عربية:Draw رغم تواتر الأخبار عن عمليات قصف وتوغل متصاعدين للقوات التركية، تركزت في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراقي، فإن السلطات؛ سواء الاتحادية في بغداد، أو الإقليمية في أربيل، التزمت الصمت حيال ذلك، بينما عبّرت قوى سياسية عراقية عن رفضها لتوغلات أنقرة، ودعت إلى ردعها. لكن مصدراً أمنياً عراقياً قال إن هناك اعتقاداً بوجود «اتفاق مضمر» بين أنقرة من جهة، وبغداد وأربيل من جهة أخرى، يتضمن «السماح للقوات التركية بملاحقة عناصر (حزب العمال الكردستاني)، (تصنفه تركيا إرهابياً) داخل الأراضي العراقية». ونفّذت القوات التركية عمليات قصف بالطائرات والمدفعية، الأحد، على مواقع تابعة لـ«العمال الكردستاني» في وادي «رشافة» شمال دهوك. ومع ذلك، لا يرى المصدر الأمنى العراقي أن “التوغل التركي يمثّل جديداً؛ إذ يستمر منذ سنوات، وعادةً ما ينشط بين أشهر يونيو (حزيران)، وأكتوبر (تشرين الأول) من كل عام؛ لأن الأجواء المناخية تسمح بذلك، وفي الشتاء تتراجع القوات التركية بسبب سوء الأحوال الجوية”. وطبقاً للمعلومات فإن القوات التركية أقامت في 24 يونيو الماضي، نقطة تفتيش على مفرق طريق «كاني بلافي وبيليزاني»، الواقع على الطريق الرئيسي بين ناحيتَي «بامرني وكاني ماسي» في محافظة دهوك. وتؤكد معلومات الشبكة أن «جنود الجيش التركي يتجوّلون في المنطقة رفقة أسلحتهم الثقيلة»، مضيفةً أن تركيا نفّذت خلال العامين الماضيَين عمليتين في قضاءَي «باتيفا» و«العمادية»، وأقامت حتى الآن "150 نقطة عسكرية بعمق 35 كيلومتراً داخل أراضي إقليم كردستان". كما أفادت وسائل إعلام كردية، الأحد، بنصب القوات التركية نقاطاً عسكرية جديدة شمال محافظة دهوك؛ لبسط المزيد من سيطرتها على المناطق الحدودية، بذريعة ملاحقة «العمال الكردستاني»، الذي تعتقد أنقرة أنه ينشط في تلك المناطق المتاخمة لحدودها مع العراق. وتقول مصادر، إن "القوات التركية نفّذت تحركات عسكرية جديدة في منطقة (نهلي)، التابعة لقضاء العمادية شمال دهوك، حيث نصبت عدة نقاط عسكرية بين وادي (سركلي) ووادي (رشافة) على سفوح جبل (متين)، وتم تجهيز هذه النقاط بالأسلحة والعربات العسكرية، إضافةً إلى الآليات اللازمة لفتح الطرق، وإنشاء القواعد العسكرية". 300 دبابة وتحدثت المصادر الكردية عن قيام منظمة «فرق صناع السلام» الأميركية (CPT)، نهاية يوينو الماضي، برصد دخول الجيش التركي صوب إقليم كردستان العراق بـ300 دبابة ومدرعة، وإقامة حاجز أمني ضمن حدود منطقة بادينان. ووفقاً لتقرير المنظمة، فإن تركيا تسعى إلى رسم خط أمني، يبدأ من منطقة (شيلادزي)، ويمتد إلى قضاء «باتيفا»، وسيمرُّ عبر ناحية «ديرلوك»، و«بامرني»، «وبيكوفا»، بحيث تكون جميع القرى والبلدات والأقضية والنواحي والوديان والأراضي والسماء والماء، خلف هذا الخط تحت السيطرة العسكرية للجيش التركي. وتعليقاً على عدم إصدار الحكومة الاتحادية وسلطات الإقليم بيانات بشأن التدخل التركي، يقول كفاح محمود المستشار الإعلامي لزعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني»،إن "ما يحصل من تحركات تركية ليس جديداً، ويمتد لسنوات طويلة ماضية، هناك عشرات القواعد التركية المنتشرة شمال دهوك وأربيل أيضاً، بسبب تواجد قوات (العمال الكردستاني) في أراضي كردستان للأسف الشديد". ويضيف أن "الطرفين التركي والعمالي يريدان نقل صراعهما خارج الأراضي التركية، سواء في كردستان العراق، أو في سوريا، وربما في مناطق أخرى من محافظة نينوى، وضمنها القاعدة العسكرية في منطقة بعشيقة". ويعتقد كفاح أن "هناك تعاوناً استراتيجياً بين حزب العمال، وأطراف مؤثرة في الحكومة و(الحشد الشعبي)، وهذا ما يفسّر صمت الحكومة الاتحادية، وحتى زيارة الرئيس التركي الأخيرة إلى بغداد لم تُنتج شيئاً، بسبب طبيعة العلاقة بين (الحشد) و(العمال) في منطقة سنجار ومناطق أخرى". ويتابع، أن «ما يحدث حالياً في دهوك وشمال أربيل بنحو 40 كيلومتراً من تدخّل تركيا بسبب صراعها مع حزب العمال، وهو تدخل مدعوم ربما باتفاقية قديمة بين أنقرة وبغداد، يتيح لكلا الطرفين التدخل بعمق نحو 5 كيلومترات في جانبي الحدود». ويرى كفاح أن "حكومة الإقليم لا تستطيع أن تفعل شيئاً حيال التدخلات التركية؛ لأنها لا تمتلك قوات عسكرية تضاهي القوات التركية، فقوات البيشمركة غير مكلّفة بالاشتباك مع القوات التركية أوغيرها، وهذه من المهام السيادية المرتبطة بالحكومة الاتحادية التي لديها 3 فرق عسكرية منتشرة بين المثلّث العراقي التركي السوري، إلى المثلث العراقي الإيراني التركي، لكن هذه القوات غير مجهّزة بالأسلحة المناسبة". وفي وقت سابق أعربت السيدة الأولى العراقية شاناز إبراهيم أحمد، عن قلقها من التطورات التي تحدث في دهوك، وقالت إن «سيادة العراق في خطر، ولا أحد يتكلم؟ في انتهاك صارخ للقانون الدولي، تقيم القوات المسلحة التابعة لدولة مجاورة (...) نقاط تفتيش ودوريات على أراضينا في دهوك». فض سياسي من جهته، دعا تحالف «قيم»، الذي يضم معظم الحركات والأحزاب المدنية، وضمنها «الحزب الشيوعي العراقي»، الأحد، إلى اتخاذ مواقف مناسبة وقوية، لحماية المواطنين من القصف التركي لقضاء العمادية بمحافظة دهوك. وقال تحالف «قيم» المدني في بيان: «تستمر القوات التركية، منذ فترة ليست قصيرة، بانتهاك السيادة العراقية، وتُواصل توغلها العسكري، والقصف شبه المستمر لمحافظة دهوك، وبشكل خاص لقضاء العمادية، مع تواصل الاستهتار حد إقامة معسكرات ونقاط تفتيش ثابتة ومتحركة، وتهجير عدد من المواطنين من قراهم، مما يدحض حجة الحكومة التركية، وادّعاءها بأنها تلاحق حزب العمال الكردستاني». وأضاف: «حتى الآن لم يجرِ اتخاذ أي إجراء رادع لوقف هذه الانتهاكات، سواءً من القوات التركية، أو من حزب العمال الكردستاني، الذي يستخدم الأراضي العراقية في أنشطة تضر باستقرار وأمن بلدنا»، وأكّد التحالف رفضه التام «لعدوان القوات التركية، وانتهاكها المستمر للسيادة». المصدر: الشرق الاوسط
تقرير- عربيةDraw 🔹على المستوى العام في العراق وإقليم كوردستان، بلغ عدد الجامعات 145 جامعة، منها 97 جامعة (67٪) جامعات أهلية و48 جامعة (33٪) جامعات حكومية. 🔹بعد محافظة بغداد التي تضم 42 جامعة و 9 منها جامعات حكومية و 33 منها جامعات خاصة، يوجد في محافظة أربيل 14 جامعة منها 5 جامعات حكومية فقط و 9 منها جامعات خاصة وتأتي بعد محافظة أربيل بعدد الجامعات، محافظة السليمانية،عدد الجامعات فيها 12 جامعة 6 منهاعامة (حكومية) و 6 أهلية. 1.بغداد: العاصمة بغداد أكثر محافظات العراق اكتظاظًا بالجامعات الحكومية والأهلية ورغم تراجع مستوى التعليم عقب الاحتلال الأمريكي للعراق تضم بغداد 33 جامعة أهلية، أقدمها جامعة التراث المملوكة من حزب الدعوة الإسلامي والتي شيدت في 1988، وهو ذات العام الذي شهد افتتاح كلية المنصور الجامعة والعائدة لجعفر عقيل فضلا عن افتتاح كلية الرافدين الجامعة المملوكة للجمعية العراقية للعلوم الإحصائية وتترواح أقساط تلك الجامعات بين المليون و8 ملايين و500 ألف دينار عراقي. وتضم بغداد بجانب الجامعات الأهلية 8 جامعات حكومية أقدمها جامعة بغداد التي تأسست 1957 ثم جامعة المستنصرية تأسست في 1963 تلتها الجامعة التكنلوجية في 1975 وجامعة النهرين في 1987 ثم الجامعة العراقية في 1989 وشهدت سنة 2014 افتتاح 4 جامعات هي جامعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والجامعة التقنية الوسطى وجامعة الكرخ للعلوم وجامعة ابن سينا للعلوم الطبية والصيدلانية. 2. نينوى: تضم محافظة نينوى جامعتين أهليتين وهي كلية الحدباء الجامعة وجامعة النور وتتراوح أقساط الجامعتين بين (مليون و500 ألف دينار) و ( 10 ملايين دينار)، كما تضم 5 جامعات حكومية أقدمها جامعة الموصل وشيدت في 1959 وفي 2010 شيدت جامعة تلعفر، فيما شهد عام 2014 افتتاح 3 جامعات هي جامعة نينوى وجامعة الحمدانية والجامعة التقنية الشمالية. 3. صلاح الدين: في صلاح الدين جامعتان أهليتان هما الإمام جعفر الصادق تأسست في 2004 و كلية الإمام الجامعة تأسست سنة 2010، كما تضم جامعتين حكوميتين أقدمهما جامعة تكريت والتي تأسست 1987 ثم جامعة سامراء والتي تأسست سنة 2012. 4. الأنبار: وفي الأنبار 3 جامعات أهلية هي كلية المعارف الجامعة تأسست سنة 1993 وهي الأقدم ثم كلية الهدى في 1996 تلتها كلية الادريسي الجامعية سنة 2017، أما الحكومية جامعتان هما جامعة الأنبار سنة 1987 وجامعة الفلوجة سنة 2014. 5. كركوك: تضم كركوك 3 جامعات أهلية وهي جامعة الإمام جعفر الصادق تأسست 2004 وكلية القلم الجامعة تأسست 2009 وجامعة الكتاب تأسست سنة 2012 فضلا عن جامعة واحدة حكومية وهي جامعة كركوك التي تأسست سنة 2003. 6. البصرة: المحافظة الجنوبية ضمت 5 جامعات أهلية هي كلية شط العرب الجامعة التي تأسست عام 1993، كلية العراق الجامعة في 2005 ثم كلية الكنوز الجامعة في 2013 تلتها كلية الفرقدين الجامعة، التابعة للتيار الصدري في 2015 وجامعة المعقل في 2020، أما عن الجامعات الحكومية فتضم البصرة ثلاث جامعات أقدمها جامعة البصرة تأسست في 1964 وجامعة البصرة للنفط والغاز والجامعة التقنية الجنوبية تأسستا في 2014. 7. النجف: ضمت النجف 5 جامعات أهلية منها جامعة الكفيل وكلية الشيخ الطوسي تأسستا سنة 2005 وجامعتي الإمام جعفر الصادق والجامعة الإسلامية اللتين تأسستا سنة 2009، فضلا عن كلية الفقه الجامعة التي تأسست 2014، كما ضمت 3 جامعات حكومية هي جامعة الكوفة وهي الأقدم؛ إذ تأسست سنة 1987 وجامعة جابر بن حيان الطبية في 2013 ثم جامعة الفرات الأوسط التقنية في 2014. 8. كربلاء: تضم 10 جامعات أهلية مقابل جامعة حكومية واحدة 9. ميسان: في ميسان 3 جامعات أهلية هي جامعة الإمام جعفر الصادق تأسست سنة 2004، وكلية المنارة للعلوم الطبية وكلية العمارة الجامعة تأسستا سنة 2017، فضلا عن جامعة ميسان الحكومية تأسست سنة 2007. 10. المثنى: في المثنى جامعتان أهليتان وهما كلية الإمام جعفر الصادق تأسست سنة 2009 و جامعة ساوة تأسست سنة 2020 فضلا عن جامعة المثنى الحكومية تأسست سنة 2007. 11. ديالى: في ديالى 3 جامعات أهلية أقدمها كلية اليرموك الجامعة تأسست سنة 1996 والإمام جعفر الصادق في 2010 وكلية بلاد الرافدين الجامعة في 2014 كما تضم جامعة ديالى الحكومية والتي تأسست سنة 1999. 12. ذي قار: في ذي قار 4 جامعات أهلية أقدمها جامعة الإمام جعفر الصادق تأسست سنة 2004، وكلية المزايا الجامعة تأسست سنة 2012 والجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا تأسست 2015 وجامعة العين تأسست سنة 2017، فضلا عن جامعة ذي قار الحكومية تأسست سنة 2000. 13. واسط: تضم واسط جامعة واحدة أهلية وهي كلية الكوت الجامعة تأسست سنة 2012، وجامعة أخرى حكومية هي جامعة واسط تأسست سنة 2003. 14. الديوانية: تضم الديوانية جامعة واحدة أهلية وهي الجامعة الإسلامية تأسست سنة 2009، وجامعة أخرى حكومية هي جامعة القادسية تأسست سنة 1987. 15. بابل: في بابل 3 جامعات أهلية وهي كلية الحلة الجامعة تأسست سنة 2009 وجامعة المستقبل تأسست سنة 2010 والجامعة الإسلامية تأسست سنة 2018، فضلا عن جامعتين حكوميتين هما جامعة بابل وتأسست سنة 1991 وجامعة القاسم الخضراء تأسست سنة 2012. 16. أربيل: في أربيل 9 جامعات أهلية و5 جامعات حكومية تأسست في سنوات متفرقة كما مبين في الجدول أدناه: 17. دهوك: تضم دهوك 3 جامعات أهلية هي جامعة نوروز تأسست سنة 2004 وجامعة جيهان تأسست سنة 2007 والجامعة الأمريكية تأسست سنة 2014 وهي غير تابعة لسلسلة الجامعات الأمريكية في الشرق الأوسط، كما تضم 3 جامعات حكومية أقدمها جامعة دهوك التقنية التي تأسست سنة 1988 وجامعة دهوك تأسست سنة 1992 وجامعة زاخو وتأسست سنة 2005. 18. السليمانية: تضم السليمانية 6 جامعات أهلية أقدمها الجامعة الأمريكية وجامعة جيهان؛ إذ تأسستا سنة 2007، كما تضم 6 جامعات حكومية أقدمها جامعة السليمانية التي تأسست سنة 1968 وجامعة السليمانية التقنية تأسست سنة 1996. المصدر: شبكة الساعة
عربية:Draw قال فرهاد علاء الدين، وهو مستشار السوداني للشؤون الدولية، إن "رئاسة بزشكيان ستكون امتداداً طبيعياً لرئاسة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي". وأوضح علاء الدين، أن «العراق ينظر إلى ثوابت العلاقة بين الدولتين بصرف النظر عن الأشخاص»، وأشار إلى أن "الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي كان على وشك زيارة بغداد قبيل وفاته، وأن بغداد تتطلع الآن أن يكمل الرئيس بزشكيان ما كان يعمل عليه الرئيس رئيسي". كان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد نصح الرئيس المنتخب بمواصلة نهج الراحل رئيسي بـ"الموارد البشرية الشابة والثورية والمؤمنة". ومع ذلك، رأى صلاح العرباوي رئيس حركة «وعي»، أن فوز إصلاحي لا يملك كثيراً من السلطات في إيران، بانتظار رئيس أميركي جمهوري له سوابق مرة مع طهران سيعني كثيراً من المتغيرات في المنطقة". وقال العرباوي، إن "العراق يتأثر بشكل كبير بالتطورات الإقليمية والدولية، وصعود الإصلاحيين والفوز المتوقع لترمب سلاح ذو حدّين". وأضاف: "قد ينعكس صراع الأجنحة في إيران سلباً على العراق، وقد يكون العكس صحيحاً". ونوه العرباوي بأن «العراق لا يملك قراره السيادي بشكل كامل، فضلاً عن تأثره بشكل كبير بالتطورات الإيرانية والأميركية، وهو ظرف يلزم السلطات بسياسة عدم الدخول في المحاور لمصلحة الجميع». صانع القرار ليس بزشكيان من جهته، رأى أستاذ العلوم السياسية في «كلية النهرين» ياسين البكري، أن "قرار السياسة الخارجية في إيران يرسم في دوائر عدة، لكن صانعه ومتخذه هو المرشد خامنئي، خصوصاً في القضايا الاستراتيجية". وقال البكري، إن «ملف العراق موكل بالدرجة الأساس إلى (الحرس الثوري)، ومرتبط بخامنئي أكثر من وزارة الخارجية أو رئيس الجمهورية أياً كان»، وتابع: «من هنا لن يفرق كثيراً إن كان الفائز إصلاحياً أو متشدداً إلا في تفاصيل صغيرة». من جهته، استبعد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عصام فيلي، "حدوث متغير مهم حيال العراق بعد فوز الإصلاحي بزشكيان على أساس أن العراق يمثل جزءاً أساسياً من الأمن القومي الإيراني". وقال فيلي، إن "العراق يمثل الحبل السري لمحور المواجهة مع إسرائيل، ويمثل الرئة الاقتصادية لإيران، ما يعني أن ملف العلاقات الخارجية تتحكم فيه دوائر مختلفة أبرزها مجلس الأمن القومي الإيراني و(الحرس الثوري)، إلى جانب روابط أخرى يديرها جميعاً مكتب المرشد الإيراني". وتصاعد النفوذ الإيراني في العراق في أعقاب سقوط نظام صدام حسين عام 2003، وتشكلت في البلاد فصائل مسلحة وقوى سياسية توالي طهران، في إطار ما تسميه إيران «محور المقاومة». المصدر: الشرق الاوسط
عربية:Draw هاجمت فصائل عراقية رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني على خلفية مزاعم بنقله «رسائل أميركية» لقادة «الإطار التنسيقي». والأربعاء الماضي زار بارزاني، بغداد، والتقى مسؤولين حكوميين وزعامات سياسية، وأظهرت بيانات صحافية أنه حسم ملفات عالقة بين بغداد وأربيل. ونسب صحافيون إلى «مصادر» أن بارزاني “بحث مع قادة أحزاب شيعية تحذيرات بشأن عقوبات أميركية في حال لم تسيطر بغداد على نشاط الفصائل”. إلا أن السياسي مشعان الجبوري قال إن بارزاني لم يحمل رسائل أميركية، لكنه عبر عن مخاوفه من "اتساع الصراع، وحث على إبعاد العراق". وهاجمت «كتائب حزب الله»، زعيم «الديمقراطي الكردستاني»، وقالت في بيان، إن زيارته «تترجم الدور الأميركي في المشهد العراقي». وسارع بنكين ريكاني، وزير الإعمار في حكومة محمد شياع السوداني والقيادي في حزب بارزاني، إلى نفي التسريبات، وسخر منها في منشور على «إكس»، كتب فيه: «أهنئكم على خيالكم (...) كل ما قيل لم يحدث». المصدر: الشرق الاوسط
عربية:Draw أظهرت نتائج رسمية اكتساح حزب العمال البريطاني ووصوله إلى السلطة، الجمعة، بعد أكثر من عقد من المعارضة، فيما يبدو أن الناخبين المنهكين منحوا الحزب فوزا ساحقا، لكن العمال أيضا سيضطلعون بمهمة ضخمة تتمثل في إعادة تنشيط الاقتصاد الراكد والأمة المحبطة. وسيصبح زعيم حزب العمال كير ستارمر رئيسًا للوزراء رسميًا في وقت لاحق من الجمعة، ليقود حزبه إلى الحكومة بعد أقل من 5 سنوات من تعرضه لأسوأ هزيمة له منذ قرن تقريبًا. وفي ظل التقلبات الوحشية للسياسة البريطانية، سيتولى المسؤولية في 10 داونينغ ستريت بعد ساعات من فرز الأصوات مع خروج زعيم المحافظين ريشي سوناك. واعترف ستارمر في خطاب ألقاه أمام أنصاره بأن "تفويضًا كهذا يأتي مصحوبًا بمسؤولية كبيرة"، قائلاً إن الكفاح من أجل استعادة ثقة الناس "هي المعركة التي تحدد عصرنا". وفي حديثه مع اقتراب الفجر في لندن، قال ستارمر إن حزب العمال سيقدم: "ضوء الشمس من الأمل، شاحبًا في البداية ولكنه سيصبح أقوى مع مرور اليوم واعترف سوناك بالهزيمة قائلا إن الناخبين أصدروا "حكما رصينا بالنسبة لستارمر، يعد هذا انتصارًا هائلاً من شأنه أن يجلب تحديات هائلة، حيث يواجه ناخبين منهكين متعجلين للتغيير على خلفية قاتمة من الضيق الاقتصادي، وتزايد عدم الثقة في المؤسسات وت كل النسيج الاجتماعي. وشهدت بريطانيا سلسلة من السنوات المضطربة، بعضها من صنع المحافظين والبعض الآخر ليس من صنع المحافظين، الأمر الذي جعل العديد من الناخبين متشائمين بشأن مستقبل بلادهم. وأدى خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، الذي أعقبه جائحة كوفيد-19 والاجتياح الروسي لأوكرانيا، إلى الإضرار بالاقتصاد، في حين تسببت الحفلات التي خرقت الإغلاق والتي أقامها رئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون وموظفيه في إثارة غضب واسع النطاق. وأظهرت استطلاعات الخروج أن حزب العمال في طريقه للفوز بنحو 410 مقاعد في مجلس العموم المؤلف من 650 مقعدا والمحافظين على 131 مقعدا. مع ظهور غالبية النتائج، تأكدت الصورة العامة للانهيار الساحق لحزب العمال، على الرغم من تباين تقديرات العدد النهائي، حيث توقعت "بي بي سي" أن يحصل حزب العمال في نهاية المطاف على 410 مقاعد والمحافظين على 144 مقعدا. والنتيجة هي كارثة بالنسبة للمحافظين، إذ عاقبهم الناخبون على مدى 14 عاماً من ترأسهم سياسات التقشف، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والجائحة، والفضائح السياسية، والصراع الداخلي بين المحافظين. تترك الهزيمة التاريخية الحزب منهكًا وفي حالة من الفوضى، ومن المرجح أن تثير منافسة فورية لاختيار بديل لسوناك في زعامة الحزب. المصدر:وكالات
عربيةDraw اختتم رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، مسعود بارزاني، زيارة استغرقت يومين إلى بغداد واجتمع مع جميع قادة الأحزاب في تحالف إدارة الدولة والإطار التنسيقي، باستثناء ريان الكلداني وبافل طالباني. وخلال زيارته إلى بغداد، التقى مسعود بارزاني بقيادات في إدارة الدولة وقادة الإطار التنسيقي وقيادات سنية.وغاب عن اجتماعات البارزاني، الأمين العام لحركة بابليون،ريان الكلداني و رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني،بافل طالباني، وكلاهما جزء من تحالف إدارة الدولة، الذي يشكل الحزب الديمقراطي الكوردستاني جزءا منه أيضا. وبحسب الدكتور دريد جميل، عضو المكتب السياسي في حركة بابليون، فإن،"ريان كلداني رفض دعوة مسعود بارزاني للاجتماع في بغداد". بالرغم من مشاركة خالد شواني، وزير العدل والقيادي بالاتحاد الوطني الكوردستاني في الاجتماعات، إلا أن بافل طالباني كان موجودا منذ اليوم الأول في بغداد ووصل قبل بارزاني إلى العاصمة مع الرئيس العراقي السابق برهم صالح، لكن المعلومات تشير إلى أن مسعود بارزاني رفض مشاركة بافل طالباني في اجتماعاته.
عربية DRAW رستم محمود - المجلة خلال المناظرة الانتخابية الرئيسة على التلفزيون الرسمي، قبل إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الإيرانية بيومين فحسب، سُئل المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان عن سبب كون أكثر أنصاره من "الأتراك القوميين"؟ لم يُنكر المُرشح المنحدر من أبناء القومية الأذرية/التركية الأمر، مُردفا: "إذا كانت هناك مطالبات ومناقشات حول القومية التركية أو القومية العربية أو غيرها من الحركات القومية المختلفة، فهذا بسبب الظلم. عندما لا يكون لأي من أبناء هذه الحركات والجماعات مكان في الحكومة والسلطة، بغض النظر عن مدى مواهبهم ومؤهلاتهم، ولا يزالون يفتقرون تماما للتمثيل السياسي، فمن الطبيعي أن يعبروا عن مظلوميتهم بطريقة قومية". عقب صدور نتائج الجولة الأولى من الانتخابات، التي جرت في 28 يونيو/حزيران الماضي، وحصول بزشكيان على المركز الأول بأكثر من 10.4 مليون صوت، وحلول المرشح المتشدد سعيد جليل على المركز الثاني، المنحدر من مدينة مشهد، شمال شرقي البلاد، والمقرب جدا من المرشد الأعلى علي خامنئي، سارع المرشحان الآخران، رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، الذي حصل على المركز الثالث بـ3.3 مليون صوت، والحاصل على المركز الرابع مصطفى بور محمدي، إلى إعلان تأييدهما للمرشح سعيد جليلي في الجولة الثانية من الانتخابات، التي ستجرى يوم الجمعة. حيث إن هذين المرشحين الأخيرين، ولغير صدفة، ينحدران من مدينة مشهد، التي تُعد مسقط رأس المرشد الأعلى والمرشح الفائز في الجولة الأولى سعيد جليلي. تكشف الحادثتان، ومثلهما أخرى كثيرة، وجها آخر للمزاحمة السياسية الراهنة في إيران، وهي ليست مجرد صراع بين التيار المتشدد، الذي على اليمين من خطاب وخيارات النظام الحكام، والتيار الإصلاحي، الراغب في استخدام أدوات أكثر مرونة وحيوية في التعامل مع الملفات الإقليمية والدولية، لتكون إيران أقل صدامية مع العالم الخارجي، واتباع سياسات داخلية أكثر ليناً، تحديدا مع النساء والشباب والحركات المدنية، بغية الحفاظ على قبول نسبي للنظام الحاكم في الداخل. ومن خلال متابعة النقاشات غير الرسمية، على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، يبدو الاستقطاب القومي والمناطقي واضحا في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية. فالمرشح سعيد جليلي يمثل المركز السياسي الأساسي في البلاد، بجذوره الفارسية واعتداده بها، يصنف نفسه كواحد من أشد المدافعين عن النظام المركزي الحاكم، وأحد الأعضاء البارزين في "حلقة مشهد"، التي استحوذت فعليا على حُكم إيران طوال العقدين الماضيين، مع تهميش وعدم اعتراف تام بوجود أية قضايا قومية أو مناطقية في البلاد. على العكس منه تماما، فإن المرشح بزشكيان، المولود في مدينة مهاباد، في أقصى غربي البلاد، ذات الأغلبية الكردية المطلقة وعاصمة الجمهورية الكردية التي أُعلنت واستمرت لوقت قصير عام 1946، من والد أذري/تركي وأم كردية، يتقن إلى جانب الفارسية اللغتين الكردية والأذرية، ويعبر بوضوح عن دعمه لتغيير سياسات إيران الداخلية، لتكون أقل مركزية في فارسيتها وأكثر تنوعا قوميا، تحديدا في مجالات التعليم والثقافة والإعلام والعلاقات الإقليمية. مخزن الدولة العميقة بغية تحديد مكانته ضمن المنظومة الحاكمة للبلاد، يصف مصطفى فقيهي، رئيس تحرير موقع "انتخاب" الإخباري الإيراني، المرشح سعيد جليلي قائلا: "لم يكن يوما بحاجة إلى موقع مسؤول ليمارس دورا، لأنه فعليا كان المنظر المرشد للكثير من السلوكيات الحكومية". فجليلي طوال مسيرته السياسية، سار وشغل مواقع قيادية في الأجهزة والمؤسسات المركزية في البلاد، التي تُمثل فعليا الدولة العميقة والسلطة الحقيقية في البلاد. تلك الجهات التي يعتبرها المراقبون متمركزة ومستندة على ثلاث عصبيات أهلية رئيسة في تحكمها بمركز السلطة: القومية الفارسية والطائفة الشيعية والمناطق الشمالية الشرقية من البلاد. فجليلي خلال يفاعته كان مقاتلا وقائدا بارزا ضمن ميليشيات الباسيج، التي لعبت دورا محوريا خلال الحرب الإيرانية العراقية، حيث فقد جليلي أحد ساقيه خلالها، حينما كان في الحادية والعشرين من عمره فحسب، وتحول بسبب ذلك إلى واحد من القادة السياسيين والرموز الداخليين للنظام، يُطلق عليه لقب "الشهيد الحيّ". مطورا خلال السنوات اللاحقة علاقة خاصة مع واحد من أهم المنظرين الأساسيين للنظام، الشيخ محمد تقي مصباح يزدي، حيث صار جليلي الناطق السياسي باسمه. وفي فترة لاحقة صادق نجل المرشد الأعلى مُجتبى خامنئي، ليكونا معا تيار "الأصولية الجديدة"، المستندة على تلك العصبيات المركزية في بنية النظام. وطوال ثلاثة عقود لاحقة، شغل جليلي مناصب في مؤسسات مرتبطة بالمرشد الأعلى مباشرة، حتى ضمن السلطات الحكومية، فإنه كان يعمل باعتباره "رجل المركز" ضمن هذه المؤسسات. فجليلي كان أصغر من شغل "مدير قسم" في وزارة الخارجية الإيرانية طوال تاريخها، حينما عُين عام 1996 مسؤولا عن التفتيش في الوزارة، ولم يكن عمره قد تجاوز 26 عاما، ثم بعد سنوات قليلة تسلم أهم منصب في الوزارة، نائبا للوزير لشؤون أوروبا والولايات المتحدة. وقبل أن يبلغ الأربعين من عمره، صار جليلي أمينا عاما للمجلس الأعلى للأمن القومي، باختيار من المرشد علي خامنئي، مترئسا البرنامج والمفاوضات النووية الإيرانية مع المجتمع الدولي. وبعد أكثر من سبعة أعوام من شغله لمنصبه، عزله الرئيس المُعتدل حسن روحاني عام 2013، لأنه كان أحد المرشحين المنافسين له في انتخابات ذلك العام. وعاد المرشد خامنئي وعين جليلي عضوا في "المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية" عام 2014، ومن ثم رئيسا له. كذلك حفظ له المرشد موقعه في "مجلس تشخيص مصلحة النظام"، كواحد من ممثلي المرشد في ذلك الجهاز، ومديرا لمكتب المرشد في مرحلة لاحقة. استنفار القومية الفارسية في حديث مع "المجلة"، يشرح الباحث شفان رسول ما يعتبرها الآليات التي سيستخدمها المرشح جليلي، لجذب أصوات القواعد الاجتماعية المحافظة والمركزية ضمن المنظومة الحاكمة، تحديدا في أبناء القومية الفارسية والمؤسسات المرتبطة بالمرشد الأعلى، ويضيف قائلا: "ثمة حملات منظمة على وسائل التواصل الاجتماعي، تحذر من تنامي المشاعر القومية، وتربطها بالانفصال ومحاولة تفكيك إيران. جزء واسع من هذه الحملات لا تذكر المرشح بزشكيان وأبناء القومية الأذرية/التركية بالاسم، لكن الأمور أكثر وضوحا من أن تُخفى. فحملة المرشح جليلي تلوم المرشح قاليباف، لأنه لم ينسحب لصالح جليلي، كما فعل جليلي نفسه عام 2021 لصالح المرشح إبراهيم رئيسي، وتاليا سمح قاليباف حسبها بتشتت أصوات أبناء القومية الفارسية والمنخرطين في مؤسسات الحُكم والسلطة، وبذا منعت المرشح المركزي المتشدد من حسم المعركة الانتخابية من الجولة الأولى". ويضيف الباحث رسول في حديثه مع "المجلة" قائلا: "صحيح، لا يذكر أعضاء النواة الصلبة من الحُكم هويتهم القومية الفارسية، لكنهم فعليا بإصرارهم على تثبيت أركان الدولة المركزية والحفاظ على التفاوت الدستوري غير العادل بين الفرس وباقي القوميات في البلاد، واتهامهم لأية ميول ثقافية أو مطالبات ذات نزعة محلية أو قومية بأنها (بؤرة قومية انفصالية)، إنما يُثبتون تفوق القومية الفارسية على غيرها، واستئثارها بالحُكم وإشعار أبناء باقي القوميات بعدم الجدارة. خلال العقد الماضي، خصوصا بعد المظاهرات المطلبية المتلاحقة في كل مناطق السور القومي جنوب وغرب إيران، خرجت الأمور عن إمكانية التغطية، وصار أعضاء النواة الحاكمة يستخدمونها كأداة لإشعار الإيرانيين الفرس بالخطر، كان التفاف كل المُرشحين الخاسرين حول جليلي، فقط لهزيمة بزشكيان دلالة على ذلك. يشبه الأمر في بُعد منه ما يفعله الرئيس ترمب خلال حملته الانتخابية، من إشعار الناخبين الأميركيين البيض من خطورة تمس حياتهم". على العكس تماما، فإن المرشح الفائز في الجولة الأولى مسعود بزشكيان لم يسبق له أن كان عضوا في أي من الأجهزة والإدارات المركزية في البلاد، حتى حينما شغل منصب وزير الصحة في حكومة الرئيس الأسبق محمد خاتمي، فإنه كان مجرد فاعل بيروقراطي، لم توفره مؤسسات الدولة العميقة، موجهة إليه اتهامات لا تُحصى، لكن دون تقديم أية أدلة أو مواجهة قضائية. بزشكيان لا يخفي أصوله القومية الأذرية/التركية والكردية المشتركة لا يخفي بزشكيان أصوله القومية الأذرية/التركية والكردية المشتركة، ولا ينكر مواقفه المؤيدة لإعادة صياغة نوعية التوازن القومي بين الفرس وباقي القوميات الإيرانية، من أذر وأكراد وعرب وبلوش، مطالبا أن تكون لغاتهم القومية رسمية في مناطقهم، وجزءا من منظومة التعليم الرسمية إلى جانب الفارسية. لا يريد بزشكيان أن يظهر في موقع المعارض الجذري لمنظومة الحُكم، فيستند في دعواته إلى البنية الدستورية، التي يقول إنها لا تُطبق حرفا وروحا، تحديدا المادة 15 من الدستور، التي تنص على أن "اللغة والكتابة الرسمية والمشتركة لشعب إيران هي اللغة الفارسية. ويجب أن تكون الوثائق والمراسلات والنصوص الرسمية والكتب المدرسية بهذه اللغة والكتابة، ولكن مع استخدام اللغات المحلية والعرقية في الصحافة ووسائل الإعلام الجماهيرية وتدريس أدبهم في المدارس مجانا، إلى جانب اللغة الفارسية". يتهم بزشكيان السلطات بعدم تطبيق هذه المادة الدستورية في أي وقت من عمر "الجمهورية الإسلامية"، مضيفا أنه حتى في حال تطبيقها، فإنها لا تقدم مساواة بين أبناء مختلف القوميات الإيرانية، معتبرا سوء المساواة هي الأداة التي تخلق الأعذار للمنشقين والانفصاليين من كل الجماعات. بشخصيته وسيرته الذاتية، كجراح قلب شهير وأب، رفض الزواج مرة أخرى بعد رحيل زوجته وأحد أطفاله بعد حادث سير قبل أكثر من ربع قرن، مفضلا التفرغ العائلي لتربية أبنائه الثلاثة الباقين، ودفاعه عن الحقوق الثقافية واللغوية لكل المواطنين الإيرانيين، أيا كانت هوياتهم العرقية، ونقده الدائم للسلطات الأمنية التي تستخدم العنف المفرط مع المتظاهرين، ورفضه لفرض الحجاب على النساء، لأنه قد يُبعدهن عن الدين حسب رأيه، وطرحه لأسس أكثر عقلانية للعلاقة مع الغرب، يُقدم بزشكيان نموذجا مختلفا تماما عن البيئة المحافظة والمتشددة التي تُسيطر على رئاسة الجمهورية والبرلمان في إيران منذ قرابة عقدين من الزمن. وحسب متابعي الشأن الداخلي الإيراني، فإن أشد ما يثير حفيظة رأس الحُكم في إيران هو قدرة المرشح بزشكيان خلال الجولة الثانية على جذب أصوات ثلاثة أطراف/جماعات داخلية إيرانية لصالحه، وهو الذي كانت نتيجته بالحصول على المركز الأول في الجولة الأولى أمرا مفاجئا تماما. فقدرة بزشكيان على التعبير بوضوح عن مظلومية أبناء القومية الأذرية/التركية، وهؤلاء يُقدرون بأكثر من ربع سكان البلاد، قد يجذب إليه أصوات باقي المجموعات العرقية ذات الجذور التركية، مثل تركمان شرق إيران والأتراك القشقابيين في الوسط وأتراك خرسان، وإلى جانبهم مجموعات تركية أصغر حجما، مثل أتراك الخلاج والكازاخ. فهذه الكتلة التركية تكاد أن توازي بعددها نظيرتها الفارسية، ووجود عصبية قومية أو مطلبية توحدهم خلف مرشح رئاسي، قد يخلق أزمة عرقية داخلية. إلى جانب هؤلاء، فإن نوعية المطالب الثقافية واللغوية وحتى التنموية غير المركزية التي يضعها بزشكيان كبرنامج سياسي لنفسه، قد تُغري باقي القوميات الإيرانية، تحديدا الأكراد والعرب، المناهضين جذريا للنظام المركزي ونواته الصلبة. وإلى جانب هاتين المجموعتين فإن الإصلاحيين المقموعين والمهمشين، تحديدا من الشباب والنساء، قد يندفعون بكثافة لتأييد بزشكيان. يبقى السؤال الرئيس والأكبر خلال الأيام القادمة: كيف ستتغير إيران لو فاز مرشح بكل هذه الصفات والتطلعات مثل بزشكيان؟ وماذا سيجري لو اتخذت السلطة الحاكمة إجراءات مثلما فعلت أثناء انتخابات عام 2009، حينما غيرت نتيجة الانتخابات لصالح المرشح المتشدد أحمدي نجاد، الأمر الذي أدى لاندلاع "الثورة الخضراء"؟
عربية:Draw خصَّت الحكومة العراقية وأحزاب الإطار التنسيقي، رئيسَ الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، باستقبالٍ استثنائي، كما أظهرت بيانات وصور بثَّتها مواقع رسمية، الأربعاء. ووصل بارزاني إلى بغداد منهياً قطيعة استمرت 6 سنوات فرضها سياق الخلافات العميقة بين أربيل، مركز حكم الإقليم والحكومة الاتحادية، على طيف واسع من القضايا الجوهرية بين الجانبين. والتقى بارزاني، في مستهلِّ زيارته، رئيس الوزراء محمد السوداني، قبل أن يلتقي عدداً كبيراً من المسؤولين وقادة الأحزاب والكتل السياسية. انفراجة حقيقية وقال بارزاني خلال لقائه السوداني وبعض قادة الأحزاب والكتل السياسية، إن “زيارتي لبغداد هدفها تعزيز الجهود التي بذلها رئيس الوزراء وأدت إلى انفراجة حقيقية بين الحكومة الاتحادية والإقليم”. وأضاف أن "حوارنا كان بنّاءً فيما يتعلق بالوضعين الداخلي والإقليمي وكانت وجهات نظرنا متطابقة"، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء السوداني يقود الدولة بنيّات أوصلتنا إلى هذا الوضع المريح. وقال رئيس الوزراء محمد السوداني، إن "زيارة رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني لبغداد مهمة، وأجرينا حوار بنّاءً وهادفاً حول مختلف القضايا الداخلية والأوضاع الإقليمية". والتقى بارزاني مع رئيس مجلس القضاء، وقال بيان صحافي إنهما «بحثا ملفات قانونية وقضائية مهمة خاصة بتطوير عمل القضاء في إقليم كردستان». وفي وقت لاحق، أقام السوداني مأدبة غداء على شرف بارزاني، كما وصف بيان حكومي. وأظهرت لقطات بثَّها الإعلام الحكومي وجود قيادات بارزة في «الإطار التنسيقي» في استقبال بارزاني، من بينهم نوري المالكي وعمار الحكيم. من جهته، رحب «الإطار التنسيقي» بزيارة بارزاني، وقال عضو التحالف عائد الهلالي، إن زعيم «الديمقراطي الكردستاني» جاء إلى بغداد وهو يحمل «الكثير من الحلول»، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية. وأكد الهلالي أن "زيارة بارزاني لبغداد في هذا التوقيت مهمة جداً لحل المشكلات العالقة بين بغداد وأربيل، وهذه الزيارة لها أهمية كبرى في تقريب وجهات النظر في كثير من القضايا المختلف عليها". وأشار الهلالي إلى أن «بارزاني له ثقله السياسي الكبير في بغداد، وهذه الزيارة ستكون لها نتائج إيجابية على العلاقة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية». تحسُّن نسبيّ وتشهد العلاقات بين بغداد وأربيل تحسناً نسبياً منذ مايو (أيار) الماضي، حين نقضت المحكمة الاتحادية حكماً سابقاً لها قضى بإلغاء «كوتة» الأقليات في انتخابات برلمان الإقليم ومهَّدت الطريق أمام عودة الحزب الديمقراطي الكردستاني لخوض الانتخابات بعد إعلان تعليق مشاركته فيها احتجاجاً على قرار إلغاء «الكوتة» الذي أثار غضب وحفيظة أربيل. وصحيح أن علاقة أربيل والكرد بشكل عام لم تكن «مثالية» ببغداد منذ سنوات طويلة، خصوصاً بعد «التفاف» القوى الشيعية على تطبيق المادة 140 من الدستور المتعلقة بتطبيع الأوضاع في كركوك، إلا أن العلاقة تدهورت بشكل ملحوظ بعد إصرار أربيل، ومِن ورائها مسعود بارزاني وحزبه، على إجراء استفتاء الاستقلال عن العراق في 25 ديسمبر (كانون الأول) 2017. زاد التوتر حين أطلق رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، عمليات لإعادة انتشار قواته لاستعادة السيطرة المركزية على محافظة كركوك وضرب النفوذ الكردي فيها، وكادت تؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع القوات والبيشمركة الكردية في المحافظة. ومنذ ذلك التاريخ، اشتكت أربيل مراراً من سلوك بغداد حيالها، بعد أن قامت الأخيرة في سلسلة إجراءات تتعلق بعدم إرسالها المبالغ المالية المخصصة في موازنة البلاد المالية رداً على امتناع الإقليم عن تسليم الحصة المقررة من نفطه لبغداد، إلى جانب سلسلة أحكام قضائية أصدرتها المحكمة الاتحادية، وضمْنها إلغاء قانون نفط الإقليم، وعدم التمديد لبرلمانه، وإلغاء كوتة الأقليات، وحرمان القيادي في الحزب الديمقراطي هوشيار زيباري من حق الترشيح لموقع رئاسة الوزراء. وهذه السلسلة من الإجراءات تسببت بضرر كبير في العلاقة بين الجانبين. ويأمل معظم الساسة الكرد، خصوصاً المرتبطين بالحزب الديمقراطي والمؤيدين له، أن تسهم الزيارة الجديدة لبارزاني، وهو الشخصية الأكثر نفوذاً وتأثيراً في الإقليم والعراق ربما في حلحلة جميع الخلافات القائمة مع بغداد، مثلما يأمل كثير من القادة السياسيين والشيعة منهم بشكل محدد في نجاح الزيارة وعودة «الحلف التاريخي» بين الساسة الكرد والشيعة، حيث كان بارزاني أحد أبرز وجوهه وقادته. ثقل بارزاني وفي مقابل الترحيب والتفاؤل الذي تُظهره قوى «الإطار التنسيقي» حيال زيارة بارزاني بوصفه «يمثل ثقلاً سياسياً كبيراً في بغداد»، على حد وصف أحد أعضائه، لا يحبّذ المستشار الإعلامي لزعيم الحزب الديمقراطي كفاح محمود، الحديث عن «القطيعة» بين أربيل وبغداد، ذلك أن "العلاقة بينهما لم تنقطع، وكانت الزيارات المتبادلة بين الجانبين حاضرة على طول الخط". لكنَّ محمود أقرَّ بأن "العلاقة شابتها تعقيدات بالغة وصلت إلى ذروتها بعد استعمال بغداد القوات المسلحة في النزاع السياسي مع الإقليم، كما حصل في اجتياح كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها عام 2017". ورغم انخراط الحزب الديمقراطي الكردستاني في تحالف «إدارة الدولة» الذي شكَّل حكومة السوداني، يرى محمود أنه "فشل هو الآخر من وضع حلول نهائية للإشكاليات بين الإقليم والحكومة الاتحادية رغم بعض التقدم الذي اتضح في مشكلة الرواتب والموازنة". ويعتقد أن «التعقيدات الرئيسية لا تزال تواجه تحديات كبيرة خصوصاً تطبيق المادة 140 من الدستور المتعلقة بالمناطق الكردستانية الخارجة عن إدارة الإقليم وبالذات محافظة كركوك وقضاء سنجار اللتين تتعرضان لتغييرات ديموغرافية خطيرة وتدخلات خارجية أخطر، ناهيك بعدم التوصل إلى صيغة متفَق عليها لقانون النفط والغاز وتشكيل المحكمة الدستورية العليا وانتخاب رئيس للبرلمان والانتخابات المبكرة». حربا غزة ولبنان وأكد محمود أن معظم هذا المشكلات ستكون حاضرة في الحقيبة التي يحملها إلى بغداد، فضلاً عن أن "الزيارة لا تقتصر على مباحثات تخص الإقليم والعراق فقط بل هناك تحديات جدية ومهمة تواجه العراق وفي مقدمتها التأثيرات الخطيرة لحرب غزة وجنوب لبنان والخشية من تورط العراق فيها". وسيكون للتوغل التركي لملاحقة (حزب العمال) في جبال قنديل وقضاء سنجار -والكلام لمحمود- حصة في مباحثات الرئيس مع بارزاني، خصوصاً أن هذا التدخل "أدى إلى نزوح آلاف المواطنين في محافظة دهوك وتعطيل تنفيذ اتفاق سنجار، ناهيك بعجز الفعاليات السياسية عن الوصول إلى اتفاق حول عقد جلسة لمجلس محافظة كركوك وانتخاب محافظ لها" واتفق محمود مع الآراء التي تذهب إلى أن زيارة بارزاني ستكون بمثابة «تسوية حاسمة» يجريها الزعيم الكردي مع القادة السياسيين في بغداد، ولا يستبعد أن تتناول «التعقيدات الجارية في مجلس محافظة نينوى وتفرد كتلة سياسية باتخاذ قرارات تؤدي نتائجها إلى مزيد من الإشكاليات دون توافق الجميع حول إدارات الأقضية والنواحي، كما أن الموازنة وانتخابات الإقليم والأوضاع الأمنية ستكون جزءاً مهماً من المباحثات». المصدر: صحيفة الشرق الاوسط
عربية:Draw زار القنصل العام البريطاني الجديد في اقليم كوردستان (اندروبيزلي) والكادر الدبلوماسي للقنصلية العامة مكتب مؤسسة(Draw ميديا) في السليمانية من أجل الأطلاع على رأي مؤسسة (Draw ميديا) حول الاوضاع الراهنة في كوردستان وقضية الانتخابات وحرية الصحافة في الإقليم. ومن جانبها قامت مؤسسة Draw بأطلاع القنصل البريطاني والكادر الدبلوماسي على مجمل الاوضاع في إقليم كوردستان بالاعتماد على التقارير والمنشورات والبيانات التي صدرت عن المؤسسة.
عربيةDraw بعد قطيعة استمرت نحو 6 سنوات، يُتوقع أن يقوم رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بزيارة إلى بغداد غداً، في مؤشر إلى الإيجابية التي تتسم بها العلاقات حالياً بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية. وقالت مصادر كردية لـ«الشرق الأوسط» إن «بارزاني سيصل إلى بغداد الأربعاء لإجراء سلسلة من النقاشات والمفاوضات مع معظم القادة السياسيين لوضع حل نهائي للمشكلات القائمة بين الجانبين». وأضافت أن «أرضية الخلافات بين بغداد وأربيل تمتد لتشمل قضايا عديدة، من ضمنها مخصصات الإقليم المالية ومرتبات الموظفين وقانون النفط والغاز وملف الانتخابات وحتى الموقف من محافظة كركوك التي لم ينجح حتى الآن مجلسها في انتخاب حكومتها المحلية رغم مرور أكثر من 6 أشهر على إجراء الانتخابات ورجحت المصادر أن تشمل مفاوضات بارزاني في بغداد الأوضاع في قضاء سنجار إلى جانب التوغل الأخير للجيش التركي في محافظة دهوك ومدن كردية أخرى، والاستهدافات التي يمكن أن تقوم بها الفصائل المسلحة لأربيل ووصل وفد من حكومة إقليم كردستان إلى بغداد، أمس(الاثنين)، ويبدو أنه جاء تمهيداً لزيارة بارزاني. ويضم الوفد وزير الداخلية ريبر أحمد، ووزير المالية والاقتصاد آوات شيخ جناب، ومدير عام الجمارك والمعابر الحدودية. المصدر: صحيفة الشرق الاوسط
عربية:Draw بدأ نحو 100 من ركاب وطاقم طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية، احتُجِزوا رهائن في الكويت عام 1990 بداية حرب الخليج الثانية، إجراءات قانونية ضد الحكومة البريطانية وشركة الطيران المالكة للطائرة. وفي رحلتها من العاصمة البريطانية إلى العاصمة الماليزية، توقفت الطائرة "بي إيه 149" في مدينة الكويت يوم 2 أغسطس/آب 1990، بعد ساعات على اجتياح الجيش العراقي الكويت في عهد الرئيس الراحل صدام حسين. وأُبقي جميع الركاب لبضعة أيام في فندق قريب بأيدي الجيش العراقي، ثم نقلوا إلى العاصمة بغداد، قبل استخدامهم "دروعا بشرية" في مواقع إستراتيجية، حسب ما يقولون في دعواهم. وأعلنت شركة "ماكيو جوري آند بارتنرز" للمحاماة -اليوم الاثنين- إن 94 من ركاب الطائرة رفعوا دعوى مدنية أمام المحكمة العليا في لندن، متهمين الحكومة البريطانية وشركة الخطوط الجوية البريطانية بـ "تعريض المدنيّين للخطر عمدا". وحسب الدعوى القضائية المرفوعة، أمضى بعض الركاب وأفراد الطاقم -الذين كان يبلغ عددهم 367 شخصا- أكثر من 4 أشهر في الأسر، واستخدموا دروعا بشريّة ضد الهجمات الغربية على قوات صدام خلال حرب الخليج الأولى. وأضافت شركة المحاماة "لقد تعرض جميع المدعين لأضرار جسدية ونفسية شديدة خلال محنتهم، ولا تزال عواقبها محسوسة حتى اليوم". ويزعم المُشتكون أن حكومة المملكة المتحدة وشركة الطيران "كانتا على علم ببدء الغزو" لكنهما سمحتا للطائرة بالهبوط على أي حال لأنها كانت قد استُخدِمت لإدخال فريق إلى الكويت من "أجل تنفيذ عملية عسكرية خاصة". من جانبها رفضت الحكومة البريطانية هذا الاتهام، واعتذرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 عن عدم تنبيه الخطوط الجوّية البريطانية بحدوث الغزو. وقال ماثيو جوري من شركة "ماكيو جوري آند بارتنرز" للمحاماة في بيان إن الحكومة البريطانيّة والخطوط الجوية البريطانية "عرضتا حياة المدنيين الأبرياء وسلامتهم للخطر بسبب عملية عسكرية". واتهم الحكومة وشركة الطيران هذه بـ"إخفاء الحقيقة ورفض الاعتراف بها لأكثر من 30 عاما" مشيرا إلى أن "جميع ضحايا الرحلة بي إيه 149 يستحقون العدالة". ونقل البيان عن أحد الركاب ويُدعى باري مانرز قوله "لم نُعامل بصفتنا مواطنين، بل كبيادق لتحقيق مكاسب سياسية وتجارية" مضيفا أن انتصارا بعد سنوات من التستر والإنكار "سيساعد على استعادة الثقة في إجراءاتنا السياسية والقضائية". واتصلت وكالة الأنباء الفرنسية بالحكومة البريطانية التي لم تشأ التعليق، بينما تنفي الخطوط الجوية البريطانية الاتهامات بالإهمال والتآمر والتستر. ولم ترد شركة الطيران على طلب الوكالة التعليق. المصدر: الجزيرة – وكالات
عربية:Draw زاد الانتشار التركي في محافظة دهوك العراقية الحدودية مع تركيا، ضمن إقليم كردستان، في تطور يظهر أنه مقدمة لعملية قد تشهدها المناطق خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، قد تكون الأكبر والأشد ضد مسلحي حزب "العمال الكردستاني"، إذ سجلت الساعات الماضية تطورات أمنية، من بينها توزيع القوات التركية منشورات على المواطنين في قرى وبلدات حدودية أطراف محافظة دهوك، تدعوهم إلى الابتعاد عن مواقع وجود مسلحي حزب العمال لضمان سلامتهم. ووضع الجيش التركي حواجز عسكرية نقاطاً للتفتيش التي تعمل على إبعاد المدنيين عن مناطق قد تشهد معارك خلال الأيام المقبلة. وذكرت المنشورات التي وزعتها سيطرة تركية للمارين في طريق عقرة بمحافظة دهوك: "نتقدم بالاعتذار من حضراتكم لأننا أوقفناكم أثناء رحلتكم". ومنعت مرور سيارات الشركات السياحية إلى بعض المصايف التي يزورها العراقيون في أيام الصيف الحار، مثل مصيف "كلي شيرانه". ونقل مراسل "العربي الجديد" عن شهود عيان تأكيدهم أن تدفقاً للقوات التركية والآليات الثقيلة وصل إلى قرى شمالية في مدينة دهوك، مع انتشار القوات السيّارة والراجلة، وعاملت المدنيين في تلك المناطق بطريقة مرنة، لكن القوات التركية لم تتحدث عن نيتها المستقبلية إزاء هذا التوغل العميق داخل الأراضي العراقية. وذكر سكان محليون أن خسائر سجلت في صفوف مسلحي عناصر العمال الكردستاني اضطرتهم إلى التراجع من مواقع كانوا يسيطرون عليها في العمادية والزاب وكاره. كما تواصل "العربي الجديد" مع مصادر أمنية كردية في أربيل، قالت إن "القوات التركية سيطرت على سبع قرى بالكامل خلال الـ24 ساعة الماضية، وهي تتجه نحو السيطرة على مناطق أكثر لطرد واعتقال وتحييد عناصر العمال الكردستاني في محافظة دهوك، وقد تستمر هذه العملية طيلة فصل الصيف الجاري". وأضافت المصادر أن "المواقف الأمنية والعسكرية غير معروفة بخصوص ما يحدث في دهوك، لكن كل ذلك يجري وفق اتفاق أمني جرى بين بغداد وأنقرة وأربيل، لأجل إنهاء مخاطر تستهدف الأراضي التركية من محافظة دهوك"، مشيرة إلى أن "الصمت الحكومي في بغداد وأربيل متفق عليه، لكنه قد لا يطول في حال ارتكبت القوات التركية أي إخفاق أو تجاوز على المدنيين". وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام إن قوات بلاده ستنفذ "عمليات مكافحة إرهاب أكثر عزماً وفعالية" على مدار شهور الصيف، كما تعهّد بأن تستكمل تركيا تأمين حدودها مع العراق بحلول الصيف، وتنهي ما بقي لها من عمل عسكري وأمني في سورية. من جهته، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، غياث سورجي، إن "الوضع ينذر بأزمة أمنية وعسكرية جديدة، لا سيما أن الجيش التركي يتقدم باتجاه عمق مدينة دهوك، وهذا الخرق يمثل قمة الاستخفاف بالسيادة العراقية"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "الوضع في دهوك مبهم وغير واضح، ومن واجب الحكومة العراقية أن توضح ما يحدث، ولماذا هذا الصمت تجاه وضع الأهالي المربك"، مشدداً على أن "الأتراك يريدون أن يتمددوا أكثر في مناطق إقليم كردستان". وتداول ناشطون صوراً تظهر القوات التركية مع منشورات تلقيها في قرى تابعة لبلدة العمادية شمال شرقي دهوك أمس السبت. وأكد الخبير الأمني، سرمد البياتي، أن "تمدد القوات التركية في مناطق دينارته باتجاه عقرة، وفي "كلي شيرانه" وفي مناطق أخرى وقعت تحت سيطرة الأتراك مثل "باولنه"، ويمكن اعتبار الانتشار التركي حالة هلامية وجرثومية، ومن واجب استخبارات الدولة العراقية والأسايش (الكردية) والتحالف الدولي أيضاً تحديد مواقع الأتراك وطريقة انتشارهم". وأكمل البياتي، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "الأتراك وضعوا سيطرات ونقاط تفتيش في العمادية، مركز محافظة دهوك، وقد أمروا الشركات السياحية التي تزور المصايف بالعودة إلى بغداد ومناطق أخرى"، موضحاً أن "القوات التركية تعتمد حالياً على طريقة الدفاع المتحرك، لكن الحكومة العراقية عليها أن توضح ما يحدث حفاظاً على سلامة المواطنين العراقيين". وسبق أن تحدثت صحيفة "يني شفق" التركية، المقرّبة من حزب العدالة والتنمية، عن أن "حزب العمال الكردستاني حصل مؤخراً على منظومات دفاع جوي وطائرات مسيّرة عبر مطار السليمانية، كما حصل عناصر الحزب على تدريبات في المطار، وتمّ اتّخاذ قرار حاسم في ما يخص مطار السليمانية الذي تحوّل إلى قاعدة لوجستية لحزب العمال، وفيما إذا اكتشفت تركيا شحنة جديدة فإنها ستتصرف". لكن أمين عام البيشمركة السابق، جبار الياور، نفى ذلك لـ"العربي الجديد"، وقال إن "مطار السليمانية خاضع لسلطة الطيران المدني ووزارة الداخلية العراقية، أي إنه ليس تحت إدارة حكومة السليمانية، بل هو جزء من المؤسسة الحكومية في بغداد"، مؤكداً أن "الانتشار التركي في دهوك يؤكد أن تركيا تريد أن تتمسك بأية ذريعة من أجل مواصلة الهجمات ضد معاقل قد تكون لحزب العمال، وقد لا تكون". وفي زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد في إبريل/ نيسان الماضي، وقع خلال الزيارة، وفق بيان الحكومة العراقية، "اتفاق الإطار الاستراتيجي الثنائي"، إلى جانب "26 مذكرة تفاهم مشتركة لمختلف المؤسسات بين البلدين". واعتبرت الحكومة أن ذلك "سينعكس على الشراكة الاقتصادية والتنموية". وجاء في الاتفاقات بنود مهمة، من ضمنها حصول تركيا على تفويض لتنفيذ عملية عسكرية في إقليم كردستان شمالي العراق وضمن عمق يزيد على 40 كيلومتراً، لضرب جيوب مسلحي حزب العمال الكردستاني ومواقعهم ضمن المناطق الخالية من السكان، وذلك خلال تفاهمات مع المسؤولين في بغداد وأربيل. وتواصل القوات التركية، منذ منتصف يونيو/ حزيران 2021، سلسلة من العمليات العسكرية الجوية والبرية في الشمال العراقي، ضمن نطاق نينوى وإقليم كردستان، تتركز في سنجار، وقنديل، وسيدكان، وسوران، والزاب، وزاخو. وتضمنت العمليات الأخيرة قصفاً جوياً واغتيالات طاولت قيادات بارزة في "الكردستاني".
عربیە draw جمار: صلاح حسن بابان 30 حزيران 2024 بنايات من طوابق عالية تبنى على جثث أشجار وغابات في السليمانية.. لكن ما الحل في ظل الحاجة الملحة إلى السكن؟ “لقد حولوا الحديقة إلى مكعبات كونكريتية!” تقول سارة كريم (34 عاماً) بكثير من الأسى، وهي تشير إلى منطقة في مصيف سرجنار (5 كم غربي السليمانية) كانت حديقة عامة اعتادت على ارتيادها خلال فترة طفولتها، لكنها الآن مجمعاً سكنياً. “جلبت طفلي الصغيرين معي لكي نتنزه هنا، الاثنان في الابتدائية، وظننت أن المكان باق كما هو في ذاكرتي، مليئا بالأشجار والناس الهاربين من المدينة إلى مكان يتنفسون فيه هواءً نقياً”، لكنها وجدت بدلاً من ذلك أبنية تتنافس في ارتفاعها. اشتهرت منطقة سرجنار كونها ملاذاً للعائلات القادمة إليها للتنزه سواءً من مدينة السليمانية أو حتى باقي المحافظات العراقية، واشتهرت حدائقها المترامية بكونها مسرحاً للإحتفالات الشعبية وأهمها عيد نوروز الذي حل في ربيع كل عام. تلاحظ سارة أن سرجنار ليست وحدها التي فقدت مساحاتها الخضراء، بل السليمانية بشكل عام، “فلن تجد سوى العمارات السكنية التي يصل ارتفاع بعضها إلى 30 طابقاً”. مجمعات سكنية في إقليم كردستان، تصوير الكاتب. ملاحظة سارة، تنطبق على اقليم كردستان بنحو عام، وليس السليمانية. فقدت شهدت المحافظات الثلاث حركة عمرانية واسعة وانفتاحاً كبيراً باتجاه البناء السكني العمودي، بمنافسة شركات استثمارية أجنبية، تركية وإيرانية، بنت آلاف الوحدات السكنية بمواصفات وأسعار مختلفة. بناء بفئات متعددة خلال جولة معد التحقيق بين عدد من المجمعات السكنية العمودية في محافظات الاقليم الثلاث، وجد بأنها تنقسم إلى فئتين رئيسيتين: الأولى منخفضة الكلفة، مخصصة لمحدودي الدخل وبأسعار تتراوح بين 45-60 ألف دولار أمريكي، وتفتقر هذه المشاريع بوجه عام إلى شروط ومعايير السلامة التي تحميها من الكوارث الطبيعية كالزلازل. أما الفئة الثانية فتمتاز بمواصفات متوسطة إلى عالية، وتبدأ أسعارها من 80 ألف دولار وصعوداً لتصل إلى 300 ألف دولار أمريكي، جزء منها يفتقد معايير السلامة العالمية وشروطها، بينما يكون القسم الآخر منها بمواصفات عالمية رصينة تراعي جميع شروط السلامة والحماية من الزلازل والكوارث الأخرى، وفقا لمتخصصين. كما وجد بأن هيئة الاستثمار في الاقليم تمنح بعضاً من مشاريع الإسكان تراخيص للبناء استنادا إلى قانون الاستثمار المعمول به في الإقليم، وأن عدد الوحدات السكنية التي بُنيت وفقاً لهذه الطريقة تقدر بأكثر من 220 ألف وحدة سكنية بمختلف الأشكال والمساحات. مجمعات سكنية قيد الانشاء في إقليم كردستان، تصوير الكاتب. في الوقت الذي تمنح فيه دوائر البلدية تراخيص بناء المشاريع لقسم آخر، إذ تبلغ أعدادها أكثر من 100 ألف وحدة سكنية، وهذا بحسب رئيس اتحاد مستثمري كردستان ياسين محمود رشيد. الذي يؤكد أيضاً إلى جانب ذلك وجود أكثر من 450 بناية تجارية كبيرة ومتوسطة وصغيرة بالإقليم. مساحات تنحسر مقابل تراخيص البناء، يشتكي الكثير من سكان اقليم كردستان المعروفة بجمال طبيعتها الجبلية من تقلص المساحات الخضراء، وانعكاسه المباشر على الصحة العامة. يقول أنور جبار (45 عاماً) من منطقة (رعايا) بالسليمانية، أن بيئة المدينة وهوائها كانا نقيين “ولم نسمع كما اليوم، بأمراض ضيق التنفس والتهاب الرئة والربو وغيرها”. كان أنور قد اشترى قبلها بقليل بـ145 ألف دينار( تقريباً 100 دولار) كيساً من الأدوية التي وصفها له طبيب مختص بالأمراض الصدرية، بعد أن شخص نوبات السعال التي يعاني منها بإلتهاب رئوي حاد. ويحمل المجمعات السكنية والمشاريع الصناعية مسؤولية التلوث الحاصل في المياه والهواء، لأنهما كما يعتقد قد زحفتا على المساحات الخضراء فازدادت “الأمراض وتفشت الأوبئة” يقول بإصرار. رفض مشاريع الاعمار يجد صداه في المجتمع. ففي أيار 2024 أغضبت السلطات المجتمع إثر أنباء تحدثت عن حفر واقتلاع شركة استثمارية لجزء واسع من سفح جبل (كويزه) بالسليمانية تمهيداً لبناء مجمع سكني عمودي هناك. وتفاقم السخط بشوب في أشجار (كويزه) خلال شهر نفسه، ما عده البعض مفتعلاً من أجل تجريد المنطقة من غطائها النباتي واستغلال ذلك ببناء المزيد من المجمعات السكنية العمودية. وفق مصدر رسمي في حكومة السليمانية المحلية، طلب عدم الإشارة إلى اسمه، فأن تعبيد طريق واحد فقط لواحد من المجمعات السكنية بالقرب من جبل كويزه تسبب بقطع نحو ألف شجرة، من بينها أشجار معمرة. “تلك الأشجار كانت بمثابة رئة يتنفس بها سكان السلمانية هواءً نقياً”. تجاوز عدد الوحدات السكنية التي تم بناءها بالقرب من جبل كويزه الألف وحدة، موزعة على عمارات وفلل ومنازل، وتبلغ المساحة الكليّة لهذه الأبنية نحو 190 ألف متر مربع، وفق المصدر. يضيف “بذريعة بناء مجمع آخر على مساحة 23 دونماً في المنطقة ذاتها، تم القضاء على مساحات كبيرة من حدائق ومزارع للمواطنين فضلاً عن اقتلاع أشجار من جذورها بعضها تجاوزت أعمارها أربعة عقود وأكثر”. يحاول المستمثرون في الوقت الراهن، بحسب المصدر، الحصول على رخص لبناء مجمعات سكنية أخرى في المنطقة ذاتها التي تعد رمزاً شعبياً في السليمانية. “هناك ضجة إعلامية وشعبية الآن بسبب المجمعات السكنية التي تنمو في محيط الجبل”. يقول هلو القزاز، مدير عام دائرة الدراسات والمعلومات في هيئة استثمار كردستان، بأن هنالك 69 مشروعاً سكنياً في السليمانية مجازاً من قبل هيئة الإستثمار، منها 47 مشروعاً قديماً مازالت قيد الإنشاء على مساحة كلية تبلغ 6515 دونماً، و22 مشروعاً جديداً حصلت على إجازة العمل والبناء في عام 2023 . ويقول بأن المشاريع الـ47 تتكون من” 56 ألف و350 وحدة سكنية، اكتمل بناء 25414 منها، وهناك 3936 مازالت قيد الإنشاء”. ويؤكد القزاز “لم تُمنح إجازات العمل والبناء لهذه المشاريع إلا بعد تثبيت مساحات خضراء محددة فيها حسب المواصفات المطلوبة”. مشيراً إلى أنه “حسب المعلومات المتوفرة بأنه أكثر من 13 بالمائة من مساحة السليمانية هي مساحات خضراء”. تكمن المشكلة بأن المجمعات السكنية والفلل تكون بالدرجة الأساس على الأراضي الزراعية، بحسب تشخيص معروف مجيد رئيس منظمة “آينده” لحماية البيئة. تسبب مشاريع الإسكان التجارية بقطع واقتلاع آلاف الأشجار وانخفاض مساحة الأراضي الزراعية في قرى وأرياف الإقليم ومنها السليمانية، وبشكل متكرر خلال السنوات المنصرمة. ووفقًا لرئيس المنظمة، فن نحو مليون و500 دونمًا من مساحة الأراضي في كردستان تعرضت إلى مخاطر الحرائق والأعمال الأخرى المضرة بها، مشيراً إلى أن كردستان كانت في الخمسينيات من القرن المنصرم تمتلك نحو 5 ملايين دونمًا من الغابات والمراعي لكن الأرقام انخفضت إلى النصف تقريبًا. استنزاف الخزين المائي الأضرار البيئية الناجمة عن مشاريع بناء المجمعات السكنية العمودية المزدهرة منذ أكثر من عقدين في الاقليم على المياه “تسببت بإنخفاض مناسيب المياه بنحو لافت”، يضع رمضان محمد، الخبير في السياسات المائية، أثراً آخرللمشاريع السكنية التجارية. ويقول محمد إن “التوسع العمراني الذي يحصل حالياً دون تخطيط علمي يؤثر بنحو كبير على المياه الجوفية وتغذيتها ويؤدي إلى قلة الخزين الجوفي للمنطقة وهذا يؤدي إلى الجفاف وانخفاض مناسيب الأنهر الموسمية، بسبب قلة ظروف التغذية”. ويشير إلى أن البناء بنحو عام أصبح “فوضوياً وعشوائيا” على حد تعبيره، وأن خطورة البناء الأفقي تكمن بالأسفلت، ويوضح: “الأمطار الموسمية تسبب سيولاً وميضية، فترتفع مناسيب المياه ويصبح خطرها داهماً على الأرواح والممتلكات، بينما في السابق قبل كل هذا البناء كانت المياه تتسرب إلى داخل التربة دون احداث اضرار”. ويذكر الخبير سلبيات رصدها في المجمعات السكنية العمودية: “ليس فيها حدائق أو مرائب للسيارات، يفترض ان يكون لكل شخص على الأقل 4 أمتار من الحدائق، وتضرب في عدد السكان، لتكون بذلك ساحات خضراء، ويصبح الهواء نقياً”. مجمعات ومساكن في إقليم كردستان، تصوير الكاتب. ويضيف إلى ذلك “المجمعات السكنية تستحوذ على حصص المياه في المنطقة، وباعتبارها تابعة لأشخاص متنفذين بالتالي فهم يقطعون الماء عن القرى المجاورة التي يحرم سكانها من المياه، وهذا خطأ فادح”. “بلا شك، كل المجمعات السكنية يفترض ان تكون لديها حصص من المياه، لكن المجمعات السكنية العمودية، مساحتها قليلة، لكن كثافتها السكنية عالية، وليست فيها مساحات خضراء بالتالي يتم استخدام المياه الجوفية بشكل جائر”. ويحذر من أن التوسع في الاعتماد على المياه الجوفية سيؤثر حتما على “الطبقة الأولى الحاملة للمياه، ويؤدي إلى انخفاض منسوب المياه الديناميكي، ومدى الخطورة تعتمد على نوع الحوض وطبيعة الكثافة السكانية ونوع الاستخدام، واستمرار هذه الظاهرة لا يبشر بخير، ومن الخطأ جداً أن يتم الاعتماد إلى هذا الحد على مياه الآبار التي يفترض الاحتفاظ بها كإحتياط ثابت”. وفضلآ عن زيادة حفر الآبار لتزويد المجمعات السكنية بالآبار، يؤشر مختصون ضرراً آخر محتمل وهو:”حدوث تخلخل مستقبلي للأرض، مما يزيد من فرص حدوث الحركات الأرضية الأهتزازية كالزلازل”. ودفع انخفاض تجهيز المواطنين بالمياه الصالحة للشرب في الإقليم عموما، والذي يكاد يكون لساعتين فقط لكل ثلاثة أيام أو أكثر في مدينة السليمانية، العديد من المواطنين إلى حفر الآبار داخل منازلهم خلال السنوات الماضية، قبل أن تصدر السلطات الحكومية قرارا بمنع الحفر، لكن القرار جاء متأخراً إذ ان الكثير من الآبار كانت قد حفرت بالفعل. وكان بحث مشترك لمنظمة (ستوب) للمراقبة وشبكة (مولك نيوز) الإعلامية الكرديتين قد كشف في عام 2022 عن”هدر للمياه في الإقليم يصل إلى 850 ألف متر مكعب من مجموع الإنتاج اليومي البالغ ثلاثة ملايين و126 ألف متر مكعب، بكلفة تصل إلى 340 مليون دينار (نحو 231 الف دولار أمريكي)”. ويقول عضو منظمة ستوب، فرمان رشاد إن”عدد الآبار في أربيل وحدها يبلغ 1240 بئراً، فضلاً عن حفر 1200 بئراً لصالح المشاريع السكنية والاستثمارية”، ويضيف:”عمق الآبار عموماً في عام 2000 لم يكن يتجاوز 250 مترا، أما اليوم فإن الوصول إلى المياه يتطلب الحفر بعمق 650 متراً”. وعن أضرار المجمعات والمشاريع السكانية وأثرها على تراجع كميات المياه، يقول رشاد:”كان للمشاريع السكنية والعمرانية خلال العقد الماضي الأثر البالغ في تناقص المياه الجوفية بنحو 100 في المئة و50 في المئة من المياه المنتجة”. تلوث الهواء يقرّ أحمد دابان، عضو برلمان إقليم كردستان السابق عن محافظة السليمانية، بازدياد بناء المجمعات السكنية، ويقول “عشوائية تحديد أماكن بنائها يؤثر على بيئة المدينة وجماليتها”. ويوضح “تؤدي إلى تلوث بصري، لأنها تبنى بدون تخطيط ودراسة وفي أماكن متفرقة وبمساحات متباينة، وتساهم في تلويث البيئة من خلال تسببها في تقليل المساحات الخضراء وإبادة الأشجار”، ضارباً مثالاً بالمجمعات التي تبنى في الجبال، “حيث يتم قطع الأشجار المعمرة في مئات الدونمات ويتم بناء عمارات سكنية محلها”. ويقول بأن ملكية هذه المشاريع والمجمعات تعود في واقع الحال إلى مسؤولين متنفذين “لايستطيع أحد محاسبتهم على تجاوزهم على البيئة وإلحاق الضرر بها كما ينص قانون حماية البيئة”. ويحذر النائب السابق من إستمرار البناء العشوائي لأنه “يعني أن السليمانية وجبالها ستتعرضان للتصحر مستقبلًا”، ويضيف محتجاً “العواصف الترابية لاتتوقف في السليمانية التي ترتفع نحو 3000 متر عن مستوى سطح البحر، كل ذلك سببه القضاء على الأشجار وغياب المساحات الخضراء والبيئة هي الضحية الأولى لجشع الفاسدين”. وتعدّ المولدات الكهربائية الأهلية التي تعمل بالديزل والتي يتجاوز عددها الـ6 آلاف مولدة داخل الأحياء السكنية في الإقليم، من أكبر مصادر التلوث هناك، تعمل في الأقل 12 ساعة في اليوم الواحد خلال فصلي الشتاء والصيف. ومع استهلاك المولدة الواحدة منها في كل ساعة تشغيل أكثر من 150 لتراً، فإن حاجة المولدات تزيد على 11 مليون لتر يومياً لتغطية حاجتها، عدا عن متطلبات المعامل وبعض المنشآت الأخرى، وتنتج هذه الكمية بشكل عام من المصافي غير رسمية، تسبب هي الأخرى التلوث الكبير للهواء والتربة والبيئة وبمستويات مختلفة. يقول عبدالمطلب رفعت سرحت، الخبير في علوم البيئة والتدريسي في جامعة كرميان إن “اتساع الرقعة العمرانية على حساب المساحات الخضراء ساهم وبشكل كبير في تلوث البيئة ووصول درجات الحراة إلى أقصى الدرجات”. معللاً بأن التكوينات العمرانية ومنها الاسفلت والكونركريت ومواد البناء الأخرى لها القدرة العالية على امتصاص وانعكاس الحرارة. ساهم توسع الرقع العمرانية إلى زيادة الاحتباس الحراري الذي نتج عنه “ظاهرة الجزر الحراري”، وهي ظاهرة تطلق على أية منطقة تكون درجة حرارتها أعلى نسبياً من المناطق المحيطة بها بفعل التدخل البشري وينتج عنه تأثيرات بيئية واقتصادية وصحية. بحسب الأكاديمي سرحت. ومع انحسار الغطاء النباتي بفعل الزحف الكونكريتي، يسبب تلوث الهواء وفقا للخبير ارتفاع أرقام الإصابات بالأمراض المزمنة الخاصة بالتنفس بالإضافة إلى الأمراض السرطانية التي “بدأت تتضاعف عاماً بعد آخر” في كردستان التي يُقدّر عدد سكانها بـ 6 ملايين نسمة. وتشير إحصائيات وزارة الصحة في الاقليم إلى تسجيل أكثر من 8 آلاف حالة اصابة بالسرطان في عام 2021، و9 آلاف و61 إصابة في عام 2022، بينما شُخِّصت 9911 إصابة جديدة في العام 2023. وبنحو عام سجلت الوزارة 81 ألفاً و62 إصابة منذ العام 2012 ولغاية العام 2023، ولايختلفُ الحال كثيرا مع أمراض ضيق التنفس أو الأمراض المزمنة عموما بسبب تلوث البيئة، بحسب كوادر في مؤسسات طبية ومنظمات معنيّة بالبيئة. إذ يقول الطبيب الاستشاري المختص في أمراض الصدر والرئة والتنفس والتدريسي في جامعة السليمانية د. كامران قرداغي، أن زيادة الأتربة في الهواء وكذلك انخفاض مستوى المساحات الخضراء يزيد من أمراض التنفس لدى المواطنين ويجعل المرضى في حالات حرجة جدًا”، ويبين “المرضى الذين يعانون من صعوبة في التنفس يحتاجون إلى الهواء النقي بنسبة عالية جدًا”. قانون لحماية البيئة ولكن! شرع إقليم كردستان عام 2008 قانون رقم (8) الخاص بحماية البيئة وتحسينها، وتضمن العديد من المواد التي يصفها القانونيون بالإيجابية لصالح البيئة. في المادة 12 من القانون ألزم كل شخص طبيعي أو معنوي، عام أو خاص أو مختلط أو أي جهة تمارس نشاطًا يؤثر على البيئة أن يقوم بإعداد دراسة لتقييم الأثر البيئي للأنشطة والمشاريع التي سيقيمها ورفعها الى الوزارة البيئة لاتخاذ القرار المناسب بشأنها. على أن تتضمن الدراسة تقدير التأثيرات الايجابية والسلبية للمشروع أو المنشأة أو المصنع على البيئة، بالإضافة إلى الوسائل المقترحة لتلافي ومعالجة مسببات التلوث بما يحقق الامتثال للتعليمات والضوابط البيئية مع تقليص المخلفات وتدويرها أو إعادة استخدامها، وتقدير كلف المنافع والأضرار البيئية التي يحدثها المشروع. وتحمل المادة 21 من القانون المسؤولية كل من سبب بفعله الشخصي أو اهماله أو بفعل من هم تحت رعايته أو رقابته أو سيطرته من الأشخاص أو الاتباع أو مخالفته القوانين أو الأنظمة والتعليمات ضررا بالبيئة ويلزمه بالتعويض وازالة الضرر واعادة الحال الى ما كانت عليه قبل حدوث الضرر وضمن المدة المحددة، وبالشروط الموضوعة. وينصُ القانون في المادة 28 كذلك على منع أي نشاط يتسبب بقطع أو اقتلاع أو ازالة الأشجار والشجيرات والنباتات والأعشاب البرية والمائية في الأملاك العامة، وحظر أي عمل أو تصرف أو نشاط يؤدي الى الإضرار أو المساس بالأبعاد الطبيعية أو الجمالية أو التراثية للمحميات الطبيعية أو الحدائق والمتنزهات العامة. ويفرض القانون عقوبات، منها الحبس لمدة لا تقل عن شهر أو بغرامة لا تقل عن (150.000) مئة وخمسون الف دينار (114 دولار) ولا تزيد على (200) مليون دينار (252 ألف دولار) أو بكلتا العقوبتين، وتضاعف العقوبة في كل مرة تتكرر فيها ارتكاب المخالفة. لكن القانون لا يُطبق. ويتساءل محمد يونس، المحامي المهتم بالقضايا البئية، “ما فائدة قانون لحماية البيئة، والبيئة تنتهك بنحو يومي؟ “، ويشدد على ضرورة رفع سقف العقوبات المفروضة على المتجاوزين على البيئة “دون تمييز بين شخص أو آخر، جهة أو أخرى”. وذكر بأن الحبس البسيط والغرامة المالية لا تنتجان الردع المطلوب، “ينبغي أن تصبح حبساً شديداً في الأقل أو حتى سجنا إذا كان الضرر بالغاً”، ثم أشار إلى أن الضرر قد لا يكون مباشرة، ويوضح: “قد لا تظهر نتائج قطع الأشجار وتقليص الغطاء النباتي في ذات المكان، لكنها تظهر بكل وضوح في المستشفيات!” في إشارة منه إلى ارتفاع معدلات الإصابة بمختلف الأمراض جراء التلوث، وتغير نوعية الهواء. حلول يصف عبد الرحمن صديق، رئيس هيئة حماية وتحسين البيئة في كردستان، المعركة التي يخوضها الإقليم من أجل بيئته بـ”الصعبة جدًا” وتختلف عن البلدان الأخرى. وقال في تصريح صحفي “ليست لدينا مساحة خضراء على المستوى العالمي، لكن لدينا بشكل أساسي 12.4 بالمئة بالنسبة للغابات، و19.5 بالمئة بالنسبة للخضار في المدينة”. وخلال السنوات السابقة، منحت الهيئة حسبما قال الرخص اللازمة لنحو ثمانية آلاف مشروع، ورفضت 450 مشروعاً بسبب افتقادها إلى الشروط البيئية، كما وقامت الهيئة بإجراء عمليات فحص في السنوات الثلاث الماضية لأكثر من 14 ألف مشروع. “إن المساحات الخضراء في الإقليم ليست عند المستوى العالمي، حيث أن مدن كردستان تتوسع أفقيا وليس عموديا، إذ أن هندستنا وثقافتنا أفقية وليست عمودية وهو مما يزيد من المواد الخرسانية والطرق المعبدة بالأسفلت “. والكاتب والناشط البيئي سلام عادل يؤكد فهمه بأن النمو السكاني يفرض بنحو مؤكد وجود توسع عمراني بالمقابل، لكن “هذا ينبغي أن ترافقه حملات متواصلة للمحافظة او توسيع الغطاء النبات، ولاسيما أن اقليم كردستان يمتاز بمناطق جبلية تتراكم فيها الثلوج وترتفع فيها معدلات تساقط الأمطار، لذا فان الزراعة المستمرة للأشجار ستكون ناجحة مئة في المئة”. المجمعات السكنية في إقليم كردستان، تصوير الكاتب. يعتقد عادل بأنه من الضروري، نشر الوعي البيئي لدى المواطنين بنحو عام، لأنهم بطريقة أو بأخرى مساهمون في التلوث، سواءً بكميات النفيات المطروحة يومياً، أو بعوادم سيارات البنزين، أو باستخدام النيران في الغايات في الأعياد وتسببهم بالحرائق. ومن أجل القضاء على تلك الملوثات أو السيطرة عليها على الأقل لمنع توسع أضرارها على البيئة، يؤكد الأكاديمي عبدالمطلب ضرورة تشديد الرقابة على مصادر التلوث سواء التلوث المائي من مياه الصرف الصحي و مياه المصانع والمستشفيات والمخلفات النفطية والبلدية أو التلوث الهوائي الناتج من وسائل النقل والمولدات والمصانع. يؤكد عبدالمطلب أن الحل الآن بتطبيق القوانين بحزم وقوة، ومنع استمرار الملوثات البيئية، وانشاء محطات مياه جديدة تتلائم مع التوسع العمراني وزيادة الكثافة السكانية، والعمل على الاهتمام بالتشجير وتوسيع الغطاء النباتي ونشر ثقافة الوعي البيئي والصحي. أنجز التحقيق تحت إشراف شبكة “نيريج” وبدعم من منظمة أنترنيوز ضمن مشروع الصحافة البيئية
عربية:Draw يثير مشروع قانون مطروح على أجندة «الكونغرس» الأميركي، من شأنه معاقبة مسؤولين كبار في الدولة العراقية بتهمة «الولاء» وخدمة المصالح الإيرانية في العراق؛ غضباً شديداً داخل الجماعات والشخصيات والأحزاب المؤتلفة ضمن «الإطار التنسيقي»، الذي يضم معظم القوى الشيعية، عدا مقتدى الصدر وتياره. ويبدو أن وضع رئيس أعلى هيئة قضائية في البلاد على رأس لائحة المستهدفين من المشروع الأميركي ضاعف من منسوب الغضب الإطاري وأشارت تقارير صحافية أميركية، إلى أن النائب مايك والتز (جمهوري عن ولاية فلوريدا)، عضو لجنتي القوات المسلحة والشؤون الخارجية في مجلس النواب، سيقدّم تعديلاً على «مشروع قانون الأصول الأجنبية». وتفيد التقارير بأن من شأن التعديل أن يطول رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، إذ يُنظر إليه أنه من بين الشخصيات التي تعمل لخدمة المصالح الإيرانية في العراق. دور زيدان مع إيران وزيدان -حسب التقارير- من بين «القوى الرائدة التي تعمل على تعزيز مصالح إيران في العراق، ومساعدة ميليشيات طهران على الحصول على موطئ قدم في البلاد». وأفادت التقارير - من بينها صحيفة «بيكون فري» الأميركية - بأن الحكم، الذي أصدرته المحكمة الاتحادية في فبراير (شباط) 2022، وفسّرت بمقتضاه النصاب القانوني المطلوب لعدد أعضاء مجلس النواب الحاضرين خلال جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، منح قوى «الإطار التنسيقي» الخاسرة في الانتخابات تعطيل جلسة البرلمان، وبالتالي الالتفاف على نتائج الانتخابات، وإرغام الكتلة الصدرية الفائزة بأكبر عدد من المقاعد على الانسحاب من البرلمان، وإفساح المجال أمام قوى الإطاريين بتشكيل الحكومة. وعلى الرغم من أن المحكمة الاتحادية هيئة مستقلة ومنفصلة عن مجلس القضاء، الذي يشرف على الأمور الإدارية للمحاكم فقط، فإن مشرعين أميركيين يتهمون فائق زيدان بالهيمنة عليها وإرغامها على إصدار أحكام لصالح القوى الحليفة لإيران، وتقول إن مجلسه «وقف وراء الحكم المطعون فيه الصادر في فبراير 2022، وقد منع هذا القرار بصورة فاعلة العناصر العراقية المناهضة لإيران من تشكيل حكومة أكثر ودية للولايات المتحدة». سابقة خطيرة ورأت مصادر قانونية، أن إصدار مشروع القانون الأميركي الجديد وتنفيذه «سيؤدي إلى منع السلطات الأميركية المختلفة من التعامل مع رئيس مجلس القضاء فائق زيدان وعموم السلطة القضائية، كما يفسح المجال للدول السائرة في ركب الولايات المتحدة من تجنّب التعامل معه ومع السلطة التي يتحكم فيها». وأضافت المصادر، أن عدم التعامل يعني «رفض تنفيذ القرارات القضائية في الخارج (سواء تعلّقت بملاحقة الإرهابيين أو الفاسدين)، وعدم الاعتراف بأوامر القبض والنشرات الحمراء التي تطلب المحاكم العراقية من الإنتربول تنفيذها أو تعميمها، وكذلك رفض التعاون القضائي الدولي مع العراق ومحاكمه». وفي أول تعليق رسمي، قال رئيس مجلس النواب بالنيابة، محسن المندلاوي، السبت، إن ت"قديم عضو (الكونغرس) الجمهوري (مايك والتز) مشروع تعديل قانون وتضمينه بنداً يمسّ رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان سابقة خطيرة". وقالت الخارجية العراقية إن تصريحات مايك والتز، بحق رئيس مجلس القضاء فائق زيدان، "تدخل سافر بالشأن العراقي". وأكدت الوزارة، في بيان صحافي، "رفضها المساس بشخص رئيس مجلس القضاء القاضي فائق زيدان وبالحقوق الأساسية للدولة العراقية، والتي يمثل فيها القضاء الضامن الأساسي للحقوق والحريات". دوره، قال السياسي المقرب من قوى «الإطار» عزت الشابندر، تعليقاً على مشروع القرار الأميركي، في تدوينة عبر منصة «إكس»، إن الاقتراح الأخير الذي قدّمه الجمهوريون في الكونغرس (لتصنيف القادة العراقيين) بصفتهم أدوات للنفوذ الإيراني في العراق، ويضع المؤسسة القضائية في المقدمة، مستهدفاً رئيسها بالاسم؛ هو إجراء مُدان، وتدخل سافر في الشأن الداخلي العراقي ورجّح عضو مفوضية حقوق الإنسان السابق علي البياتي، أن"يُسهم مشروع القانون في عزل العراق دولياً، كما أسهمت من قبل سياسات الرئيس الراحل صدام حسين".. وقال البياتي، في منشور على «إكس»، إن «تحرك (الكونغرس) الأميركي بتشريع قانون يفرض عقوبات على مجلس القضاء الأعلى ورئيسه خطوة خطيرة جداً، وتحتاج إلى جهود دبلوماسية سريعة، وليس تصريحات وبيانات من سياسيين بغرض المجاملة»، وتوقع "جهوداً عملية واضحة وجدية لعزل العراق دولياً". وتابع البياتي: «قبل يومين صدر تقرير صادم وخطير من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في جنيف (بشأن حقوق الإنسان في العراق)، وللأسف كان رد الفعل العراقي غير مهتم، وكأن التقرير يتحدث عن بلد آخر، وليس العراق». المشكلة هي إيران بدوره، قال الدبلوماسي السابق غازي فيصل، إن مشروع القانون الجديد «يمثّل تطوراً أميركياً يشترك فيه أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري في (الكونغرس) تجاه هيمنة إيران واتساع نفوذها الاقتصادي والسياسي والأمني في العراق». وأضاف فيصل، أن" الولايات المتحدة الأميركية تعد إيران مشروعاً إرهابياً، وتصف نظامها باعتباره الراعي الأول للإرهاب في العالم، وما يحصل اليوم في (الكونغرس) بشأن تشخيص قيادات سياسية وقضائية وارتباط هذه القيادات الوثيق مع الأجهزة الإيرانية يشكّل اليوم واحداً من القضايا الحساسة بين الإدارة الأميركية وحكومة بغداد الممثلة لقوى الإطار التنسيقي الشيعية". وتابع فيصل: "من شأن كل ذلك تعقيد العلاقة بين واشنطن وبغداد، وإثارة مزيد من الأزمات الجديدة والمضافة في العلاقات الثنائية، ولعلنا نكتشف جوانب من هذه التوترات في خطاب السفيرة الأميركية الجديدة لدى العراق، التي لوّحت بالتصدي لنفوذ إيران والجماعات المرتبطة بها". وأوضح الباحث يحيى الكبيسي، أنه على الرغم من أن مشروع التعديل الأميركي يخلط بين مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية، وربما ستُوضع الجهتان ضمن هذه القائمة، فسنكون أمام خطوة جبارة لتعرية ما يُسمى (القضاء العراقي)، ووضعه تحت الأضواء التي ستجعل كل قراراته المُسيّسة وغير المهنية تحت المراقبة الصارمة. نقلت صحيفة «بيكون فري» عن النائب الجمهوري والتز، صاحب مقترح التعديل، أنه «خطوة أولى نحو عزل الأصول الإيرانية في الحكومة العراقية وكبح النفوذ المتزايد للنظام المتشدد. وقال والتز: «يتعيّن على النظام الإيراني أن يفهم أن (الكونغرس) الأميركي لن يسمح للمرشد الإيراني (علي خامنئي) بتحويل العراق إلى دولة تابعة. ويتعيّن على المتعاطفين مع إيران في العراق مثل فائق زيدان وآخرين أن ينتبهوا إلى هذا الأمر». المصدر: الشرق الاوسط
عربية:Draw بعد ليلة عاصفة داخل هيئة «الحشد الشعبي»، تراجعت الأخيرة عن قرار إقالة مسؤول جهازها الأمني المعروف بـ«أبو زينب اللامي»، وأفادت مصادر مختلفة بأن «كتائب حزب الله» أجبرت الهيئة على عدم تنفيذ الإقالة بعدما طوق مسلحوها مقرها في بغداد. وكانت مصادر عراقية أفادت، صباح أمس الخميس، بأن رئيس «الحشد الشعبي» أقال مدير أمن الهيئة من منصبه، وعيّن علي الزيدي في محله بشكل مؤقت، قبل أن تتراجع الهيئة عن قرارها، في ظروف غامضة. وتداولت وسائل إعلام محلية أن مسلحين تابعين لـ«كتائب حزب الله» حاصروا بعجلات وأسلحة متوسطة مقر الحشد في بغداد، حيث مكتب اللامي، وحذرت من تنفيذ قرار إقالته. أجواء متوترة بين قادة الفصائل وقالت مصادرإنه «في تلك الأثناء جرت اتصالات مكثفة بين مسؤولين حكوميين وأمنيين وقادة فصائل طغى عليها التوتر بسبب أجواء التهديد بين أطراف مختلفة». ووفقاً للمصادر، فإن «الكتائب» أرسلت 15 عجلة تحمل أسلحة ثقيلة للسيطرة على مقر «الحشد»، بالتزامن مع اتصالات أجريت بين رئيس أركان «الحشد»، أبو فدك ومسؤولين حكوميين انتهت بالتراجع عن قرار إقالة أبو زينب. وينتمي أبو فدك وأبو زينب اللامي إلى «كتائب حزب الله»، ويميل كثيرون إلى الاعتقاد بأن قرار الإقالة استهدف نفوذ الفصيل في المؤسسات الأمنية. وتداولت منصات في مواقع التواصل، أن "عجلات الكتائب استقرت في المرآب الخلفي لمقر مديرية الأمن بعد أن سيطر المسلحون على البناية". وتسرب مع وقت الإعلان عن الإقالة، أن اللامي كان يتخذ قرارات حاسمة من دون العودة إلى رئيس الهيئة فالح الفياض أو القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني وأشارت أنباء عن أن قرار الإقالة صدر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لكن مصادر مطلعة تميل إلى الاعتقاد بأن «عصائب أهل الحق» وراء ذلك، وهي من صك أمر الإقالة وبتوقيع رئيس الوزراء ويعود أصل الإقالة إلى «خلافات عميقة بين (كتائب حزب الله) و(عصائب أهل الحق)، والأخيرة ترغب في السيطرة على هيئة (الحشد) بالكامل»، على ما تقول المصادر. ماذا يحدث الآن؟ خلال الساعات الماضية، تداول ناشطون منشوراً لحساب يزعم أنه لأبو زينب اللامي، ويحمل اسم «الفريق الركن حسين فالح اللامي»، وقال إن قرار إقالته جاء بأمر من الاحتلال الأميركي وكان هذا بالتزامن مع حملة «كتائب حزب الله» للضغط على قادة هيئة «الحشد» للتراجع عن إقالة اللامي. ويوم الجمعة، سافر رئيس هيئة «الحشد الشعبي» إلى نينوى للاجتماع مع قادة عمليات «الحشد الشعبي» في المنطقة الشمالية، لكن مراقبين شككوا بتوقيت بالاجتماع، ورأوا أن الفياض حاول الابتعاد عن الجو المشحون في الهيئة بعد إصدار القرار والتراجع عنه. وقالت مصادر مطلعة، إن «الأمور معلقة الآن»، وإنه "ليس من الواضح إلى أين تتجه الأمور: إلى تنفيذ القرار أو الإبقاء على اللامي في منصبه". وأوضحت المصادر أن ما حدث ليلة الخميس انتهى إلى انقسام حاد بين قادة هيئة «الحشد الشعبي»، وأنهم بحاجة إلى وقت طويل لتجاوز الشرخ الذي حدث، وربما إلى تدخل طهران في الأمر وكان قيادي في «تحالف الإطار التنسيقي» أبلغ «الشرق الأوسط» أن «إقالة اللامي كانت على الطاولة حتى قبل مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس، بسبب قلق مرجعيات سياسية دينية شيعية من (توغله في ملفات فساد)، على حد تعبيره، لكن لا أحد يدري لماذا تأخر الأمر ونفذ الآن في هذا التوقيت». من هو اللامي؟ وبرز اللامي، واسمه حسين فالح، أيام اندلاع حركة الاحتجاج في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وقالت مصادر حينها إنه مسؤول عن فرقة قناصة اغتالت ناشطين في الاحتجاج. ويرأس اللامي جهاز الأمن في قوات «الحشد الشعبي» منذ عدة سنوات، وهو الجهاز المسؤول عن معاقبة قادة الحشد في حال خالفوا الأوامر أو التعليمات، وفقاً لمركز "أبحاث مكافحة الإرهاب» في «الأكاديمية العسكرية الأميركية". وإضافة لوظيفته في «الحشد الشعبي»، يعد اللامي أحد أبرز قادة «كتائب حزب الله» في العراق، المصنف على لائحة الإرهاب الأميركية، كما أن واشنطن فرضت عليه عقوبات لدوره المزعوم في احتجاجات تشرين. ووصف تقرير لوكالة «رويترز»، نشر أواخر 2019، اللامي بأنه "شخصية قوية للغاية، ومخيفة على نطاق واسع، وكان له خط اتصال مباشر مع قائد (الحرس الثوري الإيراني) قاسم سليماني، بشكل مستقل عن أبو مهدي المهندس". ونقلاً عن «رويترز»، فإن سياسيين عراقيين قالوا إن جهاز أمن الحشد برئاسة اللامي يدير فرعاً يسمى «الاستخبارات التقنية»، يرأسه شخص يدعى أبو إيمان، ويركز على إدارة عمليات مساومة بحق سياسيين ومسؤولين في وزارات عراقية مختلفة وقادة أمنيين. وتشمل مهام مديرية أمن الحشد عمليات جمع أموال فاسدة، والسيطرة على الحدود العراقية السورية، وانتهاكات حقوق الإنسان، وإنشاء وتطوير قواعد تابعة لهم خارج إطار سيطرة الدولة العراقية. المصدر: رويترز – الشرق الاوسط