الحصاد: سكاي نيوز مبكراً بدأ إعلان أسماء مرشحي الأحزاب السياسية في العراق، إلى رئاسة الحكومة المقبلة، فيما يقول خبراء في الشأن السياسي إن رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي قد يكون مرشح تسوية مع بروز تحالفات معتدلة قد تكون لها كلمة الفصل. ومن المقرر أن يُجري العراق انتخابات نيابية مبكرة في 10 أكتوبر المقبل، وذلك استجابة لمطالب الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عام 2019. وأعلنت أحزاب سياسية أسماء مرشحيها إلى رئاسة الحكومة، على رغم البعد النسبي لموعد الانتخابات، فيما تحتفظ أخرى، بأسماء مرشحيها على أمل طرحهم في الوقت المناسب، وخلال المفاوضات الرسمية. ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، أعلن ترشيح الأخير لمنصب رئاسة الحكومة المقبلة، في حال حصوله على المنصب. وقال النائب عن الائتلاف كاطع الركابي، في تصريح صحفي إن "رئيس الائتلاف نوري المالكي هو مرشحنا لرئاسة الحكومة في حال الحصول عليها، فنحن نريد تقديم الخدمة للمواطن بغض النظر عن حصولنا على منصب رئاسة الوزراء من عدمه". بدوره، يرى المحلل السياسي علي البيدر، إن "الحديث عن رئاسة الوزراء مرهون بالظروف السياسية في مرحلة ما بعد الانتخابات ونتائجها، لكن طرح الأسماء والعناوين من قبل بعض الكتل، يهدف إلى إيهام الجمهور والأحزاب الأخرى بقوتهم وقدرتهم على المنافسة وتشكيل الحكومة والحصول على الكتلة الأكبر، وهو ما يساهم في تحشيد جماهيرهم وتعزيز خزّانهم الانتخابي". وأضاف البيدر لـ"سكاي نيوز عربية" أن "حظوظ رئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي، قد لا تكون قوية بذاتها، لكن من الممكن طرحه كمرشح تسوية، كما تم اختياره أول مرة عام 2020، على رغم وجود تحديات أمام هذا المسار، وأبرزها علاقته غير المتصالحة مع المجموعات المسلحة والميليشيات، غير أن مقبوليته من الكتل السنية والكردية، وبعض الأقليات الأخرى، فضلاً عن التيارات المدنية والنخب المثقفة التي تؤكد على ضرورة وصول شخصيات مدنية تعزز الحياة العامة وتبتعد بالبلاد عن الرؤى المذهبية". أحزاب منفردة وتخوض أغلب الكتل الشيعية الاقتراع المبكر بشكل منفرد، حيث صادقت مفوضية الانتخابات على تحالف الفتح برئاسة هادي العامري، وائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي والكتلة الصدرية التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. فيما يمثل تحالفا "تقدم" برئاسة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، و"عزم" برئاسة رجل الأعمال خميس الخنجر، أبرز التحالفات في المناطق السنية. ويرغب التيار الصدري، بالحصول على رئاسة الحكومة للولاية المقبلة، حيث وضع شروطاً "صارمة" للأفراد الراغبين بالترشح في صفوفه، فيما تداولت تقارير صحفية، أسماء على أنها لمرشحين محتملين للتيار لرئاسة الحكومة المقبلة. ورهن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مشاركة تياره في الانتخابات بمؤشرات إمكانية وصول رئيس وزراء "صدري" إلى سدة الحكم. وقال الصدر في تغريدة على حسابه في تويتر: "إن بقيت وبقيت الحياة سأتابع الأحداث عن كثب وبدقة، فإن وجدت أن الانتخابات ستسفر عن أغلبية (صدرية) في مجلس النواب وأنهم سيحصلون على رئاسة الوزراء، وبالتالي سأتمكن بمعونتهم وكما تعاهدنا سوية من إكمال مشروع الإصلاح من الداخل، سأقرر خوضكم للانتخابات". ومؤخراً، أعلن مصدر مقرب من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عدم خوض الأخير الانتخابات البرلمانية المبكرة، المزمع إجراؤها في العاشر من أكتوبر المقبل. وأكد المصدر لوسائل إعلام محلية، أن "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لن يشارك في الانتخابات المقبلة، كما لن يشارك أي من أعضاء فريقه والمقربين منه تحت أي مسمى أو عنوان أو حزب، ولن يدعموا أي حزب أو طرف أو جهة سياسية على حساب الأحزاب الأخرى". لعبة الأرقام "غير صالحة" وعلى رغم انسحاب الكاظمي إلا أن الأروقة السياسية العراقية، تتداول اسمه كمرشح محتمل، لولاية ثانية، في ظل بقاء الظروف التي أنتجت حكومته الحالية، وهي تداعيات الاحتجاجات الشعبية، والتراجع النسبي في دور إيران داخل العراق، وفرض التظاهرات نفسها كعامل آخر، في مسألة تشكيل الحكومة، واختيار رئيسها، والشروط المطلوب توفرها. وفي ظل التشظي الحاصل بين الأحزاب والقوى السياسية، وخوضها الانتخابات بشكل منفرد، يقول مراقبون عراقيون، إن ذلك سيصعب مهمة تشكيل الحكومة، وتقديم مرشح من تلك الأحزاب، خاصة في حال مجيء نتائج الانتخابات متقاربة، وهو ما يدفع باتجاه اختيار مرشح تسوية. بدوره، قال الخبير في الشأن العراقي سرمد الطائي إن "منصب رئيس الوزراء كان يتم سابقاً عن طريق لعبة الأرقام، لكن الاحتجاجات الشعبية، أطاحت بتلك المعادلة عندما سقطت حكومة عادل عبد المهدي، حيث رفض رئيس الجمهورية آنذاك ثلاثة مرشحين رسميين وأربعة آخرين غير رسميين، جاؤوا وفق طريقة الأرقام، عبر الكتل التي تمتلك مقاعد أكبر في البرلمان، لكن التظاهرات، وقواعد تشرين أسقطت تلك الطريقة، واعتبرتها غير صالحة". وأضاف الطائي، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن "الانتخابات الجديد ستفرز أرقاماً جديدة وفق شكلين؛ الأول سيرضي الشعب، في حال إجرائها وفق سياقات مقبولة، وأوضاع مناسبة، والثاني في حال أجريت وفق شروط القوى المسلحة، التي أخذت حصصاً لا نعرف كيف خلال الانتخابات السابقة، وحينها ستكون لغة الارقام لو جاءت وفق الخيار الثاني، غير مقبولة، ومرفوضة، ولن تنتج أية حكومة، بل ستأتي الحكومة المقبلة، وفق القواعد التي أرادها الشعب، وعبّر عنها خلال التظاهرات".
الحصاد: ذكر تحقيق أجراه خبراء دوليون تابعون للأمم المتحدة أن تنظيم داعش الإرهابي كان قد جرب أسلحة كيماوية على سجناء عراقيين لمعرفة مدى فعاليتها، وذلك وفقا لما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية. وكانت تقارير بشأن استخدام داعش للأسلحة الكيماوية قد ظهرات في وقت مبكر من عام 2015 وعبر مسؤولو المخابرات الأميركية والعراقية في حينه عن قلقهم البالغ من أن تنظيم داعش يسعى بنشاط لتطوير هذا النوع من الأسلحة. وأكد المسؤولون في حينه أن التنظيم يحاول الحصول على مساعدة من علماء من العراق وسوريا وأماكن أخرى في المنطقة لفتح مركز لبحوث وتجارب الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. وبحلول أواخر عام 2016 نفذ تنظيم داعش هجمات احتوت على مواد كيماوية، بما في ذلك الخردل والكلور والكبريت، 52 مرة على الأقل في سوريا والعراق، وفقا لتحقيق نشره مرصد الصراع التابع لمركز أبحاث (آي إتش أس) ومقره لندن. وأشارت نتائج التحقيق الجديد إلى التجارب التي أجراها تنظيم داعش على رهائن ومعتقلين عراقيين بعد سيطرته على مدينة الموصل في العام 2014 لم تكن معروفة سابقة. وبدأت تلك الأبحاث عندما بدأ التنظيم المتطرف باستخدام جامعة الموصل مركزا لأبحاث وتجريب أنوا ع جديدة من الأسلحة، بحسب التقرير الصادر عن لجنة عينها مجلس الأمن الدولي، والذي أشار إلى بعض السجناء العراقيين قد لقوا حتفهم جراء تلك التجارب. من الثاليوم إلى النيكوتين وفحص المحققون تقارير عن تعرض السجناء للثاليوم، وهي مادة كيميائية شديدة السمية تُستخدم تاريخياً كسم للجرذان، وكذلك مادة النيكوتين الذي يعتبر مميتاً إذا جرى استخدامها بجرعات عالية. كما أشار التقارير إلى الجهود التي بذلها داعش لتصنيع غاز الكلور وخردل الكبريت (غاز الخردل) الذي استخدم في الحرب العالمية الأولى لقتل وتشويه آلاف الجنود. وظهرت الأدلة الجديدة على استخدام الجماعة الإرهابية الأسلحة الكيماوية على مدنيين من خلال فحص أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة لعناصر تنظيم داعش الذين جرى قتلهم أو اعتقالهم. وقال التقرير: "الأدلة التي تم الحصول عليها بالفعل تشير إلى أن داعش اختبر مواد بيولوجية وكيميائية وأجرى تجارب على السجناء مما تسبب في مقتل عدد منهم". تسبب في مقتل". "يُشتبه في أن المثيرات المسلحة وغازات الأعصاب والمركبات الصناعية السامة قد تم النظر فيها في إطار البرنامج". ولا يعرف الكثير عن الأبحاث التي أجراها داعش لصناعة أسلحة كيماوية وبيولوجية لاستخدامها في عمليات وهجمات إرهابية في مناطق مختلفة من العالم. فبعد سيطرته على مناطق شاسعة شمالي العراق في عام 2014، استولى مسلحو داعش على كميات كبيرة من الكلور من محطات تنقية المياه قبل أن يستخدموه الكلور في هجمات بالغاز السام ضد المقاتلين الأكراد والجيش العراقي والمدنيين. "إرث صدام" في وقت لاحق ، جند داعش عدد من العلماء والمهندسين الذين كانوا يعملون في مصانع أنشأها نظام صدام حسين، لمساعدة التنظيم على إنتاج غاز الخردل باستخدام مختبرات جامعة الموصل كمركز أبحاث. وأكد المحققون الدوليون أن داعش نجح نجاحا جزئيًا في تصنيع نوعية سيئة من غاز الخردل ليستخدمه عبر قذائف المدافع التي كانت بحوزته. ويعتقد بعض الخبراء أن جودة غاز الخردل التي صنعه داعش ربما تكون تحسنت مع مرور الوقت بفضل كبار علماء برنامجه الكيماوي الذين قضوا أو ألقي القبض عليهم في عامي 2015 و 2016، عقب غارات شنها التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق. وفي تعقيبه على نتائج التحقيق الدولي، قال ريتشارد بيلش، مدير برنامج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار في مونتيري بكاليفورنيا: "أشار التقرير إلى زيادة طفيفة في قدرات داعش، وحال ثبتت صحة تلك المعلومات فإن ذلك يتطلب تغييرات في إجراءات حماية القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة". تجدر الإشارة إلى نتائج التقرير الأممي بشأن أسلحة داعش الكيماوية هو جزء من تحقيق أشمل شمل الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها التنظيم الإرهابي، بما في ذلك جرائم اغتصاب وقتل وبحق الأقلية الإيزيدية وإعدام آلاف الجنود العراقيين والطلاب العسكريين وضباط الشرطة الذين جرى أسرهم عقب اجتياح التنظيم لشمالي العراق في عام 2014. . وقال رئيس التحقيق، كريم أسد أحمد خان ، لأعضاء مجلس الأمن إن لجنته وجدت "أدلة واضحة ومقنعة" على جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم الدولة ، وخاصة ضد الأقلية اليزيدية في العراق. ولفت إلى أن قائمة الجرائم الموثقة تضمنت "القتل والتعذيب والمعاملة القاسية والاعتداء على الكرامة الشخصية". الحرة
الحصاد: خلال حرب الخليج الثانية، أسر ليث منير، اللواء السابق في الجيش العراقي، كلا من بوب ويتزل وجيف زون، وهما طياران أميركيان، بعد أن سقطت طائرتهما في إحدى صحاري العراق، ومنع منير الذي كان يقود فرقة بحث عنهما الجنود من قتل الطيارين. وبعد 21 عاما، جلس الرجال الثلاثة يتناولون العشاء في ولاية فيرجينيا الأميركية، وعرض الطياران الأميركيان اللذان يبلغان من العمر 60 عاما و 58 عاما، على منير (74 عاما) مساعدته في سعيه لاكتساب حق اللجوء، ولاحقا المواطنة، في الولايات المتحدة، كما يشير تقرير نشره موقع Military Times الأميركي، الثلاثاء. كانت مهمة الطيارين، واثنين آخرين من زملائهما، شل قدرات قاعدة H-3 الجوية والدفاعات الصاروخية ضد الطائرات المنتشرة فيها، خلال حرب الخليج الثانية عام 1991. دخل الطيارون الذين كانوا يقودون طائرة من طراز A-6 الحدود العراقية على علو منخفض، وهما يهدفان لضرب قواعد الدفاع الجوية العراقية، ترافقهم طائرات مقاتلة وطائرات تشويش على الرادار. وعلى بعد دقيقة واحدة من القاعدة العراقية، أطلق الدفاع الجوي صاروخا من نوع سام مر قرب الطائرة، وبعد 30 ثانية مر صاروخ آخر من يمينها، كما ذكر ويتزل سابقا لموقع The Aviation Geek Club. ويقول الموقع إن استخدام القوات العراقية لصواريخ سام، من نوع رولان الفرنسي، فاجأ الطائرات الأميركية التي لم يشعل رادار الصاروخ أجهزة التنبيه فيها، وبحسب الموقع، أصاب هذا النوع من الصواريخ أربع أو خمسة طائرات أميركية خلال الحرب. وبينما كان ويتزل يراقب الصاروخ الذي أفلت منه وهو يمر بعيدا عنه، هز انفجار صاروخ سام لم يره الطياران قادما قبل أن يضرب المحرك الأيمن للطائرة بعنف. قفز الطياران من الطائرة، لكن الخروج تسبب في فقدانهما الوعي وأصيب ويتزل بكسور متعددة في العظام، وعلى الرغم من حالتهما السيئة فقد عرفا، بعد استعادة وعيهما، إنهما بحاجة للتحرك لأنهما سقطا على مقربة من القاعدة. وبدأ الاثنان في المشي والزحف على الكثبان الرملية شديدة الانحدار في اتجاه الحدود الأردنية إلى جنوبهما الغربي، لكنهما شاهدا عربات عسكرية تبحث عنهما وعرفا إنها "مسألة وقت" قبل أن يتم القبض عليهما. لاحقا، وخشية من "الدهس" في مكان اختبائهما، لوح زون بيديه لسيارة عسكرية كانت تقترب مسرعة منهما ليستسلم الطياران للقوات العراقية. "أنقذ منير حياتنا في تلك الليلة، ونقلونا إلى سيارته الجيب، وحرص على أن نسلم بأمان إلى مستوصف القاعدة حيث تلقينا الرعاية الصحية قبل أن ننقل إلى بغداد بسيارته الشخصية وسائقه الشخصي"، يقول ويتزل لموقع The Aviation Geek Club في تصريحات سابقة. قاعدة H-3 الجوية كان اللواء ليث منير من قدامى المحاربين المحنكين في سلاح الجو العراقي، وكطيار مقاتل، أمضى السنوات الأولى من حياته المهنية في التدريب في باكستان والعراق على منصات أميركية وروسية الصنع، بما في ذلك طائرات T-37 وF-86 وMiG 21s و 23s. كما عمل في مهمات طيران لدول حليفة مثل الهند ومصر. وفي عام 1991، كان يشغل منصب قائد قاعدة H-3 الجوية العراقية على بعد حوالي 300 ميل غرب بغداد في محافظة الأنبار. أعطى منير الأوامر بضرب الطائرات المهاجمة، بعد أن اكتشفها الرادار العراقي قبل دقائق فقط من وصولها. رافق منير الطيارين الأميركيين بأمان إلى سيارته الجيب ثم تركهم في مستوصف القاعدة تحت مراقبة الحراس الذين يثق بهم شخصيا. في ذلك الوقت، قدمت حكومة صدام حسين مكافآت للمواطنين الذين جلبوا مقاتلين أعداء، أحياء أو أموات، لكن العسكريين لم يكونوا مؤهلين للحصول على مثل هذه المكافآت، لذلك أراد بعض الجنود والطيارين العراقيين تسليم الطيارين إلى السكان المحليين وتسلم الجائزة، وفقا لمنير. وعلى الرغم من الضغوط التي قام بها مسؤولون آخرون في القاعدة، لم يسمح لهم منير بأخذ السجناء. وفي اليوم التالي، أرسل الجنرال أسرى الحرب الاثنين إلى بغداد، كما ذكر ويتزل سابقا لصحيفة Middlesex cc الجامعية الأميركية. كانت حاملة الطائرات التي انطلق منها ويتزل وزون راسية في البحر الأحمر على بعد 500 ميل من القاعدة العراقية، ولم يكن لقادتها فكرة عن وضع الطيارين أو ما إذا كانا لا يزالان حيين. حاملة الطائرات ساراتوغا في ذلك الوقت، كان الطياران يتجهان إلى بغداد، ليفصلا ويمنعان من رؤية بعضهما البعض لأكثر من شهر. تعرض زون إلى التعذيب من قبل الأمن العراقي "بالمطارق المطاطية أو خراطيم المياه أو العصي"، حسب تقرير Military times. وقال له المحققون في نهاية المطاف إنهم سيقتلونه ما لم يذهب إلى التلفزيون ويجيب على أسئلة المقابلة كما صدرت إليه تعليمات. يقول زون لموقع Military Times "أخبروني بكل الأسئلة التي سيطرحونها مع كل الإجابات التي كان من المفترض أن أعطيها"، مضيفا "لقد حاولت أن أبدو غير صادق قدر الإمكان كنت متأكدا جدا من أن الأميركيين لن يصدقوا ما أقوله". وكانت المقابلة هي المرة الأولى التي عرف فيها عائلة زون وزملاؤه في السفينة أنه لا يزال على قيد الحياة. وبعد وقت قصير من إحضاره إلى محطة التلفزيون، نقل زون إلى عهدة الحرس الجمهوري، حيث خفت حدة الضرب والمضايقة. وعلى الرغم من سوء التغذية، إلا أنه ركز على على المحفاظة على لياقته البدنية. وعندما وصل ويتزل إلى بغداد، نقل على الفور إلى المستشفى وعولج من كسر في الزند الأيسر، وكسر في عظم العضد الأيمن، وكسر في فقراته، وكسر في الترقوة اليمنى، وكسر في إصبعه. وبعد ستة أيام من التعافي في المستشفى، وضع هو الآخر في السجن لاستجوابه. لم يظهر ويتزل في مقابلة تلفزيونية، وحتى إطلاق سراح الطيارين، لم تكن عائلته تعرف ما إذا كان حيا أو ميتا. وفى 24 فبراير، وهو اليوم الذى بدأت فيه الحرب البرية لإخراج العراق من الكويت، قصف طيارون أميركيون مقر السجن، ونتيجة لذلك نقل زون وويتزل إلى أبو غريب ثم إلى سجن آخر في بغداد، ولم يمضيا أكثر من بضعة أيام في كل منهما قبل إطلاق سراحهما من العراق. ورفع زون و16 أسيرا أميركيا آخر لاحقا دعاوى قضائية يطالبون فيها بالتعويض بسبب المعاملة غير القانونية والتعذيب الذي تعرضوا له، بحسب موقع South Jersey الإخباري. من سوريا ومصر إلى الولايات المتحدة استمر منير في العمل كقائد القاعدة الجوية H-3 وأيضا في القوات الجوية العراقية لسنوات بعد عاصفة الصحراء، وترك الجيش في عام 2003 عندما بدأ التدخل الأميركي في العراق، وبعد سقوط نظام صدام، خرج منير من العراق باتجاه سوريا. انتقل منير بعد ذلك إلى مصر حيث عمل مدربا في الأكاديمية الجوية المصرية، كونه أحد الطيارين العراقيين الذين اشتركوا في حرب أكتوبر تحت قيادة قائد القوات الجوية آنذاك، اللواء حسني مبارك الذي أصبح رئيسا للجمهورية لاحقا، حسب تقرير Military times. وصل الجنرال العراقي السابق إلى الولايات المتحدة في عام 2012 لزيارة ابنه المقيم في البلاد، وبدلا من العودة إلى مصر بعد زيارته، تقدم منير بطلب اللجوء في الولايات المتحدة عام 2012، ولم يتم الموافقة على طلبه بعد. رفض طلب منير وأعيد النظر به، ثم أحيلت القضية إلى محاكم الهجرة حيث يقرر أن تعقد جلسة استماع لقضية منير في عام 2024. وفي الأشهر التي تلت وصوله إلى الولايات المتحدة، عمل منير بجد لتحديد مكان أسرى الحرب اللذين أنقذهما في الصحراء قبل عقود، وعلى الرغم من الجهود التي بذلها ابنه ومحاميه، لم يتمكنا من القيام بذلك. وأخيرا، وجد صديق لمنير معلومات الاتصال بوالدة زون الذي يقول أن أمه اتصلت به لتخبره أن "جنرالا عراقيا يريد الحديث معه". اجتمع الضباط الثلاثة مع ليث وزيا منير في 2012، وهم يجتمعون كل عام تقريبا لرواية قصصهم عن الحرب. "أفكر في الأمر وما زلت أشعر بالقشعريرة"، يقول زون إنه "لأمر مدهش أننا التقينا به مرة أخرى". بالنسبة إلى ويتزل وزاون، من الصعب أن يتخيلا أن "صديقهما غير قادر على الحصول على الجنسية بعد كل ما فعله". وتعهد ويتزل بالذهاب مع زون إلى المحكمة للشهادة مع منير، مضيفا "أعرف أن هناك الكثير من الناس وراءنا على استعداد لدعمه". الحرة / ترجمات - واشنطن
الحصاد: D.W في العراق وفي غضون 24 ساعة كتم هجومٌ صوت ناشط وجرح هجوم آخر صحافيا، ما أحدث صدمة بين مؤيدي "ثورة تشرين" التي خسرت عددا كبيرا من ناشطيها. الأصوات تعالت بالاتهامات لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالتقاعس عن حماية رموز الحراك. يبدو أن مسلسل اغتيال الناشطين "التشرينيين" لا نهاية له، على الأقل ليس على المدى المنظور. اليوم الاثنين (10 أيار/مايو 2021) أصيب الصحافي العراقي والمراسل لقناة الفرات التلفزيونية، أحمد حسن، بجروح خطيرة نتيجة تعرّضه لمحاولة اغتيال بالرصاص في الديوانية فجر الإثنين. وخضع الصحافي لعملية جراحية وسيبقى "لمدة أسبوعين في العناية المركزة" إذ إنه "ما زال في مرحلة الخطر"، وفق ما أفاد المستشفى حيث يتلقى العلاج في بغداد. توجيه أصابع الاتهام لإيران جاءت محاولة اغتيال أحمد حسن بعد 24 ساعة من مقتل إيهاب الوزني، رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء، جنوب بغداد، برصاص مسلّحين أردوه أمام منزله بمسدسات مزوّدة بكواتم للصوت. في ليلة من "ليالي القدر" خلال شهر رمضان وأثناء عودته إلى منزله في ساعة متأخرة من بعد منتصف الليلة الماضية ظهر مسلحون على دراجات نارية في أحد أزقة كربلاء، المدينة الشيعية المقدسة في الجنوب حيث تنتشر فصائل مسلحة موالية لإيران. لا بد أنه فهم على الفور ما ينتظره، هو الذي نسق تظاهرات كربلاء وشارك على مدى سنوات في جميع النضالات الاجتماعية في المدينة التي يعيش فيها عدد صغير من العائلات الكبيرة التي تعرف بعضها بعضاً. فقبل نحو سنتين، في كانون الأول/ ديسمبر 2019، نجا من مصير مماثل قُتل خلاله أمام عينيه رفيقه فاهم الطائي الذي فقدته أسرته وهو في الثالثة والخمسين من عمره، برصاص أطلقه مسلحون على دراجات نارية من مسدسات مجهزة بكاتم للصوت. لا بد أن مسلحين مثلهم اغتالوا الوزني أمام منزله، وأمام كاميرات المراقبة. اقرأ أيضاً: خبير أمريكي يقول إن حرب العراق كشفت أخطاء جسيمة بالتفكير الاستراتيجي الأمريكي ومنذ فترة طويلة، كان أقارب الوزني يشعرون بالخوف على الرجل الذي لم يكن يتردد في التعبير عن رأيه. ففي نهاية العام 2017، ولدى تصويت محافظة كربلاء على مرسوم محافظ بخصوص "الفحشاء" يحظر عرض فساتين السهرة وملابس نسائية داخلية على واجهات المحلات، هاجم الوزني كل من يعبرون عن فكر متشدد. وقال حينها لوكالة فرانس برس إن "هذا النوع من القرارات التي تتحدث عن الدين لا تختلف بأي شكل من الأشكال عن أيديولوجية داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)". على إثر مقتل الوزني، خرجت تظاهرات في كربلاء وفي الناصرية والديوانية في جنوب العراق، احتجاجا على عملية الاغتيال، وفق مراسلي وكالة فرانس برس. وتم حرق أكشاك الحراسة خارج القنصلية بحسب موقع "السومرية نيوز" العراقي، الذي أضاف أن "قوات مكافحة الشغب قامت بتفريق المحتجين. وخلال تشييع الوزني ردد مئات المشيعين في كربلاء شعارات يدعو بعضها إيران إلى الخروج أو "الشعب يريد إسقاط النظام". وقال ناشط مقرب من الوزني متحدثا في الطبابة العدلية في كربلاء "إنها مليشيات إيران، اغتالوا إيهاب وسيقتلوننا جميعاً، يهددوننا والحكومة صامتة". القتيل مخاطباً الكاظمي: هل تعيش في بلد آخر؟ شهد العراق، منذ اندلاع "ثورة تشرين" الشعبية في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، حملة واسعة من الاغتيالات وعمليات الخطف والتهديدات ضد منظمي الاحتجاجات؛ إذ اغتيل نحو ثلاثين ناشطاً واختطف العشرات بطرق شتى ولفترات قصيرة. ففي تموز/ يوليو 2020، اغتيل المحلل البارز بشؤون الجماعات الجهادية هشام الهاشمي أمام منزله على مرأى من أولاده في بغداد. وكما هي الحال في كل مرة، تكتفي الجهات المسؤولة بإعلان عدم قدرتها على كشف هوية مرتكبي هذه الاغتيالات. وأكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في بيان أن "قتلة الناشط الوزني موغلون في الجريمة، وواهم من يتصور أنهم سيفلتون من قبضة العدالة، سنلاحق القتلة ونقتص من كل مجرم سولت له نفسه العبث بالأمن العام". وكان الوزاني قد خاطب في شباط/ فبراير الماضي رئيس الوزراء على صفحته على موقع فيسبوك، قائلاً: "هل تدري ما يحدث؟ هل تعلم أنهم يخطفون ويقتلون أم أنك تعيش في بلد آخر غيرنا؟". وأعلنت عائلة الوزني أنها لن تقبل التعازي بمقتله طالما لم يُكشف عن الفاعلين. ويرى الناشطون أن حكومة الكاظمي لم تنصف الناشطين الذين اغتيلوا بعد مرور عام على توليه الحكمفيما يدعي بعض مستشاريه أنهم جزء من "ثورة تشرين". من جانبه، أتهم عضو مفوضية حقوق الإنسان الحكومية، علي البياتي، السلطات بالضعف، قائلاً إن اغتيال الوزني: "يطرح السؤال مرة أخرى: ما هي الإجراءات الحقيقية التي اتخذتها حكومة الكاظمي لمحاسبة الجناة على جرائمهم". بدوره، قال حزب "البيت الوطني" الذي خرج من رحم "ثورة تشرين" ويسعى للمشاركة في الانتخابات المقررة في الخريف المقبل، في بيان "كيف يمكن لحكومة تسمح بمرور مدافع كاتمة الصوت وعبوات أن توفر مناخاً انتخابياً آمناً؟". ودعا البيان الى "مقاطعة النظام السياسي بالكامل". عضوة البرلمان العراقي عن كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني والناشطة المدافعة عن حقوق المرأة، ريزان شيخ دلير، ذهبت بعد المطالبة بسحب الثقة من حكومة الكاظمي إلى حد تخيير الكاظمي بين "الاعتراف بالضعف أو بالشراكة السياسية مع المجاميع المسلحة" وأمس الأحد، أعلن رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي عدم الترشح لخوض الانتخابات العامة البرلمانية المبكرة التي تجرى في العراق في العاشر من تشرين الأول / أكتوبر المقبل. وقال الكاظمي خلال لقائه بعدد من مقدمي البرامج في عدد من الفضائيات العراقية إن "السلاح يجب أن يكون بيد الدولة فقط، وهذه الحكومة حاربت السلاح المنفلت منذ اللحظة الأولى وتحارب أي جهة تحاول أن تستغل أي عنوان لحمل السلاح". مؤكداَ على قيامه بتغييرات أمنية كبيرة، بعد اكتشاف اختراقات من قبل الجماعات وحتى العصابات للأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية.
د. حيدر حسين آل طعمة - مركز الفرات لا تزال تداعيات جائحة كورونا تضغط على اساسيات سوق النفط العالمية رغم تطعيم قرابة مليار مواطن على مستوى العالم واستمرار جهود الانتاج والتوزيع والتطعيم في كافة ارجاء العالم. اذ لا يزال الطلب العالمي رهين لتفشي فيروس كورونا المتحور ويما يخلفه من اغلاق واجراءات متشددة على قطاع النقل والانتاج. مع ذلك، قرر تحالف أوبك+، اواخر شهر نيسان الماضي، المضي قدما في سياسة الزيادة التدريجية للإمدادات النفطية اعتبارا من شهر أيار والأشهر التالية. جاء ذلك بناءاً على توقعات منظمة اوبك بتعافي الطلب العالمي على النفط وتجاهل المخاوف التي تسيطر على الاسواق نتيجة ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا لمستويات قياسية في الهند والبرازيل واليابان. وتشير ابرز التوقعات الى استمرار العديد من المخاطر المحدقة بأسواق النفط العالمية خلال العام الحالي، مما يتطلب المزيد من التريث في فتح صنابير النفط من جديد. ويمكن ابراز اهم المخاطر المحدقة بأسواق النفط : 1- تقلبت أسعار النفط في الاسواق العالمية خلال الاسبوع الحالي بسبب تفاقم الإصابات بفيروس كورونا في الهند، ثالث اكبر مستهلك للنفط في العالم، والتي تجاوزت (20) مليون حالة، وهو ما يبدد آمال تعافي الطلب العالمي على النفط رغم تحسن الطلب في الصين والولايات المتحدة. وتشير التوقعات الى أن الارتفاع الكبير في حالات الإصابة بفيروس كورونا المتحور قد يعرقل تعافي الطلب العالمي كما كان متوقع، على الرغم من إعطاء أكثر من مليار جرعة لقاح COVID-19 على مستوى العالم. 2- يثير بدء قيام تحالف أوبك+ زيادة الإمدادات بعض المخاوف من تخمة جديدة في المعروض، اذ تترقب الأسواق النفطية عودة (2.1) مليون برميل يوميا إلى السوق اعتبارا من ايار نتيجة موافقة التحالف على التخفيف التدريجي لقيود الانتاج المفروضة على الاعضاء بشكل تدريجي، وبذلك تقلص حاجز التخفيض إلى (5.8) مليون برميل يوميا، بعد أن بلغ قرابة (8) مليون برميل يوميا، شاملا الخفض الطوعي من قبل السعودية والبالغ مليون برميل يوميا. 3- فاقت مؤخرا زيادة الإمدادات الإيرانية على تخفيضات غير طوعية وتقليصات متفق عليها لباقي أعضاء تحالف اوبك+، مما يعطي مؤشرا جديدا على تعافي صادرات النفط الايراني لهذا العام. خصوصا مع استئناف المحادثات بين إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي، وهو ما قد يؤدي إلى رفع العقوبات الامريكية على الصادرات النفطية الايرانية، مما يسمح لإيران بزيادة صادرات النفط وبالتالي ارتفاع حجم الامدادات العالمية من النفط الخام، ما لم يجري تحالف اوبك+ تخفيضات قياسية جديدة في حصص اعضاء التحالف للحفاظ على توازن العرض والطلب العالمي والحفاظ على الاسعار عند مستوياتها الحالية. عوامل دعم السوق النفطية لا تنتهي القصة هنا بل توجد ايضا عوامل ايجابية تحفز الاسعار و/او تمنع على الاقل هبوط اسعار النفط بشكل حاد، فقد حصلت اسواق النفط الخام على دعم نتيجة قيام الولايات الأميركية بالتخفيف من الإغلاقات واستئناف العمل في العديد من القطاعات الانتاجية ونشاط قطاع النقل جراء تلقي جزء كبير من الامريكان للقاحات. كما تسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى اجتذاب السياح وفتح الحدود أمام الزائرين الأجانب الذين جرى تطعيمهم بلقاحات كورونا. من جانب اخر ارتفعت اسعار النفط نتيجة بيانات حديثة تشير الى هبوط مخزونات النفط الأميركي بأكثر من المتوقع، مما يعزز توقعات الطلب على الوقود في أكبر اقتصادات العالم، فقد أظهرت بيانات معهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط هبطت بمقدار (7.7) مليون برميل في الأسبوع الاخير من شهر نيسان الماضي، وهو ما يفوق ثلاثة أضعاف مقدار السحب الذي توقعه خبراء النفط. مسار اسعار النفط لا فرصة لتوازن اسعار النفط في الوقت الراهن نظرا لتفاوت العوامل المحركة لقوى العرض والطلب على النفط في الاسواق العالمية. مع ذلك، تتركز الانظار خلال الاسابيع والشهور القادمة على التزام اوبك بقيود الانتاج والملف النووي الايراني من جهة، وتطورات جهود احتواء الجائحة ومدى انتشار التطعيم وتعاف الطلب على النفط من جهة اخرى. ويرى خبراء إن اسواق النفط تبقى تحت ضغوط فيروس كورونا حتى نهاية العام الحالي، خصوصا مع عودة ظهور إصابات الوباء بقوة في الهند والعديد من الاقتصادات الآسيوية الاخرى.
الحصاد: الحرة - واشنطن هددت ميليشيا عراقية، السبت، باقتحام المصارف الحكومية خلال 48 ساعة في حال لم تصرف "أموال المفسوخة عقودهم" من عناصر الحشد الشعبي، التي قالوا إنها مخزنة في تلك المصارف. ونشرت ميليشيا "ربع الله" مقطعا مصورا ظهر فيه شخصان ملثمان يرتديان زي الحركة ويقرأ أحدهما بيانا يهدد فيه الحكومة العراقية باقتحام المصارف وسحب الأموال منها وتوزيعها على المفسوخة عقودهم من الحشد الشعبي. ويتظاهر المفسوخة عقودهم، وعددهم نحو 8 آلاف شخص منذ عدة أيام، مطالبين بإرجاعهم إلى هيئة الحشد الشعبي. وخلال التظاهرات، حصلت مشادات مع قوات من أمن الحشد الشعبي نتج عنها إصابة عدد من المفسوخة عقودهم بجروح. وتقول الهيئة إن بعض هؤلاء "هاربون من المعارك" فيما ترك بعضهم الآخر الحشد، وفسخت عقود آخرين لأسباب متنوعة. وقامت هذه الميليشيا باستعراض، في 25 مارس الماضي، أثار عاصفة من ردود الفعل في الأوساط العراقية، . واستعرض أفراد ملثمون يحملون شعارات "ربع الله"، وهي حركة أعلن تأسيسها حديثا واستهدفت بشكل رئيسي قنوات فضائية ومراكز تجارية وترفيهية خلال الأشهر الماضية، أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة وعربات عسكرية وقاموا بإطلاق تصريحات مناوئة للحكومة العراقية وقادة أمنيين عراقيين. وخلال الاستعراض الذي شاركت فيه نحو 40-50 عربة يحمل بعضها ألوانا عسكرية وبعضها الآخر أرقاما حكومية رفع "ربع الله" رسوم "دعس بالحذاء" على صور رئيس الوزراء ووكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات الفريق أحمد أبو رغيف.
الحصاد: صلاح حسن بابان بعد صيام طويل عن مكافحة الفساد، وفي شهر رمضان، لم تكتف لجنة مكافحة الفساد، التي شكلها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي برئاسة الفريق الحقوقي أحمد أبو رغيف، بـ”الإفطار” على المسؤولين الصغار سواء كانوا رجال أعمال أو مدراء مصارف أو هيئات، بل أصرّت على أن يكون “افطارها” في 18 نيسان/ أبريل الماضي دسماً على إحدى أكثر الشخصيات السنية المؤثرة في المشهد السياسي العراقي وهو شقيق وزير الصناعة الأسبق أحمد الكربولي، بالاضافة الى ياسر ولؤي الكربولي، المقربان منه، بتهم فساد مالي وعقود مشاريع وهمية، بمئات ملايين الدولارات. زعزع هذا الاعتقال المفاجئ، الوضع النفسي والمالي للكثير من المسؤولين ورجال الأعمال من أصحاب المشاريع العملاقة بالإضافة الى مكاتب الصيرفة، مما دفع الكثير منهم إلى مغادرة البلاد خوفاً من أن تصطادهم صنّارة لجنة أبو رغيف، وسط أنباء تشير إلى أن الأيام المقبلة ستشهدُ اعتقال شخصيات سياسية ورجال أعمال بارزين ومنهم نواب بعد تقديم طلب رفع الحصانة عنهم. حتى الآن وصل عدد المحتجزين من قبل لجنة أبو رغيف إلى أكثر من 31 مسؤولاً سابقاً وحالياً وبدرجات وظيفية مختلفة منها رئيس هيئة ووكيل وزير ومحافظ ومدير عام ورئيس قسم وكلهم موقفون قيد التحقيق، بالإضافة إلى أصحاب ومدراء مصارف وشركات مالية معروفة. رغم الجدية التي تحملها خطوات لجنة مكافحة الفساد، إلا أنها لا تخلو أبداً من شكوك أنها تأتي ضمن الاستعراضات السياسية التي اعتاد عليها العراق قبل كل دورة إنتخابية، وبهذه الخطوة وغيرها، بدأ الكاظمي كما يرى الصحفي العراقي كمال بدران حملته الإنتخابية منذ توليه السلطة “وهذا من حقه بالتأكيد، فالوصول الى ولاية ثانية يتطلّب تحقيق مكاسب على مستويين، شعبي وسياسي، بسبب طبيعة النظام”. الكاظمي اقتحم ميادين لم يجرؤ سابقوه على الإقتراب منها قاصداً تحقيق هذه المكاسب، فنجح في بعضها وأخفق في أخرى وبقي بعضها محل أخذ ورد وصراع حتى اليوم و”منها ميادين مكافحة الفساد على مستويات عالية، أي انه تجاوز النمط الذي ساد وهو ملاحقة الفاسدين الصغار فأنشأ لجنة قوية لمكافحة الفساد تولت فتح ملفات مهمة”، يقول بدران. يرى بدران ان الكاظمي بدأ في الآونة الأخيرة بضرب حلقات مؤثرة في سلسلة الفساد، لكنه يختار شخصيات ليس لها حضور شعبي ولا تحظى بدعم الميليشيات، وبعضها فقد الدعم السياسي داخل حاضنته الشعبية، فبات “لقمة سائغة”. وعمّا اذا كان اعتقال الكربولي وتغييبه عن المشهد السياسي العراقي على المستوى السُنّي سيفتح الباب أمام رئيس مجلس النواب الحالي محمد الحلبوسي للتفرّد بالقرار السني، لا يخفي الصحفي العراقي ان الصراع على زعامة البيت السُنّي مستمر منذ 2003 وحتى اليوم، مذكّراً بما حصل في السابق مع شخصيات سُنية بارزة أبرزهم عدنان الدليمي وطارق الهاشمي وأسامة النجيفي، ومن ثم سليم الجبوري، إلى أن رست سفينة السنة في مرفأ الحلبوسي وشركاءه. ما يشدّ انتباه بدران هو وجود تقارب من نوعٍ ما بين الكاظمي والحلبوسي، مع لفت الإنتباه الى حاجة الكاظمي لشريك وداعم سياسي مهم يمثل السنَّة اذا أراد تغيير قواعد اللعبة المتعارف عليها، ولهذا لا يستبعد ان يكون اعتقال الكربولي جزءاً من الصفقة التي بموجبها سيحصل الكاظمي على ولاء البيت السُني في مقابل حصول الحلبوسي على مكاسب مماثلة في مقدمتها الإعتراف بزعامته. لكن ما يبدو أنه مقلق للغاية في هذا المشهد – أي اعتقال الكربولي- أن استمرار عمليات اعتقال حيتان الفساد يعني أن العملية السياسية قد تكون مهددة، بعد أن كشف رئيس مؤسسة الإصلاح والتغيير الشيخ صباح الكناني في لقاءٍ تلفزيوني وجود أكثر من 50 نائباً يعملون كموظفين لدى رجل الأعمال المثير للجدل بهاء الجوراني المعتقل حالياً لدى القوات العراقية وهو من اعترف على الكربولي وغيره، ليؤكد بأن الجوراني “كان يسعى لشراء ولاء وزارة الدفاع بعد أن نجح في الخطوة ذاتها مع وزارتي الكهرباء والصناعة للإستحواذ عليها”، وأن “عمله يقتصر على دمار الصناعة العراقية بعد اهدار أكثر من 54 مليار دولار في قطاع الكهرباء فقط منذ 2003 دون احداث أي تطوّر فيه حتى الآن”. ويتفق الكاتب والمحلل السياسي العراقي أحمد الخضر مع ما ذهب اليه الكناني بأن مصير العملية السياسية في العراق ستكون مهددة لو فتحت ملفات فساد كبيرة لتورط جهات سياسية كبيرة على المستوى الداخلي وكذلك الخارجي، و”هذا ما يزيد استحالة قيام حكومة الكاظمي بحملة تطال رؤوس الفساد بالإضافة الى أن الفساد في العراق إما محمي بقوانين تعرقل محاربة الفساد أو محمي بقوة سلاح خارج إطار الدولة أو محمي بتدخلات خارجية”. يتمنى المحلل السياسي العراقي حسين الركابي أن يتكرّر سيناريو شبيه باعتقالات فندق الريتز كارلتون السعودي التي قام بها ولي العهد محمد بن سلمان في العراق، لكنه يفضّل ان يتم الأمر عبر مؤسسات الدولة والقضاء، وليس عبر شخصية معينة أو جهة بحدّ ذاتها، مشترطاً لنجاح خطوات مكافحة الفساد أن تشمل أيضاً الفساد الإعلامي والسياسي بالإضافة الى المالي واهدار المال العام وأن يكون ذلك حصراً قبل الإنتخابات وليس بعدها، “واعتقال شخصية مؤثرة مثل الكربولي يمتلك ثقلاً سياسياً واعلامياً، بإمتلاكه فضائية لها وزنها الإعلامي، يجب أن يبتّ فيه القضاء بعيداً عن الأهواء السياسية والتوجهات الشخصية”. ينتقد الركابي الكاظمي لتأخره كثيراً في مكافحة الفساد ويقول إنه سار على نهج أسلافه، ويرى من الصعوبة أن ينجح الكاظمي لوحده بتجفيف بؤر الفساد ومنابعه “المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بدعم خارجي بوجود ماكنات اعلامية ضخمة وأرصدة في المصارف”. داعياً إياه إلى “البدء بهرم السلطة في مكافحة الفساد وتحديداً الوزراء والمسؤولين الكبار ومن هم على شاكلتهم”، وإلا فإن كل نضال لجنة مكافحة الفساد لن يبلّغها فرحة “العيد”.
الحصاد: أعلنت مفوضية الانتخابات المستقلة في العراق، عن آخر الإحصاءات المتعلقة بعدد الأحزاب والتحالفات والأشخاص الذين يعتزمون المشاركة في الانتخابات البرلمانية العامة المزمع إجراؤها في 10 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وجاء الإعلان غداة انتهاء المهلة التي حددتها المفوضية للتسجيل التي تنتهي يوم غد (السبت). وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات جمانة الغلاي إن «السجلات المخصصة لتسجيل المرشحين للمنافسة في الانتخابات، ستغلق في الأول من مايو (أيار)، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تمديد التسجيل، لالتزام المفوضية بجدول عملياتي». وأضافت الغلاي في تصريحات صحافية، أن «عدد المرشحين للانتخابات المقبلة بلغ 1116» حتى يوم أمس الخميس. وطبقا لإحصائية أصدرتها مفوضية الانتخابات، أمس، حول أعداد الأحزاب والتحالفات المسجلة رسمياً، فإن 265 حزباً حصل على إجازة العمل، وهناك 51 حزباً ينتظر الموافقة، بينما أبدى 124 حزباً رغبة في المشاركة في انتخابات أكتوبر المقبل. وبلغ عدد التحالفات السياسية المصادق عليها 38 تحالفا، أبدى 18 منها رغبة في المشاركة بالانتخابات وينتظر 11 تحالفا قبول تسجيله.
الحصاد: يتكرر كثيراً في الاعلام ما ترسله الدول للعراق من مساعدات ومنح ماليّة خصوصاً للمناطق التي تضرّرت من داعش، وأمام الأرقام الكبيرة التي نسمعها تختفي آثار تلك الأرقام على الأرض، ويعد قضاء سنجار بمحافظة نينوى الذي تسكنه 100 ألف نسمة، من أوضح المصاديق على تلك المنح والمساعدات التي ضاعت في دهاليز التسويف وغياب المتابعة والمراقبة. أمير الايزيدية نايف بن داؤود قال في حديث لـ”الصباح”: إن “الجهات المانحة إلى سنجار منذ تحريرها والتي نعلم بها، هي (الإمارات العربية المتحدة بمبلغ 2.7 مليون دولار تقريباً، الولايات المتحدة الأميركية بمبلغ 84 مليون دولار، بابا الفاتيكان، رئيس الجمهورية برهم صالح، وغيرهم الكثير». ولفت إلى أن “الجزء الأكبر من هذه الأموال لم يصرف بشكل صحيح وتبدد بالفساد، لذا يجب على الجهات المختصة في نينوى تشكيل لجنة لمتابعة عمل المنظمات وتقدم تقريرها الشهري الى الجهات المعنية، والجهات هي المحافظ، معاون محافظ نينوى، مسؤول منظمات المجتمع المدني، الهيئة العامة لمنظمات المجتمع المدني». وأشار إلى أن “خير دليل على أن المنح لم تصل الى سنجار، هي قرية (الصباحية) ذات الـ 63 منزلا و74 أسرة و414 مواطنا بينهم 5 ناجيات بلا حقوق و70 من ذوي الاحتياجات الخاصة من دون رعاية.
الحصاد: أحمد القاضي - القاهرة - سكاي نيوز عربية وثيقة تاريخية عمرها يتجاوز 112 عاما تحمل فتوى أصدرها شيخ الأزهر سليم البشري عام 1909، بتحريم قتل الأرمن على يد الأتراك، لتؤكد أن تلك الممارسات "تلحق العار بالإسلام"، وتشهد بأن مصر كانت سبّاقة في إدانة تلك المذابح. ويعود إصدار هذه الفتوى إلى ما شهدته منطقة "أضنة" التركية من اعتداءات من قِبل بعض العثمانيين على الأرمن المسيحيين، حين كان الأرمن يسيطرون على الحياة الاقتصادية للمنطقة وقتها، ما تسبب في مقتل الآلاف. وقال شيخ الأزهر في الوثيقة "طالعتنا الصحف المحلية بأخبار محزنة وشائعات سيئة عن مسلمي بعض ولايات الأناضول من المماليك العثمانية، وهى أن بعضهم يعتدون على المسيحيين فيقتلونهم بغيا وعدوانا، فكدنا لا نصدق ما وقع إلينا من هذه الشائعات ورجونا أن تكون باطلة، لأن الإسلام ينهى عن كل عدوان ويحرم البغي وسفك الدماء والإضرار بالناس كافة، المسلم والمسيحي واليهودي في ذلك سواء، فيا أيها المسلمون في تلكم البقاع وغيرها احذروا ما نهى الله عنه في شريعته الغراء، واحقنوا الدماء التي حرم الله إهراقها ولا تعتدوا على أحد من الناس فإن الله لا يحب المعتدين". معاناة كبيرة لنازحي الأرمن بعد المذابح وحذر شيخ الأزهر المسلمين في تلك المنطقة من مخالفة الشرع، قائلا: "يا أيها المسلمون الله الله في دينكم وإياكم وما حظر عليكم ربكم في كتابه وسنة رسوله، والفسوق عن أمره والنزول على ما فيه غضبه وسخطه، إن الذين عاهدوكم والمستأمنين لكم والذين جاوروكم من أهل الذمة بينكم حقا من الله تعالى في رقابكم أن تستقيموا لهم ما استقاموا لكم، وأن تمنعوهم مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم وأن تجعلوا لهم من بأسكم قوة لهم، ومن قوتكم عزة ورخاء، وأن تكفوا عن أديرتهم وكنائسهم وبيعهم ما تكفون عن مساجدكم ومعابدكم". وأكمل الشيخ سليم البشري: "لا والله ما داس امرؤ حريمهم ووضع السيف فيهم وبنى عليهم، إلا كان ناقضا لما أخذ الله على المسلمين من عهد وأوجب عليهم من أمر، فيا أيها المسلمون لا تجعلوا للعصبيات الجنسية سلطانًا عليكم". كما استشهد الشيخ البشرى فى نهاية فتواه بالحديث الشريف: "من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة 40 عاماً". وثيقة الأزهر التاريخية مواقف تاريخية يقول الباحث التاريخي والمتخصص في الدراسات الأرمنية، علي ثابت، لـسكاي نيوز عربية، إن مصر كانت في طليعة الدول التي نددت بالجرائم التي ارتكبت بحق الأرمن، والتي جرى تنفيذها عبر برنامج مُمنهج لإبادتهم عبر ثلاث مراحل دموية، الأولى جاءت في عصر السلطان عبد الحميد الثاني وراح ضحيتها حوالي 100 ألف أرمني، والثانية في أضنة عام 1909 والتي تعرّض فيها الأرمن لهجمات مسلحة على يد العوام الذين تم تحريضهم وإثارتهم، وكذلك القوات النظامية. وبحسب ثابت، فإن ما لفت الانتباه في هذه المرحلة من الإبادة للأرمن هو إثارة الأكراد والأتراك باسم الإسلام ضد المسيحية استغلالا لجهل الناس بأحكام دينهم الصحيح، وعند هذا الحد وقف الأزهر لنفي هذه التهمة الشنعاء، وصدرت فتوى الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر في 26 أبريل 1909، والتي حرّم بمقتضاها إراقة دماء المسيحيين في إقليم أضنة. وأوضح أنه تم ترجمة الفتوى إلى اللغة التركية، وطبع منها المحامي المصري حسن باشا صبري 25 ألف نسخة، وأرسلها لبر الأناضول بالتلغراف على نفقته الخاصة غيرة منه على الإسلام. الأرمن عانوا من التشريد بعد مذبحة الأتراك العثمانيين بحقهم وشدد على أن فتوى الأزهر تعد أول وأكبر اعترافً من أكبر مؤسسة دينية في العالم، والتي سبقت إدانة الكنيسة المصرية لهذه الجرائم. وأكد أن الصحافة المصرية وثقت بدقة منذ عام 1915، ما قامت به السلطات العثمانية بتنفيذ خطة التخلص من الأرمن نهائياً مستغلين انشغال العالم بالحرب العالمية الأولى، ويحمل الأرشيف المصري جرائم القتل والاغتصاب مما تسبب في إخضاع الجماعة الأرمنية لظروف قسرية أودت لإبادتها، وجعلها الجريمة النموذج، والتي على أساسها تم صياغة قانون منع إبادة الجنس البشري عام 1948. نزوح الأرمن بحرا وقال الباحث في الدراسات الأرمينية إن مصر استقبلت اللاجئين الأرمن وأحسن ضيافتهم واعتبرتهم من أهل البلد وليست ضيوفًا، كما استقبل سعد باشا زغلول الأطفال اللاجئين من الأرمن بحوالي ألف لاجئ. ولفت إلى أن مصر شهدت طباعة أول كتاب يصدر عن الإبادة الأرمينية باللغة العربية لمحامٍ سوري اسمه فايز الغصين تحت عنوان المذابح في أرمينيا، ونشر على حلقات في جريدة المقطم القاهرية، ثم تجميعه في كتاب. استقابل نازحي الأرمن في بورسعيد حديثا، قال ثابت إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان أول رئيس عربي يندد بما حدث للأرمن، خلال مشاركته بالجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونيخ للأمن عام 2019. وحينها قال الرئيس السيسي إن مصر استضافت قبل 100 سنة الأرمن، بعد المذابح التي تعرضوا لها، "ووجدوا الأمن والسلام والاستقرار لدينا".
الحصاد: الحرة من بين 2322 مشروعا منحتها الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق خلال السنوات الماضية، لم ير النور أو يقترب من رؤيته سوى 613 مشروعا، بحسب رئيسة الهيئة سهى داود نجار، التي قالت لموقع "الحرة" إن نحو 1000 مشروع منها كانت "وهمية". وتضيف نجار إن هناك 750 مشروعا أخرى تلكأت لفترة طويلة ولم تشهد نسب إنجاز متقدمة. وقالت رئيسة الهيئة إن الحكومة العراقية "ألغت إجازات استثمارية لأكثر من ألف مشروع"، كانت نسب إنجازها إما صفرا أو نسبا متدنية، بعد قرار رئاسة الوزراء القاضي بأن تسحب الإجازات من المشاريع التي مر على تاريخ انجازها المفترض ثلاث سنوات من دون أن تكتمل نسبة من إنشاءاتها على الأقل. ويتوقع أن تعيد الإجراءات الجديدة عشرات ترليونات الدنانير العراقية (عشرات مليارات الدولارات) إلى الدولة، كما إنها من المفترش أن تعيد آلاف الدونمات من الأراضي إلى الحركة الاستثمارية. وتبلغ قيمة المشاريع المسجلة، غيرة المنفذ، نحو 70 مليار دولار، بحسب النجار التي تقول إن قيمة الأراضي الممنوحة لتلك المشاريع "الوهمية" تصل إلى 60 مليار دولار، في "أكثر التقديرات تحفظا". "أعتقد أن الرقم يصل إلى ضعف هذا، لكننا لم نرد أن نسبب صدمة" بحسب نجار، التي استلمت رئاسة الهيئة بعد تغييرات حكومية قام بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عقب توليه منصبه العام الماضي. هناك مشاريع "وهمية" بقيمة 70 مليار دولار لم ينفذ أي منها بحسب نجار وأحال الكاظمي رئيس الهيئة السابق، سامي الأعرجي، إلى التقاعد لبلوغه السن القانونية. ويقول رجل الأعمال العراقي والاقتصادي سليم محمد إن "الحصول على إجازة استثمارية يكاد يكون من أصعب الأشياء على المستثمرين، حتى أصعب من تنفيذ المشروع الفعلي". ويروي محمد لموقع "الحرة" إن "مستثمرين من زملائه طلب منهم في عام 2013 دفع 100 ألف دولار مقابل فرصة للاجتماع بمسؤولين في هيئة الاستثمار، حتى بدون تأكيدات على منحهم العقود". وتؤكد النجار هذه المعطيات بقولها إن "العقود التي لم تنفذ منحت عن طريق الفساد" المستشري في العراق بشكل كبير، مشيرة إلى أن هناك "أشخاصا لا يحصلون حتى على استمارة تقديم مع أن أوراقهم مكتملة فيما يحصل آخرون على قطع أراض في أماكن حيوية بدقيقتين". وبحسب نجار فإن "المستثمرين الوهميين يقومون بأخذ قروض من البنوك، مستخدمين الإجازة الاستثمارية، أو يأخذ مبالغ من الناس ويهرب بها، أو يدخل مواد ويتاجر بها، أو يأخذ أراضي من الدولة ويقوم بتقطيعها من الباطن وبيعها، أو يبيع إجازة الاستثمار نفسها من الباطن، أو يقوم بإدخال العمالة الأجنبية والمتاجرة بحقوق إدخالها". وتؤكد نجار أنها "تتعرض للضغوط، ولكنها لا تخضع لها". وأجابت بـ"نعم" على السؤال ما إذا كانت تتخوف من تهديدات أمنية، مؤكدة "الحرب على الفساد ليست سهلة وحينما نأخذ مثل هذه القرارات لابد أن تكون محسوبة ولو لم نكن جديين ونعرف بالضبط تداعيات تنفيذ القرار لم نكن لنتخذه". ويقول مصدر في رئاسة مجلس الوزراء لموقع "الحرة" إن "رئيس الوزراء يضغط على منابع الفساد لتجفيفه" بحسب قوله، مؤكدا أن "القرارات الاقتصادية تكاد تكون بقوة القرارات العسكرية والأمنية من حيث الأثر". ويضيف المصدر، وهو مقرب من رئيس الوزراء، وطلب عدم كشف اسمه أن "الجهات المعادية لفكرة الدولة تستفيد من الفساد بشكل كبير من أجل تمويل نشاطاتها، وحرمانها من موارد هائلة سيحجم نفوذها بشكل كبير ويحد من قدرتها على تهديد النظام". ويعتبر العراق واحدا من أكثر بلدان العالم فسادا، بحسب تقارير منظمات الشفافية الدولية، لكن الكاظمي يصدر بين فترة وأخرى إجراءات في محاولة لمكافحة الفساد. وحظيت قرارات الحكومة مثل السيطرة على المنافذ الحدودية التي كانت تشهد عمليات تهريب وإدخال غير رسمي كبيرة، وقرار رفع الدعم الحكومي عن العملة بكثير من الاهتمام والإشادة، وأيضا بكثير من التشكيك. ويقول الخبير الاقتصادي مصطفى روضان لموقع "الحرة" إن "المنافذ لا تزال تشهد نشاطات غير شرعية، حتى وإن كانت نسبتها أقل من السابق، فيما سبب قرار العملة اضطرابا كبيرا في السوق بسبب عدم تجهيز البنى التحتية له". ويتخوف روضان من إن "الحكومة تمتلك سجلا بالقرارات غير المكتملة، لكن الزمن وحده سيكشف إن كان هذا القرار أحدها".
الحصاد draw: بيل ترو - إندبندنت في بلد نشأ شبابه وسط الحروب وباتوا يواجهون البطالة الجماعية من دون أن يحصلوا على أي دعم كان، ملأت عصابات المخدرات الفراغ. انطلاقاً من العاصمة ووصولاً إلى مدينة البصرة الجنوبية، وقعت بيل ترو على أعداد متزايدة من المدمنين ونظام يكافح لمعالجة الوضع. لم يدرك علي سوى بعد محاولته بيع أنبوبة غاز الطهي التي سرقها من موقد والديه أن المخدرات هي التي تستهلكه [تستنفد قواه] - وليس العكس. كان الشاب العراقي البالغ من العمر 27 عاماً قد باع بالفعل هاتفه المحمول والكراسي والسرير، ووصل به الأمر حتى إلى بيع الفراش الذي ينام عليه من أجل شراء بضعة غرامات إضافية فقط من مخدر الكريستال ميثامفيتامين (الكريستال ميث). ولم يتبق سوى أنبوبة الغاز القديمة هذه، لكنها لم تكفِ لسد ثمن الجرعة. وبعد إصابته بالحمى وبداية معاناته من أعراض انسحاب المخدر من جسمه، أوقف الشاب عند نقطة تفتيش في حي فقير في بغداد. لا يذكر الشاب النحيل الذي تظهر الثقوب بوضوح على جلده ما حدث بعدها جيداً، ما عدا معاناته من آثار توقيف المخدر فجأة وانسحابه من جسده داخل السجن. وقال لـ"اندبندنت" من داخل مركز شرطة القناة في شرقي بغداد حيث يقضي حكماً بالسجن أربعة أشهر لحيازته المخدرات "كنت في عالم آخر، كما حال الجميع، وأردنا الهروب من حياتنا التعيسة". كان علي يعاني من صعوبة في التركيز بينما عيناه تبدوان أشبه بالآبار المحفورة. وقال "ترك أثراً هائلاً على محيطي الاجتماعي. عندنا كثير من الأشخاص المعدمين ومن توفوا بسببه. لكن الحياة شاقة". يعد علي (اسم مستعار) واحداً من بين آلاف المدمنين على الكريستال ميثامفيتامين في العراق، هذا البلد الذي لم يكن قد عانى سوى في وقت قريب نسبياً من انتشار موجة الإدمان على المخدرات، حتى فيما كان الأفيون والهيروين يغرقان بلداناً مثل إيران وأفغانستان. بتمويل من المساهمات التي يتلقاها برنامج الداعم الذي تديره "اندبندنت"، تحدثت الصحيفة مع العاملين في مجال الصحة في العراق الذين يطلقون على هذه الموجة المتنامية من تعاطي الكريستال ميث وصف جائحة خفية- ويحذرون من أنها أصبحت أخطر منذ ظهور فيروس كورونا. اقرأ المزيد موجة فيروس كورونا الأكثر فتكاً في العراق بدأت للتو المخدرات المهربة إلى الداخل العراقي تفتك بشبابه وقال قاسم ورش، كبير الممرضين في مستشفى ابن رشد، مركز إعادة التأهيل الرئيس في العراق أثناء قيامه بجولته "يقضي الميث على دفاعات الجسم ويؤدي إلى عوارض منها خسارة الوزن فيجعل [المتعاطين] عرضة للإصابة بكافة أنواع الأمراض بما فيها كوفيد-19 طبعاً". "لا يعود الناس يبالون بشيء بسببه، ويكونون أقل ميلاً إلى التزام ممارسات من قبيل التباعد الاجتماعي". يتسبب هذا المنشط الذي صنعه الإنسان بالإدمان الشديد وقد طور في اليابان واستخدم خلال الحرب العالمية الثانية لكي يبقى الجنود متيقظين، وهو يجتاح جهاز المناعة في الجسم ويمكن أن تنتج عنه آثار جانبية تشكل خطراً على الحياة بما فيها فشل القلب والفشل الكلوي فضلاً عن خسارة هائلة في الوزن. غير أن الخطر الإضافي المتمثل في التقاط عدوى كوفيد-19 لا يردع المتعاطين. وقال علي بطريقة حالمة "لا يفكر [يحتسب] المرء في المخاطر. أنا عامل زراعي. بدأنا جميعاً بتعاطيه لأن حياتنا صعبة". "فالمخدر ينقلك إلى عالم آخر، أفضل. فلا تعود تبالي بشيء". "لا مفر" يلجأ عدد متزايد من العراقيين إلى تعاطي الكريستال ميث هرباً من الواقع الصعب حيث البطالة مرتفعة جداً والفساد يجتاح الاقتصاد والبنية التحتية متهالكة في بلد انتقل من حرب إلى أخرى منذ الاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003. وفقاً لتقرير نشره مجلس الأطلسي في فبراير (شباط)، نحو 60 في المئة من سكان العراق هم من فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، فيما يقدر معدل البطالة في أوساطهم في العراق بـ36 في المئة. يقول مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إن الكريستال ميث أصبح المخدر الأساسي الذي يستدعي القلق في البلاد وحذر في تقرير أصدره في فبراير من أن المخدر الذي كان يجري تهريبه من إيران المجاورة سابقاً بات يصنع الآن في مختبرات داخل العراق. وتقع مراكز انتشاره الرئيسة في المحافظات الحدودية الجنوبية مثل البصرة وميسان. هناك، درجت عصابات قوية من تجار المخدرات منذ زمن على تهريبه داخل البلاد، كما قال أحد سكان البصرة المحليين المطلع على هذا القطاع لكنه رفض ذكر اسمه بسبب مخاوف أمنية. وأضاف المصدر أنه يجري غالباً استخدام النساء لتهريب المخدرات لأنهن أقل عرضة للتفتيش. والكمية التي تشترى بمبلغ قد لا يتعدى خمسة آلاف دينار (2.5 جنيه إسترليني) لقاء الغرام الواحد قد تباع بأربعة أو خمسة أضعاف السعر الأصلي، مما يدر مكاسب كبيرة على التجار. قاسم ورش، كبير الممرضين في مركز إعادة التأهيل الرئيسي في العراق يقول إن جائحة كريستال الميثامفيتامين تجعل الشباب أكثر عرضة للإصابة بكوفيد-19 (بيل ترو) والحق أن العراق ما عاد مجرد معبر للمخدرات في طريقها إلى تركيا، بل أصبح وجهة في حد ذاته خلال السنوات القليلة الماضية مع ارتفاع معدلات العنف والفقر. وشكلت البصرة لقمة سائغة، وليس وراء ذلك موقعها الجغرافي فحسب. فالمدينة الجنوبية التي عرفت في الماضي باسم "بندقية الشرق" شهدت ارتفاعاً جنونياً في معدلات البطالة خلال السنوات القليلة الماضية في غياب البنى التحتية الأساسية، بما فيها توفر المياه النظيفة. وقال الرجل الذي يقطن البصرة "هنا في البصرة، ليس لدينا متنزهات ولا نواد ولا حتى سينما. لا يوجد أي مرفق يمكن للشباب ارتياده حرفياً وليس لديهم ما يفعلونه". "عايش الشباب عدة حروب. يقول لي المدمنون الذين أتحدث إليهم إنهم لا يملكون وظيفة ولا هواية ولا سبيلاً آخر للهروب [نسيان واقع الحال]". لقد أنهك إدمان الميث النظام الجنائي العراقي الذي يرزح تحت ضغط كبير أساساً. وأعلنت فرق مكافحة المخدرات في سجن القناة حيث يحتجز علي، أنها استنفدت طاقتها الاستيعابية بعد اعتقال 217 مدمناً وتاجراً للكريستال ميث، وحشرهم جنباً إلى جنب داخل الزنازين. وقال الضباط، إن الأرقام الرسمية قد ارتفعت بشكل هائل منذ عام 2017 مع تردي اقتصاد البلاد كما أسعار الكريستال ميث. وأبلغ الرائد يابار حيدر "اندبندنت" أن "عدد المدمنين ارتفع 40 في المئة في هذه المديرية منذ عام 2017 وسجلت زيادة 30 في المئة في أعداد التجار". و"يعود ذلك إلى زيادة في وفرة كريستال ميث مما يخفض سعره". وقال إنه في عام 2017 كان الغرام الواحد يكلف نحو 100 دولار أميركي، بينما قد لا يتجاوز سعره الآن في بعض المناطق 20 ألف دينار عراقي- أي 10 جنيهات إسترلينية فقط. لا يعلم مدى انتشار المخدر على وجه التحديد بسبب شح المعطيات. لكن الرائد حيدر قال، إنه قبض على أكثر من 6 آلاف شخص العام الماضي بتهم مرتبطة بالمخدرات في جميع أنحاء البلاد، فيما صادرت السلطات أكثر من 120 كيلوغراماً من الكريستال ميث. تنشر "المديرية العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية" في العراق تحديثات منتظمة على صفحتها على موقع "فيسبوك" حول عمليات ضبط المخدرات، وقد بدأت عدداً من حملات التوعية لتشجيع السكان على مشاركتها معلومات حول التجار وهذا القطاع. وفي هذه الأثناء، صرح وزير الصحة العراقي بأن الكريستال ميث أصبح ثاني أكثر المخدرات تعاطياً بعد الكحول. وكشفت آخر البيانات عن وجود 813 مدمناً في مراكز إعادة التأهيل الحكومية، وهو ما يفوق بكثير عدد مدمني أي مادة أخرى. سلب مني حياتي ومن هؤلاء المرضى أحمد، 32 عاماً، أجير زراعي عاطل عن العمل، دخل بنفسه إلى مستشفى ابن رشد في بغداد بعد أن وصل الحال بعائلته إلى طرده من المنزل. ويعتبر مستشفى ابن رشد أحد المستشفيين النفسيين الحكوميين ضمن النظام الفيدرالي العراقي؛ كما أنه الأكبر. هناك، خصص 13 سريراً لمرضى مثل أحمد يتعافون من الإدمان على المواد المخدرة. وقال أحمد، إن الرجال والنساء يتعاطون على حد سواء، مع أن عدد النساء اللاتي يفصحن عن إدمانهن أقل بسبب الوصمة الاجتماعية. وتابع، أن تجار المخدرات يلجأون إلى طرق أكثر ابتكاراً من أجل استقطاب زبائن جدد. وبدل المخاطرة ببيع بضاعتهم في الشارع، بدأ التجار في توزيع كميات صغيرة من الكريستال ميث خفية بالمجان على من يعيشون في مجتمعات هشة. ثم ينتظر التجار أن يعلق زبائنهم الجدد بالمادة فتأتي إليهم موجة جديدة من المدمنين تتوسلهم الحصول على مزيد من المخدر. وقال لـ"اندبندنت" من سريره في المستشفى "عندما يتملكك اليأس يطلب منك بعض التجار أن تسرق بعض الأغراض مثل الدراجات النارية وخلافها، لدفع ثمن المخدرات". "ويتزايد عدد المتعاطين الذين يتحولون أنفسهم إلى تجار صغار من أجل تمويل تعاطيهم وتتواصل هذه الدورة لقاء ثمن باهظ. لولا الكريستال ميث لكنت متزوجاً ولدي وظيفة- سلب مني حياتي". باع أحمد كل ممتلكاته ودفع كل قرش من مدخوله الضئيل في سبيل التعاطي، فأقصى نفسه بسرعة عن عائلته وأصدقائه الذين قالوا له إنه لا يمكنه العودة إلى المنزل قبل شفائه. عند تلك المرحلة، قال الشاب إنه كان يعاني من هلوسات مخيفة ويسمع أصواتاً. كما أن جهازه الهضمي دمر وأتلفت ذاكرته. وأضاف "عانيت لثلاثة أيام على الأقل من عوارض انسحاب المخدر من جسمي. كنت متكوراً على نفسي كما لو أنني رجل تسعيني". كان العراق يحكم في ما مضى بالإعدام على المتعاطين وتجار المخدرات لكنه أقر قانوناً في عام 2017 يمكن للقضاة بموجبه أن يحكموا على المدمنين بإعادة التأهيل أو بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. ومن حسن حظ أحمد أنه يتعافى في مركز إعادة تأهيل. ففي المناطق العراقية حيث لا تتوفر هذه المراكز، يسجن العديد من مدمني المخدرات. مستشفى ابن راشد أكبر منشآت إعادة التأهيل التي تديرها الحكومة في العراق (بيل ترو) قال الطاقم الطبي في ابن رشد، إن هناك حاجة لتخصيص مزيد من الوحدات وبناء مستشفيات المخصصة في جميع أرجاء البلاد بسبب تزايد عدد المدمنين، فاعتقالهم ليس حلاً. وقال الدكتور أرجان طوقاتلي لـ"اندبندنت" "نحتاج آلاف الأسرة غير المتوفرة في كافة أرجاء العراق. خذوا مثلاً كركوك التي أتحدر منها. ليس في المنطقة بأسرها سوى ثمانية أسرة". بالنسبة لعلي وأحمد، ليست المشكلة مسألة حياتهما أو موتهما فقط بل حياة وموت جيلهما بكامله. وقال أحمد وهو جالس في حديقة مستشفى ابن رشد "هذا المخدر لا يهدد بتدمير الشباب. بل إن الكريستال ميث قد قضى علينا بالفعل". يمول برنامج الداعم في "اندبندنت" التقارير الخاصة من غرفة أخبار حائزة على جوائز يمكنكم الوثوق بها. نرجو أن تفكروا في المساهمة فيه.
الحصاد draw: حامد عبد الحسين الجبوري - مركز الفرات تسعى أغلب الدول، سواء كانت متقدمة أو نامية، لبناء علاقات خارجية متينة مع دول اقليمية أو دولية، لاعتبارها النافذة التي تمكن الدول من تحقيق أهدافها الخارجية أو الداخلية أو كلاهما معاً. اختلاف أهداف العلاقات الخارجية ونظراً لتجاوز الدول المتقدمة أو على الأقل إنها قطعت شوطاً كبيراً في تحقيق الأهداف الداخلية، فهي تسعى في الغالب لوضع أهداف خارجية كعولمة ثقافتها أو محاربة الإرهاب وتعمل على تحقيقها من خلال بناء علاقات خارجية مع الدول التي تصب في مصلحتها وتحقيق تلك الأهداف. فعلى سبيل المثال سعت أمريكا ولا تزال في بناء علاقات خارجية مع كثير من دول العالم-دول أوربية، دول أسيوية، دول شرق أوسطية-من أجل عولمة ثقافتها السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو من أجل محاربة الإرهاب لضمان سلامة مصالحها الإستراتيجية في تلك الدول. في حين لم يكن الأمر كذلك بالنسبة للدول النامية، فهي لا تزال تعاني من التواضع في تحقيق الأهداف الداخلية، ولا يتسنى لها وضع أهداف خارجية وبناء علاقات لتحقيقها، لان الأولى بها أن تعمل على بناء علاقات خارجية من أجل تحقيق الأهداف الداخلية التي لا تزال متواضعة كالأمن والاقتصاد والخدمات. عقبات انعكاس العلاقات الخارجية على الداخل وما سعي الحكومات العراقية بعد عام 2003 باتجاه العلاقات الخارجية الإقليمية والدولية إلا لتحقيق الاستقرار الأمني وتحسين الاقتصاد وتقديم الخدمات، ولكن أغلب الجولات الخارجية لم تنعكس على الوضع الداخلي العراقي بشكل ملموس. بمعنى إن هناك عقبات كانت تحول دون انعكاس العلاقات الخارجية التي تقوم بها الحكومة العراقية على الوضع الداخلي، وهي عقبات مترابطة فيما بينها ومن أبرزها هي غياب الاستقلال وضعف الاستقرار، إذ لا استقرار بلا استقلال. حيث اتجه العراق نحو نافذة العلاقات الخارجية بعد 2003 وبالخصوص في زمن حكومة العبادي بعد تحرير الموصل من تنظيم داعش الإرهابي الذي أسقطها في نهاية حكومة المالكي، كان ذلك الاتجاه بمثابة دعوة تلك الدول للوقف لجانب العراق ودعمه لمحاربة الإرهاب وإعادة الأعمار. ثم جاءت حكومة الكاظمي وسارت على نفس الوتيرة، لتكمل ما انتهت إليه حكومة العبادي، رغم إن الأولوية التي جاءت من أجلها هي تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات، ومع هذه الأولوية عملت على فتح نافذة العلاقات الخارجية وزارت العديد من الدول كان آخرها السعودية والإمارات وزيادة عدد الاتفاقيات مع الدول في مجالات مختلفة وعلى رأسها المجال الاقتصادي، من أجل دعم الاقتصاد العراقي وتحسين الأوضاع الداخلية. اختلاف أولويات الحكومات المتعاقبة بشأن العلاقات الخارجية وبالتأكيد، ثمة اختلاف ما بشأن الهدف من فتح نافذة العلاقات الخارجية ما بين الحكومتين، حيث ركزت حكومة العبادي على العلاقات الخارجية من أجل محاربة الإرهاب وإعادة الأعمار، في حين ركزت حكومي الكاظمي على دعم الاقتصاد وتحسين الأوضاع الداخلية من خلال زيارة الدول ودعوتها للاستثمار في العراق. يبدو إن مسيرة الحكومتين كانتا تسيران بنفس الرؤية وبنفس الاتجاه، ونظراً لاختلاف الأحداث على أرض الواقع وما ينبغي على الحكومة أن تتخذه، أصبح لكل حكومة أولويات تختلف عن الأخرى وذلك بما ينسجم مع الحدث الذي وقع، فكانت أولوية حكومة العبادي هي محاربة الإرهاب بالدرجة الأولى وإعادة الأعمار وأولوية حكومة الكاظمي هي دعم الاقتصاد وتحسين الأوضاع الداخلية. التقييم ومن حيث التقييم، يمكن القول، إن حكومة العبادي نجحت في محاربة الإرهاب رغم الوضع المتهالك مالياً واقتصادياً الذي ورثه من حكومة المالكي. تحقق ذلك النجاح بفعل تكاتف الجهود الداخلية من مرجعية وشعب من جانب واستثمار العلاقات الخارجية من جانب آخر. وبالتأكيد إن الدول التي استجابة لحكومة العبادي في محاربة الإرهاب كانت هي أيضاً راغبة وبشكل كبير في محاربة الإرهاب لحماية مصالحها في العراق من جانب وتحقيق الأمن والسلم الدوليين من جانب ثانٍ لان تحقيقهما يعني ضمان حماية بلدانها من انتقال الإرهاب لها. أما على مستوى إعادة الأعمار، فكانت النتائج متواضعة، إذ بلغ حجم التعهدات التي تعهد بها المشاركون في مؤتمر الكويت لإعادة أعمار العراق 30 مليار دولار في عام 2018 في حين كان المطلوب هو88 مليار دولار حسب وزارة التخطيط للإيفاء بإعادة أعمار المناطق المتضررة سواء بفعل الإرهاب أو بفعل عمليات التحرير. يمكن إيعاز انخفاض حجم المشاركة في إعادة أعمار المناطق المتضررة للعقبات التي تم ذكرها آنفاً وهي غياب الاستقلال وضعف الاستقرار، إذ ترى كثير من الدول إن القرار العراقي لا يزال يخضع للإرادة الخارجية، إضافة لضعف سلطة إنفاذ القانون وانتشار السلاح خارج القانون، لذا يرى البعض، أن الالتفاف على إعادة الأعمار أو تسويفها أو سوء إدارتها بالشكل الأمثل هو التحليل الأكثر واقعيةً، فكانت المشاركة متواضعة. أما بالنسبة لحكومة الكاظمي فقد عملت على الورقة الاقتصادية في العلاقات الخارجية الإقليمية والدولية من خلال زيارة أمريكا وطهران وتركيا الأردن والسعودية والإمارات، وإجراء العديد من الاتفاقات الاقتصادية معها، وأبرزها اتفاقية الربط الكهربائي مع الأردن ومصر والسعودية، وإنشاء صندوق عراقي سعودي مشترك، يقدر رأس ماله بثلاثة مليارات دولار، وكذلك أعلنت دولة الإمارات عن استثمارها مبلغ ثلاثة مليارات دولار في العراق وغيرها الكثير من الاتفاقات. لا تقييم بلا وقت كافي ولا يمكن تقييم أداء الحكومة الحالية بشكل دقيق في الوقت الحاضر في مدى قدرة الحكومة على تذليل العقبات وتحييد أثارها وجعل العلاقات الخارجية تنعكس بشكل ايجابي ومباشر على واقع الاقتصاد العراقي ما لم يتم إعطاء الوقت الكافي لظهور النتائج ومن ثم اتخاذ قرار بشأن التقييم ما إذا كانت جيدة أم لا؟ ولذا يبقى السؤال المطروح، هل ستنجح حكومة الكاظمي في ترجمة تلك الاتفاقات على ارض الواقع العراقي وبما يخدم الاقتصاد العراقي؟ إذا ما استطاعت حكومة السيد الكاظمي تذليل تلك العقبات والعمل على جعل القرار العراقي مستقل بعيداً عن الاملاءات الخارجية والعمل وفق مبادئ التعاون والمصالح المشتركة من جانب، واستطاعت أن تعمل، أيضاً؛ على تقوية سلطة إنفاذ القانون وحصر السلاح بيد الدولة الذي من شأنه تحقيق الاستقرار من جانب ثانٍ، كلا الأمرين سيكونان كفيلان بانعكاس العلاقات الخارجية إيجابياً على الاقتصاد العراقي والعكس صحيح. وتبدو بعض المؤشرات إن حكومة الكاظمي تسير إلى حد ما بالشكل المطلوب داخلياً وخارجياً سياسياً واقتصادياً، سينعكس هذا السير بشكل ملموس على ارض الواقع إن عاجلاً أو آجلاً ومع ذلك سيبقى هذا السير محفوفاً بالمخاطر، مما يتطلب الحذر دائماً لأي محاولات تريد الانزلاق به نحو الهاوية.
الحصاد: أعلنت الأحزاب التركمانية، الخميس، الدخول في الانتخابات بتحالف انتخابي موحد. وقال رئيس الجبهة التركمانية العراقية حسن توران في مؤتمر صحفي عقده اليوم، إن "الأحزاب التركمانية عقدت اجتماعاً في مقر الجبهة التركمانية في كركوك جرى فيه بحث مجمل تطورات المشهد السياسي والأمني واستحقاقات المكون في العراق، وكركوك". وتقرر عن الاجتماع المشاركة في الانتخابات النيابية بتحالف انتخابي موحد في "تركمان ايلي" والعراق، وباسم جبهة تركمان العراق، كما تمت تسمية حسن توران رئيسا للتحالف الانتخابي، والتحالف سيعلن عن برنامجه السياسي لأبناء التركمان لاحقا
الحصاد: أكد مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بالإنابة، جوي هود، في مقابلة خاصة مع "الحرة" أن الحكومة العراقية لم تطلب خلال الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق، الذي عقد الأربعاء، مغادرة القوات الأميركية من العراق. وأوضح هود أن الولايات المتحدة والحكومة العراقية والتحالف الدولي والبشمركة حققوا الكثير في مواجهة تنظيم داعش وهزيمته وتفكيك نظامه. إلا أنه أضاف أن "الهزيمة الكاملة لداعش لم تتحقق بعد وعلينا مواصلة قتالهم سوياً. ووافقنا على أن تجتمع اللجان التقنية للجنة العسكرية المشتركة لمواصلة النقاش لتحديد الخليط المناسب من القوات الأميركية والتحالف الدولي الذي يجب أن يبقى في البلاد لإتمام المهمة". وحول تغيير مهمة القوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق، قال هود إن "التغيير يحصل منذ عام 2014 وحتى الآن. وقواتنا الآن تركز على التدريب والنصح وتقديم المشورة والتجهيز للقوات العراقية لملاحقة داعش بنفسها وهذا ما يقومون به . وهذا ما خولنا تعديل قدرة قواتنا في العراق وخارج العراق أيضاً مع الوقت، وسنواصل القيام بذلك بالتنسيق مع الخبراء العسكريين في اللجنة المشتركة". وحول تأكيد المسؤولين العراقيين على أن الولايات المتحدة تعهدت بعدم وجود قواعد عسكرية أميركية في العراق، قال هود: "ليس لدينا قواعد عسكرية في العراق وقواتنا العسكرية الموجودة هناك تقيم على منشآت عسكرية عراقية، ونحن ضيوف في بلدهم. ولذلك أكدوا لنا أنهم يعملون بجهد كبير لحمايتنا وأكدنا لهم أن كل ما نقوم به في بلدهم هو بالتنسيق معهم". وأوضح هود في المقابلة أن الحكومة العراقية جددت دعمها ومسؤوليتها عن "حماية كل الضيوف المدعوين إلى العراق بمن فيهم الدبلوماسيون الأميركيون والقوات الأميركية وقوات التحالف الدولي. وجددوا هذا التأكيد لنا وشكرناهم على ذلك". وأشار هود إلى أن "الشعب العراقي يتوقع الكثير من العلاقات الأميركية العراقية التي تبدأ بالثقافة والتربية وتصل إلى انتخابات حرة ونزيهة وعادلة وإلى المجال الأمني والتنمية الاقتصادية والتعاون الصحي". وكشف عن تقديم عشرة ملايين دولار إضافية لتمويل جهود الأمم المتحدة في العراق لدعم الانتخابات المقبلة. وقال: "تحدثنا عن تنسيق إضافي في المستقبل، لأننا نريد التأكد من وجود مراقبين دوليين لمراكز الانتخاب لمساعدة السلطات الانتخابية على إجراء انتخابات حرة وعادلة للشعب العراقي". وأصدرت بغداد وواشنطن بيانا مشتركا، الأربعاء، عقب انتهاء الجولة الثالثة من جولات الحوار الاستراتيجي بين البلدين. وقال الطرفان في البيان إن "دور القوات الأميركية وقوات التحالف قد تحول الآن إلى المهمات التدريبية والاستشارية" على "نحو يسمح بإعادة نشر المتبقي من القوات القتالية خارج العراق". وجدد البلدان تأكيدهما على أهمية مبادئ اتفاقية الإطار الاستراتيجي، فيما جددت الولايات المتحدة تأكيد احترامها لسيادة العراق وسلامة أراضيه وللقرارات ذات الصلة والتي صدرت عن السلطتين التشريعية والتنفيذية العراقية.