"تيار الاعتدال"... "الإطار التنسيقي" ينقسم على نفسه قبل الانتخابات المحلية

2023-06-28 09:55:24

عربية:Draw

تشير تسريبات حصل عليها "العربي الجديد" إلى توجه عدد من قوى التحالف الحاكم في العراق "الإطار التنسيقي"، إلى تشكيل ائتلاف سياسي جديد لخوض الانتخابات المحلية المقبلة نهاية العام الحالي، تحت عنوان "تيار الاعتدال"، أو "خط الاعتدال".

وسيجمع هذا الائتلاف عدة أطراف داخل التحالف ويستثني آخرين، في توجه قد يعزز الانقسام الحاصل داخل "الإطار التنسيقي"، الذي تولى تشكيل حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

ومنذ تشكيل "الإطار التنسيقي"، في أكتوبر/تشرين الأول 2021، من خلال عدة قوى تُوصف بأنها حليفة لإيران، أبرزها ائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، "وصادقون" الجناح السياسي لمليشيا "عصائب أهل الحق"، و"الفتح" بزعامة هادي العامري، و"سند" بزعامة أحمد الأسدي، و"المجلس الأعلى" بزعامة همام حمودي، إلى جانب "تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، و"ائتلاف النصر"، بزعامة حيدر العبادي، و"حقوق" بزعامة حسين مؤنس، وهي الجناح السياسي لمليشيا "كتائب حزب الله"، لم تتم تسمية أي رئيس للتحالف.

اجتماعات متواصلة لبلورة تحالف انتخابي

ووفقاً لمصادر مقربة من داخل التحالف في بغداد، تتواصل الاجتماعات بين عدد من كتل "الإطار التنسيقي" لبلورة اتفاق نهائي على تحالف سياسي لخوض الانتخابات المحلية المقبلة المقررة في 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وتسعى الكتل السياسية العربية الشيعية لخوض منافسة شديدة في معاقلها التقليدية جنوبي البلاد، للحصول على أغلبية في محافظات البصرة والنجف وكربلاء وذي قار والقادسية وبابل وواسط والمثنى وميسان، إلى جانب بغداد، وسط ترقب لقرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي يملك الثقل الشعبي من بين الأحزاب الشيعية، حيال خوضه الانتخابات أو مقاطعتها.

تشكيل تكتل جديد لخوض الانتخابات

وقال عضو في البرلمان العراقي طلب عدم الإفصاح عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إن الحراك الحالي داخل تحالف "الإطار التنسيقي"، يهدف لتشكيل تحالف أو تكتل جديد لخوض الانتخابات المحلية.

وأضاف أن "عمار الحكيم وحيدر العبادي، أبرز الشخصيات التي تتصدر هذا الحراك، تحت عنوان خط الاعتدال أو قوى الاعتدال، وهذه التسمية ربما تكون موجهة بالدرجة الأولى للقوى الأخرى، مثل نوري المالكي وقيس الخزعلي وهادي العامري، بإشارة إلى أنهم الطرف المتشدد داخل التحالف".

ويملك كل من الحكيم والعبادي، تجربة سابقة بخوض الانتخابات بتحالف واحد في انتخابات 2021، وعلى إثرها أعلنا توجههما للمعارضة وعدم الاشتراك بالحكومة، رغم وجودهما في "الإطار التنسيقي"، لكن في ما بعد تولت شخصيات محسوبة على الحزبين مناصب حكومية وتنفيذية مختلفة.

عضو بارز في تيار الحكمة، بزعامة الحكيم، قال إن الأخير والعبادي يعملان منذ أسابيع على تشكيل تحالف انتخابي يجمعهما مع شخصيات وقوى سياسية شيعية ذات توجه مدني، بعيداً عن الأطراف التي لديها أجنحة مسلحة وآراء سياسية متطرفة، وهناك تقدم كبير بهذا الجانب.

وبين أن "تيار الاعتدال، هو الاسم المقترح حتى الآن لهذا التحالف في حال اكتمال تفاصيله. وسيضم حسب الحوارات الأولية تيار الحكمة وائتلاف النصر وحركة الوفاء بزعامة عدنان الزرفي وحركة اقتدار وطن بزعامة عبد الحسين عبطان، وشخصيات وتيارات شيعية ذات التوجه المدني".

وأضاف: "كما أن هناك حوارات مستمرة لضم أكبر عدد ممكن من التيار والشخصيات ذات التوجه المدني في مدن الوسط والجنوب، حيث يدعم قانون الانتخابات الجديد التحالفات السياسية والانتخابية الكبيرة".

وأوضح أن "الجهات ذات التوجه المتشدد، والتي لها أجنحة مسلحة ستخوض على الأرجح الانتخابات المقبلة في تحالف واحد، يجمع كلاً من ائتلاف دولة القانون ومنظمة بدر وحركة عطاء وكتلة سند، وعددا من أجنحة الفصائل السياسية. وحتى الساعة حركة عصائب أهل الحق، لم تحسم أمرها في الدخول ضمن هذا التحالف، أو خوض الانتخابات بقائمة منفردة".

مشروع لإدارة الدولة

من جهته، قال عقيل الرديني، القيادي في "ائتلاف النصر"، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، ، إنهم يملكون مشروعاً لـ"إدارة الدولة خلال المرحلة المقبلة، قائم على الاعتدال ونبذ الأسس الطائفية والحزبية والقومية، ويقوم على بناء دولة مؤسسات، تدار بشكل مهني ووطني".

وأكد وجود "حوارات مع تيار الحكمة من أجل التحالف من جديد لخوض انتخابات مجالس المحافظات. وهناك تواصل مستمر بين الطرفين وأطراف سياسية أخرى لتشكيل تحالف انتخابي كبير، خصوصاً أن تيار الحكمة يعتبر من التيارات الوسطية والمعتدلة".

وأضاف الرديني أن "قوى الإطار التنسيقي المتبقية حتى اللحظة لم تحسم أمر تحالفاتها الانتخابية، فهناك آراء مختلفة، فهناك من يريد خوض الانتخابات بتحالف واحد كبير والبعض يريد خوضها بتحالفات متعددة، وهناك رأي لبعض أطراف الإطار بشأن خوض الانتخابات بشكل منفرد".

في المقابل، قال رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، غازي فيصل، لـ"العربي الجديد"، إن "الإطار التنسيقي منذ بداية تشكيله يشهد خلافات داخلية بملفات سياسية مختلفة، كما أن هناك (أطرافا) تحمل توجهات متشددة، وهناك أطراف إطارية تعمل على الوسطية. وحتى خلال أزمة تشكيل الحكومة والمواجهة ما بين الإطار والتيار الصدري، كانت تعمل على تهدئة الأوضاع وعدم تصعيد الموقف، عكس أطراف ذات توجه متشدد، خصوصاً التي لها أجنحة مسلحة".

وبين فيصل أن "الخلافات بين الأطراف المعتدلة وذات التوجه المتشدد داخل الإطار التنسيقي سوف تتعمق بعد انتخابات مجالس المحافظات، وسيكون هناك صراع جديد بين تلك القوى على الحكومات المحلية". وأضاف أن "هذا الصراع ربما يدفع الأطراف المعتدلة إلى تحالفات جديدة مع قوى خارج الإطار، وربما تكون قريبة من التيار الصدري، إذا شارك في الانتخابات".

المصدر: العربي الجديد

 

 

 

 

بابه‌تی په‌یوه‌ندیدار
مافی به‌رهه‌مه‌كان پارێزراوه‌ بۆ دره‌و
Developed by Smarthand