التوغل التركي في كوردستان ... السوداني يصفه بـ"التنسيق الامني" ويصفه البرلمان بـ" الإحتلال"

2024-07-08 14:28:00

عربية:Draw

هناك  إختلاف واضح بين موقف الحكومة العراقية والبرلمان من دخول الجيش التركي إلى أراضي إقليم كوردستان، حيث تصفه لجنة الأمن والدفاع في البرلمان ب"الاحتلال"، ويتحدث رئيس الوزراء عن "التعاون الأمني الحدودي" مع تركيا.

غدا ستبدأ الدورة التشريعية الجديدة للبرلمان العراقي، وقال محمد الشمري، عضو لجنة الأمن والدفاع، إن لجنته ستجتمع بشأن توغل الجيش التركي مؤخرا إلى الأراضي العراقية والتطورات العسكرية في تلك المناطق.

وتقول المصادر المطلعة بأن، القوات التركية قامت بنصب نقاط عسكرية جديدة شمال محافظة دهوك بإقليم كوردستان العراق لبسط المزيد من سيطرتها على المناطق الحدودية في العمليات التي تقوم بها بملاحقة حزب العمال الكوردستاني المناهض للنظام في أنقرة والذي ينشط في تلك المناطق.

وفق تلك المصادر وشهود عيان، قامت القوات التركية بتحركات عسكرية جديدة في منطقة (نهلي) التابعة لقضاء العمادية شمال دهوك حيث نصبت عدة نقاط عسكرية بين وادي (سركلي) ووادي (رشافة) على سفوح جبل (متين)"، مبينا أنه "تم تجهيز هذه النقاط بالاسلحة والعربات العسكرية بالاضافة الى الآليات اللازمة لفتح الطرق وإنشاء القواعد العسكرية".

وكان مصدر امني قد افاد بان القوات التركية شنت، قبل ظهر يوم أمس الأحد، قصفا بواسطة المدفعية والطائرات الحربية استهدفت به مواقع تابعة لحزب العمال الكوردستاني في وادي "رشافة" التابع لناحية "ديرلوك شمال محافظة دهوك.واسفر القصف عن الحاق اضرار مادية كبيرة بممتلكات المواطنين حيث تم تدمير آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية والغابات.

واشتعلت الحرائق جراء ذلك في عدة مناطق منها قرية (مزي، وسبيندار خلفو) في سفوح جبل (متين) اضافة الى محيط قرى (سركلي، وكوهرزي) في جبل (متين).

ورصدت منظمة "فرق صناع السلام" الأميركية (CPT)، في نهاية شهر حزيران الماضي، دخول الجيش التركي صوب اقليم كوردستان العراق بـ300 دبابة ومدرعة واقامة حاجز امني ضمن حدود منطقة بادينان، خلال الأيام العشرة الماضية.

ووفقا للتقرير الصادر عن المنظمة، فإن الدبابات والمدرعات التركية توغلت في قرى (أورا، وسارو، وارادنا، وكيستا، و چلك، وبابير).

وقالت المنظمة إنه "منذ بداية العملية الجديدة، نفذت تركيا 238 تفجيرا وهجوما على أراضي إقليم كوردستان، معظمها كان على محافظة دهوك". ونتيجة لهذا القصف والهجمات، تم إحراق أكثر من 20 الف دونم من الأراضي الزراعية والغابات في المنطقة،. بالإضافة إلى ذلك، تم إحراق حوالي 55 في المائة من الغابات وبساتين المدنيين في قرية ساركلي بسبب الهجمات التركية. "أدت عمليات تركيا المستمرة إلى إخلاء 162 قرية في إقليم كوردستان وأكثر من 602 قرية معرضة لخطر الإخلاء".

ووفقا للتقرير، فإنه تنقل حوالي 1000 جندي تركي بين قاعدة (گري باروخ) العسكرية التركية، وجبل (متين) خلف ناحية (بامرني) في غضون ثلاثة أيام، و أقاموا حاجزا أمنيا بين قريتي "بابير" و"كاني بالافي"، ولا يُسمح لأي مدني بالمرور إلا بعد التحقيق معه وإبراز هوية الاحوال المدنية العراقية أو البطاقة الوطنية.

كما أشار الى أن تركيا تسعى حاليا الى رسم خط أمني يبدأ من منطقة (شيلادزى) ويمتد الى قضاء "باتيفا"، وسيمرُّ عبر ناحية "ديرلوك"، و"بامرني"، "وبيكوفا" بحيث تكون جميع القرى والبلدات والاقضية والنواحي والوديان والاراضي والسماء والماء خلف هذا الخط تحت السيطرة العسكرية للجيش التركي، وإذا ما حدث اشتباك في هذه المناطق فستصبح ساحات قتال.

وبحسب التقرير، فإن هناك هدفا آخر من هذا التحرك العسكري التركي هو الوصول إلى جبل (هفت تبق) في منطقة (شلادزى)، واحتلال سلسلة جبال (گارا)، مما يتسبب بفقدان حكومة اقليم كوردستان العراق بين 70 - 75 بالمئة من سلطتها على محافظة دهوك".

في مقابل ذلك، أعلن مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية زكي أكنورك، أن القوات التركية تعمل على تطوير السيطرة في منطقة عملية "المخلب-القفل" العسكرية على الشريط الحدودي.

وقال أكنورك في تصريحات صحافية، "نحن نعمل على تطوير السيطرة على المنطقة التي حققناها حتى الآن من خلال عملية (المخلب ـ القفل) المستمرة في شمال العراق منذ نيسان (أبريل) 2022 من خلال عمليات غير عادية وغير متوقعة بما يتماشى مع معطيات ومتطلبات الميدان".

وأضاف: "تواصل القوات التركية أنشطتها من أجل إعادة ضبط قدرة حزب العمال على العمل والحركة، ونغلق القفل الأمني بشكل كامل في شمال العراق، بالتزامن مع اتخاذ إجراءات فعالة وديناميكية على الحدود".

ولفت إلى إلى أن "نقاط التفتيش في المناطق السكنية والمناطق القريبة من منطقة عمليات القوات التركية أنشأتها السلطات بتنسيق مع الجانب العراقي".

ومن جانبه، كشف مستشار رئيس الوزراء العراقي، إبراهيم الصميدعي، أن "هناك تنسيقاً مع الحكومة العراقية بخصوص العمليات العسكرية للجيش التركي في إقليم كردستان"، مؤكداً، في تصريحٍ متلفز، أن "حزب العمال الكردستاني يقوم بعمليات إجرامية، وأن الحكومة العراقية قد صنفته منظمة إرهابية، والعمليات التركية تجري وفق تنسيق بين بغداد وأنقرة".

إلى ذلك، قال القيادي في ائتلاف النصر (ضمن ائتلاف إدارة الدولة) الحاكم في البلاد، عقيل الرديني إن هناك "قلقاً واسعاً من التوغل التركي الأخير، حيث شمل نصب سيطرات عسكرية وإقامة نقاط مرابطة وصولاً إلى مساع لإقامة قواعد عسكرية جديدة، وقد تجاوز حجم التوغل على مدار سنوات 150 كم، وصولاً إلى محيط العمادية وقراها في دهوك".

وأضاف الرديني في تصريحات للصحافيين اليوم الاثنين، أن "التوغل التركي خرق للدستور العراقي، وأن صمت حكومتي بغداد والإقليم على ملف حزب العمال الكردستاني أعطى الحجة لأنقرة في التوغل في عمق الحدود، ويجب أن تكون هناك وقفة جدية للدفاع عن سيادة البلاد"، موضحاً أن "زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى بغداد كان بالإمكان استثمارها في الصعيد الأمني، لكن للأسف حصل توغل مباشر في اليوم الثاني لزيارته".

بدوره، كشف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، محمد الشمري، عن اجتماع سيعقد غداً الثلاثاء لبحث العملية التركية الجديدة في إقليم كردستان. وقال الشمري في تصريح له، إن "يوم غد الثلاثاء سيكون بداية الفصل التشريعي الجديد لمجلس النواب العراقي، وسيكون هناك اجتماع للجنة الأمن والدفاع البرلمانية لمناقشة التوغل التركي الأخير في الأراضي العراقية، والتطورات العسكرية هناك، ونحن نعتقد أن ما يجري هو عملية احتلال"، وفقاً لما أوردته وكالة "شفق نيوز" العراقية المحلية.

وبين الشمري أن "لجنة الأمن والدفاع البرلمانية سيكون لها موقف وقرارات وتوصيات بشأن ما يجري من توغل تركي خطير وكبير داخل الأراضي العراقية، كما سيتم بحث استضافة عدد من المسؤولين لمناقشة هذا الملف المهم، والذي يخص سيادة العراق وحفظ أمنه القومي".

بابه‌تی په‌یوه‌ندیدار
مافی به‌رهه‌مه‌كان پارێزراوه‌ بۆ دره‌و
Developed by Smarthand