دره و الجزء الأول: تحليل أظهر تحليل أجراه موقع "دره و" بالاستناد الى نتائج الانتخابات الدورة الخامسة لمجلس النواب العراقي التي أجريت في 10 أكتوبر من الشهر الجاري، تراجعاً ملحوظاً في عدد أصوات الأحزاب الكوردية التقليدية في محافظات الاقليم الثلاث، فتؤكد النتائج النهائية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أن هذه الأحزاب تعرّضت لخسارة كبيرة على يد ناخبيها، توزعت ما بين العزوف عن المشاركة في الانتخابات وعدم انتخابها. وارتفعت نسبة المشمولين بالاقتراع في انتخابات الدورة الثانية لمجلس النواب العراقي التي أجريت في 7/3/2010 في محافظات اقليم كوردستان الثلاث (أربيل، السليمانية، دهوك) من (2.590.274) ألف صوت الى (3.486.787 ) في انتخابات الدورة الخامسة التي أجريت في 10/10/2021، أي بزيادة بلغت (896.513) ألف صوت خلال السنوات الماضية. تظهر هذه المعادلة بأن أصوات الحزب الديمقراطي الكوردستاني شهدت تراجعاً كبيراً، فحصل الحزب المذكور في انتخابات 2010 في محافظت الاقليم الثلاث على (965،671)ألف صوت، وفي انتخابات 2014 على (730.14) ألف صوت، وفي انتخابات 2018 على (724.727)، إلا أنه - بحسب أحدث احصائية لنتائج الانتخابات الأخيرة- تراجعت أصواته الى (243،579)، وهذا يعني أنه خسر مقارنةً بانتخابات 2018 نحو (484،145) ألف صوتٍ في المحافظات الكوردية الثلاث. انتخابات الدورة الثانية لمجلس النواب العراقي في 7/3/2010 بلغت نسبة المشمولين بالتصويت في انتخابات الدورة الثانية لمجلس النواب العراقي (274،590،2)، وكانت نسبة المشاركة فيها -بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات- (754، 938،1)، أي بنسبة (74.8%)، فكانت نسبة الأصوات التي حصل عليها الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات المذكورة (965،671) ألف صوتٍ، بنسبة (34.7%). وكانت نسبة المشمولين بالانتخابات (917.685) ألف صوت، فشارك منهم (680.408) ألف صوت، بنسبة (74.1%)، حصل الديمقراطي الكوردستاني على نسبة (75.1%)، أي على (306.775) ألف صوت. واما في محافظة السليمانية، أكبر مدن الاقليم بعدد السُكان، كانت نسبة من يحق لهم التصويت في الانتخابات المذكورة (1.098.451)، شارك منهم (833.631)، بنسبة (75.9%)، فكانت نتائج الديمقراطي الكوردستاني هي (9.9%)، أي (82.121) ألف صوتٍ. وفي دهوك، فعدد المشمولين بالاقتراع كان (574138) ألف شخص، فشارك منهم (424715) ألف شخص، أي بنسبة ( 73.97%)، فحصل الديمقراطي الكوردستاني (%66.6) منها، أي على (283.69) ألف صوت. انتخابات الدورة الثالثة في 30/4/2014 بلغت نسبة من يحق لهم التصويت في انتخابات الدورة الثالثة لمجلس النواب العراقي التي أجريت في 30/4/2014 نحو (2.717.82) ألف شخص، شارك منهم (2.128.167)، بنسبة ( 78.3%). حصل الديمقراطي الكوردستاني في هذه الانتخابات على مستوى محافظات كوردستان الثلاث نسبة (37.1%)، أي بمعدل (789.122) ألف صوت. ففي أربيل، بلغت أعداد المشمولين بالتصويت (936.557)، صوّت منهم (744.489)، أي بنسبة (79%)، حصل الديمقراطي الكوردستاني فيها على (47.6%)، بمعدل (354.735) ألف صوت. وفي السليمانية، بلغت نسبة المشمولين بالتصويت (1.168.459)، شارك منهم (893.226) ألف شخص، بنسبة (76%)، وحصل الديمقراطي الكوردستاني على نسبة (%10.5) منها، أي بمعدل (93.410) ألف صوت. وفي محافظة دهوك، كانت نسبة المشمولين بالاقتراع هي (612.66) ألف شخص، صوّت منهم (490.452) ألف شخص، بنسبة (80%)، حصل الديمقراطي الكوردستاني على نسبة (%69.5) من أصواتها، أي بمعدل (340.977) ألف صوت. انتخابات الدورة الرابعة في 12/5/2018 اما في انتخابات الدورة الرابعة التي أجريت في 12/5/2018 في المحافظات الكوردية الثلاث، فقد بلغت نسبة من يحق لهم المشاركة في التصويت (1.795.686) ألف شخص. حصل الديمقراطي الكوردستاني على ما نسبته (40.4%)، أي بمعدل (724.728) ألف صوت. ففي أربيل، حصل الحزب المذكور على (321.920) ألف صوت من المجموع الكلي لعدد المشاركين الذي بلغ (642.232)، فأصبحت نسبة المشاركة الكلية (50.1%). واما في السليمانية، صوّت (664.146) ألف شخص في هذه الانتخابات، حصل الديمقراطي الكوردستاني على ما نسبته (7.3%)، بمعدّل (48.706) ألف صوت. وفي محافظة دهوك، شارك (489.308) ألف شخص في الانتخابات، حصل الديمقراطي الكوردستاني على نسبة (%72.4) منها، بمعدل (354.102) ألف صوت. انتخابات الدورة الخامسة 10/10/2021 بلغ عدد المشاركين في انتخابات الدورة الخامسة لمجلس النواب العراقي في محافظات الاقليم الثلاث (1.232.897) ألف شخص، بنسبة ( 35.4%). من مجموع (3.486.787 ) مِن مَن يحق لهم التصويت. حصل الديمقراطي الكوردستاني في المحافظات الكوردية الثلاث ما نسبته (47%)، بمعدّل (579.243) ألف صوت. وبلغ عدد الأصوات التي يحق لها التصويت في الانتخابات (1.238.379) ألف شخص، فصوّت منهم (444.253)، بنسبة (35.9%). حصل الديمقراطي الكوردستاني على ما نسبته (59.2%) منها، بمعدّل (262.800) ألف صوت. وفي محافظة السليمانية، وصل عدد الذين يحق لهم التصويت بشكل عام (1.425.705) ألف شخص، وشارك منهم (392.667)، بنسبة (%27.5). حصل الديمقراطي الكوردستاني على ما نسبتها (%14) من المجموع الكلي للأصوات المشاركة، بمعدل (54.891) ألف صوت. اما في دهوك، بلغ عدد الذين يحقّ لهم المشاركة في الانتخابات (822.703)، فشارك منهم (395.977) بنسبة وصلت الى (48.1%). حصل الديمقراطي الكوردستاني على ما نسبته (66.1%) من المجموع الكلي للأصوات، بمعدل (261.543) ألف صوت.
draw: صلاح حسن بابان- العربي الجديد على غرار ما تعرّضت له الأحزاب العراقية الكبيرة؛ هزّت نتائج الانتخابات التشريعية الخامسة منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 الأحزاب التقليدية في إقليم كردستان العراق بخسارتها لمئات الآلاف من أصوات ناخبيها. ورغم حفاظ البعض منها على عدد مقاعدها؛ فإن العزوف الكبير عن المشاركة في الانتخابات اعتبر بمثابة رسالة شعبية للأحزاب الرئيسة في الإقليم، التي سجلت أداءً سلبياً خلال السنوات الماضية فيما يتعلق بمحاربة الفساد وملف مرتبات الموظفين والمتقاعدين بالإضافة إلى التضييق على الحريات العامة واعتقال الناشطين والصحافيين. من حيث عدد المقاعد والأصوات؛ وقعت الخسارة الكبيرة أولاً، وفقاً للنتائج المعلنة، على حركة "التغيير"، التي تحالفت مع "الاتحاد الوطني الكردستاني" في قائمةٍ واحدة تحت عنوان "تحالف كردستان" ولم تحصل على أي مقعد في البرلمان فيما كان لها ستة مقاعد في انتخابات 2018. وجاءت الخسارة الأكبر من بين الأحزاب الكردية في عدد الناخبين من حصّة الحزب "الديمقراطي الكردستاني" رغم أنه جاء بالمرتبة الأولى بزيادة عدد مقاعده من 25 إلى 32 مقعداً، لكنّهُ خسر 304297 صوتاً بعد أن انخفض عدد ناخبيه من 724727 صوتاً في انتخابات 2018 إلى 420430 في انتخابات 2021. في المقابل، كان "الاتحاد الوطني الكردستاني" يُراهن على حصوله على رقم قياسي ورفع عدد مقاعده من 18 إلى أكثر من 30 مقعداً في الانتخابات الأخيرة بعد تحالفه مع حركة "التغيير"، إلا أن المشكلات الداخلية الأخيرة التي ضربت الحزب وأُبعد على أثرها رئيسه المشترك لاهور شيخ جنكي من المشهد السياسي؛ دفعته إلى أن يخسر الكثير من جماهيره رغم حصوله على 17 مقعداً، وخسر 214455 صوتاً من مؤيديه بعد أن تراجعت أعدادهم من 364638 في 2018 إلى 150155 في 2021. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات العراقية الأخيرة 41 بالمئة بمشاركة 9.77.779 ناخبٍ، سجلت منها محافظات الأقليم الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك نسبة مشاركة 46 و37 و54 بالمئة على التوالي. ووفق العضو البارز في "الاتحاد الوطني الكردستاني" غياث سورجي؛ فإن سبب تراجع شعبية الأحزاب التقليدية في الإقليم يعود إلى زيادة نسبة الوعي لدى الناخب الكردي كما العراقي، وهي تتجه نحو الزيادة في كل دورة انتخابية جديدة". ويرد على احتمالية أن يكون التراجع عقوبة من الناخبين لهذه الأحزاب أو بسبب العزوف عن المشاركة في الانتخابات، بالقول إنه "لو كانت عقوبة لكان يُفترض أن يُعاقب الحزب الحاكم في كردستان، وهو الديمقراطي الكردستاني، ومن ثم الاتحاد الوطني الكردستاني"، مؤكداً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "هناك توجها نحو الأحزاب الجديدة، وهذا ما دفع إلى خسارة الكثير من الشخصيات البارزة والأحزاب الكبيرة على مستوى العراق وكردستان مقاعدها في الانتخابات الأخيرة". ويعدّ حراك "الجيل الجديد"، في كردستان المفاجأة الأكبر في الانتخابات العراقية على مستوى إقليم كردستان، بزيادة عدد مقاعده من 3 في انتخابات 2018 إلى 9 مقاعد في الانتخابات الأخيرة. سروة عبد الواحد، وهي شقيقة رئيس حراك "الجيل الجديد"، وفازت بمقعد نيابي في الانتخابات التي أعلنت نتائجها الإثنين؛ ُتخالف سورجي وتعزو أسباب تراجع شعبية الأحزاب الكردية التقليدية إلى الفساد والأداء السياسي السيئ في السنوات الأخيرة تحت حُكم الحزبين الحاكمين، بالإضافة إلى مشكلات أخرى، وأبرزها الاعتقال الجماعي لناشطين وصحافيين ومحاسبتهم على كتابة تعليق أو تعبير عن الرأي. وتضيف لـ"العربي الجديد": خالفت هذه الأحزاب وعودها التي قدّمتها لناخبيها في كل دورة انتخابية فيما يتعلق بالرواتب والشفافية، ومنها أن الحكومة لم توزع رواتب الموظفين كاملة إلا قبل شهرين من إجراء الانتخابات، وترى أن "هذه العوامل خلقت عدم ثقة لدى الناخب بالانتخابات". وعمّقت النتائج المحبطة لحركة "التغيير" الخلافات فيها، ووصل الأمر إلى المشادات الكلامية بين قيادات منها مع المنسق العام للحركة عمر السيد علي، وفقاً لمصدر قيادي فيها، أكّد لـ"العربي الجديد" أن عدّة احتمالات وضعت على طاولة الخلية التنفيذية فيها، أبرزها الانسحاب من حكومة الإقليم واستقالة كاملة للمجلس العام والخلية التنفيذية، بالإضافة إلى إجراء تغييرات شاملة داخلياً على مستوى الحزب. ويُتابع المصدر حديثه قائلاً: إن مسؤولاً رفيع المستوى في رئاسة الإقليم تابعا لحركة "التغيير" يقفُ عائقاً أمام انسحاب الحركة من حكومة كردستان، لكنّه يعود ويؤكد أن هناك إجماعا عاما على ضرورة استقالة المنسق العام للحركة، وتحويل مُلكية المقرّ العام للحركة من ذّمة أولاد المنسق السابق الراحل نوشيروان مصطفى إلى جامعة السليمانية. أما العضو البارز في الحزب "الديمقراطي الكردستاني" ريبين سلام، فقد رأى أن تراجع الأحزاب التقليدية هو رسالة مُبطنة من الناخب لأحزاب السلطة، وهي لا تختلف كثيراً في مضمونها عن شبيهتها في باقي مناطق العراق لأحزاب السلطة ببغداد". مُضيفاً ان الشعب الكردي يُريد أن يرى الخدمات على أرض الواقع مع محاربة الفساد، وألا يبقى ذلك في إطار الدعاية فقط عند النزاعات حتى تُصغّر الفجوة بين المواطن والسلطة. ويُحذّر سلام في حديثه لـ"العربي الجديد"، الأحزاب الكردية بأنها أمام امتحان أصعب وهو انتخابات برلمان الإقليم التي من المقرّر أن تجرى العام المقبل، على عكس الأحزاب العراقية التقليدية التي بات أمامها أربعة أعوام أخرى لتُمتحن من الشعب مرّة أخرى. داعياً الأحزاب الكردية إلى أن تأخذ رسالة الناخب بجدّية وتترجمها بأفعال على أرض الواقع. كما شهدت "جماعة العدل الكردستانية"، "الجماعة الإسلامية" سابقاً، تراجعاً في موقعها بعد حصولها على مقعدٍ واحد في هذه الانتخابات بعد أن كان لها مقعدان في 2018، مقابل رفع "الاتحاد الإسلامي الكردستاني" مقاعده من اثنين في الانتخابات السابقة إلى أربعة مقاعد في هذه الانتخابات.
تقرير: دره و القسم الثالث: حركة التغيير ظهرت حركة التغيير في 25-7-2021 كقوة معارضة رائجة بزعامة نوشيروان مصطفى، وفي اول ظهور لها حصلت على 25 مقعدا في برلمان اقليم كوردستان، وبقي نوشيروان مصطفى زعيما للحركة لغاية وفاته في 19-5-2017 اي لمدة ثماني سنوات. وبعد وفاة نوشيروان مصطفى تم اختيار عمر سيد علي كالمنسق العام لحركة التغيير وبقي في منصبه بالرغم من انتهاء فترته القانونية في الـ 14 من شهر ايلول من هذا العام 2021 . حصلت حركة التغيير في اخر انتخابات البرلمان العراقي عام 2018 على خمسة مقاعد، في حين حصلت الحركة في انتخابات 2014 على تسعة مقاعد في البرلمان العراقي، ونسبة اعداد مقاعد حركة التغيير واصواتها تقل عاما بعد اخر، وحركة التغيير بعد وفاة زعيمها نوشيروان مصطفى تخطو من قوة رائجة الى قوة غير مؤثرة. حركة التغيير تدخل في الانتخابات البرلمانية العراقية ولديها في ان واحد اتفاقية مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني واتفاقية اخرى مع الاتحاد الوطني الكوردستاني. نقاط ضعف التغيير في الانتخابات • بالرغم من طرد حركة التغيير من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني من الكابينة الحكومية الثامنة، الا انها توصلت الى اتفاق سياسي مع الديمقراطي الكوردستاني وشاركت مجددا في حكومة اقليم كوردستان، وهذا أثر سلبا على ناخبي الحركة. • حركة التغيير اتهمت في اخر الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت عام 2018 ، حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني بالتورط في التزوير في المناطق التي تقع تحت سيطرته وبالتلاعب بنتائج الانتخابات،وتوتير العلاقات بين الاتحاد والتغيير وصل الى اطلاق النار على المقر الرئيسي لحركة التغيير في السليمانية وعلى صورة المرحوم نوشيروان مصطفى، بعد مرور ثلاث سنوات على هذه الاحداث، قامت حركة التغيير باتفاق سياسي مع الاتحاد الوطني الكوردستاني للانتخابات العراقية المبكرة ويشاركون فيها معا ضمن تسمية التحالف الكوردستاني. • كتلة التغيير في هذه الدورة البرلمانية والبالغة عددهم خمسة اشخاص ويرأسهم يوسف محمد صادق، قاطعوا الحركة وفي الفترة الاخيرة ومن خلال رسائل عدة الى المنسق العام لحركة التغيير، اتهموه باستلام مبلغ شهري من الحزب الديمقراطي الكوردستاني مما دفعت الحركة الى ان تكون متبعا لسياسات الديمقراطي الكوردستاني، وهؤلاء النواب مازالوا يتحدثون باسم حركة التغيير، الا انهم لايدعمون حركتهم وليسوا مشاركين في الدعاية الانتخابية لها، اضافة الى ذلك ينتقدون باستمرار الاداء السياسي لحركة التغيير. • قسمت كتلة التغيير على جبهتين، بعد تدخل المنسق العام لحركة التغيير في تسوية منصب رئيس كتلة التغيير في برلمان كوردستان في ايلول عام 2020 ، قسم يلتزم بسياسات الحركة والقسم الاخر ضدها ولايشارك في الاجتماعات الحزبية، وبالتحديد النائب علي محمد صالح وهو صوت مؤثر للتغيير في برلمان اقليم كوردستان. • تقع مسؤولية قطع رواتب موظفي اقليم كوردستان على عاتق حركة التغيير كونها مشاركة في تشكيل الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان وبالتحديد بسبب تسلمه منصب وزارة المالية، وبالاخص تمت الموافقة على استقطاع الرواتب داخل مجلس وزراء اقليم كوردستان بالاجماع. • الشعارات التي كانت ترفعها حركة التغيير منذ تأسيسها ضد غيرها، اصبحت محل المشاكل حاليا داخل صفوفها، ومنها مسألة الشفافية وحرية التعبير والرأي وتنظيم المؤتمر في وقته المحدد وغيرها من المسائل. • انكماش هيكلية حركة التغيير و الاستقالات المستمرة من قبل اعضائها واعلانها للراي العام. • عدم وجود اعلام مؤثر وقوي مثل فضائية كي ان ان التي اثرت مع بداية تأسيس الحركة ولمدة سنوات عدة وبشكل قوي على المنتخبين. • تورط عدد من مسؤولي حركة التغيير داخل حكومة اقليم كوردستان والحكومات المحلية في الاعمال غير القانونية والتهريب في المنافذ الحدودية والفساد والهدر وظهر عدد من ملفاتهم على الصفحات الالكترونية. • حركة التغيير كانت تحمل في بدايتها مجموعة من الرؤى المختلفة، الا انه ومع مرور الوقت بدل توسعة تلك الرؤى قامت بتكثيف مقارباتها مع القوى الاخرى، حيث ان جزء من منتخبيها يعتبرونها انها اصبحت مثل الجهات الاخرى. • كانت حركة التغيير تعمل سابقا للمستقبل، الا انها الان وكبقية القوى الاخرى تعيش على ذكرى ماضيها، وبالاخص مع نجاحات والانجازات السياسية للمرحوم نوشيروان مصطفى. • تأسيس قوى مثل حراك الجيل الجديد الذي يحمل خطاب زمن معارضة حركة التغيير، يؤثر سلبا على القاعدة الجماهيرية للتغيير . • تحالف حركة التغيير مع الاتحاد الوطني جاء في وقت تم تقسيم الاتحاد بسبب المشاكل بين الرئيسين المشتركين للحزب، مما شكل احراجا لقادة حركة التغيير وعلى مصير مرشحيها في الانتخابات. • تنازلت الحركة عن افكارها السياسية السابقة وخصصت اغلبية مفاوضاتها مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني للحصول على المناصب الحكومية والمحلية، ووصل الى حال وبالرغم من حملة الانتخابات والتحالف مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، شكا المنسق العام لحركة التغيير عمر سيد علي في مقال له خلال الايام السابقة من الاتحاد الوطني بشأن عدم املاء جميع المناصب الشاغرة للحركة. • عندما تدخل حركة التغيير في الانتخابات العراقية المبكرة، لديها في ان معا اتفاقية مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومع الاتحاد الوطني الكوردستاني، اي انها مشاركة في حكومة اقليم كوردستان، وهذا سيؤثر سلبا على الحركة، وخاصة على ناخبيها عندما كانت من القوى المعارضة. نقاط القوة لحركة التغيير في الانتخابات • اللذين كانوا ينتقدون الحركة في السنوات الماضية وتخلوا عنها، لم يستطعوا لغاية الان الانضمام الى قوى او حركة سياسية جديدة، وهذه الخطوة تأتي لصالح حركة التغيير. • بالرغم من الانتقادات الكثيرة التي توجه للحركة، الا انها قامت بتصفية الاصوات المنتقدة وبقيت في الحركة من يدعمون سياسات حركة التغيير، وهذه الخطوة شكلت نوعا من الاستقرار بين اعضائها. • شاركت حركة التغيير بشعار الاصلاح في الكابينة التاسعة في حكومة اقليم كوردستان، بالرغم ان الاصلاحات ليست بالمستوى المطلوب، الا ان الموافقة على قانون الاصلاح في هذه الكابينة من الرواتب ورواتب المتقاعدين من المناصب الخاصة، تعتبر انجازا لحركة التغيير، ان استطاعت اقناع ناخبيها من الناحية الاعلامية. الانتخابات وتأثيراتها بقي 11 يوما فقط لموعد اجراء الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة، والدعايات الانتخابية تبدو خاملة قياسا بالانتخابات السابقة الاخرى. وبشكل عام هناك مجموعة من المسائل بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي اجريت عام 2018 اثرت على مشاركة او عدم مشاركة المنتخبين في عملية الانتخابات المقبلة المقررة اجراؤها في العاشر من اكتوبر المقبل، كما اثرت على الجهات السياسية ايضا، ومنها: • سوء الاوضاع المالية لحكومة اقليم كوردستان وفرض الاستقطاع الاجباري على الموظفين في الكابينة التاسعة المشكلة من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير. • حدوث مشكلة لحصة اقليم كوردستان من الموازنة العامة وراوتب موظفيه من قبل بغداد، حيث تمت معالجتها اخيرا ضمن اتفاقية هزيلة اخرى بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لمدة سنة مالية اخرى (2021). • عدم وجود منافسة قوية بين الجهات، الحزب الديمقراطي الكوردستاني يشارك بوحده والاتحاد الوطني الكوردستاني يشارك مع حركة التغيير معا ضمن تحالف واحد في الانتخابات المقبلة، وجميعهم مشاركون في الكابينة الحكومية التاسعة ومشاركون مع بعضهم والمنتخبين ينظرون اليهم بعين المتنافسين مع بعضهم. • جهات المعارضة (جماعة العدالة-حراك الجيل الجديد-الاتحاد الاسلامي-الحزب الشيوعي-الحركة الاسلامية) مع الجهات الاخرى، كل منها دخلت بشكل منفرد في العملية الانتخابية ولم يكن باستطاعتهم تشكيل قوة معارضة قوية موحدة امام احزاب السلطة وان يكون لديهم تأثير قوي على الدعاية الانتخابية. • النظام الانتخابي الجديد الذي يتم تجربته لاول مرة بعد سقوط صدام وهو بشكل دوائر انتخابية متكاملة، أثر على الحملة الانتخابية، وقلل من حجم منافسة الجهات على المقاعد البرلمانية داخل الدوائر الانتخابية. دره و تنشر سلسلة من التقارير اليومية لتبين نقاط الضعف والقوة لدى الكتل السياسية لاقليم كوردستان للانتخابات المبكرة العراقية.
تقرير: دره و القسم الثاني: الاتحاد الوطني الكوردستاني سيدخل الانتخابات مع وجود مجموعة من المشاكل داخل عائلة طالباني، ويرفع شعارا مجربا للدعاية الانتخابية وهو وحدة الصف الكوردي في بغداد، فيما شتت الوحدة داخل حزبه، وبالرغم من ذلك مازال الحزب الحاكم داخل منطقته، دره و ستنشر يوميا سلسلة من التقارير لتبين نقاط ضعف وقوة الكتل السياسية في اقليم كوردستان للانتخابات العراقية المبكرة. الاتحاد الوطني الكوردستاني تأسس الاتحاد الوطني الكوردستاني في 1-6-1967، وهو ثاني اقدم حزب بعد الحزب الديمقراطي الكوردستاني في اقليم كوردستان وسكرتيره كان جلال طالباني منذ تأسيس الحزب ولغاية وفاته في 3-10-2017، اي ان طالباني قاد الاتحاد الوطني الكوردستاني لمدة 41 عاما. وانفك عام 2009 نوشيروان مصطفى عن الحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني والذي كان من احد مؤسسي الحزب وأسس حركة التغيير، ويعتبر هذا من اكبر تفكيك في تأريخ الاتحاد الوطني الكوردستاني، وتغلبت حركة التغيير على الاتحاد الوطني خلال اول انتخابات بعد تأسيسها، وهذا اثر سلبا على الاتحاد واضعف قاعدته في المناطق التي تقع تحت سيطرته. وبعد وفاة جلال طالباني ظل الاتحاد الوطني الكوردستاني يعاني من مشاكله الداخلية لمدة سنتين، وتم تقسيم السلطة بين اقطاب الحزب، حيث عندما كان يزور وفد اجنبي السليمانية كان يجب ان يعقد اجتماعات عدة مع مسؤولي الحزب من اجل التوصل الى افكار الاتحاد الوطني الكوردستاني. وعقد الاتحاد الوطني الكوردستاني في نهاية عام 2019 مؤتمره الاول بعد وفاة السكرتير التأريخي للحزب جلال طالباني، وكان المؤتمر الرابع في تأريخ الاتحاد الذي انهى السلطة القديمة للحزب، ومهدت الارضية لمسك عائلة طالباني بشقيها (ابناء طالباني واولاد شيخ جنكي) زمام سلطة الاتحاد، واصبح الاتحاد الوطني الكوردستاني من حزب سوشيال ديمقراطي الى حزب عائلي، ولتحقيق التوازن داخل عائلة طالباني تم في شباط 2020 تطبيق النظام الرئاسي، وتم اختيار لاهور شيخ جنكي وبافل طالباني من قبل الرئاسة المنتخبة في المؤتمر كرئيسين مشتركين للحزب، الا ان هذا النظام استمر لمدة سنة وخمسة اشهر فقط، وانفجرت الخلافات في تموز العام الحالي بين الرئيسين المشتركين، اتهم احدهم الاخر بمحاولة قتله عن طريق تسميمه بالسم، والاخر يتحدث عن الانقلاب، والخلافات مستمرة لغاية الان، واللجوء الى قوة السلاح على الطاولة باستمرار، الاتحاد الوطني الكوردستاني بهذه الاوضاع المشتتة سيدخل في الانتخابات العراقية المبكرة. نقاط ضعف الاتحاد الوطني الكوردستاني للانتخابات • في وقت يذهب الى الانتخابات وحزبه منقسم بين الرئيسين المشتركين للاتحاد الوطني الكوردستاني، جماهير لاهور شيخ جنكي كان قويا وتم ابعاده من حملة الدعاية الانتخابية ومن المتوقع ان يعلن جنكي عن دعمه في اللحظات الاخيرة من الدعاية الانتخابية لعدد من المرشحين. • الخلافات بين ابناء عمومة عائلة جلال طالباني اصبحت محطة جماهير الاتحاد الوطني الكوردستاني الكبير واثر سلبا على القاعدة الجماهيرية المثبتة من القوات الامنية والبيشمركة القدامى واهالي الشهداء. • الاتحاد الوطني الكوردستاني تحالف مع حركة التغيير للانتخابات العراقية المبكرة ، في وقت ان القاعدة الجماهيرية لحركة التغيير تتجه باستمرار نحو الانكماش بعد وفاة زعيمها نوشيروان مصطفى، والوقت اصبح متأخرا بالنسبة للاتحاد الوطني الكوردستاني، وحركة التغيير ليس باستطاعتها النهوض مجددا وتكتيم المشاكل الداخلية للاتحاد. • خطاب الاتحاد الوطني الكوردستاني يركز على مسألة توحيد الصفوف في بغداد، وهذا الشعار ليس بجديد ويتردد في جميع الانتخابات ولن يؤثر ايجابا على الناخبين، وبالاخص ان منطقة الاتحاد هي السليمانية والناخبين فيها تجاوزا هذا الشعار، والاتحاد الوطني الكوردستاني يدعو الى توحيد الصفوف الكوردي في بغداد، في حين تم تشتيت وحدة صفه. • الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير هما المشتركان الرئيسيان مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني داخل الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان، ويتحملان مسؤولية جميع الازمات التي حدثت في اقليم كوردستان بعد انتخابات البرلمان العراقي عام 2018، وبالتحديد رفع ازمة استقطاع رواتب الموظفين في منطقة السليمانية المعروفة بالاحتجاجات والتظاهرات. • الاتحاد الوطني الكوردستاني وبعد وفاة جلال طالباني، يتجه من حزب متطور و متجدد الى حزب عائلي، مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبالاخص بعد احداث 8 تموز وتسوية الحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني لصالح ابناء جلال طالباني. • التخبط في قرارات وسياسات الاتحاد الوطني في اغلبية احداث السنوات الثلاثة الماضية، جعله ان يبرز كمتبع لسياسات الحزب الديمقراطي الكوردستاني. • تورط جزء من قيادات الاتحاد الوطني الكوردستاني في الاتجار غير القانوني وملفات الفساد، وتوجيه الاتهامات بالتهريب وأخذ الاتاوات من التجار من قبل الرئيسين المشتركين للحزب، بعث عدم الامل لدى ناخبي الاتحاد الوطني. • التراجع المستمر بشأن تقديم الخدمات الاساسية في المناطق التي تقع تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكوردستاني، في وقت لدى الاتحاد منصب نائب رئيس حكومة اقليم كوردستان. • تكثيف المنافسات الانتخابية من قبل الجهات الاخرى في المناطق التي تقع تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكوردستان، بالاضافة الى جماعة العدالة والاتحاد الاسلامي، يسعى حراك الجيل الجديد لايصال مرشحيه الخمسة للبرلمان العراقي في تلك المناطق، وبالاخص وهو ينتظر مقاطعة الانتخابات من قبل القاعدة الجماهيرية للاتحاد الوطني الكوردستاني بسبب الخلافات بين الرئيسين المشتركين للحزب. • تم ترشيح اقوى المرشحين المستقلين للبرلمان العراقي في المناطق التي تقع تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكوردستاني، في حين ان مرشحي الاتحاد الوطني ليسوا معروفين حتى لدى قاعدته الجماهيرية. نقاط قوة الاتحاد الوطني الكوردستاني للانتخابات • مازال الاتحاد الوطني الكوردستاني القوة المتسلطة في المناطق التي تقع تحت سيطرته، وهذا سيؤثر كثيرا على المنتخبين في تلك المناطق. • قوة مصادره المالية مقارنة بمنافسيه في المناطق التي تقع تحت سيطرته. • بالرغم من خلافاته الداخلية، الا ان الاتحاد الوطني مازال صاحب التنظيم والمؤيدين والهيكلية المنظمة له. • مازال الاتحاد الوطني الكوردستاني صاحب قاعدته، ولديه مكانة على مستوى العراق ودول المنطقة. • عدم وجود قوة معارضة قوية مثل حركة التغيير في عام 2009، يوفر حظا قويا لاجتياز هذه المرحلة الصعبة دون وجود بديل له على المناطق التي تقع تحت سيطرته. • النظام الجديد للانتخابات في العراق والتوقعات بمقاطعة الكثيرين للانتخابات العراقية المبكرة يخدمان الاتحاد الوطني الكوردستاني، وبالاخص يسعى الاتحاد الى اجبار اعضائه ومؤيديه وقواته الامنية المشاركة في الانتخابات. الانتخابات وتأثيراتها بقي 11 يوما فقط لموعد اجراء الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة، والدعايات الانتخابية تبدو خاملة قياسا بالانتخابات السابقة الاخرى. وبشكل عام هناك مجموعة من المسائل بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي اجريت عام 2018 اثرت على مشاركة او عدم مشاركة المنتخبين في عملية الانتخابات المقبلة المقررة اجراؤها في العاشر من اكتوبر المقبل، كما اثرت على الجهات السياسية ايضا، ومنها: • سوء الاوضاع المالية لحكومة اقليم كوردستان وفرض الاستقطاع الاجباري على الموظفين في الكابينة التاسعة المشكلة من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير. • حدوث مشكلة لحصة اقليم كوردستان من الموازنة العامة وراوتب موظفيه من قبل بغداد، حيث تمت معالجتها اخيرا ضمن اتفاقية هزيلة اخرى بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لمدة سنة مالية اخرى (2021). • عدم وجود منافسة قوية بين الجهات، الحزب الديمقراطي الكوردستاني يشارك بوحده والاتحاد الوطني الكوردستاني يشارك مع حركة التغيير معا ضمن تحالف واحد في الانتخابات المقبلة، وجميعهم مشاركون في الكابينة الحكومية التاسعة ومشاركون مع بعضهم والمنتخبين ينظرون اليهم بعين المتنافسين مع بعضهم. • جهات المعارضة (جماعة العدالة-حراك الجيل الجديد-الاتحاد الاسلامي-الحزب الشيوعي-الحركة الاسلامية) مع الجهات الاخرى، كل منها دخلت بشكل منفرد في العملية الانتخابية ولم يكن باستطاعتهم تشكيل قوة معارضة قوية موحدة امام احزاب السلطة وان يكون لديهم تأثير قوي على الدعاية الانتخابية. • النظام الانتخابي الجديد الذي يتم تجربته لاول مرة بعد سقوط صدام وهو بشكل دوائر انتخابية متكاملة، أثر على الحملة الانتخابية، وقلل من حجم منافسة الجهات على المقاعد البرلمانية داخل الدوائر الانتخابية.
تقرير: دره و القسم الاول: بقي 11 يوما فقط لموعد اجراء الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة، والدعايات الانتخابية تبدو خاملة قياسا بالانتخابات السابقة الاخرى. وبشكل عام هناك مجموعة من المسائل بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي اجريت عام 2018 اثرت على مشاركة او عدم مشاركة المنتخبين في عملية الانتخابات المقبلة المقررة اجراؤها في العاشر من اكتوبر المقبل، كما اثرت على الجهات السياسية ايضا، ومنها: • سوء الاوضاع المالية لحكومة اقليم كوردستان وفرض الاستقطاع الاجباري على الموظفين في الكابينة التاسعة المشكلة من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير. • حدوث مشكلة لحصة اقليم كوردستان من الموازنة العامة وراوتب موظفيه من قبل بغداد، حيث تمت معالجتها اخيرا ضمن اتفاقية هزيلة اخرى بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لمدة سنة مالية اخرى (2021). • عدم وجود منافسة قوية بين الجهات، الحزب الديمقراطي الكوردستاني يشارك بوحده والاتحاد الوطني الكوردستاني يشارك مع حركة التغيير معا ضمن تحالف واحد في الانتخابات المقبلة، وجميعهم مشاركون في الكابينة الحكومية التاسعة ومشاركون مع بعضهم والمنتخبين ينظرون اليهم بعين المتنافسين مع بعضهم. • جهات المعارضة (جماعة العدالة-حراك الجيل الجديد-الاتحاد الاسلامي-الحزب الشيوعي-الحركة الاسلامية) مع الجهات الاخرى، كل منها دخلت بشكل منفرد في العملية الانتخابية ولم يكن باستطاعتهم تشكيل قوة معارضة قوية موحدة امام احزاب السلطة وان يكون لديهم تأثير قوي على الدعاية الانتخابية. • النظام الانتخابي الجديد الذي يتم تجربته لاول مرة بعد سقوط صدام وهو بشكل دوائر انتخابية متكاملة، أثر على الحملة الانتخابية، وقلل من حجم منافسة الجهات على المقاعد البرلمانية داخل الدوائر الانتخابية. دره و تنشر سلسلة من التقارير اليومية لتبين نقاط الضعف والقوة لدى الكتل السياسية لاقليم كوردستان للانتخابات المبكرة العراقية. الحزب الديمقراطي الكوردستاني الحزب الديمقراطي الكوردستاني من اقدم الكتل السياسية على الساحة في اقليم كوردستان الذي تأسس من قبل مصطفى بارزاني في الـ 16 من اب 1946، وقد قاد بارزاني الاب لغاية 1979 كتلته اي لمدة 33 عاما، وبعد ذلك يقود ابنه مسعود بارزاني منذ 42 عاما كتلة الديمقراطي الكوردستاني. وحصل الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات البرلمانية العراقية الاخيرة التي جرت عام 2018 بوحدها على 25 مقعدا من مجموع 329 مقعدا برلمانيا عراقيا و اصبح من اكبر الكتل السياسية على مستوى العراق خارج التحالفات. ودخل الديمقراطي الكوردستاني بمقاعده في المحادثات مع الجهات الشيعية وحصل في حكومة عادل عبدالمهدي على منصبي (وزير المالية-فؤاد حسين) و (وزير الاعمار والاسكان-بنكين ريكاني)، اضافة الى حصوله على منصب النائب الثاني لرئيس البرلمان العراقي(بشير حداد) ، كما نافس على منصب رئاسة الجمهورية، الا ان مرشحه فؤاد حسين خسر امام مرشح الاتحاد الوطني الكوردستاني برهم صالح. وبعد استقالة حكومة عادل عبدالمهدي تحت ضغوطات متظاهري تشرين 2019، تم تشكيل كابينة حكومية جديدة في العراق برئاسة مصطفى الكاظمي، وفي هذه الكابينة الجديدة خسر الديمقراطي الكوردستاني منصب وزارة المالية العراقية وحصل بالمقابل على منصب وير الخارجية العراقية الذي شغله فؤاد حسين، كما خسر ايضا منصب وزير الاعمار والاسكان. وبالرغم من فوزه كاكبر حزب سياسي عيراقي حسب نتائج الانتخابات، الا انه تم تقليل حصة الحزب الديمقراطي الكوردستاني داخل الكابينة العراقية الجديدة، الا انه في داخل اقليم كوردستان في ذروة قوته ولديه منصب رئيس اقليم كوردستان ورئيس حكومة اقليم كوردستان ولديه الاغلبية البرلمانية في برلمان كوردستان، اضافة الى تحكمه على القوة العسكرية والمؤسسات الامنية والعلاقات الخارجية واقتصاد اقليم كوردستان وملف النفط من ابرزه. نقاط ضعف الحزب الديمقراطي الكوردستاني للانتخابات: • بشكل عام، الحزب الديمقراطي الكوردستاني يمتلك نسبة 45% من مقاعد برلمان كوردستان، اضافة الى 75% من المناصب الحساسة والعليا في الاقليم، مما تقع اغلبية المسؤوليات على عاتقه، ان كانت هذه نقطة قوية للديمقراطي الكوردستاني بالامكان ايضا ان تصبح نقطة ضعف له امام المنتخبين ويقع على عاتقه مسؤولية تراجع الاوضاع الاقتصادية والخدمات خلال سنوات الثلاث الماضية. • بعد مباشرة الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان برئاسة مسرور بارزاني، وقعت الحكومة مجددا في الازمة المالية وحكومة مسرور بارزاني انجزت هذه المرة استقطاع الرواتب بدلا من ادخارها، والاستقطاع يعني ان الحكومة لن تسترجع هذه الاموال المقطوعة لهم نهائيا، ومن ثم طالب مسرور بارزاني الحكومة العراقية بتعويض موظفي الاقليم عن هذه الاموال المستقطعة من رواتبهم، وهذه من احدى النقاط التي من الممكن ان تؤثر على القاعدة الجماهيرية للحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات المبكرة العراقية. • توتر الوضع الامني في اقليم كوردستان وبالاخص في اربيل العاصمة في السنوات الاخيرة، حيث وقعت لاكثر من مرة تحت تهديد واستهداف وهجوم الجماعات المسلحة العراقية والتهديدات المستمرة من قبل ايران وتركيا على اقليم كوردستان وازدياد ظاهرة اغتيال النشطاء السياسيين لغرب وشرق كوردستان داخل اراضي الاقليم. • اضطهاد الحريات واعتقال واصدار الحكم على النشطاء السياسيين في حدود محافظة اربيل ودهوك، مما ادت الى حدوث ردود افعال من قبل القنصليات والمنظمات العالمية في مجال حقوق الانسان. • الحزب الديمقراطي الكوردستاني لم يعقد مؤتمره منذ 11 عاما ومؤتمره الرابع عشر تاخر عن موعده بحدود سبع سنوات، وكان من المقرر ان يعقد هذا المؤتمر قبل الانتخابات المبكرة العراقية، الا ان الديمقراطي الكوردستاني اجل مؤتمره الى مابعد الانتخابات، عدم تجديد هيكلية الحزب من الممكن ان يؤثر سلبا على القاعدة الجماهيرية للحزب، وبالاخص ان المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني يعتبر مصيريا ويحدد موقع (مسرور بارزاني و نيجيرفان بارزاني) للمرحلة مابعد ابتعاد مسعود بارزاني عن الساحة السياسية، وجاء ذلك في وقت يتحدث الحزب عن منح منصب رئاسة الجمهورية لـ نيجيرفان بارزاني خلال الدورة الجديدة البرلمانية العراقية، وتحريك هذه المسألة لها علاقة باحداث مؤتمر الرابع العشر للديمقراطي الكوردستاني وتقسيم السلطات مجددا بين ابناء عشيرة بارزاني. • التحق خلال السنوات الاخيرة العديد من الناس من صفوف الكتل السياسية الاخرى بالحزب الديمقراطي الكوردستاني، وقام هو الاخر بتنصيب عدد كبير من هؤلاء في مناصب حكومية وحزبية في وقت ليس لديهم تأريخ في الحزب، مما ادى الى حدوث عدم الرضا داخل اعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبالاخص الذين قضوا سنين عدة من حياتهم في الحزب من اجل الوصول الى تلك المناصب الحزبية والحكومية. نقاط قوة الحزب الديمقراطي الكوردستاني للانتخابات مازال الديمقراطي الكوردستاني السلطة الاعلى في اقليم كوردستان، بسبب سيطرته على المواقع الحساسة للسلطة، وكما لدى الحزب الديمقراطي مصادر الاقتصاد والمالية والقوة والاعلام. • بالرغم من عدم نجاحه في الاستفتاء، الا مازال العلم القومي في جنوب كوردستان بيد الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حتى وان كان تعبيرا غير صحيح لدى اعدائه السياسيين، الا ان المنتخبين توصلوا الى هذه النتيجة ولم يستطع اعداء الحزب اثبات غير ذلك، وبالاخص استطاع الديمقراطي الكوردستاني عن طريق اعلامه القاء مسؤولية عدم نجاح الاستفتاء على جناح داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني ووصفهم بالخائنين. • الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو المركز وحزب منظم مقارنة بالقوات الاخرى، لاتبرز خلافاته الداخلية كثيرا، باستطاعته تنظيم الحملة الانتخابية خلال فريق واحد فقط. • نقاط قوة الحزب الديمقراطي الكوردستاني هي تشتت القوات الخارجة عنه اضافة الى تشتت منافسيه، وبالاخص ان اعداء الديمقراطي يقومون بحرب الاصوات داخل حدود محافظة السليمانية واخلوا الساحة نوعا ما للحزب الديمقراطي الكوردستاني في اربيل ودهوك. • انفجار المشاكل بين الرئيسين المشتركين للاتحاد الوطني الكوردستاني اعطى قوة كبيرة لمكانة الديمقراطي، لاهور شيخ جنكي الذي كان يحارب منذ سنين عدة الحزب الديمقراطي، تم ضرب مكانته، وهذا كان سقوط اخر المنافسين الاقوياء للحزب الديمقراطي على الساحة في اقليم كوردستان. • السليمانية كانت نقطة الضعف بالنسبة للقاعدة الجماهيرية للحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات السابقة، الا انه في السنوات الاخيرة وبسبب ضعف الاتحاد الوطني الكوردستاني،اصبحت القاعدة الجماهيرية للديمقراطي شيئا فشيئا قوية في تلك المنطقة، حيث ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني يأمل الحصول على مقعدين في البرلمان العراقي في الانتخابات العراقية المبكرة ضمن حدود حلبة وكرميان.
الحصاد: يجري العراق انتخابات عامة في العاشر من أكتوبر، هي الانتخابات البرلمانية الخامسة منذ التدخل الأميركي الذي أطاح بنظام صدام حسين، وأوجد نظاما معقدا متعدد الأحزاب تتنافس فيه القوى السياسية على أسس طائفية أو عرقية. وكان من المفترض إجراء الانتخابات في العام المقبل، لكن تقرر التبكير بها إرضاء للمحتجين الذين نزلوا إلى الشوارع في عام 2019 بسبب تفشي الفساد وضعف الخدمات والاعتقاد الواسع بأن النخبة أساءت استغلال السلطة لإثراء نفسها. ومن المتوقع أن تظل جماعات مكونة من الأغلبية الشيعية على دفة القيادة مثلما هو عليه الحال منذ إقصاء نظام صدام الذي كان يقوده السُنة. لكن الشيعة منقسمون بشدة لأسباب من بينها نفوذ الجارة الشيعية إيران. والنشطاء الذين سعوا لإقصاء الطبقة السياسية بكاملها منقسمون حول ما إذا كان عليهم دخول المنافسة أم لا، ومن المتوقع أن يفوزوا بعدد قليل من المقاعد على أفضل تقدير، وفقا لرويترز. ويضمن قانون انتخابي جديد أيضا 83 مقعدا في البرلمان على الأقل للنساء. وفيما يلي الجماعات الرئيسية التي ستنافس على مقاعد البرلمان وعددها 329 مقعدا: التيار الصدري من المتوقع على نطاق واسع أن يكون التيار الصدري، وهي الجماعة السياسية التي يقودها رجل الدين، مقتدى الصدر، أكبر جناح في البرلمان. وشغل تحالف (سائرون) بقيادة الصدر 54 مقعدا في انتخابات عام 2018 مما منح الصدر نفوذا حاسما في تشكيل الحكومة. واستخدم تياره قوته البرلمانية في بسط سيطرته على أجزاء واسعة من البلاد. ويخوض التيار الصدري الانتخابات ببرنامج وطني سعيا لفصل نفسه عن الجماعات الشيعية التي تساندها إيران. كان الصدر قد قاد الشيعة في مواجهة القوات الأميركية ونال مكانة عليا بين فقرائهم الذين يوقّرون والده، محمد صادق الصدر، الذي قتله نظام صدام. جماعات متحالفة مع إيران أكبر تجمع للأحزاب المتحالفة مع إيران والذي يقوده زعماء فصائل مسلحة هو تجمع ينضوي تحت لواء (تحالف الفتح) بقيادة الزعيم السياسي، هادي العامري، الذي جاءت كتلته في المرتبة الثانية في انتخابات عام 2018 وشغلت 48 مقعدا. ويشمل (تحالف الفتح) الجناح السياسي لجماعة (عصائب أهل الحق)، التي صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية ويمثل أيضا (منظمة بدر)، التي تربطها علاقات طويلة مع إيران والتي قاتلت إلى جانبها في الحرب العراقية الإيرانية من عام 1980 إلى عام 1988. ولعب جميع البرلمانيين الشيعة دورا كبيرا في هزيمة تنظيم "داعش" الذي استولى على ثلث العراق بين عامي 2014 و2017. وتخوض بعض الأحزاب المتحالفة مع إيران الانتخابات خارج مظلة تحالف الفتح ومن بينها حركة (حقوق) التي تشكلت حديثا عن أقوى فصيل موال لإيران وهو (كتائب حزب الله). تحالفات شيعية أخرى ضم رئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي، وتيار الحكمة الوطني بقيادة رجل الدين الشيعي، عمار الحكيم، الصفوف وأسسا تحالف قوى الدولة الوطنية. وحل تحالف العبادي في المرتبة الثالثة في انتخابات عام 2018 وشغل 42 مقعدا في البرلمان بعد أن قاد العراق إلى هزيمة تنظيم "داعش". وشغل تيار الحكمة الوطني 19 مقعدا. ويرأس نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق، واحداً من أقدم أحزاب العراق وهو حزب الدعوة الإسلامية (ائتلاف دولة القانون) الذي شغل 25 مقعدا في البرلمان في انتخابات عام 2018. والمالكي متهم على نطاق واسع بتمكين الفساد والطائفية المناوئة للسنة التي ساعدت تنظيم "داعش" في كسب أتباع، وفقا لرويترز. أحزاب سنية يقود رئيس مجلس النواب السني، محمد الحلبوسي، تحالف (تقدم) الذي يضم عددا من الزعماء السنة من الشمال والغرب، حيث الأغلبية السنية، ومن المتوقع أن يحظى بكثير من أصوات السنة. والمنافس الرئيسي للحلبوسي هو رجل الأعمال، خميس الخنجر، الذي انضم إلى تحالف (الفتح) الذي تسانده إيران بعد انتخابات عام 2018. ويسمى التحالف الذي يقوده الخنجر تحالف (عزم). وفي العادة تسعى الأحزاب السنية لكسب الولاءات العشائرية. ولم تظهر الجماعات السنية قدرا كبيرا من الوحدة منذ عام 2003 وهو ما يشكو منه الناخبون السنة، قائلين إنه يضعفهم لدى محاولة منافسة سلطة الشيعة. وهوجم السنة وتم تثبيط عزمهم على المشاركة في أول انتخابات عراقية بعد عام 2003 وذلك من جانب سنة آخرين أيدوا صدام ومن قِبل متشددين عارضوا الديمقراطية. الأكراد ظل إقليم كردستان في شمال العراق يتمتع بحكم ذاتي بحكم الواقع (أي بدون قانون رسمي ينص على ذلك) منذ عام 1991، وصار رسميا تحت حكم ذاتي بموجب دستور عام 2005. ودائما ما تشارك أحزابه في الانتخابات، وهي قوة مهمة في تشكيل الحكومات. والحزبان الكرديان الرئيسيان، هما الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يهيمن على الحكومة الكردية في العاصمة أربيل والاتحاد الوطني الكردستاني الذي يهيمن على مناطق بمحاذاة الحدود الإيرانية ومقره في مدينة السليمانية. شغل الحزب الديمقراطي الكردستاني 25 مقعدا في انتخابات عام 2018، وشغل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني 18 مقعدا. وسيحتفظ الحزبان بنصيب الأسد من أصوات الأكراد تليهما أحزاب أصغر. وشغلت الأحزاب الكردية مجتمعة 58 مقعدا في انتخابات عام 2018. نشطاء رغم أن احتجاجات عام 2019 أدت إلى استقالة الحكومة السابقة، لم يتغير الكثير منذ ذلك الحين. وبرز في الاحتجاجات استخدام القوة المميتة مع المتظاهرين. ويدعو بعض النشطاء الذين شاركوا في الاحتجاجات إلى مقاطعة الانتخابات لكن آخرين شكلوا أحزابا أو انضموا إلى ائتلافات معتدلة مثل تحالف العبادي والحكيم. وحركة (امتداد) أحد الأحزاب القليلة التي شكلها نشطاء وتقدمت بمرشحين، ويرأسها الصيدلاني، علاء الركابي، وهو من أبناء مدينة الناصرية في الجنوب والتي شهدت بعض أشرس الهجمات ضد المتظاهرين في عام 2019. رويترز
تقرير: دره و يتكون مجلس النواب العراقي من 329 مقعدا، وحسب القانون الجديد للانتخابات، تم تحديد تسعة مقاعد فقط كـ كوتا للمكونات. ووزع قانون الانتخابات بهذا الشكل مقاعد كوتا المكونات: • المكون المسيحي خمسة مقاعد، والمقاعد وزعت على محافظات(بغداد-نينوى-كركوك-دهوك-اربيل)،ويذهب من بين كل محافظة من تلك المحافظات مرشح واحد الى البرلمان العراقي. • المكون الايزيدي: مخصص له مقعد واحد في محافظة نينوى. • المكون الصابئة المندائية: مخصص له مقعد واحد في محافظة بغداد. • المكون الشبكي: مخصص له مقعد واحد في محافظة نينوى. • مكون الكورد الفيليين: مخصص له مقعد واحد في محافظة واسط. وحسب قانون الانتخابات اذا ذهب احد من هؤلاء المكونات من قوائم الاحزاب والتحالفات الى البرلمان، لايحسبون على كوتا، اي ان حصة كوتا محفوظة. وحدد قانون الانتخابات بهذا الشكل من الدوائر الانتخابية لمقاعد كوتا المكونات: • المقاعد الخمسة لكوتا المسيحيين تكون ضمن دائرة انتخابية واحدة، اي ان الناس في جميع انحاء العراق بامكانهم التصويت لهؤلاء المرشحين الذين رشحوا انفسهم على حصة كوتا المسيحيين. • المكون الصابئة المندائية خصص له دائرة انتخابية واحدة كالمكون المسيحي، اي ان الناس من جميع انحاء العراق بامكانهم التصويت لهؤلاء المرشحين عن محافظة بغداد للفوز بهذا المقعد الوحيد. الا ان الوضع يختلف لمقاعد كوتا المكونات الاخرى، المكون الايزيدي المخصص له مقعد واحد، بامكانهم التصويت فقط في حدود محافظة نينوى للمرشحين للفوز بالمقعد الواحد، اي انه لايحق التصويت لهم في المحافظات الاخرى، وهذا يطبق ايضا على المقعد الوحيد للمكون الشبكي والكورد الفيليين. معركة مقاعد كوتا المكونات يتنافس اكثر من 60 مرشحا للفوز بـ تسعة مقاعد خاصة للمكونات في البرلمان العراقي المقبل، ومن ضمن المتنافسين على مقاعد كوتا الاقليات يوجد وزير في الكابينة الحالية لحكومة العراق و 13 نائبا في الدورة الحالية والسابقة لبرلمان العراق. كوتا المسيحيين المكون المسيحي الذي حدد له خمسة مقاعد مثل حزب سياسي في البرلمان المقبل كـ كوتا، وبشكل عام يتكون من ستة تيارات سياسية، وبجانب هذه التيارات السياسية رشح اناس انفسهم تابعون لهذا المكون بشكل مستقل. وبشكل عام رشح 33 شخصا انفسهم للفوز بـ خمسة مقاعد للمكون المسيحي. ومن ابرز الكتل السياسية المسيحية: • حركة الديمقراطية الاشورية برئاسة يونادم كنا الذي لم يرشح نفسه. • المجلس الشعبي السرياني الاشوري برئاسة جميل زيتو، وفاز هذا الحزب بمقعد لكوتا المسيحيين في محافظة كركوك في اخر الانتخابات البرلمانية العراقية التي اجريت عام 2018 . • ائتلاف الحمورابي برئاسة (ئانو جوهر عبدالمسيح) وزير النقل في اقليم كوردستان، وهو تابع للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وائتلاف ئانو جوهر يتكون من ثلاثة تيارات سياسية وهي (المجلس القومي الكلداني-الاتحاد الديمقراطي الكلداني-حركة تجمع السريا). • حركة بابليون: برئاسة ريان الكلداني وهو أحد قادة الحشد الشعبي وقريب من منظمة بدر لهادي العامري، وفرضت امريكا عام 2019 عقوبات على ريان الكلداني بتهمة انتهاك حقوق الانسان، وحركة بابليون فاز بمقعدين لكوتا المسيحيين في بغداد ونينوى في اخر انتخابات البرلمان العراقي، ولديها وزيرة في الكابينة الحالية للحكومة العراقية وهي ايفان فائق جابرو وزيرة المهجرة والمهجرين. • كتلة اتحاد بيت النهرين برئاسة يوسف يعقوب متى وكتلة الوطن الاشوري برئاسة عمانوئيل خوشبا تتنافسان للفوز بمقعد كوتا المسيحيين ولديهما مرشح وهو عمانوئيل خوشبا، وهو عضو البرلمان العراقي الحالي ورشح نفسه من جديد. وبشكل عام رشح تسعة اشخاص انفسهم في بغداد للفوز بمقعد لكوتا المسيحيين، ومن ابرزهم ايفان يعقوب وزيرة الهجرة والمهجرين التي رشحت نفسها على قائمة البابليون، وفي اربيل رشح ثمانية اشخاص للفوز بمعقد واحد لكوتا المسيحيين وابرزهم جوزيف صليوة النائب السابق ورشح نفسه عن بيت النهرين، اضافة الى رائد اسحاق النائب السابق ورشح نفسه عن المجلس الشعبي. كما رشحت رغد يوسف نفسها ايضا في اربيل على قائمة بابليون، وبعد استقالة عادل عبدالمهدي كانت تذكر اسمها كمرشحة لمنصب وزيرة الهجرة والمهجرين، والحزب الشيوعي الكوردستاني ايضا يدعم مرشحا مستقلا للفوز بمقعد كوتا المسيحيين في اربيل. وفي دهوك رشح ستة اشخاص انفسهم للفوز بمقعد واحد لكوتا المسيحيين. وفي كركوك رشح خمسة اشخاص انفسهم لمقعد واحد مخصص لكوتا المسيحيين، ومن ابرزهم النائب السابق عماد يوخنا من كتلة الحركة الديمقراطية والنائب الحالي عمانوئيل خوشابا الذي فاز عام 2018 بمقعد كوتا المسيحيين في دهوك. وفي محافظة نينوى يتنافس ستة مرشحين على الفوز بمقعد واحد لكوتا المسيحيين، ومن ابرزهم النائب الحالي في البرلمان العراقي اسوان الكلداني شقيق ريان الكلداني رئيس حركة بابليون. كوتا الايزيديين خصص للايزيديين في البرلمان العراقي مقعد واحد ويتم التنافس ضمن محافظة نينوى للفوز بهذا المقعد، سبعة اشخاص ممثلين عن ثلاث كتل مع عدد من المرشحين المستقلين، رشحوا انفسهم ويتنافسون للفوز بهذا المقعد الوحيد. والكتل السياسية الايزيدية التي تشارك في المنافسة الانتخابية تتكون من: • الحركة الايزيدية من اجل الاصلاح والتقدم برئاسة النائب السابق حاجي كندور سمو، المقرب من حزب العمال الكوردستاني. • حركة الايزيدية الديمقراطية برئاسة حيدر ششو قائد قوات حماية ايزيدخان وهي قوة مسلحة في سنجار. • حركة تقدم الايزيديين برئاسة سعيد بتوش، المقرب من الحزب العمال الكوردستاني. ومن ابرز المرشحين للفوز بالمقعد الوحيد لكوتا الايزيديين: • صائب خضر النائب الحالي في البرلمان العراقي الذي فاز عام 2018 بالمقعد، ومقرب من منظمة بدر لهادي العامري، ورشح نفسه بشكل مستقل. • ايمن فرحان جيجو النائب السابق ورشح نفسه بشكل مستقل. المرشحون الشبك رشح سبعة اشخاص انفسهم للفوز بمقعد واحد مخصص لكوتا المكون الشبكي في محافظة نينوى، ومن ابرزهم النائب الحالي في البرلمان العراقي قصي عباس الذي فاز بالمقعد عام 2018، وهو مقرب من تحالف فتح لهادي العامري، اضافة الى وعد قدو قائد لواء الشبك في سهل نينوى الذي رشح نفسه ايضا، واتهمه الحزب الديمقراطي الكوردستاني سابقا بتورطه في احدى الهجمات التي شنت العام الماضي على مطار اربيل، وبسببه انهت الحكومة العراقية مهامه في منصب قيادة لواء الشبك التابع لقوات الحشد الشعبي، وضمت امريكا عام 2019 وعد قدو على قائمة عقوباتها بتهمة انتهاك حقوق الانسان وملف الفساد، (وعد قدو) هو شقيق حنين قدو النائب السابق في منظمة بدر الذي توفي العام الماضي بسبب فيروس كورونا. مقاعد الكورد الفيليين لاول مرة تنضم مقاعد الكورد الفيليين مع مقاعد كوتا، وهذا المقعد الوحيد سيتم تسويته ضمن محافظة نينوى، ويتنافس عليه عشرة اشخاص للفوز به. ومن ابرز الاشخاص المرشحين للفوز بالمقعد الوحيد لكوتا الكورد الفيليين هم، مازن الفيلي النائب الحالي في البرلمان العراقي، واراس حبيب عضو البرلمان العراقي الحالي والذي فاز بالمقعد عام 2018 عن تحالف نصر لحيدر العبادي. مقعد الصابئة خصص مقعد واحد للمكون الصابئة المندائية في محافظة بغداد، ويتنافس ثمانية مرشحين للفوز بهذا المقعد الوحيد، ومن ابرز المرشحين: حارث الحارثي النائب السابق، و نوفل ناشي البرلمان السابق، ورعد جبار العضو السابق في مجلس محافظة بغداد.
الحصاد: BBC تعتبر الولايات المتحدة القوة العالمية العظمى، إذ تنفق على الجيش وحده ما يزيد عن 700 مليار دولار سنوياً، كما يبلغ عدد الأسلحة النووية التي تمتلكها أكثر من 7 آلأف سلاح نووي، ولديها ما بين 150 - 200 ألف جندي منتشرين في جميع أنحاء العالم، عدا عن جواسيسها المدربين جيداً الذين يتربصون بأعدائها في أجزاء كثيرة حول العالم. خاضت الولايات المتحدة حروباً طويلة في العديد البلدان التي تعتبرها مصدر تهديد على أمنها، مستخدمة أحدث الأسلحة. لكن ما حدث في يوم 11 سبتمبر/أيلول، هزّ كيان هذه القوة العظمى، وترك ندوباً لن تختفي لمئات السنين. إنه اليوم الذي أدرك فيه العالم أن الطائرات يمكن أن تُستخدم كسلاح وأن الوقود الذي تحمله يمكن أن يتحول إلى متفجرات. تم اختطاف ما مجموعه أربع طائرات. اصطدمت طائرتان منها ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك. مواضيع قد تهمك 11 سبتمبر: من بينهم 15 سعوديا وتزعمهم مصري، تعرّف على منفذي الهجمات هجمات 11 سبتمبر 2001: ماذا حدث في ذلك اليوم؟ ذكرى هجمات سبتمبر: جو بايدن يحث الأمريكيين على الوحدة هجمات 11 سبتمبر: الرجل الذي قال لبوش إن أمريكا تتعرض لهجوم - التايمز مواضيع قد تهمك نهاية هجمات 11 سبتمبر 2001: ماذا حدث في ذلك اليوم؟ هجمات 11 سبتمبر: بعد 20 عاما من الحرب الأمريكية على الإرهاب، ما الذي حققته واشنطن؟ صدر الصورة،GETTY IMAGES التعليق على الصورة، الرئيس بوش ينضم إلى رجال الإطفاء في إزالة الأنقاض بعد أيام من الهجوم الدامي "استولينا على بعض الطائرات" "بحوزتنا بعض الطائرات، كل سكان المدينة تحت الخطر". كانت تلك الكلمات التي نطق بها الإرهابي محمد عطا، الذي خطف طائرة شركة أمريكان إيرلاينز التي تقوم بالرحلة رقم (11) لتحذير ركاب الطائرة. سمع المسؤولون على الأرض في غرفة المراقبة هذه الكلمات بوضوح، لكنهم لم يستوعبوا ما المقصود بها، لم يكن هناك متسع من الوقت. تم اختطاف ما مجموعه 4 طائرات في يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001. تعرضت الولايات المتحدة لضربة مؤلمة لعدم إدراكها ما قصده الإرهابي على متن الطائرة. تحطمت طائرة أمريكان أيرلاينز المخطوفة عند اصطدامها بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي. وكانت طائرة أخرى في طريقها إلى نيويورك، حيث غادرت من مدرج آخر في نفس المطار الذي غادرت منه الطائرة الأولى. كانت طائرة يونايتد أيرلاينز ورقم رحلتها 175 ، متجهة إلى لوس أنجليس من مطار لوغان في بوسطن. صدر الصورة،GETTY IMAGES واختطفت الطائرة من قبل خمسة أشخاص، إماراتيان وثلاثة سعوديين. قاد عملية الخطف الإماراتي مروان الشحي، ومواطنه فايز بن حمد والسعودي مهند الشهري، والشقيقان السعوديان أحمد وحمزة الغامدي. واجهوا بعض العقبات قبل الصعود إلى الطائرة، إذ لم يكن بعضهم يتقن الإنجليزية بشكل جيد وبالتالي لم يفهموا الأسئلة الموجهة لهم من قبل جهة إصدار تذاكر الرحلة أو بالكاد أجابوا على الأسئلة. ولم يكشف نظام الكمبيوتر الذي يفحص هويات الركاب قبل صعود الطائرة وجود أي مشكلة فيما يتعلق بهوية خاطفي الطائرة الثانية، كما حصل مع خاطف الطائرة الأولى، محمد عطا. لذا تمكنوا من الصعود إلى الطائرة بكل سهولة. من هو عاصم عمر الذي "أخفى" أسامة بن لادن لسنوات في باكستان؟ من هو الطبيب الباكستاني الذي ساعد الأمريكيين في قتل بن لادن؟ التعليق على الصورة، الرحلة رقم 11 عصي وسكاكين صغيرة لم يكن بحوزة الخاطفين الخمسة سوى العصي وسكاكين صغيرة، وكانت تلك أسلحتهم الوحيدة، لذلك، تمكنوا من اجتياز فحص أمن المطار بسهولة. كان موعد مغادرة الرحلة الجوية 175، الساعة 8 صباحاً، لكنها تأخرت قليلاً وأقلعت من مطار لوغان في الساعة 8:14 وكان على متن الطائرة، 51 راكباً وتسعة من أفراد طاقم الطائرة. وعندما بلغ ارتفاع الطائرة عن سطح الأرض 31 ألف قدم، بدأ المضيفون بتقديم الضيافة كالمعتاد. وفي الساعة 8.42، اتصل الطيارون بغرفة المراقبة والتحكم على الأرض، قالوا إنهم سمعوا اتصالات مريبة من طائرة أخرى. وهو ما يُعتقد أنها كانت من طائرة أمريكان أيرلاينز، ذات الرحلة رقم 11 التي تم اختطافها بالفعل من قبل محمد عطا. ولم تتلقَ غرفة المراقبة والتحكم أي معلومات من طياري الرحلة 175 بعد الساعة 8.42. في تلك اللحظة، بدأ الخاطفون بترويع الركاب وتهديدهم بالسكاكين التي كانت بحوزتهم. في الساعة 8.47، أدرك مسؤولو غرفة المراقبة، أنه قد يكون هناك نشاط مشبوه على متن الطائرة. إذ خرجت الطائرة عن المسار المحدد ولم تمتثل للأوامر التي وجهتها لها السلطات. التعليق على الصورة، الرحلة رقم 175 مكالمات هاتفية من الطائرة في الساعة 8.52 صباحاً، تلقى لي هانسون، من ولاية كوﻧﺘﻴﻛﺖ الأمريكية، مكالمة هاتفية من ابنه بيتر، الذي كان على متن الطائرة المختطفة التي رقمها 175. وقال بيتر لوالده في تلك المكالمة: "أعتقد أنهم استولوا على قمرة القيادة، لقد طعنوا أحد الموظفين، ربما قُتل بعضهم في المقدمة أيضاً، اتصل على الفور بشركة يونايتد إيرلاينز، وأخبرهم بما يحدث على متن الرحلة 175 المتوجهة إلى لوس أنجليس". اتصل لي هانسون على الفور بالشرطة وأخبرهم عما أخبره ابنه. في الساعة 8.52، اتصل أحد أفراد طاقم طائرة يونايتد إيرلاينز بمقر الشركة في سان فرانسيسكو، وأخبرها أن الطيارين قد قتلا وأن الطائرة قد اختطفت. ايقنت السلطات حينها أن الخاطفين هم من كانوا يقودون الطائرة. في الساعة 8.59 ، حاول راكب آخر، يدعى بريان سويني، الاتصال بزوجته. لكنها لم تكن موجودة، فاتصل بوالدته وأخبرها أن الطائرة قد خطفت. وأضاف أن جميع الركاب يتساءلون عما إذا كان بإمكانهم اقتحام غرفة القيادة وتحرير الطائرة من قبضة الإرهابيين. عندما هاتف بيتر والده في المرة الثانية، كان أكثر توتراً وقال: "لديهم سكاكين، يقولون أن بحوزتهم قنبلة. أعتقد أنهم يخططون للاصطدام بمبنى ما في مكان ما، لا تقلق أبي، إذا حدث شيء من هذا القبيل، فكل شيء ينتهي بسرعة كبيرة". لم يكمل بيتر المكالمة وانقطع الإتصال. صدر الصورة،REUTERS التعليق على الصورة، اندلعت النيران في البرج الثاني لمركز التجارة العالمي بعد أن اصطدمت به الطائرة المخطوفة وقبل أن ينقطع الإتصال، سمع والد بيتر عبر الهاتف صراخ امرأة، وأظهرت لقطات تلفزيونية ارتطام طائرة ثانية بالمبنى الآخر لمركز التجارة العالمي. تم الاستماع إلى عدة مكالمات لركاب الطائرة مع أشخاص على الأرض أكدت أن الخاطفين كانوا في الغالب مسلحين بسكاكين وأدوات حادة. وعلى الرغم من تهديدهم بامتلاك القنبلة، إلا أن التحقيقات كشفت أن ذلك لم يكن صحيحاً حيث جاء في تقرير التحقيق في 11 سبتمبر، أنه لم يتم العثور على أي أثار لمواد متفجرة في موقع الهجوم. وقالت التحقيقات إن تهديداتهم كانت غير حقيقية ولم تكن بحوزتهم قنبلة. وبعكس رحلة الخطوط الجوية الأمريكية 11، تم تحويل مسار رحلة يونايتد إيرلاينز 175 إلى مدينة نيويورك. لم يتم إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال في الطائرة، مما جعل من السهل على الرادارات تتبعها. انخفضت الطائرة، التي حلقت فوق جزيرة ستاتن في خليج نيويورك، وتوجهت نحو مبنى إمباير ستيت وفي اللحظة الأخيرة انحرفت نحو مبنى مركز التجارة العالمي. اصطدمت الطائرة بالبرج الجنوبي متفادية البرج الشمالي. صدر الصورة،GETTY IMAGES قرع طبول الموت عندما اصطدمت الطائرة بالبرج الجنوبي في الساعة 9:39 كانت تحمل ما مجموعه 38 ألف ليتر من الوقود، و5 خاطفين، وطيارين، و9 من أفراد طاقم الطائرة و51 راكباً وجدة تبلغ من العمر 80 عاما وطفلاً عمره سنتان ونصف. كانت الكاميرات تنقل ما يحدث على الهواء مباشرة. كانت الأجزاء المتطايرة من الطائرة التي اخترقت البرج الجنوبي تسقط أمام أنظار الناس. كان المبنى بأكمله يحترق وتتصاعد منه أعمدة الدخان. وبعد حوالي 50 دقيقة، انهار المبنى واستوى بالأرض، وقتل نحو 2600 شخص في الهجومين. أكثر من 300 منهم كانوا من عمال الإنقاذ. وبينما كانت عملية الإنقاذ جارية، كانت هناك مخاوف بين الناس من احتمال وقوع هجوم آخر بعد أن نجح الإرهابيون في تنفيذ مخططهم وفشلت أجهزة الاستخبارات في اكتشاف ذلك. كانت خطتهم هي خداع الولايات المتحدة، التي خاضت الحرب في العديد من البلدان، عبر نقل المعركة إلى أراضيها. وكان هناك ما يبرر مخاوف أمريكا حينها، فقد اندفعت طائرة أخرى مختطفة نحو العاصمة واشنطن.
الحصاد: BBC إن السؤال الرئيسي الذي يُطرح حالياً بعد عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان هو علاقتها بحليفها منذ أمد بعيد تنظيم "القاعدة". القاعدة ملزمة بالولاء لطالبان بعد أن بايعتها وهي البيعة التي قدمها زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن لزعيم طالبان الراحل الملا عمر في التسعينيات من القرن الماضي. وتم تجديد البيعة عدة مرات منذ ذلك الحين، على الرغم من أنه لم يتم الإقرار بذلك من قبل طالبان علناً. وبموجب اتفاق السلام عام 2020 مع الولايات المتحدة، وافقت طالبان على عدم السماح للقاعدة أو أي جماعة متطرفة أخرى بالعمل في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وكررت مجددا هذا مؤخراً بعد الاستيلاء على كابل في 15 أغسطس/ أب الماضي. لكن الحركة لم تتبرأ من القاعدة علناً أيضاً والقاعدة لم تخفف من حدة مناهضتها للولايات المتحدة. أهمية البيعة البيعة تعني التزام الشخص أو المنظمة المبايعة بالولاء لزعيم مسلم وهي الرباط الذي يربط بين العديد من الجماعات الجهادية وأتباعها. تخطى مواضيع قد تهمك وواصل القراءة مواضيع قد تهمك 11 سبتمبر: ما هي أبرز التنظيمات الجهادية التي خرجت من رحم القاعدة؟ أفغانستان: من هو هبة الله أخوند زاده الذي سمته طالبان بـ "أمير المؤمنين"؟ أفغانستان تحت حكم طالبان: الحركة تعلن تشكيل حكومة تصريف أعمال في أفغانستان من هم طالبان، الذين فشلت أمريكا في القضاء عليهم وفاوضتهم بعد 19 عاماً من الحرب؟ مواضيع قد تهمك نهاية إن البيعة التزام متبادل بين المبايع وصاحب البيعة، فهي تستوجت الطاعة من قبل المرء للقائد أو الزعيم الذي بُويع. ويعتبر الإخلال بالبيعة جريمة كبيرة في الإسلام. في حالة القاعدة، فإن البيعة تلزمها بالولاء لطالبان عبر إسباغ لقب "أمير المؤمنين" على زعيم طالبان وخلفائه. ربما كان ذلك من بين أسباب رفض الملا عمر تسليم بن لادن إلى الأميركيين بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 وهو ما أدى إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان في عام 2001. و أحد الأمثلة البارزة على الإخلال بالبيعة كان رفض فرع القاعدة في العراق الإلتزام بالولاء للقيادة المركزية، مما أدى إلى إنفصال الفرع الذي تحول الى ما عرف لاحقاً باسم "الدولة الإسلامية". هناك صراع مرير بين القاعدة والدولة الإسلامية. وتمثل "ولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة اللإسلامية" فرع تنظيم الدولة في أفغانستان وباكستان والدول المجاورة. والقاعدة ليست الجماعة الجهادية الوحيدة التي بايعت حركة طالبان الأفغانية. فقد بايعت حركة طالبان الباكستانية في السابق نظيرتها الأفغانية وجددتها مؤخرا بعد الاستيلاء على أفغانستان. صدر الصورة،GETTY IMAGES التعليق على الصورة، ظل بن لادن يهدد الولايات المتحدة بعد هجمات ستمبر 2001 بيعة رجل ميت بعد وفاة بن لادن في عام 2011، بايغ خليفته، أيمن الظواهري الملا عمر بالنيابة عن تنظيم القاعدة وفروعها الإقليمية. وقد تم تجديد البيعة في عام 2014 بعد الإعلان عن إقامة "الخلافة" في العراق وسوريا. في يوليو/ تموز 2015 أعلنت طالبان أن الملا عمر قد مات قبل عامين وكان عرض الظواهري بيعة الملا عمر بعد موته مصدر إحراج للقاعدة. جدد الظواهري بيعته للزعيم الجديد لطالبان الملا أختر محمد منصور، في 13 أغسطس/آب 2015، متعهداً بـ "الجهاد لتحرير كل شبر من الأراضي الإسلامية المحتلة". اعترف منصور بسرعة بتلقيه بيعة "زعيم المنظمة الجهادية الدولية" وهو بمثابة إقرار واضح بأهداف "العمل الجهادي العالمي" لتنظيم القاعدة. وهذا الموقف يتناقض تماماً مع الرسالة التي تحاول طالبان إيصالها للعالم الخارجي وهي أن الجماعة معنية بتطبيق الإسلام في أفغانستان فقط وترغب في إقامة علاقات طبيعية مع الدول المجاورة. عندما تولى الزعيم الحالي هبة الله أخوند زاده قيادة الجماعة بعد وفاة منصور في غارة جوية أمريكية في مايو/ أيار 2016 لم تعترف طالبان علناً ببيعة الظواهري للحركة كما لم تنكرها. وهذا الغموض الذي يلف الوضع الحالي للبيعة يقع في صلب الجدل وعدم اليقين المستمر حول العلاقة بين المجموعتين. صدر الصورة،UNKNOWN التعليق على الصورة، نشرت القاعدة بيعة الظواهري لزعيم طالبان في نشرة للقاعدة تحمل اسم النفير ماذا بعد؟ مع سيطرة طالبان على أفغانستان هناك اتجاهان يتصارعان على توجه الحركة. أولاً العلاقة التي تربط طالبان بالقاعدة تمنح طالبان المصداقية والمكانة في الدوائر الجهادية، كما أن ولاء الحركة التاريخي للقاعدة قد يجعلها غير حريصة على التخلي عن حليفها بعد أن وصلت إلى سدة الحكم. لكن الحركة ملزمة بالتعهدات التي قطعتها على نفسها بموجب اتفاق السلام مع الولايات المتحدة والنهج البراغماتي الذي تتبعه الحركة لحكم أفغانستان. وقد انهالت رسائل التهنئة على الحركة من القاعدة ومن الجماعات التي تدور في فلكها على "النصر" الذي حققته، وأكدت على مكانة زعيم الجماعة هبة الله أخوند زاده باعتباره "أمير المؤمنين". لم تتطرق طالبان علناً لهذه الرسائل رغم أنها أشارت إلى الرسائل التي تلقتها من جماعات إسلامية أخرى مثل حركة حماس الفلسطينية. لكن خبر وصول أمين الحق المقرب من بن لادن إلى أفغانستان يوحي بأن الحركة ليست بصدد التنكر لصلاتها بالقاعدة أو النأي بنفسها عنها. ويقال إن للقاعدة علاقة وثيقة بشكبة حقاني الأفغانية التي تنضوي تحت راية طالبان. وتوضح هذه المسألة المعضلة التي تواجه الحركة حالياً، فهي من جهة تعمل كل من بوسعها لنيل الإعتراف الدولي بحكمها لأفغانستان وما ينتج عن ذلك من مكاسب، لكن هذا يتوقف إلى حد بعيد على نبذها للتطرف. ومن ناحية أخرى، لا يمكنها التنكر بسهولة لتحالفها لأكثر من 20 عاماُ مع القاعدة. واتخاذ خطوة كهذه قد يؤدي إلى نفور المتشددين في صفوف الحركة والجماعات المتطرفة الأخرى التي احتفت كثيراً باستيلاء الحركة على أفغانستان.
الحصاد: AFP عندما اجتاحت طالبان كابول الشهر الماضي وسيطرت على العاصمة الأفغانية دون قتال، أذهلت السرعة الهائلة التي انهيار خلالها الجيش المدعوم والمدرّب من الغرب، العالم. لكنّ مسؤولين بارزين في الإدارة الأفغانية السابقة قالوا لوكالة فرانس برس إن الانتصار الصاعق لم يكن غير متوقع تماما، وكان نتيجة إخفاقات أساسية للقيادة والفساد المستشري ودعاية طالبان البارعة و"خيانة" القوات التي تقودها الولايات المتحدة بانسحابها المتسرع. وقال مسؤول كبير مقرب من مركز السلطة، إنه قبل يومين فقط من دخول مسلّحي طالبان كابول في 15 آب/أغسطس، كان حاضرا حيث عقد الرئيس السابق أشرف غني اجتماعا طارئا مع كبار وزرائه وقادة الجيش وأجهزة الاستخبارات. وأضاف المسؤول "قيل إن لدينا أسلحة وذخيرة وموارد مالية كافية للدفاع عن كابول لمدة عامين" مشيرا إلى أن 100 مليون دولار نقدا كانت متاحة لضمان تأمين كابول. وتابع "لم تتمكن من حماية المدينة ليومين". - "كذب" - وقال المسؤول الذي لم يرغب في كشف هويته خوفا من الانتقام، على غرار معظم المصادر التي تحدثت إليها وكالة فرانس برس عن هذا الموضوع، إنه لم يفاجأ بالاستسلام. وأوضح "كان وزراء يكذبون على غني ويقولون له إن كل شيء على ما يرام حتى يتمكنوا من الاحتفاظ بوظائفهم وامتيازاتهم". وفيما كانت حركة طالبان تعيث فسادا في أنحاء البلاد، كانت الدائرة الداخلية تناقش إصلاحات سياسة. وأضاف "لم نحدد أولوياتنا بالشكل الصحيح (...) مع سقوط المدن الأفغانية واحدة تلو الأخرى، اجتمع مجلس الأمن القومي للتحدث عن التجنيد وإصلاحات مؤسسية". اجتاحت قوات طالبان أنحاء البلاد في غضون أسبوعين فقط، واستولت على عواصم الولايات في كثير من الأحيان دون إطلاق رصاصة واحدة. وقال مسؤول حكومي سابق كبير آخر إن أحدا في قمة الهرم لم يظهر القيادة مضيفا "لم يتحدث أي منهم إلى وسائل الإعلام لطمأنة رجالنا. لم يذهب أي منهم إلى الميدان". ولفت هذا المستشار المقرب من الرئيس السابق إلى أن غني ارتكب أيضا أخطاء إستراتيجية أساسية. وشرح "اقترحت ان نغادر الجنوب لأننا لا نملك القوة البشرية الكافية للدفاع عنه على المدى الطويل. لكن الرئيس رفض ذلك قائلا إن أفغانستان كلها تابعة للحكومة". - فساد - لكن بالنسبة إلى الجيش الأفغاني، كان الصمود في كل مكان بوجه طالبان مهمة مستحيلة. ورغم مليارات الدولارات من الدعم العسكري والمعدات والتدريب بقيادة الولايات المتحدة، تقلّصت قدرات الجيش بسبب سنوات من الفساد المستشري. استحوذ كبار الضباط على ما طالته أيديهم وسرقوا رواتب عسكرين بالإضافة إلى بيع إمدادات الوقود والذخيرة. وتفاقم الوضع بعدما أبرمت واشنطن اتفاقا مع طالبان في شباط/فبراير 2020 ينص على انسحاب القوات الاميركية. وقال سامي سادات، وهو جنرال معروف بشجاعته في القتال ضد طالبان واستقدم لقيادة القوات الخاصة في كابول قبل أيام قليلة من سقوطها "تعرضنا للخيانة". فمن دون الحماية الحاسمة للدعم الجوي الأميركي ومع توقف الطيران العسكري الأفغاني بعد سحب واشنطن المتعاقدين الأجانب المكلفين صيانة الأسطول، فقد الجيش ميزته الاستراتيجية. - "سريالي" - وقال سادات في صحيفة نيويورك تايمز "تشجعت طالبان" مضيفا "أصبح لدى المسلحين شعور بالنصر... قبل ذلك الاتفاق، لم ينتصر طالبان في أي معارك مهمة ضد الجيش الأفغاني. بعد الاتفاق؟ بدأنا نخسر عشرات الجنود يوميا". وأشار إلى أن الأيام الأخيرة من القتال كانت "سريالية". وكتب "كنا نخوض معارك مكثفة على الأرض ضد طالبان فيما كانت المقاتلات الأميركية تحلق فوق رؤوسنا كمتفرج". ونفى سادات مزاعم الرئيس الأميركي جو بايدن القاضية بأن الجيش الأفغاني انهار أحيانا "دون أن يحاول" القتال. وقال "قاتلنا بشجاعة حتى النهاية. فقدنا 66 ألف جندي على مدى السنوات العشرين الماضية، أي خمس القوة المقاتلة المقدرة لدينا". وبالنسبة إلى الجنود على الخطوط الأمامية، لم يروا سببا وجيها للموت فيما كان كبار القادة يفرون. وروى ضابط سابق في الجيش طلب عدم نشر اسمه "عندما وصلت طالبان إلى مداخل كابول علم الجنود أن الرئيس سيغادر، ولهذا السبب لم يقاتلوا". في غضون ذلك، استخدمت طالبان الإعلام بشكل ذكي لإقناع الجنود بالاستسلام ما أدى إلى إضعاف معنوياتهم أكثر. وشرح "كنا قد خسرنا بالفعل حرب وسائل التواصل الاجتماعي. كانت طالبان تقول للجنود إنهم يقاتلون بلا داع، لأن اتفاقا وقّع على مستويات عليا". لم ير الجنود الذين تم التخلي عنهم والمرهقون فائدة من القتال. وفي 15 آب/أغسطس 2021، سقطت كابول دون قتال.
الحصاد: جريدة: الشرق الأوسط بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر موافقته على ما تضمنته الوثيقة السياسية التي قدمتها له القوى الرئيسية في العراق، وبالتالي إعلانه عودته المشروطة إلى السباق الانتخابي حتى تنفس من تنفس الصعداء، واختنق من اختنق بهذه العودة. وبعد خطاب الصدر الذي كان بمثابة الإيذان لأنصاره بالاستعداد المليوني طبقاً لمصطلحاته التي يفضل استخدامها في خطبه السياسية لخوض الانتخابات المقبلة، فإن القوى التي كانت مترددة في إعلان حملاتها الدعائية أعلنت عن إطلاقها هي الأخرى، بينما بدت القوى التي فرحت بانسحاب الصدر في حيرة من أمرها في كيفية التعامل مع هذا التطور الجديد، وإن كان غير مفاجئ. فإذا كان المنتظرون عودة الصدر من عدمها في حاجة إلى تبيان ما إذا كانت الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في العاشر من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل سوف تجرى بالفعل في غياب الصدر أم لا، فإن الحسابات لدى كل الأطراف اختلفت هذه المرة. مع ذلك؛ فإن هناك طرفاً خسر مرتين، وهو الطرف الذي أعلن انسحابه من السباق الانتخابي بعد انسحاب الصدر، وفي المقدمة منهم حركة الوفاق الوطني بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، والحزب الشيوعي العراقي الذي كان حليف الصدر في الانتخابات الماضية، حيث كان حصل على مقعدين نيابيين. فهذا الطرف خسر لأنه راهن على انسحاب الصدر بوصفه قراراً نهائياً؛ الأمر الذي جعله مع قوى أخرى عديدة (أحزاب صغيرة) أرادت أن تعضد قرار الصدر عبر اتساع قاعدة المعارضة. وخسر الجولة الحالية من السباق الانتخابي؛ لأنه لم يعد بمقدوره المجازفة بالعودة لأنه سينظر إليه على أنه تابع لتحولات الصدر وتياره. واستناداً للصراع السياسي الحالي بين القوى العراقية الذي هو عبارة عن شبه تصفيات مونديالية بقدر ما يراد له إحراز أكبر عدد من المقاعد لكل حزب أو كتلة، وبالنهاية لكل مكون من المكونات الرئيسية الثلاثة (الشيعة والسنة والكرد)، فإن الأهم في هذا الصراع هو كيفية الاتفاق على الرئاسات الثلاث من الآن (رئيس الوزراء الشيعي ورئيس البرلمان السني ورئيس الجمهورية الكردي)، ولكن من هم؟. طبقاً للمعلومات ومصادر «الشرق الأوسط»، فإن الأروقة السياسية والغرف المغلقة الآن بقدر ما تبحث الآليات الانتخابية وأين مواضع الخلل وكيفية الحد من التزوير والشبهات التي تدور حول ذلك والمراقبين الدوليين وما إذا سيكونون بمثابة سيف مسلط على رقابهم خلال عمليات الاقتراع، تبحث أيضاً اختيار الرؤساء الثلاثة في معادلة غريبة تشبه وضع العربة أمام الحصان. فالقوى الشيعية مثلاً ورغم الاختلافات الشديدة بينها، لا سيما بعد عودة الصدر إلى السباق الانتخابي، تنشغل عبر اللجنة السباعية التي تمثل الكتل الشيعية الرئيسية بوضع المواصفات الخاصة لرئيس الوزراء المقبل والذي يراد الاتفاق عليه منذ الآن قبيل إجراء الانتخابات. وبقدر ما يبدو الأمر أكثر انضباطاً في الوسط الشيعي بالقياس إلى الوسطين السني والكردي، فإن طبيعة الاجتماعات واللقاءات أثناء انسحاب الصدر تختلف عن مرحلة ما بعد عودته. ففيما بدا أن قوى منافسة للصدر داخل الوسط الشيعي السياسي تريد أن يكون ترشيح رئيس الوزراء من خلالها، وبالتالي تكون لها اليد الطولى على المشهد السياسي القادم كون رئيس الوزراء هو صاحب السلطة التنفيذية الأولى في البلاد، فإن عودة الصدر وطبقاً لتلك المصادر أعادت الجميع إلى المربع الأول في النقاشات الخاصة بمن سيكون رئيس الوزراء. فالصدر يريد أن يكون رئيس الوزراء صدرياً، سواء بالانتماء إلى خط الصدر أو بترشيح مباشر منه؛ كونه يصر على أنه سيكون هو الكتلة الأكبر في الانتخابات المقبلة مثلما هو الكتلة الأكبر في البرلمان الحالي. وفيما بدا أن فرص رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي تراجعت لولاية ثانية أثناء انسحاب الصدر، فإن عودة الصدر أعادت رفع اسمه ثانية إلى صدارة عملية تداول الأسماء. ومن بين الأسماء التي يجري تداولها، بالإضافة إلى الكاظمي المدعوم حتى الآن من الصدر ومن زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، مستشار الأمن القومي ووزير الداخلية الأسبق قاسم الأعرجي، وعدنان الزرفي المكلف السابق تشكيل الحكومة قبل الكاظمي ومحمد شياع السوداني، وهو مرشح سابق لرئاسة الحكومة، فضلاً عن أن أطراف ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي طرحت الأخير كأحد الخيارات لتشكيل الحكومة المقبلة، لا سيما بعد زيارته إلى إقليم كردستان. وطبقاً لما يجري تداوله في الغرف المغلقة أيضاً، وطبقاً للمصادر ذاتها، فإنه في الوقت الذي يكون رئيس الوزراء (الاسم والمنصب) خياراً شيعياً – شيعياً، فإن المرشحين لمنصبي رئيسي الجمهورية والبرلمان وإن كانا خياراً سنياً - كردياً لن يمر أي منهما من كل محطات التصفية لمونديال السباق ما لم يمر عبر البوابة الشيعية. فرئيس الجمهورية الكردي يتم ترشيحه من قبل الحزبين الكرديين، لكنه ما لم يتم التوافق عليه مع القوى الشيعية الرئيسية لن يمر، وكذلك الحال بالنسبة لرئيس البرلمان السني. ولأن الخلافات كبيرة الآن داخل البيتين الكردي والسني، فإن من المتوقع أن تتشرذم خيارات الكرد والسنة على صعيد المرشح، وهو ما يعقّد مهمتها أمام القوى الشيعية أثناء الترشيح وحتى بعد الفوز بالمنصب. ففي حال لم يتفق الكرد على مرشح واحد لمنصب رئاسة الجمهورية وطرحوا أكثر من مرشح، فإن فوزه سيكون بموافقة شيعية، وهو ما يضعف موقفه ودوره. والأمر نفسه ينطبق على السنة كذلك لجهة ترشيح من يمثلهم في الرئاسات الثلاث. لذلك؛ فإنه في الوقت الذي يرى الكثيرون أن عملية تشكيل الحكومة المقبلة سوف تكون الأصعب بسبب صعوبة تبلور قوى كبيرة في ظل قانون الانتخابات الحالي، فإن التوافق المسبق على الرئاسات الثلاث حتى وإن بدا وكأنه وضع كل الأحصنة قبل العربات سوف يساعد كثيراً في تشكيل حكومة بأسرع مما يتوقع الكثيرون.
الحصاد: BBC لم يسقط إقليم بانشير في أيدي طالبان مثلما سقطت المدن والمحافظات الأخرى في أفغانستان، بما في ذلك العاصمة كابل، بل على العكس، كان ولا يزال معقلاً وأيقونة للمقاومة ضد المحتل. هُزم في هذا الإقليم، الجنود الروس إبان الغزو السوفييتي للبلاد في الثمانينيات، وكذلك مقاتلو طالبان الذين استولوا على السلطة في أواخر التسعينيات من القرن الماضي. وظلت المنطقة في القرن التاسع عشر، بمنأى عن الإمبراطورية البريطانية أثناء محاولتها غزو أفغانستان. ويعد بانشير أحد آخر معاقل المقاومة في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على كامل البلاد. ولجأ إليه مؤخراً، نائب الرئيس الأفغاني السابق، أمر الله صالح، برفقة أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، الذي دعا الناس إلى الانتفاضة والمقاومة ضد طالبان، في حال فشلت المفاوضات التي يرجو منها مسعود "اعتماد اللامركزية، في الحكم لتحقيق نظام يضمن العدالة الاجتماعية والمساواة والحقوق والحرية للجميع". ولكن لهذا الإقليم قصة وتاريخا يتباهى به الأفغانيون منذ مئات السنين، فما هي؟ وكيف صمد في وجه الغزاة على مر الزمان؟ صدر الصورة،REUTERS التعليق على الصورة، جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية تقول إنها ترغب في مواصلة المفاوضات السلمية مع طالبان قبل الدخول في قتال وادي "الأسود الخمسة" تقع المنطقة على بعد 130 كيلومترا شمال شرقي العاصمة كابل، بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية، وتبلغ مساحتها 3610 كيلو متر مربع، وعدد سكانها 173 ألف نسمة وغالبيتهم من قومية الطاجيك التي ينتمي إليها أحمد مسعود أيضاً. يُعرف الإقليم باسم "بنجشير" وتعني خمسة أسود باللغة الفارسية، لكن العرب يطلقون عليها اختصاراً اسم بانشير. ويشار إليه باسم وادي بانشير لأنه محاط بالجبال الشاهقة. والاسم حسب رواية الأفغان، مشتق من قصة تعود إلى القرن العاشر، حيث تمكن خمسة إخوة من وضع سد أمام مياه الفيضانات المتدفقة إلى الوادي في عهد السلطان محمود غزنة، فأطلق على الإخوة الخمسة لقب "الأسود الخمسة". وصفه كل من زاره بأنه يتميز بالجبال الشاهقة والأنهار العذبة والجمال الطبيعي الخلاب، وقد اكتسب الوادي مكانة مهمة لدى الأفغان. وربما يعود سبب عدم قدرة طالبان بناء قاعدة جماهيرية لها في هذا الإقليم، إلى كون غالبية أنصار الحركة ينتمون إلى قومية البشتون، و لذلك، لم تلقَ طالبان ترحيباً في هذه المنطقة. ويحتضن وادي بانشير ضريح القائد العسكري الأفغاني السابق، أحمد شاه مسعود، الذي لقب بـ "أسد بنجشير" (اغتيل في عام 2001 على يد القاعدة) لمقاومته وصموده أمام الجنود الروس إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان في عام 1979، وانتصاره عليهم رغم معداته العسكرية البسيطة مقابل القوة الجوية السوفييتية. ويفخر سكان الإقليم بمقاومتهم لطالبان والسوفييت وغيرهم وبقائه إقليماً سلمياً إلى حد ما. طالبان: ما هي أوجه الشبه والاختلاف بين الحركة وتنظيم الدولة الإسلامية؟ بانشير: جبهة المقاومة الوطنية في أفغانستان تقول إنها مستعدة لقتال طالبان إذا فشلت المفاوضات من هم طالبان، الذين فشلت أمريكا في القضاء عليهم وفاوضتهم بعد 19 عاماً من الحرب؟ ماذا نعرف عن أفغانستان؟ صدر الصورة،WAKIL KOHSAR التعليق على الصورة، احمد مسعود ووالده الراحل احمد شاه مسعود (يمين) السوفييت أولا ثم طالبان توجد في الوادي الكثير من الأنفاق التي كانت ولا تزال ملاذاً وحصناً منيعاً للمقاومة ضد الأسلحة الجوية، إلى جانب التضاريس الوعرة والكهوف والأنهار والجبال الشاهقة. وبقي وادي بانشير، بقيادة أحمد شاه مسعود، عصياً على الروس خلال السنوات العشر من الحرب التي مرت بها البلاد. ووصف مارك غاليوتي، وهو بروفسور وخبير في الشأن الروسي، في كتابه عن دفاع شاه مسعود عن هذه المنطقة الاستراتيجية بعبارة "الأسد يروض الدب في أفغانستان". وفي عام 1996-2001، قاد شاه مسعود مقاومته لحركة طالبان، الذين لم يتمكنوا بدورهم من السيطرة على المنطقة رغم سيطرتهم على البلاد كاملة. وخلال تلك الفترة، جمع شاه مسعود مختلف الفصائل الأفغانية، وأنشأ التحالف الشمالي، الذي سيطر على شمال وشرق البلاد. بن لادن: بعد مرور 10 سنوات على مقتله، ماذا تبقى من إرثه؟ أفغانستان: هل تصبح ملاذاً للإرهاب بعد سيطرة طالبان على السلطة؟ واليوم، يريد نجله أحمد مسعود، أن يقود مقاومة مماثلة لكن هذه المرة ضد طالبان وبإمكانيات أقل مما كان يحظى بها والده. وفي أوج نفوذه، كان التحالف الشمالي الذي أسسه شاه مسعود، يمثل أكثر من 30 في المئة من سكان البلاد. وجذب صمود التحالف ومقاومته لطالبان لسنوات عدة، الولايات المتحدة التي بدأت بدعم تلك القوات البرية للسيطرة على بقية البلاد والإطاحة بطالبان من السلطة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول التي نفذتها القاعدة وراح ضحيتها 3000 أمريكي. صدر الصورة،REZA التعليق على الصورة، يحظى أحمد مسعود بشعبية قوبة بين أبناء إقليم بانشير ولكن ليس خارجه. ورغم أنه كان عصياً على القوى المتتالية على مر عقود من الزمن، إلا أن وادي بانشير الذي يسعى إلى إطلاق مقاومة جديدة اليوم، محاط بقوات طالبان، كما أنه من غير المرجح أن تتدخل كل من الولايات المتحدة وروسيا - القوتين العظمتين- مرة أخرى، عدا عن تقارب الإيرانيين (الذين كانوا مع المقاومة أيام التحالف الشمالي) مع طالبان اليوم. وهذا يعني أن مصادر القوة التي يتمتع بها أحمد مسعود الآن، تختلف عن تلك التي تمتع بها والده في حقبة السوفييت وطالبان في السابق. وكتب أحمد مسعود مقالاً قال فيه: "لدينا مخازن ذخيرة وأسلحة جمعناها بصبر منذ عهد والدي، لأننا علمنا أن هذا اليوم قد يأتي، لكن إذا شنت طالبان هجوماً عسكرياً، فلن تكون قواتنا العسكرية ولوجستياتنا كافية، وستنضب بسرعة ما لم يمد أصدقاؤنا في الغرب يد المساعدة لنا دون تأخير". وحتى الآن، لم تحاول طالبان دخول بانشير، لكنها تحاصره من كل الجوانب. فهل تستطيع هذه الحركة ترويض "الأسود" الذين لم يستطع الدب الروسي ترويضهم من قبل؟ أجيال لم تشهد سوى الحروب رسمت الحدود الحديثة لأفغانستان في أواخر القرن التاسع، عندما كانت المنافسة في أوجها على المنطقة بين الإمبراطورية البريطانية وروسيا القيصرية. وأصبحت أفغانستان الحديثة بيدقاً في الصراعات على الأيديولوجية السياسية والنفوذ التجاري. في الربع الأخير من القرن العشرين، عانت أفغانستان من الآثار المدمرة للحرب الأهلية التي تفاقمت بشكل كبير بسبب الغزو السوفييتي للبلاد بين عامي 1979 - 1989. صمد النظام الشيوعي الأفغاني الناجي ضد المتمردين الإسلاميين (1989-1992) ، وبعد حكم قصير من قبل مجموعات المجاهدين، ظهرت حركة طالبان التي كانت في بداياتها مكونة من مجموعة طلاب متشددين دينياً، ضد الأحزاب الحاكمة في البلاد. استمرت طالبان في السلطة لمدة خمس سنوات، ولكن بسبب إيوائها لمسلحي القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، شنت الولايات المتحدة حملة عسكرية متواصلة دامت 20 عاماً ضد كل من طالبان والقاعدة، لكنها انتهت بانسحاب الولايات المتحدة وتسلم طالبان السلطة مجدداً.
الحصاد: المصدر : الجزيرة قوى سياسية طالبت -خلال اجتماع عقد أمس الثلاثاء- بتأجيل الانتخابات إلى أبريل/نيسان عام 2022 القادم، وهو الموعد المقرر أصلا لها عاد الحديث مجددا عن سيناريو التأجيل للانتخابات النيابية المبكرة المقرر إجراؤها في العراق بالعاشر من أكتوبر/تشرين الأول القادم، بعد إصرار التيار الصدري وقوى سياسية أخرى على مقاطعتها. وقالت وسائل إعلام عراقية إن قوى سياسية طالبت -خلال اجتماع عقد أمس الثلاثاء في العاصمة بغداد وحضرته أحزاب وقوى سياسية معظمها شيعية- بتأجيل الانتخابات إلى أبريل/نيسان عام 2022 القادم، وهو الموعد المقرر أصلا لها، ما يعني إلغاء صفة المبكرة عنها. الصدر: الفساد يخيم على العراق وقد تجذر الفاسدون وتسلطوا على البلاد (مواقع التواصل) شروط الصدر وتحدثت مصادر إعلامية عراقية عن تأكيد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مقاطعته للانتخابات في حال إقامتها بموعدها الحالي، واشترط التأجيل وعدم دعم مرجعية النجف -متمثلة بالمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني- للفصائل الشيعية المسلحة في الانتخابات. وقال الصدر -على حسابه في تويتر- إنه لن يرضخ للفساد، وإن "من سمع واعية الإصلاح ولم ينصره أكبه الله تعالى على منخريه وحشره مع الفاسدين". وأضاف الصدر أن الفساد يخيم على العراق وقد تجذر الفاسدون وتسلطوا على البلاد والعباد. وقال قصي محسن -النائب عن تحالف "سائرون" بزعامة الصدر في تصريح صحفي- إن "هناك انقساما بين الكتل حول موعد الانتخابات، فالكتل الجديدة التي تشارك لأول مرة تعمل على أن تكون الانتخابات في موعدها، لكي يكون لها تمثيل سياسي داخل قبة البرلمان ولو بمقعد واحد وفي أقرب وقت". من جهتها، قالت خالدة خليل عضو مجلس النواب العراقي ورئيسة كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني -عبر حسابها على تويتر- "ما أخشاه هو أن يكون هناك سيناريو لتوريط المقاطعين إذا جرت الانتخابات دون مشاركتهم ونقول إذا جرت فإنهم عندئذ سيدفعون بالعراق إلى عمق الفوضى". واعتبرت خليل أن التأجيل يكون ضروريا لإفساح المجال أمام الكتل السياسية المؤثرة لإقناع الصدر وممثلي الاحتجاجات والأحزاب الأخرى المقاطعة بالمشاركة في الاستحقاق الانتخابي. وتفاعل صحفيون وسياسيون عراقيون -عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي- مع دعوات تأجيل الانتخابات أو المضي بإجرائها. وقال الإعلامي العراقي مقداد الحميدان -على حسابه في تويتر- "الانتخابات تمضي نحو التأجيل". وكتب الإعلامي نصير العوام "الصدر لن يعود للمشاركة في الانتخابات، وإن حاولت القوى السياسية بإقناعه بالعودة ستفشل". وأضاف العوام أن المرجعية الدينية في النجف سيكون لها رأي مهم قادم الأيام، وأن التظاهرات ستعود مجددا. يشار إلى أن مجلس الوزراء العراقي حدد -في وقت سابق- العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2021 موعدا جديدا للانتخابات المبكرة، بدلا من موعدها السابق المقرر في السادس من يونيو/حزيران المقبل، لأسباب قالت المفوضية العليا للانتخابات إنها فنية.
الحصاد: مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات نشأت حركة طالبان الأفغانية عقب الانسحاب السوفييتي من أفغانستان، وتحولت إلى جماعة سياسية وعسكرية مقاومة استطاعت السيطرة على جزء كبير من أفغانستان في مدة قياسية، وكان هناك عدد من المقومات التي ساعدتها على الانتشار والسيطرة، تكمن في الوضع الديمغرافي المساند، والحالة الدينية الملهمة، والواقع السياسي المعقد، والعامل الدولي المشجع، فمن مدارس العلوم الإسلامية خرج هؤلاء الطلاب ليشكلوا حالة من الإنقاذ لشعب أنهكته صراعات المكونات السياسية واقتتالها بعد مغادرة الاتحاد السوفييتي، ثم مع الحكومة التابعة له، واستفادت طالبان من حالة الإحباط التي وصل إليها الشعب، وهو ما شجع على الانضمام إليها، وانخراط كثير من المقاومين السابقين في صفوف هذه الحركة الوليدة. مقدمة نشأت حركة طالبان الأفغانية عقب الانسحاب السوفييتي من أفغانستان، وتحولت إلى جماعة سياسية وعسكرية مقاومة استطاعت السيطرة على جزء كبير من أفغانستان في مدة قياسية، وكان هناك عدد من المقومات التي ساعدتها على الانتشار والسيطرة، تكمن في الوضع الديمغرافي المساند، والحالة الدينية الملهمة، والواقع السياسي المعقد، والعامل الدولي المشجع، فمن مدارس العلوم الإسلامية خرج هؤلاء الطلاب ليشكلوا حالة من الإنقاذ لشعب أنهكته صراعات المكونات السياسية واقتتالها بعد مغادرة الاتحاد السوفييتي، ثم مع الحكومة التابعة له، واستفادت طالبان من حالة الإحباط التي وصل إليها الشعب، وهو ما شجع على الانضمام إليها، وانخراط كثير من المقاومين السابقين في صفوف هذه الحركة الوليدة. تأسست طالبان كذلك في دولة متداخلة العرقيات ومتعددة القبائل، حيث تتميز أفغانستان بالتعدد العرقي، وينتشر فيها عدد من الإثنيات والقبائل، ولكل من هذه التجمعات طابعها الخاص، وهو ما جعل المقاومة تأخذ شكلاً عرقياً في بعض محطاتها، كما أن أفغانستان ربما تجمعها وحدة فكرية متقاربة، فالمذهب الحنفي مذهب الأغلبية، وقد كان لهذه العوامل تأثيرها في مسارات الحركة في كل المراحل التي مرت بها، إضافة إلى العوامل الأخرى العرقية والدينية. أُسست طالبان عام 1994 على يد الملا محمد عمر وخمسين شاباً من طلاب المدارس الدينية، وفي العام نفسه أحكمت سيطرتها على مركز ولاية قندهار؛ المدينة التي انطلقت منها الحركة، وفي غضون سنتين تمكنت من السيطرة على العاصمة الأفغانية كابل وما يقارب 90% من الأراضي الأفغانية، وتمكنت حينها من السيطرة على الوضع العسكري، وبسط حالة من الاستقرار، على الرغم من كل النقد الموجه لها خاصة فيما يتعلق بملف الحريات. لكن تلك الحالة لم تدم طويلاً؛ فسرعان ما سقطت طالبان عام 2001 على يد التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، متهمة تنظيم القاعدة بالمسؤولية عن التفجيرات، ومطالبة حكومة طالبان بتسليم زعيم القاعدة أسامة بن لادن الذي كان يقيم في أفغانستان، ومنذ ذلك التاريخ تعيش طالبان في حالة صراع عسكري مع القوات الأجنبية، هدأ قليلاً بعد توقيع الاتفاق السياسي بين الحركة والولايات المتحدة الأمريكية في مطلع عام 2020. في هذه المرحلة الطويلة من عام 1994 إلى تاريخ بداية المفاوضات الأفغانية في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2020، مرت طالبان بمراحل عدة، بداية بمقاومة القوات السوفييتية، وهذا قبل الإعلان عن اسم الحركة، ثم محاولة السيطرة على أفغانستان بعد دخول جماعات المقاومة في صراع داخلي، ثم فترة الحكم التي حاولت من خلالها أسلمة الحياة الخاصة والعامة حسب فهمها للدين، ثم العودة للمقاومة بعد سيطرة القوات الأجنبية، ثم مرحلة المفاوضات الأخيرة، وخلال هذه السنوات عاشت تحديات عدة، أظهرت نقاط قوة الحركة ونقاط ضعفها، كما أن السنوات الأخيرة كشفت عن حالة من المرونة النسبية التي توصلت إليها طالبان، من خلال تعاطيها مع المجتمع الإقليمي والدولي، واستطاعت من خلالها أن تقدم نفسها بوصفها حركة سياسية تحاور كبرى الدول العالمية، وعلى الرغم مما توصلت إليه طالبان من إنجاز سياسي فإن هذه المرحلة تكتنفها جملة من التحديات المستقبلية قد تعيد أفغانستان إلى الحالة السابقة في حال استمرارها، وتحتاج إلى خطوات مساندة وسريعة قبل أن تتجدد أحداث نهاية القرن العشرين. تتناول هذه الدراسة أربعة محاور رئيسية، تتطرق في المحور الأول إلى نشأة الحركة والعوامل المساعدة على نشأتها، والجذور الفكرية التي تنطلق منها الحركة، وفي المحور الثاني تعريف بالصفات والخصائص المشتركة التي يتمتع بها رموز طالبان وأبرز قياداتهم السياسية، ومراحل تشكلهم وإسهامهم في الساحة العسكرية والسياسية، وتعرج في المحور الثالث على مسلكها السياسي والعسكري بمناقشة أدائها وممارساتها في الحكم والمعارضة، وأبرز نقاط قوتها وضعفها، وتختتم الدراسة بمحور رابع يبحث في اتفاق السلام بين أمريكا وطالبان، وموقع الحكومة والفصائل الأفغانية في الاتفاق، والتحديات المستقبلية أمام السلام الأفغاني ومآلاته. نأمل أن تشكل هذه الدراسة نافذة موضوعية لقراءة هذه الحركة، وما لها وما عليها، والاستفادة من نقاط ضعفها وقوتها، وفتح المجال للاستفادة من التحديات أمام علمية السلام الأفغاني، في محاولة لتقريب آفاق السلام، وتجاوز التحديات القادمة. اضغط هنا لقراءة المزيد
الحصاد: العرب إدارة الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي شرعت في تسلّم الملف العراقي من سابقتها إدارة حسن روحاني، وتحتاج في بداية عهدها إلى إعادة ترتيب علاقتها مع مختلف الأفرقاء هناك؛ الثقات منهم والأقل ثقة بهدف ضمان مواصلة إمساك طهران بأهم خيوط اللعبة السياسية والأمنية في العراق. كشفت مصادر عراقية مطّلعة عن مضمون رسالة عاد بها رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض من طهران موجّهة من الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي إلى قيادة إقليم كردستان العراق تدعوها فيها إلى عدم التورّط إلى جانب الولايات المتّحدة في الصراع الدائر بين طهران وواشنطن وعدم فتح أراضي الإقليم كموطن بديل للتواجد العسكري الأميركي في العراق. وكانت المصادر تعلّق على استقبال مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني للفياض بعد أيام من عودته من إيران، مؤكّدة أنّ الرسالة الإيرانية تضمّنت أيضا محاولة لاستمالة القيادة الكردية بعرض تهدئة بينها وبين الميليشيات الشيعية وتعهّدات بتخفيف الضغوط المالية التي تسلّطها القوى العراقية الموالية لطهران على أربيل عبر عرقلتها صرف حصّة الإقليم من الموازنة الاتّحادية بذريعة عدم تلبيته الشروط التي فرضت عليه أثناء إقرار قانون الموازنة. وقالت وسائل إعلام كردية عراقية إنّ البارزاني بحث مع الفياض ضرورة التنسيق بين قوات البيشمركة (جيش إقليم كردستان العراق) والقوات العراقية لحماية الأمن والاستقرار في البلاد. كما تطرّقت المباحثات للأوضاع السياسية في العراق والمنطقة وآخر التطورات الأمنية، إلى جانب تهديدات الإرهابيين التابعين لتنظيم داعش وتحركاتهم. وكان الفياض قد حضر قبل أيام في طهران مراسم تنصيب رئيسي رئيسا جديدا لإيران، حيث التقى القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني ضمن ما سمّته مصادر عراقية ترتيبات ضرورية لإعادة ضبط العلاقة بين الإدارة الإيرانية الجديدة وحلفاء إيران وأذرعها في العراق وعلى رأسها الميليشيات الشيعية المنضوي أغلبها ضمن الحشد الشعبي. ولا تُسقط إدارة رئيسي من حساباتها أيّا من الأفرقاء العراقيين شيعة وسنّة، عربا وأكرادا وغيرهم على اختلاف درجة متانة علاقاتهم بطهران ومستوى ثقة الأخيرة فيهم، إذ يظل من المهمّ لدى إيران في حال عدم تمكّنها من تحويل بعضهم إلى حلفاء لها، ضمان ألاّ ينضمّوا بشكل كامل إلى معسكر غريمتها الولايات المتّحدة وعدد من الدول الإقليمية المنافسة لها على النفوذ في العراق. العرض الإيراني على أربيل يشمل تخفيف القوى والفصائل الشيعية لضغوطها الأمنية والمالية على الإقليم ويرقب الإيرانيون وحلفاؤهم العراقيون خلال الفترة الأخيرة بقلق عودة الحرارة إلى العلاقات بين أربيل وواشنطن وكثافة التواصل بين الطرفين. وتربط أحزاب وميليشيات شيعية عراقية ذلك بترتيبات ممكنة لجعل إقليم كردستان العراق نقطة ارتكاز أساسية لتواجد القوات العسكرية الأميركية بعد الضغوط التي سلّطتها تلك القوى على الإدارة الأميركية وكذلك على الحكومة العراقية لأجل استكمال إخراج تلك القوات من البلاد ما دفع الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخّرا إلى إعلان سحب القوات الأميركية المقاتلة من العراق والإبقاء فقط على مدربين للقوات العراقية ومساعدين لها في جمع المعلومات، وهو ما عدّه حلفاء إيران في العراق مجرّد حيلة للالتفاف على مطلب إنهاء الوجود العسكري الأجنبي على الأراضي العراقية بشكل كامل. وبينما اعترضت قوى شيعية عراقية بشدّة على إعلان بايدن، رحّبت القيادات الكردية بالقرار الذي أعلن خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، نظرا إلى كون القرار يضمن حدّا أدنى من الوجود العسكري الأميركي على الأراضي العراقية، والأهم من ذلك أنّه يؤشّر على رغبة أميركية في الحفاظ على دور في العراق وعدم إخلاء الساحة أمام كل من إيران وتركيا. وتبدو الحالة الأفغانية بمثابة درس بليغ لكردستان العراق الذي يعاني منذ سنوات ضغوطا متزايدة من قبل حلفاء إيران من أحزاب شيعية متنفّذة وميليشيات مسلّحة. وتوجد في إقليم كردستان العراق أربع قواعد عسكرية أميركية، اثنتان منها في مركز الإقليم أربيل، إضافة إلى قاعدة ثالثة في زاخو ورابعة في حلبجة. ومختلف تلك القواعد أصغر حجما من القواعد الأميركية الأخرى التي كانت موجودة في شمال العراق وغربه لكنّها قابلة للتوسيع لاستيعاب مختلف القوات التي قد تضطر الولايات المتحدة لإخراجها من باقي القواعد العراقية. وعلى خلفية توجّس إيران وحلفائها من علاقات كردستان العراق بالولايات المتّحدة شهدت علاقة الفصائل الشيعية بقيادة الإقليم خلال الفترة الأخيرة توتّرا شديدا لم يقتصر على التراشق اللفظي بل ترجمته بعض تلك الفصائل إلى تحرّش بأمن الإقليم من خلال استهدافها أراضيه، وتحديدا مطار أربيل الدولي الذي يضم قاعدة للقوات الأميركية بالصواريخ والطائرات المسيّرة. وإثر تعرّض مواقع تابعة لميليشيات الحشد الشعبي أواخر يونيو الماضي لقصف جوّي أميركي في منطقة الحدود بين سوريا والعراق، اتّهمت الميليشيات قيادة كردستان العراق بالتواطؤ في العملية، كما سبق أن اتهمتها بالتعاون في عملية قتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ورئيس أركان هيئة الحشد أبومهدي المهندس في غارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع العام الماضي. ومن المتوقّع أن يلقى العرض الإيراني للتهدئة بين الميليشيات الشيعية والإقليم استحسان القيادة الكردية التي لا تضمن تقلّبات المواقف الأميركية وتخشى أن تتركها واشنطن لمصيرها في مواجهة ضغوط حلفاء إيران المتحكّمين بمقاليد الدولة الاتّحادية، مثلما سبق أن تخلّت عنها عندما نظّمت سنة 2017 استفتاء على استقلال الإقليم تعاونت كل من بغداد وطهران وأنقرة على إحباطه وعدم تنفيذ نتائجه في ظل صمت أميركي مطبق تسبب في خيبة أمل كبيرة لأكراد العراق وسائر أكراد المنطقة.