عربية:Draw يجد العراق نفسه في قلب المواجهة بين إسرائيل وإيران، مع تصاعد الاحتمالات بوصول نيران الحرب المشتعلة في المنطقة إلى البلد الذي يقول إنه يحاول تجنّب الصراع. وكاد العراق أن يتعرض إلى هجمات إسرائيلية ليل الثلاثاء في أعقاب الرد الإيراني، «لولا ضغوط دولية بعد رسالتين منفصلتين من إيران والولايات المتحدة»، وفقاً لمصادر موثوقة، قالت أيضاً إن «نقاشاً رفيع المستوى يجري الآن لتثبيت قواعد اشتباك جديدة في العراق، بمعزل عن بؤر التوتر”. وكانت مصادر عراقية قد أفادت بأن تحالف «الإطار التنسيقي» ناقش ما قيل إنه «تقرير أمني لعشرات الأهداف لضربها واغتيالها من قبل إسرائيل في العراق". وقال قيادي عراقي، فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن «تقارير أمنية وردت إلى أجهزة حكومية وقادة أحزاب بأن الرد الإيراني سيسرع من الاستهداف الإسرائيلي لمواقع ومنشآت عراقية". وطبقاً للقيادي، فإن «التقديرات الأمنية كانت تفيد (يوم الثلاثاء) بأن الضربات الإسرائيلية وشيكة خلال ساعات". واضطرت هذه التطورات رئيس الحكومة العراقية إلى عقد اجتماع مع قادة في الجيش، مساء الثلاثاء، وطلب منهم «رفع مستوى الجهوزية العسكرية أمام المخاطر المتوقعة التي تهدد البلد». إعادة انتشار... وتمويه حتى قبل الرد الإيراني، كانت الفصائل العراقية قد أجرت تغييرات سريعة وكبيرة على مواقع انتشارها في العراق، لا سيما شمال العاصمة بغداد وغربها. وقالت مصادر ميدانية، إن «فصائل مسلحة وألوية تابعة لـ(الحشد الشعبي) لجأت إلى خطط تمويه شملت نقل مقار، أو الانسحاب من نقاط تمركز ثانوية، في إطار التحضير لهجمات إسرائيلية محتملة". وأضاف أحد هذه المصادر أن "نقاط تفتيش تُركت ليلاً من دون مقاتلين مع إبقاء المصابيح مضاءة للإيحاء بوجود عسكر فيها". وأفاد مصدر آخر بأن «الترجيحات الأمنية، وغالبيتها من طهران و(الحرس الثوري) رفعت احتمالات توجيه ضربات إسرائيلية متفرقة في العراق»، وقال إنها "ستكون كبيرة للغاية نتيجة الحصول على ضوء أميركي أخضر للإسرائيليين". ولا تمتلك الفصائل العراقية أسلحة دفاعية تمكنها من صد الهجمات الجوية الصاروخية، لذلك كان من البديهي اللجوء إلى خطط التمويه. وقال القيادي العراقي إن «الغارة الإسرائيلية على ميناء الحديدة في اليمن خلقت تصورات مقلقة لدى الفصائل العراقية عن شكل التصعيد المتوقع مع الإسرائيليين». وأضاف: «الأمر واضح الآن. المواجهة بين إيران وأميركا مختلفة تماماً عن المواجهة بين إيران وإسرائيل، ذلك أن قواعد الاشتباك مختلفة». كواليس ليلة الرد توافقت رسالتان منفصلتان على منع التصعيد في العراق مؤقتاً. وقالت المصادر إن الرسالة الإيرانية، وكان تحالف «الإطار التنسيقي» في أجوائها، حملت تهديداً مباشراً بفتح النار على المنطقة بأسرها لو تعرضت أهداف داخل إيران إلى ضربات إسرائيلية. وعلمت «الشرق الأوسط» أن رئيس الحكومة العراقية وقادة في الإطار التنسيقي كانوا في صلب اتصالات كثيرة الأيام الماضية، بينها مع مسؤولين إيرانيين، كانت متوافقة على أن "جرّ العراق نحو الحرب ليس في مصلحة طرفي النزاع". وتحاول الحكومة العراقية تقديم نفسها كمرجع لوساطة سياسية، لكن هذا الدور لن يتحول إلى مشروع إقليمي كبير، وسيقتصر على تخفيف الأضرار على العراق، لكن من دون ضمانات. وكان من الواضح أن إطلاق هذه الرسالة في هذا التوقيت يهدف إلى حماية «المسرح العراقي». وقال القيادي العراقي إن "درس انكسار (حزب الله) موجع لإيران، ولا تريد تكراره في العراق". بالتوازي، كانت الرسالة الأميركية إلى العراقيين بأن واشنطن لن تقف في وجه إسرائيل لو أرادت ضرب «تهديدات في الأراضي العراقية»، لكنها تضمنت أيضاً ضغوطاً على تل أبيب لمنع الرد على إيران أو تأجيله، على الأقل. قواعد اشتباك أسهمت الرسائل المتقاطعة في تأخير الرد، دون الجزم بإلغائه. وقد وجد سياسيون شيعة في «الإطار التنسيقي» الوقت المستقطع من النزاع الآن فرصة لرسم «قواعد اشتباك» ثابتة. ونقلت المصادر أن «قواعد الاشتباك لن يجري الاتفاق عليها بشكل مبدئي إلا بعد التأكد من نجاح الحكومة العراقية في لجم الفصائل»، وأوضحت أن "استهداف مقار لوجستية لوكلاء إيران لن يكون مستبعداً، لكن الحديث يجري عن عدم الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك". وقال القيادي العراقي إن ترجيح اللجوء إلى قواعد اشتباك الآن مدفوع بأن إيران لا تريد مزيداً من الخسارات، وإسرائيل التي لا تفكر بمزيد من الأرباح من العراق. المصدر: صحيفة الشرق الأوسط
عربية:Draw فاضل وفاطمة أصيبا بمرض غريب، ورقية استأصلوا كليتها، وعائلة الصافي قضت نحبها، رغد يتمنى أن تعيش بناته الخمسة حياة رغيدة، وخطار فقد زوجته الأولى ويكافح للحفاظ على الثانية، وآخرون يلاحقون الشركات النفطية. الكثير من الحالات المرضية تظهر في منطقة جنوب العراق بالقرب من مدينة البصرة، وتحديداً في المناطق السكنية القريبة من حقلي الرميلة والزبير وحقول أخرى، التي تُسجل فيها أكثر النسب ارتفاعاً لحرق الغاز حول العالم. يتناول هذا التحقيق حرق الغاز في منطقة جنوبي العراق، ويأتي في سياق سلسلة من التحقيقات الاستقصائية ضمن مشروع “إشعال السماء” العابر للحدود، حول حرق الغاز أو ما يُعرف بالـ flaring، وهو عملية حرق الغاز الطبيعي المصاحب لاستخراج النفط، بقيادة (European Investigative Collaborations EIC) وبالتعاون مع منظّمة التحقيقات البيئية ((Environmental Investigative Forum (EIF) وعدد من المنصّات الإعلامية من بينها موقع “درج”. يتناول المشروع انبعاثات حرق الغاز في 18 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط. قام فريق المشروع بدمج بيانات انبعاثات حرق الغاز من “Skytruth” مع خرائط الامتيازات/ التصاريح النفطية والغازية، وذلك لحساب انبعاثات حرق الغاز السنوية لكل أصل (حقول النفط والغاز، المصافي، مصانع الغاز الطبيعي المسال…) في دول عدّة من بينها العراق بين عامي 2012 و2022. لم يكن الأب الأربعيني حسن عبد الأمير يعلم أن الحقول النفطية المحيطة بمنطقة سكنه يمكن أن تتحول إلى وبال وشر مستطير عليه وعلى عائلته وأطفاله، فهو يسكن في منطقة الشرش الواقعة إلى الجنوب من مركز قضاء القرنة، التي تحيط بها ثلاثة حقول نفطية ضخمة. كان حسن يأمل أن توفر تلك الحقول خيراً وفيراً وحياة مرفهة وعيشاً هانئاً له ولأبنائه وأهل منطقته، غير أن الأمور جاءت على عكس ما كان يتمنى ويتوقع، فقد أصابه شرها بالمباشر، وتسببت الغازات المنبعثة منها واشتعالات النار التي لا تنطفئ ليلاً ونهاراً فيها، بإصابة أولاده بصحتهم، فحولت جسدي ابنه فاضل وابنته فاطمة إلى اللون الأسود وملأتهما بالقروح والانتفاخات، بعدما أصابهما مرض غريب ونادر عجز الأطباء عن تشخيصه وعلاجه، في حين تقرحت عينا أمهما حزناً عليهما، فقد حرم هذا المرض الطفلين من متعة الطفولة ولذة الدراسة والصداقة واللعب مع أترابهما. يحمّل حسن وهو موظف متقاعد لأسباب مرضية، انبعاثات حقول غرب القرنة، ومواقع الطمر الصحي، ومعامل الإسمنت والإسفلت مسؤولية المآل الذي آل إليه ولديه، ويؤكد أن الأدوية التي يتناولانها لا فائدة منها، وأنها علاج موقت. بيانات المشروع ومأساة حرق الغاز في جنوب العراق! على الرغم من أن العراق هو من بين الدول الموقعة على مبادرة البنك الدولي للقضاء على الحرق الروتيني (ZRF) التي تتعهد بإنهاء الحرق الروتيني بحلول عام 2030، إلا أن بيانات المشروع تشير إلى أن إجمالي حجم الحرق في العراق زاد عما 10.9 مليارات متر مكعب في عام 2012 إلى 15.8 مليارات متر مكعب في عام 2022، مسجلاً أعلى مستوى له عند 16 مليار متر مكعب في عام 2021. وقد نتج عن ذلك انبعاث 28.2 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون في عام 2012 و40.8 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون في عام 2022. وتشير دراستنا إلى أن المواقع/ التراخيص التالية في العراق كانت تنتج مستويات عالية من الحرق لسنوات عديدة، مما يشير إلى أن مشغلي هذه التراخيص كانوا يقومون بالحرق الروتيني من 2012 حتى 2022: الرميلة (تشغله BP) بمستوى حرق إجمالي حوالي 41 مليار متر مكعب وانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تبلغ 105.8 ملايين طن. الزبير (تشغله ENI) بمستوى حرق إجمالي حوالي 20.2 مليار متر مكعب وانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تبلغ 52.2 مليون طن. كركوك (تشغله شركة نفط الشمال) بمستوى حرق إجمالي يبلغ 16.4 مليارات متر مكعب وانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تبلغ 42.4 ملايين طن. غرب القرنة 2 (تشغله Lukoil) بمستوى حرق إجمالي يبلغ 11.5 مليارات متر مكعب وانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تبلغ 29.6 ملايين طن. الحلفاية (تشغله Petrochina وTotal Energies) بمستوى حرق إجمالي يبلغ 9.2 مليار متر مكعب وانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تبلغ 23.8 ملايين طن. حقل ميسان (برغزان/ بازركان) بمستوى حرق إجمالي يبلغ 8.1 مليار متر مكعب وانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تبلغ 21 مليون طن. غرب القرنة 1 بمستوى حرق إجمالي يبلغ 7.8 مليارات متر مكعب وانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تبلغ 20.1 مليون طن. مجنون (تشغله Shell) بمستوى حرق إجمالي يبلغ 5.9 مليارات متر مكعب وانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تبلغ 15.2 مليون طن. كما يتّضح من اللائحة أعلاه أن الكثير من الشركات الأجنبية، لا سيما الأوروبية منها، تمارس الحرق في العراق، على رغم أن هذه الشركات ملتزمة بقوانين صارمة في بلادها وتلتزم باللوائح والإجراءات المتعلقة بالاستدامة وهي ملتزمة بمبادرة البنك الدولي. حقل الحلفاية أحد أكثر حقول العراق حرقاً للغاز هو حقل الحلفاية، الذي يقع على بعد 200 كلم من البصرة، وتملك فيه شركة “توتال إنرجيز” الفرنسية 22.5%. إلا أن حقل الحلفاية ليس أكثر الحقول حرقاً في العراق فحسب، بل هو أيضاً أكثر الحقول تلوثاً من بين الحقول التي تملك فيها شركة “توتال” حصة. على مدى العقد الماضي، بلغ مستوى الحرق الإجمالي في حقل الحلفاية نحو 9 مليارات متر مكعب، وأطلق الحقل نحو 23 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون، منها 3 ملايين في عام 2022 وحده. في مقابلة لموقع “المربد” و”درج”، يقول كاظم دينار الذي يعيش في قرية المعيل بالقرب من حقل الحلفاية، إن ابنه جلال أصيب بسرطان الغدة الدرقية وتم استئصالها. بحسب دينار، يرجّح “الأطباء أن السبب المحتمل هو الهواء الملوث بسبب حرق الغاز". في ردّ توتال على أسئلة فريق المشروع، وتحديدًا على حقل الحلفاية، اكتفت الشركة بالقول: “نشير إلى أن CNPC هي المشغل”. دعوى ضد شركة “بي بي” أبو علي أحد جيران الحقول النفطية، ولكن في منطقة الرميلة هذه المرة وليس في القرنة. الرجل فقد ابنه البكر علي الذي أُصيب هو الآخر بمرض السرطان، فأقام لأجل ذلك دعوى قضائية ضد شركة “بي بي” وهي واحدة من الشركات المشغلة لحقل الرميلة أكبر حقول النفط في العراق، ولكنه ما زال إلى الآن ينتظر رأي القضاء في محنته. من جهتها ردت الشركة على أسئلة فريق المشروع بالقول: “لم تكن BP ولن تكون أبداً مشغلة لحقل الرميلة النفطي، كما أنه ليس لدينا أي مصلحة ملكية أو حقوق في الحقل أو أي حق في النفط الذي ينتجه”، مضيفة: “ومع ذلك، بصفتنا مساهمين في المقاول الرئيسي – شركة البصرة للطاقة المحدودة (BECL) – نواصل دعم جهود تقليل الحرق والانبعاثات في الرميلة، بالتعاون مع مشغل الحقل النفطي، هيئة تشغيل الرميلة (ROO)”، موضحة أن “هناك أيضاً عدداً من منشآت النفط والغاز في حقل الرميلة التي تُدار من قبل أطراف ثالثة ولا تشارك فيها الشركة، وهي مصدر للحرق ونعتزم مواصلة دعم BECL وROO في هذه الإجراءات، بالتعاون مع الحكومة العراقية وأصحاب المصلحة الآخرين”. أمّا وفقًا لرد شركة إيني، “في حقل زبير العراقي، كانت إيني العراق مقاولًا منذ عام 2010 بموجب عقد خدمة فنية (TSC)، وبالتالي فإن إيني لا تملك ولا تشغل حقل زبير. شركة نفط البصرة (BOC)، بصفتها الطرف الأول، هي مالكة حقل زبير وأصوله، بما في ذلك النفط الخام والغاز المصاحب المنتج. تظل استراتيجية التطوير، بما في ذلك احتواء الانبعاثات، من صلاحيات شركة نفط البصرة. يُدار الحقل بواسطة كيان غير ربحي يُسمى قسم تشغيل حقل زبير (ZFOD)، بدون صلاحيات اتخاذ القرار. شركة غاز البصرة لديها التزام تعاقدي بجمع الغاز المصاحب من زبير نيابة عن شركة نفط البصرة. رغم ذلك، تتعاون إيني العراق، في دورها الفني وبنهج استباقي، مع شركة نفط البصرة لتقليل وتقليص حرق الغاز وتعزيز قيمة الغاز المصاحب من خلال مشاريع تهدف إلى تحسين إدارة كميات الغاز المسلمة لشركة غاز البصرة. تقوم إيني العراق بإجراء فحوصات ومراقبة مستمرة للمصفوفات البيئية الرئيسية في منطقة حقل زبير: الماء، والتربة، والهواء، والنشاط الإشعاعي الطبيعي، بفضل شبكات مراقبة مخصصة تم إنشاؤها على مر السنين بعد دراسات محددة. تتماشى نتائج البيانات المجمعة مع التشريعات العراقية والمعايير الدولية. بالإضافة إلى هذه الفحوصات، تُجرى مسوحات دورية للنظافة الصناعية ودراسات تقييم المخاطر الصحية. علاوة على ذلك، تراقب إيني العراق الامتثال البيئي وتستثمر في الرعاية الصحية في البصرة من خلال مبادرات مخصصة للتشخيصات الأورام والرعاية الصحية للأطفال ووحدة مسح PET الحديثة، باستثمار يتجاوز 32 مليون دولار أميركي… يمتد التزام إيني لدعم نظام الرعاية الصحية في البصرة ومواءمته مع المعايير الدولية”. حالات متعدّدة الطفلة رقية (9 سنوات) ذات الروح المرحة، تم استئصال إحدى كليتيها، وهي الآن تعيش بكلية واحدة، وأهلها يعيشون في خوف دائم من أن تُعطب كليتها الأخرى، لذلك يعاملونها معاملة خاصة. أما سبب استئصال كليتها فهو أن سرطاناً قد نهشها، ولم يكن أمام الأطباء من خيار إلا استئصال العضو المصاب حفاظاً على حياتها، أما سبب السرطان، بحسب ما يقول أهلها، فهو الغازات المنبعثة من حقول النفط المحيطة بهم. ويؤكد رائد والد رقية أنهم لم يُشملوا بأية منحة أو مبادرة حكومية لتوفير العلاج. مواطن آخر من المنطقة اسمه وجود الصافي خسر خمسة من أفراد عائلته، فيما يعاني ثلاثة آخرون من مرض السرطان. وجود يسأل “كيف يمكن لوزارة النفط أن تدفع 300 ألف دينار سنوياً لأشخاص محددين وهي لا تكاد تكفي لشراء علاج لأيام معدودات؟”، ويتابع “أين هي قطع الأراضي التي وعدتنا بها الحكومة؟ لا نريد أن نسكن في تلك الأراضي نريد أن نبيعها ونشتري بها علاجاً”. ويوجه إلى الحكومة في البصرة عتباً، لأنها لم تبنِ مستشفى في قضاء القرنة يمكن معالجة الإصابات فيها، مما يضطر الأهالي إلى قطع عشرات الكيلو مترات للذهاب إلى أول مركز قريب إليهم في مدينة البصرة، لتلقي العلاج أو الجرعة الكيمياوية المطلوبة. ويسأل أيضاً: “ما هو السر العجيب في أن يتم التحذير من دخان السجائر ولا يتم التحذير من فليرات أو شعلات النفط المجاورة لمناطقنا؟ ليش وزارة الصحة ما تكول أكو تلوث بالنفط؟ وزارة البيئة وينها؟”. خرق القانون العراقي؟ لا بدّ من الإشارة إلى أنه لم يتم تمرير مسودة قانون النفط والغاز الفيدرالي المقترحة في عام 2011 في البرلمان العراقي، لكن العراق وضع هدفاً للقضاء على الحرق الروتيني في حقوله النفطية، كجزء من مبادرة البنك الدولي للقضاء على الحرق الروتيني في العالم بحلول عام 2030. وفقا للدستور وللقوانين في العراق فإن من حق المواطن أن يعيش في بيئة آمنة نظيفة خالية من كل الملوثات. والمقيمون في مناطق قرب الحقول النفطية، هم في الحقيقة يقيمون على أراضيهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، ولا يمكنهم تركها أو هجرها، وبذلك تحولت النعمة التي كانوا يأملون منها كل خير إلى نقمة لا يمكن تحملها. في ديسمبر/ أيلول من العام 2021، تعهد وزير النفط العراقي؟؟؟ بتخفيض حرق الغاز بنسبة 90% بحلول عام 2024. لكن بيانات المشروع تكشف عن معدلات حرق عالية، إضافة إلى قائمة بالمشغلين الأوروبيين الذين يمارسون هذه العملية في البلاد. اعترف وزير البيئة العراقي السابق جاسم الفلاحي بأن التلوث الناتج عن إنتاج النفط هو السبب الرئيسي في زيادة معدلات السرطان المحلية، مشيراً بشكل خاص، إلى الحرق الغازي كمساهم كبير في زيادة خطر الإصابة بسرطان الدم في المجتمعات القريبة من حقول النفط في البصرة. ويعزو تقرير مسرب من وزارة الصحة العراقية زيادة بنسبة 20% في حالات السرطان في البصرة بين عامي 2015 و2018 إلى تلوث الهواء، بما في ذلك الانبعاثات الناتجة عن حرق الغاز. ووجدت الدراسات والتحقيقات، بما في ذلك تحقيق أجرته قناة “BBC”، مستويات عالية من البنزين والمواد الكيميائية المسببة للسرطان، في الهواء في المناطق المحيطة بالحقول النفطية، وفي عينات البول لدى السكان القريبين منها، مما يشير إلى وجود ارتباط قوي بين حرق الغاز وزيادة معدلات السرطان. رغد الذي لم تعد حياته رغيدة بالعودة إلى معاناة الأهالي جراء الانبعاثات النفطية، ففي قضاء الدير الواقع شمال البصرة حيث يقع حقل نهران بن عمر، يعيش رغد جاسم وهو منتسب في وزارة الداخلية وأب لـ 5 بنات. رغد هو الآخر ضحية من ضحايا نيران الحقول، فقد أصيب بانتفاخات وإمساك مزمن وحين راجع الجهات الصحية تم تشخيص حالته المرضية بالزائدة الدودية، وتم استئصالها بعملية جراحية، غير أن آلامه لم تختف، فراجع الأطباء مرة أخرى، الذين أكدوا له هذه المرة إصابته بسرطان القولون، فأُجريت له عملية أخرى واستأصل 83 سم من القولون. وهنا بدأت رحلة رغد مع المعاناة والمرض والألم، متنقلاً بين العراق وإيران ولبنان منذ عام 2021 بحثاً عن علاج أو جرعة كيمياوية، يضاف إليها مصاريف لا طاقة له بها، ومنها أن كل جرعة كيمياوية ثمنها مليونان و100 ألف دينار، فضلاً عن الفحوصات ما بين تحاليل الدم وصور الرنين والأشعة والناظور والمفراس وغيره. انتهت المرحلة الأولى من رحلة المرض، لكن بعد العام 2023 عاد الألم مرة أخرى، فسافر رغد إلى إيران، وهناك أعاد إجراء الفحوصات المطلوبة، التي أظهرت وجود انسداد وورمين، مما أدخله مرة ثانية في دوامة العلاج. أمنية رغد حالياً، هي أن يتعافى بسرعة، ليتمكن من رعاية بناته الخمسة ويوفر لهن العيش الرغيد. ومن نهر عمران في قضاء القرنة شمال البصرة، إلى الزبير في غرب البصرة حيث تنتشر الحقول النفطية وتحديداً في منطقة الشعيبة، حيث يسكن المواطن هادي خطار مرغماً، قرب الآبار النفطية بسبب طبيعة عمله. الرجل فقد زوجته الأولى وهي أم لستة أطفال نتيجة إصابتها بالسرطان، ثم تزوج أخرى فأصيبت هي الأخرى بسرطان الثدي، لكنها تتابع العلاج بانتظام. يتحلى هادي بالكثير من الهدوء والبساطة مما يجعله لا يناشد ولا يطالب بشيء سوى توفير العلاج. برغم أنه لا يمكن ربط كل حالات السرطان في جنوب العراق بحرق الغاز، لكن مما لا شك فيه أن معدلات حرق الغاز المرتفعة على مدى عقود، ساهمت بشكل كبير في هذا التردي الصحي.
عربية:Draw من المقرر أن تعقد فصائل عراقية مسلحة اجتماعا مهما خلال الساعات المقبلة، لبحث مرحلة ما بعد اغتيال أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله على يد الاحتلال الإسرائيلي أول من أمس الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وإمكانية تصعيد الهجمات ضد إسرائيل، وإمكانية شمول الأهداف الأميركية في العراق والمنطقة بهذا التصعيد، واتخذت القوات الأمنية العراقية، ليل أول أمس السبت، إجراءات أمنية مشددة لحماية السفارة الأميركية في العاصمة بغداد، بعد موجة الغضب الشعبي ومحاولات الوصول إليها من المتظاهرين المنددين باغتيال نصر الله. وقال مسؤول عسكري في كتائب سيد الشهداء، إن "قادة الفصائل العراقية سيعقدون اجتماعاً مهماً خلال الساعات المقبلة لبحث مرحلة ما بعد اغتيال أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، مع إمكانية التصعيد العسكري بشكل أكبر ضد الأهداف الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة، وكذلك استهداف عمق إسرائيل من خلال صواريخ وطائرات مسيرة ستُستخدم لأول مرة في المعركة ولم يكشف عنها في وقت سابق". وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن "قادة الفصائل العراقية سيبحثون أيضاً إمكانية شمول الأهداف والمصالح الأميركية في العراق والمنطقة بالتصعيد العسكري المرتقب، على اعتبار أن الولايات المتحدة شريك أساسي في ما يحدث في لبنان، وهي متورطة بشكل رئيسي بعملية اغتيال نصر الله واستمرار العدوان على لبنان وغزة". وبين أن الاجتماع سيعقد خارج العاصمة بغداد لأسباب أمنية. وختم المسؤول العسكري في كتائب سيد الشهداء بأن "هناك انقساما في بعض مواقف الفصائل العراقية في ما يتعلق بالجانب الأميركي فقط، فهناك من لا يريد أي تصعيد عسكري جديد مع الولايات المتحدة بهذه المرحلة، حتى لا تُحرج حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وحتى لا تكون هناك ردود أفعال أميركية ربما تؤثر على عمليات الفصائل ضد الأهداف الإسرائيلية". في المقابل، قال القيادي في حركة أنصار الله الأوفياء علي الفتلاوي، إن "تواصل واتصال قادة الفصائل العراقية مستمران، ولن ينقطعا إطلاقاً بعد عملية اغتيال نصر الله، وهذه الفصائل سوف تبحث بكل تأكيد مرحلة ما بعد عملية الاغتيال وكيفية استمرار دعم غزة ولبنان في حربهما ضد الكيان الصهيوني". وأكد الفتلاوي أن "فصائل المقاومة العراقية سوف تستمر في عملياتها ضد الكيان الصهيوني، والعمليات بكل تأكيد سوف تشهد ارتفاعا ملحوظا في الكمية والنوعية بعد التطورات الأخيرة، وهذا ما سيتفق عليه قادة الفصائل خلال المرحلة المقبلة، فلا يمكن ترك المقاومة في لبنان وغزة تواجه الكيان الصهيوني، فنحن نؤمن ونؤكد ضرورة استمرار وحدة الساحات في الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي من دون أي توقف". وختم القيادي في حركة أنصار الله الأوفياء قوله بأن "قادة الفصائل العراقية جاهزون ومستعدون لأي شيء وكل شيء، ولا يخشون عمليات الاغتيال، وكل التهديدات لن توقف عمليات الفصائل في نصرة لبنان وغزة، وهي مستمرة وسوف تتصاعد إلى حين وقف مجازر الكيان الصهيوني". المصدر: العربي الجديد
عربية:Draw أعلنت واشنطن وبغداد انتهاء مهمة «التحالف الدولي» لمحاربة «داعش»، بينما كشف مسؤول حكومي أن المهمة "سوف تستمر في سوريا". وأعلن البلدان، في بيان مشترك، أن المهمة العسكرية للتحالف ستنتهي بحلول سبتمبر (أيلول) 2025، على أن يتم الانتقال إلى شراكات أمنية. وقال مسؤول أميركي إن هذه الخطوة ليست انسحاباً، ورفض الإفصاح عما إذا كان أي جنود سيغادرون العراق، أم لا، وفقاً لـ"رويترز" وتفيد معلومات غير رسمية بأن الاتفاق سيشهد رحيل مئات الجنود بحلول سبتمبر 2025، مع رحيل البقية بحلول نهاية 2026، ومن المتوقع أن يظل جنود أميركيون في أربيل. وأكد حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «2026 سيكون عاماً نهائياً لعمل التحالف في العراق، على أن تتركز مهماته في سوريا عبر منصة، حددتها لجنة مشتركة».
عربية:Draw قال الرئيس العراقي السابق، برهم صالح، إن بلاده لا تتحمل الانزلاق نحو الحرب، بينما تنجرّ منطقة الشرق الأوسط سريعاً نحو الهاوية. ووردت تصريحات صالح خلال جلسة حوارية، نظّمتها «الشرق الأوسط» وتدشن بها البرامج الحوارية لمجموعة «srmg». وقال الرئيس العراقي السابق إنه أجرى خلال الأسابيع الماضية لقاءات مع صنّاع قرار وسياسيين في بغداد وواشنطن، تركزت على الأزمة في فلسطين ولبنان. وأوضح أنه على الرغم من مخاطر الصراع المحدقة، فإنه متفائل بما يراه من جهود متضافرة للتهدئة. وتابع صالح أن «أطرافاً عدة تدفع نحو التصعيد»، لكن بالنسبة للوضع في العراق، فإنه يراهن على أن «قرار الحرب حصري بيد الدولة؛ دون غيرها». وشدد على أن الحرب في فلسطين ولبنان دخلت «مرحلة خطرة»، مشيراً إلى أن «جهوداً جادة تجري في جميع أنحاء العالم لتقليص النتائج الكارثية للحرب في المنطقة». يحذر الرئيس العراقي السابق برهم صالح من انجرار منطقة الشرق الأوسط إلى الهاوية، لكنه يتمسك بـ«أمل حي» بناء على ما يراه من جهود دولية تتضافر الآن لوقف الحرب، فيما تحدث عن وضع دقيق يمرّ به العراق، مع اندفاع أطراف محلية للمشاركة في التصعيد القائم. صالح الذي تولى رئاسة العراق بين عامي 2018 و2022، أضاء محطات سياسية وتاريخية في العراق والمنطقة، خلال جلسة حوارية في العاصمة البريطانية لندن، نظّمتها «الشرق الأوسط»، وأدارتها الزميلة نجلاء حبريري. وجه جديد للشرق الأوسط إلى حد كبير، يعتقد الرئيس العراقي السابق أن منطقة الشرق الأوسط دخلت مرحلة خطيرة، وقد منحها التصعيد الراهن «وجهاً جديداً». يقول صالح: "نحن أمام مأساة كبيرة. حجم الدمار الذي شهدناه في غزة يتوسع الآن ليشمل لبنان". مبعث القلق لدى صالح يعود أيضاً إلى الغضب المتنامي لدى الشارع العربي جراء تكرار دورة التصعيد والعنف، لكنه يشدد على أهمية «الانتقال من هذه الهاوية إلى ديناميكيات جديدة يمكنها مساعدة المنطقة على النمو والاستقرار في مرحلة ما، وهي ملحة للغاية الآن، علينا القيام بأمور شجاعة، من بينها تتبع مسار مختلف لتبريد محركات التصعيد، حتى لا تضيع سدى كل الأرواح البريئة التي أزهقت منذ عام، وربما أكثر»، يقول صالح. خلال الأسابيع الماضية، أجرى الرئيس السابق لقاءات مع صنّاع قرار وسياسيين في بغداد وواشنطن، تركزت حول آفاق الأزمة في فلسطين ولبنان، ويقول إنه "رغم مخاطر الصراع المحدقة، فإنه متفائل بما يراه من جهود متضافرة للتهدئة". يقول صالح: «ما أسمعه اليوم من دوائر مختلفة، أن هناك عملاً حثيثاً لتهدئة الأمور بسرعة (...) لا أجزم أن هذا سيؤدي إلى أي شيء، لكنني أحافظ على آمالي حية في أن يكون هناك وقف لإطلاق النار». ويرجح صالح «تعليقاً للقتال، وسيُسمح للناس بالعودة إلى منازلهم المحطمة (...) بعد ذلك، نحتاج حقاً إلى التفكير في زاوية جديدة لإنهاء الصراع»، لأنه "لا يمكن أن نعود إلى الوضع السابق دون أن نركز على محركات العنف المتكرر". ويرهن الرئيس السابق الحلول بالواقعية، لأن «العنف المتصاعد لا يجعلنا نتوقع الكثير في المستقبل»، نظراً للخسائر البشرية الكبيرة التي تحتم عليه القلق وتوخي الحذر بشأن التوقعات. مع ذلك، يراقب صالح «جهوداً جادة تجري في جميع أنحاء العالم، ولا سيما واشنطن، من أجل تقليص النتائج الكارثية للحرب في المنطقة». العراق في قلب العاصفة بالنسبة لبرهم صالح، فإن العراق «أفضل شاهد على نتائج العنف»، والآن يجد هذا البلد نفسه في موقف صعب للغاية، عالقاً في معادلات متقاطعة، لكن الرئيس السابق يراهن على أن «قرار الحرب في العراق حصري بيد الدولة، دون غيرها» من الأطراف الكثيرة المندفعة نحو التصعيد. يقول صالح إن «العراقيين لا يقدمون التعاطف وحسب، بل الدعم كما هي عادتهم الأساسية». حدث هذا مع الفلسطينيين، والآن مع اللبنانيين». ويذكر بتدفق المساعدات الإنسانية من جهات مدنية وحكومية إلى البلدين، لأن "في العراق لا يختلف اثنان على دعم القضية العادلة". لكن أولويات العراق الصعبة «لا تشجع أحداً لرؤية هذا البلد متورطاً في الصراع». يقول صالح إن "الاستقرار ليس راسخاً ومتجذراً، ومع ذلك هناك شكل من أشكال الاستقرار يمكن العمل عليه، دون أن نجازف به الآن في التصعيد القائم". في الجلسة الحوارية، كان صالح يميل كثيراً إلى مراجعة المقدمات التاريخية للحالة العراقية الراهنة، التي مرت منذ عقود بدورات عنف وصراع وتقلبات منذ عام 1958، لكنه كان متفائلاً بما سمعه أخيراً في بغداد. "لقد كنت في بغداد قبل شهرين، والتقيت بكثير من كبار القادة. جوهر النقاشات كان هذا: إما أن نكون دولة أو لا نكون دولة، لأنك لا تستطيع أن تحصل على الأمرين معاً". في نهاية المطاف، فإن «قرار الحرب والسلام هو قرار الدولة (...) إنه قرار وطني، وليس قرار فرد أو مجموعة، أو جماعة ثورية أو حركة مقاومة، لا يمكن لأي من هذه الجهات أن تقرر نيابة عن شعب العراق»، يقول صالح. ما يثير مخاوف الرئيس السابق الآن هو اندفاع أطراف نحو المشاركة في دورة التصعيد، لينتقل إلى مدى أوسع وأكثر دموية وشمولية، ويقول: "صحيح أن الأمر صعب جداً، لكن علينا توخي الحذر من نزاع إقليمي أوسع، بينما العراق يحتاج الآن إلى مغادرة عناوين الأخبار الساخنة، لأنه يريد الوقت للتعافي". «في العراق هناك إيمان لا نظير له بالقضية الفلسطينية، وهي أساسية في الوجدان العام، لكن الشعارات لا تفعل شيئاً. الحل يكمن في الانخراط بعملية مدروسة للقيام بأشياء ملموسة تجاه الفلسطينيين واللبنانيين الذين يخسرون كثيراً جراء هذا الصراع (...) أي شخص يسعى إلى شرق أوسط أفضل يجب أن يكون حازماً في دعم حق الفلسطينيين في الدولة والاعتراف بحقوقهم كمجتمع وأمة»، يقول صالح. انسحاب أميركي من العراق "نعم هناك اتفاق، هذا ما سمعته من كبار القادة في العراق الذين التقيتهم أخيراً"، يقول صالح، الذي رجّح استمرار المفاوضات بين واشنطن وبغداد حتى اليوم حول الاتفاق على وضع «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، ورجّح أن يكون الأمر على الطاولة خلال اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في نيويورك. وكان من المفترض أن يتم الإعلان عن اتفاق حول تغيير مهمة التحالف الدولي، والتخلص تدريجياً من الوجود القتالي الأميركي، لكن على الأرجح التصعيد الأخير في لبنان أرجأ الأمر إلى وقت آخر، وفقاً للرئيس صالح، الذي قال إن "المفاوضات مستمرة، دون أن يعني أنها اكتملت". يقول صالح إن القوات الأميركية لعبت دوراً مهماً في هزيمة «داعش»، لكن الدول ترغب في امتلاك سيادتها الكاملة، و"العراق ليس استثناء". الآن تصاعدت قدرات القوات العراقية، وهناك آراء كثيرة تذهب إلى انتفاء الحاجة إلى قوات أجنبية. يخالف صالح هذه الآراء بأن المهمة لم تنجز بعد، وأن العراق على الأغلب ما زال بحاجة إلى مساعدة استخبارية، خصوصاً في تنفيذ عمليات خاصة ضد التهديدات الإرهابية. ويستند صالح إلى بيانات حديثة حول بؤر محتملة لإعادة نشاط مجموعات إرهابية في المنطقة، ولا سيما سوريا المحاذية للعراق: «نحن نتحدث عن عشرات آلاف من الأشخاص الناقمين في الشرق الأوسط، الذين سيتحولون إلى قنبلة موقوتة تهدد دولاً كثيرة، بينها جيران العراق»، وإلا كيف نفسر "ما يحدث الآن في إدلب، وكيف تم إعادة تموضع (أبو محمد الجولاني)". يقول صالح: "ليست لديّ معلومات استخبارية عما يخططه هؤلاء (...) لكن الأمر لا يتطلب كثيراً من الخيال لفهم المخاطر، ومواجهة تحدٍ اجتماعي على مستوى العالم، وليس العراق وحسب". ويلخص الرئيس صالح موقفه بأنه «بلا شك فخور بتطور قدرات القوات العراقية بكافة صنوفها، لكن هناك حاجة إلى تبادل المعلومات الاستخبارية، خصوصأً في العمليات الجوية». العراق بين السعودية وإيران... والعالم كان برهم صالح في منصبه رئيساً للجمهورية العراقية، حين بدأت المياه تتحرك في الكواليس لإطفاء التوترات في المنطقة. ربما التقارب السعودي – الإيراني أبرز تلك المحطات، التي كان العراق فيها نشطاً على الخط. يقول صالح: "العراق مكان فريد من نوعه، وموقعه بين لاعبين في المنطقة أحد مميزاته (...) في النهاية اكتشفنا أن بقاء العراق كدولة مستقرة وقابلة للحياة، يجب أن يقبل الدور التالي؛ المحافظة على التوازن محلياً وإقليمياً»، وفي المقابل، فإن «الآخرين أدركوا أن العراق الغارق في الفوضى لا ينفع المنطقة، دولها". ولعب العراق دوراً حاسماً في المحادثات بين السعودية وإيران. يضيف الرئيس السابق: "في الحقيقة، حدث كثير من اللقاءات، وخلال فترة رئاستي، اضطلعنا بأدوار مع الحكومة (ولاية مصطفى الكاظمي) والجهات الفاعلة لتطوير دور العراق كجسر بين الجوار". يتذكر صالح زيارته إلى السعودية، ولقاءه بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وهناك «كان السعوديون مصممين على تطوير العلاقات بوصفها أمراً حيوياً». يقول صالح: "السعودية عمق العراق (...) والعراق يريد الخروج من عقود طويلة من الصراع والفساد، وبهذه المعادلة تحركت الأمور". في النهاية، تحسنت علاقات العراق مع جيرانه. يقول صالح: "عملنا بجدية كبيرة على تطوير الشراكات مع المملكة العربية السعودية، ومع دول مجلس التعاون الخليجي والإمارات العربية المتحدة، وكانت النتائج مرضية". ورغم أن العلاقات بين العراق والسعودية تتحرك خطوتين للأمام وخطوة إلى الخلف، لكن «الأمور تحدث الآن على أرض الواقع»، وضرب صالح أمثلة من قبيل تنامي الاستثمارات الزراعية السعودية في العراق. في المقابل، «لا يمكن استبعاد الإيرانيين، ولا يمكن السماح لهم بالهيمنة». لقد حاول الرئيس العراقي السابق شرح المعادلة الشائكة بين إيران والمنطقة. يقول إن "هذا البلد يحتاج إلى العرب من دون شك، لكنه سيقوم بذلك من خلال نمط علاقات مختلف مع الآخرين". ويتحول العراق إلى نقطة انطلاق، وهو يواصل لعب هذا الدور رغم الإحباط من هذه البلاد ومن التحولات التي تشهدها. يقول صالح:"العراق ليس كارثة مطلقة كما يصورها البعض، لكن مع ابتكار ديناميكيات حيوية مع الآخرين يمكن الانتقال إلى وضع جيد". عراق الميليشيات... عراق الدولة سُئل برهم صالح عن تعدد الأطراف المسلحة في العراق، وتكاليف ذلك سياسياً. يعود الرئيس السابق إلى ما يسميه بـ«العقد الاجتماعي في العراق، الدستور». يقول: «هذا العقد، ورغم حاجته إلى التعديلات، فإنه يفرض أن تكون جميع القوات العسكرية مسؤولة أمام الدولة»، ويضيف:"خروج الجهات المسلحة عن سيطرة الدولة سيكون نهاية العراق". يعتقد صالح أن "العراق لا يستطيع تحمل عدم الاستقرار»، وأن «تنظيم سلطات الأمن والعسكر من خلال تأمين سيادة الدولة هو الطريقة الوحيدة لضمان سلامة جيران العراق وتأمين مصالحهم". ورغم أن مركز الثقل في البرلمان العراقي يميل إلى فاعلين سياسيين بتوجهات دينية مسؤولة إلى حد كبير عن الديناميكيات الراهنة، فإن مسألة السلاح خارج الدولة تبقى محل نقاش صعب حول مستقبل العراق، الذي يجب أن يربطه قاسم مشترك، وهو سلطة الدولة. المصدر: الشرق الأوسط
عربية:Draw بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن ملف التحالف الدولي والحوارات لإنهاء تواجده في العراق، فيما دعا السوداني إلى بذل كل الجهود اللازمة لوقف الحرب والعدوان في غزة ولبنان. ويزور السوداني نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها التاسعة والسبعين. ووفقا لبيان لمكتبه الإعلامي، صدر مساء أمس الاثنين، فإن "السوداني استقبل بلينكن، في مقر إقامته بنيويورك، على هامش الزيارة"، مبينا أنه "جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات وكذلك مناقشة آخر التطورات التي تشهدها المنطقة، فيما يتعلق بالتصعيد الأخير في لبنان". وأضاف أن "السوداني حث على ضرورة بذل كل الجهود اللازمة لإخماد الحرب ووقف العدوان المستمر في غزة ولبنان، وهو ما يهدد بتوسعة الصراع في المنطقة وزعزعة الأمن الإقليمي والدولي"، مبينا أن "العالم والمنطقة يمران بوقت عصيب، وقد سبق للعراق أن حذر مراراً من مغبة نشوب حرب شاملة يمكن أن تندلع في أي وقت بسبب انعدام الحلول من جانب المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية، وهناك ضرورة قيام الأمم المتحدة بواجباتها ومسؤولياتها تجاه ما تتعرض له غزة ولبنان من جرائم عدوانية تستهدف المدنيين، لا سيما النساء والأطفال". وأشار الى أن "اللقاء تطرق إلى مجالات التعاون الثنائي في قطاع الطاقة، وكذلك مناقشة ملف التحالف الدولي وتواصل الحوارات لإنهاء تواجده في العراق والانتقال إلى بناء علاقات تعاون ثنائية مع دول التحالف في مختلف المجالات والقطاعات". يأتي ذلك في وقت تؤكد فيه قوى "الإطار التنسيقي" الحاكم في العراق ضرورة حسم ملف تواجد التحالف الدولي، وكانت قد أثارت أخيراً شكوكا في مدى جدية الحكومة العراقية بوضع جدول زمني لانسحاب تلك القوات. النائب السابق عن ائتلاف دولة القانون ضمن "الإطار التنسيقي"، عبد الهادي السعداوي، أكد أن "زيارة السوداني تركز على ملف خروج القوات الأميركية من البلاد"، وقال في تصريح متلفز، "هذا الملف مهم جداً، وأن رئيس الوزراء مطالب بإخراج القوات بحسب اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة مع واشنطن وحسب الاتفاق الأخير معها الذي تم لتحديد جدول زمني لإخراجها". وشدد على أنه "إذا حدث أي ضرر على المصلحة الوطنية بالعراق فإن المقاومة العراقية سترد بأسرع وقت ممكن". وكان رئيس الوزراء العراقي، قد أكد أخيرا أنّ بلاده تتهيأ لإعلان موعد انتهاء مهمة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، معتبراً أنّ العراق في العام 2024 ليس كما كان عام 2014، في إشارة إلى الأوضاع الأمنية التي تسببت بانهيار مدن ومحافظات كاملة تحت هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي. إلا أن سفيرة واشنطن في العراق، إلينا رومانسكي، جددت تأكيداتها على حاجة العراق للشراكة العسكرية مع واشنطن، وقالت قبل أيام إن "التهديدات لأمن العراق واستقراره وسيادته لا تزال قائمة. نحن ملتزمون بالعمل جنباً إلى جنب مع شركائنا في الحكومة العراقية والمجتمع المدني لتعزيز عراقٍ سلمي ومزدهر للأجيال القادمة".
عربية:Draw أعاد رئيس البرلمان السابق وحزب «تقدم» محمد الحلبوسي، التذكير بموقفه الرافض لتسليح قوات البيشمركة الكردية بمدافع قصيرة المدى، ومع ذلك تعرض لانتقادات شديدة اللهجة من المتحدث الرسمي باسم حكومة الإقليم وشخصيات سياسية كردية أخرى. كان الحلبوسي رفض الأسبوع الماضي، عبر تدوينة بمنصة «إكس»، تسليح قوات البيشمركة، وعاد لتكرار رفضه في مقابلة تلفزيونية، بثت مساء الجمعة. ورغم أن الحلبوسي أشاد «بتضحيات قوات البيشمركة الكردية»، وأكد «الصداقة الوطيدة التي تجمعه مع زعيم الحزب الديمقراطي مسعود برزاني»، فإنه تلقى ردود أفعال قوية من جانب الكرد. ورد المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان، بيشوا هوراماني، عبر منشور في «فيسبوك» قائلاً، إن "الوفاء غال جداً، فلا نتوقعه من شخص رخيص". وعاد القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ووزير الخارجية الأسبق، هوشيار زيباري، إلى مهاجمة الحلبوسي مرة أخرى، وقال إن مقابلته «مؤشر بأنه لن يعود إلى رئاسة مجلس النواب رغم حنينه». وتابع زيباري، أن «معاداة الحلبوسي الواضحة للإقليم وتسليح قواته وفق القانون والدستور وعدم دفاعه عن المكون (السُّنّي) أصبح ورقة محروقة رغم تقلباته مع الحشد والجيران»، في إشارة إلى إيران. وأقيل الحلبوسي من منصبه رئيساً للبرلمان، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بتهمة «التزوير» بقرار من المحكمة الاتحادية، إلا أن حزبه «تقدم» عد القرار حينها (استهدافاً سياسياً) ما القصة؟ استند الحلبوسي في رفضه تسليح «البيشمركة» بهذا النوع من الأسلحة إلى أنه "لم يكن يعلم بتسليم الحكومة المركزية في بغداد المدافع لقوات البيشمركة قبل الأسبوع الماضي، وإلا لكان رفض ذلك". وقال الحلبوسي: "لو كنت في موقعي السابق رئيساً للبرلمان لاستجوبت المسؤولين عن تسليم المدافع إلى الإقليم". وكان وزير شؤون البيشمركة، شورش إسماعيل، أعلن في بيان رسمي، يوم 6 أغسطس (آب) الماضي، تسلم «البيشمركة» مجموعة مدافع بموافقة الحكومة الاتحادية العراقية، ما يدفع مراقبين إلى التشكيك بأن الحلبوسي لم يكن على دراية. وقال الحلبوسي، إن «رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي سأله عن رأيه بمنح الكرد مدافع أميركية، وقد أبلغه برفض ذلك». وتابع: «الكاظمي أخذ برأيي ولم تسلم المدافع حينها للكرد، وبقيت في ميناء أم قصر». مدافع للصراع الداخلي شرح الحلبوسي مخاوفه من تسليم المدافع، بأنها "ربما تستخدم في الصراع السياسي الداخلي، في مرحلة لاحقة". وقال زعيم «تقدم»: "دعني أقول بوضوح، إن هناك مناطق متنازع عليها بين العرب والكرد على حدود إقليم كردستان، والجماعات التي تسكن هناك ليس لديها الأسلحة التي تمتلكها (البيشمركة)". وذهب الحلبوسي خلال المقابلة، إلى أن «مدافع (البيشمركة) من نوع الأسلحة الهجومية»، وتساءل عن حاجة الإقليم لها: «سيهاجمون بها مَن؟ نينوى أم كركوك المحاذية للإقليم، لأنهم لن يردوا على هجوم من إيران وتركيا، فهذا قرار الدولة الاتحادية". ويخالف خبراء عراقيون حديث الحلبوسي من الناحية الفنية. وقال الخبير العسكري أحمد الشريفي، إن مدافع «هاوتزر» الثقيلة، أميركية الصنع سلاح دفاعي لأن أقصى مدى تصله هو 40 كيلومتراً. وكانت وزارة «شؤون البيشمركة» في إقليم كردستان، قد صرحت مطلع أغسطس الماضي، بأن وزارة الدفاع الأميركية زودت حرس الإقليم بمجموعة من المدافع الثقيلة بموافقة الحكومة الاتحادية العراقية، خلال حفل تسليم 24 مدفعاً، من نوع «هاوتزر» الأميركية، عيار 105 ملم ومن طراز «إم 119». وقبل ذلك، دافعت وزارة الدفاع العراقية عن تسليم قوات البيشمركة مدافع «هاوتزر» أميركية الصنع. وأكدت الوزارة، في بيان صحافي، أنَّ «قوات البيشمركة قوة وطنية لا يشك في ولائها للعراق». وأوضحت الوزارة أنَّ التعاقد على شراء المدافع تم في فترة وزير الدفاع الأسبق عرفان الحيالي، وتم التعديل عليه في فترة وزير الدفاع السابق جمعة عناد، قبل تسليمها «بموجب مذكرة رئيس أركان الجيش للقائد العام للقوات المسلحة» في الحكومة الحالية. هل ينفذ الحلبوسي أجندة «إطارية»؟ أحدثت معارضة الحلبوسي ضجة سياسية، وأثارت حفيظة شخصيات عديدة من قوى «الإطار التنسيقي» ضد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لسماحه بتسليم المدافع لـ"البيمشركة". وقال مصدر رفيع من قوى الإطار إن "كلام الحلبوسي تسبب بحرج كبير لقوى الإطار ووضعهم في موقف لا يحسدون عليه، خصوصاً أنهم يهيمنون على الحكومة، وجميع رؤساء الوزراء، منذ عام 2014، رفضوا المساعي الأميركية لتجهيز الكرد بأسلحة ثقيلة". وفيما يفسر بعض الساسة الكرد رفض الحلبوسي بمثابة «شراء رضا قوى الإطار وحليفهم الإقليمي إيران»، يقول مصدر سياسي من حزب «تقدم» الذي يتزعمه الحلبوسي، إن «الحلبوسي لا يسمح لنفسه بتنفيذ أجندة إطارية، إنما يخشى من استخدام هذه المدافع داخلياً". مع ذلك، تبدو مهاجمة الحلبوسي لتسليح البيشمركة، ولرئيس الوزراء، «مسألة لا تخلو من البعد السياسي»، فالحلبوسي لم ينس موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تخلى عنه في الصراع على منصب رئاسة البرلمان، ولم يساهم في تمرير مرشحه للرئاسة شعلان الكريم، منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، وكذلك الحال مع "تدخل رئيس الوزراء الحاسم في إحباط جلسة انتخاب مرشحه الكريم". وقال الحلبوسي خلال المقابلة، إن السوداني "تدخل بشكل صارخ في مسألة انتخاب رئيس للبرلمان، وكان مستشاروه موجودين داخل قاعة البرلمان ويروجون لصالح مرشح سُنِّي للرئاسة". وأضاف أن السوداني "استخدم سلطته للتأثير على ملف رئاسة البرلمان، وهذا أمر غير صحيح، وهو قفز على استحقاق المكونات وعلى مسألة الفصل بين السلطات". ويفسر سياسيون من قوى مختلفة، انتقادات الحلبوسي للسوداني على أنها «جزء من سعيه لضرب تحالف محتمل بين السوداني والحزب الديمقراطي الكردستاني، استعداداً للانتخابات العامة عام 2025». المصدر: صحيفة الشرق الأوسط
عربية:Draw تستمر التحقيقات القضائية مع المتورطين في فضيحة شبكة التنصت في العراق التي يُتهم الموظف في رئاسة الوزراء العراقية محمد جوحي، بتزعمها، مُخلّفة وراءها أزمة سياسية فاقمت معها أزمة الثقة بين الأحزاب والحكومة من جهة، والحكومة والأجهزة القضائية من جهة ثانية، متسببة باحتدام سياسي وإعلامي وقضائي غير مسبوق تشنه الأحزاب الشريكة في حكم البلاد، ضد حكومة محمد شياع السوداني. وبدت الأزمة مستعصية، مع معلومات جديدة بشأن إخفاق قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، الذي وصل إلى بغداد، الثلاثاء الماضي، لاحتوائها. وتواصل "العربي الجديد"، مع ثلاثة مصادر مطلعة على الأزمة، والتي قالت إنّ قاآني لم يصل إلى نتيجة في مقابلاته التي أجراها مع رئيس منظمة بدر هادي العامري، وأمين عام حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وسياسيين ومسؤولين آخرين، بشأن شبكة التنصت في العراق التي توجه أطراف سياسية اتهامات ارتباط الشبكة برئيس الحكومة، وهو ما لم يثبت حتى الآن. وبينت المصادر، التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها، أن قاآني طلب التهدئة واحتواء الأزمة، "لكن بعض الأطراف من الإطار التنسيقي امتنعت عن التهدئة، واعتبرت أنّ الشبكة تجاوزت حدود العودة لإجراء توافق سياسي مع الحكومة وتجري التحقيقات مع المتورطين، وغالبهم موظفون في دائرة رئاسة الوزراء، وبإشراف قاضي جهاز المخابرات علي حسين جفات، وتوصلت إلى نتائج بعضها مصحوب بأدلة وتسجيلات صوتية من شأنها إدانة شخصيات حكومية، لكنها قد تأخذ وقتاً إضافياً، "كونها تمثل تحدياً كبيراً داخل النظام السياسي وقد تؤدي إلى تغيّر شكل التحالفات السياسية في المستقبل"، وفقاً للمصادر التي تحدث معها "العربي الجديد". ويرفض زعماء الأحزاب الفاعلة في التحالف الحاكم "الإطار التنسيقي"، الحديث عن تفاصيل دقيقة بشأن التحقيقات ونتائجها، والمستمرة منذ ما يزيد عن شهر، لكنهم باتوا يعرفون أن عملية التنصت لم تكن أمنية فحسب، بل لجمع المعلومات، بضمنها معلومات شخصية وعائلية. سياسي عراقي مُطلع على اجتماعات "الإطار التنسيقي"، في بغداد أخيراً، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ أحد قادة التحالف البارزين، علم أنّ التنصت شمل أفراداً من عائلته، وآخر وصلت إليه تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية لأفراد أسرته أيضا، وبلغ حالة من العصبية إلى أن يعلن بدء معارضته للسوداني. وكشف أنّ "زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، تقدّم بشكوى ضد السوداني بوصفه رئيساً للوزراء، يطلب فيها الحق الشخصي وفق القانون العراقي، كون الشبكة كانت تعمل من داخل مكتب رئيس الحكومة، وأنها (شبكة التنصت) وصلت إلى مراحل غير مقبولة اجتماعياً وعشائرياً أيضاً، وقد دوّن المالكي أقواله بالفعل، يوم الأحد الماضي". ما تقوله التحقيقات عن شبكة التنصت في العراق مصدر آخر قال إنّ التحقيقات أكدت استغلال المتورطين من الموظفين في المكتب الحكومي إمكانيات جهاز المخابرات العراقي في التنصت على شخصيات كثيرة من خلال مكالماتها الهاتفية، وأن هذه المعلومات كانت تسجل وتذهب إلى مكتب محمد جوحي، دون معرفة الدوافع لتسجيلها مع العلم أن بعضها لم يكن سياسيا، بل كان عن مواضيع متفرقة. وحتى الآن تم اعتقال نحو 10 أشخاص متهمين بشكل رئيسي في استغلال إمكانيات الدولة للتجسس على مكالمات هاتفية لنواب برلمان وسياسيين وقضاة، دون تخويل قضائي، ولأغراض شخصية. ويخضعون لتحقيقات قضائية تحيطها سرية عالية في بغداد. وأشار المصدر إلى أن "قاضي جهاز المخابرات علي حسين جفات، أصدر عدداً من مذكرات القبض بحق المتهمين في شبكة التنصت في العراق ممن وردت أسماؤهم على لسان الموقوفين على ذمة التحقيق، وقد جرى تنفيذ مذكرات قبض بحق بعضهم، وخلال الأيام المقبلة سيتم تنفيذ بقية المذكرات". وأكد أنّ "التحقيقات التي تجري بشكل قانوني مع المتهمين، أظهرت معلومات أمنية وسيادية، وأخرى ترتبط بقمع شرائح من المحتجين، والتجاوز على أعضاء في مجلس النواب". هكذا بدأت قصة شبكة التنصت في العراق وبدأت قصة شبكة التنصت في العراق بمكتب السوداني بعد توجيه الأخير بتشكيل لجنة تحقيقية بحق أحد الموظفين العاملين في مكتبه، دون الإشارة إلى اسمه، لتبنيه منشوراً مسيئاً لبعض المسؤولين وعدد من أعضاء مجلس النواب، وإصدار أمر سحب يد لحين إكمال التحقيق. ووفق بيان حكومي، الشهر الماضي، فإنّ السوداني دعا إلى "عدم التهاون مع أي مخالفة للقانون، وهو يدعم كلّ الإجراءات القانونية بهذا الصدد". تبع ذلك، تداول صفحات داعمة للحكومة معلومات تحدّثت عن موظف في مكتب السوداني أطلق عبارات نابية وألفاظاً خادشة ضد بعض الأشخاص، لكن تبيَّن في ما بعد أنه طرف في شبكة "تنصت سياسي". وكان النائب المستقل مصطفى سند، قد أكد في وقتٍ سابق، أنّ "محكمة تحقيق الكرخ المختصة بقضايا الإرهاب اعتقلت شبكة من القصر الحكومي لمكتب رئيس الوزراء، وعلى رأسهم محمد جوحي وعدد من الضباط والموظفين"، مضيفاً أنّ "الشبكة كانت تمارس أعمالاً غير نظيفة، منها التنصت على هواتف عدد من النواب والسياسيين (وعلى رأسها رقم هاتفي)، وكذلك تقوم الشبكة بتوجيه جيوش إلكترونية وصناعة أخبار مزيفة وانتحال صفات لسياسيين ورجال أعمال ومالكي قنوات". أعقب ذلك، بيان من الحكومة العراقية حذرت فيه من "الحملات المضللة". وأكدت الحكومة في البيان أنها تتابع "من منطلق التزامها ومسؤولياتها القانونية الحملات المضللة التي تستهدف إعاقة عملها في مختلف المجالات، ومنها ما جرى تناوله من معلومات غير دقيقة تستبطن الغمز، وبعضها تضمن الاتهام المباشر للحكومة تجاه قضايا تخضع الآن لنظر القضاء". وأضافت أن السلطة التنفيذية تنتظر "ما سيصدر عنه (القضاء) بهذا الصدد، مع تأكيد الحكومة المستمر على الالتزام بالقانون واحترام قرارات القضاء". وفي أول اعتراف سياسي وحزبي، قال عضو في "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه نوري المالكي، رسول أبو حسنة، إنّ "شبكة جوحي تنصتت على هواتف المالكي والنائب ياسر صخيل، وأن خيارات الإطار التنسيقي تذهب إلى إجراء انتخابات مبكرة في شهر مايو/أيار المقبل، أو منع شخصيات قد تصل إلى رئيس الوزراء من الترشح بالانتخابات القادمة"، وأنه "حتى الآن يتم التكتم داخل الإطار التنسيقي على الإجراءات القادمة".
عربية:Draw أكدت مصادر سياسية متطابقة وصول قائد فيلق «القدس» الإيراني إسماعيل قاآني، الثلاثاء، إلى بغداد في زيارة يُتوقَّع أن يلتقي خلالها معظم قادة قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، إلى جانب قادة فصائل مسلحة موالية لطهران. وأفادت وسائل إعلام محلية، بأن قاآني التقى فور وصوله إلى بغداد رئيس منظمة «بدر» هادي العامري، وأمين عام حركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي. وقالت مصادر، لـ«الشرق الأوسط»، إن سياسيين عراقيين كانوا على علم بزيارة قاآني قبل أن ينهي الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان جولته الرسمية في العراق، الأسبوع الماضي. وشأن معظم الزيارات غير المعلنة لقاآني، تتضارب التكهنات غالباً في معرفة أهدافها ونتائجها، لكن المؤشرات السياسية والأمنية الراهنة ترجّح أن الجنرال الإيراني يعمل الآن على احتواء «التصدع» في العلاقة الداخلية بين قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية وبينها، وبين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى جانب قيامه بلقاءات عديدة مع قادة الفصائل المسلحة، وبحث الموقف من الولايات المتحدة الأميركية، والحرب الإسرائيلية في غزة. ورجّح مصدر رفيع في قوى «الإطار التنسيقي»، أن تكون المشكلات داخل هذه القوى وطريقة معالجتها على رأس أوليات زيارة قاآني. بركان على وشك الانفجار وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما يجري داخل قوى الإطار هذه الأيام بمثابة بركان على وشك الانفجار، ما يتطلب تدخل الحليف الإيراني». وأكد المصدر، أن قاآني غالباً ما يتدخل في هذا النوع من الأزمات الداخلية، بهدف تسويتها بشكل نهائي. وتسببت قضية «التنصت» المزعومة التي اكتُشفت أخيراً، في تصدع الثقة بين قادة «الإطار التنسيقي» ورئيس الوزراء محمد السوداني. وتنتظر الأوساط العراقية نتائج التحقيقات القضائية بشأن «التنصت» في حين تضغط الحكومة العراقية لتوسعة التحقيق في سرقة القرن. وتصاعد الخلاف بين رئيس الحكومة محمد شياع السوداني وزعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، بشأن طبيعة المنافسة في البرلمان المقبل. ميدانياً، لم تستبعد المصادر أن «تكون إحدى أوليات الزيارة أيضاً، الاجتماع بقادة الفصائل، ومناقشة الأوضاع الأمنية في المنطقة، خصوصاً تطورات الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، مع الأنباء المتواترة عن إمكانية قيام إسرائيل باجتياح جزء من الأراضي اللبنانية». وقالت، إن «قاآني يحمل توجيهات عمل جديدة» للجماعات المسلحة الموالية لطهران.
عربيةDraw رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مقابلة مع بلومبرغ: 🔹العراق عضو مهم في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وهو ملتزم بخفض إنتاج النفط. 🔹نحن ملتزمون بقرارات أوبك بطريقة تحمي أسعار النفط وتوازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين. 🔹نحن أمام خيارين: إعادة تصدير النفط من ميناء جيهان التركي، أوتعديل العقود التي رفضتها شركات نفط الإقليم، أوتعديل قانون الموازنة، وهو أمر يتطلب تسوية سياسية. 🔹مبررات بقاء التحالف الدولي في العراق انتهت،والعراق (2024) ليس العراق ( 2014) 🔹لقد انتقلنا من الحرب إلى الاستقرار وداعش لا يشكل تهديدا للحكومة العراقية. 🔹 شرعنا في إجراء مباحثات صريحة مع التحالف الدولي وأنشأنا لجانا ثنائية لتنسيق انسحاب قوات التحالف الدولي. 🔹سيعلن قريبا انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق. 🔹إن انتهاء مهمة التحالف الدولي لا يعني نهاية العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، بل على العكس نحن نتفاوض لبناء علاقة أمنية واقتصادية وثقافية واجتماعية وعلمية دائمة 🔹نحن نحترم خيار الشعب الأمريكي في انتخاب رئيس وسنتعامل مع أي إدارة تأتي إلى السلطة. 🔹إيران تدعم العملية السياسية في العراق والجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب. 🔹العراق هو البلد الوحيد في المنطقة الذي لديه علاقات خاصة مع إيران والولايات المتحدة.
عربية:Draw انكمشت صادرات العراق بنسبة 15.7 في المئة في الربع الأول من العام الجاري، في حين انخفض النفط، الذي شكل 96.7 في المئة من إجمالي الصادرات، بنسبة 16.4 في المئة. وقال البنك المركزي العراقي في تقرير إن صادرات العراق في الربع الأول من العام الجاري بلغت 23.474 مليار دولار، مقابل 27.847 مليار دولار في المدّة نفسها من العام الماضي. وبمقارنة مستوى الصادرات في الربع الأول من العام الحالي والربع الأول من العام الماضي، يبدو أن مستوى صادرات العراق سيتراجع بنسبة 15.7٪ في عام 2024. وانكمش النفط، الذي شكل 96.7 في المئة من إجمالي صادرات العراق من السلع في الربع الأول من العام الحالي، بنسبة 16.4 في المئة في الربع الأول من العام الحالي، وعزا البنك المركزي ذلك إلى انخفاض أسعار النفط بنسبة 10.7 في المئة. وقال تقرير البنك المركزي إن "صادرات المنتجات النفطية، بما في ذلك النافثا والديزل ومنتجات أخرى، شكلت 2.5 في المئة من صادرات العراق السلعية في الربع الأول من العام الحالي". وشكلت جميع السلع الأخرى، 0.6 في المئة، من إجمالي صادرات العراق في الربع الأول من هذا العام، وكانت نسبة ضئيلة جدا منها صناعية وغذائية ومشروبات منزلية أساسية.
عربيةDraw - تقرير/ فاضل حمه رفعت خضع وزير النفط العراقي لعملية قسطرة قلبية في الولايات المتحدة، وفي بغداد كثف نواب حزبه (دولة القانون بزعامة نوري المالكي) جهودهم لاستجوابه وسحب الثقة منه، ثم أن حيان عبد الغني لا يحظى حتى بشعبية لدى حكومة إقليم كوردستان والشركات الأجنبية في قطاع النفط في الإقليم وحتى أعضاء الكونغرس الأمريكي يختلفون معه. مزيد من التفاصيل في هذا التقرير. استجواب وزير النفط قال عضو مجلس النواب العراقي عن ائتلاف دولة القانون، أحمد صلال بدري، إن المرحلة المقبلة ستشهد عددا من عمليات استجواب الوزراء تحت قبة البرلمان. ووفقا للنائب، فإن أول وزير يواجه استجوابا برلمانيا هو وزير النفط حيان عبد الغني. منذ تشكيل حكومة السوداني في أكتوبر 2022، كان المالكي يشك في حيان عبد الغني ويضغط عليه للاستقالة، لذلك انتشر خبر استقالته أكثر من ثلاث مرات منذ ذلك الحين، وهو ما نفاه حيان عبد الغني. في البداية، كان سبب ضغط نوري المالكي لتغيير وزير النفط هو أن حيان عبد الغني كان مؤيدا لقيس الخزعلي، أمين عصائب أهل الحق ومشاريعه في وزارة النفط، فيما قال آخرون إن أشخاصا مقربين من المالكي، بمن فيهم (ياسر صخيل وسنيد)، جعلوا من وزارة النفط عبارة عن سوق للمزاد منذ البداية لاستقدام ونقل مُديرين عامين وتدخلوا في الحصص المالية لشركة تسويق النفط العراقية (سومو). وهذا دفع وزير النفط إلى تقديم استقالته أكثر من مرة. جمعت كتلة دولة القانون في مجلس النواب أكثر من 60 توقيعا لأستجواب وزير النفط، فضلا عن وزيرة الاتصالات ورؤساء عدد من الهيئات الحكومية الكورد وحيان عبد الغني خلال مدّة تولي هذا الوزير، وتحديدا صباح 25 مارس 2023، تم إيقاف صادرات إقليم كوردستان النفطية عبر خط أنابيب إلى ميناء جيهان التركي، ما أجبر تركيا على التوقف عن تصدير نفط الإقليم، ومنذ ذلك الحين خسرت حكومة إقليم كوردستان ما يقارب 80٪ من إيراداتها، وهذا ما أجبرها على تسليم إيراداتها النفطية وغير النفطية نقدا إلى بغداد في موازنة 2023، فقط مقابل ضمان رواتب موظفيها. في الماضي، أرسلت الشركات الأجنبية في قطاع النفط في الإقليم رسائل احتجاج إلى الكونغرس الأمريكي بشأن تعليق صادرات النفط، وطلب الأمريكيون مرارا من وزير النفط العراقي إجراء محادثات مع حكومة إقليم كوردستان والشركات من أجل استئناف صادرات النفط، ولكن حتى الآن كانت جميع المحادثات غير مثمرة. وقبل زيارة حيان عبد الغني الأخيرة إلى الولايات المتحدة، بعث عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي برسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، متهمين فيها حيان عبد الغني بالتورط في مساعدة إيران على التهرب من العقوبات الأمريكية عبر خلط النفط الإيراني مع النفط العراقي في البحر. من هو حيان عبد الغني؟ اسمه الكامل هو حيان عبد الغني عبد الزهرة، من مواليد عام 1958 في البصرة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة البصرة عام 1979 ثم درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية من نفس الجامعة. قبل تعيينه وزيرا للنفط، شغل المناصب التالية: • مدير إدارة التصميم في شركة نفط الجنوب (2000) • مدير مشروع، شركة نفط الجنوب (2003-2008) • مدير مشروع، النائب الأول للمدير العام لشركة نفط الجنوب (2008-2012) • مساعد المدير العام لشؤون التراخيص، نائب المدير العام لشركة نفط الجنوب (2012-2015) • مديرعام شركة نفط الجنوب (2015-2017) • مديرعام شركة غاز الجنوب ورئيس مجلس الإدارة (2017) • رئيس مجلس الإدارة الأعلى لشركة غاز البصرة (2017)
عربية:Draw في أول زيارة رسمية خارجية له، حط الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في بغداد، أبرم خلالها 14 مذكرة تفاهم، وفيما وجد مراقبون أن معظم هذه المذكرات تصب في صالح إيران، أشار مقرب من رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، إلى أن هدف الزيارة هو تشكيل تحالف اقتصادي كبير مع مصر والأردن بوساطة ومشاركة عراقية. ويقول السياسي المقرب من رئيس الوزراء، عائد الهلالي،إن “الزيارة بحثت في مستقبل المنطقة، بضمنها العلاقات الإقليمية والدور الذي يمكن أن يؤديه العراق في تقريب وجهات النظر بين إيران ودول الإقليم، إذ يعمل العراق الآن على تقريب وجهات النظر بين إيران من جهة ومصر والأردن من جهة أخرى". ويرجح الهلالي، أن “ينخرط الجميع في تحالف اقتصادي كبير جدا، وهذا قد يوفر مناخا للتنمية في المنطقة، إذ من الممكن أن يتحول هذا التحالف إلى قوة في الاقتصاد العالمي ورسم سياسات المنطقة". إضافة إلى ذلك، يعتقد بأن “هناك الكثير من الملفات بين البلدين، وأن إيران تعتبر العراق بوابة للعلاقات مع المنطقة العربية التي تعوّل عليه أيضا من جانبها كثيرا في تقريب وجهات النظر مع الجانب الإيراني". ووصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأربعاء، إلى العراق في أول زيارة خارجية رسمية له، بعد انتخابه رئيسا للجمهورية الإسلامية، خلفا للراحل إبراهيم رئيسي، وكان في استقبال بزشكيان في مطار بغداد الدولي، رئيس الحكومة محمد شياع السوداني. ويرى الهلالي، أن “الزيارة مهمة جدا، لأنها كان من المفترض أن تجري في زمن الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، لولا حادثة رحيله التي حالت دون ذلك”، لافتا إلى أن “زيارة بزشكيان قد شملت جملة من الاتفاقات في ملفات عدة، أمنية وتربوية وثقافية وسياحية، إذ ستؤسس هذه المذكرات إلى علاقة غير مسبوقة مع إيران". وألغى حادث الطائرة الذي توفي فيه إبراهيم رئيسي، في شمال إيران، زيارة كان مقررا أن يجريها الرئيس الإيراني، إلى العاصمة بغداد نهاية أيار مايو الماضي، لمناقشة “التعاون المشترك بين البلدين". “ذقن حليق”! ويعرّج الهلالي، على ما أسماها “رسالة مهمة”، أراد السوداني، إيصالها في استقبال نظيره عبر قيافته، إذ “استقبل الرئيس الإيراني بذقن حليق وربطة عنق، وهذه رسالة أراد السوداني إيصالها إلى إيران بأننا دولتان متكافئتان، أي أن العراق ليس جزءا من إيران، إذ لم يظهر السوداني كما اعتاد في بعض الأحيان من دون ربطة عنق وذقن غير حليق". وعلى هامش الزيارة، أعلن السوداني وبزشكيان من بغداد، توقيع 14 مذكرة تفاهم بين البلدين كمقدمة “لتعزيز التعاون” الثنائي، وفيما كرر السوداني الحديث عن رفض حكومته استغلال الأراضي العراقية للقيام بأعمال تهدد أمن إيران، شدد الرئيس الإيراني على أن طهران تريد “عراقا قويا مستقرا آمنا مستقلا". إفلات من العقوبات! لكن من جهته، يرى المحلل السياسي محمد نعناع،” أن “هذه الزيارة استمرار للجهود الإيرانية في استغلال العراق، للإفلات من العقوبات الدولية، والمزيد من استخدامه أيضا كمجال حيوي وبعد أمني وقومي". وبشأن الاتفاقيات، يشير نعناع، إلى أن “هذه الاتفاقيات غامضة وتفاصيلها غير معلومة، وهي على ما أعتقد كمثيلاتها السابقة لا يستفيد منها العراق، بل إيران بالدرجة الأولى”، لافتا إلى أن “الاتفاقيات مكررة حتى في العناوين والقطاعات التي شملتها، لذا فما هي إلا تجديد للاستفادة الإيرانية من الوضع العراقي". وتشمل المذكرات الموقعة مجالات التربية والإعلام والاتصالات والزراعة والمناطق الحرة العراقية الإيرانية، إذ أشار السوداني إلى أن هذه المذكرات ستمثل مع مذكرات التفاهم الموقعة السابقة خارطة عمل واعدة للمضي في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، مؤكدا أنه كلما اتسعت هذه الشراكات، فإنها تنعكس إيجاباً على مستوى الاستقرار الإقليمي، كما أكّد بزشكيان أنه والسوداني بحثا في مشاريع استراتيجية على المدى البعيد ستؤدي إلى تعاون أكبر بين البلدين. تباين المصالح بدوره، يذكر الخبير الاقتصادي زياد الهاشمي، أنه “على الرغم من العلاقة الاستراتيجية التي تصل إلى مستوى التحالف على الصعيد السياسي والأمني بين العراق وإيران، إلا أن العلاقة الاقتصادية تعد علاقة ملتبسة يشوبها في كثير من جوانبها تباين المصالح". ويكمل الهاشمي،“في مجال الطاقة نجد أن الجانب الإيراني يرى ثمة تلكؤا عراقيا في تسديد مستحقات مبيعات الغاز والكهرباء والتي تجاوزت 11 مليار دولار تراكمت منذ 2017، في حين يرى العراق أنه قد استنفد كل الطرق لسداد ما بذمته". وفي ملف الربط السككي، يشير الهاشمي، إلى أن “إيران تطمح أن تكون الجغرافيا العراقية ممرا للربط مع الموانئ السورية، وهذا ما جعل العراق يتردد في الاستجابة بتسهيل عملية الربط، لما في ذلك من مخاطر محتملة على مشاريعه المستقبلية للنقل". ولهذه الأسباب يرى الخبير الاقتصادي، أن “هذه الزيارة مهمة للجانب الإيراني أكثر بكثير منها للجانب العراقي، لكنها بكل الأحوال فرصة لاستكشاف توجهات الرئيس الإيراني الجديد الذي يواجه ضغوطا داخلية في إيران للتعامل مع المشاكل الاقتصادية، وأهمها التضخم وسوء الإدارة وانتشار الفساد". وتستمر زيارة بزشكيان ثلاثة أيام يعقد خلالها، بالإضافة إلى الاجتماعات الرسمية، لقاءات مع إيرانيين ورجال أعمال، في بغداد وإقليم كردستان. إلى ذلك، يجد مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، خلال أن “تطوير العلاقات بين العراق وإيران لا بد أن يتضمن تنظيم اتفاقيات ومذكرات تفاهم، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن إيران تخضع للعقوبات الاقتصادية". ويضيف فيصل، أن “العقوبات مع ذلك، لا تشمل جميع السلع الغذائية أو الدوائية أو ما يتعلق بالحاجات الإنسانية، فالحظر مفروض على النفط والغاز، والعراق يحصل على استثناء خاص من الإدارة الأمريكية كل ثلاثة أشهر من أجل توفير الطاقة الكهربائية". ويرجح أن “العقوبات يمكن تجاوزها بتبادل السلع بالعملات الوطنية، كما حصل مع الصين، فهذا التبادل مهما يكن، هو أفضل من ذهاب الدولار إلى إيران، لأن هذا يشكل كارثة اقتصادية على العراق". وفيما يتعلق بتنفيذ هذه الاتفاقيات، يلفت إلى أن “ذلك يرجع إلى مدى جدية الحكومتين والمصالح المتبادلة وإذا ما كانت مصلحة للعراق في تنفيذها ستتابعها الحكومة العراقية بتشكيل لجان لغرض التنسيق والمتابعة لتنفيذها". ووقع العراق وإيران في 19 آذار مارس 2023 اتفاقية أمنية، تتضمن التنسيق في مجال حماية الحدود المشتركة بين البلدين، فضلا عن توطيد التعاون المشترك في مجالات أمنية عدة، تشمل نزع أسلحة المجموعات الانفصالية المسلحة، الموجودة في إقليم كردستان، وإخلاء الثكنات العسكرية (المعارضة لطهران) ونقل عناصرها إلى مخيمات. وقبيل زيارة بزشكيان إلى العراق سلّمت قوات الأمن الداخلي في السليمانية (الأسايش)، ناشطا كرديا إيرانيا معارضا إلى السلطات الإيرانية، ما أثار لغطا وجدلا داخليا كبيرا. وتأتي زيارة بزشكيان وسط اضطرابات في الشرق الأوسط أثارتها الحرب التي اندلعت في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول أكتوبر 2023، والتي دفعت الفصائل المسلحة في العراق وجميع أنحاء المنطقة لدعم الفلسطينيين. وكان من المرتقب أن يزور الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي العراق في 28 أيار مايو الماضي، لتوقيع جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الأمنية والسياسية والاقتصادية بين الجانبين، بما فيها قرار رفع التأشيرات وإلغاء الازدواج الضريبي، والتنسيق في مجال حقول النفط المشتركة بين البلدين والتي ما زالت غير مستثمَرة حتى الآن، لكن مصرعه في تحطم مروحيته، في 19 أيار مايو، حالت دون ذلك. كما كان من المفترض توقيع مذكرات تفاهم أمنية واقتصادية بين بغداد وطهران، إلا أنها أجلت إثر حادثة مقتل رئيسي، وذلك قبل مراجعتها من قبل وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني، الذي زار بغداد في 13 حزيران يونيو الماضي، تمهيدا لتوقيعها في الفترة المقبلة. المصدر: العالم الجديد
عربية:Draw في وقت تتعرض إيران لضغوط غربية قوية بعد اتهامها بإمداد روسيا بصواريخ بالستية، كشف مصدر إيراني، أن الرئيس مسعود بزشكيان الذي بدأ أمس زيارة إلى العراق هي الأولى له إلى الخارج منذ توليه منصبه، طلب من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إحياء الوساطة العراقية مع واشنطن، في وقت تسعى الحكومة الإيرانية الجديدة إلى إحياء مفاوضات الملف النووي مع الغرب. وكانت بغداد استضافت حواراً لعدة جولات بين السعودية وايران أثمر لاحقاً توقيع اتفاق المصالحة في بكين، كما لعبت بغداد دوراً في تبادل بعض الرسائل الإيرانية مع واشنطن. وقال المصدر،وهو أحد أعضاء الوفد الذي رافق بزشكيان، إن الأخير طلب كذلك من السوداني العمل على حصول بغداد على إعفاء خاص من العقوبات الأميركية لدفع المستحقات العراقية لطهران وحماية المصارف التي تتعامل مع إيران وتواجه خطر العقوبات الأميركية. وفي وقت يضغط حلفاء إيران العراقيون لاستكمال انسحاب القوات الأميركية من العراق، وقع هجوم ليل الثلاثاء - الأربعاء على منشأة دبلوماسية أميركية في مطار بغداد الدولي من دون تسجيل إصابات. واعتبر المتحدث باسم «كتائب حزب الله - العراق»، الموالية لإيران، جعفر الحسيني، أن «استهداف مطار بغداد في هذا التوقيت تقف خلفه أيادٍ مشبوهة، والغاية منه التشويش على زيارة الرئيس الإيراني إلى بغداد»، داعياً «الأجهزة الأمنية إلى كشف المتورطين». وقالت مصادر إيرانية سياسية،إن الهجوم هو رسالة لبزشكيان من حلفاء إيران الذين يعارضون استراتيجية طهران في عدم توسيع المواجهة ضد إسرائيل في المنطقة، وضد التأجيل المتواصل للرد الإيراني على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية قبل نحو أربعين يوماً. وكانت تقارير سابقة قد كشفت إن بزشكيان كان أحد المعارضين لشن هجوم صاروخي على إسرائيل رداً على اغتيال هنية، وهو يدعم الرد بالمثل عبر اغتيال شخصية إسرائيلية أوموالية لتل أبيب. ووفق المعلومات، بزشكيان أقنع المرشد الأعلى علي خامنئي بالتفاهم مع واشنطن لتأجيل الرد الإيراني، موضحاً أنه يؤيد التقارب مع الغرب وهو ما ترفضه فصائل موالية لإيران وكذلك الحرس الثوري. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع السوداني في بغداد، قال الرئيس الإيراني: «إننا في أمسّ الحاجة إلى تفعيل الاتفاقيات الأمنية مع العراق»، فيما تعهد رئيس الحكومة العراقية بـ «عدم السماح لأي جهة بارتكاب عدوان مسلح على إيران انطلاقاً من العراق». وأكد السوداني المضي في العمل بـ «الربط السككي والطريق البري مع إيران لنقل البضائع والمسافرين بخط البصرة - شلامجة، وإنشاء مناطق صناعية حدودية في محافظات واسط والبصرة وميسان، وتنفيذ بنود مذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها». وقبل زيارة إلى كردستان ستكون الأولى لرئيس إيراني إلى الإقليم، الذي نفّذت فيه إيران ضربات في السابق قائلة إنه قاعدة لجماعات انفصالية إيرانية وكذلك لعملاء إسرائيل، زار بزشكيان، الذي ينتمي إلى العرقية الأذرية ويتحدث الكردية بطلاقة، الأماكن المقدسة في مدينتَي كربلاء والنجف، وكذلك النصب التذكاري لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي قُتل في هجوم أميركي عام 2020. ومع بدء زيارته للعراق، التي شملت توقيع عدد من الاتفاقيات، قال الرئيس الإيراني: «إننا في أمسّ الحاجة إلى تفعيل الاتفاقيات الأمنية مع العراق وردع الإرهاب والتعاون لمحاربة داعش، لأننا نريد عراقاً قوياً مستقلاً موحداً وأمةً تسودها الأخوة والهدوء». وأضاف بزشكيان: «أتعهد بالالتزام بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها، وسأقوم بمتابعتها ونأمل من الجانب العراقي القيام بنفس الآلية، وسنعقد اجتماعات لصيانة هذه المعاهدات». وأشار إلى أن «إسرائيل ترتكب أبشع جرائم الإبادة الجماعية والمجازر ضد الفلسطينيين، بدعم من الحكومات الأوروبية، مما يكشف زيف ادعاءاتها بحماية حقوق الإنسان». وأضاف: "الإسرائيليون يستخدمون الذخائر الأوروبية لارتكاب مجازر ضد الشعب الفلسطيني، ويطلقون كلمة الإرهاب على كل من يدافع عن نفسه". المصدر: صحيفة الجريدة الكويتية
عربية:Draw كشفت “وزارة المالية” العراقية؛ يوم الثلاثاء، أن حجم الإيرادات العراقية في الموازنة الاتحادية خلال (07) أشهر تجاوزت: (77) تريليون دينار، مؤكدة بقاء مساهمة “النفط” في الموازنة نحو: (89%). ونشرت منصات إخبارية محلية؛ البيانات والجداول التي أصدرتها “وزارة المالية”؛ في شهر آب/أغسطس الماضي، لحسابات كانون ثان/يناير وشباط/فبراير وآذار/مارس ونيسان/إبريل وآيار/مايو وحزيران/يونيو وتموز/يوليو للسنة المالية الحالية، والتي بيّنت أن “النفط” ما يزال يُشكل المورد الرئيس لموازنة “العراق” العامة، حيث بلغ: (89%)، مما يُشير إلى أن الاقتصاد الريعي هو الأساس في موازنة البلاد العامة. وأشارت جداول المالية إلى أن إجمالي الإيرادات لسبعة أشهر من العام الحالي؛ بلغت: (77) تريليونًا و(475) مليارًا و(502) مليونًا و(239) ألفًا و(546) دينارًا، مبينة أن مجموع السلف بلغت: (15) تريليونًا و(664) مليارًا و(477) مليونًا و(820) ألفًا و(559) دينارًا. وبحسّب جداول “المالية”؛ فإن إيرادات “النفط” بلغت: (69) تريليونًا و(55) مليارًا و(827) مليونًا و(984) ألف دينار، وهي تُشكل: (89%) من الموازنة العامة، في حين بلغت الإيرادات غير النفطية: (08) تريليونات و(317) مليارًا و(883) مليونًا و(512) ألف دينار. من جانبه؛ قال الخبير الاقتصادي؛ “محمد الحسني”، في تصريحات صحافية؛ إن: “المشكلة الاقتصادية في العراق تعود إلى فشل الأنظمة التي حكمت العراق، في تحقيق مهمة الانتقال نحو الاقتصاد التنموي مـن خـلال استثمار الـثـروة النفطية فـي تنويع الاقـتـصـاد وخلق فـرص التشغيل المنتج ورفع مستوى التنمية البشرية وتخليصه من الريعية". وأكد “الحسني”؛ على ضرورة: “تفعيل مجموعة من القوانين التي تشجع القطاع الخاص المحلي والأجنبي للدخول في السوق العراقية، منها قوانين التعرفة الجمركية وحماية المستهلك ومنع الاحتكار وغيرها”. وكان مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية؛ “مظهر محمد صالح”، قد أكد في شهر آذار/مارس 2021، أن أسباب بقاء الاقتصاد ريعيًا يعود إلى الحروب وفرض الحصار الاقتصادي على “العراق” خلال الحقبة الماضية، وما نشهده اليوم من الصراعات السياسية، أدت إلى تشتيت للموارد الاقتصادية. ويُعد استمرار الدولة العراقية بالاعتماد على “النفط” كمصدر وحيد للموازنة العامة، يجعل “العراق” في خطر من الأزمات العالمية التي تحدث بين الحين والآخر لتأثر “النفط” بها، مما يجعل البلاد تتجه في كل مرة لتغطية العجز عبر الاستدانة من الخارج أو الداخل، وهو بذلك يُشير إلى عدم القدرة على إدارة أموال الدولة بشكل فعال، والعجز عن إيجاد حلول تمويلية بديلة.