تقرير:عربية Draw
قسمت حكومة إقليم كوردستان مفاوضاتها مع الحكومة الاتحادية العراقية إلى ثلاثة محاور، تريد اربيل فصل قضية رواتب الموظفين عن القطاع النفطي، يجتمع مجلس وزراء الحكومة العراقية الثلاثاء المقبل ومن المتوقع أن يتخذ قرار بشأن تقديم سلفة أو قرض أخرلحكومة الإقليم لصرف الرواتب الشهرية لمتقاضي الرواتب في إقليم كوردستان، كما تجري شركة سومو وشركات النفط الأجنبية العاملة في إقليم كوردستان مناقشات لحل الخلافات حول تكلفة إنتاج ونقل نفط الإقليم، مزيد من التفاصيل في سياق التقرير التالي:
عاد وفد حكومة إقليم كوردستان إلى اربيل،وبحسب متابعات Drawمن المقرر أن يعود الوفد إلى بغداد مرة أخرى الأسبوع المقبل.الوفد عاد إلى أربيل بعد اجتماعات مكثفة عقدها مع المسؤولين في الحكومة الاتحادية على مدى 3 أيام.
وقال مصدر مطلع في البرلمان العراقي لـ Drawإن وفد حكومة إقليم كوردستان وافق على إبقاء النفقات الأستثمارية للإقليم في الموازنة العامة العراقية وضمن الإنفاق الفعلي، لكنه يسعى إلى نقل (رواتب الموظفين - المتقاعدين – البيشمركة) التي تقدر في الموازنة بنحو ( 10 تريليونات و867 مليار) دينار خلال العام الواحد، ومن المقررإدراج مبلغ (906 مليار) دينار شهريا ضمن النفقات الحاكمة.
وتقول المصادر المطلعة أن الوفد طلب من الحكومة الاتحادية صرف قرض شهري قدره (750 مليار) دينار لدفع رواتب الموظفين في إقليم كوردستان لحين تعديل قانون الموازنة العامة.
إضافة إلى ذلك حمل الوفد إلى بغداد مطلبين رئيسين، الاستمرار في اقراض حكومة إقليم كوردستان لدفع الرواتب، وتخصيص مبلغ( 913 مليار) دينار شهرياً في تعديل قانون الموازنة العامة لرواتب متقاضي الرواتب في إقليم كوردستان.
وفق المعلومات قدم وفد حكومة إقليم كوردستان تقريرا إلى مسؤولي الحكومة الاتحادية، وقسم في هذا التقرير مفاوضاته مع بغداد بشأن تعديلات قانون الموازنة إلى ثلاثة محاور، على النحو التالي:
رواتب موظفي اقليم كوردستان
ملف النفط
ملف الإيرادات الداخلية غير النفطية لإقليم كوردستان
وطالب الوفد المفاوض لإقليم كوردستان التعامل مع هذه الملفات الثلاث بشكل منفصل وخاصة موضوع رواتب موظفي الإقليم وعدم إخضاعها للملف النفطي وإدراجها ضمن إطار النفقات الحاكمة وإبعادها عن الخلافات السياسية
رئيس اللجنة المالية النيابية عطوان العطواني ينظم الاتفاق
وسلم رئيس وزراء العراق، محمد شياع السوداني، ملف الاتفاق بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية حول قانون الموازنة، لرئيس اللجنة المالية في البرلمان العراقي، عطوان العطواني،وينتمي الاخير إلى كتلة دولة القانون التي يرأسها نوري المالكي، السوداني يريد ان تكون اللجنة المالية في البرلمان العراقي مطلعة على تفاصيل الاتفاق والهدف من ذلك هو تمرير الاتفاق في البرلمان دون عراقيل ومشاكل
وبحسب المعلومات التي حصل عليها Draw، فإن مسؤولي الحكومة الاتحادية ورئيس اللجنة المالية في البرلمان متفقون إلى حد ما على فصل مسألة الرواتب عن ملف النفط وحتى عائدات الإقليم الداخلية.
وتشير المعلومات أن رئيس وزراء العراق، محمد شياع السوداني، لديه فكرة مشابهة لنفقات رواتب اقليم كوردستان، ويريد نقل الرواتب موظفي الحكومة الاتحادية وإدراجها في النفقات الحاكمة أيضا (نفقات رواتب الحكومة الاتحادية في قانون الموازنة تقدر بنحو(76 تريليون دينار).
يذكرأن الموازنة الثلاثية للحكومة الاتحادية دخلت حيز التنفيذ نهاية حزيران من العام الحالي، ولم توافق حكومة الإقليم على حصتها من الموازنة، ولهذا السبب لم يتم تنفيذ المواد المتعلقة بإقليم كوردستان حتى الآن.
جوهرالمشكلة بين الحكومتين مرتبط بتحديد حصة الإقليم في الموازنة وكيفية صرفها، حيث تطالب حكومة إقليم كوردستان، أخراج حصتها من (الإنفاق الفعلي للعراق)، وإحتسابها من مجمل الانفاق الكلي للحكومة الاتحادية. هذا بالإضافة إلى مخاوف أخرى بشأن قانون الموازنة،بما في ذلك سعر إنتاج ونقل نفط الإقليم في القانون، واحتجاج الإقليم على الاموال المخصصة في الموازنة من قبل بغداد للقطاع النفطي في كوردستان.
قضية النفط في المباحثات بين بغداد واربيل
تسعى الحكومة الاتحادية قبل استئناف الصادرات النفطية من الإقليم، إجراء تغيير في العقود المبرمة من قبل حكومة إقليم كوردستان مع الشركات النفطية العاملة، تريد الحكومة الاتحادية تغيير هذه العقود من عقود(المشاركة في ألإنتاج) إلى عقود (الخدمة) على شاكلة العقود الأخرى في باقي مناطق العراق، لان العقود التي أبرمت مع هذه الشركات من قبل الإقليم مخالفة للدستور العراقي،وهذا الآمر يقلق الشركات ولم يتم لحد ألان أخطارها بنتائج المباحثات الاخيرة التي جرت بين بغداد وأربيل.
بالإضافة إلى تعليق صادرات الإقليم النفطية، دخل قانون موازنة العراق لثلاث سنوات حيز التنفيذ في 25 حَزِيران من العام الجاري، وتم إلزام الإقليم في قانون الموازنة العامة الاتحادية بضروة تسليم 400 ألف بِرْمِيل من صادرات النفط يوميَا إلى بغداد وإعادة إيراداته إلى وزارة المالية.وأدرجت فِقْرة في قانون الموازنة تلزم الإقليم تسليم النفط إلى الحكومة الاتحادية في حال استمرار تعليق الصادرات النفطية، لغرض استخدامه في الاستهلاك المحلي، ويقوم إقليم كوردستان حاليًا بتسليم أكثر من 85 ألف بِرْمِيل نفط يوميَا إلى العراق لتلبية الاحتياجات المحلية.
بعد قرابة 7أشهر من دخول قانون الموازنة، حيز التفيذ وبحسب الاجتماع الأخير بين أربيل وبغداد، تقرر تعديل قانون الموازنة لحل المشاكل، لكن حتى الآن لم يتم اتخاذ أي إجراء في هذا الاتجاه.
وأكّد المتحدث باسم وزارة النفط العراقية، عاصم جهاد، أن بغداد "حريصة على استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان".
مشيراً إلى وجود "بعض المشاكل المالية والقانونية والفنية المتعلقة بالعقود المبرمة بين حكومة كوردستان وشركات النفط، بحاجة لحلول".
وأوضح جهاد أن وزارة النفط "تعمل على تعديل الشكل القانوني لتلك العقود، بحيث تصبح متوافقة من الناحية القانونية والفنية والمالية مع القوانين العراقية".
وقال: وزارة النفط العراقية تجري محادثات مع حكومة إقليم كوردستان بهدف تسريع عملية استئناف صادرات نفط كوردستان عبر ميناء جيهان التركي.
وأضاف: ترغب الحكومة العراقية بالالتزام بواجبات جميع الأطراف، لحل المشاكل المالية للوصول إلى الشكل القانوني الصحيح.
وفي وقتٍ سابق، قالت جمعية صناعة النفط الكوردستانية "إبيكور" إن المحادثات بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية "مهمة وإيجابية تجاه استئناف إنتاج نفط الإقليم وتصديره".
وحدّدت "إبيكور"عبر بيانٍ، الشروط اللازمة لاستئناف تصدير نفط الإقليم والتزامها بحل القضايا العالقة.
وقال البيان: ستظل عقود الإنتاج المشتركة سارية المفعول، وستحكمها المحاكم الإنكليزية، وسيتم حل أي نزاع عبر التحكيم الدولي في محكمة التحكيم الدولية في لندن.
واعتبرت الجمعية أن المباحثات بين أربيل وبغداد "خطوة مهمة وإيجابية نحو استئناف تصدير النفط عبر خط أنابيب النفط العراقي التركي".
وبشأن استئناف الإنتاج بشكلٍ كامل وتصدير نفط إقليم كوردستان، أعلنت "إبيكور" عن ثلاثة شروط:
الأول: يجب أن يكون هناك يقين بشأن أموال الصادرات السابقة والمُستقبلية.
الثاني: يجب دفع الأموال المستحصلة من بيع نفط الشركات الأعضاء في إبيكور مباشرةً إلى الشركات.
ثالثاً: يجب أن تظل الاتفاقيات والأنماط التجارية والاقتصادية الحالية للشركات الأعضاء في أبيكور دونما تغيير.
وجددت إبيكور التزامها لمعالجة المشاكل بسرعة، واستئناف إنتاج وتصدير النفط بشكلٍ كامل عبر أنبوب العراق - تركيا، مشيرةً إلى أن "ذلك يصب في مصلحة كافة الأطراف والشعب العراقي".
حكومة الإقليم تدعم مطالب الشركات
وكان قد أكد وزير الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كوردستان (وكالةً) كمال محمد صالح، في يوم 30 من تشرين الثاني الماضي في بيان،إنه "إذا تم تعديل عقود النفط مع الشركات، فيجب أن يتم ذلك بموافقة هذه الشركات".
وأكد أن "عقود إقليم كوردستان دستورية، وهي ضمن إطار العراق الاتحادي وتندرج ضمن قانون النفط والغاز".
وأشار إلى أن "تعليق تصدير النفط من إقليم كوردستان كلف العراق 7 مليارات دولار"، لافتاً إلى أن "طلب العراق من محكمة التحكيم في باريس كان غير معقول".
وأوضح أنه "ليست لدينا مشكلة في بيع النفط عبر شركة سومو"
السعر الذي تم تحديده من قبل وزارة النفط الاتحادية، لإنتاج ونقل كل برميل نفط في إقليم كوردستان هوأقل بـ(26) دولارا من السعر الذي حددته وزارة الثروات الطبيعية في الإقليم، وقال مصدر في وزارة مالية كوردستان، إن أمانج رحيم سكرتير مجلس الوزراء، أعد تقريرا عن هذا الموضوع وقرأه أمام اللجنة المالية، وأشار إلى أن تكلفة إنتاج برميل واحد من النفط في الإقليم يصل إلى 27 دولارا.
وكان وفد حكومة إقليم كوردستان قد توجه إلى اللجنة المالية في البرلمان العراقي في الـ18 من شهر تشرين الاول، وبحضور وزيرة المالية الاتحادي (طيف سامي)، وقدم وفد الإقليم الذي كان يترأسه وزير المالية أوات شيخ جناب تقرير وضح الوضع المالي للإقليم في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي.
الخلافات حول تكاليف إنتاج النفط!
حصل Drawعلى نسخة من التقرير الخاص بنفقات إنتاج النفط في كوردستان، الذي عرضه وفد الإقليم على اللجنة المالية في مجلس النواب، وهي من إحدى النقاط الخلافية في الموازنة بين حكومتي أربيل وبغداد. وذكر تقرير حكومة كوردستان، أنه في المادة 12 من قانون الموازنة، بخصوص إنتاج ونقل 400 ألف برميل نفط يوميا من الإقليم، أن الحكومة الاتحادية حددت (6,9) دولارات، السعر نفسه لإنتاج ونقل برميل نفط واحد في العراق.
وبحسب التقرير، فإن الدائرة الاقتصادية في وزارة النفط الاتحادية حددت تكلفة إنتاج ونقل كل برميل نفط بمبلغ (8 آلاف و960) دينارا (6.9 دولارات)، في حين يشير تقرير وزارة الموارد الطبيعية في الإقليم، أن تكاليف انتاج النفط في كوردستان يصل إلى (32.91) دولارا، على النحو التالي:
(24,32)دولارا، لإنتاج برميل واحد من النفط
(8,59)دولارا، لنقل وتصدير برميل واحد من النفط
ماذا تقول حكومةإقليم كوردستان؟
وانتقد وفد حكومة اقليم كوردستان الدائرة الاقتصادية في وزارة النفط العراقية وقال: "في مراجعته للآلية التي تضمنها قانون الموازنة فيما يتعلق باحتساب تكاليف الانتاج والنقل، لم يأخذ بعين الاعتبار العديد من النقاط المهمة، ومنها:
طبيعة العقود النفطية في اقليم كوردستان هي عقود شراكة انتاج مع الشركات النفطية التي تنتج النفط، والاقليم ليس لديه شركة وطنية خاصة به.
• خطوط أنابيب النفط في الحكومة الاتحادية ملكية عامة ومملوكة لوزارة النفط الاتحادية. في حين لايملك حكومة إقليم كوردستان انبوب خاص به، والانبوب الموجود ملكية خاصة تم بناءه وتطويره من خلال الاستثمار الخاص.
• تم احتساب كلفة الإنتاج والنقل لكل برميل من النفط الخام (8,960 دينار) أي مايعادل (6.9) دولارا من قبل الدائرة الاقتصادية في وزارة النفط الاتحادية، على عكس التخصيص الذي تم في إطار النفقات السيادية لهذه النفقات البالغة (3 ترليونات و800 مليار) دينار.
• الكلفة المحددة لأنتاج النفط من قبل وزارة النفط الاتحادية، رفض بشكل رسمي من قبل الشركات العاملة في إقليم كوردستان في 24 آب 2023 رسميا.
أرقام وزير الثروات الطبيعة في إقليم كوردستان بالوكالة
شارك وزير الموارد الطبيعية في إقليم كوردستان كمال محمد في 4 أيلول الماضي، في مؤتمر صحفي مع الفريق التفاوضي الحكومي للإقليم في وقال،"يستند قرار محكمة التحكيم في باريس إلى خمس أمور ضد ملف نفط الإقليم، ولحسن الحظ تم حسم 4 من هذه الامور لصالح الإقليم، منها القضايا المتعلقة بـ (الإدارة والإنتاج والنقل والتخزين)، وقد أعطت المحكمة الإقليم حقوقا في هذه النواحي، أما في مسألة بيع النفط فهي أعطت الحق للحكومة الاتحادية عبر شركة" سومو ".
وأضاف الوزير أن،" منذ 25 مارس آذار تم تعليق صادرات الإقليم النفطية، لكن حتى قبل توقف التصدير تم دفع مستحقات الشركات النفطية العاملة والرواتب الشهرية".
وقال كمال محمد إن" تعليق صادرات الإقليم النفطية، ليس في مصلحة العراق، لو تم احتساب (400 ألف) برميل من نفط الإقليم ب (70) دولار، ما يعني أن (850 مليون) دولار شهريا ستضر بإيرادات العراق".
وأضاف ،"في 25 حزيران سلمنا النفط إلى مصفاة (كار) التي تعمل لمصلحة الحكومة الاتحادية، الإقليم يزود المصفى حاليا ب (85 ألف) برميل نفط يوميا، لكن منذ ذلك الحين لم ينفق دينار واحد أو دولارا واحد اعلى الإنتاج، بحجة أن المبلغ المرصود لإنتاج برميل واحد من النفط في الإقليم هو (6) دولارات".
وأشار محمد إلى أن، "وزارة الثروات الطبيعية عقدت أجتماعا مع الشركات الاجنبة العاملة في كوردستان بتاريخ 24 آب، بعد تحديد تكلفة الانتاج من قبل الحكومة العراقية ب (6) دولارات، هذه الشركات رفضت بشكل رسمي هذا السعر، وقالوا لنا بأنهم لايستطيعون الاستمرار بالعمل وفق هذا السعر".
الايرادات الداخلية لحكومة إقليم كوردستان
حددت دائرة الرقابة المالية العراقية حجم الإيرادات الداخلية لإقليم كوردستان بنحو (230 مليار) دينار شهريا ( 130 مليار) دينار إيرادات للمنافذ الحدودية، ومبلغ (100 مليار) دينار إيرادات متأتية من الضرائب والجمارك والايرادات الداخلية الاخرى.وفقا لقانون إدارة الدولة، على حكومة إقليم كوردستان إعادة 50٪ من هذه الإيرادات إلى الحكومة الاتحادية حتى تتمكن من استلام حصتها من موازنتها من العراق
متى يتم تعديل قانون الموازنة الاتحادية؟
يجتمع مجلس الوزراء العراقي الثلاثاء المقبل (16 من الشهر الجاري) ومن المقرر أن يصوت المجلس على مشروع قانون الموازنة ومن ثم إرساله الى البرلمان لاقراره من قبل اللجنة المالية، وفي حال تمرير المسودة في مجلس النواب دون عراقيل، فمن المتوقع أن تتم إقراره خلال الأسبوعين المقبلين وسيحسم مصير رواتب متقاضي الرواتب الإقليم.
كيف ستدفع حكومة الإقليم رواتب موظفيها لشهر كانون الثاني الحالي؟
أقرضت الحكومة الاتحادية( 2 تريليون و100 ) مليار دينار لحكومة إقليم كوردستان العام الماضي لمدة ثلاثة أشهر ولكل شهر( 700 مليار) دينار لتوفير نفقات الرواتب، ولكن مع هذه القروض اخفقت أربيل في دفع مرتبات موظفيها للاشهر الثلاثة الاخيرة من عام 2023
والآن مع بداية عام 2024، تعاني حكومة إقليم كردستان من عدم تمكنها من تسديد رواتب شهر كانون الثاني وفي حال تأخر إقرار قانون الموازنة للأسبوعين المقبلين، فلن تتمكن حكومة إقليم كوردستان من توفير راتب هذا الشهر، لذلك طلبت حكومة إقليم عبر وفدها المفاوض في بغداد منحها هذه المرة سلفة وليس قرضا بما يعادل 700 مليار دينار، لكي تدفع رواتب هذا الشهر الحالي.
Read more