الجدوي الاقتصادية لإحياو مفاعل تموز
2020-10-17 07:42:44
محمد توفيق علاوي
طرح رئيس الوزراو العراقي مصطفي الكاظمي فكرة احياو مفاعل تموز النووي مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وتغيير اسمه الي مفاعل السلام، والحقيقة فقد كان هذا الطرح غريباً لَانه لا يمكن اعادة بناو مفاعل تموز الذي تحول الي بيئة موبووة نحاول ان نتخلص منها ومما تنفث من السموم النووية والتي استطعنا في نهاية المطاف وبقدرات عراقية من تفكيكها وطمرها وإزالة خطرها.
اما بناو مفاعلات جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية لا علاقة لها بمفاعل تموز فهو امر يفتقد للجدوي الاقتصادية حيث كلفة بناو مفاعل نووي واحد ينتج 1000 ميغاوات يكلف بين ثلاث الي خمسة مليار دولار في حين إن بناو محطات الطاقة الكهربائية التي تعمل علي الغاز وبنفس الطاقة الانتاجية ل 1000 ميغاوات تبلغ بين 700 مليون دولار الي مليار دولار.
أي أن الكلفة الاولية لمحطات الطاقة النووية تبلغ بين ثلاث الي خمسة اضعاف محطات الطاقة الكهربائية التي تعمل علي الغاز، كما ان انتاج الطاقة والوقود النووي والتخلص من النفايات النووية تجعل انتاج الكهرباو من الطاقة النووية اعلي كلفة من كافة البدائل وبالذات انتاج الكهرباو علي الطاقة الشمسية التي هي البديل الامثل لإنتاج الكهرباو في العراق التي اصبحت كلفتها اليوم حوالي خمس (1/5) كلفة انتاج الكهرباو من الطاقة النووية.
اما اكبر مشكلة يمكن ان نواجهها في انشاو محطات الطاقة النووية فهي الفترة الزمنية التي تتراوح بين خمس إلي عشر سنوات لإنشاو محطة كهربائية تعمل علي الطاقة النووية، اما بناو محطات من مصادر اخري للطاقة فتستغرق بين سنة إلي ثلاث سنوات، فضلاً عن المخاطر البيئية واستخدام كميات كبيرة من المياه للتبريد بما يؤثر سلباً علي البيئة، واكبر خطر يمكن مواجهته هو حدوث مخاطر غير متوقعة قد تؤدي الي حوادث بيئية ضخمة كما حدث في روسيا واليابان.
لقد بدأت دول بايقاف جميع محطاتها النووية كالمانيا، اما فرنسا وسويسرا وبلجيكا فقرروا تخفيض الاعتماد علي الكهرباو من الطاقة النووية وعدم تجديد اي مفاعل نووي عندما ينتهي عمره الافتراضي بحدود الستين سنة، اما دول مثل النمسا وايطاليا واستراليا فقرروا عدم بناو اي محطة نووية لانتاج الكهرباو في دولهم، وفي عام 2017 أعلنت شركة (Westinghouse) أكبر شركة بناو للطاقة النووية في العالم إفلاسها، وسجلت شركة (Areva) التي تملكها الحكومة الفرنسية خسائر بقيمة 12.3 مليار دولار أمريكي، وفقدت شركات الطاقة النووية في كلٍّ من ألمانيا وإنجلترا وفرنسا وكوريا ما يتراوح بين 75- 89 % من قيمة أسهمها، كما سجلت نصف المحطات النووية في الولايات المتحدة خسائر بلغت قيمتها 2.9 مليار دولار وفقًا لتحليل (Bloomberg).