أكثر من 200 ألف إيزيدي ما زالوا نازحين في العراق
2022-08-06 08:43:30
عربية: Draw
كشفت الأمم المتحدة، عن أكثر من 200 ألف ناجٍ من المذابح التي ارتكبها تنظيم «الدولة الإسلامية» بحق الإيزيديين قبل 8 سنوات، مشيرة إلى إنهم «ما زالوا نازحين» في أنحاء العراق.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة، في بيان «أين حاجات النازحين الذين يعيش بعضهم داخل مخيمات، لا تزال مرتفعة»، معتبرة أن «هذا يجبر العائلات على التركيز على تلبية حاجاتهم الأساسية، بدلاً من إعادة بناء حياتهم».
وحسب المنظمة، فقد «دمّر تنظيم داعش نحو 80 ٪ من البنى التحتية العامة و70٪ من مساكن المدنيين في مدينة سنجار ومحيطها، بالإضافة إلى الموارد الطبيعية في المنطقة، وخرّب قنوات الريّ والآبار وسرق أو دمّر المعدات الزراعية والأراضي الزراعية».
وأعلن فريق تحقيق خاص من الأمم المتحدة في أيار/مايو 2021 عن حصوله على «الدليل الواضح والمقنع» على ارتكاب عناصر التنظيم للإبادة ضد الإيزيديين.
ولا يزال أكثر من 2700 شخص في عداد المفقودين، بينهم أشخاص مختطفون من قبل تنظيم «الدولة»، حسب المنظمة.
وقالت ساندرا أورلوفيتش، وهي من مسؤولي المنظمة في العراق، إن «حجم الفظائع المرتكبة ضد المجتمع الإيزيدي، سيؤثر على الأجيال المقبلة».
وفي مطلع آب/ أغسطس الجاري، أحيا الإيزيديون الذكرى السنوية الثامنة على سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على قضاء سنجار.
وذكرت الأمم المتحدة في بيان «نقف اليوم على مشارف فصلٍ جديد يجلب الثقة في مسار العدالة للضحايا والناجين؛ حيث يتزايد الزخم لِمُلاحقة عناصر تنظيم داعش على جرائمهم الدولية ولا سيما جريمة الإبادة الجماعية ضِد الأيزيديين».
وأضافت: «فمنذ إحياء ذكرى الإبادة في العام الماضي، شهدنا تقدماً يتمثل في إرساء سوابق قانونية للمُحاكمة على جريمة الإبادة الجماعية في المحاكم الألمانية، واستمرار أعمال الفتح والتنقيب عن مقابر جماعية إضافية لضحايا تنظيم داعش الإيزيديين في مناطق قيني وحردان وسنجار؛ وإتمام المرحلة الثانية لإعادة رفات الضحايا، بينما يستمر العمل للتعّرف على رفات المزيد من الضحايا».
وأشار البيان إلى أن «هذا الزخم الذي أكد عليه كريستيان ريتشر المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق (يونيتاد)، مُستوحى في المقام الأول من شجاعة وصمود المجتمع الأيزيدي في العراق وفي العديد من الأماكن حول العالم. حيث كانت شجاعة ومثابرة النساء والفتيات الأيزيديات على وجه الخصوص استثنائية. ويُعد تَصميمهن على العدالة والمساءلة هو الدافع وراء هذه الجُهود، وذلك بِهدف التحقيق في جميع الجرائم التي ارتكبها عناصر تنظيم داعش ضِد الإيزيديين».
وذكر ريتشر: «لقد أُتيحت لي الفُرصة للقاء شباب إيزيدين رائعين خلال زيارتي الأخيرة إلى سنجار في شهر أيار/مايو من هذا العام. لقد ألهمني حقاً صُمود وإصرار أولئك الشابات والشبان، الذين برغم أنهم نَجوا مِن رُعب لا يُمكن تَصوره، إلا أنهم تقدموا وتحدثوا عن فداحة الأفعال الوحشية التي حلت بهم، فضلاً عن ثِقتهم وإيمانهم بمسار المساءلة والعدالة».
وأضاف أيضاً أن «الشباب والشابات الأيزيديين يستحقون التقدير لما تَحمّلوه وما زالوا يتَحمّلونه، ومع ذلك فإن قُدرتهم على النهوض والتطور والإمساك بزمام مستقبلهم بأيديهم أمرٌ مثيرٌ للإعجاب حقاً».
ووفقا للامم المتحدة، فإن الزخم نحو العدالة والمساءلة سيستمر في الازدياد من خلال اجماع المجتمع الدولي الذي يقف بقوة داعما السعي لتحقيق المساءلة عن جرائم تنظيم «الدولة». وقد أكدت حكومة العراق والعديد من الدول الأعضاء دعمها الثابت لتحقيقات فريق (يونيتاد) خلال العام الماضي.
وقد ظهرت ثِمار هذا العمل الدؤوب في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، مع أول إدانة لعُنصر عراقي في التنظيم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية من قبل المحكمة الإقليمية العليا بعد محاكمة استمرت 19 شهراً في فرانكفورت في ألمانيا.
وقد دعم فريق التحقيق (يونيتاد) الادعاء الألماني من خلال التواصل مع الشهود في العراق وتقديم المُساعدة في التأكد من عدم صحة الوثائق التي قدمها المدعى عليه.
ويهدف هذا التعاون المشترك، المستمر والمتنامي، إلى تقريب الضحايا والناجين من العدالة التي يستحقونها. واختتم المستشار الخاص ريتشر قائلاً: «من خلال الشراكات ما بين السلطات الوطنية وفريق التحقيق (يونيتاد) والمُجتمعات المُتأثرة والمنظمات غير الحكومية، يُمكننا التغلُب على العديد مِن العقبات التي نواجهها من أجل تحقيق العدالة عن الجرائم المرتكبة من تنظيم الدولة».
القدس العربي