دروس بهاءالدين نوري الثمينة
2020-12-01 21:49:52
كرس المناضل بهاءالدين نوري كل حياته من اجل الحرية والعدالة والوطن والكادحين. ناضل مخلصا وفيا مقداما وقياديا في صفوف الحزب الشيوعي العراقي لعقود طويلة. يقينا يتكلل سجل مسيرته الطويلة في الحزب بالتضحيات والمواقف والانجازات المعروفة والكثيرة، وفي نفس الوقت يتحمل كقيادي في مراحل نضالية مختلفة مسؤولية الاخطاء والاخفاقات.
بتقديري ان المرحلة الاكثر أهمية في حياة هذا الرجل العنيد الوفي والملتزم بقضيته حتى وهو خارج الحزب، هي مرحلة حياته الاخيرة، مرحلة مساهماته المتواصلة وطروحاته ومواقفه ومواجهاته الفكرية والسياسية وانتقاداته الواضحة والموضوعية للسلطات والاحزاب المتنفذة في اقليم كردستان
وفي العراق.
بهاء الدين نوري رفض العزلة والركون الى الهدوء ومراقبة اوضاع الوطن والناس من بعيد. على عكس أقرانه ورفاق دربه وقادة الحزب الآخرين من جيله، سجل بأستمرار حضورا مثيرا ومتميزا وكان صوتا عاليا مسموعا، دائم المواجهة في فضح السلطات والفساد والمزايدات القومية ومدافعا عن مصالح الجماهير وقضية الشعب الكوردي الوطنية والديمقراطية، وبذلك قدم للأجيال القادمة دروسا ثمينة، واكتسب المزيد من التقدير والاحترام والتأثير على الرأي العام وعلى مواقف وتفكير الشباب.
التقيت الرفيق بهاء الدين نوري قبل حركة الانصار في اكثر من مناسبة، في الانصار عملت معه في قاطع السليمانية ولفترة قصيرة في الاذاعة في جبل نۆڕێ. كانت لنا بحكم حيويته المعهودة حواراتنا ومناقشاتنا ومعايشاتنا عن قرب، عرفتني عليه بشكل افضل وأغنت تجربتي الحياتية ومدتني بالخبرة النضالية.
لروح المناضل المخضرم بهاء الدين نوري الف سلام وسكينة ولأهله ومحبيه ورفاقه التعازي والمواساة.