كورمور .. بين مشاريع "الديمقراطي والاتحاد الوطني".. جملة من العراقيل

2022-06-25 12:43:49

 تقرير: Draw عربية 

 طال هجوم  بصواريخ  الكاتويشا اليوم السبت، حقل" كورمور" الغازي بقضاء جمجمال التابع لمحافظة السليمانية، وهو الثالث من نوعه خلال هذا الأسبوع،  تقع المنطقة ضمن سلطة الاتحاد الوطني الكوردستاني، يعتبر هذا الحقل المصدر الرئيسي للغاز في إقليم كوردستان، الشكوك تحوم حول قوات الحشد الشعبي بأن تكون هي المسؤولة عن الهجوم ، سيقوم بافل طالباني بداية هذا الاسبوع بزيارة بغداد، من أين أنطلقت الصواريخ؟ ماهي الرسائل الموجهة خلف اطلاقها ؟ تفاصيل أوفى في سياق التقرير التالي.

من أقدم على إطلاق الصواريخ؟

في الأسابيع الأخيرة، استُهدفت مواقع القطاع النفطي في إقليم كوردستان بقذائف صاروخية،  وحدث أول استهداف في نيسان، ثم استهدفت في ايار مصفاة نفط (كاوركوسك) وهي من أكبر المصافي والواقعة شمال غرب أربيل ، وتم استهداف حقل ( كورمور) الغازي الذي يقع في ناحية( قادر كرم)  التابعة لقضاء جمجمال في محافظة السليمانية أمس الجمعة لهجوم صاروخي، وهو الثاني من نوعه خلال 72 ساعة فقط، الحقل يستثمر من قبل شركة "دانة غاز" الإماراتية، وتعرض الحقل ذاته يوم الأربعاء الماضي،لهجوم صاروخي من دون أن يسفر عن أي خسائر، القوات الامنية المساكة للارض والتابعة " للاتحاد الوطني الكوردستاني" لم توجه أصابع الاتهام الى جهة حتى اللحظة، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم ايضا. وفق المعلومات التي حصل عليها( Draw )،" الاتحاد الوطني الكوردستاني يشك بأن تكون المليشيات الشيعية المسلحة المتواجدة في قضاء( طوزخورماتو) المسؤولة عن الهجوم، وحدد القادة العسكريين في المنطقة المواقع التي انطلقت منها الصواريخ : 

  • اطلقت الصواريخ من قرية ( قلغانلو) التابعة لنحاية ( نوجول) في قضاء ( طوز خورماتو)، هذه القرية تبعد عن حقل ( كورمور) مسافة ( 5) كليومترات فقط، وتقع القرية في منطقة فراغ أمني بين قوات البيشمركة وقوات الحشد الشعبي.
  • تتمركز في هذه المنطقة ( كتائب حزب الله) الشيعية.
  • يبعد حقل ( كورمور) عن مركز قضاء ( طوز خورماتو) مسافة( 15) كيلومترا.
  •  مديات هذه الصواريخ التي أطلقت على الحقل( 5) كيلومترات فقط، ولكن تم تحويرها بوضع ( حشوات سائلة) لها لتصل مدياتها مابين ( 10 – 13) كيلومترات، تلك الحشوات تتوفر فقط لدى قوات الحشد الشعبي.

بحسب معلومات (Draw ( ،" ينوي رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني زيارة بغداد يوم غدا الاحد، للتباحث مع المسؤولين في الحكومة الاتحادية حول الهجمات الصاروخية التي طالت حقل ( كورمور)".

لماذا تستهدف " كورمور"؟

في 14 من أيار الماضي أعلنت شركة نفط الشمال عن سيطرة قوة مسلحة كوردية على آبار وحقول أخرى للنفط تابعة لها شمال كركوك. وذكرت الشركة في بيان أنه "سبق وأن حصل عدد من التجاوزات والانتهاكات على الحقول النفطية التابعة للشركة من قبل حكومة إقليم كوردستان ومنها حقول خورمالة - آفانا - صفية - كورمور".ولفتت الشركة إلى أنها "قامت بتحريك دعاوى قضائية لدى المحاكم العراقية المختصة ولازالت هذه الدعاوى منظورة أمام القضاء".وحمّلت شركة نفط الشمال حكومة إقليم كوردستان المسؤولية حول "هذا السلوك المنافي للدستور والقوانين العراقية، يقع حقل خورملة تحت سيطرة حكومة إقليم كوردستان وهو ضمن المناطق المتنازع عليها وتنتج يوميا ( 176) الف برميل من النفط، أما حقل ( كورمور) فهو يقع ايضا في المناطق المتنازع عليها و تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكورستاني ويعتبر المصدر الرئيس للغاز في إقليم كوردستان ويقوم الحقل بتزويد  محطات انتاج الطاقة الكهربائية في الإقليم بالغاز ويوفرالغاز المستعمل للطبخ كذلك. رفعت شركة نفط الشمال دعاوى قضائية على حكومة الاقليم تطالب بتسليم  حقلي ( خورملة و كورمور) بإعتبارها تابعة لها، حيث بدأت وزارة النفط العراقية في الاونة الاخيرة بسلسلة خطوات لتطبيق قرار المحكمة الاتحادية الخاص بملف إدارة نفط إقليم كوردستان وجعله من صلاحيات الحكومة العراقية حصراً بعد فشل الطرفين في التوصل إلى صيغة اتفاق ينهي الأزمة المستمرة منذ أكثر من عقد، وأقرت الوزارة في( 8 أيار) الحالي بفشل كل جولات التفاوض مع الإقليم للتوصل إلى آليات لتطبيق قرار المحكمة الاتحادية العليا بشأن ملف الطاقة ، وأصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق، في 15 (شباط) 2022 حكماً يقضي بعدم دستورية قانون النفط والغاز لحكومة إقليم كوردستان، الصادر عام 2007، وإلغائه لمخالفته أحكام مواد دستورية،  فضلاً عن إلزام الإقليم بتسليم الإنتاج النفطي إلى الحكومة الاتحادية. وطلبت وزارة النفط العراقية من شركات النفط والغاز العاملة في إقليم كوردستان توقيع عقود جديدة مع شركة "سومو" بدلاً من حكومة الإقليم، في محاولة جديدة للسيطرة على الإيرادات من الإقليم. قال وزير النفط إحسان عبد الجبار في(7) ايار إن وزارة النفط ستبدأ تنفيذ حكم المحكمة الاتحادية الصادر الذي اعتبر الأسس القانونية لقطاع النفط والغاز في إقليم كردستان غير دستورية بعد فشل محادثات مع حكومة الإقليم، هناك من يعتقد بأن هذه السجالات بين أربيل و بغداد تدفع بالمليشيات لإستغلال الوضع الموجود ونقل هجماتهم الصاروخية على " المواقع الدبلوماسية الى المنشئات النفطية التابعة " للبارتي و اليكيتي". وهناك من يربط الهجوم على حقل ( كورمور)  بالدعاوى القضائية التي رفعتها شركة ( دانة غاز) على إيران، حيث إعلنت الشركة في أيلول الماضي بأن هيئة التحكيم الدولية أصدرت حكما نهائيا لصالح الشركة بمبلغ 607.5 ملايين دولار ضد الشركة الوطنية الإيرانية للنفط، مقابل أضرار الإخلال بعقد توريد غاز.وذكرت الشركة أن النزاع يتعلق بعقد بيع وشراء غاز لمدة 25 عاما من الشركة الإيرانية لصالح شركة نفط الهلال التابعة لـ"دانة غاز". وأفادت الشركة بأنه كان من المفترض أن تبدأ عمليات التوريد في كانون أول 2005، إلا أن الشركة الإيرانية الوطنية الدولية للنفط لم توفر إمدادات الغاز المتعاقد عليها.وحسب البيان، سيكون هذا التحكيم الأول الذي يغطي السنوات الثمانية والنصف الأولى من الـ 25 عاماً المتعاقَد عليها في إطار اتفاقية بيع الغاز،وتحديداً من 2005 وحتى 2014 .وأشارت الشركة إلى أنها تعقد في الوقت الحالي عملية التحكيم الثانية للمطالبة بمبلغ أكبر بكثير مقابل السنوات الـ 16.5 المتبقية من العقد .وحُدد موعد جلسة الاستماع النهائية في تشرين أول من العام 2022 في باريس، وتتوقع الشركة أن يصدر الحكم النهائي بتعويض الأضرار في العام الذي يليه 2023، هناك شكوك بأن تكون إيران قد دفعت المليشيات المدعومة من قبلها في العراق الى شن تلك الهجمات كي تبعث برسائل الى الامارتيين  لتبلغهم بأنها تستطيع الحاق الضرر بهم متى ماتشاء.

كوردستان تقوم بتصدير الغاز!

في ( 5) من شباط الماضي قام رئيس إقليم كوردستان  نيجيرفان بارزاني بزيارة الى انقرة و التقى كل من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، تم التباحث حول العلاقات الثنائية، وخاصة الجانب الاقتصادي، وقال أردوغان إن العراق قد يزود بلاده بالغاز الطبيعي جاء ذلك في تصريح أدلى به خلال رحلة عودته بالطائرة من أوكرانيا وأضاف أنه "قد يتم تزويد تركيا بالغاز من العراق وأوضح بأنه ناقش مع رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني إمكانية تزويد تركيا بالغاز الطبيعي، ولفت أن البارزاني قال بأنه سيفعل ما بوسعه وسيبحث الموضوع مع الحكومة المركزية. تصريحات أردوغان وضع الاقليم في مرمى ضغوطات الحكومة الاتحادية وإيران في نفس الوقت وخاصة بعد أن أعلنت شركة دانة غاز بأنها تستطيع،" تزويد  تركيا و العراق بالغاز من حقول جمجمال بمحافظة السليمانية". بعد هذا التصريح  أصدرت المحكمة الاتحادية وفي نفس الشهر قرارها بعدم دستورية قانون النفط والغاز في إقليم كوردستان بعد( 10) سنوات من تجميد القرار، الضغوطات على الإقليم لم تنحصر في الداخل فقط بل تجاوزت الضغوطات الحدود، حيث أطلقت إيران في 13 أذارالماضي 12 صاروخا باليستيا على مدينة أربيل في هجوم قالت إنه استهدف "مراكز إستراتيجية" إسرائيلية، وجاء ردا على هجوم عسكري إسرائيلي في سوريا أدى إلى مقتل عسكريين إيرانيين، وأصابت معظم الصواريخ الإيرانية فيلا يملكها الرئيس التنفيذي لمجموعة "كار"  النفطية( باز كريم البرزنجي) بتهمة استضافة ضباط من الموساد في منزله، وفند البرزنجي تلك الانباء وقال بأنه وشركته غير مخولين باستضافة أي محادثات في منزله، لأنه لا يشغل منصبا حكوميا للتحدث عن تسويق غاز الإقليم، وإنه لم يتحدث مع أي شخص عن هذا الموضوع، وأكد أن الإقليم ليس لديه القدرة الإنتاجية التي تسمح له بتصدير الغاز الطبيعي في المستقبل القريب، وقال البرزنجي "نعمل في مجال النفط والغاز منذ 15 عاما، وتمكنا فقط من إنتاج 50% من احتياجات الاستهلاك المحلي ولن يمر الغاز عبر الحدود في أي وقت قريب دون الوفاء بالاستهلاك المحلي".، واشارت المصادر في حينها إن الهجوم ،" جاء لأسباب من بينها خطط تدعمها إسرائيل لتصدير الغاز الطبيعي من إقليم  كوردستان إلى تركيا وأوروبا. وأكد المسؤولون أن مناقشات جرت في هذا الصدد تمت في فيلا البرزنجي".

انبوب الغاز فوق جثة بافل طالباني!

كان من المقرر أن  تبدأ شركة ( كار) النفطية أعملها في حقل( كورمو)  لمد أنبوب الغاز الى محطة ( دهوك) لانتاج الطاقة الكهربائية، وتحدث عدد من مسؤولي اليكيتي بأن المحطة تكلف الحكومة الكثيرمن الإموال، لذلك سيتم توفير الغاز لها عن طريق انبوب من حقل ( كورمور)، الا أن  مسؤؤلين أخرين لديهم شكوك بأن  يكون الهدف من مد الانبوب هو لتصدير الغاز الي تركيا، وقام مجلس أمن الإقليم  بإخطار مديرية أسايش السليمانية عن طريق خطاب رسمي طالب بتقديم التسهيلات اللازمة لشركة ( كار ) النفطية في حقل ( كورمور)، الآ أن " اليكيتي" رفض تقديم أي تسهيلات، من جانبه أعلن رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني، في 28 نيسان الماضي رفضه محاولات تصدير الغاز الى الخارج، مؤكدا بالقول:" إن مد انبوب الغاز الى الخارج سيكون "على جثتي" على حد تعبيرهجاء ذلك خلال اجتماع عقده في مقر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني في أربيل، مع ممثلي الدول الاجنبية والمنظمات والمؤسسات الدولية في اقليم كوردستان  وقال  طالباني عن ملف الغاز ومحاولات تصديره الى الخارج، "يجب توضيح العقود وفقراتها الى ابناء شعب كوردستان ولانريد جلب مآسي اخرى على اقليم كوردستان، يجب العمل بشفافية على هذا الملف واي جهود خارج هذه المطالب مرفوضة، وانا أعلن هنا بانه (على جثتي) سيمد انبوب الغاز الى الخارج اذا خالف مايطلبه الموطنون ولم يكن في خدمتهم، وقال أيضا "مع الاسف قسم من تلك الشركات العاملة في مجال النفط تدار من قبل الاحزاب وتستخدم من اجل المصالح الشخصية، ونحن نرفض استمرار هذه الاوضاع ولن نسمح لاي طرف او قوة ان تستخدم قوت ومعيشة المواطنين لمصالحها الشخصية"، كان علاقة الطالباني مع رئيس الحكومة مسرور بارزاني غير جيدة عندما ادلى بهذه التصريحات، أما الان لربما تغيرت هذه العلاقة نوعا ما نحو الافضل وخاصة عندما  زار وفد رفيع المستوى من الاتحاد الوطني الكوردستاني برئاسة بافل طالباني في 11 من حزيران الجاري رئيس الحكومة مسرور بارزاني، وأوضح بيان صادرعن الطالباني أن "الاجتماع شدد على أهمية دعم حكومة إقليم كوردستان وأجندتها الإصلاحية وحل المشاكل التي تواجه الاقليم". مصادر عديدة أكدت لـ( Draw ) أن ،" الاتحاد الوطني الكوردستاني يسعى الى رفع الطاقة الانتاجية في حقل (كورمور) الغازي الى نحو( مليار ونصف) متر مكعب يوميا، ومد أنابيب الغاز الى المنازل وتوفير مصدر أخر للعائدات، في هذه الحالة سيكون هذا الاجراء معوق أمام تصدير الغاز الى خارج الحدود، ألا أن المصادر الرسمية فندت هذه المعلومات، الى ذلك أجتمع بافل طالباني يوم أمس مع وفد إيراني في ناحية طويلة الحدودية مع إيران، ولم يتسنى الى الان أي تفاصيل عن الوفد أو الملفات التي تمت التباحث حولها في الاجتماع. 

 كورمور .. المصدر الرئيسي للغاز في إقليم كوردستان

 يقع حقل كورمورفي غرب ناحية ( قادر كرم ) التابعة لقضاء جمجمال في محافظة السليمانية، الناحية كانت تابعة حتى عام 1976 لقضاء طوزخورماتو، التابع لمحافظة كركوك ومن تم ضم القضاء من الناحية الادارية لمحافظة صلاح الدين،  في عام 1987 تم ضم الناحية لقضاء جمجمال، وكان حقل" كورمور " يدار من قبل الحكومة العراقية حتى قبل سقوط النظام في عام 2003، في عام 2007 ضمت حكومة الاقليم الحقل الى سلطته ووقعت عقود أستثمار وتنقيب وإنتاج مع شركتي ( دانة غاز) و( كريسنت بتروليوم) الاماراتية. ويتم حاليا نقل الغاز من الحقل عبر الانابيب الى محطات إنتاج الطاقة الكهربائية في جمجمال وأربيل.

 انتاج  حقل " كورمور" على هذا النحو:  

 الغاز الطبيعي: ( 452 ) مليون متر مكعب يوميا.

 الكوندينسنت: (22 ) الف برميل، تنقل عن طريق الصهاريج وتخلط مع النفط المصدرالى الخارج.

الغاز السائل : (LPJ) (1050) طن يوميا

 الغاز في إقليم كوردستان.

وفق بيانات الرسمية لوزارة الثروات الطبيعية  في إقليم كوردستان، يبلغ إحتياطي الغاز الطبيعي في إقليم كوردستان نحو( 200) ترليون متر مكعب، ويشكل هذا الاحتياطي نسبة 3% من إجمالي احتياطي الغاز في العالم .

يقع معظم إحتياطي الغاز الطبيعي بالإقليم في المناطق التي تقع ضمن سلطة الاتحاد الوطني الكوردستاني: 

 إحتياطي الغاز الطبيعي ضمن سلطة " اليكيتي".

 حقل كورمور: 8 ترلیون‌و 200 ملیار قدم مكعب

حقل جمجمال : 4 ترلیون‌و 400 ملیار قدم مكعب

حقل ميران : 3 ترلیون‌و 46 ملیار قدم مكعب

حقل بلكانة: ترلیون ‌و 600 ملیار قدم مكعب

إحتياطي الغاز الطبيعي ضمن مناطق سلطة " البارتي".

حقل بنباوا : 7 ترلیون‌و 100 ملیار قدم مكعب

حقل خورملة: 2 ترلیون‌و 260 ملیار متر مكعب

حقل شيخان: 900 ملیار  قدم مكعب .

حقل بيرمام : 880 ملیار قدم مكعب.

بابه‌تی په‌یوه‌ندیدار
مافی به‌رهه‌مه‌كان پارێزراوه‌ بۆ دره‌و
Developed by Smarthand