كيف تم بيع سد بخمة ؟
2022-06-10 13:10:15
عربية: Draw
يوميات الثورة
وصف فؤاد صديق في كتابه ( أزمة العقل) الانتفاضة الكوردية في تسعينيات القرن الماضي سرقة ونهب( سد بخمة) بهذه الصورة :
مر الفشل الحزبي السياسي في كوردستان بـ ( 3) مراحل، في المرحلة الاولى قامت الاحزاب بوضع بيوض الفشل داخل أرحامها، وتحولت فيما بعد الى أفة مزمنة، أما في المرحلة الثانية، نستطيع أن نقول إنها بدأت مع فاجعة ( هكاري) التي حدثت في ثمانينيات القرن المنصرم، هذه الفاجعة التي مازالت حاضرة وحية في وجدان الاحزاب السياسية، أصبحت هذه الفاجعة أكبر وأكثرعمقا وحضورا في ثمانينيات القرن الماضي في الجبال وفي تسعينيات القرن الماضي كانت حاضرة بقوة في المدن .أما المرحلة الثالثة، بدأت مع بدايات الإنتفاضة الكوردستانية والتي بدأت بصيغتين مختلفتين، الاولى، عندما حل كل من (جلال طالباني ومسعود بارزاني) في الاسبوع الاول من الإنتفاضة في ضيافة ( حسن أغا سورجي) أحد أزلام النظام البعثي السابق والذي كان في نفس الوقت رئيس عشيرة سورجي الكوردية ومن أكبر( مستشاري ) الافواج الخفيفة الكوردية التي كانت تقاتل البيشمركة، في حين كان هناك المئات والاف من القادة والثوار وشهداء النضال، لكنهم لم يفضلوا أن يحلوا عليهم ضيوفا، أثناء هذه الضيافة أبرم الطالباني والبارزاني صفقة لبيع ( أليات وأدوات المستخدمة في بناء سد بخمة ) لـ( عمر أغا السورجي) أخ حسين أغا، نهبوا تلك الالات وباعوها بأبخس الاثمان بـ ( 2 مليون دينار) المعروف انذاك بالدينار( السويسري)، وقام ( عمرأغا) بعد عقد الصفقة بتهريب الاليات الى ( إيران) وربح من الصفقة ( 5 مليون دينار) سويسري. كان سد بخمة في ربيع من عام ( 1991) من أكبر الثروات الوطنية لإقليم كوردستان ونهب بكل بساطة، من هنا ذهبت كل أهداف وأمال الإنتفاضة ادراج الرياح وأصبحت تحت الثرى. من جهة اخرى لم تكن للإنتفاضة العظيمة أي فلسفة سياسية أو فكرية، ولم تكن صاحبة أي رؤية مستقبلية لشعب وأرض كوردستان، بدون شك حتى هذه اللحظة القيادة الكوردية ليست لديها أي رؤية مستقبلية للشعب كوردستان وأرضه، نحن الان داخل إعصار يدوربنا و يحملنا ويضرب بنا الإرض متى مايشاء ويقذف بنا داخل أي واد يشاء دون ارادتنا ".
المصدر: الطبعة الثانية من كتاب ( أزمة العقل) للكاتب فؤاد صديق الصفحة( 27 و 28).