من المسؤول عما یحدث في كُردستان.؟
2022-03-29 14:12:21
د. محمد نجم الطالباني
لو تمعنا النظر بجدية الى حالة حكومة إقليم كوردستان ومعاناة الشعب الكوردي في كوردستاننا العزيزة لأتضح جليا بأن هناك حالة مؤلمة ومخيبة لآمال الكثيرين من أبناء الشعب الكوردي اللذين يعانون من الفقر والقلق وعدم صرف مستحقاتهم من الرواتب وعدم الأستقرار والمخاوف من نشوب حرب أهلية أخرى تكون أقذر من سابقتها .
هذا الشعب الكوردي الذي عانى الأمرين منذ قدم التاريخ على أيدي الحكام الشوفينيين ( التورك والفرس والعرب )في جميع أجزاء كوردستان ، واللذين حاولوا قدر المستطاع إذلال الكورد ونهب ثرواته وخيراته ، بل وهدم حضارته وصهر شخصيته القومية في بودقة قومياتهم ,
حيث كانت تلك السياسة الشوفينية تتفق مع سياسة ومصالح الدول الأستعمارية لما في كوردستان من ثروات طبيعية من (نفط وغاز وموارد غنية أخرى .....الخ ) .
لم يكتف الحكام الشوفينيون العرب و التورك والفورس بكل هذه الأساليب النكراء ، بل التجأوا الى سياسة التهجير القسرى الى خارج كوردستان .
لذلك لم يكن غريبا للدارسين ما حدث في تركيا على يد السلطان عبد الحميد والفرسان الحميدية وأفتعاله لمذبحة الأرمن . علما بأن هذه السياسة الشوفينية مستمرة الى يومنا هذا على أيدي (أردوغان الدكتاتور ) بقيامه بقصف القرى الكوردية ، وزجه المنادين بالحرية والمطالبين للحقوق القومية الكوردية المشروعة في سجون رهيبة دون أعتبار للقوانين الدولية ومبادىء حقوق الإنسان .
وقد تكررت تلك المذابح في إيران في حكم الشاه أسماعيل الصفوي وكانت جريمة نكراء ما حدثت في قلعة دمدم وكيف غدر ممثلو الشاه أسماعيل الصفوي بأمير خان برادوست وذبحوا الرجال والنساء وحتى الأطفال لم ينجوا من الفتك بهم ,,,الخ .
ولا يزال تلك السياسة الشوفينية مستمرة بحق الشعب الكوردي في إيران على أيدي خامنئي وأتباعه ، حيث لاتمر أسبوع وحبل المشانق في أعناق الشباب الكورد
في ساحات طهران . دون أعتبار لمبادىء حقوق الإنسان . هذا إضافة الى قيام إيران بقصف القرى الكوردية ، وزج الوطنيين الكورد في زنزانات رهيبة .
لم تكن حال الشعب الكوردي في العراق أحسن من توركيا وإيران حيث تسلم صدام حسين الدكتاتور منهم الراية الملطخة بالدم وفتك بالشعب الكوردي فتكا ذريعا وكانت عمليات الأنفال السيئة الصيت وضرب مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي وصمة عار في جبين هذا النظام الأسود .
ولا يزال هذه السياسة الشوفينية مستمرة بحق الشعب الكوردي رغم سقوط الطاغية صدام وفي عهد العراق الجديد حيث سياسة الغدر والقتل وهتك أعراض الكورد في مدن طوزخورماتو وداقوق وكركوك خير شاهد على ذلك على أيدي ما يسمى بالحشد اللاشعبي وبدعم دبابات أمريكية ومشاركة اطلاعات إيرانية .
إننا حين نتصفح التاريخ ونتطلع على تلك الأحداث لا تأخذنا الدهشة والعجب . لأن تلك الجرائم أرتكبها أعداء الشعب الكوردي من الشوفينيين ( العرب والفرس والترك ) بصرف النظر عن الزمان والمكان .
أما الذي نستغرب منه ويبعث القلق والهلع وينبيء بعدم الأستقرار مانراه من تباعد بين الأحزاب الكوردستانية والأطراف الوطنية من تناحر بين أولئك الذين جمعتهم معا خنادق الشرف والنضال سنين عديدة ......الخ .
فنحن اليوم نعيش في وضع خطير جدا لآن حكومة أقليم كوردستان مهدد من جميع الجهات ، حتى الدول الكبرى اللذين كانوا يؤمنون حمايتنا من النظام الفاشي ، يقومون اليوم بمساعدة أعدائنا للفتك بشعبنا المظلوم
ويذكروننا بالأمس التي كانت وراء أقتسامنا .
لذا فإن ما زالت القضية الكوردية مبعث المخاوف للدول الأقليمية ....الخ .
ومع كل المخاطر المحدقة بنا ، فنحن اليوم لا نشعر بالأطمئنان ،لأن الجرائم استفحل أمرها ونهب أموال الكورد والأغتيالات وهتك الأعراض في داخل المدن الكوردية حوادث مؤلمة ورهيبة تشقعر لها الأبدان.
بالأضافة الى أولئك الذين يحاولون الصيد في الماء العكر ويحلمون بخلق الفتن والقلاقل ودق الأسفين بين الأحزاب الكوردستانية.
أرى من واجبي كفرد من البیشمرگە القدامی وکمواطن أشعر بالمسؤولية أن أتساءل ( من هو المسؤول ) عما يجري في كوردستان ؟ أهي حكومة الأقليم أم الحزبان الحاكمان؟ أم الأحزاب الكوردستانية كلها ؟؟ أم ماذا؟
الى متى الخوف والهلع يبقيان مخيمين على الناس الذين تراودهم فكرة الهجرة الجماعية ؟
الى متى نبقى وأيدينا على قلوبنا خوفا من أن يشعل أحد اللامسؤولين حرب جديدة ؟
الى متى تبقى المحسوبية والمنسوبية هي الطاغية ويبقى الكفؤون المقتدرون في الهامش؟ الى متى نظل نبحث عن وظيفة مرموقة نستحدثها بمواصفات معينة لرجل معين بدلا من البحث عن إيجاد الرجل المناسب للمكان المناسب؟
كل هذه الأسئلة وغيرها موجهة لقادة الأحزاب الكوردستانية كي يعرفوا بأننا جميعا في سفينة واحدة لو تسرب اليها الماء وغرقت سوف نغرق جميعا.
أرجو مخلصا أن يعمل المسؤولون القياديون مخلصين لإزالة كل توتر يحدث، ويحاسبوا كل الفاسدين والمقصرين والمسيئين، ويعملوا بجدية أكثر لأجل تثبيت دعائم القانون وتقوية الحكم وإيجاد السبيل التي تؤدي الى حياة حرة كريمة لأبناء شعب كوردستان.
وأن يهنأ الجميع سواسية بما لدينا من موارد ( قل أعملوا فسيرى الله عملكم )..