كيف يتحدث مسعود بارزاني عن أحداث 31 أب 1996؟

2022-09-01 11:03:14

عربية Draw:

يقول زعيم الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني في كتابه( البارزاني و الحركة التحريرية الكوردية): ،" في 16 من أب 1996 قمت بإلقاء خطاب طرحت فيه مبادرة للسلام، في اليوم نفسه، قام (مام جلال) بإلقاء خطاب له في (دربنديخان) وقال بالنص :" أقرأوا سورة الفاتحة على الحزب الديمقراطي الكوردستاني".. أرسل صدام حسين مبعوثا له وقال لنا بأنه على أستعداد تام  لتقديم الدعم الى" البارتي" من أجل تحرير أربيل، قمنا بعقد إجتماع للقيادة وقررنا بدون تردد الموافقة على طلبه".

يذكر مسعود بارزاني في المجلد الخامس من كتابه (البارزاني والحركة التحررية  الكوردية) صفحة( 291- 305):" في 15 حزيران من عام 1996، زارني ممثل(CIA)  وقال لي:" الايرانيون ينون توجيه ضربة أو شن هجوم على مقرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني في قضاء "كوية"، من الواضح كان لديهم معلومات مسبقة"

ويضيف،" في 31 تموز 1996، أرسل هوشيار زيباري عندما كان في واشنطن  برقية يقول فيها،" الايرانيون والاتحاد الوطني الكوردستاني ينون شن هجوم واسع ضد "البارتي".

في 8 تموز 1996، قام "اليكيتي" بقصف منطقة " كسنزان" وأسفر القصف عن استشهاد 3 من البيشمركة و 6 مواطنين.

يقول البارزاني،" الايرانيون تدخلوا بقوة وبزخم  كبير لدعم اليكيتي ضد البارتي، ووضعوا خطة "جهنمية" للقضاء النهائي علينا، وقاموا بتسليح "اليكيتي"بسخاء مفرط ووضعوا العتاد والاسلحة  اللازمة تحت تصرفهم". 

في 16 من أب عام 1996 وفي ذكرى اليوبيل الذهبي لتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، أقمنا في مصيف صلاح الدين أحتفالا كبيرا بهذه المناسبة وخلال الاحتفال قمت بإلقاء خطاب طرحت فيه مبادرة للسلام، في نفس اليوم قام (مام جلال) بإلقاء خطاب له في دربنديخان وقال بالنص :" أقرأوا سورة الفاتحة على الحزب الديمقراطي الكوردستاني".

في 17 اب 1996، قام الايرانيون والاتحاد الوطني الكوردستاني بتكثيف تحركاتهم وقاموا بشن هجوم واسع النطاق على جميع المحاور.

ويشير البارزاني، "حاولنا جاهدا أن نقول للبريطانيين والاميركيين، بأن الذي يجري هو هجوم إيراني ضد الديمقراطي الكوردستاني، ومن الضروري أن يكون لهم موقف واضح من ذلك، الا انهم لم يظهروا أي موقف يذكر تجاه ماكان يحدث".  ويقول، "بعد أن توضحت الصورة وتبين لنا أن إيران قد دخلت بقوة وبشكل مباشر في القتال، أرسل صدام،( مانع عبدالرشيد) مديرالمخابرات العراقية الى كوردستان وأبدى استعداده الكامل لتقديم المساعدة والدعم لنا ضد التدخل الإيراني".

ويذكر البارزاني،" طلبت منه أن يرسلوا لنا مدافع من عيار 130 ملم و 107 ملم و 122 ملم، مع الجنود العاملين على تلك المدافع، لعدم وجود الوقت الكافي للتدريب على استعمال تلك الاسلحة، لاحقا وصل الرد منهم وأبدوا استعدادهم على مساعدتنا، في الحقيقة لم أكن أتوقع أن يأخذوا الامورعلى محمل الجد وأن يتدخلوا بهذه السرعة، قمت بعقد إجتماع لقيادة البارتي وقررنا وبدون أي تردد الموافقة على طلبهم". 

في ليلة 31 أب 1996، اتصل بي (روبرت بيلترو) المبعوث الاميركي في الشرق الاوسط وقال :" تم ملاحظة تحركات غير طبيعية في جنوب أربيل، من المتوقع أن يكون هناك تدخل عراقي، وأنا قلت له،" عندما تكون لإيران الحق في التدخل، لماذا لايكون للعراق نفس الحق".

كان هناك توافق كبير بين قيادات البيشمركة والقادة العسكريين العراقيين من ناحية الخطط العسكرية ومن الناحية السياسية والإعلامية أيضا.هناك قاعدة فقهية تقول،" دفع الافسد بالفاسد"، أي إزاحة الاسوء والافسد بالسىء والفاسد".

ويقول البارزاني ،" لاحقا طلب منا توجيه رسالة الى صدام، وأنا وافقت وقمت بتوجيه الرسالة، كانت الغاية من الرسالة أن نوضح للرأي العام بأن دعم العراق جاء على إثر التدخل الإيراني المباشر في القتال الدائر مع الاتحاد الوطني الكوردستاني".

قبل وصول الجيش العراقي، اتفقت مع ( مانع عبدالرشيد) على ضرورة انسحاب القوات العراقية بعد إنتهاء مهامها، وأبلغني بأن صدام قد وعد بإنسحاب الجيش العراقي في حال اذا طلبنا منهم ذلك، واتفقت معهم ايضا على ضرورة عدم دخول أي جندي من الجيش العراقي أوعناصرالمخابرات الى داخل أربيل، واشترطوا هم علينا بضرورة عدم التقدم نحو السليمانية.

في صبيحة31 أب 1996، تم تنفيذ الخطة فورا، عند الظهيرة لم يستطع الاتحاد الوطني  القدرة على الاستمرار في المقاومة، وانهار تماما.. (كوسرت رسول) كان متواجدا داخل أربيل، تمكن من النجاة بصعوبة وانسحب نحو منطقة "بيستانة".

 "في المقابل لم تكن للولايات المتحدة الاميركية أي ردود أفعال تذكر تجاه ما حصل، سوى انها قامت بتوجيه عدة صواريخ الى بعض المواقع العسكرية العراقية في مدينة الكوت.. بعدها أبلغني أحد الاصدقاء بضرورة ترك مقري، كان من المتوقع  قصفه من قبل أميركا، الا إن ذلك لم يحصل، وقامت  أميركا بعدها بإعادة علاقاتها معنا مبكرا" 

بعد تحريرأربيل، انهار الاتحاد الوطني على جميع جبهات القتال، في 5 أيلول 1996 وصلت قوات الديمقراطي الكوردستاني الى مشارف "كوية" وتم تحرير المدينة ومرتفعات ( هيبت سلطان) وفي اليوم التالي وصلت قواتنا الى" دوكان". 

وقمت هناك بتفقد مقاتلي البيشمركة وطلبت من قياداتهم بعدم التقدم نحو السليمانية بأي شكل من الاشكال، لكن "اليكيتي" قام بالانسحاب من (السليمانية وقلاجوالان)  بدون أي مقاومة، حتى انهم تركوا خلفهم معداتهم ومستلزماتهم، أصيب اليكيتي  بإنهيارعجيب لانظيرله، وصل البارتي الى السليمانية وفر قوات الاتحاد الوطني في مناطق(سيران بند و شاربازير) الى مدينة ( بانة )الايرانية الحدودية وقامت  الحكومة الإيرانية بإستقابلهم... لم تعجب دخول قوات الحزب الديقمراطي الكوردستاني الى مدينة السليمانية الحكومة العراقية، وأعتبرت الخطوة مخالفة لما تم الاتفاق عليه مسبقا، ولم يصدق صدام حسين الانهيار السريع الذي أصاب قوات الاتحاد الوطني الكوردستاني ودخول قوات الديمقراطي الى المدينة دون مقاومة،   أخلى مقاتلوا الاتحاد الوطني المدينة على عجل.

 بعد هذه الحادثة، وفي 10 أيلول 1996، أرسل صدام حسين على الفور( مانع عبدالرشيد) الى إيران عبرمدينة خانقين ومن ثم الى مدينة( قصر شيرين) الايرانية ومن ثم طهران، واتفق مع ( محمدي) نائب رئيس جهاز المخابرات الإيرانية( الاطلاعات) على عدم السماح  للديمقراطي الكوردستاني بالسيطرة على كامل كوردستان. 

بعد أنهيار الاتحاد الوطني، أصبحت كوردستان ولمدة شهر، تحت قبضة واحدة وأصبح هناك مركز قرار واحد. 

 يقول البارزاني ،" هناك الكثير من التحليلات والكثير من الحديث والعديد من المواقف المختلفة حول أحداث 31 اب، لكن يتوجب أن أقول للاطراف الداخلية والخارجية الذين يوجهون النقد الى" البارتي"، هل تعلمون ماذا فعل اليكيتي في 17 أب 1996؟ .. فمنذ بدايات إندلاع  الحرب الاهلية في عام 1994، أبدى صدام حسين ولمرات عدة استعداده لدعم البارتي وبشكل فعلي، ولكن نحن رفضنا هذا الدعم ورفضنا قبول أي مساعدة من قبل الحكومة العراقية.

 

 

 

بابه‌تی په‌یوه‌ندیدار
مافی به‌رهه‌مه‌كان پارێزراوه‌ بۆ دره‌و
Developed by Smarthand