الحصاد: مركز ميترو: مع بداية الحملة الجديدة للجيش التركي على اراضي أقليم كوردستان ، أزداد حجم المناطق المحرمة والتي يشكل التواجد فيها خطراً على حياة الصحفيين وعملهم وتغطياتهم لما يحدث هناك. وتصل مركز ميترو يومياً عن طريق أعضاءه المتطوعين معلومات حول الفرق الاعلامية الميدانية في محافظة دهوك والتي لاتستطيع الوصول الى أماكن الاحداث بفعل هجمات الجيش التركي الغازي، مما يضطرها الى تغطية الاحداث من المناطق البعيدة المحيطة بمكان الاحداث، نظراً للمخاطر الجدية التي تهدد حياتهم في حالة دخولهم الى المناطق المتضررة بفعل المعارك بين حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي. وتسلم مركز ميترو حدوث عدة تجاوزات بحق الصحفيين في حدود محافظة دهوك، ولحد هذه اللحظة لم يتم التحقيق في هذه التجاوزات والاعتداءات بحق منفذيها والتي تعرض لها فريق فضائية ئين آر تي. يوم 30 أيار وفي قضاء بردة رش، قامت مجموعة من بيشمركة لواء 12 بالاعتداء على فريق فضائية ئين آر تي وضربهم بأعقاب البنادق، مما أحث اصابات وآلام لهم. وادلى صباح صوفي مراسل فضائية ئين آر تي في قضاء بردة رش، بشهادته لمركز ميترو حول ماحدث قائلاً: عند قيام فريق الفضائية بتغطية المظاهرة التي قام بها مجموعة من بيشمركة الفوج الثالث من اللواء 12 احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم، وأغلاقهم للطريق الرئيسي، وعندما كنا نحاول اجراء مقابلات مع بعض المتظاهرين، قام حماية آمر لواء 12 من قوات البيشمركة بمهاجمة اعضاء فريق الفضائية والاعتداء عليهم بالضرب، واضاف صباح قائلاً " بدأ افراد الحماية بالسب والشتم وبكلام فظ ضد افراد فريقنا، ثم بدأو بضربنا بعنف بأعقاب البنادق، ثم حاولوا أخراجنا من منطقة الحدث، ولكن المتظاهرين المحتجين من البيشمركة أنقذونا وحررونا من بين ايديهم"، وأكد صباح " أستولوا على جميع ادوات عملنا، ولكن البيشمركة المتظاهرين، أخذوا تلك الادوات بالقوة من افراد الحماية واعادوها لنا". صباح يوم الاربعاء 2 حزيران، واثناء البث المباشر لفضائية ئين آر تي، لتغطية احتجاج اصحاب مكاتب الايجار أمام مبنى محافظة دهوك، تم الاعتداء على فريق الفضائية. طايف كوران أحد افراد الفريق، أبلغ مركز ميترو قائلاً " أثناء البث المباشر للفضائية، تم اعتراضنا من قبل مجموعة من الشرطة، كما تم الاستيلاء على ادوات عملنا، وحطموا بعض تلك الادوات" واضاف قائلاً " وتم احتجاز مراسل الفضائية ئارام حسن والمصور محمد صدقي لمدة من الزمن". من جهة أخرى فأن أي صحفي او فريق صحفي ينوي التوجه الى حدود المناطق التي تشهد معارك بين حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي، يتوجب عليه المرور على سيطرات قوات الآسايش وحرس الحدود العراقي، وكل واحدة من هذه السيطرات لها تعليمات وتصرفات تختلف عن السيطرة الاخرى، ولكن جميع هذه السيطرات يجمعها شيئ واحد، وهو القول: "هذه المناطق محرمة". وحيد نعمت مراسل فضائية ئين آر تي، ذهب قبل عدة أيام الى قرية شرانسي التابعة لناحية دركار، حيث كان هناك أثنين من الرعاة أصيبوا بجروح نتيجة قصف الطائرات التركية. وصرح وحيد لمركز ميترو قائلاً: " المنطقة خطرة جداً، والطائرات التركية تحوم في اجوائها بشكل مستمر" وأكد " عندما تذهب للمنطقة تطلب منك السيطرات الحكومية الاجازة الرسمية، واذا توجهت الى المناطق التي يتواجد فيها مقاتلي حزب العمال الكوردستاني فالتصوير ممنوع، واذا رصدت من قبل الجيش التركي تقتل فوراً". هذه المخاطر والاهوال التي تتحدث عنها القوات العسكرية الحكومية للصحفيين والفرق الاعلامية لمنعها من التوجه الى هذه المناطق، ولكن للقنوات القريبة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني مفتوحة وتدخل بسهولة الى تلك المناطق وتحت حمايته. أمير كوران وهو صحفي حر، يقول: يمنع الصحفيين المستقلين من التوجه الى المناطق التي تشهد عمليات حربية من أجل نقل الحقيقة عن مايجري الى الراي العام، ولكن يسمح لبعض وسائل الاعلام القريبة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ويقول " هناك تمييز كبير بين وسائل الاعلام، وحسب اعتقادي ان الغرض من ذلك هو حجب المعلومات والتغطية على بعض الحقائق، لذلك لايسمح لوسائل الاعلام المستقلة والمعارضة او المنافسة للحزب الديمقراطي الكوردستاني من الذهاب الى بعض المناطق" وأكد " ليس منع بعض وسائل الاعلام من الوصول الى تلك المناطق بسبب المخاطر، واذا كانت كذلك فالمفروض ان المخاطر تشمل الجميع". وحتى اذا وصل الصحفيين الى المناطق الحدودية، فلا يسمح لهم بزيارة القرى التي هجرها سكانها بسبب القصف الجوي والمدفعي للقوات التركية. زيرفان كولى مراسل موؤسسة بادينان الاعلامية وكه لي كوردستان، توجه مع فرق فضائية (سبيدة وزيان) قبل ايام معدودة الى مناطق كاني ماسي وبرواري بالا وهي مناطق تشهد عمليات عسكرية، ولكن كما يقول فأن قوات حرس الحدود العراقي منعتنا من الذهاب الى القرى المهجورة" وهنا يطرح سوآل؟ " اذا لم نقترب من تلك القرى المهجورة وندخلها، فكيف سنعرف ونوثق حجم الاضرار التي لحقت بممتلكات سكان تلك القرى؟". بعض الموؤسسات الاعلامية تتعامل مع الموضوع بمنتهى الحساسية، ويعتقدون انه من الافضل عدم تعريض اعلامييها الى مخاطر جسيمة. حربي جلال الدين، مسوؤل مكتب فضائية سبيدة في محافظة دهوك، تحدث الى مركز ميترو قائلاً: هذه المناطق تشهد هجمات مستمرة للجيش التركي، والفرق الاعلامية معرضة لمخاطر جدية وكبيرة، لذلك نحن نتعامل بمنتهى المسوؤلية، لان حتى المواطنين المدنيين هم هدف لهذه الهجمات، واضاف قائلاً " منع التغطية غير مرتبط فقط بالحصول او عدم الحصول على أذن من ادارة المنطقة، لان المنطقة محرمة وتشهد معارك وقصف عنيف، وذلك يشكل خطراً على حياة اعضاء فرقنا الاعلامية، لذلك نتعامل بمنتهى الحذر مع الموضوع". وحسب القوانين الدولية، الخاصة بوقت الحروب وتحركات المسلحين، فأنه يتم التعامل مع الصحفيين على أنهم مواطنين مدنيين، ويجب حمايتهم من أي تجاوز او اعتداء مهما كان شكله. المادة 79 من بروتوكول جنيف لعام 1949، تنص على انه اثناء الحروب والتحركات المسلحة، يعامل الصحفي كمواطن مدني غير مسلح، ويجب الحفاظ على حياته وحقوقه، وعلى الاطراف المتحاربة عدم خرق ماجاء في نص هذه المادة. مركز ميترو يعلن عن: • رفض المركز لأي أعتداء او منع من التغطية ترتكب بحق الاعلاميين، ويجب على جميع القوات الامنية عدم تجاوز القوانين وخرقها، واحترام سيادة القانون. • عدم التمييز والتفرقة بين وسائل الاعلام في الوصول الى المناطق المتضررة، واذا المنطقة ممنوع دخولها، فيجب على وزارة البيشمركة ان تعلن بشكل رسمي ان هذه المناطق محرم الدخول اليها، على ان يشمل المنع الجميع. • وندعو مسوؤلي وسائل الاعلام، عند ارسال فرق أعلامية الى مناطق الحروب، تزويد الصحفيين بكافة وسائل الحماية وتأمينها لهم. • تسهيل المهمة لوسائل الاعلام الداخلية والدولية ولمنظمات حقوق الانسان ايضاً، للوصول للمناطق المتضررة ومعرفة وتوثيق الجرائم التي اتكبت بحق المواطنين المدنيين والاضرار الجسيمة التي لحقت بحق البيئة. • من الضروري على حكومة اقليم كوردستان ان تصدر يومياً معلومات حول تحركات الجيش التركي وتغلغله في عمق أراضي اقليم كوردستان. مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، تأسس في من آب 2009 بجهود مجموعة من الصحفيين/ات و المدافعين/ات عن حقوق الانسان، و بالتعاون مع معهد صحافة الحرب والسلام (IWPR) الامريكيكة بهدف مراقبة حرية الصحافة والصحفيين والدفاع عنهم وحمايتهم في اقليم كوردستان. ومنذ بداية تأسيس المركز الى اليوم قدم كل من معهد صحافة الحرب والسلام IWPR ومنظمة الشعب النرويجي NPA ومنظمة دعم الاعلام العالمي IMS الدنماركية ، ومركز الخليج لحقوق الانسان، Internews ، الدعم للمركز.
الحصاد : لا تستطيع حكومة إقليم كوردستان توزيع رواتب الموظفين حتى مع الاستقطاعات، فالحزب الديمقراطي الكوردستاني لا يُسَلِّم الواردات النفطية والإتحاد الوطني الكوردستاني لا يُسَلِّم الواردات الجمركية، والاموال التي تنبغي على بغداد إرسالها إلى الاقليم مشروطة بتسليم إقليم كوردستان لبيانه المالي. اليوم هو بداية شهر حزيران، لم يتسلم معظم موظفي إقليم كوردستان رواتب شهر آيار، حتى الآن تَسَلَّمَت وزارات (الصحة، البيشمركة، والداخلية) فقط رواتبهم، واليومين المقبلين يتم فيهما توزيع رواتب الشهداء والمعتقلين السياسيين فقط. اعلن مصدر في مجلس الوزراء لـ(الحصاد)، بأن الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي لا يقومان بتسليم أموال النفط والجمارك الى خزائن الحكومة، وعليه لا تستطيع الحكومة توزيع رواتب كافة الوزارات سويةً، حتى مع نسبة 21% من الاستقطاعات. تبلغ مجموع الاموال التي قامت الحكومة بتوزيعها كرواتب شهر آيار مع استقطاع نسبة 21% قرابة (200 مليار) دينار من المجموع الكلي لرواتب الموظفين الشهرية والتي تبلغ (706 مليار) دينار. هذا في حين يُدفَع جزء كبير من رواتب وزارة البيشمركة وتحديداً نحو (44 الف) من عناصر البيشمركة في الألوية المشتركة، يتم تأمين رواتبهم من قِبَل التحالف الدولي. اليوم هو الأول من شهر حزيران، في الشهر الماضي كان قد تم توزيع رواتب كافة الوزارات حتى نهاية الشهر، لكن فيما يخص رواتب شهر آيار، فقد أبلغ مصدر في مجلس الوزراء (الحصاد) بأنه :"لا توجد سيولة نقدية في البنوك لغرض توزيع الرواتب، لأن الحزب الديمقراطي لا يقوم بتسليم واردات النفط والإتحاد الوطني كذلك لا يقوم بتسليم واردات الجمارك الى وزارة المالية، وذلك بسبب الخلافات السياسية الموجودة بين الحزبين". بإستثناء الواردات النفطية والجمركية، تنتظر وزارة المالية في الإقليم حصولها على مبلغ مالي من وزارة المالية العراقية، كالدُفعة الأولى من حصة الإقليم من الموازنة العراقية لعام 2021، بهدف معالجة مشكلة الرواتب. يتواجد حالياً وفد من حكومة اقليم كوردستان في بغداد برئاسة قوباد الطالباني، نائب رئيس حكومة الاقليم، وقد اخبر مصدر من داخل الوفد الحكومي (الحصاد) بأن :"وزارة المالية العراقية طلبت البيان المالي من وفد الاقليم، وهذا ليس بالامر الهَيِّن وأن حكومة الإقليم لا تستطيع تحضير هذا البيان المالي قريباً". عَلِمَ (الحصاد) كذلك، ان بغداد قد طلبت ايضاً سجل بيع نفط الإقليم وقوائم رواتب موظفي الإقليم. وفقاً للاتفاق الذي أبرمه حكومة اقليم كوردستان مع بغداد، ومن اجل حصول اقليم كوردستان على حصته من الميزانية العراقية، عليه تسليم واردات (250 الف) برميل من النفط بسعر (سومو) يومياً الى بغداد بإلاضافة الى نسبة 50% من واردات المؤسسات الفدرالية. باعت (سومو) النفط في الشهر الماضي بسعر (65.4) دولار للبرميل الواحد، ما يعني ان واردات ذلك الـ(250 الف) برميل من النفط التي ينبغي على الاقليم تسليمها شهرياً الى بغداد تصل الى (490 مليون) دولار ما يقابل (725 مليار) دينار. وإذا لم يقم اقليم كوردستان بتسليم نفطه الى بغداد وقام ببيعه بالسعر الذي يبيعه، فستبلغ واردات هذه الكمية اي (250 الف) برميل مبلغ (412 مليون) دولار، اي ما يقابل (610 مليار) دينار. في اطار المناقشات التي اجريت، من المقرر ان تقوم الرقابة المالية العراقية بزيارة إقليم كوردستان في الاسبوع القادم بهدف تدقيق الواردات النفطية وغير النفطية وقوائم رواتب الموظفين، وبعد عدة ايام سيتم اتخاذ القرار بخصوص تحديد حصة الإقليم في قانون الموازنة العراقية.
تقرير : الحصاد تُعَدَّل المخصصات (الخاصة، الاستثنائية، المقطوعة)، القيام بمراجعة جميع المخصصات الأخرى للموظفين التي تم تحديدها من قِبَل الحكومة ولم يصدر قانون من البرلمان بحقها، هذا قرار آخر إجتماع لحكومة الاقليم، مبلغ (357 مليار) دينار من مصاريف المخصصات الغير الثابتة بين يدَي الحكومة بهدف تعديلها. كيف هو القرار ؟ احد محاور الاجتماع الأخير لمجلس وزراء إقليم كوردستان كان مخصصاً لمناقشة آلية تنفيذ المادة الخامسة من قانون الإصلاح رقم (2) لسنة 2020، وهذه المادة خاصة بـ" تعديل المخصصات". بعد الاجتماع أصدر مجلس الوزراء بياناً ذكر فيه انه تم اتخاذ قرار حول مخصصات الموظفين، دون الدخول في تفاصيل القرار. احد الوزراء المشاركين في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، اخبر (الحصاد) بأن محتوى القرار المتخذ حول المخصصات يتضمن نقطتين : * النقطة الاولى : تقوم الحكومة بمراجعة كافة المخصصات التي صادق عليها مجلس الوزراء بقراراته حينها، وليست المخصصات التي تم تثبيتها بالقانون. * النقطة الثانية : تراجع الحكومة كافة القرارات الخاصة بالأنواع الثلاثة من المخصصات (الخاصة، الاستثنائية، المقطوعة) وتقوم بتعديلها وفقاً للقوانين النافذة. من المستَهدَف من القرار ؟ الشرائح المشمولة بالمخصصات (الخاصة، الاستثنائية، المقطوعة) هم المستهدَفين من هذا القرار الأخير لمجلس الوزراء، وهُم : * المشمولون بالمخصصات الخاصة مِن (حملة شهادات الدكتوراه والماجستير، المهندسون المشرفون على المشاريع، موظفي وزارة الكهرباء، موظفي وزارة الموارد الطبيعية، علماء الدين، المشمولون بمخصصات تشجيع أساتذة الجامعات). * المشمولون حالياً بالمخصصات الاستثنائية، وهُم : - الذين هم في (الدرجات الخاصة). - المشمولون بالمخصصات "المقطوعة"، وهؤلاء يتواجدون في كافة الوزارات. المخصصات في إقليم كوردستان يتسلم الموظفون في إقليم كوردستان إضافةً الى رواتبهم الأصلية بحسب درجاتهم الوظيفية، نوعين من المخصصات، هما : * المخصصات الثابتة، وتشمل مخصصات (الزوجيه، الشهادة، المهنية…الخ). * المخصصات الغير ثابتة، وتشمل مخصصات (الخطورة، السكن، الاستثناء، المراقبة، المنصب، الخدمة الجامعية، الخطورة البدل امنية، المقطوعة، الخدمة الخارجية، الارزاق، الموقع الجغرافي، الحرفية، الهندسية، الخاصة، اللقب العلمي، النقل، الرئاسية). عموماً يتم صرف (25) نوعاً من المخصصات للموظفين بنوعَيها الثابتة والغير ثابتة، المخصصات الثابتة (4) انواع، لكن الغير ثابتة (21) نوعاً. تذهب نسبة (56%) من مجموع مبالغ الرواتب الشهرية المصروفة لمصاريف المخصصات، وتتوزع الى قسمين بحيث تذهب نسبة (16%) من مجموع المبالغ المصروفة للرواتب الى المخصصات الثابتة، فيما تذهب نسبة (40%) الى المخصصات الغير ثابتة، ما يعني ان المبالغ التي تصرف المخصصات الغير ثابتة اكثر بكثير من المبالغ المصروفة للمخصصات الثابتة، ولهذا اقدمت الحكومة على التدخل لتقليلها او ما تسميها "إعادة تنظيم" المخصصات الغير ثابتة. تعتمد الحكومة في إقدامها على تعديل المخصصات على قانون الإصلاح المصادق عليه في برلمان كوردستان، وهذا القانون يعطي السلطة للحكومة بتعديل المخصصات. ما الذي تقوم الحكومة بتعديلها ؟ تهدف الحكومة اجراء تغيير في مصاريف الرواتب عن طريق تعديل المخصصات، بحيث تقلل من مصاريف الرواتب بشكلٍ تستطيع ان توزع الرواتب شهرياً دون اية مشاكل او صعوبات. تبلغ مجموع رواتب الموظفين لشهرٍ واحد (894 مليار) دينار، ومن هذا المبلغ يصرف ما قدره (394 مليار) دينار فقط للرواتب الاصلية للموظفين، فيما يذهب مبلغ (500 مليار) دينار للمخصصات، وتتوزع مصاريف المخصصات بالشكل الآتي : * تبلغ الصرفيات الشهرية للمخصصات الثابتة (143 مليار) دينار. * تبلغ الصرفيات الشهرية للمخصصات الغير ثابتة (357 مليار) دينار. وهذا يدل على ان الحكومة تنوي وبعدة مراحل تعديل مبلغ الـ(357 مليار) دينار الخاص بالمخصصات الغير ثابتة، بحيث تستطيع عن طريق هذه التعديلات استرجاع نسبة من الواردات الى خزينة وزارة المالية على حساب الموظفين الذين يستلمون هذه المخصصات عن غير جدارة. مصاريف المخصصات وفقاً لتقرير الأشهر الثلاثة الأولى لتنفيذ الإصلاحات، كانت صوفيان المخصصات الغير ثابتة كالآتي : * مخصصات الخطورة : تصرف هذه المخصصات للموظفين في جميع الوزارات، وترغب الحكومة ان تعيد تنظيم هذا النوع من المخصصات بشكل يستفيد منه فقط الموظفين الذين يمارسون عملهم بصورة فعلية. * مخصصات السكن : هذه المخصصات تخص تأمين ايجار السكن لعدد محدد من الاشخاص في وزارات (الصحة، الداخلية، الثقافة، والعدل). * مخصصات الاستثناء : تصرف هذه المخصصات لـ(الدرجات الخاصة) وبنسب مختلفة. * مخصصات المراقبة : هذه المخصصات تخص (هيئة النزاهة، الرقابة المالية، دائرة في وزارة الداخلية). * مخصصات المنصب : تصرف هذه المخصصات لجميع الموظفين الذين مناصب ادارية. * مخصصات الخدمة الجامعية : تصرف هذه المخصصات لجميع موظفي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. * مخصصات الخطورة : هذه المخصصات تخص وزارة الداخلية. * المخصصات المقطوعة : تصرف هذه المخصصات في جميع الوزارات، مثلاً السائق يستلم (50 الف) دينار. * مخصصات الخدمة الخارجية : تصرف هذه المخصصات في وزارة الداخلية فقط. * مخصصات الطعام : تصرف هذه المخصصات لجميع موظفي وزارات (الداخلية، والصحة) * مخصصات الموقع الجغرافي : تصرف هذه المخصصات لجميع موظفي الوزارات التي لم تؤمن لها وسائل النقل. * المخصصات الحرفية والمهنية : تصرف هذه المخصصات في الغالب لحملة الشهادات المهنية والغير حاصلين على شهادات دراسية وكذلك المهن المختلفة. * المخصصات الهندسية : تصرف هذه المخصصات للمهندسين في جميع الوزارات. * مخصصات خاصة : تصرف هذه المخصصات في جميع الوزارات. * مخصصات اللقب العلمي : تصرف هذه المخصصات لحملة الشهادات العليا الحائزين على اللقب العلمي في جميع الوزارات. * مخصصات النقل * مخصصات الرئاسة
الحصاد: شيرزاد اليزيدي - القامشلي - سكاي نيوز أثير الجدل بشكل كبير، مؤخرا، حول موقف الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، من الانتخابات الرئاسية السورية، وما إذا كانت ستُجرى في مناطق نفوذ الكرد أم لا، لكن الأمر بات محسوما. وحسم وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، الجدل والتكهنات حول ذلك، خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش تسليمه، نتائج الانتخابات الرئاسية في الخارج، للجنة القضائية العليا للانتخابات في سوريا. وأبدى المقداد امتعاضه من قيام قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بمنع إجراء الانتخابات المقررة في 26 مايو الجاي، في مناطق شمال شرق سوريا، قائلا "تسمي نفسها قوات سوريا الديمقراطية، وتمنع السوريين من ممارسة حقهم الديمقراطي، بانتخاب رئيس الجمهورية". وعقب هذا التصريح، بادر مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، وهو بمثابة الجناح السياسي لقوات "قسد" إلى إصدار بيان، مؤكدا أنه أعلن "مرارا أنه غير معني بأية انتخابات، لا تحقق أهداف السوريين في حياتهم وحقوقهم وحضورهم السياسي، ولن يكون طرفًا ميسرا لأي إجراء انتخابي يخالف روح القرار الأممي 2254". وأضاف المجلس "أننا وعلى الرغم من السعي إلى التفاوض مع السلطة في دمشق، من أجل تحقيق تقدم يبنى عليه مسار سياسي، إلا أن ذلك لم يتحقق، إذ كانت تعرقل أي توافقات، وتعرقل استمرار اللقاءات، وغايتها فرض رؤيتها دون اعتبار للحقوق الإنسانية". وأورد البيان أنه "ومن هذا التقدير للموقف، اعتبرنا أن متشددي النظام والمعارضة مسؤولون عن كافة الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري، وعن عرقلة التفاوض من أجل حل سياسي تفاوضي، وفق قرار مجلس الأمن ذي الرقم 2254، والقاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالي وبيئة آمنة، ودستور جديد للبلاد تقوم على أساسه أية انتخابات بشفافية وإشراف دولي، وضمانات لنتائج تحقق استمرار العمل، للخروج من الأزمة المريرة التي عانى منها الجميع". ويخلص بيان "مسد" للقول "إننا في مجلس سوريا الديمقراطية، نؤكد أننا لن نكون جزءا من عملية الانتخاب الرئاسية ولن نشارك فيها، وموقفنا ثابت، أنه لا انتخابات قبل الحل السياسي، وفق القرارات الدولية، والإفراج عن المعتقلين، وعودة المهجرين، ووضع أسس جديدة لبناء سياسي خال من الاستبداد، ومن سيطرة قوى سياسية واحدة، وفي جو ديمقراطي تعددي، يعترف بحقوق المكونات السورية، على قدم المساواة، دون تمييز أو إقصاء". وطيلة المناسبات الانتخابية في سوريا التي تمت خلال السنوات الماضية، من عمر الأزمة السورية، سواء الرئاسية منها أو البرلمانية، اقتصرت المشاركة في مختلف المحطات الانتخابية في المناطق الكردية، والشمالية الشرقية من البلاد، على أماكن نفوذ الحكومة السورية في الحسكة والقامشلي، المدينتين الأكبر في شمال شرق سوريا، واللتان تسيطر عليهما قوات سوريا الديمقراطية، وقوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعتين للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا. ويبدو أن الأمر لن يختلف هذه المرة أيضا، خاصة على ضوء تصريحات وزير الخارجية السوري، وبيان مسد الذي أعقبها.
الحصاد DRAW: DARAJ - صلاح حسن بابان مقبرة لا يحد اتساعها تعطيل إقليم كردستان قانون تخفيف عقوبة جرائم غسل العار ولا الاعتراضات من كونها جرائم قتل موصوفة يتم تبريرها بموروث ثقافي واجتماعي يضع المرأة في مرتبة دنيا ويحملها مسؤولية "شرف" العائلات المفترض. قبيل الفجر، تتسلل بيان مخترقة العتمة ومتخطيةً عشرات شواهد القبور التي لا تحمل أسماء أو تواريخ وفاة، قاصدة قبر ابنتها في الجزء المخصص لـ”المنبوذات” في مقبرة “تلّة سيوان 1” في مدينة السليمانية شمال شرقي العراق، حيث دفنت من دون مراسم أو أدعية وكلمات وداعية أخيرة. تفعل هذا مرتين في السنة في عيدي الفطر والأضحى، ففيما تعلنُ جوامعُ المدينة والبلدات المحيطة بها حلول العيد ليستيقظ الناس للاحتفال، تكون بيان قد سكبت الكثير من الدموع وأفرغت شيئاً من حزنها على شلير التي قتلها شقيقها الوحيد وهي في السابعة عشرة، “غسلاً للعار”. حصل ذلك قبل نحو خمس سنواتٍ يوم اكتشف الشقيق علاقة حب تربطها بأحد أبناء الجيران في قرية ضمن حدود جمجمال، أكبر الأقضية التابعة لمحافظة السليمانية في إقليم كردستان. إزاء موقف والده المتواطئ واكتفائه بمراقبة ما يحصل، حاولت بيان وبكل ما تحمله من مشاعر أمومة ثنيهُ، غير أنهُ أرخى في النهاية إصبعه على زناد المسدس وأطلق أربع رصاصات تجاه شلير التي سقطت على الأرض جثة هامدة. اضطرت الأم المكلومة وزوجها الى مغادرة القرية المحكومة بالأعراف والتقاليد العشائرية المتشددة ليستقرا في مركز السليمانية، هرباً من الأقاويل و”وصمة العار”. زيارات سرية تقع مقبرة “المنبوذات” التي تضم نحو ألف قبر في مساحة منعزلة في الجزء الخلفي لمقبرة “تلّة سيوان 1″، ولا يستطيع الزائر غير الخبير معرفة ماهيتها، فلا كتابة تعريفية على الشواهد أو آيات قرآنية أو أدعية دينية كما هي الحال مع المقابر الأخرى المتعارف عليها. لم يُكتب شيء على تلك الشواهد الحجرية سوى كلمتين باللغة الكردية “ئارامكاى ژیان” والتي تعني بالعربية “مستقرّ الحياة”. مقبرة لا يحد اتساعها تعطيل إقليم كردستان قانون تخفيف عقوبة جرائم غسل العار ولا الاعتراضات من كونها جرائم قتل موصوفة يتم تبريرها بموروث ثقافي واجتماعي يضع المرأة في مرتبة دنيا ويحملها مسؤولية “شرف” العائلات المفترض. حتى عمليات دفن جثث النساء في المكان، تتم بعجالة شديدة وبنحو سري في الغالب بحضور ممثل عن العائلة أو يقتصر الأمر على عمال البلدية الذين يحفرون القبر ويهيلون التراب على الجثة كجزء من متطلبات وظيفتهم لا غير. وفق إحصائية رسمية شهد الإقليم مقتل 490 امرأة بين عامي 2010 و2020، لكن تلك الأرقام قد لا تعكس الواقع بدقة، فهناك دائما حالات لا تسجل، بحسب نشطاء. تعديل القانون لم يفض إلى حل يقول حراس في المقبرة، إن الجزء الخاص بالمنبوذات في المقبرة أنشأ عام 2005، ومنذ ذلك الوقت صار عرفاً أن تدفن فيه نساءٌ مقتولات أو منتحرات أو مجهولات الهوية يتم العثور على جثثهن ضمن حدود المحافظة، من دون أن يكون هناك ما يدلُ على هوياتهن أو حتى بلاغات بفقدانهن. وتتباين الأعداد السنوية لجرائم القتل التي تقترف في السليمانية ضد نساء بأيدي أقرباء لهن (الأب، الأخ، الزوج) إذ وصلت عام 2008 إلى 72 حالة وانخفضت في 2020 لتبلغ أربع حالات فقط، بينها مقتل الشقيقتين (ئاواره 19 سنة وهيلين 17 سنة) على يد والدهما في الثالث من أيلول/سبتمبر 2020 وقيامه بدفنهما معاً في حفرة لا يتجاوز عمقها نصف متر بالقرب من مقبرة قديمة متروكة في قرية برايم آغا جنوب المدينة، قبل أن يكتشف الأمر. تلك الحادثة وقعت أيضاً في قضاء جمجمال في السليمانية، وكما في الكثير من الجرائم المماثلة هرب الجاني مع اكتشاف خيوط الجريمة وقبل أن تعتقله السلطات. ويشكل تمكن الكثير من الجناة من الهروب بعد اقتراف جرائمهم تحدياً أمام تطبيق القانون، فهم يلجأون سريعاً إلى محافظة أخرى أو منطقة نائية تخضع لنفوذ العشائر أو أحزاب أخرى أو يحاولون الوصول إلى أوروبا. إقرأوا أيضاً: “وادي السلام”: أطفال “مدفونون” أحياء لا يُرزقون في المقابر! “الخسفة” مقابر العراق الجماعية الغامضة… عائلات ضحايا “داعش” تنتظر فتحها وتصل عقوبة القتل العمد في العراق إلى الإعدام وفقاً للمادة 406 من قانون العقوبات النافذ رقم 111 لعام 1969، وهذه العقوبة يمكن أن تستهدف الزوجة في حال قتلت زوجها بداعي ما يعرف بـ”غسل العار”. بينما تنص المادة 409 من القانون ذاته والمعمول بها في المحاكم العراقية خارج إقليم كردستان، على معاقبة الرجل الذي يفاجئ زوجته أو إحدى محارمه في حالة تلبس بالزنى أو وجودها في فراش واحد مع شريكها فقتلهما في الحال أو قتل أحدهما أو اعتدى عليهما أو على أحدهما، اعتداءً أفضى إلى الموت أو إلى عاهة دائمة، بالحبس مدة لا تزيد عن ثلاث سنوات. في إقليم كردستان تؤكد رئيسة البرلمان ريواز فائق عدم وجود قانون مخفف لعقوبة جرائم “غسل العار”، كما هو الحال في بقية مناطق العراق، مشيرة إلى أن المادة 409 من قانون العقوبات العراقي المعمول بها في بقية أنحاء العراق غير فاعلة في الإقليم ولم يعد هناك تخفيف لجريمة القتل بحجة غسل العار. لكنها تستدرك بشيء من خيبة الأمل، “تعديل القانون وعلى رغم من أنه يمثل إنجازاً، لكنه لم يحل المشكلة على أرض الواقع، فما زال التعامل يجري مع قضايا غسل العار بعيداً من القانون بنحو عشائري أو من خلال منع الشكوى وإخفاء الأدلة واغلاق الملفات بشكل أو آخر”. حكايات المقابر يضم جزء المنبوذات من مقبرة “تلّة سيوان 1” نحو ألف قبرٍ لنساء تنحصر أعمار غالبيتهن بين 15- 45 سنة، قتلن “غسلاً للعار” مع نسبة قليلة من المنتحرات اللواتي تبرأ ذووهن منهن بسبب ما أقدمن عليه. لكن ليست كلها قبور مقتولات أو منتحرات، فبينها أيضاً مقابر مسنّات، منسيات لم يسأل عنهن لا أهل ولا حتى دار رعاية. يرقدن هنا مع المنبوذات. وإلى جانب قبور هؤلاء هناك أخرى صغيرة، تضم رفات طفلات حديثات الولادة عثر على جثثهن ملقاة في أماكن نائية كالوديان أو في مجاري الصرف الصحي. وبخلاف الجثث الأخرى التي يعثر عليها وتبقى في الطب العدلي لشهرين بموجب القانون، تدفن جثث ما يسمّين بـ”اللقيطات” مباشرة. من خلال تتبعنا مسار الجثث التي يعثر عليها وجدنا أنها تسلم بعد الحفظ شهرين في برادات مستشفى الطبّ العدلي الى معتمدٍ من بلدية السليمانية ليتم دفنها في مقبرة المنبوذات إذا لم يظهر أحد من ذوي صاحبة الجثة للمطالبة بها. وهو إجراء اتخذ خلال السنوات الأخيرة كما أفاد موظفون في الطب العدلي، فقد كانت الجثة تمكث في العادة يوماً واحداً فقط قبل أن يصار إلى دفنها. والآلية المتبعة حالياً في التعامل مع جثث القتيلات والمنتحرات المنبوذات أو وفيات النسوة اللواتي لا أهل لهن بعد مرور الشهرين، تعتمد على قيام معتمد البلدية باستلامها بموجب كتابين رسميين أحدهما صادر من الطبّ العدلي والآخر من المحكمة. وبعد استلام الجثة يعهد موظف البلدية بغسلها لمتخصصات، بعد أن تصرف البلدية أجور دفن تعادل 136 دولاراً، تتوزع على الغسل وحفر القبر والكفن وشاهد القبر. ويقول موظف في البلدية، إن الإجراءات تتم وفقاً للشريعة الإسلامية إذ يتم “التلقين”(تلقين الشهادتين) من قبل رجل دين وبإشراف من دائرة البلديات الموكلة من قبل حكومة الإقليم رسمياً، ويوضح ان “إجراءات الدفن ليست سرية كما يعتقد البعض، كل ما في الأمر أنه لا يتواجد أحدٌ من أقرباء صاحبة الجثة أثناء دفنها”. وتحتفظ السلطات الأمنية برموز خاصة، فيها أرقام تعريفية للاستدلال على هوية صاحبات القبور إضافةً إلى معلومات تتعلق بالجثث، ككيفية حدوث الوفاة ومكان وتاريخ العثور عليها وملامح الوجوه أو أي علامات مميزة في الجسد من وشم أو ما شابه ذلك. تراجع القتل مع “كورونا”؟ الموظف البلدي، ذكر أنه تولى إجراءات دفن أربع جثث فقط خلال عام 2020، ثلاثة لنساء مقتولات، مجهولات الهوية والرابعة لامرأة مسنة من دار المسنين. ويجد الموظف أن العدد قليل جداً قياساً بسنوات سابقة، إذ تسجل ذاكرته لما بين 2008 – 2010 ست حالات شهرياً ثم أخذ العدد يتراجع تدريجاً: يسأل بشيء من الحيرة: “هل يعقل أن تكون جائحة كورونا سبباً في ذلك؟”. ويبدو أن عام 2020 شهد تراجعاً في معدلات جرائم قتل النساء إلى 7 حالات قتل، و18 حالة انتحار، و22 حالة حريق. مع تسجيل 6217 دعوى قضائية، 51 منها تتعلق بالاعتداء الجنسي. في حين كانت الحصيلة خلال الأشهر التسع الأولى من عام 2019، 29 حالة قتل و47 حالة انتحار، و81 حالة حرق، و 8911 دعوى قضائية، منها 92 تتعلق بالاعتداء الجنسي، والضحايا جميعهن من النساء. لكن هذا التراجع بدا أنه “حالة موقتة”، فالحوادث ازدادت في الأشهر الأخيرة، وخلال الأسابيع الثلاثة الاولى من شهر نيسان/ أبريل 2021 سجلت تسع حالات قتل وأربع حالات انتحار. في منتصف نيسان، قتلت زهراء (21 سنة) على يد طليقها، داخل منزل أبيها وأمام أنظار عائلتها في حي باداوا بأربيل. القتيلة هي أم لثلاثة أطفال وكانت قد تزوجت في الثانية عشرة وواجهت طوال سنوات زواجها مختلف أشكال العنف قبل أن تنفصل عن زوجها عشائرياً وبحضور رجل دين “استحلف” الزوج ألا يقتل زوجته. لكن عائلة الزوج كانت تعتبر أن خروج المرأة من منزلها والطلاق أمر “لا يُغتفر”. في الأسبوع ذاته، قتل أب ابنته (23 سنة) التي كانت تشاجرت مع زوجها وتركت منزلها ولجأت إلى منزل أبيها في منطقة طقطق. قام الأب بخنق ابنته ورماها في أحد الأنهر. بعد سلسلة الحوادث تلك شكل أعضاء ببرلمان اقليم كردستان لجنة لجمع البيانات ومتابعة زيادة حالات العنف مع الجهات التنفيذية والسلطة القضائية لإيجاد آلية مشتركة “لصياغة استراتيجية لمواجهة ظواهر العنف الاسري” وتحديد مواضع الخلل بما فيه تشخيص الثغرات القانونية والعمل على تعديل القوانين الحالية. في حين يذكر وزير داخلية الإقليم ريبر أحمد، أن حالات القتل والانتحار بين الأزواج باتت ظاهرة، متهماً وسائل إعلام بأداء دور سيئ عبر “بعث رسائل ملتوية من خلال تغطيتها تلك الحوادث”، داعياً إياها إلى عدم إجراء المقابلات مع المتهمين “لمخالفة ذلك القوانين”. إقرأوا أيضاً: سوريا: سوق للجثث وسمسرة “مُربحة” على الرفات “لا مكان لدفننا”: في لبنان الوفيات ترتفع والمقابر تضيق والتكاليف تتضاعف كيف يتم التعامل مع الجثث؟ تفرض حالات العثور على جثث لنساء مقتولات أو منتحرات لا تعرف هوياتهن، اتخاذ إجراءات محددة. يقول المتحدث باسم شرطة السليمانية النقيب سركوت أحمد، إن أول ما يقومون به فور تبلغهم بوجود جثة ملقاة في مكان ما هو إجراء المسح الفوري وأخذ عيّنات منها لإجراء فحوص مختبرية، ومن ثمّ كتابة تقرير مفصل عنها وتصويرها بالفيديو بالكامل لتوثيق معالمها ولا سيما الوشوم والعلامات البارزة ويتم الاحتفاظ بالفيديو والصور تحسباً لظهور ذويها لاحقاً. بعد الانتهاء من الإجراءات الروتينية ترفع الشرطة الملف الخاصّ بالجثة إلى المحكمة للنظر فيه وتسلّم بعدها إلى دائرة الطبّ العدلي وتبقى هناك لمدة شهرين كاملين على أملٍ أن يظهر أحد من ذويها أو حدوث أي تطور في ملف القضية إذا كان جنائياً. وفي حال عدم حصول أي من هذين الأمرين تقوم البلدية بدفن الجثة. ووفقاً لـخبرة زردشت رشيد مدير إعلام رئاسة بلديات السليمانية فإن كثراً من ذوي المدفونات يظهرون لاحقاً وبعضهم قام بالفعل بإخراج جثث لنقلها ودفنها مجدداً في مقابر أخرى. النقيب سركوت يؤكد بأن هناك جثث تتشوه كليّاً أو جزئياً لأسباب عدة كالحرارة التي تؤدي الى تفسخها أو الحيوانات السائبة التي تأكل أجزاء منها في المناطق النائية. “غسل العار” ضريبة على النساء حصراً! تأتي العادات والتقاليد في مقدمة الأسباب التي تزيد من حالات العنف ضد النساء في إقليم كردستان، وترى بهار منذر الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة أن جرائم القتل بداعي “الشرف” أو “غسل العار” تستهدف النساء دون الرجال. وتقول: “نادراً ما يُسجل المجتمع الكردي حالات يقتل فيها رجال في ما يتعلق بـ”غسل العار” أو “الشرف”، وهذا يحدث أيضاً في عموم الشرق الأوسط ولا يتوقف الأمر عند الإقليم أو العراق فقط”. وما يشكل محل “ألم وصدمة” بالنسبة إلى منذر أن الكثير من العائلات تحكم على الفتاة أو المرأة بالموت في حال كشف ارتباطها بعلاقة عاطفية. وهي ظاهرة أخذت بالازدياد بعد عام 1991 وهو العام الذي حصل فيه الكرد على حق إدارة إقليمهم بأنفسهم بدعم من الأمم المتحدة حيث ضُعف تطبيق القانون. وتصف منذر دور حكومة الإقليم في معالجة الأمر بـ”البائس”، لعدم اتخاذها الإجراءات الصارمة بحق مرتكبي جرائم القتل ضد النساء بالشكل المطلوب. وتلقي باللائمة أيضاً على المحاكم وتُحملها جزءاً من مسؤولية تفاقم ما تصر على تسميته “ظاهرة” قتل النساء. ولا تخفي يأسها من إمكان حل المشكلة لغياب “إجراءات حقيقية وجدية تعالجها على أرض الواقع”. وتبدي أسفها لأن واقع المرأة الكردية اليوم لم يتغير عما كان عليه في الماضي، وتقول إن المرأة “ضحية دوماً وتستخدم كسلعة أو أداة لإصلاح ما يفسده الرجل”. وترى أن وجود مقبرة خاصّة لدفن النساء المقتولات أو المنتحرات ما هو إلا “دليل واضح على الهروب من المسؤولية بدلاً من السعي لتحملها وهي ناتجة عن سيطرة العقلية الذكورية على المجتمع”. الباحث الاجتماعي فريق حمه يرى أن وجود مقبرة للمنبوذات يعد انتقاصاً من حقوق المرأة ومكانتها الاجتماعية وتأكيداً لكون المجتمع الكردي يضع المرأة بالدرجة الثانية أو الثالثة. تقول الناشطة المدنية ليلى حسن، إن “تحقير النساء والنظر إليهن كعورة” لن يتوقف ما لم تتغير القيم والرؤى المجتمعية التي تنظر الى المرأة ككائن دوني خاضع للرجل: “حيث أسكن في دهوك، انتحرت فتاة في مقتبل العمر بالقاء نفسها من شقة سكنية، كان جسدها قد تشوه تماماً بعد ارتطامه بالأرض. صراخ أفراد عائلتها والجيران كان يملأ المكان، بين موجات الصراخ والبكاء كان البعض يصيح بإلحاح، إجلبوا بطانية لتغطية جثتها، فجسدها المهشم يظل عورة”. تفكر ليلى بالنظرة الاجتماعية التي ستلاحق جارتها الصغيرة المنتحرة الى الأبد “كثيرات يواجهن العنف والظلم طوال حياتهن، ويلاحقهن هذا الظلم والنبذ إلى المقابر… إلى مقبرة المنبوذات!”. *أنجز التقرير بدعم من شبكة “نيريج” للصحافة الاستقصائية.
تقرير : الحصاد في إقليم كوردستان، لم يجدد نسبة 34% من الذين يحق لهم المشاركة في التصويت في الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة بطاقاتهم البايومترية، وإن مجال القيام بالتزويرات له ارضية مناسبة مثلما حدث في انتخابات 2018، لأن النظام الانتخابي نظام الكتروني كما في الانتخابات السابقة واحتمال تعرض النظام الإلكتروني لعمليات القرصنة وتغيير النتائج وارد، دخلت الاحزاب في تحالفات، وهذا الامر يقلل من اهمية عملية المراقبة والاحتجاج على النتائج، كيف ستكون التزويرات في انتخابات العاشر من من اكتوبر؟ الشكوك والتزوير يتوقع الكثير من السياسيين في العراق وفي إقليم كوردستان ان الانتخابات العراقية المقبلة ستكون أسوء إنتخابات في العراق بعد إسقاط نظام صدام. هناك توقعات بحدوث تطويرات كبيرة مع انخفاض جديد لمستوى مشاركة الناخبين في الانتخابات العراقية المبكرة المدعمة إجرائها في العاشر من شهر أكتوبر، وإذا صَحَّت هذه التوقعات فإن عملية الانتخابات في العراق ستفقد معناها بالكامل. يمكن ان يكون هذا هو السبب الذي جعل من اغلبية الاطراف في اقليم كوردستان يدخلون في اتفاقات مع قوى السلطة بخصوص الدوائر الانتخابية في الانتخابات العراقية المقبلة، وهذا ما قلل من فرص التنافس الانتخابي ومراقبة العملية من قِبَل الاحزاب الى حد مقبول. شكوك ام حقيقة؟ الذين يظنون بالانتخابات العراقية المقبلة سوءاً، يؤسسون ظنونهم على أساس التجارب الانتخابية السابقة والوضع العراقي الحالي والمستجدات المتعلقة الموجودة التي يمكن تلخيصها في النقاط الآتية : * يبلغ عدد الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات المبكرة في عموم العراق (25) مليون مقترع، بمن فيهم مقترعي اقليم كوردستان البالغ عددهم حدود (3 ملايين و500 الف) شخص، على المستوى العراقي وعلى لسان المسؤولين السياسيين يقال ان (4 ملايين) من البطاقات الانتخابية غير موجود، وحسم مصير هذه البطاقات مع التوقعات الموحية بتدني مستوى مشاركة المقترعين يؤثر على اجراء تزويرات من قِبَل الاحزاب المتنفذة لأكثر من (40) مقعداً في مجلس النواب العراقي المقبل. * آلية اجراء الانتخابات هي نفس الآلية المتبعة في انتخابات 2018، والتي هي التصويت الالكتروني وليس اليدوي، وهذه ستكون المرة الثانية التي تُتَّبع فيها هذه الآلية، التي خلقت احتجاجات كبيرة في عام 2018. * وقد حولت هذه الآلية حدوث التزويرات في العملية الانتخابية من الظنون والشكوك الى الحقيقة واليقين، بشكل تم تزوير المعلومات الانتخابية بالكامل في معظم مراكز الاقتراع من قِبَل الاحزاب المتنفذة بالاستفادة من الثغور والنواقص الموجودة في النظام الالكتروني، يقول أياد علاوي، رئيس الائتلاف الوطني العراقي، في لقاء صحفي، ان الكاظمي حينما كان رئيساً لجهاز الاستخبارات، زاره في المنزل وقال له :"اصطحبت معي شخصاً من الذين يقومون بأعمال القرصنة الالكترونية لاجتماع مجلس الامن الوطني، واستطاع هذا الشخص الدخول الى النظام في غضون (4) دقائق ويغير كل المعلومات المبرمجة داخل اجهزة الاقتراع الإلكترونية"، تفوه الكاظمي بهذا الكلام عندما كان رئيساً لجهاز الاستخبارات، والآن هو رئيس الوزراء وهو الذي يشرف على العملية الانتخابية المقبلة، لكن الاجهزة هي نفس الأجهزة الذي إستطاع الاحزاب السياسية خرقها في الانتخابات الاخيرة وتمكنوا من تبديل ما بداخلها من معلومات لصالحهم. * تستخدم اربعة اجهزة في العملية الانتخابية، وهي : - جهاز طبع الاصابع : هذا الجهاز يصور طبع اصابع الناخب للتأكد من بطاقته الانتخابية، بحسب قول المفوضية العليا للانتخابات في العراق، يستخدم اكثر من (70 الف) جهاز من هذا النوع، يستطيع هذا الجهاز تمييز طبع الاصابع بنسبة 100% ويتم شحنه بما فيه الكفايةولا يواجه اية مشاكل عند إنقطاع التيار الكهربائي ويستمر في عمله، لكن المشكلة تكمن في أن المفوضية قد اعطت حق التصويت للاشخاص الذين لم يجددوا بياناتهم في السجل البايومتري للناخبين، وهذا بهدف رفع مستوى المشاركة دون اخذ جودة العملية الانتخابية ونظافتها في الاعتبار. - جهاز ساتا : هذا الجهاز يقوم بإرسال النتائج من محطات الاقتراع الى المركز الرئيسي لتسجيل بيانات الاقتراع، وقد استُهدِف هذا الجهاز في الانتخابات السابقة من قِبَل الاحزاب السياسية المتنفذة وأُرسِل من خلاله بيانات خاطئة ومزورة الى المفوضية العليا للانتخابات، وهذه المعلومات لم تكن تعبر عن التوزيع الحقيقي للاصوات في محطات الاقتراع، بل كانت نسب تم وضعها من قِبَل تلك الاحزاب التي خرقت تلكم الأجهزة لصالحها، وهناك احتمال تكرار نفس السيناريو في الانتخابات المقبلة. - جهاز بيكوز : هذا الجهاز يقوم بفرز الاصوات على مستوى المحطة الانتخابية الواحدة وكما يقوم بِعَدِّها ويميز الاصوات الباطلة عن الأصوات الحقيقية. - جهاز سيكوز : يقوم بنفس مهام جهاز بيكوز ولكن على مستوى مركز تسجيل الناخبين. عموماً لم يكن التصويت الالكتروني ناجحاً في آخر انتخابات عراقية، وكان توقف الاجهزة عن العمل وعدم توفر الطاقة الكهربائية الضرورية وغياب الجهة المشرفة القوية لحماية الاجهزة من محاولات الخرق الالكتروني من الأسباب التي جعلت من الكثيرين ان يفقدوا ثقتهم بهذا النظام الانتخابي وأن يساورهم الشكوك حول حقيقة نتائجه. - عدم وجود مفوضية مستقلة للانتخابات وتوزيع المناصب في مفوضية الانتخابات بالمحاصصة الحزبية والطائفية بين المكونات والاطراف السياسية، وهيمنة الأحزاب السياسية على المفوضية ومكاتبها في المحافظات قللت من ثقة الناخبين بالعملية الانتخابية. - قانون الانتخابات : على الرغم من ان القانون الجديد للانتخابات قد شُرِّع من اجل إخراج العملية الانتخابية من تحت ايدي تلك الاحزاب التي سيطرت على الحياة السياسية في العراق من بعد اسقاط نظام صدام، ولكن يظهر ان القانون لن يكون له دور مؤثر في الإتيان بأشخاص خارج اطار الأحزاب التقليدية في العراق، كما لن يستطيع تحقيق تغييرات كبيرة. الانتخابات المبكرة العراقية في كوردستان اجرى الانتخابات في محافظات إقليم كوردستان الثلاث بنفس الآلية والأجهزة وبإدارة وإشراف المفوضية العليا للانتخابات في العراق، وكل الشكوك الموجودة حول العملية على مستوى العراق، لها حضورها في اقليم كوردستان ايضاً. عدد الذين يحق لهم الاقتراع في الانتخابات العراقية المبكرة في محافظات اقليم كوردستان الثلاث نحو (3 ملايين و417 الف و659) شخصاً، ومن هذا العدد قام (مليونان و237 الف و949) شخصاً بتجديد بياناتهم البايومترية اي بنسبة (65.5%)، في المقابل لم يجدد نحو (مليون و179 الف و710) شخصاً بياناتهم البايومترية اي بنسبة (34.5%). احدى طرق التزوير والتلاعب بأصوات الناخبين هي من خلال البطاقة البايومترية، بحكم ان مدراء مكاتب المفوضية في المفوضية العليا للانتخابات في محافظتَي اربيل ودهوك ينتسبون للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وفي محافظتَي السليمانية وكركوك ينتسبون للاتحاد الوطني الكوردستاني. القوى التي تنوي القيام بالتزويرات في إقليم كوردستان يضعون البطاقة الانتخابية نصب اعينهم، وخصوصاً ان نحو (مليون و179 الف و710) شخصاً لم يجددوا بياناتهم البايومترية في سجل الناخبين، كما ان قرابة (150 الف) شخص لم يستلموا بطاقاتهم البايومترية، وان هذه النسبة من البطاقات الانتخابية تعادل تقريباً اصوات (12) مقعداً من مجموع المقاعد المخصصة لإقليم كوردستان والبالغ عددها (44) مقعداً من مقاعد المجلس الوطني(البرلمان) العراقي، وهذا الامر يمهد للقيام بالتلاعب بهذه المقاعد الـ(12). محافظة اربيل : يحق لنحو (مليون و228 الف و30) شخصاً التصويت في هذه المحافظة، ومن هذا العدد قام (741 الف و534) شخصاً بتجديد بياناتهم البايومترية للانتخابات العراقية المبكرة، اي ما يعادل نسبة (60%) من مجموع الناخبين في المحافظة. ما يعني ان في حدود محافظة اربيل هناك (486 الف و496) شخصاً لم يجددوا بياناتهم البايومترية وهذا يعادل نسبة (40%) من مجموع ناخبي تلك المحافظة. محافظة السليمانية : يحق لنحو (مليون و361 الف و971) شخصاً التصويت في هذه المحافظة، ومن هذا العدد قام (913 الف و199) شخصاً بتجديد بياناتهم البايومترية للانتخابات العراقية المبكرة، اي ما يعادل نسبة (67%) من مجموع الناخبين في المحافظة. ما يعني ان في حدود محافظة السليمانية هناك (448 الف و772) شخصاً لم يجددوا بياناتهم البايومترية وهذا يعادل نسبة (33%) من مجموع ناخبي تلك المحافظة. محافظة دهوك : يحق لنحو (827 الف و658) شخصاً التصويت في هذه المحافظة، ومن هذا العدد قام (583 الف و216) شخصاً بتجديد بياناتهم البايومترية للانتخابات العراقية المبكرة، اي ما يعادل نسبة (70%) من مجموع الناخبين في المحافظة. ما يعني ان في حدود محافظة دهوك هناك (244 الف و442) شخصاً لم يجددوا بياناتهم البايومترية وهذا يعادل نسبة (30%) من مجموع ناخبي تلك المحافظة. التزويرات في الاقليم يبلغ المجموع العام للذين يحق لهم الاقتراع في اقليم كوردستان، في الانتخابات العراقية المبكرة المزعم اجرائها في العاشر من شهر أكتوبر القادم نحو (3 ملايين و417 الف و659) شخصاً. ومن هذا العدد قام (مليونان و237 الف و949) شخصاً بتجديد بياناتهم البايومترية اي بنسبة (65.5%)، في المقابل لم يجدد نحو (مليون و179 الف و710) شخصاً بياناتهم البايومترية اي بنسبة (34.5%) من مجموع الناخبين في اقليم كوردستان. وهؤلاء هم الشريحة التي يمكن للاحزاب السياسية المتنفذة ان تتلاعب بأصواتهم وببطاقاتهم الانتخابية، وخصوصاً اذا قاموا بمقاطعة الانتخابات بأنفسهم ولم يقصدوا صناديق الاقتراع.
الحصاد: فرانس برس نددت الأمم المتحدة في تقرير اليوم الأربعاء بتراجع حرية التعبير في كردستان بالعراق، وذلك بعد نحو أسبوع من تأكيد محكمة التمييز في الإقليم أحكاماً بالسجن بحق خمسة صحافيين وناشطين، ما أثار قلق مدافعين عن حقوق الإنسان. وتحدّث التقرير عن توثيق "نمط مثير للقلق" بين مارس 2020 وأبريل 2021، لتعرض صحافيين ونشطاء في حقوق الإنسان ومتظاهرين لـ"الترهيب والتهديد والاعتداء، وكذلك الاعتقال والاحتجاز التعسفيين". ووثّق تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان إجمالي 33 حالة اعتقال لصحافيين ونشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان خلال تلك الفترة، بشكل تعسفي ودون تزويدهم بمعلومات عن أسباب الاعتقال و"من دون إبلاغ عائلاتهم في الوقت المناسب عن مكان وجودهم"، معتبرةً أن ذلك يخلق مناخاً من "الترهيب". ومن بين هؤلاء من أطلق سراحهم في نهاية المطاف، إلا أنه "في حالتين موثقتين على الأقل، تم توجیه التهم للصحافیین والمدافعین عن حقوق الإنسان، والإفراج عنهم بكفالة، ثم إعادة اعتقالهم فوراً بتهم مختلفة". يأتي ذلك بعد نحو أسبوع من تأكيد محكمة تمييز في كردستان أحكاماً بالسجن ست سنوات بحق ثلاثة صحافيين وناشطَين، بتهم "التجسس" و"التحريض على التظاهر ضد الحكومة وزعزعة الاستقرار في الإقليم"، خلال احتجاجات عام 2020 للمطالبة برواتب الموظفين الحكوميين في الإقليم. والمدانون هم الصحافيون أياز كرم بروشكي وكوهدار محمد زيباري وشيروان شيرواني، والناشطان شفان سعيد وهاريوان عيسى. شيروان شيرواني ووفقاً لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، فإن العديد من الاتهامات استندت إلى منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي و"مخبرين سريين" لم يتسن لمحامي الدفاع استجوابهم. وصرّحت الباحثة المتخصصة بشؤون العراق في منظمة "هيومن رايتس ووتش" بلقيس والي لوكالة "فرانس برس": "نشعر بقلق لأن هؤلاء الرجال حُكم عليهم بسبب إرادة سياسية منحازة وتوجهات محكمة الاستئناف التي تتجاهل معايير المحاكمة العادلة". وشرواني على سبيل المثال معروف بتحقيقاته في الفساد، وقد انتقد رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني على صفحته على "فيسبوك" قبل أن يعتقل في منزله في السابع من أكتوبر الماضي "دون سبب قانوني أو أمر قضائي"، بحسب ناشطين أكراد. ويرى العديد من الناشطين أن هذا التشديد الأمني بدأ مع وصول مسرور بارزاني، الرئيس السابق للمخابرات والقوات الأمنية، إلى رئاسة الحكومة. مسرور بارزاني ويطالبون ابن عمه ورئيس الإقليم نجيرفان بارزاني بمنح عفو رئاسي لهؤلاء الصحافيين والناشطين المسجونين. وثبّتت محكمة التمييز تهمة "التجسس" بحق الرجال الخمسة على اعتبار أنهم زاروا القنصليات الألمانية والأميركية في الإقليم، وهو ما اعتبرته القنصلية الألمانية بأنه "حجة منافية للمنطق"، في حين اتهم التقرير السنوي للخارجية الأميركية "مسؤولين كبار أكراد بالتأثير على ما يبدو في قضايا حساسة سياسياً". إلا أن السلطات الكردية لا تزال تؤكد بأن المدانين يشكلون جزءاً من "مؤامرة" ومحاولات "تخريبية".
الحصاد: ترجمة : ك.ق عبرت قضية مُعتَقَلي بادينان المستوى الداخلي واتخذت بُعداً دولياً الآن، كل الانظار تتجه صوب نيجيرفان البارزاني، كي يفرج عن المعتقلين بإصدار "عفوٍ عام"، لكن قبل رئاسة الإقليم توجد لدى الاتحاد الوطني فرصة داخل محكمة التمييز كي يقف بوجه الحكم، فهل سينسحب القضاة التابعين للاتحاد الوطني من محكمة التمييز ؟ وما الذي يختاره نيجيرفان البارزاني مابين حرية التعبير عن الرأي والعلاقات العائلية ؟ قرار محكمة اربيل حكمت محكمة جرائم أربيل في 16 شباط من العام الحالي حكماً بالسجن لمدة (٦ سنوات) بحق (5) من ناشطي بادينان وهم كل من (هاريوان عيسى-أياز اكرم-شيروان شيرواني-شفان سعيد-موعدان زيباري)، هؤلاء كانوا قد احدثوا مؤخراً تحركات احتجاجية في مناطق اربيل ودهوك، الواقعة تحت سيطرة الحزب الديمقراطي الكوردستاني. احدثت قرار محكمة جرائم أربيل موجة من احتجاجات، من كانوا ضد القرار اعتبروه ضربة ضد حرية التعبير عن الرأي، لكن الحزب الديمقراطي وبالتحديد مسرور البارزاني، رئيس الحكومة ينظر الى القضية كموضوع امني بحت. قسَّمت قرار محكمة اربيل حين صدوره، مؤسسات الإقليم والأحزاب السياسية على جبهتين، فالاتحاد الوطني وحركة التغيير كطرفين مشاركين في الحكومة والاحزاب المعارضة خارج الحكومة، وقفوا ضد القرار. وعلى مستوى المؤسسات، فقد سبق مسرور البارزاني صدور قرار المحكمة ونعت المعتقلين بـ"الجواسيس"، اما ريواز فائق، رئيس البرلمان فقد وقفت ضد القرار وتم اتهامها من قبل مجلس القضاء بالتدخل في شؤون المحاكم، وفيما بين رئيس الحكومة ورئيس البرلمان أصدر نيجيرفان البارزاني، رئيس الإقليم بياناً طالب فيه محكمة التمييز ان تقوم بمراجعة القضية. القضية في محكمة التمييز احيل قرار محكمة أربيل ضد مُعتَقَلي بادينان لغرض المراجعة الى (محكمة التمييز)، وداخل هذه المحكمة هناك هيئتان تعملان على مراجعة الاحكام القانونية وتتكون كل منهما من (5) قضاة، وهما : • (هيئة الجرائم الاولى) • (هيئة الجرائم الثانية) انقسم القضاة الاعضاء في هاتين الهيئتين بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني، بواقع (3) قضاة للحزب الديمقراطي وقاضيين للاتحاد الوطني في كل هيئة، ما يعني ان الحزب الديمقراطي يملك الاكثرية في كلتا الهيئتين. الهيئة التي قامت بأعمال التمييز لقضية مُعتَقَلي بادينان كانت (هيئة الجرائم الثانية)، وقد اصدرت الهيئة قرارها في 28 من شهر نيسان الماضي، وصادقت على حكم محكمة جرائم أربيل ضد المعتقلين. على الرغم من تَأَخُّر الكشف عن قرار هذه الهيئة في موعدها، لكنه اعاد مرةً اخرى مسألة الحريات العامة في إقليم كوردستان الى الواجهة بحرارة مما اسفرت عن احتجاجات واسعة. احتجاجات هذه المرة كانت مختلفة عن احتجاجات وقت صدور قرار الحكم في محكمة أربيل، فهذه المرة الاحتجاجات تخطت المستوى الداخلي واصبحت القضية ذا بعد دولي، لأن محكمة التمييز في قرارها إتهمت معتقلي بادينان بأنهم قاموا بالتجسس لصالح (امريكا) و(المانيا)، ما أدى الى اصدار بيان احتجاجي من قبل كلتا الدولتين ضد وضع الحريات في اقليم كوردستان، كما اصدرت كندا في الايام الاخيرة ايضاً موقفها رسمياً ضد القرار. انها المرة الاولى التي تقع فيها حكومة اقليم كوردستان تحت هذه الطائلة من ضغوط الدول الغربية، وإن إثارة هذه القضية في الوقت الحالي الذي يسيطر فيه الديمقراطيون على دفة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية، على العكس من دونالد ترمب وعهد الجمهوريين الذي كان غياض البصر فيه عن وضع الحريات وحقوق الانسان من اجل المصالح الاقتصادية، اما جو بايدن وادارته فإنهم يضعون اعينهم على ملف حقوق الانسان على مستوى العالم، عليه تشير التوقعات الى ان حكومة مسرور البارزاني ستصلها وسائل اشد لهجةً من قبل ادارة بايدن بخصوص ملف مُعتَقَلي بادينان في الايام القليلة المقبلة، وعلى المستوى الداخلي فإن الاقوال التي كانت تتحدث عن ان "مسرور البارزاني يدير حكومة بوليسية"، فقد اصبحت تتحول من الظنون الى اليقين. هذا هو القرار الاخير؟ يعتبر الجميع في اقليم كوردستان الآن قرار (هيئة الجرائم الثانية) بمثابة الحكم النهائي وأنهم يرون في اصدار عفو خاص من قبل رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني بحق محكومي بادينان، هو الحل النهائي لهذه القضية، لكن قبل نيجيرفان البارزاني، هناك فرصة داخل محكمة التمييز لمراجعة ذلك الحكم من جديد، وتقع مسؤولية الاستفادة من هذه الفرصة لصالح مُعتَقَلي بادينان على عاتق الإتحاد الوطني الكوردستاني، كيف؟ الاتحاد الوطني الكوردستاني بمقدوره حسم القضية؟ قرار (هيئة الجرائم الثانية) داخل محكمة التمييز حول تصديق حكم محكمة اربيل لمعاقبة مُعتَقَلي بادينان، لم يصبح حكماً نهائياً بعد، لأن محامو المحكومين قد طالبوا من الهيئة العامة لمحكمة التمييز تصحيح القرار، وبحسب القانون فإن القضايا والمواضيع التي تتشكل الرأي العام بخصوصها، وبعد قرار (هيئة الجرائم)، يمكن احالتها الى الهيئة العامة لمحكمة التمييز، وإذا منع القضاة التابعين للحزب الديمقراطي نقل القرار النهائي الى الهيئة العامة للمحكمة، فسيتبين ان قضية مُعتَقَلي بادينان هي قضية سياسية من البداية والغرض منها هو استهداف المعتقلين انفسهم، وإذا تم السماح بنقل القضية إلى الهيئة العامة للمحكمة، فسيطرأ تغيير على الوضع. تتكون الهيئة العامة لمحكمة التمييز في إقليم كوردستان من (15) قاضياً، لكن حالياً فإن (14) منهم مستمرون في اعمالهم، (7) من الاتحاد الوطني و(7) من الحزب الديمقراطي، وفي هذه الحالة وعند حسم اي قرار داخل المحكمة، فسيكون الحزب الديمقراطي فائزاً، لانه وبحسب القانون عند تساوي اصوات الاعضاء لحسم اي قرار، فإن وجود صوت رئيس المحكمة(التابع للحزب الديمقراطي) في اي طرف سيرجح كفة ذلك الطرف ويفوز رأي ذلك الطرف قانوناً. الاتحاد الوطني الذي اعلن دعمه لمُعتَقَلي بادينان، مازال يحتفظ بالفرصة كي يحول دعمه ومساندته للمعتقلين من ورقة دعائية انتخابية الى ورقة حقيقية لاطلاق سراحهم، لأن القضاة التابعين للاتحاد الوطني في محكمة التمييز على الرغم من عدم قدرتهم على الغاء قرار حكم المعتقلين لا بأصواتهم ولا بعددهم، الا انهم يستطيعون الانسحاب من المحكمة احتجاجاً على الوضع، وبهذا يزيدون من الضغوط الواقعة على المحكمة. وهذا ليس بسابقة، لأنه وبحسب معلومات (الحصاد)، فقد قاطع القضاة التابعين للاتحاد الوطني مؤخراً العمل في مجلس القضاء وذلك لحسم قضية (تجارية)، وقد عادوا الى ممارسة اعمالهم في مجلس القضاء بوساطة من نيجيرفان البارزاني رئيس إقليم كوردستان.
تقرير : الحصاد لحركة التغيير اتفاقان سياسيان اثنان مع الإتحاد الوطني الكوردستاني، أحد الاتفاقين ولِد ميتاً ولم يبصر النور، والثاني لم يُنَفَّذ بجدية وتم تنفيذه بالنقصان، والآن ابرمت اتفاقها الثالث المتمثل بتشكيل تحالف للاشتراك في الانتخابات العراقية المبكرة، ما الاستفادة التي يحصل عليها الاتحاد والتغيير من بعضهما؟ هل يكون تحالف الإتحاد والتغيير بديلاً للحزب الديمقراطي في البرلمان العراقي المقبل؟ الاتحاد والتغيير .. اتفاق جديد ابرم الإتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير اتفاقاً جديداً بينهما وتحت اسم "تحالف كوردستان"، وقررا المشاركة معاً في الانتخابات البرلمانية العراقية، وهذا التحالف يترأسه لاهور شيخ جنكي الرئيس المشترك للإتحاد الوطني الكوردستاني. يعتبر هذا الاتفاق هو ثالث اتفاق سياسي الذي يبرمه حركة التغيير منذ تأسيسه عام 2009، مع الاتحاد الوطني الكوردستاني. بعد أسبوع من الحوار وبعيداً عن عيون وعدسات الاعلام، لم يفصح الإتحاد والتغيير للرأي العام عن اية معلومات ماعدا انهما شكلا تحالفاً للانتخابات، وهذا ما جاء متأخراً، بشكلٍ لم ينشر إعلام الحزبَين حتى اسم التحالف الى ان تم تسجيل التحالف لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. لا يعرف تفاصيل الاتفاق حتى الآن، هل هذا الاتفاق يخص الانتخابات وتوزيع المقاعد على أساس الدوائر الانتخابية؟ ام هو إتفاق سياسي ويستمر الى ما بعد الانتخابات وأن الطرفين قد وَحَّدا رؤيتهما تماماً على المستوى العراقي؟ هناك احتجاج داخل الإتحاد الوطني على الإتفاق، أسرة كوسرَت رسول علي، رئيس المجلس السياسي الأعلى للاتحاد يقولون انهم ليسوا على علم بالإتفاق ولم يُوضَع اربيل موضع اعتبار في الإتفاق، مُلا بختيار يصف الإتفاق بالإتفاق "الاضطراري" الذي التجأ اليه الطرفان بسبب ضعف موقعهما الشعبي، بإختصار بافل الطالباني ولاهور شيخ جنكي الرئيسان المشتركان للاتحاد الوطني هما مهندسا الاتفاق، اللذان تنصب اعينهما من بعد وفاة نَوشيروان مصطفى، المنسق العام السابق لحركة التغيير، على إعادة جل حركة التغيير الى احضان الإتحاد الوطني الكوردستاني. حول الإتفاق منذ إتخاذ قرار اجراء الانتخابات المبكرة في العراق وقياديي حركة التغيير حبذوا فكرة تشكيل تحالف ثلاثي (الحزب الديمقراطي الكوردستاني + الاتحاد الوطني الكوردستاني + حركة التغيير) وبذلوا جهداً لتشكيل هذا التحالف، إلا ان الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني لم يوفقا في التوصل الى اتفاق. عندما قرر كل من الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي المشاركة في الانتخابات بشكل منفرد، وجدت حركة التغيير نفسها امام أربعة سيناريوهات : * المشاركة في الانتخابات بشكل مستقل. * المشاركة مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات. * المشاركة مع الاتحاد الوطني الكوردستاني في الانتخابات. * المشاركة مع المعارضة في الانتخابات. من بين السيناريوهات الأربعة اختارت حركة التغيير التحالف مع الاتحاد الوطني، لأن الاختيارات الاخرى لم تكن لتضمن العدد المرجو من المقاعد التي كانت الحركة تطالب بها، لأن المشاكل الداخلية في الحركة ومشاركتها في الكابينة الحكومية التاسعة الحالية كانت قد اضعفت موقعها الجماهيري بصورةٍ غير محسودة عليها. اختيار حركة التغيير للاتحاد الوطني للتحالف معه يمكن ان يكون خياراً اضطرارياً للحركة وخصوصاً ام الحركة لديها اتفاق في اقليم كوردستان مع الحزب الديمقراطي، ويمكن لهذا التقارب الذي قام به الحركة نحو الاتحاد الوطني ان يضر في الآخر باتفاق الحركة مع الحزب الديمقراطي من جهة، لكن من جهة اخرى يمكن للاتفاق ان يحول حركة التغيير من قوة يستخدمه تارةً الحزب الديمقراطي ضد الإتحاد الوطني، ويستخدمه الإتحاد الوطني ضد الحزب الديمقراطي تارةً اخرى، الى قوةٍ يمكنها ان تستخدم تلكما الحزبان ضد بعضهما البعض. في المقابل يستفيد الاتحاد الوطني من الاتفاق بأنه يستطيع من جديد ان يجمع مقاعد منطقته في سلة واحدة وينافس بها سياسياً بعد الانتخابات وخصوصاً عند توزيع كعكة السلطة في بغداد. عند تشكيل الحكومة العراقية الجديدة في 2018 برئاسة عادل عبدالمهدي، كانت لدى حركة التغيير اتفاق مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني فيما يخص إقليم كوردستان، إلا أن الحزب الديمقراطي لم يمنح اي منصب وزاري لحركة التغيير ما جعل الحركة تشعر بالغضب، اما هذا التحالف لحركة التغيير مع الإتحاد الوطني الكوردستاني يمكن ان يضمن عدداً من المناصب في الحكومة العراقية المقبلة. فضلاً عن كل هذا، فإن التحالف مع الاتحاد الوطني لهذه الانتخابات العراقية المبكرة سيُبقي على حظوظ حركة التغيير في البقاء داخل المعادلة السياسية العراقية، وهذا التحالف قد نقل حركة التغيير الى داخل جبهة جديدة في العراق الذي يقال بأن الايرانيين يعملون على إحياء هذه الجبهة في اللعبة السياسية التي تلي الانتخابات. الانتخابات العراقية المبكرة هي ثمرة "ثورة اكتوبر" عام 2019 في العراق، التي اجبرت رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على الاستقالة، امريكا ساندت هذه التظاهرات آملاً ان تؤدي الى إنهاء حكم القوى التقليدية القريبة من ايران، وقد وقف الايرانيون ضد تلك التظاهرات، والانتخابات المبكرة التي من المقرر إجرائها في العاشر من تشرين الثاني في هذا العام الحالي، ستكون الجولة النهائية من الخلاف الموجود بين ايران والولايات المتحدة الامريكية حول مصير العراق. ينتظر الامريكيون من قانون الانتخابات الجديد في العراق ان يكون عاملاً مساعداً لمجيء اشخاص سياسيين جدد الى الواجهة السياسية، اشخاص يمكن ان تُسَلَّم اليهم زمام الامور في العراق مستقبلاً، كما يريد الايرانيون بدورهم توصيل رسالة الى الامريكيين مفادها انه فضلاً عن ازدياد احتجاجات الشارع ضدهم، إلا ان القوى التقليدية يحتفظون بمواقعهم في الساحة العراقية، وإن تلك القوى لهم علاقات ايجابية مع ايران تمتد جذورها الى زمن النضال ضد نظام صدام. يراهن الحزب الديمقراطي على تفوق الصدريين، اما الاتحاد الوطني فانه ينظر عن كثب الى عمار الحكيم وحيدر العبادي والأطراف الشيعية الاخرى، وينظر الى فوز وإنتصار الحلبوسي ضمن الاطراف السنية مقابل تيار اسامة النجيفي وحلفائه. بعد الانتخابات وعند تشكيل الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة، من المحتمل ان يجابه تحالف الإتحاد الوطني وحركة التغيير الحزب الديمقراطي، وهذا ما يكون له وقع وتداعيات على موقع حركة التغيير داخل حكومة الاقليم. تأريخ اتفاقات الإتحاد الوطني مع حركة التغيير انشق نَوشيروان مصطفى في 2009 عن الاتحاد الوطني الكوردستاني وأسس مع عدد من القيادات المنشقة عن الإتحاد الوطني حركة جديدة سميت بـ"حركة التغيير"، اجاب نَوشيروان مصطفى وقتئذ على سؤال الذين كانوا يقولون أن حركة التغيير انشقت عن الإتحاد الوطني بقوله : "حركة التغيير قوة جديدة وليست منشقة عن اي حزب آخر، وأنهم قد تركوا الاتحاد الوطني لاصحابه"، ورغماً عن الخلافات أبرمت حركة التغيير أول اتفاق رسمي مع الاتحاد الوطني في 12 تشرين الثاني عام 2014، كان هذا اتفاقاً لتشكيل الحكومة المحلية في السليمانية. وفي 17 آيار عام 2016 وقعت حركة التغيير على إتفاق جديد مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، وهذا الاتفاق كان اتفاقاً اوسع من الاتفاق السابق، واطلق عليه اسم "الاتفاق السياسي بين الاتحاد الوطني وحركة التغيير" وفي بعض الاحيان كان يطلق على هذا الإتفاق بإتفاق "دَباشان"، وهذا الإتفاق ابرمه الراحلان جلال الطالباني ونَوشيروان مصطفى، لكن لم يستطع هذا الاتفاق ايضاً ان يعيد العلاقات بين الحزبين الى الحالة الطبيعية، لأن الإتفاق لم يدخل حَيز التنفيذ.
الحصاد: بعد يومين من تداول أنباء بشأن تأسيسها لقاعدة عسكرية جديدة في شمال العراقي، تفقد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأحد، إحدى قواعد بلاده في إقليم كردستان العراق، برفقة رئيس الأركان العامة، وقائد القوات البرية، حسبما نقلت وكالة الأناضول للأنباء. وكانت وسائل إعلام تركية ذكرت أن وزير الداخلية سليمان صويلو قال خلال اجتماع مغلق لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الجمعة الماضية، إن أنقرة ستمضي قدما في عملياتها العسكرية بالقرب من حدودها في إقليم كردستان العراق. وشدد الوزير على الأهمية الاستراتيجية لمنطقة متينا بمحافظة دهوك في كردستان العراق. وقال: "مثلما فعلنا في سوريا، سنقيم قواعد ونسيطر على المنطقة". وقال صويلو: "هذه المنطقة هي طريق إلى قنديل (معقل حزب العمال الكردستاني)، وسنسيطر على هذا الخط"، في إشارة إلى المنطقة الجبلية في شمال العراق حيث يتمركز مقاتلو حزب العمال الكردستاني. ويقول اللواء العراقي المتقاعد ماجد القبيسي لموقع "الحرة" إن الحكومة التركية توسع موقعا عسكريا في مدينة متينا، لتكون القاعدة الأكبر، وتصبح منطقة ارتكاز وانطلاق لعملياتها حزب العمال، داخل العراق. وأضاف القبيسي أن القاعدة الجديدة ستقدم تسهيلات عملياتية لقواتها، بما في ذلك مهابط للطائرات المروحية، وستخلق مناطق عازلة لمنع انتقال أو تحرك حزب العمال بين العراق وسوريا أو ضمن المنطقة ما بين قنديل ودهوك. وعبر حدودها مع شمال العراق، نفذت تركيا عدة عمليات مستهدفة حزب العمال الكردستاني (PKK) الذي يشن منذ عام 1984 تمردا في جنوب شرق تركيا، حيث تعيش أغلبية كردية. وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحزب منظمة إرهابية. ومنتصف فبراير الجاري، خاطب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنصار حزبه الحاكم، قائلا: "لا (جبال) قنديل ولا سنجار ولا سوريا- من الآن، لم يعد هناك مكان آمن لهؤلاء الإرهابيين"، في إشارة إلى مناطق في شمال العراق توجد فيها قواعد لحزب العمال الكردستاني. وتسبب انهيار مفاوضات السلام مع حزب العمال الكردستاني الساعي للحكم الذاتي في يوليو 2015 في إحياء حرب بدأت منذ عقود. وبحسب القبيسي، فإن تركيا تمتلك 37 موقعا عسكريا في شمال العراق، مقسما بين قاعدة ونقطة. وأضاف "هذه المواقع العسكرية قريبة من أربيل (عاصمة كردستان العراق) ومنطقة صوران، بالإضافة إلى قاعدتها الكبيرة في بعشيقة التي تبعد عن الحدود بحوالي 80 كيلومترا و40 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من الموصل". ووفقا للقبيسي، فإن القواعد التركية موجودة داخل العراق بعمق يتراوح بين 80كيلومترا إلى 10كيلومترات، وذلك حسب طبيعة المنطقة وساحة المعركة. وأوضح أنه بالقرب من صوران، فإن تركيا تمتلك مواقع عسكرية في منطقتي خاوكورك وزاخو، ولديها أربعة مراكز أمنية موجودة في مناطق كوخي وزاخو وبامرني والعمادية. "قواعد بلا موافقة" كثيرا ما ينفذ الجيش التركي غارات بطائرات حربية وأخرى بدون طيار داخل العراق، كما يرسل قوات برية إلى مواقعه العسكرية في إقليم كردستان لتنفيذ هجمات ضد مواقع الحزب. ونددت بغداد بهذه العمليات التي لم تنسقها أنقرة مع الحكومة المركزية باعتبارها انتهاكا لسيادة العراق. وسبق أن طالب العراق تركيا بإنهاء أنشطتها العسكرية على أراضيها، لكن تركيا تتهم جارتها بالتسامح مع وجود حزب العمال الكردستاني على أراضيها، وترفض إنهاء هجماتها عبر الحدود. ويقول القبيسي: "أبدا لن تسعى تركيا للحصول على موافقة العراق، فجميع قواعدها أسستها بدون موافقة الحكومة العراقية". وفي هذا السياق، استبعد الخبير الاستراتيجي التركي جواد غوك، أن تحصل تركيا على موافقة العراق على القاعدة الجديدة، قائلا لموقع "الحرة": "الحكومة التركية لا تهتم بموافقة العراق، بل تطبق القانون الدولي دفاعا عن أمنها. فمن تجاربنا السابقة، لم نحصل على موافقتها لإنشاء قاعدة بعشيقة أو غيرها من القواعد العسكرية في مناطق أخرى". وأكد قائلا: "نحن نقيم قواعد عسكرية بلا موافقة من الحكومة العراقية". هجوم مضاد وفي أبريل الماضي، أدى مقتل جندي تركي، في هجوم صاروخي على القوات التركية المتمركزة بشمال العراق إلى تعقيد الوضع الأمني الهش في العراق. وهذا العام، شددت الفصائل المسلحة المدعومة من إيران لهجتها في معارضة الوجود التركي، واصفة القوات التركية بأنها قوة احتلال يتعين عليها الرحيل، مثلها مثل الأميركيين. وأعلنت مجموعة "أصحاب الكهف" أنها هاجمت قاعدة عسكرية تركية عند الحدود مع العراق. ويعتقد مسؤولون عراقيون وغربيون أن مجموعة "أهل الكهف" هي "واجهة" لجماعات أخرى، بحسب ما نقلت فرانس برس. وعما إذا كانت القاعدة الجديدة ستفتح جبهة بين تركيا والفصائل المسلحة الموالية لإيران، قال القبيسي: "الفصائل المسلحة تتواجد في منطقة سنجار، بعيدا عن دهوك". لكنه أوضح أن لواء 30 من الحشد الشعبي في سهل نينوى قريب من قاعدة بعشيقة. وأضاف "تركيا تحاول الوصول إلى سنجار لكنها تخشى من حدوث مواجهات مع ألوية الحشد الشعبي بالإضافة إلى الجيش العراقي وقوات اليبشة من الإيزيديينن. وفي نفس السياق، يقول غوك: "الخلافات بين تركيا والفصائل التابعة لإيران تتركز حول منطقة سنجار"، مضيفا أن هذه الفصائل لا تريد أن تتواجد القوات التركية في سنجار، ولهذا السبب تركيا سوف تقوم بالحفاظ على قواعدها وقواتها العسكرية.
الحصاد: صلاح حسن بابان- DARAJ "الرّقص في شهر رمضان حرام أم قطع الرواتب والفساد المستشري، لماذا يتذكّرون الحلال والحرام عندما يتعلّق الأمرُ برفاهية المواطن وحسب؟" ثلاثة أحداث متتالية أعادت نقاش الحريات في إقليم كردستان إلى الواجهة. والأحداث الثلاثة تلامس مواضيع حساسة وإشكالية في المجتمع المحلي. الأول، كان خبراً انتشر بشكل كبير على مواقع التواصل مرفقاً بفيديو لشابة تجمع عن الأرض صفحات ممزقة من القرآن في أحد شوارع العاصمة أربيل. والثاني كان قيام باجيتا، وهو شاب مكسيكي من أصول عراقية، مع صديقته تيفاني، وهي شابة مكسيكية أيضاً متحدرة من مدينة حلب السورية، بأداء وصلة رقص على إيقاع موسيقى كانت تخرج من أحد المقاهي في الشارع العام في مدينة السليمانية. أما الحدث الثالث فكان قيام شابة سورية، تُقيم في أستراليا، تدعى كارولين برفع لافتة على صدرها مكتوب عليها بثلاث لغات عبارة “حضن مجاني” أمام قلعة أربيل، وتجمّع حولها عشرات الأشخاص الغاضبين، مما اعتبروه انتهاكاً لشهر رمضان، وقاموا بمنعها وطردها. الرد على وصلة الرقص حصل بعد يومٍ واحد فقط من إقامة صلاة تراويح استنكاراً، وشارك في الصلاة عشرات رجال الدين. ولم يختلف الأمر كثيراً مع حادثة “الحضن المجاني”، ففي الليلة التالية أيضاً، تجمّع العشرات في المكان نفسه حاملين لافتة كتب عليها “الجنة مجاناً” بثلاث لغات، وأقاموا طقوساً دينية ورددوا أناشيد إسلامية في إشارة منهم إلى رفضهم لما قامت به الشابة. وكما في حالات كثيرة مماثلة حيث يتصاعد الغضب ضد حالات تعبير فردي، عبر أكراد كثر عن استيائهم من تضخيم قصص مثل قصص الرقص وغيرها لتكون عناوين النقاش العام بدلاً من قضايا جوهرية تمس حياة المواطنين الأكراد. ومثل المرات السابقة، لم تغب “نظرية المؤامرة” المقترنة بـ”دوافع وخلفيات سياسية” عن هذه الأحداث، فسرعان ما وجّه مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي أصابع الاتهام إلى أحزابٍ كردية، لا سيما التي تملكُ المال والسلطة بالوقوف وراء هذه الأحداث “لإشغال الشارع الكردي وإبعاده من العمليات العسكرية التركية ضد العمال الكردستاني في مناطق دهوك، إضافة إلى إبعاد الأنظار عن مشكلة استقطاع ما نسبته 21 في المئة من رواتب الموظفين، على رغم ارتفاع أسعار النفط والدولار التي لا تزال تغضب الشارع الكردي حتّى الآن”. “الرّقص في شهر رمضان حرام أم قطع الرواتب والفساد المستشري، لماذا يتذكّرون الحلال والحرام عندما يتعلّق الأمرُ برفاهية المواطن وحسب؟”، تقول كولشن أحمد تعليقاً على ما أثارته حادثة الرقص: “يحرّمون علينا حتى التمتّع بمظاهر الإبداع والحياة”. يرى الأستاذ في جامعة السليمانية بهروز الجاف، ان التطرف يحضر في الإقليم بوجهين متناقضين، فإذا ما جاهر أحدهم بمظهر متطرّف، يأتي رد الفعل متطرفاً من الطرف المتطرف النقيض. ويثير ما حدث في اربيل والسليمانية شكوكه من ألا تكون الأفعال، ولا ردّودها بريئة، فالثقافة الكردية “تزخر بمظاهر الرقص والفنون الأخرى المختلطة والأزياء الحديثة بكل أنواعها، وتوجد أيضاً المراقص والملاهي ولم تثر الرأي العام ولم تستفز الجهات المتطرفة…”. عبر أكراد كثر عن استيائهم من تضخيم قصص مثل قصص الرقص وغيرها لتكون عناوين النقاش العام بدلاً من قضايا جوهرية تمس حياة المواطنين الأكراد. الصحافي الكردي سوران علي يلاحظ أن كثيرين “استعانوا بنظرية المؤامرة لتفسير الحادثين معتبرين أنهما ليسا سوى سيناريوات تخلقها الأحزاب الحاكمة لشغل الناس عن المشكلات الأساسية وقد تبين أن هذا التوجه لا يكون في محله دوماً”. خفّ الجدل ولكنه لم ينته بعد وقد تكون هناك جولات أخرى منه، ولكن ما يدعو إلى التفاؤل، بحسب علي، هو “وجود أصوات حكيمة كمحافظ السليمانية الذي أرجع سبب تلك الظواهر إلى توسع المدن وكبرها” داعياً إلى قبول الجميع باختلافاتهم. لكنّه يرى أنّ مجتمعات المنطقة المحافظة ومنها المجتمع الكردي لا تزال غير مستعدة تماماً لقبول بعض مظاهر الحريات الفردية فهي بحاجة لمزيد من الوقت، إذ لا مفر من قبولها. ويرصد الباحث في الجماعات الإسلامية سالار التاوكوزي مؤشراً خطيراً بأن الأحداث الثلاثة “أظهرت لنا أن المجتمع الكردي على أعتاب تحوّل خطير من مجتمع مُسلم مُسالم، إلى مجتمع مُسلم سلفي إخواني متطرّف، على عكس المجتمعات العربية التي بدأت تسيرُ نحو الانفتاح والعقلنة على إثر شعورها بخطورة الإسلام السياسي”. ويشير التاوكوزي إلى جملة أسباب تقف وراء هذا التحوّل أبرزها، “تراجع التصوّف مقابل صعود السلفية والإخوان المسلمين، تمويل دول المنطقة الحركات والجماعات والأحزاب الإسلامية بهدف تمزيق هوية المجتمع الكردستاني دينيّاً وسياسياً واستبدالها بهوية متطرفة”. فضلاً عن أن الأحزاب الحاكمة “تركت المجتمع للإسلام السياسي فشغلت نفسها بالتجارة والنفط، ولم تفكر يوماً في وضع برنامج مستدام مؤثر للحفاظ على روح التعايش التي يمتاز بها المجتمع الكردستاني منذ مئات السنين، ولم تنجح في محاربة الفساد المستشري في جميع مفاصل الحكومة إلى أن أصيب المواطنون بخيبة أمل مخيفة، ففي حالة خيبة الأمل يتجه الناس إلى التديّن، ليصبحوا صيداً ثميناً للإسلام السياسي”. ومع ذلك لا ينكر الباحث الكردي أن الأحداث الثلاثة لم تقع في نسقها المعتاد، لأنها حصلت في شهر رمضان وبشكل متسلسل، ما أثار شكوكاً لدى المسلمين بأن السلطة أو يداً خفية تحاول استفزاز المسلمين لأهداف غير معلنة، فقد هيأ ذلك مناخاً ملائماً، استغله المتطرفون الإسلاميون لتأجيج الشارع وتحريضه ضد أحزاب السلطة والشخصيات المشاركة في الأحداث المذكورة، وتوجيهرسالة مفادها أن الإسلاميين هم أصحاب الشارع والناطقين الرسميين باسمه. لكن الصحافي الكردي هاوكار عبد الساتر يستبعد نظرية المؤامرة: “لا أرى أن الأحداث الثلاثة تقف وراءها سيناريوات معدّة، إنما وقعت من باب المصادفات”، لكنه يسجّل غياباً لافتاً للحكومة ومؤسساتها عن هذه الأحداث، خصوصاً التي تنادي بقمع الناس ومنعهم من التعبير: “هذا الغياب يفتح الباب باستمرار للجماعات المتطرّفة لتسحب البساط من تحت الجميع”.
الحصاد : من مجموع (15) نائباً في تحالف الامل الكوردستاني، ينوي (6) نواب ترشيح أنفسهم مجدداً، وسيشارك نصفهم في الانتخابات كمرشحين مستقلين، بينما يشارك نصفهم الآخر كمرشحين عن احزابهم. بداية العام الحالي اعلن (15) نائباً كوردياً في البرلمان العراقي عن تحالف جديد تحت اسم (الامل الكوردستاني). اعضاء هذا التحالف كانوا : ٭ خمسة نواب من كتلة التغيير (يوسف محمد-هوشيار عبدالله-كاوة محمد-غالب محمد-بَهار محمود). ٭ نائبان من جماعة العدالة الكوردستانية (احمد الحاج رشيد-سليم شوشكَيي) ٭ نائبان من الاتحاد الاسلامي الكوردستاني (مثنى امين-جمال كوجَر). ٭ اربعة نواب منشقين من حراك الجيل الجديد (سَركَوت شمس الدين-رابون معروف-سروة يونس-يسرى رجب). ٭ نائبان مستقلان (ريبوار كريم-عبدالباري مجيد) خلق هذا التحالف صداعاً سياسياً للحزب الديمقراطي الكوردستاني و وفد حكومة الاقليم في بغداد إبان تصديق قانون الموازنة العراقي لعام 2021، وكان مقرراً ان يبقى اعضاء هذا التحالف معاً ويخوضوا الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة تحت نفس الاسم لتحالفهم، لكن هذا ما لم يحدث، وقد تفكك التحالف الآن. من النواب الخمسة لحركة التغيير، ينوي نائب واحد منهم فقط وهو (غالب محمد) ترشيح نفسه مجدداً للانتخابات القادمة في منطقة كَرميان، وبشكل مستقل وخارجاً عن اطار حركة التغيير التي لها مرشحها في تلك المنطقة(كَرميان) ويدعى (هوشيار عمر)، والنواب الاربعة الآخرين وفضلاً عن خلافاتهم مع حركتهم(حركة التغيير)، فقد دخل بعضهم في حوار مع مسؤولي حركة التغيير ، و وفقاً لمعلومات (الحصاد)، ان المسؤولين في حركة التغيير طالبوا النواب بإعادة ترشيح انفسهم، إلا ان النواب قد رفضوا ذلك الطلب. البعض من هؤلاء يطمعون بمواقع ومناصب مهمة ورفيعة داخل الهيكل الجديد لإعادة تنظيم حركة التغيير ، والبعض الآخر يفكرون بتأسيس مؤسسة اعلامية خاصة بهم. من بين النواب المنشقين عن حراك الجيل الجديد، ينوي فقط (سَركَوت شمس الدين) الترشح للانتخابات مرة اخرى ويريد ان يرشح نفسه على إحدى الدوائر الانتخابية في محافظة السليمانية. اما نائبا جماعة العدالة الكوردستانية، فإن احدهما وهو (احمد الحاج رشيد) يرشح نفسه مجدداً على دائرة حلبجة، لكن عن قائمة جماعة العدالة الكوردستانية وليس عن تحالف الأمل الكوردستاني. فيما يخص النائبان المستقلان (اللذان صعدا للبرلمان عن قائمة تحالف الديمقراطية والعدالة التي كانت تابعة لبَرهَم صالح وقتئذ)، فإن احدهما وهو (ريبوار كريم) الذي ينوي الترشح من جديد للانتخابات على إحدى الدوائر الانتخابية في محافظة السليمانية. نائبا الاتحاد الاسلامي الكوردستاني (مثنى امين-جمال كوجَر) يرشحان نفسيهما من جديد للانتخابات القادمة، مثنى امين على دائرة حلبجة وجمال كوجَر على دائرة دهوك. أولئك الذين يرشحون أنفسهم من جديد، نصفهم ليسوا داخل اي اطار حزبي ويجرون حملتهم الدعائية بإسم تحالف الامل الكوردستاني، وهؤلاء هم كل من (غالب محمد-سَركَوت شمس الدين-ريبوار كريم)، اما نصفهم الآخر فإنهم داخل الحملة الدعائية لأحزابهم، وهم كل من (أحمد الحاج رشيد-مثنى امين-جمال كوجَر).
الحصاد : تشارك جماعة العدالة والإتحاد الاسلامي في الانتخابات بموجب اتفاق مع الإتحاد الوطني الكوردستاني. جوهر اتفاق جماعة العدالة والإتحاد الاسلامي مع الاتحاد الوطني هو التنسيق على مستوى الدوائر الانتخابية وعلى النحو التالي: 🔹مقعدان لجماعة العدالة في السليمانية. 🔹مقعدان للاتحاد الإسلامي في السليمانية ودهوك. قبل ايام زار الاتحاد الاسلامي وجماعة العدالة الكوردستانية، مقر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني بهدف التوصل لإتفاق حول الانتخابات المبكرة لمجلس النواب العراقي. اتفاق جماعة العدالة مع الإتحاد الوطني وفقاً للاتفاق المبرم والذي حصل (الحصاد) على جوهره، فقد اتفقت جماعة العدالة مع الاتحاد الوطني على الدوائر الانتخابية كالآتي : محافظة السليمانية المقاعد المحددة لمحافظة السليمانية هي (18) مقعداً وزعت على (5) دوائر انتخابية. حصلت جماعة العدالة الكوردستانية على (51 الف 563) صوتاً في محافظة السليمانية في انتخابات عام 2018. سيكون للجماعة مرشحان في دائرتين انتخابيتين في محافظة السليمانية، وستترك جماعة العدالة المقاعد المتبقية للاتحاد الوطني الكوردستاني. في دائرة حلبجة : (احمد الحاج رشيد) هو مرشح جماعة العدالة، وكانت جماعة العدالة قد حصلت على (15 الف و946) صوتاً في هذه الدائرة في الانتخابات البرلمانية العراقية السابقة. في دائرة رابَرين : (سوران عمر) هو مرشح جماعة العدالة، وكانت جماعة العدالة قد حصلت على (20 الف و893) صوتاً في هذه الدائرة في الانتخابات البرلمانية العراقية السابقة. محافظة اربيل : مرشح جماعة العدالة في اربيل هو (عبدالستار مجيد)، وكانت جماعة العدالة قد حصلت على (36 الف و784) صوتاً في هذه المحافظة في الانتخابات البرلمانية العراقية السابقة. إتفاق الإتحاد الاسلامي مع الإتحاد الوطني بحسب الاتفاق المبرم بين الطرفين على مستوى الدوائر الانتخابية، سيكون الامر كالآتي : للاتحاد الاسلامي (30 الف و19) صوتاً في محافظة السليمانية. مرشح الإتحاد الاسلامي في دائرة حلبجة سيكون : (مثنى أمين)، وكان الإتحاد الاسلامي قد حصل على (14 الف و541) صوتاً في هذه الدائرة في الانتخابات البرلمانية العراقية السابقة. سيترك الإتحاد الاسلامي الدوائر الاخرى المتبقية للاتحاد الوطني بموجب اتفاق. محافظة دهوك : مرشح الاتحاد الاسلامي في محافظة دهوك سيكون : (جمال كوجَر). وكان الإتحاد الاسلامي قد حصل على (43 الف و525) صوتاً في هذه المحافظة في الانتخابات البرلمانية العراقية السابقة. ليس للاتحاد الإسلامي وجماعة العدالة اي مرشح في محافظة كركوك، وسيتركون الدوائر الانتخابية في المحافظة للاتحاد الوطني، وفقاً للاتفاق. لايكون للإتحاد الاسلامي اي مرشح في محافظة اربيل، وهناك مرشح وحيد في دائرة واحدة في تلك المحافظة.
تقرير : فاضل حمةرفعت ترجمة : ك.ق المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني والانتخابات العراقية المبكرة يضعان نيجيرفان البارزاني امام خياران لا ثالث لهما، فإما البقاء في اربيل ام الذهاب الى قصر السلام في بغداد، فماذا يحدث اذا تسلم نيجيرفان منصب رئاسة جمهورية العراق؟ وكيف سَيُرتب الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني إعادة توزيع المناصب في الإقليم وفي بغداد؟ من اربيل الى بغداد ينشغل منذ مدة بتَعَلُّم اللغة العربية، يتردد على بغداد كثيراً، وصل به الامر الى ان يترحم على صدام حسين في لقاء مع قناة "الشرقية" قبل أيام، هذا هو وضع نيجيرفان البارزاني رئيس إقليم كوردستان قبيل انعقاد المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني والانتخابات العراقية المبكرة، فالرئيس هذه الايام لا يبدو عليه الثبات والاستقرار ليس فقط من الناحية السياسية، بل حتى في مظهره ووجهه فتارةً يظهر ملتحياً وتارة اخرى يظهر محلقاً لحيته. تم انهاء عهد حكم نيجيرفان البارزاني الذي دام لمدة (17) عاماً في منصب رئيس الحكومة، وذلك في اطار اتفاق عائلي خاص بـ(آل بارزان) في العاشر من تموز عام 2019، عهدٌ كان المقربون من نيجيرفان البارزاني يسمونه "دولة الرئيس-رجل الدولة"، وبدأ بعد ذلك عهد مسرور البارزاني الذي يلقبه انصاره بـ"الاخ الاكبر". كان هذا التغيير الداخلي للعائلة، والذي فيه استغنى مسعود البارزاني عن منصب رئيس الإقليم لصالح إبن اخيه نيجيرفان البارزاني، وبدوره استغنى نيجيرفان عن منصب رئيس الحكومة لإبن عمه مسرور البارزاني . منذ سنتين يشغل نيجيرفان البارزاني منصب رئيس إقليم كوردستان لكنه يتعامل حتى الآن بحساسية ولايرغب في اغضاب عمه مسعود البارزاني، خصوصاً ان اعضاء الحزب الديمقراطي غالباً ما يستخدمون عبارة "الرئيس" لمسعود البارزاني، ولا يطلقون نفس العبارة على نيجيرفان ولا يُعَرِفونه كرئيس لهم. منصب الرئيس في عهد نيجيرفان البارزاني على العكس من عمه مسعود البارزاني، فقد اصبح هذا المنصب منصباً تشريفاتياً، في حين ان الرئيس وفقاً للقانون هو رئيس السلطة التنفيذية الاعلى والقائد العام للقوات المسلحة، كما ان مجلس امن إقليم كوردستان تابع لرئاسة الإقليم، والعلاقات الخارجية تابعة لرئاسة الإقليم ايضاً. في هذا الوضع يتحدث الاشخاص المقربون من نيجيرفان البارزاني حول ان نيجيرفان يمكن ان يتخلى عن منصب رئيس الإقليم ويتسلم منصب رئيس جمهورية العراق بدلاً منه، فإذا كان المنصبان يعتبران منصبان تشريفاتيان، فيظهر ان منصب رئيس جمهورية العراق هو خير منصب رئيس الإقليم. نيجيرفان يقصد بغداد؟ من المنتظر إجراء إنتخابات مبكرة في 2021/10/10 في العراق، الصدريون يضعون منصب رئيس الوزراء نصب اعينهم ويبغون الحصول عليه، ويريد الحزب الديمقراطي الكوردستاني اخذ منصب رئيس الجمهورية من الإتحاد الوطني الكوردستاني ويغير من معادلة توزيع المناصب العراقية بين الحزبين. تنصيب بَرهَم صالح رئيساً للجمهورية خارج اتفاق الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني هو مصدر الانزعاج وعدم الرضا لدى الحزب الديمقراطي، كما ان بَرهَم صالح يحبذ البقاء في المنصب لدورةٍ ثانية. وفقاً لمعلومات (الحصاد) ان الرئيسان المشتركان للاتحاد الوطني قد اخبرا بَرهَم صالح في اجتماع عقد مؤخراً في "ميركةبان" ان بديل بَرهَم صالح لمنصب رئيس الجمهورية هو بَرهَم صالح نفسه"، لكن في الحقيقة فإن لاهور شيخ جنكي هو الوحيد بين قياديي الإتحاد الجدد والقدامى، الذي يساند بقاء بَرهَم صالح في ذلك المنصب، لكن في هذه المعمعة والمنافسة فإن بَرهَم صالح يهتم ويحدق في دعم ومساندة الامريكيين وموافقة ايران اكثر من اهتمامه بالتغييرات السياسية داخل الإقليم. دخل الحزب الديمقراطي في مفاوضات مع التيار الصدري لتشكيل تحالف بعد الانتخابات، والهدف الرئيسي من هذا التحالف هو حسم منصب رئيس الجمهورية القادم. في الوقت الحالي يتردد أقاويل داخل الحزب الديمقراطي حول تسلم منصب رئيس جمهورية العراق من قبل نيجيرفان البارزاني، لكنه ينكر رسمياً ان يكون قد فكر في تسلم ذلك المنصب، لكن وفقاً لمعلومات (الحصاد) فإن نيجيرفان يريد ان ينجلي هذا الموضوع للرأي العام ويرى ردات الفعل حول الموضوع بنفسه. وقد تطرق بالقول بخصوص تسلم منصب رئيس الجمهورية في مقابلة له مع قناة "الشرقية" مؤخراً قبل أيام بأن :"منصب رئيس جمهورية العراق ليس بالقليل والهَيًِّن، انه شرف عظيم، وفي اي موقع او منصب استطيع منه تقديم خدمة لهذا الوطن بالكامل، فإنني حاضر وعلى اهبة الاستعداد". يقول المناصرون له والمقربون منه بأنه ليست المرة الأولى التي يذكر فيها اسم نيجيرفان البارزاني لمنصب رئيس جمهورية العراق، ففي عام 2018 وفي خضم المنافسة مابين فؤاد حسين وبَرهَم صالح، اقترح الامريكيون ان يتسلم نيجيرفان البارزاني منصب رئيس جمهورية العراق بدلاً منهما. الذهاب الى بغداد، سيدر بالخير على نيجيرفان البارزاني من ناحية تعريفه وتعرفه على العالم الخارجي، كما انه يهوى ويفضل ذلك النوع من البروتوكولات، لكن ابتعاده عن اربيل سيضعف مكانته وموقعه بالكامل داخل الحزب الديمقراطي، لأن بغداد كانت قد اضعفت مكانة جلال الطالباني داخل حزبه حتى، وهذا هو السبب الذي يراه البعض من أعضاء الحزب الديمقراطي وراء إرسال نيجيرفان البارزاني الى بغداد كجزء من استراتيجية المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني لإضعاف موقع ومكانة نيجيرفان داخل الحزب. بعد إسقاط نظام البعث في 2003، لم يتسلم اي من ابناء واحفاد مصطفى البارزاني أية مناصب حكومية في بغداد، يقال إن مسعود البارزاني قد قال ذات مرة :"أعضاء عائلة البارزاني لا ينبغي لهم تسلم أية مناصب في بغداد، لأن والدي مصطفى البارزاني قد طلب هذا الامر من أبنائه واحفاده"، لكن في ظل هذه الظروف فهل سيقصد نيجيرفان البارزاني بغداد؟ على الرغم من ان هذا الامر لا يعتبر سُنَّةً ثابتة، ففي الستينات والسبعينات من القرن المنصرم وحينما كان مصطفى البارزاني في الحياة، فقد تسلم كل من (عبيدالله، لقمان، صابر) وهم من ابناء مصطفى البارزاني مناصب وزارية وبرلمانية في بغداد، (يقال ان مصطفى البارزاني قد تبرى من اولئك المذكورين من ابنائه). إذا حسم نيجيرفان البارزاني قراره مابين اربيل وبغداد بإتجاه بغداد، فإنه سيضمن دعم ومساندة كل من ايران والامريكيين لتسلم المنصب، كما انه مقبول داخل الأوساط العراقية ايضاً، لأنه لم يسجل في طرف الموالين للاستفتاء، وقد قال نيجيرفان البارزاني في اليوم الذي صوت الناس فيه للاستقلال بأن :"الاستفتاء لا تعني الانفصال عن العراق". بعد مباشرته في منصب رئيس حكومة الإقليم، اقدم مسرور البارزاني على اجتثاث انصار نيجيرفان البارزاني من الحكومة بالكامل، على الرغم من انهم امضوا قرابة (17) عاماً في العمل الحكومي، ويداوم قسم من هؤلاء حالياً في رئاسة الإقليم، وقد تحولت مؤسسة رئاسة الإقليم الى مكان تجمع اغلب المؤيدين والمناصرين المقربين لنيجيرفان، والذين هم من المحتجين على الوضع الحالي، وفي حال تسلم نيجيرفان البارزاني منصب رئيس جمهورية العراق، فينبغي عليه ان ينقل هذا الحشد معه الى قصر السلام ويعمل على ايجاد اعمال ووظائف لهم. بتوجه نيجيرفان البارزاني الى بغداد، سيتغير مجدداً إتفاق الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع الإتحاد الوطني الكوردستاني حول كيفية توزيع المناصب، وفي مقابل الاستغناء عن منصب رئيس الجمهورية للحزب الديمقراطي، ينبغي منح منصب رئيس الإقليم ومنصب وزاري رفيع في العراق(وزارة الخارجية) ومنصب نائب رئيس البرلمان العراقي الى الاتحاد الوطني الكوردستاني.
الحصاد: د. وحيد انعام الكاكائي تعد جغرافية اقليم كوردستان العراق، واحدة من أهم المناطق الهيدروكربونية الواعدة في العالم، لما تمتلكه من احتياطيات ضخمة من الموارد النفطية والغازية، دفعت حكومة إقليم كوردستان الى وضع سياسة لتطوير صناعة النفط والغاز، جذبت ٤٥ شركة عالمية للطاقة، وأكثر من ١٠ مليارات دولار من الاستثمارات الأجنبية. التي قد تجعل من إقليم كوردستان سوق مهم لموارد الطاقة . مع ،ذلك هناك بعض التحديات الجيوسياسية التي تواجه قطاع الطاقة في اقليم كوردستان، التي قد تؤثر على مستقبل هذه الصناعة، منها عدم وجود سياسة مشتركة بين حكومة الاقليم والحكومة المركزية في بغداد فيما يخص إدارة موارد النفط والغاز الطبيعي، وسياسة حكومة الإقليم يران. كما تناولت الدراسة الحسابات السياسية للفواعل الإقليمية، والمصالح الاستراتيجية ٕ تجاه تركيا وا للقوى الكبرى في صناعة الطاقة في إقليم كوردستان. مقدمة: شهد العقد الماضي، تنامي دور النفط والغاز في المسرح الجيوسياسي لإقليم كوردستان العراق، باعتبارها إحدى عناصر القوة الوطنية، حيث الإمكانات الضخمة التي يتمتع بها إقليم كوردستان ٤٥ مليار برميل من النفط، و ٧,٥ تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، الذي قد يشكل سوقاً مهماً ومصدرا وبالتنسيق مع الحكومة ً جذاباً للاستثمار الأجنبي، إذا ما تم استغلالها بالشكل الأمثل المركزية في بغداد. اتخذت حكومة إقليم كوردستان مجموعة خطوات متسارعة لتطوير صناعة الطاقة، منها تشريع قانون النفط والغاز عام ٢٠٠٧ ،وتوقيع اتفاقيات وفق عقود "المشاركة في الإنتاج" التي استقطبت كبريات شركات الطاقة العالمية، مثل شيفرون واكسون موبيل، وتوتال، وروسنفت. هذه السياسة اعتبرتها حكومة بغداد فرض إرادة من قبل حكومة إقليم كوردستان، لأنها سبقت إقرار قانون النفط والغاز الاتحادي، لا سيما وان إقليم كوردستان جزء من العراق الاتحادي. نتيجة لذلك، استطاع الإقليم ولأول مرة عام ٢٠١٤ ،من تصدير النفط الى الأسواق الدولية عن طريق خط انابيب كوردستان - تركيا. أما الغاز الطبيعي الذي يتركز ٨٠ %منه في جنوب الإقليم، فلم يستثمر لحد الان بشكل اقتصادي، بسبب افتقار الاقليم الى بنية تحتية. ٢ رغم ذلك، واجهة سياسة الطاقة في الإقليم جملة من التحديات الجيوسياسية، منها الحرب على داعش وتداعياتها الأمنية والاقتصادية، وعدم حل الخلافات العالقة بين بغداد وأربيل حول تقاسم السلطة وتوزيع الثروات منذ ٢٠٠٣ ،كما أظهرت الدراسة دور العامل الإقليمي والدولي في صناعة الطاقة في إقليم، الذين تفاوت ادوارهم بحسب دوافعهم واولوياتهم> تطور صناعة النفط والغاز في اقليم كوردستان العراق أولا - التوزيع الجغرافي لاحتياطيات وانتاج النفط والغاز الطبيعي في اقليم كوردستان تعد منطقة اقليم كوردسـتان العراق واحدة من أكثر مناطق العالم نشـاطاً في اسـتكشـاف النفط والغاز الطبيعي على مدى السنوات الــــــ ١٢ الماضية. ولم تحظى هذه المنطقة باهتمام جيولوجي في العقود الماضية. خريطة يمتلك اقليم كوردســــتان احتياطيات نفطية ضــــخمة، ربما تصــــل الى ثلث اجمالي الاحتياطي ٣ العراقي (١٤٩ مليار م )، حسب بيانات حكومة اقليم كوردستان، على الرغم من عدم وضوح الية ( احتسابها، وهل تضم الموارد في المناطق المتنازع عليها * ( ؟ ينظر (ملحق )١ يكتسب النفط والغاز في اقليم كوردستان أهمية خاصة، لاعتبارات عدة: -١ غزارة الاحتيــاطي، ٤٥ مليــار برميــل من نفط و١٠٠ - ٢٠٠ تريليون قــدم مكعــب ( ٥ تريليون م ) من احتياطي الغاز الطبيعي، بعد اضافة الحقول الجديدة. -٢ الاعتبارات الاقتصادية، لقرب اقليم كوردستان من الاسواق الاوربية، اذ يقع الاقليم في نصف المسافة بين اوروبا والخليج العربي (ما يقارب ٧٠٠٠ كم). -٣ دخول شــركات النفط العملاقة الى ســوق الطاقة في اقليم كوردســتان مثل، شــيفرون، إكســون موبيل، غازبروم، روسنفت، حيث البيئة السياسية المستقرة التي تجذب المستثمرين الاجانب. -٤ عدم اســتغلال الحكومات الســابقة موارد الطاقة في الاقليم، بســبب عدم الاســتقرار الســياســي والامني. هناك تناقض واضـح بين الارقام بخصـوص الاحتياطي النفطي في اقليم كوردسـتان، فحسـب بيانات وزارة الموارد الطبيعية في حكومة اقليم كوردســـــتان، تقدر احتياطي النفط غير المؤكدة في )٢ )اقليم كوردستان بـــــــ ٤٥ مليار برميل ( ما يقارب احتياطي ليبيا ٤٨ .( بينما قدرت وكالة الطاقة )٣ )الدولية عام ٢٠١٢ ،احتياطيات الاقليم المؤكدة بـــــــــــــ ٤ مليارات برميل . و نتيجة لتوسيع رقعة الموارد المكتشــــفة خلال الســــنوات الســــابقة ، قد يفوق احتياطي النفط المؤكد في الاقليم احتياطي ٤ بعض الـدول الاعضــــــــاء في أوبـك، مثـل الاكوادور ٨ )مليـارات برميـل)، وأذربيجـان ٧ )مليـارات برميل). ينظر الى جدول ( أمـا هيئـة المســـــــح الجيولوجي الامريكي(USGS ( لعـام ٢٠٠٠ ،قـدرت الموارد النفطيـة غير المكتشفة في حزام طيات زاكروس في اقليم كوردستان العراق بــ ٤١ مليار برميل من النفط، و ٥٤ تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. في عام ٢٠١٤ ،اســـتطاع الاقليم ولأول مرة انتاج ١١٤ مليون برميل من النفط، تم تصـــدير ٣٧ مليون برميــل منهــا عبر خط انـابيـب كوردســـــــتــان - تركيــا، و ١٣ مليون برميــل عن طريق الشــــــاحنات، و ٦٤ مليون برميل للاســــــتهلاك المحلي ومصــــــافي التكرير . عام ٢٠١٥ ارتفع الانتاج الى ٢١١ مليون برميل (نصــفه من حقل خورمال)، بمعدل ٥٧٧ ألف برميل في اليوم، تم تصدير ٦٦ % منها عبر خط انابيب كوردستان - تركيا . وفقاً لبيانات شــــركة ديلويت Deloitte العالمية*، بلغ انتاج النفط في اقليم كوردســــتان ٢٠٢ مليون برميل عام ٢٠١٧ ،صـدر منها ١٨٠ مليون برميل، والمتبقي للاسـتهلاك المحلي ومصـافي التكرير . وهذا يعد نجاح كبير لاســـــتراتيجية انتاج وتســـــويق النفط، لان صـــــادرات الاقليم عام ٢٠١٧ ،تجاوزت صادرات كل من (الغابون ٢٠٠ ألف، والكونغو ٢٩١ ألف برميل/يوم) مجتمعةً، وهي دول أعضاء في منظمة أوبك منذ سنوات. هكذا، بلغ انتاج النفط في الربع الاول والثاني والثالث والرابع من عام ٢٠١٨ ، أكثر من ١٣٩ مليون برميل، كان اجمالي الصـــــادرات عبر الانابيب ٤,١٣٤ مليون برميل. ومن المتوقع ان يرتفع انتاج النفط في اقليم كوردستان الى أكثر من ٥,١ مليون برميل/ يوم بحلول عام ٢٠٢٥ ،باستثناء كر كوك. (الشكل ) أما الغاز الطبيعي، يتركز في الاقســام الوســطى والجنوبية من اقليم كوردســتان، ومن أبرزها (حقل خورمور وجمجمال). ويقدر احتياطي حكومة اقليم كوردستان بـــ ١٠٠ - ٢٠٠ تريليون قدم مكعب (2.8 - 5.7 ) تريليون متر مكعب، ما نسبته ٣ % من مجموع الاحتياطي العالمي. اسـتنادا إلى دراسـة أجرتها هيئة المسـح الجيولوجي الأمريكية، يقع إقليم كوردسـتان فوق ٦٠ تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي ، وفي نوفمبر ٢٠١٥ ،أكد " توني هيوارد" رئيس شركة Energy Genel ا012345 للطاقة، امتلاك إقليم كردســـــــتان ما يقدر بنحو ٥ تريليون متر مكعب (١٧٧ تريليون قـدم مكعـب) من الغـاز في أراضـــــــيهـا . هـذه الاحتيـاطيـات تفوق بعض كبـار موردي الغاز المســــــــال الى الاتحاد الأوربي مثل (النرويج ٦١ ،ليبيا ٥١ ،اذربيجان ٤٧ ،هولندا ٢٣ تريليون قدم مكعب عام ٢٠١٧. بلغ انتاج الاقليم عام ٢٠١٨ ،من الغاز الطبيعي ٤٠٠ مليون قدم مكعب/ يوم، و١٥الف برميل/ يوم من النفط، من حقل خورمور العملاق، بعد ان كان ٣٠٠ مليون قدم مكعب/يوم عام ٢٠١٧ ،وتسـتهلك هذه الكميات للسـوق المحلية، وتمتلك كونسـورتيوم بيرل بتروليوم (ائتلاف تقوده شــــــركتا نفط دانة غاز ونفط الهلال) كامل الحقوق في حقل خور مور، وحقق الائتلاف زيادة في الطاقة الانتاجية بلغت ٣٠ % خلال ١٠ أعوام. بالإضـــــــافة الى التطورات في مجال تطوير واكتشـــــــاف موارد الطاقة، قامت حكومة اقليم كوردستان بتطوير وتوسيع قدراتها التكريرية، من خلال منشأتين رئيسيتين هما: ١- مصــفى بازيان في الســليمانية، وتدار من قبل القطاع الخاص ( Group Qaiwan ) وتنتج حالياً الف٤٠ برميل يومياً، وهناك توسيع لزيادة طاقتها الى أكثر من١٢٥ الف برميل يومياً. ٢ - مصــــــفى كلك: يقع في اربيل، ويدار من قبل Group KAR ،بقدرة ١٠٠ الف برميل يومياً، وهناك خطط لتوسيع القدرة الى ٢٠٠ الف برميل يومياً. نص التقرير https://portal.arid.my/Publications/6e75af02-7f62-4c6d-8778-3c215ea66565.pdf