ليلة سعيدة للجميع
2021-01-06 21:50:20
ستران عبدالله
فوت بيها وعلزلم خليها
هذه كانت عنوانا لانشودة بعثية رددها مطرب بعثي قبل سقوط الدكتاتور صدام حسين في حرب العام ٢٠٠٣
ولان المطرب لم يكن جديا في دعوته لام المعارك الاخير لسيده ومولاه صدام فقط امكن تأهيله من جديد بعد الانفتاح العراقي فعاد الى موقعه في الفن المبتذل ليغني وصلة ( قلبي) مساهما في تدمير ماتبقى من الذوق الغنائي العراقي الذي كان يشهد له القاصي والداني قبل سطوة البعث على العراق فنا ونفطا وسياسة.
وترك المطرب المنكوب السياسة ونزالاتها للعراقيين الجدد على غرار المحافظين الجدد في الزمن الامريكي بتوقيت جورج بوش الاكثر اعتدالا قياسا بالزمن الامريكي الجديد بحسب الساعة الترامبية.
ولان الديمقراطية العراقية كانت (هدية الاجنبي) بوصف الدكتور فؤاد عجمي فأن العراقيين لم يقدروا الهدية التي وهبت لهم ففعلو بها ماقاله الشاعر الفيلسوف بيرميرد في نقده اللاذع عن ضياع خاتم سليمان على يد العابثين المحليين زمن مملكة الشيخ محمود الحفيد .
وكرر الفضاء السياسي العراقي في عهد العراقيين الجدد بداية القرن الجديد ما دأب عليه كرد بداية القرن العشرين حيث خسروا التجربة وخسروا الخاتم الذهبي. وظهر بعد سقوط الصنم سياسيين من صنف من قال (ماننطيها) بالرغم الدستور والديمقراطية والبرلمان، واخرون دخولها امنيين مع بعض بهارات الشعبوية في تظاهرات المنطقة الخضراء حيث حطموا كراسي مجلس النواب بذريعة فسادها وعدم فاعلية الديمقراطية الافرنجية وهم لهم حجتهم على كل حال لايصل الى حد التمادي في الشلع والقلع.
وفي الوقت الذي كان فيه العالم يأمل ان تكون التجربة والخطأ ديدن العراقيين كما ديدن التجارب العالم الثالثية التي مازالت تحبو لكي تستقر على حال افضل و اكثر جدوى للخصوصية الوطنية ،جاء رجل من اقصى البحار وليس من اقصى المدينة ليقول كما قيل في العراق (ماننطيها) وليدعو انصاره الى فعل كل عمل شنيع كما دعى احدهم يوما ما انصاره في كردستان الى فعل كل مايستطيعون فعله دون وازع من خيار ديمقراطي او حلول سلمية للتجربة الهشة اساسا.
يقول انصار ترامب (ماننطيها) ويدعو هو جلاوزته الى خيار (فوت بيها وعلى الزلم خليها)
دون الالتفات الى كون امريكا اصبحت على كبرها انموذجا للسياسة والحنكة الديمقراطية وهي مسئولة عن الالهام السياسي اكثر من مسئوليتها تجاه امريكا نفسها.
وفي كل الاحوال فيبدو ان الديمقراطية الغربية في اعلى مراحلها الامريكية اصبحت منهكة كتجربة قبل ان نسارع الى تسميتها بالمنتهكة انعكاسا لما جرى في هذه الليلة .
ويبقى سوأل برسم الغد و برسم العقد الثالث من هذا القرن: هل ان القرن الجديد كما القرون كلها لها استحقاقاتها المستجدة وان هذا القرن سيكون له خطابه وتجربته و كلامه المختلف ايضا؟
على كل حال ليلة سعيدة للجميع