Draw Media

إدانة بعد الحكم بالسجن 6 سنوات على صحفيين أكراد عراقيين

الحصاد draw: الجزيرة   الصحفيان الكرديان العراقيان شيروان شرواني وغهدار زيباري حكم عليهما بالسجن ستة أعوام في خطوة وصفتها لجنة حماية الصحفيين بأنها “غير عادلة وغير متناسبة”. واعتقل الرجال في المنطقة الكردية بالعراق في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي بعد تغطيتهم للاحتجاجات المناهضة للحكومة في محافظة دهوك التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم. يوم الثلاثاء ، أدانتهم محكمة جنائية في أربيل بتهمة تعريض الأمن القومي الكردي للخطر ، مستشهدة بمحادثات على وسائل التواصل الاجتماعي انتقد فيها الصحفيون الحكومة. وقال محامي شرواني للجنة حماية الصحفيين إن الأدلة “غير كافية ولا أساس لها”. أثارت الأحكام غضبًا في جميع أنحاء المنطقة الكردية ، حيث كانت حرية الصحافة في تراجع حاد منذ بعض الوقت. وأدانت معظم الأحزاب السياسية الكردية ، بما في ذلك الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة كوران ، الحكم. في عام 2020 ، تم ارتكاب ما لا يقل عن 385 انتهاكًا بحق 291 صحفيًا ومنفذًا إعلاميًا ، بحسب مجموعة حرية الصحافة الكردية مترو سنتر. قال إغناسيو ميغيل ديلجادو ، ممثل لجنة حماية الصحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لقناة الجزيرة: “بهذا الحكم ، ترسل السلطات الكردية رسالة واضحة: حرية الصحافة التي تدعي الدفاع عنها وتأييدها واحترامها لا تُحترم”. . كردستان العراق تزعم باستمرار أنها الديمقراطية الوحيدة [in the region] وقال ديلجادو: “إنها تفتخر بذلك”. “لكن ما شهدناه طوال عام 2020 وفي هذا العام الجديد هو عكس ذلك تمامًا ، على الأقل فيما يتعلق بحرية الصحافة.” عندما اندلعت الاحتجاجات في المنطقة الكردية في أغسطس من العام الماضي ، اتهمت قوات الأمن بضرب واحتجاز صحفيين يغطون الاضطرابات الاجتماعية. بعد شهرين ، تم القبض على شرواني وزيباري. “لم يخبرونا إلى أين يأخذونه” تم تنبيه زوجة شرواني ، روجيش جباري البالغة من العمر 37 عامًا ، إلى وجود غرباء داخل منزلها من قبل ابنها الذي يصرخ. اقتحم العشرات من الرجال الذين يرتدون الزي الرسمي واللباس المدني الباب الأمامي للأسرة في 7 أكتوبر / تشرين الأول من العام الماضي ، مطالبين برؤية الصحفي. وقال الجباري لقناة الجزيرة: “قاموا بتقييد يديه أمام أطفالي ووضعوا بنادقهم على رأسه”. “لقد استولوا على هاتف شيروان الذكي ، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة ، والدفاتر ، وكاميرات المراقبة الخاصة بنا”. راقبت جباري وأطفالها وهم يراقبون الرجال وهم يرافقون شرواني في سيارة ويقتادونه بعيدًا. “لم يخبرونا لماذا وأين يأخذونه. لم نكن نعرف مكانه لمدة 19 يومًا “. ومنذ ذلك الحين ، مُنحت جباري حق الوصول إلى زوجها مرة واحدة لمدة خمس دقائق. “أخبرني أنه احتُجز في الحبس لمدة 68 يومًا … كان في ظروف سيئة للغاية – ضعيف ونحيف ومتعب. قال الجبارى: “لاحظت بوضوح أنه تعرض للتعذيب”. عملية غامضة وقالت منظمة كردستان ووتش للرقابة الإعلامية إن المتهمين – ومنهم شرواني وزيباري وثلاثة نشطاء – تعرضوا لاكتظاظ زنزانات السجن والتعذيب وأشكال أخرى من الترهيب ، بالإضافة إلى حرمانهم من الاتصال بالمحامين بانتظام. قال محمود ياسين من كردستان ووتش إن العملية برمتها كانت غامضة. وقال ياسين لقناة الجزيرة “نعتقد أن المحاكمة كانت غير شفافة وغير عادلة”. وقالت عضوة البرلمان الكردي جولستان سعيد ، التي حضرت المحاكمة التي استمرت يومين ، إن عائلات السجناء مُنعت من التواجد فيها ، رغم كونها محاكمة علنية. “هو – هي [happened] في ظل وجود عسكري ضخم “. وفي بيان صدر يوم الخميس ، قال مكتب منسق المناصرة الدولية التابع للحكومة الكردية إن شروان وزيباري “أدينا بجمع معلومات سرية ونقلها سراً إلى جهات أجنبية مقابل مبالغ مالية كبيرة. هذه المعلومات تعرض للخطر حياة كبار المسؤولين الأكراد والأجانب في كردستان “. حكومة إقليم كردستان [KRG] تلتزم التزاما كاملا بسيادة القانون ، والإجراءات القانونية العادلة والنزيهة ، وحرية الإعلام. لكن بلقيس واللي من هيومن رايتس ووتش قالت إن الإدانات الأخيرة “تزيد من تعقيد مكانة إقليم كردستان كمكان يمكن فيه محاكمة الصحفيين لمجرد كتابة وانتقاد سياسات الحكومة التي يعترضون عليها”. وقال ويلي في إشارة إلى ادعاء رئيس الوزراء مسرور بارزاني غير المدعوم بأن الصحفيين المعتقلين كانوا جواسيس “الأمر الأكثر إثارة للقلق في هذه القضية هو التدخل غير الملائم من قبل رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان”. وقال والي لقناة الجزيرة “تعليقاته تكشف التدخل السياسي في حرية التعبير حتى على أعلى المستويات”. وتقول شخصيات معارضة في المنطقة الكردية إنهم يخشون من أن الحكم ، بناءً على عمليات التبادل على وسائل التواصل الاجتماعي ، سيمهد الطريق لمزيد من الإجراءات القمعية ضد حرية التعبير. وقالت عضوة البرلمان الكردي شيرين أمين ، التي قُتل زوجها الصحفي كاوا كرمياني في عام 2013 بعد تحقيقه في قضايا فساد: “ندرك جميعًا أن هذه الحكومة استخدمت القمع العنيف ضد جميع أنواع حرية التعبير”. أنا نفسي لا أستطيع تبادل الرسائل التي تحتوي على معلومات ضد الحكومة. أخشى أن يتجسسوا علي وسوف يتبع ذلك عواقب مروعة. ومن المتوقع أن يستأنف محامو المتهمين الأحكام ، بينما وجه 31 نائبا برسالة مفتوحة إلى محكمة استئناف الإقليم الكردي مطالبين بمراجعة الأحكام ، بحسب وسائل إعلام محلية. قال محمود ياسين من “كردستان ووتش”: “الإدانات ليست نهائية بعد ، يتعين على محكمة النقض في إقليم كردستان التصديق على الحكم ، لكن يمكنها أيضًا نقضه … سيعتمد ذلك على مقدار الضغط الذي ستواجهه حكومة إقليم كردستان لإطلاق سراحهم”. وقالت السفارة الأمريكية في بيان إنها تتابع القضية عن كثب. وقالت “الولايات المتحدة تشارك باستمرار في قضية حرية التعبير ، بما في ذلك لأعضاء الصحافة ، مع مسؤولي حكومة إقليم كردستان وستواصل القيام بذلك”. “المجتمعات الديمقراطية تحترم حرية التعبير وتدعم قدرة الصحفيين على الكتابة دون خوف من الانتقام”. وغرد رئيس الوزراء بارزاني في وقت لاحق: “إنني أحث الجميع بشدة على احترام النظام القضائي في إقليم كردستان والسماح له بأداء وظيفته بشكل مستقل ودون تدخل”.

Read more

في هجوم أربيل، خُرِقَ البيشمركة لمسافة (40 كم)

تقرير : محمد رؤوف – فاضل حمةرفعت ترجمة : ك.ق يستعد الامريكيون للثأر من هجوم أربيل، الاسبوع المقبل سيكون اسبوعاً حاسماً، في هجوم أربيل، خُرِقَ البيشمركة والقوات الامنية لمسافة (40 كم) بحسب التحقيقات، وانها(التحقيقات) تبحث عن ايادي محلية، برهم صالح التقى بـ"أبو فدك" في بغداد وحذره من ان الامريكيين ينوون الهجوم، والكاظمي يريد إبعاد الحشد من حدود الاقليم، تفاصيل اكثر وأدق في هذا التقرير.   تفاصيل الهجوم التحقيقات جارية ومستمرة حول الهجوم الصاروخي على اربيل مساء الإثنين الماضي، قوات اقليم كوردستان الامنية والحكومة العراقية والتحالف الدولي يعملون على مسارين لتحديد الجهة المقصرة والمسؤولة عن الهجوم :   •     الاتجاه الاول : العمل على الجماعة المنفذة للعملية، من هم هذه الجماعة؟ من يقف خلفهم ويساندهم؟ ما هدفهم من شن الهجوم في هذا الوقت؟  •   الاتجاه الثاني : ما حدث في اربيل كان خرقاً امنـيـاً كـبيراً، وفقاً للتحقيقات تم نقل الصواريخ بعمق (40 كم) داخل مناطق قوات الاقليم الامنية وقوات البيشمركة ووصلت الى مقربة من اربيل، تبغي التحقيقات التأكد من وجود تورط اية قوة محلية في الهجوم ام ان ما حدث هو خرق امني فقط وان المسؤول عنه هي القوات الامنية التابعة للبارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني). الاماكن التي وُجِهَت منها الصواريخ نحو مقر الامريكيين في مطار اربيل تقع خلف قرى (قَريتاغ) و(توراق) على طريق اربيل – كوير واربيل – موصل. وفقاً لخارطة الامريكيين التي بحوزة (الحصاد)، ان موقع احدى السيارات التي اطلقت منها الصواريخ تبعد من موقع سقوط الصواريخ (5.5 كم) فقط، وهناك موقع لسيارة اخرى اطلقت منها الصواريخ وتبعد هذا الموقع ايضاً (8.1 كم) من مكان سقوط الصواريخ.  وإن صح هذا فإن الصواريخ قد تم نقلها من منطقة (الكوير) الى مكان مقرب من مدينة اربيل، فيتبين ان الجماعة التي نفذت الهجوم قد تسللت وخرقت القوات المنية وقوات البيشمركة بعمق ما يقارب (40 كم)، لأن هذه المنطقة وحتي داخل (الكوير) ومياه الزاب تقع تحت سيطرة البيشمركة، وإن آخر نقطة لقوات البيشمركة تبعد من المنطقة التي اطلقت منها الصواريخ بمسافة تقرب من (40 كم).   لكن مصادر اخرى تتحدث عن انه يمكن ان تكون الصواريخ قد نقلت من قرية (بَردَرَش) الواقعة في الطرف الآخر للزاب الى مكان قريب من اربيل. والبعض يعتقد انه من المحتمل ان تكون السيارة قد نقلت من الطرق الفرعية، كما يتحدث آخرون ان السيارة مرت من السيطرات بمساعدة ايديٍ محلية.  اضافةً الى هذا وبحسب استقصاءات (الحصاد)، توجد مركز لقوات الآسايش(امن) للبارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) في قرية (توراق) لاتبعد عن موقع توجيه الصواريخ اكثر من كيلومتر واحد، ومركز آخر على بعد كيلومتر آخر ايضاً في (كاني قرزالَة)، مع تواجد فوج من قوات الـ(زيرَفاني) في المنطقة على بُعد كيلومترين من موقع توجيه الصواريخ. على طريق اربيل – الكوير بعد سيطرة (شَمشولان) حتى الكوير، تتواجد لواء من بيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة (جمال مورتكة) والمشرف على هذا المحور هو قائد محور الكوير لقوات البيشمركة (سيروان البارزاني).   خارطة هجوم اربيل الصاروخي هجوم امريكا! الهجوم الصاروخي على اربيل اشغل بال المسؤولين الامريكيين والعراقيين ومسؤولي اقليم كوردستان ايضاً.  يفكر الامريكيون بتوجية ضربة عسكرية ثأراً للهجوم الذي استهدف احدى مقراتهم في اربيل. وفقاً لمعلومة حصل عليها (الحصاد) من عدد من المصادر المطلعة، هناك احتمال قيام الامريكيين بضربة عسكرية داخل الاراضي العراقية. في بداية العام الماضي وفي حينما كان دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة الامريكية، قُتِلَ قاسم السليماني قائد فيلق القدس للحرس الثوري الايراني مع أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في هجوم امريكي بالقرب من مطار بغداد الدولي، وذلك ثأراً لمقتل متعاهد امريكي في هجوم صاروخي للجماعات المسلحة على كركوك، كان هذا في عهد سلطة الجمهوريين في امريكا، لكن السلطة الآن في امريكا في يد الديمقراطيين فهل يُقدِم جو بايدن على نفس خيار ترمب ام لا، وخصوصاً ان الايرانيين يطمحون في رد الروح الى جسد الاتفاق النووي والعودة مرةً اخرى الى طاولة المفاوضات مع الامريكيين في عهد بايدن.  إبعاد الحشد من حدود الإقليم ترغب حكومة مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي اقناع الامريكيين بعدة خطوات لتقيَ نفسها من اية مواجهة عسكرية بحسب معلومة نشرها صحيفة (العربي الجديد) القطرية، ان مصطفى الكاظمي يريد ابعاد الجماعات المسلحة للحشد الشعبي من حدود اقليم كوردستان وينشر قوات الجيش العراقي في مواقعهم. لم تحدد التحقيقات والتحريات المشتركة الامريكية والعراقية واقليم كوردستان الطرف المسؤول عن الهجوم، والمعروف حتى الآن ان جماعةً تُسَمي نفسها "سرايا اولياء الدم" اعلنت مسؤوليتها عن الحادث، وتعتبر هذه الجماعة جماعة جديدة ومغمورة، ويقول الحشد الشعبي ان هذه الجماعة لا تنتمي له وليست جزء من قواتها، وعليه لا يقع على الحشد اية مسؤولية بهذا الخصوص.  لكن البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) اتهم قبل ظهور نتائج التحقيقات والتحريات وعلى لسان ناطقه الرسمي الحشد الشعبي بأنه يقف وراء الهجوم. بعد يوم من وقوع هجوم اربيل وتحديداً في مساء الثلاثاء الماضي اتصل انطوني بلينكن وزير الخارجية الامريكي هاتفياً بمصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي، وبحسب المعلومات ان بلينكن ابلغ  الكاظمي في ذلك الاتصال غضب امريكا حول هجوم اربيل. على اساس  هذا الاتصال الهاتفي، بعث مصطفى الكاظمي وفداً عسكرياً من مكتب القائد العام للقوات المسلحة الى مخمور، واجتمع الوفد مع قادة عدد من الجماعات المسلحة للحشد الشعبي ووحدات الجيش.  تقول الصحيفة القطرية على لسان مصدر مسؤول ان حكومة الكاظمي واقعة تحت ضغط التحالف الدولي واقليم كوردستان كي تقوم بسحب كافة الجماعات المسلحة للحشد الشعبي من على حدود اقليم كوردستان في محافظتي نينوى وكركوك وتضع محلها قوات من وحدات الجيش. يخاف الكاظمي من ردة فعل امريكا العسكرية، لذلك يريد وقاية نفسه من اية توترات عسكرية جديدة بين امريكا والحشد الشعبي وانصار ايران على الاراضي العراقية وذلك بإبعاد قوات الحشد الشعبي من المناطق الحدودية لإقليم كوردستان الى سنجار(شَنكال) ومخمور والزمار. يقول مسؤولوا الحشد الشعبي انهم مستعدون للإنسحاب من المناطق الحدودية لإقليم كوردستان بأمر من الكاظمي، لأنهم جزءٌ من الجيش العراقي وتحت إمرة مصطفى الكاظمي، لكنهم مع ذلك يعتقدون ان هجوم اربيل مؤامرة جديدة للنيل من مكانة الحشد في العراق.  في هجوم مساء الاثنين على مركز للأمريكيين في مطار اربيل، الذي يعمل فيه عدة شركات خدمية، لقي متعهد امريكي مصرعه وجُرِحَ عدد من الامريكيين التابعين لقوات التحالف الدولي. تذهب كل الدلائل حالياً الى وجود خرق كبير وقوات الاقليم الامنية كانت على غفلة من امرها، لأنه تبين ان الهجوم لم ينفذ من خارج المناطق الخاضعة لسلطة حكومة الاقليم، بل نُفِذ بالقرب من اربيل.  في ليلة هجوم اربيل حصل (الحصاد) على خارطة لقوات التحالف الدولي تُبَين ان الهجوم نُفِذَ بالقرب من اربيل، في كان المسؤولون الامنيون والمؤسسات الاعلامية للبارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) يتحدثون عن ان الهجوم تم توجيهه وتنفيذه من منطقة "الكوير" نحو اربيل. اجتماع برهم صالح وأبو فدك بعيداً عن عدسة الكاميرات اجتمع قبل ايام برهم صالح مع عبدالعزيز محمداوي المعروف بـ"أبو فَدَك" قائد كتائب حزب الله ورئيس اركان الحشد الشعبي. وفقاً لأقوال نائب برلماني عن تحالف فتح الذي ادلى بتصريح لصحيفة (العربي الجديد)، ان لقاء برهم صالح وأبو فدك لم يكن لقاءاً هادئاً ودون مشاكل، فقد ابلغ برهم صالح رسالة غضب الامريكيين ومسؤولي الاقليم بخصوص هجوم اربيل الى أبو فدك وتحدث عن احتمال توجيه الامريكيين ضربة صاروخية الى مقرات الحشد الشعبي.  في المقابل نفى ابو فدك اية علاقة للحشد الشعبي بهجوم اربيل قائلاً نحن مستعدون لمساعة اي تحري او تحقيق يجرى حول الهجوم. هجوم أربيل وتداعياته تشير الدلائل الى ان احدى التداعيات البارزة الممكنة مستقبلاً، لهجوم مساء الاثنين على اربيل، هي اعادة انتشار القوات الامنية في المناطق المتنازع عليها مابين اقليم كوردستان وبغداد، وعودة البيشمركة الى البعض من تلك المناطق التي هي الخط الحدودي بين الاقليم والعراق في محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين وديالى. استعادت القوات العراقية في شهر تشرين الاول(اكتوبر) من عام 2017 هذه المناطق من قوات البيشمركة بالقتال واتفاقات امنية، وإن احتمال عودة البيشمركة الى هذه المناطق من الناحية السياسية احدثت مخاوف عند البعض من القوى الشيعية العراقية وتقول تلك القوى ان عودة البيشمركة يجب ان تكون بإتفاق، لا ان تُتَخَذَ هجوم اربيل ذريعة لذلك الامر.   

Read more

هيلاري كلينتون وابنتها تنتجان مسلسلاً عن المقاتلات الكرديات، فما السبب؟

الحضاد draw: BBC     حصلت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وابنتها تشيلسي، على الحقوق الحصرية لتحويل كتاب "بنات كوباني" للكاتبة والصحفية الأمريكية غايل ليمّون إلى مسلسل تلفزيوني. ويسلط الكتاب الصادر يوم 16 فبراير/ شباط الحالي، الضوء على حياة المقاتلات الكرديات وسر إرادتهن القوية التي كانت وراء تأسيس وحدات عسكرية خاصة بالمرأة في عام 2012، تحت اسم "وحدات حماية المرأة"، التي لعبت دوراً بارزاً في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المتشددة الأخرى. وبعد أن انتشر خبر إعلان كلينتون عن حصول شركتها الحديثة العهد (هيدن لايت) على حق إنتاج هذا المسلسل، تفاعل مع الخبر الكثيرون بين مرحب ومعارض، وأثار ذلك جدلاً واسعاً في أوساط بعض الساسة الأتراك. وتنضوي "وحدات حماية المرأة" الكردية و"وحدات حماية الشعب" تحت مظلة "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من قبل الولايات المتحدة والتي تضم المقاتلين من جميع الخلفيات الدينية والقومية من عرب وأكراد وسريان وغيرهم من أبناء المنطقة. صدر الصورة،GETTY IMAGES التعليق على الصورة، تقول هيلاري كلينتون وتشيلسي إن "بنات كوباني" قصة غير عادية لنساء استثنائيات شجاعات مناضلات يكافحن من أجل حرية المرأة والعدالة والمساواة" لماذا "بنات كوباني"؟ تسعى هيلاري كلينتون وابنتها تشيلسي، من خلال شركتهما "هيدن لايت برودكشن" إلى التركيز على قضايا المرأة بالدرجة الأولى بهدف تمكين النساء حول العالم حسب قولها. وتسعى كلينتون إلى إطلاق مشروعها بقوة، فوقع اختيارها على تجربة المقاتلات الكرديات التي كانت بلادها تدعمهن بقوة في عام 2015 عندما كانت هي في منصب وزيرة خارجية بلادها. وقالت كلينتون إنها اختارت تجربة هؤلاء النساء " لأنها قصة شاملة تحكي عن تمردهن ضد الواقع غير المنصف لهن، وحاربن جنباً إلى جنب مع الرجال على جميع الجبهات للدفاع عن أرضهن ضد الجماعات المتشددة أمثال جبهة النصرة وتنظيم الدولة، من أجل حرية المرأة والمساواة والعدالة" التي تعدها تلك الوحدات، الهدف الرئيسي لوجودها. وبنات كوباني، لا يعني أن المقاتلات جميعهن ينحدرن من هذه المدينة، بل لأن الحرب في كوباني، كانت الأشرس على الإطلاق في تلك الفترة، حيث توجهت إلى هناك المقاتلات الكرديات ليس فقط من مدينة عفرين ومناطق الجزيرة في شمال شرق سوريا، بل انضمت إليهن النساء الكرد من العراق وإيران وتركيا وأوروبا، وانضمت لاحقاً إليهن شابات من جنسيات أوروبية أيضاً. وبرزت صورة المقاتلات بصورة استثنائية بين عامي 2014 و 2016، أثناء تغطية معظم القنوات والمحطات التلفزيونية العالمية للحرب الضارية التي جرت في كوباني ولاحقاً المناطق المحيطة بها، والتي ظهرت فيها النساء بقوة في خطوط المواجهة الأمامية وهنّ يتصدين للهجوم الضاري على المدينة. وزارت الكاتبة غايل ليمون، مرات عديدة شمال سوريا؛ مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية حالياً، وعاشت معهن وأجرت العديد من المقابلات مع كثيرات منهن حتى باتت ملمة بأدق تفاصيل حياتهن وتفكيرهن وسر قوتهن. وتقول ليمون: "بنات كوباني، هي نتاج مئات الساعات من المقابلات التي أجريتها مع المقاتلات ومع الشخصيات الخبيرة بتلك الوحدات التي درست نمط حياتهن بعمق عدا عن دراسات أخرى ذات صلة". مقاتلات كرديات في مواجهة تنظيم "الدولة الاسلامية" صدر الصورة،DELIL SOULEIMAN "مقاتلات استثنائيات" تقول هيلاري كلينتون عن سبب اختيارها مع ابنتها لهذه القصة: "تحكي قصة بنات كوباني، عن نساء استثنائيات شجاعات تحدين الصعاب وناضلن من أجل العدالة والمساواة بطريقة ألهمن فيها النساء ليس في تلك المنطقة فحسب بل في جميع أنحاء العالم". وتضيف: "قمنا بتأسيس شركة هيدن لايت مع برانسون، للاحتفاء بشجاعة هؤلاء البطلات وتسليط الضوء على تجربتهن حيث ذاع صيتهن حول العالم وأولئك المنسيات اللواتي لم ينتبه لشجاعتهن أحد. وإنه لمن دواعي سروري أن أشعر بأنني قادرة على تقديم قصص حقيقية وواقعية ملهمة ليس فقط للنساء بل لجميع المشاهدين في العالم". وتسعى شركة هيدن لايت، بالتعاون مع برانسون المعروف عالمياً، إلى إنتاج أفلام وثائقية وترفيهية للتلفزيون والسينما والانترنت. وستسلط هيدن لايت، الضوء على النساء اللواتي يتميزن بالجرأة حول العالم. ومسلسل بنات كوباني هو أول دراما مكتوبة ستنتجها في أقرب وقت ممكن. وقالت الكاتبة إليزابيث غيلبرت: "بنات كوباني هي قصة لا تُنسى وتكاد تكون أسطورية عن قوة المرأة وشجاعتها". "هذا الكتاب، الذي تم بحثه ببراعة وحظيت التقارير حولها باحترام عالمي، هو درس في البطولة والتضحية والمعنى الحقيقي لأخوة الشعوب". امتعاض تركي؟ في الوقت الذي نالت هذه الفكرة ثناء وإعجاب الكثيرين حول العالم، لم يرق ذلك لبعض القوميين الأتراك، ووصفوا المقاتلين الأكراد بالإرهابيين أينما كانوا، إذ علق فاتح أربكان - وهو نجل نجم الدين أربكان، رئيس وزراء تركيا الأسبق ورئيس حزب "الرفاه الجديد" التركي - ممتعضاً في كلمة مصورة نشرها على صفحته في تويتر : "انظروا، هذه هي طريقة تفكير شركائنا وحلفائنا الأمريكان، إنهم يخططون لإنتاج مسلسل عن مقاتلات في صفوف حزب العمال الكردستاني، المصنف لديهم كحزب إرهابي، ومن قبل أعلى الجهات والشخصيات في أمريكا". وأضاف: "هذا دليل على أن الولايات المتحدة لا تعتبر تركيا شريكاً استراتيجياً". وطالب آخرون الحكومة التركية بالتحرك بقوة: "يجب على تركيا تحريك اللوبي التركي بشكل أقوى للحيلولة دون تحقيق هكذا خطوة". ويُذكر أن تركيا ترى في جميع القوى العسكرية الكردية السورية (وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية) على أنها فرع لحزب العمال الكردستاني الذي يقود صراعاً مسلحاً منذ 40 عاماً، ضد الحكومة التركية من أجل الحصول على حقوق الأكراد في تركيا. أُجبرت على الاختيار بين طفلها المولود من خاطفها في "تنظيم الدولة"وبين عائلتها الإيزيدية صدر الصورة،MARIECLAIRE التعليق على الصورة، غايل ليمون تجري مقابلة مع كلارا ، إحدى قائدات وحدات حماية المرأة التي كانت تقود المعارك في الخطوط الأمامية في الرقة عام 2017. رحلة الكاتبة الملهمة أمضت الكاتبة ليمون، زميلة مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية أيضاً، وقتاً طويلاً مع المقاتلات لتنتهي بعد خمس سنوات من تأليف كتابها "بنات كوباني" الذي أصبح متاحاً على المتاجر الالكترونية مثل أمازون وبنغوين راندوم هاوس وغيرها. وتؤر خ الكاتبة من خلال كتابها، القصة المذهلة لهذه "القوة النسائية الخالصة، وكيف أن انتصارهن في ساحة المعركة لم يحمِ شعوب المنطقة فحسب، بل رسم مستقبلاً جديداً للنساء في جميع أنحاء العالم" كما تصف الكاتبة. وكانت ليمون قد قررت الابتعاد عن الكتابة حول الحرب تماماً حسب قولها، حتى جاء ذلك اليوم الذي تلقت فيه مكالمة هاتفية من رقم مجهول. كانت المكالمة من صديقتها كاسي، التي كانت عضوة في فريق العمليات الخاصة الأمريكية المنتشرة آنذاك في شمال شرق سوريا عام 2016، ضمن قوات التحالف الدولي. وتقول إن كاسي دعتها إلى زيارة شمال شرقي سوريا، لترى العجائب. "غايل، يجب أن تأتي إلى هنا لتري بأم عينيك ما يجري هنا، إنه حقاً أمرُ لا يصدق". وتتابع غايل سرد ما أخبرتها به كاسي: "أرى كل يوم نساء يقاتلن داعش على الخطوط الأمامية، بدأن ثورة من أجل حقوق المرأة ولديهن ميول يسارية ديمقراطية شعبية تتساوى فيها حقوق النساء مع الرجال، وقد أسسن وحدات عسكرية خاصة بهن تسمى واي بي جي، والغريب أنهن لا يواجهن قيوداً كتلك التي واجهتها النساء الأمريكيات عندما ذهبن إلى الحرب في أفغانستان وغيرها، وكيف أنهن يتولين جميع الوظائف السياسية والعسكرية وفي أعلى المراتب دون أن ينظر إليهن بطريقة أدنى من الرجال". وتضيف: "قالت لي كاسي، تعالي لتري كيف تخوض هذه المقاتلات المعارك في الخطوط الأمامية، لا بل يقدن الرجال في المعارك". صدر الصورة،DELIL SOULEIMAN التعليق على الصورة، تتراوح أعمار المقاتلات بين 18 و40 عاماً، وتضم الوحدات نساء من خلفيات دينية واجتماعية وقومية متنوعة وتقول كاسي: "بصراحة، أشعر بالغيرة منهن نوعاً ما، ليس للرجال مشكلة معهن أو مع أدوارهن على الإطلاق، إنه أمر غريب حقاً". وتقول غايل أنها بعد وصولها إلى سوريا ولقائها بالمقاتلات، علمت منهن "أن هدفهن لا يتمثل في حماية الشعب والأرض فحسب بل أن طموحهم هو أن يصبحن نموذجاً تحتذى به النساء في جميع أنحاء العالم من أجل مجتمع ديمقراطي عادل تسود فيه المساواة بين الجنسين، وأنه بدون الانتصارات العسكرية للمرأة، لا يمكن للتجربة السياسية أن تترسخ على الإطلاق". "كانت جميع المقاتلات مستعدات لمواجهة الموت ومحاربة داعش ليثبتن للنساء والعالم أجمع، بأن النساء قادرات على فعل أي شيء وأن قدراتهن تتجاوز الفكرة النمطية المأخوذة عن النساء، إذا تسلحن بالإيمان بأهدافهن".  

Read more

الصواريخ تسقط على أربيل: كيفية الرد على غضب المليشيات العراقية

الحصاد draw: مايكل نايتس - معهد واشنطن   اتخذت الميليشيات المدعومة من إيران خطوة غير مسبوقة بقصف مدينة رئيسية وقاعدة أمريكية بالصواريخ في «إقليم كردستان العراق». بإمكان الولايات المتحدة استخدام قدراتها الاستخباراتية الداخلية لربط "جبهات" الحملة الدعائية، على غرار «سرايا أولياء الدم» و «أصحاب الكهف»، بتحركات إرهابية وميليشياوية كبرى، مثل «عصائب أهل الحق». يجب على إدارة بايدن أن تجد بسرعة صيغتها الخاصة لاستعادة الردع. في 15 شباط/فبراير، تعرّضت مدينة أربيل (عاصمة «إقليم كردستان العراق») لهجوم صاروخي عنيف أسفر عن مقتل مقاول يعمل لصالح التحالف بقيادة الولايات المتحدة في مطار أربيل، وجرح 5 آخرين من أفراد التحالف (بمن فيهم جندي أمريكي)، وجرح ما لا يقل عن ثلاثة مدنيين من السكان المحليين. وربما تمت محاولة إطلاق ما يصل إلى 28 صاروخاً، سقط أكثر من 12 منها في المدينة المكتظة بالسكان، في عملية قصف متهورة بشكل غير مسبوق لمركز سكاني مدني. وعلى الرغم من الجهود لتعكير الأجواء من خلال استخدام جماعات "واجهة" لكي تعلن مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أنه من المحتمل أن تكون الميليشيات المدعومة من إيران هي المسؤولة، نظراً إلى أنماطها في الإعلان عن الهجمات السابقة. وتُواجه إدارة بايدن الآن مهمة صعبة تتمثل بإعداد رد مدروس بل حازم، ويجب أن تتخذ بعض القرارات المهمة حول كيفية تصنيف وردع مثل هذه الهجمات التي تستهدف مواطنين أمريكيين وشركاء الولايات المتحدة في المستقبل. الهجوم الصاروخي على أربيل في تمام الساعة 21:15 (بتوقيت أربيل)، تمّ إطلاق وابل من الصواريخ من عيار 107 ملم من سيارة متسترة خارج سوق زراعي على بعد خمسة أميال جنوبي غربي أربيل. ويبدو أن السيارة دخلت إلى «إقليم كردستان العراق» من أرض زراعية في العراق الاتحادي، إما من سهل نينوى إلى الغرب أو من منطقة سرجران إلى الجنوب. وكانت حيلة التمويه المستخدمة بارعة، حيث أن العديد من الشاحنات الزراعية تدْخُل إلى «إقليم كردستان» من العراق الاتحادي محملةً بالمواد الغذائية إلى أربيل، وكانت هذه الشاحنة تحتوي على مجموعة مخفية من أنابيب الإطلاق "المنبثقة" تحت منطقة التحميل. ويُعتبر الهجوم الضربة الثانية التي تتلقاها أربيل في الآونة الأخيرة، علماً بأن الضربة الأولى كانت هجوماً بصاروخ بعيد المدى بالقرب من مطار أربيل في 30 أيلول/سبتمبر 2020، كان قد تمّ إطلاقه من خارج «إقليم كردستان» من قرية برطلة الخاضعة لسيطرة الميليشيات، شرقي الموصل. وتَعَقّب رادار التحالف إطلاق 14 صاروخاً باتجاه شمال غرب مدينة أربيل والمطار، الذي يضم قاعدة التحالف، رغم أن العدد الفعلي للصواريخ ربما كان 24 صاروخاً. ولم يتمّ تفعيل أي دفاعات جوية، ويعزى السبب على الأرجح إلى تجنب خطر ضرب أي مباني شاهقة (ناطحات سحاب) عن طريق الخطأ. وسقط صاروخان على مطار أربيل، مما أسفر عن مقتل مقاول أجنبي غير أمريكي وإصابة خمسة آخرين، بالإضافةً إلى جندي أمريكي. كما جُرح ما لا يقل عن ثلاثة مدنيين من السكان المحليين نتيجة سقوط أحد عشر صاروخاً كما يُعرف على المدينة، وهو عدد منخفض بأعجوبة نظراً إلى الشوارع المزدحمة. وتعرضت القنصلية الصينية للقصف، بينما سقطت صواريخ أخرى بالقرب من قنصلية "السلطة الفلسطينية". وإذا ما اشتعلت النيران في إحدى ناطحات السحاب في أربيل، لربما كان عدد القتلى في العشرات أو المئات. من هي الجماعة التي نفذت الهجوم؟ تبنّت جماعة تُعرف بـ «سرايا أولياء الدم» مسؤوليتها عن الهجوم في تمام الساعة 00.11 (بتوقيت أربيل). كما تبنت هذه الجماعة مسؤوليتها عن هجمات بين الحين والآخر: وفي الآونة الأخيرة، تبنت تفجيراً بقنبلة مزروعة على جانب الطريق في 25 كانون الثاني/يناير 2021 استهدفت سيارة مقاول يعمل لدى التحالف في جنوب العراق. تجدر الملاحظة أن هذه الجماعة ليست سوى علامة على وسائل التواصل - شعار وقناة تلغرام وبعض التغريدات. والأهم من ذلك هو (1) تسلسل التغطية الإعلامية للهجوم و(2) العلاقات المثبتة للجماعة بميليشيا واحدة على الأقل مدعومة من إيران، هي «عصائب أهل الحق»، التي صنفتها الولايات المتحدة "منظمة إرهابية أجنبية" في 3 كانون الثاني/يناير 2020. ووقع الهجوم في أربيل في نهاية اليوم، عندما ادّعت جبهة إعلامية أخرى تابعة لـ «عصائب أهل الحق» هي «أصحاب الكهف»، بإطلاق صاروخ بعيد المدى مركّب على شاحنة على قاعدة تركية في شمال العراق، في حادثة عكست الانتقاد الذي وجهته الميليشيات العراقية مؤخراً للعمليات العسكرية التركية الرامية إلى تقييد تحركات «حزب العمال الكردستاني» في «إقليم كردستان العراق» وسنجار. وانتهزت الميليشيات المدعومة من إيران مثل «عصائب أهل الحق» الفرصة لتبدو وكأنها "تدافع عن العراق" ضد تركيا، وتنتقد القيادة العراقية-الكردية، وتؤدي إلى تفاقم التوترات داخل «إقليم كردستان» بشأن قضايا «حزب العمال الكردستاني» وتركيا وسياسة الحزب العراقي الكردي. وفي استعراض للهجمات الصاروخية قبل 13 دقيقة من حصولها، انتقدت جماعة «أصحاب الكهف» عبر الإنترنت قيادة «إقليم كردستان العراق»، بإشارتها إلى أربيل في الساعة 21:02؛ ويبدو أن ذلك شكّل الأساس لوصف هجوم أربيل، من خلال الإشارة إلى جماهير الميليشيات الداخلية بأن «عصائب أهل الحق» على وشك شن هجوم ضد «الإقليم». وفي تمام الساعة 21:38، أي بعد مرور 23 دقيقة على الهجوم، تمّ نشر الصور الأولى من الحملة الدعائية للهجوم على قناة "صابرين" (وسيلة إعلامية ترتبط بـ «عصائب أهل الحق»)، حيث تولت «عصائب أهل الحق» التغطية بعد ذلك. وعندما تبنت «سرايا أولياء الدم» الهجوم، لم تعترض عليها الجماعات الأخرى ولم تتبنَ الهجوم بدورها، وهو واقع يشير إلى فض النزاعات بين الميليشيات الأخرى المدعومة من إيران (مثل «كتائب حزب الله») ويؤكد قيام «عصائب أهل الحق» بالهجوم. ويتضمن تبرير الهجوم وأوصافه مؤشرات مثيرة للاهتمام فيما يتعلق بالدافع. وتمّ تصوير الهجوم بشكل بعيد الاحتمال على أنه ضربة على "قاعدة حرير الجوية"، وهي منشأة تضمّ قوات أمريكية خاصة تقع على بعد ثلاثين ميلاً شمال شرق أربيل، والتي تتجاوز مدى الصواريخ بخمسة وعشرين ميلاً. وحيث أن هدفها على الأرجح هو إرضاء إيران، فإن بيان «سرايا أولياء الدم» بأنه "لا يوجد مكان آمن للقوات الأمريكية" في كردستان يعكس تبريرات الهجوم الصاروخي السابق الذي استهدف القوات الأمريكية في أيلول/سبتمبر 2020. كما يعزو البيان بصورة غير محتملة أي ضرر لحق بمدينة إربيل إلى أنظمة الاعتراض الأمريكية المضادة للصواريخ؛ وهذا أيضاً تبرير خاطئ بشكل واضح، حيث لم يتم تفعيل الدفاعات. إلا أن هذا الادعاء يؤكد رغبة الميليشيا في النأي بنفسها عن التعريض المتهوّر للمدنيين للخطر. وبشكل عام، يبدو أن الهجوم كان محاولة أخرى من قبل «عصائب أهل الحق» من أجل إظهار مكانتها باعتبارها فصيل المقاومة الرائد، في منافسة مع جماعات مثل «كتائب حزب الله» (التي يتردد أنها تعاني من انشقاقات داخلية وتركز بشكل أكبر على الأفعال التي لا تتطلب تحركات) و«حركة حزب الله النجباء» (التي تحاول تعزيز مكانتها ورصيدها مع إيران). ولطالما أظهرت «عصائب أهل الحق» نيتها في شن هجمات على القوات الأمريكية، تنطوي على مخاطر ملموسة بقتل أمريكيين. التداعيات على السياسة الأمريكية تميل المعلومات الاستخباراتية السرية الأمريكية إلى الكشف بسرعة كبيرة عن مدى ضلوع إيران، الأمر الذي سينير إدارة بايدن بشأن دور طهران في الحادثة. وسواء كانت إيران تعتزم إجراء مثل هذا الاختبار أم لا، فإن النتيجة واحدة - يتعين على إدارة بايدن الآن إما صياغة رد يبدو حازماً وقابلاً للردع، أو مواجهة فقدان مبكر لمصداقيتها في نظر الشركاء الإقليميين. وتواجه الحكومة الأمريكية أزمة دقيقة في العراق، الذي لطالما كان موقعاً محتملاً لاختبار مبكر لإدارة بايدن. وترغب الإدارة الأمريكية في ردع الهجمات على الأمريكيين وشركاء الولايات المتحدة، في وقت تنتهج فيه نبرة مختلفة عن لجوء إدارة ترامب المتكرر إلى التهديدات العسكرية، والانتقام القاتل في بعض الأحيان وفرض عقوبات جديدة. ومثل هذه الأهداف ترفع مستوى المعايير أمام الإدارة الأمريكية الجديدة، وستختبر من دون شك براعتها وقدرتها الإبداعية. وعليه، يجب أن تتمثل أولى أولويات الإدارة الأمريكية في مراقبة أعمال الميليشيات المدعومة من إيران عن كثب، من أجل تقديم أدلة يمكن مشاركتها علناً عن مصدر الهجمات مثل الضربة الصاروخية على أربيل. ويمكن للولايات المتحدة استخدام قدراتها الاستخباراتية الداخلية والمجتمع التحليلي النافذ المفتوح المصدر لربط "جبهات" الحملة الدعائية، على غرار «سرايا أولياء الدم» و «أصحاب الكهف»، بتحركات إرهابية وميليشياوية كبرى، مثل «عصائب أهل الحق». ويجدر بالإدارة الأمريكية أن تكشف علناً عن هذه الروابط بالشراكة مع دول التحالف الأخرى، والعراق، والأكراد، وربما حتى "مجلس الأمن الدولي". ولن يساهم هذا النوع من الكشف الواضح في إعلام الميليشيات بأن الولايات المتحدة تولي اهتماماً وتعرف أين تُوجّه ردودها الانتقامية فحسب، بل أيضاً في تحذير الميليشيات من التفكير في أفعالها. وعلى أقل تقدير، لا بدّ من مصادرة حسابات زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي - الذي صنفته الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب - على وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية وإغلاقها، بما فيها حسابه الذي لا يزال مفتوحاً على "تويتر".   يجب أن تكون الأولوية الثانية للإدارة الأمريكية هي الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تحمّل إيران مسؤولية غير مباشرة عن حوادث مثل الهجوم الصاروخي على أربيل. ومن الضروري أن تحمّل واشنطن طهران المسؤولية بشكل خاص، سواء كان «الحرس الثوري الإسلامي» هو من أمر بتنفيذ الهجمات على أربيل، أو وضع الخطة وترك الأمر لـ «عصائب أهل الحق» لكي تقرر التوقيت، أو أنه قادر على نحو غير مضبوط على كبح هجمات تنفذها جماعات مثل «عصائب أهل الحق». والمغزى أن إيران قادرة على كبح هذه الجماعات. على إدارة بايدن الإشارة سراً إلى أن تخفيف العقوبات والمفاوضات مرهوناً بوقف أي اعتداءات جديدة من قبل الميليشيات المدعومة من إيران - ولا سيما هجمات الطائرات بدون طيار على الرياض من قبل «كتائب حزب الله»، والقصف الصاروخي للمدن الكبرى من قبل «عصائب أهل الحق»، ومساعي الحوثيين لقتل كافة أفراد الحكومة اليمنية والاستحواذ على مركز الطاقة الرئيسي في اليمن. ويمكن لإيران وعليها كبح جماح هذه الميليشيات، التي سلحتها وطورتها، كشرط ضروري قبل استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بحسن نية.     

Read more

بعد 6 أشهر على انفجار مرفأ بيروت.. إقصاء القاضي

الحصاد draw: سكاي نيوز بعد مرور ستة أشهر على انفجار مرفأ بيروت المدمر، لم تتمكن السلطات اللبنانية من كشف كل ملابسات الكارثة التي أودت بحياة العشرات ودمرت أحياء بكاملها، بل إنها أقصت القاضي المسؤول عن القضية. وأفاد مراسلنا في بيروت، الخميس، بأن محكمة لبنانية، استبعدت القاضي المشرف على التحقيقات في انفجار المرفأ، فادي صوان في خطوة ستؤدي إلى تأخير التحقيق في الكارثة، الذي يعاني من بطء أصلا. ووافقت محكمة التمييز على طلب الوزيرين السابقين المنتميان إلى حركة أمل غازي زعيتر وعلي حسن خليل نقل ملف انفجار مرفأ بيروت من القاضي فادي صوات إلى قاض آخر. وسيترتب على هذا القرار، تعليق التحقيقات في الانفجار المدمر، إلى حين تعيين قاض جديد. وقال مسؤول قضائي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام، إن مكتب المدعي العام تلقى نسخة من القرار، مشيرا إلى أن جميع الاستدعاءات الآن متوقفة منذ أن طُلب من صوان التنحي، وفق "فرانس برس". أخبار ذات صلة ومن المقرر أن تقترح وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم اسم قاض جديد ليستلم، ثم سيتم طرح الاسم على المجلس الأعلى للدفاع للموافقة عليه. وكان زعيتر وخليل تقدما بمذكرة أمام النيابة العامة التمييزية لنقل الدعوى من صوان إلى قاض آخر، بعد اتهامه بتجاوز صلاحياته وخرق الدستور بالادعاء عليهما ونائبين في البرلمان بتهمة الإهمال والتسبب بانفجار مرفأ بيروت. ووجه صوان أيضا اتهاما إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، بالإهمال على خلفية الانفجار المدمر. وما زال اللبنانيون ينتظرون إجابات بعد مرور أكثر من ستة أشهر على انفجار كمية من نترات الأمونيوم كانت مخزنة بالمرفأ لسنوات في وضع لا يضمن السلامة مما أدى لمقتل 200 شخص وإصابة الآلاف وتدمير أحياء بأكملها. وطالبت القوى الدولية مثل الولايات المتحدة وفرنسا بالإسراع في التحقيق في الكارثة، مع بطء خطوات السلطات اللبنانية في هذا الاتجاه. ويواجه التحقيق في الكارثة معارضة سياسية شرسة، على ما تنقل وكالة "رويترز"، مشيرة إلى رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، وميليشيات حزب الله. وقال وليام نون وهو شقيق رجل إطفاء لقي حتفه في الانفجار "لمابلش (لما بدأ) القاضي يدق فيهن (يحقق معهم) شالوا دغري ( أزاحوه)". وقالت هيومن رايتس ووتش إن استبعاد القاضي بناء على شكوى من سياسيين "إهانة" للضحايا. كان الانفجار الذي اعتبر أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ، واحدا من أكثر تجارب لبنان صدمة وترويعا.  

Read more

قضية معتَقَلي بادينان والسلطة القضائية 

  تقرير : فاضل حمةرفعت - محمد رؤوف  ترجمة : ك.ق قضية معتَقَلي بادينان وضعت السلطة القضائية في إقليم كوردستان امام مسؤولية جديدة، لقد إختار المجلس القضائي الصمت امام قرار مسرور البارزاني المسبق ضد المعتقَلين، لكنه(المجلس القضائي) لم يلتزم الصمت تجاه حديث بعد حادث رئيس البرلمان ريواز فائق، من هي السلطة القضائية؟ كيف توزعت على الأحزاب؟ كيف تثبت حيادها في قضية معتقلي بادينان؟ تفاصيل اكثر وأدق ترونها في هذا التقرير. المحكمة مابين مسرور البارزاني وريواز فائق قبل ان تنطق المحكمة بقرارها بخصوص قضية معتقلي بادينان وتحسمها، فقد قال رئيس حكومة اقليم كوردستان في مؤتمر صحفي في العاشر من الشهر الجاري: "البعض من معتقلي بادينان ليسوا صحفيين، وإنما هم جواسيس حاولوا القيام بهجمات وتفجيرات". هذا الحديث لمسرور البارزاني اعتُبِر كتدخل مسبق في قرار المحكمة، لكن المجلس القضائي كونه يمثل سلطة مستقلة لم يصدر عنه اي رد فعل حول أقوال مسرور البارزاني. لكن يوم أصدرت المحكمة قرارها وفرضت عقوبات بالسجن لمدة (٦ سنوات) بحق (٥) أشخاص من معتقلي بادينان، ظهرت احتجاجات، وأحد الذين اعربوا عن احتجاجهم كان رئيس البرلمان (ريواز فائق)، وهذا ما أغضب المجلس القضائي و رد المجلس على رئيس البرلمان بعد يوم في بيان واتهمه بشكل غير مباشر بالتدخل في شؤون السلطة القضائية. لم تكن ريواز فائق هي الوحيدة الغير راضية عن قرار محكمة اربيل، فمعظم الناشطون المدنيين والأحزاب السياسية كانوا غير راضين عن القرار، والإتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير كطرفين رئيسيين مشاركين في الكابينة التاسعة لحكومة الإقليم كانا ضد القرار. قضية معتقلي بادينان الآن وضعت السلطة القضائية في اقليم كوردستان امام التسائلات مرةً اخرى، قضيةٌ ينظر البعض اليها كجزء من حرية التعبير عن الرأي والحزب الديمقراطي الكوردستاني صاحب السلطة في مناطق بادينان ينظر الى القضية كقضية أمنية وتهديد على امن وإستقرار إقليم كوردستان. احال مجلس القضاء مصير قضية معتقلي بادينان الى محكمة التمييز، وعلى هذه المحكمة ان تحسم قرارها في مدة (٣٠) يوماً القادمة حول صحة قرار محكمة اربيل ضد معتقلي بادينان، وإذا اعتبرت محكمة التمييز قرار محكمة اربيل صحيحة، فلا يتبقى اي خيار سوى ان يقوم نيجيرفان البارزاني رئيس الإقليم، بعد قرار المحكمة، بإخلاء سبيل اولئك الأشخاص عن طريق اصدار عفوٍ خاص، وهذا من اصعب الامور لأن نيجيرفان البارزاني لا يريد مواجهة ابن عمه مسرور البارزاني بسبب هذه القضية. في محكمة التمييز التي تقع على عاتقها القرار النهائي حول القضية، ينبغي وفقاً للقانون ان تكون المحكمة مكونة من (١٥) عضواً، لكن حالياً يتواجد (١٤) عضواً مستمرين في اداء وظائفهم، مناصفة بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني بحيث لكل منهم (٧) اعضاء، وفي هذه الحالة فإن في كل قضية تحال اليها سيكون البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) هو الفائز لأن رئيس المحكمة ينتمي البارتي ويكون في صف المؤيدين للبارتي، وأنه بحسب القانون في حال التصويت على اي قرار وتساوي الأصوات المؤيدة والمعارضة ستكون الغلبة للجانب الذي فيه رئيس المحكمة(المنتمي البارتي). حول السلطة القضائية  مجلس القضاء يعتبر أعلى سلطة قضائية في إقليم كوردستان، انها السلطة الثالثة بجانب السلطة التشريعية(البرلمان) والسلطة التنفيذية(الحكومة). لم تكن هناك اية سلطة قضائية مستقلة في اقليم كوردستان حتى عام ١٩٩٢، وكانت اعمال كافة المحاكم تنظم وفقاً لقانون رقم (١٦٠) لعام (١٩٧٩) وكانت كل المحاكم تابعة لوزارة العدل في بغداد. بعد انتفاضة عام ١٩٩١ وإنسحاب نظام البعث من كوردستان، بقى الوضع على ما كان عليه، اي لم تؤسس سلطة قضائية مستقلة في اقليم كوردستان، لأن قانون السلطة القضائية المرقم (١٤) لعام ١٩٩٢ والصادر عن الدورة الاولى لبرلمان كوردستان، قد ربط المحاكم بوزارة العدل، بمعنى ان المحاكم كانت مربوطة مباشرةً بالسلطة التنفيذية(الحكومة) ولم تكن مستقلة. استمر الوضع القضائي هكذا في إقليم كوردستان حتى سقوط نظام البعثي في عام ٢٠٠٣، كتب العراق دستوراً جديداً في عام ٢٠٠٥، وتم في الدستور منح الأقاليم ممارسة سلطتهم القضائية داخل اقاليمهم، وعلى هذا الاساس اصدر برلمان كوردستان القانون رقم (٢٣) لعام ٢٠٠٧، وبعد هذا تم ولأول مرة فصل المحاكم من وزارة العدل والسلطة التنفيذية وأضيفوا الى مجلس القضاء كسلطة مستقلة بجانب السلطة التشريعية(البرلمان) والسلطة التنفيذية(الحكومة). وفقاً لقانون السلطة القضائية يعتبر رئيس محكمة التمييز رئيساً للسلطة القضائية في الوقت نفسه، الشخص الشاغل لهذا المنصب يكون منصبه معادلاً لمنصب رئيس البرلمان ورئيس الحكومة، لكن اللافت للنظر ووفقاً للمادة (٣٨) من القانون : "رئيس محكمة التمييز بدرجة الوزير وله راتب ومخصصات الوزير"، اي ان درجته الوظيفية لم ترقى الى مستوى رئاسات الإقليم الثلاث. ما ومن هي السلطة الثالثة؟ مجلس القضاء بمثابة السلطة الثالثة في إقليم كوردستان،وبحسب القانون الذي يعمل وفقه، ان اعضائه هم الاشخاص الشاغلين لهذه المناصب : - رئيس محكمة التمييز ونوابه - رؤساء محاكم الاستئناف في (اربيل-دهوك-السليمانية-كركوك/كرميان) - رئيس هيئة الاشراف القضائي (لم يصدر لها قانون حتى الآن) - رئيس الإدعاء العام  فضلاً عن إستقلال هذا المجلس ووفقاً لقانونه ينبغي الا يكون اعضائه القضاة، حزبيين، ولكن على غرار كافة المؤسسات الاخرى فإن اعضائه موزعين على البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) واليكيتي(الإتحاد الوطني الكوردستاني). رئيس المجلس المدعو (بَنكين قاسم) ينتمي البارتي، ومعظم اعضائه الآخرين ميالين البارتي وإن اليكيتي ليس له في المجلس سوى ثلاثة أعضاء وهم رئيسا محكمتي الاستئناف في (السليمانية وكركوك/كرميان)، ونائب رئيس مجلس القضاء، ما يعني انه إضافةً الى رئاسة الإقليم ورئاسة الحكومة، فإن البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) يمسك بزمام السلطة الثالثة أيضاً والتي هي السلطة القضائية ويستطيع من خلالها تنفيذ سياساته. السؤال هو هل يكون للقضاة المقربين من اليكيتي(الإتحاد الوطني الكوردستاني) موقفٌ حول قضية مُعتَقَلي بادينان ام لا؟ خصوصاً ان المكتب السياسي اليكيتي قد انتقد رسمياً شكل وكيفية محاكمة اولئك الاشخاص. وفقاً لمعلومات (الحصاد)، إن القضاة المقربين من اليكيتي قد قاطعوا العمل في مجلس القضاء في الآونة الاخيرة بسبب حسم قضية تجارية، وإنهم باشروا بأعمالهم في المجلس مجدداً بوساطة من رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني. ميزانية السلطة الثالثة  لمجلس القضاء بإعتباره السلطة الثالثة في اقليم كوردستان ميزانية خاصة به، وبحسب القانون المعمول به ان ميزانية هذه السلطة مستقلة ويتم اعدادها من قبل مجلس القضاء ويعرض على برلمان كوردستان لتصديقه كملحق للميزانية العامة السنوية لإقليم كوردستان. بحسب آخر مشروع لميزانية إقليم كوردستان والصادر عام ٢٠١٣، بلغت ميزانية مجلس القضاء لذلك العام (٤٦ مليار و٧٨٧ مليون) دينار، وبذلك حاز مجلس القضاء على نسبة (٤.٪؜) من المجموع الكلي لميزانية إقليم كوردستان. وفقاً لقانون ميزانية الإقليم لعام ٢٠١٣، كان لمجلس القضاء (٣ آلاف و٤٦٨) منتسب، يحتمل ان يكون هذا العدد قد ازداد، لكن لا تتوفر اية احصائية جديدة لدى (الحصاد) حول هذا الامر. لكن وفقاً لقائمة رواتب الشهر الماضي لوزارات حكومة الاقليم، بلغت مجموع رواتب مجلس القضاء (٣مليارات و٧٦٩ مليون) دينار عراقي.

Read more

الهجوم الصاروخي على إربيل: محاولة جديدة لتعطيل اتفاقية “سنجار”؟

الحصاد DRAW: صلاح حسن بابان - DARAJ توجّه أصابع الإتهام في كلّ حدث مشابه مباشرةً إلى الجهات المرتبطة أو القريبة من إيران، أبرزها "الولائية" إضافة إلى الحشد الشعبي الذي يُسيطر على مناطق سهل نينوى في محافظة نينوى المحاذية لأربيل... لم يكن في حسبان ح.س، وهو يلاعب أطفاله الثلاثة داخل شقّته في مجمع زكريا السكني في وسط إربيل أن تقلب الصواريخ ليل مدينتهم الهادئ إلى كابوسٍ دامٍ، وتزرع الخوف والقلق في أرجائها: “لم أشعر إلا باهتزاز شديد في أساسات المسكن، كان الأمر أشبه بقيامة الساعة”. ح.س، الذي فضّل عدم نشر اسمه كاملاً، أصيب بجروح لم تكن بليغة، ولم تستدع دخوله المستشفى. عولج بإسعافات أولية، لكن الصدمة كانت كبيرة، إذ إن احداً لم يكن ليتوقع هجوماً كهذا في منطقة “آمنة” نسبياً، مع أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها إربيل لهجوم صاروخي من الجماعات المسلّحة الخارجة عن القانون. ففي نهاية عام 2020 تعرّض محيط المطار لهجمة مماثلة، واليوم يتكرر السيناريو مع استهداف المناطق المأهولة في جوار مطار العاصمة الكردية، ليسفر الهجوم عن مقتل متقاعد أميركي، وإصابة 8 أشخاص بينهم أربعة مقاولين أميركيين في المطار، ومواطن كردي إضافة إلى ثلاثة آخرين في المدينة، فضلاً عن إلحاق أضرار مادية بعدد من المنازل والمؤسسات التجارية. بعد ساعات من الحادثة أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم “سرايا أولياء الدم”، مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي. في بيانٍ لها، قالت المجموعة إنها نجحت في تنفيذ عملية نوعية ضد “الاحتلال الأميركي” في كردستان العراق عبر اقتراب صواريخها من قاعدة الحرير العسكرية التي تضم قوات أميركية وأخرى للتحالف الدولي بمسافة 7 كيلومترات، ووجهت 24 صاروخاً نحو المدينة و”أصابت أهدافها بدقة بعدما فشلت منظومة CRAM الدفاعية في اعتراضها”، رافعة من سقف تهديداتها: “لن يكون الاحتلال الأميركي بمأمن من ضرباتنا في أي شبر من الوطن حتى في كردستان التي نعدكم بعمليات نوعية أخرى فيها”. وزارة الداخلية في  كردستان أكدت أن الصواريخ التي استهدفت إربيل انطلقت من سيارة من طراز “كيا” بين إربيل وقضاء الكوير أحد أكبر أقضية محافظة نينوى. وقالت إن الهجوم “نُفّد بنفس الآلية والأسلوب والسلوك كما في الهجوم السابق على مطار أربيل الدولي” الذي وقع في نهاية 2020. لتتقاطع هذه المعومات مع ما كانت تنقلها طوال الساعات الماضية منصات ووسائل إعلامية تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، والتي كانت تؤكد انطلاق الصواريخ من مواقع قرب كركوك، وهذا ما يؤكد أن بيان “سرايا أولياء الدم” دقيق لجهة الإشارة الى  الإقتراب من “القاعدة الأمريكية” لمسافة اقل من 7 كيلومترات. توجّه أصابع الإتهام في كلّ حدث مشابه مباشرةً إلى الجهات المرتبطة أو القريبة من إيران، أبرزها “الولائية” إضافة إلى الحشد الشعبي الذي يُسيطر على مناطق سهل نينوى في محافظة نينوى المحاذية لأربيل، ونجحت هذه المرّة مثل المرات السابقة بإرسال رسالتها إلى إربيل كما فعلت مع بغداد والهجوم على السفارة الأميركية سابقاً، لتؤكد سيطرتها على زمام الملف الأمني في العراق: “لن تستطيع حتى الحكومة الاتحادية فرض سيطرتها عليها في العاصمة بغداد وغيرها بعدما تمدّدت هذه الفصائل في المحافظات الشمالية كافة، ومنها نينوى وكركوك وصلاح الدين والأنبار وديالى، وهنا تكمن الخطورة الكبيرة”، يقول الخبير العسكري أعياد الطوفان لـ”درج”. تسعى هذه الفصائل من خلال قصفها إربيل إلى تعطيل الاتفاقية المبرمة بين كردستان والعراق حول قضاء سنجار والخاصة بتطبيع الأوضاع، بحسب طوفان، فقضاء سنجار يشكّل نقطة استراتيجية مهمّة لإيران لتضمن وصولها من مناطق عدة بنجاح إلى سوريا، في المقابل: “نجاح الاتفاقية يقصم ظهر إيران عسكرياً واقتصادياً”، يضيف الطوفان. على الفور وبعد وقوع الحادث، سارعت مصادر تابعة ومقرّبة من الحشد الشعبي لنفي مسؤولية الحشد عن هذه الهجمات. المتحدث باسم لواء 30 في “الحشد الشعبي” سعد القدو، ينفي صلة عناصر اللواء بالقصف الذي استهدف أربيل. ويؤكد أن “لواء 30 جهة رسمية مرتبطة بالقيادة العامة للقوات المسلحة، ولا تقوم بمثل هذه التصرفات التي تزعزع استقرار البلد، وهناك مسافة 10 كيلو متر بين مناطق البيشمركة والمناطق التي يتواجد بها الحشد”. “لم أشعر إلا باهتزاز شديد في أساسات المسكن، كان الأمر أشبه بقيامة الساعة”. مثل بقية الأحداث المشابهة، تكتفي الرئاسات العراقية الثلاث بإصدار بيانات إدانة وتشكيل لجان تحقيق من دون أن تسجل أي إنجاز على أرض الواقع. فدور الكاظمي اقتصر هذه المرّة أيضاً على تشكيل لجنة مشتركة مع الجهات المختصة في الإقليم لمعرفة الجهة التي تقف وراء الحادث. بينما تشابه بيان رئيس الجمهورية برهم صالح مع بيان رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، إذ اتفقا على اعتبار الهجوم “تصعيداً خطيراً وعملاً إرهابياً إجرامياً يستهدف الجهود الوطنية لحماية أمن البلاد وسلامة المواطنين”. أما رئيس مجلس الوزراء الأسبق، رئيس ائتلاف “الوطنية” إياد علاوي فوصف استهداف إربيل بأنه يحمل “رسالة سوداء”، تؤكد حجم التدخل الخارجي الذي يعصف بالعراق من جانب، وعجز السلطات عن حسم ملف السلاح المنفلت، ليؤكد عدم جدوى اللجان المشكلة: “نتمنى أن نرى هذه المرّة أفعالاً حقيقية إزاء هذا العمل الإجرامي، لا أن نكتفي بالإعلان عن تشكيل لجان، فقد سئمنا من التصريحات الإعلامية”. مثل الهجمات الأخرى، أغضبت هذه الصواريخ واشنطن كما يقول وزير خارجيتها بلينكن، متعهداً مثل المرّات السابقة بتقديم الدعم للتحقيقات، لتتبعه ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت بشجب الهجوم قائلة: “مثل هذه الأعمال الشنيعة المتهورة تشكل تهديدات خطيرة للاستقرار”. يوافق المحلل السياسي أحمد الخضر على أن خلفية الهجوم هو قضاء سنجار: “فالصراع على القضاء هو السبب الرئيس لاستهداف إربيل بالصواريخ”. في حين يُحذر الكاتب والأستاذ الجامعي الكردي عدالت عبدالله من تحوّل الإقليم إلى ساحة صراعات مفتوحة بين القوى العظمى صاحبة النفوذ إقليمياً ودولياً، لأن ذلك ستكون له تبعات كارثية: “يجب أن نتعامل بحكمة مع الحادثة”، يقول لـ”درج”. أما الكاتب والصحافي الكردي هفال زاخوي فيتوقع أن تتبع تحوّلات عميقة الهجوم على العاصمة الكردية :”الهجوم الإرهابي الجبان على إربيل ستتمخّض عنه تحوّلات مهمّة ومفاجآت وأحداث درامتيكية”.      

Read more

القتلى الأتراك الثلاثة عشر في كردستان العراق مَن هم وكيف وصلوا إلى هناك؟

الحصاد DRAW: BBC   أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ، يوم 14 فبراير/ شباط الحالي أن القوات التركية عثرت على جثث ثلاثة عشر مدنيا تركياً كانوا محتجزين لدى حزب العمال الكردستاني في جبل غارا، في كردستان العراق. لكن، منذ ذلك الحين، ظهرت الكثير من المعلومات التي تخالف الرواية الحكومية التركية حول ما جرى وحول هوية هؤلاء "المدنيون". روايتان متناقضتان حسب الرواية التركية التي جاءت على لسان وزير الدفاع، الهدف من عملية "مخلب النسر 2" التي قامت بها القوات التركية في جبل غارا كان لتأمين الحدود والعثور على مواطنين مخطوفين، دون الإشارة إلى هوياتهم. في حين يقول الأكراد، إن الهدف كان تدمير الموقع في جبل غارا، وتحرير مجموعة من الجنود وعناصر الاستخبارات والشرطة الذين خطفهم الحزب في فترات متفاوتة منذ عام 2015 ومحاولة السيطرة على ذلك الجبل إن أمكن ذلك. وأصدر الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني بياناً قال فيه، إن الجيش التركي قصف موقعاً يعلم جيداً أن الأسرى موجودون فيه، فبعد أن فشلت عملية إنزال جوي قرب الموقع، قصفت القوات التركية بشكل عنيف ومكثف الموقع باستخدام سبع مروحيات ولمدة 3 أيام متواصلة، مما تسبب في مقتل المحتجزين جميعاً. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو، أن القتلى هم "مدنيون خطفهم حزب العمال الكردستاني وأعدمهم وسط صمت دولي". بيد أن العمال الكردستاني قال أن المحتجزين كانوا جنوداً وضباط استخبارات ورجال شرطة وليسوا مدنيين، وقتلوا بالمروحيات التركية. من هم القتلى؟ بعد يوم من تصريحات المسؤولين الأتراك الغاضبة عن القتلى أصدر آيدن باروش، حاكم ولاية ملاطيا، قائمة بأسماء القتلى الذين تم تشريح جثثهم في مركز ملاطيا للطب الشرعي، تضمنت القائمة أسماء عشرة من القتلى مع رتبهم العسكرية بينما لم يتم تحديد هوية الثلاثة الباقين. فيدات كايا، ضابط شرطة في قسم شرطة اسطنبول، خطف في بلدة لجة بديار بكر عام 2016. سادات يابالك، ضابط شرطة خطف في عام 2016. سميح اوزبي، رقيب أول في الدرك الوطني، خطف عام 2015. مولود قهوجي، رقيب مختص في الدرك، خطف على طريق هكاري جوكورجا عام 2016 عادل كافكالي، جندي مدفعية، تم خطفه على طريق تونجلي بولومور السريع عام 2015 . سليمان سونغور، جندي في الدرك الوطني خطف على طريق ديار بكر السريع في تركيا عام 2015 حسين ساري، رقيب في الدفاع الجوي، خطف في عام 2015. مسلم ألتين طاش، جندي مدفعية ثقيلة، خطف على طريق تونجلي بولومور عام 2015. محمد صالح كانجا، يقال إنه مدني أيدن كوسا، يقال إنه مدني شكوك في الرواية الرسمية وجه آيتون تشراي، النائب في حزب الخير عن مدينة أزمير وعضو لجنة الأمن والاستخبارات في البرلمان التركي، أسئلة محرجة لأكار بخصوص فشل العملية أثناء جلسة للبرلمان حيث تساءل: -لماذا استخدمت صفة "مدنيين" للإشارة إلى العسكريين والموظفين الذين عثرتم عليهم في الكهف؟ هل صّرحت بذلك لإخفاء فشلك في قيادة العملية؟ ولماذا أدلى حاكم ملاطية بتصريح عن العسكريين وليس أنت أو رئيس الأركان من فعل ذلك؟ -هل تعتقد أن هذه العملية أديرت بنجاح وحققت أهدافها؟ وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو ، في كلمة له أمام نواب الحزب في البرلمان التركي يوم 16 فبراير موجها كلامه لأردوغان: "ماذا فعلت خلال خمس سنوات ونصف السنة الماضية لانقاذ هؤلاء الجنود من قبضة حزب العمال الكردستاني عندما كنت رئيساً للوزراء أو رئيساً للجمهورية؟ من يتحمل المسؤولية عن فشل العملية ومقتل الأتراك الثلاثة عشر؟". وطالب النائب عن الحزب ولي أغبابا، من أخطأ في تنفيذ عملية الإنقاذ بتحمل مسؤولية أخطائه وأضاف أن "الحزب الحاكم يحاول أن يستغل ما حدث لتحقيق مكاسب سياسية كما يبدو من تصريحاته". وقال: "لو قتل 13 جنديا في أي مكان في العالم لتم تقديم المسؤولين عن ذلك إلى القضاء".   وعيد وتهديد وبعد أن انسحب الجيش التركي من جبال غارا معلناً انتهاء العملية، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو على تويتر: "نعدكم أننا سنلقي القبض على مراد قره يلان، القيادي في حزب العمال الكردستاني، ونمزقه إرباً إرباً، وإن لم نحقق ذلك، فلتبصق الأمة جمعاء في وجوهنا". وقامت قوات الأمن التركية يوم الأثنين، بحملة اعتقالات جديدة واسعة طالت 718 عضواً من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في أربعين محافظة. وكذلك فتحت السلطات التركية تحقيقاً بحق نائبي الحزب، هدى كايا وعمر فاروق جرجرلي أوغلو، بسبب منشوراتهما حول العملية العسكرية على صفحاتهما في تويتر. فقد كتب النائب جرجرلي أوغلو مغرداً: "طلب مني أقارب الجنود الأسرى لدى حزب العمال الكردستاني منذ عامين ونصف المساعدة في إعادتهم بسلام". مضيفاً "ربما لم يكن ليُقتلوا هؤلاء لو كان هناك جو من السلام، لكن المسؤولين الحكوميين لم يفكروا قط في أي شيء من هذا القبيل". أما النائبة هدى كايا، فقالت في جلسة برلمانية: "إن عائلات هؤلاء الجنود طرقت باب البرلمان عدة مرات. لكنكم أغلقتم الباب في وجوههم، ولم تحرك الحكومة ساكناً بل سعت إلى إسكاتهم وأغلقت الأبواب في وجوههم، والآن يتاجرون بدماء أبنائهم".

Read more

العراق: هل تكون المشاركة السياسية اسيرة ارادات حزبية؟

الحصاد draw: مركز الفرات    تعد مرحلة الانتخابات التشريعية من أكثر المراحل صعوبة وحرج للدول وانظمتها وشعوبها في الدول الغير مستقرة سياسيا وامنيا، فما بالك في البلدان التي تعش تراجع وتدهور في كافة مناحي الحياة وفي كل القطاعات كما هو الحال في العراق. هكذا بلدان تعيش نوع من القلق من الوصول الى حالة من التدهور والفشل التام او الانهيار في مرحلة ما قبل اجراء الانتخابات او مرحلة ما بعد اعلان النتائج. وكثيرا ما يم التغاضي عن اية سلوكيات سلبية في كلا المرحلتين وحتى في عملية الاقتراع بهدف الحفاظ على الاستقرار النسبي المتحقق وعدم انحداره الى الفوضى، كما حدث في الانتخابات التشريعية العراقية في ايار 2018. العراق مقبل على انتخابات تشريعية مبكرة، وهي المرة الاولى التي يتم فيها اقرار اجراء انتخابات مبكرة بعد التغيير السياسي الذي أعقب الغزو الاميركي للعراق عام 2003، بعد أشهر من الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في تشرين الاول 2019 وشملت كل محافظات الفرات الاوسط وجنوب العراق. واليوم تعيش البلاد حالة من التسابق بين "القوى او التيارات او الاحزاب السياسية" نحو فرض واقع كل منها تريد منه ان يكون لصالحها في وقت تعمل تلك القوى وفق منطق المصالح الضيقة، لا وفق مصالح بناء الدولة ومؤسساتها. وتجسد هذا التسابق بصور مختلفة، فتارة يكون في صورة مواقف وتصريحات اعلامية كما حصل مع التيار الصدري الذي يكوّن مع قوى مدنية (تحالف سائرون) وهو أكبر كتلة نيابية بعدد اعضاء 54 نائب مع أكد المتحدث باسمه الشيخ صلاح العبيدي بأنه التيار الصدري سيحصل على 100 مقعد نيابي. ومقابل ذلك تصريح لكتلة فتح النيابية بأن الكتلة سترشح السيد هادي العامري ليكون رئيس الوزراء القادم، في رسالة الى أن الكتلة ستحصل على الاغلبية النيابية في الانتخابات المبكرة القادمة. واشارات ومواقف وتصريحات اخرى لقوى اخرى يمكن وضعها بذات السياق. كل هذه الصور هي رسائل سياسية بين هذه "القوى والاحزاب السياسية". كما انها رسائل للرأي العام الداخلي مفادها: "انها قوى سياسية لها الخبرة في ادارة الدولة ولها منجزاتها وقدمت التضحيات في مواجهة ارهاب القاعدة وداعش. وهذا يؤهلها لتكون في موقع الصدارة في قيادة البلاد رغم حالة الرفض وعدم المقبولية التي تواجهها في الحركة الاحتجاجية الاخيرة، وانها لن تنسحب من المنظومة السياسية لمجرد وجود تظاهرات ضدها". هذه الرسالة هي من دفعت تلك القوى مسبقا لإلصاق التهم والتوصيفات بحق الحركة الاحتجاجية والاساءة للناشطين والذين يعتقدون بهم منافسا انتخابيا لهم في المستقبل، تمهيدا لهذه الرسالة. إذا ما ركزنا الكلام أكثر نقول، ربما ان التيار الصدري بخروج انصاره مؤخرا الى الشوارع واستعراضهم للقوة، هو صورة من صور فرض الارادات إذا ما أردنا التفكر بمضامين الرسالة الموجهة للرأي العام الداخلي، المراد لها ان تصل من هذا الاستعراض.  هذه الاشارات وغيرها والتي تهدف الى فرض الارادات والتمهيد لواقع جديد سابق لنتائج الانتخابات لها تأثيراتها على طبيعة المشاركة السياسية في الانتخابات المبكرة القادمة سواء من جانب الترشيح او من جانب الاقتراع (عملية التصويت).  فما تمتلكه تلك "القوى من امكانيات سياسية، وتأثير أمنى، وامكانيات مالية لها وقعها على مسيرة العملية الانتخابية بأركانها الثلاثة (الناخب، الادارة الانتخابية، النظام الانتخابي). كما لها وقعها على نسبة المشاركة في التصويت يوم الاقتراع وكذلك طبيعة التصويت. فاستمرار بعض القوى على ترسيخ مشهد مراد له ان يكون واقعا بعد الانتخابات سيدفع الى عزوف كثير من الافراد (من غير المؤيدين لتلك القوى والرافضين لواقع الحال) عن التصويت يوم الاقتراع، وسيدفع مناصري ومؤيدي تلك القوى، أيا كانت، الى المشاركة في التصويت بقوة، وهذا سيغير من طبيعة التصويت واتجاهاته، وبالنتيجة نكون امام نتائج انتخابية قريبة نسبيا مما نحن عليه اليوم زيادة او نقصان.  كما ان تلك السلوكيات تدلل على ان تلك "القوى" لا تريد للتدهور ان يتوقف، وللخراب ان ينتهي، وللأمن ان يتحقق، ولا التنمية الاقتصادية ان تتحقق. وبالنتيجة ستتعزز حالة الرفض الشعبي وستتعزز حالة عدم الشرعية للنظام والمنظومة السياسية. وسيكون من الطبيعي التعبير عن حال الرفض متوافرة، كما حصل بعد انتخابات ايار/2018. فالأسباب المباشرة لإعلان حال الرفض متوفرة وهي الازمة المتعددة الابعاد التي تخيم على النظام السياسي والدولة منذ 2003 ولغاية الآن.

Read more

مهمشون في العراق ومضطهدون في إيران.. من هم الكاكائيون؟

الحصاد draw: الحرة يعيش الكاكائيون في العراق وإيران منذ آلاف السنين، ورغم ذلك يجهل كثيرون تفاصيل معتقداتهم وطقوسهم لأنها ديانة غير تبشيرية، اضطر أتباعها إلى إخفاء تفاصيلها إثر حملات الإبادة الجماعية التي تعرضت لها عبر التاريخ. والكاكائية أقلية دينية تعيش داخل إقليم كردستان العراق ومناطق أخرى تتوزع على محافظات نينوى وكركوك وديالى. أبرز ما يميز الكاكائيين، هو الشوارب البارزة، التي يحرمون حلاقتها لأسباب ثقافية ودينية، فيما لا يختلف زيهم التقليدي عن الزي الكردي السائد في المنطقة، وكذلك لغتهم. أصل الكاكائية يعود تاريخ ظهور الديانة الكاكائية إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، وفقا لرئيس منظمة "ميثرا للتنمية والثقافة اليارسانية"، رجب عاصي كاكائي. يقول عاصي لموقع "الحرة" إن "الكاكائيين يعتبرون جبرائيل هو نبيهم، ومع ذلك لدينا مصلحون ومحدثون وآخرهم سلطان إسحاق، الذي يعتبر أيضا بمثابة النبي أو المرجع الأبرز للديانة الكاكائية". يؤمن الكاكائيون بوجود خالق واحد، ولديهم طقوس عبادة خاصة بهم، ومنها الصوم والصلاة وضرورة أن يتحلى أتباع الديانة بـ"الطهارة والصدق والتواضع والقناعة". أثناء صومهم، يمتنع الكاكائيون عن الطعام والشراب لثلاثة أيام خلال النهار، ومن ثم يحتفلون بعدها بالعيد ليوم واحد، ويحصل ذلك في أيام معينة خلال فصل الشتاء. أما صلاتهم، فهي عباراة عن أدعية ومناجاة يقومون بها في الفجر والمغرب، وكذلك هم يحرمون تعدد الزوجات، إلا في حالات خاصة كالمرض المزمن الذي يتعذر معه المعاشرة الزوجية. وللموسيقى مساحة شاسعة في الثقافة الكاكائية، وبالأخص آلة الطنبور حيـث يتم إلقاء التراتيل الدينية على أنغـام ومقامـات خاصة بهم. وتقول ليلى طاهر شريف، وهي ناشطة كاكائية مختصة في مجال حقوق الأقليات، أن "الكاكائيين يؤمنون بوجود خالق واحد، وضرورة أن يتحلى أتباع الديانة بالطهارة والصدق والتواضع والقناعة".  وعن طقوس العبادة لدي هذه الديانة، تقول شريف إنها تتمثل المجموعة من الأدعية والمناجاة،  مضيفة "لدينا اجتماعات دينية تعقد مرة واحدة شهريا، تحتم على كل كاكائي تقديم نذر خلال هذه الاجتماعات، وهذا النذر يتمثل في تقديم الفواكه أو أي نوع آخر من الطعام، ويشمل الاجتماع الدعاء والمناجاة".  ووفقا لدراسة أعدها عاصي ونشرتها شبكة تحالف الأقليات العراقية، ينظر الكاكائيون إلى مختلف الأديان والمذاهب نظرة متساوية دون تمييز، "فالأديان الإسلام والمسيحية واليهودية والزرادشتية، والبوذية والأيزيدية، لديها مكانة لدى أتباع الياراسانية، حسب الدراسة. وتقول الدراسة ذاتها إن للمرأة "مكانة دينية واجتماعية مهمة لدى مجتمع اليارسانية ولا يوجد تمييز في الحقوق والواجبات بين الجنسين كالميراث". ووفق شريف، فإن الديانة الكاكائية تحرم تعدد الزوجات "لأنها تعتبر الزواج رابطا إلهيا روحيا وهذا الرابط لا يلغى إلا بالموت أو في حالة الزنى لذلك تعدد الزوجات غير مسموح به حتى إذا لم تنجب الزوجة". تسميات مختلفة يطلق مصطلح الكاكائية على أتباع هذه الديانة الموجودين في العراق فقط، أما التسمية الرسمية للديانة فهي "اليارسانية" ومعناها "عشاق الخالق"، وهي مأخوذة من لغات قديمة كانت موجودة في الشرق الأوسط. في إيران، يطلق على أتباع الديانة اليارسانية "أصحاب الحق"، في حين يطلق عليهم في أفغانستان وباكستان "الزكرية" وفي الهند "سربستية" وفي تركيا "هلاويين". والكاكائية في العراق مشتقة من كلمة "كاكا" باللغة الكردية، وتعني الأخ الكبير أو العطوف. أماكن انتشارهم وفقا لآخر إحصائية غير رسمية لمنظمة ميثرا، يبلغ عدد أتباع الديانة الكاكائية في العراق أكثر من 120 ألف نسمة، يتوزعون على مناطق سهل نينوى والسليمانية وأربيل وحلبجة وخانقين وكركوك وديالى ومدن أخرى تقع ضمن هذا النطاق. وفي إيران تشير إحصاءات غير رسمية أيضا إلى أن عددهم يترواح بين مليونين وأربعة ملايين شخص، ينتشرون ضمن مناطق قزوين وأذربيجان وزنجان وشيراز زطهران وكرمنشاه وهمدان ومدن أخرى. أما شريف، فتقول إنه رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة وحديثة عن أعداد الكاكائيين في العراق، فإنه، وبحسب إحصائية أجراها الاتحاد الأوربي عام 2016 يبلغ عدد الكاكائيين في العراق نحو 200 ألف شخص. كذلك هناك أيضا تجمعات للكاكائية في مدن درسيم وسيواس في تركيا ويقدر أعدادهم بنحو 100 ألف نسمة، وأيضا أعداد غير معروفة في الهند وباكستان وأفغانستان وجورجيا وأرمينيا. ويقول رجب عاصي إن "أغلب الكاكائيين في العراق يعيشون في قرى صغيرة ويمتهنون الزراعة، منهم 20 ألف في سهل نينوى و3 آلاف في خانقين و4 آلاف في مناطق جنوب كركوك". ويضيف "لا توجد مناطق مغلقة على أتباع الديانة الكاكائية، هم فقط يعيشون مع السكان المحللين من باقي القوميات والأديان". غياب الحقوق يقول الكاكائيون إن اتباعهم يتعرضون للتهميش والاضطهاد في العراق ومناطق أخرى، وخاصة إيران. في العراق، لم يتم الاعتراف بهم كديانة قائمة، منذ إنشاء الدولة العراقية الحديثة في عام 1921. ويؤكد عاصي أن "الدستور العراقي في ذلك الوقت اعتبرهم مسلمين، لأنهم كانوا يعيشون جنبا إلى جنب مع السكان الأكراد، واستمر الحال بعدها على ذات المنوال". ويضيف "في مناطقنا وقرانا لاتوجد أية مساجد أو حسينيات أو معالم إسلامية فكيف يتم اعتبارنا مسلمين؟". وكذلك يشير إلى أن عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم تختلف عن المسلمين. أما في إقليم كردستان، فقد صدر قبل عدة سنوات قانون يعترف بالكاكائية كديانة، وأيضا لديهم كوتا في مجلس محافظة حلبجة. يبين عاصي أن "هناك تحركات يقومون بها حاليا للضغط على المشرعين العراقيين من أجل إدراج الكاكائية كمكون ديني حالها حال باقي الديانات كالإسلام والمسيحية والصابئة المندائية". وتؤكد شريف، من جانبها، أن الكاكائيين لم ينالوا حقوقهم في كردستان، وممثل الديانة في وزارة الأوقاف لا يمتلك أي صلاحيات، موضحة "عيد الكاكائيين لم يعترف به كعطلة رسمية في الإقليم كأعياد الديانات الأخرى، وليس لدينا أي مقعد في برلمان كردستان، لدينا فقط مقعد في مجلس محافظة حلبجة حسب نظام الكوتا". وأضافت أن حرمان الكاكائيين من حقوقهم وعدم الاعتراف بهم في العراق نوع من أنواع الاضطهاد التي يتعرض لها أتباع الديانة، مشيرة إلى أن مجموعة من الناشطين يحاولون الضغط على الحكومة العراقية للاعتراف بالديانة لكن هذه المهمة تواجهها عوائق إثر وجود محاولات من قبل الأطراف والجهات الشيعية لتشيع الكاكائيين. ويشير أتباع الديانة إلى أن هويتهم الدينية في خطر ومهددة بالزوال في العراق وحتى في مدن إقليم كردستان بدأت تتقلص، ولا يستطيع أطفال الديانة دراسة دينهم في المدارس ضمن مادة الدين. وتطالب الناشطة الحكومة العراقية بالاعتراف الرسمي بالديانة الكاكائية، وتدعو حكومة الإقليم إلى منح أتباع الديانة كافة حقوقهم المشروعة دستوريا وقانونيا واجتماعيا ودينيا في الإقليم. أما في إيران، فيعاني أتباع الديانة اليارسانية بشكل أكبر نتيجة قيام السلطات باضطهادهم والتقليل من شأنهم، وفي بعض الحالات مصادرة أملاكهم. ووفقا لمنظمة ميثرا فإن الأمر لا يقتصر فقط على عدم الاعتراف بهم كديانة بل تتم مضايقتهم وإهانة معتقداتهم والاستيلاء على أماكن عباداتهم وتحويلها لمساجد وحسينيات. وكذلك يتم في بعض الأحيان الحكم على الكاكائيين بأحكام غريبة لاتستند إلى نصوص قانونية، ومنها إجبارهم على حلق شواربهم. الإرهاب وداعش لم يسلم الكاكائيون من سطوة تنظيم داعش الذي احتل الكثير من مناطقهم خلال الفترة بين عامي 2014 و2016، وطردهم من قراهم وشن هجمات ضد المدنيين. والعام الماضي، أسفر هجوم يشتبه في أنه لتنظيم داعش عن مقتل سبعة من الرجال الكاكائيين على الأقل، بالقرب من الحدود الشمالية للعراق مع إيران. ويقول مسؤولون أكراد إن هجمات وأنشطة داعش المتزايدة في كركوك والمناطق القريبة تسببت في الأيام الأخيرة في نزوح العديد من الكاكائين من قراهم.  وفقا لرجب عاصي فقد بلغ عدد ضحايا الهجمات الإرهابية وأعمال العنف من الكاكائيين 254 شخصا منذ عام 2003 ولغاية اليوم، وشمل ذلك مدن الموصل وكركوك وبغداد وخانقين. ويؤكد أن الكثير من الكاكائيين نزحوا من مناطقهم في جنوب كركوك وخانقين بسبب الأوضاع الأمنية والهجمات المتكررة لتنظيم داعش. تحذر الناشطة الكاكائية من أن المراقد المقدسة للكاكائيين تتعرض للدمار وتغير هويتها، فالعديد منها حولت إلى مراقد لأديان أخرى، "وغالبيتها تعرضت للتفجير في الموصل وكركوك وخانقين ومحيت آثارها". أما قبلة الكاكائيين الموجودة في إيران، فالنظام الإيراني يسيطر عليها وقد وضع القرآن فوق مرقد السلطان إسحاق، وفق شريف التي توضح قائلة "نحن نزور هذا المرقد ونحج إليه لكننا لا نستطيع أن نقول للسلطات الايرانية أن هذا الكتاب الموضوع في المرقد ليس كتابنا".  

Read more

بايدن والملف السوري.. غموض أميركي وقلق كردي

الحصاد draw: رستم محمود - سكای نیوز في مناطق حدودية عدة بسوريا، تبسط حكومة دمشق سيطرتها أو هكذا تقول، لكن معلومات عدة تفيدة بأن إيران وميليشياتها هي المسيطر فعليا، وهي تعيد إعادة انتشارها بتمويه خشية تعرض لضربات جوية. وتمتد هذه من المناطق من الحدود مع العراق إلى جنوبي سوريا وصولا إلى الحدود مع لبنان. وتفيد معلومات بأن ميليشيات حزب الله اللبناني وميليشيات أخرى مدعومة من إيران تسيطر على 20 بالمئة من حدود البلاد. ورغم أن سلطات الجمارك السورية هي المسؤولة رسمياً عن إدارة المعابر مع العراق (البوكمال)، والأردن (نصيب)، ولبنان (العريضة وجديدة يابوس وجوسية والدبوسية)، إلّا أن السيطرة الحقيقية تكمن في الواقع في أماكن أخرى. وتحتل ميليشيات حزب الله الحدود اللبنانية، وأقامت قواعدها على الجانب السوري وخاصة في الزبداني والقصير، التي يسيطر منها على منطقة القلمون الجبلية. وبالمثل، تدير الميليشيات العراقية الموالية لإيران كل من جانبي الحدود من البوكمال إلى التنف. وتمتد قبضة القوات الموالية لإيران أيضا إلى العديد من المطارات العسكرية السورية، والتي غالباً ما تكون بمثابة وسيلة لنقل الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى ميليشيات حزب الله في الجولان ولبنان. إعادة تموضع وفي السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الميليشيات الموالية لإيران في سوريا، عمدت مجددا إلى إعادة التموضع في ريف دير الزور الشرقي المتاخم للحدود مع العراق، عند الضفاف الغربية لنهر الفرات. وتأتي خطوة المليشيات في محاولة للتمويه لتفادي الاستهدافات المتصاعدة على مواقعها من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي. وقامت تلك المليشيات بنقل مقرات قديمة إلى مواقع جديدة ونقل سلاح وذخيرة إلى مستودعات جديدة في منطقتي البوكمال والميادين وأطراف مدينة دير الزور. التمويه وتعمد الميليشيات أيضا إلى التمويه بغطاء مدني خوفا من القصف المتكرر والذي تكبدت فيه خسائر بشرية ومادية في الآونة الأخيرة. وتأتي خطوة الميليشيات غداة تأكيد المرصد أن طائرة مسيرة استهدفت سيارة تحمل شحنة أسلحة قادمة من العراق، بالقرب من معبر عسكري غير شرعي بين العراق وسوريا، وهو معبر تستخدمه الميليشيات عادة للتنقل بين البلدين وإدخال التعزيزات العسكرية قرب مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي. وكانت هذه المنطقة قد شهدت عمليات استهداف كثيرة، أغلبها إسرائيلية، ضد مواقع عسكرية وقوافل للميليشيات. واندلعت الحرب في سوريا عام 2011، وتحولت من احتجاجات شعبية إلى اشتباكات مسلحة، وسرعان من تدخلت أطراف خارجية مثل إيران لدعم الرئيس السوري بشار الأسد. وبعد انحسار حدة القتال في الحرب في سوريا، خاصة مع تقهقر المعارضة إلى محافظة إدلب وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، أصبحت الميليشيات الإيرانية ذات نفوذ في مناطق عدة في البلاد، تستغله طهران لمصالحها في المنطقة. وتحاول إيران بكل قوة المحافظة على وجود لها على الحدود السورية العراقية، باعتبار ذلك نقطة رئيسية في خط إمداد ميليشيات حزب الله اللبناني، أبرز وكلائها في المنطقة. وينظر كل من التحالف الدولي وإسرائيل لوجود إلى وجود هذه الميليشيات على أنها خطر، وهذا ما قد يفسر تعرضها المتكرر لهجمات صاروخية، من دون الإعلان عن صريح عن الفاعل.

Read more

أكراد إيران ... احتفوا بالثورة ضد الشاه وأنكرهم النظام الجديد

الحصاد DRAW: عمرو أحمد : اندبندنت بعد أوامر الخميني، غزا عشرات الآلاف من قوات النظام وعدد كبير من المتشددين كردستان إيران وقتلوا الكثير منهم (أ ف ب) ظلت كردستان إيران (غرب البلاد) مسرحاً لعمليات القمع طيلة السنوات الـ41 السابقة، أي منذ إعلان تأسيس نظام "الجمهورية الإسلامية في إيران"، رغم أنهم انخرطوا في الثورة ضد الشاه ودخلوا في مفاوضات مع النظام الجديد للحصول على حقوقهم القومية. ومع سيطرة الخميني على مفاصل البلاد مطلع الثمانينيات - حينما طالب عبر الإذاعة الرسمية الجيش بالتوجه نحو سنندج (عاصمة المحافظة الـ31) لقمع من وصفهم بالأشرار- حتى يومنا هذا، ما زال مسلسل مواجهة النشطاء الأكراد مستمر. ويعاني الإقليم أيضاً من أعلى نسبة بطالة بين الإيرانيين وفق الإحصائيات الرسمية، ويحرم الأكراد من تعلم اللغة الكردية على الرغم مما ينص عليه الدستور الإيراني في المادتين 15 و19. مقاتلون أكراد من أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في نقطة حدودية بين إيران والعراق (غيتي) "اندبندنت عربية" حاورت مصطفى هجري، المسؤول التنفيذي للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، للإجابة على تساؤلات عدة ولتفسير عدد من القضايا الملحة في مقدمتها رؤيته للمشهد الأمني في الإقليم ومستقبل الأحزاب الكردية في مواجهة النظام الإيراني، فضلاً عن وضع كورونا داخل إيران وتطلعاتهم مع إدارة أميركية جديدة برئاسة جو بايدن. قمع بدايات الثورة في البداية، كان هناك توصيف من هجري للفرق بين ما وصفه بـ "القمع" الذي شهده الأكراد منذ بداية الثورة الإيرانية والمواجهات التي يشهدونها في الوقت الراهن، قائلاً، "بعد أوامر الخميني، غزا عشرات الآلاف من القوات القمعية للنظام وعدد كبير من المتطرفين الدينيين التابعين للخميني كردستان وقتلوا مئات الأكراد العزل. منذ ذلك الحين، استمر الهجوم بأشكال مختلفة، باستثناء أنه في السنوات الأخيرة لم يتمّ قتل الشعب الكردي في شكل غزو ظاهر أولي ولكن بأبعاد أكثر خطورة وتدميراً." وتقول السلطات الإيرانية إن عملياتها في كردستان بالتزامن مع انتصار الثورة كانت لإخماد تمرد انفصالي في الإقليم الواقع على الحدود مع العراق وتنفي وقوع مجازر فيه. التهمة "محاربة الله" وأضاف، "ويمكن أن نعطي أمثلة على ما يمكن وصفه بفقر وبؤس شعب كوردستان في ظل نظام الجمهورية الإسلامية والشكل الجديد للعدوان المستمر الذي قدمته سياسات النظام لأهالي تلك المنطقة، ففي عام 2018، بلغ عدد السجناء السياسيين من الأكراد نحو 467 سجيناً كردياً من إجمالي 1152 سجيناً سياسياً، 93 سجيناً كردياً اتهموا بمحاربة الله وأعدم 63 منهم". إن تهمة "محاربة الله" بحسب ما يصفها القضاء الإيراني هي عقوبة لمن يقاتلون الله في تعريف نظام الجمهورية الإسلامية ويعاقب مرتكبها بالإعدام، لكن التقارير الحقوقية تتحدث أن ما تصفه إيران "بمحاربة الله" هي تهمة تستخدمها طهران لدغدغة المشاعر الدينية بهدف القضاء على كل من يعارضها. خيرات كردستان إيران تقع كردستان غرب إيران وتبلغ مساحتها 28 ألفاً و200 كليومتر مربع، وتمتلك غطاء نباتياً متنوعاً وينابيع كثيرة جارية في مدن المحافظة الغربية والتي تفصلها كيلومترات عدة مع العراق، ونشّطت إيران السياحة الداخلية والخارجية هناك خلال السنوات الماضية. لكن على عكس الصورة التي ترسمها إيران عبر وسائل الإعلام الرسمية عن سحر كردستان وروتين الحياة الطبيعية، يقول هجري، "يتم استخراج الموارد الوفيرة بما في ذلك النفط والذهب والأحجار الكريمة، من قبل عملاء النظام، ويتم إرسالها إلى طهران ومدن أخرى خارج كردستان لتصنيعها، وحتى السكان الأصليين لا يُسمح لهم بالعمل في المناجم كعمال، فضلاً عن استغلال المياه الوفيرة في كردستان عن طريق الأنفاق والقنوات الطويلة لاستخدامها خارج كردستان، في حين أن أجزاء من الأراضي الزراعية لا تُزرع بسبب نقص المياه، وفي كثير من مدن كردستان يعاني الناس من نقص في مياه الشرب". وتابع، "عشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية في المناطق الحدودية لكردستان، احتلها الجيش ولغمت خلال حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق، ما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص في هذه المناطق سنوياً. يقتل المزارعون ومربو الماشية أو يشوهون بسبب الألغام الأرضية". المعارضة داخل الإقليم سألنا هجري عن وضع المعارضة داخل الإقليم، فأجاب، "على الرغم من كل العواقب المؤسفة لسياسات النظام في كردستان، لم يغادر كردستان سوى قيادات المعارضة الكردية البارزة، لكن أعضاء وأنصار أحزاب المعارضة، خصوصاً الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، موجودون داخل كردستان. لديهم حضور فاعل ويقاومون سياسات النظام المناهضة للشعب، وهذه المقاومة ثابتة ومنظمة وشجاعة للغاية، وبعض السياسات القمعية القاسية للنظام ضد الشعب الكردي تعود إلى مقاومة الشعب الذي يقف بعناد ضد اضطهاد النظام ولا يستسلم له". الدستور الإيراني وحقوق الأقليات تنص المادة 15 من الدستور الإيراني على أن "اللغة والكتابة الرسمية والمشتركة لشعب إيران هي الفارسية. ويجب أن تكون الوثائق والمراسلات والنصوص الرسمية والكتب الدراسية بهذه اللغة والكتابة، ولكن يجوز استعمال اللغات المحلية والقومية الأخرى في مجال الصحافة ووسائل الإعلام العامة، وتدريس آدابها في المدارس إلى جانب اللغة الفارسية"، لكن المسؤول التنفيذي للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني نفى تطبيق مواد الدستور ما انعكس على حقوق الأكراد بقوله، "لم يتم تطبيق المادتين 15 و19 من الدستور بشأن التعليم باللغة الأم في المدارس، وبعد أربعة عقود من الجمهورية الإسلامية، لا يزال التعليم في المدارس إلزامياً باللغة الفارسية". اقرأ المزيد تضارب مصالح دول الجوار والأزمة الاقتصادية فجرا الشارع الكردستاني عندما يصوّت البرلمان الإيراني ضد الخميني أردوغان يشن حملة تطهير عرقي ضد الأكراد... وترمب يتغاضى ما هو دور الأحزاب الإسلامية في كردستان العراق وتأثيرها على الاحتجاجات؟ كما تنص المادة 19 من الدستور الإيراني على أن "يتمتع أفراد الشعب الإيراني، من أية قومية أو قبيلة كانوا، بالمساواة في الحقوق، ولا يمنح اللون أو العنصر أو اللغة أو ما شابه ذلك أي امتياز". أما عن المساواة وحقوقهم في الداخل الإيراني فأشار إلى أنه "وفقاً للإحصاءات الإيرانية الرسمية، فإن إقليم كردستان لديه أعلى معدل بطالة. وفي عام 2019 أعلن محافظ سنندج أن نسبة البطالة في هذه المحافظة بلغت 28 في المئة، لكن أحد ممثلي المحافظة في مجلس الشورى الإسلامي أعلن أن نسبة البطالة بلغت 45 في المئة، لكن الجمهورية الإسلامية لا تقدم إحصائيات دقيقة، وعادة ما تكون الإحصائيات في هذه الحالات أعلى بكثير من الإحصائيات المعلنة من قبل النظام"، إلا أنه أضاف، "يجب النظر إلى أسباب سوء الوضع في كردستان والسبب وراء انتهاج هذه السياسات بحق سكان الإقليم، واعتقد أنه من جملة تلك الأسباب هو أن جزء كبيراً من شعب كردستان من أتباع "المذهب السني، ولا يعتبرهم النظام الإيراني مسلمين"، ونحن نتعرض "للقمع والتمييز" مثل الأقليات غير المسلمة وغير الشيعية داخل إيران، ويرجع ذلك جزئياً إلى مقاومة الشعب الكردي الملحوظة لقمع النظام ورفضهم الانصياع لسياسات الجمهورية الإسلامية". وتابع، "نتيجة هذا الوضع وعدم وجود فرص عمل في محافظات كردستان، فإن الفقر في هذه المناطق في أعلى مستوياته مقارنة بمناطق أخرى في إيران، بينما نسبة الانتحار في محافظة إيلام، إحدى محافظات كردستان، هي الأعلى في كل أنحاء إيران". العلاقات الإيرانية - العراقية ويفرض سؤال نفسه في حوارنا مع هجري وهو، هل العلاقة بين حكومتي إيران والعراق من أهم عوامل الحرية النسبية أو القمع الشديد بالنسبة للفصائل الكردية؟ ولماذا؟ فقال، "بعد حكم صدام حسين وتشكيل إقليم كردستان العراق في البلاد، ازداد قلق النظام الإيراني من الأكراد، قلق النظام من أن يقاتل الأكراد الإيرانيين تحت تأثير حكومة إقليم كردستان العراق. بالتالي يصبحون أكثر قوة ويتمكن أكراد إيران من إقامة حكومة محلية لأنفسهم في كردستان إيران"، إلا أنه أضاف، "هذا القلق هو أحد أسباب تصاعد العنف ضد الشعب الكردي في إيران وعزلته، ومع هذا الوضع المؤلم، أصبح الأكراد لا يفكرون إلا في الخبز وليس الحرية وإقامة حكومة". ويرى هجري أن إيران من خلال نفوذها في العراق وتوسيع سياساتها المعادية للأكراد في كردستان العراق، خلقت الكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية لكردستان العراق، مشيراً إلى أن الضغط الذي تمارسه حكومة بغداد في الوقت الحالي على حكومة إقليم كردستان العراق يرجع إلى نفوذ النظام الإيراني وتدخله في حكومة بغداد وبرلمانها، وكذلك الميليشيات العراقية الخاضعة لقيادة إيران، إلا أنه أكد أن إيران تعتبر منح أي حقوق سياسية للإيرانيين من غير الفرس هو بداية تفكيك إيران، لذلك هي ترد بقوة على ذلك. مستقبل الأحزاب الكردستانية في المقابل، هل هناك أي محاولة لتوحيد الخطاب الكردي في إيران والتوصل إلى اتفاق بين الأحزاب الكردية هناك؟، أجاب، "اتحدت الأحزاب الكردية الأربعة المعروفة تحت مظلة واحدة، وهي مركز التعاون والتنسيق المشترك بين قوى المعارضة الكردية الرئيسة، وذلك قبل سنوات، وتوحدت الأهداف ضد النظام الإيراني، ويواصل المركز برامجه بشكل منسق، يتمثل كفاح المركز في إقامة إيران ديمقراطية وفيدرالية تكون فيها لكل القوميات التي تعيش في إيران حكومة داخلية خاصة بها، ووفقاً للقانون، يكونون شركاء في إدارة إيران على نطاقهم الخاص". حرية الصحافة منذ قيام النظام الإيراني تحدثت تقارير حقوقية وإعلامية متعددة عن قمع طهران للصحافيين وغلق العديد من الصحف، ومع مطلع ديسمبر (كانون الأول) نهاية عام 2020، تم سجن 15 صحافياً في إيران، وفي منتصف ديسمبر 2020، أعدمت الحكومة الإيرانية روح الله زم وهو أحد الصحافيين الذي اتهمتهم بالتجسس ونشر الأكاذيب وإهانة مقدسات الإسلام. لكن كيف يتابع المسؤول التنفيذي للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني تعامل إيران مع الصحافة والصحافيين؟ يجيب هجري، "يشعر النظام الإيراني بقلق بالغ إزاء الانعكاس الحقيقي والصحيح لما يحدث في هذه الحكومة وهذا البلد. لهذا السبب يقوم دائماً بترتيب الأحداث والإحصائيات وتقديمها كما يشاء وليس كما هي". وتابع، "بالتالي، فإن النظام الإيراني "يقمع" بشدة حرية التعبير بشكل عام وكذلك "يقمع" الصحافيين الذين يقدمون معلومات دقيقة، والصحافيون الذين يتصرفون بشكل مخالف لسياسات النظام يحكم عليهم بمثل هذه الجرائم الخطيرة في محاكمه الخاصة، ليس هذا فقط، فقد كانت نتيجة سياسة النظام في هذا الصدد غلق صحيفة آزادي (الحرية) داخل إيران، كما يتعرض أهالي الصحافيين الإيرانيين الموجودين خارج البلاد للتهديد والمضايقات، وإذا تمكنوا من الوصول إليهم، يتم إعدامهم أو الحكم عليهم بالسجن لمدة طويلة، وكان زم أحد هؤلاء الصحافيين الذين وقعوا في فخ النظام الإيراني وأعدموا". جو بايدن والأكراد وأسفرت نتائج الانتخابات الأميركية عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن ليتم تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، وسألنا هجري عما ينتظره الشعب الكردي من الرئيس الأميركي الجديد؟ فأجاب، "الشعب الكردي الإيراني مثل جميع الإيرانيين يتطلع للحرية من أيدي النظام الإيراني، مستمرون في نضالهم ويرغبون في إقامة حكومة ديمقراطية يمكن للناس أن يعيشوا أحراراً في ظلالها، وكذلك يريدون إنفاق دخل وخيرات البلاد على رفاهيتهم وازدهارهم وليس على جيوب الجماعات الإرهابية حول العالم". الانتخابات الإيرانية وفي ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة والتي تنطلق في يونيو (حزيران) من عام 2021 قال هجري، "الشعب الكردي ومعظم الشعب الإيراني غير مهتمين بالانتخابات الرئاسية وبقية الانتخابات داخل إيران، وعلى مدى العقود الأربعة الماضية شاهد الناس بشكل متكرر ما يسمى بسيناريوهات الانتخابات، الانتخابات الأخيرة أوضحت للجميع أن مشاركتهم في الانتخابات ليس لها تأثير في النتيجة". واستطرد، "قوانين الانتخابات في الجمهورية الإسلامية تنظم بطريقة تجعل من يذهبون إلى صناديق الاقتراع ممثلين منتخبين للنظام وليس الشعب، ولهذا السبب فإن عدد المشاركين في ما يسمى بانتخابات النظام يتناقص يوماً بعد يوم، ولهذه الأسباب، لا نتوقع شيئاً جيداً من هؤلاء الممثلين لأنهم لا يمثلون الشعب". كورونا في إيران وحول الوضع الوبائي في إيران في ظل انتشار فيروس كورونا وإعلان إيران عن وصول السلالة الجديدة إلى أراضيها، وأنها قد تتسبب في أضرار جسيمة، أوضح هجري أن النظام الصحي في إيران من أكثر النظم الصحية عجزاً في العالم، وقال، "ظهر هذا العجز والضعف بشكل كبير خلال الموجة الأولى من فيروس كورونا، بالطبع هذا أمر طبيعي داخل إيران، كما لم يقدم المسؤولون الحكوميون ووسائل الإعلام الرسمية حتى الآن معلومات دقيقة حول ما حدث للناس من جراء كورونا، معظم نصائحهم للناس هي أخذ الدواء التقليدي وزيارة الأضرحة والدعاء"، مضيفاً، "في إيران، أصبحت كل الأمور المتعلقة بالصحة والعلاج والتعليم، وحتى الحياة الخاصة للناس أيديولوجية، أيديولوجية الإسلام الفقهي الشيعي، يتم النظر إلى كل البرامج الحكومية من منظور تصدير الثورة الإسلامية إلى الدول الأخرى، والنتيجة هي إيران الحالية بكل ثروتها الباطنية والسطحية، يعيش فيها معظم الناس تحت خط الفقر ويكافحون عشرات الأمراض الجسدية والعقلية والاكتئاب والأمراض الاجتماعية". يذكر أن وزارة الصحة الإيرانية تعقد مؤتمرات صحافية بشكل دوري لبيان عدد الإصابات بفيروس كورونا والإجراءات التي تتخذها في هذا الشأن، لكن المعارضين يشككون في الأرقام التي تعلنها السلطات بشأن الإصابات وضحايا كورونا.

Read more

خفض قيمة الدينار العراقي: حيلة الأحزاب لتمويل الحملات الانتخابية؟

الحصاد DRAW: صلاح حسن بابان- DARAJ     لا يختلف اثنان على أن انخفاض الدينار وارتفاع الدولار انعكسا على حياة المواطن البسيط وزادت الضغوط النفسية والاقتصادية عليه وباتت حياته أكثر مرارةً، لا سيما مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية ... “خسرتُ مقعدي النيابي بعدما نلتُ أكثر من 3000 صوت في انتخابات 2018، لأنّني لم أدفع ثلاثة ملايين دولار لرئيس الكتلة الّتي رشحتُ معه، فحصد الفوز مرشح آخر خاسر بدفعه المبلغ ذاته”. بهذا “التّعامل الانتهازي” مع المرشحين يُرجح ص.أ (45 سنة)، المرشح سابقاً للمقعد النيابي، أن تُجرى الانتخابات النيابية المقبلة. يقول: “مصدران رئيسيّان لتمويل ميزانيات الأحزاب للانتخابات، الأوّل هو عبر الفساد في الوزارات التي تستولي عليها، والثّاني من الدعم الخارجي، لا سيما الإيراني والسعودي”. مع تجدد الآمال بإجراء انتخابات برلمانية في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، عاد الحديث عن مصادر تمويل الأحزاب العراقية في الانتخابات البرلمانية بإثارة شكوك حول وجود نقاط أو صلة مشتركة بين انخفاض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار الأميركي وتحضير الأحزاب العراقية النافذة لتمويل حملاتها الانتخابية، من خلال منافذ عدة، أكثرها حيويّة المصارف الأهليّة، في وقتٍ تشير الإحصاءات الصادرة عن المفوضية العليا المستقلّة للانتخابات إلى تسجيل نحو 300 حزبٍ وتكتلٍ سياسي حتى الآن مشاركتهم في الانتخابات المقبلة مع احتمال أن يصل عدد الأحزاب والتكتلات السياسية إلى ضعف ما كان عليه في انتخابات 2018 والّذي وصل إلى 204 أحزاب وتكتلات. كلفة حملات المرشحين تصل إلى نحو 60 ألف دولار أميركي على الأقل لكلّ منهم، وأحياناً أكثر من مليونين ونصف المليون دولار للقيادات البارزة من الصف الأوّل في الأحزاب النافذة. ساعدت مراوغة الأحزاب السياسية في العراق للقانون الذي ينصّ على وجوب تنظيم عمل الأحزاب والإعلان عن مصادر تمويلها وعدم كشفها للرأي العام والناخب، على أن يكون لها أكثر من مصدر تمويل، بين مصادر داخلية، ترتبط أساساً بعقود الوزارات والمشاريع الاستثمارية التي تحصل عليها الأحزاب عقب مشاركتها في تشكيل الحكومة ضمن المحاصصة السياسية المعمول بها في مرحلة ما بعد 2003، وتحديداً الكتل الكبيرة، وبين مصدر آخر خارجي، حيث ينال مرشحون دعماً مالياً من رعاتهم الإقليميين، خصوصاً السعودية وإيران. في حين يؤكد المرشح ص. أ أن الخطوة الأولى للسباق الانتخابي بدأت فعلاً بالنسبة إلى الأحزاب الكبيرة عبر توزيع بعض الهدايا الثمينة مثل المسدسات وما شابه، إضافةً الى مواد غذائية وملابس وهدايا متنوّعة مع شراء ذمم بعض الإعلاميين والأدباء والشعراء فضلاً عن رجال الدين. يرى ص.أ أن الأحزاب السياسية لجأت هذه المرّة إلى حيلةٍ جديدة لتحقيق مكاسب مالية أكبر من خلال تخفيض سعر العملة المحلية ورفع الدولار الذي يحقّق لها أرباحاً طائلة، لا سيما أن معظم الأحزاب تمتلك مصارف أهليّة. بدأت الحكومة العراقية بالخطوات الأولية لتطبيق بنود الورقة البيضاء التي أطلقتها وسوقت لها كثيراً خلال الأشهر الماضية لدعم اقتصادها برفع سعر الدولار مقابل العملة المحليّة من 1184 ديناراً إلى 1450 ديناراً للدولار بأسعار البيع المعتمدة من وزارة المالية للبنك المركزي، وانعكست هذه الخطوة سلباً على أسعار البضائع والسلع والاحتياجات اليومية للمواطن بنسب لا تقل عن 25 في المئة. شكوك وأسئلة كثيرة أُثيرت عن احتمال أن تقف الأحزاب النافذة في العراق وراء قرار تخفيض العملة المحلية أمام الدولار بعد انهيار الدينار، للاستفادة منه في سدّ عجز الحكومة التي تشترك فيها وتمكّنها من سداد رواتب موظفيها إضافةً إلى تعزيز ميزانياتها مع اقتراب الانتخابات، لكن حكومة الكاظمي واستكمالاً لفشلها في الملفات السياسية والأمنية والصحيّة، فضلاً عن خوفها من كشف قتلة المتظاهرين كما وعدت قبل وصولها الى رئاسة الوزراء، على رغم أنهم معروفون لديها، تسببت عبر سياساتها النقدية بخسارة الموظفين نحو 25 في المئة من قيمة رواتبهم.  لا يختلف اثنان على أن انخفاض الدينار وارتفاع الدولار انعكسا على حياة المواطن البسيط وزادت الضغوط النفسية والاقتصادية عليه وباتت حياته أكثر مرارةً. يتفق الكاتب السياسي علي البيدر مع ص.أ حول وجود الكثير من الأحزاب السياسية التي تمتلك بنوكاً أهلية قامت بإقراض الحكومة وهي تعلم بسوء أوضاع البلاد في المرحلة الحالية، ولا تمتلك وسيلة أخرى لاستعادة أموالها مع الفائدة المترتبة على ذلك، والتي وصلت إلى 13 في المئة، وهي تضغط بذلك على الحكومة لإجبارها على القيام بهذه الخطوة، من دون أن تمتلك أي خيار آخر لتدارك الإفلاس والإنفاق على مؤسسات الدولة ورواتب الموظفين والمتقاعدين وشبكة الحماية الاجتماعية التي تشمل 8 ملايين مستفيد. يصف البيدر خضوع البنك المركزي العراقي وبشكل مباشر للتدخلات السياسية بـ”أكبر الأخطاء وأعظمها” التي ارتكبتها المنظومة السياسية، ويؤكد ضرورة إبعاد هذه المؤسسة المالية عن التدخلات السياسية كونها تمارس مهمة أساسية وهي رسم السياسة النقدية وتنفيذها. موظف سابق في المفوضية العليا المستقلّة للانتخابات كان من ضمن الكوادر التي أشرفت على عملية الاقتراع عام 2018، يؤكد أن كلفة حملات المرشحين تصل إلى نحو 60 ألف دولار أميركي على الأقل لكلّ منهم، وأحياناً أكثر من مليونين ونصف المليون دولار للقيادات البارزة من الصف الأوّل في الأحزاب النافذة، تُنفق ما نسبته 60 في المئة منها على شراء المساعدات للفئات المعدمة التي تعيش تحت خطّ الفقر، لا سيما في مناطق وسط البلاد وجنوبها والعاصمة بغداد، فيما تتوزع النسب الأخرى على تنظيم مهرجانات وندوات واحتفالات متنوعة ومختلفة لدعم برامج المرشّحين. لا يختلف اثنان على أن انخفاض الدينار وارتفاع الدولار انعكسا على حياة المواطن البسيط وزادت الضغوط النفسية والاقتصادية عليه وباتت حياته أكثر مرارةً، لا سيما مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وخدمات الكهرباء والماء وضغوط وباء “كورونا” على الوضعين الاجتماعي والاقتصادي. ترى الصحافية هناء رياض أن الحجّة التي اتكأت عليها الحكومة بإقرار رفع الدولار وتقليص رواتب موظفي الدولة والاقتراض الدولي، بسبب تأثير فايروس “كورونا” في مجمل الأوضاع الاقتصادية في العالم ككل، لم تعد مجدية، فأسعار النفط قد ارتفعت مجدداً وما زال التصدير سارياً، وعلى رغم أنّ السوق تأثرت بالفعل وأدت إلى ركودٍ في الأسواق العالمية، إلا أنّ العراق يعاني مشكلات مركّبة، ومنها مشكلة سوء الإدارة المالية والفساد. وسألت: “كيف يمكن أن نبرئ الحكومة من مسألة افتعال أزمة؟ في حقيقة الأمر، هناك تلاعب وتعمّد لإرباك المواطن، واتباع سياسة العلاج بالصدمة”. وعمّا إذا كان الكاظمي يتحمّل مسؤول إنهيار العملة المحلية، ترى رياض أن رئيس الحكومة لم يأتِ بترشيح جماهيري بل بتوافقات حزبية، لذا فهو مرهون لتلك الأحزاب. 

Read more

فشل نظام الأسد في استعادة السيادة الكاملة على الأراضي السورية

الحصاد draw: فابريس بالونش - معهد واشنطن لم يتغيّر الوضع كثيراً على الحدود السورية خلال العامين الماضيين. وتعارض روسيا وشركاؤها في "عملية أستانا"، وإيران وتركيا، أي جهود رسمية لتقسيم البلاد أو ترسيخ وجود كيان كردي منفصل في الشمال. وحتى لو انسحبت القوات الأمريكية بالكامل من الشرق، فستبقى البلاد في أيدي "ثلاثية أستانا"، لذلك ليس أمام الأسد خيار في هذا الشأن. بالمعنى الرسمي، على الأقل، بالكاد تغيّر الوضع على الحدود السورية خلال العامين الماضيين. فما زالت الأجندة الغربية تستبعد أي حل دولي، مماثل لما تم التوصل إليه في "اتفاق دايتون" المبرم في دول يوغسلافيا السابقة. وتعارض روسيا وشركاؤها في "عملية أستانا"، وإيران وتركيا، أي جهود رسمية لتقسيم البلاد أو ترسيخ وجود كيان كردي منفصل في الشمال. علاوة على ذلك، تسببت المشاكل الناتجة عن تقسيم السودان بنشوء شكوك جدية لدى صناع السياسة الغربيين حول جدوى مثل هذا الحل لسوريا. ومع ذلك، لم تمنع أي من هذه الاحتمالات الدولية المجهضة القوى الخارجية من تقسيم البلاد بشكل غير رسمي إلى مناطق نفوذ متعددة والسيطرة من جانب واحد على معظم حدودها، وبالتالي حرمان نظام الأسد من أداة رئيسية للسيادة. Open image الحدود تُخبِر قصة السيادة الحقيقية من المؤكد أن استراتيجية النظام السوري لمكافحة التمرد قد أتت بثمارها داخل البلاد. فقوات بشار الأسد تسيطر الآن على ثلثي الأراضي السورية، من بينها جميع المدن الرئيسية الست (دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس ودرعا ودير الزور)، بالإضافة إلى 12 مليون نسمة من أصل عدد السكان الإجمالي المقدر بـ 17 مليون (ما زال 7 ملايين سوري يعيشون في الخارج كلاجئين). وهذا تحوّل كامل عن وضع النظام السيئ في ربيع 2013 عندما كانت قوات الأسد تسيطر على خُمس مساحة البلاد فقط. ومع ذلك، تُعتبر الحدود رمز السيادة بلا منازع، ولا يزال سجل أداء النظام خالياً تقريباً على هذا الصعيد. ويسيطر الجيش السوري على 15 في المائة فقط من الحدود البرية الدولية للبلاد، في حين تتقاسم جهات فاعلة أجنبية الحدود المتبقية. الغرب والجنوب: سيطرة وهمية للنظام يسيطر حالياً «حزب الله» وميليشيات شيعية أخرى مدعومة من إيران على حوالي 20 في المائة من حدود البلاد. وعلى الرغم من أن سلطات الجمارك السورية هي المسؤولة رسمياً عن إدارة المعابر مع العراق (البوكمال)، والأردن (نصيب)، ولبنان (العريضة وجديدة يابوس وجوسية والدبوسية)، إلّا أن السيطرة الحقيقية تكمن في الواقع في أماكن أخرى. ويحتل «حزب الله» الحدود اللبنانية، وأقام قواعده على الجانب السوري (الزبداني والقصير) التي يسيطر منها على منطقة القلمون الجبلية. وبالمثل، تدير الميليشيات الشيعية العراقية كلا جانبي الحدود من البوكمال إلى التنف. وتمتد قبضة القوات الموالية لإيران أيضاً إلى العديد من المطارات العسكرية السورية، والتي غالباً ما تكون بمثابة وسيلة لنقل الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى «حزب الله» وخط المواجهة مع إسرائيل في مرتفعات الجولان. ويكشف هذا الوضع عن اندماج سوريا الكامل في المحور الإيراني. Open image   بعد استعادة الجيش السوري سيطرته على الجنوب في حزيران/يونيو 2018، عاد إلى الحدود الأردنية وأعاد فتح معبر "نصيب" في جو احتفالي كبير. لكن حركة المرور لا تزال محدودة جداً حالياً، ووجود الجيش في محافظة درعا سطحي. ولإخماد المقاومة المتنامية في المنطقة بسرعة، اضطر النظام إلى توقيع اتفاقيات مصالحة بوساطة روسية، تاركاً الفصائل المتمردة المحلية تتمتع باستقلالية مؤقتة وحق الاحتفاظ بأسلحة خفيفة. وحافظ المتمردون السابقون أيضاً على روابط قوية عبر الحدود عن طريق الحدود الأردنية، مما يمنحهم مصدراً محتملاً للدعم اللوجستي في حالة نشوب صراع جديد (وفي غضون ذلك الحصول على دخل مربح للغاية من عمليات التهريب). الشمال: وكلاء الأتراك والقوات الروسية في عام 2013، بدأت تركيا في بناء جدار حدودي في منطقة القامشلي، معقل الأكراد السوريين. ومنذ ذلك الحين وسّعت هذا الحاجز على طول الحدود الشمالية بأكملها. وكان أحد الأهداف منع التسلل: أولاً من قبل «حزب العمال الكردستاني»، وهي جماعة تعتبرها أنقرة عدوّها الداخلي الرئيسي والمنظمة الأم للفصائل الكردية التي تسيطر على أجزاء كبيرة من شمال سوريا؛ ولاحقاً من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية»، بعد موجة من الهجمات الإرهابية الجهادية التي هزت تركيا في عام 2015. وكان الهدف الآخر هو منع تدفق المزيد من اللاجئين السوريين إلى تركيا، التي تستضيف بالفعل 3.6 مليون لاجئ. ولا يزال العبور الفردي ممكناً عبر السلالم والأنفاق، لكن الشرطة التركية توقف معظم هؤلاء المهاجرين وتعيدهم بعنف إلى سوريا. وفي الواقع، إن الجزء الوحيد من الحدود الشمالية الخاضعة لسيطرة الأسد هو معبر "كسب" شمال اللاذقية، وحتى هذا المعبر تم إغلاقه من الجانب التركي منذ عام 2012. ومن "كسب" إلى أقصى الحدود الشرقية، يتم السيطرة على الجانب السوري من الحدود تباعاً على النحو التالي: المناطق حتى خربة الجوز من قبل الثوار التركمان الموالين لتركيا المناطق بين جسر الشغور وباب الهوى من قبل الجماعة الجهادية العربية السنية «هيئة تحرير الشام» المناطق حتى نهر الفرات من قبل الثوار الموالين لتركيا المعروفين بـ «الجيش الوطني السوري» المناطق حول كوباني من قبل الجيش الروسي و«قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد المناطق بين تل أبيض ورأس العين من قبل «الجيش الوطني السوري» المناطق من رأس العين حتى نهر دجلة من قبل الجيش الروسي و«قوات سوريا الديمقراطية» في تشرين الأول/أكتوبر 2019، شنت تركيا هجوماً عبر الحدود في الشمال، مما دفع القوات الأمريكية إلى الانسحاب من معظم الأراضي في "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" التي يسيطر عليها الأكراد. وبعد ذلك، سيطرت روسيا على مناطق الاتصال بين «قوات سوريا الديمقراطية» وتركيا ومناصريها في «الجيش الوطني السوري» وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في سوتشي في ذلك الشهر نفسه. وحلّت الدوريات الروسية-التركية محل الدوريات الأمريكية-التركية على خطوط التماس هذه لضمان انسحاب «قوات سوريا الديمقراطية» من منطقة الحدود التركية. وعلى الرغم من أنه قد طُلب من قوات الأسد نشر بضع مئات من الجنود على طول تلك الحدود، إلّا أن وجود هذه القوات رمزياً فقط. ومنذ ذلك الحين، انطلقت الدوريات الروسية باتجاه الشرق، في محاولة لإقامة موقع في مدينة المالكية (ديريك باللغة الكردية) والسيطرة على المعبر مع العراق في سيمالكا/فيشخابور، وهو طريق الإمداد البري الوحيد المتاح للقوات الأمريكية في شمال شرق سوريا. معبر حدودي واحد لا تزال كافة المعابر الشمالية إلى تركيا مغلقة، كما يمنع الجدار الحدودي أنشطة التهريب. وهذا الأمر يجعل معبر سيمالكا/فيشخابور النافذة الدولية الوحيدة أمام "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا". وعلى الجانب العراقي من الحدود الشرقية لسوريا، كانت الميليشيات الشيعية مسؤولة عن معظم المناطق منذ خريف 2017، عندما فقدت «حكومة إقليم كردستان» سيطرتها على الأراضي المتنازع عليها بين كركوك وسنجار. ولكن الأهم من ذلك، لم تشمل هذه الأراضي المفقودة فيشخابور. وتسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» على الجانب السوري من الحدود بدعم من القوات الأمريكية، لكن الوكلاء الإيرانيين منعوها ومنعوا غيرها من الجهات الفاعلة من استخدام أي معابر أخرى، وذلك جزئياً بمساعدة التعاون الدبلوماسي الروسي. على سبيل المثال، تم إغلاق معبر اليعربية الحدودي الرسمي أمام المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة منذ أن استخدمت روسيا حق النقض ضد تجديدها في مجلس الأمن الدولي في كانون الأول/ديسمبر 2019. ومن بين التداعيات الأخرى لهذا القرار هو أنه يجب أولاً إرسال جميع مساعدات الأمم المتحدة إلى "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" بالكامل، إلى دمشق قبل أن يتم نقلها إلى الشمال الشرقي من البلاد. لذلك يُعتبر معبر سيمالكا/فيشخابور أمراً حيوياً للبقاء السياسي والاقتصادي للمنطقة التي تتمتع بالحكم الذاتي، حيث يمثل نقطة الدخول الوحيدة للمنظمات غير الحكومية العديدة التي تعمل فيها وتوفر دعماً أساسياً للسكان المحليين. ومع ذلك، لا تزال الحكومة السورية تَعتبر الدخول عبر هذا المعبر جريمة يُعاقب عليها بالسجن لفترة تصل إلى خمس سنوات، لذلك يجب أن تحرص المنظمات غير الحكومية التي تدخل منطقة "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" من العراق على أن لا تقوم بأي أنشطة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. فأي منظمة غير حكومية تتقدم بطلب للحصول على تفويض من "الهلال الأحمر العربي" السوري من أجل العمل في مناطق النظام، عليها أن تتعهد بعدم تنفيذ أي أنشطة تتضمن العبور إلى "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" من الدول المجاورة. ومن المحتمل أن يكون تعنّت النظام بشأن القضايا الإنسانية هو طريقة الأسد لمحاولة إعادة تأكيد سيطرته على جانب واحد على الأقل من السيادة الحدودية. في غضون ذلك، لا تزال الدوريات الروسية تحاول الوصول إلى سيمالكا واختبار مقاومة «قوات سوريا الديمقراطية»، وقد هددت الميليشيات العراقية مراراً وتكراراً بالاستيلاء على فيشخابور.   مستقبل السيادة المحدودة فشل نظام الأسد في إعادة بسط سيطرته على سماء سوريا ومياهها الإقليمية، بالإضافة إلى تنازله عن معظم حدوده البرية لروسيا وتركيا وإيران والولايات المتحدة. وتخضع المناطق البحرية للبلاد للمراقبة من قبل قوات من القاعدة الروسية في طرطوس، ويتم التحكم في معظم مجالها الجوي من القاعدة الروسية في حميميم. وتعتمد إيران على الأصول الجوية الروسية للحماية من الضربات الإسرائيلية - وهي ضمانة محدودة في أحسن الأحوال، لأن روسيا لا تحمي عمليات طهران الأكثر استفزازاً مثل نقل الصواريخ إلى «حزب الله» أو تعزيز مواقعه في الجولان. ومن جانبها، تحتفظ الولايات المتحدة بممر جوي بين نهر الخابور والحدود العراقية، حيث تتواجد آخر قواتها البرية. وعلى الرغم من التصريحات العلنية التي تدلي بها دمشق بين الحين والآخر حول استعادة سيطرتها على كافة الأراضي السورية، إلّا أنها تبدو راضية في الخضوع لهذه اللعبة من القوى الأجنبية وبسط سيادتها المحدودة على عدد أقل من الأراضي على الأمد الطويل. وحتى لو انسحبت القوات الأمريكية بالكامل من الشرق، فستبقى البلاد في أيدي "ثلاثية أستانا"، لذلك ليس أمام الأسد خيار في هذا الشأن.  

Read more

الحشد:  مستعدون للقتال ضد تركيا

 الحصاد:  عزيز عمار-  كركوك ناو تمركزت ثلاثة ألوية للحشد الشعبي في قضاء سنجار وذلك بأوامر من القائد العام للقوات المسلحة العراقية لصد أي هجوم مباغت قد تشنه تركيا على المنطقة، حسب قولهم. الألوية الثلاثة التي تضم ما بين 9 آلاف الى 10 آلاف عنصر مسلح وصلت يوم الخميس، 11 شباط الى حدود قضاء سنجار والمناطق المحيطة بها. خال علي، قائد الحشد الشعبي في سنجار قال لـ(كركوك ناو) "أُبلِغنا قبل أيام من بغداد بالاستعداد لصد أي هجوم قد تشنه تركيا على سنجار، وفي هذا الاطار تم إرسال قوات اضافية من الحشد الشعبي يصل عددهم الى حوالي 10 آلاف مسلح الى سنجار." وأضاف خال علي "حسب المعلومات التي لدينا، تعتزم تركيا مهاجمة سنجار و نشر قوات من البيشمركة معها، هذا الأمر غير مقبول بالنسبة لنا ونحن مستعدون لقتال تركيا."

Read more

All Contents are reserved by Draw media.
Developed by Smarthand