01.02.22

مقدمة

تستمر سياسات القمع والانتهاكات وبضمنها الاعتقالات بحق نشطاء المجتمع المدني والصحفيين وقد شمل ذلك حتى المواطنين العاديين من الذين يعبرون عن آرائهم المخالفة لراي الحكومة المحلية والسلطات الأمنية في إقليم كردستان العراق، بحسب هذا التقرير الدوري الأخير لمركز الخليج لحقوق الإنسان. لقد استخدمت القوات الامنية شتى الوسائل ضد المحتجين على سوء الأوضاع في الإقليم. يسود الاستياء الشديد في أوساط المجتمع نتيجة تفشي الفساد في المرافق الحكومية، تدهور الخدمات العامة، تأخير دفع رواتب الموظفين، والقرارات المتعلقة بزيادة الرسوم والضرائب على المواطنين.

استهدفت القوات الأمنية كذلك وسائل الإعلام ومنعتها من تغطية الاحداث اليومية الجارية كما مارست الضرب واستخدمت العصا الكهربائية ضد الصحفيين في عدة مدن بإقليم كوردستان. وفقاً للتقريرالسنوي الذي أصدره مركز مترو للدفاع عن حقوق الصحفيين فقد ارتكبت السلطات المحلية 353 انتهاكاً خلال سنة 2021 بحق 260 صحفي وصحفية في إقليم كردستان.

سجن ناشطة مجتمع مدني وصحفي

 بتاريخ 26 يناير/كانون الثاني 2022، أعلن أحد أعضاء فريق منظمة بناء السلام الدولية بإقليم كردستان العراق، أنه بعد مرور 16 شهراً على اعتقالها، تم تحديد يوم 14 فبراير/شباط 2022، موعداً لعقد الجلسة الأولى في محاكمة ناشطة المجتمع المدني نيريفان أيوب حسن ديرشي التي هي من سكنة مدينة دهوك. لقد تم اعتقالها في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2020، بعد تنظيمها ومشاركتها في التظاهرات السلمية التي انطلقت في محافظة دهوك وبقية مناطق الإقليم للمطالبة بالإصلاح الشامل في الإقليم. سيتم محاكمتها وفقاً للمادة الاولى من القانون المرقم 21 للسنة 2003، والخاص بزعزعة الامن الوطني لإقليم كوردستان. تبلغ نيريفان ديرشي 36 سنة من العمر، وهي ام لخمسة أطفال وقد تم طلاقها من قبل زوجها بعد اعتقالها وسجنها. تم تأجيل جلسات محاكمتها عدة مرات وبسبب ذلك قامت بالإضراب عن الطعام لمدة ست مرات. أكدت تقارير صحفية إصابتها بمرض السكري بعد دخولها السجن.

بتاريخ 09 ديسمبر/كانون الأول 2021، نشرت الصحف والمواقع الإعلامية الكوردية نداءً ارسله الصحفي كوهدار محمد أمين زيباري من السجن، ذكر فيه الأوضاع السيئة التي يعاني منها سجناء الراي أضافة الى التعذيب الجسدي والنفسي الذي يواجهه باستمرار معتقلو ناحية شيلادزي التابعة لقضاء العمادية في محافظة دهوك. لقد طالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية تسليط الضغط على حكومة اقليم كوردستان من أجل العمل على الافراج عنهم. وكانت محكمة الجنايات الثانية بمدينة أربيل قد أصدرت بتاريخ 16 فبراير/شباط 2021، حكمها على خمسة من الناشطين والصحفيين من بينهم زيباري بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة تعريض الامن القومي الكوردي للخطر.

إسكات رجال الدين واعتقالهم بسبب خطب انتقادية 

بعد إلقائه آخر خطبة بتاريخ 31 ديسمبر/كانون الأول 2021، أصدرت وزارة الاوقاف في اقليم كوردستان قراراً بمنع رجل الدين الدكتور سيد احمد بينجويني امام وخطيب إحدى جوامع اربيل من القاء الخطب في الجامع بسبب انتقاده للسلطات الامنية والحكومة المحلية حول سوء تعاملها مع ملف الاحتجاجات الطلابية وقيامها باعتقال المواطنين الأبرياء. كذلك فقد طلبت وزارة الاوقاف من وزارة الثقافة في الإقليم بمنع نشر خطبه في وسائل الإعلام.

اعتقلت القوات الامنية بتاريخ 11 ديسمبر/كانون الأول 2021، رجل الدين الشاب ملا بخاري سيركوتكي في قضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك بسبب نقده للحكومة المحلية فيما يتعلق بسوء ادارة الخدمات وتفشي الفساد في مفاصل الدولة. يدير ملا بخاري جمعية لحافظي القرءان الكريم ويمتلك اجازة رسمية من السلطات للقيام بعمله.

كما قامت السلطات الامنية بتاريخ 10 ديسمبر/كانون الأول 2021، بمنع رجل الدين الشاب الشيخ رضوان بروشكي من القاء الخطب الدينية على منبر احدى الجوامع بمدينة دهوك، بعد ان صدر قرار من مديرية الأوقاف بمحافظة دهوك بإبعاده عن إلقاء الخطب بسبب انتقاده للحكومة والإدارة في خطبه، وحث الناس على المطالبة بالعدالة الاجتماعية.

اعتقال الناشطين السياسيين وصدور الأحكام ضدهم

بتاريخ 01 ديسمبر/كانون الأول 2021، القت القوات الامنية القبض على الناشط السياسي هيوا حاجي اغا، طالب المرحلة الخامسة بمعهد جومان الاهلي في قضاء جومان التابع لمحافظة أربيل. حاجي أغا هو أحد كوادر الحزب الديمقراطي الكوردستاني الحاكم، حيث أكدت التقارير المحلية ان سبب اعتقاله هو انتقاداته المستمرة للحكومة المحلية على صفحته في الفيسبوك.

بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول 2021، أعلن فريق المدافعين عن سجناء الرأي في إقليم كردستان أن محكمة الاستئناف قد استلمت ملف الحكم الابتدائي الذي أصدرته محكمة جنايات أربيل الثانية بتاريخ 08 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، والذي تضمن أحكاماً بالسجن ضد اثنين من الناشطين السياسيين من بين  معتقلي بادينان من سكنة محافظة دهوك بعد إدانتها لهم بتهم ٍ تتعلق بالأمن القومي لإقليم كوردستان، وهم شيروان طه كوجر، السجن لمدة سنتين ونصف، و مسعود علي سنجاري، السجن لمدة ثلاث سنوات ونصف.

بتاريخ 07 يناير/كانون الثاني 2022، اعتقلت قوة أمنية بمدينة السليمانية الناشط السياسي غازي كركوكي حيث اقتادته من منزله إلى جهة مجهولة. كركوكي هو قيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ويأتي اعتقاله حسب مصادر محلية نتيجة خلافات سياسية داخلية.

استهداف المتظاهرين السلميين

اعتقلت القوات الأمنية بتاريخ 07 ديسمبر/كانون الأول 2021، كل من المتظاهريْن السلميين الطالب دوران محمود والطالب ئاريان مصطفى بعد مشاركتهما في الاحتجاجات الطلابية التي اندلعت من جديد يوم 06 ديسمبر/كانون الأول 2021، امام ابواب بعض الكليات في جامعة السليمانية، للمطالبة بتنفيذ وعود السلطات بتوفير المخصصات الشهرية للطلبة، وتحسين اوضاع الاقسام السكنية الداخلية. تم إطلاق سراحهما بعد احتجازٍ دام خمسة أيام.

في 07 ديسمبر/كانون الأول 2021، اعتقلت القوات الامنية بمدينة دهوك المواطن الشاب هلكفت عبد الستار ئاشويى الذي كان يعمل موظفاً في مؤسسة مكافحة الألغام بمدينة دهوك واقتادته الى جهة مجهولة. تم الغاء عقد عمله في هذه المديرية بالإضافة إلى العشرات من زملائه مؤخراً. لقد قاموا بتنظيم احتجاج امام مبنى هذه المؤسسة مطالبين بعودتهم الى عملهم، وأدلوا بتصريحاتٍ إلى وسائل الإعلام ضد المسؤولين الذين أصدروا قرارت فصلهم عن العمل. 

بتاريخ 16 يناير/كانون الثاني 2022، اعتقلت القوات الامنية بمدينة أربيل، المواطن الشاب كاروان عبد الرحمن بسبب انتقاده للحكومة المحلية ورفضه زيادة الضرائب المفروضة على الخدمات العامة السيئة واجرائه لقاء حول ذكل مع احدى القنوات المحلية. تم نشر مقاطع من مقابلته على وسائل التواصل الاجتماعي. لقد أطلق سراحه في 25 يناير/كانون الثاني 2022 بعد احتجازٍ دام تسعة أيام.

منع قناتين تلفزيونيتين من حضور مؤتمر صحفي رسمي