تقرير:Draw
جرت الاستعدادات لاختبار عدد من الطائرات المسيرة ( درون) من النوعية التي بإمكانها حمل كمية من المتفجرات، في هذا الاثناء حدث انفجار في احدى العجلات التي كانت تحوي المواد المتفجرة المعدة لربطها بالطائرات، هذه هي القصة التي توضح كيفية إصابة قائد قوات الكوماندوز في إقليم كوردستان ( آكام عمر)، سيسلط Draw في هذا التقرير الضوء على المعلومات التي حصلت عليها من المصادرالامنية المطلعة على مجريات التحقيقات بهذا الشأن.
الانفجار والشكوك
أصيب قائد قوات الكوماندوز في اقليم كوردستان،( آكام عمر)، مع عدد من المنتسبين الآخرين، خلال تنفيذهم لعملية عسكرية صباح يوم الاربعاء 18 تشرين الاول في منطقة ( غرة ) التابعة لقضاء كلار التابع لمحافظة السليمانية، اثر انفجارعبوة ناسفة، وتوفي احد العناصر على إثر الانفجار وهوالنقيب (زهير محمد) وأصيب ( 7) اخرين بجروح متفاوتة.
تم إخلاء الجرحى على متن مروحية إلى مستشفيات السليمانية، وهم ومازلوا يتلقون العلاج في مستشفى( فاروق)، بحسب التصريحات التي ادلت بها قيادات في الاتحاد الوطني الكوردستاني، "الحالة الصحية لقائد الكوماندوز( اكام عمر) ليست مستقرة".
وذكرت الإعلام الرسمي للاتحاد الوطني الكوردستاني في بيان، انه "خلال عملية امنية لملاحقة الإرهاب ومخلفات داعش، في مناطق( غرة ، تاويرك، بلكانه وزينانه) في كرميان، انفجرعدد من العبوات الناسفة على قوات كوماندوز اقليم كوردستان.
وذكرالبيان ان "قائد قوات الكوماندوز( اكام عمر) اصيب بجروح بليغة الى جانب سبعة عناصر من البيشمركة، فيما توفي العنصر (زهير محمد)اثر الانفجار".
بالرغم من مرور ( 4) أيام على الحادثة، لم تعلن لحد الان لجنة التحقيق المشكلة بهذا الشأن، عن أي تفاصيل حول كيفية حدوث الانفجار.. وزيرالبيشمركة وقائد قوات ( 70) التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني ووسائل الاعلام التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني أعلنوا أن" سلسلة انفجارات استهدفت قوات الكوماندوز خلال عملية أمنية بأطراف كرميان، وان تنظيم داعش هو من قام بتنفيذ الهجمات ضد هذه القوات".
الا ان هذه التصريحات لم يشبع شهية ورغبة المراقبين والصحفيين، تساؤلات وتحليلات عديدة تزاحمت لديهم وخاصة عقب مقتل ضابط رفيع في جهاز مكافحة الارهاب نتيجة زرع عبوة لاصقة في سيارته قبل أكثر من أسبوع في أربيل.
هناك أراء وتحليلات عديدة حول الحادثة التي وقعت في منطقة ( غرة و بلكانة) فهناك من يقول ،" انه قد تم التخطيط لها مسبقا" وهناك من يقول بان،" القوات التي نفذت العملية العسكرية، لم تكن على علم بجغرافية المنطقة وكيفية التعامل مع بالعبوات الناسفة المنتشرة في المكان".
حاولDraw ، قدر المستطاع ومن خلال الحصول على معلومات دقيقة من الاشخاص الذين على علم بمجريات التحقيقات، التوصل إلى السبب الحقيقي للحادث، ولم يتم لحد الان الكشف عن أي صورة لموقع الحادث من قبل وسائل الإعلام، سوى تسريب عدد من الصور للجرحى وهم يتلقون العلاج بمستشفى ( فاروق) .
كيف وقع الحادث؟
صبيحة يوم الثلاثاء 18 تشرين الاول، قامت قوات الكوماندوز بالانتشارفي منطقة( غرة و بلكانة) التابعة لناحية ( زينانة) التابعة لادارة كرميان ضمن حدود محافظة السليمانية، هذه القوات اتخذت من هذه المنطقة ميدانا لاختبار طائرات مسيرة ( درون) من النوع التي باستطاعتها حمل كمية من المتفجرات" قذائف هاون أو أي مواد متفجرة أخرى"، و بحسب المعلومات التي حصلت عليها Draw من مصادر امنية مطلعة ومن المسؤولين القائمين على لجنة التحقيق الخاصة بالحادثة، أن" القوة التي استقرت في هذه المنطقة كانت تتألف من عدد من السيارات وتوقفت في منطقة فاصلة بين قوات الببيشمركة والقوات الاتحادية، وتعتبرهذه البقعة الفاصلة مرتعا لعناصر داعش وتنتشر فيها عدد كبير من العبوات الناسفة، زرعت من قبل التنظيم".
بحسب المعلومات التي ادلت بها تلك المصادر،" بعد استقرار قوات الكوماندوز في الموقع،وصل قائدهم (أكام عمر) على متن طائرة مروحية وهبطت الطائرة بالقرب من رتل العجلات الواقفة في الموقع وبمجرد وصول( عمر) بقليل انفجرت أحدى العجلات وهي من نوع ( نيسان باترول ) وهي العجلة التي كانت تحمل ذخائر وقنابل حيث كان من المقرر ربطها بالطائرات المزمع إجراء الاختبارات عليها، وقتل على الفور النقيب ( زهير محمد) لانه كان داخل العجلة التي انفجرت وعندما هرع (اكام عمر) مع مجموعة من العناصر لنجدة ( النقيب زهير) واثناء فتحه احد ابواب العجلة حدثت انفجارات متلاحقة اخرى من داخل نفس العجلة واصيب جرائها ( أكام عمر) بإصابة بليغة مع ( 7) أخرين.
وتقول تلك المصادر،" التحقيقات توصلت إلى نتائج أولية تبين بأن الانفجارات لم تكن نتيجة عبوات ناسفة زرعت من قبل تنظيم داعش"
ووصلت لجنة التحقيق المشكلة بهذا الشأن إلى قناعة بان،" العجلة إلتي انفجرت كانت تحمل عدد من قذائف الهاون وكانت معدة لربطها بالطائرات المسيرة التي كانت بمعية تلك القوات، هناك شكوك تحوم حول حدوث (خطأ فني) من قبل المسؤول عن ربط المتفجرات بالطائرات المسيرة وهو ( النقيب زهير) الذي لقي حتفه جراء الانفجار.
بحسب الخبراء العسكريين،" ربط قذائف الهاون أوالمتفجرات بالطائرات المسيرة ، عملية دقيقة وحساسة ويجب التعامل معها بحذر شديد، لان هناك إحتمالات كبيرة لحدوث انفجار في أي لحظة ".
حول قوات الكوماندوز
قوات الكوماندوز، قوة مهام خاصة، تابعة لقوات ( 70) التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني، هذه القوات تم تشكيلها من قبل الفرنسيين بهدف تنفيذ مهمات قتالية ضد تنظيم داعش، تختلف هذه القوة من حيث القدرة القتالية والاسلحة والمعدات عن باقي قوات البيشمركة، شكلت القوة من قبل نائب رئيس إقليم كوردستان لشؤون العسكرية جعفر مصطفى وتراس قيادة القوة منذ تأسيسها شاب يدعى( أكام عمر) وهو من أهالي محافظة كركوك، ويشارله بالبنان أثناء الحرب على التنظيم .
في يوم 8 تموز 2021، شهد حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، بعض المشاكل بين رئيسيه المشتركين بافل طالباني، وابن عمه لاهور شيخ جنكي، وصفها البعض بـ"الانقلاب الأبيض"، من قبل طالباني على شيخ جنكي، وصلت إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق لاهور شيخ جنكي، من محكمة السليمانية بتهم مختلفة، منها التجسس لصالح جهات لم تسمها، وتوظيف أشخاص وهميين في الأجهزة الأمنية التي يديرها، إلى جانب اتهام ضباط موالين له بالتورط في انتهاكات، واقدم بافل طالباني صبيحة ذلك اليوم بالسيطرة على مقر جهاز المعلومات( زانياري) التابع للاتحاد الوطني الكوردستاني في ( قلاجوالان) وتمكن من انتزاعها من قبضة ونفوذ نجل عمه ( شيخ جنكي) وكانت هذه البداية لاستبعاد ( شيخ جنكي) من قبل بافل طالباني من المفاصل الحزبية والامنية للحزب، عقب( 5) أشهر من هذه الاحداث وبالضبط في 16 كانون الاول 2021، حدثت مواجهة بين قوات الكوماندوز التي كانت تتبع انذاك لنائب رئيس إقليم كوردستان شيخ جعفر الفرقة الذهبية وقتل خلال تلك المواجهات احد العناصر الامنية، بعد هذه الحادثة قرر( اكام عمر) قائد قوات الكوماندوز الانفصال مع قواته عن أمرة ( شيخ جعفر) والانضمام إلى بافل طالباني، ومنذ ذالك الحين أصبح ( اكام عمر) من احد المقربين من بافل طالباني وبات يعرف بين الناس بـ(قائد قوات الكوماندز) واخذ يشارك معه في اغلب الاجتماعات الامنية والعسكرية وفي بعض الاحيان الدبلوماسية ايضا.
اصبحت هذه القوات بعد أحداث( 8) من تموز، محط اهتمام بافل طالباني، وخصص لها ميزانية خاصة بالاضافة إلى توفير الاسلحة والمعدات الثقيلة والخفيفة لها ، وباتت هذه القوة "المطرقة القوية" بيد رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، ليس فقط لضرب الخصوم السياسيين، بل للقبض والضرب على أيدي الاشخاص الذين اتهموا بالتعامل غيرالقانوني بالاراضي ضمن إدارة الاتحاد الوطني في السليمانية و المناطق التابعة لها.
Read more