الحصاد draw: مركز الفرات    تعد مرحلة الانتخابات التشريعية من أكثر المراحل صعوبة وحرج للدول وانظمتها وشعوبها في الدول الغير مستقرة سياسيا وامنيا، فما بالك في البلدان التي تعش تراجع وتدهور في كافة مناحي الحياة وفي كل القطاعات كما هو الحال في العراق. هكذا بلدان تعيش نوع من القلق من الوصول الى حالة من التدهور والفشل التام او الانهيار في مرحلة ما قبل اجراء الانتخابات او مرحلة ما بعد اعلان النتائج. وكثيرا ما يم التغاضي عن اية سلوكيات سلبية في كلا المرحلتين وحتى في عملية الاقتراع بهدف الحفاظ على الاستقرار النسبي المتحقق وعدم انحداره الى الفوضى، كما حدث في الانتخابات التشريعية العراقية في ايار 2018. العراق مقبل على انتخابات تشريعية مبكرة، وهي المرة الاولى التي يتم فيها اقرار اجراء انتخابات مبكرة بعد التغيير السياسي الذي أعقب الغزو الاميركي للعراق عام 2003، بعد أشهر من الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في تشرين الاول 2019 وشملت كل محافظات الفرات الاوسط وجنوب العراق. واليوم تعيش البلاد حالة من التسابق بين "القوى او التيارات او الاحزاب السياسية" نحو فرض واقع كل منها تريد منه ان يكون لصالحها في وقت تعمل تلك القوى وفق منطق المصالح الضيقة، لا وفق مصالح بناء الدولة ومؤسساتها. وتجسد هذا التسابق بصور مختلفة، فتارة يكون في صورة مواقف وتصريحات اعلامية كما حصل مع التيار الصدري الذي يكوّن مع قوى مدنية (تحالف سائرون) وهو أكبر كتلة نيابية بعدد اعضاء 54 نائب مع أكد المتحدث باسمه الشيخ صلاح العبيدي بأنه التيار الصدري سيحصل على 100 مقعد نيابي. ومقابل ذلك تصريح لكتلة فتح النيابية بأن الكتلة سترشح السيد هادي العامري ليكون رئيس الوزراء القادم، في رسالة الى أن الكتلة ستحصل على الاغلبية النيابية في الانتخابات المبكرة القادمة. واشارات ومواقف وتصريحات اخرى لقوى اخرى يمكن وضعها بذات السياق. كل هذه الصور هي رسائل سياسية بين هذه "القوى والاحزاب السياسية". كما انها رسائل للرأي العام الداخلي مفادها: "انها قوى سياسية لها الخبرة في ادارة الدولة ولها منجزاتها وقدمت التضحيات في مواجهة ارهاب القاعدة وداعش. وهذا يؤهلها لتكون في موقع الصدارة في قيادة البلاد رغم حالة الرفض وعدم المقبولية التي تواجهها في الحركة الاحتجاجية الاخيرة، وانها لن تنسحب من المنظومة السياسية لمجرد وجود تظاهرات ضدها". هذه الرسالة هي من دفعت تلك القوى مسبقا لإلصاق التهم والتوصيفات بحق الحركة الاحتجاجية والاساءة للناشطين والذين يعتقدون بهم منافسا انتخابيا لهم في المستقبل، تمهيدا لهذه الرسالة. إذا ما ركزنا الكلام أكثر نقول، ربما ان التيار الصدري بخروج انصاره مؤخرا الى الشوارع واستعراضهم للقوة، هو صورة من صور فرض الارادات إذا ما أردنا التفكر بمضامين الرسالة الموجهة للرأي العام الداخلي، المراد لها ان تصل من هذا الاستعراض.  هذه الاشارات وغيرها والتي تهدف الى فرض الارادات والتمهيد لواقع جديد سابق لنتائج الانتخابات لها تأثيراتها على طبيعة المشاركة السياسية في الانتخابات المبكرة القادمة سواء من جانب الترشيح او من جانب الاقتراع (عملية التصويت).  فما تمتلكه تلك "القوى من امكانيات سياسية، وتأثير أمنى، وامكانيات مالية لها وقعها على مسيرة العملية الانتخابية بأركانها الثلاثة (الناخب، الادارة الانتخابية، النظام الانتخابي). كما لها وقعها على نسبة المشاركة في التصويت يوم الاقتراع وكذلك طبيعة التصويت. فاستمرار بعض القوى على ترسيخ مشهد مراد له ان يكون واقعا بعد الانتخابات سيدفع الى عزوف كثير من الافراد (من غير المؤيدين لتلك القوى والرافضين لواقع الحال) عن التصويت يوم الاقتراع، وسيدفع مناصري ومؤيدي تلك القوى، أيا كانت، الى المشاركة في التصويت بقوة، وهذا سيغير من طبيعة التصويت واتجاهاته، وبالنتيجة نكون امام نتائج انتخابية قريبة نسبيا مما نحن عليه اليوم زيادة او نقصان.  كما ان تلك السلوكيات تدلل على ان تلك "القوى" لا تريد للتدهور ان يتوقف، وللخراب ان ينتهي، وللأمن ان يتحقق، ولا التنمية الاقتصادية ان تتحقق. وبالنتيجة ستتعزز حالة الرفض الشعبي وستتعزز حالة عدم الشرعية للنظام والمنظومة السياسية. وسيكون من الطبيعي التعبير عن حال الرفض متوافرة، كما حصل بعد انتخابات ايار/2018. فالأسباب المباشرة لإعلان حال الرفض متوفرة وهي الازمة المتعددة الابعاد التي تخيم على النظام السياسي والدولة منذ 2003 ولغاية الآن.


الحصاد draw: الحرة يعيش الكاكائيون في العراق وإيران منذ آلاف السنين، ورغم ذلك يجهل كثيرون تفاصيل معتقداتهم وطقوسهم لأنها ديانة غير تبشيرية، اضطر أتباعها إلى إخفاء تفاصيلها إثر حملات الإبادة الجماعية التي تعرضت لها عبر التاريخ. والكاكائية أقلية دينية تعيش داخل إقليم كردستان العراق ومناطق أخرى تتوزع على محافظات نينوى وكركوك وديالى. أبرز ما يميز الكاكائيين، هو الشوارب البارزة، التي يحرمون حلاقتها لأسباب ثقافية ودينية، فيما لا يختلف زيهم التقليدي عن الزي الكردي السائد في المنطقة، وكذلك لغتهم. أصل الكاكائية يعود تاريخ ظهور الديانة الكاكائية إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، وفقا لرئيس منظمة "ميثرا للتنمية والثقافة اليارسانية"، رجب عاصي كاكائي. يقول عاصي لموقع "الحرة" إن "الكاكائيين يعتبرون جبرائيل هو نبيهم، ومع ذلك لدينا مصلحون ومحدثون وآخرهم سلطان إسحاق، الذي يعتبر أيضا بمثابة النبي أو المرجع الأبرز للديانة الكاكائية". يؤمن الكاكائيون بوجود خالق واحد، ولديهم طقوس عبادة خاصة بهم، ومنها الصوم والصلاة وضرورة أن يتحلى أتباع الديانة بـ"الطهارة والصدق والتواضع والقناعة". أثناء صومهم، يمتنع الكاكائيون عن الطعام والشراب لثلاثة أيام خلال النهار، ومن ثم يحتفلون بعدها بالعيد ليوم واحد، ويحصل ذلك في أيام معينة خلال فصل الشتاء. أما صلاتهم، فهي عباراة عن أدعية ومناجاة يقومون بها في الفجر والمغرب، وكذلك هم يحرمون تعدد الزوجات، إلا في حالات خاصة كالمرض المزمن الذي يتعذر معه المعاشرة الزوجية. وللموسيقى مساحة شاسعة في الثقافة الكاكائية، وبالأخص آلة الطنبور حيـث يتم إلقاء التراتيل الدينية على أنغـام ومقامـات خاصة بهم. وتقول ليلى طاهر شريف، وهي ناشطة كاكائية مختصة في مجال حقوق الأقليات، أن "الكاكائيين يؤمنون بوجود خالق واحد، وضرورة أن يتحلى أتباع الديانة بالطهارة والصدق والتواضع والقناعة".  وعن طقوس العبادة لدي هذه الديانة، تقول شريف إنها تتمثل المجموعة من الأدعية والمناجاة،  مضيفة "لدينا اجتماعات دينية تعقد مرة واحدة شهريا، تحتم على كل كاكائي تقديم نذر خلال هذه الاجتماعات، وهذا النذر يتمثل في تقديم الفواكه أو أي نوع آخر من الطعام، ويشمل الاجتماع الدعاء والمناجاة".  ووفقا لدراسة أعدها عاصي ونشرتها شبكة تحالف الأقليات العراقية، ينظر الكاكائيون إلى مختلف الأديان والمذاهب نظرة متساوية دون تمييز، "فالأديان الإسلام والمسيحية واليهودية والزرادشتية، والبوذية والأيزيدية، لديها مكانة لدى أتباع الياراسانية، حسب الدراسة. وتقول الدراسة ذاتها إن للمرأة "مكانة دينية واجتماعية مهمة لدى مجتمع اليارسانية ولا يوجد تمييز في الحقوق والواجبات بين الجنسين كالميراث". ووفق شريف، فإن الديانة الكاكائية تحرم تعدد الزوجات "لأنها تعتبر الزواج رابطا إلهيا روحيا وهذا الرابط لا يلغى إلا بالموت أو في حالة الزنى لذلك تعدد الزوجات غير مسموح به حتى إذا لم تنجب الزوجة". تسميات مختلفة يطلق مصطلح الكاكائية على أتباع هذه الديانة الموجودين في العراق فقط، أما التسمية الرسمية للديانة فهي "اليارسانية" ومعناها "عشاق الخالق"، وهي مأخوذة من لغات قديمة كانت موجودة في الشرق الأوسط. في إيران، يطلق على أتباع الديانة اليارسانية "أصحاب الحق"، في حين يطلق عليهم في أفغانستان وباكستان "الزكرية" وفي الهند "سربستية" وفي تركيا "هلاويين". والكاكائية في العراق مشتقة من كلمة "كاكا" باللغة الكردية، وتعني الأخ الكبير أو العطوف. أماكن انتشارهم وفقا لآخر إحصائية غير رسمية لمنظمة ميثرا، يبلغ عدد أتباع الديانة الكاكائية في العراق أكثر من 120 ألف نسمة، يتوزعون على مناطق سهل نينوى والسليمانية وأربيل وحلبجة وخانقين وكركوك وديالى ومدن أخرى تقع ضمن هذا النطاق. وفي إيران تشير إحصاءات غير رسمية أيضا إلى أن عددهم يترواح بين مليونين وأربعة ملايين شخص، ينتشرون ضمن مناطق قزوين وأذربيجان وزنجان وشيراز زطهران وكرمنشاه وهمدان ومدن أخرى. أما شريف، فتقول إنه رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة وحديثة عن أعداد الكاكائيين في العراق، فإنه، وبحسب إحصائية أجراها الاتحاد الأوربي عام 2016 يبلغ عدد الكاكائيين في العراق نحو 200 ألف شخص. كذلك هناك أيضا تجمعات للكاكائية في مدن درسيم وسيواس في تركيا ويقدر أعدادهم بنحو 100 ألف نسمة، وأيضا أعداد غير معروفة في الهند وباكستان وأفغانستان وجورجيا وأرمينيا. ويقول رجب عاصي إن "أغلب الكاكائيين في العراق يعيشون في قرى صغيرة ويمتهنون الزراعة، منهم 20 ألف في سهل نينوى و3 آلاف في خانقين و4 آلاف في مناطق جنوب كركوك". ويضيف "لا توجد مناطق مغلقة على أتباع الديانة الكاكائية، هم فقط يعيشون مع السكان المحللين من باقي القوميات والأديان". غياب الحقوق يقول الكاكائيون إن اتباعهم يتعرضون للتهميش والاضطهاد في العراق ومناطق أخرى، وخاصة إيران. في العراق، لم يتم الاعتراف بهم كديانة قائمة، منذ إنشاء الدولة العراقية الحديثة في عام 1921. ويؤكد عاصي أن "الدستور العراقي في ذلك الوقت اعتبرهم مسلمين، لأنهم كانوا يعيشون جنبا إلى جنب مع السكان الأكراد، واستمر الحال بعدها على ذات المنوال". ويضيف "في مناطقنا وقرانا لاتوجد أية مساجد أو حسينيات أو معالم إسلامية فكيف يتم اعتبارنا مسلمين؟". وكذلك يشير إلى أن عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم تختلف عن المسلمين. أما في إقليم كردستان، فقد صدر قبل عدة سنوات قانون يعترف بالكاكائية كديانة، وأيضا لديهم كوتا في مجلس محافظة حلبجة. يبين عاصي أن "هناك تحركات يقومون بها حاليا للضغط على المشرعين العراقيين من أجل إدراج الكاكائية كمكون ديني حالها حال باقي الديانات كالإسلام والمسيحية والصابئة المندائية". وتؤكد شريف، من جانبها، أن الكاكائيين لم ينالوا حقوقهم في كردستان، وممثل الديانة في وزارة الأوقاف لا يمتلك أي صلاحيات، موضحة "عيد الكاكائيين لم يعترف به كعطلة رسمية في الإقليم كأعياد الديانات الأخرى، وليس لدينا أي مقعد في برلمان كردستان، لدينا فقط مقعد في مجلس محافظة حلبجة حسب نظام الكوتا". وأضافت أن حرمان الكاكائيين من حقوقهم وعدم الاعتراف بهم في العراق نوع من أنواع الاضطهاد التي يتعرض لها أتباع الديانة، مشيرة إلى أن مجموعة من الناشطين يحاولون الضغط على الحكومة العراقية للاعتراف بالديانة لكن هذه المهمة تواجهها عوائق إثر وجود محاولات من قبل الأطراف والجهات الشيعية لتشيع الكاكائيين. ويشير أتباع الديانة إلى أن هويتهم الدينية في خطر ومهددة بالزوال في العراق وحتى في مدن إقليم كردستان بدأت تتقلص، ولا يستطيع أطفال الديانة دراسة دينهم في المدارس ضمن مادة الدين. وتطالب الناشطة الحكومة العراقية بالاعتراف الرسمي بالديانة الكاكائية، وتدعو حكومة الإقليم إلى منح أتباع الديانة كافة حقوقهم المشروعة دستوريا وقانونيا واجتماعيا ودينيا في الإقليم. أما في إيران، فيعاني أتباع الديانة اليارسانية بشكل أكبر نتيجة قيام السلطات باضطهادهم والتقليل من شأنهم، وفي بعض الحالات مصادرة أملاكهم. ووفقا لمنظمة ميثرا فإن الأمر لا يقتصر فقط على عدم الاعتراف بهم كديانة بل تتم مضايقتهم وإهانة معتقداتهم والاستيلاء على أماكن عباداتهم وتحويلها لمساجد وحسينيات. وكذلك يتم في بعض الأحيان الحكم على الكاكائيين بأحكام غريبة لاتستند إلى نصوص قانونية، ومنها إجبارهم على حلق شواربهم. الإرهاب وداعش لم يسلم الكاكائيون من سطوة تنظيم داعش الذي احتل الكثير من مناطقهم خلال الفترة بين عامي 2014 و2016، وطردهم من قراهم وشن هجمات ضد المدنيين. والعام الماضي، أسفر هجوم يشتبه في أنه لتنظيم داعش عن مقتل سبعة من الرجال الكاكائيين على الأقل، بالقرب من الحدود الشمالية للعراق مع إيران. ويقول مسؤولون أكراد إن هجمات وأنشطة داعش المتزايدة في كركوك والمناطق القريبة تسببت في الأيام الأخيرة في نزوح العديد من الكاكائين من قراهم.  وفقا لرجب عاصي فقد بلغ عدد ضحايا الهجمات الإرهابية وأعمال العنف من الكاكائيين 254 شخصا منذ عام 2003 ولغاية اليوم، وشمل ذلك مدن الموصل وكركوك وبغداد وخانقين. ويؤكد أن الكثير من الكاكائيين نزحوا من مناطقهم في جنوب كركوك وخانقين بسبب الأوضاع الأمنية والهجمات المتكررة لتنظيم داعش. تحذر الناشطة الكاكائية من أن المراقد المقدسة للكاكائيين تتعرض للدمار وتغير هويتها، فالعديد منها حولت إلى مراقد لأديان أخرى، "وغالبيتها تعرضت للتفجير في الموصل وكركوك وخانقين ومحيت آثارها". أما قبلة الكاكائيين الموجودة في إيران، فالنظام الإيراني يسيطر عليها وقد وضع القرآن فوق مرقد السلطان إسحاق، وفق شريف التي توضح قائلة "نحن نزور هذا المرقد ونحج إليه لكننا لا نستطيع أن نقول للسلطات الايرانية أن هذا الكتاب الموضوع في المرقد ليس كتابنا".  


الحصاد draw: رستم محمود - سكای نیوز في مناطق حدودية عدة بسوريا، تبسط حكومة دمشق سيطرتها أو هكذا تقول، لكن معلومات عدة تفيدة بأن إيران وميليشياتها هي المسيطر فعليا، وهي تعيد إعادة انتشارها بتمويه خشية تعرض لضربات جوية. وتمتد هذه من المناطق من الحدود مع العراق إلى جنوبي سوريا وصولا إلى الحدود مع لبنان. وتفيد معلومات بأن ميليشيات حزب الله اللبناني وميليشيات أخرى مدعومة من إيران تسيطر على 20 بالمئة من حدود البلاد. ورغم أن سلطات الجمارك السورية هي المسؤولة رسمياً عن إدارة المعابر مع العراق (البوكمال)، والأردن (نصيب)، ولبنان (العريضة وجديدة يابوس وجوسية والدبوسية)، إلّا أن السيطرة الحقيقية تكمن في الواقع في أماكن أخرى. وتحتل ميليشيات حزب الله الحدود اللبنانية، وأقامت قواعدها على الجانب السوري وخاصة في الزبداني والقصير، التي يسيطر منها على منطقة القلمون الجبلية. وبالمثل، تدير الميليشيات العراقية الموالية لإيران كل من جانبي الحدود من البوكمال إلى التنف. وتمتد قبضة القوات الموالية لإيران أيضا إلى العديد من المطارات العسكرية السورية، والتي غالباً ما تكون بمثابة وسيلة لنقل الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى ميليشيات حزب الله في الجولان ولبنان. إعادة تموضع وفي السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الميليشيات الموالية لإيران في سوريا، عمدت مجددا إلى إعادة التموضع في ريف دير الزور الشرقي المتاخم للحدود مع العراق، عند الضفاف الغربية لنهر الفرات. وتأتي خطوة المليشيات في محاولة للتمويه لتفادي الاستهدافات المتصاعدة على مواقعها من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي. وقامت تلك المليشيات بنقل مقرات قديمة إلى مواقع جديدة ونقل سلاح وذخيرة إلى مستودعات جديدة في منطقتي البوكمال والميادين وأطراف مدينة دير الزور. التمويه وتعمد الميليشيات أيضا إلى التمويه بغطاء مدني خوفا من القصف المتكرر والذي تكبدت فيه خسائر بشرية ومادية في الآونة الأخيرة. وتأتي خطوة الميليشيات غداة تأكيد المرصد أن طائرة مسيرة استهدفت سيارة تحمل شحنة أسلحة قادمة من العراق، بالقرب من معبر عسكري غير شرعي بين العراق وسوريا، وهو معبر تستخدمه الميليشيات عادة للتنقل بين البلدين وإدخال التعزيزات العسكرية قرب مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي. وكانت هذه المنطقة قد شهدت عمليات استهداف كثيرة، أغلبها إسرائيلية، ضد مواقع عسكرية وقوافل للميليشيات. واندلعت الحرب في سوريا عام 2011، وتحولت من احتجاجات شعبية إلى اشتباكات مسلحة، وسرعان من تدخلت أطراف خارجية مثل إيران لدعم الرئيس السوري بشار الأسد. وبعد انحسار حدة القتال في الحرب في سوريا، خاصة مع تقهقر المعارضة إلى محافظة إدلب وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، أصبحت الميليشيات الإيرانية ذات نفوذ في مناطق عدة في البلاد، تستغله طهران لمصالحها في المنطقة. وتحاول إيران بكل قوة المحافظة على وجود لها على الحدود السورية العراقية، باعتبار ذلك نقطة رئيسية في خط إمداد ميليشيات حزب الله اللبناني، أبرز وكلائها في المنطقة. وينظر كل من التحالف الدولي وإسرائيل لوجود إلى وجود هذه الميليشيات على أنها خطر، وهذا ما قد يفسر تعرضها المتكرر لهجمات صاروخية، من دون الإعلان عن صريح عن الفاعل.


الحصاد DRAW: عمرو أحمد : اندبندنت بعد أوامر الخميني، غزا عشرات الآلاف من قوات النظام وعدد كبير من المتشددين كردستان إيران وقتلوا الكثير منهم (أ ف ب) ظلت كردستان إيران (غرب البلاد) مسرحاً لعمليات القمع طيلة السنوات الـ41 السابقة، أي منذ إعلان تأسيس نظام "الجمهورية الإسلامية في إيران"، رغم أنهم انخرطوا في الثورة ضد الشاه ودخلوا في مفاوضات مع النظام الجديد للحصول على حقوقهم القومية. ومع سيطرة الخميني على مفاصل البلاد مطلع الثمانينيات - حينما طالب عبر الإذاعة الرسمية الجيش بالتوجه نحو سنندج (عاصمة المحافظة الـ31) لقمع من وصفهم بالأشرار- حتى يومنا هذا، ما زال مسلسل مواجهة النشطاء الأكراد مستمر. ويعاني الإقليم أيضاً من أعلى نسبة بطالة بين الإيرانيين وفق الإحصائيات الرسمية، ويحرم الأكراد من تعلم اللغة الكردية على الرغم مما ينص عليه الدستور الإيراني في المادتين 15 و19. مقاتلون أكراد من أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في نقطة حدودية بين إيران والعراق (غيتي) "اندبندنت عربية" حاورت مصطفى هجري، المسؤول التنفيذي للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، للإجابة على تساؤلات عدة ولتفسير عدد من القضايا الملحة في مقدمتها رؤيته للمشهد الأمني في الإقليم ومستقبل الأحزاب الكردية في مواجهة النظام الإيراني، فضلاً عن وضع كورونا داخل إيران وتطلعاتهم مع إدارة أميركية جديدة برئاسة جو بايدن. قمع بدايات الثورة في البداية، كان هناك توصيف من هجري للفرق بين ما وصفه بـ "القمع" الذي شهده الأكراد منذ بداية الثورة الإيرانية والمواجهات التي يشهدونها في الوقت الراهن، قائلاً، "بعد أوامر الخميني، غزا عشرات الآلاف من القوات القمعية للنظام وعدد كبير من المتطرفين الدينيين التابعين للخميني كردستان وقتلوا مئات الأكراد العزل. منذ ذلك الحين، استمر الهجوم بأشكال مختلفة، باستثناء أنه في السنوات الأخيرة لم يتمّ قتل الشعب الكردي في شكل غزو ظاهر أولي ولكن بأبعاد أكثر خطورة وتدميراً." وتقول السلطات الإيرانية إن عملياتها في كردستان بالتزامن مع انتصار الثورة كانت لإخماد تمرد انفصالي في الإقليم الواقع على الحدود مع العراق وتنفي وقوع مجازر فيه. التهمة "محاربة الله" وأضاف، "ويمكن أن نعطي أمثلة على ما يمكن وصفه بفقر وبؤس شعب كوردستان في ظل نظام الجمهورية الإسلامية والشكل الجديد للعدوان المستمر الذي قدمته سياسات النظام لأهالي تلك المنطقة، ففي عام 2018، بلغ عدد السجناء السياسيين من الأكراد نحو 467 سجيناً كردياً من إجمالي 1152 سجيناً سياسياً، 93 سجيناً كردياً اتهموا بمحاربة الله وأعدم 63 منهم". إن تهمة "محاربة الله" بحسب ما يصفها القضاء الإيراني هي عقوبة لمن يقاتلون الله في تعريف نظام الجمهورية الإسلامية ويعاقب مرتكبها بالإعدام، لكن التقارير الحقوقية تتحدث أن ما تصفه إيران "بمحاربة الله" هي تهمة تستخدمها طهران لدغدغة المشاعر الدينية بهدف القضاء على كل من يعارضها. خيرات كردستان إيران تقع كردستان غرب إيران وتبلغ مساحتها 28 ألفاً و200 كليومتر مربع، وتمتلك غطاء نباتياً متنوعاً وينابيع كثيرة جارية في مدن المحافظة الغربية والتي تفصلها كيلومترات عدة مع العراق، ونشّطت إيران السياحة الداخلية والخارجية هناك خلال السنوات الماضية. لكن على عكس الصورة التي ترسمها إيران عبر وسائل الإعلام الرسمية عن سحر كردستان وروتين الحياة الطبيعية، يقول هجري، "يتم استخراج الموارد الوفيرة بما في ذلك النفط والذهب والأحجار الكريمة، من قبل عملاء النظام، ويتم إرسالها إلى طهران ومدن أخرى خارج كردستان لتصنيعها، وحتى السكان الأصليين لا يُسمح لهم بالعمل في المناجم كعمال، فضلاً عن استغلال المياه الوفيرة في كردستان عن طريق الأنفاق والقنوات الطويلة لاستخدامها خارج كردستان، في حين أن أجزاء من الأراضي الزراعية لا تُزرع بسبب نقص المياه، وفي كثير من مدن كردستان يعاني الناس من نقص في مياه الشرب". وتابع، "عشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية في المناطق الحدودية لكردستان، احتلها الجيش ولغمت خلال حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق، ما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص في هذه المناطق سنوياً. يقتل المزارعون ومربو الماشية أو يشوهون بسبب الألغام الأرضية". المعارضة داخل الإقليم سألنا هجري عن وضع المعارضة داخل الإقليم، فأجاب، "على الرغم من كل العواقب المؤسفة لسياسات النظام في كردستان، لم يغادر كردستان سوى قيادات المعارضة الكردية البارزة، لكن أعضاء وأنصار أحزاب المعارضة، خصوصاً الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، موجودون داخل كردستان. لديهم حضور فاعل ويقاومون سياسات النظام المناهضة للشعب، وهذه المقاومة ثابتة ومنظمة وشجاعة للغاية، وبعض السياسات القمعية القاسية للنظام ضد الشعب الكردي تعود إلى مقاومة الشعب الذي يقف بعناد ضد اضطهاد النظام ولا يستسلم له". الدستور الإيراني وحقوق الأقليات تنص المادة 15 من الدستور الإيراني على أن "اللغة والكتابة الرسمية والمشتركة لشعب إيران هي الفارسية. ويجب أن تكون الوثائق والمراسلات والنصوص الرسمية والكتب الدراسية بهذه اللغة والكتابة، ولكن يجوز استعمال اللغات المحلية والقومية الأخرى في مجال الصحافة ووسائل الإعلام العامة، وتدريس آدابها في المدارس إلى جانب اللغة الفارسية"، لكن المسؤول التنفيذي للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني نفى تطبيق مواد الدستور ما انعكس على حقوق الأكراد بقوله، "لم يتم تطبيق المادتين 15 و19 من الدستور بشأن التعليم باللغة الأم في المدارس، وبعد أربعة عقود من الجمهورية الإسلامية، لا يزال التعليم في المدارس إلزامياً باللغة الفارسية". اقرأ المزيد تضارب مصالح دول الجوار والأزمة الاقتصادية فجرا الشارع الكردستاني عندما يصوّت البرلمان الإيراني ضد الخميني أردوغان يشن حملة تطهير عرقي ضد الأكراد... وترمب يتغاضى ما هو دور الأحزاب الإسلامية في كردستان العراق وتأثيرها على الاحتجاجات؟ كما تنص المادة 19 من الدستور الإيراني على أن "يتمتع أفراد الشعب الإيراني، من أية قومية أو قبيلة كانوا، بالمساواة في الحقوق، ولا يمنح اللون أو العنصر أو اللغة أو ما شابه ذلك أي امتياز". أما عن المساواة وحقوقهم في الداخل الإيراني فأشار إلى أنه "وفقاً للإحصاءات الإيرانية الرسمية، فإن إقليم كردستان لديه أعلى معدل بطالة. وفي عام 2019 أعلن محافظ سنندج أن نسبة البطالة في هذه المحافظة بلغت 28 في المئة، لكن أحد ممثلي المحافظة في مجلس الشورى الإسلامي أعلن أن نسبة البطالة بلغت 45 في المئة، لكن الجمهورية الإسلامية لا تقدم إحصائيات دقيقة، وعادة ما تكون الإحصائيات في هذه الحالات أعلى بكثير من الإحصائيات المعلنة من قبل النظام"، إلا أنه أضاف، "يجب النظر إلى أسباب سوء الوضع في كردستان والسبب وراء انتهاج هذه السياسات بحق سكان الإقليم، واعتقد أنه من جملة تلك الأسباب هو أن جزء كبيراً من شعب كردستان من أتباع "المذهب السني، ولا يعتبرهم النظام الإيراني مسلمين"، ونحن نتعرض "للقمع والتمييز" مثل الأقليات غير المسلمة وغير الشيعية داخل إيران، ويرجع ذلك جزئياً إلى مقاومة الشعب الكردي الملحوظة لقمع النظام ورفضهم الانصياع لسياسات الجمهورية الإسلامية". وتابع، "نتيجة هذا الوضع وعدم وجود فرص عمل في محافظات كردستان، فإن الفقر في هذه المناطق في أعلى مستوياته مقارنة بمناطق أخرى في إيران، بينما نسبة الانتحار في محافظة إيلام، إحدى محافظات كردستان، هي الأعلى في كل أنحاء إيران". العلاقات الإيرانية - العراقية ويفرض سؤال نفسه في حوارنا مع هجري وهو، هل العلاقة بين حكومتي إيران والعراق من أهم عوامل الحرية النسبية أو القمع الشديد بالنسبة للفصائل الكردية؟ ولماذا؟ فقال، "بعد حكم صدام حسين وتشكيل إقليم كردستان العراق في البلاد، ازداد قلق النظام الإيراني من الأكراد، قلق النظام من أن يقاتل الأكراد الإيرانيين تحت تأثير حكومة إقليم كردستان العراق. بالتالي يصبحون أكثر قوة ويتمكن أكراد إيران من إقامة حكومة محلية لأنفسهم في كردستان إيران"، إلا أنه أضاف، "هذا القلق هو أحد أسباب تصاعد العنف ضد الشعب الكردي في إيران وعزلته، ومع هذا الوضع المؤلم، أصبح الأكراد لا يفكرون إلا في الخبز وليس الحرية وإقامة حكومة". ويرى هجري أن إيران من خلال نفوذها في العراق وتوسيع سياساتها المعادية للأكراد في كردستان العراق، خلقت الكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية لكردستان العراق، مشيراً إلى أن الضغط الذي تمارسه حكومة بغداد في الوقت الحالي على حكومة إقليم كردستان العراق يرجع إلى نفوذ النظام الإيراني وتدخله في حكومة بغداد وبرلمانها، وكذلك الميليشيات العراقية الخاضعة لقيادة إيران، إلا أنه أكد أن إيران تعتبر منح أي حقوق سياسية للإيرانيين من غير الفرس هو بداية تفكيك إيران، لذلك هي ترد بقوة على ذلك. مستقبل الأحزاب الكردستانية في المقابل، هل هناك أي محاولة لتوحيد الخطاب الكردي في إيران والتوصل إلى اتفاق بين الأحزاب الكردية هناك؟، أجاب، "اتحدت الأحزاب الكردية الأربعة المعروفة تحت مظلة واحدة، وهي مركز التعاون والتنسيق المشترك بين قوى المعارضة الكردية الرئيسة، وذلك قبل سنوات، وتوحدت الأهداف ضد النظام الإيراني، ويواصل المركز برامجه بشكل منسق، يتمثل كفاح المركز في إقامة إيران ديمقراطية وفيدرالية تكون فيها لكل القوميات التي تعيش في إيران حكومة داخلية خاصة بها، ووفقاً للقانون، يكونون شركاء في إدارة إيران على نطاقهم الخاص". حرية الصحافة منذ قيام النظام الإيراني تحدثت تقارير حقوقية وإعلامية متعددة عن قمع طهران للصحافيين وغلق العديد من الصحف، ومع مطلع ديسمبر (كانون الأول) نهاية عام 2020، تم سجن 15 صحافياً في إيران، وفي منتصف ديسمبر 2020، أعدمت الحكومة الإيرانية روح الله زم وهو أحد الصحافيين الذي اتهمتهم بالتجسس ونشر الأكاذيب وإهانة مقدسات الإسلام. لكن كيف يتابع المسؤول التنفيذي للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني تعامل إيران مع الصحافة والصحافيين؟ يجيب هجري، "يشعر النظام الإيراني بقلق بالغ إزاء الانعكاس الحقيقي والصحيح لما يحدث في هذه الحكومة وهذا البلد. لهذا السبب يقوم دائماً بترتيب الأحداث والإحصائيات وتقديمها كما يشاء وليس كما هي". وتابع، "بالتالي، فإن النظام الإيراني "يقمع" بشدة حرية التعبير بشكل عام وكذلك "يقمع" الصحافيين الذين يقدمون معلومات دقيقة، والصحافيون الذين يتصرفون بشكل مخالف لسياسات النظام يحكم عليهم بمثل هذه الجرائم الخطيرة في محاكمه الخاصة، ليس هذا فقط، فقد كانت نتيجة سياسة النظام في هذا الصدد غلق صحيفة آزادي (الحرية) داخل إيران، كما يتعرض أهالي الصحافيين الإيرانيين الموجودين خارج البلاد للتهديد والمضايقات، وإذا تمكنوا من الوصول إليهم، يتم إعدامهم أو الحكم عليهم بالسجن لمدة طويلة، وكان زم أحد هؤلاء الصحافيين الذين وقعوا في فخ النظام الإيراني وأعدموا". جو بايدن والأكراد وأسفرت نتائج الانتخابات الأميركية عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن ليتم تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، وسألنا هجري عما ينتظره الشعب الكردي من الرئيس الأميركي الجديد؟ فأجاب، "الشعب الكردي الإيراني مثل جميع الإيرانيين يتطلع للحرية من أيدي النظام الإيراني، مستمرون في نضالهم ويرغبون في إقامة حكومة ديمقراطية يمكن للناس أن يعيشوا أحراراً في ظلالها، وكذلك يريدون إنفاق دخل وخيرات البلاد على رفاهيتهم وازدهارهم وليس على جيوب الجماعات الإرهابية حول العالم". الانتخابات الإيرانية وفي ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة والتي تنطلق في يونيو (حزيران) من عام 2021 قال هجري، "الشعب الكردي ومعظم الشعب الإيراني غير مهتمين بالانتخابات الرئاسية وبقية الانتخابات داخل إيران، وعلى مدى العقود الأربعة الماضية شاهد الناس بشكل متكرر ما يسمى بسيناريوهات الانتخابات، الانتخابات الأخيرة أوضحت للجميع أن مشاركتهم في الانتخابات ليس لها تأثير في النتيجة". واستطرد، "قوانين الانتخابات في الجمهورية الإسلامية تنظم بطريقة تجعل من يذهبون إلى صناديق الاقتراع ممثلين منتخبين للنظام وليس الشعب، ولهذا السبب فإن عدد المشاركين في ما يسمى بانتخابات النظام يتناقص يوماً بعد يوم، ولهذه الأسباب، لا نتوقع شيئاً جيداً من هؤلاء الممثلين لأنهم لا يمثلون الشعب". كورونا في إيران وحول الوضع الوبائي في إيران في ظل انتشار فيروس كورونا وإعلان إيران عن وصول السلالة الجديدة إلى أراضيها، وأنها قد تتسبب في أضرار جسيمة، أوضح هجري أن النظام الصحي في إيران من أكثر النظم الصحية عجزاً في العالم، وقال، "ظهر هذا العجز والضعف بشكل كبير خلال الموجة الأولى من فيروس كورونا، بالطبع هذا أمر طبيعي داخل إيران، كما لم يقدم المسؤولون الحكوميون ووسائل الإعلام الرسمية حتى الآن معلومات دقيقة حول ما حدث للناس من جراء كورونا، معظم نصائحهم للناس هي أخذ الدواء التقليدي وزيارة الأضرحة والدعاء"، مضيفاً، "في إيران، أصبحت كل الأمور المتعلقة بالصحة والعلاج والتعليم، وحتى الحياة الخاصة للناس أيديولوجية، أيديولوجية الإسلام الفقهي الشيعي، يتم النظر إلى كل البرامج الحكومية من منظور تصدير الثورة الإسلامية إلى الدول الأخرى، والنتيجة هي إيران الحالية بكل ثروتها الباطنية والسطحية، يعيش فيها معظم الناس تحت خط الفقر ويكافحون عشرات الأمراض الجسدية والعقلية والاكتئاب والأمراض الاجتماعية". يذكر أن وزارة الصحة الإيرانية تعقد مؤتمرات صحافية بشكل دوري لبيان عدد الإصابات بفيروس كورونا والإجراءات التي تتخذها في هذا الشأن، لكن المعارضين يشككون في الأرقام التي تعلنها السلطات بشأن الإصابات وضحايا كورونا.


الحصاد DRAW: صلاح حسن بابان- DARAJ     لا يختلف اثنان على أن انخفاض الدينار وارتفاع الدولار انعكسا على حياة المواطن البسيط وزادت الضغوط النفسية والاقتصادية عليه وباتت حياته أكثر مرارةً، لا سيما مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية ... “خسرتُ مقعدي النيابي بعدما نلتُ أكثر من 3000 صوت في انتخابات 2018، لأنّني لم أدفع ثلاثة ملايين دولار لرئيس الكتلة الّتي رشحتُ معه، فحصد الفوز مرشح آخر خاسر بدفعه المبلغ ذاته”. بهذا “التّعامل الانتهازي” مع المرشحين يُرجح ص.أ (45 سنة)، المرشح سابقاً للمقعد النيابي، أن تُجرى الانتخابات النيابية المقبلة. يقول: “مصدران رئيسيّان لتمويل ميزانيات الأحزاب للانتخابات، الأوّل هو عبر الفساد في الوزارات التي تستولي عليها، والثّاني من الدعم الخارجي، لا سيما الإيراني والسعودي”. مع تجدد الآمال بإجراء انتخابات برلمانية في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، عاد الحديث عن مصادر تمويل الأحزاب العراقية في الانتخابات البرلمانية بإثارة شكوك حول وجود نقاط أو صلة مشتركة بين انخفاض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار الأميركي وتحضير الأحزاب العراقية النافذة لتمويل حملاتها الانتخابية، من خلال منافذ عدة، أكثرها حيويّة المصارف الأهليّة، في وقتٍ تشير الإحصاءات الصادرة عن المفوضية العليا المستقلّة للانتخابات إلى تسجيل نحو 300 حزبٍ وتكتلٍ سياسي حتى الآن مشاركتهم في الانتخابات المقبلة مع احتمال أن يصل عدد الأحزاب والتكتلات السياسية إلى ضعف ما كان عليه في انتخابات 2018 والّذي وصل إلى 204 أحزاب وتكتلات. كلفة حملات المرشحين تصل إلى نحو 60 ألف دولار أميركي على الأقل لكلّ منهم، وأحياناً أكثر من مليونين ونصف المليون دولار للقيادات البارزة من الصف الأوّل في الأحزاب النافذة. ساعدت مراوغة الأحزاب السياسية في العراق للقانون الذي ينصّ على وجوب تنظيم عمل الأحزاب والإعلان عن مصادر تمويلها وعدم كشفها للرأي العام والناخب، على أن يكون لها أكثر من مصدر تمويل، بين مصادر داخلية، ترتبط أساساً بعقود الوزارات والمشاريع الاستثمارية التي تحصل عليها الأحزاب عقب مشاركتها في تشكيل الحكومة ضمن المحاصصة السياسية المعمول بها في مرحلة ما بعد 2003، وتحديداً الكتل الكبيرة، وبين مصدر آخر خارجي، حيث ينال مرشحون دعماً مالياً من رعاتهم الإقليميين، خصوصاً السعودية وإيران. في حين يؤكد المرشح ص. أ أن الخطوة الأولى للسباق الانتخابي بدأت فعلاً بالنسبة إلى الأحزاب الكبيرة عبر توزيع بعض الهدايا الثمينة مثل المسدسات وما شابه، إضافةً الى مواد غذائية وملابس وهدايا متنوّعة مع شراء ذمم بعض الإعلاميين والأدباء والشعراء فضلاً عن رجال الدين. يرى ص.أ أن الأحزاب السياسية لجأت هذه المرّة إلى حيلةٍ جديدة لتحقيق مكاسب مالية أكبر من خلال تخفيض سعر العملة المحلية ورفع الدولار الذي يحقّق لها أرباحاً طائلة، لا سيما أن معظم الأحزاب تمتلك مصارف أهليّة. بدأت الحكومة العراقية بالخطوات الأولية لتطبيق بنود الورقة البيضاء التي أطلقتها وسوقت لها كثيراً خلال الأشهر الماضية لدعم اقتصادها برفع سعر الدولار مقابل العملة المحليّة من 1184 ديناراً إلى 1450 ديناراً للدولار بأسعار البيع المعتمدة من وزارة المالية للبنك المركزي، وانعكست هذه الخطوة سلباً على أسعار البضائع والسلع والاحتياجات اليومية للمواطن بنسب لا تقل عن 25 في المئة. شكوك وأسئلة كثيرة أُثيرت عن احتمال أن تقف الأحزاب النافذة في العراق وراء قرار تخفيض العملة المحلية أمام الدولار بعد انهيار الدينار، للاستفادة منه في سدّ عجز الحكومة التي تشترك فيها وتمكّنها من سداد رواتب موظفيها إضافةً إلى تعزيز ميزانياتها مع اقتراب الانتخابات، لكن حكومة الكاظمي واستكمالاً لفشلها في الملفات السياسية والأمنية والصحيّة، فضلاً عن خوفها من كشف قتلة المتظاهرين كما وعدت قبل وصولها الى رئاسة الوزراء، على رغم أنهم معروفون لديها، تسببت عبر سياساتها النقدية بخسارة الموظفين نحو 25 في المئة من قيمة رواتبهم.  لا يختلف اثنان على أن انخفاض الدينار وارتفاع الدولار انعكسا على حياة المواطن البسيط وزادت الضغوط النفسية والاقتصادية عليه وباتت حياته أكثر مرارةً. يتفق الكاتب السياسي علي البيدر مع ص.أ حول وجود الكثير من الأحزاب السياسية التي تمتلك بنوكاً أهلية قامت بإقراض الحكومة وهي تعلم بسوء أوضاع البلاد في المرحلة الحالية، ولا تمتلك وسيلة أخرى لاستعادة أموالها مع الفائدة المترتبة على ذلك، والتي وصلت إلى 13 في المئة، وهي تضغط بذلك على الحكومة لإجبارها على القيام بهذه الخطوة، من دون أن تمتلك أي خيار آخر لتدارك الإفلاس والإنفاق على مؤسسات الدولة ورواتب الموظفين والمتقاعدين وشبكة الحماية الاجتماعية التي تشمل 8 ملايين مستفيد. يصف البيدر خضوع البنك المركزي العراقي وبشكل مباشر للتدخلات السياسية بـ”أكبر الأخطاء وأعظمها” التي ارتكبتها المنظومة السياسية، ويؤكد ضرورة إبعاد هذه المؤسسة المالية عن التدخلات السياسية كونها تمارس مهمة أساسية وهي رسم السياسة النقدية وتنفيذها. موظف سابق في المفوضية العليا المستقلّة للانتخابات كان من ضمن الكوادر التي أشرفت على عملية الاقتراع عام 2018، يؤكد أن كلفة حملات المرشحين تصل إلى نحو 60 ألف دولار أميركي على الأقل لكلّ منهم، وأحياناً أكثر من مليونين ونصف المليون دولار للقيادات البارزة من الصف الأوّل في الأحزاب النافذة، تُنفق ما نسبته 60 في المئة منها على شراء المساعدات للفئات المعدمة التي تعيش تحت خطّ الفقر، لا سيما في مناطق وسط البلاد وجنوبها والعاصمة بغداد، فيما تتوزع النسب الأخرى على تنظيم مهرجانات وندوات واحتفالات متنوعة ومختلفة لدعم برامج المرشّحين. لا يختلف اثنان على أن انخفاض الدينار وارتفاع الدولار انعكسا على حياة المواطن البسيط وزادت الضغوط النفسية والاقتصادية عليه وباتت حياته أكثر مرارةً، لا سيما مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وخدمات الكهرباء والماء وضغوط وباء “كورونا” على الوضعين الاجتماعي والاقتصادي. ترى الصحافية هناء رياض أن الحجّة التي اتكأت عليها الحكومة بإقرار رفع الدولار وتقليص رواتب موظفي الدولة والاقتراض الدولي، بسبب تأثير فايروس “كورونا” في مجمل الأوضاع الاقتصادية في العالم ككل، لم تعد مجدية، فأسعار النفط قد ارتفعت مجدداً وما زال التصدير سارياً، وعلى رغم أنّ السوق تأثرت بالفعل وأدت إلى ركودٍ في الأسواق العالمية، إلا أنّ العراق يعاني مشكلات مركّبة، ومنها مشكلة سوء الإدارة المالية والفساد. وسألت: “كيف يمكن أن نبرئ الحكومة من مسألة افتعال أزمة؟ في حقيقة الأمر، هناك تلاعب وتعمّد لإرباك المواطن، واتباع سياسة العلاج بالصدمة”. وعمّا إذا كان الكاظمي يتحمّل مسؤول إنهيار العملة المحلية، ترى رياض أن رئيس الحكومة لم يأتِ بترشيح جماهيري بل بتوافقات حزبية، لذا فهو مرهون لتلك الأحزاب. 


الحصاد draw: فابريس بالونش - معهد واشنطن لم يتغيّر الوضع كثيراً على الحدود السورية خلال العامين الماضيين. وتعارض روسيا وشركاؤها في "عملية أستانا"، وإيران وتركيا، أي جهود رسمية لتقسيم البلاد أو ترسيخ وجود كيان كردي منفصل في الشمال. وحتى لو انسحبت القوات الأمريكية بالكامل من الشرق، فستبقى البلاد في أيدي "ثلاثية أستانا"، لذلك ليس أمام الأسد خيار في هذا الشأن. بالمعنى الرسمي، على الأقل، بالكاد تغيّر الوضع على الحدود السورية خلال العامين الماضيين. فما زالت الأجندة الغربية تستبعد أي حل دولي، مماثل لما تم التوصل إليه في "اتفاق دايتون" المبرم في دول يوغسلافيا السابقة. وتعارض روسيا وشركاؤها في "عملية أستانا"، وإيران وتركيا، أي جهود رسمية لتقسيم البلاد أو ترسيخ وجود كيان كردي منفصل في الشمال. علاوة على ذلك، تسببت المشاكل الناتجة عن تقسيم السودان بنشوء شكوك جدية لدى صناع السياسة الغربيين حول جدوى مثل هذا الحل لسوريا. ومع ذلك، لم تمنع أي من هذه الاحتمالات الدولية المجهضة القوى الخارجية من تقسيم البلاد بشكل غير رسمي إلى مناطق نفوذ متعددة والسيطرة من جانب واحد على معظم حدودها، وبالتالي حرمان نظام الأسد من أداة رئيسية للسيادة. Open image الحدود تُخبِر قصة السيادة الحقيقية من المؤكد أن استراتيجية النظام السوري لمكافحة التمرد قد أتت بثمارها داخل البلاد. فقوات بشار الأسد تسيطر الآن على ثلثي الأراضي السورية، من بينها جميع المدن الرئيسية الست (دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس ودرعا ودير الزور)، بالإضافة إلى 12 مليون نسمة من أصل عدد السكان الإجمالي المقدر بـ 17 مليون (ما زال 7 ملايين سوري يعيشون في الخارج كلاجئين). وهذا تحوّل كامل عن وضع النظام السيئ في ربيع 2013 عندما كانت قوات الأسد تسيطر على خُمس مساحة البلاد فقط. ومع ذلك، تُعتبر الحدود رمز السيادة بلا منازع، ولا يزال سجل أداء النظام خالياً تقريباً على هذا الصعيد. ويسيطر الجيش السوري على 15 في المائة فقط من الحدود البرية الدولية للبلاد، في حين تتقاسم جهات فاعلة أجنبية الحدود المتبقية. الغرب والجنوب: سيطرة وهمية للنظام يسيطر حالياً «حزب الله» وميليشيات شيعية أخرى مدعومة من إيران على حوالي 20 في المائة من حدود البلاد. وعلى الرغم من أن سلطات الجمارك السورية هي المسؤولة رسمياً عن إدارة المعابر مع العراق (البوكمال)، والأردن (نصيب)، ولبنان (العريضة وجديدة يابوس وجوسية والدبوسية)، إلّا أن السيطرة الحقيقية تكمن في الواقع في أماكن أخرى. ويحتل «حزب الله» الحدود اللبنانية، وأقام قواعده على الجانب السوري (الزبداني والقصير) التي يسيطر منها على منطقة القلمون الجبلية. وبالمثل، تدير الميليشيات الشيعية العراقية كلا جانبي الحدود من البوكمال إلى التنف. وتمتد قبضة القوات الموالية لإيران أيضاً إلى العديد من المطارات العسكرية السورية، والتي غالباً ما تكون بمثابة وسيلة لنقل الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى «حزب الله» وخط المواجهة مع إسرائيل في مرتفعات الجولان. ويكشف هذا الوضع عن اندماج سوريا الكامل في المحور الإيراني. Open image   بعد استعادة الجيش السوري سيطرته على الجنوب في حزيران/يونيو 2018، عاد إلى الحدود الأردنية وأعاد فتح معبر "نصيب" في جو احتفالي كبير. لكن حركة المرور لا تزال محدودة جداً حالياً، ووجود الجيش في محافظة درعا سطحي. ولإخماد المقاومة المتنامية في المنطقة بسرعة، اضطر النظام إلى توقيع اتفاقيات مصالحة بوساطة روسية، تاركاً الفصائل المتمردة المحلية تتمتع باستقلالية مؤقتة وحق الاحتفاظ بأسلحة خفيفة. وحافظ المتمردون السابقون أيضاً على روابط قوية عبر الحدود عن طريق الحدود الأردنية، مما يمنحهم مصدراً محتملاً للدعم اللوجستي في حالة نشوب صراع جديد (وفي غضون ذلك الحصول على دخل مربح للغاية من عمليات التهريب). الشمال: وكلاء الأتراك والقوات الروسية في عام 2013، بدأت تركيا في بناء جدار حدودي في منطقة القامشلي، معقل الأكراد السوريين. ومنذ ذلك الحين وسّعت هذا الحاجز على طول الحدود الشمالية بأكملها. وكان أحد الأهداف منع التسلل: أولاً من قبل «حزب العمال الكردستاني»، وهي جماعة تعتبرها أنقرة عدوّها الداخلي الرئيسي والمنظمة الأم للفصائل الكردية التي تسيطر على أجزاء كبيرة من شمال سوريا؛ ولاحقاً من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية»، بعد موجة من الهجمات الإرهابية الجهادية التي هزت تركيا في عام 2015. وكان الهدف الآخر هو منع تدفق المزيد من اللاجئين السوريين إلى تركيا، التي تستضيف بالفعل 3.6 مليون لاجئ. ولا يزال العبور الفردي ممكناً عبر السلالم والأنفاق، لكن الشرطة التركية توقف معظم هؤلاء المهاجرين وتعيدهم بعنف إلى سوريا. وفي الواقع، إن الجزء الوحيد من الحدود الشمالية الخاضعة لسيطرة الأسد هو معبر "كسب" شمال اللاذقية، وحتى هذا المعبر تم إغلاقه من الجانب التركي منذ عام 2012. ومن "كسب" إلى أقصى الحدود الشرقية، يتم السيطرة على الجانب السوري من الحدود تباعاً على النحو التالي: المناطق حتى خربة الجوز من قبل الثوار التركمان الموالين لتركيا المناطق بين جسر الشغور وباب الهوى من قبل الجماعة الجهادية العربية السنية «هيئة تحرير الشام» المناطق حتى نهر الفرات من قبل الثوار الموالين لتركيا المعروفين بـ «الجيش الوطني السوري» المناطق حول كوباني من قبل الجيش الروسي و«قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد المناطق بين تل أبيض ورأس العين من قبل «الجيش الوطني السوري» المناطق من رأس العين حتى نهر دجلة من قبل الجيش الروسي و«قوات سوريا الديمقراطية» في تشرين الأول/أكتوبر 2019، شنت تركيا هجوماً عبر الحدود في الشمال، مما دفع القوات الأمريكية إلى الانسحاب من معظم الأراضي في "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" التي يسيطر عليها الأكراد. وبعد ذلك، سيطرت روسيا على مناطق الاتصال بين «قوات سوريا الديمقراطية» وتركيا ومناصريها في «الجيش الوطني السوري» وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في سوتشي في ذلك الشهر نفسه. وحلّت الدوريات الروسية-التركية محل الدوريات الأمريكية-التركية على خطوط التماس هذه لضمان انسحاب «قوات سوريا الديمقراطية» من منطقة الحدود التركية. وعلى الرغم من أنه قد طُلب من قوات الأسد نشر بضع مئات من الجنود على طول تلك الحدود، إلّا أن وجود هذه القوات رمزياً فقط. ومنذ ذلك الحين، انطلقت الدوريات الروسية باتجاه الشرق، في محاولة لإقامة موقع في مدينة المالكية (ديريك باللغة الكردية) والسيطرة على المعبر مع العراق في سيمالكا/فيشخابور، وهو طريق الإمداد البري الوحيد المتاح للقوات الأمريكية في شمال شرق سوريا. معبر حدودي واحد لا تزال كافة المعابر الشمالية إلى تركيا مغلقة، كما يمنع الجدار الحدودي أنشطة التهريب. وهذا الأمر يجعل معبر سيمالكا/فيشخابور النافذة الدولية الوحيدة أمام "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا". وعلى الجانب العراقي من الحدود الشرقية لسوريا، كانت الميليشيات الشيعية مسؤولة عن معظم المناطق منذ خريف 2017، عندما فقدت «حكومة إقليم كردستان» سيطرتها على الأراضي المتنازع عليها بين كركوك وسنجار. ولكن الأهم من ذلك، لم تشمل هذه الأراضي المفقودة فيشخابور. وتسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» على الجانب السوري من الحدود بدعم من القوات الأمريكية، لكن الوكلاء الإيرانيين منعوها ومنعوا غيرها من الجهات الفاعلة من استخدام أي معابر أخرى، وذلك جزئياً بمساعدة التعاون الدبلوماسي الروسي. على سبيل المثال، تم إغلاق معبر اليعربية الحدودي الرسمي أمام المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة منذ أن استخدمت روسيا حق النقض ضد تجديدها في مجلس الأمن الدولي في كانون الأول/ديسمبر 2019. ومن بين التداعيات الأخرى لهذا القرار هو أنه يجب أولاً إرسال جميع مساعدات الأمم المتحدة إلى "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" بالكامل، إلى دمشق قبل أن يتم نقلها إلى الشمال الشرقي من البلاد. لذلك يُعتبر معبر سيمالكا/فيشخابور أمراً حيوياً للبقاء السياسي والاقتصادي للمنطقة التي تتمتع بالحكم الذاتي، حيث يمثل نقطة الدخول الوحيدة للمنظمات غير الحكومية العديدة التي تعمل فيها وتوفر دعماً أساسياً للسكان المحليين. ومع ذلك، لا تزال الحكومة السورية تَعتبر الدخول عبر هذا المعبر جريمة يُعاقب عليها بالسجن لفترة تصل إلى خمس سنوات، لذلك يجب أن تحرص المنظمات غير الحكومية التي تدخل منطقة "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" من العراق على أن لا تقوم بأي أنشطة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. فأي منظمة غير حكومية تتقدم بطلب للحصول على تفويض من "الهلال الأحمر العربي" السوري من أجل العمل في مناطق النظام، عليها أن تتعهد بعدم تنفيذ أي أنشطة تتضمن العبور إلى "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" من الدول المجاورة. ومن المحتمل أن يكون تعنّت النظام بشأن القضايا الإنسانية هو طريقة الأسد لمحاولة إعادة تأكيد سيطرته على جانب واحد على الأقل من السيادة الحدودية. في غضون ذلك، لا تزال الدوريات الروسية تحاول الوصول إلى سيمالكا واختبار مقاومة «قوات سوريا الديمقراطية»، وقد هددت الميليشيات العراقية مراراً وتكراراً بالاستيلاء على فيشخابور.   مستقبل السيادة المحدودة فشل نظام الأسد في إعادة بسط سيطرته على سماء سوريا ومياهها الإقليمية، بالإضافة إلى تنازله عن معظم حدوده البرية لروسيا وتركيا وإيران والولايات المتحدة. وتخضع المناطق البحرية للبلاد للمراقبة من قبل قوات من القاعدة الروسية في طرطوس، ويتم التحكم في معظم مجالها الجوي من القاعدة الروسية في حميميم. وتعتمد إيران على الأصول الجوية الروسية للحماية من الضربات الإسرائيلية - وهي ضمانة محدودة في أحسن الأحوال، لأن روسيا لا تحمي عمليات طهران الأكثر استفزازاً مثل نقل الصواريخ إلى «حزب الله» أو تعزيز مواقعه في الجولان. ومن جانبها، تحتفظ الولايات المتحدة بممر جوي بين نهر الخابور والحدود العراقية، حيث تتواجد آخر قواتها البرية. وعلى الرغم من التصريحات العلنية التي تدلي بها دمشق بين الحين والآخر حول استعادة سيطرتها على كافة الأراضي السورية، إلّا أنها تبدو راضية في الخضوع لهذه اللعبة من القوى الأجنبية وبسط سيادتها المحدودة على عدد أقل من الأراضي على الأمد الطويل. وحتى لو انسحبت القوات الأمريكية بالكامل من الشرق، فستبقى البلاد في أيدي "ثلاثية أستانا"، لذلك ليس أمام الأسد خيار في هذا الشأن.  


 الحصاد:  عزيز عمار-  كركوك ناو تمركزت ثلاثة ألوية للحشد الشعبي في قضاء سنجار وذلك بأوامر من القائد العام للقوات المسلحة العراقية لصد أي هجوم مباغت قد تشنه تركيا على المنطقة، حسب قولهم. الألوية الثلاثة التي تضم ما بين 9 آلاف الى 10 آلاف عنصر مسلح وصلت يوم الخميس، 11 شباط الى حدود قضاء سنجار والمناطق المحيطة بها. خال علي، قائد الحشد الشعبي في سنجار قال لـ(كركوك ناو) "أُبلِغنا قبل أيام من بغداد بالاستعداد لصد أي هجوم قد تشنه تركيا على سنجار، وفي هذا الاطار تم إرسال قوات اضافية من الحشد الشعبي يصل عددهم الى حوالي 10 آلاف مسلح الى سنجار." وأضاف خال علي "حسب المعلومات التي لدينا، تعتزم تركيا مهاجمة سنجار و نشر قوات من البيشمركة معها، هذا الأمر غير مقبول بالنسبة لنا ونحن مستعدون لقتال تركيا."


تقرير : محمد رؤوف – فاضل حمةرفعت ترجمة : ك.ق انهت محكمة لندن جلساتها بخصوص الدعوى المسجلة على آشتي هَورامي مِن قِبَل شركة (دايناستي)، ستعلن المحكمة حكمها في غضون الاسابيع الى الشهرين المقبلَين، بخسارة آشتي هَورامي للقضية ستفقد اقليم كوردستان سيادتها على نفطها فضلاً عن دفع تعويضات بمبلغ (مليار و600 مليون) دولار لشركة (دايناستي)، قَدَّم المحامون اثناء الجلسات عدداً من تقارير (الحصاد) كوثائق حول تفاصيل عملية نفط الاقليم الى المحكمة والحاكم، تفاصيل جلسات المحكمة تقرأونها في هذا التقرير. نفط الإقليم في لندن اختتمت الجلسة الاخيرة لمحكمة لندن بصدد دعوى شركة (دايناستي بترليوم) ضد آشتي هَورامي الوزير السابق للموارد الطبيعية لإقليم كوردستان. محكمة (آربيتريشن) مستمرة في عقد جلساتها بشكل افتراضي (اون لاين) منذ اربعة ايام حول هذه القضية، آشتي هَورامي لديه محاميان هما (جراهام دننج) و(كاثرين جنج)، في المقابل (شركة دايناستي) لديها محاميان ايضاً هما (ريجار والر) و(دانيال بينيديج). محاميوا آشتي هَورامي وشركة (دايناستي) أفادوا بما لديهم أمام الحاكم (بوجر)، وقد آن الأوان الآن كي يرفع الحاكم مطرقته ويصدر القرار النهائي حول القضية، من المقرر ان تصدر محكمة لندن حكمها النهائي في غضون الاسابيع الى الشهرين المقبلَين حول هذه القضية، حُكمٌ لايستبعد فيه ان يضع العملية النفطية في الاقليم على المستوى العالمي أمام اسئلة كبيرة واشكالية في بيعه وأن يحث الشركات الاخرى ان يرفعْنَ دعاوي مماثلة ضد حكومة الاقليم، وخصوصاً ان الدعوى ستحسم مسألة سيادة حكومة الاقليم على الملف النفطي من عدمها, سيادةٌ كانت منذ البداية تحوم حولها الشكوك بسبب احتجاجات وعدم الرضا من قِبَل الحكومة العراقية. في غضون الشهرَين المقبلَين ينبغي على الحاكم الاطلاع على اكثر من (22 الف) صفحة من الوثائق والأدلة لمحاميي آشتي هَورامي وشركة (دايناستي)، اضافةً الى دراسة وضع الاقليم ومسألة النفط والشفافية، وبناءً على هذه الاسس سيُصدِر حكمه النهائي حول القضية، وسيصبح الحُكم من الناحية القانونية تجديداً لملف نفط الاقليم في المحاكم البريطانية. شارك عدد من مسؤولي حكومة الاقليم في تلك الجلسات الافتراضية(اون لاين)، وقد ابلغ احد المشاركين (الحصاد) بأن المحامين قد أوردوا عدداً من التقارير السابقة لموقع (الحصاد) كأدلة ووثائق حول ملف نفط الاقليم وقدموها الى الحاكم. حال الإقليم أمام حاكم إنجليزي! تحدث موقع (LAW 360) البريطاني بالتفصيل عن عملية محاكمة آشتي هَورامي و(دايناستي).  يقول الموقع، حاول (جراهام دننج) محامي آشتي هَورامي ان يبطل دعوى شركة (دايناستي) من الاساس في محكمة لندن، واهذا اشار بأن هذه الخلافات القانونية يجب ان يصاغ اليها ويُنظر فيها ويفاوض عليها في بلدهم أي في اقليم كوردستان وليست لندن، لأن اقليم كوردستان له سيادة عراقية في محاكم خارج البلد. في المقابل رَدَّ (ريجارد والر) محامي (دايناستي) بالقول : ان آشتي هَورامي ليس لديه اية حصانة في محكمة لندن، لأن حكومة الاقليم باشرت في العملية بإسمها وليس بإسم العراق، كما ان كوردستان لم يتم تعريفه كدولة في القانون الانجليزي، بل تم تعريفه كسلطة حكم ذاتي، وبعد تصديق ونفاذ الدستور العراقي بعد 2003 لم تبقَ هذه الساطة واصبحت منطقة فدرالية. في هذا الوقت وجه الحاكم سؤالاً الى محاميَي (دايناستي) لماذا لم يسجلا هذه الدعوى في محاكم اقليم كوردستان، وقال المحاميان في جوابهما ان المحاكم في كوردستان مسيسة، وذكرا اسم الحاكم (شيخ لطيف) الذي ترك العمل في المحاكم بسبب تسيس المحاكم، وذلك كمثال ودليل على جوابهما، وقدَّم المحاميان مثالاً آخر وهو إغلاق البرلمان من قِبَل البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني) في عام 2015 وذلك عندما اثار البرلمان الشكوك حول ملف النفط والعقود النفطية.    يتهم محاميا (دايناستي) كلاً من آشتي هَورامي وقوباد الطالباني بأنهما هددا مالك الشركة، لكن محامي آشتي هَورامي نفى ذلك أمام المحكمة وأعلن ان آشتي هَورامي لم يحاول اجبار (دايناستي) للتخلي عن تقديم عرضه، لأن الاقليم كان مستقلاً منذ ذلك الحين وحاول جذب انتباه الشركات والمستثمرين النفطيين نحوه وليس هنلك من دافع كي يشوه الاقليم سمعته. يقول محاميي (دايناستي) ان آشتي هَورامي بإسم الحكومة(حكومة الاقليم) كان عائقا امام شراء أسهم شركة ً(ريبسول) الاسبانية من قِبَل (دايناستي)، لكن محاميي آشتي هَورامي يقولان لم يكن الهَورامي عائقاً، بل ان وزارة الموارد الطبيعية لها عدد من المقاييس والشروط لتسليم حقول النفط الى اية شركة، ولم تكن لدى (دايناستي) هذه المقاييس، والمقاييس هي : أولاً : ان تكون لدى الشركة تجربة عملية في مجال النفط. ثانياً : ان تكون لدى الشركة قدرة مالية كافية (أي تكون لديها نصف مليار دولار كحدٍ ادنى). ثالثاً : ان تكون لدى الشركة قدرة فنية(تكنيكية). اجاب محاميا (دايناستي) على هذه الامور وبينوا للمحكمة بالأدلة ان الشركة كانت لديها كل المقاييس والشروط  المطلوبة وكانت لديها الاموال الكافية لتنفيذ العمل، وأثبتا ذلك بتقديم الرقم الحسابي للشركة في البنك. يتحدث محاميا آشتي هَورامي عن ان شركة (دايناستي) لم تأخذ إذناً مسبقاً من وزارة الموارد الطبيعية عند شرائها لأسهم شركة (ريبسول) الاسبانية وأن مالك شركة (دايناستي) من المقربين من احد الاحزاب السياسية، لكن محاميا (دايناستي) يقولان نحن اشترينا الأسهم وان شركة (ريبسول) كانت لديها عقد مع وزارة الموارد الطبيعية، ان مشكلة (دايناستي) هي انها لم تدفع رشوة لـ(آشتي هَورامي). احد محاور الخلاف الاخرى هو لن محاميي حكومة الاقليم يقولون قبل ان تسجل (دايناستي) الدعوى التقى آشتي هَورامي بكلتا شركتَي (ريبسول) الاسبانية و(ويسترن زاكروس) الكندية الراغبتان بتنفيذ عقد تطوير حقول (طوبخانة) و(كوردَمير)، لكن محاميا (دايناستي) يقولان انهم باشروا في عقد شراء اسهم شركة (ريسبول) قبل اجتماع (ريبسول) و(ويسترن زاكروس) وانهم قد ابلغوا رسمياً في حينه وزارة الموارد الطبيعية ونيجيرفان البارزاني رئيس الوزراء السابق للحكومة. بصدد القضية هذه القضية التي تحكم محكمة لندن بصددها، لها علاقة بدعوى قانونية مسجلة من قِبَل شركة محلية تُدعى (دايناستي بترليوم) في محافظة السليمانية ضد آشتي هَورامي الوزير السابق للموارد الطبيعية. شركة (دايناستي) المملوكة لشاب كوردي من سكنة محافظة السليمانية يدعى (هيوا آوات علي)، وقد سجلت الشركة بتأريخ 14 آب 2019 دعوى قضائية لدى المحكمة المَلَكية البريطانية في لندن ضد آشتي هَورامي وتطالب بتعويضات قدرها (مليار و600 مليون) دولار من حكومة الاقليم وتقول الشركة انها تضررت بسبب وزارة الموارد الطبيعية للإقليم.  (دايناستي بترليوم) شركة محلية في اقليم كوردستان، وهي محدودة النشاط في مجال النفط والغاز، وقد اشترت بتأريخ الاول من آذار 2019 في اطار اتفاق اسهم شركة (ريبسول) الاسبانية في حقلين نفطيين في الاقليم، والحقلان هما :  •     البلوك النفطي (K 39) الواقع في حقل (طوبخانة) النفطي شرق ناحية قادركرم ومنطقة جبارة. •    البلوك النفطي (K 44) الواقع في حقل (كوردَمير) النفطي والغازي جنوب ناحية سَنكاو وشمال قضاء كلار. شركة (ريبسول) الاسبانية كانت تملك نسبة 60% من الاسهم في حقل (طوبخانة)، ونسبة 40% من الاسهم في حقل (كوردَمير)، قبل ان تقوم ببيع أسهمها لشركة (دايناستي). تلكما القطاعان(بلوكان) التي باعتهما الشركة الاسبانية لشركة (دايناستي)، كانت في السابق أسهماً لشركة كندية تدعى (تاليسمان)، اي ان الشركة الاسبانية كانت قد اشترت تلك الاسهم النفطية من الشركة الكندية وباعتها لعد ذلك لشركة (دايناستي) التي كانت شركة محلية.   وفقاً للتحقيقات والابحاث، ان احتياطي النفط في حَقْلَي (طوبخانة) و(كوردَمير) تبلغ (ملياران و600 مليون) برميل، وتُقَدَر حجم الغاز الطبيعي فيهما بنحو (7 ترليونات و200 مليار) قدم مكعب، كما تبلغ مستوى الانتاج اليومي فيهما نحو (25 الف) برميلاً للنفط، وحجم الغاز الطبيعي المنتج فيهما تبلغ (600 مليون) قَدَم مكعب يومياً.  وقعت شركة (دايناستي) عقداً مع شركة (ريبسول) الاسبانية واشترت اسهمها في حَقْلَي (طوبخانة) و(كوردَمير)، ولا يُعرَف قيمة الصفقة بالتحديد، لكنه يقال ان قيمةتها بلغت ملايين الدولارات.  اصبحت شركة (دايناستي) مالكة لأسهم تلكما الحَقْلَين، لم ينفذ آشتي هَورامي الوزير السابق للموارد الطبيعية في حكومة الاقليم الاجراءات القانونية لنقل ملكية الاسهم من الشركة الاسبانية الى شركة (دايناستي). على الرغم من ان محاميي شركة (دايناستي) يعتقدان ان آشتي هَورامي قام بخرق القانون وشروط العقود مع الشركات النفطية، كما يتهمانه بأنه نفذ حملة حمل’ مستمرة وغير قانونية للنيل من سمعة شركتهم وتهديد مالكي كلتا شركتي (ريسبول) و(دايناستي)، المتعاقدان فيما بينهما، وبسبب تلك التهديدات توقفت عقد بيع وشراء اسهم القطاعَين(البلوكَين) النفطيَين (طوبخانة) و(كوردَمير)وعلاوة على ذلك اتُهِم آشتي هَورامي بأنه طلب "الرشوة" من الشركتين المذكورتين، وفي هذه القضية يَرِد اسم (قوباد الطالباني) نائب رئيس الوزراء بأنه قد هدد مالك شركة (دايناستي) ايضاً. بعد هذا العقد ومشاكله، اقدم آشتي هَورامي على إسترجاع حقلَي (طوبخانة) و(كوردَمير) من الشركة الاسبانية واعطاها الى شركتَي (روز نفط) الروسية وشركة (ويسترن زاكروس) الكندية، من المقرر ان تباشر هاتان الشركتان العمل في تلكما الحقلان في غضون الشهرين القادمين. بحسب معلومة من داخل الحكومة حصل عليها (الحصاد)، ان نيجيرفان البارزاني قام بمبادرة في الكابينة الحكومية السابقة، من اجل ان تسحب شركة (دايناستي) دعواها ضد آشتي هَورامي في محكمة لندن، ولهذا وعد بإحالة خدمات كلا الحقلين (طوبخانة) و(كوردَمير) الى شركة (دايناستي) والتي تقدر قيمتها بنحو (نصف مليار) دولار، لكن شركة (دايناستي) لم تقبل بالمبادرة ولم تسحب الدعوى.


الحصاد draw: قررت حكومة الاقليم بيع النفط بشكل مستقل في عام 2014، وسُمَيَت هذه الخطوة بـ"الاقتصاد المستقل"، وبسبب هذا القرار تكبدت حكومة الاقليم وأهله منذ ذلك الوقت الى الآن خسائر اقتصادية تُقدر بأكثر من (100 ترليون) دينار، كيف؟  قبل قرار الاقتصاد المستقل، كانت الاقليم تحصل شهرياً على (ترليون و200 مليار) دينار في اطار حصة الاقليم من الميزانية العامة للعراق، في عام 2013 أي قبل عام واحد من اتخاذ الاقليم قراره حول الاقتصاد المستقل، أُرسِلت من بغداد الى الاقليم مبلغ (15 ترليون و338 مليار) دينار، اي ان الاقليم تسلمت من بغداد في ذلك العام مبلغ (ترليون و278 مليار) دينار شهرياً. لكن في اواخر 2013 عندما قررت حكومة الاقليم بيعالنفط بشكل مستقل، اوقفت بغداد في بدايات 2014 اارسال حصة الاقليم من الميزانية، في ذلك الحين كان الاقليم يقول انه سيرفع من مستوى تصديره للنفط الى نحو مليون برميل من النفط شهرياً.  بحسب تقرير دائرة بحث البرلمان العراقي، ان اقليم كوردستان قد باع النفط في الفترة ما بين (2014 – 2019) بما يقدر بمبلغ (40 مليار و703 مليون) دولار اي ما يقابل (47 ترليون و961 مليار) دينار، لكنه خسر في تلك المدة  اكثر من (62 ترليون) دينار من حصته من ميزانية العراق, كيف ذلك؟ •     من 2014 الى 2019 حصة الاقليم من الميزانية العامة للعراق بلغت (75 ترليون و514 مليار و843 مليون) دينار، لكنه حصل من ذلك المبلغ على (13 ترليون و370 مليار و533 مليون) دينار فقط، اي استقطعت من حصته (62 ترليون و171 مليار و310 مليون) دينار بسبب عدم تسليمه النفط الى بغداد. اي ان حكومة الاقليم قد باع النفط في السنوات الخمس تلك بقيمة (47 ترليون) دينار, لكنه خسر (62 ترليون) دينار من حصته في الميزانية العامة للعراق.         هذا في حين لم تكن حكومة الاقليم مدينة بأية مبلغ قبل عملية الاقتصاد المستقل، لكن بعد اعلان هذه العملية منذ 2014 حتى 2019 بلغت الديون التي بذمة حكومة الاقليم نحو (27 مليار و549 مليون و958) دولار ما يقابل قرابة (40 ترليون) دينار عراقي، من ضمنه (8 مليارات و966 مليون) دولار ادخار رواتب الموظفين وتقابل مبلغ (13 ترليون) دينار عراقي، بمعنى ان سياسة الاقتصاد المستقل اثقلت كاهل حكومة الاقليم بنحو (40 ترليون) دينار من الديون.    من جهة اخرى خسرت حكومة الاقليم في المحاكم بسبب تعامل النفط والغاز حتى الآن اكثر من (ترليونين و500 مليار) دينار لصالح شركات النفط والغاز:  •     في الثاني من تموز 2015، كسبت شركة دانة غاز مبلغ (مليار و980 مليون) دولار من حكومة الاقليم في محكمة لندن. •     في 14 شباط 2017 كسبت شركة دانة غاز للمرة الثانية من حكومة الاقليم مبلغ (121 مليون) دولار في محكمة لندن. مجموع المبالغ التي خسرتها حكومة الاقليم لصالح شركة دانة غاز بلغت (ملياران و101 مليون) دولار، وهذا المبلغ يقابل (ترليونان و500 مليار) دينار عراقي. اي ان مجموع الخسائر الاقتصادية التي لحقت بحكومة الاقليم بسبب سياسة النفط تبلغ اكثر من (100 ترليون) دينار، على النحو الآتي :   •     قطع (62 ترليون) دينار من حصة الاقليم من ميزانية العراق من قِبَل بغداد بسبب عدم تسليم النفط. •    وقعت على حكومة الاقليم من 2014 حتى 2019 ديون بلغت (40 ترليون) دينار عراقي. •   (ترليونان و500 مليار) دينار عراقي قيمة الدعاوي التي خسرتها حكومة الاقليم في المحاكم أمام شركات النفط والغاز.  


الحصاد draw: الحرة أثارت عودة تنظيم داعش إلى العراق مخاوف أتباع أقلية الكاكائي الذين فضَل بعضهم النزوح من قراهم خوفا من استهدافهم مجددا.   ومن أجل ذلك، شهدت منطقة كركوك في شمال البلاد ندوة حضرها عدد كبير من رجال لأقلية الكاكائية في العراق، وألقت إذاعة صوت أميركا الضوء عليها، مشيرة إلى سمة تجمع بينهم وهي الشوارب الطويلة. والشوارب هي سمة تميز أتباع كاكائي، وهي جماعة دينية صغيرة أصبحت في السنوات الأخيرة هدفا رئيسا لتنظيم داعش في العراق. يقدر عدد الكاكائين في العراق بنحو 75 ألفا. وكان الهدف من الندوة التي حملت عنوان "كاكائيون في زمن كورونا" تسليط الضوء على ثقافة الجماعة وتاريخها، فضلا عن التحديات التي يواجهونها في العراق. ويقول أتباع هذه الديانة إن شواربهم الفريدة، التي يحرَمون حلاقتها لأسباب تقليدية ودينية على حد سواء، كانت دليلا على هويتهم وبالتالي قتلهم على أيدي عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. ويؤمن الكاكائيون بتناسخ الأرواح، ويقدر عددهم بنحو 75 ألفا في العراق. وقال كويخا عزيز، زعيم مجتمع كاكائي، لإذاعة صوت أميركا: "لقد أودى إرهاب القاعدة والدولة الإسلامية بحياة 450 فردا من شعبنا منذ قدومهم إلى المنطقة".   يحرمون حلاقة الشوارب.. من هم الكاكائيون الذين هاجمهم داعش؟ حتى في أضعف حالاته، لا "ينسى" داعش أن يذكر الأقليات الدينية والعرقية في العراق بأنه موجود لمهاجمتها، وخاصة تلك الأقليات التي تعيش قرب مناطق حركة مسلحي التنظيم في المثلث الممتد بين محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك. وأضاف "يمكنك أن ترى كل شهدائنا مدفونين في المقبرة هناك. ... إنهم يكرهون ديننا. إنهم يكرهون أننا لا نصوم أو لا نصلي مثلهم". ويعيش معظم الكاكائيون في أكثر من 12 قرية منتشرة في محافظة كركوك الغنية بالنفط، وهي جزء من "الأراضي المتنازع عليها" في شمال العراق، حيث تكافح الحكومة لاحتواء تهديد داعش المتزايد، بحسب خبراء.  وتتنازع على هذه المنطقة كل من بغداد وحكومة إقليم كردستان، التي تتمتع بالحكم الذاتي في الشمال. والعام الماضي، أسفر هجوم يشتبه في أنه لتنظيم الدولة الإسلامية عن مقتل سبعة من رجال كاكائي على الأقل، بالقرب من الحدود الشمالية للعراق مع إيران. ويقول مسؤولون أكراد إن هجمات وأنشطة داعش المتزايدة في المنطقة تسببت في الأيام الأخيرة في نزوح العديد من الكاكائين من قراهم. وفي يناير الماضي، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم فجر فيه انتحاريان نفسيهما، وأسفر عن مقتل 32 على الأقل في سوق مكتظة في بغداد. وكان الهجوم أول تفجير انتحاري في العراق منذ ثلاث سنوات. وقالت السلطات العراقية إن الهجوم قد يكون علامة على عودة الجماعة بعد هزيمتها عسكريا في 2017. وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة في العراق، وفرض عليها حكمه قبل أن تلحق القوات العراقية الهزيمة به عام 2017 بدعم من القوة الجوية الأميركية. وقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في 2019 في غارة أميركية في سوريا.  


الحصاد draw: العربي الجديد  أثار تراجع الحوار بين حكومتي بغداد وأربيل، بشأن حصة إقليم كردستان من موازنة العام الحالي 2021 والملفات العالقة الأخرى؛ مخاوف القوى الكردية من عودة فترة التوتر السياسي في العلاقة بين الجانبين، في وقت لم يخفِ فيه سياسيون أكراد قلقهم، من مواقف متباينة للأحزاب الكردية، قد تؤثر على ما وصفوه بالإجماع السياسي الكردي في موقفه أمام بغداد. أول من أمس الأحد، أقرّ نائب رئيس حكومة الإقليم، رئيس الوفد الكردي المفاوض مع بغداد، قوباد الطالباني، بصعوبة الحوار مع بغداد، وقال في بيان له إن المشكلات بين الإقليم وبغداد لا تنحصر فقط في قضية رواتب موظفي الإقليم، بل بقضايا أخرى تتعلق بحقوق الإقليم، وإن الحوارات متواصلة بين الجانبين للوصول لاتفاق يضمن الالتزامات والاستحقاقات للإقليم. لكنّ نائباً كردياً أكّد، اليوم الثلاثاء، أن أغلب قنوات التفاهم قد أغلقت مع بغداد، وقال النائب عن الجماعة الإسلامية الكردية، سليم همزة، إن "المفاوضات بين الجانبين وصلت إلى طريق مسدود، كونها معقدة، وأن كل طرف ملتزم برأيه، وأن الموازنة قد تمرر بالأغلبية في البرلمان (أي بغياب الجانب الكردي)". وتتركز الخلافات الحالية حول حصة إقليم كردستان السنوية من الموازنة الاتحادية في الدولة، إذ طرح في السابق عدة خيارات، من بينها تسليم الإقليم 250 ألف برميل يومياً لبغداد، مقابل دفع كامل مستحقات الموازنة والبالغة 12.67 بالمائة من مجموع الموازنة العراقية العامة للبلاد، لكن قوى في بغداد، تصر الآن على جعل الملف النفطي بكامله بيد بغداد، مع فتح ملف واردات النفط السابقة التي باعها الإقليم خارج سقف التصدير العراقي للنفط في السنوات الماضية، كما تتضمن الخلافات ملف دفع مرتبات أفراد البشمركة، وإصرار بغداد أيضاً على تدقيق أرقام الموظفين في الإقليم، إذ تعتبرها مبالغاً بها. الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية من جهته بدا غير موافق على مجريات الحوار، ملوحاً بموقف خاص له في حال الفشل. وقال القيادي في الاتحاد، غياث السورجي، في تصريح صحافي، إن "ما طرح من إمكانية تعامل السليمانية بشكل مباشر مع بغداد، بمعزل عن أربيل (عاصمة الإقليم) وتسليم وارداتها النفطية والجمركية لها هو مطلب آلاف من المواطنين، وأيضاً مجموعة من الأحزاب والمنظمات والناشطين، ولكن لم يتبين بشكل رسمي بعد من قبل الاتحاد الوطني"، مشدداً أن حزبه "يؤيد المفاوضات مع بغداد حتى اللحظة الأخيرة من أجل التوصل لاتفاق يضمن تسلم المواطنين رواتبهم، لكن في حال فشل المفاوضات فستكون لنا مواقف بديلة، ولن نسكت أكثر على ما يجري من معاناة حقيقية لمواطنينا". ولم يستبعد النائب عن الاتحاد الوطني، ريبوار طه، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، تأثير فشل الحوار على الشارع في محافظات كردستان، وقال: "من الممكن أن تخرج تظاهرات في الإقليم في حال فشل الحوار، وهذا متوقع تماماً، لكن لا نأمل أن تصل الأمور إلى هذا الحد، وأن تكون هناك أذية للشعب في حال خروج التظاهرات"، مشدداً على أنّ "حق التظاهر مكفول دستورياً لكل مجموعة من الناس تريد أن تعبر عن رأيها". وشدد على أن "حكومة الإقليم هي الجهة الوحيدة التي تتفاوض مع بغداد بشأن هذا الملف، وأنه بيد الحكومة حصراً وليس بيد جهة وطرف معين"، معبراً عن أمله بأن "يكون هناك اتفاق في ما يخص النفط بالإقليم والتزام بغداد، لأجل مصلحة الشعب العراقي". وأكد "الالتزام بالمادة 10 و11 من الموازنة، والتي تنص على تسليم 250 ألف برميل من نفط الإقليم الى بغداد، وأن تلتزم بغداد بالالتزامات المالية المترتبة عليها للإقليم"، مؤكداً "أهمية استمرار التفاوض لبحث حل توافقي".   وأجرى الاتحاد الوطني الكردستاني اجتماعاً منفرداً، يوم أمس مع رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، لبحث المتعلقات بين الطرفين، وإمكانية التواصل لتوافق بشأنها. وأثار ذلك قلق الحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب البارزاني) الذي يقود حكومة الإقليم، إذ لم يخفِ مخاوفه من تأثير ذلك على وحدة الأحزاب الكردية. وقال النائب عن الحزب، ديار برواري، لـ"العربي الجديد"، إن "الوفد الحكومي برئاسة الطالباني، وهو ممثل عن الاتحاد الوطني، ما يعني أن حكومة الإقليم ومواقفها ليست ممثلة بحزب واحد، وأن أي فشل بالحوار يجب ألا يحسب ضد حزب معين، بل يجب أن يحسب على الحكومة بشكل عام". واعتبر أن "أي خطوة للتفاوض من قبل أية محافظة من محافظات الإقليم، بشكل مباشر مع بغداد، أو إجراؤها حواراً مباشراً معها، سيكون حراكاً غير دستوري ولا قانوني، وهو محاولة للضغط على حكومة الإقليم، ولا يمثل مصلحة الإقليم"، مشدداً على أن "الملف والحوار يجب أن لا يحسبا على حزب البارزاني، فالحكومة مشكلة من الديموقراطي، والاتحاد الوطني، وكتلة التغيير، والحوار يتم بالتعاون والتنسيق المشترك بينهم". وأكد أن "حكومة الإقليم تتعرض لضغوطات واضحة من قبل الحكومة الاتحادية، ومن قبل بعض الجهات السياسية في الإقليم".


مریوان وریا قانع  -  آراس فتاح  زاوية اسبوعية يكتبها  ل(  الحصاد DRAW )  : - ترجمة : عباس س المندلاوي   يتحدث الكثير من المهتمين بالشؤون الاميركية عن حدوث انقسام كبير ومتعدد في المجتمع الاميركي ، ويعدون نهاية فترة رئاسة دونالد ترامب كبداية للمشاكل والازمات السياسية والاجتماعية الكبيرة تنجم عنها حرب داخلية جديدة تواجه المجتمع الاميركي ويطلق عليها ”حرب غير مدنية “. هذه الحرب تتجسد في ( حرب كونزِرفاتيف) و العنصريين ضد الديمقراطيين والليبراليين ، وحرب ذوي البشرة البيضاء ضد نظراءهم السود ، حرب السكان الاصليين ضد المهاجرين ، القرية ضد المدينة و مؤيدو الحمر ضد الزرق ...الخ  . كانت هناك اشياء في الولايات المتحدة تعتبر من المسلمات ولكن ذلك تغيير بعد خسارة ترامب ، الذي يرفض الاعتراف بخسارته ويوصم خلفه بايدن بالرئيس غير الشرعي  والمزيف ؛ بل ولم يحضر مراسم تسلم الرئيس الجديد لمهامه في البيت الابيض ولم يرحب هو زوجته بعائلة بايدن لاظهار رفضه خسارته ،وفي خطابه الاخير كرئيس للبلاد لم يهنيء بايدن بالفوز بل حتى انه لم يذكر اسمه ، مما  احدث شرخا كبيرا في ثقافة تقبل الخسارة في الانتخابات ، والتي كانت من اعمدة الرئيسة والاساسية النظام الديمقراطي السائد في الولايات المتحدة الاميركية ، هذا الخروج لدونالد ترامب عن الاعراف الاميركية في تداول السلطة جعل يوم تسلم الرئيس الجديد سلطاته رسميا  يوما عصيبا ورهيبا في تاريخ اميركا . الخشية من وقوع اعمال عنف و احتجاجات واعمال تخريبية والترهيب في يوم التنصيب في احد الانظمة الديمقراطية الشامخة  ، حدا بالسلطات الامنية في الولايات المتحدة  الى اتخاذ اقصى التدابير والاجراءات الامنية المشددة في العاصمة واشنطن ، حيث تم اغلاق عشرات الجسور والطرق والازقة و وضع الجدران والحواجز الكونكريتية ونشر 25 الف عسكري ، بالرغم من مرور المناسبة دون وقوع اية حوادث تذكر .ويعد دونالد ترامب اول رئيس اميركي يرفض الاعتراف بخسارته ويعرض القيم والاعراف الاساسية الديمقراطية الاميركية للتشكيك ويضعها في فوضى عارمة بشتى الاشكال ، ترامب لم يكن رئيسا طبيعيا ( عاديا ) ؛ لقد كان سياسيا متعصبا ( متشددا) وعنصريا وذكوريا خطيرا ن لقد كان شخصية نرجسية متكبرة ، شغل العالم كله بنفسه واكاذيبه و استهتاره لمدة اربع سنوات ، عمل خلالها على تقزيم وتشويه السياسة الاميركية الخارجية وجعل نفسه محورها ، وفي الداخل الاميركي عمد الى تخريب العلاقات الاجتماعية للمجتمع الاميركي المتعدد الثقافات والاطياف وقسم المجتمع على جبهتين متضادتين كما وحرض الجماعات والافراد الموتورين المعادين لقيم الديمقراطية على اقتحام مبنى الكونكرس الاميركي امام انظار العالم خروجا على المثل العليا الاميريكية في حدث لم تشهده الولايات المتحدة في تاريخها   . وعندما تفشت جائحة كورونا صور دونالد ترامب نفسه كقائد ورئيس لحملة القضاء عليها بالرغم من انه لم يؤمن بخطورتها ولم يكن مستعدا في الاساس لاتخاذ اجراءات كافية وشاملة لمواجهة الفايروس الفتاك الذي كان هو وعدد من فريقه الرئاسي واكثر من 25 مليون اميركي من المصابين به وهي اعلى نسبة عالميا  ، كما ذهب ضحيته اكثر من نصف مليون انسان اميركي ، وقد اراد اظهار نفسه امام الشعب الاميركي كمنقذ وقائد حقيقي له لمواجهة الاعداء الداخل والخارج ؛ فخارجيا وجد ترامب ضالته في الصين لتقديمها للمجتمع الاميركي كعدو لدود متهما اياها بالوقوف وراء نشر فايروس كوفيد 19 ، فكان ينعته في خطبه وتغريداته ب"الفايروس الصيني"  . فضلا عن هذا خلق ترامب العديد من الازمات والحروب والصراعات الكبيرة والصغيرة خلال فترة ولايته ، والتي ستكلف السياسة والمجتمع الاميركي سنوات لتنظيف مخلفاتها السلبية والتدميرية . هذا ولم يكتف الرئيس الاميركي السابق بإستغلال حملة مواجهة جائحة كورونا وتنصيب نفسه قائدا لها ؛ بل قاد حربا أخرى غير معلنة داخل المجتمع الاميركي ، حرباً للعنصريين والمتشددين دينيا ضد النظام الديمقراطي وضد التعددية والتعايش السلمي والمساواة الانسانية وضد مساواة العناصر والاجناس المختلفة .  ويؤكد الخبراء والمعنيين بالشأن الاميركي ان البلاد ستواجه تحديات ومشاكل وازمات وانقسامات حادة وكبيرة متعددة الجوانب والاتجاهات اذا لم يعمد الفريق الجديد في الرئاسة والمعنيون الى ايجاد حلول مناسبة وناجعة لتلك المشاكل والازمات التي خلفته سوء ادارة ترامب . وبهذا الصدد يشير الخبراء الى ان الخشية ليست من تحول المجاميع المسلحة داخل المجتمع الاميركي الى المزيد من التشدد وتبنيها عقائد مضادة للديمقراطية والليبرالية والتعددية ، بل هناك احتمال لعدم تقبل تلك الجماعات للحزب الجمهوري كموطن سياسي لها او معبر لطموحاتها وتوجهاتها ، مما يقود ذلك الى المزيد من الانقسامات الاجتماعية والسياسية وظهور جماعات اكثر تشددا في المشهد السياسي الاميركي ؛  واحد الاحتمالات والاسقاطات للوضع السياسي الراهن هو تأسيس حزب قومي انعزالي يميني متطرف شعبوي يترأسه ترامب نفسه . بالاختصار ؛ بالرغم من خسارته في الانتخابات الا ان ترامب نجح في تسفيه الانتخابات والحط من قيمتها وتعميق وتعزيز الانقسامات الشاقولية في المجتمع الاميركي المتعدد الطوائف والاعراق والتوجهات ، وخلف وراءه عالما يعج بالفوضى العارمة التي تحتاج سنوات طوال لعلاجها والقضاء على مسبباتها  . في المقابل سمع الشعب الاميركي كلمة الرئيس الجديد جو بايدن خلال مراسيم تنصيبه رئيسا للبلاد ، اكد فيها على الحوار وتقبل الاخر وانهاء الانقسام الذي وصل الى مستوىً الخطير الذي احدثه ترامب خلال فترة ولايته ، واضاف ان التنافس والاختلافات والصراع جزء من طبيعة النظام الديمقراطي الحقيقي ولا ديمقراطية من دونه . ولكن وجود ذلك شيء وانقسام البلاد على جبهتين متضادتين شيء اخر ، والتباعد بين الجماعات والقوى الاجتماعية المختلفة عن بعضها عقب ترامب وفقدان الانسجام الراديكالي فيما بينها ظاهرة مختلفة عن وجود الاختلافات والتنافس والصراع الديمقراطي . النقطة الرئيسة في كلمة بايدن هي انهاء الانقسام والاتحاد مجددا في بوتقة واطار يسمى " الامة الاميركية" ، مفهوما الوطنية والامة الاميركية كانا المحور الاساسي لكلمة الرئيس بايدن ويرمزان الى الاطر العامة التي تضم وتجمع عدة مئات من الملايين الاميركيين معا ، بايدن شدد على اعادة بناء واحياء المفهومين واعتبر ذلك من اولى اولوياته ، وذلك قد يستغرق سنوات . ان اعادة بناء ثقافة التعايش واحترام متبادل ديمقراطي بالرغم من الاختلاف في التوجهات والاراء . انما سيشغل المجتمع الاميركي والعديد من المجتمعات  بضمنها مجتمعنا مستقبلا هو بنا امة تعددية ومختلفة الاطياف يجمعها اطار سياسي موحد استنادا الى احترام الاختلافات وضمان الحقوق ، وما يميز الولايات المتحدة عن دول وكيانات كالتي عندنا هو ان اميركا تمتلك طاقات وامكانات وعناصر سياسية  فاعلة ونشطة وديمقراطية فضلا عن مؤسسات رئيسية مختصة وعريقة في ممارسة الديمقراطية والحفاظ عليها مثل القضاء المستقل والجيش والاعلام والمجتمع المدني ، هذا فضلا عن ثقافة سياسية متينة الاسس تساند هذه عملية اعادة البناء تلك . لقد شُرِعَ في خطوات اعادة تشكيل تلك الامة التعددية الديمقراطية والنموذج الصحي من الوطنية ، منذ كلمة الرئيس الجديد اثناء مراسم التنصيب في البيت الابيض ، واختيار امرأة من ذوي البشرة السمراء كنائب لرئيس الولايات المتحدة لتكون رئيسة للبلاد في حال وفاة بايدن ؛ له دلالات ومعاني وذو قيمة رمزية عظيمة لان في حال حصول ذلك سنرى اول امرأة واول شخص من اصول مهاجرة تتربع على كرسي المكتب البيضاوي في تاريخ البلاد ، كما ان احد الوزراء من المتحولين جنسيا ”ترانس جيندر“ ، وهكذا تم توجيه لطمة( صفعة ) مؤلمة لعقيدة  البيض الذكورية  ووضع حد للسلطة الذكورية في السياسة الاميركية عبربدء عملية اعادة بناء مجتمع تعددي من حيث الثقافة والاراء و الجنس .ويُتوقع ان تنشغل الولايات المتحدة بنفسها عن مشاكل العالم واوروبا ، ولكن عملية اعادة بناء اعظم دولة في العالم لن تكون دون تأثيرات او نتائج على مسألة الديمقراطية في العالم وعلى المعادلات والعلاقات الدولية والنظام العالمي . المجتمع الاميركي والرئيس بايدن سيحتاجان في المستقبل الى اتمام مشروع الرئيس الاسبق باراك اوباما (غير المنجز ) والموسوم ب”بناء الامة من البيت Nation Building at Home “ والذي تمكن بواسطته من الفوز بولايته الرئاسية  الثانية . لسنوات طوال كانت الولايات المتحدة منهمكة في بناء الامم في الدول التي تحتلها ، والتي كانت تشكل تهديدا لامنها القومي والنظام العالمي الجديد ، ولكن قوى عنصرية واصولية مسلحة في الداخل الاميركي تشكل تهديدا مباشرا للديمقراطية الاميركية ولثقافة التعددية  والتعايش السلمي وقيم تقبل الاخرين في الوقت الراهن ، وعلى بايدن وفريقه الرئاسي قبول تحدي اتمام مشروع اوباما .  


الحصاد : "تأجيل تصديق الميزانية لحين تَوَصل حكومة الإقليم وبغداد الى إتفاق حول الموازنة والنفط" هذا هو إتفاق مساء اليوم بين رئاسات العراق الثلاث. اجرى كل من محمد الحلبوسي رئيس البرلمان وبرهم صالح رئيس الجمهورية ومصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي اتصالات هاتفية فيما بينهم وتناقشوا بخصوص مشروع قانون موازنة ٢٠٢١. وفقاً لمعلومات (الحصاد) التي حصل عليها من مصادر مطلعة، أن رئاسات العراق الثلاث اتفقوا في مناقشتهم على تأجيل تصديق مشروع قانون موازنة ٢٠٢١ حتى يوم السبت القادم. الهدف من تأجيل تصديق موازنة ٢٠٢١ من قبل الرئاسات الثلاث، هو منح فرصة اخرى لأربيل وبغداد كي يتوصلوا الى اتفاق قبل تصديق الموازنة. عَلِمَ الحصاد ان رئاسات العراق الثلاث يساندون النص المكتوب والمثبت في مسودة الموازنة حول حصة الإقليم.  


الحصاد draw: BBC هذه قصة الشاب مم والأميرة زين، التي لم تُبكِ حكايتهما المحبين والعشاق فحسب بل الكبار والصغار وحتى الفقهاء. الشاعر الفقيه كتب قصة مم وزين الشعرية، الأديب والشاعر الكردي، أحمد خاني، في القرن السابع عشر، وينحدر من جزيرة بوطان وعاش بنفسه تلك الصراعات الطبقية والاجتماعية والظروف الاقتصادية السيئة والحروب المستمرة على تلك المنطقة وخاصة بين العثمانيين والصفويين. ترجمها من اللغة الكردية إلى العربية، محمد سعيد رمضان البوطي، أحد أبرز الشخصيات الدينية في سوريا. وتعود أصوله هو أيضاً إلى جزيرة بوطان. وصورت القصة في مسلسل تلفزيوني باللغة الكردية وفيلم سينمائي بالتركية. كما ترجمت هذه الملحمة الشعرية إلى العديد من اللغات العالمية منها الإنجليزية والروسية والألمانية والتركية والإسبانية والأرمنية والفارسية.   صدر الصورة،EKURD التعليق على الصورة، الأديب والشاعر الكردي ابن جزيرة بوطان أحمد خاني أين ومتى جرت أحداث هذه القصة؟ جرت أحداث القصة في عام 1393، في قصر الأمير الكردي، زين الدين، الذي كان يحكم منطقة جزيرة بوطان، المعروفة حالياً بجزرة أو كما يعرفها العرب بجزيرة ابن عمر، الواقعة على ضفاف نهر دجلة، و تقع حالياً ضمن حدود الدولة التركية. كانت جزرة وغيرها من الإمارات الكردية الأخرى، يحكمها أمراء أكراد لهم نفوذهم وجيوشهم الخاصة حتى أواسط المرحلة العثمانية إذ بدأت الصراعات على تلك المنطقة الخضراء بين الصفويين والعثمانيين. بطلا القصة هما الأميرة زين، الشقيقة الصغرى لأمير الجزيرة، زين الدين، ومم، الذي كان والده يعمل في ديوان الملك وكان صديقاً مقرباً لابن الوزير، تاج الدين لكنه كان ينحدر من طبقة اجتماعية فقيرة. بدأت الحكاية بحلم الأميرتين الجميلتين "ستي" وشقيقتها الصغرى "زين"، برؤية فارس الأحلام الذي لا يضاهيه رجل في أنحاء الإمارة، رجل يجعل قلب الأميرة ينبض بالحب والحياة وينتشلها من رتابة القصر وقوانينه وأعرافه الكثيرة. وبينما كان الجميع مشغولاً بترتيبات الاحتفال بعيد نوروز، قررت الأختان المشاركة في العيد بطريقة مختلفة واستغلال العيد لرؤية الفتيان والتقرب منهم، وكان ذلك مستحيلاً لو خرجتا كأميرات، لذا قررتا التنكر بزي الرجال. وفي صباح اليوم التالي، تباطأت زين وستي وتظاهرتا بأنهما ليستا على ما يرام، وما إن خلا القصر من معظم الحراس، حتى خرجتا متنكرتين وقد غطتا وجهيهما بوشاحين لا تظهر منهما سوى الأعين. وتجولتا بين الشبان والفتيان لكنهما لم تعثرا على شخص يليق بحبهما. وأثناء عودتهما حدث أمر غريب وظل لغزاً لأيام وليال قلب حياتهما رأساً على عقب. اللقاء الأول في طريق العودة رأتا جاريتين تسيران بخفة ورشاقة نحوهما، وما إن وقفتا وجهاً لوجه أمامهما والتقت الأعين، حتى غابت الجاريتان عن الوعي وسقطتا أرضاً دون أن تجد الأميرتان تفسيراً لذلك. كان وقع تلك النظرات المتبادلة بينهم قوياً، ولكن كان لا بد من الإسراع في العودة إلى القصر قبل وصول الأمير، لذا استبدلت الأختان خاتميهما المرصعين بالألماس مع خاتمي الفتاتين لتهتديا إليهما لاحقاً وتعرفا سر الفتاتين. سر الفتاتين في الواقع لم تكن الجاريتان سوى شابين وسيمين تنكرا بزي النساء أملا منهما برؤية الأميرتين اللتين ذاع صيتهما في أنحاء الإمارة. كان الأول هو ابن وزير ديوان الملك المعروف بشجاعته وفروسيته، ويدعى تاج الدين، والآخر هو صديقه الصدوق والمحارب المقدام مم، ابن كاتب الديوان، لكنه من طبقة اجتماعية أدنى. وبعد صحوتهما، لم يرَ تاج الدين ومم أحداً حولهما، فظنا أنهما كانا يحلمان، لكنهما سرعان ما رأيا خواتم لا تخصهما في أصبعيهما. كان اسم ستي محفوراً على الخاتم الذي في إصبع تاج الدين، واسم زين في خاتم مم، فعلم الاثنان أن القدر أراد لهما لقاء الأميرتين وأن ما مرا به لم يكن حلماً بل حقيقة. ولكن كيف السبيل للاتصال بالأميرتين؟   عجوز القصر هيلانة لكن سرعان ما تحول فرح الشابين إلى حزن وهم لأنه ما من سبيل للاتصال أو الاقتراب من الأميرتين، وخاصة بالنسبة لمم الذي كان يعي تماماً الفارق الاجتماعي الكبير بينه وبين الأميرة. ولم تكن الأميرتان أفضل حالاً، فقد انعزلتا وحزنتا دون أن تبوحا بأمر الجاريتين اللتين وقعتا مغشياً عليهما، وشعورهما الغريب تجاههما رغم أنهما كانتا فتاتين كما ظنتا. انتبهت العرافة العجوز هيلانة، صاحبة الذكاء والحكمة لأمر الأميرتين وتوسلت إليهما بغية الكشف عن سر عزلتهما وهدوئهما غير المعتاد. باحت الأميرتان بسرهما للعجوز علها تجد لهما تفسيراً، لكن العجوز ضحكت وقالت: "هل رأيتما يوماً زهرة تعجب بزهرة أو بلبلاً يغني فوق عش بلبل آخر، وهل هناك أجمل منكما في هذه المعمورة، لا بد أنكما كنتما تحلمان بذلك أو تتوهمان". لكن زين أقسمت بأن ذلك لم يكن حلماً ولا سحراً ولا مساً من الجن بل لديهما البرهان وهو الخاتمان. وهنا صدقت العجوز روايتهما عن جمال الفتاتين وقررت مساعدتهما في العثور عليهما. طلبت مهلة تجوب فيها أنحاء الجزيرة وتعود لهما بالخبر اليقين. التقت العجوز هيلانة بحكيم وسردت له الحكاية مدعية أن ولداها التقيا بجاريتين جميلتين وحدث ما حدث عن التقاء نظراتهم مع الولدين. لكن العجوز كان حكيما وخبيرا بمثل تلك الأمور فقال لها، فوالله إن ما تتحدثين عنه ليس إلا علامات العشق والهيام ولا بد أن أصحاب هذه الخواتم عاشقان يعانيان من الهوى، أنصحك بأن تجوبي الجزيرة على هيئة طبيبة روحانية علك تعثرين عليهما. الطبيبة المتجولة خرجت هيلانة تجوب أنحاء الجزيرة مدعية أنها تشفي الناس من المسّ وأمراض النفس والبدن، وذاع صيتها ووصل الخبر إلى المقربين من تاج الدين وصديقه مم، فاستدعوها لإلقاء نظرة على الشابين المهمومين اليائسين علها تصلح من حالهما ويعودان إلى سابق عهدهما. تمعنت العجوز في عينيهما في محاولة للتأكد من أن هذين الشابين هما الشخصان اللذان تبحث عنهما، فاستدرجتهما في الحديث أكثر ثم قالت لهما: "إن أشد أنواع الأمراض هي التي تسري من الألحاظ إلى الألحاظ، ثم تستقر في الفؤاد، تسبب رعدة في المشاعر وتسرع من دقات الصدور، وإذا نما وترعرع فهو برق يستعر في الأحشاء، ويشوي الأفئدة من غير جمر، وإذا استقر أكثر، يفتك بسويداء القلب ويجرحه وينزعه من مكانه". أخبر الشابان هيلانة بما رأت أعينهما يوم نوروز، وقصة خاتمي الأميرتين اللذين وجداهما في إصبعيهما بعد صحوتهما من غيبوبتهما. تأكدت العجوز أن الجاريتين ليستا سوى هذين الفارسين بعد أن شاهدت خاتم الأميرة ستي. حملها تاج الدين رسالة إلى الأميرة للتعريف عن نفسه وإخبارها بوقوعه في غرامها منذ أن رأى خاتمها في إصبعه. وتعهدت هيلانة أن تكون وسيطاً ومراسلاً بين العاشقين بعد أن رأت صدق مشاعرهما. بقايا روح لم يرضَ مم أن يرسل خاتم زين إليها وقال للعجوز: "أقسم لك بأن هذا الخاتم هو بقية روحي، ومن ذا الذي ينتزع روحه... لا يا سيدتي، أتشفع إليك بناري التي تذيب أحشائي وأقسم لك باسم زين أن تتركيه معي ليواسيني وقولي للأميرة زين، إنه مسكين من عامة الناس، لا يبلغ أن يكون كفؤاً لذوي الإمرة والسلطان، غير أن سهام الحب طائشة لم تفرق يوما بين فؤاد مسكين وأمير، وهو اليوم لا يتطاول إلى مركز ليس أهلاً له، ولكنه يتطلع إلى عطف من شأن الأمراء أن يشمل به عامة الناس، فحسبي أن تسألي فقط عن حالي بين الفينة والأخرى". تأثرت العجوز ببلاغة كلامه وصدقه، فتركت الخاتم في يده وحملت رسالة الشابين إلى الأميرتين. وعادت العجوز إلى القصر لتسر بالخبر اليقين للأميرتين. كانت اللحظة التي عادت العجوز إلى تاج الدين ومم، بمثابة لقائهما بالأميرتين اللتين سلبتا قلبيهما، كانت رسالة العجوز بلسماً لقلبيهما الجريحين. بشرتهما العجوز برسالة ستي وزين وحبهما للفارسين وبانتظار لقائهما. فخرج تاج الدين ومعه إخوته في موكب بهي يليق بالأمير من أجل طلب يد ستي، أما مم، فقد فضلت عائلة تاج الدين تأجيل مفاتحة الأمير ريثما يصبح صهراً له فتكون له مكانة وحظوة عندما يتقدم مم لخطبة زين. الفتنة كان بكو، حاجب ديوان الأمير، رجلاً خبيثاً ماكراً وفكر بحيلة للتخلص من تاج الدين لأن الأخير كان قد اكتشفه على حقيقته وحث الأمير على عزله واستبداله برجل مخلص يؤتمن على أسرار الديوان. فراح بكو يراقب تاج الدين ويرسم خططاً لخلق فتنة للتخلص من تاج الدين أو طرده من القصر على الأقل. فاكتشف أن صديق تاج الدين يعشق الأميرة زين، وأن تاج الدين يسعى إلى مساعدته للزواج من الأميرة. أخبر الأمير بذلك وقال له بأن تاج الدين يكثر من حلفائه ويخطط للاستيلاء على الإمارة ويورثها لأحفاده في المستقبل، وحتى أنه يخطط لتزويج الأميرة زين وكأنه ولي أمرها. وهنا ثارت ثائرة الأمير زين الدين وقال: "كنت أفكر في تزويج زين من مم، ولكن ها أنا أقسم الآن بأنني لن أدع لهذا الزواج سبيلاً حتى لو تقدم إلي بهذا الرجاء خيرة الأمم وسالت الدماء أنهاراً من حولي، فلن يتم هذا الزواج". لم يفهم أحد سبب رفض الأمير القاطع لمم وهو من خيرة الفرسان، وباتت زين رهينة حجرتها لا تفارق الدموع عينيها، وفقدت رونقها وجمالها الذي كان يضرب به المثل وعزفت عن الكلام وأصابها الوهن وباتت تلقي أشعاراً وتحدث الجدران والطيور والأشجار تبوح لهم بعشقها لمم الذي كتب عليهما الفراق إلى الأبد. أما مم، فخارت قواه، ولم يعد ذلك الفارس المقدام، بل مهلهلاً واهناً يسير على ضفاف نهر دجلة جيئة وإياباً، أو يسير نحو الجبال شارداً، ولم يعد يرى ما يستحق العيش من أجله في الحياة إن لم يحظ برؤية من سلبته قلبه. لقاء الحبيبين وبعد شهور من العزلة والوحدة في حجرتها، خرجت زين إلى حديقة القصر تتمشى وحيدة محدثة الأشجار والأزهار والطيور بعد أن خلا القصر من الحاشية التي رافقت الأمير إلى رحلة الصيد وخيم السكون عليه. وفي تلك الأثناء، كان مم يمشي قريبا من القصر وأصبح داخل أسوار حديقة القصر دون أن يعي ذلك، فقد كان شارد الذهن ومتعباً منذ أن رفض الأمير تزويجه أخته. لاح لزين خيال مم من بعيد.. أهو مم حقاً؟ أم خيال من خيالاتها المعتادة؟ أم معجزة من الله أم هدية السماء؟. راقبته زين عن بعد وهو يسير في الحديقة، كان يتحدث مع نفسه وقد أعياه التعب، فتارة يستند إلى جذع شجرة وتارة يقف أمام الأزهار في صمت وهدوء. وعندما اقترب مم ورأى وجه زين النحيل، سقط أرضاً وسقطت زين بجانبه من هول الحب والمفاجأة. وبعد مدة، استيقظت زين من غيبوبتها ورأت أن مم لا يزال ممدداً دون حراك، وراحت توقظه من غيبوبته برأفة وهدوء. ولأول مرة، بعد ذلك اليوم من لقائهما الأول في زي التنكر في نوروز، ألتقت عينا مم بعيني زين عن قرب، ورأى وجهها الباسم وعينيها السوداوين الدامعتين وشعرها المنسدل على جبينه، ورأسه على ركبتيها، أهو حلم أم شاء القدر أن يمنحه فسحة من الأمل؟ عقد لسانهما الحياء، وظلا ينظران إلى عيني بعضهما البعض لفترة دون التفوه بكلمة، ولم يُسمع في ذلك السكون سوى دقات القلب وخفقان الصدر. ثم نطق مم بأول كلمة وسألها "أأنت قلبي؟ أأنت حقاً زين أم تراني أحلم كعادتي؟". أخذت زين يده بيدها، وقالت بل أنا هي ونحن في قصرنا، ألا تذكر؟". كان صوتها بلسماً لآلام وعذابات ليال وشهور، شعر بقلبه يطير فرحاً لأنه حظي برؤيتها قبل موته، بل كان سخاءً إلهياً لأنه استطاع لأول مرة أن يسمع صوتها ويتحدث معها لساعات طويلة حتى أدركهما الوقت وانسدلت خيوط المساء، ووصل الأمير وحاشيته إلى حديقة القصر دون أن يشعرا بذلك. لم تستطع زين الهرب إلى الداخل، فاختبأت تحت عباءة مم، وجلس مم ولم ينهض عند وصول الأمير قائلاً له: أعتذر عن عدم نهوضي لتحيتك يا مولاي، ربما سمعت أن المرض أعياني فلست أستطيع الوقوف وقد أعياني تعب المشي حتى وجدت نفسي هنا في الحديقة دون أن أعلم أنني في قصركم". قبل الأمير عذره، وجلس الجميع ليرتاحوا في الحديقة، لكن تاج الدين علم أن هناك أمرا جللاً منع صديقه مم من النهوض، واستدركه بإشارة من عينيه عن السبب، فأراه مم طرفاً من ضفيرة زين من تحت عباءته. أدرك تاج الدين حجم الكارثة التي تنتظر صديقه، فهرع إلى قصره وأضرم النيران فيه، فعلت الأصوات وركض الجميع لإطفاء النيران، وكانت تلك فرصة ليتباطأ مم في النهوض وتختفي زين عن الأنظار بسرعة. لقد ضحى تاج الدين بقصره لإنقاذ صديقه، ولكن لم تنته المكائد التي كان يحيكها بكو، حاجب الديوان، للإيقاع بمم وتاج الدين. السجن أوغر بكو صدر الأمير ضد الصديقين عندما قال له بأن هناك قصة حب ملتهبة بين الأميرة زين ومم، وأن سيرة عشقهما على جميع ألسنة الإمارة. فطلب منه الأمير البرهان على قوله، فخطرت ببال بكو فتنة جديدة وراح يقول له أن يدعوه لمبارزته في لعبة الشطرنج في قصره بشرط أن يلبي الخاسر طلب الرابح، وأنه سيخطط ليجعل مم يخسر وهو المعروف بمهارته في لعبة الشطرنج. دعا الأمير مم إلى اللعبة وقال له بنبرة متحدية أن يبارزه في اللعبة شريطة أن يلبي الخاسر طلب الرابح مهما كان. فرح مم بهذه المبارزة وهو يعلم أنه من أمهر لاعبي الشطرنج، لكن بكو وبعد أن بدأت جميع الفتيات يتفرجن على اللعبة من النافذة المطلة على القاعة، طلب من مم أن يجلس في مقعد مقابل النافذة دون أن يدرك أحدهم السبب. وعندما بدأ اللعب وسط حضور كبير، وقعت عينا مم على زين فلم يعد قادراً على التركيز في اللعب بل بالأميرة وابتسامتها من بعيد. فخسر الرهان خمس مرات متتالية، فطلب منه الأمير باعتباره الرابح، أن يحدثه مم عن سر فتاة أحلامه التي تشغل باله. تفاجأ مم بالطلب وصمت دون أن يتفوه بكلمة، ثم أنطقه بكو مستفزاً إياه بقوله: "إنها جارية قبيحة لمحها ذات مرة وربما يخجل من الحديث عنها ووصفها". أجابه مم سريعاً، ناسياً وجود الأمير: "خسئت، فحبيبتي رفيعة المجد لا يضاهيها البدر، رائعة الجمال لا تبلغ الشمس أن تكون أختا لها، أصيلة النسب لا ينازعها أحد فهي أميرة الجزيرة". وما أن تفوه بذلك، حتى جنى بذلك على نفسه واقتيد إلى السجن، بسبب جرأته وتطاوله في وصف الأميرة أمام الجميع. مكث مم، عاماً في السجن، يقول الشعر في حبيبته للجدران القاتمة، ومرض حتى أكل المرض منه جسده، وظل الأمير رافضاً العفو عنه بعد كل الوساطات التي تدخلت بالأمر. وفي النهاية قرر تاج الدين أن يثور على الأمير وألا يخرج من القصر إلا ومعه صديقه مم السجين حتى لو أدى ذلك إلى نشوب حرب وسفك دماء. صدر الصورة،EKURD التعليق على الصورة، قبر مم وزين في جزيرة بوطان، جنوب شرقي تركيا   ندم وبعد عام من السجن، قرر الأمير زيارة أخته زين في حجرتها والسؤال عن أحوالها ومن ثم التخطيط لحيلة توقع بصهره تاج الدين، بعد أن وسوس له مرة أخرى الحاجب بكو بقوله أن صهره تاج الدين سيتمرد عليه ويجلس مكانه. لكنه صدم بما رأت عيناه عندما التقى بزين، كانت مريضة هزيلة شاحبة وتحتضر، ولا تقوى على الكلام إلا بصعوبة، بل كانت تقذف دماً عند السعال. أصاب زين الدين الندم بعد أن رأى حال أخته، وقرر أن يعفو عن مم الذي كان على وشك الموت في سجنه، وفكر في سبب كل ذلك منذ البداية، فندم على ما فعله بمم وأخته. لكن كان الوقت قد تأخر كثيراً وكان مم يعيش ساعاته الأخيرة. كانت زين تحب أخاها رغم كل ما فعل بها، وكانت تدعو له بالخير والأمن والفرح وهي تحتضر. فحملها زين الدين إلى مم سريعا، عسى أن تعود إليها عافيتها برؤية الحبيب وأقسم أن يزوجهما حالما تقوى على المشي وتتعافى. نظر مم إلى باب السجن، وإذا بزين على الباب، ظن أنها شبح أو خيال، فراح يبتسم لها ويلقي الشعر عليها، كلمات أبكت كل من في القصر، لكنها اقتربت منه وتحدثا بصعوبة بالغة لبضع ساعات حتى فارق مم الحياة بين يديها وهو يبتسم واصفاً نفسه بأسعد إنسان لأن أمنيته في رؤية وجه حبيبته قد تحققت قبل أن يفارق الحياة. خرج تاج الدين ينوح على صديقه ويجوب القصر كالمجنون على فراق توأم روحه، فصادف بكو في طريقه وقد علم بما كان يفتن فأرداه قتيلاً. ولم يتحمل قلب زين المتعب أصلا موت حبيبها وفارقت الحياة في الليلة نفسها، ودفنا معاً في قبرين مجاورين لتخليد قصة حبهما التي نبتت في الأرض وأينعت في السماء، كما دُفن بكو الخوان تحت قدميهما ليلعنه كل من يزور قبر الحبيبين. وبات قبرا الحبيبين الواقعين في جزيرة بوطان مزاراً يقتاده العشاق.


الحصاد draw: قال نائب رئيس حكومة إقليم كردستان، قوباد طالباني: إن الإقليم مستعد للدخول في اتفاق مع الحكومة الاتحادية لتنفيذ جميع الالتزامات، شرط أن يكون ذلك الاتفاق عادلا وقابلا للتنفيذ، موضحاً أن حصة الإقليم الحقيقية من موازنة الدولة الاتحادية لا تتجاوز 5 % بعد طرح المصاريف السيادية، وبينما دعا إلى إعادة تأسيس شركة (سومو) بصورة جديدة تضمن إدارة عمليات بيع وتسويق النفط بصورة شفافة بما فيه نفط الإقليم، نفى طالباني اتفاق الإقليم على بيع النفط إلى تركيا لمدة 50 عاماً، مبيناً أن الاتفاق يتعلق بتصدير النفط عبر الأنابيب في الأراضي التركية وتسويقه إلى الأسواق العالمية. واوضح طالباني، لـ«الصباح»، نتواصل منذ ما يقرب من سنة كاملة مع بغداد، وحواراتنا الحالية مختلفة ومتعددة وليست حوارا واحدا أو في ملف واحد، وفي السابق كانت الحوارات مع الحكومة الاتحادية والتي نتج عنها اتفاق تم تضمينه في مشروع موازنة 2021، أما الآن فحواراتنا تتركز مع الكتل السياسية، والموضوع حالياً بين يدي البرلمان، ونتمنى أن نصل إلى نتيجة إيجابية باتفاق عادل وقابل للتنفيذ بذات الوقت، فالمعادلة لا تقبل خاسراً أو فائزاً، ويجب الابتعاد عن التصريحات التي تدخل في خانة الدعاية الانتخابية والشعارات والبحث عن حلول منطقية لهذه المرحلة، وفي حقيقة الأمر كانت حواراتنا في بغداد إيجابية، لكنها مستمرة مع اللجنة المالية في البرلمان والكتل السياسية بشكل عام، ونحن قريبون من ايجاد حل قابل للتنفيذ، وهذه ستكون خطوة نحو بناء جسور الثقة بين الطرفين. 


حقوق النشر محفوظة للموقع (DRAWMEDIA)
Developed by Smarthand