ما لم یُقال حول استفتاء اقلیم کوردستان
2020-10-14 11:30:51
تقریر : فاضل حمةرفعت – محمد رؤوف
في اليوم الذي تقرر فيه اجراء الكورد لإستفتاء الاستقلال، قال البارزاني لممثلي الاطراف السياسية : "إن اجراء الاستفتاء لا يعني تأسيس دولة"، لكن سكرتير الحزب الشيوعي ود. روز نوري شاويس عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني كانا يقولان يجب ان تكون الدولة المُنْتَظَرَة "علمانياً"، وممثل الحركة الاسلامية كان يُطالِب ان تُصْرَفَ عدد من الرواتب للموظفين بشارةً للاستفتاء، وتنبأ مُلّا بختيار عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني في ذلك الحين بهجوم الحشد الشعبي ومحمد الحاج محمود صرح بإنه لا يعتقد ان الشيعة سيهجمون علي الكورد، كما ان سعدي بيره حسم موعد اجراء الاستفتاء، يومٌ لم يستطع احد تأخيره عن موعده حتي وزير الخارجية الامريكي فشل في ذلك، نستعرض في هذا التقرير معلومات جديدة حول مناقشات البارزاني مع الاطراف السياسية الاخري في الايام التي سبقت اجراء الاستفتاء.
وضع الكورد في زمن الاستفتاء
نيسان عام ٢٠١٧ عندما كانت الحرب ضد "داعش" تقترب من نهايتها، شَكلَ الحزب الديموقراطي الكوردستاني(البارتي) والاتحاد الوطني الكوردستاني(اليكيتي) وفداً مشتركاً و زار الوفد الاطراف الكوردستانية الاخري، وتباحثوا عن رغبتهم في اجراء استفتاء للانفصال عن العراق وتأسيس دولة كوردستان المستقلة.
في الوقت الذي اثار فيه البارتي واليكيتي موضوع الاستفتاء، كانت حكومة الاقليم في أزمة مالية خانقة، وكانت لا تستطيع تأمين رواتب الموظفين الشهرية علي الرغم من الادخار الاجباري لنسبة من الرواتب. ومن الناحية السياسية كان الاقليم يمر بأزمات متنوعة، وكانت ابواب البرلمان مؤصدة من قبل البارتي بسبب تمديد مدة رئاسة مسعود مصطفي البارزاني، وكان البارتي قد طرد حركة التغيير من الحكومة، ولا يسمح لـ(يوسف محمد) رئيس البرلمان في دورته الرابعة بالعودة الي أربيل العاصمة لمزاولة مهام عمله.
من كان يقول ماذا؟
في هذه الظروف، اجتمعت الاطراف السياسية في السابع من نيسان عام ٢٠١٧ برئاسة البارزاني مسعود وبغياب حركة التغيير والجماعة الاسلامية، تحدث البارزاني قائلاً : "انني علي علم بوجود مشاكل في كوردستان، ولكن لايمكن ربط الاستفتاء بتلك المشاكل، فالاستفتاء موضوع قومي ولا يرتبط بأي شخصٍ أو أية جهة.. كان من المفروض ان يشارك كل من حركة التغيير والجماعة الاسلامية في هذا الاجتماع لأنه مسألة مصيرية، لكن مع الاسف لم يشاركا فيه".
وفقاً لتقصيات (الحصاد) سرد البارزاني لمحة عن وضع الكورد في العراق قائلاً لقد وصلنا لوضعٍ "هدد فيه علي غيدان بإحتلال اربيل، وقال له نوري المالكي لا تستعجل حتي تصلنا طائرات (F16) وحينها نقوم بالهجوم".
في ختام حديثه قال البارزاني لممثلي الاحزاب : "امامنا الآن خياران، إما البقاء كعراقيين، او ان نتخذ قراراً تأريخياً، فليكن حياتنا وموتنا معاً، فالفرص تأتي وتزول".
علي الرغم من طلب البارزاني من الاحزاب في الاجتماع تحديد موعد اجراء الاستفتاء، لكن وفقاً لتقصيات (الحصاد) فإن البارزاني ابلغ ممثلي الاحزاب المشاركة في الاجتماع : "ان اجراء الاستفتاء لايعني تأسيس الدولة".
عقب انتهاء حديث البارزاني، كانت مواقف الاطراف السياسية حول الاستفتاء علي هذه الشاكلة:
• كوسرت رسول علي النائب الاول للسكرتير العام لليكيتي في ذلك الوقت وممثله في الاجتماع، وفقاً لتقصيات (الحصاد) فإن كوسرت رسول قال : "اساند اجراء الاستفتاء".
• مُلّا بختيار العضو العامل للمكتب السياسي لليكيتي تحدث حينها بالقول : "بعد داعش هناك خطر بأن يهجم الحشد الشعبي علي كوردستان، لا تستهينوا بالمشاكل الداخلية، ليس من السهل اجراء الاستفتاء دون معالجة المشاكل وإعادة تفعيل البرلمان، اقترح تشكيل وفد من الاطراف السياسية من دون البارتي واليكيتي لزيارة حركة التغيير والجماعة الاسلامية، وإن إظهار المرونة تجاههما مِنْ قِبَل السيد مسعود البارزاني لَهُوَ شرفٌ كبير".
• وقال روز نوري شاويس عضو المكتب السياسي للبارتي : "في بداية زياراتنا للاحزاب كان مواقفهم ايجابية بخصوص الاستفتاء، ونحن مع تشكيل دولة ديمقراطية علمانية".
• شارك هادي علي ممثل الاتحاد الاسلامي في الحديث قائلاً : "ان الاتحاد الاسلامي مبدئياً مع اجراء الاستفتاء ويرون إن لم يفرض الكورد امر الواقع بنفسه فلا يقوم احد بفرضه بدلاً منه"، لكن ممثل الاتحاد الاسلامي طالب بتأمين كافة مستلزمات اجراء الاستفتاء، من ضمنها اعادة تفعيل البرلمان قبل كل شيء.
• وتحدث كاوه محمود سكرتير الحزب الشيوعي بالقول "انهم في الحزب الشيوعي يطالبون تأسيس دولة كوردستان المستقلة، لكن بهوية مدنية وعلمانية وديموقراطية"، علي العكس مما قال البارزاني في الاجتماع بأن "الاستفتاء ليس بمعني تأسيس دولة"، وأوضح سكرتير الحزب الشيوعي في حديثه "ينبغي حسم ما الذي نحن بصدد اجراء الاستفتاء عنه؟ هل الاستفتاء عبارة عن رد فعل تجاه بغداد؟".
• شارك كامل الحاج علي في الاجتماع ممثلاً عن الحركة الاسلامية، وقال "تزامنا مع اجراء الاستفتاء يجب ان يعْطي بشري للناس" وكان يقصد من هذا قيام الحكومة بتوزيع رواتب عدة اشهر للموظفين، وكان الموظفون حينئذ يعانون من مشكلة عدم تسلم الرواتب كما الآن.
• كما قال بةلين عبدالله سكرتير حزب الكادحين : "نحن نساند اجراء الاستفتاء ويجب ان نسارع في اجرائه لأنه أتي متأخراً".
• كانت مني القهوةجي المشاركة في الاجتماع كممثلة عن حزبها التركماني، مسانِدَةً قوية للأستفتاء لأن بإعتقادها ان اجراء الاستفتاء قد تأخر وأفادت قائلة : "كان ينبغي اجراء الاستفتاء في عام ٢٠٠٣".
• وتحدث محمد الحاج محمود سكرتير الحزب الاشتراكي الديموقراطي الكوردستاني بأنه : "كان علي حركة التغيير والجماعة الاسلامية المشاركة في الاجتماع، وإنني ضد تأخير اجراء الاستفتاء، صحيح هناك أزمة، لكن الاستفتاء اكبر من الأزمات".
• وقال مسرور البارزاني مستشار مجلس أمن اقليم كوردستان وقتئذ ان : "الاستفتاء عـملية قومية ولا يستطيع احد من الوقوف ضده".
نقطة الخلاف
كان معظم الاطراف المشاركة في الاجتماع قد اجمعوا علي نقطتين، هما :
• ان يشارك جميع الاطراف في تلك العملية حتي حركة التغيير والجماعة الاسلامية ايضاً.
• كان الجميع مبدئيا مع اجراء الاستفتاء.
• طالب اغلب الاطراف بإعادة تفعيل برلمان كوردستان، حيث طالب أبو كاروان عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي والمشارك في الاجتماع من البارزاني إعادة تفعيل البرلمان والسماح لـ(يوسف محمد) رئيس البرلمان بالعودة الي البرلمان، لكن البارزاني رفض ذلك وقال ان يوسف محمد كان مصدر كافة المشاكل ولايسمحون له بالعودة، واقترح البارزاني ان يتسلم ابو كاروان منصب رئيس البرلمان، لكن ابو كاروان امتنع عن ذلك، لأن سبب طلبه كان لرأب الصدع ومعالجة الخلاف وليس لتولي المنصب، وقبل اجراء الاستفتاء وتحديداً في منتصف شهر ايلول، قام البارزاني وبدعم ومساندة اليكيتي والاطراف المساندة له في المجلس الاعلي للاستفتاء بتفعيل البرلمان من جديد، من دون عودة يوسف محمد ، وصادق البرلمان علي قرار اجراء الاستفتاء.
• تحدث اغلب الاطراف حول تحسين الوضع المعيشي وتوزيع رواتب للموظفين قبل اجراء الاستفتاء.
في الاجتماع عارض طرفان اثنان فقط علي اجراء الاستفتاء :
• آيدن معروف المشارك في اجتماع الاطراف الكوردستانية كممثل عن الجبهة التركمانية، وطالب قيام اقليم كوردستان بالتفاوض مع بغداد، كما طالب ايضاً تحديد دور المكونات في الاستفتاء.
• الآشوريون ايضاً كانوا معارضين علي اجراء الاستفتاء، وكان ممثلهم المدعو (يعقوب) قد قال : "نحن نساند حقوق الكورد، لكن يجب ان يكون هناك اتفاق مع الكلدوآشور، لأنهم مضطهدون في كوردستان".
شاركت الجبهة التركمانية والآشوريين في ذلك الاجتماع فقط ولم يشاركوا فيما بعد في اي اجتماع آخر للجنة العليا للاستفتاء.
بيره حسم موعد الاستفتاء
عندما انهي مسعود البارزاني الذي كان يترأس اجتماع الاطراف السياسية حديثه حول الاستفتاء، إلتفت الي (هندرين محمد) رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في كوردستان وسأله :
- كم من الوقت تحتاجون للإستعداد لإجراء الاستفتاء؟
+ نحتاج مدة (١٢٠) يوماً من يوم تحديد الميزانية للاستفتاء.
- البارزاني بغضب : هذا مضيعة للوقت، الامر لا يحتاج لكل هذه المدة، ان كنتم لا تجرونها فلنعلن ان الاستفتاء لن يجرَ، حتي لو كانت الولايات المتحدة الامريكية معارضة فإنني سأقوم بإجراء هذا الاستفتاء، ان كنتم لا تجرونها سأحدد موعد اجرائها بنفسي.
في هذه الآونة تدخل سعدي احمد بيره عضو المكتب السياسي لليكيتي وإقترح اجراء الاستفتاء في يوم ٢٥ من شهر ايلول عام ٢٠١٧، بحسب متابعات (الحصاد) لم يكن اقتراح سعدي بيره مُرْضِياً للبارزاني وكان يرغب بإجراء الاستفتاء في مطلع ايلول، لكنه قَبِلَ بذلك رغماً عنه، كما ان اقتراح سعدي بيره كان لتأخير اجراء الاستفتاء مدة زمنية لتوفير مجال اكبر للتفكير والتقرير.
في ذلك الاجتماع ايضاً اتفقت الاطراف علي تشكيل اللجنة العليا للاستفتاء وان يحدد كل طرف ممثله في تلك اللجنة في اليوم التالي.
اجتماع لجنة الاستفتاء
تم تشكيل اللجنة العليا للاستفتاء في الاجتماع التالي وعقدت اللجنة اجتماعها الاول في ٧ / ٨ / ٢٠١٧ برئاسة مسعود البارزاني، وكان هذا الاجتماع مختلفاً عن اجتماع الاطراف السياسية التي تم فيه تحديد موعد اجراء الاستفتاء، بعد معرفة آراء وتصورات دول العالم، تراجع البارزاني وممثلي الاطراف في اللجنة العليا للاستفتاء بعض الشيء عن قرارهم المتشدد بخصوص إجراء الاستفتاء وعلي العكس من اجتماعهم السابق التي غلب عليها طابع الحس القومي، فقد كانت المباحثات حول اجراء الاستفتاء في هذا الاجتماع يغلب عليها طابع الدقة والحكمة.
وبحسب معلومات (الحصاد) فإن البارزاني تحدث في هذا الاجتماع عن انه التقي بممثل الامين العام للأمم المتحدة والسفير الامريكي والاتحاد الاوروبي وقناصل الدول وان جميعهم لا يتفقون مع اجراء الاستفتاء بذريعة ان الوقت غير مناسب لاجرائه.
وفقاً لما يقال ان البارزاني قد غَيرَ من رأيه في الاجتماع بعد معرفة رأي الولايات المتحدة الامريكية والامم المتحدة وقناصل الدول وتراجع عن كلامه نوعاً ما وأبلغ ممثلي الاطراف السياسية : "انكم تعلمون انه في اجتماع الاطراف السياسية انتم حددتم موعد الاستفتاء ولست انا"، اي انه القي بالمسؤولية علي عاتق الاطراف السياسية، هذا في الوقت الذي كان البارزاني يصر ويضغط في الاجتماع علي اجراء الاستفتاء في اقرب وقت ممكن قبل ٢٥ ايلول وانه قال حتي لو كانت الولايات المتحدة الامريكية معارضة فإنه سيقوم بإجراء الاستفتاء.
نجم الدين كريم محافظ كركوك آنذاك كان من الذين تحدثوا في اول اجتماع للجنة العليا للاستفتاء وقال : "تأييداً لما قاله كاك مسعود، كنت قد اجتمعت مع السفير الامريكي وأخبرني نفس الكلام بأن الوقت غير مناسب، لكنني اخبرته إذا قمنا بتأخير اجراء الاستفتاء لحين موعد انتخابات برلمان العراق في ٢٠١٨، هل تعدوننا بالمساعدة، فلم يرد عَلَيَّ السفير ولم يعدني بشيء، كاك مسعود إنني متفق معك في ان العبادي احسن من المالكي".
حول موقف اليكيتي من الاستفتاء، اوضح نجم الدين كرين بأن لا احد في المكتب السياسي والقيادة في اليكيتي ضد الاستفتاء و ان المجلس المركزي قد صوت لصالح اجراء الاستفتاء.
في هذا الاجتماع كان هناك بعض الانتقادات الموجهة للبارتي بأنه يقوم بتخوين الذين يقولون بأنهم لن يشاركوا في الاستفتاء ولا يصوتون له، وقال البارزاني مسعود حول هذا الموضوع : "لست مع التخوين، لكن ما يفعلونه ويقولونه حول الاستفتاء ليس صحيحاً".
بعد هذا الاجتماع قام البارزاني بجولة اوروبية حتي يقوم في الاوساط السياسية هناك بالدعاية للاستفتاء وجمع المؤيدين له، لكنه سُئِلَ هناك لماذا قام بغلق ابواب برلمان كوردستان، وهذا ما ازعج البارزاني وانهي جولته بسرعة عائداً الي كوردستان.
اخذ البارزاني ومناصري الاستفتاء الموضوع بجدية، حتي انهم شكلوا لجنة لكتابة دستور دولة كوردستان قبل اجراء الاستفتاء، ولم تكن افق رد فعل العراق ودول المنطقة واضحةً بعد.
رسالة تيلرسن
بعث ريكس تيلرسن وزير الخارجية الامريكي آنذاك برسالة الي مسعود البارزاني في ٢٣ ايلول اي قبل اجراء الاستفتاء بيومين، وطلب من البارزاني تأخير عملية الاستفتاء وقبول بديل الولايات المتحدة الامريكية والحلفاء.
المقصود بالحلفاء، بريطانيا والمانيا وفرنسا والامم المتحدة كانوا مساندين لما ورد في رسالة تيلرسن للبارزاني.
بديل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائه المذكور في الرسالة التي كانت تحتوي علي (٧٠٠) كلمة كان عدم اجراء الاستفتاء من قبل الكورد والدخول في المفاوضات لمدة عام واحد مع بغداد لمعالجة المشاكل مع احتمال تمديد فترة العام الواحد.
في رسالته كان قد اوضح ان امريكا مع بريطانيا وفرنسا يحاولون تصديق بديل الاستفتاء الذي هو الحوار مع بغداد لمعالجة المشاكل، في مجلس الامن الدولي، وإن لم تُبْدِ البديل اية نتيجة، حينها هم سيساندون الكورد لاجراء الاستفتاء، وحَذَّرَ في المقابل ان لم يقبل اقليم كوردستان بالبديل وفي حالة اصراره علي اجراء الاستفتاء فإن العواقب ستكون وخيمة.
تلك الرسالة اعترفت رسمياً بأن الكورد يظْلَمون تأريخياً منذ عام ١٩٢١، وتحدثت بأن البديل الامريكي هو بمثابة فرصة تأريخية للكورد، و"تستحق ان تُجَرَّبْ".
كانت الولايات المتحدة الامريكية قد عرضت في رسالة تيلرسن في مقابل ان يقوم البارزاني بتأخير اجراء الاسفتتاء، انها مستعدة ان تفعل هذه الامور للكورد :
• الاتفاق التام وذو المعني علي توزيع السلطة والواردات.
• تنفيذ المادة ١٤٠ من الدستور العراقي.
• معالجة المشاكل الاخري حول البيشمركة، الطيران المدني، التمثيل الدبلوماسي... الخ.
قام فؤاد حسين الذي كان في منصب رئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان آنذاك بقراءة رسالة تيلرسن وترجمتها الي اللغة الكوردية في ٢٣ ايلول في اجتماع اللجنة العليا للاستفتاء، كان معظم الحضور مع اجراء الاستفتاء وبعد ذلك البدء بالمفاوضات مع بغداد.
في الوقت الذي بعثت الولايات المتحدة برسالتها الي البارزاني، قامت الجمهورية الاسلامية الايرانية بتشديد ضغوطها علي اليكيتي، وتم دعوة وفد من اليكيتي الي طهران، وهناك تلقوا بلاغاً شديداً حول ما إذا قاموا بإجراء الاستفتاء فإنهم سيخسرون المناطق التي تقع تحت سلطتهم.
كشف مُلّا بختيار التهديدات الايرانية لليكيتي في اجتماع اللجنة العليا للاستفتاء، وكان محمد الحاج محمود من الذين توقعوا انه علي الرغم من التهديدات فإن الشيعة او "الحشد الشعبي" تحديداً لا يقاتلون الكورد.
طالب مُلّا بختيار بتأخير القرار النهائي بخصوص اجراء او عدم اجراء الاستفتاء الي اللحظات الاخيرة وذلك لكي يتوضح مواقف دول المنطقة كلياً، وجاء هذا الكلام لمُلّا بختيار بعد زيارة وفد اليكيتي لطهران.
في اليوم نفسه قام بافل الطالباني الإبن البِكر لجلال الطالباني بزيارة مسعود البارزاني وبعد عودته اعلن لوسائل اعلام اليكيتي بأن الاستفتاء لن يجْرَ وأن الكورد قد قبلوا بمقترحات امريكا وحلفائه، وفقاً لمعلومات (الحصاد)، ان بافل الطالباني في زيارته صافح البارزاني بشدة وطلب منه عدم اجراء الاستفتاء، و وعده البارزاني بذلك، وهذا كان سبب اعلان بافل الطالباني بأن الاستفتاء لن يجْرَ.
في يوم ٢٥ ايلول ٢٠١٧ وفي ظروف اقتصادية وسياسية داخلية سيئة لاقليم كوردستان وتحت ضغوط وتهديدات دول المنطقة (ايران، تركيا) ومعارضة امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا والاتحاد الاوروبي، قام البارزاني مسعود ومسانديه بإجراء الاستفتاء، وأُجْرِيَ الاستفتاء ايضاً في عدد من المناطق المتنازعة عليها.
وفقا لتصريحات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في الاقليم ان نسبة ٧٢٪ مِمَّن يحق لهم التصويت شاركوا في الاستفتاء، محافظة دهوك سجلت اعلي نسبة للمشاركة بينما كانت ادني نسبة للمشاركة في محافظتي السليمانية وحلبجة، وفقاً لتصريحات المفوضية ان المشاركين في الاستفتاء قد صوتوا بنعم لاستقلال كوردستان بنسبة فاقت ٩٢٪، وقالت حركة "كلا في هذا الحين" برئاسة شاسوار عبدالواحد انه اجريت تزويرات في عملية الاستفتاء.
حركة التغيير والجماعة الاسلامية الغير مشاركان في المجلس الاعلي للاستفتاء، في يوم الاستفتاء انضما الي صفه وصوت كل من عمر سيد علي المنسق العام لحركة التغيير وعلي بابير امير الجماعة الاسلامية بـ"نعم" للانفصال عن العراق.
اجتمع المجلس الاعلي للاستفتاء في اول يوم من شهر اوكتوبر(تشرين الاول) في اربيل برئاسة مسعود البارزاني وتقرر في الاجتماع تغيير اسم المجلس الي "مجلس القيادة السياسية لكوردستان"، وقرر المجلس تحت مسماه الجديد ان يباشَرَ بالبدء بالمفاوضات من دون الغاء نتيجة الاستفتاء، لكن بغداد اعلنت انها غير مستعدة للتفاوض قبل الغاء نتيجة الاستفتاء، مع هذا اغلقت كل من ايران وتركيا كافة منافذهما الحدودية مع الاقليم، واشتركا مع القوات العراقية في مناورات عسكرية علي حدود اقليم كوردستان.
في صبيحة يوم ٢٥ نوفمبر(تشرين الثاني)، وبعد احداث ١٦ اوكتوبر(تشرين الاول) وخسارة نسبة ٥١٪ من اراضي المناطق المتنازعة عليها، اصدرت المحكمة الاتحادية العراقية قراراً بتجميد العمل بنتيجة استفتاء اقليم كوردستان، وكان الاقليم قد وافق قبل ذلك علي دعوة المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني للبدء بالتفاوض مع بغداد، وبهذا قَبِلَ الاقليم قرار المحكمة الاتحادية العراقية بإلغاء نتيجة الاستفتاء من اجل بدء التفاوض مع العراق ورفع الحصار عن المنافذ الحدودية والمطارات في الاقليم.
ترجمة : ك. ق.