تقارير استخبارية أميركية ترسم صورة لطبيعة الضربات الإسرائيلية المحتملة ضد إيران

2025-03-02 14:27:44

عربية:Draw

تتوقع الاستخبارات الأميركية مهاجمة إسرائيل البرنامج النووي الإيراني خلال الأشهر المقبلة. لكن، لا يزال من غير المؤكد نوعية هذا الاستهداف وحجمه، وهل سيكون بشكل أحادي أم بالاشتراك مع الولايات المتحدة في ظل تلويح إدارة الرئيس دونالد ترامب بممارسة المزيد من الضغوط على طهران.

ويُنظر إلى إيران على أنها بلغت أكثر حالاتها هشاشة منذ عقود، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى العمليات الإسرائيلية خلال العام الماضي، التي طالت مواقع إيرانية بشكل مباشر وعطلت الدفاعات الجوية وإنتاج الصواريخ، فضلا عن تفكيك نفوذها الإقليمي عبر ضرب حزب الله وحماس والحوثيين.

ويرى حميد رضا عزيزي، الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، أن تقييم الاستخبارات الأميركية “ليس مفاجئا”، وأن هذا الاحتمال قد نوقش منذ أشهر، خاصة بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران في أكتوبر الماضي. وأشار عزيزي في حديثه مع “راديو فاردا” التابع لإذاعة أوروبا الحرة إلى أن التغطية الإعلامية الأخيرة قد تكون مرتبطة بالنهج المزدوج الذي يتبعه ترامب تجاه إيران، فهو يجمع بين جهود التفاوض على اتفاق نووي والتهديدات بالعمل العسكري.

وكانت الضربة الإسرائيلية في أكتوبر رد فعل على إطلاق إيران 200 صاروخ باليستي اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتقدمة لكنها أسفرت عن أضرار طفيفة. ورغم أن إيران قللت من نتائج الضربة الإسرائيلية، إلا أن صور الأقمار الصناعية سرعان ما كشفت أن تل أبيب أضعفت بشكل فعال أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية وقدرة البلاد على إنتاج الصواريخ.

ويشير المحللون إلى أن الضربة كانت محسوبة بعناية، متأثرة بضغوط إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، التي أقنعت إسرائيل بتجنب استهداف المنشآت النووية الإيرانية وبنية الطاقة التحتية في إيران. وكان هذا الهجوم الجوي الأكثر أهمية على إيران منذ الثمانينات، مما يدل على قدرة إسرائيل على الضرب في عمق الأراضي الإيرانية. ومع ذلك، من غير المرجح أن تستطيع إسرائيل تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل دون مساعدة من الولايات المتحدة.

وتشمل المنشآت النووية الرئيسية في إيران محطة التخصيب تحت الأرض في نطنز وموقع فوردو للتخصيب في الجبل. ويتساءل بعض الخبراء عمّا إذا كانت حتى الأسلحة الأميركية قادرة على اختراق هذه المواقع وتحييدها.

وأعرب ترامب، منذ توليه منصبه في يناير، عن نيته التوصل إلى “اتفاق سلام نووي يمكن التحقق منه” مع إيران. لكن لهجته أصبحت عدوانية بشكل متزايد. وتحدث في البداية عن رغبته في أن “تزدهر” إيران. ولكنه صرح في الآونة الأخيرة بأنه “يفضل عقد صفقة معها دون اللجوء إلى العمل العسكري".

ويعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المفاوضات مع إيران. وكان من أشد منتقدي الاتفاق النووي لسنة 2015 الذي أمكن التوصل إليه في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما. وليس من المؤكد أن يمتنع نتنياهو، رغم علاقته الوثيقة بترامب، عن استهداف المنشآت النووية الإيرانية إذا أبرمت واشنطن اتفاقا مع طهران.

ويوضح علي فايز، رئيس مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، “بالنسبة إلى نتنياهو، يبقى غياب الاتفاق مع إيران أفضل من أيّ اتفاق. ومن المرجح أنه يخشى أن يقدم ترامب كل شيء للإيرانيين“. ومنذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لسنة 2015 خلال فترة ولايته الأولى وإعادة فرضه العقوبات على إيران، زادت البلاد أنشطتها النووية بشكل كبير. وهي تصرّ على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط وتنفي أيّ خطط لتطوير أسلحة نووية.

ومع ذلك، تخصّب إيران اليوم اليورانيوم إلى درجة نقاء تبلغ 60 في المئة، وهو ما يقترب من مستويات صنع الأسلحة ويتجاوز بكثير الحد الأقصى الذي حدده الاتفاق النووي (نسبة 3.67 في المئة). واعتبارا من أكتوبر 2024، جمعت إيران ما يزيد قليلا على 182 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة. ومع الحاجة إلى حوالي 42 كيلوغراما لصنع قنبلة واحدة، تمتلك طهران حاليا ما يكفي من المواد لصنع أربع قنابل.

وما يثير المخاوف أن إيران يمكن أن تتوقف عن التعاون مع الوكالة الدولية، بافتعال أزمة بشأن المراقبة أو ردّ فعل على تصريح من هنا أو هناك، بعد أن يصبح لديها ما يكفي لصنع قنبلة نووية، وإذا امتلكت ما يكفي لتصنيع أكثر من قنبلة تصبح دولة نووية.

ويقول خبراء في المجال إن المرونة التي تبديها الوكالة تجاه عملية التخصيب يمكن أن تساعد إيران على إنتاج الكميات المطلوبة لتتولّى توزيعها على مواقع عديدة تتيح لها تخصيبها من 60 إلى 90 في المئة في أكثر من موقع فتنجو بعض المواقع حتى لو استهدفت بحجة أن إيران انتهكت الاتفاق، وفي لحظة ما تكون إيران قد أجرت تجربة نووية تحت الأرض وحسمت الأمر لصالحها.

وفي ظل الخسائر التي طالت نفوذ إيران في الإقليم، لم يبق لها من خيار يحافظ على دورها ونفوذها سوى الحصول على السلاح النووي ليكون رادعا بعد أن أثبتت الصواريخ والمسيّرات محدوديتها، خاصة بعد اختبارها في توجيه ضربات محدودة وغير فعّالة ضد إسرائيل في حين كانت الضربات الإسرائيلية مؤلمة وقاسية. كما فشل خيار الرهان على الوكلاء من الميليشيات في منع الاستهداف الإسرائيلي، وثبت أن هذا الرهان هش، وأن أيّ بدائل أقل من النووي لا قيمة لها.

وذكر مكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، في تقييمه السنوي للتهديدات لعام 2024، أنه لا يعتقد أن إيران تسعى حاليا بنشاط لصنع قنبلة. ومع ذلك، فإنه حدد أن التطورات الأخيرة التي حققتها “حسّنت قدرتها على إنتاج جهاز نووي“. وإذا قررت إيران صنع قنبلة نووية، فإن العائق الأساسي سيكون الوقت اللازم لبناء رأس حربي نووي قابل للإطلاق. وقد يستغرق هذا من بضعة أشهر إلى عامين.

وتحدثت صحيفة “نيويورك تايمز” خلال الشهر الحالي عن دلائل على أن إيران تستكشف إمكانية بناء سلاح نووي أساسي بسرعة حتى يكون رادعا ضد الهجمات المحتملة. ومع ذلك، يؤكد معهد العلوم والأمن الدولي، ومقرّه واشنطن، أنه حتى لو تمكنت إيران من صنع سلاح بدائي في ستة أشهر، فمن المرجح أنه سينكشف في غضون بضعة أشهر، وهذا يتيح “وقتا أكثر من كاف لرد فعل عسكري شديد“.

وأشار فايز إلى أن العمل العسكري يبقى خيارا لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، لكنه لا يقدم حلا دائما. وشدد على أن “أثمن أصول إيران هي الخبرة التي اكتسبتها، وليس البنية التحتية المادية فوق الأرض أو المنشآت تحتها".

وتقول القوى الغربية إنه لا مسوغ مدنيا لتخصيب إيران لليورانيوم إلى هذا المستوى لأنه لم تفعل أيّ دولة أخرى ذلك دون أن يكون غرضها إنتاج سلاح نووي. وأعربت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة عن “قلقها العميق” الثلاثاء وحثت إيران على “إنهاء تصعيدها النووي على الفور.” وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي ناقشت الدول الثلاث إمكان استخدام آلية إعادة فرض العقوبات على إيران “لمنعها من حيازة السلاح النووي".

المصدر: العرب

بابه‌تی په‌یوه‌ندیدار
مافی به‌رهه‌مه‌كان پارێزراوه‌ بۆ دره‌و
Developed by Smarthand