في هجوم أربيل، خُرِقَ البيشمركة لمسافة (40 كم)
2021-02-20 07:42:07
تقرير : محمد رؤوف – فاضل حمةرفعت
ترجمة : ك.ق
يستعد الامريكيون للثأر من هجوم أربيل، الاسبوع المقبل سيكون اسبوعاً حاسماً، في هجوم أربيل، خُرِقَ البيشمركة والقوات الامنية لمسافة (40 كم) بحسب التحقيقات، وانها(التحقيقات) تبحث عن ايادي محلية، برهم صالح التقى بـ"أبو فدك" في بغداد وحذره من ان الامريكيين ينوون الهجوم، والكاظمي يريد إبعاد الحشد من حدود الاقليم، تفاصيل اكثر وأدق في هذا التقرير.
تفاصيل الهجوم
التحقيقات جارية ومستمرة حول الهجوم الصاروخي على اربيل مساء الإثنين الماضي، قوات اقليم كوردستان الامنية والحكومة العراقية والتحالف الدولي يعملون على مسارين لتحديد الجهة المقصرة والمسؤولة عن الهجوم :
• الاتجاه الاول : العمل على الجماعة المنفذة للعملية، من هم هذه الجماعة؟ من يقف خلفهم ويساندهم؟ ما هدفهم من شن الهجوم في هذا الوقت؟
• الاتجاه الثاني : ما حدث في اربيل كان خرقاً امنـيـاً كـبيراً، وفقاً للتحقيقات تم نقل الصواريخ بعمق (40 كم) داخل مناطق قوات الاقليم الامنية وقوات البيشمركة ووصلت الى مقربة من اربيل، تبغي التحقيقات التأكد من وجود تورط اية قوة محلية في الهجوم ام ان ما حدث هو خرق امني فقط وان المسؤول عنه هي القوات الامنية التابعة للبارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني).
الاماكن التي وُجِهَت منها الصواريخ نحو مقر الامريكيين في مطار اربيل تقع خلف قرى (قَريتاغ) و(توراق) على طريق اربيل – كوير واربيل – موصل.
وفقاً لخارطة الامريكيين التي بحوزة (الحصاد)، ان موقع احدى السيارات التي اطلقت منها الصواريخ تبعد من موقع سقوط الصواريخ (5.5 كم) فقط، وهناك موقع لسيارة اخرى اطلقت منها الصواريخ وتبعد هذا الموقع ايضاً (8.1 كم) من مكان سقوط الصواريخ.
وإن صح هذا فإن الصواريخ قد تم نقلها من منطقة (الكوير) الى مكان مقرب من مدينة اربيل، فيتبين ان الجماعة التي نفذت الهجوم قد تسللت وخرقت القوات المنية وقوات البيشمركة بعمق ما يقارب (40 كم)، لأن هذه المنطقة وحتي داخل (الكوير) ومياه الزاب تقع تحت سيطرة البيشمركة، وإن آخر نقطة لقوات البيشمركة تبعد من المنطقة التي اطلقت منها الصواريخ بمسافة تقرب من (40 كم).
لكن مصادر اخرى تتحدث عن انه يمكن ان تكون الصواريخ قد نقلت من قرية (بَردَرَش) الواقعة في الطرف الآخر للزاب الى مكان قريب من اربيل.
والبعض يعتقد انه من المحتمل ان تكون السيارة قد نقلت من الطرق الفرعية، كما يتحدث آخرون ان السيارة مرت من السيطرات بمساعدة ايديٍ محلية.
اضافةً الى هذا وبحسب استقصاءات (الحصاد)، توجد مركز لقوات الآسايش(امن) للبارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) في قرية (توراق) لاتبعد عن موقع توجيه الصواريخ اكثر من كيلومتر واحد، ومركز آخر على بعد كيلومتر آخر ايضاً في (كاني قرزالَة)، مع تواجد فوج من قوات الـ(زيرَفاني) في المنطقة على بُعد كيلومترين من موقع توجيه الصواريخ.
على طريق اربيل – الكوير بعد سيطرة (شَمشولان) حتى الكوير، تتواجد لواء من بيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة (جمال مورتكة) والمشرف على هذا المحور هو قائد محور الكوير لقوات البيشمركة (سيروان البارزاني).
خارطة هجوم اربيل الصاروخي
هجوم امريكا!
الهجوم الصاروخي على اربيل اشغل بال المسؤولين الامريكيين والعراقيين ومسؤولي اقليم كوردستان ايضاً.
يفكر الامريكيون بتوجية ضربة عسكرية ثأراً للهجوم الذي استهدف احدى مقراتهم في اربيل.
وفقاً لمعلومة حصل عليها (الحصاد) من عدد من المصادر المطلعة، هناك احتمال قيام الامريكيين بضربة عسكرية داخل الاراضي العراقية.
في بداية العام الماضي وفي حينما كان دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة الامريكية، قُتِلَ قاسم السليماني قائد فيلق القدس للحرس الثوري الايراني مع أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في هجوم امريكي بالقرب من مطار بغداد الدولي، وذلك ثأراً لمقتل متعاهد امريكي في هجوم صاروخي للجماعات المسلحة على كركوك، كان هذا في عهد سلطة الجمهوريين في امريكا، لكن السلطة الآن في امريكا في يد الديمقراطيين فهل يُقدِم جو بايدن على نفس خيار ترمب ام لا، وخصوصاً ان الايرانيين يطمحون في رد الروح الى جسد الاتفاق النووي والعودة مرةً اخرى الى طاولة المفاوضات مع الامريكيين في عهد بايدن.
إبعاد الحشد من حدود الإقليم
ترغب حكومة مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي اقناع الامريكيين بعدة خطوات لتقيَ نفسها من اية مواجهة عسكرية
بحسب معلومة نشرها صحيفة (العربي الجديد) القطرية، ان مصطفى الكاظمي يريد ابعاد الجماعات المسلحة للحشد الشعبي من حدود اقليم كوردستان وينشر قوات الجيش العراقي في مواقعهم.
لم تحدد التحقيقات والتحريات المشتركة الامريكية والعراقية واقليم كوردستان الطرف المسؤول عن الهجوم، والمعروف حتى الآن ان جماعةً تُسَمي نفسها "سرايا اولياء الدم" اعلنت مسؤوليتها عن الحادث، وتعتبر هذه الجماعة جماعة جديدة ومغمورة، ويقول الحشد الشعبي ان هذه الجماعة لا تنتمي له وليست جزء من قواتها، وعليه لا يقع على الحشد اية مسؤولية بهذا الخصوص.
لكن البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) اتهم قبل ظهور نتائج التحقيقات والتحريات وعلى لسان ناطقه الرسمي الحشد الشعبي بأنه يقف وراء الهجوم.
بعد يوم من وقوع هجوم اربيل وتحديداً في مساء الثلاثاء الماضي اتصل انطوني بلينكن وزير الخارجية الامريكي هاتفياً بمصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي، وبحسب المعلومات ان بلينكن ابلغ الكاظمي في ذلك الاتصال غضب امريكا حول هجوم اربيل.
على اساس هذا الاتصال الهاتفي، بعث مصطفى الكاظمي وفداً عسكرياً من مكتب القائد العام للقوات المسلحة الى مخمور، واجتمع الوفد مع قادة عدد من الجماعات المسلحة للحشد الشعبي ووحدات الجيش.
تقول الصحيفة القطرية على لسان مصدر مسؤول ان حكومة الكاظمي واقعة تحت ضغط التحالف الدولي واقليم كوردستان كي تقوم بسحب كافة الجماعات المسلحة للحشد الشعبي من على حدود اقليم كوردستان في محافظتي نينوى وكركوك وتضع محلها قوات من وحدات الجيش.
يخاف الكاظمي من ردة فعل امريكا العسكرية، لذلك يريد وقاية نفسه من اية توترات عسكرية جديدة بين امريكا والحشد الشعبي وانصار ايران على الاراضي العراقية وذلك بإبعاد قوات الحشد الشعبي من المناطق الحدودية لإقليم كوردستان الى سنجار(شَنكال) ومخمور والزمار.
يقول مسؤولوا الحشد الشعبي انهم مستعدون للإنسحاب من المناطق الحدودية لإقليم كوردستان بأمر من الكاظمي، لأنهم جزءٌ من الجيش العراقي وتحت إمرة مصطفى الكاظمي، لكنهم مع ذلك يعتقدون ان هجوم اربيل مؤامرة جديدة للنيل من مكانة الحشد في العراق.
في هجوم مساء الاثنين على مركز للأمريكيين في مطار اربيل، الذي يعمل فيه عدة شركات خدمية، لقي متعهد امريكي مصرعه وجُرِحَ عدد من الامريكيين التابعين لقوات التحالف الدولي.
تذهب كل الدلائل حالياً الى وجود خرق كبير وقوات الاقليم الامنية كانت على غفلة من امرها، لأنه تبين ان الهجوم لم ينفذ من خارج المناطق الخاضعة لسلطة حكومة الاقليم، بل نُفِذ بالقرب من اربيل.
في ليلة هجوم اربيل حصل (الحصاد) على خارطة لقوات التحالف الدولي تُبَين ان الهجوم نُفِذَ بالقرب من اربيل، في كان المسؤولون الامنيون والمؤسسات الاعلامية للبارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) يتحدثون عن ان الهجوم تم توجيهه وتنفيذه من منطقة "الكوير" نحو اربيل.
اجتماع برهم صالح وأبو فدك
بعيداً عن عدسة الكاميرات اجتمع قبل ايام برهم صالح مع عبدالعزيز محمداوي المعروف بـ"أبو فَدَك" قائد كتائب حزب الله ورئيس اركان الحشد الشعبي.
وفقاً لأقوال نائب برلماني عن تحالف فتح الذي ادلى بتصريح لصحيفة (العربي الجديد)، ان لقاء برهم صالح وأبو فدك لم يكن لقاءاً هادئاً ودون مشاكل، فقد ابلغ برهم صالح رسالة غضب الامريكيين ومسؤولي الاقليم بخصوص هجوم اربيل الى أبو فدك وتحدث عن احتمال توجيه الامريكيين ضربة صاروخية الى مقرات الحشد الشعبي.
في المقابل نفى ابو فدك اية علاقة للحشد الشعبي بهجوم اربيل قائلاً نحن مستعدون لمساعة اي تحري او تحقيق يجرى حول الهجوم.
هجوم أربيل وتداعياته
تشير الدلائل الى ان احدى التداعيات البارزة الممكنة مستقبلاً، لهجوم مساء الاثنين على اربيل، هي اعادة انتشار القوات الامنية في المناطق المتنازع عليها مابين اقليم كوردستان وبغداد، وعودة البيشمركة الى البعض من تلك المناطق التي هي الخط الحدودي بين الاقليم والعراق في محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين وديالى.
استعادت القوات العراقية في شهر تشرين الاول(اكتوبر) من عام 2017 هذه المناطق من قوات البيشمركة بالقتال واتفاقات امنية، وإن احتمال عودة البيشمركة الى هذه المناطق من الناحية السياسية احدثت مخاوف عند البعض من القوى الشيعية العراقية وتقول تلك القوى ان عودة البيشمركة يجب ان تكون بإتفاق، لا ان تُتَخَذَ هجوم اربيل ذريعة لذلك الامر.