في الذكرى السادسة لاستفتاء الانفصال .. أزمات متعددة وخسارات الكرد تتوالى
2023-09-24 19:19:34
عربية:Draw
ست سنوات مرت على ذكرى استفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق، هذا اليوم الذي يعد واحدا من أهم الأحداث التي مرت في تاريخ العراق خلال الألفية الجديدة.
وأصر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني آنذاك على إقامة استفتاء الانفصال رغم التحذيرات الدولية وقرارات القضاء العراقي ومطالبات التأجيل من قبل القيادات السياسية في العراق، وتهديدات دول الجوار، وخاصة تركيا وإيران.
تشقق في البيت الكردي
ومنذ 25 أيلول عام 2017، يعيش الكرد في أزمات متوالية، سياسية واقتصادية وأمنية، فضلا عن تشقق في البيت الكردي وصراعات مستمرة بين مختلف الأحزاب.
وتوالت عملية إخضاع إقليم كردستان للسلطة الاتحادية في بغداد، بدأ بقرار السيطرة على مطارات كردستان وجعلها خاضعة لسلطة الطيران المدني، فضلا عن إيقاف تصدير الإقليم للنفط، وجعله تحت إشراف شركة النفط الوطنية "سومو"، فضلا عن انسحاب البيشمركة من المناطق التي كانت تسطير عليها ويديرها الكرد، أبرزها كركوك، وخانقين ومندلي والسعدية في ديالى، فضلا عن طوز خورماتو في صلاح الدين، ومناطق الحمدانية وسنجار وفايدة وشيخان في محافظة نينوى.
حتى وصل الأمر بحل المحكمة الاتحادية لبرلمان كردستان ومجالس المحافظات، وجعل انتخابات البرلمان تحت إشراف مفوضية الانتخابات العراقية.
الأكراد يدفعون الثمن
ويصف الصحفي الكردي المستقل إحسان ملا فؤاد قرار إجراء الاستفتاء بأنه قرار كارثي، أدى لنتائج سلبية يدفع ثمنها الكرد.
وبين إن "كل الأحزاب اشتركت بهذه "الحماقة" ومنها الاتحاد الوطني والتغيير والأحزاب الإسلامية، وليس الديمقراطي الكردستاني فقط، ولكن من يتحمل النتيجة الأكبر هو زعيم الحزب الديمقراطي ورئيس الإقليم في وقتها مسعود بارزاني".
وأضاف أن "نتائج الاستفتاء كانت عبارة عن شؤوم وخسارات متوالية وأزمات متعددة أمنية وسياسية واقتصادية، وعلاقة غير واضحة مع الحكومة الاتحادية في بغداد".
ورأى أن، الكرد يعتبرون ذلك يوم الاستفتاء هو حزن، وهم الآن يريدون إصلاح العلاقة مع بغداد والعيش تحت ظل العراق الواحد.
ذكرى خالدة
عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام، يشير إلى أن، الاستفتاء كان يوما وطنيا وسيبقى ذكرى خالدة في تاريخ الشعب الكردي.
وأكد سلام أن "الكرد لم يعلنوا انفصالهم، وكان قرار الاستفتاء هو مجرد استشارة للشعب الكردي عن مدى رغبتهم بتأسيس كيان خاص بهم، وهو حق مشروع لكل شعب لديه قومية ولغة وثقافة خاصة به".
وأوضح أن "نتائج التصويت بنعم، والتي تجاوزت نسبة 93% تعكس أن الشعب الكردي كان مع الاستفتاء وهو يريد تحقيق هذا الحلم، لكن الأحزاب والقيادات في بغداد، كانت لاتريد أن ترى أي فعالية يقوم بها الكرد ويعبروا عن حلمهم المنشود".
كما أن، كل الأحزاب الكردية اشتركت بهذا الاستفتاء، ولكن عندما رأت ردة فعل بغداد ودول الجوار، تخلت عن النتائج، وجعلت الحزب الديمقراطي بوجه المدفع، وهذا شرف لنا.
"أغبى القرارات"
عضو الاتحاد الوطني الكردستاني فائق يزيد يقول إن "الاستفتاء هو واحد من "أغبى القرارات" التي اتخذتها الحركة السياسية منذ عشرات السنوات، والإقدام عليها كان "بعنجهية" جلبت الويلات لشعب كردستان".
وأضاف أن "الاستفتاء أعاد قضية الكرد في العراق والمنطقة 100 عام إلى الوراء، ورغبات مسعود بارزاني الشخصية تسببت بكوارث، والكرد خسروا الكثير، وتعمق الأزمة الاقتصادية في الإقليم، وهم اليوم تحت مايعرف "بالإرهاب الاقتصادي".
وأشار إلى أن "الاستفتاء بحد ذاته، جعلنا نذهب لحالة يرثى لها، وشعب الإقليم يعاني من أزمات، فالشعب بلا رواتب، والمدارس معطلة والمستشفيات مضربة عن العمل، فضلا عن عمليات السلب والنهب والفساد الذي يطال قضية رواتب الموظفين".
وفي 25 من أيلول عام 2017، أجرى إقليم كردستان استفتاء الانفصال عن العراق، كما شاركت المناطق المتنازع عليها بهذا الاستفتاء، والذي صوت عليه الكرد بنسبة 93%.
وبعد قرار الاستفتاء أغلقت تركيا وإيران حدودهما مع كردستان، كما أعلن رئيس الوزراء العراقي في وقتها حيدر العبادي عن فرض حظر الطيران على مطارات الإقليم، وقيام عمليات عسكرية عُرفت بخطة فرض القانون وتمت سيطرة القوات العراقية في 16 أكتوبر من عام 2017، على جميع المناطق المتنازع عليها التي كانت تحت سيطرة البيشمركة، أبرزها كركوك ومناطق خانقين والسعدية وجلولاء ومندلي في ديالى ومناطق سهل نينوى وسنجل.
المصدر: بغداد اليوم