المؤامرة الكبرى لتقسيم العراق
2020-11-19 09:16:54
رياض محمد
خلال السنوات الاخيرة قمت مستندا الى الوثائق العراقية والامريكية بنسف 99% من ما يمكن لي تسميته بالاساطير المؤسسة لنظريات المؤامرة في العقل العراقي.
كل ما ينسبه العراقي خطأ الى مؤامرة دولية مثل حروب صدام وانقلابات العراق وحكام العراق الحاليين ...الخ لا يستند الى اي دليل علمي.
على العكس فان غالبية ما حدث للعراق كان نتيجة افعال قام بها العراقيون انفسهم حكاما ومحكومين.
وبما ان عراب تقسيم العراق بايدن قد فاز بالبيت الابيض وقد اقترب موعد تحقق هذه المؤامرة الشيطانية الصهيونية الماسونية الامبريالية على عراقنا الموحد السعيد فلنتناول هنا تاريخ هذه المؤامرة.
لنبدأ اولا ونعترف ان العراق بكيانه الحالي (ارضه وحدوده) لم يعرف الا قبل 100 سنة فقط..
قامت على ارض العراق دول وامبراطوريات واتخذت منه عاصمة كما غزته امبراطوريات اخرى واتخذت منه عاصمة ايضا.
لكن العراق كما هو الان لم يخلقه احد الا بفعل قرار بريطاني مؤيد من العالم في اعقاب الحرب العالمية الاولى بتوحيد ولايات بغداد والموصل والبصرة في دولة جديدة اسمها العراق.
وهكذا فان المستعمر الانكليزي المتأمر علينا وعلى وحدة العراق هو الذي خلق هذه الطلابة المستمرة من قرن كامل!
وفي الحقيقة فلولا دعم هذا المستعمر المتأمر للحكومة العراقية لربما ماكانت الموصل وكوردستان وكركوك جزءا من العراق اليوم لان تركيا طالبت بها بقوة.
وهذا المستعمر ايضا كان يمكن له وبالتعاون مع امريكا وروسيا ان يقسم العراق عام 1941 - ونخلص من هالبلوة! - لكنه لم يفعل.
وفي عام 1991 كان من الممكن للامبريالي الامريكي المستكبر ان ينشأ دولة جديدة في كوردستان لكنه لم يفعل.
والحقيقة وللتاريخ فان كل من دول جوار العراق الكبرى الاربع تركيا وايران وسوريا والسعودية لديها مصلحة في بقاء العراق موحدا حتى لاتخلق دولة كوردية تشجع الكورد في هذه الدول وحتى لايتشجع الشيعة في السعودية ايضا.
وفي عام 2003 كان يمكن للمحتل الامريكي المستكبر ان يقسم العراق - ويخلصنا! - لكنه لم يفعل.
وفي عام 2014 كان وجود العراق كدولة مهددا لكن دعم الاستكبار الامريكي وايران والعالم قضى على هذه الفكرة.
وكان يمكن لامريكا وايران وتركيا ان (تتأمر) لتقسيم العراق خلال استفتاء استقلال كوردستان لكنها جميعا دعمت وحدته وخصوصا ايران.
ماهي اذن الدول التي لها مصلحة في تقسيم العراق؟ ربما هناك دولة واحدة هي اسرائيل. لكن مصلحة اسرائيل في ذلك ليست حيوية كما كان ذلك سابقا لان العراق لايشكل اي خطر عليها الان.
ماذا عن مشروع بايدن الذي سألني عليه مليار عراقي 100 مليار مرة؟!
بايدن قدم مشروع اتحاد كونفدرالي وليس تقسيم للعراق وهذا المشروع طواه النسيان ولا يتذكره بايدن نفسه المصاب بفقدان الذاكرة لكن العراقيين (مجلبين بيه) على انه الدليل الذي يثبت كل شيء!
مختصر مفيد لا يوجد احد يتأمر من اجل تقسيم العراق. على العكس من تظنونهم يتأمرون هم من خلقوا هذه البلوة وحافظوا عليها!
ساعة السودا!