Draw Media

خطاب الرئيس الأميركي لمناسبة الانسحاب من العراق

الحصاد: هيوا عثمان - DARAJ   لقد تعهدت للشعب الأميركي عندما ترشحت لمنصب الرئيس بأنني سأضع نهاية للتدخل العسكري الأميركي في العراق. وبينما كان الأمر صعباً وفوضوياً- ونعم، بعيداً من الكمال- لقد نفذت هذا الالتزام. مع مشاهد الانسحاب الأميركي من أفغانستان وسيطرة “طالبان” السريعة على البلاد، ينتاب بعض العراقيين والمراقبين الكثير من المخاوف حول تبعات انسحاب الأميركيين من بلادهم لعدم وضوح ما سيحصل بعد ذلك.  لا يمكن أن نقارن الوضع الداخلي في العراق بأفغانستان، ولكن يمكن أن نقارن الموقف الأميركي في العراق بنظيره في أفغانستان. لمعرفة الموقف الأميركي، استعنت بخطاب الرئيس الأميركي جو بايدن الأخير حول الانسحاب من أفغانستان وقمت بتبديل كلمة “أفغانستان” بكلمة “العراق”، وهو ما أفترض أنه خلف تشابهاً يشعر معه المرء بأن بايدن سيلقي الخطاب ذاته بعد انسحابه من العراق. لم يكن يفترض أن تكون مهمتنا في العراق هي بناء أمة. لم يكن يفترض أبداً أن نخلق ديموقراطية موحدة مركزية. الرئيس جو بايدن: مساء الخير. أريد أن أتحدث اليوم عن تطورات الوضع في العراق: التطورات التي حدثت في الأسبوع الماضي والخطوات التي نتخذها لمعالجة الأحداث سريعة التطور. لقد كنت أنا وفريق الأمن القومي نراقب عن كثب الوضع على الأرض في العراق ونتحرك بسرعة لتنفيذ الخطط التي وضعناها في كل منطقة، بما في ذلك الطوارئ والانهيار السريع الذي نشهده الآن. سأتحدث أكثر في لحظة عن الخطوات المحددة التي نتخذها، لكني أريد أن أذكر الجميع كيف وصلنا إلى هنا وما هي مصالح أميركا في العراق. ذهبنا إلى العراق منذ نحو 20 عاماً بأهداف واضحة: الحصول على أولئك الذين هاجمونا في 11 أيلول/ سبتمبر 2001، والتأكد من أن القاعدة لا يمكنها استخدام العراق كقاعدة لمهاجمتنا مرة أخرى. لقد فعلنا ذلك. لقد قللنا بشدة من القاعدة في العراق. لم نتخل أبداً عن مطاردة أسامة بن لادن، وقد حصلنا عليه. كان ذلك قبل عشر سنوات. لم يكن يفترض أن تكون مهمتنا في العراق هي بناء أمة. لم يكن يفترض أبداً أن نخلق ديموقراطية موحدة مركزية. تبقى مصلحتنا الوطنية الحيوية الوحيدة في العراق اليوم كما كانت دائماً: منع هجوم إرهابي على الوطن الأميركي. لقد جادلت لسنوات في أن مهمتنا يجب أن تركز بشكل ضيق على مكافحة الإرهاب – وليس مكافحة التمرد أو بناء الدولة. لهذا السبب عارضت زيادة القوات عندما تم اقتراحها عام 2009 عندما كنت نائب الرئيس. ولهذا السبب، بصفتي رئيساً، أنا مصمم على التركيز على التهديدات التي نواجهها اليوم عام 2021، لا تهديدات الأمس. اليوم، انتشر التهديد الإرهابي خارج العراق: حركة الشباب في الصومال، و”القاعدة” في شبه الجزيرة العربية، و”جبهة النصرة” في سوريا، و”داعش” في محاولة لإنشاء خلافة في سوريا والعراق وإنشاء فروع لها في بلدان متعددة في أفريقيا وآسيا. هذه التهديدات تستدعي اهتمامنا ومواردنا. نقوم بمهمات فعالة لمكافحة الإرهاب ضد الجماعات الإرهابية في الكثير من البلدان حيث لا نملك وجوداً عسكرياً دائماً. إذا لزم الأمر، سنفعل الشيء نفسه في العراق. لقد طورنا القدرة على مكافحة الإرهاب عبر الأفق والتي ستسمح لنا بإبقاء أعيننا ثابتة على أي تهديدات مباشرة على الولايات المتحدة في المنطقة والتصرف بسرعة وحزم إذا لزم الأمر. عندما توليت منصبي، ورثت صفقة تفاوض عليها الرئيس ترامب مع الميليشيات. وبموجب اتفاقه، ستنسحب القوات الأميركية من العراق بحلول الأول من أيار 2021- بعد ما يزيد قليلاً عن ثلاثة أشهر بعد توليّ منصبي. كانت القوات الأميركية قد انسحبت بالفعل خلال إدارة ترامب من حوالى 15500 جندي أميركي إلى 2500 جندي في البلاد، وكانت الميليشيات في أقوى حالاتها عسكرياً منذ عام 2001. أعطيناهم الأدوات التي احتاجوها. دفعنا رواتبهم، قمنا بصيانة سلاحهم الجوي، وهو شيء لا تملكه الميليشيات. الميليشيات لا تملك قوة جوية. قدمنا ​للجيش العراقي الدعم الجوي القريب. الخيار الذي كان عليّ اتخاذه، بصفتي رئيساً لكم، هو إما متابعة هذا الاتفاق أو الاستعداد للعودة إلى قتال الميليشيات في منتصف موسم القتال الربيعي. لم يكن هناك وقف لإطلاق النار بعد الأول من أيار/ مايو. ولم يكن هناك اتفاق لحماية قواتنا بعدها. ولم يكن هناك استقرار للوضع الراهن من دون وقوع ضحايا أميركيين بعد ذلك التاريخ. لم يكن هناك سوى الواقع البارد المتمثل إما في متابعة اتفاق سحب قواتنا أو تصعيد الصراع وإعادة إرسال الآلاف من القوات الأميركية إلى القتال في العراق، والاندفاع إلى العقد الثالث من الصراع. أنا أقف بقوة وراء قراري. بعد 20 عاماً، تعلمت بالطريقة الصعبة أنه لا يوجد وقت مناسب لسحب القوات الأميركية. لهذا السبب كنا هناك. كانت المخاطر واضحة لنا. خططنا لكل حالة طوارئ. لكنني دائماً وعدت الشعب الأميركي بأنني سأكون صريحاً معه. الحقيقة هي أن هذا حدث بسرعة أكبر مما توقعنا. إذاً، ماذا حدث؟ استسلم القادة السياسيون العراقيون وفروا من البلاد. انهار الجيش العراقي، في بعض الأحيان من دون محاولة القتال. إذا كان هناك أي شيء، فإن تطورات الأسبوع الماضي أكدت أن إنهاء التدخل العسكري الأميركي في العراق الآن هو القرار الصحيح. لا تستطيع القوات الأميركية، ولا ينبغي لها، أن تقاتل وتموت في حرب لا ترغب القوات العراقية في أن تخوضها من أجل نفسها. لقد أنفقنا أكثر من تريليون دولار. لقد قمنا بتدريب وتجهيز قوة عسكرية عراقية قوامها نحو 300000 جندي – مجهزة بشكل جيد للغاية – وهي قوة أكبر في الحجم من جيوش الكثير من حلفائنا في الناتو. أعطيناهم الأدوات التي احتاجوها. دفعنا رواتبهم، قمنا بصيانة سلاحهم الجوي، وهو شيء لا تملكه الميليشيات. الميليشيات لا تملك قوة جوية. قدمنا ​للجيش العراقي الدعم الجوي القريب. أعطيناه فرصة لتقرير مستقبله. ما لم نتمكن من توفيره له هو الإرادة للقتال من أجل هذا المستقبل. هناك وحدات وجنود في القوات الخاصة العراقية شجعان وقادرون، ولكن إذا كان العراق غير قادر على شن أي مقاومة حقيقية ضد الميليشيات الآن، فلا فرصة لجنود الولايات المتحدة على الأرض ليحدثوا أي فرق على الارض لا بعد سنة واحدة ولا بعد 5 سنوات أو 20 سنة أخرى. وإليك ما أؤمن به في صميمي: من الخطأ أن تأمر القوات الأميركية بأن تقاتل عندما لا تفعل القوات المسلحة العراقية ذلك. لو كان القادة السياسيون في العراق غير قادرين على الاجتماع معاً من أجل مصلحة شعبهم، غير قادرين على التفاوض من أجل مستقبل بلدهم عندما كانت الفرصة متاحة، لما فعلوا ذلك أبداً بينما بقيت القوات الأميركية في العراق تحمل وطأة الحرب عنهم. ومنافسانا الاستراتيجيان الحقيقيان – الصين وروسيا – لن يحبا أكثر من الولايات المتحدة أن تواصل ضخ مليارات الدولارات من الموارد والاهتمام لتحقيق الاستقرار في العراق إلى أجل غير مسمى. عندما استضفت الرئيس ورئيس الوزراء في البيت الأبيض قبل شهرين، ومرة ​​أخرى عندما تحدثت عبر الهاتف معهما في تموز/ يوليو، أجرينا محادثات صريحة للغاية. تحدثنا عن كيف يجب أن يستعد العراق لخوض حروب أهلية بعد رحيل الجيش الأميركي، لإزالة الفساد في الحكومة حتى تتمكن الحكومة من العمل لمصلحة الشعب العراقي. تحدثنا باستفاضة عن ضرورة توحد القادة العراقيين سياسياً. كما حثثتهم على الانخراط في الديبلوماسية، والسعي إلى تسوية سياسية مع الميليشيات. تم رفض هذه النصيحة بشكل قاطع. أصر السيد الكاظمي على أن القوات العراقية ستقاتل، لكن من الواضح أنه كان مخطئاً. لذلك انا مجبر على أن أسأل مرة أخرى هؤلاء الذين يجادلون بأنه كان علينا البقاء: كم عدد الأجيال الأخرى من بنات وأبناء أميركا الذين تريدون أن أرسلهم للقتال في حرب داخلية في العراق عندما ترفض القوات العراقية أن تقوم بذلك؟ كم من المزيد من الأرواح الأميركية علينا أن نزهق؟ كم عدد الصفوف التي لا نهاية لها من شواهد القبور في مقبرة أرلينغتون الوطنية؟ أنا واضح في إجابتي: لن أكرر الأخطاء التي ارتكبناها في الماضي- خطأ البقاء والقتال إلى أجل غير مسمى في صراع ليس في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة، الدخول في حرب أهلية في بلد أجنبي، ومحاولة إعادة تشكيل دولة من خلال الانتشار العسكري للقوات الأميركية إلى أجل غير مسمى. تلك هي الأخطاء التي لا يمكننا الاستمرار في تكرارها، لأن لدينا مصالح حيوية كبيرة في العالم لا يمكننا تجاهلها. أريد أيضاً أن أعترف بمدى الالم الذي تسببه هذه المشاهد للكثير منا. المشاهد التي نراها في العراق مؤلمة للغاية، لا سيما لقدامى المحاربين وديبلوماسيينا وعاملي الإغاثة الإنسانية، لأي شخص أمضى وقتاً على الأرض في العمل لدعم الشعب العراقي. أقدر مدى التأثير النفسي بالنسبة إلى الذين فقدوا أحباءهم في العراق وللأميركيين الذين قاتلوا وخدموا بلدنا هناك في العراق. وهو كذلك بالنسبة إلي. لقد عملت على هذه القضايا كأي شخص آخر. زرت جميع أنحاء العراق خلال هذه الحرب – أثناء الحرب. لقد سافرت إلى هناك في أربع مناسبات مختلفة. التقيت مع الناس. تحدثت إلى القادة. أمضيت وقتاً مع قواتنا. وقد جئت لأفهم بنفسي ما كان، وما لم يكن، ممكناً في العراق. لذلك، نحن الآن نركز على ما هو ممكن. سنواصل دعم الشعب العراقي. سنقود الأمر بديبلوماسيتنا وتأثيرنا الدولي ومساعدتنا الإنسانية. سنواصل الضغط من أجل الديبلوماسية الإقليمية والمشاركة لمنع العنف وعدم الاستقرار. سنواصل التحدث عن الحقوق الأساسية للشعب العراقي- للنساء والفتيات – تماماً كما نتحدث في جميع أنحاء العالم. لقد كنت واضحاً في أن حقوق الإنسان يجب أن تكون مركز سياستنا الخارجية، وليس الهامش. لكن طريقة القيام بذلك ليست من خلال الانتشار العسكري إلى أجل غير مسمى. إنه من خلال ديبلوماسيتنا وأدواتنا الاقتصادية وحشد العالم للانضمام إلينا. الآن، اسمحوا لي أن أحدد المهمة الحالية في العراق. لقد طُلب مني الإذن – وفعلت – 6000 جندي أميركي للانتشار في العراق لغرض المساعدة في مغادرة الأفراد المدنيين الأميركيين والحلفاء من العراق، وإجلاء حلفائنا العراقيين والعراقيين المستضعفين إلى بر الأمان خارج العراق. تعمل قواتنا على تأمين المطار وضمان استمرار تشغيل كل من الرحلات المدنية والعسكرية. نحن نتولى مراقبة الحركة الجوية. لقد أغلقنا سفارتنا بأمان ونقلنا ديبلوماسيينا. تراجعنا – تم تعزيز وجودنا الديبلوماسي الآن في المطار أيضاً. نعتزم خلال الأيام المقبلة نقل آلاف المواطنين الأميركيين الذين يعيشون ويعملون في العراق. سنستمر أيضاً في دعم المغادرة الآمنة للموظفين المدنيين، الأفراد المدنيين التابعين لحلفائنا الذين ما زالوا يخدمون في العراق. لقد نقل برنامج اللجوء الذي أعلنت عنه في تموز/ يوليو، 2000 عراقي مؤهلون للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة (SIV) وأسرهم إلى الولايات المتحدة. في الأيام المقبلة، سيقدم الجيش الأميركي المساعدة لنقل المزيد من العراقيين المؤهلين من SIV وعائلاتهم إلى خارج العراق. نعمل أيضاً على توسيع نطاق وصول اللاجئين لتغطية العراقيين المستضعفين الآخرين الذين عملوا في سفارتنا، الوكالات أو المنظمات غير الحكومية الأميركية وكذلك العراقيين الذين هم بخلاف ذلك معرضون لخطر كبير. أعلم أن هناك مخاوف بشأن سبب عدم إجلاء العراقيين المدنيين عاجلاً. جزء من الإجابة هو أن بعض العراقيين لم يرغبوا في المغادرة في وقت مبكر- وما زال لديهم أمل في بلدهم. وجزء من ذلك يعود إلى أن الحكومة العراقية وأنصارها منعونا من تنظيم نزوح جماعي لتجنب إثارة “أزمة ثقة”، كما قالوا. تؤدي القوات الأميركية هذه المهمة بمهنية وفعالية كما تفعل دائماً، لكنها لا تخلو من المخاطر. أثناء قيامنا بهذا المغادرة، أوضحنا للميليشيات: إذا هاجموا أفرادنا أو عطلوا عمليتنا، فسيكون الوجود الأميركي سريعاً وسيكون الرد سريعاً وقوياً. سندافع عن شعبنا بقوة مدمرة إذا لزم الأمر. ستكون مهمتنا العسكرية الحالية قصيرة في الوقت المحدد ومحدودة النطاق ومركزة في أهدافها: نقل شعبنا وحلفائنا إلى بر الأمان في أسرع وقت ممكن. وبمجرد الانتهاء من هذه المهمة، سننهي انسحابنا العسكري. سننهي أطول حرب تخوضها أميركا بعد 20 عاماً من إراقة الدماء. إن الأحداث التي نراها الآن هي دليل محزن على أنه لا يمكن لأي قوة عسكرية أن توفر عراقاً مستقراً وموحداً وآمناً. ما يحدث الآن، كان يمكن أن يحدث بسهولة منذ 5 سنوات أو بعد 15 عاماً. يجب أن نكون صادقين: لقد واجهت مهمتنا في العراق زلات كثيرة على مدى العقدين الماضيين. أنا الآن رابع رئيس أميركي يترأس الحرب في العراق – من الديموقراطيين والجمهوريين. لن أنقل هذه المسؤولية بشكل مسؤول – إلى رئيس خامس. إذا هاجموا أفرادنا أو عطلوا عمليتنا، فسيكون الوجود الأميركي سريعاً وسيكون الرد سريعاً وقوياً. سندافع عن شعبنا بقوة مدمرة إذا لزم الأمر. لن أضلل الشعب الأميركي بالادعاء أن مجرد تمضية المزيد من الوقت في العراق سيحدث الفارق. ولن أتراجع عن نصيبي من المسؤولية لما نحن فيه اليوم وكيف يجب أن نمضي قدماً من هنا. أنا رئيس الولايات المتحدة الأميركية، والمسؤولية تتوقف معي. إنني حزين للغاية للحقائق التي نواجهها الآن. لكنني لست نادماً على قراري بإنهاء القتال الأميركي في العراق والحفاظ على تركيز جهودنا على مهمات مكافحة الإرهاب هناك وفي أجزاء أخرى من العالم. مهمتنا لتقليل التهديد الإرهابي للقاعدة في العراق وقتل أسامة بن لادن كانت ناجحة. جهودنا التي استمرت عقوداً للتغلب على قرون من التاريخ والتغيير الدائم وإعادة تشكيل العراق لم تكن كذلك، وأعتقد أنها لن تكون كذلك أبداً. لا أستطيع ولن أطلب من قواتنا القتال إلى ما لا نهاية في الحرب الأهلية في بلد آخر. حرب توقع إصابات، وتترك العائلات محطمة بسبب الحزن والخسارة. هذا ليس في مصلحة أمننا القومي. ليس هذا ما يريده الشعب الأميركي. وهذا ليس ما تستحقه قواتنا، التي ضحت بالكثير خلال العقدين الماضيين. لقد تعهدت للشعب الأميركي عندما ترشحت لمنصب الرئيس بأنني سأضع نهاية للتدخل العسكري الأميركي في العراق. وبينما كان الأمر صعباً وفوضوياً- ونعم، بعيداً من الكمال- لقد نفذت هذا الالتزام. والأهم من ذلك، لقد التزمت للرجال والنساء الشجعان الذين يخدمون هذه الأمة أنني لن أطلب منهم الاستمرار في المخاطرة بحياتهم في عمل عسكري كان يجب أن ينتهي منذ فترة طويلة. لقد فعل قادتنا ذلك في فيتنام عندما جئت إلى هنا حين كنت شاباً. لن أفعل ذلك في العراق. أعلم أن قراري سيتعرض للنقد، لكنني أفضل أن أتقبل هذا النقد بدلاً من تمرير هذا القرار إلى رئيس آخر للولايات المتحدة. لأنه القرار الصحيح لشعبنا. القرار الصحيح لأفراد خدمتنا الشجعان الذين خاطروا بحياتهم لخدمة أمتنا. وهو القرار الصحيح لأميركا. شكرا لكم. حفظ الله جنودنا وديبلوماسيينا وكل الأميركيين الشجعان الذين يخدمون في طريق المخاطر.

Read more

طالبان أفغانستان | مــأزق الحـرب وآفـــــاق الســـلام

الحصاد: مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات   نشأت حركة طالبان الأفغانية عقب الانسحاب السوفييتي من أفغانستان، وتحولت إلى جماعة سياسية وعسكرية مقاومة استطاعت السيطرة على جزء كبير من أفغانستان في مدة قياسية، وكان هناك عدد من المقومات التي ساعدتها على الانتشار والسيطرة، تكمن في الوضع الديمغرافي المساند، والحالة الدينية الملهمة، والواقع السياسي المعقد، والعامل الدولي المشجع، فمن مدارس العلوم الإسلامية خرج هؤلاء الطلاب ليشكلوا حالة من الإنقاذ لشعب أنهكته صراعات المكونات السياسية واقتتالها بعد مغادرة الاتحاد السوفييتي، ثم مع الحكومة التابعة له، واستفادت طالبان من حالة الإحباط التي وصل إليها الشعب، وهو ما شجع على الانضمام إليها، وانخراط كثير من المقاومين السابقين في صفوف هذه الحركة الوليدة. مقدمة نشأت حركة طالبان الأفغانية عقب الانسحاب السوفييتي من أفغانستان، وتحولت إلى جماعة سياسية وعسكرية مقاومة استطاعت السيطرة على جزء كبير من أفغانستان في مدة قياسية، وكان هناك عدد من المقومات التي ساعدتها على الانتشار والسيطرة، تكمن في الوضع الديمغرافي المساند، والحالة الدينية الملهمة، والواقع السياسي المعقد، والعامل الدولي المشجع، فمن مدارس العلوم الإسلامية خرج هؤلاء الطلاب ليشكلوا حالة من الإنقاذ لشعب أنهكته صراعات المكونات السياسية واقتتالها بعد مغادرة الاتحاد السوفييتي، ثم مع الحكومة التابعة له، واستفادت طالبان من حالة الإحباط التي وصل إليها الشعب، وهو ما شجع على الانضمام إليها، وانخراط كثير من المقاومين السابقين في صفوف هذه الحركة الوليدة. تأسست طالبان كذلك في دولة متداخلة العرقيات ومتعددة القبائل، حيث تتميز أفغانستان بالتعدد العرقي، وينتشر فيها عدد من الإثنيات والقبائل، ولكل من هذه التجمعات طابعها الخاص، وهو ما جعل المقاومة تأخذ شكلاً عرقياً في بعض محطاتها، كما أن أفغانستان ربما تجمعها وحدة فكرية متقاربة، فالمذهب الحنفي مذهب الأغلبية، وقد كان لهذه العوامل تأثيرها في مسارات الحركة في كل المراحل التي مرت بها، إضافة إلى العوامل الأخرى العرقية والدينية. أُسست طالبان عام 1994 على يد الملا محمد عمر وخمسين شاباً من طلاب المدارس الدينية، وفي العام نفسه أحكمت سيطرتها على مركز ولاية قندهار؛ المدينة التي انطلقت منها الحركة، وفي غضون سنتين تمكنت من السيطرة على العاصمة الأفغانية كابل وما يقارب 90% من الأراضي الأفغانية، وتمكنت حينها من السيطرة على الوضع العسكري، وبسط حالة من الاستقرار، على الرغم من كل النقد الموجه لها خاصة فيما يتعلق بملف الحريات. لكن تلك الحالة لم تدم طويلاً؛ فسرعان ما سقطت طالبان عام 2001 على يد التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، متهمة تنظيم القاعدة بالمسؤولية عن التفجيرات، ومطالبة حكومة طالبان بتسليم زعيم القاعدة أسامة بن لادن الذي كان يقيم في أفغانستان، ومنذ ذلك التاريخ تعيش طالبان في حالة صراع عسكري مع القوات الأجنبية، هدأ قليلاً بعد توقيع الاتفاق السياسي بين الحركة والولايات المتحدة الأمريكية في مطلع عام 2020. في هذه المرحلة الطويلة من عام 1994 إلى تاريخ بداية المفاوضات الأفغانية في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2020، مرت طالبان بمراحل عدة، بداية بمقاومة القوات السوفييتية، وهذا قبل الإعلان عن اسم الحركة، ثم محاولة السيطرة على أفغانستان بعد دخول جماعات المقاومة في صراع داخلي، ثم فترة الحكم التي حاولت من خلالها أسلمة الحياة الخاصة والعامة حسب فهمها للدين، ثم العودة للمقاومة بعد سيطرة القوات الأجنبية، ثم مرحلة المفاوضات الأخيرة، وخلال هذه السنوات عاشت تحديات عدة، أظهرت نقاط قوة الحركة ونقاط ضعفها، كما أن السنوات الأخيرة كشفت عن حالة من المرونة النسبية التي توصلت إليها طالبان، من خلال تعاطيها مع المجتمع الإقليمي والدولي، واستطاعت من خلالها أن تقدم نفسها بوصفها حركة سياسية تحاور كبرى الدول العالمية، وعلى الرغم مما توصلت إليه طالبان من إنجاز سياسي فإن هذه المرحلة تكتنفها جملة من التحديات المستقبلية قد تعيد أفغانستان إلى الحالة السابقة في حال استمرارها، وتحتاج إلى خطوات مساندة وسريعة قبل أن تتجدد أحداث نهاية القرن العشرين. تتناول هذه الدراسة أربعة محاور رئيسية، تتطرق في المحور الأول إلى نشأة الحركة والعوامل المساعدة على نشأتها، والجذور الفكرية التي تنطلق منها الحركة، وفي المحور الثاني تعريف بالصفات والخصائص المشتركة التي يتمتع بها رموز طالبان وأبرز قياداتهم السياسية، ومراحل تشكلهم وإسهامهم في الساحة العسكرية والسياسية، وتعرج في المحور الثالث على مسلكها السياسي والعسكري بمناقشة أدائها وممارساتها في الحكم والمعارضة، وأبرز نقاط قوتها وضعفها، وتختتم الدراسة بمحور رابع يبحث في اتفاق السلام بين أمريكا وطالبان، وموقع الحكومة والفصائل الأفغانية في الاتفاق، والتحديات المستقبلية أمام السلام الأفغاني ومآلاته. نأمل أن تشكل هذه الدراسة نافذة موضوعية لقراءة هذه الحركة، وما لها وما عليها، والاستفادة من نقاط ضعفها وقوتها، وفتح المجال للاستفادة من التحديات أمام علمية السلام الأفغاني، في محاولة لتقريب آفاق السلام، وتجاوز التحديات القادمة. اضغط هنا لقراءة المزيد

Read more

من هم قادة حركة طالبان؟

الحصاد: يكتنف الغموض قادة حركة طالبان التي يبدو أنها في طريقها للعودة إلى السلطة في أفغانستان بعدما سيطرت على الجزء الأكبر من البلاد خلال أيام، كما حدث تماما عندما حكمت البلاد بين 1996 و2001.   الملا هيبة الله أخوند زاده، القائد الأعلى عُيِّن الملا هيبة الله أخوند زاده قائداً لحركة طالبان في أيار/مايو 2016 أثناء انتقال سريع للسلطة بعد أيام على وفاة سلفه أختر محمد منصور الذي قُتل في غارة لطائرة أميركية مسيرة في باكستان.   قبل تعيينه، لم يكن يُعرف سوى القليل عن أخوند زاده الذي كان اهتمامه منصبا حتى ذلك الحين على المسائل القضائية والدينية أكثر من فن الحرب.  كان عالم الدين هذا يتمتع بنفوذ كبير داخل حركة التمرد التي قاد الجهاز القضائي فيها، لكن محللين يرون أن دوره على رأس طالبان سيكون رمزيا أكثر منه عمليا.  وأخوند زاده هو نجل عالم دين وأصله من قندهار قلب منطقة البشتون في جنوب أفغانستان ومهد طالبان. وقد بايعه على الفور أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة.  وقد أطلق عليه المصري لقب "أمير المؤمنين" الذي سمح له بإثبات مصداقيته في أوساط الجهاديين. تولى أخوند زاده المهمة الحساسة المتمثلة بتوحيد طالبان التي مزقها صراع عنيف على السلطة بعد وفاة الملا منصور وكشف عن إخفائها لسنوات وفاة مؤسسها الملا محمد عمر. وقد نجح في تحقيق وحدة الجماعة وكان يميل إلى التحفظ مكتفيا ببث رسائل سنوية نادرة في الأعياد الإسلامية. الملا عبد الغني برادر أحد مؤسسي الحركة عبد الغني برادر ولد في ولاية أرزغان (جنوب) ونشأ في قندهار. وهو أحد مؤسسي حركة طالبان مع الملا عمر الذي توفي في 2013 لكن لم يكشف موته إلا بعد سنتين. على غرار العديد من الأفغان، تغيرت حياته بسبب الغزو السوفياتي في 1979 وأصبح مجاهدا ويُعتقد أنه قاتل إلى جانب الملا عمر.  في 2001 بعد التدخل الأميركي وسقوط نظام طالبان، قيل إنه كان جزءا من مجموعة صغيرة من المتمردين المستعدين لاتفاق يعترفون فيه بإدارة كابول. لكن هذه المبادرة باءت بالفشل.   كان الملا برادر القائد العسكري لطالبان عندما اعتقل في 2010 في مدينة كراتشي الباكستانية. وقد أطلق سراحه في 2018 تحت ضغط من واشنطن خصوصا.  ويلقى برادر احتراما لدى مختلف فصائل طالبان ثم تم تعيينه رئيسا لمكتبهم السياسي في العاصمة القطرية الدوحة.  من هناك، قاد المفاوضات مع الأميركيين التي أدت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان ثم محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية التي لم تسفر عن شيء. سراج الدين حقاني، زعيم شبكة حقاني سراج الدين حقاني هو نجل أحد أشهر قادة الجهاد ضد السوفيات جلال الدين حقاني. وهو الرجل الثاني في طالبان وزعيم الشبكة القوية التي تحمل اسم عائلته. تعتبر واشنطن شبكة حقاني التي أسسها والده إرهابية وواحدة من أخطر الفصائل التي تقاتل القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في العقدين الماضيين في أفغانستان. وشبكة حقاني معروفة باستخدامها العمليات الانتحارية، ويُنسب إليها عدد من أعنف الهجمات في أفغانستان في السنوات الأخيرة.  وقد اتهم أيضا باغتيال بعض كبار المسؤولين الأفغان واحتجاز غربيين رهائن قبل الإفراج عنهم مقابل فدية أو مقابل سجناء مثل الجندي الأميركي بو برغدال الذي أطلق سراحه في 2014 مقابل خمسة معتقلين أفغان من سجن غوانتانامو.  ومقاتلو حقاني المعروفون باستقلاليتهم ومهاراتهم القتالية وتجارتهم المربحة، هم المسؤولون على ما يبدو عن عمليات طالبان في المناطق الجبلية في شرق أفغانستان، ويعتقد أن تأثيرهم قوي على قرارات الحركة. الملا يعقوب، الوريث الملا يعقوب هو نجل الملا محمد عمر ورئيس اللجنة العسكرية التي تتمتع بنفوذ كبير في طالبان حيث تقرر التوجهات الاستراتيجية للحرب ضد الحكومة الأفغانية. ويشكل ارتباطه بوالده الذي كان مقاتلو الحركة يبجلونه كزعيم لحركتهم، عامل توحيد لحركة واسعة ومتنوعة إلى هذا الحد. مع ذلك، ما زال الدور الذي يلعبه داخل الحركة موضع تكهنات. ويعتقد بعض المحللين أن تعيينه رئيسا لهذه اللجنة في 2020 كان مجرد إجراء رمزي.   مونت كارلو الدولية MCD

Read more

طهران تحمّل فالح الفياض رسالة تهديد وإغراء إلى قيادة كردستان العراق

الحصاد: العرب إدارة الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي شرعت في تسلّم الملف العراقي من سابقتها إدارة حسن روحاني، وتحتاج في بداية عهدها إلى إعادة ترتيب علاقتها مع مختلف الأفرقاء هناك؛ الثقات منهم والأقل ثقة بهدف ضمان مواصلة إمساك طهران بأهم خيوط اللعبة السياسية والأمنية في العراق.  كشفت مصادر عراقية مطّلعة عن مضمون رسالة عاد بها رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض من طهران موجّهة من الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي إلى قيادة إقليم كردستان العراق تدعوها فيها إلى عدم التورّط إلى جانب الولايات المتّحدة في الصراع الدائر بين طهران وواشنطن وعدم فتح أراضي الإقليم كموطن بديل للتواجد العسكري الأميركي في العراق. وكانت المصادر تعلّق على استقبال مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني للفياض بعد أيام من عودته من إيران، مؤكّدة أنّ الرسالة الإيرانية تضمّنت أيضا محاولة لاستمالة القيادة الكردية بعرض تهدئة بينها وبين الميليشيات الشيعية وتعهّدات بتخفيف الضغوط المالية التي تسلّطها القوى العراقية الموالية لطهران على أربيل عبر عرقلتها صرف حصّة الإقليم من الموازنة الاتّحادية بذريعة عدم تلبيته الشروط التي فرضت عليه أثناء إقرار قانون الموازنة. وقالت وسائل إعلام كردية عراقية إنّ البارزاني بحث مع الفياض ضرورة التنسيق بين قوات البيشمركة (جيش إقليم كردستان العراق) والقوات العراقية لحماية الأمن والاستقرار في البلاد. كما تطرّقت المباحثات للأوضاع السياسية في العراق والمنطقة وآخر التطورات الأمنية، إلى جانب تهديدات الإرهابيين التابعين لتنظيم داعش وتحركاتهم. وكان الفياض قد حضر قبل أيام في طهران مراسم تنصيب رئيسي رئيسا جديدا لإيران، حيث التقى القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني ضمن ما سمّته مصادر عراقية ترتيبات ضرورية لإعادة ضبط العلاقة بين الإدارة الإيرانية الجديدة وحلفاء إيران وأذرعها في العراق وعلى رأسها الميليشيات الشيعية المنضوي أغلبها ضمن الحشد الشعبي. ولا تُسقط إدارة رئيسي من حساباتها أيّا من الأفرقاء العراقيين شيعة وسنّة، عربا وأكرادا وغيرهم على اختلاف درجة متانة علاقاتهم بطهران ومستوى ثقة الأخيرة فيهم، إذ يظل من المهمّ لدى إيران في حال عدم تمكّنها من تحويل بعضهم إلى حلفاء لها، ضمان ألاّ ينضمّوا بشكل كامل إلى معسكر غريمتها الولايات المتّحدة وعدد من الدول الإقليمية المنافسة لها على النفوذ في العراق. العرض الإيراني على أربيل يشمل تخفيف القوى والفصائل الشيعية لضغوطها الأمنية والمالية على الإقليم ويرقب الإيرانيون وحلفاؤهم العراقيون خلال الفترة الأخيرة بقلق عودة الحرارة إلى العلاقات بين أربيل وواشنطن وكثافة التواصل بين الطرفين. وتربط أحزاب وميليشيات شيعية عراقية ذلك بترتيبات ممكنة لجعل إقليم كردستان العراق نقطة ارتكاز أساسية لتواجد القوات العسكرية الأميركية بعد الضغوط التي سلّطتها تلك القوى على الإدارة الأميركية وكذلك على الحكومة العراقية لأجل استكمال إخراج تلك القوات من البلاد ما دفع الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخّرا إلى إعلان سحب القوات الأميركية المقاتلة من العراق والإبقاء فقط على مدربين للقوات العراقية ومساعدين لها في جمع المعلومات، وهو ما عدّه حلفاء إيران في العراق مجرّد حيلة للالتفاف على مطلب إنهاء الوجود العسكري الأجنبي على الأراضي العراقية بشكل كامل. وبينما اعترضت قوى شيعية عراقية بشدّة على إعلان بايدن، رحّبت القيادات الكردية بالقرار الذي أعلن خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، نظرا إلى كون القرار يضمن حدّا أدنى من الوجود العسكري الأميركي على الأراضي العراقية، والأهم من ذلك أنّه يؤشّر على رغبة أميركية في الحفاظ على دور في العراق وعدم إخلاء الساحة أمام كل من إيران وتركيا. وتبدو الحالة الأفغانية بمثابة درس بليغ لكردستان العراق الذي يعاني منذ سنوات ضغوطا متزايدة من قبل حلفاء إيران من أحزاب شيعية متنفّذة وميليشيات مسلّحة. وتوجد في إقليم كردستان العراق أربع قواعد عسكرية أميركية، اثنتان منها في مركز الإقليم أربيل، إضافة إلى قاعدة ثالثة في زاخو ورابعة في حلبجة. ومختلف تلك القواعد أصغر حجما من القواعد الأميركية الأخرى التي كانت موجودة في شمال العراق وغربه لكنّها قابلة للتوسيع لاستيعاب مختلف القوات التي قد تضطر الولايات المتحدة لإخراجها من باقي القواعد العراقية. وعلى خلفية توجّس إيران وحلفائها من علاقات كردستان العراق بالولايات المتّحدة شهدت علاقة الفصائل الشيعية بقيادة الإقليم خلال الفترة الأخيرة توتّرا شديدا لم يقتصر على التراشق اللفظي بل ترجمته بعض تلك الفصائل إلى تحرّش بأمن الإقليم من خلال استهدافها أراضيه، وتحديدا مطار أربيل الدولي الذي يضم قاعدة للقوات الأميركية بالصواريخ والطائرات المسيّرة. وإثر تعرّض مواقع تابعة لميليشيات الحشد الشعبي أواخر يونيو الماضي لقصف جوّي أميركي في منطقة الحدود بين سوريا والعراق، اتّهمت الميليشيات قيادة كردستان العراق بالتواطؤ في العملية، كما سبق أن اتهمتها بالتعاون في عملية قتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ورئيس أركان هيئة الحشد أبومهدي المهندس في غارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع العام الماضي. ومن المتوقّع أن يلقى العرض الإيراني للتهدئة بين الميليشيات الشيعية والإقليم استحسان القيادة الكردية التي لا تضمن تقلّبات المواقف الأميركية وتخشى أن تتركها واشنطن لمصيرها في مواجهة ضغوط حلفاء إيران المتحكّمين بمقاليد الدولة الاتّحادية، مثلما سبق أن تخلّت عنها عندما نظّمت سنة 2017 استفتاء على استقلال الإقليم تعاونت كل من بغداد وطهران وأنقرة على إحباطه وعدم تنفيذ نتائجه في ظل صمت أميركي مطبق تسبب في خيبة أمل كبيرة لأكراد العراق وسائر أكراد المنطقة.

Read more

تحذير من مسارٍ مقلق لكوكب الأرض

الحصاد: البيان أبدت وكالة علمية أمريكية قلقها إزاء ازدياد الظواهر الطبيعية المرتبطة بالتغير المناخي، وذلك بعد تصنيفها شهر يوليو على أنه الشهر الأكثر حراً المسجل على كوكب الأرض. وقال رئيس الوكالة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي ريك سبينراد في بيان الجمعة "في حال كهذه، فإن المرتبة الأولى هي الأسوأ". وأوضح أن "شهر يوليو هو عموماً الشهر الأشد حراً في العام، لكن يوليو 2021 تجاوز ذلك ليصبح الشهر الأكثر حراً الذي يُسجل على الإطلاق". ويضاف "الرقم القياسي الجديد" وفق سبينراد، إلى "المسار المقلق والمزعج الذي بات يشهده الكون بسبب التبدل المناخي"، في وقت تجتاح حرائق وفيضانات وظواهر مناخية قصوى مناطق عدة في أنحاء العالم، من سيبيريا إلى الجزائر ومن تركيا إلى كاليفورنيا. وارتفعت الحرارة العامة لسطح الكوكب 0,01 درجة مئوية بالمقارنة مع يوليو السابق الأشد حراً والذي تم تسجيله عام 2016، علماً بأن الأخير تساوى بنظيريه في العامين 2019 و2020، وفق الوكالة. وكانت 0,93 درجة مئوية فوق متوسط درجة الحرارة في القرن العشرين. وأوضحت الوكالة أن تسجيل المعطيات بدأ قبل 142 عاماً. من جهتها، أوردت الخدمة الأوروبية للتبدل المناخي (كوبرنيكوس) الأسبوع الفائت أن الشهر الماضي كان يوليو الثالث الأشد حرا على الكوكب. ويعدّ بعض التباين بين معطيات الوكالات المناخية أمراً مألوفاً. وأوضح عالم المناخ في معهد "بريكثرو" زيكي هوسفاذر، المتخصص في سجلات درجات الحرارة، أنه لدى الوكالة الأمريكية "تغطية محدودة أكثر في القطب الشمالي" وهو ما قد يفسّر الاختلاف. وقال "بغضّ النظر عن المكانة التي يحتلها شهر يوليو في التصنيف، فإنّ الاحترار المسجل في العالم هذا الصيف هو نتيجة واضحة لتغير المناخ". أجيال المستقبل جاء الإعلان بعد أيام من نشر خبراء المناخ في الأمم المتحدة تقريراً جديداً، أكّد أن مسؤولية البشرية عن ظاهرة الاحتباس الحراري "لا لبس فيها"، وأن التغير المناخي يحدث بوتيرة أسرع مما يُخشى. وتوقع التقرير أن يصل الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية قرابة العام 2030، ما يهدد بحصول كوارث جديدة "غير مسبوقة" في الكوكب الذي تضربه موجات حرّ وفيضانات متتالية. وقال خبراء الأمم المتحدة إنّ البشر "ليس لديهم خيار سوى تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بشكل كبير" إذا كانوا يريدون الحد من التداعيات. وفيما ارتفعت حرارة الكوكب 1,1 درجة مئوية حتى الوقت الحالي، يشاهد العالم العواقب المترتبة على ذلك، من الحرائق التي تجتاح الغرب الأمريكي واليونان وتركيا مرورا بالفيضانات التي غمرت بعض المناطق الألمانية والصينية وصولا إلى تسجيل درجات حرارة قياسية في كندا وصلت إلى 50 درجة مئوية. وأوصى اتفاق باريس الموقع عام 2015 بضرورة حصر الاحترار بأقل من درجتين مئويتين، وصولا إلى درجة ونصف درجة مئوية إذا أمكن. وتتكثف الدعوات الى التحرّك سريعاً بينما تتوجّه الأنظار إلى مؤتمر غلاسكو، حيث سيجتمع في نوفمبر قادة العالم أجمع في قمة حول المناخ (كوب 26). وكتب السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز على تويتر "شهدنا للتو الشهر الأكثر حراً على كوكبنا على الإطلاق". وأضاف "لا أريد للأجيال المقبلة أن تعود الى هذه اللحظة وتسأل لما لم نفعل كل ما بوسعنا للتصدي تغير المناخ".

Read more

"طالبان" تُحكم سيطرتها على محيط كابول

الحصاد: تقرير: العربي الجديد   أحكمت حركة "طالبان" سيطرتها على المناطق المحيطة بالعاصمة الأفغانية، اليوم السبت، حيث استولت على ولاية لوغار، بينما يفرّ اللاجئون من مناطق المعارك. ودفعت واشنطن بمشاة البحرية الأميركية (المارينز) للإشراف على عمليات الإجلاء السريعة. وقال النائب من ولاية لوغار، هوما أحمدي، وفق "أسوشييتد برس"، إن "طالبان" تسيطر على الولاية بأكملها، بما في ذلك عاصمتها، ووصلت إلى منطقة في مقاطعة كابول المجاورة اليوم السبت. ميدانياً أيضاً، شنّت "طالبان" هجوماً متعدد الجبهات في وقت مبكر من صباح اليوم السبت على مزار شريف، وهي مدينة رئيسية في شمال أفغانستان يدافع عنها أمراء حرب أقوياء سابقون. وقال المتحدث باسم حاكم ولاية بلخ في شمال البلاد، منير أحمد فرهاد، إن "طالبان" هاجمت المدينة من عدة اتجاهات، ما أدى إلى اندلاع قتال عنيف على مشارفها، ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات. بدوره، قال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في تغريدة عبر "تويتر"، إن مسلحي الحركة شنوا هجوماً كبيراً من أربعة أطراف على مدينة مزار شريف، مركز ولاية بلخ، وتستمرّ معارك طاحنة بين قوات الأمن ومسلحي الحركة على عدة محاور. وادّعى مجاهد حصول تقدم كبير على الأرض، علاوة على تكبيد مسلحي الحركة خسائر كبيرة لقوات الأمن الأفغانية، مشيراً إلى أن تفاصيل العملية قادمة. إلى ذلك، أحرزت الحركة تقدماً كبيراً داخل مدينة خرنه مركز ولاية بكتيكا الجنوبية المحاذية للحدود الباكستانية. وتحدث مجاهد، في تغريدة عبر "تويتر"، عن تقدّم مسلّحي الحركة داخل المدينة، مشيراً إلى أن مسلحي الحركة تمكنوا من كسر الخطوط الأمامية للقوات الأفغانية والسيطرة على مواقع أمنية عدة داخلها، وهم يتقدمون صوب مقر حاكم الإقليم. ولم تقدم الحكومة الأفغانية أي تعليق لحدّ الآن على إعلان "طالبان". من جانبها، أعلنت الداخلية الأفغانية، في بيان، مقتل أكثر من 30 عنصراً من الحركة، بينهم قائد ميداني فيها، إثر قصف جوي لسلاح الجو الأفغاني في أطراف مدينة مزار شريف، مشيرة إلى أن استهداف مسلحي الحركة متواصل في مختلف مناطق البلاد. ومع سقوط ثاني وثالث أكبر مدن البلاد بأيدي "طالبان"، أصبحت كابول فعلياً محاصرة، وآخر موقع للقوات الحكومية التي لم تبدِ سوى مقاومة محدودة في بعض الأماكن ومعدومة في مناطق أخرى. ويتمركز مقاتلو طالبان الآن على بعد خمسين كيلومتراً فقط عن كابول، ما جعل الولايات المتحدة ودولاً أخرى تهرع لإجلاء رعاياها جواً قبل هجوم يثير مخاوف كبيرة. وتلقى موظفو السفارة الأميركية أوامر بإتلاف أو إحراق المواد الحساسة، مع بدء إعادة انتشار ثلاثة آلاف جندي أميركي لتأمين مطار كابول والإشراف على عمليات الإجلاء. وأعلنت دول أوروبية عدة، بينها بريطانيا وألمانيا والدنمارك وإسبانيا، سحب أفراد من سفاراتها الجمعة. وشكل حجم تقدم "طالبان" وسرعته صدمة للأفغان والتحالف بقيادة الولايات المتحدة، الذي ضخ مليارات في البلاد بعد إطاحة الحركة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول قبل نحو عشرين عاماً. وقبل أيام من انتهاء الانسحاب الأميركي الذي أمر به الرئيس جو بايدن، استسلم الجنود ووحدات وحتى فرق بأكملها، وسلموا المتمردين المزيد من المركبات والمعدات العسكرية لتغذية تقدمهم الخاطف.     ويشعر سكان كابول وعشرات الآلاف من الذين لجأوا إلى العاصمة في الأسابيع الأخيرة، بالارتباك والخوف مما ينتظرهم. وقال خير الدين لوغاري، أحد سكان العاصمة لوكالة "فرانس برس": "لا نعرف ما الذي يجري". من جهته، صرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بأنه يشعر "بقلق عميق" إزاء روايات عن سوء معاملة النساء في مناطق استولت عليها حركة "طالبان"، التي فرضت شكلاً متشدداً من الإسلام على أفغانستان خلال فترة حكمها من 1996 إلى 2001. وقال غوتيريس: "إنّ من المروع والمحزن أن نرى تقارير تشير إلى أن حقوق الفتيات والنساء الأفغانيات التي حُصِل عليها بشق الأنفس تسقط". تقارير دولية السفارة الأميركية تتلف الوثائق الحساسة مع اقتراب "طالبان" من كابول وتسارعت وتيرة هجوم "طالبان" في الأيام الأخيرة، مع استيلاء مقاتلي الحركة على هرات في الغرب، ثم بعد ساعات فقط على قندهار معقل "طالبان" في الجنوب. وقال عبد النافع من سكان قندهار لـ"فرانس برس" إن المدينة هادئة بعدما تخلت عنها القوات الحكومية التي لجأت إلى منشآت عسكرية خارجها، حيث كانت تتفاوض على شروط الاستسلام. وأضاف: "خرجت هذا الصباح ورأيت أعلام "طالبان" البيضاء في معظم ساحات المدينة"، موضحاً: "اعتقدت أنه قد يكون أول أيام العيد". وعلى الرغم من جهود محمومة لإجلاء الرعايا، تصرّ إدارة بايدن على أن سيطرة "طالبان" على البلاد بأكملها ليست حتمية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي الجمعة إن "كابول ليست حالياً في بيئة تهديد وشيك"، لكنه أقرّ بأن مقاتلي طالبان "يحاولون عزل" المدينة. وحلّقت مروحيات ذهاباً وإياباً بين مطار كابول والمجمع الدبلوماسي الأميركي الواسع في المنطقة الخضراء التي تخضع لإجراءات حماية مشددة، بعد 46 عاماً على إجلاء مروحيات الأميركيين من سايغون في نهاية حرب فيتنام. وتشمل عملية الإجلاء التي تقودها الولايات المتحدة آلاف الأشخاص، بينهم موظفون في السفارة، وأفغان مع عائلاتهم يخشون مواجهة أعمال انتقامية بعدما عملوا مترجمين فوريين أو في وظائف أخرى لحساب الأميركيين. وقال المتحدث باسم البنتاغون إنّ الجزء الأكبر من القوات التي ترعى عملية الإجلاء ستكون جاهزة بحلول الأحد، و"ستكون قادرة على نقل آلاف الأشخاص يومياً" من أفغانستان، مؤكداً أنه "لن تكون هناك مشكلة في القدرة" على إجلاء الرعايا. وتشيد حسابات مؤيدة لـ"طالبان" على وسائل التواصل الاجتماعي بغنائم الحرب الهائلة التي استولى عليها المتمردون، ونشرت صوراً لآليات مدرعة وأسلحة ثقيلة وحتى طائرة دون طيار استولى عليها مقاتلو الحركة في قواعد عسكرية مهجورة.

Read more

لمحة عامة عن "سرايا أولياء الدم"

الحصاد: كريسبين سميث - معهد واشنطن «سرايا أولياء الدم» هي جماعة واجهة ثانوية ذات صلات محتملة بـ «عصائب أهل الحق»، وتُستخدم أحياناً للادعاء بشن هجمات بالقنابل على مواكب الإمدادات الأمريكية والهجمات الصاروخية على «إقليم كردستان العراق». الإسم: «سرايا أولياء الدم». نوع التنظيم: جماعة واجهة ثانوية تنفّذ عمليات عسكرية حركية وعمليات محلية ضد الولايات المتحدة. التاريخ والأهداف: بدأت «سرايا أولياء الدم» بلفت الانتباه للمرة الأولى عندما ادّعت في 24 آب/أغسطس 2020 بأنها قامت بهجوم على موكب من الشاحنات العراقية التي زُعم أنها تحمل بضائع أمريكية. ونشرت على قناتها مقطع فيديو درامي للحادث. وادّعت الجماعة أيضاً مسؤوليتها عن هجوم آخر على موكب في الشهر التالي، وهذه المرة من خلال بيان يحمل شعار التنظيم على قناة "صابرين نيوز" في 8 أيلول/سبتمبر. بحلول تشرين الأول/أكتوبر 2020، كان يبدو أن الجماعة قد أوقفت نشاطها، ولكن في 26 كانون الثاني/يناير 2021، نشرت قناة "صابرين" مزاعم بأن «سرايا أولياء الدم» استهدفت مرة أخرى مواكب أمريكية. ونُشرت ادعاءات أخرى في 2 شباط/فبراير، وكانت هذه المرة مصحوبة ببيان يحمل شعار التنظيم. في الساعات الأولى من يوم 16 شباط/فبراير 2021، نشرت "صابرين" نبأ بأن «سرايا أولياء الدم» أعلنت مسؤوليتها عن هجوم صاروخي على قوات التحالف في أربيل. وبعد دقيقة واحدة من ذلك الإعلان، نشر حساب "صابرين" بياناً زُعم أنه صادر عن «سرايا أولياء الدم» أعلن فيه التنظيم مسؤوليته رسمياً عن الهجوم. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، تم نشر بيان رسمي صادر عن «سرايا أولياء الدم» يحمل شعار التنظيم على "صابرين" ومع ذلك، انتزعت الاستخبارات الكردية في وقت لاحق اعترافات من الجناة المتهمين الذين ادّعوا أنهم ينتمون إلى "كتائب سيد الشهداء". وصرّحت الحكومة الأمريكية بأنها تعتقد أن «كتائب سيد الشهداء» و«كتائب حزب الله» نفّذا هجوم أربيل. تسلسل القيادة: يكشف رجحان الأدلة عن صلات مع «عصائب أهل الحق»، بناءً على تحليل الروابط الإعلامية بين القنوات التي يديرها كلٌ من «سرايا أولياء الدم» و«عصائب أهل الحق». يبين رجحان الأدلة أن «سرايا أولياء الدم» مرتبطة بـ «كتائب سيد الشهداء» و«كتائب حزب الله» نظراً إلى التورط الواضح لكل جماعة في هجوم أربيل. علاقات التبعية: "صابرين نيوز". «عصائب أهل الحق». في حين أن "صابرين" وغيرها من القنوات التابعة لـ «عصائب أهل الحق» ذكرت «سرايا أولياء الدم» بالاسم عدة مرات، إلا أن القنوات الداخلية البارزة لدى «كتائب حزب الله»، على غرار "الوحدة 10000" و"كاف" و"كيان ك.ف" وغيرها، لم تأتِ على ذكر «سرايا أولياء الدم» مرة واحدة على الرغم من الهجمات العالية المستوى التي تنبتها الجماعة بعد هجوم أربيل في شباط/فبراير 2021. العناصر التابعة لـ «سرايا أولياء الدم»: لدى «سرايا أولياء الدم» قناة إعلامية على "تلغرام" تبدو رسمية. لكن هذه القناة ليست مؤثرة، فهي لم تنشر سوى أربعة تصريحات وفيديو هجوم واحد بين آب/أغسطس 2020 وآذار/مارس 2021. أما غالبية ادعاءات الجماعة وبياناتها فتنشرها "صابرين" التي تملك جمهوراً أوسع إلى حدٍ كبير.

Read more

أحرق 700 مليار قدم مكعبة من احتياطاته.. لهذا فشل العراق في استثمار الغاز

الحصاد: صلاح حسن بابان - الجزيرة أربيل- على عكس التطوّر الذي شهده النفط بعد جولات التراخيص مع الشركات العالمية خلال سنوات ما بعد الغزو الأميركي للبلاد 2003، وزيادة كميات الإنتاج الذي انعكس إيجابيًّا على واردات الدولة؛ فإن هناك أسئلة كثيرة تُطرح بشأن أسباب عدم تكرار هذه التجربة في استثمار الغاز الذي يُحرق منه ما يقدّر سنويًّا -حسب تقديرات لجان برلمانية- بنحو 18 مليار متر مكعب. وينقسم الغاز الطبيعي في العراق إلى نوعين: أولهما الغاز المصاحب للنفط، وهو ما يشكل الجزء الأكبر من الثروة الغازية في البلاد، والثاني الغاز الطبيعي الحر، ويتمثل في حقل عكاز بمحافظة الأنبار (غربي البلاد)، وحقل سيبة في البصرة (جنوبا)، والمنصورية في ديالى (شرقا). بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية التي يسببها فشل تجربة الاستثمار في الغاز واستيراده بنحو 5 مليارات دولار سنويًّا، ومن إيران تحديدًا، وعدم الاستفادة منه في محطات توليد الكهرباء، إذ إن إحراقه يسبب كوارث بيئية بتأثيراته السلبية على المناطق الجنوبية من البلاد، ومنها محافظة البصرة تحديدا. العراق بعد روسيا من بين أعلى الدول إحراقًا للغاز الطبيعي (الجزيرة) خسائر إحراق الغاز جاء العراق ثانيًا بعد روسيا عالميا للسنة الرابعة على التوالي بين أعلى الدول إحراقًا للغاز الطبيعي، حيث تُشير بيانات البنك الدولي إلى أنه أحرق عام 2016 ما مجموعه 17.73 مليار متر مكعب من الغاز، ثم ارتفع ذلك عام 2019 ليصل إلى 17.91 مليار متر مكعب. ويتناسب ارتفاع نسبة إحراق الغاز المصاحب في العراق طرديا مع زيادة إنتاج النفط، في ظل استمرار معاناة البلاد من الحروب التي شهدتها خلال العقود الأربعة الأخيرة، والتي أدت بدورها إلى تدمير منشآت استثمار الغاز المصاحب التي كان العراق بدأت تشييدها في سبعينيات القرن الماضي. وأشارت بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى أن كمية الغاز التي يحرقها العراق يوميا تكفي لإمداد ما لا يقل عن 3 ملايين منزل بالطاقة الكهربائية، التي عجزت حكومات ما بعد 2003 عن معالجة مشاكلها حتى الآن. ويقدّر الاحتياطي الطبيعي من الغاز العراقي بـ132 تريليون قدم مكعبة -حسب منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)- أُحرق 700 مليار قدم مكعبة منه نتيجة ضعف القدرة على استغلاله، مع بلوغ إنتاجه اليومي من الغاز الطبيعي المصاحب 2.7 مليار قدم مكعبة، ويستهدف وصوله إلى 3.1 مليارات قدم مكعبة، ويقدر بنسبة 1.5 من الاحتياطي العالمي من أوبك، و1.8 للاحتياط العالمي، ويحتل المرتبة 11 عالميا بالنسبة للترتيب الدولي. وأتلف العراق عام 2020 – بحسب بيانات دولية- ما يقدّر بـ18 مليون متر مكعب من الغاز، وإذا حوّلت هذه الكمية إلى البرميل، فإنه يتلف ما يعادل 62% من إنتاجه من الغاز، أي ما يعادل 196 ألف برميل من النفط، أي بما يعادل 45 مليار دولار تقريبا. وبعد إعلانه مؤخرا عن استثمار 1.5 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، رجح وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار أن يصل إنتاج بلاده من الغاز إلى 4 آلاف مقمق (مقمق واحد = مليون قدم مكعبة قياسية)، (أي ما يعادل 4 مليارات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي)، قبيل حلول عام 2025، كاشفا عن تنفيذ وزارته 3 مشاريع لاستثمار الغاز في محافظات البصرة وميسان وذي قار (جنوب)، إلى جانب استثمار الغاز في حقل المنصورية بمحافظة ديالى (جنوب شرق) لإنتاج 1.5 مليار قدم مكعبة. الخليفة: سياسة وزارة النفط العراقية وراء تأخر استثمار الغاز المصاحب (الجزيرة) الخطأ الأول ويُمكن عدّ توجه العراق نحو الشركات الأجنبية الاستثمارية في مجال استخراج النفط خلال أعوام 2009-2019 من دون الالتفاف الى استخراج الغاز المصاحب بالخطأ الأول، في ظل وجود 5 جولات تراخيص؛ 4 منها تتعلق بالاستخراجية، والخامسة منها فقط كانت تخصّ الغاز، وجاءت في 2017، لكنها خطوة يصفها الخبير النفطي بلال الخليفة "بالمتأخرة"، محملا السياسة النفطية العراقية مسؤولية تأخر استثمار الغاز المصاحب. ولاستثمار الغاز المصاحب 3 جوانب: الأول منها يتعلق بالناحية الاقتصادية بتوفيرها موارد ودخل لميزانية الدولة في حدود 2.5 مليار دولار سنويًّا. والجانب الثاني اجتماعي بتشغيله الكثير من الشباب العاطلين عن العمل في حال تمت تهيئة محطات معالجة الغاز. أما الثالث فبيئي، لو حسبنا كمية الكربون المنبعث في الجو، الذي يقدّره الخليفة بنحو 150 مليون طن، والاحتراق يلوث الهواء مع سخونة المنطقة، وتحديدا المناطق الجنوبية. وعن أبرز الخطوات الواجب اتخاذها من الدولة لاستثمار الغاز المصاحب، يدعو الخليفة في حديثه للجزيرة نت الحكومة العراقية إلى تقديم استثناءات للشركات الأجنبية لتستثمر في هذا الغاز بالعقود والقرارات والإعفاءات الضريبية بمُغريات أكثر مما هي موجودة الآن، مع ضرورة إلغاء البيروقراطية الإدارية، وتغيير صيغة العقود وجعلها عقود مشاركة، بدلا من خدمة. غالب محمد: حكومات ما بعد 2003 ركزت على إنتاج النفط وبيع أكبر كمية منه لتأمين إيرادات أكثر للبلد (الجزيرة) أفكار كلاسيكية ولأن وزراء حكومات ما بعد 2003، وتحديدا في وزارتي النفط والكهرباء، لم يكونوا أكاديميين وعلميين، مع غياب إستراتيجية واضحة لديهم بامتلاكهم أفكارا كلاسيكية وحصرها في زيادة إنتاج النفط، بعيدا عن استثمار الغاز لبيع أكبر كمية لتأمين إيرادات أكثر للدولة؛ واجه القطاع الغازي صعوبات كبيرة في تطوير استثماراته، ووصل إلى ما هو عليه اليوم، كما يقول عضو لجنة النفط والطاقة والثروات الطبيعية في البرلمان العراقي غالب محمد. ويتساءل عن أسباب عدم إنتاج العراق الغاز الطبيعي الموجود في الحقول النفطية والغازية مع إمكانية استخدامه لتوليد الكهرباء بعد تصفيته، مؤكدا أن الدولة بإمكانها توليد 5 إلى 6 آلاف ميغاوات من الكهرباء في حال وضعت خططًا إستراتيجية تسهم في استثمار الغاز لا تدميره. ويحتاج العراق في ذروة ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف وانخفاضها في الشتاء إلى أكثر من 22 ألف ميغاوات، مع وجود محطات لتوليد الكهرباء بنحو 19 إلى 20 ميغاوات، لكن المشكلة الأساسية في العراق تكمن في الوقود المستخدم مع الغاز المستورد، الذي ينعكس سلبا على بيئة العراق، كما يقول محمد للجزيرة نت. المشهداني يربط لغز فشل استثمار الغاز المصاحب بالجانب السياسي المتغلب على الجانب الاقتصادي (الجزيرة) ما اللغز؟ بالإضافة إلى ما ذُكر، يعدّ فشل العراق حتى الآن في استثمار الغاز المصاحب أحد الألغاز التي تبحث عن حلول حتى الآن، بوجود كل التعاقدات التي أُعلن عنها مع الشركات النفطية العملاقة، ليفكّ هذا اللغز بربطه بالجانب السياسي المتغلّب على الجانب الاقتصادي، كما يرى الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني. ويستغرب المشهداني من دفع العراق سنويًّا عدّة مليارات لاستيراد الغاز من إيران، وعدم تشغيل محطات الغاز فيه، محذرًا في الوقت ذاته من تعرّض البلد لعقوبات أممية لاحقة نتيجة الآثار السلبية من التلوث البيئي بسبب إحراقه الغاز. وعن احتمالية أن يشهد هذا القطاع تطوّرا خلال الفترة المقبلة أو السنوات القادمة على الأقل، يربط المشهداني -في حديثه للجزيرة نت- انفتاح هذا القطاع نحو الاستثمار بالانتخابات المقرر إجراؤها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وقد يكون هناك أمل بأن يقوم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بخطوات تسهم في تطوير قطاع الغاز في حال تأجلت الانتخابات 6 أشهر أخرى مثلا، أو أعيد انتخابه لرئاسة الحكومة لبدء المشاريع وليس تشغيلها فحسب.  

Read more

شوارع بلا دعاية وانسحابات “شكلية”: هل تؤجّل الانتخابات العراقية؟

الحصاد draw: محمد السلطان - صحافي عراقي: DARAJ بعيداً من مبررات القوى الكبرى في مقاطعتها الانتخابات، ووسط انتشار «السلاح المتفلّت» و«المال السياسي»، يطالب العراقيون بتوفير بيئة انتخابية ترتكز على معايير النزاهة والعدالة وتحقق إرادة الناخبين في اختيار ممثليهم... على بعد نحو 70 يوماً من موعد الانتخابات العراقية، تخلو العاصمة العراقية بغداد، كما معظم المدن الرئيسية الأخرى، من أي مظاهر تدل على أن الاستحقاق الانتخابي سيجرى في موعده. أحزاب مقاطعة، ودعايات خجولة وشوارع خالية حتى من إعلانات “مفوضية الانتخابات العراقية” التي تحث فيها على المشاركة في الاقتراع، وجمهور منقسم بين خائف من التزوير ومتردد في المشاركة. وكل ذلك يحدث في ظلّ تفلّت أمني بفعل «سلاح منفلت» موجّه إلى رقاب المنافسين الجدد. من ثلاث مدن انتخابية كبرى- بغداد والموصل والبصرة- استطلع «درج» آراء عراقيين بشأن مشاركتهم في الانتخابات، وعلى رغم أنهم لم يُظهروا أي حماسة للمشاركة، إلا أنهم يشككون في أن تجرى انتخابات «نزيهة» في موعدها المقرر في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2021. «لا بوادر أمل جديدة تلوح في الأفق قبل أقل من ثلاثة أشهر على الانتخابات»، بهذه الكلمات يجيب المواطن أحمد التميمي (37 سنة) عندما سألناه عن مشاركته في عملية الاقتراع وأهميتها ويضيف: «التدخلات الحزبية في عمل المفوضية ما زالت موجودة، وقد تعيدنا إلى سيناريو انتخابات 2018 التي شهدت عمليات تزوير وتلاعب بنتائجها». ويشير إلى أن «السلاح المتفلّت بات أكثر تفلّتاً، لا سيما أن المظاهر المسلحة وصلت هذه المرة إلى المنطقة الأكثر تحصيناً في بغداد، المنطقة الخضراء». «لا بوادر أمل جديدة تلوح في الأفق قبل أقل من ثلاثة أشهر على الانتخابات» لكن التميمي، الذي يعيش في بغداد، أكبر المدن الانتخابية بــ«69 مقعداً انتخابياً»- يؤكد أنه «لا يوجد أمل بالتغيير إلا عبر صناديق الاقتراع؛ فالمشاركة الواسعة وحدها لا المقاطعة قد تنتج طبقة سياسية جديدة، لعلها تكتب الخلاص لمعاناتنا المستمرة كعراقيين». من فوق ركام منزله في الموصل- المدينة التي مزقتها الحرب- يؤكد يونس النعيمي (46 سنة) أنه «لن يشارك في الانتخابات؛ لأنها لن تغير شيئاً من الواقع المزري منذ 18 عاماً». فبالنسبة إليه “الوجوه والأحزاب والكتل ستبقى ذاتها، وسيستمر مسلسل نهب العراق وخيراته وتدمير الإنسان”. والموصل هي ثاني أكبر المدن الانتخابية بـ 31 مقعداً، لكن التميمي لا يرى إمكانية تغيير في السيطرة على المقاعد لأن «الاقتراع فيها غير نزيه بنسبة كبيرة، والجماعات المسلحة أحكمت سيطرتها عليها وتتحكم منذ تحريرها من داعش الإرهابي بمصيرها إدارياً واقتصادياً»، ويختم بعبارة: «لا يوجد شيء اسمه انتخابات». ويطالب المواطنون الحكومة بتقديم ضمانات حقيقية لنزاهة الانتخابات المبكرة التي طالب بها حراك تشرين، بهدف إصلاح الوضع السياسي الذي يشهده العراق منذ 18 عاماً، بعيداً عن السلاح المنفلت والمال السياسي. إقرأوا أيضاً: فاطمة البهادلي معلّمة نساء البصرة التي قتلوا ولديها العراق: حين تضيق الحياة ويصبح الانتحار ظاهرة معركة انتخابية ضد الميليشيات في جنوب العراق، يبدو النبض مختلفاً. كثيرون هناك يجدون معركة الانتخابات طريقاً نحو التغيير. وعلي الساعدي، وهو مواطن من البصرة ثالث أكبر المدن الانتخابية (25 مقعداً)، يتنافس عليها نحو 240 مرشحاً ومرشحة. ويقول الساعدي إن الانتخابات المقبلة تمثل معركة حقيقية لصعود قوى سياسية جديدة غير الحرس التقليدي القديم، “وهذا يحتم علينا المشاركة بقوة، لكن الأهم هل أصواتنا ستكون في مأمن وبعيدة من أيدي المزوِّرين والمتلاعبين بالنتائج؟”، يسأل ثم يجيب: “أشك في ذلك؛ بسبب انفلات السلاح وفشل الحكومة في السيطرة عليه، بدليل جرائم الاغتيالات التي تكاد تسجل يومياً في البصرة”. هي معركة انتخابية ضد الميليشيات والقتلة، عملياً، ومعروف، بحسب الساعدي، أن القوى المسلحة هي المتحكمة بمسار الأحداث ومقدرات محافظته، وبالتالي “من السهل عليها أن تفعل ما تريد لتحافظ على مكاسبها، وإن استدعى ذلك تصفية مرشحين أو حرق صناديق اقتراع أو تغيير النتائج”. وبحسب أرقام حصل عليها «درج» من المفوضية العراقية، فإن الانتخابات المقبلة يشارك فيها حوالى 3249 مرشحاً يمثلون 21 تحالفاً و167 حزباً، بينهم مستقلون، للتنافس على 329 مقعداً في البرلمان العراقي. وعلى رغم إغلاق مفوضية الانتخابات باب الانسحابات أمام القوى السياسية المصادق عليها فإن ذلك لم يمنع 3 تحالفات و8 أحزاب من إعلان مقاطعتها الاقتراع المقبل، والتحالفات هي «سائرون» بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وتحالف «المنبر العراقي» برئاسة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، وكذلك «البيت الوطني» وهو تكتل سياسي أنتجته أكبر حركة احتجاجية شعبية عام 2019. أما الأحزاب الثمانية فمن أبرزها «جبهة الحوار الوطني» بزعامة صالح المطلك و”الحزب الشيوعي”، و”حزب التجمع الجمهوري”، و”حزب الدعوة تنظيم الداخل”، وحزب «المرحلة» المدعوم من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وحزب «أبناء النهرين» أحد أحزاب الحراك الشعبي. يشارك في الانتخابات المقبلة حوالى 3249 مرشحاً يمثلون 21 تحالفاً و167 حزباً، بينهم مستقلون، للتنافس على 329 مقعداً في البرلمان العراقي. المفوضية: لم نستلم أي طلب بالانسحاب تقول المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات جمانة غلاي لــ«درج» إن المفوضية “لم تتسلّم أي طلب انسحاب رسمي من الانتخابات، على رغم إعلان عدد من القوى السياسية مقاطعتها الاقتراع”، مشيرة إلى أن “باب الانسحابات أغلق في 20 حزيران/ يونيو الماضي وفق ضوابط وسياقات حددتها المفوضية”. وتضيف: «نحن ماضون في عملية الاقتراع ولا تأجيل لموعدها المحدد في العاشر من تشرين الأول، وقد شرعنا في طباعة لائحة في المرشحين التي تتضمن 3 آلاف و249 مرشحاً». ويصعب التكهن حول تأجيل الانتخابات العراقية في ظل وجود مرسوم جمهوري بإجرائها وقرار برلماني بحل نفسه قبل ثلاثة أيام من الموعد المقرر، وتأكيدات رسمية وإصرار حكومي على إجرائها في موعدها، لكن كثراً من السياسيين يرجحون أن تؤجّل بسبب الوضع الأمني. ومع تصاعد الاستهدافات التي تتعرض لها المنطقة الخضراء والبعثات الدبلوماسية، يقلل رئيس مركز “التفكير السياسي” إحسان الشمري من خطورة الأوضاع الأمنية وتأثيرها في الاقتراع: «قد تربك الاستهدافات المشهد الأمني، لكنها في النهاية لن تؤثر في سير العملية الانتخابية». ويضيف الشمري لــ«درج»: «إن الأوضاع الحالية أفضل بكثير مما شهده العراق في 2014 حين سيطر داعش على مدن عدة، والأوضاع الأمنية ليست مبرراً لتأجيل الاقتراع، وإن الاستهدافات هي لحسابات خارجية وداخلية لكن تأثيرها محدود». وبعيداً من مبررات القوى الكبرى في مقاطعتها الانتخابات، ووسط انتشار «السلاح المتفلّت» و«المال السياسي»، يطالب العراقيون بتوفير بيئة انتخابية ترتكز على معايير النزاهة والعدالة وتحقق إرادة الناخبين في اختيار ممثليهم، بعيداً من التزوير والتلاعب بأصواتهم، لا سيما أن الاقتراع المبكر جاء بقرار من «سلطة الشعب» المتمثّلة في أكبر احتجاجات شعبية شهدها العراق حملت مشروعاً لـ«هدم النظام السياسي الهش المبني على المحاصصة والفساد والقتل».  

Read more

من يتحكم بالإستثمار، الحكومة أَم المسؤولين؟

تحليل: الحصاد منحت هيئة الاستثمار في الكابينة التاسعة لحكومة الاقليم الاجازات لـ(119) مشروعاً بقيمة (ملياران و873 مليون) دولار على مساحة (6 آلاف و11) دونماً من الأراضي. منحت الهيئة الاجازات لـ(84) مشروعاً في المنطقة الصفراء (أربيل ودهوك) بقيمة (مليار و811 مليون) دولار وبنسبة (63%)، كما منحت اجازات في المنطقة الخضراء (السليمانية، حَلَبجة، كَرميان، ورابَرين) لـ(35) مشروعاً بقيمة (مليار و62 مليون) دولار وبنسبة (37%)، والفرق بين حجم المشاريع في المنطقتين عبارة عن (749) مليون دولار من رؤوس الأموال واجازات لـ(49) مشروعاً.   حجم الاستثمار في إقليم كوردستان يعتبر الاستثمار بمثابة العمود الفقري للاقتصاد وفي اقليم كوردستان ومن الناحية القانونية تمت المصادقة على قانون رقم (4) لعام 2006 (قانون الاستثمار في إقليم كوردستان/العراق) بتأريخ 2006/7/4، وتم تأسيس هيئة الاستثمار في العام نفسه واستمر الاقليم منذ ذلك الوقت بالمرور بدرب الاستثمار صعوداً ونزولا. 1. باشرت هيئة الاستثمار في حكومة اقليم كوردستان بأعمالها بعد تأسيسها في عام 2006، وقد منحت منذ ذلك الحين اجازات لـ(1113) مشروعاً برؤوس أموال أكثر من (69 مليار) دولار وعلى مساحة اكثر من (87 الف) دونم من الاراضي. (انظر الجدول رقم (1))     2. العصر الذهبي للاستثمار في إقليم كوردستان وأعلى نسبة لها كانت في عام 2013 برؤوس اموال بلغت حجمها (10) مليارات و(476) مليون و(624) الف دولار، ما تشكل نسبة (15.14%) من المجموع الكلي لحجم الاستثمار في إقليم كوردستان حتى 2021/4/1. 4. اقل نسبة للاستثمار في الاقليم كانت في عام 2006 حيث بلغت (438) مليون و(308) الف دولار، ما تشكل نسبة (0.63%) من الحجم الكلي للاستثمار في إقليم كوردستان. 5. بلغ حجم الاستثمار في السنوات الأربع مابين (2016-2019) معاً فقط (9) مليارات و(390) مليون و(503) ألف دولار، أي بنسبة (13.57%) من المجموع الكلي للاستثمار في اقليم كوردستان. وهذا الحجم اقل من حجم الاستثمار في عام 2013. والسبب يعود الى ظهور الازمة المالية وانخفاض سعر النفط وقتال داعش، حيث رجع اقليم كوردستان خطوات الى الوراء من الناحية الاقتصادية والاستثمارية وإن آثارها الكبرى باقية حتى الآن في الاقليم، وبحسب الاحصائيات في تلك الفترة؛ * في يوم 2016/11/7 اعلن آشتي هَورامي، وزير الموارد الطبيعية في حكومة الإقليم حينئذ، من خلال منتدى (ميري) ان "حكومة إقليم كوردستان مديونة بأكثر من (20 مليار) دولار"، وهذه الديون قد تجاوزت (31 مليار) دولار في الوقت الحالي. * وفقاً لإحصائيات اتحاد المستثمرين توقف في تلك الفترة (5) آلاف مشروع، وكانت تلك المشاريع بحاجة إلى مبلغ (5) مليارات دولار لإنهائها. * تم غلق (3500) شركة كبيرة وصغيرة في تلك الفترة. * أفلست أكثر من (1000) شركة، منها (850) شركة كانت تمارس اعمالها ونشاطاتها وتنفذ المشاريع في منطقة السليمانية. * فقدان أكثر من (350) ألف شخص لاعمالهم وخسارة وظائفهم. * قرابة نصف اغنياء كوردستان خسروا رؤوس أموالهم بسبب الازمة المالية، أعلنها (مُلّا ياسين محمود، المتحدث بإسم اتحاد مستثمري إقليم كوردستان) في عام 2018 عندما قال ان عدد أغنياء كوردستان قد تضائل الى (5) آلاف مليونير و(13) مليارديري اقليم كوردستان، في حين وفقاً لإحصائيات اتحاد مستثمري كوردستان كان يتواجد في عام 2016 في الاقليم (30) مليارديراً و(10) آلاف و(800) مليونيراً، بحيث كان منهم (18) مليارديراً يستثمرون أموالهم في محافظة اربيل و(5) منهم في محافظة السليمانية ومثلهم في محافظة دهوك. و من (10) آلاف و(800) مليونيراً كان يتواجد (3) آلاف و(800) مليونيراً منهم في محافظة السليمانية.   تقرير هيئة الاستثمار بعد مضي عامان على عمر الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان، نشر المكتب الاعلامي لرئيس حكومة اقليم كوردستان كتاباً باللغة الكوردية تحت عنوان "كابینەی نۆیەمی حكومەتی هەرێمی كوردستان چاکسازی و خزمەتگوزاری 10/7/2019-1/5/2021" وترجمة عنوانها "الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان، الإصلاح والخدمات 10/7/2019-1/5/2021"،  وخصص الكتاب صفحات (218-212) لنشاطات "هيئة الاستثمار" وجاء في التقرير؛   الاستثمار في الكابينة التاسعة منحت هيئة الاستثمار في الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان من الفترة مابين (28/7/2019 - 1/4/2021) اجازات لـ(119) مشروعاً برؤوس اموال تتجاوز (مليارَين و873 مليون) دولار، وعلى مساحة من الاراضي تُقَدَّر بنحو (6) آلاف و(11) دونماً، بالتزامن مع إلغائها لإجازات (31) مشروعاً. وتوزعت المشاريع على محافظات إقليم كوردستان (لاحظ الجدول رقم (2))   اذا قمنا بتوضيح وفقاً لنفس الجدول أعلاه حول المنطقة الصفراء (اربيل ودهوك) من جهة والمنطقة الخضراء (السليمانية، حَلَبجة،كَرميان، ورابَرين) من جهة اخرى، يُلاحَظ حالة كبيرة من انعدام العدالة بين المنطقتين بشكلٍ تم في المنطقة الصفراء منح اجازات لـ(84) مشروعاً بحجم مليار و(811) مليون دولار وبنسبة (%63.03)، في حين تم في المنطقة الخضراء منح اجازات لـ(35) مشروعاً بحجم مليار و(62) مليون دولار أي بنسبة (%36.97). والفرق هو (749) مليون دولار و(49) مشروعاً (لاحظ الجدول رقم (3) والمخطط رقم (1))     عدد المشاريع مع حجم رؤوس الاموال فيها بحسب القطاعات قامت هيئة الاستثمار في فترة الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان بتوزيع إجازات مشاريعها على (10) قطاعات مختلفة وبرؤوس اموال مختلفة مع تخصيص مساحات مختلفة من الاراضي لتلك المشاريع في إقليم كوردستان، واكثر المشاريع هي في قطاع الصناعة وأقلها في القطاع الفني، (لاحظ الجدول رقم (4)).   أهم المعوِقات أمام مشاريع الاستثمار 1. المسؤولون الكبار والشركات كانوا الاكثر قدرةً على الحصول على الأراضي لتنفيذ المشاريع. 2. لم يُبدِ قسم من الشركات استعدادها للالتزام بأخذ الإجازات من أية دائرة من دوائر حكومة الاقليم وبلغ عدد المشاريع التي باشرت بأعمالها دون إجازات نحو (24) مشروعاً من مشاريع الإسكان والتي تحتوي بمجملها على (35) ألف وحدة سكنية. وفضلاً عن هذا فإن جزء من الأراضي التي بنيت عليها هذه المشاريع لاتزال جنسها في مديريات التسجيل العقاري هي اراضي زراعية ولم يتغير جنسها الى اراضٍ سكنية. 3. يعاني قسم من المشاريع السكنية من مشاكل انعدام الخدمات او قِلَّتِها. 4. وقع المواطنون ضحايا عدد من الشركات والمستثمرين، بحيث لم يستلموا وحداتهم السكنية أو لم تكن وفقاً العقد المبرم او استُخدِمت فيها مواد لم يتم إخضاعها للفحوصات المختبرية. 5. ظهور عدد من الاغنياء وأصحاب رؤوس الاموال على حساب اراضي البلدية وواردات الناس، وهذا ما اظهر الاختلاف الطبقي في المجتمع الكوردي. 6. تحويل اكثر من (24) الف و(13) دونماً من الاراضي في احسن مناطق محافظات إقليم كوردستان الى عمارات، وكانت اغلبها من الاراضي الزراعية. 7. تم تحديد أرباح المستثمرين كالجهة الأولى والهدف الرئيسي لقانون الاستثمار ، والبيقية من المواطنين والحكومة هم المتضررين. 8. بسبب التطرق في قانون الاستثمار الى ان المستثمر يحق له ان يحول ما يكسبه من الأموال التي يجنيه في مشاريع الاستثمار في إقليم كوردستان الى الخارج، بدأت عمليات تبييض الاموال وتحويل اموال اخرى الى خارج الاقليم بالتزايد والتنامي. المصادر 1. نووسینگەی ڕاگەیاندنی سەرۆکی حکومەتی هەرێمی کوردستان، كابینەی نۆیەمی حكومەتی هەرێمی كوردستان چاكسازی و خزمەتگوزاری، چاپخانەی ڕۆژهەڵات، چاپی یەکەم 2021. 2. ژوری توێژینەوەی سیاسی بزوتنەوەی گۆڕان، ڕیفراندۆم و دەوڵەتی کوردستان: ئامراز یان ئامانج؟، بنکەی ژین، چاپی یەکەم، 2018. 3. راپۆرتی شیكاری: محەمەد ڕەئوف، پارەی ژێرزەمینەكان.. حیزبی ملیاردێرو حكومەتی موفلیس، ماڵپەڕی شارپرێس؛                    https://www.sharpress.net/all-detail.aspx?Jimare=53524 4. پشدەر بابەكر، وەبەرهێنان لەنێوان قازانج و زیانەكانی، ماڵپەڕی پەیسەر پرێس؛             https://www.peyserpress.com/detail/1362 5. ملیاردێرەکانی کوردستان وەک خۆیانن و ملیۆنێرەکان کەمیان کردووە، ماڵپەڕی باس نیوز  https://www.basnews.com/so/babat/304040 6. " قەبارەی وەبەرهێنان لەماوەی 13 ساڵی ڕابردوو لەهەرێمی كوردستان زیاتر لە 52 ملیار دۆلار بوو "، ماڵپەڕی سپی میدیا؛ https://www.speemedia.com/dreja.aspx?=hewal&jmare=85694&Jor=22 XMA Header Image پارەی ژێرزەمینەكان.. حیزبی ملیاردێرو حكومەتی موفلیس sharpress.net

Read more

نجل الطالباني يحسم صراع «أبناء العمومة» في «الاتحاد» الكردستاني

تقرير: الشرق الاوسط - فاضل النشمي يبدو أن كفة صراع «أبناء العمومة» مالت أخيراً إلى بافل الطالباني، نجل الرئيس الراحل جلال الطالباني، ليتنسى له إحكام قبضته على حزب «الاتحاد الوطني» الكردستاني الذي أسسه والده عام 1975، وذلك بعد أن أعلن ابن عمه، لاهور الشيخ جنكي، أمس، التنازل عن الرئاسة المشتركة للحزب، بعد نحو أسبوعين من تفجّر الصراع الحزبي بين «أبناء العم» وخروجه إلى العلن. وكانت القيادة السياسية لحزب الاتحاد الوطني توصلت في فبراير (شباط) 2020 إلى صيغة مشتركة لرئاسة الحزب، يتقاسمها بافل الطالباني ولاهور الشيخ جنكي، قبل أن تقضي عليها الصراعات الأخيرة بين الطرفين. وأعلن لاهور الشيخ جنكي، الشريك السابق في رئاسة حزب الاتحاد الوطني، أمس الثلاثاء، التنازل عن سلطته إلى بافل الطالباني، وانسحابه من رئاسة الحزب و«تحالف كردستان» الذي تأسس مؤخراً لخوض الانتخابات العامة المقررة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ويضم حزبه (الاتحاد) وحركة التغيير الكردية. وقال لاهور الشيخ جنكي، وهو ابن أخ الرئيس الراحل جلال الطالباني، في بيان: «أود من خلال هذه الفرصة (عيد الأضحى) أيها الأعزاء، أن أتقدم لكم بالاعتذار حول الأحداث التي وقعت في مؤامرة 8 يوليو (تموز) وجعلتكم تمتعضون وتعيشون لحظات خوف وقلق». وأضاف «ربما تتساءلون جميعكم لماذا اخترت الصمت. هنا أود أن أقول لكم: أنا لم ولن أؤمن باستخدام القوة لحسم المشاكل الحزبية، وأنا أرى أن قوات البيشمركة والقوات الأمنية يجب استخدام فوهة بنادقها في حالة وجود مخاوف على الإقليم والمواطنين الكرد وبوجه الأعداء. لا يجوز السماح لي أو لأي شخص آخر باستخدام تلك القوات لأهدافهم الشخصية». وفي إشارة إلى حدة وخطورة الصراع الذي أدى إلى قبوله الخروج من الرئاسة المشتركة، قال الشيخ جنكي: «هذا أفضل حل لمنع نزيف الدم المتوقع الحصول. ما هو مهم أنه لم تنزف أي قطرة دم لطفل فقير في هذا الإقليم من أجل حسم مشكلتنا الحزبية». وتابع: «بكل حزن، من منطلق هذه المستجدات الجديدة في حزبي، أعلن انسحابي من رئاسة تحالف كردستان، وأقوم بإناطة هذه المسؤولية للرئيس المشترك (بافل الطالباني) والمجلس القيادي». وذكر الشيخ جنكي شرطاً واحداً لانسحابه، يتمثل في «تشكيل لجنة من المكتب السياسي للتحقيق وتقصّي كل التهم والادعاءات التي تم تداولها في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي للتضليل، وبعدها يتم الإفصاح عن النتائج للمجلس القيادي والرأي العام». وكانت وسائل إعلام مقربة من جناح بافل الطالباني وأمه هيرو إبراهيم أحمد، اتهمت الشيخ جنكي بالتآمر والتجسس على بيت العائلة الطالبانية. وهذه ليس المرة الأولى التي يحدث فيها صراع داخل حزب الاتحاد، وسبق أن انشقت عنه «حركة التغيير» بزعامة السياسي الراحل نشيروان مصطفى. وتعد ظاهرة صراعات الأجنحة والانقسامات شائعة جداً في البيئة السياسية العراقية، بحيث تبدو أحياناً وكأنها «القاعدة» وليس الاستثناء، وعانت منها جميع الأحزاب الكبيرة مثل «الحزب الشيوعي»، وحزب «الدعوة»، وحتى حزب «البعث» المنحل الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود.   من جانبه، شدد بافل طالباني في رسالة مكتوبة مقتضبة بمناسبة عيد الأضحى، أمس، على أن «الاتحاد الجديد يمد يده للجميع وينتهج نهج الحوار ورأب الصدع من أجل خدمة الجماهير». وأضاف «أتمنى أن نجعل من هذا العيد فرصة لمراجعة سياساتنا وصياغة استراتيجية وطنية جديدة بين القوى والأطراف السياسية الكردية، لكي نتجاوز المشاكل والعراقيل معاً». وأكد أن «الاتحاد الوطني الجديد سيكون مسؤولاً أمام جميع شرائح ومكونات المجتمع، ونطمئن جميع أعضاء وكوادر وأصدقاء ومؤيدي الاتحاد الوطني بأن هناك الآن اتحادا وطنيا جديدا». وكان المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني ناشد، أول من أمس، جميع القوى السياسية الكردستانية «تعزيز الوئام بينها وحماية وحدة الصف من منظور حماية المصالح العليا لشعب كردستان». بدوره، قال مصدر مقرب من حزب الاتحاد لـ«الشرق الأوسط» إن «حسم الصراع لصالح أبناء مؤسس الحزب جلال الطالباني كان أمراً متوقعاً منذ البداية، بحكم الثقل التاريخي للرئيس المؤسس الراحل». وأضاف أن «لاهور جنكي كان يسيطر على الجناح الأمني والعسكري في حزب الاتحاد، وله مواقف مؤيدة لحزب العمال الكردستاني التركي، خلافاً لجناح بافل وعائلة الطالباني التي تسيطر على الجناح المالي والسياسي للحزب، ولا يتعاطف كثيراً مع حزب العمال». لكن مصدراً مقرباً من جناح لاهور الشيخ جنكي يرى أن إبعاد الأخير عن قيادة حزب الاتحاد حدث بتدبير وتخطيط عائلة الطالباني وزوجته هيرو إبراهيم أحمد. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «وسائل إعلام مقربة من العائلة نشطت مؤخرا في اتهام الشيخ جنكي بالتآمر والتجسس وتسميم العائلة، في محاولة لتشويه سمعته وتبرير عزله». وأضاف المصدر الذي فضل عدم الإشارة إلى اسمه، نظراً لخطورة الأوضاع: «لهذا السبب اشترط الشيخ جنكي لجنة للتحقيق داخل الحزب لتبرئة ساحته ورد الاتهامات الخطيرة الموجهة إليه، وهو الشرط الوحيد الذي قدمه لانسحابه من رئاسة الحزب». ويعتقد المصدر أن «الشيخ جنكي هو أهم شخصية قيادية داخل حزب الاتحاد، بعد جلال الطالباني وكوسرت رسول ونشيروان مصطفى، وهو أكثر من خدم النقابات الشعبية، وأكثر من يتعاون مع الحركات الكردية المعارضة في إيران وتركيا وسوريا». وأضاف أن الدول المذكورة «تتعاون لهذا السبب مع الجناح الطالباني داخل الحزب لعزل الشيخ جنكي من رئاسته، وحرمانه من جميع السلطات داخل الحزب وخارجه». يشار إلى أن نفوذ حزب الاتحاد الوطني يتكرس تقليدياً في محافظة السليمانية في إقليم كردستان، ونسبياً في محافظة كركوك التابعة للحكومة الاتحادية، فيما يتكرس نفوذ غريمه الحزب «الديمقراطي الكردستاني»، الذي يتزعمه مسعود البارزاني، في محافظتي أربيل ودهوك.

Read more

الـ(200) مليار المرسلة من بغداد لم يُبقِ لإستمرار استقطاع الرواتب عذرا

  تحليل: الحصاد الـ(200 مليار) المرسلة من بغداد لم يُبقِ لإستمرار استقطاع الرواتب عذرا، تبلغ حالياً الواردات الشهرية لحكومة اقليم كوردستان اكثر من (795 مليار) دينار، مع اضافة الـ(200 مليار) المرسلة من بغداد تصبح (995 مليار) دينار، وبهذا تزداد (100 مليار) دينار عن المجموع الكلي لرواتب الموظفين البالغة (894 مليار) دينار شهرياً، وعليه لا يبقى اي عذر لاستمرار استقطاع الرواتب. واردات حكومة الاقليم  اعلن آوات شيخ جناب، وزير المالية والاقتصاد في حكومة إقليم كوردستان في جانب من كلامه في جلسة برلمان كوردستان يوم 28 حزيران 2021 والتي استضافت عدد من وزراء حكومة اقليم كوردستان؛ بلغ مجموع واردات الاشهر الخمسة الأولى من عام 2021 مبلغ (3 ترليونات و282 مليار) دينار منها (ترليون و974 مليار) دينار واردات وزارة الموارد الطبيعية، و(ترليون و308 مليار) دينار من الواردات الداخلية. عند اخذ معدل هذا الرقم يتبين أن واردات حكومة اقليم كوردستان الداخلة الى خزينة وزارة المالية لكل شهر كانت (656 مليار و400 مليون) دينار. لكن واردات وزارة المالية إزدادت بإستمرار، كمثال على ذلك (لاحظ المخطط رقم (1))؛ واردات كانون الثاني 2021 - بلغت واردات وزارة الموارد الطبيعية (322 مليار) دينار. - بلغت الواردات الداخلية (233 مليار) دينار. - بلغت واردات وزارة الموارد الطبيعية مع الواردات الداخلية معاً (555 مليار) دينار. واردات شباط 2021 - بلغت واردات وزارة الموارد الطبيعية (325 مليار) دينار. - بلغت الواردات الداخلية (306 مليار) دينار. - بلغت واردات وزارة الموارد الطبيعية مع الواردات الداخلية معاً (631 مليار) دينار. - وعند مقارنة واردات الإقليم في شهر شباط مع وارداتها في شهر كانون الثاني يتبين انها ازدادت بمبلغ (72 مليار) دينار. واردات شهر  آذار 2021 - بلغت واردات وزارة الموارد الطبيعية (396 مليار) دينار. - بلغت الواردات الداخلية (310 مليار) دينار. - بلغت واردات وزارة الموارد الطبيعية مع الواردات الداخلية معاً (706 مليار) دينار. - وعند مقارنة واردات الإقليم في شهر آذار مع وارداتها في شهر شباط يتبين انها ازدادت بمبلغ (72 مليار) دينار، وعند مقارنتها مع شهر كانون الثاني من نفس العام يتبين أنها ازدادت بمبلغ (151 مليار) دينار. واردات شهر نيسان 2021 - بلغت واردات وزارة الموارد الطبيعية (437 مليار) دينار. - بلغت الواردات الداخلية (357 مليار) دينار. - بلغت واردات وزارة الموارد الطبيعية مع الواردات الداخلية معاً (794 مليار) دينار.  - وعند مقارنة واردات الإقليم في شهر نيسان مع وارداتها في شهر آذار يتبين انها ازدادت بمبلغ (88 مليار) دينار، وعند مقارنتها مع شهر شباط 2021 يتبين انها ازدادت بمبلغ (163 مليار) دينار، وعند مقارنتها مع شهر كانون الثاني من نفس العام يتبين أنها ازدادت بمبلغ (239 مليار) دينار. واردات شهر آيار 2021 - بلغت واردات وزارة الموارد الطبيعية (494 مليار) دينار. - بلغت الواردات الداخلية (301 مليار) دينار. - بلغت واردات وزارة الموارد الطبيعية مع الواردات الداخلية معاً (795 مليار) دينار. - وعند مقارنة واردات الإقليم في شهر آيار مع وارداتها في شهر نيسان يتبين انها ازدادت بمبلغ  مليار دينار فقط، وعند مقارنتها مع شهر آذار يتبين انها ازدادت بمبلغ (89 مليار) دينار، وعند مقارنتها مع شهر شباط من عام 2021 يتبين انها إزدادت بمبلغ (164 مليار) دينار، وعند مقارنتها مع شهر كانون الثاني من نفس العام يتبين أنها ازدادت بمبلغ (240 مليار) دينار. المخطط رقم (1) واردات النفط  اشار كمال اتروشي، وزير الموارد الطبيعية في حكومة اقليم كوردستان في جلسة برلمان كوردستان يوم 28 حزيران 2021 الى؛ ان تكلفة إنتاج برميل من النفط في العراق يبلغ دولاراً واحداً فقط، لكنها تبلغ مابين (10-12) دولاراً في الإقليم. نسبة 52-54% من نفط كوردستان هي في دهوك و40% منها في اربيل ونسبة 6-10% منها فقط في السليمانية، ومن هذه النسب يتشكل انتاج نفط الاقليم، نُرَجِع نسبة 58% من واردات النفط الى الشركات وتكلفة الانتاج، ويبلغ الانتاج اليومي (450 الف) برميل، الا ان هذا الانتاج غير ثابت، وكلفة مصاريف النفط في ذمة الحكومة. جاء في تقرير حكومة اقليم كوردستان الذي تم نشره بمناسبة مضي عامين على عمر الكابينة الحكومية التاسعة؛ كانت الواردات النفطية لحكومة اقليم كوردستان مع بداية مباشرة الكابينة الحكومية التاسعة بأعمالها في الشهر الواحد عبارة عن: (295 مليون) دولار مبيعات النفط التي كانت في الاساس (720مليون) دولار، لكن تم دفع مبلغ (425 مليون) دولار لمستحقات الشركات والقروض، وبقيت منها (295 مليون) دولاراتهم سلمت الى وزارة المالية لغرض تأمين رواتب الموظفين. الواردات الداخلية  الواردات الداخلية لحكومة اقليم كوردستان عبارة عن واردات (الكهرباء، الضرائب، والجمارك) حيث يشكل واردات الجمارك أكثر من نصف الواردات الداخلية. تُؤَمِّنُ محافظة السليمانية نسبة (35%) من واردات الجمارك و(17%) من واردات الضرائب و(17%) من واردات الكهرباء ، كما تُؤَمِّنُ محافظتا (أربيل ودهوك) نسبة (65%) الجمارك و(83%) من واردات الضرائب و(83%) من واردات الكهرباء. (لاحظ المخطط رقم (2)). وفقاً لما جاء في تقرير حكومة اقليم كوردستان ان الواردات الداخلية مع بداية مباشرة الكابينة الحكومية التاسعة بأعمالها في الشهر الواحد عبارة عن؛ (244 مليون) دولار من الواردات الداخلية، وكانت قبل بداية مباشرة الكابينة التاسعة قد بلغت (140 مليون) دولار، لكن بعد مباشرة الكابينة التاسعة ازدادت الواردات الداخلية بمبلغ (100 مليون) دولار. مخطط رقم (2)   أموال بغداد ومساعدات التحالف  بحسب التقرير  انه فضلاً عن الواردات الداخلية ومبيعات النفط فقد تم اضافة مبلغ (383 مليون) دولار من قِبَل الحكومة العراقية الى حساب بنك وزارة المالية في الاقليم، وتم تأمين نصف رواتب الموظفين منها (أوقفت منذ شهر نيسان 2020) وفي الوقت الحالي فقد اودعت الحكومة العراقية مرةً اخرى من جديد بتأريخ 2021/7/11 مبلغ (200 مليار) دينار في حساب وزارة المالية في الإقليم. كما استمرت مع ذلك مساعدات التحالف بمبلغ (17 مليون) دولار شهرياً. مصاريف الرواتب ومبلغ الـ(200 مليار) دينار المرسلة من بغداد تحتاج حكومة الاقليم الى مبلغ (894 مليار) دينار شهرياً كي تقوم بتوزيع الرواتب بدون استقطاعات شهرياً، لكن حكومة اقليم كوردستان قامت بإصدار عدد من القرارات حول الرواتب في 2020/6/21، وبحسب القرارات وبشكل عام تم استقطاع نسبة (21%) من رواتب الموظفين ونسبة (50%) من رواتب ذوي الدرجات الخاصة، وهكذا تم خفض مبلغ صرف الرواتب من (894 مليار) دينار الى اقل من (710 مليار) دينار شهرياً. عند أخذ واردات حكومة اقليم كوردستان التي دخلت الى خزينة وزارة المالية لشهر آيار من العام 2021 الحالي على سبيل المثال التي بلغت دون مساعدات التحالف نحو (795 مليار) دينار، ومنها (494 مليار) دينار من واردات النفط و(301 مليار) دينار من الواردات الداخلية، وبحسب آخر المعلومات حول واردات وزارة المالية ليست هناك اية اسباب لتقليلها، لأن سعر النفط حالياً قد ارتفع مقارنةً بشهر آيار، بالتزامن مع استمرار التحركات الداخلية وخصوصاً الحركة التجارية في المنافذ الحدودية التي تعتبر مصدراً رئيسياً للواردات الداخلية. إذَن لو كان مجموع واردات الاقليم (795 مليار) دينار مع وصول المبلغ المرسل من بغداد وقدره (200 مليار) دينار ستصبح واردات الاقليم (995 مليار) دينار، وبهذا المبلغ سيكون بمقدور حكومة الاقليم صرف رواتب الموظفين كاملةً دون اية نسبة من الاستقطاعات والتي تبلغ (895 مليار) دينار ويتبقى لديها مبلغ (100 مليار) دينار. وفضلاً عن ان حكومة الاقليم قد اعلنت يوم 2021/7/11 إيداع مبلغ (200 مليار) دينار في حساب وزارة المالية والاقتصاد في حكومة اقليم كوردستان، إلا انها لم تتطرق الى رفع استقطاعات رواتب الموظفين، ويمكن ان يكون عذرها في هذا هو شكها في عدم استمرار بغداد في ارسال مبلغ الـ(200 مليار) دينار شهرياً! حين تم إتخاذ قرار استقطاع الرواتب في شهر حزيران من عام 2020، تم تسميتها بالتكيف مع الواردات الموجودة، اي ان نسبة الاستقطاع ستكون وفقاً للواردات الموجودة بحوزة الحكومة، لكن الحكومة قد اختارت الصمت في الوقت الحالي.

Read more

الجفاف يخنق العراق.. سدود تركيا وإيران تزيد الطين بلة

الحصاد: "كل ما نزرعه يموت، أشجار النخيل، البرسيم، وهي عادة نباتات تحتمل المياه المالحة، كلها تموت" وكأن العراق ينقصه فوق مصائبه أن يزحف التصحر إلى أراضيه الزراعية. فكل عام، يزداد وقع التغير المناخي في موسم الصيف العراقي الحار على المزارعين ومربي المواشي الذين يجدون أنفسهم مرغمين على النزوح وبيع أراضيهم، بعدما نفق عدد كبير من مواشيهم وابتلعت المباني ما تبقى من أرض صالحة للزراعة. في هذا البلد ذي المناخ الصحراوي القاسي حتى قبل التحولات المناخية الصعبة، شكلت الأهوار في الجنوب ملاذاً لقطعان الجواميس التي تلجأ لمياهها العذبة احتماء من درجات حرارة تفوق الخمسين في الصيف، وفق فرانس برس.   كارثة في شط العرب وفي أقصى جنوب العراق، شكل شط العرب، المنفذ الوحيد للعراق على البحر، جنة للملاحين وسط بساتين النخيل العامرة. لكن الوضع بات شبه مأساوي اليوم، فقد تسبب شح المياه في نهري دجلة والفرات خصوصاً بسبب السدود التي تبنيها تركيا وإيران، وامتلاء مجاريهما بكم هائل من نفايات كل المدن التي يعبرانها، بكارثة في شط العرب، حيث بدأت الملوحة تتسرب إلى الأراضي الزراعية وتقتل المحاصيل، كما الحال مع إنتاج الفلاح رفيق توفيق. حقل زراعي جاف في منطقة السعدية شمال ديالى شرقي العراق (أرشيفية من فرانس برس) "كلها تموت" فقد أصبح السكان يشكون موت كل ما يزرعونه. وفي هذا السايق، قال توفيق أحد سكان البصرة جنوب البلاد: "كل ما نزرعه يموت، أشجار النخيل، البرسيم، وهي عادة نباتات تحتمل المياه المالحة، كلها تموت". وفي الأعوام الماضية، تسببت ملوحة المياه بتحويل آلاف الهكتارات من الأراضي إلى أراض بور، وبدخول مئة ألف شخص إلى المستشفيات في صيف العام 2018. في حين أوضح المهندس الزراعي علاء البدران من هذه المحافظة النفطية بأن "نسبة المياه المالحة ارتفعت هذا العام، للمرة الأولى منذ أبريل وبدء الموسم الزراعي". أرض جافة في مستنقعات الجبايش في منطقة الأهوار جنوب العراق (أرشيفية من فرانس برس) ضربة قاضية كما تعد ملوحة المياه، مرفقة بالارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ضربة قاضية للقطاع الزراعي العراقي الذي يشكل نسبة 5% من إجمالي الناتج الداخلي ويوظف 20% من إجمالي اليد العاملة في البلاد. غير أنه قطاع ضعيف أصلاً، فهو لا يؤمن أكثر من نصف احتياجات البلاد الزراعية، فيما تغرق الأسواق بواردات زراعية ذات جودة أعلى. وفي الإجمال، تضرر "سبعة ملايين عراقي" من 40 مليوناً، من "الجفاف والنزوح الاضطراري"، وفق ما ذكر الرئيس العراقي برهم صالح في تقرير أصدره عن التغير المناخي. النزوح هرباً من العطش أما في الجبايش جنوب البلاد، المنطقة الواقعة ضمن أهوار العراق والمشهورة تاريخياً بمسطحاتها المائية منذ أيام السومريين، فابتلي الفلاح علي جاسب بالترحال المستمر. إذ عليه أن يقطع، كل موسم، مسافات هائلة ليؤمن لجواميسه البيئة الملائمة لإنتاج الحليب الذي يشكل الدخل الوحيد لعائلته. وقال شاكيا حاله: "كل شهرين أو ثلاثة أشهر، علينا النزوح لنجد المياه"، مضيفاً: "إذا شربت الجواميس المياه المالحة، تتسمم، وتتوقف عن إنتاج الحليب ثم تنفق". أرض جافة في مستنقعات الجبايش في منطقة الأهوار جنوب العراق (أرشيفية من فرانس برس) جفاف واضح جفاف الأنهر والأهوار أصبح واضحاً بالعين المجردة ويتسارع بشكل مطّرد في بلد شهد منذ 40 عاماً حروباً وأزمات متتالية أضرّت بشدة بالبنى التحتية، فبات العراق يفتقر إلى مقومات التأقلم مع مناخ لا ينفك يزداد قساوة. وبحسب الأمم المتحدة، فإن 3,5% من الأراضي الزراعية فقط مزودة بأنظمة ري. ويثير هذا الوضع قلق رعد حميد وهو أيضاً مربي ماشية. وقال بينما يقف على أرض متصدعة ومحترقة بفعل الشمس القوية: "قبل عشرة أيام فقط، كانت هذه الأرض موحلة، كانت هناك ماء وخضار". من الجبايش في منطقة الأهوار جنوب العراق (أرشيفية من فرانس برس) ليست سوى البداية هذه لسيت سوى البداية. ففي السنوات القادمة، سوف تزداد تداعيات التغير المناخي حدة، كما كتب الرئيس العراقي: "مع وجود أعلى معدلات التزايد السكاني في العراق، تُفيد البيانات بأن عدد سكان البلد سيتضاعف من 38 مليوناً اليوم إلى 80 مليوناً بحلول عام 2050، وهذا يُضاعف المخاطر الاقتصادية والاجتماعية لتغير المناخ إذا تُركت من دون معالجة". ويضاف ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة درجتين وانخفاض المتساقطات بنسبة 9% بحلول العام 2050، وفق صالح. تغيير المهنة أما في منطقة خانقين شرق العراق المحاذي لإيران، تحسّر المزارع عبد الرزاق قادر البالغ من العمر 45 عاماً على أرضه ومحاصيله. ويقول لفرانس برس "أربع سنوات مرت بدون مطر" على حقله للحنطة الممتد على مساحة 38 هكتاراً. إلى ذلك أصبح عبد الرزاق يفكر جدياً بالتخلي عن الزراعة والعمل كعامل بناء، كما فعلت غالبية فلاحي منطقته الذين هجروا حقولهم لسوء الأوضاع وغيّروا مهتنهم. حقل زراعي جاف في منطقة السعدية شمال ديالى شرقي العراق (أرشيفية من فرانس برس) التصحر يطال 69% من الأراضي الزراعية التصحر طال "نسبة 69% من أراضي العراق الزراعية"، وفق ما يقول مدير قسم التخطيط في دائرة الغابات ومكافحة التصحر المهندس الزراعي سرمد كامل لفرانس برس. وإزاء اجتياح الجفاف والتصحر والتزايد المطّرد في أعداد السكان، الأرض الزراعية هي الضحية الأكبر. فقد أوضح الاقتصادي أحمد صدام: "من جهة، يزداد الطلب على السكن، أما الزراعة، فلم تعد تنتج مدخولاً كبيراً". منفى أهل الريف كما أصبحت أسعار الأراضي في محافظة البصرة حيث يقطن، تصل إلى "ما بين 20 و120 مليون دينار" أي نحو 27 ألفاً إلى 82 ألف دولار أميركي. وبالنسبة للمزارعين، تلك "مبالغ هائلة لم يربحوا مثلها قط، ولذلك قاموا ببيع أراضيهم"، بحسب الخبير، مضيفاً أنه بفعل ذلك، "تتحول 10% من الأراضي الزراعية كل عام إلى أحياء سكنية". يشار إلى أنه من شأن تلك الظاهرة أن تسرّع منفى أهل الريف العراقي في بلدهم بفعل الاضطرابات في التوازن الاقتصادي والاجتماعي والمناخي.

Read more

من الاقتصاد المستقل إلى اقتصادهم الخاص

تحليل: الحصاد  بعد الاعلان عن الاقتصاد المستقل منذ عام 2014 اقدمت حكومة الاقليم على تصدير أكثر من مليار برميل من النفط، وهذا في الوقت الذي قال فيه وزير الموارد الطبيعية: "كل برميل من النفط بحاجة الى (60) مليون سنة كي يتشكل من جديد". بلغت قيمة هذه الكمية من النفط المُصَدَّر قرابة (60) ترليون دينار وبعد المصاريف بقيت نحو (36) ترليون دينار فقط لمصلحة الاقليم. في حين تبلغ قيمة حصة الاقليم في قوانين الموازنة للاعوام(2014-2021) التي فقدها الإقليم اكثر من (82) ترليون دينار. والفرق أكثر من (46) ترليون دينار. وهذا قريب من المبلغ الذي داينه حكومة الاقليم وهو قرابة (45 ترليون و873 مليار) دينار والقسم الاكبر منه هو رواتب موظفي إقليم كوردستان الممنوعة عن الصرف. بداية الأزمة  منذ (14) عاماً وكلتا حكومتا اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية تتواجهان فيما يتعلق بعملية إنتاج وتصدير النفط، وبعد ان صادَقَ برلمان كوردستان على قانون النفط والغاز في إقليم كوردستان بدأت حكومة الإقليم بإبرام العقود النفطية. لهذا السبب وفي الايام الاخيرة من عُمر كابينته الحكومية اقدم (نوري المالكي-رئيس الوزراء العراقي حينها) على ايقاف حصة الاقليم من الميزانية العامة للعراق، كورقة ضغط ضد بيع نفط الاقليم بصورة مستقلة. بعد ذلك منحت الحكومة العراقية التي تشكلت في 8 أيلول 2014 برئاسة (حيدر العبادي) املاً جديداً لأهالي إقليم كوردستان بأنها تستطيع إنهاء ايقاف حصة الاقليم من الميزانية وخصوصاً عندما اسندت وزارة النفط العراقي الى (عادل عبدالمهدي) "الصديق والمقرب من الكورد". لَعِبَ عادل عبدالمهدي دوراً ايجابياً في التوقيع على اتفاق بين اربيل وبغداد في 2014/11/13 وتمت المصادقة على هذا الاتفاق فيما بعد في قانون الموازنة العراقية لعام 2015. وبحسب هذا الاتفاق يقوم إقليم كوردستان بتسليم (250) ألف برميل من نفطه و(300) ألف برميل من نفط كركوك الى شركة تسويق النفط العراقي (سومو) يومياً عن طريق خط انابيب كوردستان-جيهان التركي. في المقابل تقوم الحكومة العراقية بإرسال نسبة (17%) من الميزانية العراقية (ترليون و200 مليار) دينار إلى اقليم كوردستان. وبحسب الاتفاق ايضاً إن لم يلتزم اي من الطرفين بالاتفاق يحق للطرف الآخر ايقاف الاتفاق من جانبه. بذريعة وجود مشاكل تقنية لم تلتزم حكومة إقليم كوردستان في الأشهر الثلاثة الاولى من عام 2015 بالمسؤولية التي تقع على عاتقها بموجب الاتفاق والقاضية بتسليم (550) ألف برميل من النفط يومياً. لكن بعد عقد عدد من الاجتماعات المشتركة، وافقت الحكومة العراقية على استمرار الإتفاق شريطة ان تقوم حكومة الاقليم بعد هذه الاشهر الثلاثة بتصدير كميات اكبر من كميات النفط المحددة لها في الاتفاق. بعد ذلك الحين لم تستطع حكومة الاقليم الالتزام بالاتفاقات المتتالية التي قامت بتوقيعها مع الحكومة العراقية، ولم تلتزم الحكومة العراقية ايضاً كما يجب وحاولت على الدوام منع بيع نفط الاقليم بصورة مستقلة، الى ان وصل الوضع الى الامر الواقع. لكن لم تقدر حكومة اقليم كوردستان بسد الفراغ المالي الذي واجهها بسبب قطع حصتها من الميزانية العراقية ابداً، عن طريق بيع نفطها بنفسها. الأضرار المالية الكبرى للاقتصاد المستقل أولاً؛ حصة الإقليم من الميزانية العامة للعراق، مرحلة (2004-2014) قبل إتخاذ قرار الاقتصاد المستقل، كانت ترسل كمية هائلة من الميزانية من العراق الى إقليم كوردستان في اطار حصة الاقليم من الميزانية العامة للعراق بشكل بعد (2004-2014) كان الإقليم يحصل على نسبة (17%) من الميزانية العراقية المرسلة من قِبَل الحكومة الفدرالية، بحسب المصادر المطلعة ولمعرفة الاموال التي حصلت عليها حكومة الاقليم من حصتها من الحكومة الفدرالية والتي استمرت من عام 2004 الى عام 2014، يمكن الاطلاع على كميتها بالنظر الى (المخطط رقم (1))؛ المخطط رقم (1) بسبب اندلاع القتال مع داعش ومشاكل تشكيل الحكومة الاتحادية في عام 2014، لم تكن هناك أية مقترحات للميزانية من قِبَل الحكومة بل اعطيت سلطات الصرف الى الوزارات، وتم قطع حصة الاقليم. بالتزامن مع هذه الاحداث وبحسب بحث اجرته (مديريةالبحوث والتحقيقات في مجلس النواب العراقي) في شهر تشرين الاول من عام 2020، ان اقليم كوردستان قد استلمت من فترة مابين أعوام (2005-2019) من بغداد مبلغ (96) ترليون و(196) مليار و(503) مليون دينار، فيما قامت بإسترجاع مبلغ ترليونان و(273) مليار و(430) مليون دينار الى الحكومة الاتحادية. ثانياً؛ حصة الإقليم من الميزانية العامة للعراق، مرحلة (2014-2021)تغير الوضع بعد عام (2014) واصبح بشكل مغاير مما كان عليه في السابق، على الرغم من ان قوانين الموازنة مابين اعوام (2014-2021) قد حددت حصة اقليم كوردستان، لكن بسبب عدم تسليم نفط الإقليم وممارسة الاقتصاد المستقل لم تُرسَل الاموال المحددة لحصة الإقليم كما هي للإقليم، للاطلاع على الامثلة يمكن ملاحظة الجدول رقم (1)؛الجدول رقم (1)   الملاحظات حول الجدول رقم (1) 1. لم يكن لدى الحكومة العراقية قانون الموازنة في عام 2020. 2. أُرسلت من العراق الى إقليم كوردستان في الأشهر الثلاثة الاولى من عام 2020 مبلغ (453) مليار دينار لكل شهر. 3. مضت حتى الآن (6) أشهر من العام الحالي (2021)، لكن الحكومة العراقية لم ترسل أية مبالغ مالية إلى الاقليم، مع افتراض عدم ارسال اي مبلغ لشهر حزيران ايضاً. تحليل الجدول رقم (1) 1. بلغت حصة اقليم كوردستان في الفترة مابين أعوام (2014-2021) مبلغ (97) ترليون و(540) مليار و(995) مليون دينار. 2. أُرسلت الى إقليم كوردستان مبلغ (14) ترليون و(729) مليار و(533) مليون دينار فقط. 3. أُوقِفت من حصة اقليم كوردستان مبلغ (82) ترليون و(757) مليار و(422) مليون دينار. ثالثاً؛ واردات بيع نفط الاقليم في اطار الاقتصاد المستقل قامت حكومة اقليم كوردستان وفي اطار الاقتصاد المستقل منذ عام (2004) إلى النصف الاول من عام (2021) بتصدير أكثر من مليار برميل من النفط، وباع كل برميل نفط بمعدل (52) دولاراً، ويبلغ المجموع الكلي لقيمة هذه الكمية المصدرة من النفط دون التكلفة والمصاريف ما يقارب (60) ترليون دينار. (انظر الجدول رقم (2)). الجدول رقم (2)     رابعاً؛ حصيلة البيع المستقل للنفط اذا قارننا الواردات التي حصلت عليها حكومة الاقليم عن طريق بيع النفط مع الواردات التي فقدها من الميزانية العامة للعراق، فيتبين ان؛ 1. الحكومة العراقية قد أوقفت من حصة إقليم كوردستان من الميزانية منذ عام (2014) مبلغ (82) ترليون و(757) مليار و(422) مليون دينار. 2. استطاعت حكومة اقليم كوردستان تصدير كميات من النفط في غضون (7) سنوات بلغت مليار و(34) مليون و(546) ألف و(355) برميل بقيمة (59) ترليون و(709) مليار دينار، ان لم تكن لديها اية مصاريف، لكن على افتراض تخصيص نسبة (40%) لمصاريف الشركات من (البحث والاستخراج والنقل)، فإن هذه القيمة ستنخفض الى (35) ترليون و(582) مليار و(400) مليون دينار. 3. الاختلاف الذي ينتج عن مقارنة البيع المستقل للنفط(قبل طرح المصاريف والتكلفات) مع الميزانية العامة للعراق يبلغ (23) ترليون و(48) مليار و(422) مليون دينار. لكن تمت المقارنة (بعد طرح المصاريف والتكلفات) التي افترضناها بنسبة (40%)، سيبلغ الاختلاف (46) ترليون و(932) مليار و(22) مليون دينار، وهذا قريب من مبلغ القروض الواقعة على عاتق حكومة الاقليم وتبلغ (31) مليار و(637) مليون دولار ما يعادل (45) ترليون و(873) مليار و(650) مليون دينار والجزء الاكبر منه هي قروض رواتب موظفي إقليم كوردستان. المصادر 1. کۆمەڵێک نوسەر(ئەلەند مەحوی)، هەرێمی کوردستان ئاڵنگاری سیاسی و ئابوری، ژوری توێژینەوەی سیاسی بزوتنەوەی گۆڕان، چاپی یەکەم 2018، ل 9-34. 2. اجتماع برلمان كوردستان مع الفريق الحكومي في 28/6/2021. 3. ماڵپەڕی درەو میدیا، زیانەكانی ئابوری سەربەخۆ بەپێی داتاو ژمارەكانی حكومەت؛ https://drawmedia.net/page_detail?smart-id=5813 4. قانون الموازنة العامة الاتحادية للسنة المالية2021. 5. ابتسام عبد اللطيف محمد، مستحقات اقليم كوردستان وكميات ومبالغ تصدير النفط خارج اطار شركة (سومو) ومدى تاثيرها على الموازنة الاتحادية للمدة (2005-2019)، دائرة البحوث والدراسات النيابية مكتب بحوث الموازنة. 6. Deloitte, Kurdistan Regional Government of Iraq, Oil production, export, consumption and revenue for the year ended 31 December 2020, 20 June 2021.

Read more

طالبان: الحركة التي فشلت أمريكا في القضاء عليها

الحصاد: BBC بموجب اتفاق مع طالبان، وافقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو على سحب جميع القوات، مقابل التزام الحركة بعدم السماح للقاعدة أو أي جماعة متطرفة أخرى بالعمل في المناطق التي يسيطرون عليها. وحدّد الرئيس الأمريكي جو بايدن موعدا نهائيا في 11 سبتمبر/أيلول، الذكرى السنوية العشرين لهجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، للانسحاب الكامل للقوات الأمريكية، لكن التقارير تشير إلى أن الانسحاب قد يكتمل في غضون أيام. وقالت حركة طالبان لبي بي سي إن أي قوات أجنبية تبقى في أفغانستان، بعد الموعد النهائي لانسحاب الناتو في سبتمبر/أيلول، ستكون معرضة للخطر بصفتها "محتلة". ويتزايد القلق بشأن مستقبل كابول في الوقت الذي تستعد القوات الأفغانية لتولي مسؤولية الأمن في البلاد منفردة. وكانت حركة طالبان الإسلامية المسلحة قد أثبتت أنها قوة قتالية هائلة في أفغانستان وتهديد خطير لحكومتها. تخطى مواضيع قد تهمك وواصل القراءة مواضيع قد تهمك طالبان: فرار نحو ألف جندي أفغاني إلى طاجيكستان مع سيطرة الحركة على مناطق في شمال أفغانستان الحرب في أفغانستان: كيف يمكن للغرب أن يحارب الإرهاب بعد رحيل القوات الغربية؟ حركة طالبان: مبعوثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان تعرب عن قلقها من مكاسب الحركة جو بايدن يقول إن الوقت حان لإنهاء الحرب في أفغانستان مواضيع قد تهمك نهاية كما هددت طالبان بزعزعة استقرار باكستان، حيث تسيطر على مساحات في شمال غربي البلاد، واتهمت بالمسؤولية عن تنفيذ موجة من التفجيرات الانتحارية وهجمات أخرى. فما الذي نعرفه عن حركة طالبان؟ ظهرت حركة طالبان في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، شمالي باكستان، عقب انسحاب قوات الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان. وبرز نجم طالبان، وأكثر عناصرها من الباشتون، في أفغانستان في خريف عام 1994. ويعتقد على نطاق واسع بأن طالبان بدأت في الظهور لأول مرة من خلال المعاهد الدينية، التي تمول في الغالب من السعودية، والتي تتبنى نهجا دينيا محافظا. صدر الصورة،AFP/GETTY IMAGES التعليق على الصورة، طالبان شنت سلسلة من الهجمات على كابول في السنوات الأخيرة ووعدت طالبان، التي توجد في مناطق الباشتون المنتشرة في باكستان وأفغانستان، بإحلال السلام والأمن وتطبيق صارم للشريعة بمجرد وصولها للسلطة. وفي كلا البلدين، طبقت طالبان عقوبات وفقا للشريعة مثل الإعدامات العلنية للمدانين بجرائم القتل أو مرتكبي الزنا أو بتر أيدي من تثبت إدانتهم بالسرقة. وأمرت الحركة الرجال بإطلاق لحاهم والنساء بارتداء النقاب. وحظرت طالبان مشاهدة التلفزيون والاستماع إلى الموسيقى وارتياد دور السينما، ورفضت ذهاب الفتيات من سن العاشرة إلى المدارس. ونفت باكستان مرارا أنها هي من أسست طالبان، لكن لا يوجد شك كبير في أن العديد من الأفغان، الذين انضموا في بادئ الأمر إلى صفوف الحركة، تلقوا تعليما في المعاهد الدينية في باكستان. وكانت باكستان أيضا واحدة من ثلاث دول فقط، بالإضافة إلى السعودية والإمارات، اعترفت بطالبان حينما وصلت للسلطة في أفغانستان في منتصف التسعينيات وحتى عام 2001. وكانت باكستان آخر دولة تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طالبان. صدر الصورة،AFP/GETTY IMAGES التعليق على الصورة، في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2013 أفادت تقارير بمقتل زعيم حركة طالبان في باكستان حكيم الله محسود في غارة جوية قيادات تولى زعامتها الملا عمر، رجل الدين الذي فقد إحدى عينيه خلال قتال القوات السوفيتية في ثمانينيات القرن الماضي، وفي أغسطس /آب 2015 اعترفت طالبان أنها أخفت لمدة عامين خبر وفاة الملا عمر. وفي سبتمبر/أيلول عام 2015 أعلنت طالبان أنها توحدت تحت قيادة الملا منصور الذي كان نائبا للملا عمر لفترة طويلة. ولقي الملا منصور حتفه في غارة لطائرة أمريكية بدون طيار في مايو/آيار عام 2016 ليحل نائبه المولوي هيبة الله أخنوزاده، وهو رجل دين متشدد، محله. وقتل على الأقل ثلاثة من أبرز قادة طالبان باكستان في غارات شنتها طائرات أمريكية بدون طيار، من بينهم الملا نظير وولي الرحمن. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2013، أفادت تقارير بمقتل زعيم حركة طالبان في باكستان، حكيم الله محسود، في غارة جوية أيضا. ووقع الهجوم الذي يمكن أن يقال إنه أثار أكبر قدر من الانتقادات الدولية لحركة طالبان في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2012، حينما هاجمت الحركة منزل الطالبة ملالا يوسف زاي في بلدة منغورا. صدر الصورة،REUTERS التعليق على الصورة، في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2012 هاجمت الحركة منزل الطالبة ملالا يوسف زاي في بلدة منغورا ملاذ القاعدة دخلت حركة طالبان في أفغانستان بؤرة اهتمام العالم عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 على مركز التجارة العالمي بالولايات المتحدة. واتهمت الحركة بتوفير ملاذ آمن في أفغانستان لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وأعضاء التنظيم الذين اتهموا بالمسؤولية عن هذه الهجمات. وبعد فترة قصيرة من هجمات سبتمبر، أطاح غزو التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بحكم طالبان في أفغانستان، لكن لم يتم اعتقال زعيم الحركة الملا محمد عمر. صدر الصورة،EPA التعليق على الصورة، الملا عمر أول زعماء طالبان وبزغت طالبان من جديد خلال السنوات القليلة الماضية في أفغانستان ونمت حتى أصبحت أكبر قوة في باكستان، ويقول مراقبون إنه لا يوجد تنسيق محكم بين الفصائل والجماعات المتشددة التابعة لطالبان. وكان حكيم الله محسود قائدا لفرع طالبان الرئيسي في باكستان، وأنحي باللائمة على حركته التي تعرف باسم حركة طالبان الباكستانية، في ما يتعلق بتنفيذ عشرات الهجمات الانتحارية والهجمات الأخرى. وكان الأفغان، الذين شعروا بالقلق من زيادة أعداد المجاهدين على نحو مفرط والاقتتال الداخلي في أعقاب طرد السوفييت، قد رحبوا عموما بطالبان عندما ظهرت على الساحة للمرة الأولى. ونمت شعبيتهم الأولى بدرجة كبيرة نتيجة ما حققوه من نجاح في القضاء على الفساد، والحد من الانفلات الأمني، وجعل الطرق والمناطق الخاضعة لسيطرتهم آمنة لازدهار التجارة. هجوم أمريكي وسرعان ما امتد نفوذ طالبان من جنوب غربي أفغانستان، واستولت على إقليم هرات الذي يحد إيران في سبتمبر/ أيلول عام 1995. وبعد عام بالتحديد، استولوا على العاصمة الأفغانية كابول بعد الإطاحة بنظام حكم الرئيس برهان الدين رباني ووزير دفاعه أحمد شاه مسعود. وبحلول عام 1998، كانوا قد سيطروا على نحو 90 في المئة من أفغانستان. صدر الصورة،AFP التعليق على الصورة، حكومة الملا عمر سقطت عام 2001 ووجهت إليهم تهم ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان والثقافة، وكان أبرز مثال على ذلك في عام 2001 عندما دمرت طالبان تمثالي بوذا في باميان بوسط أفغانستان على الرغم من موجة غضب دولية ضد ذلك. وفي السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2001، غزت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة أفغانستان. وبحلول الأسبوع الأول من شهر ديسمبر/ كانون الأول انهار نظام طالبان. ولاذ الملا عمر ومساعدوه بالفرار. ويعتقد بوجه عام أنهم لجأوا إلى مدينة كويتا الباكستانية التي كانوا يوجهون منها حركة طالبان. لكن إسلام أباد نفت وجود ما يعرف باسم "شورى كويتا". عودة طالبان وعلى الرغم من وجود أكبر عدد على الإطلاق من القوات الأجنبية في تاريخ البلد، استطاعت طالبان توسيع نطاق نفوذها على نحو مطرد، مما جعل مساحات شاسعة من أفغانستان غير آمنة وعاد العنف في البلاد إلى مستويات لم تشهدها منذ عام 2001. وأدى تراجعهم خلال السنوات العشر الماضية إلى الحد من خسائرهم البشرية والمادية والعودة بروح الثأر. وكان هناك العديد من الهجمات التي شنتها طالبان على كابول خلال الأعوام الأخيرة، كما نفذت في سبتمبر/ أيلول عام 2012، غارة كبيرة على قاعدة كامب باستيون التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو". وفي الشهر نفسه سلم الجيش الأمريكي السلطات الأفغانية الإشراف على سجن باغرام المثير للجدل الذي يضم ما يزيد على 3 آلاف مقاتل من طالبان وإرهابيين مشتبه بهم. صدر الصورة،REUTERS التعليق على الصورة، هناك أكثر من 9 آلاف جندي أمريكي في أفغانستان وخلال السنوات القليلة الماضية، زاد اعتماد طالبان كذلك على تفجير عبوات ناسفة على جوانب الطرق كسبيل لمحاربة الناتو والقوات الأفغانية. ومن الصعب تحديد عدد من قتلوا في تلك الهجمات على وجه الدقة، لكن وزارة الداخلية الأفغانية تقول إن طالبان مسؤولة عن قتل ما يزيد على 1800 فرد من قوات الشرطة الوطنية الأفغانية عام 2012. كما قتل نحو 800 فرد من جنود الجيش الوطني الأفغاني في تفجير قنابل على جوانب الطرق خلال الفترة نفسها، وفقا للتقديرات. وفي سبتمبر/ أيلول عام 2015 سيطرت طالبان على مدينة قندوز الاستراتيجية، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها سيطرتها على عاصمة إقليمية في البلاد منذ هزيمتها عام 2001. ويوجد نحو 9 آلاف جندي أمريكي في أفغانستان، ولكن ليست هذه القوة هي مصدر التهديد الوحيد لطالبان التي تواجه أيضا صعود جماعة تنظيم الدولة المتشددة في أفغانستان. وبعد مرور نحو 19 عاما على الإطاحة بحكمها وصرف مبالغ خيالية للقضاء عليها إلا أن الحركة صمدت وباتت تسيطر عمليا على نحو 40 في المئة من مساحة البلاد.

Read more

All Contents are reserved by Draw media.
Developed by Smarthand