الحصاد draw: تشارلز ثيبوت - معهد واشنطون تمثل ليبيا والعراق ومضيق هرمز ثلاث حالات اختبار حيث أن المزيد من الحزم والتعاون عبر الأطلسي يمكن أن يتلازمان، ولكن فقط إذا تلقت الدول الأوروبية دعماً أمريكياً حقيقياً لتكثيف جهودها العملياتية والمشاركة الدبلوماسية. عادة ما اتبعت الدول الأوروبية أولويات مختلفة، إن لم تكن متباينة، في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فإلى جانب القدرات العسكرية غير المتكافئة والافتقار إلى الإرادة السياسية للانخراط في عمليات محفوفة بالمخاطر، لا سيما خارج تفويض من الأمم المتحدة، منع هذا الاختلاف إلى حد كبير ترسيخها موقف قوي وموحد في المنطقة. ومع ذلك، نظراً لتدهور العلاقات عبر الأطلسي في عهد الرئيس ترامب والإرهاق الأمريكي المتزايد من الأزمات التي لا تنتهي، يجب على الأوروبيين الآن تكثيف جهودهم الجماعية في منطقة يؤثر عدم استقرارها بشكل مباشر على مصالحهم الأمنية. الخطوات الجماعية الأولى على مدى السنوات القليلة الماضية، أدى صعود تنظيم "الدولة الإسلامية" وصموده"، واستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية، والخطر المتزايد لانتشار الأسلحة النووية من إيران، والحوادث البحرية المستمرة في الخليج العربي إلى دفع فرنسا وألمانيا وغيرهما من الدول إلى تجديد مساهماتها الجيوسياسية في المنطقة. وقد ارتبطت مثل هذه المساعي بالحاجة إلى بناء دول أوروبية تتمتع بقدر أكبر من الاستقلالية وتستطيع تولي مسؤولية مصالحها الأمنية. في العراق وسوريا، شارك الأوروبيون في الرد العسكري الذي قادته الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وتضمنت هذه الحملة دولاً عادة ما كانت حذرة بشأن المشاركة العسكرية الأجنبية، مثل ألمانيا. كما أدّى "الاتحاد الأوروبي" دوراً فعالاً في تقديم المساعدة الإنسانية وتحقيق الاستقرار، والتي بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من مليار يورو في العراق وحده منذ عام 2014. في ليبيا، أطلق الأوروبيون "عملية إيريني" العام الماضي بهدف أساسي هو التنفيذ غير المتحيز لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة. وبالاعتماد على الأصول البحرية والجوية والأقمار الصناعية التي توفرها بشكل أساسي إيطاليا وفرنسا واليونان وألمانيا، تستفيد هذه العملية من تفويض قوي، مما يسمح لها بتفتيش السفن التي قد تحمل مواد محظورة. وقد حققت بالفعل نتائج ملموسة، وكشفت عن الانتهاكات التركية والإماراتية للحظر. وتم تعزيز هذه الإجراءات من خلال فرض عقوبات أوروبية جديدة صدرت في أيلول/سبتمبر الماضي وتستهدف الشركات التي تزوّد الفصائل في شرق وغرب ليبيا. وفيما يتعلق بإيران، حافظت الدول الأوروبية على وحدتها في هذا الموضوع منذ عام 2017، وذلك للحفاظ على «خطة العمل الشاملة المشتركة» وسط أزمة انتشار وشيكة تفاقمت بسبب سياسة الضغط الأقصى الأمريكية. وتمشياً مع نهجها المتوازن، ورداً على التوترات المتزايدة مع إيران في الخليج، أطلقت فرنسا ودول أخرى عملية المراقبة البحرية الخاصة بها في كانون الثاني/يناير 2020. وهذه المهمة، التي تحمل إسم "التوعية البحرية الأوروبية في مضيق هرمز"، تختلف عن "التحالف الدولي لأمن وحماية حرية الملاحة البحرية". "وجهان لعملة واحدة" لا تزال المبادرات المذكورة أعلاه متواضعة، ويمكن أن تتعرقل أيضاً. فبعد فترة وجيزة من انتخاب جو بايدن، عادت الانقسامات إلى الظهور بين الأوروبيين حول مفهوم "الاستقلالية الاستراتيجية" وما قد تعنيه للعلاقة عبر الأطلسي. ووصفت وزيرة الدفاع الألمانية أنجريت كرامب-كارينباور هذه الفكرة بأنها "وهم"، موضحة بأن الأوروبيين لن يكونوا قادرين أبداً على "استبدال الدور الحاسم لأمريكا كمزود للأمن". ومع ذلك، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "اختلف بشدة" مع مثل هذه الآراء، مجادلاً بأن الولايات المتحدة لن تحترم الأوروبيين إلا إذا كانوا "يتمتعون بالسيادة فيما يتعلق بدفاعهم". وكما لاحظ العديد من الخبراء، فإن الاختلافات الاستراتيجية الفعلية بين هذه البلدان أضيق مما توحي به المناقشات المفاهيمية. ففي مقال مشترك نُشر في صحيفة "واشنطن بوست"، في 16 تشرين الثاني/نوفمبر، شدد وزيرا الخارجية الفرنسي والألماني على أن تعزيز أوروبا بصورة أقوى وإقامة شراكة أكثر توازناً عبر الأطلسي هما "وجهان لعملة واحدة". وبالفعل، يمثل الشرق الأوسط العديد من التحديات الأمنية الفورية التي يحتاج الأوروبيون بشأنها إلى تعزيز جهودهم وإعادة تنسيقهم مع واشنطن. إن الاتجاه السائد في أوروبا هو ميلها إلى الانتظار للولايات المتحدة لكي توضح سياسة معينة قبل الإقدام على أي خطوة. وما يحدث اليوم ليس استثناء لهذه القاعدة، حيث تعقد العديد من الحكومات آمالاً كبيرة على الرئيس المنتخب بايدن. لكن هذا الموقف الخامل خطير، رغم كونه يفسح المجال أمام إيران وروسيا وتركيا والجهات الفاعلة الأخرى لترسيخ وجودها على المسارح الإقليمية مثل سوريا، في وقت لم تصبح فيه بعد الإدارة الأمريكية الجديدة عاملةً بكامل طاقتها ومواجهتها تحديات كبيرة في الداخل. وبالتالي فإن الكرة في ملعب أوروبا، وعليها تنظيم نفسها وإعداد مقترحات للتعامل بشكل متماسك مع إدارة بايدن. وعلى الصعيد الدبلوماسي، يحتاج "الاتحاد الأوروبي" إلى تطوير سياسة خارجية أكثر مرونة وتفاعلية. إن تغيير المطلب الحالي لـ "الاتحاد الأوروبي" بإجراء تصويت بالإجماع على قضايا السياسة الخارجية الحساسة ليس بالأمر الواقعي في المستقبل المنظور. ومع ذلك، لا يزال بإمكان الدول الأوروبية بصورة منفردةً إطلاق تحالف أصغر يكون مستعداً وقادراً على قيادة استجابة القارة للأزمة التالية. وعلى غرار المجموعة الخاصة بليبيا التي شكلها "الاتحاد الأوروبي" وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، قد يكون هذا التصدر فسحة فعالة للتنسيق مع واشنطن. وعلى الصعيد العسكري، يجب على المسؤولين أن يحددوا بوضوح ما يمكن أن يشكل توازناً واقعياً وفعالاً بين الأصول الأوروبية والأمريكية. وكما تبيّن في ليبيا والساحل والشام، فإن العناصر التمكينية الأمريكية ضرورية للعمليات الأوروبية، لا سيما في مجالات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والتزود بالوقود في الجو ودعم الجسر الجوي. وسيظل هذا النوع من الدعم الأمريكي ضرورياً في المستقبل القريب. ومع ذلك، لا يزال يتعين على الأوروبيين زيادة استثماراتهم العسكرية، وتعزيز استعدادهم العملياتي (على سبيل المثال، من خلال مشاركة المعلومات المكثفة والتخطيط للطوارئ)، والبحث عن طرق لحشد مواردهم بشكل أفضل (كما فعل حلف "الناتو" بشكل فعال للغاية مع أسطوله المشترك من "طائرات الإنذار المبكر والتحكم" ("أواكس") عند محاربته تنظيم «الدولة الإسلامية»). يجب إعطاء الأولوية لهذه الأنشطة على الرغم من التداعيات الاقتصادية المستمرة لوباء "كوفيد-19". ثلاث حالات اختبار لاختبار هذا التعاون العابر للأطلسي بعد تصحيح توازنه، يجب على أوروبا اتخاذ الخطوات اللازمة لتجديد شراكتها مع واشنطن في ثلاث نقاط حساسة رئيسية خلال الأشهر القليلة المقبلة: العراق. تتمثل الأولوية الرئيسية في تحمل مسؤولية أكبر في الحرب ضد فلول تنظيم «الدولة الإسلامية». ويُعتبر قرار الدنمارك بتولي قيادة مهمة تدريب بعثة "الناتو" في العراق وإرسال 285 فرداً عسكرياً دلالة مشجعة في هذا الصدد، لا سيما أنه من المتوقع الآن أن تتضمن المهمة بعض الأنشطة التدريبية التي نسقها سابقاً "التحالف العالمي ضد تنظيم «داعش»". وبسبب حيادها النسبي، تستطيع القوات الأوروبية المساعدة في الحفاظ على الدعم الدولي للعراق مع احتواء خطر التصعيد بين الميليشيات المدعومة من إيران والقوات الأمريكية. ومع ذلك، فإن هذه المشاركة الأوروبية المتزايدة ستتطلب بعض الدعم العسكري من الولايات المتحدة لكي تكون مستدامة وذات مصداقية (على سبيل المثال، حماية القوة، والجسر الجوي، والاستخبارات، والوصول إلى القواعد). الخليج العربي ومضيق هرمز. على الأوروبيين اقتراح تنسيق أوثق بين مبادرات الأمن البحري الراهنة، على أن يبدأ ذلك من الولايات المتحدة ولكن يمتد أيضاً إلى اليابان والهند وأستراليا. وبغض النظر عن مدى اتساع اختيار إدارة بايدن لإعادة توجيه السياسة الأمريكية تجاه إيران، فمن المفترض أن يكون لدى أوروبا مساحة سياسية أكبر وحافز أكبر للدفع نحو إجراء حوار إقليمي شامل حول الأمن البحري - لا سيما عندما لم تتردد روسيا والجهات الفاعلة الأخرى في إطلاق مبادرات منافسة. وحيث أن الأمن البحري منفصل عن القضية النووية، فقد يشكل نقطة مجدية لإعادة بناء الثقة بين أوروبا وواشنطن، وبين حكومات الشرق الأوسط. ليبيا. يجب على المسؤولين الأوروبيين تعزيز دعمهم لحظر الأسلحة من خلال تخصيص أصول إضافية لـ "عملية إيريني"، التي تحتاج إلى سفينتين إضافيتين لتنفيذ مهمتها بالكامل. في المقابل، يمكن أن تكون واشنطن أكثر علنيّةً في دعم هذه الجهود وتسهيل التنسيق بين الأصول الجوية الأوروبية و"القيادة الأمريكية في إفريقيا" ("أفريكوم")، لا سيما فيما يتعلق بإبلاغ الأمم المتحدة بانتهاكات الحظر براً أو جواً. وعلى نطاق أوسع، تنظر الولايات المتحدة في مسألة تنفيذ انسحاب عسكري أوسع نطاقاً من الشرق الأوسط من أجل التركيز على المنافسة مع الصين. ولذلك، فإن إجراء مناقشة جادة عبر الأطلسي حول هذا التحوّل الاستراتيجي أمر ضروري وملح، بهدف صياغة نموذج أكثر ذكاءً وتوازناً للتعاون العسكري في المنطقة. وبالنسبة لبعض الأوروبيين، لا يزال تعزيز دور دفاعي وأمني أكثر استباقية للقارة يُعتبر ضاراً للشراكة عبر الأطلسي. وبناءً على ذلك، سيكون من الحكمة أن تشجع واشنطن صراحة اتباع نهج أوروبي أقوى وأكثر مصداقية من الناحية العسكرية تجاه الشرق الأوسط.
الحصاد draw: قال القائم بأعمال المدعي الأميركي مايكل شيروين، الخميس، إن المحققين الفيدراليين يدققون خلف كل شخص متورط في الاضطرابات التي شهدها الكونغرس يوم الأربعاء. وأضاف شيروين أن التحقيقات تشمل الدور الذي لعبه الرئيس دونالد ترامب في تحريض المتظاهرين، وأنه سيتم فحص تصريحات وملاحظات الرئيس المنتهية ولايته قبل الهجوم. وقال إن المدعين الفيدراليين وجهوا 15 قضية جنائية بهذا الشأن، بما في ذلك اعتقال رجل ببندقية عسكرية نصف آلية و11 زجاجة مولوتوف كانت جاهزة للتفجير. وأضاف أن معظم القضايا الموجهة للمتهمين تتعلق بالدخول غير المصرح به إلى مبنى الكونغرس، إضافة إلى قضايا تعلق بحيازة الأسلحة النارية، وسرقة الممتلكات. وأكد القائم بأعمال وزير العدل، أن هناك قدرا كبيرا من السرقات في مبنى الكونغرس، حيث تمت سرقة عدة أشياء من المكاتب، مشيرا إلى أن هذه السرقات تثير مخاوف على الأمن القومي، دون الإشارة إلى ماهيتها. اقتحام الكونغرس وتم إغلاق مبنى الكابيتول والأعضاء بداخله، الأربعاء، فيما نشبت اشتباكات عنيفة بين أنصار الرئيس ترامب والشرطة. وأذيع إعلان بذلك داخل المبنى أثناء اجتماع النواب للتصويت على تأكيد فوز جو بايدن بالرئاسة، وبسبب "تهديد أمني خارجي" منع دخول أو خروج أي شخص من مجمع الكابيتول، بحسب الإعلان. وحطم المحتجون حواجز معدنية عند الدرجات السفلى للمبنى، وتصدت لهم الشرطة مرتدية زي مكافحة الشغب، وحاول البعض الاندفاع عبر صف الشرطيين الذين أطلقوا رذاذ الفلفل على الحشد، وهتف البعض وسط الحشد "خونة".
الحصاد draw: أثار اقتحام أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، لمبنى الكونغرس موجة من السخط والغضب حتى في أوساط السياسيين الداعمين لترامب، وطالب بعضهم نائب الرئيس، مايك بنس، بتفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور لعزل ترامب الذي تنتهي ولايته في 20 يناير الحالي. وأرسل جميع النواب الديموقراطيين الأعضاء في لجنة العدل النيابية رسالة إلى بنس يطالبونه فيها بتفعيل التعديل الخامس والعشرين "دفاعاً عن الديموقراطية". واعتبر النواب في رسالتهم أنّ الرئيس المنتهية ولايته "مريض عقلياً وغير قادر على التعامل مع نتائج انتخابات 2020 وتقبّلها". والفكرة نفسها تكررت في افتتاحية صحيفة "واشنطن بوست". وقالت الصحيفة الواسعة الانتشار إنّ "المسؤولية عن هذا العمل التحريضي تقع مباشرة على عاتق الرئيس الذي أظهر أن بقاءه في منصبه يشكل تهديداً خطيراً للديمقراطية الأميركية. يجب عزله". ما هو التعديل الخامس والعشرين؟ والتعديل الخامس والعشرون الذي تم تبنيه عام 1967 بعد اغتيال الرئيس جون كينيدي، يوضح طُرق نقل السلطات التنفيذية في حالة استقالة الرئيس أو وفاته أو إقالته أو إصابته بعجز مؤقت. أعضاء من الكونغرس طالبوا بنك بتفعيل للتعديل لعزل ترامب وبحسب التعديل يمكن للرئيس أن يخطر الكونغرس بأنه لن يتمكن من أداء واجباته إذا كان سيخضع لعملية جراحية مثلا كما حدث مع جورج بوش الابن عندما كان من المقرر أن يخضع لتخدير عام بسبب تنظير القولون في 2007 مما وضع نائبه ديك تشيني رئيسا بالنيابة. كما يسمح التعديل لنائب الرئيس بالاضطلاع بدور الرئيس إلى أن يتمكن الأخير من العودة. ويسمح أيضا لنائب الرئيس وأعضاء الحكومة بعزل الرئيس إذا اعتبر أنه غير قادر على أداء مهامه، وتم التحرك ضد ترامب بعد أحداث الكابيتول التي قتل فيها 4 أشخاص، بموجب الفقرة الرابعة من التعديل . وتقول الفقرة الرابعة، التي لم يتم استخدامها من قبل، إذا قام نائب الرئيس -- بدعم من أغلبية أعضاء الحكومة أو "هيئة قد يعيّنها الكونغرس بموجب القانون" -- بإبلاغ رئيسي مجلسي النواب والشيوخ أن الرئيس غير قادر على أداء مهامه، يجوز لنائب الرئيس على الفور تولي هذه الوظائف بصفة رئيس مؤقت. وإذا اعترض الرئيس على أنه ليس عاجزا عن أداء مهامه مع تشبث نائبه والأعضاء الآخرون بعجزه يحال الأمر إلى الكونغرس للتصويت وتحديد ما إذا كان الرئيس عاجزا بالفعل عن أداء مهامه أم لا. وطلب ترامب من نائبه بنس يوم الأربعاء أن يرفض التصديق على فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الكونغرس، لكن نائب الرئيس قال إن الدستور لا يمنحه هذا الحق، ما دفع ترامب إلى مهاجمته. وكان مئات المحتجين المؤيدين لترامب قد تمكنوا، الأربعاء، من اقتحام مبنى الكابيتول وسط العاصمة واشنطن، لمنع مصادقة الكونغرس على فوز بايدن. وقد اضطرت قوات الأمن لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وتم تأجيل جلسة المصادقة لعدة ساعات. وعقدت الجلسة مجددا وصادق الكونغرس، بمجلسيه النواب والشيوخ، على فوز بايدن، بعد جسلة استمرت حتى الفجر بالتوقيت الأميركي.
الحصاد draw: ندّد العديد من حلفاء الولايات المتّحدة الغربيين باقتحام متظاهرين من أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مقرّ الكونغرس في واشنطن، داعين إلى احترام نتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها جو بايدن. حلف الناتو والاتحاد الأوروبي قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في تغريدة على تويتر "مشاهد صادمة في واشنطن"، مضيفاً "نتيجة هذه الانتخابات يجب أن تحترم"، في وقت جدّد فيه ترامب رفضه الإقرار بهزيمته. وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنّ ما حصل في الكابيتول "اعتداء على الديموقراطية الأمريكية". وكتب على تويتر "في نظر العالم، تبدو الديموقراطية الأمريكية الليلة تحت حصار". وأضاف "هذا هجوم غير مسبوق على الديموقراطية الأمريكية ومؤسساتها وعلى سيادة القانون. هذه ليست أمريكا. يجب احترام نتائج انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر بالكامل". بدوره وصف رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي ما شهده الكابيتول بأنّه "مقلق للغاية"، داعياً إلى "وجوب احترام الأصوات الانتخابية الديموقراطية". المملكة المتحدة ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ما حصل في الكابيتول بـ"المشاهد المخزية"، مطالباً بنقل السلطة سلمياً إلى بايدن. وقال جونسون على تويتر "مشاهد مخزية في الكونغرس الأمريكي. الولايات المتحدة تدعم الديموقراطية في جميع أنحاء العالم ومن المهمّ الآن أن يكون هناك انتقال سلمي ومنظّم للسلطة". وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب على تويتر "الولايات المتحدة تفخر عن حقّ بديموقراطيتها، ولا يمكن أن يكون هناك مبرر لهذه المحاولات العنيفة لإحباط الانتقال القانوني والسليم للسلطة". وغرّد رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن قائلاً "الشعب الإيرلندي تربطه علاقة عميقة بالولايات المتحدة توطّدت على مدى أجيال عديدة. وأنا أعلم أن الكثيرين مثلي، يتابعون المشاهد التي تتوالى في واشنطن بقلق وفزع كبيرين". لكنّ وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني ذهب أبعد من ذلك بأن حمّل ترامب شخصياً مسؤولية ما يحصل. وقال كوفيني على تويتر "مشاهد مروعة ومحزنة للغاية في واشنطن يجب أن نطلق عليها ما هي عليه: اعتداء متعمّد على الديموقراطية من قبل رئيس حالي وأنصاره، في محاولة لإلغاء انتخابات حرّة ونزيهة!" ، مضيفاً "العالم يراقب! نأمل في استعادة الهدوء". ألمانيا وفي برلين، دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أنصار ترامب إلى "التوقف عن الدوس على الديموقراطية". وكتب ماس على تويتر "على ترامب وأنصاره أن يقبلوا في نهاية المطاف بقرار الناخبين الأمريكيين وأن يتوقفوا عن الدوس على الديموقراطية". وأضاف "أعداء الديموقراطية سيسعدون برؤية هذه الصور المروّعة من واشنطن"، محذّراً من أنّ "الخطاب التحريضي يتحوّل إلى أعمال عنف". بدوره ندّد أولاف شولتز، وزير المالية الألماني ونائب المستشارة أنغيلا ميركل، بـ"المشاهد المقلقة" في واشنطن، معتبراً اقتحام الكابيتول "اعتداءً لا يحتمل على الديموقراطية". واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان دخول أنصار ترامب مبنى الكابيتول "مسّاً خطيراً بالديموقراطية"، مشدّداً على "وجوب احترام رغبة الشعب الأميركي". فرنسا وهولندا والنروج من جهته أعرب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية ريشار فيران عن تضامنه مع البرلمانيين الأمريكيين الذين اضطروا إلى وقف جلسة المصادقة على انتخاب بايدن بعدما اقتحم أنصار ترامب الكابيتول. ووصف رئيس الوزراء الهولندي مارك روته ما حدث في العاصمة واشنطن بالمشاهد "المروّعة"، مطالباً ترامب بـ"الاعتراف حالاً بأنّ جو بايدن هو الرئيس المقبل". بدورها وصفت رئيسة الوزراء النروجية إرنا سولبرغ اقتحام الكابيتول بأنّه "هجوم غير مقبول بتاتاً على الديموقراطية في الولايات المتحدة. الرئيس ترامب يتحمّل المسؤولية عن وقف هذا الأمر. صور مخيفة. أمر لا يصدّق أنّ هذه هي الولايات المتحدة".
الحصاد draw: ذكرت وسائل إعلام أميركية أن وزراء في إدارة ترمب يبحثون عزله باستخدام التعديل 25 من الدستور الأميركي، الذي يسمح بنقل السلطة إلى نائب الرئيس في حالة عجزه عن القيام بمهام منصبه، إذا أخطر نائب الرئيس وعدد من الوزراء في إدارته الكونغرس بذلك. وقال مراسل قناة "سي بي إس" الأميركية، نقلاً عن كبيرة مراسلي الشؤون الخارجية في القناة، إن عدداً من الوزراء في إدارة الرئيس دونالد ترمب يبحثون تفعيل التعديل 25 من الدستور الأميركي للإطاحة بترمب من رئاسة الولايات المتحدة، وذلك في أعقاب اقتحام الآلاف من أنصار الرئيس لمقر الكونغرس. وبحسب مراسل "سي بي إس"، إد أوكييف، في تغريدة له على تويتر، فإن هذه المناقشات لم يتم عرضها بشكل رسمي على نائب الرئيس مايك بنس، الذي من المنتظر أن يحل محل ترمب في حالة القيام بهذه الخطوة. واختتم مراسل "سي بي إس" تغريدته بالتأكيد على أن من يبحث هذا الإجراء "هم بالفعل" وزراء في إدارة الرئيس ترمب. التفاصيل أكدتها قناة "إيه بي سي" الأميركية، حيث قال كبير مراسلي البيت الأبيض، في القناة، إن عدداً من وزراء إدارة الرئيس الأميركي يبحثون عزله باستخدام التعديل 25 من الدستور. جيم أكوستا، مراسل شبكة "سي إن إن" الأميركية، أكد أيضاً أن عدداً من وزراء إدارة ترمب يبحثون إجبار الرئيس على مغادرة المنصب، قبل انتهاء ولايته، مشيراً إلى أنه ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان سيتم تفعيل ذلك خلال الأيام الأخيرة من إدارة ترمب. يأتي ذلك فيما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر مطلعة أن العديد من كبار مساعدي الرئيس دونالد ترمب، بمن فيهم مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، يفكرون في الاستقالة، وذلك بعد الهجوم على مبنى الكونغرس الأميركي في وقت سابق الأربعاء. ما هو التعديل 25 في الدستور الأميركي؟ وبموجب التعديل 25 من الدستور الأميركي فإنه من الممكن عزل الرئيس قبل انتهاء ولايته إذا أبلغ نائب الرئيس وغالبية الموظفين الرئيسيين في الوزارات التنفيذية، رئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب، بأن الرئيس عاجز عن القيام بسلطات ومهام منصبه. وينظم التعديل انتقال السلطة من الرئيس إلى نائبه، إذ يشير القسم الأول من التعديل إلى أنه في حال إزاحة الرئيس من المنصب، أو في حال وفاته، أو استقالته، فإن نائب الرئيس ينبغي أن يصبح رئيساً. لكن القسم الذي يطالب خصوم ترمب بتطبيقه، هو القسم الرابع الذي ينص على أنه في حال نقل نائب الرئيس وغالبية إما من كبار مسؤولي السلطة التنفيذية، أو هيئة أخرى مثل الكونغرس، للرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ، ورئيس مجلس النواب، إعلانهم المكتوب بأن الرئيس غير قادر على القيام بسلطات وواجبات المنصب، فإن نائب الرئيس يجب أن يتولى فوراً مسؤوليات وسلطات الرئاسة كرئيس مكلف. وتأتي التقارير بشأن مناقشة عزل ترمب، قبل أيام من انتهاء ولايته في 20 من يناير الجاري، في أعقاب اقتحام الآلاف من أنصار ترمب مقر الكونغرس الأميركي بدعوة منه خلال كلمة له أمام حشد من أنصاره بالقرب من البيت الأبيض. واستأنف الكونغرس الأميركي جلسته للمصادقة على نتائج الانتخابات الأميركية، التي لا يعترف بها الرئيس ترمب، وذلك بعد تعليقها، إثر اقتحام الآلاف من أنصار الرئيس دونالد ترمب للمقر. وقال مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، الذي يرأس جلسة مجلس الشيوخ للمصادقة على نتائج الانتخابات، بعد بدء الجلسة في الثامنة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، إن مبنى الكونغرس أصبح آمناً، مندداً بالعنف الذي شهدته العاصمة الأميركية خلال الساعات الأخيرة. من جانبه، ألقى تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي، باللوم على الرئيس دونالد ترمب في أحداث اقتحام مقر الكونغرس، وحمّله مسؤولية ما حدث، مؤكداً أن تلك الأحداث لم تكن لتقع لولا تحريض ترمب، بحسب وصفه. الشرق
الحصاد draw: أدانت منظمة الأعمال وقادة الشركات الكبرى في الولايات المتحدة " Business Roundtable" أعمال العنف في الكابيتول هيل التي عرقلت جهود التصديق على انتخاب الرئيس المنتخب جو بايدن. ونشرت المنظمة على تويتر: "الفوضى التي تتكشف في عاصمة الأمة هي نتيجة جهود غير قانونية لقلب النتائج المشروعة لانتخابات ديمقراطية". واقترحت الرابطة الوطنية للمصنعين، وهي إحدى أكبر مجموعات الضغط في البلاد، أن يفكر نائب الرئيس مايك بنس في الاستناد إلى بند من التعديل الخامس والعشرين الذي يسمح لأعضاء مجلس وزراء الرئيس بإقالته مؤقتًا من السلطة. وقالت الرابطة: "أي شخص ينغمس في نظريات المؤامرة لجمع أموال الحملة هو متواطئ". وأضافت: "يجب على نائب الرئيس بنس، الذي تم إجلؤئه من مبنى الكابيتول، أن يفكر بجدية في العمل مع مجلس الوزراء لاستدعاء التعديل الخامس والعشرين للحفاظ على الديمقراطية". وطالبت منظمة "Business Roundtable"، وهي مجموعة من الرؤساء التنفيذيين من بعض أكبر الشركات في البلاد، الرئيس والمسؤولين الآخرين بوضع حد للفوضى وتسهيل الانتقال السلمي للسلطة. وقالت المنظمة: "هذه فتنة"، وأضافت أن ترامب حرض على العنف، كما وصف الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة الأميركية، توماس جيه دونوهو، الأحداث بأنها هجوم على الديمقراطية، وقال ماثيو شاي، الرئيس والمدير التنفيذي للاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة: "أعمال الشغب اليوم بغيضة وتدمر دستورنا ". وقال سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت، الشركة الأم لشركة غوغل، إن الأحداث كانت "مروعة ومخيفة لنا جميعًا"، وتابع "الخروج على القانون والعنف الذي يحدث في الكابيتول هيل اليوم هو نقيض للديمقراطية ونحن ندينها بشدة". ووصف دان شولمان، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة PayPal، الأحداث بأنها "مروعة ومقلقة". كما وصفها أرفيند كريشنا، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة IBM، بأنها "حالة غير مسبوقة من الفوضى".
الحصاد draw: صلاح حسن بابان - DARAJ يبدأ الاقليم الكردي العام الجديد مثقلاً بتداعيات العام الماضي من احتجاجات وأزمات ومحاولات تضييق. شهد العام 2020 تعمّقاً للصراع الدائر بين اقليم كردستان والعاصمة الإتحادية بغداد فيما يتعلّق بالرواتب والمستحقات المالية والملفات الخاصّة بالنفط والمعابر والمنافذ الحدودية. هذا الواقع أجبر الإقليم إلى اعلان استعداده الخضوع لقرارات العاصمة فقط من أجل دفع رواتب موظفيه، وهو يواجه يوماً تلو الآخر أزماتٍ متعددة منذ ست سنوات على المستويات الداخلية والسياسية والإقتصادية وحتى الإجتماعية بعد الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية وانخفاض أسعار النفط وتحمّله تبعات حلم الانفصال الذي تحقق باستفتاء في العام 2017. شهد الإقليم أزماتٍ واحتجاجات شعبية غاضبة خلال السنوات العشر الأخيرة، إلا أن عام 2020 كان “الأصعب” على السلطة الحاكمة، مع استمرار التحدّيات والمصاعب الاقتصادية والسياسية وعجز الحكومة عن دفع رواتب موظفيها حتى بعد العمل بنظام ادخار الرواتب الذي يقضي باستقطاع ما نسبته 21% من رواتب الموظفين كل 50 يوماً تقريباً. يضاف إلى ذلك تأثيرات تفشّي فيروس كورونا، وتراجع حجم الواردات المتحققة واستمرار رقعة الفساد بالتوسع. من التحدّيات التي وضعت الإقليم في دائرة الخوف والقلق في العام 2020 محاولات الحكومة الاتحادية في العاصمة بغداد السيطرة على ملف النفط والإستحواذ عليه وهذا بحد ذاته يعتبر تهديداً خطيراً لإقليم كردستان الذي احتكر بيع نفطه منفرداً لسنوات عدة. حرية الصحافة في الإقليم باتت مقيّدة وأصبحت ضمن حدود معينة، كما أن حياة من يحاول كسر تلك القيود أو تجاوزها تكون في خطر مع استمرار التهديدات والاعتداءات والانتهاكات ضدهم. وعلى الرغم من تمتّعه بحكم ذاتي منذ العام 1990 بعد تحريره من هيمنة حكم نظام صدام حسين، إلا أن إقليم كردستان لم ينفصل عن محيطه العام، فهو بقي يتأثر بالتغيرات السياسية في الشرق الأوسط، وهذا ما يجعل الإحتجاجات والتظاهرات الجماهيرية الغاضبة التي شهدتها محافظة السليمانية والأقضية والنواحي التابعة لها مع نهاية العام وأسفرت عن حرق مبانٍ ومقرّات حزبية ودوائر حكومية، تلتقي في نقاط عدّة مع موجات “الربيع العربي” الذي انطلق قبل عشرة أعوام. للإحتجاجات الكردية بعض الخصوصية كما يرى المحلل السياسي لوند آغا، منها أنّ المتظاهرين لم يطلبوا في بداية احتجاجاتهم رحيل السلطة السياسية، بل انحصرت مطالبهم بدفع الرواتب وتقديم الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء التي يعاني الإقليم من انقطاعها منذ ثلاثة عقودٍ من الزمن، بغياب آذانٌ صاغية تسمعهم، ما جعل الإحتجاجات تتطوّر وتنتقل للمطالبة بإنفتاح النظام السياسي، وهو بحدّ ذاته تغيير في نوعية المطالب، مع ضروة تحسين النظام السياسي والنزاهة في الانتخابات والشفافية في ادارة الموارد الاقتصادية. أكثر ما أثار الشكوك والقلق في 2020 هو تراجع مساحة الصحافة وحرية الرأي وحقوق الإنسان مقارنةً مع الأعوام السابقة، وتغييرات في أسلوب حجب الحرية الصحفية، وانتقاله الى أساليب أكثر قسوة تضمن اعتقال صحفيين وناشطين من دون مذكرات قضائية، منهم شيروان شيرواني الذي احتجز لأيام بعد اعتقاله من منزله في وسط أربيل عاصمة الإقليم الكردي. شيرواني من الصحفيين الذين كتبوا تحقيقات وتقارير كشفوا فيها مكامن الفساد، كما واجه زملاء له المصير نفسه، ابرزهم بدل برواري الذي يُعتبر من أبرز الناشطين في الحراك المدني بإحتجاجات دهوك، المحصنّة عسكرياً من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، والتي خرج ابناؤها في تظاهرات غاضبة وكسروا الصمت مطالبين بصرف الرواتب وعدم تأخرها وانهاء مظاهر الفساد. يقول محمد فاتح ان حرية الصحافة في الإقليم باتت مقيّدة وأصبحت ضمن حدود معينة، كما أن حياة من يحاول كسر تلك القيود أو تجاوزها تكون في خطر مع استمرار التهديدات والاعتداءات والانتهاكات ضدهم. وبحسب أرقام غير رسمية جرى تسجيل 125 حالة انتهاك ضد الصحافة والصحافيين في العام 2020، أغلبها في محافظتي اربيل ودهوك، ومنها حالات اقفال مؤسسات إعلامية لعدة أشهر. سجل الشهر الأخير من السنة 15 حالة انتهاك ضد صحافيين ومؤسسات إعلامية في مدينة السليمانية. وهذه المدينة شكّلت في السنوات الماضية ملاذاً للصحافيين العراقيين الهاربين من الملاحقة في بغداد والبصرة وغيرها من المناطق العراقية، وسميت في العام الماضي بـ”منطقة خضراء” صحافية. ولكن مع نهاية العام ما كان كثيرون يظنونه ابتسامة، تبيّن انه أنياب بارزة للسلطة التي انقضّت على كل ما وجدته تهديداً لوجودها حتى ولو كان من الصحافيين. ولا يختلف سلوك السلطة مع الصحافيين عن سلوكها مع عامة مواطنيها مع فرض اقتطاع على الرواتب بشكل غير قانوني وغير منصف، فضلاً عن رفضها صرف رواتب الموظفين لشهور عدّة، وهو ما يصنف ضمن انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها السلطة الكردية ضد شعبها. وسجلت المراصد والاتحادات والمنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان والصحفيين حالات انتهاك ضد المدنيين مع بدء التظاهرات في مناطق مختلفة من الإقليم مع استخدام قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين واعتقال العديد منهم، وصلت إلى حد وقوع قتلى وجرحى بين صفوف المحتجين المدنيين. بدورها وثّقت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في كردستان العديد من حالات انتهاك ضد حقوق الإنسان في عموم مناطق الإقليم، عازيةً سبب تكرار هذه الانتهاكات بالدرجة الأساس الى قانون التظاهر الذي يرى حقوقيون أن هناك حاجة ماسة إلى إجراء تعديلات جذرية عليه، اذ يشوبه الكثير من الخلل وهذا ما يمهّد لخروج الكثير من الأشخاص الى الشارع والتظاهر بعيداً عن السياقات القانونية، بحسب الهيئة. وفي العام 2020 جرى تسجيل اعتقال ما يزيد على 305 أشخاص بتهم تنظيم تظاهرات خارج أصول “قانون التظاهر” في الإقليم. في هذا السياق، ينتقد رئيس الهيئة ضياء بطرس خروج بعض الإحتجاجات عن سياقاتها المدنية وتطوّرها واندفاعها نحو استخدام العنف. ويرى بطرس ان القوات الأمنية الكردية لا تتعامل بمسؤولية مع المتظاهرين ولا تمارس دورها في الحفاظ على امنهم وحياتهم، وهذا يعود إلى نقص في التدريب والتثقيف والتمرس في التعامل مع المتظاهرين بطريقة حضارية، واستيعاب حقهم في التعبير والغضب. والأرقام تشير بوضوح إلى استخدام الشرطة الكردية رصاصاً حياً وأسلحة قاتلة ضد المتظاهرين، فحصيلة المواجهات التي اندلعت في الشهر الأخير من العام رست على 10 قتلى من المتظاهرين المدنيين، وقتيلان من الشرطة.
الحصاد draw: (CNN) أكد جميع وزراء الدفاع الأمريكيين العشرة الأحياء أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد انتهت، محذرين من أي تدخل للجيش، وذلك في رسالة مشتركة نُشرت في صحيفة "واشنطن بوست"، الأحد، بينما يواصل الرئيس دونالد ترامب إنكار خسارته أمام جو بايدن. الرسالة، التي وقعها ديك تشيني وجيمس ماتيس ومارك إسبر وليون بانيتا ودونالد رامسفيلد وويليام كوهين وتشاك هاجل وروبرت جيتس وويليام بيري وأشتون كارتر، ترقى إلى عرض صريح للقوة ضد محاولات ترامب التخريبية، قبل أن يقر الكونغرس نتائج تصويت المجمع الانتخابي. وقال وزراء الدفاع في الرسالة: "لقد جرت انتخاباتنا، وتم إجراء عمليات إعادة فرز الأصوات ومراجعة الحسابات. وتم التعامل مع التحديات المناسبة من قبل المحاكم. وصدق حكام الولايات على النتائج. وصوتت الهيئة الانتخابية. وقد مضى وقت التشكيك في النتائج، ووقت العد الرسمي لأصوات المجمع الانتخابي، بحسب الدستور والقانون". وجاءت الرسالة في الوقت الذي يسعى فيه عدد من الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس للوقوف إلى جانب الرئيس ويخططون للاعتراض على فوز بايدن أثناء إقرار الكونغرس لنتائج المجمع الانتخابي، الأربعاء المقبل، رغم أن جهودهم لن تؤدي إلا إلى تأخير التأكيد الحتمي على فوز بايدن. وأكد وزراء الدفاع السابقون، في رسالتهم، أن مراحل الانتقال الرئاسية "جزء أساسي من النقل الناجح للسلطة". وقالوا إنها "تحدث غالبا في أوقات عدم اليقين الدولي بشأن سياسة وموقف الأمن القومي للولايات المتحدة. ويمكن أن تكون لحظة تكون فيها الأمة عرضة لأفعال الخصوم الذين يسعون إلى الاستفادة من الموقف". وجاءت الرسالة في أعقاب إقالة ترامب لإسبر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كجزء من مجموعة من التغييرات الشاملة على قمة هيكل القيادة المدنية بوزارة الدفاع، والتي تضمنت تنصيب من يُعتقد أنهم موالون للرئيس. وأدت هذه التغييرات إلى إثارة قلق المسؤولين داخل البنتاغون وأثارت شعورًا متزايدًا بالذعر بين المسؤولين العسكريين والمدنيين. وبينما قال الضابط الأعلى للجيش الأمريكي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، للكونغرس في أغسطس إن الجيش لن يتدخل في تسوية أي نزاعات انتخابية، أكد وزراء الدفاع السابقون في رسالتهم أن مثل هذا المحاولة "ستأخذنا إلى منطقة خطرة وغير قانونية وغير دستورية". وجاء في رسالة وزراء الدفاع السابقين أن "المسؤولين المدنيين والعسكريين الذين يوجهون أو ينفذون مثل هذه المحاولات سيخضعون للمساءلة، بما في ذلك احتمال تعرضهم لعقوبات جنائية، بسبب العواقب الوخيمة لأعمالهم على جمهوريتنا".
الحصاد draw: بعدما أبرمت الصين اتفاقيات استراتيجية مع إيران، أعادت بكين ضبط بوصلتها بالتوجه نحو بغداد، متبعة النهج ذاته في تعزيز وجودها في الشرق الأوسط، من خلال اتفاقيات وصفقات تجارية. ولأول مرة يبدأ العراق ثاني أكبر مصدر للنفط في أوبك، بتصدير الخام للصين بحيث ستكون بالدفع المسبق، والذي قالت وكالة بلومبيرغ إن الصفقة تمت ما بين "سومو" وهي شركة النفط العراقية، وشركة "تشينخوا أويل" الصينية، وهي إحدى شركات التابعة لـ"أكبر مقاول" دفاعي تابع للصين، وفق وكالة بلومبيرغ. وكالة الأنباء العراقية "واع" كانت قد نقلت عن مدير عام شركة "سومو"، علاء الياسري قوله بأنها شركة وسيطة وليست مالكة للنفط، وجميع الإيرادات تذهب إلى حساب وزارة المالية لدى البنك المركزي. وبحسب تقرير سابق لبلومبيرغ فإن الصفقة "النادرة" ستكون بدفع الصين أكثر من ملياري دولار مقدما مقابل 48 مليون برميل نفط، سيتم توريدها خلال يوليو 2021 وحتى يونيو 2022. وتسمح الصفقة بشحن الخام العراقي إلى أي وجهة ترغب فيها لمدة عام. وعادة، يباع خام الشرق الأوسط بشروط صارمة تمنع التجار ومصافي التكرير من إعادة بيع البراميل إلى مناطق مختلفة. سياسة القروض الصين تتبع سياسة القروض لفرض سيادتها الصفقات التي تقوم بها الصين في الشرق الأوسط، ليست اقتصادية بحتة، إذ أن الدعم النقدي الذي توفره يرافقه ما يرقى إلى تآكل هائل في السيادة، وفق تحليل سابق لنائب رئيس المجلس الأميركي للسياسة الخارجية، إيلان بيرمان. وأشار في تحليله إلى ديناميكية العلاقات الصينية في المنطقة ترتبط ارتباطا وثيقا بجهود شي جينبينغ الخارجية، والمعروفة باسم مبادرة الحزام والطريق، والتي من خلالها قامت الصين بتوسيع وجودها بشكل كبير في الشرق الأوسط. وكالة بلومبيرغ كانت قد أشارت إلى أن الاتفاق الصيني العراقي مثال على سياسة القروض الصينية، من خلال شركات تجارية وبنوك تسيطر عليها بكين، مقابل السداد ببراميل نفطية. وحذرت من سياسة القروض الصينية، التي بمقتضاها تسيطر بكين وتصادر بعض مقدرات وأصول الدول الأخرى عند عجز الحكومات المقترضة، الإيفاء بالتزاماتها، وقد وقع ضحية هذه السياسة دول مثل، سريلانكا وباكستان، ومؤخرا لاوس، التي ستسلم لحصة الأكبر من شبكة الطاقة الكهربائية الخاصة بها إلى شركة الصين الجنوبية الوطنية للكهرباء، بسبب فشلها في سداد الديون الصينية. البوابة الإيرانية الاتفاق سيتيح لبكين تواجد عسكري داخل الشرق الأوسط بحجة تدريبات مشتركة ورغم أهمية الصفقة إلا أنه يشوبها أيضا الغموض، وحيثياتها غير معروفة بما يشابه الاتفاق الصيني الإيراني، الذي لا تزال جميع بنوده غير معروفة، سوى أنه أوجد للصين مدخلا للشرق الأوسط. وكانت متحدثة باسم الخارجية الأميركية، في يوليو الماضي كانت قد علقت على الاتفاق الإيراني الصيني "بأن الولايات المتحدة ستفرض أعباء إضافية على الشركات الصينية التي تساعد إيران والتي تعد أكبر دولة راعية للإرهاب". وأضافت أن السماح للشركات الصينية أو تشجيعها على القيام بأنشطة خاضعة للعقوبات مع النظام الإيراني، فهذا يعني أن السلطات الصينية تقوض هدفها المعلن بتعزيز السلام والاستقرار. وتأتي الصفقة الصينية - العراقية، في وقت يتوقع أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي للعراق بنسبة 12 بالمئة هذا العام، أي أكثر من أي عضو آخر في أوبك، وفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي. وكان العراق قد خفض سعر الصرف الرسمي في ديسمبر للدينار إلى 1460 مقابل الدولار، بدلا من 1182، ما يعني خفض قيمة تصريف العملة بنحو الخمس. الحرة
الحصاد draw: BBC يقول علي: "أشعر بالخوف، من خطر ما يحدق بي؛ من أن يقوم أحدهم في يوم ما بركل باب منزلي ويطلق خمس إطلاقات نارية، واحدة عليّ وأخرى على زوجتي وثلاث رصاصات على بناتي الثلاث". يخشى علي (اسم مستعار) من أن تستهدفه الميليشيات؛ هو وأسرته، لأنه عمل مترجماً لدى الجيش البريطاني ضمن قوات التحالف في العراق. كان يعلم أنها ستكون وظيفة محفوفة بالمخاطر، لكنه يقول إنه سعيد بما يقوم به من منطلق شعوره بالوطنية. لكن عندما اغتالت الولايات المتحدة، القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني، وكذلك أحد كبار قادة الميليشيات العراقية، أبو مهدي المهندس، أصبح عمل علي فجأة أكثر خطورة. ولم يعد علي يعمل الآن لدى قوات التحالف، لكنه يشعر بأنه يترك ليواجه مصيره وحده مع انسحابهم من العراق. التقيت بعلي وزميله أحمد (ليس اسمه الحقيقي أيضاً) في فندق آمن في بغداد، وفضلا عدم الكشف عن هويتيهما حفاظاً على سلامتهما... كانا يبدوان خائفين. يقول علي: "لم نكن نعرف إلى أين نذهب أو إلى من نلجأ. فجئنا إلى بي بي سي، وكل ما نريده هو أن يسمع الشعب البريطاني وحكومة المملكة المتحدة أصواتنا وقصتنا". "عائلة كبيرة واحدة" عندما بدآ العمل مع الجيش البريطاني في العراق قبل عامين، قيل لهما إنهما بمثابة أفراد في عائلة كبيرة واحدة. كان ذلك كافيا بالنسبة لهما ليشعرا بالتزام عميق تجاه شركائهما الأجانب. كان الإثنان جزءاً من مجموعة مكونة من ثمانية مترجمين فوريين، عملوا مع القوات البريطانية الخاصة التي جاءت إلى العراق كجزء من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم بالدولة الإسلامية. كتائب حزب الله في العراق: ما طبيعتها ومن يقف وراءها؟ قاسم سليماني: لماذا استهدفته الولايات المتحدة؟ إيران "توسع شبكة نفوذها" لمواجهة خصومها في الشرق الأوسط التعليق على الصورة، قوات الأمن العراقية أثناء التدريب وتقول وزارة الدفاع البريطانية إنه على مدى ست سنوات، ساعدت القوات البريطانية في تدريب أكثر من 120 ألف جندي عراقي وكردي. كان المترجمون يساعدون المستشارين البريطانيين الذين تم نشرهم في إحدى القواعد الرئيسية للتحالف لتوفير التدريب للقوات العراقية الخاصة. ولكن كانوا أحياناً يقومون بأكثر من مجرد وظيفة الترجمة، كما يقول أحمد. وأخبرني أنه كان يُطلب منه ومن المترجمين أحياناً أن يقوموا باستطلاع حول محيط المعسكر عندما كان الجنود البريطانيون يشعرون بالقلق حيال سلامة المعسكر، للتحقق من عدم وجود أي خطر قد يهددهم. ويضيف أحمد: "كنت أفتخر لقيامي بتلك المهمة، كانوا يخبروننا بأن لا نعرض حياتنا للخطر، لكننا كنا نقول لهم إنهم إخواننا ونريد أن نحافظ على سلامتهم". ويتابع أحمد: "نحن نحب بلدنا العراق وقد أتوا لمساعدتنا، لذلك كان لي الشرف أن أعمل معهم". "أهداف" فجأة تغير كل شيء في يناير/كانون الثاني من هذا العام ، فقد اغتيل أقوى قائد عسكري إيراني، قاسم سليماني وحليفه العراقي أبو مهدي المهندس، نائب رئيس قوات الحشد الشعبي في بغداد، بناءً على أوامر من دونالد ترامب، مما أثار غضب القوات شبه العسكرية القوية المدعومة من إيران. وأصبحت القوات الغربية والعراقيون الذين عملوا معها -الذين وُصفوا بالخونة- أهدافاً لتلك القوات. ويقول علي: "أصبحت الأجواء متوترة للغاية. حتى أن بعض القوات العراقية التي كان يتم تدريبها من قبل التحالف بدأت في معاملتنا كعدو. لا أعرف، ربما لأنهم كانوا موالين لدولة أخرى غير العراق". وباتت قواعد قوات التحالف الآن تتعرض لهجمات صاروخية منتظم، تدعي مجموعات ميليشيات غير المعروفة مسؤوليتها عنه. ويعتقد العديد من الخبراء أن هذه الجماعات الجديدة هي مجرد واجهة لميليشيات شيعية قوية ومعروفة أصلاً مثل كتائب حزب الله، وأنها تستخدم أسماء أخرى من أجل العمل بمزيد من الحرية. التعليق على الصورة، أبو مهدي المهندس (يسار) وقاسم سليماني (يمين) قتلا في غارة أمريكية في يناير/كانون الثاني 2020. وقال لي مسؤول أمريكي: "لدينا دليل على أن هذه الجماعات هي مجرد واجهات وأسماء جديدة لنفس الميليشيا الأساسية المناهضة للغرب المدعومة من إيران. إنهم يعلمون أن مطاردة الأشباح غير ممكنة، لذا يستخدمون هذه الاستراتيجية لترهيب العراقيين وقوات التحالف، وفي الوقت نفسه، تتمكن الميليشيا الرئيسية من إلقاء المسؤولية على تلك المجموعات وستدعي أنها لا تعلم شيئاً عنهم وتفلت من المسؤولية". مضيفاً إن هذه المجموعات المجهولة تركز الآن على العراقيين الذين يعملون مع التحالف بدلاً من قوات التحالف نفسها. "ميليشيات شبيحة" وأصدرت عدة ميليشيات غير معروفة تحذيرات متعددة تطلب من العراقيين الذين يعملون مع قوات التحالف ترك وظائفهم فوراً. و أطلقت إحدى تلك الميلشيات على نفسها اسم "أصحاب الكهف" أو "رفاق الكهف"، وأعلنت مسؤوليتها عن العديد من الهجمات الصاروخية على قواعد التحالف والسفارة الأمريكية في بغداد. صدر الصورة،AFP التعليق على الصورة، مقاتلو كتائب حزب الله ينعون مقتل المهندس وسليماني ونشرت الجماعة بيانا على موقع التواصل الاجتماعي، تلغرام، تعرض فيه أموالا على مترجمين عراقيين يعملون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وجاء في البيان "اليوم نصدر العفو عمن أساءوا إلى أنفسهم وبلدهم من خلال خدمة الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم من أعداء العراق، كما أننا سنوفر لكم الأمان ورواتب شهرية إذا اتصلتم بنا". وتبدأ الرواتب المعروضة في البيان، من 3000 دولار للمترجمين وقد تصل إلى 50 ألف دولار لمساعدي المخابرات الأمريكية والبريطانية. ويقول أحمد: "كان البيان يحمل رسالة مبطنة، مفادها إن لم تتعاونوا معنا، فسنعتبركم أعداءً، وقالوا "إن الفرق بيننا وبين التحالف هو أنهم يضربونهم بصواريخ الكاتيوشا، لكننا سيقتلوننا برصاصة". هجمات وقد ترجمت هذه الكلمات إلى أفعال - فمنذ اغتيال سليماني، تعرض العديد من القوافل الإمدادات اللوجستية التي تنقل حمولات التحالف في العراق إلى هجمات بالعبوات الناسفة. ونشرت "ميليشيات الشبيحة" مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الهجمات، وهي تعلن مسؤوليتها عن استهداف "قافلة للجيش الأمريكي" بسرور. وواقع الحال إن من يدير هذه القوافل فعليا هم متعاقدون خارجيون مع الجيش الأمريكي، كما أن سائقيها من العراقيين أيضاً، ولا يرافقهم أشخاص أمريكيين أو غيرهم من التحالف. وقال لي أحمد: "بإمكاننا أن نرى الآن أنهم بدأوا في تنفيذ تهديداتهم". وعلى الرغم من ذلك، واصل المترجمون العمل مع قوات التحالف. لقد كانت مهمة خطيرة لكنهم شعروا أن لديهم مستوى معين من الحماية. وقد أكد التحالف لهم أن بياناتهم ومعلوماتهم الشخصية لن يعلم بها أحد خارج التحالف. ويقول علي: "لا أحد يعلم طبيعة عملي أو مكاني، حتى أولادي باستثناء زوجتي، وحتى هي لا تعلم تفاصيل ما أقوم به بالضبط، وقد وعدنا التحالف أن تظل معلوماتنا الشخصية سرية". عاطل عن العمل ومعرض للخطر ولكن عاصفة أخرى عصفت بالبلاد لم تكن في الحسبان؛ كوفيد 19، الذي ما أن تفشى في العراق، حتى دخلت البلاد في حالة إغلاق كامل. ويجب على أي شخص يحتاج إلى السفر أن يكون على قائمة تصاريح خاصة صادرة عن الحكومة العراقية، والتي يتم إرسالها إلى جميع نقاط التفتيش في جميع أنحاء العراق. صدر الصورة،AFP التعليق على الصورة، يخشى المترجمون أن تكون معلوماتهم الشخصية قد سقطت في أيدي ميليشيات مدعومة من إيران والقائمة التي اطلعت عليها بي بي سي، توزعها قوات الأمن العراقية. وتضمنت الأسماء الكاملة والمسميات الوظيفية وأرقام الهوية وأرقام السيارات لجميع المترجمين الفوريين الثمانية في مجموعة علي وأحمد. وأُبلغ الثمانية بالبريد الإلكتروني أن هذه القائمة قد أرسلت إلى نقاط التفتيش العراقية "لتسهيل حركتهم". وكانت هذه الأنباء مرعبة بالنسبة لهم. ففي العراق، يتم إدارة نقاط التفتيش بشكل مشترك من قبل وحدات أمنية مختلفة، بما في ذلك قوات الحشد الشعبي التي تضم مجموعات مسلحة شيعية قوية مناهضة للولايات المتحدة. يقول أحمد: "هذا يعني أن الميليشيات لديها الآن معلوماتنا الشخصية". وأوقفت قوات التحالف فعلياً معظم برامج التدريب، وبدأت عملية تسليم القواعد للعراقيين بشكل جدي بعد تفشي فيروس كورونا واستمرار الهجمات الصاروخية على قوات التحالف. واعتباراً من منتصف مارس/آذار 2020 ، سلم التحالف ثماني قواعد عسكرية للعراقيين، وقلّص عدد قواته الموجودة في العراق بشكل كبير. وكانت إحدى القواعد هي تلك التي كان يعمل فيها أحمد وعلي. ومع بدء الانسحاب، غادرت القوات البريطانية الخاصة التي عملوا معها العراق في وقت أبكر مما هو مخطط له. والآن أصبح أحمد وعلي ورفاقهم الستة عاطلين عن العمل، ويشعرون بأنهم غير آمنين ومعرضين للخطر. وأجبرهم هذا الوضع الجديد على الاختباء ونقل عائلاتهم إلى عناوين مختلفة، لكن هذا ليس سوى حل مؤقت. ويخشى علي أن تلحق الميليشيات بهم في وقت ما. ويقول علي: "يخيل إلي أنني أحمل قلبي في جرة مليئة بالدماء، وإذا تعثرت وسقطت أرضاً، ستنكسر الجرة وأموت". التعليق على الصورة، نفى الميجر جنرال كيف كوبسي إشراك أي جهة في الاطلاع على البيانات الشخصية للمترجمين بيانات شخصية نقلت مشكلتهم إلى نائب قائد قوات التحالف، الميجر جنرال البريطاني، كيف كوبسي، لكنه نفى كليا اشراك أي جهة أخرى في الاطلاع على معلومات شخصية تخص المترجمين العراقيين. وقال: "كأي شخص نعمل معه، يوفر لنا المترجمون الفوريون اتصالاً حيوياً يمكّننا من القيام بعملنا هنا، لذلك نحمي بياناتهم الشخصية ولا نقوم بتمريرها إلى جهات أخرى، بما في ذلك الأمن أو القوات أو الحكومة العراقية". لكن عندما أخبرته أننا رأينا الوثيقة وأنها بدت أصلية، وعدنا بأنه سيتابع القضية قائلاً: "أرى أنها قضية مثيرة للاهتمام بغض النظر عن صحتها أم لا، وسأضطر إلى إجراء المزيد من البحث في هذه المسألة". وأكدت وزارة الدفاع البريطانية استمرار تحقيقاتها. وجاء في بيان الوزارة: "على الرغم من أننا لا نوظف مترجمين فوريين في العراق بشكل مباشر، فإننا نتعامل مع أي انتهاك للأمن الشخصي على محمل الجد، ونلزم مقاولينا باتباع أعلى المعايير ونحقق حالياً في هذه المزاعم". التعليق على الصورة، الاتصال بين قوات التحالف والحكومة العراقية يتم من خلال السفارة الأمريكية في بغداد وكانت الوثيقة تحمل عنوان السفارة الأمريكية في بغداد. ويوضح أحمد أنه نظراً لقيادة الولايات المتحدة للتحالف، فإن أي مراسلات إدارية مع السلطات العراقية تأتي من السفارة الأمريكية. اتصلنا بالسفارة الأمريكية وسألناهم عن هذه الوثيقة. أجاب متحدث باسم السفارة: "عموماً لا نعلق على مراسلاتنا الدبلوماسية الخاصة مع حكومة العراق. ولكن، تنسيق التحركات اللوجستية مع حكومة العراق هو إجراء نظامي معتاد لضمان سلامة وأمن البعثة الأمريكية والولايات المتحدة". وللتهديدات التي يتعرض لها المترجمون العراقيون تاريخ طويل. فمنذ سقوط صدام حسين، قتل ما لا يقل عن 40 شخصاً ممن عملوا مع الجيش البريطاني على أيدي جماعات الميليشيات المسلحة. وعلى الرغم من التهديدات المستمرة في السنوات التي أعقبت غزو العراق، الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 ، رفضت المملكة المتحدة تقديم برنامج تأشيرة شامل يغطي جميع المترجمين الفوريين العاملين مع الجيش البريطاني. وقال تقرير نُشر في فبراير/شباط 2019 على موقع وزارة الداخلية تحدث عن "ما يعد تعاونا" في العراق، إن مستوى الخطر على حياة المترجمين العراقيين منخفض الآن، بالنظر إلى حقيقة أن معظم الميليشيات المعادية للغرب المدعومة من إيران مشغولة بصراعاتها الداخلية وكذلك القتال ضد داعش. ومن المؤكد أنه خلال الحملة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، شهدت الكثير من التعاون غير المباشر بين الجماعات الموالية لإيران والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. لكن الوضع تغير بشكل واضح منذ مقتل سليماني والمهندس. لم يعد يستطيع كل من أحمد وعلي الشعور بالأمان. فهما قلقان من أن يُضاف اسماهما أيضاً إلى القائمة الطويلة للمترجمين الذين قُتلوا في العراق.
الحصاد: اعلن المتحدث الرسمي لحكومة الاقليم جوتيار عادل في بيان بان مسرور بارزاني رئيس مجلس الوزراء رشح د. كمال اتروشي لشغل منصب وزير المواردالطبيعيةو ارسل سيرته الذاتية لبرلمان كوردستان لمنح الثقة للوزير الجديد. السيرة الذاتية لمرشح وزیر الموارد الطبيعية: 🔹ولد الدكتور كمال الاتروشي عام 1955 . 🔹حصل على شهادة البكالوريوس في الجيولوجيا من كلية العلوم جامعة بغداد عام 1975 🔹تدرج في العمل الوظيفي (جيوفيزيائي) بعد تخرجه في شركة النفط الوطنية العراقية INOC وعمل بمجال الجيوفيزياء الاستكشافية والدراسات التقييمية ولغاية العام 1985. 🔹ابتعث الى خارج القطر لإكمال دراسته العليا حيث حصل على شهادة الماجستير من جامعة Université de Bordeaux1الفرنسية بتخصص الجيوفيزياء الاستكشافية النفطية عام 1987. 🔹 اكمل دراسته العليا وحصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة نفسها عام 1991 بتخصص جيوفيزياء النفط (الاستكشاف والانتاج). 🔹عمل ابحاث ما بعد الدكتوراه في الزلزالية وطباقية التتابع من المعهد الفرنسي للبترول (IFB) French Petroleum Institute 🔹لديه خبرة لأكثر من (35) عاما في مجال جيوفيزياء النفط. 🔹عمل باحث جيوفيزيائي ومن ثم جيوفيزيائي مكامن للمسح الزلزالي (معالجة وتفسير) وطباقية التتابع وتحليل الاحواض والتعرف على الخواص المكمنية في شركة Elf الفرنسية والتي كانت تعمل في غرب افريقيا والشرق الاوسط للفترة(1987-1999). 🔹انتقل للعمل مستشارا في الوكالة الكندية الدولية للتطوير في المشاريع الواقعة في افريقيا ولغاية العام2005. 🔹 عمل مستشار نفطي لمشاريع استكشاف وتطوير الحقول النفطية ومحاضر في جامعة مكغيل McGill University وجامعة كارلتون Carleton الكندية، حيث اشرف على العديد من طلبة الدراسات العليا في مجال جيوفيزياء النفط التطبيقية. 🔹انتقل عام 2005 للعمل جيوفيزيائي اقدم في شركة النفط الكويتية KOC للاستكشاف والانتاج وعمل مستشارا فنيا للعمليات السطحية وفي الآبار وكان عمله يتضمن تطبيق تقنية Microseismic reservoir performance monitoring وتطبيق تقنية المسح الجذبي الدقيق الجوي Micro-gravity airborn لتحديد المكامن الفتاتية (Clastic reservoir) الهيدروكربونية الضحلة العمق ولأول مرة في الشرق الاوسط وعمل على تدريب وتحسين المهارات الفنية للكادر الكويتي في شركة النفط الكويتية واستمر في العمل مع الشركة لغاية العام 2008. 🔹 انتقل للعمل جيوفيزيائي مكامن في شركة بتروناس الماليزية PETRONAS للفترة ولغاية العام 2012، حيث عمل في مركز الامتياز الفني (CTE) وفضلا عن عمله فني مكامن نفطية بالإضافة الى عمله كقائد فريق ومشرف على خطط تطوير الحقول والدراسات المتعلقة بالمكامن، حيث قاد وعمل كمستشار لفرق دراسات المكامن الكربونية بتكامل دراسات المكامن الكربونية، ومستشار في الامور الفنية السطحية وفي الآبار لتحسين الخصائص المكمنية وتحسين استخراج النفط بالإضافة الى تقديمه الاستشارات في مجالات اخرى متعلقة بمراقبة وتحسين المكامن النفطية الكربونية. 🔹 عمل ممثلا لشركة بتروناس في الاتحاد واللقاءات العالمية المساهمة في تطوير الموارد الهيدروكربونية الغير تقليدية 🔹 انتقل عام 2012 من شركة بتروناس ليعمل منسقا للمشاريع التقنية في الاستكشاف والانتاج ودراسات التطوير بالإضافة الى عمله كمستشار في شركة الاستكشافات البترولية الخارجية الكويتية (KUFPEC) للفترة ولغاية العام 2014. 🔹 انتقل بعدها للعمل مع شرطة TOTAL الفرنسية والان يعمل كمستشار جيولوجي اقدم مع هذه الشركة. 🔹 يمتلك عضوية العديد من الهيئات والهيئات والمنظمات العلمية العالمية. 🔹 لديه مشاركات عديدة في العديد من المؤتمرات العلمية الجيولوجية والجيوفيزيائية والصناعة النفطية في مختلف دول العالم. 🔹ساهم الاستاذ كمال اتروشي في نشر العديد من البحوث العلمية المتعقلة بجيوفيزياء النفط والجيوفيزياء الاستكشافية. ومن ابحاثه : 1.Optimal Seismic Processing and Seismic Inversion of Low Coverage 2D seismic Data, West of Amara, Southern Iraq. A Seismic Reservoir Characterization study for Mishrif, Rumaila, Zubair and Ratawi formations. 2.Seismic Imaging of Digenesis: A Tool for Studying Hydrothermal Dolomite Systems. 3.Case studies of some Middle East carbonate reservoir characterization technologies. 4.Seismic reservoir characterization, analysis and modern approach, Optimization of low coverage 2D seismic data well-driven processing for fine-stratigraphic analysis 5.First Microseismic Monitoring Results for a Middle-East Carbonate. 6.Analytical Review of Hamrong Geology and Geophysics Data. 7.Systematic Evaluation of Kuwaiti Reservoirs to Determine Optimum Candidates for Underbalanced Drilling. 8.Microseismic monitoring of a Middle East carbonate reservoir: Minagish sensitivity test results. 9.First Microseismic Monitoring Results for a Middle East Carbonate Reservoir: Minagish Oil Field Case Study, Western Kuwait.
مریوان وریا قانع - آراس فتاح زاوية اسبوعية يكتبها ل( الحصاد DRAW ) : ترجمة : عباس س المندلاوي لقد غادرتنا سنة اخرى وشرعنا في الدخول في الاخرى ، ولكن ما نلمسه ونعايشه في عالمنا هو ان العديد من الازمات المختلفة والخطيرة والمريعة تواجه مجتمعنا ويسوق افرادنا وانسانيتنا نحو الهلكة والفناء التام ، واحدى تلك الازمات وربما تعد من اخطرها ، ولكن أقل تناولا وتطرقا اليها ؛ أزمة نهاية شاملة وقاصمة للسياسة ، فنحن نعيش منذ سنوات في اوضاع انعدمت فيها السياسة ، أجواء مجردة من السياسة وفي العيد من الاوجه معادية للسياسة تماما . هنالك الكثير من العناصر والمؤثرات المباشرة وغير المباشرة مُشارِكة في محو وافناء السياسة ، بشكل اننا نلمس اليوم التحضير لصعيد سياسي بدون سياسة حقيقية والاستعداد السياسي دون سياسة ، التحضير لسياسة تفسر عالمنا من خارج البعد السياسي المفني لذلك العالم ، ولكن كيف عالمنا هذا بلا سياسة ؟ باي معنى هذا الصعيد من دون سياسة ؟ ألا نسمع ونرى الجميع يتحدث عن السياسة كل يوم ! والعديد من الكُتاب والمثقفين يشددون على ان السياسة تهيمن على كل شيء ، أليس هناك الكثير من الرؤى والطروحات تتحدث عن ضرورة فصل السياسة واستبعادها كشرط لتحرر الفرد والمجتمع ، وكل تلك الاحزاب والمنظمات السياسية والاعلام المسيس والحزبي وكل تلك الخطابات والمقالات ، اليست كل ذلك سياسة ؟ السياسة تكون على مسارها الحقيقي وتعطي معناها عندما مبنية على اساس اجتماعي حقيقي وهو ان الظروف والاوضاع الانسانية مختلفة وتعددية ،والعالم والمجتمع تعددي ، الاختلاف والتمايز هو سمة الحياة وتعايش الاجتماعي ، إذاً السياسة هي فن وفعالية تنظيم تلك الاختلافات والتمايزات المجتمعية بشكل تظهر معه تلك الاختلافات مع امكانية تعايشها ، وهذا يجعل البشر كمجموعات وافراد وتنظيم العلاقة بينهم هو محور اهتمام السياسة وليس الفرد كمخلوق وحيد ، الانسان كفرد وحيد ممكن ان يكون مادة او محورا للقصائد والاشعار والاغراض الادبية الاخرى والفلسفة ولكن ليس مادة ومحور السياسة ؛ نستنتج من ذلك ان السياسة نشاط وفعالية تهتم وتعمل على التعددية الانسانية ، فيما الفسلفة واقسام اخرى من الفكر تبحث في الانسان كفرد ، التعددية كمحور رئيس في السياسة معناها الاهتمام بالانسان في حالته الاجتماعية او الجمعية و في حالة ترابطهم بكل اختلافاتهم ، لذلك نرى جميع المفاهيم التي تتداخل مع السياسة تصبح مفاهيم جمعية وتعددية او عامة . فمثلا حرية الانسان في الفكر الفلسفي ممكن ان تكون تعني الحرية الشخصية او الفردية ، تكون مرتبطة هل الشخص ممكن ان يكون حرا ؟ هل هناك شيء باسم الارادة الحرة ؟ اذا وجدت فالى اي مدى تكون حرة ؟ ..الخ . في كل ذلك يتم الحديث عن قدرة الفرد التحرر او التمتع بالحرية ن فيما في السياسة ليست هناك صلة بالحديث عن الارادة الحرة للفرد او عدمها ، الارادة الحرة ليست موضوعا يبحث في السياسة التي لا وجود فيها للحرية الفردية ، لان الفرد على اتصال دائم مع الاخرين ضمن دائرة علاقات اجتماعية ، اي ان الانسان كفرد لايستطيع ممارسة حريته بمعزل عن الاخرين . الحرية في السياسة هي حرية جمعية عندما يعيش ويعمل ويتصل الافراد معا ، الحرية تكون لها معنى عندما يعيش الفرد بين الجماعة ، هكذا تكون السياسة كنشاط عملي وتنظيمي واداري و ممارسة الحياة العامة ، التي يسعى لها الافراد ويعيشونها . ما يفتقر اليه عالمنا هو هذه النظرة والرؤية للسياسة ، ما يغيب عن عالمنا هي السياسة كنشاط تنظيمي والتعددية الانسانية ( الافراد) المعنوية وتنظيم وصياغة التعايش الجمعي والعمل معا وفق النُظُم واساليب العلاقات الانسانية كمجموعات و بشكل عام . وما يحدث في عالمنا عكس هذا الفهم للسياسة تماما ، وفي الحقيقة هو ممارسة الجانب المضاد لهذا الفهم ، فالسياسة تعني عندنا العمل على حماية مجموعة صغيرة داخل المجتمع ضد الغالبية العظمى من المجتمع ، وهو إختصار السياسة على تضخيم وتقوية وتعظيم فوائد وارباح عدة عوائل وأُسر على حساب معظم افراد المجتمع ؛ أي تمليك السياسة وتحديدها لمجموعات صغيرة وجعلها ملعونة من قبل آخرين .المجتمع الكوردي لا ينتظر شيئا ايجابيا من هذه السياسة ، ليس لان السياسة عبارة صحراء قاحلة لا تنبت شيئا بل لان لا وجود لسياسة تعمل على احياء وتنظيم المجتمع وحماية التعددية والاختلافات والحريات وتجعل ذلك مهمة رئيسة لها . ففي مجتمعنا تسود القطيعة والانعزالية بدل الترابط والتواصل وبدل التقارب الاجتماعي يسود التباعد والتنافر و بدلا من خلق التعايش والتكتل نرى التفكك والتفتت الاجتماعي والتباعد والفُرقة بين الافراد والمدن والبلدات والمناطق . وهذا يدل ان السائد في مجتمعنا وعالمنا هومنطق ما قبل ولادة السياسة ، هو منطق العنف ومنطق و شرع الغاب القاضي باكل القوي للضعيف سيطرة عليه وعلى الاخرين وتوجيههم كيفما يشاء ؛ وعندما يعجز عن السيطرة اللجوء الى منطق التخوين ووصمهم بالعمالة وواعتبارهم خطرا وتهديدا ؛ أي استهداف غير الخاضع وتسقيطه وتصفيته معنويا ، ومن ثم اذا اقتضى الامر وسنحت الفرصة تصفيته ماديا وجسديا . فاذا كان منطق السياسة هو منطق العلاقات والتواصل الاجتماعي والعمل الجماعي في الحياة العامة ، فإن ما يحدث في اقليم كوردستان هو سيادة منطق القوة بمعناه البدائي ( شريعة الغاب ) ، والذي يعتبر العنف حصيلته الرئيسية والاساسية ، فالسياسة هنا ( الاقليم ) بقدر ما تفرز المؤامرات و التهديدات واحتمال وقوع الصدامات العنيفة كما انها نشاط منظم لسرقة الاموال والممتلكات العامة والثروات وتخريب العلاقات بين الافراد ، فانها بعيدة عن التعريف والوصف الذي تحدثنا عنه آنفا ، السياسة في اروقة الحكم السلطات الكوردية وخطاباتها عبارة عن اكاذيب ومجرد تهديدات ومن ناحية التطبيق اضحت مرادفة لتحريك القوات وممارسة العنف . بالطبع ان موضوع ” نهاية السياسة “ في الفكر السياسي نفسه كان محل ابحاث و تمحيص مرات عديدة ، وربما اهمها طرح المنظرة السياسية ( هانا آرنت ) في خمسينات القرن الماضي . اذ تعتقد ارنت ان العالم المدني محى البعد السياسي في داخل الافراد وحول السياسة الى مجرد شؤون ادارية ، ولكنهاتتحدث عن ضياع السياسة ونهايتها في معمعة الحرب الباردة وصنع القنابل النووية ، وتضيف ان ممارسة السياسة في عصر مخاطر وتهديدات الحرب النووية تواجه خطر الفناء ، لان جل اهتمام السياسة انصب وتركز على كيفية الحيلولة دون وقوع تلك الحرب الكارثية ، التي تعتقد هانا آرنت انها لن تكون الحرب العالمية الثالثة بل ستكون آخر الحروب ونهاية البشرية . اقتصار السياسة على المحاولة من اجل منع اندلاع الحرب النووية يعني انهاء الممارسة السياسية وقتلها ، مع ان مهمتها الرئيسة هي حماية التعددية البشرية والتعايش وضمان التواصل الدائم والحرية داخل المساحة العامة . وعلى شاكلة هانا ( حنا) آرنت ،تحدث یورگن هابر ماس عن نهاية السياسة في ستينات قرن العشرين ولكن من زاوية و نظرة مختلفة قليلا ؛ هابر ماس كان يعتقد ان السياسة مقبلة على التحول الى نشاط سري وعرض غير سياسي كبير يحدث بمعزل عن المجتمع ، وفي هذا النشاط السري السياسة تصبح توافقا بين ممثلي المصالح الاقتصادية الضخمة على الاسواق والارباح .فباعتقاد هابرماس ان هذه السرية وحرمان وقطيعة الناس والمجتمع من النشاط والمشاركة السياسية يجعل الديمقراطية مجرد اطار فارغ من المحتوى الحقيقي لممارسة السياسة الحقيقية . النقطة المشتركة التي تجمع وجهتي نظرآرنت و هابرماس هي اعتقادهما ان هناك استبعاداً للسياسة من ان تكون نشاطا جمعيا للافراد معا بغية ضمان حياة عامة ، ولا تستطيع الاهتمام بالحياة العامة للناس وتطويرها ، وتنقطع صلتها بالتعددية في حياة و وجود الناس ، بل تم اقتصارها على حماية مجموعة من الارباح والمكتسبات الشخصية . وهذا التحول والتبدل في كيفية تعامل السياسة جعلها تهديدا على الممارسة نفسها وللمجتمع ، فبدلا من حماية الحياة العامة و الاهتمام بالاختلافات وتنظيمها تعمل على منطق فرز العالم وتقسيمه الى عدو و صديق ؛ الى جهة او شخص مكسبه في صالحي وجهة او شخص مكسبه ضرر عليَ،وهذا المنطق يصنع الشمولية بدلا من سياسة حماية الاختلافات والتعددية في الحياة والأفراد ؛ وهذه الشمولية عادت بثوب شعبوي ثقافي الى عالم السياسة في هذا القرن ، وتعمل على تقسيم عالم البشر والمجتمعات والدول . في منطقتنا معظم الدول منهمكة منذ سنوات في الحرب المسمى بحرب ضد الارهاب الى جانب الحروب بين الدول واقتتال القوى مع بعضها ، ومعظم تلك الحروب ليس لها ابعاد داخلية فقط بل تمتلك ابعادا اقليمية ودولية ، في صراعات بين العديد من الدول والجماعات ، منذ سنوات عديدة فقدت السياسة عنصر المبادرة واصبح همها وعملها الرئيس الاهتمام بالمشاكل التي تتمخض عنها الحروب والاقتتال الداخلي وتشكيل مجاميع مسلحة وانتاج نخب فاسدة في المجتمع . فبعد فشل تجربة ثلاثة عقود من الحكم والسلطة الكوردية ، السياسة تعيش ايامها الاخيرة ، في البداية افرغ الاباء السياسيون ، السياسة من مضمونها ودمروا مهمامها الخلاقة لحياة عامة وحماية التعددية ، والان ابناء الساسة السابقون جعلوا من السياسة نشاطا وفعلا غير مسؤولا منظما . بل امست السياسة عند هذا الجيل من الحكام هي كيفية تنظيم وادارة حرمان الناس من حقوقهم و الخدمات و امتهان كرامتهم ، وقد نجحوا في تدمير الشعور بالمواطنة و المشاركة السياسية الحقيقية واضعاف روح الانتماء كنتيجة لتلبية الاحتياجات الاجتماعية ، كالحرية والخدمات الاساسية و الضرورية. واذا استمرت ممارسة السياسة على هذا المنوال من العنف والتهديد وبنشاط سري واستعراض غير سياسي في غفلة من المجتمع ؛ هذه الحالة المفتعلة تعد اغلاقا لجميع الابواب امام اي احتمال لتغييرات سياسية تمنح السياسة معنىً آخرو معطيات اخرى . السياسة في الاقليم أمست امتدادا لمسلسل الفشل في عهد ابناء الاباء السياسيين ولكن بأدوات اخرى ، وهذا الجيل الجديد من الحكام لا تواصل ثقافة ونهج ازالة السياسة عن جوهرها كما فعل اباؤهم فقط ،بل في الواقع هم نتاج من نتاجات وافرازات حالة نهاية السياسة . تجارب السنة المنصرمة تنبؤنا ان الجيل الجديد من ابناء العوائل السياسية الحاكمة في اقليم كوردستان قد غير الممارسة السياسية الى ممارسة لا مسؤولة مُنظَمة ؛ تجربة عام 2020 الماضي تحمل رسالةً جلية مفادها ان هذا الجيل الجديد لا يُتوقع منه ان تهب الحياة للسياسة
(الحصاد DRAW): مدير عام الشركة سومو علاء الياسري في مقابلة مع وكالة الأنباء العراقية (واع) قال: "إقليم كردستان يعد شريكاً أساسياً في البلد، وأن هناك مشكلة في السياسة النفطية وإدارتها". وأضاف، أنه "يفترض أن يدار النفط من الحكومة المركزية، وتحديداً وزارة النفط الاتحادية، وهذا أفضل للإقليم والمركز"، مؤكداً أن "ذلك يعطي هيبة للعراق أمام الشركات العالمية باعتبارها الجهة الوحيد التي يقوم تصدير النفط عبرها، وأفضل للإقليم كي لا يتم استغلال النفط حيث إن أغلب العقود التي تم الاطلاع عليها تشير إلى نفط الإقليم يباع بسعر أقل من 6 إلى 9 دولارات عن الذي يباع عن طريق شركة سومو، وهذا يعد خسارة." وتابع: "طالبنا الإقليم بتسليم كميات النفط لتصديرها عبر سومو"، مبيناً أن "الشركة لديها القدرة على استيعاب كميات نفط الإقليم لغرض التصدير". وأشار إلى أن "المشكلة من الممكن أن تعالج بآليات تؤطر بقوانين كتشريع قانون النفط والغاز، وكذلك مشروع قانون الموازنة وقانون العجز المالي الذي طبق"، مبيناً أنه "حسب قانون العجز يفترض من الإقليم تسليم 250 ألف برميل أو قيمته بسعر سومو". ومضى بالقول: إن "مسودة موازنة 2021 تلزم حكومة الإقليم بتسليم 250 ألف برميل أو شركة سومو تقدر قيمة المصدر بأسعارها وتبلغ وزارة المالية بهذا، مؤكداً أن "أي تسليم فعلي لنفط الإقليم لم نبلغ به رسميا". وأشار إلى أن "كميات النفط المصدرة من إقليم كردستان عن طريق ميناء جيهان التركي تبلغ 430 ألف برميل يومياً، ولا علم لنا بوجود منافذ أخرى وقد تكون هناك عمليات تصدير بناقلات حوضية وغيرها"، منوهاً بأن "عقود نفط الإقليم مشاركة وخدمة حيث تقدر الكميات المصدرة من عقود المشاركة من 180 ألف إلى 150 ألف برميل يوميا".
الحصاد draw: حاول رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي منذ توليه السلطة قبل 8 أشهر، التزام سياسة الحياد والنأي بالنفس عن الصراع القائم بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وإيران والمليشيات العراقية الموالية لها من جهة أخرى، والذي يدور الجزء الأكبر منه على أراضي العراق. إلا أنّ ميل الكاظمي للحياد لم ينجح، في ظل اتهامات متكررة يواجهها بالانحياز للجانب الأميركي، ترافقها ضغوط من قبل سياسيين وفصائل مسلحة للمضي قدماً في ملف إخراج القوات الأميركية من العراق. وقد تضع أي ضربات جديدة قد توجّهها الولايات المتحدة لمواقع المليشيات العراقية الموالية لطهران حكومة الكاظمي في حرج كبير أمام واشنطن، إذا ما فكرت بغداد برفض هذه الهجمات، لا سيما أنّ الأميركيين طلبوا من العراق أكثر من مرة توفير الحماية لسفارتهم ومصالحهم في البلاد، إلا أنّ ذلك لم يحدث، في ظلّ استمرار الهجمات التي تطاول السفارة وأرتال المتعاونين مع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لقتال تنظيم "داعش". الإيرانيون أبلغوا وفد الكاظمي الأسبوع الماضي بأن ملف إخراج القوات الأميركية من العراق لا يقبل التأجيل واعتبر عضو في البرلمان العراقي عن تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي) أنّ أداء حكومة الكاظمي حيال التوتر بين "فصائل المقاومة" والأميركيين غير مرضٍ بالنسبة لتحالفه، مؤكداً في حديث مع "العربي الجديد" أنّ "الحكومة مطالبة، وفقاً لقرار البرلمان قبل نحو عام، بالعمل سريعاً على إخراج القوات الأجنبية وخصوصاً الأميركية". وتستخدم الجهات الحليفة لإيران تعبير فصائل "المقاومة الإسلامية" للدلالة إلى المليشيات الحليفة لطهران والتي تمتلك أجنحة لها في سورية تقاتل إلى جانب قوات نظام بشار الأسد. وأضاف النائب نفسه، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ "محاولات الحكومة اتّباع سياسة الحياد تجاه ما يجري من أحداث في العراق لا يمكن أن تكون مقبولة، لأن الحياد لن ينجح في ظل وجود قوة محتلة"، في إشارة للقوات الأميركية. وأوضح أنّ "الكاظمي أرسل وفداً إلى إيران الأسبوع الماضي للاستعانة بطهران من أجل تغيير مواقف بعض القوى العراقية ودفعها للتهدئة مع حكومته، وليس فقط لبحث مسألة تهدئة المواجهة حول الوجود الأميركي في البلاد". وكشف أنّ الإيرانيين أبلغوا وفد الكاظمي الأسبوع الماضي بأن ملف إخراج القوات الأميركية من العراق لا يقبل التأجيل أو المماطلة، ويعتبر موضوع أمن قومي إيراني، مستشهدين بقاعدة "حرير" الأميركية في أربيل والتي لا تبعد أكثر من 50 كيلومتراً عن الحدود مع إيران. إلا أنّ عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حامد المطلك، لفت إلى أن وجود الأميركيين في العراق "يندرج ضمن اتفاقية موقعة بين بغداد وواشنطن وملزمة لحكومتي البلدين"، موضحاً في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "العراقيين لا يريدون أميركا، كما أنهم يرفضون أي تدخل من قبل الدول الأخرى". وحذر المطلك من "خطورة الانحياز إلى طرف من دون آخر في الصراع الأميركي الإيراني"، مبيناً أنّ "العراقيين يعلمون مدى خطورة صراع المصالح الدولية في بلدهم، وخطورة الذهاب باتجاه هذه الجهة أو تلك". وتابع أن "على الجميع أن تصب تصريحاته وتوجهاته في مصلحة العراق، والنأي بالبلد عن كل الخلافات والصراعات المحيطة به". واعتبر أنّ الهجمات التي تتعرض لها المصالح الأجنبية في العراق "ينبغي ألا تدفع حكومة الكاظمي إلى اتخاذ قرارات متسرعة غير مدروسة، بل عليها أن تتخذ قرارات تنسجم مع صلب القانون وسيادة الدولة، والتي من شأنها الحيلولة دون تحويل العراق إلى ساحة صراع لدول محيطة به"، مبيناً أنّ "دولاً مجاورة وسياسيين عراقيين تآمروا على بلدهم، وهم الذين جاءوا بأميركا إلى العراق". حقي: حكومة الكاظمي فشلت في إقناع الأميركيين والإيرانيين بموضوع إبقاء العراق على الحياد والثلاثاء الماضي، أكد الرئيس العراقي، برهم صالح، ضرورة تخفيف التوترات في المنطقة، والتزام العراق بالنأي عن الصراعات، ورفضه أن يكون بلده ميداناً للنزاعات. وعلّق عضو التيار المدني، أحمد حقي، على ذلك بالقول، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "حكومة الكاظمي فشلت في إقناع الأميركيين والإيرانيين بموضوع إبقاء العراق على الحياد، وكلا الجانبين يضغطان لسحب البلد لمنطقة يريدها كل طرف"، مضيفاً أنّ "جزءاً من الصراع نفسه بين واشنطن وطهران، من أسبابه العراق والنفوذ الإيراني فيه، الذي بات يأخذ أحد أشكال الانتداب". واعتبر حقي أنّ "موضوع النأي بالنفس بات ترفاً وشعارات لا محل لها في الواقع". غير أن مسؤولاً حكومياً عراقياً، طلب عدم ذكر اسمه، اعتبر أنّ التزام العراق بالاتفاقيات الدولية؛ سواء كانت مع الولايات المتحدة أو غيرها من الدول، "لا يمثل انحيازاً لأحد"، مؤكداً في حديث مع "العربي الجديد" أنّ "أغلب القوى السياسية إن لم تكن جميعها، وافقت على استقدام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لقتال تنظيم داعش الذي احتل نحو ثلث الأراضي العراقية عام 2014". واعتبر المسؤول نفسه أنّ "اتهام الحكومة العراقية بالانحياز إلى واشنطن يعدّ واحداً من وسائل الضغط على الحكومة لدفعها باتجاه مواقف انفعالية متسرعة والذهاب نحو الطرف الآخر". وقال إنّ "الحكومة تتعرض منذ تشكيلها في مايو/ أيار من العام الماضي إلى ضغوط كبيرة من أجل إرغامها على تبني موقف معادٍ لأميركا، إلا أنها رفضت اتخاذ موقف العداء تجاه أي دولة، وقررت النظر إلى علاقات العراق الدولية بما ينسجم مع مصالح البلاد، وليس من خلال محاولات تضييق خياراتها لتكون أمام الذهاب باتجاه أحد الطرفين المتصارعين في العراق"، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإيران. مسؤول: الحكومة تتعرض منذ تشكيلها إلى ضغوط كبيرة من أجل إرغامها على تبني موقف معادٍ لأميركا ويتزامن التوتر وإطلاق التهديدات المتبادلة في العراق، مع ذكرى مرور عام على مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020. ووجه زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، أخيراً، اتهامات للحكومة العراقية بالتواطؤ في ملف التحقيق بمقتل سليماني والمهندس، مشيراً في مقابلة تلفزيونية إلى أنّ "الحكومة مارست ضغوطاً على القضاء من أجل عدم إصدار أي أحكام تتعلق بهذا الملف". واتُهمت الحكومات العراقية السابقة، وآخرها حكومة عادل عبد المهدي التي أُرغمت على الاستقالة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 على وقع الاحتجاجات الشعبية، بالخضوع إلى إيران. إلا أنّ سياسيين يتحدثون عن وجود رضا أميركيا على الحكومة الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي، الذي يخوض منذ أيام صراع ليّ أذرع مع المليشيات المدعومة من طهران، على خلفية اعتقال القوات العراقية قيادياً في مليشيا "عصائب أهل الحق" بتهمة التورط في قصف المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مقر السفارة الأميركية، وهو ما دفع حلفاء إيران إلى اتهامه بالانحياز إلى المعسكر الأميركي. العربي الجديد
الحصاد draw: في الساعات الماضية تبادلت دوائر القرار الأمني في العراق دفقاً هائلاً من المعلومات والتحليلات عما سيجري في الذكرى الأولى لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني؛ هل ستنتقم إيران وحلفاؤها، وكيف سترد واشنطن؟ تخمينات ومؤشرات غير مكتملة، الثابت فيها أن العراق مسرح الاحتمالات. «الخطة هي اللا خطة»، يعترف مسؤول عراقي رفيع بأن خلاصة التحليلات التي وردت في تقارير حكومية طارئة بشأن التوتر الإقليمي، لا تقدم سوى سيناريوهات، ينقض بعضها الآخر. وتعكس هذه المرحلة من النزاع الأميركي - الإيراني ذروته الأقصى، منذ أن تراجع الطرفان عن ضبط «قواعد الاشتباك» لأسباب جيوسياسية بعد انتهاء المعارك ضد «تنظيم «داعش» عام 2017، ومن ثم الاستغناء عنها تماماً منذ مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، في الثالث من يناير (كانون الثاني) الماضي. ويثق خبراء عراقيون في أن بلوغ النزاع الإقليمي هذه المستويات الخطيرة، والعلنية، سببه عجز المنظومة السياسية العراقية عن فرض إيقاعها على مسار الأحداث، إلى جانب تحولات عاصفة في منطقة الشرق الأوسط. الفوضى هي خلاصة التقييمات العراقية عن طبيعة التهديدات بين واشنطن وطهران، ومنذ يوم الخميس حتى ساعة كتابة هذا التحليل، تقلبت الأمور بشكل متسارع. وبينما كانت تحلق قاذفات سلاح الجو الأميركي في منطقة الخليج دون توقف، في استعراض واضح للقوة، تحدث مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية لوسائل إعلام غربية عن قرار بسحب حاملة الطائرات البحرية، العاملة الوحيدة في المنطقة، ولأن القرار لم يعلن عنه رسمياً حتى الساعة، فإن المؤشرات تقول إن هناك انقساماً أميركياً بشأن تقييم مستوى التهديد الإيراني. في بغداد، تلخص مصادر رفيعة مستوى التهديدات بمعلومات منقوصة تعتمد كثيراً على التخمين، إلى ثلاثة احتمالات. تقول إن بغداد «ليس لديها يقين ثابت عما سيجري»؛ لأن جزءاً كبيراً من التجاذبات والتفاهمات الحذرة يمر بقنوات خاصة بين إدارة بايدن وطهران، دون المرور بغداد، المعنية أكثر بتلقي شظايا النزاع. «لن تحدث» الحرب المفتوحة، يقول مستشارون سياسيون في كتل شيعية كبيرة «حتى لو طارت القاذفات أسبوعاً كاملاً دون توقف»، ويستند هؤلاء لاستبعاد هذا السيناريو إلى معلومات من دوائر سياسية إيرانية تفيد بأن النظام في طهران يواجه حسابات معقدة بين مراقبة تحركات الرئيس الخاسر دونالد ترمب، والترحيب بالضغط على الفائز بالبيت الأبيض جو بايدن. وفي أجواء هذه الحسابات، يزداد التعقيد على إيران من جهة القدرة اللوجيستية على تنفيذ هجمات نوعية، كما أنها تدرك أن مواقعها الاستراتيجية مكشوفة أمام القوات الأميركية، وهذا ما تفسره التصريحات الأخيرة لقائد «قوة القدس» في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، عندما قال إن الانتقام من الأميركيين «سيتم من داخل بيوتهم»، في إشارة إلى عمليات تقليدية، في غير مسرح العراق. استبعاد الحرب المفتوحة، يرفع من أسهم احتمالات تقليدية للاشتباك بين طهران وواشنطن. ففي بغداد، ومنذ ليلة رأس السنة، انتشرت مجموعات تنتمي إلى فصائل شيعية مسلحة في الشوارع، النية المعلنة من لافتات قاموا برفعها كانت الاستعداد لحفل تأبين يوم الأحد يرجح أن يقام في ساحة التحرير، لكن مصادر عراقية، قالت إنها اطلعت على تقارير أمنية، ترجح أن يكون هذا التحشيد مقدمة لأفعال انتقامية مباشرة ضد مصالح أميركية في العاصمة. أمام جمهور إيراني، في مجلس عزاء لجامعة طهران أقيم الجمعة، قال رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، إن «العراقيين هم أصحاب العزاء في ضيفنا المغدور قاسم سليماني»، وفي الميدان تترجم هذه التصريحات إلى فعاليات تستقطب جمهوراً موالياً وغاضباً، قد «يعبر عن غضبه ورغبته في الانتقام بأي طريقة»، كما يصف قيادي ميداني في فصيل شيعي. ويقدر مسؤولون عراقيون السيناريو «المتاح» لتنفيذ عمليات انتقامية، عبر إحالة المهمة إلى الجمهور الموالي، واستعمال الطرق التقليدية في تنفيذ هجمات على غرار اقتحام السفارة الأميركية في بغداد، رغم أن نخبة طاقمها الدبلوماسي تم ترحيلها إلى مواقع بديلة داخل العراق وخارجه. قبل أيام أوفد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي المستشار أبو جهاد الهاشمي إلى طهران، وهو أحد المساعدين الجدليين لرئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي. طهران رفعت السرية عن الزيارة التي تضمنت اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين، في حين تحدثت المصادر عن اجتماع منفصل مع زعيم عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، لإعادة ضبط الهدنة مع الأميركيين. لا معلومات موثقة عن نتائج هذه الاجتماعات، لكنها جزء من محاولات حكومية مع قادة الفصائل لكبح جماحها في الميدان. وتقول المصادر، إن خطة الكاظمي لتفادي تفجر الوضع بين واشنطن وطهران يشمل تشغيل خطين بالتزامن، يقضي الأول بفتح حوارات جدية مع الإيرانيين والفصائل لمنعها لوقف التصعيد، ويتضمن الآخر إظهار مستوى أعلى من القوة بوجه الجماعات المسلحة في العراق، ويبدو أن المسؤولين العراقيين مقتنعون بجدوى هذا السيناريو لإقناع طرفي الصراع بالابتعاد عن الميدان العراقي، لكن المعطيات لا ترجحه حتى الساعة. الشرق الاوسط