الحصاد DRAW: انخفضت أسعار النفط، الخميس، لتقلص مكاسب حققتها في وقت سابق من الجلسة، إذ أدي ارتفاع جديد للإصابات بكوفيد-19 في أنحاء العالم إلي تعزيز المخاوف بشأن النمو الاقتصادي وتعافي طلب الوقود. وتعيد دول أوروبية فرض حظر التجول وإجراءات العزل العام في ظل زيادة حالات الإصابة الجديدة بكورونا. وتتأهب الهند، التي في سبيلها لتجاوز الولايات المتحدة بأكبر حالات إصابة بكوفيد-19 في العالم، لزيادة الإصابات في الأسابيع المقبلة مع اقتراب موسم عطلات رئيسي، والهند ثالث أكبر مستهلك للخام في العالم. ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتا أو ما يعادل 0.7 بالمئة إلي 43.04 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:24 بتوقيت غرينتش، بينما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 24 سنتا أو ما يعادل 0.6 بالمئة إلي 40.80 دولار. وقالت وكالة الطاقة الدولية، الأربعاء، إن موجة ثانية من الإصابات بفيروس كورونا قد تعرقل مساعي المنتجين لتحقيق توازن في السوق.


الحصاد DRAW: أعلنت وزارة الصحة في إقليم كردستان، الخميس، عن تسجيل أعلى معدل للإصابات بفيروس كورونا في الإقليم خلال يوم واحد، فيما كشفت عن تسجيل 28 حالة وفاة جديدة. وذكرت الوزارة في بيان، اليوم، 15 تشرين الأول 2020، إنها "سجلت اعلى معدل للاصابات اليومية بفيروس كورونا بواقع 974 إصابة جديدة و376 حالة شفاء، في عموم محافظات إقليم كوردستان خلال الـ 24 ساعة الماضية. وأضاف البيان أن الاصابات توزعت كالاتي: 322 في أربيل و 183 في السليمانية و 31 في كرميان و 93 في رابرين و 25 في حلبجة و320 في دهوك.   اما حالات الشفاء  الـ 376، 136 في أربيل و 23 السليمانية و 38 كرميان و13 رابرين و 146 في دهوك و 20 في حلبجة، فيما كانت حالات الوفاة كالتالي: 10 في أربيل و 6 في السليمانية و 9 في دهوك و 3 في حلبجة.  وبذلك يصل إجمالي الإصابات بكورونا في الإقليم إلى 59251 شخصا منهم 21570 في أربيل و 19021 في السليمانية و 16591 في دهوك و 2069 في حلبجة  فيما بلغ إجمالي الوفيات 2088 منها 624 حالة وفاة في أربيل و 1046 في السليمانية و359 في دهوك و 59 في حلبجة.


  تقرير : فاضل حمةرفعت – محمد رؤوف في غياب قائد يستجمع الغضب وعدم الرضا في إقليم كوردستان، اصبح مصطفي الكاظمي رئيس الوزراء العراقي رمزا لمعارضة السلطة ويعلق عليه بعض الناس املهم كي يشارك في الانتخابات المقبلة في اقليم كوردستان بقائمة تضم مرشحين مستقلين لكي يصوتوا له، وان الكاظمي الآن هو اقرب القيادات من الشارع في العراق والاقليم، فبمجيئه، غير صورة بغداد لدي الكورد من المحتل الي المنقذ، فقد وصل الي منصب رئيس الوزراء بدعم من الشارع الغاضب، فهل يبقي علي كرسيه بهذا الدعم لاحقاً؟ الكاظمي في ١٣٠ يوماً باشر منذ (١٣٠) يوما فقط، اذهل الجميع، المواطن في الشارع والسياسيين في مقراتهم الحزبية، الكل ينظر له، حتي انه اذهل دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الامريكية ايضاً، انه مصطفي الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي الحالي. الكاظمي الآن هو اقوي رجل سياسة في الشارع العراقي وحتي في اقليم كوردستان ايضاً، امتلأت شبكات التواصل الاجتماعي بمدحه، الكل يأملون ان يضمنوا بقائهم في الساحة في ظله في الانتخابات المقبلة. حدد الكاظمي كما وعد موعد الانتخابات المبكرة في العراق بعد مضي شهرين علي تسلمه المنصب، فالسادس من حزيران من العام القادم هو اليوم الذي حدده الكاظمي لإجراء الانتخابات، إنتخاباتٌ لا ترغب فيها اغلب الاطراف السياسية العراقية ويحاولون تأجيلها لحين استعادة ما فقدوه من مواقعهم لدي الشارع. المشهد الآن كالآتي، الكاظمي الذي ليس لديه اي حزب سياسي يريد اجراء الانتخابات، والاحزاب السياسية التي تتزايد اعدادهم يوما بعد يوم من بعد اسقاط نظام صدام، معظمهم يريدون تأجيل الانتخابات لحين كسر جزء من هيبة الكاظمي في الشارع العراقي. بعد اسقاط نظام صدام، اصبح عرفاً سياسياً ان يتسلم شخص شيعي منصب رئيس الوزراء، فالكاظمي شيعي المذهب، لكنه لا يمثل رغبات طهران، سانده الاطراف الشيعية لتسلم منصب رئيس الوزراء، شريطة ألّا يقوم مع وزرائه بترشيح انفسهم للانتخابات بعد انتهاء مدتهم، لكن هذا لا يمنع من ان يقوم الكاظمي بتأسيس كتلة برلمانية ويصَعِّدَ اشخاصا جدد الي البرلمان وخاصةً المستقلين ومن هذا الطريق يتسلم مجدداً منصب رئيس الوزراء.  الكاظمي في العراق لأول مرة تواجه القوي الشيعية من بعد اسقاط نظام صدام موجة من الاحتجاجات بهذا المستوي من داخل الشارع ومن ناخبيهم، وكانت نسبة المشاركة في آخر انتخابات برلمانية في العراق التي اجريت في شهر آيار ٢٠١٨ لا تتجاوز ٤٥٪ فقط من الناخبين، والبعض يقولون ان النسبة كانت اقل من ذلك وتم التلاعب بها، وكانت هي النسبة الادني من المشاركة الشعبية في الانتخابات في الاعوام ١٧ الماضية، كانت هذه رسالة احتجاج من الشارع الي القيادات السياسية في العراق وتحديدا الشيعية منها التي كانت زمام السلطة بيدها في السنوات ١٧ الماضية. اجبرت الاحتجاجات في تشرين الاول من العام المنصرم عادل عبدالمهدي علي الاستقالة وبعد خمسة اشهر اوصلت الكاظمي الي منصب رئيس الوزراء، أي ان الكاظمي هو نتاج احتجاجات الشارع ضد الطبقة السياسية الحاكمة في العراق، وليست الانتخابات، وبعض آخر يرونه مرحلة جديدة من الصراع الامريكي – الايراني في العراق. كان للشارع المحتج مطالب من الكاظمي، منها :  •     إلقاء القبض علي قتلة المتظاهرين في العام الماضي ومحاكمتهم وعقوبتهم. •     تعديل قانون الانتخابات بشكل ينهي سيطرة الاحزاب السياسية التقليدية ويتيح فرصة الظهور للجيل الجديد في العراق. •     تحديد موعد لإجراء انتخابات مبكرة وتجديد مفوضية الانتخابات. •     بدأ الاصلاحات داخل الحكومة ومحاكمة المفسدين. خطي الكاظمي عدة خطوات منذ مباشرته في الشهور الاربعة الماضية لتنفيذ جزء من مطالب الشارع، فقد حدد المتظاهرون ثمانية اشهر للكاظمي لتلبية مطالبهم، مرت نصف المدة، لم يلبي الكاظمي كل المطالب ومن المرجح انه لن يقدر علي ما وعد حتي انتهاء مدته المحددة. ابرز وعد نفذه الكاظمي كان تحديد موعد الانتخابات المبكرة وإصراره علي اجراء تلك الانتخابات، لكن فيما يخص بعض المطالب الاخري التي وضعها الاطراف السياسية كشروط مقابل تسلمه منصب رئيس الوزراء، لم يخْطُ الكاظمي اية خطوة بعد، خصوصاً اخراج القوات الامريكية من العراق وهذا مطلب الاطراف الشيعية القريبة من ايران، اجتمع الكاظمي مع ترمب وابدي الاخير اعجابه بالأول، وحفاظاً علي الكاظمي من ايران واعوانه في العراق قرر الامريكيون سحب قسم من قواتهم قريباً، لكن دون الانسحاب الكامل الذي يطالب به اعوان ايران. علاوةً علي ذلك، حاول الكاظمي لفت انظار الشارع المحتج نحوه من خلال القيام بخطوات، منها : •     استعادة السيطرة علي المنافذ الحدودية وإبعاد الميليشيات المسلحة العراقية نوعا ما من تلك الاماكن الكمركية وزيادة واردات تلك المنافذ. •     محاولة السيطرة علي السلاح الموجود خارج القانون في المحافظات العراقية، وهذه محاولة بدائية ولم تُعْطِ بثمارها بعد، ويعتبر السلاح الموجود في يد الحشد الٍشعبي والميليشيات الشيعية من اكبر واكثر الاسلحة الموجودة خارج القانون في العراق، والذي يشكل تهديداً علي المنطقة الخضراء وبين الحين والآخر يقصفون السفارة الامريكية، لكن الكاظمي استطاع ان يحُدَّ نوعاً ما من هيمنة الحشد. •     الاصلاح ومجابهة الفساد قسم آخر من وعود الكاظمي، ولم يخْطُ حتي الآن في هذا المجال خطوات عريضة، لكنه شكل لجنة في الآونة الاخيرة للقبض علي المسؤولين الحكوميين السابقين الذين ادينوا بقضايا الفساد وتم القاء القبض علي عدد من اولئك الاشخاص ولايعْرَف الي اين تصل تلك القضايا، وفي مجال الاصلاح، لم يقُم بإنجازات يذكر للتخلص من الازمة الحالية وان اغلب اعتماده هو علي استلام قروض داخلية وخارجية. لعل نقطة قوة الكاظمي مقارنة برئيس الوزراء السابق (عادل عبدالمهدي) تكمن انه اكثر شجاعة عند القرار ويجري التغييرات في المناصب الحساسة في الدولة دونما تردد وخوف. الكاظمي في اقليم كوردستان في اقليم كوردستان، بسبب عدم تواجد معارضة قوية تقود الشارع، هناك الكثير من الاصوات الغير راضية والمحتجة والتي عبرت عن نفسها في الانتخابات البرلمانية الاخيرة بـ" المقاطعة". في إنتخابات ايلول ٢٠١٨ لبرلمان كوردستان كانت نسبة مشاركة الناخبين ٥٩٪، وسجلت ادني نسبة للمشاركة في تأريخ الانتخابات في كوردستان، بدأت مرحلة من الاحتجاجات ضد الاطراف المشاركين في السلطة في الاقليم، الرواد السياسيين لهذه الحملات الاحتجاجية غير معروفين والسلطة لا تعرف مع من تتعامل، عدم وجود رائد او منظم  سياسي يعيد وجهة هذه الاحتجاجات الي اطارها الكوردستاني، من الممكن ان يؤدي في الاخير ان يضع المحتجون اصواتهم داخل سلة الكاظمي في بغداد، وخصوصا إذا تمت المصادقة في برلمان العراق علي قانون الانتخابات كما تم وضعه "تعدد الدوائر الانتخابية". في اقليم كوردستان هناك حاليا العديد من صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي للامتداح والثناء علي الكاظمي، فالعديد من الاشخاص يريدون ان يصوتوا للكاظمي في الانتخابات القادمة، وإن حدث ذلك، فسوف يكون المرة الاولي التي يشارك الناخب الكوردي بصوته بعيدا عن القضية القومية والمذهبية ويرسل رسالة قوية الي الطبقة السياسية التي تحكم قرابة ثلاثة عقود مثل نظرائهم في القيادات الشيعية العراقية من بعد اسقاط صدام، الذين لم يتمكنوا من معالجة المشاكل الاساسية للمواطن. من جهة اخري، ان حكومة اقليم كوردستان تعاني من ازمة مالية خانقة ولا تستطيع دفع رواتب الموظفين كما يلزم شهرياً، وفقاً للسياسة التي اتبعتها حكومة الاقليم دائماً بإلقاء مسؤولية عدم توفر الرواتب علي عاتق بغداد، وبذلك  أظهرت بغداد كمنقذ لقضية تأمين رواتب الموظفين اكثر مما تريد بأن يصب مواطنوا الاقليم كأس غضبهم علي بغداد.  سجل الكاظمي انتصاراً آخر داخل الشارع الكوردستاني المحتج ضد اصحاب السلطة في الاقليم، حينما زار منافذ (ابراهيم الخليل) و(باشماخ) الحدودية في الاقليم كأول رئيس للوزراء من بعد صدام، واللذان يعتبران من اهم مصادر الواردات في الاقليم ويحوم حولهما شكوك وجود الفساد والتهريب، كما ان اتفاق الاقليم مع بغداد حول الميزانية والواردات في ميزانية العراق لعام ٢٠٢١ يظهر قوة تأثير الكاظمي علي الاقليم بشكل اكبر. مع كل هذا، وعلي الرغم من ان الوضع في العراق ليس احسن منه في الاقليم، إلًا ان الشارع الكوردستاني المحتج واقع تحت تأثير مظاهرات شهر تشرين الاول الماضي في العراق والذي استطاع اجراء التغييرات في السلطة، ولم يستطع اي حراك شعبي في الاقليم اجراء اية تغييرات في هرم السلطة في الاقليم منذ العقود الثلاثة الماضية. بعض السياسيين الشيعة من الذين تسلموا السلطة من بعد اسقاط نظام صدام كانوا من اصدقاء الكورد، وتحديدا رئيس الوزراء السابق المستقيل عادل عبدالمهدي، لكن ما يميز الكاظمي عن سالفيه، هو ان الاخرين كانوا اصدقاء للسياسيين الكورد، لا الشارع الكوردي، وان الكاظمي يحاول التقرب من الشارع من دون حدوث اية مواجهة بينه وبين اصحاب السلطة في الاقليم، كل هذه الاوضاع كانت في صالح الكاظمي ويُنْظَرُ اليه من الشارع الكوردي كمنقذ. في الخامس من شهر ايلول عندما كان الكاظمي في منطقة دهوك يزور قلعة "نزاركي" الموقع الذي جُمِعَ فيه المؤنفلين في بادينان، قالت له سيدة هي ام لستة اولاد مؤنفلين : "كوردستان امانة عندك"، وبعد يوم زار السليمانية وقال له فلاح كوردي : "اذا شكلت قائمة في الانتخابات المقبلة فإن الكورد جميعهم سيصوتون لك"، وإمتلأت شبكات التواصل الاجتماعي سريعا بهذه الاحاديث، ومن جانب آخر قام جمال بنجويني المصور الخاص للكاظمي من خلال عدسته بتكبير ظل الكاظمي علي الناخبين الكورد، وهذا ما ازعج اصحاب السلطة في الاقليم.   ليس لدي الكاظمي اصدقاء او مقربين داخل شريحة السياسيين في الاقليم وليس معروفا لدي معظمهم، لكنه يعرف القضية الكوردية ومآسيها حين هروبه من ايدي نظام صدام ومروره بكوردستان، إضافة الي هذا انه مطلع علي وثائق الانفال وكتابات هيئة الاستخبارات العراقية ولديه ملفات الكثير من المسؤولين الكورد مثلما لديه وثائق ومستمسكات علي المسؤولين السياسيين العراقيين وهذا يعتبر من اهم الاسلحة التي بحوزته. من اقرب المقربين من الكاظمي داخل الشريحة السياسية في كوردستان الآن هو برهم صالح رئيس جمهورية العراق، عاش الكاظمي فترة ما بين عامي ٢٠١٠-٢٠١١ في السليمانية، وكان حينها رئيس تحرير مجلة "الاسبوعية" التي كان صاحب امتيازها هو برهم صالح. إنشق برهم صالح عن الاتحاد الوطني الكوردستاني عام ٢٠١٨ وشكل حزبا جديدا، لم يمض عام ورجع الي صفوف الاتحاد وتسلم منصب رئيس جمهورية العراق، لم يكن عودة برهم صالح الي صفوف الاتحاد بالشكل المرجو من انصار الاتحاد وتحديدا من القيادات السابقة، انه حتي الآن يمارس السياسة خارج الاتحاد ويريد جذب الاتحاد نحو مساره، أو نحو مسار بغداد والكاظمي إن صح التعبير. لا يرجح مشاركة برهم صالح في حملة الاتحاد للانتخابات المبكرة، إلا اذا تمكن من ان يضع الاتحاد علي مسار الكاظمي وجمعهم في اطار اتفاق سياسي، او ادخل الاتحاد في اطار الوضع السياسي الجديد بشكل يضمن لنفسه منصب رئيس الجمهورية لدورة اخري، فهل يقبل الكاظمي بهذه الشراكة، ام يريد ان يغرد وسط الناخبين وخارج سرب جميع السياسيين الحاليين في العراق والاقليم. حتي الآن ينظر الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقلق الي الوضع الجديد في العراق ولا يريد ان يشدد الخلاف مع الكاظمي الي حد القطيعة وذلك لعدم معرفة ما يؤول اليه مصير العراق، وهل يعود القيادات الشيعية القديمة الي الساحة، ام الوضع سيسير نحو اتجاه آخر. من الصحافة الي الاستخبارات  مصطفي عبد اللطيف مشتت الغريباوي هو الاسم الكامل لمصطفي الكاظمي، يبلغ من العمر ٥٣ عاما، وُلِدَ في بغداد لكن اصله يرجع لعائلة الغريباوي من قضاء شطرة في محافظة ذيقار.  اكمل دراسة القانون في العراق وغادر العراق عن طريق اقليم كوردستان في منتصف الثمانينات من القرن الماضي كمعارض لنظام البعث. عمل خلال فترة وجوده في الخارج في ايران والسويد وبريطانيا ضد نظام البعث وكتَبَ ضده. وكان كاتب مقالات ومدير قسم العراق في موقع "مونيتور" الامريكي. خلال فترة تواجده في الخارج شغل منصب مدير مؤسسة "ذاكرة العراق"، مؤسسة كانت تجمع وثائق وأدلة نظام البعث وتعمل علي توثيق جرائم البعث، وخلال هذه الفترة اصدر الكاظمي عددا من الكتب، منها : •    مسألة العراق •    انشغالات إسلامية •    علي بن أبي طالب الإمام والإنسان •    المصالحة بين الماضي والمستقبل بعد اسقاط نظام البعث في ٢٠٠٣ عاد الكاظمي الي العراق، لكنه لم ينتمي الي اي حزب سياسي واشترك في تأسيس شبكة الاعلام العراقي، في حزيران ٢٠١٦ حينما كان العراق يخوض حربا شرسة ضد تنظيم "داعش"،عُيِّنَ الكاظمي رئيسا لجهاز الاستخبارات الوطني، وقام بتوسيع علاقاته مع المسؤولين ورؤساء الدول في هذه الفترة. عندما زار حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي الاسبق السعودية في ٢٠١٧، كان قد اصطحب الكاظمي معه، لوحظ حينها كيف تعانق الكاظمي مع محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، وهذا اظهر العلاقات الواسعة والقدرة القوية للكاظمي في مجال التفاوض. الكاظمي بين ايران وامريكا في السابق لم يكن الكاظمي معروفا كفاية لدي الشارع الكوردي، لكن اسمه كان موجودا في الوسط السياسي العراقي، وفي عام ٢٠١٨ تردد اسمه كخليفة لحيدر العبادي، لكن تم معاداته من قبل بعض الاطراف الشيعية وقتئذ، واتهم بأنه "مُوالٍ لأمريكا"، لكن ضعف عادل عبد المهدي جعل الحظ يقف الي جانب الكاظمي اخيرا.  بعد مباشرته في منصب رئيس الوزراء العراقي، قال احد السياسيين المقربين منه لوكالة (فرانس برس) الخبرية : "شخصية الكاظمي لا تعادي اي شخص، له عقلية نشطة وذرائعية ونفعية – براغماتية– وهو علي علاقة بجميع اللاعبين الرئيسيين علي الساحة السياسية في العراق وأمريكا وايران ايضا". زار الكاظمي بعد تسلمه المنصب طهران و واشنطن، واستثني العراق من تلك العقوبات المفروضة علي ايران من قبل امريكا. يتم اتهام الكاظمي من قبل الاطراف الشيعية القريبة من ايران بأن له يد في مقتل قاسم السليماني قائد فيلق القدس للحرس الثوري الايراني وابو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في هجوم امريكي مطلع العام الحالي، وذلك بصفته رئيسا لجهاز الاستخبارات العراقي. عند مباشرته في منصب رئيس الوزراء امتحنه معارضوه بإغتيال احد اصدقائه المقربين الكاتب والباحث (هشام الهاشمي)، يعمل الكاظمي سرا في ملف اغتيال صديقه ولم يعلن حتي الآن اية نتيجة للتحقيقات للرأي العام. ترجمة : ك. ق.  


  تقرير : الحصاد تذهب مبلغ (مليار و١٠٤ مليون) دولار من واردات نفط اقليم كوردستان الي تركيا، من مجموع (٨ مليارات و٤٣٨ مليون) دولار من واردات نفط الاقليم، تتسلم وزارة المالية مبلغ (ملياران و٦٤٧ مليون) دولاراً فقط، ‌أي ان نسبة (٣٠٪) فقط من الواردات النفطية تدخل في الخزينة الحكومية ونسبة (٧٠٪) من الواردات النفطية تذهب لمصاريف وديون الشركات. وفقاً لتحليل (د. عزة صابر) الخبير في المجال المالي، كانت واردات حكومة الاقليم (١٤ مليار) دولار وكانت الواردات تصرف بنسبة (١٠٠٪) وكانت الرواتب تُدْفَع منها من دون استقطاع ولا إدخار، لكن واردات حكومة الاقليم في عام (٢٠١٩) بلغت (١٥) مليار دولار، وصُرِفَتْ منها مبلغ (٥ مليارات) دولار فقط للرواتب والمصروفات وصرفت ما تبقي أي مبلغ (١٠ مليارات) دولار للديون ومصاريف الشركات، علماً بأنة تم صرف رواتب تسعة اشهر فقط في ذلك العام.  وفقاً لتقرير شركة ديلويت لتدقيق استثمار وتصدير وإيراد ومصاريف نفط اقليم كوردستان لعام ٢٠١٩، فقد انتج الاقليم (١٧١ مليون) برميل نفط وقام بتصدير (١٦٠ مليون) برميل، وإستخدم (١١ مليون) برميل للإحتياجات الداخلية، وكان معدل سعر البرميل الواحد (٥٣) دولاراً، وبذلك بلغ مجموع إيراد نفط الاقليم لعام ٢٠١٩ ما قدرة (٨ مليارات و٤٣٨ مليون) دولار. من مجموع ذلك (٨ مليارات و٤٣٨ مليون) دولار لإيراد نفط الاقليم، ذهب مبلغ (٥ مليارات و٧٩١ مليون) دولار لديون ومصاريف الشركات وكان ماتبقي أي مبلغ (ملياران و٦٤٧ مليون) دولار من نصيب خزينة حكومة الاقليم. ذهبت (٦١٠) مليون دولار من الايرادات النفطية لاقليم كوردستان لتسديد ديون شركة النفط الدولية التركية، وذهبت (٤٩٤ مليون) دولار لشركة الطاقة التركية كأجرة انابيب النفط، ما معناة ان (مليار و١٠٤ مليون) ذهبت لتركيا، كما ذهبت (٧٠٠ مليون) دولار لديون الشركات الشارية للنفط، كما تذهب سنوياً (٢٥ مليون) دولار لفوائد ديون الشركات الشارية للنفط، اضافةً الي ان مبلغ (٦٤٤ مليون) دولار تذهب لإيجار انابيب النفط في كوردستان، وأخيراً تذهب مبلغ (ملياران و٥٣٧ مليون) دولار لحقوق الشركات المنتجة للنفط.  الانتاج والتصدير والمصاريف للعملية النفطية لحكومة اقليم كوردستان لعام ٢٠١٩ تدخل في الخزينة الحكومية من واردات نفط الاقليم نسبة (٣٠٪) فقط، بينما تذهب نسبة (٧٠٪) لمصاريف وديون الشركات بشكل تذهب نسبة (١٣٪) لأجرة انابيب النفط بين كوردستان وتركيا، وتذهب ما نسبتة (١٦٪) لديون تركيا والشركات الشارية للنفط، أما ديون الشركات الداخلية (الكهرباء والمصافي) فتبلغ نسبة (٩٪)، كما ان حقوق الشركات المنتجة للنفط تصل نسبتة الي (٣٠٪)، وبهذا تبقي نسبة (٣٢٪) من واردات النفط لرواتب الموظفين ومصاريف حكومة الاقليم وتذهب نسبة (٢٪) من هذة النسبة المتبقية لصالح بنك (RT) في عملية صيرفة واردات النفط من الدولار الي الدينار، وهكذا يتبقي في آخر المطاف نسبة (٣٠٪) من مجموع واردات النفط للرواتب والمصاريف الحكومية. تحليل واردات ومصاريف العملية النفطية مجموع واردات حكومة الاقليم في عام (٢٠١٩) بلغت (١٥) مليار دولار، وكانت الواردات النفطية قد بلغت (ثمان مليارات و٥٠٠ مليون) دولار أي بنسبة (٥٧٪) من مجموع الواردات، والمبلغ الشهري الذي يصل الاقليم من بغداد في ذلك العام كان (٤٥٣ مليار) دينار، ما معناة ان في ذلك العام ارسلت بغداد الي الاقليم مبلغ (اربع مليارات و٥٠٠ مليون) دولار، وكانت الواردات الداخلية (الغير نفطية) في الاقليم في العام نفسة (مليارا) دولار، لكن من مجموع واردات الاقليم في ذلك العام والبالغ (١٥ مليار) دولار تم صرف (خمس مليارات) فقط للمصاريف والرواتب، فيما تم صرف (عشر مليارات) دولار لمصاريف وديون الشركات، والحكومة وَزَعَتْ فقط رواتب (تسعة اشهر) مع الادخار والاستقطاع، في حين كان الاقليم في خضم النمو في عام ٢٠١٣ ولم تتجاوز وارداتها (١٤ مليار) دولار فقط وكانت قد صُرِفَتْ بنسبة (١٠٠٪) ودُفِعَتْ رواتب الاثنا عشر شهرا بالكامل. مجموع واردات حكومة الاقليم لعام ٢٠١٩ مقارنة واردات حكومة الاقليم بين عامي ٢٠١٣ و٢٠١٩    


تقریر : فاضل حمةرفعت – محمد رؤوف في اليوم الذي تقرر فيه اجراء الكورد لإستفتاء الاستقلال، قال البارزاني لممثلي الاطراف السياسية : "إن اجراء الاستفتاء لا يعني تأسيس دولة"، لكن سكرتير الحزب الشيوعي ود. روز نوري شاويس عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني كانا يقولان يجب ان تكون الدولة المُنْتَظَرَة "علمانياً"، وممثل الحركة الاسلامية كان يُطالِب ان تُصْرَفَ عدد من الرواتب للموظفين بشارةً للاستفتاء، وتنبأ مُلّا بختيار عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني في ذلك الحين بهجوم الحشد الشعبي ومحمد الحاج محمود صرح بإنه لا يعتقد ان الشيعة سيهجمون علي الكورد، كما ان سعدي بيره حسم موعد اجراء الاستفتاء، يومٌ لم يستطع احد تأخيره عن موعده حتي وزير الخارجية الامريكي فشل في ذلك، نستعرض في هذا التقرير معلومات جديدة حول مناقشات البارزاني مع الاطراف السياسية الاخري في الايام التي سبقت اجراء الاستفتاء. وضع الكورد في زمن الاستفتاء نيسان عام ٢٠١٧ عندما كانت الحرب ضد "داعش" تقترب من نهايتها، شَكلَ الحزب الديموقراطي الكوردستاني(البارتي) والاتحاد الوطني الكوردستاني(اليكيتي) وفداً مشتركاً و زار الوفد الاطراف الكوردستانية الاخري، وتباحثوا عن رغبتهم في اجراء استفتاء للانفصال عن العراق وتأسيس دولة كوردستان المستقلة. في الوقت الذي اثار فيه البارتي واليكيتي موضوع الاستفتاء، كانت حكومة الاقليم في أزمة مالية خانقة، وكانت لا تستطيع تأمين رواتب الموظفين الشهرية علي الرغم من الادخار الاجباري لنسبة من الرواتب. ومن الناحية السياسية كان الاقليم يمر بأزمات متنوعة، وكانت ابواب البرلمان مؤصدة من قبل البارتي بسبب تمديد مدة رئاسة مسعود مصطفي البارزاني، وكان البارتي قد طرد حركة التغيير من الحكومة، ولا يسمح لـ(يوسف محمد) رئيس البرلمان في دورته الرابعة بالعودة الي أربيل العاصمة لمزاولة مهام عمله.   من كان يقول ماذا؟ في هذه الظروف، اجتمعت الاطراف السياسية في السابع من نيسان عام ٢٠١٧ برئاسة البارزاني مسعود وبغياب حركة التغيير والجماعة الاسلامية، تحدث البارزاني قائلاً : "انني علي علم بوجود مشاكل في كوردستان، ولكن لايمكن ربط الاستفتاء بتلك المشاكل، فالاستفتاء موضوع قومي ولا يرتبط بأي شخصٍ أو أية جهة.. كان من المفروض ان يشارك كل من حركة التغيير والجماعة الاسلامية في هذا الاجتماع لأنه مسألة مصيرية، لكن مع الاسف لم يشاركا فيه". وفقاً لتقصيات (الحصاد) سرد البارزاني لمحة عن وضع الكورد في العراق قائلاً لقد وصلنا لوضعٍ "هدد فيه علي غيدان بإحتلال اربيل، وقال له نوري المالكي لا تستعجل حتي تصلنا طائرات (F16) وحينها نقوم بالهجوم".  في ختام حديثه قال البارزاني لممثلي الاحزاب : "امامنا الآن خياران، إما البقاء كعراقيين، او ان نتخذ قراراً تأريخياً، فليكن حياتنا وموتنا معاً، فالفرص تأتي وتزول". علي الرغم من طلب البارزاني من الاحزاب في الاجتماع تحديد موعد اجراء الاستفتاء، لكن وفقاً لتقصيات (الحصاد) فإن البارزاني ابلغ ممثلي الاحزاب المشاركة في الاجتماع : "ان اجراء الاستفتاء لايعني تأسيس الدولة".  عقب انتهاء حديث البارزاني، كانت مواقف الاطراف السياسية حول الاستفتاء علي هذه الشاكلة: •    كوسرت رسول علي النائب الاول للسكرتير العام لليكيتي في ذلك الوقت وممثله في الاجتماع، وفقاً لتقصيات (الحصاد) فإن كوسرت رسول قال : "اساند اجراء الاستفتاء".  •   مُلّا بختيار العضو العامل للمكتب السياسي لليكيتي تحدث حينها بالقول : "بعد داعش هناك خطر بأن يهجم الحشد الشعبي علي كوردستان، لا تستهينوا بالمشاكل الداخلية، ليس من السهل اجراء الاستفتاء دون معالجة المشاكل وإعادة تفعيل البرلمان، اقترح تشكيل وفد من الاطراف السياسية من دون البارتي واليكيتي لزيارة حركة التغيير والجماعة الاسلامية، وإن إظهار المرونة تجاههما مِنْ قِبَل السيد مسعود البارزاني لَهُوَ شرفٌ كبير".    • وقال روز نوري شاويس عضو المكتب السياسي للبارتي : "في بداية زياراتنا للاحزاب كان مواقفهم ايجابية بخصوص الاستفتاء، ونحن مع تشكيل دولة ديمقراطية علمانية".  •  شارك هادي علي ممثل الاتحاد الاسلامي في الحديث قائلاً : "ان الاتحاد الاسلامي مبدئياً مع اجراء الاستفتاء ويرون إن لم يفرض الكورد امر الواقع بنفسه فلا يقوم احد بفرضه بدلاً منه"، لكن ممثل الاتحاد الاسلامي طالب بتأمين كافة مستلزمات اجراء الاستفتاء، من ضمنها اعادة تفعيل البرلمان قبل كل شيء. •  وتحدث كاوه  محمود سكرتير الحزب الشيوعي بالقول "انهم في الحزب الشيوعي يطالبون تأسيس دولة كوردستان المستقلة، لكن بهوية مدنية وعلمانية وديموقراطية"، علي العكس مما قال البارزاني في الاجتماع بأن "الاستفتاء ليس بمعني تأسيس دولة"، وأوضح سكرتير الحزب الشيوعي في حديثه "ينبغي حسم ما الذي نحن بصدد اجراء الاستفتاء عنه؟ هل الاستفتاء عبارة عن رد فعل تجاه بغداد؟". •  شارك كامل الحاج علي في الاجتماع ممثلاً عن الحركة الاسلامية، وقال "تزامنا مع اجراء الاستفتاء يجب ان يعْطي بشري للناس" وكان يقصد من هذا قيام الحكومة بتوزيع رواتب عدة اشهر للموظفين، وكان الموظفون حينئذ يعانون من مشكلة عدم تسلم الرواتب كما الآن. •   كما قال بةلين عبدالله سكرتير حزب الكادحين : "نحن نساند اجراء الاستفتاء ويجب ان نسارع في اجرائه لأنه أتي متأخراً". •  كانت مني القهوةجي المشاركة  في الاجتماع كممثلة عن حزبها التركماني، مسانِدَةً قوية للأستفتاء لأن بإعتقادها ان اجراء الاستفتاء قد تأخر وأفادت قائلة : "كان ينبغي اجراء الاستفتاء في عام ٢٠٠٣".   • وتحدث محمد الحاج محمود سكرتير الحزب الاشتراكي الديموقراطي الكوردستاني بأنه : "كان علي حركة التغيير والجماعة الاسلامية المشاركة في الاجتماع، وإنني ضد تأخير اجراء الاستفتاء، صحيح هناك أزمة، لكن الاستفتاء اكبر من الأزمات". •  وقال مسرور البارزاني مستشار مجلس أمن اقليم كوردستان وقتئذ ان : "الاستفتاء عـملية قومية ولا يستطيع احد من الوقوف ضده". نقطة الخلاف كان معظم الاطراف المشاركة في الاجتماع قد اجمعوا علي نقطتين، هما : •  ان يشارك جميع الاطراف في تلك العملية حتي حركة التغيير والجماعة الاسلامية ايضاً. • كان الجميع مبدئيا مع اجراء الاستفتاء. • طالب اغلب الاطراف بإعادة تفعيل برلمان كوردستان، حيث طالب أبو كاروان عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي والمشارك في الاجتماع من البارزاني إعادة تفعيل البرلمان والسماح لـ(يوسف محمد) رئيس البرلمان بالعودة الي البرلمان، لكن البارزاني رفض ذلك وقال ان يوسف محمد كان مصدر كافة المشاكل ولايسمحون له بالعودة، واقترح البارزاني ان يتسلم ابو كاروان منصب رئيس البرلمان، لكن ابو كاروان امتنع عن ذلك، لأن سبب طلبه كان لرأب الصدع ومعالجة الخلاف وليس لتولي المنصب، وقبل اجراء الاستفتاء وتحديداً في منتصف شهر ايلول، قام البارزاني وبدعم ومساندة اليكيتي والاطراف المساندة له في المجلس الاعلي للاستفتاء بتفعيل البرلمان من جديد، من دون عودة يوسف محمد ، وصادق البرلمان علي قرار اجراء الاستفتاء.  •  تحدث اغلب الاطراف حول تحسين الوضع المعيشي وتوزيع رواتب للموظفين قبل اجراء الاستفتاء. في الاجتماع عارض طرفان اثنان فقط علي اجراء الاستفتاء :  • آيدن معروف المشارك في اجتماع الاطراف الكوردستانية كممثل عن الجبهة التركمانية، وطالب قيام اقليم كوردستان بالتفاوض مع بغداد، كما طالب ايضاً تحديد دور المكونات في الاستفتاء. •  الآشوريون ايضاً كانوا معارضين علي اجراء الاستفتاء، وكان ممثلهم المدعو (يعقوب) قد قال : "نحن نساند حقوق الكورد، لكن يجب ان يكون هناك اتفاق مع الكلدوآشور، لأنهم مضطهدون في كوردستان". شاركت الجبهة التركمانية والآشوريين في ذلك الاجتماع فقط ولم يشاركوا فيما بعد في اي اجتماع آخر للجنة العليا للاستفتاء. بيره حسم موعد الاستفتاء عندما انهي مسعود البارزاني الذي كان يترأس اجتماع الاطراف السياسية حديثه حول الاستفتاء، إلتفت الي (هندرين محمد) رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في كوردستان وسأله : - كم من الوقت تحتاجون للإستعداد لإجراء الاستفتاء؟ + نحتاج مدة (١٢٠) يوماً من يوم تحديد الميزانية للاستفتاء. - البارزاني بغضب : هذا مضيعة للوقت، الامر لا يحتاج لكل هذه المدة، ان كنتم لا تجرونها فلنعلن ان الاستفتاء لن يجرَ، حتي لو كانت الولايات المتحدة الامريكية معارضة فإنني سأقوم بإجراء هذا الاستفتاء، ان كنتم لا تجرونها سأحدد موعد اجرائها بنفسي. في هذه الآونة تدخل سعدي احمد بيره عضو المكتب السياسي لليكيتي وإقترح اجراء الاستفتاء في يوم ٢٥ من شهر ايلول عام ٢٠١٧، بحسب متابعات (الحصاد) لم يكن اقتراح سعدي بيره مُرْضِياً للبارزاني وكان يرغب بإجراء الاستفتاء في مطلع ايلول، لكنه قَبِلَ بذلك رغماً عنه، كما ان اقتراح سعدي بيره كان لتأخير اجراء الاستفتاء مدة زمنية لتوفير مجال اكبر للتفكير والتقرير. في ذلك الاجتماع ايضاً اتفقت الاطراف علي تشكيل اللجنة العليا للاستفتاء وان يحدد كل طرف ممثله في تلك اللجنة في اليوم التالي. اجتماع لجنة الاستفتاء تم تشكيل اللجنة العليا للاستفتاء في الاجتماع التالي وعقدت اللجنة اجتماعها الاول في ٧ / ٨ / ٢٠١٧ برئاسة مسعود البارزاني، وكان هذا الاجتماع مختلفاً عن اجتماع الاطراف السياسية التي تم فيه تحديد موعد اجراء الاستفتاء، بعد معرفة آراء وتصورات دول العالم، تراجع البارزاني وممثلي الاطراف في اللجنة العليا للاستفتاء بعض الشيء عن قرارهم المتشدد بخصوص إجراء الاستفتاء وعلي العكس من اجتماعهم السابق التي غلب عليها طابع الحس القومي، فقد كانت المباحثات حول اجراء الاستفتاء في هذا الاجتماع يغلب عليها طابع الدقة والحكمة. وبحسب معلومات (الحصاد) فإن البارزاني تحدث في هذا الاجتماع عن انه التقي بممثل الامين العام للأمم المتحدة والسفير الامريكي والاتحاد الاوروبي وقناصل الدول وان جميعهم لا يتفقون مع اجراء الاستفتاء بذريعة ان الوقت غير مناسب لاجرائه. وفقاً لما يقال ان البارزاني قد غَيرَ من رأيه في الاجتماع بعد معرفة رأي الولايات المتحدة الامريكية والامم المتحدة وقناصل الدول وتراجع عن كلامه نوعاً ما وأبلغ ممثلي الاطراف السياسية : "انكم تعلمون انه في اجتماع الاطراف السياسية انتم حددتم موعد الاستفتاء ولست انا"، اي انه القي بالمسؤولية علي عاتق الاطراف السياسية، هذا في الوقت الذي كان البارزاني يصر ويضغط في الاجتماع علي اجراء الاستفتاء في اقرب وقت ممكن قبل ٢٥ ايلول وانه قال حتي لو كانت الولايات المتحدة الامريكية معارضة فإنه سيقوم بإجراء الاستفتاء. نجم الدين كريم محافظ كركوك آنذاك كان من الذين تحدثوا في اول اجتماع للجنة العليا للاستفتاء وقال : "تأييداً لما قاله كاك مسعود، كنت قد اجتمعت مع السفير الامريكي وأخبرني نفس الكلام بأن الوقت غير مناسب، لكنني اخبرته إذا قمنا بتأخير اجراء الاستفتاء لحين موعد انتخابات برلمان العراق في ٢٠١٨، هل تعدوننا بالمساعدة، فلم يرد عَلَيَّ السفير ولم يعدني بشيء، كاك مسعود إنني متفق معك في ان العبادي احسن من المالكي". حول موقف اليكيتي من الاستفتاء، اوضح نجم الدين كرين بأن لا احد في المكتب السياسي والقيادة في اليكيتي ضد  الاستفتاء و ان المجلس المركزي قد صوت لصالح اجراء الاستفتاء. في هذا الاجتماع كان هناك بعض الانتقادات الموجهة للبارتي بأنه يقوم بتخوين الذين يقولون بأنهم لن يشاركوا في الاستفتاء ولا يصوتون له، وقال البارزاني مسعود حول هذا الموضوع : "لست مع التخوين، لكن ما يفعلونه ويقولونه حول الاستفتاء ليس صحيحاً". بعد هذا الاجتماع قام البارزاني بجولة اوروبية حتي يقوم في الاوساط السياسية هناك بالدعاية للاستفتاء وجمع المؤيدين له، لكنه سُئِلَ هناك لماذا قام بغلق ابواب برلمان كوردستان، وهذا ما ازعج البارزاني وانهي جولته بسرعة عائداً الي كوردستان.  اخذ البارزاني ومناصري الاستفتاء الموضوع بجدية، حتي انهم شكلوا لجنة لكتابة دستور دولة كوردستان قبل اجراء الاستفتاء، ولم تكن افق رد فعل العراق ودول المنطقة واضحةً بعد. رسالة تيلرسن بعث ريكس تيلرسن وزير الخارجية الامريكي آنذاك برسالة الي مسعود البارزاني في ٢٣ ايلول اي قبل اجراء الاستفتاء بيومين، وطلب من البارزاني تأخير عملية الاستفتاء وقبول بديل الولايات المتحدة الامريكية والحلفاء.  المقصود بالحلفاء، بريطانيا والمانيا وفرنسا والامم المتحدة كانوا مساندين لما ورد في رسالة تيلرسن للبارزاني. بديل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائه المذكور في الرسالة التي كانت تحتوي علي (٧٠٠) كلمة كان عدم اجراء الاستفتاء من قبل الكورد والدخول في المفاوضات لمدة عام واحد مع بغداد لمعالجة المشاكل مع احتمال تمديد فترة العام الواحد. في رسالته كان قد اوضح ان امريكا مع بريطانيا وفرنسا يحاولون تصديق بديل الاستفتاء الذي هو الحوار مع بغداد لمعالجة المشاكل، في مجلس الامن الدولي، وإن لم تُبْدِ البديل اية نتيجة، حينها هم سيساندون الكورد لاجراء الاستفتاء، وحَذَّرَ في المقابل ان لم يقبل اقليم كوردستان بالبديل وفي حالة اصراره علي اجراء الاستفتاء فإن العواقب ستكون وخيمة. تلك الرسالة اعترفت رسمياً بأن الكورد يظْلَمون تأريخياً منذ عام ١٩٢١، وتحدثت بأن البديل الامريكي هو بمثابة فرصة تأريخية للكورد، و"تستحق ان تُجَرَّبْ". كانت الولايات المتحدة الامريكية قد عرضت في رسالة تيلرسن في مقابل ان يقوم البارزاني بتأخير اجراء الاسفتتاء، انها مستعدة ان تفعل هذه الامور للكورد :   •     الاتفاق التام وذو المعني علي توزيع السلطة والواردات. •     تنفيذ المادة ١٤٠ من الدستور العراقي.     • معالجة المشاكل الاخري حول البيشمركة، الطيران المدني، التمثيل الدبلوماسي... الخ. قام فؤاد حسين الذي كان في منصب رئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان آنذاك بقراءة رسالة تيلرسن وترجمتها الي اللغة الكوردية في ٢٣ ايلول في اجتماع اللجنة العليا للاستفتاء، كان معظم الحضور مع اجراء الاستفتاء وبعد ذلك البدء بالمفاوضات مع بغداد. في الوقت الذي بعثت الولايات المتحدة برسالتها الي البارزاني، قامت الجمهورية الاسلامية الايرانية بتشديد ضغوطها علي اليكيتي، وتم دعوة وفد من اليكيتي الي طهران، وهناك تلقوا بلاغاً شديداً حول ما إذا قاموا بإجراء الاستفتاء فإنهم سيخسرون المناطق التي تقع تحت سلطتهم.  كشف مُلّا بختيار التهديدات الايرانية لليكيتي في اجتماع اللجنة العليا للاستفتاء، وكان محمد الحاج محمود من الذين توقعوا انه علي الرغم من التهديدات فإن الشيعة او "الحشد الشعبي" تحديداً لا يقاتلون الكورد. طالب مُلّا بختيار بتأخير القرار النهائي بخصوص اجراء او عدم اجراء الاستفتاء الي اللحظات الاخيرة وذلك لكي يتوضح مواقف دول المنطقة كلياً، وجاء هذا الكلام لمُلّا بختيار بعد زيارة وفد اليكيتي لطهران. في اليوم نفسه قام بافل الطالباني الإبن البِكر لجلال الطالباني بزيارة مسعود البارزاني وبعد عودته اعلن لوسائل اعلام اليكيتي بأن الاستفتاء لن يجْرَ وأن الكورد قد قبلوا بمقترحات امريكا وحلفائه، وفقاً لمعلومات (الحصاد)، ان بافل الطالباني في زيارته صافح البارزاني بشدة وطلب منه عدم اجراء الاستفتاء، و وعده البارزاني بذلك، وهذا كان سبب اعلان بافل الطالباني بأن الاستفتاء لن يجْرَ.  في يوم ٢٥ ايلول ٢٠١٧ وفي ظروف اقتصادية وسياسية داخلية سيئة لاقليم كوردستان وتحت ضغوط وتهديدات دول المنطقة (ايران، تركيا) ومعارضة امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا والاتحاد الاوروبي، قام البارزاني مسعود ومسانديه بإجراء الاستفتاء، وأُجْرِيَ الاستفتاء ايضاً في عدد من المناطق المتنازعة عليها. وفقا لتصريحات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في الاقليم ان نسبة ٧٢٪ مِمَّن يحق لهم التصويت شاركوا في الاستفتاء، محافظة دهوك سجلت اعلي نسبة للمشاركة بينما كانت ادني نسبة للمشاركة في محافظتي السليمانية وحلبجة، وفقاً لتصريحات المفوضية ان المشاركين في الاستفتاء قد صوتوا بنعم لاستقلال كوردستان بنسبة فاقت ٩٢٪، وقالت  حركة "كلا في هذا الحين" برئاسة شاسوار عبدالواحد انه اجريت تزويرات في عملية الاستفتاء. حركة التغيير والجماعة الاسلامية الغير مشاركان في المجلس الاعلي للاستفتاء، في يوم الاستفتاء انضما الي صفه وصوت كل من عمر سيد علي المنسق العام لحركة التغيير وعلي بابير امير الجماعة الاسلامية بـ"نعم" للانفصال عن العراق. اجتمع المجلس الاعلي للاستفتاء في اول يوم من شهر اوكتوبر(تشرين الاول) في اربيل برئاسة مسعود البارزاني وتقرر في الاجتماع تغيير اسم المجلس الي "مجلس القيادة السياسية لكوردستان"، وقرر المجلس تحت مسماه الجديد ان يباشَرَ بالبدء بالمفاوضات من دون الغاء نتيجة الاستفتاء، لكن بغداد اعلنت انها غير مستعدة للتفاوض قبل الغاء نتيجة الاستفتاء، مع هذا اغلقت كل من ايران وتركيا كافة منافذهما الحدودية مع الاقليم، واشتركا مع القوات العراقية في مناورات عسكرية علي حدود اقليم كوردستان. في صبيحة يوم ٢٥ نوفمبر(تشرين الثاني)، وبعد احداث ١٦ اوكتوبر(تشرين الاول) وخسارة نسبة ٥١٪ من اراضي المناطق المتنازعة عليها، اصدرت المحكمة الاتحادية العراقية قراراً بتجميد العمل بنتيجة استفتاء اقليم كوردستان، وكان الاقليم قد وافق قبل ذلك علي دعوة المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني للبدء بالتفاوض مع بغداد، وبهذا قَبِلَ الاقليم قرار المحكمة الاتحادية العراقية بإلغاء نتيجة الاستفتاء من اجل بدء التفاوض مع العراق ورفع الحصار عن المنافذ الحدودية والمطارات في الاقليم. ترجمة : ك. ق.  


حقوق النشر محفوظة للموقع (DRAWMEDIA)
Developed by Smarthand