المعارضة الوطنية...
2022-08-15 11:35:25
باقر جبر الزبيدي
في زمن المعارضة الوطنية الحقيقية منذ بداية الثمانينيات والتي تشرفنا بالانتماء لها والعمل فيها كنا نعذر من يتخوف ويمتنع عن الانخراط في المعارضة بسبب ما كان يتعرض له من أخطار هو وأفراد عائلته والمقربين منه.
عشنا الكثير من اللحظات المؤلمة حين كانت تصلنا أخبار التضييق والاعتقالات والإعدامات بحق أهلنا وأحبائنا في العراق.
من المتعارف عليه في النظام الديمقراطي أن الأحزاب السياسية المعارضة تخوض غمار الانتخابات والتنافس السياسي مع الحزب الحاكم ومن ثم تراقب الأداء الحكومي.
اليوم ووسط المناخ السياسي الحالي الذي يسمح بقيام معارضة سياسية فاعلة نجد أن الكثير من القوى السياسية تخشى الانخراط في صفوف المعارضة بل وتتخوف من الكلمة نفسها.
قد يكون هذا الأمر بسبب إن بعض دعوات المعارضة التي انطلقت من الخارج بعد 2003 كانت تتبنى إسقاط العملية السياسية برمتها وهو أمر غير مقبول سياسياً وشعبياً.
إن إحدى مشاكل العملية السياسية في العراق هو عدم وجود معارضة حقيقية يكون هدفها المراقبة والنقد وتحديد مكامن الخلل في الأداء الحكومي وهو ما وضعنا اليوم في إشكالية كبيرة ولدت عملية سياسية مشوهة وغير قادرة على القيام بواجباتها.
المعارضة هي مشروع سياسي متكامل يهدف إلى خدمة العملية السياسية ودورها لا يقل أهمية عن دور الحكومة ونطمح من خلال حركة إنجاز التي تبين مشروع المصالحة السياسية وتفعيل دور الرقابة على الأداء الحكومي وتأسيس نهج جديد لمشروع المعارضة الوطنية التي ترفع شعار "الخدمة من أجل الشعب".
باقر جبر الزبيدي
١٥ آب ٢٠٢٢