نقاط الضعف والقوة لدى الاحزاب للانتخابات
2021-09-29 19:32:46
تقرير: دره و
القسم الاول:
بقي 11 يوما فقط لموعد اجراء الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة، والدعايات الانتخابية تبدو خاملة قياسا بالانتخابات السابقة الاخرى.
وبشكل عام هناك مجموعة من المسائل بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي اجريت عام 2018 اثرت على مشاركة او عدم مشاركة المنتخبين في عملية الانتخابات المقبلة المقررة اجراؤها في العاشر من اكتوبر المقبل، كما اثرت على الجهات السياسية ايضا، ومنها:
• سوء الاوضاع المالية لحكومة اقليم كوردستان وفرض الاستقطاع الاجباري على الموظفين في الكابينة التاسعة المشكلة من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير.
• حدوث مشكلة لحصة اقليم كوردستان من الموازنة العامة وراوتب موظفيه من قبل بغداد، حيث تمت معالجتها اخيرا ضمن اتفاقية هزيلة اخرى بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لمدة سنة مالية اخرى (2021).
• عدم وجود منافسة قوية بين الجهات، الحزب الديمقراطي الكوردستاني يشارك بوحده والاتحاد الوطني الكوردستاني يشارك مع حركة التغيير معا ضمن تحالف واحد في الانتخابات المقبلة، وجميعهم مشاركون في الكابينة الحكومية التاسعة ومشاركون مع بعضهم والمنتخبين ينظرون اليهم بعين المتنافسين مع بعضهم.
• جهات المعارضة (جماعة العدالة-حراك الجيل الجديد-الاتحاد الاسلامي-الحزب الشيوعي-الحركة الاسلامية) مع الجهات الاخرى، كل منها دخلت بشكل منفرد في العملية الانتخابية ولم يكن باستطاعتهم تشكيل قوة معارضة قوية موحدة امام احزاب السلطة وان يكون لديهم تأثير قوي على الدعاية الانتخابية.
• النظام الانتخابي الجديد الذي يتم تجربته لاول مرة بعد سقوط صدام وهو بشكل دوائر انتخابية متكاملة، أثر على الحملة الانتخابية، وقلل من حجم منافسة الجهات على المقاعد البرلمانية داخل الدوائر الانتخابية.
دره و تنشر سلسلة من التقارير اليومية لتبين نقاط الضعف والقوة لدى الكتل السياسية لاقليم كوردستان للانتخابات المبكرة العراقية.
الحزب الديمقراطي الكوردستاني
الحزب الديمقراطي الكوردستاني من اقدم الكتل السياسية على الساحة في اقليم كوردستان الذي تأسس من قبل مصطفى بارزاني في الـ 16 من اب 1946، وقد قاد بارزاني الاب لغاية 1979 كتلته اي لمدة 33 عاما، وبعد ذلك يقود ابنه مسعود بارزاني منذ 42 عاما كتلة الديمقراطي الكوردستاني.
وحصل الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات البرلمانية العراقية الاخيرة التي جرت عام 2018 بوحدها على 25 مقعدا من مجموع 329 مقعدا برلمانيا عراقيا و اصبح من اكبر الكتل السياسية على مستوى العراق خارج التحالفات.
ودخل الديمقراطي الكوردستاني بمقاعده في المحادثات مع الجهات الشيعية وحصل في حكومة عادل عبدالمهدي على منصبي (وزير المالية-فؤاد حسين) و (وزير الاعمار والاسكان-بنكين ريكاني)، اضافة الى حصوله على منصب النائب الثاني لرئيس البرلمان العراقي(بشير حداد) ، كما نافس على منصب رئاسة الجمهورية، الا ان مرشحه فؤاد حسين خسر امام مرشح الاتحاد الوطني الكوردستاني برهم صالح.
وبعد استقالة حكومة عادل عبدالمهدي تحت ضغوطات متظاهري تشرين 2019، تم تشكيل كابينة حكومية جديدة في العراق برئاسة مصطفى الكاظمي، وفي هذه الكابينة الجديدة خسر الديمقراطي الكوردستاني منصب وزارة المالية العراقية وحصل بالمقابل على منصب وير الخارجية العراقية الذي شغله فؤاد حسين، كما خسر ايضا منصب وزير الاعمار والاسكان.
وبالرغم من فوزه كاكبر حزب سياسي عيراقي حسب نتائج الانتخابات، الا انه تم تقليل حصة الحزب الديمقراطي الكوردستاني داخل الكابينة العراقية الجديدة، الا انه في داخل اقليم كوردستان في ذروة قوته ولديه منصب رئيس اقليم كوردستان ورئيس حكومة اقليم كوردستان ولديه الاغلبية البرلمانية في برلمان كوردستان، اضافة الى تحكمه على القوة العسكرية والمؤسسات الامنية والعلاقات الخارجية واقتصاد اقليم كوردستان وملف النفط من ابرزه.
نقاط ضعف الحزب الديمقراطي الكوردستاني للانتخابات:
• بشكل عام، الحزب الديمقراطي الكوردستاني يمتلك نسبة 45% من مقاعد برلمان كوردستان، اضافة الى 75% من المناصب الحساسة والعليا في الاقليم، مما تقع اغلبية المسؤوليات على عاتقه، ان كانت هذه نقطة قوية للديمقراطي الكوردستاني بالامكان ايضا ان تصبح نقطة ضعف له امام المنتخبين ويقع على عاتقه مسؤولية تراجع الاوضاع الاقتصادية والخدمات خلال سنوات الثلاث الماضية.
• بعد مباشرة الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان برئاسة مسرور بارزاني، وقعت الحكومة مجددا في الازمة المالية وحكومة مسرور بارزاني انجزت هذه المرة استقطاع الرواتب بدلا من ادخارها، والاستقطاع يعني ان الحكومة لن تسترجع هذه الاموال المقطوعة لهم نهائيا، ومن ثم طالب مسرور بارزاني الحكومة العراقية بتعويض موظفي الاقليم عن هذه الاموال المستقطعة من رواتبهم، وهذه من احدى النقاط التي من الممكن ان تؤثر على القاعدة الجماهيرية للحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات المبكرة العراقية.
• توتر الوضع الامني في اقليم كوردستان وبالاخص في اربيل العاصمة في السنوات الاخيرة، حيث وقعت لاكثر من مرة تحت تهديد واستهداف وهجوم الجماعات المسلحة العراقية والتهديدات المستمرة من قبل ايران وتركيا على اقليم كوردستان وازدياد ظاهرة اغتيال النشطاء السياسيين لغرب وشرق كوردستان داخل اراضي الاقليم.
• اضطهاد الحريات واعتقال واصدار الحكم على النشطاء السياسيين في حدود محافظة اربيل ودهوك، مما ادت الى حدوث ردود افعال من قبل القنصليات والمنظمات العالمية في مجال حقوق الانسان.
• الحزب الديمقراطي الكوردستاني لم يعقد مؤتمره منذ 11 عاما ومؤتمره الرابع عشر تاخر عن موعده بحدود سبع سنوات، وكان من المقرر ان يعقد هذا المؤتمر قبل الانتخابات المبكرة العراقية، الا ان الديمقراطي الكوردستاني اجل مؤتمره الى مابعد الانتخابات، عدم تجديد هيكلية الحزب من الممكن ان يؤثر سلبا على القاعدة الجماهيرية للحزب، وبالاخص ان المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني يعتبر مصيريا ويحدد موقع (مسرور بارزاني و نيجيرفان بارزاني) للمرحلة مابعد ابتعاد مسعود بارزاني عن الساحة السياسية، وجاء ذلك في وقت يتحدث الحزب عن منح منصب رئاسة الجمهورية لـ نيجيرفان بارزاني خلال الدورة الجديدة البرلمانية العراقية، وتحريك هذه المسألة لها علاقة باحداث مؤتمر الرابع العشر للديمقراطي الكوردستاني وتقسيم السلطات مجددا بين ابناء عشيرة بارزاني.
• التحق خلال السنوات الاخيرة العديد من الناس من صفوف الكتل السياسية الاخرى بالحزب الديمقراطي الكوردستاني، وقام هو الاخر بتنصيب عدد كبير من هؤلاء في مناصب حكومية وحزبية في وقت ليس لديهم تأريخ في الحزب، مما ادى الى حدوث عدم الرضا داخل اعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبالاخص الذين قضوا سنين عدة من حياتهم في الحزب من اجل الوصول الى تلك المناصب الحزبية والحكومية.
نقاط قوة الحزب الديمقراطي الكوردستاني للانتخابات
مازال الديمقراطي الكوردستاني السلطة الاعلى في اقليم كوردستان، بسبب سيطرته على المواقع الحساسة للسلطة، وكما لدى الحزب الديمقراطي مصادر الاقتصاد والمالية والقوة والاعلام.
• بالرغم من عدم نجاحه في الاستفتاء، الا مازال العلم القومي في جنوب كوردستان بيد الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حتى وان كان تعبيرا غير صحيح لدى اعدائه السياسيين، الا ان المنتخبين توصلوا الى هذه النتيجة ولم يستطع اعداء الحزب اثبات غير ذلك، وبالاخص استطاع الديمقراطي الكوردستاني عن طريق اعلامه القاء مسؤولية عدم نجاح الاستفتاء على جناح داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني ووصفهم بالخائنين.
• الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو المركز وحزب منظم مقارنة بالقوات الاخرى، لاتبرز خلافاته الداخلية كثيرا، باستطاعته تنظيم الحملة الانتخابية خلال فريق واحد فقط.
• نقاط قوة الحزب الديمقراطي الكوردستاني هي تشتت القوات الخارجة عنه اضافة الى تشتت منافسيه، وبالاخص ان اعداء الديمقراطي يقومون بحرب الاصوات داخل حدود محافظة السليمانية واخلوا الساحة نوعا ما للحزب الديمقراطي الكوردستاني في اربيل ودهوك.
• انفجار المشاكل بين الرئيسين المشتركين للاتحاد الوطني الكوردستاني اعطى قوة كبيرة لمكانة الديمقراطي، لاهور شيخ جنكي الذي كان يحارب منذ سنين عدة الحزب الديمقراطي، تم ضرب مكانته، وهذا كان سقوط اخر المنافسين الاقوياء للحزب الديمقراطي على الساحة في اقليم كوردستان.
• السليمانية كانت نقطة الضعف بالنسبة للقاعدة الجماهيرية للحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات السابقة، الا انه في السنوات الاخيرة وبسبب ضعف الاتحاد الوطني الكوردستاني،اصبحت القاعدة الجماهيرية للديمقراطي شيئا فشيئا قوية في تلك المنطقة، حيث ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني يأمل الحصول على مقعدين في البرلمان العراقي في الانتخابات العراقية المبكرة ضمن حدود حلبة وكرميان.