حول اتفاقية شنكال
2020-10-15 08:08:56
شيروان الشميراني
اتفاقية الادارة في شنكال بعد اندحار داعش منذ حوالي ثلاث سنوات، صورة جيدة للغاية لاعادة الدولة والسلطة الي البلدة، لها الكثير من التاثير علي طبيعة سير الامور في كل العراق و ليس محافظة نينوي فقط، ممكن اختصار تأثيراتها ويَثارها في نقاط قليلة وبشكل مختصر كالتالي:
1- انهاو حالة الفوضي واللادولة التي تعيشها البلدة نتيجة الاحداث التي تلت القضاو علي داعش، حيث مع وجود قائممقام او قوات عراقية الا ان الوضع في المدينة كانت شبه مستقلة وتدار عبر القوة من خلال ما يسمي بإدارة شنكال الذاتية الحرة في حين ان العراق كل العراق يدار عبر القائمقامية والمجلس المحلي المنتخب، ولا وجود في اي مكان في العراق لشيو بعنوان الادارة الذاتية التي تستقل بالادارة في اي قضاو او ناحية، ان الادارة المشكلة الحاكمة في البلدة هي استنساخ لما هو موجود في كوردستان سوريا، من ادارات ذاتية مستقلة لكل المنطقة ونزولا الي البلدات الصغيرة ومن بناة افكار حزب الاتحاد الديمقراطي او حزب العمال الكوردستاني، وهي تشكيل هيكل اداري من جميع المكونات علي ان تبقي هو المسيطر والاخرون لا يتعدي حضورهم الدوران في الفلك المرسوم.
2- انهاو حالة فوضي السلاح والادارة الامنية وانهاو المجموعات المكونة أثناو حرب داعش واستمرت وتوسعت بعدها، وبما ان البلدة تابعة لإدارة محافظة نينوي، فان القوات العراقية التابعة للحكومة الاتحادية هي التي تتولي السيطرة الامنية، وهي خروج من الخلاف من جانب يَخر حول قبول او عدم قبول حضور قوات البيشمركة، وهي التي تحاول الادارة الذاتية القريبة من حزب العمال اثارته عبر بيانات اعتراض ومحاولات المسيرات المحتجة، وكذلك ما يتعلق بوجود الحشد الشعبي في تلك المناطق وسهل نينوي، كما انه يشدد قبضة اليد الامنية المركزية النظامية علي التراب الوطني.
3- انها ازالة للحجة التركية بسيطرة حزب العمال علي المدينة، حيث في السنوات الماضية هددت انقرة بالهجوم علي جبل سنجار، بذريعة ان قوات الحزب المعارض لتركيا هي التي تتحكم، ومن هنا يأخذ هذا الاتفاق بعدا دوليا وجعل من الدول في مقدمتهم تركيا عبر سفيرها في بغداد ارسال التهنئة للطرفين.
4- ان حضور ممثلة الامم المتحدة في الجلسة التي انتجت الاتفاق، يعني ان المسألة تحتل اهمية لدي المنظمة الدولية، وتحتل عودة النازحين الي سكناهم مرتبة اولوية، ان سيطرة قوات امنية غير نظامية وكذلك ادارة مدنية شبه عسكرية وشبه مستقلة عن الدولة العراقية مع تبعية البلدة الي محافظة نينوي ادت الي تشكل الادارة الحاكمة غير المماثلة الي القائممقامية، ان تنظيف شنكال من السلاح غير النظامي التابع لوزارتي الداخلية والدفاع سيعبد الطريق امام النازحين او المهجرين قسريا لرحلة العودة الي منازلهم.
ان شنكال عانت اكثر من اي بلدة عراقية من تداعيات الحرب مع داعش، فقد جمعت كل اسس المعاناة من طائفية دينية، ومن نزاع عسكري بين المكونات وسيطرة قوات غير حكومية التي منعت الاهالي من العودة، ومن نزاع سياسي وهيمنة بين الحزبين الديمقراطي الكوردستاني والعمال الكوردستاني التركي، وكذلك بين مجموعات من الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكوردية، واكثر مدينة ذاقت ويلات التنظيم المتطرف من جميع النواحي المادية المعيشية والعمرانية والبشرية، تجلت كل ذلك في الهدم والتدمير للبني التحتية ومن قتل وذبح واختطاف للَاسر الشنكالية.
هذه الاتفاقية تخفف من سياسات تركيا ومن سيطرة حزب العمال ومن قبضة الميليشيات، وتسحب البساط من تركيا، وتعيد الهيمنة والنفوذ الي السلطة الاتحادية في بغداد والادارة في الاقليم، وتزيل عقبة امام او في طريق الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بسط السيطرة والتخطيط للانتخابات المقبلة.
كما ان مهاتفة السيد مسعود البارزاني لرئيس الوزراو العراقي تحمل العديد من الدلالات حول الاتفاقية وكذلك اهتمام دول الجوار، ويبقي التحدي الحقيقي المتمثل في تنفيذها.