عربيةDraw :  بحسب بيانات شركة ( HKN إينرجي) الاميركية: ارتفعت الايرادات في حقل( سرسنك) النفطي في النصف الاول من عام 2022 بنسبة ( 80%) بالمقارنة مع نفس الفترة من عام 2021 وذلك بسبب ارتفاع أسعار النفط وبسبب زيادة حجم الانتاج في الحقل بنسبة ( 3%) بلغ حجم الانتاج في النصف الاول من عام 2022 (29.7 ) الف برمیل يوميا في حين بلغ حجم الانتاج في نفس الفترة من عام 2021 نحو (28.9 الف) برمیل يوميا بلغ حجم الانتاج الكلي لحقل ( سرسنك) منذ بدء العمل فيه وحتى 30 حزيران 2022 نحو(47.6 ملیون) برمیل.  حقل سرسنك النفطي  يقع حقل( سرسنك) في محافظة دهوك، يبلغ مساحة الحقل نحو (420) کیلومتر مربع، ينقسم الحقل الى قسمين مختلفين ( منطقة سوارة توكة وشرق سوارة توكة)  وتوجد في هاتين المنطقتين ( 3) مستودعات نفطية مستقلة.الحقل يستثمرمن قبل شركتين أجنبيتين، أحداهما أميركية وهي شركة ( HKN إينرجي) وتملك نسبة ( 62%) من الحقل، والشركة ألاخرى المستثمرة هي شركة ( توتال) الفرنسية وتملك نسبة ( 18%) من الحقل، وتملك حكومة إقليم كوردستان نسبة( 20%) من الحقل  وفق البيانات الاخيرة التي كشفت عنها الشركة الاميركية، فأن القدرة الانتاجية  لحقل ( سرسنك) بالشكل التالي:    اولا- منطقة (سوارة توكة)، تقع في هذه المنطقة( 6) أبارنفطية، ويبلغ القدرة الانتاجية لهذه  الابار  نحو( 29) الف برميل يوميا، يتم نقل الانتاج عبرالصهاريج  الى معبر( فيشخابور)   ثانيا- منطقة شرق سوارة توكة، توجد في هذه المنطقة ( بئر نفطي واحد)، وتصل القدرة الانتاجية للبئر نحو( 2 الف و 500) برميل نفط يوميا.  تأسست شركة( HKN إينرجي) الاميركية في عام 2007 من قبل ( روس بيروت جونيور) وهي شركة خاصة تعمل في مجال الطاقة  والاستكشافات النفطية ، يقع المقر الرئيسي للشركة في مدينة ( دالاس) الاميركية ولها فروع في تكساس و أربيل بإقليم  كوردستان.  وحسب البيانات الاخيرة للشركة في النصف الاول من عام 2022: ارتفعت الايرادات في حقل ( سرسنك) النفطي في النصف الاول من عام 2022 بنسبة( 80%) بالمقارنة مع نفس الفترة من عام 2021 وذلك بسبب أرتفاع أسعار النفط وبسبب زيادة حجم الانتاج في الحقل بنسبة ( 3%)، حصلت الشركة  في هذه الفترة على أرباح من بيع النفط تقدر بنحو ( 178) مليون دولار، وحصلت أيضا في شهر تموز الماضي فقط على أرباح تقدر بنحو (33.6 ملیون) دولار. تقدر قيمة المجموع الكلي للاستثماراتها  منذ عام ( 2007) أكثر من (1.9 ملیار) دولار. ساهمت الشركة بنحو ( 4) مليار دولار في تنمية الانتاج المحلي لإقليم كوردستان خلال ( 15) عاما الماضية. وساهمت الشركة أيضا في توفير( 59) الف فرصة عمل حتى نهاية عام 2021.  


 عربية Draw: طبقاً للمصادر السياسية المطلعة على ما يدور من حوارات ومفاوضات غير رسمية بين مختلف القوى السياسية، فإن هدنة الأربعينية التي أوشكت أن تنتهي لم تزحزح الأطراف المتصارعة عن مواقفها بعضها حيال بعض في الظاهر، كما باعدت بين مواقفها في الداخل. فقوى «الإطار التنسيقي» التي خاضت مواجهات المنطقة الخضراء مع أنصار الصدر قبل نحو أسبوعين، ليست في وارد تقديم أي تنازل له؛ لا سيما على صعيد حل البرلمان بوصفه الشرط الرئيس له، أو الموافقة على استمرار رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظم في منصبه، للإشراف مع رئيس الجمهورية الحالي برهم صالح على الانتخابات المبكرة.لكن المواقف داخل قوى «الإطار التنسيقي» بدأت تفترق لجهة أخذ المخاوف المحتملة لما يمكن أن يحصل بعد انتهاء الزيارة الأربعينية؛ لا سيما إذا تجددت التظاهرات والاعتصامات، وتحولت ثانية إلى مواجهات دامية داخل المنطقة الخضراء. فبينما لا تزال مواقف زعيم «دولة القانون» نوري المالكي، وزعيم «العصائب» قيس الخزعلي حادة جداً من الصدر، فإن مواقف كل من: عمار الحكيم زعيم «تيار الحكمة»، وحيدر العبادي زعيم «ائتلاف النصر»، وهادي العامري زعيم «تحالف الفتح»، بدأت تميل إلى تسوية مع الصدر، حتى لو أدى ذلك إلى مراجعة موقف «الإطار التنسيقي» من مرشحه لمنصب رئيس الوزراء. الأمر نفسه ينطبق أيضاً على الموقف من رئيس الجمهورية برهم صالح. ففي الوقت الذي لا يزال فيه التحالف بين «الإطار التنسيقي» و«الاتحاد الوطني الكردستاني» برئاسة بافل طالباني قائماً، فإن مكونات «الإطار التنسيقي» ملزمة بالتصويت على مرشح «الاتحاد الوطني» لرئاسة الجمهورية برهم صالح؛ لكنه في ظل موقف المالكي المتشدد من صالح، فضلاً عن مخاوف «الإطار» من إمكانية أن يمارس الكرد والسنة (السيادة، والحزب الديمقراطي) ثلثاً معطلاً يحول دون اكتمال نصاب انتخاب الرئيس الذي يحتاج إلى ثلثي أعضاء البرلمان، قد يجعل الأمور تراوح في مكانها.وفي محاولة لتخطي هذا الحاجز الذي يحول دون إمكانية تكليف رئيس وزراء من دون انتخاب رئيس الجمهورية، يسعى «الإطار التنسيقي» إلى إقناع الحزبين الكرديين (الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني) بالتوصل إلى حل لأزمة منصب رئيس الجمهورية. وبينما وجد مسعود بارزاني زعيم الحزب «الديمقراطي الكردستاني» في دعوة الصدر للإبقاء على برهم صالح في منصب رئيس الجمهورية، فرصة له في التقارب مع «الإطار التنسيقي»، وفك ارتباطه مع الصدر بالتوافق مع «تحالف السيادة» السني، فإن «الإطار التنسيقي» المنقسم على نفسه حيال الموقف من الصدر، بات منقسماً على نفسه أيضاً حيال الموقف من رئيسي: الجمهورية برهم صالح، والوزراء مصطفى الكاظمي، وهو ما يجعل المهمة أكثر تعقيداً في ظل تضاؤل فرص الحل، بينما يعود شبح المواجهة يخيم على الجميع.  الشرق الاوسط


 عربية: Draw  توصل الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى اتفاق لحل مجمل المشاكل العالقة بينهم، منها قضية منصب رئيس الجمهورية وملف إنتخابات إقليم كوردستان. ينوي حراك الجيل الجديد الانسحاب من برلمان إقليم كوردستان، أما حركة التغيير فإنها تسعى إلى تشكيل "المجلس الاعلى للاحزاب السياسية الكوردستانية"، ومرشح الاطار التنسيقي لمنصب رئاسة الحكومة المقبلة محمد شياع السوداني يقدم تطمينات إلى البارزاني حول ملف النفط والغاز في الاقليم،" لوتسنمت منصب رئاسة الحكومة سأعالج هذه المسألة بكل سهولة ويسر".     الفريق التفاوضي المشترك "للبارتي واليكيتي"  عقد مطلع شهراب الماضي في أربيل اجتماع بين زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، ورئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني. وانطلق الاجتماع بحضور قوباد طالباني نائب رئيس وزراء إقليم كوردستان، ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عقد الاجتماع لمناقشة مسالة منصب رئاسة الجمهورية بين الحزبين اضافة الى التباحث حول مسألة دعوة زعيم التيار الصدري لحل البرلمان وبعدها إجراء انتخابات مبكرة في العراق وشكل الجانبان فريق تفاوضي مشترك للتباحث حول المسائل والامور العالقة بينهم، واجتمع الفريق عدد من المرات بعيداعن الاضواء وعدسات كاميرات وسائل الإعلام والصحفيين. حسب المعلومات التي حصل عليها Draw من مصادر مطلعة ومسؤولين كبار في كلا الحزبين، " اقترح الفريق المشترك ضرورة التوصل الى اتفاق فوري وستراتيجي من أجل تصفير المشاكل العالقة بين الحزبين، ومن ثم عقد اتفاق أخر طويل المدى شبيه بالاتفاق الستراتيجي الذي عقد بين جلال طالباني ومسعود بارزاني في عام 2005.    الاتحاد الوطني الكوردستاني والديمقراطي الكوردستاني في بغداد  حسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني امره بالمشاركة في العملية السياسية وتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، يعتقد الديمقراطي بأن الابتعاد عن العملية السياسية العراقية سيكون له تأثير سلبي ومباشرعلى حكومة مسرور بارزاني، وفق معلومات Draw، "الاسبوع الماضي وبعيدا عن أنظاروعدسات وسائل الإعلام قام وفد من الاطار التنسيقي مكون من فالح الفياض ومحمد شياع السوداني بالاجتماع وبشكل منفرد مع كل من مسعود بارزاني وبافل طالباني، وأشارت المعلومات أن،" الوفد تمكن من إقناع البارزاني بالمشاركة في الحكومة المقبلة ومن جانبه أخبر بارزاني الوفد بأن ( اليكيتي والبارتي) سيشاركون في العملية السياسية العراقية ومنصب رئاسة الجمهورية بصورة مشتركة، وبخصوص قرار المحكمة الاتحادية القاضي بعدم دستورية قانون النفط والغاز في الإقليم، وعد السوداني زعيم الديمقراطي الكوردستاني بحل المسألة بكل سهولة ويسر لوتسنم منصب رئاسة الحكومة ووعد أيضا بإسترجاع  أموال النفط من الخارج إلى إقليم كوردستان، وقال السوداني للبارزاني،" لن نسمح أن تؤثر هذه المسألة على علاقات بغداد وأربيل وقال، " لوأصبحت رئيسا للحكومة الاتحادية  لعالجت هذه المسألة بكل سهولة ودون تعقيد"، تشيرالمعلومات التي حصل عليهاDraw  أن،" زعيم الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني قد أخبر وفد الإطار التنسيقي بأنه لامانع لديه على مرشح اليكيتي لمنصب رئيس الجمهورية وليس لديه خطوط حمراء على أي مرشح  للمنصب حتى ولو كان( برهم صالح). وأشارت المعلومات أيضا إلى حسم مرشح منصب رئيس الجمهورية بين مسعود بارزاني و بافل طالباني، الا أن الصورة  لم تتضح بعد من سيكون المرشح المشترك للمنصب، هناك أنباء تشير إلى ترشيح ( لطيف رشيد) كمرشح مشترك للمنصب. الاتفاق بين البارتي واليكيتي وصل إلى مراحله النهائية، الا أن الحزبين لايرغبون الاعلان عنه بشكل رسمي، ينتظرون انتهاء مراسم الاربعينية وتحديد موعد عقد جلسة مجلس النواب، وهناك انباء تشير إلى أن الحزبين اتفقا على إعلان تفاصيل الاتفاق بداية الاسبوع القادم.  المشاكل الداخلية  على المستوى الداخلي، توصل البارتي واليكيتي إلى عقد اتفاق لحل المشاكل العالقة بينهم، منها مسألة  توحيد الايرادات وأزمة رواتب موظفي السليمانية ومعالجة قضية العجزفي تمويل رواتب القطاع العام. أما فيما يخص مسألة انتخابات برلمان إقليم كوردستان، تشير المعلومات التي حصل عليها Draw  أن،" هناك اتفاق بين اليكيتي والبارتي على تأجيل الانتخابات، وهناك مقترحين حول هذا الموضوع ، أما تأجيل الانتخابات وتمديد عمر البرلمان لمدة عام واحد، أوتأجيل إجراء الانتخابات الى الموعد الذي يتفق عليه جميع الاطراف السياسية.وعلى المستوى الداخلي ايضا، هناك معلومات تشير إلى نية حراك الجيل الجديد في الانسحاب من برلمان إقليم كوردستان قبل نهاية المدة القانونية للدورة الحالية، حيث أن الجيل الجديد يعتبر البرلمان الحالي غير شرعي وقانوني في حال التمديد له بعد انتهاء العمر القانوني للدورة الحالية في 6 تشرين الثاني القادم. أما حركة التغيير فإنها بدأت إجراء تحركات سياسية لتوحيد القوى السياسية خارج إطار( اليكيتي و البارتي)، وفق المعلومات،" حركة التغيير تدرك جيدا بأن الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني قريبين من عقد اتفاق نهائي فيما بينهم وهذا بدوره سيؤدي الى تهميش القوى السياسية الاخرى، لذلك بدأ منسق الحركة ( عمر سيد علي) بإجراء أتصالات موسعة مع القوى السياسية الكوردستانية الاخرى خارج الحزبين الكورديين و حراك الجيل الجديد، لتوحيد صفوف القوى السياسية بهدف الضغط على" البارتي واليكيتي". تسعى حركة التغيير الى تأسيس ( مجلس أعلى للاحزاب السياسية  الكوردستانية)، الغاية من تشكيل هذا المجلس هولتوحيد الرؤى وتوحيد القرارالسياسي لهذه الاحزاب تجاه القضايا المصيرية لإقليم كوردستان.     


 عربيةDraw : كشفت مصادر سياسية مطلعة في بغداد، عن بدء تحالف الإطار التنسيقي مناقشات داخلية لاستبدال مرشحه الحالي لتشكيل الحكومة الجديدة محمد شياع السوداني، تماشيا مع الأجواء الإيجابية التي سادت في الساعات الأخيرة. وثمّن تحالف الإطار التنسيقي الموقف الأخير لتحالف "السيادة"، أكبر التكتلات السياسية للعرب السنة في العراق، والحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان، ، حيال موقفهما الجديد بشأن ضرورة تشكيل حكومة بصلاحيات كاملة، وتحديد موعد لإجراء انتخابات جديدة، والذي صدر عقب اجتماع الطرفين في أربيل الأول من أمس الأحد.  وفي هذا السياق، قال مصدران سياسيان في بغداد، إن تحالف "الإطار التنسيقي" بدأ فعليا بمناقشة استبدال مرشحه الحالي محمد شياع السوداني في تشكيل الحكومة الجديدة، على اعتبار كونه مرفوضا من مقتدى الصدر، وإمكانية أن يفهم الإصرار عليه محاولة كسر إرادات موجهة للتيار الصدري، الذي أعلن صراحة عن رفضه له في وقت سابق. وقال أحد المصدرين، إن استئناف عمل البرلمان "سيكون قريبا بعد الانتهاء من مراسم الزيارة الدينية.. الأسبوع المقبل سيتضح ذلك، لكن هذا الشهر ستكون هناك جلسات للبرلمان". وأكد أن "التحفظ على محمد شياع السوداني ليس من التيار الصدري فقط، لكن هناك أطراف سياسية سنية وكردية، وأيضا من داخل تحالف الإطار التنسيقي، لا ترغب بوجوده على رأس الحكومة المقبلة، كونه محسوبا على رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي". كما كشف المصدر الآخرعن "تداول أسماء بديلة عن السوداني، من بينها حيدر العبادي، وعدنان الزرفي محافظ النجف السابق، وأسعد العيداني محافظ البصرة الحالي، وهناك أسماء أخرى، بعضها مطروح بصفتهم خيارا وسط وغير محسوبين على أي من أطراف الأزمة، وكذلك هناك طرف يرحب بمصطفى الكاظمي لبقائه في الحكومة عاما آخر، وهذا كله سيحسم خلال اجتماعات لقوى الإطار التنسيقي مقررة هذا الأسبوع". وعن موقف التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، أوضح المصدر ذاته أنه "يواصل رفض فتح أي حوار مع أي طرف، وهو ما يعزز مخاوف إمكانية عدم استقرار أي اتفاق يجري التوصل إليه"، وفقا لقوله. في السياق ذاته، كشف عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني صبحي المندلاوي عن عزم عدد من قادة القوى السياسية تشكيل وفد لزيارة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في النجف في الأيام المقبلة. وأوضح المندلاوي، في تصريحات للصحافيين اليوم الثلاثاء، أن "الإطار يجب أن يكون متساهلا في ملف اختيار رئيس الحكومة، وأن وفدا قياديا كبيرا سيتوجه إلى الحنانة للقاء الصدر وإيجاد تفاهم مشترك، من ضمنهم رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، وزعيم كتلة الفتح هادي العامري"، معتبرا أن الحكومة العراقية هي "حكومة تصريف أعمال لا يمكنها الإشراف على الانتخابات، لذلك يجب أن يتم تشكيل حكومة بصلاحيات واسعة".  المصدر: العربي الجديد


 عربيةDraw : بغداد - أثار استقبال رجل الأعمال العراقي ورئيس تحالف السيادة السني خميس الخنجر لرئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان في العاصمة بغداد جدلا واسعا على الساحة السياسية في العراق، لاسيما وأن الخنجر لا يملك أي صفة رسمية تخول له عقد مثل هذه اللقاءات. وتقول دوائر سياسية إن استضافة الخنجر لفيدان في مقر إقامته بحضور عدد من نواب وقيادات ائتلاف السيادة، يشي بتنامي النفوذ السياسي لأنقرة في العراق من خلال توثيق روابطها مع المكون السني بالتوازي مع علاقتها القوية بالحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يدير إقليم كردستان في شمال العراق، وبالجبهة التركمانية التي يتركز نفوذها في كركوك والموصل. وتوضح الدوائر أن اللقاء المعلن بين الخنجر وفيدان هو رسالة من تركيا للخارج بأنها باتت تملك اليد الطولى في قرار المكون السني في العراق، وتشير الدوائر نفسها إلى أن هذه الزيارة تقدم النقيض لما يروج له الائتلاف السني وحلفاؤه لاسيما التيار الصدري عن الدفاع عن سيادة البلاد المهدورة. ولا تستبعد الدوائر أن يكون اللقاء جرى بعد تفاهمات تمت بين أنقرة وطهران لناحية إقناع ائتلاف السيادة بضرورة مراعاة مطالب الإطار التنسيقي بشأن إتمام الاستحقاقات الدستورية، خصوصا وأن قيادات الإطار، وعلى خلاف العادة، لم تعلّق على هذه الزيارة. وتوضح الدوائر أنه من المرجح أن يطرح الطرفان خيار إعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة المقبلة، وأن هذا المقترح لا يلقى تحفظات من إيران، كما أنه قد يمثل حلا وسطا بالنسبة إلى الأزمة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي. وأجرى رئيس الاستخبارات التركية زيارة إلى بغداد السبت هي الأولى لمسؤول تركي رفيع المستوى إلى العراق بعد الهجوم التركي الذي استهدف في يوليو الماضي قرية سياحية في محافظة دهوك شمال العراق، وأدى إلى وقوع العديد من الضحايا المدنيين بين قتلى وجرحى، وكاد أن يتسبب في أزمة دبلوماسية بين أنقرة وبغداد. والتقى فيدان خلال الزيارة برئيس حكومة تصريف الأعمال، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وعدد من المسؤولين العراقيين، قبل أن يخص زعيم ائتلاف السيادة بزيارة لم يتم الكشف عن فحواها. وسبق أن التقى الخنجر بفيدان خلال الأشهر القليلة الماضية في أنقرة، وقبل ذلك حظي مع شريكه في رئاسة ائتلاف السيادة رئيس مجلس النواب باستقبال لافت من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في فبراير الماضي، وكان ذلك الاستقبال جرى بحضور رئيس الاستخبارات التركية الذي بات الممسك بالملف السياسي العراقي. وذكرت مصادر مقربة من ائتلاف السيادة حينها أن لقاء أردوغان بالخنجر والحلبوسي كان الغرض منه حينها بحث الحصة السنية من الحكومة العراقية المقبلة لاسيما في علاقة بوزارة الدفاع، قبل أن يتم تجميد هذا الملف على ضوء عدم اتفاق الفرقاء العراقيين ولاسيما الشيعة على كيفية إدارة العملية السياسية. وكانت تركيا ممثلة في رئيس الاستخبارات قد لعبت دورا أساسيا في إنهاء الخصومة بين الخنجر والحلبوسي ودفعهما إلى التحالف لضمان التحكم في القرار السياسي للمكون السني. ويرى مراقبون أن الغرض من استضافة الخنجر لفيدان هو بحث الأزمة السياسية المستفحلة في العراق، وسبل تعاطي ائتلاف السيادة معها خلال الفترة المقبلة، خصوصا مع الضغوط المتزايدة التي يواجهها الأخير من الفريقين الشيعيين المتضادين. ويطالب التيار الصدري ائتلاف السيادة بالانسحاب من البرلمان العراقي في محاولة لضرب شرعية المجلس، في المقابل يضغط الإطار التنسيقي، الذي يشكل المظلة السياسية للقوى الموالية لإيران، على رئيس مجلس النواب باتجاه استئناف جلسات البرلمان بعد الاحتفال بالزيارة الأربعينية لاستكمال باقي الاستحقاقات الدستورية الممثلة في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات. ويرى المراقبون أن الموقف التركي سيكون محددا في قرار ائتلاف السيادة، والأقرب أن يكون موازنا بين الإطار والتيار. وعقب الزيارة المثيرة للجدل لرئيس الاستخبارات التركية، قام رئيس ائتلاف السيادة وشريكه رئيس مجلس النواب بزيارة الأحد إلى أربيل، حيث اجتمعا بحليفهما زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني. وذكر بيان لمقر بارزاني أن الجانبين “استعرضا الوضع السياسي في العراق وتداعياته السلبية على البلاد وضرورة اعتماد لغة الحوار البناء لتجاوز الخلافات والوصول إلى حلول تصب في مصلحة الشعب العراقي واتباع الأساليب الدستورية والقانونية في تجاوز تداعيات المرحلة الراهنة”. وأضاف البيان أن “الطرفين أكدا على أهمية إجراء انتخابات مبكرة بعد تهيئة المتطلبات القانونية ومستلزماتها وفق الآليات الدستورية يسبقها تشكيل حكومة تتمتع بكامل الصلاحيات وتحظى بثقة واطمئنان الجميع ببرنامج حكومي متفق عليه، مع التأكيد على ضرورة استمرار مجلس النواب بع وأبدى الجانبان استعدادهما للمساهمة البناءة في تقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف واستعدادهما لتبني أي خطوة تخدم المصلحة الوطنية وتساهم في السلم المجتمعي والحفاظ على أمن المواطنين ومصالحهم. كما أكد تحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني على استمرار التواصل والتنسيق المشترك وتبني مواقف مشتركة تخدم المصالح الوطنية العليا، وفقا للبيان. وأظهرت تركيا منذ العام 2014 رغبة في تعزيز حضورها في المشهد السني العراقي من خلال الرهان على الحزب الإسلامي العراقي الذي يشكل الواجهة السياسية لجماعة الإخوان، لكن هذا الرهان أثبت عقمه، فتوجهت أنقرة نحو استقطاب العديد من وجهاء العشائر والشخصيات السياسية من مختلف التلوينات الفكرية والأيديولوجية. ويرى المراقبون أن الحرص التركي على المكون السني يندرج في سياق مساعي أنقرة لتركيز نفوذ يوازي نفوذ طهران على المكون الشيعي، لكن دون أن يصل الأمر حد التصادم بين الجانبين. واعتبر المحلل السياسي رياض الوحيلي الأحد، أن تواجد رئيس المخابرات التركية السبت في العراق في ظل القصف التركي المستمر انتهاك واضح للسيادة، معتبرا أن “تواجده مع شخصيات سياسية يدل على التدخل في الشأن السياسي العراقي”. وقال الوحيلي في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن “زيارة رئيس المخابرات التركية إلى العراق ولقاءه مع رؤساء كتل سياسية مثل خميس الخنجر تجاوز واضح للأعراف الدبلوماسية المعمول بها في العلاقات الدولية بين البلدان”. وأوضح أن “وجود الشخصيات التركية داخل العراق يمثل انتهاكا صريحا للسيادة في ظل القصف المستمر من قبل الطائرات التركية للقرى والأقضية العراقية مستغلة الضعف الواضح لدى الحكومة العراقية”. وأضاف أنه “مع وجود الأزمة السياسية في انعقاد البرلمان والمناكفات بين الكتل السياسية، فإن وجود رئيس الاستخبارات التركية يدل على تدخلهم بالشأن العراقي من خلال التأثير على بعض الكتل السياسية ومحاولة عرقلة تشكيل الحكومة المقبلة”.مله إلى حين موعد الانتخابات”. المصدر: صحيفة العرب اللندنية  


عربية Draw: العالم الجديد/ أيلول 2022 عباس علي موسى وفريق من الصحفيين السوريين تقضي نور (28 سنة) عامها الثالث مع طفلها وأمها في مخيم الهول جنوب شرق محافظة الحسكة السورية، وتحلم على الدوام بالعودة إلى حياتها الأسرية الهانئة وبيتها الذي لا يفارق مخيلتها في مدينة “حديثة” بمحافظة الأنبار غربي العراق .لكنها تخشى، مثل نحو ثلاثين الف عراقي آخر يعيشون في المخيم الذي يصفه مراقبون بأنه حاضنة الجيل الجديد لمقاتلي التنظيم، ان ذلك سيظل حلماً بعيد المنال، بسبب شقيقين لها انتميا لتنظيم داعش وتسببا باعتقال والدها وزوجها وشقيقها الأصغر في العراق، وتخلي جميع الأقارب عنهم، ولم يعد مسموحاً لعائلتها الصغيرة العودة إلى “حديثة” بموجب قرار عشائري. “نعيش في هذا الجحيم، ولا نعرف خلاصا” تقول بعيون دامعة وهي تفترش الأرض قرب خيمتها في القسم الرابع من المخيم، ثم تمسك بكم ردائها الأسود وتروي كيف أن هذا اللون لم يكن معروفاً في منطقتها قبل أن يصل مقاتلو تنظيم داعش براياتهم السود ويتحكموا بمصير المدينة ويقلبوا حياتها وباقي أفراد أسرتها، رأساً على عقب. "انضم شقيقي الأكبر إلى التنظيم في 2015، فتحول بيتنا إلى حلبة صراع بسبب غضب أبي منه ورفضه لما فعله، وبعد سنة لحق به أخي الصغير، فخشي أبي على حياتي، ووافق على شاب لا علاقة له بالتنظيم تقدم لخطبتي وزوجني إياه حتى دون أن يستشيرني” تقول نور ذلك، وكأنها تقرأ جزءاً من سيرتها الذاتية مكتوباً أمام عينيها بكلمات غير مرئية. في 2016 اعتقلت القوات العراقية والدها وزوجها وشقيقها الأوسط بتهمة الانتماء للتنظيم، فيما كانت هي مع أمها قد انتقلت إلى الباغوز برفقة عشرات العوائل الاخرى، حيث استخدمهم التنظيم كدروع بشرية أو رهائن وفقاً لما تقوله نور، وهناك سمعت بأن شقيقاها المنتمين للتنظيم قتلا خلال المعارك “كنت حاملاً، وأمي مريضة وشهراً بعد شهر تضيق علينا الحياة دون أن نعرف ما يتوجب علينا فعله حتى اندلعت حرب  تحرير الباغوز في 2019 ولجأنا أنا وطفلي مع أمي الى مخيم الهول”. وبسبب صعوبة الحياة وقلة السلال الغذائية التي تصلهم، ولكونها المعيلة الوحيدة لأمها وطفلها، اضطرت نور للعمل مع إحدى المنظمات العاملة بالمخيم، وتلقت بإثر ذلك الكثير من التهديدات بالتصفية من قبل نساء أو رجال متشددين من مختلف أقسام المخيم متهمين إياها بالعمل لدى “جهات كافرة”. ويشهد مخيم الهول الذي يصفه ناشطون بدولة داعش الصغيرة، عمليات قتل متوالية، تستهدف عادة اشخاص يتهمون بالتعاون مع ادارة المخيم أو أناس لا تتوافق توجهاتهم مع الفكر التكفيري الذي يسود في المخيم. وشهد الهول، بحسب مصادر الادارة الذاتية لشمال سوريا، مقتل 44 شخصا خلال الأشهر الثمان الاولى من العام 2022، بينهم 14 امرأة. وتم في الخامس من أيلول سبتمبر الكشف عن تحرير ثلاث نساء مكبلات بالسلاسل وعليهن آثار تعذيب، فضلا عن تحرير فتاة ايزيدية كانت محتجزة. "كلما أشرقت الشمس، أشكر الله لأنني مازلت حية، المخيم مرعب وموحش جداً حين يهبط الظلام ويغرق كل شيء بالعتمة” تقول بامتنان ممزوج بالخوف، مؤكدة أن عليها مواصلة العمل وتحمل كل شيء لإعالة طفلها ووالدتها التي تحاول باستمرار مواساتها وبث الأمل في نفسها بإخبارها أن والدها وشقيقها وزوجها سيخرجون قريباً وسيقومون بنجدتهم، مع أنها تدرك في قرارة نفسها بأن ذلك قد لا يحدث أبداً. نهضت من مكانها سريعا وكأنها تذكرت شيئا مهما، وسارت بضع خطوات قبل ان تنحني لالتقاط دلو ماء بلاستيكي أحمر اللون، سقت به مجموعة من شتلات الباقلاء واللوبياء زرعتها في علب حليب معدنية ورصتها بواجهة الخيمة، تقول بترنيمة تشبه لحن أغني عراقية حزينة” يا ليت الآمال تنمو بداخل الإنسان مثلما تنمو هذه الشلات” مثل مئات العائلات العراقية اللاجئة في المخيم، تحيط نور نفسها وعائلتها بأسوار عديدة، وتتجنب مخالطة معظم جيرانها، وتحرص ان تظل صامتة، خوفا من أن ينقل أي كلام لها لا يعجب المؤمنين بفكر داعش، الى مسؤولين يحكمون المخيم باسم التنظيم ويصدرون فتاوى التكفير وأوامر الانتقام والقتل. ووصفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في حزيران يونيو الوضع في المخيم بأنه “كارثي”، مشددة على توفير “مساحة آمنة” إضافية لحماية النساء والفتيات من الهجمات. يؤكد موظف اداري في الهول، رفض ذكر اسمه، أجواء الرعب التي يشهدها المخيم، خاصة في بعض أجنحته. ويقول انها بمثابة واحة لنمو الفكر المتشدد “هنا كل شيء يغذي غول العنف الذي يتغلغل في نفوس الأطفال. يجب ان يتوقف ذلك، وأن يتم تفكيك المخيم، لكن كيف والدول الأخرى بما فيه العراق ترفض استقبال مواطنيها”. ويضيف: “العراقيون يشكلون ثلاثة أضعاف السوريين هنا، وهم يعيشون تحت ضغوط خسارة أحبتهم، وفقدان حريتهم، وفقر حالهم، والفكر المتشدد المحيط بهم، والانتقام الذي يسري في دم الكثيرين منهم، وهم ينقلونه الى الجيل الجديد”. حاضنة التنظيم ودولة أشباله يعيش في مخيم الهول المترامي الاطراف والذي يقع في البلدة التي تحمل ذات الاسم وتقع على بعد 40كم جنوبي شرق الحسكة ونحو 10 كلم عن الحدود العراقية، 56 ألف شخص، من اللاجئين والنازحين الفارين من داعش وكذلك المحتجزين من نساء وأطفال عناصر التنظيم. أكثر من نصف العدد الكلي عراقيون وغالبية هؤلاء من الفتيات والنساء. ونحو ثلثي مجموع العراقيين هم دون الثامنة عشرة من العمر. ويُعد واحداً من أكبر وأشهر مخيمات اللاجئين في العالم بحسب موظفين بمنظمات دولية، لارتباطه بأحداث كبيرة وقعت في سوريا والمنطقة بنحو عام، أنشأته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالتنسيق مع الحكومة السورية في أعقاب حرب الخليج سنة 1991 وسكنه في حينها 15 ألف عراقي وفلسطيني. واستخدم كذلك لاستقبال النازحين العراقيين في 2003 بعد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة لإسقاط النظام العراقي السابق، وليستخدم لاحقاً لايواء الفارين من المعارك بدءاً من 2016 خلال عمليات تحرير مناطق الرقة ودير الزور من سيطرة تنظيم داعش من قبل التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية. وذاعت شهرته بنحو أكبر بسبب ارتباطه بالمعارك التي ترافقت مع إنهاء وجود تنظيم داعش العسكري في الباغوز في آذار 2019، حيث نقلت نساء وأطفال عناصر التنظيم إليه، ولاسيما العرب والأجانب الذين رفضت بلدانهم استقبالهم ليبقوا عالقين هناك في قسم خاص بهم ترتيبه التاسع في المخيم، يطلق عليه أسم أنيكس/ Annexes ويضم 10000 امرأة وطفلاً.تقام الذي يسري في دم الكثيرين منهم، وهم ينقلونه الى الجيل الجديد”. يسكن المخيم حالياً بحسب المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، عمران رضا، 56 ألف شخص، 50% منهم أطفال دون 12 سنة. وتبلغ مساحته 3,100,00 مترا مربّعا ويحيط به سياجٌ خارجي بامتداد 12.100 متر وتقدّر متوسط مساحة الفرد فيه 40 مترا مربّع. والمخيم مكوّن من 635 قطّاعاً ومُقسّم إلى 9 أقسام أو ما تسمّى بالـ فيزات/ Phases اثنان منهما (فيزان) منفصلان عن الأقسام الأخرى بسياج، يصنف التاسع بأنه الأخطر بسبب عوائل عناصر داعش الذين تعرف عنهم العدوانية. وقد تم مؤخراً إنشاء قسم إضافي مستقل، أطلق عليه(مخيم السلام) تقوم الإدارة بنقل الأشخاص المهدّدين أمنياً إليه أو المطلوبين لحالات الثأر وسواها. تبلغ أعداد العراقيين المتواجدين حالياً في مخيم الهول 28956 وهم بمجملهم نازحون ومهجرون من نينوى وديالى والأنبار، ويتوزعون على الأقسام الأول والثاني والثالث والسابع وجزء من الرابع. فيما تبلغ أعداد السوريين 10868 شخص. وبحسب عمران رضا فأن أكثر من 2500 عراقياً عادوا إلى العراق من خلال عمليات تسليم ونقل جرت حتى مطلع حزيران يونيو 2022، واصفاً الخطوات التي اتخذتها حكومة العراق بالمهمة للغاية على طريق إيجاد حلول، ودعا إلى اتخاذ إجراءات من قبل الدول الأعضاء الأخرى التي يتواجد مواطنوها في المخيم. "لكن الطريق مازال طويلا، فالذين عادوا لا يشكلون الا أقل من 10% من الباقين، ربما سيتطلب الامر سنوات من العمل والتأهيل، فالاجراءات تسير ببطء شديد وهناك اطفال يكبرون سريعا في بيئة مليئة بالمخاطر”، يقول الناشط المدني علي حسين. ويضيف “أتفهم معاناة ضحايا التنظيم بما فيهم الايزيديين، وأتفهم قلق المجتمع المحلي من عودتهم، لكن ما ذنب زوجات وشقيقات وأبناء مقاتلي التنظيم، هم ضحايا لفكر أو لنزوات أزواجهم.. كيف يمكن الاستمرار بمعاقبتهم بجرائم لم يرتكبوها”. وتحذر الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق،  ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، من ذات الأمر، فقد ذكرت أن “إبقاء الناس في ظل ظروف مقيّدة وسيئة يؤدي في نهاية المطاف إلى مخاطر على مستوى الحماية والأمن أكثر من إعادتهم بطريقة منضبطة.” وتواجه عودة العراقيين من مخيم الهول إلى مناطقهم السابقة في العراق، عادة برفض شعبي واسع سواء في المناطق التي كانت خاضعة للتنظيم مثل نينوى والأنبار وديالى وتكريت او حتى سواها في بغداد أو المحافظات والمدن العراقية الأخرى. والسبب وفقاً لما عبر عنه نواب وناشطون، هو عدم الوثوق بهم، ويقولون بان العائلات العائدة قد تكون محطات يختبئ فيها عناصر التنظيم وتشكل خلاياه النائمة، فضلا عن أن وجود أقرباء عناصر داعش في مناطق كانت قد تضررت من التنظ خلال تقصينا عن واقع المخيم وتقسيماته وتوزيع الأفراد فيه، علمنا أن القسم التاسع المخصص للأجانب (الرجال والنساء)، لا يسمح بتجاوز أعمار الأطفال الذكور فيه، عن 12 سنة، لذا لا يوجد هنالك رجال بالغون أو مراهقون حتى. إدارة المخيم لا تحبذ الخوض في تفاصيل هذا القسم لأسباب تتعلق بحساسية الموجودين فيه، لكن من خلال تواصلنا مع موظفين يعملون لصالح منظمات دولية هناك، أخبرونا أن الأطفال الذين تصل أعمارهم 12 سنة يتم نقلهم إلى مكان آخر لأسباب عديدة أهمها: “عدم السماح بتزويجهم، وعدم إبقائهم في بيئة تحرض على العنف، وتلقنهم افكار متشددة، إذ أن النساء يربّون الأطفال على فكرة أنّهم أشبال الخلافة”. احصائيات الأمم المتحدة تؤكد بأن المتواجدين في الهول ينحدرون من 51 جنسية، عربية وأوربية وآسيوية وأمريكية واكثرهم من(العراق وسوريا ومصر والسعودية وتونس والجزائر ولبنان وتركيا وإيران وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبعض دول أمريكا اللاتينية وأندونيسيا وتركستان وقيرغستان وطاجيكستان).يم، ستثير مشاكل أمنية وتؤدي إلى اعمال عنف إنتقامية. تحذيرات وأجواء رعب يحذر مسؤول المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي، من خطورة الوضع في مخيم الهول، قائلا ان “جيل جهادي” جديد يسعى لاحياء “دولة داعش”، وانه جيل يجري غسل دماغه بأيديولجية التنظيم ما يشكل خطرا كبيرا على المنطقة والعالم. ويصف الشامي المخيم بأنه أشبه بقنبلة موقوتة “لا نقول ذلك لمجرد عثورنا على بعض الأسلحة والذخيرة ومواقع التأهيل، بل لوجود عدد كبير من عناصر التنظيم الذين يسعون لفرض فكر داعش في المخيم”. ويستطرد المسؤول في الادارة الكردية بسوريا: “نحن نتحدث عن الجيل الثالث للتنظيم. الجيل الأول كان قبل داعش ويتمثّل بالقاعدة التي شكّلت أساساً لانطلاقة داعش، والجيل الثاني الذي أسّس دولة داعش، أمّا الجيل الثالث فهم الأطفال الذين ينشؤون اليوم في الهول.هؤلاء ولدوا عندما قدمت أسرهم إلى المخيم عام 2019، وخلال الفترة الممتدة بين عام 2019 وعام 2022 وُلد ألف و800 طفلاً وطفلة لداعش، بحسب الأرقام يولد هنا شهرياً 60 طفلاً هؤلاء يربون على الحقد والانتقام لآبائهم وأقاربهم وأمرائهم”. ويشهد مخيم الهول بشكل مستمر عمليات عنف وقتل، وارتفعت معدلات الجريمة في العام الجاري مقارنة بالاعوام السابقة، وهو ما دفع قوات الأمن التابعة للادارة الذاتية في 25 آب أغسطس الى تنفيذ حملة ضد ما تصفه بـ”الخلايا النائمة للتنظيم” في المخيم. كانت الحصيلة خلال اسبوعين القاء القبض على أكثر من 100مشبته بانتمائهم للتنظيم، وازالة 110 خيمة كانت تستخدمها خلايا «داعش» لاجتماعاتها او لتنظيم "دورات شرعية" وأكدت بيانات لقوى الأمن في الادارة الذاتية اكتشاف “ثمانية مواقع للاعتقال والتعذيب وسبعة خنادق للاختباء، الى جانب القبض على 23 عنصرا لخلايا داعش وضبط أسلحة كلاشينكوف وذخيرة عسكرية، واجهزة اتصال وحافظات ملفات الكترونية ولابتوبات مدفونة تحت الأرض”. وأشارت الى عثورها على: خيمة مخصصة للاحتجاز والتعذيب، كانت تحتجز فيها 3 نساء تتراوح اعمارهن بين 20 الى 23 عاما وكنّ مقيدات بسلاسل حديدية مربوطة بجدار إسمنتي. وذكرت اثنتان منهن إنهما من العراق، وبدت على أيديهما آثار تعذيب وجروح متشققة. كما تم تحرير فتاة إيزيدية تدعى وفاء علي عباس. الى جانب العثور على كتب ودفاتر وسجلات حملت دروس وأفكار دينية متشددة، تستخدم لتلقين أيديولوجية داعش، اضافة الى عملات نقدية تعود “لدولة الخلافة”. وقال مسؤول أمني ان الخلايا الموالية لداعش نشطت بشكل غير مسبوق في الأشهر الأخيرة وقامت بعمليات قتل وتعذيب وترهيب باستخدام السكاكين والسيوف، ولجأت في بعض العمليات الى مسدسات مزودة بكواتم صوت او بنادق حربية، وهي تقوم برمي جثث الضحايا في أقنية الصرف الصحي في محاولة لإخفاء جرائمها. المتحدث باسم قوى الأمن الداخلي علي الحسن، قال تعليقا على تزايد عمليات القتل، بينما أشار الى مجرى للصرف الصحي عثر فيه على جثث، ان الضحايا بدت عليهم آثار “تعذيب وحشي” وانهم قُتلوا على الأرجح بمسدسات كاتمة للصوت أو بنادق، منوها الى ان عمليات العنف ارتفعت بعد محاولة الهروب الكبيرة من سجن الغويران في شباط فبراير الماضي. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان، قد ذكر ان ثلاثة أشخاص قتلوا في الهول خلال شهر تموز الماضي، ليصل عدد المقتولين بين كانون الثاني وتموز الى 27 شخصا 6 منهم عراقيون وبينهم امرأتان، والضحايا الآخرون هم 11 من الجنسية السورية بينهم 8 سيدات، و8 نساء مجهولات الهوية، بالإضافة إلى مسعف ضمن نقطة خدمية، ورجل آخر مجهول الهوية”. وغالباً ما تتم عمليات القتل بواسطة مسدس أو نحر الضحية وإلقائها في مجاري الصرف الصحي. ووصفت وحدات حماية الشعب الكردية، في بيان مخيم الهول “ببيئة تتخفّى فيها الخلايا الإرهابية وتستغلها للقيام بعملياتها”. وذكر سيامند علي، وهو مسؤول بتلك الوحدات انهم أزالوا الخيم الفارغة ضمن المخيم والتي يعتقد ان التنظيم كان يستخدمها خلال هجماته، وبدأوا “بتسجيل أسماء القاطنين.. وأخذ البصمات”. وسط تلك الأجواء المشحونة بقصص القتل وأخبار “العنف والجهاد”، وفي خيم تحولت الى مدارس لترويج فكر تنظيم داعش، حيث تنتشر كتاتيب لتنمية عقائد تكفر الآخر وتغذي روح الانتقام، يكبر الأطفال الذي يشكلون نحو ثلثي سكان المخيم. فراغ كبير وعمالة اطفال الناشطة المدنية غيداء حسين، تصف واقع الطفولة في المخيم بالسيء جداً، وأنهم جميعاً يعيشون نفس الحياة والروتين “الكثير منهم يذهبون إلى المدارس، رغم ذلك هناك نسبة أمية كبيرة بين الأطفال، حيث ينقطعون عن الدراسة لأسباب عديدة”. وتذكُر بأن بعض النساء في المخيم وبهدف الحصول على مردود مالي، يبعن مخصصات الأطفال من الألبسة الشتوية التي تقيهم البرد، وكذلك مخصصات الأطفال من مرضى سوء التغذية (الزبدة والبسكويت) وكذلك أحذيتهم. وتضيف “لذلك نجد باستمرار ان هناك أطفالاً حفاة وشبه عراة يتجولون في المخيم”. وتسجل غيداء من ضمن ملاحظاتها عن حياة الأطفال، أن غياب الوالدين أو أحدهما يؤثر سلباً عليهم وحتى بوجود من يكفلهم كالعمة والخالة فإن الاهتمام بهم يكون قليلاً، وهؤلاء يعانون من مشاكل أكبر”. وتوضح :”عدم الاهتمام بهم يتسبب بانتشار الأمراض بينهم، أو تفاقم حالتهم المرضية بعد اصابتهم بمرض بسيط، لا سيما أن بعض المعتقدات المنتشرة بين لاجئي المخيم ترى في الذهاب إلى المنظمات الصحية أو أي منظمة أخرى داخل المخيّم نوعاً من الإذلال، وربما البعض يعتبرها مد اليد لجهة كافرة”. وتنبه الناشطة إلى أن عمالة الأطفال شائعة وخاصة تلك التي تُجر بواسطة عربات كالتي تحمل عليها الخضروات والفواكه وغيرها في سوق المخيم مقابل أجور زهيدة. ويعيش الأطفال بنحو عام فراغاً كبيراً فلا يتوفر لهم شيء يشغلون به أنفسهم، كما تؤكد غيداء “تجد الأطفال يطاردون العاملين في المنظمات الانسانية، أو يرشقون سيارات المنظّمات بالحجارة، أو يتعلّقون بخلفيات صهاريج المياه وسيارات الحمل العابرة التي تنقل المواد الغذائية التموينية، أو تراهم يتجمعون حول عمال المقاولات كالحفريات وأعم مية متفشية وحرب ضد التعليم   موظف يعمل في منظمة دولية بمخيم الهول، أخبرنا بأن نسبة كبيرة من الأطفال العراقيين أميون، لم يتعلّموا الكتابة والقراءة على الرغم من أنهم جاوزوا سن المرحلة الابتدائية، وكذلك الحال بالنسبة للأطفال الأجانب في القسم التاسع.   البعض لم يتعلم لأنه تأخر عدة سنوات بين الاعوام (2014 و2019) في دخول المدرسة، وكما ان الكثير من العائلات أو الأمهات بالنسبة لعائلات داعش، يرفضن إرسال أبنائهن الى المدارس التي تديرها المنظمات وفق المناهج التعليمية الرسمية المقدمة. ويتابع: “هنالك بالفعل من يريدون لأطفالهم تلقي العلم للخلاص من الجهل الذي يولد الحروب، بينما هنالك أيضاً من يعتقد بأن التعليم في المخيم ضحك على الذقون وهو جزء من حرب موجهة ضدهم وضد أطفالهم لقلب معتقداتهم، لذلك يبقونهم داخل الخيم، وهم في أحسن الأحوال يُرسلونهم إلى الكتاتيب التي أسسوها ويدرسونهم فيها القرآن والمذاهب والأفكار الخاصة بهم”. وينقسم التعليم في المخيم، بحسب الموظف الدولي إلى قسمين، الأول قام بتأسيسه الأهالي ويقومون فيه بتدريس أطفالهم القرآن والعقائد الخاصة بمذاهبهم، والثاني مراكز تعليمية منهجية من الصف الأول وحتى الصف السادس الابتدائي وهي تابعة لمنظمة إنقاذ الطفل/ Save The Children. وكان لهذه المنظمة مركزان تعليميان، مرتبان من الصف الأول إلى الصف السادس وكانت تدرس فيهما اللغة العربية واللغة الإنكليزية والرياضيات (المبادئ الأساسية للحساب). الأول يقع في القسم الأول من المخيم، أما الثاني فكان يقع في القسم الثالث، وقد قام بعض الأهالي بتدميره. ورجح الموظف الدولي أن تكون مادة العلوم هي السبب، إذ رفض الأهالي تدريسها لأن فيها موضوعاً عن جسم الإنسان وهددوا بعدم إرسال أبنائهم إذا تم تدريسها. وقد تم رفعها من المنهج بعد الحادث. ويقول عن ذلك “هذا كان دليلاً على رغبة قاطني المخيّم الاكتفاء بالكتاتيب لضمان تدريسهم القرآن والعقيدة، وعدم تلويث عقولهم وفقاً لما يعتقدون بثقافة أخرى غربية وغريبة”. الأهالي المتشددون رفضوا أيضاً اختلاط التلاميذ الذكور بالإناث، ولهذا تم فصلهم عن بعض في الصفوف، ويقوم مدرسون ذكور بتعليم الفتيان ومدرسات إناث بتعليم الفتيات، ووصل الأمر على حد قول الموظف الدولي، إلى تهديد إدارة المركز التعليمي الوحيد العامل حالياً بعدم الاختلاط بين الكوادر التدريسية أيضاً، ولا يستبعد أن يكون ذلك سبباً إضافياً لتدميرهم المركز التعليمي في القسم الثالث. ويضيف على ذلك: “هم يمنعون أيضاً أية أنشطة يشكون أن لها علاقة بثقافة غربية كالأنشطة التي تحد من التطرّف ويوجهون تهديدات باستمرار لوقفها، ولا تمتلك المنظمات أي طرق أو وسائل للضغط عليهم، إذ أنّهم يخشون على حياتهم من التهديدات، كما لا يريدون ان ينقطع الأطفال عن التعلم تحت أي ذريعة”. وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ان المنشآت التي تقيمها المنظمات الإنسانية تتعرض للتخريب ونهب معداتها والى الإغلاق المتكرر بسبب الحوادث الأمنية في المخيم، وهذا يصعب مساعدة المحتاجين. في القسم الثالث من المخيم، كانت سيدة تدعى عائشة مع طفلتيها تراقبان المارة، أخبرتنا أنها تقضي نهارها هنا بالجلوس “بانتظار لا شيء”، فقط تتبادل أحيانا الحديث مع المارة! قلبت كفيها ورفعتهما عاليا في إشارة إلى الفراغ الذي تعيشه مع صغيرتيها (8 و6 سنوات). ذات الحياة تعيشها شقيقتين لها مع صغارهما. أشارت اليهما بيدها، كانت تقفان على بعد بضعة امتار من خيمة مجاورة. لم تجب عائشة في البداية على سؤالنا عن سبب عدم ارسال ابنتيها الى المدرسة. لكنها كانت مستعدة لرواية قصتها وكيف انتهى بها المطاف الى الهول. زوجها الذي تقول بأنه إتهم ظلماً بالانتماء إلى داعش، قتله مجهولون في الأنبار في العام 2017، أما زوجا شقيقتيها فمعتقلان في سوريا لأنهما كانا مع التنظيم. تسرد محطات من قصة وصولها مع شقيقتيها الى سوريا، والأهوال التي شهدتها بسبب انتماء عائلتها لداعش قبل ان ينتهي بهم المطاف في الهول الذي وصفته بالسجن الكبير. تشكك عائشة بجدوى تعليم ابنتيها في المدرسة “ماذا ستصبحان في المخيم، طبيبتان؟” تقول ساخرة وهي تضمهما إليها. وتتابع بنبرة السخرية ذاتها: “لم تفدنا المدارس بشيء ونحن أحرار، لتفيدنا الآن ونحن مساجين وبلا مستقبل، لذلك أعلمهما القرآن والأحاديث النبوية بنفسي، وكذلك الخياطة والتطريز وصناعة الخبز، شيء يفيدهما اذا تزوجتا”. مقايضة لتأمين حاجاتهم قلة قليلة من سكان المخيم يحصلون على المال، مقابل عملهم لدى المنظمات الناشطة هناك أو بواسطة مشاريعهم الصغيرة التي افتتحوها لأنفسهم كمحال بيع الخضار او الأغذية في سوق المخيم، أو بواسطة حوالات مالية تصلهم من خارج المخيم ونسبتها قليلة جداً. فضلاً عن قيام البعض ببيع ما يخصص لهم من مساعدات، ويختلف الأمر من مخيم الى آخر، والعمل مقابل المال يكون موجودا في الأقسام التي فيها رجال فقط دون غيرها. فيما عدا ذلك فان الغالبية الساحقة ولا سيما العراقيون والأجانب يعتمدون في قوت يومهم على السلال الغذائية المقدّمة لهم من قبل المنظمات العاملة هناك كـ(مفوضية اللاجئين وبرنامج الاغذية العالمي ولجنة الانقاذ الدولية وبلومونت)وغيرها من المنظمات المدنية. ونظراً لعدم احتواء هذه السلال على الخضار أو الفواكه أو البروتينات الحيوانية، يلجأ قاطنو المخيم إلى أسلوب المقايضة، بتبادل الفائض عن حاجتهم من مفردات السلال كالأرز والسكر بالخضار. يؤكد العديد من سكان المخيم ان السلال الغذائية تقلصت في الأشهر الأخيرة وصارت تتضمن فقط الزيت والسكر والأرز. ذلك يزيد من معاناة آلاف العوائل ممن لا يملكون اي مورد آخر لمعيشتهم. تقول (ح. ج) وهي عراقية لم تبلغ بعد الخامسة عشرة من عمرها، تتطلع للعودة قريبا الى جنوب الموصل حيث كانت تعيش، ان الوضع الغذائي يتراجع وان ذلك بات يشكل أكبر مخاوفهم “نخشى ان تنقطع السلات، لا نعرف كيف سنتدبر أمورنا، الكثيرون مثلي وأخوتي الصغار لا يملكون معيلا هنا”. وتتساءل “الى متى تتطلع عيوننا الى المساعدات؟”. ولتأمين حاجاتهم من المياه يعتمد سكان الهول على مياه الصهاريج التي توفرها المنظمات العاملة هناك، كما توجد مراكز لمياه الآبار التي فيها نسب متفاوتة من الملوحة. وفي هذا المجال يشهد المخيم أيضا شحة في المياه بسبب تحديد وتقليص دخول صهاريج المياه وأيضاً لوجود نقص في عدد خزانات الماء المنتشرة فيه. ويوصف الواقع الخدمي في المخيم، سواء من قبل اللاجئين او المنظمات بـ”السيء جداً”. ممثل أحد المنظمات الصحية العاملة بالمخيم قال: “نعم الواقع الخدمي سيء، لأن الامكانات محدودة، مياه الصرف الصحي تنتشر في المخيم على شكل مجاري سطحية تمر عبر الخيم، وهي مشكلة قائمة تجلب مختلف أنواع الحشرات والأمراض معها”. كما ان خدمات الرعاية الصحية محدودة، رغم وجود العديد من المنظمات المعنية بالصحة، وهي الهلال الأحمر الكردي والهلال الأحمر العربي السوري، ومشفى الصليب الأحمر الدولي، إضافة إلى بعض المنظّمات التي تختصّ بتقديم الرعاية لفئة عمرية معيّنة من الأطفال كجمعية مار افرام وجمعية المودة الخيرية وأطباء بلا حدود وجمعية مار آسيا. ولا تتوفر أدوية لجميع الحالات لدى هذه المنظمات ويحدث أن يتم نقل بعض المرضى إلى المستشفيات التخصصية في مدينة الحسكة في حال كان الأمر مقتضياً، ويتم في العادة إخراج أولئك المرضى بناءً على إحالات طبية يتم اعدادها من قبل إدارة المخيّم. في القسم السابع من المخيم، قابلنا عماد (36 سنة) من مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، الذي تحمل بعد وفاة والديه عبء الاهتمام بشقيقه الأكبر الذي يعاني من الصمم وإعاقة ذهنية مع شلل في طرفيه السفليين منذ ولادته. يقول عماد بأنه كان موظفاً في وزارة الاتصالات العراقية، يعيش حياة هادئة بلا منغصات يستمتع بممارسة كرة القدم ومتابعة الدوريات الكبرى، واكتملت سعادته بزواج رتبته والدته “كان ذلك قبل تنقلب حياتنا في 2014”. يقول وهو يتلفت متجنباً ذكر داعش بالاسم. ويتابع ويده على جبهته “فرضوا عادات دخيلة علينا وعلى نسائنا، منعوا كل شيء، وطلبوا منا إطالة اللحى ولبس النقاب”. تناول سيكَارة من جيب دشداشته العلوي، قال وهو يضعها في زاوية فمه اليسرى “حتى هذه حرّموها علينا”، أخذ نفساً عميقاً من ثم أطلق الدخان إلى الأعلى بنحو مطول. وأضاف: “كنّا في خوف دائم من أن يقوموا بتجنيدنا بين صفوفهم رغما عنّا، لقد نجانا الله منهم، ولكن عند اشتداد المعارك حول مدينة الرمادي اقتادونا تحت التهديد إلى الباغوز، استخدمونا دروعا لانسحابهم”. يتابع: “كان على كلّ من يفكر في الهرب أن يفكر قبلها بموته قتيلاً، رأينا هناك مالم يره بشر؛ حالات قتل وعنف وتعذيب وخوف لا يمكن للسان وصفه، وأثناء الهدنة في بداية 2019 خرجنا إلى مخيم الهول، وها نحن هنا منذ ذلك الحين”. يمسك السيكارة بإصبعين ويستغرق في لحظة شرود، ثم هز رأسه كأنه يتحرر من فكرة رادوته، وقال:”لن أنسى أول يوم في هذا المخيم، خاصة مع صعوبة تأمين احتياجات أخي المعاق، كما أنّ بعض الخصوصية التي يحبها لا يجدها في المخيّم، ولأنني لا أستطيع فعل شيء فقد وضعت سوراً حول خيمتي، هذا كل ما أستطعت” ويشير ملتفتاً إلى سياج غير منتظم من قطع الخشب. ينقل السيكارة الى فمه مجدداً ويشرح حالة شقيقه المعاق، والمعناة التي يتكبدها هو وأسرته الصغيرة “حين كنا في العراق كان أبي وامي يبذلان جهد إمكانهما لمساعدته، لكن بعد وفاتهما وتحملي وزوجتي لمسؤوليته بات الأمر أكثر صعوبة خصوصاً أنه يكبر ومعه يكبر همه، وأبسط ما نواجهه مثلاً، أنه يبكي مثل طفل صغير إذا لم أجلب له الحلوى”. يلقي بعقب السيكارة بعيداً “سنبقى هنا، لا أدري ربما لسنوات أخرى، فلم يعد لدينا منزل هناك نعود إليه، ولا أظنني سأكون قادراً في العراق على توفير متطلبات السكن والحياة لعائلتي والاعتناء بشقيقي”. برنامج العودة في 11 آب اغسطس سلمت الإدارة الذاتية بسوريا، الحكومة العراقية 150 عائلة تضم 670 عراقيا، بينهم 620 من أفراد عائلات مقاتلي تنظيم داعش، اضافة الى 50 من قيادات التنظيم وعناصره المعتقلين. وكانت السلطات العراقية، أعلنت في مطلع حزيران يونيو تسلمها 50 عنصرا من التنظيم، من قوات سوريا الديمقراطية التابعة للادارة الذاتية السورية. في وقت تقدر مصادر امنية عدد العراقيين المعتقلين هناك بنحو 3500 معتقل. وفي ايار الماضي أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، انها ستتسلم  500 عائلة من مخيم الهول خلال العام الجاري غالبيتهم من الاطفال والنساء، وفي عدة دفعات. وفعلا كانت قد تسلمت أكثر من 150 عائلة في ذات الفترة. وتقول الوزارة انها تستطيع استقبال 150 عائلة تضم بين 650-700 شخصا كأعلى معدل، لضمان النقل الآمن وتأمين الغذاء والخيام لهم. وكان مدير دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة نينوى، خالد عبد الكريم إسماعيل، قد ذكر في تصريحات صحفية في 24 تموز يوليو الماضي، أن دائرة الهجرة استقبلت أكثر من 5 وجبات، بما يعادل 660 عائلة عراقية، في مركز الجدعة للتأهيل النفسي والمجتمعي بهدف اعادة دمجهم بالمجتمع. واوضح ان الافراد الذين دخلوا في مراحل تأهيلية تستمر شهرين الى ثلاثة، بمشاركة عدد من المنظمات المحلية والدولية، بمجرد انتهاء تأهيلهم النفسي يغادرون إلى بيوتهم، مشيرا الى ان أكثر من 394 عائلة عادت إلى مناطقها، وان أكثر العائدين هم من محافظة الانبار ومن ثم نينوى تليها صلاح الدين. وتقوم الجهات الأمنية العراقية بتدقيق السجلات الأمنية للعوائل الراغبة بالعودة، للتأكد من سلامة وضعها وعدم وجود افراد منتمين لداعش بينها. وتؤكد وزارة الهجرة أن أكثر من 90% من العائدين لا يحملون أي مؤشرات أمنية، ولكنهم اختلطوا مع الموجودين في مخيم الهول الذي يضم عوائل التنظيم، وخوفا من تأثير اولئك عليهم يتم تأهيلهم قبل دمجهم بالمجتمع. ويقول علي عباس، المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين، ان خطط الوزارة لإعادة المواطنين والعائلات العراقية من سوريا “لا تشمل بأي شكل دواعش إرهابيين”، مبينا أنه بعد انطلاق برنامج العودة تراجع عدد العراقيين في الهول  من 30 ألف الى حدود 27 ألف عراقي. متخوفون من الوطن الى جانب عدم تسوية ملفاتهم الامنية من قبل الحكومة العراقية، ورفض المجتمعات المحلية عودة بعضهم بسبب الجرائم التي ارتكبها أبناؤهم مع خوفهم من ان يجلب رجوعهم العنف وعدم الأمان لمناطقهم، يعدد الخبير والباحث مقدام خالد عزيز، أسباب اخرى تقف وراء رفض بعض العراقيين المتواجدين في مخيم الهول العودة الى مناطقهم، بينها ما هو أمني، إذ أن الكثيرين واقعون تحت تأثير ما يصفه بالإشاعة والخوف من الانتقام. "يزعم من يرفض العودة والمغادرة وحتى التسجيل على الرحلات التي خصّصت للعراقيين للرجوع إلى بلدهم بأنّهم يتخوّفون من ملاحقة السلطات لهم قانونياً ومصيرهم سيكون السجن أو القتل وبعضهم يتحدث عن فصائل في الحشد الشعبي كتهديد أساسي”. ويذكر أيضاً بان هنالك أسباباً اقتصادية، لأن من الصعب عليهم ولاسيما النساء اللاتي فقدن معيلهن، بناء حياة جديدة في العراق من ناحية تأمين المعيشة اليومية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، فضلاً عن صعوبة توفير السكن والمأكل “لذلك يفضلن البقاء في المخيّم طالما أنّ هناك خيمة تأويهن وأطفالهن وأنّ هناك سلال غذائية وطبابة للحالات الضرورية”. ويؤشر الخبير مقدام أسباباً أخرى لرفض العراقيين المقيمين في مخيم الهول العودة، وهو خوفهم من الثأر والتصفيات الجسدية تطبيقاً لأحكام عشائرية، وبعضهم يخشى على نفسه حتى في المخيم ذاته “وهو ما دفع إدارة المخيم إلى إنشاء (مخيّم السلام) لحماية هؤلاء وغيرهم من المتخوفين من قضايا مشابهة”. وينقل الباحث، عن الأمم المتحدة تأكيدها في حزيران/يونيو 2022 مقتل 100 شخص في مخيم الهول خلال 18 شهراً، بينهم الكثير من النساء. ويقول بأن هنالك من ينتظر تسويات لأوضاع أبنائهم أو أقرباء لهم، المتواجدين في السجون والمعتقلات العراقية ويربطون عودتهم بخروجهم منها، كما أن هنالك من دمرت مساكنهم أو أصبحت قراهم خالية من السكان. منى أو “أم محمود” كما تحب أن تنادى، سيدة عراقية في عقدها السابع من أهالي مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار، وهي أمٌ لثلاثة أبناء ومثلهم من البنات، كانت تقضي حياة كريمة في ظل زوج يعمل في مجال المقاولات ويساعده اثنان من أبنائهما، بينما الأبن الأكبر محمود يعمل ممرضاً في مستشفى حكومي ومحط فخر العائلة واعتزازها، كل ذلك قبل أن يسيطر تنظيم داعش على المدينة في 2014. "في أحد الأيام، جمعنا محمود وأخبرنا بانتمائه لداعش، وطلب من أخويه الانضمام إليه، الخبر الصادم وما خلفه من غضب وجدل شديد أصاب والده بنوبة دماغية أدت إلى شلل في أطرافه، توفي بعدها بأشهر قليلة جراء الحزن” تسرد أم محمود الحكاية وهي بالكاد تغالب دموعها. لاحقا اعتقلت القوات العراقية الشقيق الأوسط وهو حالياً في سجن الناصرية، بينما الأصغر وعائلته مع أم محمود لحقوا بمحمود وعائلته الذين انتقلوا إلى تلعفر، لكن هناك قُتل محمود، فانتقلوا جميعا مع آخرين من عوائل مقاتلي التنظيم إلى الباغوز، وبعد تحريرها في 2019 تم اعتقال الأبن الأصغر وهو في سجن الحسكة حالياً، بينما نقلت أم محمود مع زوجات أولادها و12 حفيداً إلى مخيم الهول. تعمل أم محمود لإعالتهم في محل صغير لبيع الخضار في سوق المخيم، فما تستلمه من برنامج الأغذية العالمي وفقاً لما تشتكي، غير كافٍ، وتخشى أن يتفاقم سوء وضعها الصحي بشكل لا تكون فيه قادرة على تأمين قوت من تتكفل بهم “عندي ماء أبيض في عيني، وارتفاع دائم في ضغط الدم”. تفكر قليلاً بإمكانية العودة الى العراق، فتقول موجهة يدها جهة شمال شرق المخيم “إذا قدر لنا العودة يوما الى العراق، سأختار أربيل، لأنها آمنة ولا أحد يعرفنا هناك، ولن يعاقبوننا نحن النساء والأطفال لأن أبناً عاقاً لي انتمى دون ارادتنا الى داعش”.   أنجز التحقيق من قبل “العالم الجديد” تحت اشراف شبكة “نيريج” للتحقيقات الإستقصائية.


 عربية :Draw عزت غرفة تجارة محافظة السليمانية الاسباب الكامنة خلف" حل  وتعطيل الشركات، المعامل والمطاعم"، إلى زيادة نسب الضرائب والرسومات المفروضة على أصحاب العمل، وكشفت الغرفة أنه ومنذ عام 2021  ( 500) شركة أعلنت افلاسها و( 663) مكتب للعقارات و( 146) معمل ومشروع و( 82) معرض لبيع السيارات أضطرت لايقاف أعمالها في المحافظة. واشار تقرير اعد من قبل غرفة تجارة السليمانية وتم إطلاع  وزيرالمالية في حكومة الإقليم أوات شيخ جناب عليه، ان السبب الرئيسي خلف أفلاس وحل هذا العدد الهائل من الشركات والمشاريع ضمن حدود محافظة السليمانية، يعود الى فرض الضرائب بصورة عشوائية وبنسب باهظة على اصحاب العمل. وبحسب التقرير، فمنذ بداية عام 2021 تم الغاء اجازات العمل لـ( 663) مكتب للعقارات، ويشكل هذا العدد نسبة( 20%) من إجمالي العدد الكلي للمكاتب المسجلة في غرفة تجارة السليمانية.   واشار التقرير أيضا إلى افلاس ( 146) معمل و( 82) معرض لتجارة السيارات و( 73) مطعم و كافتريا، وفق التقرير زيادة الضرائب بنسبة ( 10%) وتعقيد الاجراءات الرسمية وارتفاع الرسومات المستحصلة المتعلقة بتجديد اجازات العمل من الاسباب الرئيسة الاخرى لالغاء وتعطيل معظم هذه المشاريع . وشخص التقريرأسباب اخرى خلف الغاء وتعطيل هذا العدد الهائل من المشاريع ، "منها ارتفاع اجور تجهيز الكهرباء لهذه المشاريع مقارنة مع الحكومة الاتحادية، حيث يبلغ سعر وحدة الكهرباء الواحدة للاماكن التجارية نحو في إقليم كوردستان ( 145) دينار، بينما يبلغ سعرالوحدة الواحدة في الحكومة الاتحادية( 60) دينارا.  


عربية Draw: كشف مصدر مطلع في محكمة بداءة السليمانية لـ (  Draw )ان، "بطلب من محامي لاهور شيخ جنكي تم نقل الدعوى القضائية المقامة ضد رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني من السليمانية إلى أربيل. الدعوى القضائية لها علاقة بأحداث 8 تموز 2021 الداخلية للاتحاد الوطني الكوردستاني وتأزم الخلافات بين شيخ جنكي والطالباني، تلك الاحداث التي أدت فيما بعد إلى استبعاد شيخ جنكي من الرئاسة المشتركة للحزب واستبعاده من عضوية الاتحاد الوطني الكوردستاني نهائيا، حيث اتهم بافل طالباني ابن عمه شيخ جنكي بمحاولة "تسميمه" واتهم الاخير طالباني" بالانقلاب على الشرعية". من الناحية القانونية ملف الدعوى لم يحسم بعد، ووفق المعلومات التي  حصل عليها  Draw، الدعوى المرفوعة ضد الطالباني، تتضمن محورين اساسيين، المحور الاول،" شيخ جنكي يتهم  طالباني بالاستيلاء على سلطاته كرئيس مشترك للحزب، والمحور الثاني يتعلق بإيقاق النفقات المالية له كرئيس مشترك للحزب من قبل الطالباتي". في نهاية شهر أب الماضي، عقد المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكوردستاني إجتماعا وتقرر الغاء نظام الرئاسة المشتركة رسيما  واختيار بافل طالباني رئيسا للحزب.   


عربية Draw: صلاح حسن بابان أرتفع جسد محمد الزيدي نحو نصف متر عن الأرض في أحد أيام عام 2014، الذي بات الأسوأ بين أيام حياته بعدما أيقظه صوت انفجار هزّ أركان منزله الذي كان ينام فيها مع إخوته. وبعد ساعات من الهزّة، علم الزيدي (29 عاما) الناشط المدني أنها وقعت نتيجة استهداف مجاميع مسلحة مخزنا للأسلحة والعتاد تابعا للحشد الشعبي بالقرب من منزله في قضاء المحمودية (جنوبي العاصمة بغداد)، وأسفر عن مقتل 11 شخصا، وإصابة 29 آخرين من بينهم الزيدي، فضلا عن أضرار جسيمة لحقت بمنازل وسيارات المواطنين. وينتقد الزيدي في حديثه للجزيرة نت الحكومة العراقية لعدم تعويضه ماديا أو تحمل تكاليف علاجه بعد الإصابة نتيجة الانفجار، وعدم منع انتشار المخازن داخل الأحياء السكنية. ومنذُ ذلك اليوم، أضحى الرعب جاثما على قلوب سكان منطقتهم، وهي حال كثير من العراقيين ممن تنتشر في مناطقهم مخازن الأسلحة والعتاد بمختلف الأنواع، بالإضافة إلى الصواريخ الكبيرة وحتى الطائرات المسيّرة، في ظلّ عدم اكتراث الجهات المعنية -لا سيما الحكومية منها- بحياة السكان. وبين فترة وأخرى، تهتزّ بعض المناطق نتيجة انفجار مخازن الأسلحة فيها، كما حدث الاثنين الماضي مع سكان منطقة الصويرة في محافظة واسط (جنوبي البلاد)، بعد أن وقع انفجار لم تكشف الجهات المعنية عن أسبابه في مخزن كبير ضمّ أسلحة متوسطة وثقيلة، ومنها صواريخ تعود لأحد الفصائل المنضوية في الحشد الشعبي. وخلال الشهر الماضي فقط، انفجرت 3 مخازن للأسلحة؛ اثنان في بغداد وواحد في النجف، تابعة لفصائل مسلحة ضمن الحشد الشعبي؛ وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى من المواطنين، بالإضافة إلى خسائر مادية من دون معرفة الأسباب والكشف عن التفاصيل والتكتم عليها من الجهات المعنية. أبرز مناطق انتشار المخازن وفي بغداد، تعدّ مناطق: قرب الجسر الفرنسي والكمالية وشهداء العبيدي وشارع فلسطين وأجزاء من منطقة الزيونة وصدر القناة والدورة وشهداء السيدية بالقرب من الشرطة الرابعة وأبو غريب؛ من أبرز المناطق في العاصمة التي تنتشر فيها مخازن الأسلحة والعتاد، بالإضافة إلى مخازن للسيارات المصفحة والطائرات المسيّرة، وتعود لتشكيلات منضوية في الحشد الشعبي. وفقًا لمسؤول أمني رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه لحساسية وظيفته. وبالإضافة إلى العاصمة، تعدّ محافظات البصرة وبابل وميسان (جنوب) وكركوك ونينوى وصلاح الدين (شمالا) من أكثر المحافظات العراقية التي تنتشر في أزقتها السكانية مخازن السلاح والعتاد، حسب المصدر الأمني، وأغلبها تعود لفصائل الحشد الشعبي. وتوصف عادة هذه المستودعات والمخازن "بقنابل موقوتة ومخازن موت"، وهذا ما أدى إلى موجة من النزوح والهجرة من تلك المناطق إلى غيرها، بالإضافة إلى تسبّبها في أضرار اقتصادية في أسعار العقارات؛ مما دفع كثير من المواطنين إلى بيع منازلهم ومحلاتهم بأسعار زهيدة أقل من سعرها الحقيقي "خوفًا من تكرار الانفجارات فيها، التي تنهي حياة العديد من سكانها". 30انفجارا وتتعرّض هذه المخازن والمستودعات لانفجارات متكرّرة، إما نتيجة أخطاء عسكرية أو لارتفاع درجات الحرارة، أو جراء قصفها من القوات الأميركية.وخلال فترات مُتفاوتة، أطلق عراقيون وسوما لجعل المدن خالية من مستودعات الأسلحة، أبرزها وسم "بغداد منزوعة العتاد"، خوفا من وقوع كوارث إنسانية بسبب انفجار أي منها. وفي مراجعة سريعة أجراها موقع الجزيرة نت لإحصاء عدد الانفجارات التي حصلت لمخازن الأسلحة والعتاد في بغداد وغيرها من المحافظات الأخرى، تبيّن أن أكثر من 30 انفجار وقع بين عامي 2016 و2022، ولأسوكان أبرزها انفجار مخزن للسلاح في منطقة العبيدي (شرقي بغداد) في سبتمبر/أيلول 2016، والانفجار الذي هزّ مدينة الصدر (شرقي العاصمة) في يونيو/حزيران 2018 في حسينية الإمام الحسين، حيث وقع الانفجاران نتيجة تخزين كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بما فيها الصواريخ، وتسببا في أضرار مادية وبشرية جسيمة. ويعدّ العراق من أكثر بلدان الشرق الأوسط إنفاقا على التسليح، وفقا لتقارير سابقة؛ إذ خصص 18.7 مليار دولار للإنفاق العسكري عام 2021 فقط، ويشمل ذلك النفقات التشغيلية وتسليح الجيش وهيئة الحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب ووزارة الداخلية بجميع مؤسساتها الأمنية. وتعدّ الولايات المتحدة في مقدمة الدول التي يستورد العراق منها الأسلحة بـ41% من أسلحة الجيش العراقي، كما يعد العراق ثالث أكبر مستورد للأسلحة من كوريا الجنوبية في السنوات الخمس الماضية، واحتل المرتبة 11 بين أكبر مستوردي الأسلحة في العالم بين 2017 و2021. قنابل موقوتة الخبير الأمني مخلد حازم يصف مستودعات الأسلحة في الأحياء السكنية "بقنابل موقوتة" تُهدّد السلم الأمني والمجتمعي. ويتفق بذلك إلى حدٍ كبير مع الآراء التي تقول إن تلك المخازن تعود لفصائل تابعة للحشد.وعن سبب وضع تلك الفصائل مخازنها داخل الأحياء السكنية، يُجيب حازم بإشارته إلى أن وجود مخازن السلاح في الأحياء السكنية قد يمنع القوات الأميركية من استهدافها. ويصف ذلك "بالخطأ"؛ إذ إن أميركا إذا أرادت أن استهداف مخازن السلاح ستقوم بذلك من دون الاكتراث بحياة الناس، في إشارة منه إلى الرد على الهجمات الصاروخية التي تنفذها بعض فصائل الحشد ضد القواعد الأميركية. ومن الصفات الواجب توافرها في مخازن ومستودعات الأسلحة والذخائر كما يحدّدها الخبير الأمني في حديثه للجزيرة نت أن تكون ضمن أماكن تهيئ لها درجات حرارة معينة وأرضية مناسبة بآلية تخزين صحيحة وحديثة بحيث لا يؤثر ارتفاع الحرارة أو العوامل الجوية الأخرى على القنابر والصواريخ. ضعف الدولة ويرى الخبير الأمني أن ضعف الحكومة العراقية -لا سيما الجهاز الأمني والاستخبارات- وعدم تطبيق القانون بالشكل الصحيح خلال الفترات السابقة أدت كلها إلى انتشار هذا النوع من المخازن والمستودعات داخل الأحياء، وهذا ما يتفق معه عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب وعد القدّو.إلا أن القدو (قائد عسكري سابق في الحشد الشعبي) يُخالف حازم ويفنّد الآراء القائلة إن هذه المخازن تابعة للحشد، ويؤكد أن الأسلحة التابعة للحشد مؤمّنة في معسكراتٍ خاصّة بها، وأن هذه الاتهامات يراد منها تشويه سمعته بعد أن أسهم في تخليص العراق من تنظيم الدولة الإسلامية.وعن سبب انتشار مخازن السلاح في الأحياء، يرى القدو إلى انتشار الدكة العشائرية في البلاد -لا سيما أن المجتمع العراقي عشائري- ومن خلال هذه المخازن تحاول العشائر الحفاظ على أسلحتها للدفاع عن نفسها أثناء نزاعها مع أي عشيرة أخرى.ويوسع القدو في حديثه للجزيرة نت رقعة عدم تطبيق القانون الذي أدى إلى انتشار مخازن الأسلحة بشكل كبير وعدم سيطرة الدولة عليها بتساؤله: هل من الممكن أن يهجرة وأضرار اقتصادية وبعيدًا عن الجوانب الأمنية والسياسية في هذه الظاهرة، وبالانتقال إلى أضرارها الاقتصادية، يؤكد الخبير الاقتصادي داؤود الحلفي أن تلك المناطق تصبح غير مرغوب فيها للسكن، بالإضافة إلى زيادة الهجرة والنزوح منها إلى مناطق أخرى. ويضيف إلى تلك الأضرار انخفاض أسعار العقارات والأملاك وتراجعها في المناطق التي تنتشر فيها مخازن الأسلحة والعتاد، عازيّا السبب إلى أنها تصبح أشبه ما تكون "بثكنة عسكرية"، وتتراجع فيها فرص الحياة مع عدم توفر الخدمات الترفيهية وغياب البيئة الصحية للعيش الكريم والأمان، وتكون طاردة للجذب الاجتماعي.طبق القانون على جميع الأراضي العراقية ومن ضمنها إقليم كردستان؟ هجرة وأضرار اقتصادية وبعيدًا عن الجوانب الأمنية والسياسية في هذه الظاهرة، وبالانتقال إلى أضرارها الاقتصادية، يؤكد الخبير الاقتصادي داؤود الحلفي أن تلك المناطق تصبح غير مرغوب فيها للسكن، بالإضافة إلى زيادة الهجرة والنزوح منها إلى مناطق أخرى. ويضيف إلى تلك الأضرار انخفاض أسعار العقارات والأملاك وتراجعها في المناطق التي تنتشر فيها مخازن الأسلحة والعتاد، عازيّا السبب إلى أنها تصبح أشبه ما تكون "بثكنة عسكرية"، وتتراجع فيها فرص الحياة مع عدم توفر الخدمات الترفيهية وغياب البيئة الصحية للعيش الكريم والأمان، وتكون طاردة للجذب الاجتماعي. المصدر : الجزيرة


 عربية Draw: تقول أوساط سياسية عراقية إن رفض الحزب الديمقراطي الكردستاني طلب حليفه التيار الصدري استقالة كتلته النيابية من البرلمان العراقي تمهيدا لحله، في مقابل التزام ائتلاف السيادة السني الصمت، الذي بدا أقرب للرفض، يشكل خذلانا لزعيم التيار مقتدى الصدر. وتوضح الأوساط أن الصدر كان يسعى من خلال طلبه من الحليفين الكردي والسني الانسحاب من البرلمان، إلى قلب المعادلة مجددا، وإضعاف موقف خصومه من قوى الإطار التنسيقي، لكن هذا التمشي أثبت عدم جدواه، حيث إن الجانبين لا يريدان فقدان موقعهما في قلب المعادلة السياسية، ولطالما نظرا إلى خطوة الصدر بالانسحاب من البرلمان في يونيو الماضي على أنها اندفاعة غير محسوبة. وترى الأوساط أن موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني وائتلاف السيادة السني، من شأنه أن ينعكس على التحالف القائم مع التيار الصدري، حيث سيرى فيه تخليا عنه، مشيرة إلى أن الصدر لم يعد، بعد التحفظات على مقترحه الأخير، يملك ترف الخيار، وأن إمكانية احتكامه للشارع مجددا لفرض أجندته، مخاطرة غير مضمونة العواقب، كما أثبتت التجربة خلال الأيام الماضية. وأعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني الجمعة أن الانسحاب من البرلمان يجب أن يتم بتوافق بين القوى السياسية في العراق. وصرّح المتحدث باسم الحزب محمود محمد بأن الحزب يفضّل اتخاذ قرار مشترك من قبل القوى والأطراف السياسية الفاعلة في العراق بشأن مسألة حل مجلس النواب. وقال محمد إن "إلى غاية الآن لم يتم التحاور حول مسألة حل مجلس النواب بهذا الشكل (الذي طرحه وزير الصدر)”، مضيفا “نحن لدينا لجنة تقوم بأداء دورها، ونتصور أن مثل هذه المواضيع من الأفضل اتخاذ قرار مشترك بشأنها، من خلال الجلوس إلى طاولة الحوار ومناقشتها". وأضاف المتحدث باسم الحزب الكردي الذي يقوده مسعود بارزاني، أن “الوضع الراهن بالعراق يتطلب من أولئك الذين يشعرون بالمسؤولية أن يولوا أهمية له من أجل تخطي الأزمة والانسداد السياسي الحاصل، وبهدف إيجاد سبيل نحو أُفق يفضي إلى تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة ومعالجة المشاكل في البلاد". ويرجح مراقبون أن يتخذ ائتلاف السيادة السني ذات الموقف للحزب الديمقراطي الكردستاني لناحية سحب نوابه من البرلمان، حيث إن الائتلاف الذي يقوده رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بالشراكة مع رجل الأعمال خميس الخنجر لن يغامر بهذه الخطوة، ما قد يفقده مركز ثقله الذي يجعله الممثل الرئيسي للطائفة السنية في العراق. وأعلن صالح محمد العراقي الذي يعرف بـ”وزير الصدر” الخميس رفضه بشكل مطلق عودة كتلة التيار الصدري إلى مجلس النواب العراقي بعد استقالة أعضائها الثلاثة والسبعين منه، داعيا حلفاء التيار إلى الانسحاب من البرلمان"  المصدر: صحيفة العرب  


   عربيةDraw : وجه مبعوث مؤسسة Draw الإعلامية ( نياز نايف) سؤالا إلى مساعدة وزيرالخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط  باربرا ليف حول الخلاف القائم بين بغداد وأربيل بشأن إدارة ملف النفط :  "تعمقت الخلافات أكثر بين بين بغداد وأربيل خلال الاشهر الماضية بشأن ملف النفط، وهذه الخلافات تطورت بشكل ملفت وخاصة في شهر شباط الماضي، عندما أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق قرارها بعدم دستورية قانون النفط والغاز في الإقليم، بالاضافة الى ذلك طالبت الشركات العاملة في إقليم كوردستان قبل أيام الحكومة الاميركية التدخل كوسيط لحل الخلاف بين بغداد وأربيل، السؤال هو، ماذا فعلت واشنطن بشأن هذا الموضوع، أو بالاحرى ماذا تنوي الحكومة الاميركية أن تتخذ من موقف تجاه هذا الاشكال؟  إجابة باربرا ليف على سؤال مبعوث Draw:    “أنا لاأستطيع الكشف عن تفاصيل الحوارات الدبلوماسية حول هذا الموضوع ،  هذه المواضيع من الافضل التطرق اليها بشكل خاص، ولايمكن الاعلان عنها للرأي العام، أنت تقول الحقيقة .. في الاشهر القليلة الماضية تعمق الخلاف بشكل ملفت بين بغداد وأربيل .. خلال مراقبتنا للوضع العراقي على مدى عقدين من الزمن، نجد أن المشاكل والخلافات قد تراكمت بين الجانبين وهذا الاشكال جزء من هذه التراكمات. هذه الاشكالية يجب أن تحل، من أجل بسط الاستقرار ولكي تتمكن الشركات الاميركية والشركات الاخرى الاستمرار بعملها في الحقول النفطية بإقليم كوردستان .. لذا قمنا خلال إجتماعاتنا الخاصة مع الجهات المعنية، بتقديم المشورة والنصحية اللازمة حول هذا الموضوع".   


 عربية Draw: يوجد في إقليم كوردستان نحو(1.9 ملیون) مركبة، (51%) منها تتواجد في محافظة أربيل و(34%) منها تتواجد في محافظة السليمانية و(15%) في محافظة دهوك. إقليم كوردستان بحاجة إلى (5 ملیون) لترمن  وقود" البنزين" يوميا، محافظة أربيل تحتاج إلى (2.5 ملیون) لتر لكي تستطيع سد الطلب المحلي والسليمانية إلى (1.6 ملیون) لتر ومحافظة دهوك إلى (754) الف  لتر من " البنزين " يوميا. تستطيع المصافي النفطية الموجودة في الإقليم، انتاج نحو (8.6 ملیون) لتر من وقود" البنزين" يوميا ،اذا ماتم تجهيزها بالنفط الخام من قبل الحكومة بإنتظام. أنتجت المصافي النفطية في إقليم كوردستان خلال الاشهر الثلاث الماضية نحو (835) الف لترمن البنزين وهذه الكمية  تسد مايقارب( 17%) فقط من الطلب المحلي لاقليم كوردستان الطاقة الانتاجية للمصافي النفطية في إقليم كوردستان يوجد في إقليم كوردستان( 4) مصافي نفطية رسمية، تبلغ الطاقة الانتاجية لهذه المصافي مجتمعتا بنحو(256 الف) برمیل من النفط الخام:  مصفى( كار) في محافظة أربيل، مملوكة لشركة ( كاركروب) النفطية، تقدرالطاقة الانتاجية للمصفى بنحو( 110 الف ) برميل يوميا. مصفى (بازيان)، في محافظة السليمانية، تبلغ القدرة الانتاجية للمصفى، بنحو ( 40) الف برميل يوميا. مصفى( لاناز) يعتبر من المصافي العملاقة في إقليم كوردستان ويقع في محافظة أربيل، تقدر الطاقة الانتاجية للمصفى بنحو( 100) الف برميل يوميا.مصفى ( طاوكي) في محافظة دهوك، تقدرالطاقة الانتاجية للمصفى بنحو( 6) الاف برميل من النفط الخام يوميا.        


 عربية Draw: الكاتب والمختص في الشأن العراقي فرهاد علاء الدين: يمر غدا ( 9 ) أشهر على أداء اليمن الدستورية لاعضاء مجلس النواب العراقي، شرع المجلس خلال هذه المدة " قانونين" فقط وعقد( 12) جلسة، وخالف الدستور لـ( 3) مرات. بلغ إجمالي نفقات مجلس النواب خلال هذه الفترة ( 216 مليار) دينار،( 171) مليار منها صرفت لدفع مرتبات اعضاء المجلس، جلسات المجلس معلقة منذ ( 40) يوما، وهي مستمرة حتى هذه اللحظة. وأكدت  المحكمة الاتحادية في بيان لها يوم أمس الأربعاء بأنه: "كان من المقتضى على اعضاء مجلس النواب العمل على تحقيق ما تم انتخابهم لأجله وهي مصلحة الشعب لا أن يكونوا سببا في تعطيل مصالحه وتهديد سلامته وسلامة البلد بالكامل".      


عربيةDraw تكتفي دول العالم بمشاهدة ما يجري في العراق من أزمة سياسية حادة ومواجهات طائفية محدودة قد تتحول إلى حرب طويلة الأمد بسبب رغبة كل طرف في السيطرة على السلطة بميليشيات مدربة وجاهزة لخوض صراع طويل. ويعزو مراقبون عراقيون امتناع الدول المؤثرة، والتي لها مصالح في العراق، عن التدخل إلى أن مصلحتها الرئيسية في الحصول على النفط العراقي لم تمسّ، وأن النفط يتدفق دون أيّ تعطيل من أيّ جهة، ما يوحي بأن المجموعات الطائفية تضع للصراع في ما بينها ضوابط حمراء لتتجنب أيّ صدام مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة، وأهم هذه الضوابط هو عدم الاقتراب من النفط. وكان لافتا أن الدول الغربية عملت على التدخل في ملفات كثيرة للمساعدة على حلحلة الخلافات الداخلية مثل لبنان، حيث مارست فرنسا والولايات المتحدة ضغوطا على الطبقة السياسية من أجل حوار لبناني – لبناني يفضي إلى تفاهمات بشأن الإصلاحات الاقتصادية التي يطالب بها صندوق النقد الدولي مقابل تقديم مساعدات وقروض للبنان للخروج من الأزمة الحادة التي يعيشها. وتقوم الولايات المتحدة بوساطة بين لبنان وإسرائيل بشأن حل الخلاف حول ترسيم الحدود البحرية المشتركة مما سيساهم في تحديد انتماء موارد النفط والغاز لكل دولة ويمهد الطريق أمام المزيد من عمليات الاستكشاف. ويطلب الرئيس اللبناني ميشال عون في أن تدخل شركة النفط والغاز الفرنسية توتال طرفا ثالثا يساعد لبنان في حل مشكلة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. وهذه عينة من تدخل الدول الكبرى في ملفات أخرى بهدف السعي لحل الخلافات الداخلية مثلما يحصل في ليبيا واليمن وإثيوبيا، في الوقت الذي يختفي فيه أيّ دور لهذه الدول في العراق بالرغم من أهميته الإستراتيجية وخاصة للولايات المتحدة. وفي ما يقرب من تسعة أشهر، بين الانتخابات وانسحاب نواب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من البرلمان ونزول أنصاره للاعتصام في المنطقة الخضراء ثم المواجهات مع الإطار التنسيقي، زار كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي العراق مرتين فقط، وأجرى وزير الخارجية أنتوني بلينكن عددا قليلا من المكالمات مع صناع القرار العراقيين في محاولة للتأثير على التطورات على الأرض. ووجه ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى انتقادات شديدة لطريقة اللامبالاة التي تعتمدها إدارة الرئيس جو بايدن في العراق مما مهد الطريق أمام إيران لتكون لها ولحلفائها من الميليشيات اليد العليا في بغداد. واعتبر شينكر أن غياب التأثير الأميركي في الحراك العراقي حول المناورات والضغوط والتحالفات بشأن تشكيل الحكومة لم يكن سهوا بل قرارا مقصودا، مستشهدا بقول مسؤول بارز في إدارة بايدن في ديسمبر بأن خطتهم كانت ترك الأمر ويقول مراقبون إن ما يهم واشنطن أن قطاع النفط لم يمس في العراق الذي يحتل وفق آخر تقرير لوكالة الطاقة الأميركية الترتيب الرابع كأكثر الدول تصديرا للنفط إلى الولايات المتحدة. وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، في يوليو الماضي، أن صادرات العراق النفطية إلى الولايات المتحدة بلغت خلال الأسبوع الأول من يوليو أكثر من 300 ألف برميل يوميا. وناشدت شركات نفط عاملة في كردستان الولايات المتحدة التدخل لنزع فتيل التوتر بين الحكومة المركزية العراقية والإقليم لضمان استقرار إنتاج النفط في شمال العراق. لكن إدارة بايدن لم تحرك ساكنا. وتقول فيليسيتي برادستوك الكاتبة المتخصصة في الطاقة والتمويل في مقال بموقع “أويل برايس” إن مزيج الاضطرابات السياسية في بغداد، والصراع المكثف على موارد البلاد بين الدولة العراقية وإقليم كردستان، يضعان صناعة النفط العراقية في وضع متقلب. وبينما يجب على الدولة معالجة وضعها السياسي لضمان استقرار صادراتها النفطية، يسعى إقليم كردستان إلى الحصول على الدعم السياسي والمالي من القوى الخارجية لضمان استمرارية صناعة النفط. ولازمت فرنسا بدورها الصمت عدا تصريح للرئيس إيمانويل ماكرون دعّم فيه تصريحات لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي حث فيها على التهدئة واللجوء إلى الحوار. وعُد الموقف الفرنسي أقرب إلى تسجيل الحضور منه إلى تحرك لوقف تدهور الوضع في العراق. للعراقيين. وكان الرئيس الفرنسي قد نجح قبل عام في الحصول على عقد سخي من الكاظمي لفائدة مجموعة “توتال إينيرجيز” الفرنسية للاستثمار في مجال الغاز والنفط واستغلال الطاقة الشمسية تبلغ قيمته 27 مليار دولار. وغاب تصريح من الصين بشأن الوضع السياسي المتدهور في العراق بالرغم من أنها أكبر مستثمر في العراق، وتصدر تحذيرات غربية من أن بكين تضع يدها على النفط العراقي من خلال زيادة الاستثمارات. وكانت بغداد أكبر مستفيد العام الماضي من مبادرة الحزام والطريق الصينية، إذ تلقت تمويلا قدره 10.5 مليار دولار لمشروعات في البنية الأساسية، منها محطة توليد كهرباء ومطار. وسجلت صناعة النفط العراقية اتجاهات إيجابية في الأشهر الأخيرة، حيث بلغت مستويات الإنتاج حوالي 4.4 مليار برميل يوميا من النفط الخام، وبلغت الصادرات أعلى مستوياتها في 50 سنة، بقيمة 11.07 مليار دولار. وترجع الزيادة في الصادرات إلى حد كبير إلى التحول في الاعتماد العالمي بعيدا عن روسيا نحو قوى نفطية أخرى خلال الأشهر القليلة الماضية. ويمتلك العراق حوالي 145 مليار برميل من النفط، مما يجعله خامس أكبر دولة نفطية في العالم. ويمثل النفط الخام أهمية حيوية لاقتصاد العراق، حيث تساهم عائدات النفط بنحو 90 في المئة من دخل البلاد. وفي حين أن صناعة النفط في العراق لم تتأثر إلى حد الآن بحالات الاضطرابات السياسية السابقة، فإن التصعيد الأخير في الصراع يشكل تهديدا للقطاع. وقال فرناندو فيريرا، وهو مدير في مجموعة “رابيدان إينيرجي”، “في حين أن الإنتاج العراقي عادة ما يكون مرنا إلى حد ما في مواجهة الاضطرابات، فإن البيئة السياسية الحالية سامة بشكل غير عادي وتشكل خطرا كبيرا على قطاع النفط”. واقترحت رئيسة السلع في “آر بي سي” حليمة كروفت هذا الأسبوع أن الاحتجاجات قد تؤدي إلى سحب مليون برميل من النفط من السوق إذا تصاعد الصراع.  صحيفة العرب    


عربية:Draw يشير المراقبون إلى أن زعيم التياري الصدري، مقتدى الصدر من خلال قوله “أنا وأصحابي لا شرقيين ولا غربيين.. ولن يحكم فينا ‘ابن الدعي’ كائناً من كان”، يمكن استنتاج أن الأخير قد يقبل حكومة جديدة شريطة أن تكون بعيدة عن هيمنة الإطار التنسيقي ولاسيما المالكي، تتولى التحضير للانتخابات المبكرة. ويقول المراقبون إن ما يعزز هذا الرأي المبادرة التي كان طرحها حليفه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي قبل ساعات من انطلاق جلسة الحوار والتي من المرجح أن الأخير عرضها بعد أن حصل على ضوء أخضر من الصدر. ودعا الحلبوسي إلى ضرورة أن يتوصل قادة الكتل السياسية في الحوار الوطني إلى اتفاق يقضي بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في موعد أقصاه نهاية العام المقبل واختيار حكومة عراقية كاملة الصلاحيات متفقا عليها تمهد لهذه الانتخابات من خلال تعديل قانون الانتخابات وإقرار الموازنة العامة الاتحادية وتسريع قانون المحكمة الاتحادية العليا في العراق. وعلى الرغم من أن دعوة الحلبوسي جمعت وجهات نظر جميع الأطراف السياسية بشأن حل الأزمة السياسية، فإنها لم تحظ بردود فعل واضحة من القوى السياسية، ولاسيما من الإطار التنسيقي  صحيفة العرب    


حقوق النشر محفوظة للموقع (DRAWMEDIA)
Developed by Smarthand