انتقادات محلية، وأدى تدهور الوضع الاقتصادي للاقليم، بسبب انخفاض سعر النفط، الى ضعف موقف حكومة الاقليم أكثر. واذا أمعننا في وجهة النظر الكوردستانية وخصوصا في ملف النفط، يمكن أن تراعى أربعة مناظر رئيسة لفهم الملف، وهي تؤثر في طبيعة العلاقات بين بغداد واربيل: أ- من المنظور القومي: ان التعامل بالنفط، لدى الكورد، هو أساس التعبير عن تلك الاستقلالية النسبية التي اكتسبوها بعد الانتفاضة إطار حدود العراق والمنطقة، من أجل الانقاذ من التهميش والانطوائية التي أصابهم، عشرات السنين قبل الانتفاضة. ب- من المنظور الفدرالي: يرى الكورد أنه ينبغي أن تكون الفدرالية واللامركزية المالية أساساً لتقسيم الواردات والقرارات المالية، كما أنه ووفق دستور 2005 ينبغي ان تكون الفدرالية أساسا لتقسيم السلطة والقرارات السياسية في جميع المستويات التشريعية والقضائية والادارية. ج- من المنظور الديموقراطي: يعتقد الكورد، اذا كان من المقرر ان تكون اعادة بناء دولة العراق بعد تغييرات 2003، بخلاف تقاليد حاكمية النظام البعثي والانظمة الماضية الاخرى وبشكل بعيد عن النزعة المركزية للسلطة وقمع المناطق الاخرى الخارجة عن سلطة المركز، فان منح الصلاحيات المالية للمناطق خارجة المركز هو احد الأبعاد للسيطرة على سلطة المركز والاياب مرة اخرى الى النظام الاستبدادي المركزي وتهميش الاخرين. د- من منظور الصراعات المحلية: يرى بعض الاطراف الكوردية ان النفط ووارداته هو محور الصراعات الحزبية وتوازن القوى بين البقع السياسية-الجغرافية في الاقليم، لذا فان أي إيداع لهذا الملف للحكومة المركزية ربما تؤدي الى تعقيد تلك الصراعات واضطراب تلك الرجازة، وهذا ربما يُؤْدي ليس بالاقليم فقط بل بالعراق ايضا الى عدم الاستقرارية غير المرجوة. لكن على مستوى المجتمع والحركات المعارضة عن نمط ادارة اقليم كوردستان، فقد تم خلق رأي عام في اقليم كوردستان وحكومته حول اعادة الاعتماد اكثر على العراق من الناحية المالية والاقتصادية وحلحلة المشكلات العالقة بينهما وفق فقرات الدستور. لكن ضعف اقتصاد الاقليم وعدم تنظيم نمط تعامله مع بغداد من قبل الاحزاب السياسية الكوردستانية الرئيسة من جهة، وعدم وجود حكومة قادرة على تنفيذ القرارات في بغداد من جهة اخرى، كل ذلك صار العقدة المتشابكة لعلاقة الطرفين. ثالثا: القوى الاقليمية والدولية: لا يخفى أن العراق واقليم كوردستان ايضا، هو الميدان المتين لصراعات القوى الاقليمية والدولية، حيث ان امريكا وايران هما العاملان الرئيسان فيه، هذا عدا عدد اخر من العاملين فيها مثل توكيا واوروبا وروسيا والسعودية. ان وجود هذه الصراعات الشاسعة في العراق وخصوصا بسبب حضور التنظيمات الارهابية العالمية في مناطق العراق المختلفة، جعل العراق تحت سيطرة الاستقطابات الاقليمية والدولية المختلفة، بهذا لم تكن علاقات الاقليم مع بغداد نائية من تأثير صراعات تلك القوى دوماً، فاحيانا أدت تلك القوى الخارجية دورها في تعميق او تضعيف العلاقات بين بغداد والاقليم وفي احايين أخرى أدت الى تحسين العلاقات بينهما. المحور الثالث: السيناريوهات والمقترحات السيناريوهات: لفهم نتائج المناقشات وعرض وجه الصورة الحقيقية، ينبغي عرض سيناريوهات ومستقبل العلاقات بين الطرفين المفاوضين، صحيح ففي مشروع ذلك القانون الذي تدور المناقشات حوله الان في مجلس النواب، وبالاخص في النصوص الخاصة بحصة اقليم كوردستان في ميزانية 2021، على الاقل، وبشكل رسمي، قد توصلت اليها حكومة اقليم كوردستان من خلال الاتفاق، هو موضع القبول. لكنه يمر بمناقشات ومن يحتمل كثيرا أن لا يحسم أمر تلك الفقرات والمواد المتعلقة بحصة اقليم كوردستان وخصوصا موضوع النفط او واردات النفط كما اقترحته حكومة الاقليم، لذا فقد ارتبط مستقبل هذا الموضوع باتفاق سياسي وارادة سياسية وفهم سياسي من قبل القوى السياسية العراقية والكوردستانية، لان الاختيار الصحيح و الحاسم هو ينبغي ان تُجرى المفاوضات والمناقشات، ولتحديد مستقبل تلك المناقشات والمفاوضات يمكن العمل على السيناريوهات الاتية: اولاً: سيناريو الاتفاق: يقترح الطرفان المفاوضان، سيناريو الاتفاق كحل، لكن ثمة خلافاً حول التفاصيل، فاقتراح مشروع ميزانية العراق (لاقليم كوردستان) هو موضع القبول، إذ انه يعتمد، الى حد ما، على الدستور ومنح حق ادارة الموارد الطبيعية بشكل مشترك، فتصر حكومة الاقليم، في المناقشات، على هذا الموضوع ويعدُّ نقطة قوة حكومة الاقليم، وتطالب الحكومة الفدرالية حسن النية والالتزام من حكومة اقليم كوردستان بتفاصيل وتسليم النفط الى شركة سومو. في حالة تجسيد هذا السيناريو، يمكن ان يعرض هذا السيناريو ضمن سيناريويين: 1- الحل الشامل أو شبه الشامل: كتسليم جزء من النفط وابقاء جزء اخر، كما جرى مع حقيبتي العبادي وعبدالمهدي الوزاريتين. هنا يغض الطرفان البصر عن جزء من مطالبهما جراء حل وسطي. 2- الحل النهائي الجذري: وذلك من خلال تحديد نمط ثابت لتمويل اقليم كوردستان مثل كثير من الفدراليات المستقرة والعالمية المتقدمة، يكون هذا الحل نافعا لكلا الطرفين، لكن وضع العراق الراهن لا يسمح لاجراء خطوة كهذه في الامد القريب. ثانياً: سيناريو عدم الاتفاق: يعمل هذا السيناريو على احتمال مطالبة الطرف العراقي بتسليم النفط وملفه كاملا، حيث الان يجرى العمل عليه كورقة ضغط للانتخابات، يُراد أن تدار جميع واردات النفط وواردات الاقليم المحلية عن طريق حكومة بغداد، فالحكومة العراقية ترى انه رغم ان نفط اقليم كوردستان يباع في السوق بسعر أرخص وكانت تكلفة انتاجه قرابة عشرين دولارا لكل برميل، وهذا ما يفسر بأنه يضر بالثروات العامة، هذا اضافة الى اتهام الاقليم بوجود الفساد وعدم الشفافية في ادارة ملف النفط، الا ان هذا الطلب لدى حكومة الاقليم هو انتهاك للدستور العراقي، وفي الوقت نفسه هو تصغير لكيان اقليم كوردستان، فهذا التوجه لدى حكومة الاقليم هو توجه عقلية المركزية والتعامل مع الاقليم كمحافظة واحدة. في حالة استمرار وتقدم هذا السيناريو يحتمل: – أن يبقى الوضع كما هو الان: أي عدم الحلحلة، وهناك احتمال أمتن هو أن يستمر حتى الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة. – أو أن يحدث تدهور أكثر: وذلك بسبب الوضع الاقتصادي المزري للاقليم وعدم حلحلة المعضلة ربما يؤدي الى أن يخطو اقليم كوردستان خطوات تصاعدية، منها: الرجوع الى للعمل بنتائج الاستفتاء والابتعاد الاكثر والانسحاب من العملية السياسية في بغداد. والان يستبعد وقوع هذا السيناريو وذلك بسبب عدم اتفاق احزاب اقليم كوردستان. ثالثاً: سيناريو التوسط: ان تطالب حكومة اقليم كوردستان من الطرف الثالث، وبالدرجة الاساس، الولايات المتحدة ومن ثم أمريكا أو ايران، للتوصل الى اجراء تفاهم مشترك قبل المصادقة على قانون الميزانية، واذا لم يتم العمل على هذا السيناريو في اقرب وقت، ينقضي زمنه (إن لم ينقضِ زمنه الان). يُعتَقَدُ أن السيناريو الاقوى هو الثاني أي عدم الاتفاق وعدم موافقة البرلمان العراقي على مقترح الحكومة العراقية وتطالب بتسليم ملف النفط بكامله، ولم يوافق الاقليم على هذا الطلب، لان سبب عدم موافقته، على الاقل، هو: انه انتهاك للدستور العراقي. المقترحات: من اجل حلحلة المشكلات بين اربيل وبغداد وأيضا لكي لا تكونا سببين في التدخل الخارجي وعدم الاستقرار السياسي والامني في العراق واقليم كوردستان أيضا، نرى ضرورة هذه المقترحات: أولاً: بالنسبة للحكومة الاتحادية: – العمل باحساس الوثوقية بينها وبين اقليم كوردستان والاجتناب من اسلوب الثأر ضد الاقليم وعدم استخدام قضية اقليم كوردستان كموضوع للانتخابات وتقوية بعض الاطراف ذاتها من خلال هذه المسألة. ان أساس أي اتفاق مستقبلي هو الثقة، فقد ضعفت هذه القيمة وخصوصا بعد عملية الاستفتاء والاستيلاء العسكري على كركوك والمناطق المتنازع عليها من قبل العراق، لذا تفتقر الى اعادة تقويتها مرة أخرى. – التأكيد على الحل الدستوري والابتعاد عن المطالب التي تحث على تغيير الدستور لمصلحة طرف واحد ضد المكونات الاخرى. إصدار القوانين المشار اليها في الدستور وقد أهملت حتى الان، وفي الوقت نفسه حلُّ القوانين المتمحورة حول المركز. – اصدار قانون النفط والغاز عاجلا، على أساس البنود 111 و112 و 114 و 115 من الدستور، ووضع آلية ثابتة ودائمة لنمط تقسيم الواردات النفطية، وادارة ملف النفط والغاز مع الاقليم والمحافظات. – تشكيل الهيئة المستقلة الخاصة بادارة الواردات النفطية بشكل عادل، على غرار ما ورد في المادة 106 من الدستور. – من اجل تعميق المناقشات والتوصل الى حل المشكلات الدائمة، من الضروري العمل على تشكيل المجلس الفدرالي (المجلس الثاني) الذي يمثل الاقليم والمحافظات، كما ورد في المادة 65 من الدستور ولم يُجرَ العمل عليها. ثانياً: بالنسبة لحكومة إقليم كوردستان: – جَعلُ بغداد والحكومة الفدرالية المركز الرئيس للعمل السياسي والضامن الحقيقي لحقوق الاقليم السياسية والدستورية مرة اخرى، واجتناب سياسة (المتاركة) التي تعود بالضرر الى الاقليم. – الانفتاح الاكثر على المجتمع العراقي العربي (الشيعي والسني) بكل معضلاتهما ومطالبهما والابتعاد عن أي سياسة للاقليم التي تؤدي الى الانطوائية وأيضا الى اجتناب البعد الفدرالي والوطني العراقي. – البت في ملف النفط وفق الدستور وحقوق العراق الحصرية والمشتركة والخاصة بالاقليم، والابتعاد من اية خطوة تصاعدية فردية بحيث تؤدي الى مزيد من الاستياء وافشاء عدم الثقة. – الاستفادة أكثر من تلك التنميات الحاصلة في المجالات الاقتصادية والبنى التحية في اقليم كوردستان لصالح الاقليم وبغداد بشكل مشترك، والتمازج الاقتصادي الاكثر مع الاجزاء الاخرى للعراق، والذي يؤدي في النهاية، الى التفاهم والتقارب الاجتماعي والسياسي والثقافي. – مؤازرة الاجزاء الاخرى للعراق لتشكيل اقاليم فدرالية اخرى، كأرضية خصبة لترسيخ ووجاهة النظام الفدرالي. ثالثاً: بالنسبة للحكومة الاتحادية والاقليم كليهما: من المنظور الذي اتفق عليه الطرفان على أن يكون الدستور المبدأ الاساس للتفاهم وحسم المعضلات، من الممكن، وحسب تلك التفسيرات المختلفة التي أجريت لكلتا المادتين 111 و 112 من دستور 2005، وعلى ضوء تجربة الدول الفدرالية في العالم، ينبغي العمل على معالجة ملف النفط والميزانية وفق احدى الادوات الاتية: – تأمين غالبية نفقات الاقليم من قبل الحكومة الفدرالية (كما هو نافذ في دولتي برازيل وفنزويلا)، ازاء قناعة الاقليم بهيمنة الحكومة الفدرالية على أغلبية الموارد الطبيعية لِلَمِّ واردات البلد. – تخصيص نفقات الاقليم بالاشتراك بين الاقليم والحكومة الفدرالية (كما هو نافذ في نيجيريا) في ظل ضمان موارد مطلوبة لِلَمِّ الواردات لكلا الطرفين. – تخصيص جمیع أو أكثرية نفقات الاقليم من قبل الاقليم نفسه (كما هو نافذ في دولة الامارات) ازاء ترك أغلبية الموارد الطبيعية للم الواردات للاقليم. رابعاً: بالنسبة للمجتمع الدولي والقوى الاقليمية: يمكن أن تؤدي القوى الدولية والاقليمية دورا ايجابيا في حلحلة معضلات كلا الطرفين. حيث ان دورهما بائن في الواقع الحالي للعراق والاقليم. ومن خلال ابعاد صراعاتهم من العراق والاقليم وحث الطرفين على المفاوضات العميقة والمتشتية، يمكن ان يهيؤوا أجواء إنجاح المناقشات، وأن يجعلوا العراق أرضية لتفاهمهما وأن يتعبوا استراتيجة فوز-فوز (الفوز المضمون)، على عكس ذلك فاذا كان العراق وكوردستان ميدانين للصراعات، فيؤدي ذلك الى إذلال كلا الطرفين ويمهد الطريق لبروز قوى متطرفة كالداعش والقاعدة مرة اخرى، ولا تصيب اضرارها العراق فقط. هنا بمقدور ايران، امريكا والولايات المتحدة أداء دور رئيس، ويمكن ان يكون من خلال الولايات المتحدة او كلتيهما في اعادة خلق الثقة بين الطرفين. قراءات-مستقبلية-رقم -8- 2020 عربى