ميراث قادر الحاج علي
2020-11-13 18:56:28
رێبوار کریم ولي
اذا كان ميراث المرحوم نوشيروان مصطفى ( المنسق السابق لحركة التغيير) وبقية قيادات التلة ( حيث المقر الرئيس للحركة ) كان عبارة عن التوريث السياسي ، فإن المسألة لاتباع المرحوم قادر الحاج علي ( قيادي سابق في التغيير) عكس ذلك تماما .
*
الخلاف الاساسي بين قادر الحاج علي مع المنسق السابق للحركة تمحور وبدأ حول انتهاجه لسبيل اسلافه ؛ فقال لي بشكل صريح ومباشر " لاينبغي تسجيل ممتلكات واموال حركة التغيير باسم مؤسسها بل تحويلها الى ملكية الحركة نفسها ، وفي ايامه الاخيرة طلب نوشيروان مصطفى منه قيادة الحركة كوريث سياسي له ..لكنه لم يقبل بذلك ! كاك قادر لماذا رفضت طلبه ؟ ... ." أخي العزيز الامر كان قد فات اوانه "
*
المرحوم قادر الحاج علي كان على يقين انه ما كان ليصبح المنسق الحقيقي للحركة ، وفي الافضل الاحوال كان سيمسي العم الكبير ( الوجيه او الواجهة ) و مجرد حارس على الميراث الذي تم تقسيمه مسبقا !
*
وكنت قد كتبت قبل سنتين في مقالة لي " انزلوا من التلة ، مادمتم مستأجرين انزلوا الى اسفلها واستأجروا لكم غرفتين " ، فاتصل بي هاتفيا وقال لي ضاحكا " بعضهم يرغبون البقاء مستأجرين في الاعالي ".
*
كان المرحوم دوما يؤكد هو وصديق عمره عثمان محمود ان ممارسة العمل السياسي ( العمل الحزبي ) أمسى مستهجنا ، في حين كان باستطاعتهما الانشقاق وتقسيم حركة التغيير بل واستمالة القسم الاكبر من اعضاء و مؤيدي الحركة الى جانبهما ، ولكن ماكان يهمه هو ماهية العمل فقط .
" الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني ، سائران على نهجهما كما هو ديدنهما ولا ينكران ذلك .. فلا غرابة ، لكن حركة التغيير هي التي خيبت امال الناس "
*
مسؤولو التلة ( التغيير ) بعد ان ادركوا هذه الحقيقة ، لم يألوا جهدا في تأليب مسؤولي الديمقراطي والاتحاد الوطني على قادر الحاج علي وصديقه عثمان الحاج محمود .فلم يبق شيئا سيئا او موبقة الا حاولوا الصاقها بهما بل ربما حتى القاء باللائمة عليهما في احداث التقاتل الداخلي ( احداث قرناقة وبشت آشان و 23 حزيران ...الخ )!
*
كان المرحوم قادر الحاج علي ، مؤسس ومسؤول جهاز- مكتب المعلومات ( زانياري ) المخابراتي التابع للاتحاد الوطني الكوردستاني . لكنه لم يستغل معلوماته التي حصل عليها بحكم موقعه السابق في ذلك الجهاز اثناء الحرب الاعلامية التي استهدفت حركته ( بالرغم من ضغوطات منسق الحركة نوشيروان مصطفى ) ، ولم تخرج مجرد صفحة من الصندوق الاسود ." ان ذلك لا ينسجم و اخلاقي المهنية ، الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني لديهما من الموبقات والمآخذ الآنية لا حاجة معها للرجوع الى ماضيهما "
*
لم يهدف المرحوم قادر الحاج علي وصديقه عثمان محمود الى الانقلاب السياسي او إحداث الانشقاق في الحركة ، على عكس من ذلك حتى تخليهما عن الحركة جرى بهدوء تام ، رغم اتصال الكثير من اعضاء و مؤيدي التغيير بهما آملين تأسيس حزب جديد ، لكنهما ضلا مُصِرًين على التحلي بالصبر في التعامل مع الاوضاع . مؤكدَين ان اي محاولة بدون التمكن من مفاتيح التغيير الحقيقي المسنودة بالمعارضة الجماهيرية الاصيلة ستكون مصيرها الافلا س ( السياسي) والتشويش على الجماهير *
لقد المرحوم قادر الحاج علي رجلا مفعما بالاخلاق والمعرفة ، وسياسيا محنكا وصديقا وفيا .
كان نقيا وطاهرا كالغيوم ، ولكن بطعم المطر ...
ترجمة : عباس المندلاوي