تقرير: Draw كل الاحزاب السياسية التي هي خارج التشكيلة الحكومية تؤيد احتجاجات الطلاب المطالبين بصرف مخصصاتهم المالية، كذلك الاحزاب المشكلة للكابينة الحكومية التاسعة ايدت ايضا تلك الاحتجاجات، الا ان بالرغم من ذلك لم تجرأ اي من تلك الاحزاب على اتخاذ قرار تعيد للطلبة مخصصاتهم المالية، وزراء اليكيتي وحركة التغيير داخل الحكومة يتبادلون الاتهامات، هناك برود في العلاقة بين رئيس الحكومة مسرور بارزاني و نائبه قوباد طالباني، مجموع مخصصات الطلاب شهريا ( 8 مليار) دينار، هل تستطيع الحكومة صرفها؟ هل هناك سيولة مالية متوفرة لدى الحكومة ؟ معلومات اوفى في سياق التقرير التالي..   ثورة الطلاب.  الكابينة الوزارية التاسعة المشكلة من قبل البارتي، اليكيتي و حركة التغييرلم تنقطع عنها التظاهرات و الاحتجاجات منذ تشكيلها. الاحتجاجات الاخيرة في اقليم كردستان كانت بسبب اخفاقات وزارتي التربية والتعليم العالي و كلتا الوزارتين من حصة البارتي واليكيتي، فقبل اسابيع من احتجاجات طلاب الجامعات ، خرج طلاب السادس الاعدادي و المدرسين المحاضرين في تظاهرات، بدأ طلاب الجامعات احتجاجاتهم منذ ثلاثة ايام مطالبين باعادة صرف مخصصاتهم المالية المتوقفة منذ( 7 سنوات) بسبب الازمة المالية التي عصفت بالاقليم في نهاية عام 2014، بدأت التظاهرات في جامعة السليمانية ثم توسعت لتشمل مناطق اخرى تحت سلطة و ادارة اليكيتي، وصلت تلك الاحتجاجات الى جامعات اربيل و دهوك التي هي  تحت سيطرة وادارة البارتي، الحراك الجديد للطلاب سمي بـ( ثورة الطلاب)    مخصصات الطلاب  المخصصات الدراسية تصرف لطلاب الجامعات والمعاهد الحكومية، هذه المخصصات توقفت في 2 تشرين الثاني من عام 2014 بقرار من نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الاقليم انذاك  اثناء تفاقم الازمة المالية.  المخصصات الدراسية قبل توقفها كانت تصرف كالاتي:   -    (40 الف) دینار، تصرف شهريا كمخصصات للطلاب الذين تم قبولهم في الجامعات والمعاهد الحكومية التي هي  في محل سكنهم. -    (60  الف ) دینار تصرف شهريا كمخصصات للطلاب الذين يقيمون في الاقسام الداخلية. -    (100 الف) دینار تصرف كمخصصات مالية للطلاب الذين يداومون في جامعات خارج مدنهم ولايقيمون في الاقسام الداخلية. وفق احصاءات وزارة التعليم العالي في الاقليم، عدد طلاب الجامعات و المعاهد (134 الف و 649) طالب، اذا قررت الحكومة اعادة صرف تلك المخصصات وبنفس الية عام 2014، فأنها ستحتاج  توفيرسيولة مالية تقدر بـ(8 ملیار) دینار.  هل تستطيع الحكومة اعادة صرف المخصصات الدراسية للطلاب؟   بحسب اخر الاحصائيات فأن العائدات المالية للاقليم شهريا كالآتي:   العائدات النفطية: الحكومة تحصل شهريا على (900 ملیون) دولار، (350 ملیون) دولار من هذا المبلغ تدخل شهريا  في خزينة وزارة المالية وبأحتساب المبلغ بالدينار يكون (920 ملیار) دینار شهريا.  العائدات الداخلية : تحصل  الحكومة شهريا على (250 ملیار) دینار. المساعدات المقدمة من قبل دول التحالف (20 ملیار) دینار شهريا.       المبلغ المرسل من الحكومة الاتحادية لتسديد رواتب الموظفين (200 ملیار دینار) شهريا.  الارقام توضح ان العائدات المالية لحكومة الاقليم تصل شهريا الى (990 ملیار) دینار، وتذهب (894 ملیار) دینارمنها لتسديد رواتب الموظفين ولن يتبقى من هذا المبلغ سوى (60 ملیار) دينار فقط، الحكومة بأمكانها صرف المخصصات المالية للطلاب، الا ان المختصين ومسؤلو الحكومة يقولون بأن اعادة صرف المخصصات الدراسية تؤثر على الميزانية التشغيلية للوزارت وستؤثر ايضا على ميزانية تنفيذ المشاريع الحكومية، لذلك ليس من المتوقع ان تعدل الحكومة عن قرارها و تعيد صرف المخصصات الدراسية للطلاب.     من الذي اثار الموضوع  وجعل منها قضية رأي عام ؟   في يوم 14 من هذا الشهر قامت عضو لجنة التربية في برلمان كردستان من حركة التغيير (اشنا عبدالله) بجمع تواقيع (48) نائبا وقدمت طلبا الى رئاسة البرلمان لمناقشة موضوع اعادة صرف المخصصات الدراسية المتوقفة خلال الجلسة القادمة للبرلمان مع استضافة الوزراء المختصين، بعد اسبوع من تقديم الطلب، بدأت الاحتجاجات الطلابية.  اليكيتي و البارتي يتبادلون الاتهامات.  وزارة التعليم العالي في حكومة الاقليم هي من حصة الاتحاد الوطني الكردستاني، ويقود الوزارة  (ارام محمد) لقد تعرض هذا الوزير الى انتقادات لاذعة خلال الفترة الماضية، عندما احتج طلبة السادس الاعدادي و خرجوا الى الشوارع بسبب عدم رضاهم عن الية القبول المركزي وهذه المرة  الثانية التي يتعرض فيها الوزير الى انتقادات، وزارة المالية والتي هي من حصة حركة التغيير اتهمت من جانبها وزارة التعليم بالتقصير وان موضوع المخصصات الدراسية  لاعلاقة لهم بها. لان مبالغ تلك المخصصات صرفت من قبل وزارة التعليم  دون الرجوع الى وزارة المالية.    الاحتجاجات الطلابية المطالبة بأعادة صرف المخصصات الدراسية ليست جديدة، ففي الاول من نيسان 2019 قام مجموعة من الطلاب بالتظاهر امام  مبنى وزارة التعليم العالي مطالبين بأعادة صرف تلك المخصصات، في يوم 16 تموز 2019،  صرحت عضو لجنة التربية في برلمان كردستان حسبية كردي بأن، "اعادة صرف المخصصات الدراسية لطلاب الجامعات ستكون من اولويات الكابينة الحكومية التاسعة".


عربية Draw: بالمقارنة بين شهري تشرين الاول من عام 2020 و 2021 ارتفعت العائدات النفطية للعراق بنسبة (55%) بالدولار و(63%) بالدينار، في شهر تشرين الاول من عام 2020 كان معدل سعر برميل النفط العراقي (38.77) دولار، بلغت العائدات النفطية خلال هذه المدة (3 ملیارات و 456 ملیون و 680 الف) دولار، في حين بلغ مجموع عائدات النفط المصدر في تشرين الاول من عام 2021 (7 ملیارات و 680 ملیون) دولار بمعدل سعر البرميل (79.38) دولار.  كمية النفط المصدر خلال شهري تشرين الاول بين عامي 2020 و 2021 وفق احصاءات وزارة النفط العراقية، فأن كمية النفط المصدر بين شهري تشرين الاول من عامي 2020 و 2021 بلغت (ملیار و 161 ملیون و 44 الف و 795) برميل، ووصلت معدل التصدير اليومي الى (2 ملیون و 932  الف و 862) برميل  وذلك خلال مدة (13) شهرا.  حصلت الحكومة العراقية خلال هذه المدة على عائدات نفطية بلغت(71 ملیار و 757 مليون و 227 الف) دولار اي (101 ترليون و 52 ملیار 136 ملیون و 100 الف ) بالدينار العراقي . الجدير بالاشارة، ان اكبر كمية مصدرة من النفط العراقي كان في شهر تشرين الاول من عام (2021) حيث بلغت (96 ملیون و 708 الف و 660) برميل وبلغت العائدات (7 ملیارات و 680 مليون) دولار اي مايعادل (11 ترلیون 136 ملیار) دينار . بالمقارنة مع شهر تشرين الاول، انخفضت تصدير النفط في شهر تشرين الثاني من عام 2020 كثيرا، حيث وصلت الى (81 ملیون و 262 الف و 376) برميل، كذلك انخفضت ايضا العائدات النفطية بالمقارنة مع شهر تشرين الاول وبلغت (3 ملیارات و 403 ملیون و 722 الف) دولار اي مايعادل(4 ترليون و 16 ملیار و391 ملیون و 960 الف) دینار، لمعلومات اوفى انظر الى الجدول الاتي:  كمية النفط المصدر والعائدات النفطية من شهر تشرين الاول من عام 2020  الى شهر تشرين الاول من عام و2021    مقارنة بين شهري تشرين الاول من عامي 2020 و 2021 تشرين الاول عام 2020 بحسب ارقام و احصاءات وزارة النفط، صدر العراق في شهر تشرين الاول من عام 2020 (89 ملیون و 153 الف و 932) برميل وبسعر (38.77) دولار للبرميل ، اي ان الحكومة العراقية حصلت على عائدات نفطية بقيمة (3 ملیارات و 456 ملیون و 680 الف) دولار.   وكان سعر الدولار الواحد انذاك  في البنك المركزي العراقي تشرين الاول (1180) دینار، وبذلك يتضح وفق تلك الارقام، ان العراق حصل مقابل تصدير النفط على مبلغ (4 ترلیون و 78 ملیار و 882 ملیون و 400 الف ) دینار.    تشرين الاول عام  2021 بحسب ارقام واحصاءات وزارة النفط العراقية، صدر العراق في شهر تشرين الاول من عام 2021 (96 ملیون و 708 الف و 660) برميل وكان معدل سعر البرميل انذاك (79.38) دولار، وبحسب المعلومات فأن عائدات العراق خلال هذه المدة بلغت (7 ملیارات و 680 ملیون) دولار. وكان سعر الدولار الواحد  مقابل الدينار العراقي خلال شهر تشرين الاول من عام 2021 (1450) دینار. وبذلك يتضح ان عائدات الحكومة العراقية من تصدير النفط خلال هذه المدة بلغت(11 ترلیون و 136 ملیار) دینار.  مقارنة بين شهرتشرين الاول من عامي 2020 و 2021 اولا: كمية النفط المصدر   الحكومة العراقية صدرت في شهر تشرين الاول من عام (2020) (89 ملیون و 153 الف و 932) برميل من النفط ، وصدرت في شهر تشرين الاول من عام (2021) (96 ملیون و 708 الف و 660) برميل نفط، اي ان كمية النفط المصدر ارتفع بنسبة (%8)  وارتفع حجم  الصادرات الى  (7 ملیون و 554  الف  و 728) برميل .   ثانيا: عائدات النفط   كان معدل سعر برميل النفط في عام  (2020) هو (38.77) دولار، حصلت الحكومة على عائدات نفطية خلال هذه المدة بقيمة (3 ملیارات و 456 ملیون و 680 الف) دولار. اما في شهر تشرين الاول من عام (2021)  فكان معدل سعر برميل النفط العراقي هو(79.38) دولار، وحصلت الحكومة على عائدات نفطية خلال هذه المدة بقيمة (7 ملیارات و 680 ملیون) دولار. وبذلك يتضح ان عائدات بيع النفط في شهر تشرين الاول من عام 2021 ارتفعت بنسبة (55%)  وحصلت الحكومة على مبالغ مالية بقيمة (4 ملیارات  و 223 ملیون و 320 الف ) دولار. العائدات ستكون اكبر اذا احتسب بالدينار، سعر الدولار الواحد مقابل الدينار العراقي  في شهر تشرين الاول من عام 2020 هو (1180) دینار، أما في شهر تشرين الاول من عام (2021)  فكان سعر الدولار الواحد مقابل الدينار  هو (1450) دینار.  بلغ حجم عائدات الحكومة العراقية في شهر تشرين الاول من 2020  (3 ملیارات و 456 ملیون و 680 الف) دولار، باحتساب سعر الدولار  الذي كان (1180) دينار مقابل الدولار الواحد في شهر تشرين الاول من عام 2020  بلغ مجموع ماحصل عليها الحكومة العراقية  بالدينار هو (4 ترليون و 78 ملیار و 882 ملیون و 400  الف ) دینار.  أما في شهر تشرين الاول من عام 2021 فأن الحكومة حصلت من تصدير النفط على عائدات بقيمة (7 ملیارات و 680 ملیون) دولار وكان سعر الدولار الواحد  مقابل الدينار هو (1450) دینار وبذلك يتضح ان الحكومة العراقية حصلت عائدات بقيمة (11 ترلیون و 136 ملیار) دینار.   من خلال هذه المقارنة  يتبين بأن الحكومة العراقية في شهر تشرين الاول من عام 2021  ارتفعت عائداتها النفطية بنسبة (63%) وحصلت على  (7 ترلیون و 57 ملیار و 117 ملیون 600  الف ) دینار.   لمعلومات اوفى حول كمية النفط المصدر و العائدات النفطية للعراق بين شهري تشرين الاول من عام 2020 و 2021 انظر الى الجدول الاتي .   


عربية Draw: ارتفعت عائدات نفط اقليم كردستان بين شهرتشرين الاول من عامي ( 2020 و 2021) بنسبة ( 59%)، في تشرين الاول من عام ( 2020) كان معدل سعر برميل النفط ( 40) دولار، وكانت عائدات حكومة الاقليم من تصدير النفط خلال هذه الفترة هي (503 مليون و 508 الف ) دولار، اما في شهر تشرين الاول من عام 2021 حصلت حكومة اقليم كردستان من تصديرالنفط على (987 مليون و 921 الف )  وبمعدل( 83) دولار لبرميل النفط .  تشرين الاول 2020.... صدرت حكومة الاقليم خلال شهر تشرين الاول من عام 2020 ( 13 مليون و 320 الف برميل) الى كل من دول ( اليونان، ايطاليا، كرواتيا، سنغافورا و مصر)  وكان معدل سعر برميل النفط انذاك (40.19) دولار، اي انها حصلت على عائدات بقيمة بلغت (503 ملیون و 508 الف ) دولار. في شهر تشرين الاول من عام (2020) كان سعر الدولارالواحد مقابل الدينار العراقي في البنك المركزي هو(1180).   وبذلك فأن حكومة اقليم كردستان حصلت  خلال شهر تشرين الاول من عام 2020 على (625 ملیار و 999 ملیون و 440 الف ) دینار من عائدات النفط.   تشرين الاول 2021  صدرت حكومة الاقليم خلال شهر تشرين الاول من عام 2020 ( 11 مليون و 825 الف  734) برميل نفط الى كل من دول ( اليونان، ايطاليا، كرواتيا، اسرائيل و اسباينا)  وكان معدل سعر برميل النفط انذاك (83.54) دولار، اي انها حصلت على عائدات بقيمة بلغت (987 ملیون و 921 هەزار و 818) دولار  في شهر تشرين الاول من عام (2021) كان سعر الدولارالواحد مقابل الدينارالعراقي في البنك المركزي هو(1450)  وبذلك فأن حكومة اقليم كردستان خلال شهر تشرين الاول من عام 2021 حصلت على (ترليون و 432 ملیار 486 ملیون و 636  الف و 622) دینارمن عائدات النفط. مقارنة بين شهر تشرين الاول بين عامي  2020 و 2021  اولآ: كمية النفط المصدر....  صدرت حكومة اقليم كردستان  خلال شهر تشرين الاول من عام ( 2020) (13 ملیون و 320 الف ) برميل من النفط، الاانها صدرت خلال نفس الشهر من عام 2021 (11 ملیون و 825 الف 734) برميل، من خلال هذه المقارنة  يتبين بأن صادرات نفط الاقليم قد انخفضت بنسبة (13%) اي مايعادل ( مليون و 494 الف و 266 ) برميل.  ثانيا:عائدات النفط  كان معدل سعربرميل النفط خلال شهر تشرين الاول من عام 2020 (40.19) دولار، وحصلت حكومة الاقليم على عائدات النفط بقيمة (503 ملیون و 508الف) دۆلار  كان معدل سعر برميل النفط خلال شهر تشرين الاول من عام 2021 (83.54) دولار، وحصلت حكومة الاقليم على عائدات النفط بقيمة (987 ملیون و 921 الف و 818) دولار  وبذلك فأن عائدات النفط في شهر تشرين الاول من عام 2021 قد ارتفعت بنسبة ( 49%) وبلغت هذه الزيادة (484 ملیون و الف  818) دولار.  الا ان العائدات بالدینارتکون اکثر، لآن في شهر تشرين الاول من عام 2020  كان سعر الدولار مقابل الدينار العراقي هو (1180)، اما في شهر تشرين الاول من عام 2021  كان سعر الدولار مقابل الدينار العراقي هو (1450) دینار، وبذلك يتبين ان حكومة الاقليم  حصلت في شهر تشرين الاول من عام 2021 على عائدات من تصدير النفط بلغت (987 مليون و 921  الف و 818) دولار وبذلك حصلت حكومة الاقليم على ( ترليون و 432 ملیار 486 ملیون و 636  الف و 622) دینار كعائدات نفطية. وبذلك ارتفعت عائدات الاقليم من النفط المصدر خلال شهر تشرين الاول من عام 2021 بنسبة (59%) اي  انها  وصلت الى (838 ملیار و 347 ملیون و 196 الف و 622) دینار


عربية Draw: المصدر: بلومبرغ فاجأ وجود آلاف الأكراد العراقيين بين اللاجئين المحاصرين على حدود بيلاروسيا مع بولندا كثرة من الأمريكيين والأوروبيين يظنون أن الإقليم الكردي هو الجزء الوحيد من العراق المنكوب الذي نجا بدعم غربي كبير من مأساة أوسع تتفاعل منذ غزاه تحالف تزعمته الولايات المتحدة في 2003. يبين سعي العديد من أكراد العراق الآن للهروب من المنطقة مدى خيبة آمالهم حيال آفاق الاقتصاد والسياسة في حقبة ما بعد صدام حسين. كيف سخرت روسيا وبيلاروسيا الهجرة سلاحاً؟ بدت الأمور سائرة في اتجاه مختلف حين غرق وسط العراق وجنوبه بإهراق الدم طائفياً خلال السنوات التي أعقبت الغزو الأمريكي، فيما شهدت محافظات الشمال تحت الحكم الذاتي لإقليم كردستان طفرة اقتصادية. استقطبت المنطقة الغنية بالنفط والتي تتمتع ببيئة سياسية يمكن التنبؤ بها وتخلو إلى حد كبير من العنف مستثمرين من حول العالم. كما شيدت فنادق ومراكز تجارية وأبراج سكنية بسرعة كبيرة، لدرجة باتت فيها المدن الكردية تقارن بدبي. كما لاح في الأفق مزيد من التقدم الديمقراطي. ظهر التباين مع باقي مناطق البلاد بحدة في 2014 حين اقتحم تنظيم الدولة الإسلامية العراق. بينما كانت الوحدات العسكرية العراقية تنهار في قلب البلاد أمام الهجوم، صدت القوات الكردية بدعم من القوة الجوية الأمريكية الإرهابيين عن أبواب أربيل، عاصمة إقليم كردستان. هاربون من مأوى؟ بقي أكراد العراق مستقرين وآمنين بمعزل عن المآسي التي حولت الملايين من جيرانهم في أماكن أخرى من العراق وعبر الحدود في سوريا التي دمرتها الحرب وإيران التي أرهقتها العقوبات إلى لاجئين. الأدهى من ذلك أن كردستان-العراق آوت الفارين من عنف الجوار. لم يتغير هذا ظاهرياً حيث بقيت كردستان-العراق في سلام نسبي، وإن كان ذلك قياساً إلى معايير متدنية تسود مناطق الجوار. ليست التوقعات الاقتصادية الآتية من أربيل قاتمة مثل بغداد ناهيك عن دمشق أو طهران. لكن حين يروي اللاجئون في طريقهم إلى أوروبا قصصهم حول الفظائع التي هربوا منها، غالباً لن يحصل الأكراد العراقيون على كثير من التعاطف لدى أقرانهم الأفغان والسوريين. ما حقيقة تباطؤ حركة الهجرة العالمية؟ رغم أنهم لم يفروا من متسلطين مثل طالبان أو مستبد ارتكب إبادة جماعية مثل بشار الأسد، فإن أكراد العراق محبطون جراء فشل قادتهم بالإيفاء بوعد قطعوه في 2003. لم يتعاف الاقتصاد، الذي يعتمد بشكل مفرط على صادرات النفط أبداً من انخفاض أسعار النفط الخام في 2014، ولا يمكن بعد معرفة ما إذا كان الانتعاش الأخير سيستمر لفترة كافية لتغيير التوقعات، كما أجبرت البطالة العديد من الأكراد على ترك المدن والتوجه للزراعة. كانت المكاسب الديمقراطية هزيلة، حيث يهيمن احتكار العشائر للحياة السياسية نتيجة غياب الإصلاح السياسي. أصبحت الحكومة في أربيل أكثر استبدادية، حيث قامت بسجن المعارضين وتكميم الإعلام. لم تستطع الاحتجاجات المناهضة للحكومة أواخر العام الماضي إضعاف الفساد المستشري. 12 دولة تطلب من الاتحاد الأوروبي دفع تكاليف الأسوار الحدودية لمنع المهاجرين شعر ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا، بأن الظروف في كردستان العراق جعلت شعبها فريسة سهلة لمخططه لجلب المهاجرين إلى بلاده ليطلقهم تجاه أوروبا الغربية. سهّل ضوابط الحصول على التأشيرات ونظَّم مزيداً من الرحلات الجوية إلى مينسك، وفيها اقتادت قوات الأمن البيلاروسية الوافدين نحو الحدود. لم تحاول حكومتا أربيل أو بغداد وقف الهجرة الجماعية. عرضت الحكومة العراقية في وقت متأخر عليهم العودة إلى الوطن، لكن التقارير الواردة من الحدود بين بيلاروسيا وبولندا تشير إلى أن العديد من الأكراد يفضلون أن يجابهوا الشتاء الوشيك بدل العودة إلى ديارهم. رغم أن جذر يأسهم نبت على حطام الآمال وليس دافعه خطر الموت الذي شهده اللاجئون الآخرون، فإن يأسهم حقيقي بنفس القدر.


 عربية Draw: صحيفة ميرر البريطانية: وزير اللقاحات السابق في الحكومة البريطانية ووزير التعليم العالي الحالي في بريطانيا، نديم الزهاوي جمع عن طريق مشروع مشترك مع سيروان بارزاني في احدى شركات النفط ثروة واموال طائلة.   واشارت الصحيفة بأن،" الزهاوي الذي هو من اصول كردية حصل على 1.3 مليون باوند من احدى شركات النفط عندما كان عضوا في برلمان بريطانيا، واستطاع خلال هذه المدة اخفاء  مايحصل عليه من اموال من عمله خارج البرلمان متخفيا بعمله النيابي" في عام 2015 عندما كان الزهاوي يعمل في شركة ( كالف كيستون) النفطية والتي كانت تستثمر في حقول نفط كردستان كان يحصل على 1000 باوند في الساعة الواحدة.    انشأ زهاوي مع زوجته( لانه) شركة استشارية في  شهر حزيران من عام 2010 اي بعد مدة قليلة من حصوله على مقعد في البرلمان البريطاني، وكان والد زهاوي شريكا مع سيروان بارزاني ابن اخ رئيس اقليم كردستان السابق بين اعوام 2005 – 2017، بحسب المعلومات المتوفرة قدمت شركة زهاوي استشارات لشركة تنمية مشاريع العراق من اعوام 2011 الى 2019 ، الا ان المعلومات حول الاموال والارباح التي حصلت عليها الشركة خلال هذه الفترة غير متوفرة. وليس هناك اي ادلة تؤكد تورط الزهاوي ووالده في عمليات فساد.    في عام 2015 زار نديم الزهاوي مع وفد تجاري بريطاني اقليم كردستان وكان الوفد  برئاسة بوريس جونسون وكان انذاك  رئيسا لبلدية لندن، في بداية تلك السنة حددت صحفية ميرور زهاوي كثاني اغنى رجل في الحكومة البريطانية بعد المستشار ريشي سوناك.  عندما اصبح زهاوي في عام 2018 وزيرا في الحكومة البريطانية ترك عمله كمدير في الشركة التي يمتلكها مع زوجتة واعطىها  50% من حصته في الشركة.   كان جد الزهاوي من احد الساسة الكبار في العراق وبسبب معارضته لنظام صدام حسين ترك البلد  مع عائلته في سبعينيات القرن الماضي، ويقول الزهاوي في احدى تصريحاته الصحفية،" انهم عندما وصلوا الى شواطيء الجزر البريطانية كانوا لايملكون سوى 50 باوندا".


عضو اللجنة المالية في برلمان اقليم كردستان عمر كولبي:  من الصعب تحديد سبب واحد لظاهرة هجرة مواطني اقليم كردستان، هنالك جملة من الاسباب تدفعهم لذلك، منها  ضيق الآفاق الاقتصادية والانفلات الأمني. لغة الارقام كفيلة  للحصول على الاجوبة الحقيقية والاسباب التي دفعت مواطني و شباب كردستان الى ترك بلادهم. 8000000000     ثمانية مليارات دولار، اي اكثر من 11 تريليون دينار حجم الاموال المدخرة قسرا من رواتب موظفي اقليم كردستان منذعام 2015. حكومة الاقليم بدون اي سند قانوني، شرعي واخلاقي قامت بقطع مبالغ من رواتب موظفيها بحجة الازمة المالية، الى هذه اللحظة الحكومة ليست لديها اي خطة للاعادة تلك الاموال بالرغم من تحسن الوضع الاقتصادي.  500000  500 الف مواطن وغالبيتهم من الشباب بدون اي عمل ووظيفة منذ عام  2011 ،الحكومة ليست لديها اي خطط لتشغيلهم، هناك معوقات كثيرة تواجه القطاع الخاص في كردستان وبدلآ من توظيف الايادي العاملة المحلية توجه هذا القطاع الى تشغيل العمال الاجانب.        500 الف  500 الف مواطن، يشكلون قرابة 100 الف عائلة، يعيشون تحت خط الفقر، دخلهم الشهري اقل من 500 الف دينار والتي لاتكفي لسد حاجاتهم المعيشية.  70000 70 الف،عدد المواطنين الذين كانوا في السابق يتسلمون رواتب الاعانة الاجتماعية الا ان الحكومة  ومنذ عام 2015 وبحجة الاصلاح الاقتصادي  قطعت رواتبهم التي كانت 150 الف دينار و الفئة المستفيدة من هذا الراتب كانوا من كبار السن، الايتام ،الارامل وذوي الامراض المزمنة.   900 مليار دينار  حكومة الاقليم لها في ذمة بعض التجار ورجال الاعمال مبالغ تقدر بـ 900 مليار دينار،انها لم  تحاول استرجاع تلك الاموال، لانها اعطت تلك المبالغ بطرق غيرقانونية، بأمكان هذا المبلغ بناء 9 سدود ضخمة قادرة على معالجة شح المياه بشكل جذري في الاقليم، ويمكن ايضا بهذا المبلغ بناء 45 الف وحدة سكنية لمحدودي الدخل و الفقراء.  23 الف  عدد موظفي العقود الذين لديهم خدمة فعلية لمدة (١٠ - ١٥) سنة، هؤلاء ينتظرون منذ سنوات طويلة تحويلهم الى الملاك الدائم ، بعضهم توفوا بعد 12 سنة من الخدمة كعقود وحرم اطفالهم من اي راتب تقاعدي.   27 الف عدد المدرسين الذين عينوا على ملاك وزارة التربية بصيغة العقود ويتسلمون رواتب غيرمجزية، ويطالبون منذ سنوات بتحويلهم على الملاك الدائم.    100 الف  عددالعمال الذين يعملون في القطاع الخاص في ضروف قاسية و برواتب غيرمجزية لاتسد رمقهم .  8 سنوات   منذ 8 سنوات و حكومة اقليم كردستان لاتمتلك اى قانون للموازنة، اي ان الحكومة ليست لديها اي برامج اقتصادية ومالية وتتصرف خارج الاطر القانونية في قضية العائدات والنفقات.   أرقام غيرمعلنة وغيرواضحة. حكومة الاقليم وبشكل غيرقانوني اوقفت ترفيع موظفي القطاع العام منذ عدة سنوات، ليست لديها اي خطة واضحة للاعادة تلك المبالغ بعض الموظفين وبسبب هذا الاجراء التعسفي والغير قانوني يتسلمون شهريا رواتب اقل من استحقاقهم بـ 100 الف دينار.  30 الف  عدد المواطنين الذين هم من ذوي الاحتياجات الخاصة وهم منذ 9 سنوات بأنتظارالحكومة ان تنصفهم وتعطيهم استحقاقهم القانوني 150 الف دينار، هؤلاء يعشيون في اوضاع اجتماعية واقتصادية سيئة جدا.     5 الاف  عدد الطلاب الاوائل الذين تخرجوا من جامعات ومعاهد الاقليم، وهم منذ عام 2016 بأنتظار الحكومة ان تعينهم. 800  عدد الشركات العاملة في القطاع النفطي بالاقليم، هذه الشركات لاتدفع اي ضرائب للحكومة، في المقابل حكومة الاقليم  تأخذ الضرائب من الكسبة واصحاب الاعمال الصغيرة، بالاضافة الى ذلك هناك عدد من الشركات العاملة في مجال شبكة الانترنت والاتصالات ولاتدفع للحكومة اي ضريبة في حين ان عائداتها تقدربملايين الدولارت سنويا.   200 الف  عدد طلاب الجامعات والمعاهد، هؤلاء الطلبة لايحصلون على اي دعم من الحكومة منذ عام 2016، حكومة الاقليم اوقفت رواتبهم  التي كانت تدفعه لهم وهي  60 الف دينار.  5  عدد السنوات التي رفعت فيها الحكومة الدعم عن المحروقات والمشتقات النفطية، اصبح المواطن بسبب ذلك  فريسة لجشع التجار و الارتفاع المستمر للاسعار.   2000  عدد المشاريع المتوقفة منذ اكثر من 5 سنوات، الحكومة ليست لديها اي  خطة للاستئناف العمل بتلك المشاريع .   46مليار دينار حجم الاموال التي استرجعتها الحكومة من مشاريع  القروض الصغيرة للشباب، استولت الحكومة على تلك الاموال التي هي في الاساس مخصصة لدعم الشباب والمبلغ المرصود لهذا المشروع هي 76 مليار دينار.   100 الف  250 الف دينار قيمة الراتب التي كانت تدفعها الحكومة لذوي الاحتياجات الخاصة. الا ان الحكومة قلصت رواتبهم الى  150 الف دينار، في حين ان نسبة العجز لدى هؤلاء تصل الى 100% 10 الاف  عدد الامهات العاملات الاتي وفق القانون على الحكومة ان تصرف لهم شهريا مبلغ 143 كراتب مقابل رعاية اطفالهن المعاقين، القانون صدر منذ عام 2011 الا ان الحكومة رفضت تنفيذها. 13 عدد الوجبات من السجناء السياسين الذين ينتظرون منذ 10 سنوات ان تصرف لهم الحكومة رواتبهم وفق القانون.   800 الف   فرضت الحكومة 800 الف دينار كغرامة على المواطنين الذين لم يلتزموا بنصب مقياس الماء الذكي، في حين ان معظم المواطنين الذين رفظوا نصب المقياس يعانون في الاصل من شحة المياه، بالاضافة المقايس من النوع الرديء ومن مناشيء غير رصينة، الغرامة رفضت من قبل برلمان اقليم كردستان الا ان الحكومة تصرعلى تنفيذ الغرامة على المواطنين.    7 سنوات  الحكومة الغت منذ 7 سنوات السلف التي كانت تدعم بها المواطنين كسلف الزواج ، العقار، الزراعي والمشاريع الصغيرة ".    هذه الارقام تكشف وبشكل واضح وجلي مدى الظلم والتعسف التي تمارسها حكومة الاقليم بحق مواطنيها مما دفع الشباب لاختيار ما يسمونه طريق الموت للوصول إلى الحلم الأوربي، بعد يأسهم من تحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية. ويصمت المعنيون عن إيجاد حلول لهذه المشكلة رغم النداءات المتكررة.


عربية DRAW: العالم الجديد - نوزت شمدين في ساعة متأخرة من مساء 28 تشرين الاول اكتوبر 2021، لفظ كيلان دلير (25 عاما) الكردي القادم من اربيل انفاسه الاخيرة على الحدود البلاروسية البولندية، وهو يطارد حلمه بالعبور الى المانيا، فيما كان نحيب شقيقه وهو يحتضن جسده البارد يشق صمت الغابة الرطبة المبللة بالمطر في الظلام الذي احاط كل شيء.   "لم استطع انقاذه، توسلت بحرس الحدود البولنديين ليساعدوه لكنهم لم يستمعوا لاستغاثتي، توسلت بالحرس البيلاروسيين السماح لنا بالعودة لأتمكن من انقاذه لكنهم رفضوا.. لقد علقنا مع الموت هنا، كنا جائعين وعطشى طوال أيام نقاوم على أمل العبور او تلقي المساعدة، لكن جسده لم يحتمل بسبب ارتفاع السكر لديه وحاجته لابرة انسولين" يقول شقيقه باكياً ثم يضيف "لقد تحول حلمنا الى كابوس".   وصل كيلان، المصاب بالسكري، مع اثنين من أشقائه وشقيقته وزوجها وابنهما الصغير الى روسيا البيضاء في 14 من تشرن الأول/ اكتوبر، مثل آلاف آخرين من العراقيين الفارين من أوضاع بلادهم، وحاولوا طوال اسبوع العبور الى بولندا مع حقائب صغيرة ضمت اغذية بسيطة وادوية، لكن كل محاولاتهم فشلت أمام الأسلاك الشائكة وحرس الحدود الذين أوقفوا العائلة وأعادوا بالقوة بعضاً من افرادها الى روسيا البيضاء عدا شقيقة كيلان التي دفعت اصابة بالغة في قدمها وفقدانها للوعي الى ادخالها لمستشفى بولندي، فيما أعيد الآخرون بالقوة الى الحدود.   قبل ذلك بنحو شهرين، وتحديدا في صباح يوم الأربعاء الرابع من آب/ أغسطس 2021 توفي جعفر حسين يوسف، وهو عراقيٌ في الأربعين من عمره من مدينة النجف، أمام عناصر من حرس حدود روسيا البيضاء في منطقة ميدينينكاي المتاخمة للحدود الليتوانية.   وحسب إفادة سكان محليين عثروا على الرجل الذي لم تكن بحوزته أية أوراق ثبوتية، فإنه كان عائداً من الجانب الليتواني ومصاباً بجراح نازفة في إنحاء متفرقة من جسده.   حادثة الوفاة حصلت بعد يوم واحدٍ فقط من اعادة ليتوانيا نحو أربعين مهاجراً بالقوة الى روسيا البيضاء بعد ساعات من عبورهم إلى الجانب الليتواني، معظمهم عراقيون بعد تعرضهم للضرب المبرح.   تلك الرواية نقلتها وسائل إعلام بيلاروسية، فرد عليها وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوشاوسكاس بأنها "مسرحية دبرتها مينسك".   مينسك هي عاصمة بيلاروسيا (روسيا البيضاء) والتي يتدفق إليها يوميا ومنذ أشهر عشرات العراقيين الطامحين للهجرة الى أوربا بطرق مختلفة بينها رحلات سياحية جوية قادمة من تركيا والامارات وسوريا، وقبلها من الأردن ومصر ولبنان والعراق.   تقدر منظمات معنية بأوضاع اللاجئين وجود أكثر من 10 آلاف مهاجر في روسيا البيضاء يريدون العبور الى دول الاتحاد، معظمهم عالقون في غابات بمناطق حدودية محاطة بالاسلاك الشائكة بين روسيا البيضاء وبولندا. نحو نصف هؤلاء عراقيون، والجزء الاكبر منهم قادمون من اقليم كردستان.   يردد نواب ونشطاء كرد رقم 4000 كمتوسط تقديري للكرد العالقين على الحدود البولندية بلا خيم ودون طعام أو ماء ويواجهون معركة حياة او موت مع البرد في ظل درجات حرارة تقترب من الصفر في ساعات الليل.   هذا أكبر تدفق لللاجئين من روسيا البيضاء الى اوربا منذ زمن بعيد، فتلك الدولة لم تكن ميدانا للعبور لكنها اضحت منذ ربيع العام الحالي وبتشجيع من سلطات تلك الدولة نقطة عبور رئيسية.   سجلت حدود البلدين الشرق أوربيين روسيا البيضاء وليتوانيا خلال سنة 2020 مرور 81 لاجئاً غير شرعي فقط، في حين أن أكثر من 4000 شخص اجتازوها في الأشهر الثمان الأولى من 2021، بحسب احصاءات رسمية، غالبيتهم عراقيو الجنسية. تلك هي الأرقام المسجلة فقط وهناك آلاف آخرون عبروا الحدود باتجاه بولندا وليتوانيا ومنها الى بقية دول الاتحاد الأوربي دون ان توقفهم السلطات، بحسب العديد من المهربين والمهاجرين الذين وصلوا فعلا عبر طرق مختلفة أيسرها كانت سيارات معدة سلفا من قبل مهربين بولنديين.     دهوك وشيلادزي بكردستان في محافظة دهوك، لا حديث للشباب الكرد الا عن الهجرة لأوربا، فذلك حلم يجمع معظم الشباب في ظل ارتفاع نسبة البطالة في صفوفهم، إذ تعود آخر وجبة تعيينات حكومية الى ما قبل العام 2014 في حين لا تتوفر فرص عمل في القطاع الخاص الضعيف والمهمل.   في بلدة شيلادزي على الحدود التركية، يقدر صحفيون مهتمون بملف الهجرة عدد الشباب  المهاجرين خلال أربعة أشهر بنحو 500 فرد، حتى ان عائلات كاملة رحل جميع أبنائها الذكور.   يقول بائع حقائب في البلدة غير المستقرة امنيا والتي تعاني من نسب بطالة عالية نتيجة تعرضها لهجمات جوية تركية متكررة توقع ضحايا في الغالب، ان عمله انتعش في بيع حقائب الظهر، فقد باع في وقت قصير عدة وجبات منها. ويضيف أعرف العديد منهم، هناك قريب لي اسمه حجي، رحل ابنه نور الدين ووصل الى المانيا عبر روسيا البيضاء، وشقيقه حسين وصل الى فرنسا.   من جهته، يقول آري جلال مسؤول مؤسسة "لوتكه" لشؤون المهاجرين واللاجئين، ان الأشهر العشر الاولى من العام 2021 سجلت هجرة 37 الف شخص من العراق، معظمهم من اقليم كردستان، منبها الى ان الأرقام تتصاعد بنحو مقلق بسبب "عدم اكتراث حكومة الاقليم لمطالب الشباب وتوقف تعيين خريجي الجامعات وتوفير فرص عمل".   ويضيف جلال انهم سجلوا خلال العام الحالي 10 حالات وفيات وهناك 12 مفقودا، فيما بلغ عدد الذين هاجروا من العراق خلال السنوات السبع الفائتة 633 ألفاً و273 شخصا، فقد 261  منهم حياته و185 مازالوا مفقودين.   ويشير الى أن أعداد المهاجرين خلال العام الماضي كانت 34 الفاً، في حين بلغت خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي وحده بلغ ا 37 الف مهاجر. خارطة الرحلات اليومية لا يقتصر السفر الى روسيا البيضاء على الكرد العراقيين، بل شمل أيضا مئات العرب، يؤكد ذلك مدير مكتب للسياحة والسفر في وسط بغداد، مبيناً أن الإقبال زاد فجأةً وبنحو غريب على حجوزات تذاكر الطيران السياحية إلى روسيا البيضاء في شهر أيار/ مايو تحديدا.    وأوضح ان سعر التذكرة اختلف بحسب عدد المحطات قبل الوصول وفترة الحجز ما قبل موعد الرحلة وهوية شركة الطيران، وهي تتراوح بين 800-1500 دولار للشخص الواحد.   مدير المكتب الذي شدد على عدم ذكر اسمه، نفى علمه بوجود مهربين ينظمون عملية سفر العراقيين إلى روسيا البيضاء، قائلاً :"سيكون من الغباء ذلك، لأنه كان بوسع أي شخص حجز تذكرته والسفر إلى روسيا البيضاء، طبعا قبل الاجراءات الأخيرة بوقف الرحلات". ويستدرك "ربما هناك مهربون يعملون على نقلهم من بيلاروسيا الى دول الجوار".   ويؤكد أن حجوزات السفر قبل صيف 2021 كانت تجري بنحو عادي للراغبين بالدراسة هناك أو السياحة، لكن مع شيوع الأخبار بشأن عبور الناس من هناك إلى ليتوانيا زادت اعداد طالبي السفر لتبلغ الرحلات من مطار بغداد وحده أربعة رحلات في الأسبوع "كان أمراً جيداً بالنسبة الينا".   وعن توقف الرحلات المباشرة من العراق إلى روسيا البيضاء يقول: "هذا ليس مهماً بالنسبة لمن يريد الهجرة، فالرحلات قائمة بين بغداد وكل من دمشق ودبي وإسطنول ومن العواصم الثلاث إلى بيلاروسيا، فلامعنى لوقف الرحلات من بغداد!".   "الأمر لا يتعلق بتغير مزاج المهاجرين غير الشرعيين دون محرك خفي، فباتوا يقصدون ليتوانيا عبر روسيا البيضاء بدلاً من معابر تركيا البحرية والبرية نحو أوربا" يقول مدير مكتب السياحة، مشيراً إلى أنه يتلقى كل يوم الكثير من الاستفسارات عن الرحلات المتوفرة إلى روسيا البيضاء "من الواضح أن جهة مؤثرة تروج للناس أن هذه الطريق سالكة لمن يريد الهجرة حتى لو أغلق معبر هنا وهناك".   ويتابع مبتسماً كمن يحاول دفع تهمة عن نفسه: "بالتأكيد هذه الجهة ليست مكاتب السفر والسياحة!".   ما يردده العاملون في مكاتب السياحة سراً، يعلنه مهاجرون فـ(ت. قاسم) الايزيدي العراقي الذي وصل الى روسيا البيضاء في آب الماضي وتوجه منها الى المانيا، قال ان رحلته كانت سهلة ولم تتطلب الا بضعة ايام قبل ان يتم تكثيف نشر الحراس على الحدود "ففي الجانب البلاروسي لا أحد يعترض طريقك الى الحدود، بل ان بعض رجال الأمن كانوا يدعمون ويرشدون اللاجئين الى أفضل الطرق للعبور".     ترويج للهجرة أونلاين! طوال أشهر ظلت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تعلن عن الرحلات السياحية إلى روسيا البيضاء وطرق العبور من هناك إلى دول أخرى كألمانيا، منها حساب على الفيسبوك يحمل أسم (الهجرة من بيلاروسيا إلى أوربا) تنشر فيه وبنحو مستمر إعلانات مكاتب سياحية أغلبها سورية.   يضم الإعلان في العادة مدة الحصول على الفيزا إلى روسيا البيضاء مع وعد بأنها لن تستغرق أكثر من أسبوعين وخطة رحلة تستغرق أسبوعاً واحدا ورحلة الطائرة والاستقبال في المطار والحجز الفندقي لأسبوع وكل ذلك بمبلغ يتراوح بين 2000- 2300 دولار للشخص الواحد.   كاظم غليان مواطن من مدينة الناصرية جنوبي العراق، قال بأنه تواصل مع شخص عبر الفيسبوك في شهر أيار/مايو2021 كان قد نشر اعلاناً عن خدمات يقدمها للراغبين بالهجرة ووجهه لطريقة الحصول على تأشيرة سفر من بغداد وكيف انه استقبله في مينسك بروسيا البيضاء ورافقهُ إلى حدود ليتوانيا مقابل مبلغ قال أنه ليس بالكبير.   كاظم كان في نهاية أيلول يتحدث من على الحدود بين روسيا البيضاء وليتوانيا بعد محاولتي عبور فاشلة تعرض في واحدة منها للضرب المبرح. لكنه يرفض مثل مئات آخرين غيره العودة إلى العراق بسبب ما قال أنها ميليشيات تستهدفه بسبب نشاطه المعارض للحكومة.   لا يقتصر المهاجرون الذين ينتظرون فرصة العبور من روسيا البيضاء الى دول الاتحاد الاوربي، على أبناء مدن اقليم كردستان، فهناك المئات قدموا من جنوب العراق كمحافظة النجف التي ينافس مواطنون منها مواطني إقليم كردستان في نسبة قاصدي روسيا البيضاء. هؤلاء تدفقوا على مينسك مدفوعين بحلم الإقامة في أوربا بعد ان روج مهربون بمساعدة شركات سياحية امكانية تحقيق ذلك مقابل مبالغ لقاء "التنسيق" المزعوم لتسهيل المرور صوب الحدود الليتوانية.   يقول حيدر مناف (38 سنة)، أنه أقدم فعلياً على دفع قسط أول من المبلغ المتفق عليه وهو 2000 دولار بضمنها تذكرة السفر، لإيصاله إلى أوربا "صديق لي هو من يتكفل بذلك". يتابع محاولاً بث ثقته المتزعزعة بخطة سفره بالكامل بعد سماعه قصص العالقين بين روسيا البيضاء وليتوانيا وأولئك المحتجزين في المخيمات بظروف معيشية صعبة "في النهاية هناك الكثيرون ممن وصلوا".   تؤكد هذا جنان عبد الكاظم هادي السالمي (42 سنة) وهي من مدينة النجف أيضاً، محتجزة في مخيم للاجئين في الجانب الليتواني، تصف الوضع فيه بالمزري، مشيرةً إلى أن مستوى الخدمات سيء للغاية والخدمة الصحية أسوء بكثير. تقول باستياء "هم ينتظرون حتى تسوء حالة المرضى بدرجة كبيرة قبل أن يتدخلوا ويرسلوه للعلاج".   جنان لديها ورقة مثبتة عليها صورتها ومعلومات شخصية عنها، تشير إلى أنها قد سجلت من قبل حرس الحدود الليتواني: "هذا كل ما لدي أنا وزوجي وأطفالنا الأربع" تقول بحيرة لكونها لا تعرف ماذا سيحدث في الأسابيع المقبلة أو كم سيطول مكوثهم في ذلك المخيم الذي هو بمثابة معتقل، حسب وصفها.   "لكن علينا مواجهة الأمر أًيا كانت صعوبته، إنه أفضل من البقاء هناك، توجه يدها إلى اليسار كإشارة مفترضة إلى العراق.   "زوجي ناشط مدني، تعرض إلى محاولتي إغتيال من قبل مجهولين، لذا توجب علينا الرحيل والبحث عن مكان آمن".   البحث هذا كلف العائلة 5000 آلاف دولار أمريكي ثمناً لتذاكر الطيران لجميع أفراد العائلة وحال وصولهم إلى مينسك بطائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية أقلعت بهم من مطار بغداد الدولي، توجهوا إلى الحدود الليتوانية والقي القبض عليهم فور اجتيازهم لها.   ترفض هي وغيرها من العراقيين المحتجزين في العديد من المخيمات المقامة في الجانب الحدودي من ليتوانيا العودة إلى العراق على الرغم من المحاولات الليتوانية لإقناعهم بتعويض يبلغ (300) يورو، وأجور تذاكر طيران العودة. وهي تشعر بالقلق حيال ما تسمعه باستمرار من امكانية قيام الليتوانيين بإعادتهم الى الجانب البيلاروسي مما سيعني في النهاية العودة إلى العراق. التزام عراقي بالعودة الطوعية إيفان فائق جابرو وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية، عبرت عن التزام العراق بالعودة الطوعية للعراقيين المهاجرين دون إجبار ووقوفه بالضد من منع أي مواطن من السفر إلى الخارج لكون ذلك "حرية شخصية".   ووصفت جبرو ما ينجذب إليه المهاجرون من حلم اللجوء إلى أوربا عبر ليتوانيا وبولندا بالوعود الكاذبة، معبرةً عن أسفها لوقوع عراقيين فيما قالت أنها "شراك شبكات الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية وضحية الاستغلال المادي".   إضافة إلى جعفر حسين الذي توفي على الحدود بين روسيا البيضاء وليتوانيا في شهر آب/أغسطس 2021، وكيلان دلير الذي توفي في المنطقة المحرمة على الحدود البلاروسية والبولندية، عثر حرس حدود روسيا البيضاء في الأول سبتمبر 2021 على جثة امرأة عراقية أيضا على حدود بولندا كان برفقتها ثلاثة أطفال صغار وزوجها اليائس الذي قال بأن جنوداً بولنديين أجبروهم على السير حفاةً والعودة إلى حدود روسيا البيضاء، أي من حيث دخلوا إلى بولندا.   ويتناقل نشطاء ومهاجرون قصصا على ضحايا آخرين، من العراق وسوريا، هم يعدون مفقودين اليوم بعد ان تم دفعهم في أحد الأنهر بين روسيا البيضاء وبولندا. يقول أحد المهاجرين في فيديو: لقد رمونا في النهر بعضهم لم يستطع الخروج والعبور للضفة الاخرى "اعتقد انهم ماتوا كما مات آخرون في الغابات نتيجة الضرب أو المرض والجوع، ربما بعد أشهر سنسمع قصص العديد من المفقودين".   توارد الأخبار في مطلع آب/اغسطس2021 بشأن تدفق عشرات اللاجئين العراقيين عبر الحدود الليتوانية والبولندية واللاتفية قادمين من روسيا البيضاء، دفع وزير خارجية الاتحاد الأوربي جوزيب بوريل إلى اتهام العراق بالسماح لاستخدام مطار بغداد " لنقل المهاجرين إلى- بيلاروسيا- والانتقال من هناك بواسطة حافلات إلى ليتوانيا بنحو غير قانوني".   مستشارية الأمن القومي العراقي، أصدرت بياناً ردا على تصريحات بوريل، أكدت فيه أن هنالك "عصابات للهجرة غير الشرعية هي من تغري سياحاً عراقيين بالعبور نحو ليتوانيا، وان العراق لا يشجع مواطنيه على الهجرة مطلقاً".   تابع البيان مكرراً تصريحات مسؤولين عراقيين في أوقات سابقةـ ان مطار بغداد الدولي مخصص للسفر الشرعي فقط وان "روسيا البيضاء تسمح شرعيا وقانونيا للسياح العراقيين بدخول أراضيها فلا يمكن للدولة العراقية أن تمنع مواطنيها من السفر الى دولة بشكل شرعي ولا تستطيع أي دولة في العالم أن تقوم بمنع مواطنيها من ذلك".   وعلى الرغم من رفض العراق اتهامات الإتحاد الأوربي إلا أنه رضخ لتهديداته بفرض عقوبات ضده وعلقت الخطوط الجوية العراقية بدءاً من الرابع من آب/اغسطس 2021 رحلاتها الأسبوعية الأربع إلى روسيا البيضاء وسيرت فقط رحلات لإجلاء مواطنين عراقيين عالقين هناك وأعادت بالفعل نحو 300 واحداً منهم.   د. مخلص عبد الوهاب، مختص بالقانون الدولي، ذكر بأن طلب الإتحاد الأوربي من العراق وقف رحلاته الجوية إلى روسيا البيضاء تدخل صارخ في شؤونه الداخلية وكان ينبغي عدم الإذعان لذلك.   وأوضح أن العراق يمكن ان يوقف رحلاته الجوية إلى روسيا البيضاء في حالات عدة كرفض الأخيرة استقبال رحلات من العراق أو "صدور قرار دولي ملزم بذلك".   وبخلاف ذلك يرى أن لا علاقة للعراق بالخلافات بين الإتحاد الأوربي وروسيا البيضاء وأن الأخيرة تستخدم المهاجرين كورقة ضغط أو تنتقم بهم من الاتحاد الأوربي بغض النظر عن جنسية هؤلاء المهاجرين عراقيين كانوا أم غير ذلك.      الهجرة نحو المجهول بسبب الأحداث التي جرت في العراق خلال العقود الأخيرة كان طريق الهجرة إلى الخارج هو الحل الأخير المتاح أمام الكثير من العراقيين وكان للكرد منهم تحديداً نصيب الأسد ولاسيما بعد حرب 1973 وحملات الأنفال ضدهم في ثمانينيات القرن المنصرم وتدمير آلاف القرى الكردية وسياسة تعريب مناطقهم التي اتبعها نظام البعث الحاكم وقتها.   وهو ما جعل الكرد يشكلون جاليات في مختلف دول العالم باتت لاحقاً فناراتٍ يهتدي بها الراغبون بالهجرة من إقليم كردستان حتى بعد تشكيل الاقليم في العام 1991 بارادة دولية نتيجة تدهور الاوضاع الاقتصادية في التسعينات وبعد غزو تنظيم داعش لمناطقهم في 2014 .   فرهاد بامرني (38 سنة) احتاج إلى سبعين يوماً لكي يتمكن أخيراً من الوصول إلى ألمانيا بعد أن قطع طريقاً طويلة بدأها في شهر حزيران/يونيو2021 من مطار أسطنبول إلى مينسك ومن ثم عبر الحدود الليتوانية ومن هناك اجتاز عدة دول أخرى قبل بلوغه ألمانيا حيث يتواجد اثنان من أشقائه منذ نحو عشر سنوات.   يقول ان الوضع الاقتصادي الصعب وانتشار الفساد في إقليم كردستان دفعه للهجرة، لأن عمله كسائق سيارة أجرة لم يكن كافياً لتأمين متطلبات عائلته في ظل عدم وجود أي رؤية حكومية لتصحيح الأوضاع : "قررت الهجرة رغم ان وضعي كان  أفضل من الآخرين، خاصة الموظفين في دوائر الدولة حيث تتأخر رواتبهم أو يستقطع جزء منها دون سند قانوني ولا يمكنهم الاعتراض".   ويلفت فرهاد إلى أن العديد من أصدقائه في روسيا البيضاء مازالوا حتى بعد نشر الآلاف من الحرس على حدود بولندا يحاولون إيجاد طريقة ليتجاوزوها ويلتحقوا به "كنت محظوظاً لكن الكثيرين لم يكونوا كذلك، أتمنى لهم النجاح في النهاية لأنهم لايريدون سوى العيش بأمان وكرامة لا أكثر".   هجرة العراقيين العرب حديثة مقارنة بمواطنيهم الكرد، لكنها ومنذ 1991 ازدادت بسبب الحروب المتلاحقة وتدهور الوضع الاقتصادي في التسعينات نتيجة العقوبات الاقتصادية ولاحقا الانهيار الأمني والصراع الداخلي بعد سقوط نظام حزب البعث في نيسان/أبريل2003. لكن هجرة أخرى برزت في العامين الأخيرين بعد انطلاق احتجاجات تشرين الأول اكتوبر 2019 ضد النظام السياسي والقوى الحاكمة.   محمد مجهول عبد العيساوي (45 سنة) الذي نشط في تظاهرات واعتصامات تشرين التي شهدتها بغداد ومحافظات الجنوب، تعرض الى محاولة اغتيال مطلع 2021، وهوجم منزله بقنابل صوتية، واضطر لأشهر العيش متخفيا من المليشيات.   طغى الأسى على نبره صوته وهو يتحدث إلينا عبر "واتساب" من مخيم احتجاز ليتواني "قبلها خطفني عناصر من سرايا السلام في نيسان 2020 من مدينة النجف ونجوت باعجوبة".   مع الخطر على حياته، اضطر العيساوي للسفر إلى روسيا البيضاء ومعه زوجته وأطفاله الخمس برحلة على متن الخطوط الجوية العراقية من مطار بغداد الدولي في 18 تموز/ يوليو 2021.   "كان يجب أن أغادر.. هناك أنت لا تعرف في أي ساعة يمكن أن تختطف أو تتعرض للقتل" قال وهو يهز رأسه، مؤكداً إصراره على الهجرة ليأمن على نفسه وأفراد عائلته من "انتقام" الميليشيات التي قتلت نحو 600 محتجاً مثله وجرحت أكثر من 20 الفا.   راح العيساوي، يسرد من ذاكرته تكاليف سفرته مجهولة النهاية "830 دولاراً أجور تذكرة سفر لكل شخص من مكتب للخطوط الجوية بمدينة الحلة، اضافة الى 55000 ألف دينار (37 دولارا) لكل شخص رسوم فحص طبي لـ كوفيد 19، فضلا عن أجور الاقامة الفندقية".   ويضيف إلى ذلك مبلغ 150 دولار أجور سيارتي أجرة أقلتهما بعد يومين من وصولهما الى مينسك للحدود الليتوانية وكان ذلك تحديداً في صباح يوم 21 تموز/ يوليو2021. نافياً استعانتهم وعراقيين آخرين رافقوهم بأي مهرب كما فعل كثيرين ممن قابلهم لاحقاً.   يقول العيساوي أنهم استخدموا تطبيق (Gps) للوصول إلى النقطة الحدودية التي أرادوها وبعد ترجلهم من سيارتي الأجرة مشوا على الأقدام برفقة مجموعة أخرى من العراقيين ومن جنسيات أخرى عرب وأفغان.    وبعد ما يقرب من نصف ساعة أصبحوا على الحدود مباشرة ثم مشوا أربع ساعات أخرى في عمق غابة واسعة على أمل العثور على شارع ما ليستقلوا منه وسيلة نقل ما توصلهم إلى أقرب محطة قطار ويشقوا طريقهم منها إلى  ألمانيا.   "لكن بدلاً من عثورنا على الشارع، عثر علينا عناصر من الجيش الليتواني وأودعونا بمركز احتجاز".   اجريت لهم في اليوم التالي الفحوصات الطبية الخاصة بفايروس كوفيد 19، ثم نقلوا إلى مخيم، هو عبارة عن مدرسة وأدخل كل 25 شخصاً في صف واحد.   يواصل بينما ارتفعت نبرة صوته المتقطع "المكان غير صالح ونتلقى أسوء معاملة، الإنسانية التي كنت أسمع بأنها موجودة في أوربا يبدو أنها لم تصل إلى هنا". ويستدرك "اعرف اننا لسنا في أوربا الغربية، وهناك مشكلة عميقة مع بيلاروسيا، لكن لم اتوقع كل هذه المعاملة السيئة".   المكان بحسب ما يصفه العيساوي "قذر بنحو متعمد" ولا يوجد اهتمام بالمرضى حتى الاطفال منهم، وقد عرضوا عليه وأفراد عائلته مبلغ 300 يورو لكل منهم وتذاكر سفر مجانية للعودة الى العراق، لكنه رفض وبشدة.   ويستطرد بصوت حاد:"أخبرتهم اذا اردتم أعطيكم أنا أضعاف ما عرضتموه علينا فقط افسحوا لنا الطريق لكي نجد لنا بلداً أوربيا آخر يوفر لنا الحماية، فحياتي معرضة للخطر في العراق". سكت قليلاً ثم عد ليصرخ هذه المرة "عودتي تعني موتي المحقق إنهم لا يفهمون هذا".   الكاتب المتخصص بالشأن السياسي عادل كمال، يشير إلى أن الظروف غير الطبيعية التي يعيشها الفرد العراقي سواءً في إقليم كردستان وغيرها من مناطق البلاد هي التي تدفعهم للإقدام على خوض مغامرة الهجرة.   ويقول بأن "سوء المعاملة والاحتجاز وغيرها من الأمور التي يشكو منها المهاجرون الذين لم ينجحوا في عبور الأراضي الليتوانية والبولندية او اللاتفية تعد نزهة قصيرة مقارنة بالأهوال التي واجهها عراقيون سلكوا من قبل طريق البحر من تركيا إلى اليونان وللأسف غرق الكثير منهم".   ويرى كمال بأن وقف الرحلات الجوية من بغداد إلى مينسك والضغط لعدم منح فيز للعراقيين، مجرد مجاملة للإتحاد الأوربي "وحل ترقيعي لجات اليه الحكومة بدل إيجاد حلول عملية جذرية تقنع العراقيين بالبقاء في بلدهم متنعمين بخيراته بدلاً من إهدار كراماتهم على حدود البلدان الأخرى".   على الحدود بين روسيا البيضاء وليتوانيا تواصلنا مع شاكر شلاكة حسين الكلابي، وهو أربعيني من المشخاب التابعة لمحافظة النجف، مطلق ولديه ستة أطفال، سافر من مطار عالية في العاصمة الأردنية عمان عبر خطوط الملكية الأردنية إلى العاصمة التركية  أنقرة ومن هناك إلى مينسك في روسيا البيضاء، بتكلفة إجمالية بلغت 2000 دولار.   يقول بأن طليقته وأطفاله الست حصلوا عبر الامم المتحدة على لجوء انساني في كندا ولم يتم قبوله هو "سافروا في أواخر شهر تموز/يوليو 2021. حاولت وبشتى الطرق العبور الى أوربا لكي التحق بهم، ولكنني عالق هنا الآن ولا أعرف ماهو مصيري، هم لايخبروننا بشيء مطلقاً".   يصر شاكر على أنه لم يستعن بأي مهرب وانه فضلاً عن رفاق آخرين ثلاثة، اعتمدوا على انفسهم وتوجهوا الى الحدود الليتوانية وقطعوا غابة واسعة مشيا على الاقدام قبل أن تعتقلهم عناصر من الجيش الليتواني في قصة تشبه نهايتها قصصاً عاشها مثله مئات آخرون من المهاجرين العراقيين العالقين هناك     إيزيديون وكرد يائسون أكثر من 100 ألف إيزيدي مازالوا يعيشون في مخيمات النزوح المقامة لهم في إقليم كردستان منذ ما يزيد عن سبعة سنوات بعد أن تعذر عليهم العودة إلى مناطقهم في قضاء سنجار غربي محافظة نينوى والتي نزحوا منها في 3 آب/ أغسطس إثر هجوم شنه داعش عليهم وتسبب بمقتل وخطف الآلاف منهم.   فصائل مسلحة متعددة الولاءات تتقاسم السيطرة على سنجار متسببة بمنع إعادة اعمارها وبالتالي اعاقة عودة الأهالي لمناطقهم، والبقاء بغالبيتهم في المخيمات وسط الفقر والإهمال على حد تعبير الشاب الإيزيدي مراد خدر (28 سنة).   سافر هو و35 إيزيدياً آخرين معظمهم شبان، من دمشق إلى روسيا البيضاء. يقول بأنه يعرف جيداً أن الأوضاع هناك سيئة ومحاولته قد لا تنجح في العبور إلى ليتوانيا أو بولندا أو لاتفيا لكنه لا يجد امامه سوى التحمل والمحاولة ربما يحالفه الحظ في احدى المرات.   "بقيت في مخيم النازحين أكثر من سبع سنوات، الدولة لن تفعل لنا نحن الايزديين شيئاً، كلها مجرد وعود لا يُنفذ منها شيء، في الأقل سأجرب حظي بدلاً من انتظار شيء لن يحدث ابداً في المخيم بدهوك".   وتقدر منظمات ومؤسسات ايزيدية عدد الايزيديين الذين هاجروا بأكثر من 120 الف شخص منذ هجوم تنظيم داعش في آب/ أغسطس 2014.   سرو (23 سنة) شاب إيزيديٌ آخر من منطقة شاريا في محافظة دهوك، سافر في العاشر من آب/ أغسطس2021 من مطار بغداد إلى دمشق ومن هناك إلى روسيا البيضاء، حاول مرات عديدة اجتياز الحدود الليتوانية لكن محاولاته لم تنجح، وبات الامر صعبا بعد غلق الحدود بالأسلاك الشائكة وتشديد رقابة عناصر الجيش.   يقول بأن مئات الإيزيديين، بينهم نساء وأطفال، عالقون على الحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا يعانون من البرد والجوع "ربما العدد يقارب الألف، ولا أحد يمكن ان يلومنا، فنحن منذ سنوات بلا أمل ولا وطن".   ويدعو "سرو" المنظمات الدولية للتدخل وفتح الحدود أمامهم لكي يعبروا صوب ألمانيا "نحن لا نريد البقاء في ليتوانيا او بولندا، ولا يمكننا البقاء في بلاورسيا .. ننام في الشوارع لأننا لا نستطيع دفع نحو 100 دولار ثمن المبيت في فندق".   "سرو" الذي اكد ان مئات آخرين من الكرد بينهم عشرات الايزيديين في طريقهم للوصول الى روسيا البيضاء قادمين من تركيا وسوريا "بعضهم يعرف ظروفنا، وآخرون مخدوعون بكلام تجار البشر الذين يعِدون بايصالهم لألمانيا مقابل عشرة آلاف دولار للفرد الواحد".   يؤكد متابعون للشأن الإيزيدي ان بين 30 إلى 40 شخصاً إيزيدياً يسافرون يومياً إلى روسيا البيضاء على أمل ايجاد طريق سالكة من هنالك نحو ألمانيا التي تضم أكبر جالية إيزيدية.   يقول الصحفي والناشط المدني ميسر الأداني أن أبناء جلدته وبعد سبع سنوات من محاولة الابادة على أيدي عناصر تنظيم داعش في آب/أغسطس 2014 مازالوا يعيشون ظروفاً مأساوية في مخيمات النزوح "لو فتحت الطرق أمامهم لما بقي احد منهم في العراق".   آلاف العائلات الإيزيدية بحسب الأداني هاجرت العراق بطرق شرعية أو غير شرعية إلى أوربا وأمريكا وكندا واستراليا، تاركة خلفها كل شيء من أجل البدء بحياة جديدة "النازحون الايزيديون منسيون لا برامج حقيقية لاعادتهم، والوضع في سنجار سيء جدا، فلا استقرار أمني ولا اعمار ولا خدمات ولا تعويضات والدمار قائم في كل مكان، كما أن غالبيتهم العظمى بلا عمل ويعيشون على المساعدات".   يضيف: "حين تتجول في مخيمات النازحين بدهوك وزاخو ستكتشف سريعا ان كبار السن والنساء يشكلون غالبية المقيمين بعد ان رحل الشباب".   يردف اداني بصوت خفيض :"ليس سرا ان غالبية الباقين هنا يفكرون بالهجرة، ربما ما يمنعهم هو عدم توفر المبلغ الكافي للسفر. جل أحاديث الشباب تدور عن خططهم المستقبلية للهجرة.. الحقيقة انهم اذا لم يهاجروا اليوم، فسيفعون ذلك غداً".   يرجع النائب ببرلمان اقليم كردستان ريبوار بابكه يي، في تصريحات صحفية، أسباب هجرة الشبان الكرد الى البطالة والمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها مناطق مثل رانية بيشدر وزاخو وشيلادزي في دهوك، وليس لأسباب سياسية او أمنية.   لكن ذلك يتقاطع مع المبالغ التي يدفعها المهاجرون للوصول الى هناك، فكلفة السفر تبلغ أكثر من عشرة آلاف دولار للشخص الواحد، واعلانات بعض مكاتب الحصول على الفيز تقول بان الرحلة متاحة الى مينسك بأسعار تترواح بين 3000 الى 4000 دولار حسب الطريق الذي سيتم اعتماده بعد وقف الرحلات عبر بغداد.   ويقر بابكه يي الذي يترأس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، بازدياد سريع في عدد الذين يهاجرون خاصة من مناطق السليمانية، لكنه يؤكد في ذات الوقت "انهم بالآلاف وليس بعشرات الآلاف".   ويحمل النائب جزء من المسؤولية لمكاتب "المهربين" الذين يروجون للهجرة ويقومون عبر شركاء باقتراح طرق عديدة مقابل مبالغ كبيرة "هذه المكاتب التي صار عددها كبيراً تعلن عن نفسها وخدماتهاعلى صفحات السوشيال ميديا، ويجب اغلاقها لأنها تساهم في الهجرة غير الشرعية وتقدم فرص تواصل مع المهربين داخليا وخارجياً".   ويضيف ان هؤلاء ضحايا مهربين وصراع دول، هم عالقون ولا يستطيعون العودة، فبولندا ولتوانيا لاتسمحان لهم بالدخول و روسيا البيضاء لا تسمح لهم بالعودة "ما ان تقوم مجموعة بالعبور الى الغابات الحدودية حتى تسارع الشرطة البيلاروسية الى غلق طريق العودة أمامهم بالأسلاك الشائكة والاعتداء على من يحاول العودة بالضرب".   خلال إعدادنا للتحقيق جرت عمليات ابعاد قسرية لطالبي لجوء من مخيمات في ليتوانيا إلى روسيا البيضاء. عدد من الذين تواصلنا معهم متواجدون حالياً في مخيم بالعاصمة مينسك وهو عبارة عن مستشفى قديم متهالك كان يحتجز بداخله في السابق مدمنو المخدرات وفقا لما ذكره مهاجرون.   يذكر "سجاد علي" وهو من أهالي مدينة النجف أن عددهم كان 150 شخصاً، تبقى منهم فقط 60 بعد أن قرر الآخرون العودة الطوعية للعراق، مبيناً أن كل واحد منهم يحصل على مبلغ 3.5 يورو يوميا بينما الاتحاد الاوروبي خصص لكل لاجئ 10 يورو يوميا، في اشارة الى ان السلطات البلاروسية تستقطع مبالغ منهم. يضيف "رغم ذلك الخدمات سيئة جدا والتعامل الإنساني تعيس" على حد تعبيره.   من خلال "تجربته المريرة" كما يقول سجاد، شهد وسمع بالعديد من عمليات النصب والاحتيال التي وقع فيها لاجئون على يد "مهربين أكراد" أخذوا مبالغ مادية تتجاوز العشرة آلاف دولار  فقط لايصال أشخاص الى ليتوانيا لكنهم ألقوا بهم على الحدود.   لم ينه وقف الرحلات الجوية من العراق إلى روسيا البيضاء، حلم الهجرة الذي يراود الكثير من العراقيين بمختلف انتماءاتهم "هرباً من اوضاعهم المعيشية ومن غياب العدالة والمساواة او ملاحقة المليشيات" كما يقول الناشط احمد حسن، بل شجعتهم روسيا البيضاء باستمرارها في فتح مطاراتها أمام تلك الأحلام مستخدمةً معاناة اللاجئين في حربها مع الإتحاد الأوربي.   حربٌ يقول الباحث عادل كمال "تهدر فيها كرامة العراقيين الذين تفشل دولتهم كالعادة في صونها".   في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 تحرك نحو 2000 مهاجر كردي بشكل جماعي الى الحدود البولندية تحت أنظار شرطة روسيا البيضاء، بعد دعوات على صفحات تواصل اجتماعي يستخدمها المهاجرون، لتشكيل ضغط على بولندا ودول الاتحاد الأوربي لفتح الحدود. بعد ساعات وصلت الجموع الى نقاط محددة على الحدود لكن الأجهزة الامنية البولندية كانت قد سبقتهم بتعزيز انتشارها على طول الحدود وتحت مراقبة جوية لمنع اي محاولة عبور.   الجموع التي انتشرت في نقطة رئيسية وعدة نقاط اخرى صغيرة، لا تملك اليوم الا البقاء بعد ان قطعت روسيا البيضاء طريق العودة عليهم، عليهم خوض معركة البقاء هناك بدرجة حرارة تصل الى الصفر وفي ظل نقص الأغذية والماء مع عدم قدرة المنظمات الانسانية على الوصول للمنطقة المحرمة قانونيا.   تقول سيدة اربعينية غطت جسدها ببطانية وهي تحتضن طفلتها التي لم تبلغ الثانية من عمرها وتعاني من ارتفاع في حرارتها :"الآن لا نملك خيارا غير البقاء هنا، نحن تحت رحمة الدول الأوربية ورحمة السماء.. سيموت الأطفال والكثير منا ان لم يكن من الجوع فمن البرد". تسكت السيدة بعد ان بدأت طفلتها بالبكاء.   أكمل زوجها الذي كان واقفا الى جوارها "لسنا ضحية الحرب التي تشنها بيلاروسيا على الدول الاوربية فقط، ولا ضحية مهربين ومكاتب سفر تستغل ظروفنا، نحن ضحية حكومات فاسدة في بلدان لا تعرف قيمة الانسان".   يردف الرجل، الذي بدا عليه النحول، بينما يضع المزيد من الحطب بيدين ملتهبتين على النار المشتعلة أمام زوجته "كل الخيارات مُرة أمامنا.. ربما أمرُها العودة الى بلد ينظر قادته الى أحلامنا ومعاناتنا كمغامرة مُستنكرة كونها تضر بسمعتهم".              


عربية DRAW: عاد ملف التضييق على الحريات إلى تصدر المشهد العام في إقليم كردستان العراق الذي مثّل طوال السنوات الماضية ملاذاً للناشطين والصحافيين العراقيين الفارين من محافظات أخرى، بعدما باتت حكومة الإقليم تواجه انتقادات حادّة من المنظمات المعنيّة بحقوق الإنسان والمدافعة عن حرية التعبير، على إثر محاكمة مجموعة من الصحافيين والناشطين الفاعلين في ساحات الاحتجاج والتظاهر في محافظة دهوك، وإدانتهم بأحكامٍ مختلفة. كانت السلطات الأمنية في الإقليم قد اعتقلت خلال العامين الماضيين أكثر من 70 صحافياً وناشطاً، بتهم مختلفة، منها محاولات إسقاط الحكومة وزعزعة الأمن والاستقرار والتخريب وتلقي الدعم والمساعدة من أطرافٍ خارجية. وأصدر القضاء أحكاماً بالسجن لمدة ستّ سنوات على خمسة منهم مطلع العام الحالي، وهم شيروان شيرواني وكوهدار زيباري وشفان سعيد وأياز كرم وهريوان عيسى. والاثنين الماضي، أصدرت محكمة جنايات أربيل الثانية حكماً بالسجن فترات متفاوتة بحق أربعة من الناشطين والصحافيين، وهم مسعود علي وشيروان طه أمين وبندوار رشيد وكاركه عباس. تقارير عربية الجماعات الكردية التركية والإيرانية في كردستان: الخريطة الكاملة قال مصدر مقرّب من عائلة الصحافي المدان شيروان طه أمين، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الأمن الكردية في محافظة دهوك اعتقلته في 5 سبتمبر/أيلول 2020، وإن والدته حاولت رؤيته مرات عدة من دون جدوى إلى أن توفيت في سبتمبر/أيلول الماضي بجلطة دماغية. وأفاد المصدر نفسه بأن التهم الموجهة إلى شيروان طه أمين هي "التخطيط لتنفيذ هجوم" على مقرٍ لـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني"، و"التواصل مع السفارة الأميركية لطلب المساعدة في نقل احتجاجات أكتوبر/تشرين الأول من بغداد إلى منطقة بادينان في الإقليم"، وكذلك "التواصل" مع رئيس الجمهورية برهم أحمد صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. في مؤتمر صحافي أمام محكمة جنايات أربيل الاثنين، وصف محامي الدفاع عن المتهمين الأربعة، هريم شيرواني، الحكم بأنه "سياسي"، قائلاً إن المحكمة "استندت إلى أدلّة ضعيفة، ولا يحاكم المُتهم بها بهذه المدّة". وأكد شيرواني: "سنطعن بالحكم في محكمة التمييز". ويتّفق عضو برلمان كردستان عمر كولبي مع شيرواني بوصفه قرار المحكمة بـ"السياسي"، مشيراً إلى أن مراحل توجيه التهم وطريقة اعتقال الصحافيين والتحقيق معهم وإصدار الحكم ضدّهم لم تمرّ بالمراحل القانونية، إذ لم يُسمح لهم بتوكيل محامي دفاع عنهم، وعُين محامٍ لهم داخل قاعة المحكمة. وأضاف كولبي أن "تُهم التخريب وإحداث العنف وغيرها من التُهم الأخرى التي وجّهت لهم لم تُثبت عليهم حتى الآن بالدليل القاطع، ولم يحضر أي شاهد ضدّهم، وليست لهم سوابق سيئة في المحاكم". وقال كولبي، لـ"العربي الجديد"، إن محاكمة الأشخاص الأربعة وفق المادة الأولى من قانون رقم 21 لسنة 2003 "ظلم كبير"، مبيناً أن "أحكاماً سياسية" سبقت أحكام المحكمة لـ"إسكات الأفواه". وأشار إلى ضرورة إبقاء السلطة القضائية مستقلّة ومحايدة، وألا تُجامل أي طرفٍ أو جهةٍ سياسية. تقارير عربية قاآني يواصل لقاءاته في بغداد: يجب احترام نتائج الانتخابات العراقية وقال المحامي ريفينك ياسين الذي يتولى عن مجموعة من الصحافيين والناشطين الذين صدرت بحقهم أحكام مختلفة في دهوك إن الملف "سياسي بحت" مع عدم وجود أي دليل يثبت التُهم بحق الذين صدرت بحقهم أحكام مختلفة، مُحذراً من أنّ هذه الأحكام "تُزيد من الشكوك حول استقلالية القضاء وعمل المحاكم والقانون في كردستان". وأشار المحامي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن الهجرة اليومية التي يشهدها الإقليم حالياً جاءت "نتيجة الإحباط واليأس من القانون والقضاء" في كردستان.


دره و draw: بالمقارنة مع الايام التي سبقت الاحداث( الثامن من تموز) الداخلية للاتحاد الوطني الكردستاني، فأن عائدات المنافذ الحدودية في محافظة السليمانية قد انخفضت بنسبة  (19%) والضرائب بنسبة (13%).  مشكلة واردات السليمانية...  منذ ايام وقضية الواردات المالية المتحققة لمحافظة السليمانية تظهر  مرة اخرى على السطح، وزيرمالية الاقليم اوات شيخ جناب، قال في تصريح،" هناك مشكلة توفيرالسيولة النقدية في محافظتي السليمانية وحلبجة و الادارات التابعة، هذه المشكلة تتسبب في تأخيردفع مرتبات الموظفين وتأخر انجاز المشاريع الخدمية".  قبل احداث(الثامن من تموز) صرح كبار مسؤولي البارتي لاكثر من مرة بأن الواردات المالية في المحافظة لن تصل بالكامل الى خزينة وزارة المالية وكانوا في وقتها يتهمون الرئيس المشترك للاتحاد لاهور شيخ جنكي بالاستيلاء على تلك الواردات، الا ان في الوقت الحالي الامور اختلفت، لان شيخ جنكي لايملك في الوقت الراهن اي سلطة داخل اليكيتي وادارة المنافذ الحدودية تحت اشراف نجلي الرئيس الراحل جلال طالباني( بافل وقوباد).  العائدات قبل و بعد احداث الثامن من تموز.  بحسب احصاءات دائرة الضرائب في اقليم كردستان، مجموع ما تحقق من ايرادات خلال 10 اشهر الماضية من دون واردات الكمارك قد بلغت(657 ملیارو 14 ملیون) دینار وهي كالآتي:. اربيل :(343 ملیارو 928 ملیون) دینار، النسبة (52%) وهي مجموع الواردات المتحققة من الضرائب .  السليمانية:(164 ملیارو 918 ملیون) دینار، النسبة (25% ) دهوك: (148 ملیارو 168 ملیون) دینار بنسبة (23% ) هذه الارقام تظهر وبشكل واضح ان واردات محافظة السليمانية مقارنة مع اربيل قد انخفضت.اذبان تطور المشاكل بين الرئيسين المشتركين بافل طالباني و لاهور شيخ جنكي، سلم الاخير سلطاتة الى ابن عمه وكانت الواردات التي تحققت خلال ذلك الشهر قد وصل الى (68 ملیارو 106 ملیون) دینار، الواردات التي سلمت الى خزينة حكومة الاقليم بلغت(18 ملیارو 214 ملیون) دینار وقد شكل هذا المبلغ نسبة (27%) من المجموع الكلي لواردات الضرائب في اقليم كردستان، ولكن هذه الواردات انخفضت بشكل جلي خلال شهر تشرين الاول المنصرم اي بعد ثلاثة اشهرمن احداث تموز، مجموع الواردات التي تحققت من الضرائب في اقليم كردستان(63 ملیارو 848 ملیون) دینار وكانت حصة السليمانية من هذه الواردات (13 ملیارو 355 ملیون) دینار، اي ان واردات السليمانية قد شكلت مانسبته (21%) من المجموع الكلي من الواردات الضربية المتحققة في الاقليم، وبذلك يتبين بأن العائدات الضربية المتحصلة في السليمانية قد انخفضت بنسبة    (6%) مقارنة مع الايام التي سبقت احداث الثامن من تموز.  قائمة عائدات الضرائب قبل احداث تموز في السليمانية .   شهر حزيران ( 6): (16 ملیارو 471 ملیون) دینار شهر تموز( 7): (18 ملیارو 214 ملیون) دینار شهر اب ( 8): (14 ملیارو 790 ملیون) دینار شهر ايلول( 9): (17 ملیارو 76 ملیۆن) دینار شهر تشرين الاول( 10): (13 ملیارو 355 ملیون) دینار. العائدات المتحققة في شهرحزيران اي قبل احداث تموز يظهربأنها اكثرمن (16 ملیار) دینار، لكن في شهر اب اي بعد شهر واحد من الاحداث انخفضت العائدات الى (14 ملیار) دینار النسبة (13%).  العائدات المتحققة من الكمرك قبل وبعد احداث( الثامن من تموز)وفق المعلومات التي حصل عليها( درو) من خلال متابعات دقيقة تبين بأن الواردات المتحصلة من الكمارك وضمن الحدود الادارية لمحافظة السليمانية بعد احداث تموز قد انخفضت.     عائدات كمرك منفذ باشماخ الحدودي. شهركانون الثاني: (22 ملیار 855 مليون) دینار شهر اذار: (22 ملیارو 47 ملیون) دینار شهر ايلول: (17 ملیار و 150 ملیون) دینار شهر تشرين الاول: (18 ملیارو 728 ملیون) دینار مقارنة مع عائدات شهر كانون الاول من هذا العام فان عائدات  الكمرك في منفذ باشماخ انخفض بنسبة (19%).   منفذ برويزخان  شهركانون الاول: (22 ملیار 797 ملیون) دینار. شهراذار: (21 ملیارو 612 ملیون) دینار.   شهر ايلول: (16 ملیار) دینار. شهرتشرين الاول (14 ملیار) دینار. وبحسب هذه الاحصاءات، فأن عائدات كمرك منفذ باشماخ  مقارنة مع شهر كانون الاول هذا العام قد انخفضت بنسبة (39%)يعاني منفذ برويزخان منذ اسبوع من مشكلة حيث ان سائقي مركبات الحمل في المنفذ قد اضربوا عن العمل لذلك انخفضت اعداد المركبات الحمل التي كانت تدخل الى المنفذ من (1000) مركبة يوميا الى (250) مركبة، مسؤولو المنفذ يقولون:" انخفاض التعرفة الكمركية في منفذ( المنذرية) والتي تسيطر عليه الحكومة الاتحادية  تدفع التجار الى ادخال بضائعهم من هناك وهذا ادى بدوره الى انخفاض الواردات المالية المتحصلة، لذلك لم يأخذ (درو) العائدات المتحققة في هذا المنفذ كمقياس.


عربية DRAW: صلاح حسن بابان - الجزيرة  في مكان بعيد يستغرق الوصول إليه أكثر من 3 ساعات سيرًا على الأقدام، توجد حفرة عملاقة غامضة لا يوجد لها أي أثر يحدّد تاريخها في إحدى القرى بكردستان العراق، لكنّ ميزة واحدة وُجِدت فيها جعلتها مميّزة ومختلفة تمامًا عن بقية الحفر الغامضة الموجودة في العالم، وهي أنها تقوم بجمع الثلج على مدار الفصول الأربعة في السنة، وهذا ما دفع كثيرا من السائحين إلى قصدها في الفترة الأخيرة. ولا يوجد حتى الآن أي دليل أو أثر يُثبت أن الحفرة تكوّنت بفعل الطبيعة منذ خلق الكون أو من أحواض أو برك الماء التي قام بصنعها البشر، إلا أن الاحتمال الأوّل يمكن أن يكون أكثر منطقية نظرًا إلى الشكل الهندسي الغريب واللافت الذي تتميز به الحفرة التي عادة ما تحدث نتيجة متغيرات فصلية أو موسمية في الطبيعة.   وتقع الحفرة في سلسلة جبال سكران ضمن قرية سكران إحدى القرى المعروفة التابعة لقضاء جومان بمحافظة أربيل في إقليم كردستان العراق، ويبلغ طول الحفرة نحو 350 مترًا وبارتفاع نحو 8 أمتار، كما يقول متحدث هيئة السياحة في الإقليم نادر روستي. حفرة الثلج تتميز بشكل هندسي غريب ولافت (الجزيرة) خزان ثلج وتقع الحفرة في منطقة جبلية وعرة يصعب الوصول إليها باستخدام وسائل النقل الحديثة، ويستغرق الوصول إليها من قرية سكران أكثر من 3 ساعات ونصف الساعة سيرًا على الأقدام، وعلى من يريد الوصول إلى الحفرة أن يتجهز بالمعدّات الضرورية للسير بين السلسلة الجبلية المعقدة. انحدار المنطقة عمومًا والسلسلة الجبلية تحديدًا يُساعد على انجراف الجليد من القمم الجبلية إلى داخل الحفرة -كما يقول روستي للجزيرة نت- بالإضافة إلى أن المنطقة لا تبلغها أشعة الشمس سوى ساعة واحدة تقريبًا على مدار اليوم، وهذا ما ساعدها على أن تخزن الثلج في داخلها على مدار السنة. تكوّن ينبوع من الماء على بُعد 600 متر من الحفرة نتيجة ذوبان الجليد المتكوّن من داخلها وحولها، إلا أنّ السمة الأبرز التي تتميز بها تُربة هذه المنطقة -حسب تأكيد روستي- أنها من النوع الذي يمتص الماء، وهذا ما ساعد على أن يتكوّن ينبوع من الماء ويستفيد منه سكان القرية في أعمالهم واحتياجاتهم اليومية. لقطة أخرى لحفرة الثلج (الجزيرة) وينصح متحدث هيئة السياحة في الإقليم الجهات الحكومية في كردستان العراق بتطوير هذه الحفرة والاهتمام بها أكثر لتُصبح موقع جذب سياحي على مستوى العراق والمنطقة، لكنّه يعود ويؤكد أن النقطة الوحيدة التي تقف عائقًا أمام جعل الحفرة منطقة سياحية مهمة أنه يتعذّر على أي وسيلة مواصلات الوصول إليها بأيّ شكل من الأشكال لأنها منحدرة وجبلية. ولمعالجة هذه المشكلة، يقترح روستي منح أحد المستثمرين موافقة استثمار لوضع تلفريك "قاطرة معلقة" -وهي وسيلة نقل تعمل بالكهرباء وتظهر أهميتها في المناطق الوعرة التي تكثر فيها الجبال والمرتفعات- وستُساعد على الوصول إلى الحفرة ومشاهدة المناظر الطبيعية حولها. توصيات بعمل تلفريك لمساعدة السائحين على الوصول إلى الحفرة ومشاهدة المناظر الطبيعية حولها (الجزيرة) استثمار سياحي ويتمتع الإقليم بامتلاكه العديد من المناطق السياحية الخلابة الرائدة على مستوى العراق والمنطقة، وتحديدًا تلك التي تقع بين السلاسل الجبلية والأنهر، ومع ذلك لا يبدو عضو لجنة السياحة في برلمان كردستان رزكار عيسى راضيًا كثيرًا عن واقع السياحة في الإقليم، ويؤكد أنها ليست بالمستوى المطلوب. وينتقد عيسى عدم استغلال قطاع السياحة لجعله مصدرًا مهمًّا في تأمين الورادات للحكومة، ويقرّ بوجود مباحثات بين الجهات الحكومية المعنية والبرلمان لإعداد قانون خاصّ بالسياحة من شأنه أن ينهض بالقطاع ويأخذه إلى واقع أفضل بكثير مما هو عليه الآن. ويتفاءل عيسى -في حديثه للجزيرة نت- بأن ينشط قطاع السياحة في كردستان العراق بسنّ القانون الجديد، ويجعلها من المصادر المُهمّة في تأمين الواردات الشهرية للحكومة، داعيًا إلى ضرورة الاهتمام بالمناطق السياحية وتحديدًا التي فيها أنهر وبحيرات لجذب أكبر عدد من السائحين سواء من داخل العراق أو خارجه. انحدار المنطقة والسلسلة الجبلية يساعد على انجراف الجليد من القمم الجبلية إلى داخل الحفرة (الجزيرة) أمّا الصحفي آمانج أحمد فيؤكد أن قضاء جومان فيه كثير من المناطق السياحية الرائدة على مستوى العراق والمنطقة عمومًا، لكن عدم اهتمام الجهات الحكومية فيه جعلها غائبة تمامًا عن السائحين. ويتفق أحمد وهو من أهالي القضاء -في حديثه مع الجزيرة نت- مع النائب في الإقليم رزكار عيسى على أن السياحة من الممكن أن تؤمّن دخلًا عاليًا للحكومة لو استطاعت أن تهتم بها أكثر وتطوّرها، لا سيما أن الإقليم أصبح في السنوات الأخيرة قبلة السياحة لمواطني وسط وجنوب العراق، لاعتدال جوّه فضلا عن المناطق الخلابة الساحرة فيه.


دره و DRAW:   جدد المعلمون المحاضرون احتجاجاتهم في العديد من ومدن وقصبات اقلیم كردستان خلال الايام الماضية، مطالبين الحكومة بتعينهم على الملاك الدائم ومشددين على الاستمرار بتظاهراتهم لحين استجابة الجهات المعنية لمطاليبهم، من المؤمل ان تعقد جلسة برلمان الاقليم خلال الايام القادمة لبحث عدة قضايا وسيكون ملف هذه الشريحة من ضمن اولويات النواب تحت قبة البرلمان. يوجد في اقليم كردستان قرابة ( 20) الف من المعلمين المحاضرين، اذا ماوافقت الحكومة على تثبيتهم كعقود، فأنها ستكون بحاجة الى( 4) مليارات دينار شهريا لتمويل رواتبهم.  من هم المعلمون المحاضرون؟ وكم يتقاضون من اجور؟ كيف ستعالج الحكومة مشاكلهم؟ معلومات اوفى في سياق هذا التقرير الذي اعده موقع (دروعربية) . حكومة الاقليم أمام تحديات جديدة. أكد المحاضرون المجانيون خلال احتجاجاتهم رفضهم للمبالغ المقدمة لهم كمكافئة مالية، مطالبين بتعيينهم على الملاك الدائم أو بصفة عقود، في إشارة على استمرار مقاطعتهم للصفوف الدراسية في المدارس والأوساط التعليمية الحكومية حتى تتم الاستجابة لمطالبهم وحذروا من "انهيار" القطاع التربوي في الاقليم وحملوا حكومة الاقليم مسؤولية ذلك مع اتهامهم لها بـ"إهمال" هذا القطاع. وطالبوا بتحويلهم كحد ادنى من محاضرين الى عقود، يبلغ اعداد هذه الشريحة (20 الف) محاضر.احتجاجات المعلمين المحاضرين دخلت اسبوعها الثاني وسط مقاطعة للدوام في المدارس، محملين في الوقت نفسه حكومة الاقليم مسؤولية حدوث الشلل في العملية التربوية وتظاهر العشرات منهم أمام مبنى مجلس وزراء ومبنى برلمان الاقليم مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم. تمنح وزارة التربية في حكومة الإقليم أموالا للمحاضرين مقابل القائهم عددا من المحاضرات في المدارس.انطلقت تظاهرات المعلمين المحاضرين ايضا خلال شهرايار الماضي وكانوا يطالبون بصرف مستحقاتهم المتأخرة لمدة خمسة اشهر، تظاهرات هذه الشريحة تكاد تكون معضلة للكابينة الحكومية التي تدار من قبل الاحزاب الرئيسية الثلاثة في الاقليم ( البارتي، اليكيتي و حركة التغيير).  من هوالمعلم المحاضر؟.  عينت حكومة اقليم كردستان العام الماضي اكثرمن( 6 الاف) معلم محاضرعلى الملاك الدائم، هؤلاء كانوا يدرسون في مدارس الاقليم  لمدة طويلة بشكل مجاني. اضطرت الحكومة منذ عام 2013 و بسبب الازمة المالية و الاقتصادية التي عصفت بالاقليم، تعليق التعيينات، الا ان الحاجة  الماسة والمتزايدة لوزارة التربية لهذه لشريحة،  قامت بتعيين عدد منهم بصفة محاضرين ولهذه الاسباب:  -    تزايد اعداد الطلاب في المدارس. -    اعداد من المعلمين الذين كانوا على الملاك الدائم وافتهم المنية واعداد اخرى احيلوا على التقاعد. -    الاجازات الطويلة الامد وبدون( بدون راتب) بالاضافة الى هجرة اعداد اخرى منهم الى خارج البلاد.  لملء هذا الفراغ اضطرت الحكومة الاستعانة بالمعلمين المحاضرين. وبحسب الاحصاءات المتوفرة لدى( درو عربية) بلغ اعداد المعلمين المحاضرين خلال عام 2019 قرابة ( 17 الف و 500) معلم محاضرفي المدارس التابعة لحكومة الاقليم، الا ان هذا العدد ارتفع ليصل في الوقت الحالي الى حوالى( 20 الف) محاضر.يبلغ العدد الاجمالي للتدريسيين في وزارة التربية قرابة (120 الف) تدريسي ويشكل المعلمين المحاضرين نسبة 20% منهم. المعلمون المحاضرون  يتواجدون في معظم مدارس الاقليم، في احيان عديدة يشكلون الاكثرية في الهيئات التدريسة في بعض تلك المدارس، على سبيل المثال: في قضاء سيد صادق، يشكل المحاضرين، نسبة (40%) من المجموع الكلي للمعلمين البالغة اعدادهم( 1200) معلم، اي ان قرابة ( 490 )منهم هم من المعلمين المحاضرين الذين لم يثبتوا على الملاك الدائم. اما في تربية ( بردة رش) التابعة لمحافظة دهوك، فأن اعداد المحاضرين يفوق عدد المعلمين المثبتين على الملاك الدائم. كم يتقاضى المعلمين المحاضرين من اجور؟.   يختلف رواتب المعلمين المحاضرين عن رواتب المعلمين المثبتين على الملاك الدائم و المعلمين المتعاقدين، كانوا يتقاضون في السابق اجورهم وفق نظام المحاضرات، اي ان المعلم الذي يحمل شهادة البكلوريوس كان يتقضى عن كل محاضرة ( 4 الاف) دينار و المعلم الذي يحمل شهادة الدبلوم كان يتقضى( 3 الاف دينار)، هذه الالية طرأت عليها التغيير خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة من العام الماضي، حكومة اقليم كردستان حولت اجور هذه الشريحة الى "النظام المقطوع"  اي ان المعلم المحاضر الذي يحمل شهادة البكلوريوس بات يتقضى( 300 الف) دينار و المعلم الذي يحمل شهادة الدبلوم( 250 الف) دينار، بغض النظر عن عدد المحاضرات التي يلقيها. وفق هذه الالية الجديدة للرواتب،على حكومة اقليم كردستان توفير مامقداره (مليار 500 مليون) دينارلتمويل اجورهذه الشريحة البالغة اعدادهم ( 20 الف) محاضر.     اذاماقررت الحكومة تحويل المعلمين المحاضرين الى عقود، فأنها ستكون بحاجة الى( 9 مليار و 500 مليون ) دينار، لان معلمي العقود ممن يحملون شهادة البكلوريوس يتقاضون ( 500الف) دينار ومعلمي العقود من حملة شهادة الدبلوم، يتقاضون( 450 الف) دينار وبذلك تضطر الحكومة على توفير (4 مليارات دينار) لتمويل رواتب و اجور هذه الشريحة. هل ستقرر الحكومة تحمل هذه التكاليف ؟.     مالفرق بين المعلمين المحاضرين ومعلمي العقود؟. من الناحية القانونية، اذا ماقررت الحكومة تحويل المعلمين المحاضرين الى العقود، فأن ذلك يعني زيادة في رواتبهم، اضف الى ذلك فأنهم سيكونون على بعد خطوة من التعيين على الملاك الدائم، وفي احسن الاحوال، تدفع رواتبهم في مواعيدها دون تأخير. دخل احتجاجات المعلمين المحاضرين اسبوعها الثاني وهم يحلمون بتثبيتهم على الملاك الدائم، وبالرغم من ذلك هم راضون على تحويلهم معلمي العقود لهذه الاسباب: - المعلم المحاضر،غير مشمول بحساب سنوات الخدمة و المخصصات. - المعلم المحاضر،لايمكنه الانتقال من مدرسة الى اخرى.  - المعلم المحاضر، غير مشمول بالاجازات ( الوضع او الامومة).       - في حالة الوضع اوالولادة، يملء مكانه بمعلم محاضرأخر، دون الاخذ بنظرالاعتبار سنوات الخدمة. - بالرغم من الاجور القليلة، المعلم المحاضر، ليس له اي حقوق اخرى. - لايتقاضى المعلم المحاضر، اي رواتب اثناء العطلة الصيفية و العطل الاخرى. - يتقاضون رواتبهم خلال فترات متباعدة وبأليات مختلفة ومعقدة.   رواتب وزارة التربية .  تشكل رواتب معلمي وموظفي وزارة التربية نسبة (16.6%)من المجموع الكلي لرواتب جميع ممن يتقاضون الاجور في حكومة الاقليم، الحكومة بحاجة شهريا الى مامقداره(893 ملیارو 908 مليون) لتوفير الاجور والمرتبات، ويشكل رواتب المعلمين و الموظفين في وزارة  التربية مامقداره (149 ملیارو 505 ملیون) دینار من هذا المبلغ. خلال موازنة عام 2013، عينت الحكومة ( 3 الاف و 350 ) شخص على ملاك وزارة التربية، وبذلك ارتفعت اعداد الموظفين المعينين على ملاك هذه الوزارة من (164 الف و216) موظف الى(167 الف و 566) موظف، ومنذ ذلك الحين توقفت التعيينات على الملاك الدائم في هذه الوزارة.


دره ر DRAW:   تعرضت الأقليات الدينية والعرقية في العراق على مر التاريخ وخاصة خلال الأعوام التي أعقبت سقوط النظام العراقي السابق عام 2003، إلى حملات إبادة جماعية وتهجير نفذتها مجاميع مسلحة متطرفة والى الاهمال السياسي، الاجتماعي والثقافي، ولم يكن الحال بالنسبة لهم أفضل في اقليم كوردستان، حيث استغلت هذه الاقليات لغايات سياسية في العديد من المواقف. منح قانون الانتخابات العراقي الأقليات الدينية والسياسية في البلاد 9 مقاعد في البرلمان العراقي والتي تشكل نسبة (2.3%)من أصل 329 مقعدا، خصصت المقاعد لجزء من هذه المكونات وحرم أجزاء أخرى منهم من حق التمثيل النيابي، اما في اقليم كوردستان فخصصت لهم (10%) من مقاعد البرلمان.  ترى الأقليات الدينية الرئيسية أن الكتل الكبيرة لا تزال تمارس نفس سياستها التي اتبعتها طوال السنوات الماضية لغرض الهيمنة على مقاعدها، وبالتالي مصادرة حقوق ناخبيها، بالاضافة الى ذلك فأن الايزيدين و الكاكائيين الذين يقطن الكثير منهم اقليم كوردستان ليس لديهم أي تمثيل نيابي في برلمان الاقليم.   خارطة توزيع( الاقليات) المكونات في العراق التركمان. يشكل تركمان العراق ثالث أكبر جماعة عرقية في العراق. ووفقاً للإحصاء عام 1957 والذي يعتمد الى الان، فانهم  كانوا يشكلون (2.3%) من نسبة سكان العراق في ذلك الوقت، يعود تاريخ تواجدهم في العراق الى القرن الاول الهجري، يسكن  التركمان المدن والقصبات التي تقع في المناطق الفاصلة بين العرب والكورد وهي كركوك، ديالى،نينوى،شمال بغداد ومناطق جلولاء، سعدية، كفري، سليمان بيك،طوز، ينكجة، داقوق وتلعفر. المسحيين هناك طوائف مسيحية قديمة عديدة عاشت في العراق، يتراوح عدد أفرادها حاليا بين 250 ألف و500 ألف، بعد أن كان يقدر بنحو 1.5 مليون قبل الغزو الأميركي عام 2003، خلال استيلاء تنظيم داعش على الموصل ومساحات واسعة من الأراضي في العراق عام 2014، وتنفيذ حملة إبادة جماعية ضد الايزيديين والمسيحيين وأبناء الأقليات الأخرى، اضطر المسيحيين الي الهجرة الى خارج العراق ولقد ساعدتهم التسهيلات التي قدمتها دول العالم لهم للوصول الى مبتغاهم، هناك طوائف مسيحية معترف بها رسمياً في العراق. وتعيش الغالبية منها في العاصمة بغداد، وفي محافظة نينوى وفي إقليم كوردستان، (الكلدان) وهم يعتنقون المذهب الكاثوليكي،(الاشوريين النسطوريين)،(السريان) وينقسمون الى قسمين الكاثوليك والارثذوكس، (الارمن) كذلك ينقسمون الى الكاثوليك والارثذوكس أيضاً، وهناك مجموعات أخرى مسيحية صغيرة وهم (البروتستانت و الانجيليين). خُصص في البرلمان العراقي خمسة مقاعد كوتا للمكون المسيحي في كل من محافظات بغداد، نينوى، كركوك، أربيل ودهوك. وفي برلمان اقليم كوردستان يمتلكون خمسة مقاعد كوتا.   الايزيديين نشأت العقيدة الايزيدية قبل أكثر من أربعة آلاف عام، وتعتبرمن احدى الديانات المغلقة والغير تبشيرية، إذ لا يمكن لأحد من خارجها أن يعتنقها، يعتبر الايزيديين أنفسهم من أقدم الأقوام التي سكنت بلاد مابين النهرين، تعتمد هذه الجماعة الناطقة باللغة الكوردية في الغالب، على الزراعة، وتقيم غالبيتها في سنجار، يعيش الغالبية العظمي من هذا المكون في مناطق سنجار، شيخان، القوش، بعشيقة ، زمار و مناطق في محافظة دهوك. ووفق احصاءات الحكومة العراقية كانت تقدر أعدادهم بين ( 500 الى 700) ألف شخص، الا ان بعد سيطرة تنظيم داعش على سنجار في آب 2014 تغيرهذا الرقم، بحسب إحصاءات المديرية العامة لشؤون الأيزيدية في حكومة إقليم كوردستان هجر ما يقارب ( 360) الف ايزيدي وهاجر (100) الف منهم الى خارج العراق.    الكورد الفيليين تشيراحصاءات وزارة الداخلية ووزارة الهجرة والمهجرين الى ان عدد الكورد الفيليين الذين هجروا قسرا اذ بان النظام السابق هو 130 الف عائلة بين سنة 1980 وسنة 1990،  وبحسب الاحصاءات غير الرسيمة تقدراعداد الفيليين حاليا بـ 800 الف شخص ويسكن معظمهم في مناطق ديالى، بغداد وواسط، خصص لهذا المكون مقعدا برلمانيا واحدا، ويعتبر الكورد الفيليين منحهم مقعدا واحدافي مجلس النواب اجحاف بحقهمولايتناسب والحجم السكاني وحجم تضحياتهموالمتمثلة بجريمة الابادة الجماعية التي اقرتها المحكمة الجنائية العراقية العليا في عام  2010، يطالب الفيليين بضمان تمثيل عادل في التوازن الوطني وتكافؤ الفرص المتساوية في سلطات الدولة وتولي المناصب السيادية والوزارية والحكومية دون إقصاء وتهميش. الصابئة المندائيين يعود أصل الصابئة المندائيين الى الآراميين، هاجروا الى المناطق الواقعة بين نهري الدجلة والفرات في وسط وجنوب العراق واستوطنوا فيها حوالي 100 عام قبل الميلاد، ووفق احصاء عام 1919 قدرأعدادهم بـ(8500) شخص، حالياً يقدرون بـ(200) ألف شخص منقسمين على محافظات بغداد، كركوك، كوت، ديالى، ديوانية، ناصرية، ميسان، بصرة، بالاضافة الى لغتهم الأم يتكلمون أيضاً اللغة العربية. تعرض المكون الصابئي مثل المكونات العراقية الأخرى للكثير من أساليب الاضطهاد والتعسف، مما أجبرهم للمغادرة البلاد، لدى المكون مقعداً واحدا تحت قبة البرلمان العراقي.   الشبك بشكل عام يستقر شبك العراق في المناطق الكوردية، ويعود أصولهم - بحسب المصادر التاريخية- الى قبيلة (الشبك) الكوردية، لم يعرف عددهم بدقة لعدم وجود إحصاء سكاني منذ 4 عقود. الحكومات المتعاقبة في العراق قبل عام 2003 اعتبرتهم ايزيديين، وفق احصاء عام 1977 خمنت اعدادهم بـ (80) الف شخص، ويتكلمون لهجة كوردية تحتفظ بالكثير من الألفاظ القديمة، إضافة إلى تأثير المحيط الدولي المتمثل بوجود ألفاظ فارسية أو تركية أو عربية. لهجة الشبك خليط من اللهجة الكورانية، الكرمانجية، العربية والتركية، كان لتجاورهم مع جيرانهم العرب والتركمان في مناطق الموصل والكرمانج في مناطق بادينان بدهوك اثر فاعل على تكوين لغتهم. يستقر الشبك في مناطق عقرة، حمدانية، تلكيف، بعشيقة، كركوك، أربيل ومناطق في كرميان، ويقدر أعدادهم مابين (300 – 350) ألف في العراق، ويعيش قرابة (60) ألف منهم في المناطق المحيطة بمدينة الموصل. تعرض الشبكك كباقي المكونات والأقليات الأخرى الى الاضطهاد على يد النظام السابق وكان الصراع على الهوية من أشد أنواع الاساليب القمعية التي واجهتهم. هناك العديد من المكونات الأخرى في الطيف العراقي، الكاكائيين هم أقلية دينية تعيش داخل إقليم كوردستان العراق ومناطق أخرى تتوزع على محافظات نينوى، كركوك، ديالى، أربيل وحلبجة، -بحسب الاحصاءات غير الرسيمة- يقدر أعدادهم بـ (100) الف شخص. هناك ايضا اقليات اخرى كاليهود والبهائيين.   تمثيل الأقليات في البرلمان العراقي الأحزاب السياسية  الكبرى في العراق قبل اجراء الانتخابات تقوم بمناورات سياسية تفرض من خلالها سطوتها على الأقليات والمكونات، هذه المكونات تخضع في كل مرة بشكل وبأخر لهيمنة وسيطرة تلك الاحزاب، تأمل الاقليات أن تقوم الأحزاب الكبرى بالحد الادنى من واجبها وهي  المحافظة على تمثيلها الحقيقي تحت قبة البرلمان، من مجموع 329 مقعدا يشكل المكونات نسبة ( 2.3)% من المجموع الكلي من مقاعد البرلمان وبحسب نظام الكوتا. خصصت 9 مقاعد فقط في بعض المحافظات، وهي كالاتي، 5 مقاعد للمسيحيين، اما المكون الايزيدي،الشبكي،الصابئي، الكردي الفيلي، لكل منهم مقعد واحد وبذلك يصبح مجموع مقاعد الكوتا 9 مقاعد، وخلال الانتخابات التشريعية التي جرت في عام 2018 حصل تنافس محموم بين أكثرمن 20 ائتلافا وقوائم فردية للحصول على مقاعد الكوتا، الاحزاب الكبيرة لجأت الى اقحام مرشحين من تلك المكونات في قوامها بهدف جمع أصوات جمهور تلك المكونات، أو اخذوا يتنافسون من خلال مرشحين لهم في تلك القوائم على مقاعد الكوتا خارج قوائمهم الرئيسية.   تمثيل الأقليات في برلمان اقليم كردستان المكونات في اقليم كوردستان تنقسم الى قسمين رئيسيين وهما (قومي– ديني)، المكونات القومية تتمثل بـ(الكورد، التركمان، الكلدان، الاشوريين، السريان والارمن) هذه المكونات لها تمثيل نيابي تحت قبة برلمان اقليم كوردستان، اما الاقليات الدينية فتتمثل بـ(الاسلام، المسيحيين ،الائيزيدية، الكاكائية، الزاردشتية، البهائية، اليهودية والصابئة المندائية)، الا أن الأقليات الدينية ليست لها اي تمثيل نيابي داخل أروقة البرلمان، لان مسيحيي كوردستان ضمنوا لهم مقعد كوتا على أساس أنهم مكون قومي وليس ديني. اما الكورد الفيليين وهم يعتنقون المذهب الجعفري  ينظر اليهم كشيعة داخل الاقليم ويعتبرون أكراداً داخل برلمان بغداد، لذلك ضيعت حقوقهم من كلا الطرفيين. اثناء الدورة الاولى للانتخابات التشريعة التي جرت باقليم كوردستان في 19 ايار من عام 1992  كان المجلس يتألف من 105 مقعداً وخصص من مجموع هذه المقاعد 5 مقاعد للكوتا، عندما بدأت العملية الانتخابية احتدم الصراع بين الاحزاب الكبيرة للظفر بمقاعد الكوتا، هيمن الحزب الديمقراطي الكوردستاني  والاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الشيوعي على العملية الانتخابية وحصل الممثل الحقيقي للمسحيين وهي الحركة الديمقراطية الاشورية على 4 مقاعد و القائمة التي دعمت من البارتي تمكنت من الحصول على مقعد واحد. مرشح البارتي الذي تمكن من الفوز بمقعد الكوتا، رشح  لنيل منصب وكيل وزير المالية في حكومة الاقليم ومن ثم رشح لنيل منصب وزير المالية وبعدها تسنم منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في الاقليم. وفي الدورة النيابية الثانية، ارتفع عدد مقاعد الكوتا الى (11) مقعد، ومن الملاحظ انه ومنذ الانتخابات التشريعية التي جرت في 30 كانون الثاني من عام 2005  فان الحزب الديمقراطي الكردستاني ( البارتي)  قد هيمن ومنذ ذلك الحين وحتى الان و بشكل قاطع على 9 مقاعد من مجموع المقاعد المخصصة للكوتا.   كيف يمكن المحافظة على حقوق الاقليات في كوردستان؟. بحسب القانون رقم (5) لسنة 2015، قانون حماية حقوق الاقليات والمكونات الصادرمن قبل حكومة اقليم كوردستان، ضمنت جملة من الحقوق للمكونات، الا ان الشيء المهم في هذه القضية هي امكانية تطبيق هذا القانون على أرض الواقع. قدمت الكثير من الاقتراحات من قبل المراقبين لتدعيم العملية الديمقراطية في الاقليم كان الهدف منها اعطاء شعور للمكونات بأنهم مواطنيين حقيقيين لايختلفون عن باقي مواطني الاقليم بأي شي وهم من الدرجة الاولى.  1-اجراء تعداد عام، بحيث يتم احصاء المكونات بشكل منفرد. 2- تشكيل قائمة خاصة للمكونان من قبل مفوضية الانتخابات، لكي يتمكن ناخبي المكونات بالادلاء باصواتهم لمرشحي مقاعد الكوتا المخصصة لهم فقط. 3- بحسب (المادة الاولى البند الثاني) من قانون حماية حقوق المكونات، المكونات في اقليم كوردستان تنقسم الى قسمين رئيسيين وهي المجموعات القومية وهي كالاتي،( التركمان، الكلدان، السريان، الاشوريين، الارمن) و المجموعات الدينية والمذهبية وهي ( المسحيين، الائيزيديين، الصابئة المندائيين، الكاكائيين، الشبك، الفيليين، الزرادشتيين)، لذلك من الضروري تخصيص مقاعد لهذه الاقليات الدينية التي ليست لديها مقعد كوتا خاص بهم في البرلمان. 4-تأسيس مجلس أعلى للاقليات في اقليم كوردستان، مهمتها تكون استشارية و تقترح مشاريع قوانيين يمكن من خلالها معالجة المشاكل المتعلقة  بقضايا الاقليات واشاركها في صياغة وسن القوانيين والمشاركة في رسم الخطط الطويلة الامد والتي من شأنها تحسين اوضاع المكونان والاقليات في اقليم كوردستان وتتيح لهم المشاركة الفاعلة في ادارة المفاصل المتعددة للحكومة. 5- على الاحزاب الكبيرة الابتعاد عن التدخل في تأسيس الاحزاب الموجهة والكارتونية داخل تلك المكونات، وترك الحرية لهم في اختيار الحياة السياسية. 6- اعطاء الفرصة  للمكونات بالمشاركة الفاعلة والحقيقية في النظام السياسي و الاداري لحكومة الاقليم. 7- من الافضل للمكونات الابتعاد عن الصراعات السياسية، وعدم الخوض في أمور من الممكن  ان تكون نتائجها سلبية عليهم، لذلك من الجيد ان يختاروا في بعض الأحيان ان يكونوا على حياد للحفاظ على مصالحهم. 


عربية DRAW: صلاح حسن بابان -الجزيرة  في خضم النزاع القائم إزاء نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية التي أجريت بالعاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يبرز الحديث عن أسماء الشخصيات المطروحة لشغل المناصب الرئاسية الثلاثة في البلاد. ووفقا للمحاصصة السياسية في البلاد المعتمدة منذ العام 2005، فإن منصب رئاسة الوزراء هو من حصة المكون الشيعي، ورئاسة الجمهورية للمكون الكردي، ورئاسة البرلمان للمكون السني. وتتنافس قوائم شيعية عدة للظفر بمنصب رئاسة الوزراء من خلال التحالف مع قوائم أخرى لضمان موافقة 165 نائبا في البرلمان الجديد لتسمية مرشحها لرئاسة الوزراء. ورغم عدم وجود مرشحين واضحين حتى الآن، لكن هناك تداول لعدة أسماء داخل البيت الشيعي لرئاسة الوزراء، أبرزهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ومحافظ البصرة الحالي أسعد العيداني، والوزير السابق محمد شياع السوداني، ومحافظ النجف السابق عدنان الزرفي، وحسن الكعبي نائب رئيس مجلس النواب السابق، وسفير العراق في لندن جعفر الصدر، والوزير السابق نصار الربيعي، إلى جانب رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي. وأمّا في البيت الكردي، فانحصرت الأسماء ما بين رئيس الجمهورية الحالي برهم صالح عن الاتحاد الوطني الكردستاني، ووزير الخارجية الحالي فؤاد حسين، ووزير الخارجية السابق هوشيار زيباري، بالإضافة إلى رئيس إقليم كردستان الحالي نيجيرفان البارزاني من الحزب الديمقراطي الكردستاني. وبالانتقال للبيت السُني، فلم يطرح أي منافس حتى الآن لرئيس مجلس النواب المنحل محمد الحلبوسي، وهو المرشح الأوفر حظا لشغل المنصب ذاته لولاية ثانية باعتبار كتلته جاءت بالمرتبة الأولى في عدد المقاعد بين الكتل السُنية.   مرشح التيار الصدري يسعى التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر -والذي جاء في المرتبة الأولى بواقع 73 مقعدا بالبرلمان (وفقا للنتائج الأولية) من أصل 329 في الانتخابات الأخيرة- إلى تشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددا لتشكيل الحكومة الجديدة، لكنّ لم يتم الاتفاق حتى الآن على شخصية معيّنة لرئاسة الحكومة لأنّ ذلك يحتاج إلى توافق داخل البيت الشيعي. إلا أنّ النائب السابق عن تحالف سائرون في مجلس النواب علي اللامي يؤكد أنّ الشخصية الأفضل والأوفر حظا بالمرحلة الحالية لشغل رئاسة الوزراء داخل البيت الصدري هو جعفر الصدر في حال كان هناك توافق من الكتل الشيعية.   حظوظ المالكي لا يخفي النائب الفائز في الانتخابات الأخيرة محمد الصيهود عن ائتلاف دولة القانون (حصل على 34 مقعدا) وجود حظوظ كبيرة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي بأن يكون مرشح القوى المحسوبة على الفصائل والحشد الشعبي المنضوية فيما بات يُسمى بـ"الإطار التنسيقي" وهو يسعى لتشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددا والإعلان عنها قريبا لتشكيل الحكومة الجديدة. ومع ذلك، يرى الصيهود -في حديثه للجزيرة نت- أنه من السابق لأوانه الحديث عن شخصية رئيس الوزراء القادم. ويؤكد أن الأهم في هذه المرحلة هو تشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددا، والتي يسعى إليها ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي.   الصراع الكردي الكردي كرديا، يدور الصراع بين الحزبين الكرديين الكبيرين في العراق -الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني- على منصب رئاسة الجمهورية. وقد أشاد نصر الله سورجي -عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني (أُعلن فوزه بـ16 مقعدا في الانتخابات الأخيرة)- بدور حزبه في الحفاظ على العملية السياسية بالعراق من خلال وجوده في رئاسة الجمهورية. ويقول إنّ المهمة الأبرز لحزبه في بغداد تكمن بتأمين حقوق شعب كردستان من الميزانية ورواتب الموظفين وتطبيق المادة 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها بالدرجة الأساس. وأمّا توزيع المناصب -وخصوصا السيادية منها- فيعتمد على طبيعة التوافقات السياسية بين الأحزاب الكردية في الإقليم وخاصة الحزبين الكبيرين. ويضيف سورجي -للجزيرة نت- أن هناك اتفاقا سياسيا موقّعا بين حزبه والحزب الديمقراطي منذ العام 2005 يتضمن أن تكون رئاسة الإقليم من حصة الديمقراطي، ورئاسة الجمهورية من حصة حزب الاتحاد، موضحا أنه في حال رغب الحزب الديمقراطي الحصول على منصب رئاسة الجمهورية فعليه التنازل عن منصب رئاسة الإقليم. أما العضو البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام فيرى أن حصول حزبه على منصب رئاسة الجمهورية لا يتبعه تنازله عن منصب رئاسة الإقليم، مشيرا إلى أن حزبه فاز بـ33 مقعدا في الانتخابات الأخيرة. وأضاف سلام للجزيرة نت أن حزبه مرّر منصب رئاسة الجمهورية للاتحاد الوطني عام 2018 حتى لا يضيع على الكرد هذا الاستحقاق، ولكن المعادلة ستختلف هذه المرّة بعد تنازله عن كثير من المناصب والمقاعد منذ تمتّع كردستان بالحكم الذاتي عام 1991، ويُشير الى أن توزيع المناصب سيكون حسب الدرجات التي يحصل عليها كل حزب بالاعتماد على عدد مقاعده البرلمانية. يشار إلى أن حزب الاتحاد الوطني حاز منصب رئاسة الجمهورية خلال 4 دورات متتالية، ولكن في الدورة السابقة انشق الصف بين الأكراد وكان لهم مرشحَين؛ هما برهم صالح من الوطني الكردستاني، وفؤاد حسين من الديمقراطي الكردستاني، إلا أنّ البرلمان العراقي اختار برهم صالح وأصبح رئيسا لجمهورية العراق. واعتبر المحلل السياسي كوران قادر أن اختيار صالح لدورة ثانية يعتمد على أمرين، الأول باتفاق الأكراد فيما بينهم، وأما الثاني فيكون مرهونا بعمل حزبه وهو الاتحاد الوطني والاتفاق مع الأطراف العراقية في البرلمان لمنح ثقتهم بمرشح الحزب. ويضيف قادر -في حديث للجزيرة نت- أنه في حال ذهب المنصب إلى الحزب الديمقراطي، فالتوقعات في المقام الأول ستذهب لاختياره من عائلة البارزاني والأقرب لذلك هو نيجيرفان بارزاني.   الحلبوسي ورئاسة البرلمان يقطع الدكتور سعود المشهداني -وهو قيادي بارز في تحالف "تقدّم" الذي يتزعمه الحلبوسي- الشك باليقين بتأكيده أنّ الأخير هو مرشحهم الوحيد لشغل إحدى الرئاستين الجمهورية أو البرلمان. ويقرّ بأن تحالفه سيحصل على إحداهما كاستحقاق، رغم وجود بعض الخلافات من أطراف سياسية على نتائج الانتخابات. أما المحلل السياسي علي البيدر فيرى أن الحلبوسي يمكن أن يعاد ثانية إلى رئاسة البرلمان، لكن يشترط لذلك إبقاء تحالف تقدّم (38 مقعدا) الذي يتزعمه متماسكا، ويضمن بذلك التمثيل الأكبر داخل المكون السُني. لكن البيدر لا يستبعد -في حديثه للجزيرة نت- أن يكون هناك "فيتو" على تولّي الحلبوسي الولاية الثانية من قبل خصومه الذين رفضوا قانون الانتخابات الأخير؛ خصوصا فقرة توزيع الدوائر الانتخابية التي أضعفت حظوظهم وقوّت حظوظ الحلبوسي. وعن احتمالية أن التبادل في منصبي رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان بين السنة والكرد، استبعد البيدر تنازل الكرد عن رئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن رئاسة البرلمان مسؤوليتها مشتركة وقرارها جمعي.   الأوفر حظا يحسم الدكتور عصام الفيلي -أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية- الجدل حول رئاسة البرلمان ويقرّ بأنها شبه محسومة للحلبوسي. أما رئاسة الجمهورية فهناك مسار جدل بين الحزبين الكبيرين في كردستان، وكلاهما يسعى لفرض مرشحه، لكنه يشير الى أن مرشح الديمقراطي الكردستاني أكثر حظا، وذلك لحصول الحزب على المقاعد الأكثر في البرلمان بين الأحزاب الكردية في الانتخابات الأخيرة، بالإضافة إلى وجود مساحة واسعة لتبادل المناصب داخل البيت الكردي. ويرى الفيلي -في حديثه للجزيرة نت- أن هوشيار زيباري وفؤاد حسين ونيجيرفان البارزاني هم المرشحون الأوفر حظا لرئاسة الجمهورية عن الديمقراطي. وأما عن رئاسة الوزراء، فيشير إلى الكاظمي وجعفر الصدر بالإضافة إلى نصار الربيعي والنائب الفائز حاكم الزاملي مع احتمالية أن تكون هناك امرأة وهي النائب السابقة ماجدة التميمي لشغل المنصب.  


draw العربية: RT  المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف يتبع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في سياسته الخارجية، نهجاً مغروراً للغاية، متحديّاً دولاً أقوى من بلاده بكثير. يتشابه ذلك النهج مع التكتيكات التي اتبعها هتلر، قبيل هجومه على الاتحاد السوفيتي، وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، أي اللعب على التناقضات بين خصومه، أملاً في ألا يسمح كل منهم بتدميره، بغرض استخدامه ضد طرف ثالث. تتحول النواقص في هذه اللعبة جزئياً إلى إيجابيات، فمشكلات أنقرة مع واشنطن تثلج صدر موسكو، واشتباكات تركيا مع روسيا في سوريا وقرة باغ وأوكرانيا مفيدة لواشنطن، إلى آخره. في هذا النموذج، يضطر اللاعب إلى الحفاظ على حالة من التعاون والتنافس الشديدين مع الجميع في نفس الوقت. علاوة على ذلك، فمع دخول المزيد من اللاعبين المتضاربين الآخرين إلى الحلبة في مثل هذه العلاقة، يصبح من الأسهل الحفاظ على التوازن والمناورة. لذلك فلا عجب من أن الجميع يكرهون الرئيس أردوغان، إلا أن الكل يحتاجه لغرض ما..   ومع ذلك، فالعيب الكبير في هذه اللعبة، هو حاجتها إلى الكثير من الموارد. وتلك الموارد غير موجودة لدى تركيا. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن هناك موارد كافية منذ البداية، بينما انخرط الرئيس أردوغان في هذه اللعبة جزئياً، تحديداً للحصول على هذه الموارد، وعلى رأسها موارد الطاقة، حيث لا تملك تركيا نفطاً أو غازاً خاصاً بها، وتعاني من فجوة مالية هائلة في وارداتها، تزعزع استقرار البلاد وتهدّد النظام. المحصلة النهائية هي دوامة، تتطلب فيها كل جولة من النضال من أجل الموارد المزيد والمزيد من الموارد، حتى تنتهي لعبة الاقتصاد التركي الصغير نسبياً بالهزيمة على الأرجح عاجلاً لا آجلاً. فالوضع الاقتصادي في تركيا سيء للغاية، إلا أنه لا يزال حتى اللحظة تحت السيطرة. وقد بلغ العجز في موازنة الدولة التركية، في الفترة من يناير إلى يوليو، زهاء 9.8 مليار دولار، ومع أن الوضع الآن قد أصبح أفضل بكثير مما كان عليه إبان الحجر الصحي عام 2020، إلا أنه يشبه المقارنة بين الموت رمياً بالرصاص، أو جراء انفجار نووي. تتعدد الأسباب والموت واحد. والنتيجة هي إفلاس تركيا.  وإذا كان لدى أكبر الدول الغربية، مؤقتاً، إمكانية طباعة نقود غير مغطّاة، فإن معضلة كيفية تمويل مغامرات السياسة الخارجية وعجز الموازنة بالنسبة لرجب طيب أردوغان حادة للغاية، لا سيما بالنظر إلى العلاقات الرديئة مع سيد النظام المالي العالمي، الولايات المتحدة الأمريكية. ومحاولةّ منه للعثور على المال، يصيب الرئيس أردوغان النظام المالي في مقتل، من خلال إجبار البنك المركزي للبلاد حرفياً على طباعة النقود غير المغطّاة، وخفض أسعار الفائدة إلى مستوى أقل من مؤشر التضخم، لتحفيز الاقتصاد. لقد زاد المعروض النقدي (M1) بنحو 18% في الفترة من أكتوبر 2020 وحتى سبتمبر 2021. قبل أسبوع، أقال الرئيس أردوغان ثلاثة من أعضاء لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي، ممن عارضوا خفضاً آخر في سعر الفائدة الأساسي إلى 18% في سبتمبر الماضي. دعوني أذكركم كذلك أنه خلال السنوات القليلة الماضية، قام الرئيس أردوغان بتغيير رؤساء البنك المركزي للبلاد عدة مرات. يوم أمس الخميس، خفّض البنك المركزي التركي سعر الفائدة مرة أخرى، هذه المرة إلى 16%. وعلى هذه الخلفية، تراجعت الليرة التركية بنسبة 2.7% إلى 9.46 للدولار الواحد، بانخفاض قدره 27% منذ الأول من يناير من العام الجاري. يحاول البنك المركزي في البلاد، دون جدوى، احتواء سقوط الليرة من خلال الإنفاق من احتياطيات البلاد. في أبريل من هذا العام، قال الرئيس أردوغان إن البنك المركزي في البلاد أنفق 165 مليار دولار من الاحتياطيات على مدار العامين الماضيين لتحقيق الاستقرار في الوضع. وفي ذلك الوقت كان صافي احتياطيات النقد الأجنبي للبنك المركزي التركي قد انخفض إلى 8 مليارات دولار من 41 مليار دولار في نهاية عام 2019، ولكن بحلول سبتمبر الماضي، عاد الى الارتفاع مرة أخرى حتى 27.9 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك تركيا ما قيمته 40 مليار دولار من الذهب، وحوالي 65 مليار دولار محفوظة في البنك المركزي كاحتياطيات للبنوك التجارية. ويعد المصدر الرئيسي لتجديد احتياطيات البنك المركزي هو توفير العملة الصعبة في إطار ما يسمى اتفاقيات تبادل العملات. وقد أعلن البنك المركزي التركي، في يونيو، عن محادثات مع 4 دول، أوشكت دولتان منها على إتمام الاتفاق. في يونيو أيضاً، أعلن الرئيس أردوغان عن موافقة الصين على زيادة خط المبادلة مع تركيا إلى 6 مليارات دولار. قبل ذلك قدّمت قطر لتركيا 15 مليار دولار. ومن المثير للاهتمام، إعلان البنك المركزي التركي، في يونيو، عن بدء التسويات باليوان كجزء من اتفاقية تبادل العملات مع الصين. إن سقوط الليرة أمر مؤلم وخطير للغاية بالنسبة لتركيا، لا سيما بالنظر إلى العجز المزمن والكبير الذي تعاني منه في ميزان التجارة الخارجية (4.26 مليار دولار في أغسطس 2021)، وكذلك العجز في الحساب الجاري Current account. نتيجة لذلك ليس من المستغرب أن يرتفع معدل التضخم خلال عام واحد من 11% إلى 19.58% من سبتمبر 2020 وحتى سبتمبر الماضي. في الوقت نفسه، يتجاوز التضخم المعدل الأساسي، ما يجعل أنشطة البنوك والودائع فيها غير مربحة. في مثل هذه الظروف، لا يمكن للنظام المالي أن يبقى على قيد الحياة لفترة طويلة. وحتى في البلدان التي تكون عملاتها عملات احتياطية عالمية أو إقليمية مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي واليابان، فيمكنها اتباع مثل هذه السياسة لفترة محدودة، ونتيجة لذلك، ينهار نظامها المالي. أما الدول العادية التي تتبع مثل هذه السياسة، فتتعرض لانهيار نظامها المالي والتضخم المفرط وما يصحبه من تداعيات الانهيار الاجتماعي اللاحق وأعمال الشغب في غضون عام أو عامين أو ثلاثة أعوام.   في اللحظة الحالية، تتجمد البورصات العالمية في ذروتها، والتي قد يتبعها انهيار وذعر في الأسواق، يصاحبهما تدفق هائل لرؤوس الأموال من الدول النامية، ما سيوجه ضربة قوية لعملاتها.  يعمل الرئيس أردوغان بإصرار ملفت على تقريب التضخم المفرط في بلاده، لكن ذلك لا يحدث بسرعة كبيرة حتى الآن، إلا أن الاضطرابات الجديدة في الأسواق يمكن أن تسرّع من هذه العملية على نحو كبير، وتحوّل تركيا إلى فنزويلا أخرى. رأيي المتواضع، أن الرئيس أردوغان يقترب من اللحظة التي تستنفد فيها فرصة متابعة سياسة خارجية نشطة ومستقلة نسبياً. فليس هناك يقين من أنه سيتمكن من إبقاء الوضع الداخلي تحت السيطرة. وسرعان ما سيتعين عليه الاختيار بين بيع دوره في الشؤون الدولية وبين زعزعة الاستقرار الداخلي نتيجة للأزمة الاقتصادية في البلاد، حيث سيكون المشتريان الأساسيان هما الولايات المتحدة الأمريكية والصين. أرجّح شخصياً أن تحظى الصين بفرص أكبر لشراء تركيا. 


درةو: صلاح حسن بابان - العربي الجديد  وسط تأكيدات برلمانية باستمرار تفاقم أزمات العراق الاقتصادية والخدمية، تسجل البلاد ارتفاعا متواصلا في عدد السكان الذي سيصل خلال أقل من 10 سنوات إلى 50 مليون نسمة، وفق تقديرات رسمية، في ظل انعدام الخطط الحكومية لمواجهة هذه الزيادة التي يقول مختصون إنها تحتاج إلى ملايين الوحدات السكنية الجديدة وآلاف المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية مع توسيع خدمات البنى التحتية الحالية. ويطرح مختصون بالاقتصاد الاستثمار كحل بديل لمواجهة أزمات العراق الخدمية تحديدا عبر بوابة النفط مقابل الإعمار، مع طرح عدة دول يمكن أن توفر مثل هذا الخيار للعراقيين أبرزها الصين وتركيا ومصر، لكن حتى الآن يبدو أن الصين هي الأقرب، بعد زيارة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي لبكين نهاية سبتمبر/ أيلول 2019 الماضي وتوقيعه مذكرة تفاهم أولية بشأن ذلك، على أساس الإعمار مقابل النفط العراقي للصين وعلى مدى يصل إلى 30 عاما. ومطلع الشهر الحالي، أشارت توقعات وزارة التخطيط العراقية إلى أن عدد سكان البلاد في العام 2030 سيصل إلى 50 مليون نسمة في ظل التقديرات السنوية للسكان الذين يزدادون، بمعدل 850 ألفاً إلى مليون نسمة في السنة الواحدة بنسبة نمو سنوية بالغة 2.6 في المائة، مع احتمالية أن يرتفع العدد إلى 80 مليون نسبة بحلول العام 2050. اقتصاد عربي نزيف الاقتصاد العراقي يتواصل: التوترات تخنق الأسواق ويؤكد المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية، عبد الزهرة الهنداوي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الزيادات السكانية تحتاج إلى سياسات تنموية بعيدة المدى لتحويلها من عبء تنموي إلى محاور دافعة ورافعة، وعلى أساس ذلك وُضِعت الوثيقة الوطنية للكثافة السكانية التي تتضمن مجموعة من المحاور الأساسية التي تُركز في مقدمتها على تمكين الشباب بالإضافة إلى تمكين المرأة في العديد من المجالات. ارتفاع نسبة الإنجاب في المناطق الفقيرة وأشارت تقديرات سابقة إلى أن نسب الإنجاب عالية جداً في المناطق النائية والفقيرة التي تُعاني من إشكاليات اقتصادية وصحية، ما أدى إلى ارتفاع معدل السكان بشكل كبير. وتأتي هذه الزيادة السكانية، بالتزامن مع أزمات عديدة يعاني منها البلد، أبرزها البطالة والفقر وارتفاع أسعار المواد الغذائية، فضلاً عن موازنات لم تتضمن أي تخصيصات لتعيينات جديدة، بالإضافة إلى تردي البنى التحتية. إحصائيات سابقة لوزارتي التخطيط والتجارة تؤكد أن عدد السكان في العراق ارتفع منذ عام 1990 إلى 2020 بنسبة عالية؛ ففي الوقت الذي كان فيه عدد السكان عام 1990 لا يزيد عن 18 مليوناً، ارتفع عددهم عام 2000 إلى 24 مليون نسمة، ما ساهم في زيادة عدد العاطلين عن العمل إلى حدود 42 في المائة من القوى العاملة وخاصة في ظل عدم وجود فرص عمل جديدة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية. وتضاعف معدل الفقر في العراق في عام 2020، حيث بات 40 في المائة من السكان البالغ عددهم 40 مليون نسمة، فقراء وفق البنك الدولي. اقتصاد عربي الاقتصاد العراقي يترقّب التعديل الوزاري..والآمال تتعلق بـ"التكنوقراط" مسؤول حكومي عراقي بارز في بغداد، أقر بحاجة البلاد الآنية إلى ما لا يقل عن 5 ملايين وحدة سكنية لفك أزمة السكن ولنحو 20 ألف مدرسة و400 مستشفى جديدة وأكثر من ألفي مركز صحي. وبيّن المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، أن العراق لم يبنِ خلال العام الماضي سوى 200 مدرسة فقط ومستشفى واحد و30 مركزا صحيا وهو ما يمكن اعتباره فشلا كبيرا في مواجهة الأزمات الخدمية في البلاد. ويضيف في حديث مع "العربي الجديد"، أن زيارة السكان تترتب عليها تحديات ضخمة من بينها مضاعفة عمليات البناء والتأهيل للبنى التحتية والخدمات وهو ما لا يتوفر حاليا، خاصة وأن أكثر من نصف موازنات البلاد تذهب كنفقات تشغيلية وهي عبارة عن مرتبات شهرية بواقع نحو 4.5 مليارات دولار شهريا فقط للمرتبات وبإجمالي سنوي يصل إلى نصف الموازنة أو أكثر من النصف". انخفاض مستوى الدخل وأدى ذلك، كما يرى الخبير الاقتصادي، عبد الرحمن الشيخلي، إلى "انخفاض مستوى دخل العراقي بحيث أصبح أكثر من 30 في المائة من السكان تحت خط الفقر، حسب إحصائيات منظمات المجتمع الدولي، كما أنّ هذه الزيادة السكانية غير المخطط لها من قبل حكومات ما بعد 2003 كانت لها نتائج عكسية كبيرة جداً، إضافة لما ذُكر فإن هذه الزيادة أوجدت حالة من النقص في الخدمات وظهور العشوائيات السكانية بغياب المجمعات السكنية التي يحتاجها البلد اليوم بما يقدره الخبراء بحدود 5 ملايين وحدة سكنية". وأضاف الشيخلي: "كما يؤدي ذلك إلى عدم كفاية خدمات البلدية من ماء وكهرباء ومحطات للصرف الصحي ومستوصفات صحية ومراكز للحمايات الأمنية وشبكة شوارع لتأمين وصول الطلبة إلى المدارس والجامعات والموظفين إلى أعمالهم وغيرها الكثير". وحسب حديث الخبير الاقتصادي لـ"العربي الجديد"، فإن نسبة عدد المهجرين من العراقيين تجاوزت الأربعة ملايين مهاجر خارج العراق، بالإضافة إلى عدد مهجري الداخل الذين تركوا مناطقهم ودورهم بعد أحداث سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة من البلد ولم يعودوا لها رغم تحرير تلك المناطق بسبب استمرار بسط النفوذ عليها إلى ما بعد التحرير، وهو ما يعني أن التقديرات السكانية الحالية تبقى قابلة للزيادة وغير نهائية.


حقوق النشر محفوظة للموقع (DRAWMEDIA)
Developed by Smarthand