ليس في العراق سيدة أولى....!!
2023-03-03 10:36:14
عربيةDraw
لم نعرف في قاموس العراق السياسي او الاجتماعي او الدبلوماسي العراقي منصبا عنوانه السيدة الأولى، منذ تأسيس الدولة العراقية في 1921 حتى الآن، ولم ينص اي دستور عراقي جمهوري على هذا المنصب او يكون له صلاحيات وواجبات وحقوق، حتى في النظام الملكي الذي يوجب ان تكون هنالك ملكة الى جانب الملك على عرش البلاد، لم يعرف العراقيون للملكتين اللتين حظيتا بهذا اللقب وهما (حزيمة بنت ناصر) زوجة الملك فيصل الأول ولا عالية بنت علي بن الحسين اي نشاط او ظهور او ممارسة سلطوية تذكر رغم فرادة اللقب الذي حملتاه وشرعيته.
وفي العراق الجمهوري منذ 1958 حتى 2003 لم يعرف او يعترف العراقيون بسيدة أولى (زوجة رئيس الدولة او المسؤول الاول فيها)، فعبد الكريم قاسم رأس الجمهورية الأولى ظلّ اعزبا حتى يوم اعدامه في 8 شباط 1963، ولم تحظ زوجة الرئيس عبد السلام عارف السيدة ناهدة الريّس باي لقب او منصب او صلاحية او امتياز او حتى ظهور عام طوال فترة حكم زوجها 1963-1966 ، وربما اختلف الامر قليلا في زمن اخيه الذي اعقبه الرئيس عبد الرحمن عارف 1966-1968، حيث بدأ يصطحب زوجته السيدة فائقة عبد المجيد احياناً في بعض الاستقبالات الرسمية عندما تحضر زوجات الرؤساء الضيوف في زياراتهم للعراق، من باب العرف البروتكولي الواجب، ولكنها لم تحمل لقب السيدة الأولى ابدا.
ولم يعرف العراقيون شكل او اسم زوجة الرئيس العراقي احمد حسن البكر السيدة غيداء الندا طوال فترة حكمه من 1968 حتى 1979، ولم تحظ باي لقب او ظهور رسمي.
على عكس السيدة ساجدة خير الله طلفاح زوجة الرئيس صدام حسين التي بدأت ببعض الظهور المعلن المحدود في مناسبات قليلة تعدّ على اصابع اليد. وكان ذلك بتشجيع من رئيسة الاتحاد النسائي العراقي وقتها، منال الآلوسي التي حاولت ان تزرع في داخلها فكرة السيدة الأولى اسوةً بالسيدة سوزان مبارك زوجة الرئيس المصري حسني مبارك او جيهان السادات زوجة الرئيس انور السادات. الا ان محاولات منال الالوسي لاضفاء لقب السيدة الاولى على ساجدة طلفاح باءت بالفشل بعد ان اظهر الرئيس صدام حسين امتعاضه من هذا الامر وعدم رضاه عن الظهور الاعلامي للسيدة زوجته او تسميتها بالسيدة الاولى، حيث قال لمنال الالوسي عندما عرضت الامر عليه : كل عراقية في نظر الدولة واعتبارها هي سيدة أولى، ولا يجوز ان ينحصر هذا اللقب بزوجة رئيس الجمهورية.
وفي العراق الديمقراطي الجديد بعد 2003، عندما تحوّل منصب رئيس الجمهورية الى مجرد منصب اعتباري بلا سلطات حسبما نصّ الدستور، كان من الطبيعي ان لايكون هنالك حديث عن سيدة أولى رغم طموحات بعض زوجات الرؤساء الذين تواتروا على المنصب، حيث ابدين اهتماماً وشغفاً بارتداء تاج هذا اللقب الوهمي او ممارسة اي نشاط ضمن إطاره، حتى لو كان شكلياً وبغطاء دبلوماسي افتراضي.
لذلك كان من المفاجئ بل والتنطّع الرخيص ماقام به السيد علي شكري مستشار رئيس الجمهورية العراقية الحالي عبد اللطيف رشيد ، حين تقدّم بشكوى ضد الاعلامية الزميلة جيهان الطائي، بحجة اصدارها مطبوع ورقي (مجلة) اسمها (السيدة الأولى) لانها على حد زعمه (تنتهك) لقب السيدة الأولى زوجة الرئيس رشيد وتستعمله بغير وجه حق !!!!!؟؟؟؟؟
لا اعرف كيف يهتدي المطبلون والمزمرون وماسحو الاكتاف الى هذه (الدروب) والالاعيب الملتوية لتبييض صفحاتهم امام سادتهم ورؤسائهم ؟!
ربما بوهم ان هذا اللهاث المتهافت وهذه (اللگلگة) ستكون بطاقتهم الخضراء الى مرتبة أعلى او ربما منصب دسم يرضعون من ضروع فساده بغطاء رئاسي.
والا مامعنى هذه (الفرّارة) السخيفة المثيرة للسخرية والازدراء ؟؟؟
مجلّة السيدة الأولى المرخصة رسمياً و المزمع صدورها في الاسابيع المقبلة عن مؤسسة ارض بابل الثقافية اصبحت على حين فجأة جريمة صحفية وانتهاكاً رئاسياً واعتداءً دبلوماسياً على حقق السيدة زوجة فخامة الرئيس دون ان نعلم ماهي جريرتها باستعمال هذا العنوان.
يقول بعض الخبثاء ان السيد علي شكري مجرد واجهة لهذه الشكوى، أريد له ان يكون ماشة (ملقط) النار في هذه القضية، وان اثارتها ضد رئيس تحرير المجلة جيهان الطائي وارهـ ابها بمحاولة اقتحام دارها واعتقالها ، كان برغبة وتوجيه وامر مباشر من السيدة شاناز ابراهيم احمد زوجة فخامة الرئيس عبد اللطيف رشيد،، فاذا صح ذلك (( لاسمح الله )) فانا اقول للسيدة (شاناز) باسمي وباسم تجمع الاعلاميين العراقيين الذي اتشرف برئاسته، وباسم جميع الاقلام والاصوات الحرة في الاعلام العراقي،، اننا نرفض ونستنكر بشدة ماجرى مع الزميلة جيهان، لانه لا يتناسب مع نص الدستور الذي بموجبه تسنم فخامة الرئيس زوجك منصبه، والذي يؤكد أكثر من نصٍّ فيه على حرية الرأي وحرية التعبير ووجوب احترام الاعلام ، وانه ليس لسلطة مهما علت ان تكون سيف ظلمٍ على رقاب الافكار والأصوات، وانه ليس من نصّ قي القانون يكرّس منصباً عنوانه (السيدة الأولى)، وان العراقيين يرون في كل سيدة عراقية سيدةً اولى، واننا في دولة ديمقراطية، ليس فيها اسياد وعبيد ، واننا جميعا (مواطنين ومسؤولين) متساوون في الحقوق والواجبات، وان المسؤولية في الدولة هي تكليف وليست تشريفا يمنح صاحبه علوّاً على رقاب الشعب، وان المسؤول مجرد موظف مؤقت يعينه الشعب، اي انه خادم للشعب وليس سيده، واننا كأعلاميين نذرنا انفسنا من اجل ان تسود مفاهيم العدالة والمساواة، نقاتل من اجل تحقيقها، ولن نسمح لاقدام السلطة الثقيلة ان تدوس على كرامة اصغر طفل في شعبنا مهما كان الثمن باهضاً وقاسياً. وان الشعب الذي ناضل وانتصر على الديكتاتورية ، لن يسمح بعودة اي شكل من اشكالها الأخرى، حتى ولو بادنى صورها.
ياسيدة شاناز و يا علي شكري :
الحكام الطغاة والجبابرة لم يفرضوا علينا سيدّةً اولى وهم بكامل سلطاتهم المطلقة المتفرّدة الباطشة
فهل تريدون التسيّد علينا اليوم وانتم بسلطة اعتبارية تشريفية ليس إلا ؟؟؟
اتقوا الله واحترموا شعبكم وتذكّروا انها مجرد اربع سنوات فحسب ، وربما كانت اقلّ من ذلك
اليس كذلك ؟؟ عرض أقل